كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثامن )
ووقف , ثم اخذ يذرع الغرفة رواحاً ومجئياً امامها , كانت آن تنظر اليه ذاهلة وهي تسمع منه هذه المحاضرة عن عدم المسؤولية , ولكنها مالبثت ان اطبقت فمها وهي ترى لهجته تتحول من التحليل المنطقي الى الثورة العنيفة :
- ماالذي كنت تفكرين فيه ؟ المفروض انك امرأة ذكية , ولكنك تصرفت كفتاة بلهاء في السادسة عشرة حتى ولو استطاع هو اقناعك بأنك مازلت تحبينه , كيف امكنك ان تسمحي لرجل لم تريه منذ اكثر من عام .. والذي لا يعرف احد ماذا كان يفعل , ومع من .. تسمحي له بدخول شقتك , من المؤكد انك لم تصدقيه وهو يتحدث عن ابنه ومصيره .. انني رأيت الطريقة التي كان ينظر بها اليك , وصدقيني إنها ليست الطريقة التي ينظر بها رجل الى امرأة يحبها ..
فقالت وهي تحاول ان تتمالك نفسها :
- ذلك لأنه لم يحبني قط .
وقف امامها واضعاً يديه في خاصرتيه , وصوته يقطر حقداً :
- مع علمك بذلك فقد سمحت له بأن يجعلك متلهفة الى عودته بحيث رحبت به وهو يدخل شقتك.
فصرخت به بنفس الغضب الذي يعتريه :
- أنا لم افعل ذلك ابداً.
فأنفجر فيها صارخاً:
- بل فعلت إياك و الكذب , فأنا قبل كل شيء لست غبياً , لقد رأيته يخرج من بيتك هذا الصباح .. لقد امضى الليل هنا , أليس كذلك .منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وتابع يقول دون ان ينتظر جوابها :
- مهما كان رأيك في تصرفاتي نحوك, فأنا لا استحق ذلك.
وبدا التوحش في صوته , وهو يتابع :
- هل كان بجانبك عندما توسلت اليّ عبر الجدار بذلك الشكل المؤثر ؟ هل كنتما الاثنين تختنقان بالضحك عليّ...
وكان وجهه ينضح اشمئزاز وهو يصرح بماشعر به من مذله من جراء دعاباتهما الخبيثة المزعومة .
- كلا.. كلا .. لايمكن ابداً ان اتصرف نحوك بهذا الشكل يا هانتر .. ابداً , وخصوصاً مع ديمتري , إنه لم يكن معي الليلة الماضية لأنه لم يأت لأجلي بل...
فقاطعها قائلاً بخشونة :
- اظنه قال لك انه أتى لأجل ايفان اليس كذلك ؟ فهو لابد يعلم انك تقبلين القيام بأي عمل لأجل ابنك إنه يتحايل عليك , ألا تستطيعين رؤية ذلك؟
وصرف بأسنانه وهو يحني رأسه محاولاً تمالك نفسه وتابع يقول :
- واين هو بالمناسبة؟
- ديمتري؟
فثأر ثائرة وصرخ :
- كلا , بل إيفان .
نظرت آن في انحاء غرفتها الخالية , لم يكن هناك اكياس حفاظات .. ولا معدات اطفال .. ولا ابتسامات طفولية او نظرات متسائلة من عينين سوداوين صغيرتين , لا احد يستمع الى احاديثها اليومية عن سرورها وآلامها فينير حياتها ببراءته وفرحه في عالم بعيد عن مصائب الكبار واحزانهم .ريحانة
وازدردت ريقها بصعوبة وهي تقول :
- لقد رحل .
نظر اليها بحيرة وهو يسألها بفروغ صبر :
- رحل؟ الى أين؟
- الى بيته .
|