بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس عشر
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة صباحاً
كانا يجلسان متقابلين ويتناولان افطارهما
قال لها بتأنيب
: ما كان له داعي تجلسين اليوم , لو رايحة جامعتك ابرك
عقدت حاجبيها
: اروح وانت هنا وكلها كم يوم وتسافر !
ابتسم بحنان
: لك ثلاث أيام معي وباقي بقعد كم يوم , بكرة روحي
هزت رأسها نفياً
: ماني رايحة لين تسافر , وبعد ما تسافر بقعد لي كم محزنة بعدين أداوم
قهقه ضاحكاً , مسح عينيه ثم قال ولا زالت آثار ضحكته في صوته
: مب على كيفك , بكرة بتروحين وبروح معك , أجلس اقز لين تخلصين
قالت باعتراض
: وش اللي تقز , مير أفقع عينك
ضحك منها مجدداً
قبّل أن يردّ عليها رنّ هاتفه
أمسك به , رفع حاجبه الأيمن حينَ رأى اسم المتصل
: هلا
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله
: شلونك !
: الحمد لله , وانت !
: زين الحمد لله , بغيت أقول لك الوالدة وجدتي حابين يشوفون أهلك
قال بلطف
: حياهم الله
قال سعود بمرح
: والوالد يبي يشوفك
ضحك خالد بخفة
: الله يحييك انت وياه
: متى يناسبكم
: لحظة – نظر الى لين وقال بهمس وهو يبعد الهاتف – تستقبلين أهل سعود اليوم ؟
احمرت وجنتيها , قالت بخفوت
: ما عندي شي , انت عندك مانع ؟!
: لا – ردّ على سعود بابتسامة وهو يتأمل شقيقته – تفضلوا اليوم
: خلاص بأكلمهم ان شالله , بعد الظهر او قبل العصر كذا نجي
: هلا ومرحبآ
: سلام عليكم
: الله معك , وعليكم السلام
أغلق الهاتف ونظر لها بهدوءٍ تام
قالت بِ خجل
: وش فيك !
هزّ رأسه بهدوء
: ولا شي , قومي رتبي بيتك
لا شيء يا صغيرتي , أرى احمرارك , ارى ما في قلبكِ من سعادةٍ وحُزنٍ في آن , للمرة الثانية تُطلبين , في المرة الأولى زوجكِ أبي وندم وماتَ قهراً , وهذه المرة سأزوجك , وانا خائف وارجو الله الّا أندم
لا شيء يا شقيقتي , سوى أني احبك واخشى عليكِ واتطلع لأرى سعادتك وأمنك , لا شيء , سوى انني قلقٌ عليكِ , لا شيء سوى خوفي من أن تحبيه فلا يكون كفؤاً
لا شيء !
: من بيجي ؟!
: هو وابوه وامه وجدته
حكت رأسها بتفكير
: بس ما في الّا غرفة وصالة !
: عادي تجلسون يالحريم في غرفتك وحنّا هنا
: غرفتي صغيرة
: مو مشكلة لين لا تكبرينها , هم يدرون انك وحدة يعني بيتك ع قدك
قالت باختناق
: اقابلهم بروحي !
مسح على رأسها بحنان
: انا موجود
هزّت رأسها ودمعتان تبلورتا ك لؤلؤتين في مقلتيها
: لا , بيجون امّه وجدته ويجلسون معي لحالي يسألوني ويكلموني , مافي أم تتكلم بدالي , مافي أم تأشر لي بعينها أطلع من الغرفة , مافي أم تغمز لي عشان أقهويهم , مافي أم بترتب شكلي وتمدحني قبل يجون , مافي أم معي !
ضمها الى صدره بصمت
بمَ يجيب !
هذا ما كُتب علينا يا لين , هكذا شاء الله لنا , ما من مفر يا صغيرتي , هكذا اختار الله ابتلاءنا , كفكفي دمعك , اخلعي نبرة الحزن والأسى من صوتك , اهدئي يا وصية أبي لي , ما عساي أن أفعل , وهم أقوى مني وأكثر ! , ما عساي أفعل وان عصيتهم وتمردت عليهم حوسبت وحملت وزراً
قال بحنان
: خلاص لين , لا تقلبين يومك نكد , قومي غسلي وجهك وتعالي نكلم امي تانقو نسألها وش نسوي
نهضت بتباطئ وخرجت من غرفة الجلوس
آهٍ يا أخي , على حرقةٍ تعتصر قلبي , في أهمِ يومٍ لي امي وأخواي ليسوا معي , جبارون هم اولئك الذين أصابوني في مقتل , نفوني من بلدي وبيتي وصدرِ أمي ودفئ كلماتها , قساةٌ هم الذين ينتظرون رؤيتي لينهشوا جسدي ويبرحوني ضرباً , آهٍ يا أخي , على آهةٍ لم تتجاوز حدود صدري !
زفر بتعب ٍ وقال بخفوتٍ حار
: حسبنا الله وكفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحاً
خرجت من القاعة وسارت ببطئ وملل
شعرت بهزات هاتفها في جيبها
ردّت بملل
: هلا
: وينك !
: توني طلعت من القاعة , وانتي ؟
: عند الكافتيريا , وش تبين فطور
: جيبي أي شي
أغلقت الهاتف وذهبت حيث يجلسن رفيقاتها
ابتسمت ورفعت يدَها تُحييهن
رددن عليها التحية , وتباعدن لتجلس بجوار سمر
لكنها جلست بعيدةً عنها مما اثار ريبتهن
قالت احداهن مازحة
: وش فيك لا يكون شايفة على سمر شي
قالت بابتسامةٍ باردة
: لا عادي
أخفت سمر حزنها بابتسامتها
قالت احداهن
: رتول شوفي هذه بنت خالتي
نظرت اليها مبتسمة
: أهلاً
قالت الأخرى بنعومةٍ وبصوتٍ ( مغناج ) ب طبيعته
: هلا فيك
قالت رتيل
: منورتنا
: تسلمي يا قلبي
سألت الفتاة ابنة خالتها عن اسماء الفتيات
قالت وهي تشير اليهن
: هذه مشاعل ام لسانين – قالت مشاعل باعتراض – هيي ابلعي لسانك – ضحكت وتابعت - , وهذه فادية العنيفة السفاحة – فتحت فادية عينيها بصدمة – وش شايفة علي يوم اني سفاحة ! – قالت بضحكة – كذا تخوفين بلد يا ويل اللي يوطى لك على طرف , المهم وذي سمر الهادئة النعومة – ابتسمت سمر بنعومة وتابعت الفتاة – وذي سارة الرومنسية تعشق خطيبها الجنتل – ابتسمت سارة دون أن ترفع رأسها عن هاتفها , قالت الفتاة بسخرية – شفتي حتى ما رفعت راسها قاعد تكلمه , ما علينا , وانا وفاء الجميلة الخقة الأميرة الـ - كادت تتابع حديثها لولا صرخاتهن المعترضة , ضحكت وأشارت أخيراً الى رتيل – وذي رتيل المزيزة غامضة تحسينها وشوي نفسية
ضحكت رتيل
ضمت وفاء ابنة خالتها بمرح
: وذي الحلوة الياي الرقيقة النعومة الكيووت ديما بنت خالتي
قالت ديما مبتسمة
: تشرفنا بنات , رتيل اسمك مرا نايس , مين سماكِ ؟
صمتت رتيل قليلاً ,استنشقت هواءً تملأ بِه رئتيها , ثم قالت مبتسمة
: زوجي
عقدت الفتاة حاجبيها استغراباً
قالت بلطف
: عفواً !
ضحكت رتيل وقالت وهي تشرح بيديها
: يعني هو ولد عمي , ولمن انولدت سماني , ويوم كبرت تزوجني
وضعت ديما يديها على جانبي وجهها بتأثر , قالت بلطف وحالمية
: آووهه سسو كيووت
حملقت فيها رتيل لثوانٍ
ثم اشاحت بوجهها وهي تكبت ضحكتها التي لو ظهرت لأحرجت الفتاة وجعلتها تقسم ألّا تجلس معهن مرةً أخرى !
كان عقلها يسترجع ذكرى مضت
*كانت تمسك بيده وتسير معه في السوق
حين انتهيا من الشراء
توجها للبوابة ليخرجا
لفت انتباهه طفلٌ في عربته
قال بابتسامة واسعة وعينيه تنطقان اعجاباً
: مشالله تبارك الرحمن , شوفي رتيل البزر
نظرت اليه واتسعت عينيها بسعادة
كان الطفلُ ملفتاً جداً , جميلٌ ولطيف بشعرٍ ذهبي مجعد وعينين بلون العسل الصافي , وشفتين نديتان ممتلئتين
يضحك بمرح
قال مرةً أخرى
: اللهم صلي على محمد , يهبل يحليله الله يحفظه
قالت بتأثر وهي ترف برمشيها بدلال
: يااي سو كيووت
فتحت عينيه بصدمة وهو ينظر اليها
قال بذهول
: وش قلتي !
قالت بابتسامةٍ عريضة وكأنها أنجزت انجازاً
: سسوو كــيووت
ظلّ ينظر لها لثوانٍ , ثم عقد حاجبيه وهو يضرب رأسها بخفة
: وش ذي بعد
قالت تشرح له بطفولية
: يعني مرا حلو وكشخة و يحليله
قهقه بشدة ثم قال
: من معلمك ذي الكلمة
قالت بفخر
: فايزة اخت فوزية
قال بسخرية
: عساس انا أعرف فايزة وفوزية الحين
هزت رأسها برفض
: يااربي انت ما تفهم , فوزية صديقتي في المدرسة , وفايزة اختها بالثانوي , جات فايزة مدرستنا وشافتني وقالت سوو كيووت انا احسبها تسبني بالانجليزي زعلت قامت ضحكت هي وقالت لي يعني يا زينك وحلوه , عرفت !
كان مبتسماً يتأملها وهي تتحدث
هزّ رأسه ايجاباً
: أي عرفت , قولي لفايزة صقر يقول ما لك شغل لا عاد تقولين كيوت لا اشوتك , وانتي لا تقولينها ماش ما حبيت الكلمة
قالت بتذمر
: انا عجبتني
اقترب بتحذير
: وشو , ما سمعت
ضحكت وهي تضع كفيها على شفتيها وتهز رأسها نفياً
: خلاص ما اقولها
: ايه سنعة..*
انتهت الذكرى وهي تضحك ووفاء تناديها مستغربة
: رتيل !
نظرت اليها مبتسمة
: هلا
: بسم الله عليك انهبلتي تضحكين لحالك , المهم تسألك ديما كم سنة بينكم
نظرت الى ديما التي توردت خجلاً
: سوري ما انتبهت انّك سرحانة
هزت رأسها مبتسمة
: عادي , بيننا 15 سنة
هتفن الفتيات
: وآآو , الله , يووه كبير ممرة !
ضحكت ولم ترد عليهن
حينها جاءت داليا القت التحية ثم جلست بجانب رتيل
: خذي
: وش جايبة
: كلوب ساندوتش وعصير برتقال
قبّلت خدها مبتسمة
: مششكورررااا
ضحكت داليا
: لا بالله شكلك اليوم ميتة جوع
مسحت على بطنها
: ايي جوعاانة ومو ماكلة بالبيت وأخذت محاضرتين ورا بعض انهلكت
قالت داليا بحنان
: يا روحي , يلا شوي ويجي عبد الله وترتاحين
أكلت بصمت ولا زالت الابتسامة عالقةٌ في ثغرها من ذكراه
ذكرى حبيبي الغائب , ذاك الرجل الذي يسلب لبّ قلبي في حضوره , في كلّ مرةٍ أنظرُ أعلى التلفاز , لأرى صورته , كأني اراه لأول مرة , يقفز قلبي من بين أضلع صدري , ترفرف عيناي خجلاً وحاجةً واشتياقاً , ذاك الرجل الذي اذا ابتسم يبتسم العالم بأسره , الذي اذا غضب تختبئ الطيور في أعشاشها , وتدخل الفئران لجحورها , ذاك الذي اذا قهقه , ارتجت الكرةُ الأرضيةُ ضحكاً , ذاك الذي اذا عقد حاجبيه ببداية غضب , هابه الكون أجمع , رَجُلِي , سقفُ أحلامي , حبيبي الذي ربّاني وبقيتُ في نظره طفلةً حتى غاب عني , أين أنت يا صقر , واين رَسا قارب حياتك بِك , هل ما تزال تذكر ملامحي ! ام أنها اندثرت تحت رُكام أفكارك وانشغالاتك !
نبهتها داليا وقطعت أفكارها
: رتول كلي !
قالت مبتسمة
: طيب
رفعت داليا حاجبيها استغراباً من وضعها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
جامعة الدمام
الحادية عشر والنصف صباحاً
كانت تكتب بِ اندماج تام
تارةً تحك أعلى حاجبها بِ تفكير
وتارة تحك أسفل شفتها
قالت التي بجانبها بسخرية
: شوي شوي على نفسك
التفتت لها بانتباه
: تكلميني !
ضحكت
: اقول شوي شوي على نفسك , لا يفصل مخك من قوة التركيز !
قالت مبتسمة بشرود وهي تعود للكتابة
: ششش لا تطيرين الأفكار
: وش تكتبين ؟
: مقال
: عن !
لم ترد عليها لأنها اندمجت بكتابتها
صاحت الأخرى بملل
: ملاااك
سقط القلم من يدها بفزع
: شفييك !
: زهقت خلك من الكتابة الحين
زفرت ملاك وهي ترفع قلمها
: لجين أحسن لك تقلبين وجهك وتتركيني ف حالي
: يا بنت الحلال لاحقة ع الكتابة
قالت بانفعال
: لا مب لاحقة , اذا تشوش ذهني اصير ما اجمع , اتركيني لين أكمل ونجلس
قالت باعتراض
: انتي تكتبين مقال ! يعني مو شوي وتخلصين
هددتها وهي تشير بقلمها
: اوص
تأففت لجين وتابعت ملاك كتابتها
مرّت لحظات حتى رنّ هاتف ملاك
سحبته وردت وهي لا تزال مندمجة في مقالها
: ها
ضحك بذهول
قالت بخجل
: سوري قاعد أكتب
: اما ها !
حكت انفها محرجة
قال مبتسماً
: يلا انا برى
: طيب
أغلقت الهاتف ونهضت
قالت لجين وهي على وشك البكاء
: ادري انك كلبة كل يوم تسوين كذا
ضحكت وانحنت تقبّل وجنة لجين المتوردة من الغضب
: خلاص بكرة اجلس معك
: بس فالحة تكذبين
: وعد !
رفعت لجين رأسها وقالت بتهديد
: شوفي وعدتيني , والله لا اطلع مصارينك وأعطيها للبساس لو ما جلستي معي بكرة
ضحكت ملاك ورأسها مائل للخلف
حمحمت ومسحت عينيها وهي تضع أشياءها في حقيبتها
: الله يقطع ابليسك , خلاص قلت لك وعد
نهضت معها لجين وسارتا للبوابة ولجين تثرثر وملاك مبتسمة تستمع اليها
وصلتا للبوابة
قبّلت لجين خدّ رفيقتها
: انتبهي لنفسك
: وانتي بعد
غطت وجهها وخرجت لأخيها
ركبت السيارة والقت التحية بمحبة
رد بحنان
: وعليكم السلام ورحمة الله , شلونك ؟
هزّت رأسها
: الحمد لله , وين بنروح !
بيأذن الظهر الحين نصلي ونروح نتغدى بعدها نروح نشوف فهد , ثم نرجع للبيت
تحدثا قليلاً حتى وصلا لأقرب مسجد
انتظرا ليُأذن للصلاة , ونزلا يصليان
انقضت الصلاة وعادا للسيارة
سار وليد في شوارع الدمام
: وين تبين تاكلين ؟
زفرت ملاك بملل
: ليتني أطير وأروح لخالتي الحين , لبيه ي طبخها , ولييد والله ذبحني أكل المطاعم , فطور وغدى وعشى !
ضحك بخفوت وتوجهَ لمعطمٍ ذُو نكهةٍ ايطالية
: من زمان ما اكلنا ايطالي , انزلي
نزلت معه وهي تتأفف من كلِ شيء
دخلا جلسةً مغلقة ولا زالت تتذمر
ضحك وهو يضرب رأسها بخفة
: خلاص يا بنت لا تتحطمين
قالت بضيق
: وليد ما بيصير شي اذا أكلنا من البيت , طيب لا تاكل من طباخهم انا اطبخ !
تجاهلها وذهب ليطلب
الموضوع غير قابلٍ للنقاش بالنسبة اليه , ملاك تؤرقه , لا تعي هذه الصغيرة من الحياة ما يعرفه هو , يخاف عليها من أبسط الأمور , في روحه وجعٌ يدك حصون قلبه , هو لا يريد ازعاجها ولا حرمِها من رغباتها , هو فقط يخشى عليها من الوجع الذي يسكنه , يخشى على شقيقته من تخبطات الحياة , يخشى عليها طعنةً تصيبها في مقتل ! هو لا يزعجها , هو يحميها فحسب ! لمَ لا تفهمه , لم لا تستوعب مدى الخطر الذي يحيط بها , قد ذاق مرارة الوجع مراراً , وأقسم أن لا تلمحه حتى , لن يستجيب لها , فلتظن بِه سوؤاً , فلتكرهه حتى ان شاءت ! لكنه سيبقى يحميها حتى آخر نفسٍ في صدره
دخل جسلتهما المغلقة ووضع الطعام
ابتسم ببرود
: يلا سمِي بالله
لم تنظر اليه ولم تتبادل معه الحديث
سمَّت بهمس , وأمسكت بملعقتها تأكل
هذا الوليد , لا يفقه في الحياة سوى مشهداً كريهاً عالق في مخيلته منذ اثنان وعشرون عاماً , لا زال يشعر برائحة الألم في صدره , يحقد على الجميع , يخبئها عن الجميع , قلبها يهمس لها بأن شقيقها مريض ! شقيقها يبغض العالم , ويعيش في قوقعةٍ يرغمها على الجلوس معه فيها , تحبه بجنون , وتخشى عليه من أدنى مكروه , لكنها باتت تضيق ذرعاً بِ تشدده , الذي يزداد كلّ ما كبروا ولا ينقص أبداً ! تذكر أدق تفاصيل الطفولة , كم من مرةٍ أراد قتل أبناء عمومتها ممن اقتربوا منها , تذكر كيف كان قبل أن يستطيع القيادة , يجمع مصروفه حتى يتسنى لهما ركوب سيارة الأجرة , كي لا يذهبا مع والدهما او السائق ! اصبحت ابنة الاثنان وعشرون ربيعاً , ولا تستطيع أبداً التقاط ذكرى لها في سيارة أحدهم , أو على مائدة الطعام مع والدها وزوجته وأختها وأخيها غير الشقيقين , أو نزهةً عائلية جميعهم مبتهجين فيها , جميع ذكرياتها يتربع وليد على عرشها , ذكرياتٌ لستةِ أعوامٍ مع خالتها وأبنائها , ثم يحتل وليد كلّ شيء , وليد و وليد وفقط !
زفرت ورفعت عينيها لتجده هو الآخر شارد الذهن
لن تقسو على شقيقها
مضت سنونٌ طويلة وهي تطيعه وتوافقه في كل شيء , ستبقى مطيعة حتى وان كان مخطئاً
قالت بحنان
: ولييد ليش ما تاكل
انتبه لها وابتسم
: الّا آكل
تابعا طعامهما وكلٌ منهما يتحدث عن يومه في دوامه
وكلٌ منهما في داخله ندبةٌ يخفيها عن الآخر !
,
,
استراليا – كانبرا
الثالثة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
دخل للمنزل بهدوءٍ تام
اقتربت منه زوجته مبتسمة
: قواك الله
نظر اليها بحدةٍ ولا يزال صامتاً
قالت بريبة
: حبيبي شفيك !
لا يزال صامتاً , أثار خوفها
: بو راجح شنو صاير ! خوفتني
قال بهدوء وهو يكظم غيظه
: الشي اللي أجي اقوله لك , هل يحق لك تروحين من وراي تتناقشين فيه !
تراجعت بارتباك
: شتقصد !
قال بحدة وهو يحاول الّا يرفع صوته
: انتي فاهمة وش اقصد
هزّت رأسها ودموعها تكاد تفلت
: ما ادري انك بتعصب , انا ما قلت شي بس سألته شالسالفة وقلتله لا ينرفزك !
صرخ فيها
: من طلب منك أساساً تكلمينه ! شي مالك دخل فيه على أي اساس تروحين تتكلمين فيه , بس الشرهه مب عليك على اللي عطاك علمه
قالت بعبرة
: لا تصارخ
أبعدها من أمامه بخفة وصعد لمكتبه
لم يكن ينقصه سوى مها !
يشعر بالغضبِ يفورُ في دمِه ليحرق عروقه كلّ ما تذكر وجه عمِه ابو عقاب والد زوجته وهو يقول له بهدوءٍ تام
" مشاكلك مع راشد حاول انها ما توصل لمها لأنّه حسبة أخوها ومو حلو ريلها واخوها يصير بينهم مشاكل هي تدري عنها ! "
كان سيقلب المكتب رأساً على عقب
كان سيفقأ عيني ابي عقاب التي تنظر اليه باتهام
كان سيقتل راشد المتحاذق
زفر بقوة وهو يلهي نفسه بالعمل
لا يستطيع التركيز , لا بد أنّ مها تبكي الآن
لم تتعود أن يغضب منها أو يصرخ في وجهها
فلتبكِ قليلاً لن يضرها
ولكنها لا تستحق أن يبكيها !
خصوصاً أنّ مها ليست صغيرة , تصغره بعامان فقط !
وجب عليه احترامها واحترام سنها
تأفف وهو يحاول التركيز
لن أذهب , فلتحزن ولتبكِ , كان يجب الّا تتذاكى وتتحدث الى ابنِ عمها الأحمق
ابن عمها الذي لو حُلل القتل لثوانٍ , يكاد يقسم أنه سيقتله بأبشع طريقة
يتمنى القضاء عليه , ازهاق روحه , يتمنى له أكثر الأمور سوءاً
يبغضه بعنف , يبغضه بصورةٍ شرسة
زفر واستغفر في سرّه
لا يريد الاسترسال في الأفكار العقيمة التي تؤذيه هو , دون سواه
نهض من مكانه وخرج من مكتبه
دخل غرفته
كانت مستلقيةً على جنبها الأيمن
عينيها غارقتان بالدمع , وملامحها حمراء من أثر البكاء
تنهد , وتجاهلها
غيّر ثيابه وخرج من الغرفة
نزلَ بخطواتٍ ثقيلة ليخرج من المنزل
فتح له السائق الباب الخلفي , ثم أغلق الباب وأخذ مكانه
حركَ السيارة متوجهاً للمشفى
كان يفكر في ملامح مها الدامعة طوال الطريق
زفر بغضب
تباً لِ قلبي الذي يكره حزنها
أخرج هاتفه واتصل بها وهو حانقٌ جداً
طالت الثواني , ومها لا ترد
رفع حاجبه , هكذا اذاً !
كاد يُغلق الهاتف لولا صوتها
ردّت بجفاء
: نعم
زفر , ثم قال
: خلاص قومي غسلي وجهك
قالت وغصتها تخنقها
: ليش تصارخ علي ! شنو شايفني ياهل ! ترا عمري من عمرك !
زفر ثم قال بهدوء
: معاد أصرخ عليك خلاص
صمتت وهي تمسح أدمعها
قال بهدوء
: يلا مها قومي
: وين رحت ؟!
: للمستشفى عندي موعد
: انزين ما كليت !
: بعد ما اطلع من المستشفى بتغدى مع سلطان ومالك
صمتت , خافت أن تتكلم ف تشتمهما
قالت وهي تكبت غضبها
: أنطرك ع العشا ؟!
: ايه
: انزين , حافظك الله
قال بخفوت
: مع السلامة
أغلق الهاتف وأعاده لجيبه
مرّت دقائق ليصلَ للمشفى
الذي يبدو كَ متنزهٍ أكثر من كونه مشفى !
كانَ بِ حديقةٍ خضراء على مد البصر , ب جلسات مظللة
وغرف للاسترخاء , وغرف للرياضة واللياقة , وغرف لمشاهدة التلفاز , وحمام سباحة كبير
حتى ألعاب للأطفال كانت موجودة
دخلَ للمبنى
وصعد للدور الثالث
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانية عشر مساءً
اتصل سعود بعزيز
: عزيز بسسرعة فز لخالتي سارة خل تروح ل لين
فز عزيز بقلق
: وش صاير ! عسى ما شر
: لا لا ما في شي , بس نانا وامي رايحين لها اليوم , ما ودي تكون بروحها
تثاءب عزيز وعاد للاستلقاء
: فاضي انت ع بالي فيها شي – صمت قليلاً , ثم قال ب مكر – صرنا نراعيهم وما نبيهم بروحهم
قهقه سعود قبل أن يقول
: حسبيّ الله على تفكيرك , قم لخالتي سارة ولا تكثر حكي
: زيين
أغلق الهاتف وتوجه فوراً لشقة السيدة سارة
طرق الباب عدةَ مرات قبل أن تفتحه مبتسمة
: ي الله انك تصبحه بالخير
ابتسم لها بحنان
: الله يصبحك بالرضا والرضوان , خالتي أهل سعود بيزورون لين بعد شوي , قال سعود روحي لها ما يبيها تكون بروحها
قالت بعطف
: دقايق وانزل لها
: انا بدخل أغير وبجي أوصلك
: ما له داعي يمه أروح بروحي
قال برفضٍ لطيف
: لا معليش انا بوصلك , يلا استعجلي
أولاها ظهره وأغلقت بابها مبتسمة
أسرعت لمطبخها
أخرجت كيسَ بُن , وآخر فيه هيل , وعلبةَ تمرٍ سُكري
وضعت الأكياس والعلبة في سلةٍ خاصة للرحلات
ثم وضعت عشرةَ فناجيل قهوة
ثم الى غرفتها لتحضر كسرتي عود " بخور "
ارتدت ملابسها وعباءتها عى عجل وخرجت تحمل السلة
كان عبد العزيز يقف أمامها
ابتسم وأخذ السلة
سار وهي خلفه
خرجا من العمارة وفوراً كشَر عبد العزيز
: اليوم بــرد
قالت بعد أن تنهدت
: ما تعودت يعني !
زفر بتذمر
: أكره بردهم
ضحكت ضحكة شاحبة
: غريبة , أهل السعودية يحبون البرد !
هزّ رأسه ضاحكاً
: حنّا ضبان نجد ما نتحمل البرد
ضحكت بخفوت , وتابعا طريقهما في حديثٍ عن نجد ولندن
صعدا لشقة لين
وضع عبد العزيز السلةَ أرضاً وابتسم
: هالله هالله ف بنتك , وخلها تبيض الوجه قدام خطّابها
قالت بفخرٍ حقيقي
: يحمدون ربهم ان كانت بنيتي من نصيبهم
ضحك عبد العزيز بذهول
: الحين جحدتي سعود وصارت لين بنتك
هزّت رأسها
: كلكم عيالي , بس البنت عندي أعز
قال بحنان
: ليتك تحلين لي , والله لا ابوس ايدينك وراسك , مير الله يشهد ان مكانتك من مكانة امي
قالت بتأثر
: الله يحفظك يا عزيز وانا والله ما اعدك الّا ولدن لي
فرح بِ كلماتها التي تكررها دائماً
ودعها ونزل الدرج خارجاً من العمارة
طرقت الباب ثلاث طرقاتٍ متوالية بهدوء
فُتِح الباب وظهر شاب طويلٌ ترفع رأسها لترَى وجهه
قال مستغرباً
: آمري !
ابتسمت
: لين موجودة ؟
هزّ رأسه ايجاباً وابتعد عن الباب وهو ينادي
: ليين روحي للباب
أسرعت لين للباب مستغربة
شهقت بسعادة حينَ رأت الخالة سارة
اقتربت لتعانقها
: هلا والله
حملت سلتها وأدخلتها وأغلقت الباب
أطلت برأسها على خالد
: ابو وليد لا هنت
قاطعها مبتسماً
: زين زين بطلع
قالت محرجة
: معليش والله
: يا بنت الحلال تراني أخوك يعني تشوتيني وتقفلين الباب مب تعتذرين
ابتسمت فحسب
ارتدى حذاءه وخرج
أغلقت لين الباب خلفه ودخلت غرفتها مبتسمة
: ي الله انك تحييها
قالت سارة تعاتبها بلطف
: كذا يا لين هذه آخرة العيش والملح , اليوم بتنخطبين وما تقولين لي
قالت لين بخجل
: والله تمنيتك معي , بس استحيت أطلبك واثقل عليك
: الله يسامحك يا بنتي , والله يوم جاني عزوز وانا اركض جهزت نفسي وجيتك على طول
قالت لين مستغربة
: شلون عرفتي !
ابتسمت سارة
: سعود متصل على عزوز قالّه قل لخالتي سارة تلبس وتروح لم لين هلي جايين يشوفونها ومابيها تكون بروحها
صمتت لين
غرقت ف الصمتِ لثوانٍ
قبل أن تقول بخفوت
: الله يجزاه خير
نهضت سارة وهي تخلع عباءتها
: قومي يلا , انا بسوي الشاهي والقهوة وانتي رتبي وبخري
: ما عندي قهوة !
: ادري انّه ما عندك , انا جبت قهوة وهيل وتمر وبخور بعد
دمعت عيني لين بتأثر
اقتربت منها وطبعت قبّلة أحترام عميقة على جبينها المتعرج
همست بامتنان
: الله يجزاك خير ويقدرني أرد معروفك علي
ابتسمت سارة دون أن تعلق وتوجهت للمطبخ
تذكرت لين كلمات والدتها التي حادثتها قبل ساعة
(: خلك واثقة ومبتسمة بهدوء , ضيفيهم ورحبي فيهم , اذا سألوك جاوبي على قد السؤال , لا تتلبكين وتتأتأين , لا تخافين يمه
: أبيك معي يمه
قالت بحنان
: روحي وقلبي معك يمه , لا تخافين لين
هزّت رأسها تقنع نفسها أنّه لا مشكلة من عدم تواجد والدتها )
سمعت هتاف سارة
: ليين , الساعة 12 ونص يلاا
: جايية جاية
تعاونتا وانهيتا عملهما خلال ساعةٍ ونصف
ثم دخلت لين لدورة المياه تستحم
وسارة تتأكد من التجهيزات
خرجت لين بعدَ خمسةٍ وأربعون دقيقة
وعيناها حمراوتين
زفرت سارة معاتبة
: الحين ليش تبكين ! عيونك حمرت وش بيقولن الحريم لا شافنك
قالت بعبرة
: أبي أمي
اقتربت لتضمها بحنان
: حبيبتي اذكري الله , الحين البسي وكلميها , والله ما بتكون راضية انك زعلانة
نظرت لين الى سارة وهي تمسح دمعها
سيدةٌ فاضلة , لم تسألها قط لمَ هي هنا وأهلها هناك , لم تتجرأ لتسألها لمَ الخطبة هنا وليست في السعودية
قالت سارة ضاحكة
: من زين الوجه يومك تتأملين فيه
ضحكت لين ونهضت لترتدي ثيابها
حين انتهت من تجهيز نفسها
سألت سارة بتردد
: شلون شكلي !
قالت سارة بحنان واعجاب
: اللهم صلي ع النبي , تجننين الله يحفظك , يا بخته والله
توردت وجنتيها خجلاً
مرّ الوقت سريعاً حتى أصبحت الساعة تشير الى الثانية والنصف مساءً
رنّ هاتف لين
ردّت بود
: هلا حبيبي
: لين انا عند العمارة الحين طالع لك , خمس دقايق ويوصلون
قالت بارتباك
: طيب
أغلقت الهاتف ونظرت الى سارة بتوتر
ابتسمت سارة تطمئنها
: خذي نفس , تراهم طيبين دام سعود ولدهم
هزّت رأسها فحسب
,
نظر الى أمه وجدته من مرآة السيارة وقال
: لا تسألنها كثيراً , وكنّ لطيفاتٍ معها , ولا تأتين بذكري أمامها
قالت السيدة جوليا بانزعاج
: لا تكرر الكلام كثيراً , لقد أخبرتنا بذلك كلِه صباح اليوم
كتم الثلاثة ضحكتهم
قالت أمه بحنان
: لا تقلق حبيبي , سنفعلُ كلّ ما طلبته
ابتسم وأخرج هاتفه وفتح مكبر الصوت
ثوانٍ وأتى صوتُ عبد العزيز بملل
: خيير , تراك أبثرتني الله يشغلك في نفسك
رفع سعود بصره لوالده ووالدته , وكاد يضحك من ملامحهما المذهولة
قال بهدوء
: انا في السيارة وهلي معاي وفاتح سبيكر
صمتَ عزيز لثوانٍ , ثم قال بخفوت
: آمر
هنا , لم يستطع سعود تمالك نفسه وانفجر ضاحكاً
قال عبد العزيز بهدوء
: وش تبي !
حمحم سعود ليصفي حنجرته , ثم قال
: اجهز ابيك معي تؤازرني في خطبتي
حاول عزيز منع نفسه من السخرية , لكنه لم يستطع
: اللي يسمعك مرة متوتر , ما كنّ جبهتك أوسع من مسطرة دكتور ديفد , كل شوي متصل وكل شوي تتطمن عليها ومستقبل أخوها بنفسك ع بالك اول وآخر واحد بيتزوج , والحين تبي مؤازرة !
انفجر سعود ووالده ووالدته ضحكاً
قال عزيز هامساً
: الله ينكبك
: والله انت جبتها لنفسك , يلا اجهز كلها دقيقتين وانا واصل عمارتهم ابيك قدامي
زفر عزيز
: ابشر
ابتسم سعود وودعه وأغلق الهاتف
نظر لأمه التي كانت لا تزال تضحك
: واللي يشوفه عندنا مستححي
ضحك سعود وهو يضع هاتفه جانباً
: قايل لكم كلب
نظر الى جدته وزفر
: نانا هلّا تبتسمين ؟!
تجاهلته تماماً
قال والده بهدوء
: يومين وترضى خلك منها
صمت ومضت دقيقتان حتى أوقف سيارته أمام العمارة التي تسكنها لين
نزلوا جميعاً
نظرت جدته الى الشارع والعمارات بتقييم
ووالدته صامتة
قال والده
: يلا !
: ادخلوا انتوا بنتظر عزوز
قال والده
: يمكن بيتأخر !
ابتسم سعود
: لا
: أي شقة !
أخبر والده عن الشقة ودخلَ الثلاثة للعمارة
حينها قال سعود ضاحكاً
: تعال يلا
كان عبد العزيز يقف بجانب العمارة ولا يراه من يقف أمامها
اقترب وهو يحك أرنبة أنفه محرجاً
ضحك سعود منه ودخلا للعمارة
,
دخل خالد وجلس في الصالة
اقتربت منه لين تعطره وترتب هندامه
ابتسم وقبّل رأسها
: والله قمر , فديت أمي اللي خلفتك
ضحكت , وقبل أن ترد رنّ الجرس
أمسكت لين بيده وقالت بتراجع
: خلاص ما ابي
ضحك وأبعدها لتدخل غرفتها
فتح الباب مبتسماً
ابتسم والد سعود
: خالد !
: حياك الله
سلّم على والد سعود وابتعد سامحاً للسيدتين بالدخول
كانت سارة تقف عند باب غرفة لين
قالت تنبههن
: حياكم الله , هنا تفضلوا
دخلتا للغرفة
سيدتين أنيقتين , حجاباتٌ ملونة , ومعاطف طويلة , وابتسامةٌ جميلة تزين محياهن
قالت سارة مبتسمة
: ام سعود ؟!
ابتسم ام سعود وقالت
: ام لين ؟!
هزّت رأسها نفياً
: لا , انا سارة
شهقت ام سعود بخفة واقتربت تقبل رأسها
: هلا والله , سامحيني ما عرفتك
ضحكت سارة وأشارت ناحية لين
: هذه لين
نظرت اليها ام سعود بحنان
اقتربت لين تسلَم
ف عانقتها ام سعود
: شلونك حبيبتي
قالت بخفوت
: الحمد لله , تفضلوا استريحوا
التفتت ام سعود للسيدة جوليا
: هذه أمي , جدة سعود
سلَمت لين وقالت بلطف
: مرحباً سيدتي
كانت جدة سعود تنظر اليها بتقييم
ابتسمت بهدوء
: أهلاً
جلسن جميعاً وضيفتهن لين
كانت ام سعود تسألها عن دراستها وعمرها بلطفٍ بالغ
ولين هادئة وتجيب بابتسامة بسيطة
,
بعد دخول السيدتين بثوانٍ دخلا سعود وعبد العزيز
بعد الضيافة والسؤال عن الأحوال
قال ابو سعود
: متى رجعتك للسعودية على خير ؟
: بعد حول خمس أيام
تبادل سعود ووالده نظراتٍ سريعة
قال ابو سعود
: انت تدري حنّا شارين قربكم وودنا ف بنتكم لولدي
قال خالد بهدوء
: والنعم فيكم , الرسول يقول من جاءكم من ترضون دينه وخلقه ف زوجوه , انا احسبه والله حسيبه انّه ان شالله راعي خلق ودين
: خذ راحتك بالسؤال عنّه , وأي شي حاب تستفسر فيه حنّا حاضرين
قال خالد مبتسماً
: ابيك يا سعود تاخذني اسأل عنك وتعرفني على معارفك
ضحك سعود بذهول , ثم قال
: أدلك ايه , بس اروح معك لأ
: ليه !
: لأنّه يمكن لا سألت عني قدامي عند أحد أعرفه بينحرج مني وما بيعطيك شهادته بالصورة الصحيحه
ابتسم خالد , وفي داخله امتنان له
قال خالد مخاطباً عبد العزيز
: وشلون تشوف سعود
هزّ رأسه ضاحكاً
: شهادتي فيه مجروحة , انا حسبة اخوه حتى لو شفت خطأه ما بقوله , مو نذالة لا والله بس لا ارادياً مستحيل اشهد له بغير الخير
نظر خالد الى والد سعود ضاحكاً
: تشهد له ؟!
: لاآآ وين أشهد له
ضحك خالد
مدّ سعود بكرتٍ لخالد
: شف هذه عناوين شغلي وجامعتي والمسجد اللي اصلي فيه الجمعة والمصنع وكل ابو شي تحتاجه
أخذ خالد الكرت وقال مبتسماً
: الله يكتب اللي فيه خير
,
,
الى الملتقى :)