لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-13, 07:54 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الخامس عشر
-
-
-
المملكة المتحدة – لندن
السادسة وعشرون دقيقة مساءً
كانت تسير مع أخيها في السوق
تشعر أنها ستطير من فرط سعادتها
تنتقي ما يحبه بدقة
تتحدث اليه بمرح
ضحكتها لم تفارق ثغرها , والسعادة والراحة تظهران بوضوح في مقلتيها
,
خرج عزيز من غرفته
: قوم معاي بنزل للسانز بري
قال سعود بكسل
: وش تسوي فيه ! كل يومين نازل
قال ضاحكاً
: في فيمتو بروح أشتري لي قارورتين قبل أنسى ويخلص ع رمضان
ضحك ونهض معه
توجها للسوق القريب
,
أمسكت بعلبتي مثلجات
: تبي شوكولا أو ستروبري ؟
ابتسم
: اللي تحبينه
هزت رأسها
: ما عليك مني انت وش تبي
حك رأسه بحيرة
: جيبي الاثنين
ضحكت ووضعت العلبتين في السلة
تقدما أكثر
نظرت الى الرفوف
: خالد تحب الفيوتشيني ؟
: ما اعرفه
اجتذبت كيساً بحماس
: بسويه لك بيعجبك
كان مبتسماً طوال الوقت
سارا وهما يتسوقان ويتحدثان
حتى ضحك خالد
: عندهم فيمتو !
: أي على رمضان يجيبون
حينها سمعا صوتاً من خلفهما
: اخلص يلا كلّه واحد
: لا ياخي شوف ذي أحسها بتنكسر
ضحك ثم قال
: بالله وش تنكسر ! وش شارب انت , فكني عزيزان والله دايخ
تأفف عزيز
: سوداني انت , من يوم عرفتك وانت دايخ
رمقه بنظرةٍ ذات معنى
: والله اكون دايخ ولا اني مفهي
ضحك عزيز ثم قال بغيض
: الله لا يطيح مسلم بلسانك
كان خالد يسمعهما ولاحظ تغير ملامح شقيقته للخجل
قال بابتسامةٍ لعوب
: سعوديين
قالت بسرعة
: ها ! مدري
قال خالد ولا زالت ابتسامته اللعوب تزين محياه
: ماش ما حبيته سعود ذا ماني موافق
تغيرت ملامحها فوراً , قالت
: اللي تشوفه
فلتت من حنجرته ضحكةٌ رنانة
التفتا اليه عزيز وسعود باستغراب
وحين رآه سعود ابتسم
قال سعود
: توقعتك تنام لين بكرة !
قال بابتسامةٍ هادئة
: هلا سعود , الحمد لله ارتحت
هزّ سعود رأسه مبتسماً وهو يأخذ بيد عزيز ليبتعدان
: نشوفك على خير
سارا مبتعدين والتفت خالد الى لين التي كانت تختبئ خلف ظهره كي لا يراها سعود
ابتسم
: يلا نكمل
هزت رأسها دون أن تعلق وسارت معه
,
التفت عزيز الى سعود مستغرباً
: من ذا ؟!
: خالد
: لا يا شيخ , من خالد !
: أخو لين
قال عزيز بذهول
: آمما !
: أي والله , كلمته قبل اربع أيام تقريباً وقال انّه جاي , واليوم وصل
: الساعة كم وصل ؟
: وحدة تقريباً أخذته من هيثرو
هز عزيز رأسه ثم قال
: ومتى بتروح انت واهلك لهم ؟
: خلّه يرتاح كم يوم وياخذون راحتهم ثم نطب عليهم
ربت عزيز على كتف رفيقه مبتسماً
: الله يوفقك
: وياك حبيبي , يلا الحين لازم أمشي
: خلك تعش معي
قال بملل
: بروح أغير ملابسي واطلع للدوام
هزّ عزيز رأسه بيأس
: متى بتترك هالشغل ؟!
قال بوجوم
: قلنا ما نتناقش في هالموضوع
زفر عزيز
: براحتك
دخل عزيز العمارة , وركب سعود سيارته ذاهباً لمنزله
,
خرجت لين مع شقيقها من السوق يتمشيان للعمارة
وهي تتحدث اليه عن دراستها وعملها ومسكنها
قال بحزن
: تشتغلين !
هزت رأسها بابتسامة
: لازم اشتغل
شد على يدها
: لين انا جايب لك فلوس تكفيك شهرين , وكل فترة بنحول لك مبلغ , وتتركين هالشغل
هزّت رأسها بطاعة
: حاضر
نظر اليها , يستحيل ان تكون مرتاحةً في عملها , والّا كانت عارضت وتمنعت
قال بهدوء
: تحبين شغلك
هزت رأسها نفياً
: لأ , بس مجبورة اشتغل
قال بحنان
: بدفع ايجار الشقة ورسوم الجامعة وبحول لك مصروف , لا تخافين بعد كذا , كل فترة بنجيك وبنكلمك كل يوم , هم السنتين راح
اقتربت منه وأسندت رأسها الى كتفه
: الله لا يحرمني منكم , كنت ضايعة لين لقيتوني
صمت وهو يزفر بحزن
اثناء سيرهما مرّا على عمارة
قالت لين بعجلة
: خالد انتظرني بطلع أتطمن على وحدة
أمسك بيدها يمنعها
: لحظة لحظة , من الوحدة ذي !
: حرمة كبيرة اسمها سارة لها فترة تجيني كل يوم وطيبة مرة , الحين لي يومين مو شايفتها بسلم عليها وأنزل
: عجلي طيب
ترك يدها ووقف ينتظرها في الخارج
وصعدت هي لشقة السيدة سارة التي سعدت لسعادة لين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحادية عشر صباحاً
جلست أرضاً بجوار رفيقتها وزفرت بتعب
التفتت لها رفيقتها مبتسمة
: هانت كلها اسبوعين وثلاث ايام
هزت رأسها
: والله تعب اختبارات وتطبيقات عملية وش ذا
ضحكت ثم قالت
: انتي اخترتيه تحملي !
قالت بتذمر
: وش دراني انّه كذا صعب , والله بكمل وأجلس في البيت
: أي يجيب الله مطر , تونّا بأول سنة وانتي ناوية تكملين وتقعدين بالبيت
ضحكت بتعب واسندت رأسها الى الجدار من خلفها
بعد دقائق شعرت بحرارة تلسع خدها
فتحت عينيها بسرعة وقالت بفزع
: وش فيه
قالت التي أمامها بسرعة
: بسم الله عليك ما في شي , جبت لك فطور
نظرت اليها ثم الى الكوب في يدها , قالت بغيض
: هذه طريقة تنبهيني انك جايبتلي فطور , الله يعين علي بس وش بتسوين فيه
قالت بتذمر
: رتييييل
: ششش لا تصرخين , هاتي وش جبتي
قالت بحنان
: كوفي وكرواسون
أمسكت بالكوب والصحن وقالت بامتنان
: كنّك حاسة اني بموت جوع
نهضت داليا وهي تنفض ملابسها
: الأرض باردة رتول لا تجلسين عليها
هزت رأسها بغير اكتراث
: ما فيني حيل أتحرك
: طيب انا جالسة في المصلى اذا جا عبد الله تعاليلي
هزت رأسها ايجاباً وذهب داليا
التفتت رتيل لرفيقتها
: تاكلين ؟
ابتسمت بمحبة
: الحمد لله فطرنا وخلصنا بقيتي انتي و وفاء
صمتت وسمّت بالله لتأكل
بعد قليل قالت رفيقتها بتردد
: سعيد يسلم عليك
التفتت لها بحدة
: سمر قفلي هالسيرة لا اقلب الكلية على راسك
قالت سمر بخوف
: وش دخلني هو قال قولي لها
قالت بغضب وهي تهمس
: اخوك وش من ملة ؟ حمار ولا حمار ! انا متزوجة ما يفهم ذا
: يقول دام له ست سنوات مختفي اخلعيه وهو يتزوجك
نهضت بجنون
وقفت سمر أمامها وهي تهدأها
: رتيل اذكري الله
: انتوا ما تخافون الله ! وش اللي أخلعه ! وش الدين اللي ماشي عليه أخوك الكلب
: انا آسفة , والله مالي شغل , سعيد يخوف اذا طلبني وما سويت مو بعيدة يقطعني ويرميني للكلاب , قلتله البنت رافضة رفض قطعي نتكلم بالموضوع قدامها يقول ما لك شغل قولي لها , لا تزعلين مني تكفين
: سمر لآخر مرة أسمح لك تفتحين هالسيرة معي , انتي صديقتي من المتوسط لا تخربين علاقتنا بسبب اخوك المتخلف , لو تكلم مرة ثانية بعلم عمي وولده وأخواني ويتصرفون معاه ذا الرجعي
هزت سمر رأسها بسرعة
: أي أي والله انا مالي شغل , خلاص ما بفتح ذي السيرة مرة ثانية
حينها رنّ هاتف رتيل
ردت وهي تحاول ضبط نفسها
: هلا – صمتت قليلاً – طيب طالعين , مع السلامة
أغلقت الهاتف وارتدت عباءتها
قالت بجفاء
: مع السلامة
تركت سمر خلفها وذهبت للمصلى
فتحته وهي تقول بهدوء
: يلا داليا
نهضت داليا ترتدي عباءتها
ودّعت زميلاتها وخرجت مع رتيل
همست لها
: وش فيك ؟
: ولا شي
: والله جد , وجهك مقلوب مو مثل قبل شوي
: لا وصلنا البيت علمتك
وصلتا للسيارة
ركبت داليا في المقعد المجاور للسائق
ورتيل خلف داليا
قالت داليا بمرح
: فدييت هالطلّة أنا , ي بععد ككلي عباديني
ضحكت رتيل على ترحيب داليا اليومي ل عبد الله
ردّ بابتسامة
: انا افداك
شهقت والتفتت ناحيته
كان قد حرك السيارة وأقفل الأبواب
قالت بتأتأة
: وو , وققف
ضحك ثم قال وهو يرفع حاجبيه
: مانيب , وريني كذا أشوف , تشقلبي على ورا زي البزران
صمتت وابتعدت لتلصق بباب السيارة
ضحكت رتيل
: وش جايبك علي ؟ وينه عبد الله
: عبد الله طالع مع تركي عندهم شغلة
: عساه خير !
: خير ان شالله
صمتوا لبقية الطريق
كان علي يحاول التحدث الى داليا
لكنها في كل مرةً تبتعد أكثر
حتى قهقه بشدة
: خلاص اجلسي عدل ماني مكلمك , بينخلع الباب وتطيرين
ضحكت رتيل
: علي خلاااص اتركها ف حالها وش سالفتك
تأفف ثم قال
: شوفي بالله شلون مبعدة كنّي خاطفها
اقتربت رتيل من خلف داليا وهمست
: خلك ريلاكس
لم ترد داليا
وصلوا للمنزل وفتح علي قفل الأبوب
نزلت داليا مسرعة
قال علي بيأس
: العوض بالجنة , متزوج خبله
ضحكت رتيل قبل أن تقول
: انزل تغدى معنا !
: لا حبيبتي بالعافية , بروح أصلي الظهر وأجيب هديل من الجامعة
: الله معاك , سلم على أمي وهديل وتركي
: يبلغ
نزلت وانتظرها حتى أغلقت باب المنزل ليبتعد هو بسيارته
دخلت وسمعت صراخ داليا
اقتربت وهي عاقدةٌ حاجبيها
: ممااابييييه , مو غصصب
قرصتها أمها بغضب
: انطمي
نظرت رتيل لعمتها وهي تكبت ضحكتها
أشارت بيدها على رأسها أي أنّ داليا مجنونة
ضحكت عمتها وأبعدت داليا عنها
: الله يفشلك شوفي بنت عمك تقول عنك مجنونة
هبّت داليا لتعض رتيل بغضب
: يا كلبة ليش ما قلتي لي ان اخوك اللي جاي
ضحكت رتيل وهي تبعدها
: كنت معصبة مو مركزة
قالت ام صقر بملل
: بس يالبزر , كم مرة تكلمنا انتي وبعدين معك , لين نزوج علي وحدة عاقلة تعرفين ان الله حق
قالت بغضب
: زوجوه وفكوني
تركتهن وذهبت لغرفتها
وقفت أمام مرآتها وهي تمسك وجنتيها الحمراوتين خجلاً وتبتسم
: كلب علي ماحبه ما يستحي
غطت عينيها
: الّا أحبه , بس هو م يستحي
استلقت على سريرها وهي تسترجع كلماته وابتسامته
غفت عينيها وثغرها مبتسمٌ لصورة حبيبها في ذهنها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
السابعة مساءً
أوقف وليد السيارة والتفت لأخته
: تنزلين لمصلى الحريم ولا تقعدين بالسيارة !
تلفتت حولها , ثم قالت
: بنزل
نزلت معه ودخلت مصلى النساء
وتوجه هو لغرفةٍ معينة
طرق الباب ودخل بوجوم
نهض الرجل من خلف مكتبه مرحباً
: هلا وليد , منور المستشفى يا شيخ , وش هالزيارة المفاجِئة !
جلس وليد وهو مهموم
اقترب الرجل وجلس أمامه
قال باهتمام وقلق
: وش فيك !
: فهد
: بسم الله عليه , عسى ما شر !
قال بختناق
: فيه اللوكيميا
شهق الرجل بصدمة
: اسألك بالله !
قال بتعب
: اخوي يا غسان طايح من طوله , مو قادر يوقف من التعب , يكسر الخاطر عيونه ذبلانة وجسمه هزيل
قال غسان بحزن
: انا لله وانا اليه راجعون , لا حول ولا قوة الا بالله , اذكر الله وانا اخوك , وش قال لكم الطبيب بالضبط
: يقول سووله التحاليل اللازمة وظهر عندهم احتمالية اصابته , ولمن عرفوا أنّه دكتور عظام ومبلط حضرته في غرفة الأشعة دايماً تأكد من اصابته
قال غسان
: والله أحذره دايم , يا فهد لا تدخل مب زين لك يا فهد خطر يا فهد له آثار سلبية , يقول ما اقدر لازم ادخل مع مريضي
تأوه وليد وهو يريح رأسه على ظهر الكرسي الجلدي
قال غسان بمواساة
: لا تشيل هم , ان شالله يتعالج , هو في بدايته صح ؟!
: ايه
: اجل توكل على الله بإذن الله بيتعافى
قال وليد بخفوت
: ما ابيه يموت
: وليد اذكر الله شفيك , روحه بيد ربه لا تقول هالكلام وتتحاسب عليه
زفر وظلّ على حاله برهةً من الزمن
فتح عينه وهو مبتسمٌ بحزن
: يوم قال لي ابوي عن مرضه , دخلت عنده وصرخت عليه , قلتله مو حذرك الدكتور غسان من غرف الأشعة , ترك كل كلامي وابتسم المفهي يقول وش عرفك بالدكتور غسان
ضحك غسان ثم قال
: والله انك نفسية , وش بيصير اذا درى أخوك انك تخاف عليه وتوصي عليه
قال بوجوم
: غسان ابلع لسانك مو شغلك
ضحك غسان ورفع يديه باستسلام
: طيب طيب ما لنا شغل
نهض وليد
: يلا أشوفك على خير , اختي تنتظرني في المصلى ما ابي اطول عليها , بس حسيت اني محتاج أكلمك
هز غسان رأسه بيأس
: الله يهديك , الله يهديك
تجاهله وليد وخرج ليأخذ أخته ويذهبان للمشفى التي فيها فهد يطمئنان عليه
كان مسجياً على سريره , الارهاق يتضح تماماً على وجهه
اقتربا منه
قالت ملاك هامسة
: فهد !
فتح عينيه ونظر اليها ثم الى وليد
زفر بتعب وهو يعدل جلسته
قالت ملاك
: شلونك ؟
: الحمد لله
سأله وليد
: وين أمك وابوك ؟!
: روان بروحها في البيت , ابوي أخذ أمي توكلها وتذاكر لها وبكرة لمن تروح المدرسة بيجون
قال وليد ببرود
: عطوك أدوية او ابر او أي شي ؟!
: لا للحين , باقي لهم كم تحليل وكم شغله عشان يبدون العلاج
دمعت عيني ملاك
: تقوم بالسلامة
ابتسم لها
: الله يسلمك , يلا روحوا انتوا بعد ناموا عندكم دوامات
جلس وليد على الكرسي بقربه وهو يقول ببرود
: ملاك عندها اوف بكرا وانا ما عندي شي في الدوام ب نبات عندك
ابتسم فهد ابتسامةً واسعة , وهو يدرك تماماً أنّ وليد كاذب
: قلتلي ملاك اوف وانت ما عندك شي
ضربه وليد بالوسادة بغيض
: انخمد ولا تكثر حكي
قهقه وعاد يسلتقي ويغمض عينيه
وهو يشعر بالراحة من وجودهما بقربه
,
,
استراليا – كامبرا
التاسعة صباحاً
جلس بصدمة وقال ببطئ
: ملحد !
قال سلطان بغيض وغضب
: هذه أول شغلة مسكناها عليه الحقير الكذاب بياناته وملفاته مسجل فيها انّه مسلم , بس للحين ما عرفنا تابع لمين ووش يسوي هنا
هز رأسه بصدمة
: ولا أبي أعرف تابع لمين – رفع سماعة الهاتف التي بقربه وضغط رقمان توصلانه بمكتب ابو غانم – سلام عليكم , انا ابو راجح , لا هنت الحين الحين اجتماع طارئ
وضع السماعة ونهض بتشتت
خرج من مكتبه والشابان خلفه
جلس في مقدمة الطاولة وهو يضع يديه على رأسه بضياع
قال بخفوت
: لا اله الا الله , لا اله الا الله
خلال دقائق دخل كبار مسؤولي الشركة
جلسوا مستغربين
رفع ابو راجح رأسه وسقط بصره على الذي يجلس بجوار راشد بثقةٍ عمياء
شعر بغضبٍ يفور في رأسه لكنه لا يزال متماسكاً
قال راشد
: خير مسفر وش فيك
حينها انفجر
صرخ فيه بغضبه الذي لا يظهر الّا نادراً , وان ظهر فإنه ينسف الشركة عن بكرةِ أبيها !
: الله يلعـ... يا حقير كم مرة قلت لك لا تقول مسفر
نهض بجنون ليقضي عليه
أسرعا مالك وسلطان يهتفان وهما يمسكان به
قال مالك
: صلِ ع النبي قل لا اله الا الله , روق روق
قال سلطان وهو يرمق راشد بغضب
: ابو راجح اذكر الله , خل يولي ما يستاهل تعصب عشانه
نهض ابو غانم وهو مذهول
: ابو راجح وش صاير !
صرخ بغضبٍ مجلجل
: هالزبالة متى بيفهم ! لازم اشرب من دمه عشان يتوب , الله ياخذك ويفكني من وجهك
قال راشد بغضبٍ هو الآخر
: ما صارت لأني ناديتك باسمك حرقت المكتب علينا
صرخ بجنون
: لاتناديني باسمي الله ياخذ روحك , قلتلك نادني ابو راجح انت ما تفهم !
: وليش اناديك بو راجح وانت اصلاً ما عندك راجح
فلت ابو راجح من مالك وسلطان واقترب بسرعة من راشد ليقتله
وقف ابو غانم بينهما وهو يقول برجاء
: اذكر الله , والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس , تعوذ من ابليس
: هالكلب اللي وراك هو ابليس بعينه وعلمه
التفت ابو غانم لراشد
: ارجع مكتبك بسرعة
تراجع راشد ليخرج وخلفه يسير شاب نحيلٌ قبيح
قال ابو راجح بقوة
: لحظة
التفتا اليه بتساؤل
جلس ابو راجح وهو يزفر
: سلطان تكلم , هد حيلي الله يهد حيله
قال سلطان
: من شروط ومواثيق الشركة انّ أي عامل فيها يكون منتسب لديانة , الاسلام او يكون كتابي
تبادلوا النظرات باستغراب
حينها كان يقف مالك عند باب القاعة ويقفل الباب ليمنعَ أياً منهم من الهرب
تابع سلطان
: لقينا بيننا ملحد للأسف
حملقوا فيه جميعاً بصدمة
الشاب الذي كان بقرب راشد التفت لباب القاعة ليهرب منها وصدم حين رأى مالك يقف بقرب الباب وينظر اليه بحقد
قال ابو غانم بصدمة
: من هو ؟!
تابع سلطان
: مو ملحد وبس , يشتغل عالحبلين , معطي لولوة ورقة تجيب آخر الشركة ومخليها توقع عليها ولولا المراجعات والتمحيص من بعد لولوة كان الشركة منتهية الحين
قال راشد بغضب
: منو هالكلب
قال سلطان بحقد
: سكرتيرك ماجد
جميع الأنظار وقعت على ماجد بصدمة
قال بتأتأة
: ما صار هالحجي
صرخ فيه ابو راجح
: لا تكذب وقص بلسانك
كاد يتكلم لولا صفعةٌ قاسية من راشد , أفقدته السمع لثوانٍ
صاح فيه بغضبٍ مجلجل
: خيانة وكفر ! من أي مزبلة انت يايني !
رفع يده ليضربه مرةً أخرى ومنعه أحد الرجال في القاعة
: لا توصخ ايدك
قال ابو غانم وهو جالس بتعب وصدمة
: يشتغل لصالح منو
هز سلطان رأسه
: للحين ما عرفنا , بس الأوراق اللي موقعة عليها لولوة أتلفناها
التفت ابو غانم بتعب لأحدهم
: اتصل بالشرطة
حينها نهض ابو راجح ودخل مكتبه وسلطان ومالك من خلفه
جلس بتعب على مقعده
سكب له مالك كأس ماء
: روق
: الله ياخذه
قال سلطان وهو يربت على كتفه
: خلاص هد نفسك
في الخارج عمت الفوضى
كان راشد يحترق من الغضب
والشاب ماجد يرتجف ويحاول الدفاع عن نفسه
حتى أتت الشرطة لتأخذه وتنظر في أمره
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
السابعة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
كانت تمسك بسماعة الهاتف وتتحدث بقلق
: متأكدة ما يحتاج أجيك ؟!
صمتت قليلاً ثم قالت بحنان
: بسم الله عليك يا روحي ما تشوفين شر
قال الذي يجلس مقابلها بسخرية
: اخلصي علينا قفلي , عندها قرون استشعار لا تكشفك
ضحكت ثم قالت
: ما عليك , محمد يتريق على أمي
قال مبتسماً
: وانا صادق والله
ابتسمت وهمت بالحديث , أوقفها دخول ابنها مبتسماً
: مساء الخير
ردّ الثلاثة
: مساء الخير
قالت بتلعثم
: طيب مو مشكلة انا أكلمك وقت ثاني , انتبهي لنفسك , مع السلامة حبيبتي
جلس وقال متسائلاً
: مين !
قالت مبتسمةً بارتباك
: صديقتي
هزّ رأسه وصمت
قال والده مبتسماً
: وين كنت اليوم , من الصبح طلعت توك ترجع
: والله طلعت الصباح مريت المصنع صايرة مشكلة بسيطة , بعدين للمطار استقبلت خالد اخو لين ووديته لاجوار رود , كنت تعبان ورحت ارتحت عند عزوز , وهذاني جيت
قالت امه باهتمام
: شلون شفته خالد
: والله ما مداني اعرفه زين , بس شكله طيب
التفت لجدته التي لم تعد تتحدث اليه منذ أخبرهم عن رغبته بالارتباط ب لين
اقترب منها مبتسماً
: نانا
نظرت اليه بصمت
قبّل كفها
: الم تشتاقي لي !
قالت ببرود
: ولمَ أشتاق اليك وانت تعيش معي !
قال بتكشيرة
: لم تعودي تتصلي بي , ولم تطمئني عليّ منذ فترة
سحبت يدها من يده وتابعت قراءة جريدتها
قالت بلا اكتراث
: لم تعد طفلاً
زفر والتفت لوالده
: وش اسوي فيك ! خربت علي ومزعلها مني
قهقه والده
: وش دخلني انا
قالت ام سعود مؤيدةً لابنها
: والله جد محمد زودت عليها بكلامك وما اعتذرت ولا بررت بعدها
زفر ثم قال
: سيدتي
رفعت رأسها دون أن تتكلم
قال باعتذار
: ارجو ان تعذريني على حديثي السابق , كنت غاضباً بعض الشيء
قالت بهدوء
: لا مشكلة
تابعت قراءتها دون اكتراث لهم
قال سعود ضاحكاً
: والله حاقدة باقي شوي وتقلعنا
ضحكت أمه وأشارت له ليقترب
: تعال سعود
اقترب منها ووضع رأسه في حجرها
مشطت شعره بأصابعها
قال بابتسامة
: شلون تزوجتي ابوي
ضحكت ثم قالت
: زي ما جدك تزوج أمي
: شلون تزوجوا ؟
: كان جدك الله يرحمه ولد أغنياء في السعودية , وامي بنت أغنياء هنا
ضحك سعود
: عائلة بريطانية غنية مسلمة , في أحلى من كذا !
ضحكت والدته وتابعت
: صار مؤتمر دولي مدته ثلاث شهور في الامارات , طبعاً مصانع جدي أبو أمي داخلة المؤتمر , وشركات جدي ابو ابوي داخلة , اجدادي ما يقدرون يتركون شغلهم ويسافرون , ف ارسل جدي ابوي , وارسل جدي الثاني امي , وهناك التقوا كانوا من الأقلية المسلمة , فترة وتزوجوا وعاشوا عيشة سعيدة
ضحك ثم قال
: وانتوا شلون تزوجتوا ؟
قال والده ساخراً
: جيت ادرس دكتوراه , والقى البنت المحجبة ام عيون خضر وبياض أشقر وملامح عربية , سحبتني على وجهي قمت ما اعرف كوعي من بوعي لين تزوجتها وتركت السعودية وعشت هنا عشانها
غطت وجهها بكفيها وهي تضحك
ضحك سعود ثم قال
: عمامي ما عارضوا ؟
: قلت لهم سعودية مسلمة وش بيقولون يعني ! أهم شي عندهم ما تكون كافرة واصلها مو عربي
استمروا يتحدثون حتى نظرت ام سعود الى ساعة الحائط ثم قالت
: سعود الساعة 8 ونص ما عندك دوام اليوم !
نهض بتكاسل وصعد لغرفته
ووالدته مبتسمةٌ بحنان , وجدته ترمقه بنظراتِ عطف ومحبة !
,
,
استراليا – كانبرا
عاد لمنزله ولا زال الغضب يحلق حوله
دخل لمنزله وفوراً توجه للدرج
اقتربت زوجته باستغراب
: حبيبي شفيك !
تماسك وحاول كبت غضبه
: ما فيني شي
أمسكت بيده ونظرت الى وجهه بتمعن
: ابو راجح شصاير لك ! ويهك مو طبيعي
سحب يده منها وقال بهدوءٍ قدر المستطاع
: صارت بيني وبين راشد مشكلة
ازدردت ريقها ثم قالت بارتباك
: شنو سوا راشد !
: مشكلة بالشغل مالك فيها , بطلع أنام مابي غدى
تركها وصعد لغرفته
زفرت بغضب وأمسكت بهاتفها
اتصلت على راشد
رنّ لثوانٍ حتى اتى صوته ويبدو أنّه غاضب
: هلا مها
قالت بهدوء
: شلونك راشد
: الله يسلمج طيب الحمد لله , انتي شلونج
: الحمد لله
: آمريني !
: شصاير بينك وبين ابو راجح ؟
صمت قليلاً ثم قال مستغرباً
: اهوا قال لج ؟!
: لا دخل معصب أصريت عليه قال مشكلة بينك وبينه بالشغل , ولأني مو غبية أدري الموضوع مو عن الشغل
ضحك ببرود
: مو شغلج , مشاكل رياييل وخري عنها
: راشد انت حسبة اخوي ومن عمر الدنيا انا احترمك وأعزك , شكو حاط نقرك من نقر ريلي ! شسالفتك وياه ؟
: ما لي شغل فيه اهوا حاقد ويدور علي الزلة عشان يصارخ ويعصب , على فكرة مو بس هو بالعالم , كل واحد له همّه واشغاله هذا عباله انا قاعد واخطط عليه , يبه شهالحجي فهميه انا مو مهتم له , اهوا صفته ريل بنت عمي وبس ! قبل كنت اقول حلو لو صرنا ربع , الحين بطلت بس يفكني شره وشر نظراته
قالت تعاتبه
: لا تقول عنه جذي , انت تدري اهو مريض ويتعالج , وفيه سكري , وللحين متأثر من اللي صار له , عشان جذي دايماً معصب , ولا والله وايد قلبه طيب
: انزين
: شنو انزين ! عفيه راشد انا اختك لا تضايقه عشان خاطري
زفر بتعب ثم قال
: مها قلت لج والله مالي شغل فيه ! اهو متى ما طقت براسه هاوشني
: ميخالف تحمل عشاني
: زين حاضر
: فديتك والله انت ماكو منك لو ما تكره ريلي
ضحك ثم قال
: قلت لج ما اكرهه
:زين
: يلا قلبي ويهج وراي شغل وايد
ودعته بمحبة وصعدت تطمئن على زوجها
دخلت الغرفة وشهقت
اقتربت بخوف
: شفيك
كان جسده يرتجف والعرق يبلل جبينه
قال بتلعثم
: جيبي لي حلو بسرعة
أسرعت للثلاجة التي في الغرفة وسحبت لوح شوكولا
اقتربت منه وساعدته على أكلِ بعضٍ منها
قضم قضمتين صغيرتين
وأراح رأسه ولا زال تنفسه سريعاً
مرت دقائق حتى انتظم تنفسه وخفت رجفته
قالت ببكاء
: شفيك , ليش انخفض !
قال بتعب
: خليني أنام
: انزين علمني شصار لك , من زمان ما نزل جذي
لم يرد عليها وحاول النوم
بقيت بقربه تمسح على شعره , وتتأمل ملامحه
حتى استغرق في النوم
خرجت من الغرفة وجلست في الصالة العلوية , والحزن يظهر جلياً على ملامحها
اقتربت منها الخادمة
: عسى ما شر عمتي شفيج
قالت بحزن
: ابو راجح تعبان
: سلامته ما يشوف شر
: ما اييلج
: ما تبون تتغدون ؟
: لا , تغدوا انتي ومليكة حنّا بعدين نتغدى
: انزين تبين شي ثاني ؟
: سلامتج
ابتعدت الخادمة , وظلّت مها جالسةً تفكر بِ هم
,
دخلا شقتيهما
جلسا وزفر مالك
: الله يهديه ليش عصب كذا
قال سلطان بغيض
: آخ بس ليتنا خليناه يذبحه
قال مالك بقوة
: استغفر ربك , صاحين انت وياه ! وش جريمته البشعة الرجال عشان تكرهونه لهالدرجة
صرخ فيه سلطان
: مالك انطم وبطل مثالية
غضب مالك
: شدخل المثالية يا متخلف , وش تحسون فيه وكل شي عندكم ذبح قتل انتقام !
تجاهله سلطان ودخل للمطبخ يشرب ماءً بارداً يخفف غضبه
تبعه مالك وقال بجفاء
: جدتي مكلمتني تقول تبي تكلمك مشتاقة لك
قال بجمود
: ما ابي اكلم احد
: بس هذه جدتك يالردي !
: مالك لا تصدع لي راسي
قال مالك بغضب
: عسى عمرك لا كلمتهم وش علي منك , طول يومك تصرخ وتسب وتنافخ واسكت واتحمل واعذر , بس جدتي ما بتعذرك
تركه متوجهاً لغرفته وأغلق الباب بقسوةٍ بعده
تنهد سلطان
جلس في الصالة وهو يستغفر
بعدَ قليل
نهض من مكانه وتوجه لغرفة مالك
طرق الباب بهدوء
قال مالك من داخل الغرفة
: انقلع
ضحك وفتح الباب
كان مالك مستلقياً على سريره
حين رآه قال
: مو قلت لك انقلع
ضحك سلطان
: ما هان علي تنام زعلان
قال مالك بسخرية
: ايه طبعاً ما يهون عليك , عشان لمن تقوم بعد ساعتين ثلاث منفس تقدر تطلع تنفيسك علي
: تعجبني لمن تفهمني
رماه مالك بالوسادة
: وراك بس
امسك سلطان الوسادة واقترب ليجلس
: خلاص سامحني ما اقصد اضايقك
تجاهله مالك
قال سلطان بغيض
: احمد ربك جايك بنفسي , انا الكبير اذا ناسي حضرتك
: انت جاي تعتذر ولا تتهاوش
ضحك سلطان
: المفروض تقوم تحب راسي وتقول لي افا يا عمي سلطان وانا اقدر ازعل منك انت تمون ع الرقبة
قال مالك بسخرية
: ايه هين
: خلاص ما صارت ما قلتلك شي انا
: كلم جدتي
تغيرت ملامح سلطان , قال بغضب
: مالك تبينا حلوين مع بعض انطم ولا تفتح لي هالسيرة
: بس جدتي سلطان , تكفى والله متشفقة عليك
نهض واولاه ظهره
: قل لها اني طيب وبخير ومشغول ما اقدر اكلمها
زفر مالك بيأس
: براحتك
خرج سلطان من الغرفة وهو يقول بخفوت
: تمسي على خير
أغلق الباب وترك مالك حزين على حاله
توجه لغرفته وعروق عينيه احمرت بشدة
جلس وهو يزفر بقوة يمنع نفسه من البكاء
قال بحرقة
: يارب تاخذ أرواحهن
استلقى وهو يشعر بالألم ينهش قلبه
,
,
المملكة العربية السعودية
الواحدة بعد منتصف الليل
,
تقلب في نومه وهو يلهث ويتصبب عرقاً
كان يتنفس باضطراب
شهق بقوةٍ وفتح عينيه
,
تقلبت في نومها وهو تلهث وتتصبب عرقاً
كانت تتنفس باضطراب
شهقت بقوةٍ وفتحت عينيها وهي تهتف
: صـــــقــــر
تلفتت وهي تتنفس بسرعة
مرت ثوانٍ لتستوعب أنها في غرفتها وأنه كانَ مجرد حلم
أغمضت عينيها وشدت لحافها الى صدرها
همست بنحيب
: بموت قبل يومي من همك
,
أضاء يوسف الغرفة واقترب منه بخوف
: وشنوححك
قال بتلعثم وسرعة
: شفتها , والله شفتها , كانت تبكي , حاولت والله حاولت اسألها عن اسمي او اسمها , مدري مدري وش اسمها , تبكي والله وتحاول تاخذني معها , آآه ياربي ليش ليش ما سألتها عن اسمي
دمعت عيني يوسف وهو يهدأه
: عمر قل لا اله الا الله , بسم الله عليك , حلم حلم ياخوي خلاص صحصح
اراح رأسه على الجدار وهو يبكي
: ليش ما سألتها , ما اغباني , والله حاولت ما قدرت
خرج يوسف من الغرفة فوراً
لا يستطيع رؤيته بوضعه ذاك
وكان عمر محتاجاً لأن يبقى بمفرده
بكى حتى شعر بالراحة
ثم نهض لدورة المياه يتوضأ
عاد وأمسك بالمصحف
كان يتلو ويمسح أدمعه
ويرجو الله سراً أن يعافيه ويردّ ذاكرته
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 16-11-13, 06:07 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت السادس عشر
,
,
المملكة المتحدة – لندن
العاشرة صباحاً
كانا يجلسان متقابلين ويتناولان افطارهما
قال لها بتأنيب
: ما كان له داعي تجلسين اليوم , لو رايحة جامعتك ابرك
عقدت حاجبيها
: اروح وانت هنا وكلها كم يوم وتسافر !
ابتسم بحنان
: لك ثلاث أيام معي وباقي بقعد كم يوم , بكرة روحي
هزت رأسها نفياً
: ماني رايحة لين تسافر , وبعد ما تسافر بقعد لي كم محزنة بعدين أداوم
قهقه ضاحكاً , مسح عينيه ثم قال ولا زالت آثار ضحكته في صوته
: مب على كيفك , بكرة بتروحين وبروح معك , أجلس اقز لين تخلصين
قالت باعتراض
: وش اللي تقز , مير أفقع عينك
ضحك منها مجدداً
قبّل أن يردّ عليها رنّ هاتفه
أمسك به , رفع حاجبه الأيمن حينَ رأى اسم المتصل
: هلا
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله
: شلونك !
: الحمد لله , وانت !
: زين الحمد لله , بغيت أقول لك الوالدة وجدتي حابين يشوفون أهلك
قال بلطف
: حياهم الله
قال سعود بمرح
: والوالد يبي يشوفك
ضحك خالد بخفة
: الله يحييك انت وياه
: متى يناسبكم
: لحظة – نظر الى لين وقال بهمس وهو يبعد الهاتف – تستقبلين أهل سعود اليوم ؟
احمرت وجنتيها , قالت بخفوت
: ما عندي شي , انت عندك مانع ؟!
: لا – ردّ على سعود بابتسامة وهو يتأمل شقيقته – تفضلوا اليوم
: خلاص بأكلمهم ان شالله , بعد الظهر او قبل العصر كذا نجي
: هلا ومرحبآ
: سلام عليكم
: الله معك , وعليكم السلام
أغلق الهاتف ونظر لها بهدوءٍ تام
قالت بِ خجل
: وش فيك !
هزّ رأسه بهدوء
: ولا شي , قومي رتبي بيتك
لا شيء يا صغيرتي , أرى احمرارك , ارى ما في قلبكِ من سعادةٍ وحُزنٍ في آن , للمرة الثانية تُطلبين , في المرة الأولى زوجكِ أبي وندم وماتَ قهراً , وهذه المرة سأزوجك , وانا خائف وارجو الله الّا أندم
لا شيء يا شقيقتي , سوى أني احبك واخشى عليكِ واتطلع لأرى سعادتك وأمنك , لا شيء , سوى انني قلقٌ عليكِ , لا شيء سوى خوفي من أن تحبيه فلا يكون كفؤاً
لا شيء !
: من بيجي ؟!
: هو وابوه وامه وجدته
حكت رأسها بتفكير
: بس ما في الّا غرفة وصالة !
: عادي تجلسون يالحريم في غرفتك وحنّا هنا
: غرفتي صغيرة
: مو مشكلة لين لا تكبرينها , هم يدرون انك وحدة يعني بيتك ع قدك
قالت باختناق
: اقابلهم بروحي !
مسح على رأسها بحنان
: انا موجود
هزّت رأسها ودمعتان تبلورتا ك لؤلؤتين في مقلتيها
: لا , بيجون امّه وجدته ويجلسون معي لحالي يسألوني ويكلموني , مافي أم تتكلم بدالي , مافي أم تأشر لي بعينها أطلع من الغرفة , مافي أم تغمز لي عشان أقهويهم , مافي أم بترتب شكلي وتمدحني قبل يجون , مافي أم معي !
ضمها الى صدره بصمت
بمَ يجيب !
هذا ما كُتب علينا يا لين , هكذا شاء الله لنا , ما من مفر يا صغيرتي , هكذا اختار الله ابتلاءنا , كفكفي دمعك , اخلعي نبرة الحزن والأسى من صوتك , اهدئي يا وصية أبي لي , ما عساي أن أفعل , وهم أقوى مني وأكثر ! , ما عساي أفعل وان عصيتهم وتمردت عليهم حوسبت وحملت وزراً
قال بحنان
: خلاص لين , لا تقلبين يومك نكد , قومي غسلي وجهك وتعالي نكلم امي تانقو نسألها وش نسوي
نهضت بتباطئ وخرجت من غرفة الجلوس
آهٍ يا أخي , على حرقةٍ تعتصر قلبي , في أهمِ يومٍ لي امي وأخواي ليسوا معي , جبارون هم اولئك الذين أصابوني في مقتل , نفوني من بلدي وبيتي وصدرِ أمي ودفئ كلماتها , قساةٌ هم الذين ينتظرون رؤيتي لينهشوا جسدي ويبرحوني ضرباً , آهٍ يا أخي , على آهةٍ لم تتجاوز حدود صدري !
زفر بتعب ٍ وقال بخفوتٍ حار
: حسبنا الله وكفى
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة صباحاً
خرجت من القاعة وسارت ببطئ وملل
شعرت بهزات هاتفها في جيبها
ردّت بملل
: هلا
: وينك !
: توني طلعت من القاعة , وانتي ؟
: عند الكافتيريا , وش تبين فطور
: جيبي أي شي
أغلقت الهاتف وذهبت حيث يجلسن رفيقاتها
ابتسمت ورفعت يدَها تُحييهن
رددن عليها التحية , وتباعدن لتجلس بجوار سمر
لكنها جلست بعيدةً عنها مما اثار ريبتهن
قالت احداهن مازحة
: وش فيك لا يكون شايفة على سمر شي
قالت بابتسامةٍ باردة
: لا عادي
أخفت سمر حزنها بابتسامتها
قالت احداهن
: رتول شوفي هذه بنت خالتي
نظرت اليها مبتسمة
: أهلاً
قالت الأخرى بنعومةٍ وبصوتٍ ( مغناج ) ب طبيعته
: هلا فيك
قالت رتيل
: منورتنا
: تسلمي يا قلبي
سألت الفتاة ابنة خالتها عن اسماء الفتيات
قالت وهي تشير اليهن
: هذه مشاعل ام لسانين – قالت مشاعل باعتراض – هيي ابلعي لسانك – ضحكت وتابعت - , وهذه فادية العنيفة السفاحة – فتحت فادية عينيها بصدمة – وش شايفة علي يوم اني سفاحة ! – قالت بضحكة – كذا تخوفين بلد يا ويل اللي يوطى لك على طرف , المهم وذي سمر الهادئة النعومة – ابتسمت سمر بنعومة وتابعت الفتاة – وذي سارة الرومنسية تعشق خطيبها الجنتل – ابتسمت سارة دون أن ترفع رأسها عن هاتفها , قالت الفتاة بسخرية – شفتي حتى ما رفعت راسها قاعد تكلمه , ما علينا , وانا وفاء الجميلة الخقة الأميرة الـ - كادت تتابع حديثها لولا صرخاتهن المعترضة , ضحكت وأشارت أخيراً الى رتيل – وذي رتيل المزيزة غامضة تحسينها وشوي نفسية
ضحكت رتيل
ضمت وفاء ابنة خالتها بمرح
: وذي الحلوة الياي الرقيقة النعومة الكيووت ديما بنت خالتي
قالت ديما مبتسمة
: تشرفنا بنات , رتيل اسمك مرا نايس , مين سماكِ ؟
صمتت رتيل قليلاً ,استنشقت هواءً تملأ بِه رئتيها , ثم قالت مبتسمة
: زوجي
عقدت الفتاة حاجبيها استغراباً
قالت بلطف
: عفواً !
ضحكت رتيل وقالت وهي تشرح بيديها
: يعني هو ولد عمي , ولمن انولدت سماني , ويوم كبرت تزوجني
وضعت ديما يديها على جانبي وجهها بتأثر , قالت بلطف وحالمية
: آووهه سسو كيووت
حملقت فيها رتيل لثوانٍ
ثم اشاحت بوجهها وهي تكبت ضحكتها التي لو ظهرت لأحرجت الفتاة وجعلتها تقسم ألّا تجلس معهن مرةً أخرى !
كان عقلها يسترجع ذكرى مضت
*كانت تمسك بيده وتسير معه في السوق
حين انتهيا من الشراء
توجها للبوابة ليخرجا
لفت انتباهه طفلٌ في عربته
قال بابتسامة واسعة وعينيه تنطقان اعجاباً
: مشالله تبارك الرحمن , شوفي رتيل البزر
نظرت اليه واتسعت عينيها بسعادة
كان الطفلُ ملفتاً جداً , جميلٌ ولطيف بشعرٍ ذهبي مجعد وعينين بلون العسل الصافي , وشفتين نديتان ممتلئتين
يضحك بمرح
قال مرةً أخرى
: اللهم صلي على محمد , يهبل يحليله الله يحفظه
قالت بتأثر وهي ترف برمشيها بدلال
: يااي سو كيووت
فتحت عينيه بصدمة وهو ينظر اليها
قال بذهول
: وش قلتي !
قالت بابتسامةٍ عريضة وكأنها أنجزت انجازاً
: سسوو كــيووت
ظلّ ينظر لها لثوانٍ , ثم عقد حاجبيه وهو يضرب رأسها بخفة
: وش ذي بعد
قالت تشرح له بطفولية
: يعني مرا حلو وكشخة و يحليله
قهقه بشدة ثم قال
: من معلمك ذي الكلمة
قالت بفخر
: فايزة اخت فوزية
قال بسخرية
: عساس انا أعرف فايزة وفوزية الحين
هزت رأسها برفض
: يااربي انت ما تفهم , فوزية صديقتي في المدرسة , وفايزة اختها بالثانوي , جات فايزة مدرستنا وشافتني وقالت سوو كيووت انا احسبها تسبني بالانجليزي زعلت قامت ضحكت هي وقالت لي يعني يا زينك وحلوه , عرفت !
كان مبتسماً يتأملها وهي تتحدث
هزّ رأسه ايجاباً
: أي عرفت , قولي لفايزة صقر يقول ما لك شغل لا عاد تقولين كيوت لا اشوتك , وانتي لا تقولينها ماش ما حبيت الكلمة
قالت بتذمر
: انا عجبتني
اقترب بتحذير
: وشو , ما سمعت
ضحكت وهي تضع كفيها على شفتيها وتهز رأسها نفياً
: خلاص ما اقولها
: ايه سنعة..*
انتهت الذكرى وهي تضحك ووفاء تناديها مستغربة
: رتيل !
نظرت اليها مبتسمة
: هلا
: بسم الله عليك انهبلتي تضحكين لحالك , المهم تسألك ديما كم سنة بينكم
نظرت الى ديما التي توردت خجلاً
: سوري ما انتبهت انّك سرحانة
هزت رأسها مبتسمة
: عادي , بيننا 15 سنة
هتفن الفتيات
: وآآو , الله , يووه كبير ممرة !
ضحكت ولم ترد عليهن
حينها جاءت داليا القت التحية ثم جلست بجانب رتيل
: خذي
: وش جايبة
: كلوب ساندوتش وعصير برتقال
قبّلت خدها مبتسمة
: مششكورررااا
ضحكت داليا
: لا بالله شكلك اليوم ميتة جوع
مسحت على بطنها
: ايي جوعاانة ومو ماكلة بالبيت وأخذت محاضرتين ورا بعض انهلكت
قالت داليا بحنان
: يا روحي , يلا شوي ويجي عبد الله وترتاحين
أكلت بصمت ولا زالت الابتسامة عالقةٌ في ثغرها من ذكراه
ذكرى حبيبي الغائب , ذاك الرجل الذي يسلب لبّ قلبي في حضوره , في كلّ مرةٍ أنظرُ أعلى التلفاز , لأرى صورته , كأني اراه لأول مرة , يقفز قلبي من بين أضلع صدري , ترفرف عيناي خجلاً وحاجةً واشتياقاً , ذاك الرجل الذي اذا ابتسم يبتسم العالم بأسره , الذي اذا غضب تختبئ الطيور في أعشاشها , وتدخل الفئران لجحورها , ذاك الذي اذا قهقه , ارتجت الكرةُ الأرضيةُ ضحكاً , ذاك الذي اذا عقد حاجبيه ببداية غضب , هابه الكون أجمع , رَجُلِي , سقفُ أحلامي , حبيبي الذي ربّاني وبقيتُ في نظره طفلةً حتى غاب عني , أين أنت يا صقر , واين رَسا قارب حياتك بِك , هل ما تزال تذكر ملامحي ! ام أنها اندثرت تحت رُكام أفكارك وانشغالاتك !
نبهتها داليا وقطعت أفكارها
: رتول كلي !
قالت مبتسمة
: طيب
رفعت داليا حاجبيها استغراباً من وضعها
,
,
المملكة العربية السعودية – الشرقية
جامعة الدمام
الحادية عشر والنصف صباحاً
كانت تكتب بِ اندماج تام
تارةً تحك أعلى حاجبها بِ تفكير
وتارة تحك أسفل شفتها
قالت التي بجانبها بسخرية
: شوي شوي على نفسك
التفتت لها بانتباه
: تكلميني !
ضحكت
: اقول شوي شوي على نفسك , لا يفصل مخك من قوة التركيز !
قالت مبتسمة بشرود وهي تعود للكتابة
: ششش لا تطيرين الأفكار
: وش تكتبين ؟
: مقال
: عن !
لم ترد عليها لأنها اندمجت بكتابتها
صاحت الأخرى بملل
: ملاااك
سقط القلم من يدها بفزع
: شفييك !
: زهقت خلك من الكتابة الحين
زفرت ملاك وهي ترفع قلمها
: لجين أحسن لك تقلبين وجهك وتتركيني ف حالي
: يا بنت الحلال لاحقة ع الكتابة
قالت بانفعال
: لا مب لاحقة , اذا تشوش ذهني اصير ما اجمع , اتركيني لين أكمل ونجلس
قالت باعتراض
: انتي تكتبين مقال ! يعني مو شوي وتخلصين
هددتها وهي تشير بقلمها
: اوص
تأففت لجين وتابعت ملاك كتابتها
مرّت لحظات حتى رنّ هاتف ملاك
سحبته وردت وهي لا تزال مندمجة في مقالها
: ها
ضحك بذهول
قالت بخجل
: سوري قاعد أكتب
: اما ها !
حكت انفها محرجة
قال مبتسماً
: يلا انا برى
: طيب
أغلقت الهاتف ونهضت
قالت لجين وهي على وشك البكاء
: ادري انك كلبة كل يوم تسوين كذا
ضحكت وانحنت تقبّل وجنة لجين المتوردة من الغضب
: خلاص بكرة اجلس معك
: بس فالحة تكذبين
: وعد !
رفعت لجين رأسها وقالت بتهديد
: شوفي وعدتيني , والله لا اطلع مصارينك وأعطيها للبساس لو ما جلستي معي بكرة
ضحكت ملاك ورأسها مائل للخلف
حمحمت ومسحت عينيها وهي تضع أشياءها في حقيبتها
: الله يقطع ابليسك , خلاص قلت لك وعد
نهضت معها لجين وسارتا للبوابة ولجين تثرثر وملاك مبتسمة تستمع اليها
وصلتا للبوابة
قبّلت لجين خدّ رفيقتها
: انتبهي لنفسك
: وانتي بعد
غطت وجهها وخرجت لأخيها
ركبت السيارة والقت التحية بمحبة
رد بحنان
: وعليكم السلام ورحمة الله , شلونك ؟
هزّت رأسها
: الحمد لله , وين بنروح !
بيأذن الظهر الحين نصلي ونروح نتغدى بعدها نروح نشوف فهد , ثم نرجع للبيت
تحدثا قليلاً حتى وصلا لأقرب مسجد
انتظرا ليُأذن للصلاة , ونزلا يصليان
انقضت الصلاة وعادا للسيارة
سار وليد في شوارع الدمام
: وين تبين تاكلين ؟
زفرت ملاك بملل
: ليتني أطير وأروح لخالتي الحين , لبيه ي طبخها , ولييد والله ذبحني أكل المطاعم , فطور وغدى وعشى !
ضحك بخفوت وتوجهَ لمعطمٍ ذُو نكهةٍ ايطالية
: من زمان ما اكلنا ايطالي , انزلي
نزلت معه وهي تتأفف من كلِ شيء
دخلا جلسةً مغلقة ولا زالت تتذمر
ضحك وهو يضرب رأسها بخفة
: خلاص يا بنت لا تتحطمين
قالت بضيق
: وليد ما بيصير شي اذا أكلنا من البيت , طيب لا تاكل من طباخهم انا اطبخ !
تجاهلها وذهب ليطلب
الموضوع غير قابلٍ للنقاش بالنسبة اليه , ملاك تؤرقه , لا تعي هذه الصغيرة من الحياة ما يعرفه هو , يخاف عليها من أبسط الأمور , في روحه وجعٌ يدك حصون قلبه , هو لا يريد ازعاجها ولا حرمِها من رغباتها , هو فقط يخشى عليها من الوجع الذي يسكنه , يخشى على شقيقته من تخبطات الحياة , يخشى عليها طعنةً تصيبها في مقتل ! هو لا يزعجها , هو يحميها فحسب ! لمَ لا تفهمه , لم لا تستوعب مدى الخطر الذي يحيط بها , قد ذاق مرارة الوجع مراراً , وأقسم أن لا تلمحه حتى , لن يستجيب لها , فلتظن بِه سوؤاً , فلتكرهه حتى ان شاءت ! لكنه سيبقى يحميها حتى آخر نفسٍ في صدره
دخل جسلتهما المغلقة ووضع الطعام
ابتسم ببرود
: يلا سمِي بالله
لم تنظر اليه ولم تتبادل معه الحديث
سمَّت بهمس , وأمسكت بملعقتها تأكل
هذا الوليد , لا يفقه في الحياة سوى مشهداً كريهاً عالق في مخيلته منذ اثنان وعشرون عاماً , لا زال يشعر برائحة الألم في صدره , يحقد على الجميع , يخبئها عن الجميع , قلبها يهمس لها بأن شقيقها مريض ! شقيقها يبغض العالم , ويعيش في قوقعةٍ يرغمها على الجلوس معه فيها , تحبه بجنون , وتخشى عليه من أدنى مكروه , لكنها باتت تضيق ذرعاً بِ تشدده , الذي يزداد كلّ ما كبروا ولا ينقص أبداً ! تذكر أدق تفاصيل الطفولة , كم من مرةٍ أراد قتل أبناء عمومتها ممن اقتربوا منها , تذكر كيف كان قبل أن يستطيع القيادة , يجمع مصروفه حتى يتسنى لهما ركوب سيارة الأجرة , كي لا يذهبا مع والدهما او السائق ! اصبحت ابنة الاثنان وعشرون ربيعاً , ولا تستطيع أبداً التقاط ذكرى لها في سيارة أحدهم , أو على مائدة الطعام مع والدها وزوجته وأختها وأخيها غير الشقيقين , أو نزهةً عائلية جميعهم مبتهجين فيها , جميع ذكرياتها يتربع وليد على عرشها , ذكرياتٌ لستةِ أعوامٍ مع خالتها وأبنائها , ثم يحتل وليد كلّ شيء , وليد و وليد وفقط !
زفرت ورفعت عينيها لتجده هو الآخر شارد الذهن
لن تقسو على شقيقها
مضت سنونٌ طويلة وهي تطيعه وتوافقه في كل شيء , ستبقى مطيعة حتى وان كان مخطئاً
قالت بحنان
: ولييد ليش ما تاكل
انتبه لها وابتسم
: الّا آكل
تابعا طعامهما وكلٌ منهما يتحدث عن يومه في دوامه
وكلٌ منهما في داخله ندبةٌ يخفيها عن الآخر !
,
,
استراليا – كانبرا
الثالثة وخمسةَ عشر دقيقة مساءً
دخل للمنزل بهدوءٍ تام
اقتربت منه زوجته مبتسمة
: قواك الله
نظر اليها بحدةٍ ولا يزال صامتاً
قالت بريبة
: حبيبي شفيك !
لا يزال صامتاً , أثار خوفها
: بو راجح شنو صاير ! خوفتني
قال بهدوء وهو يكظم غيظه
: الشي اللي أجي اقوله لك , هل يحق لك تروحين من وراي تتناقشين فيه !
تراجعت بارتباك
: شتقصد !
قال بحدة وهو يحاول الّا يرفع صوته
: انتي فاهمة وش اقصد
هزّت رأسها ودموعها تكاد تفلت
: ما ادري انك بتعصب , انا ما قلت شي بس سألته شالسالفة وقلتله لا ينرفزك !
صرخ فيها
: من طلب منك أساساً تكلمينه ! شي مالك دخل فيه على أي اساس تروحين تتكلمين فيه , بس الشرهه مب عليك على اللي عطاك علمه
قالت بعبرة
: لا تصارخ
أبعدها من أمامه بخفة وصعد لمكتبه
لم يكن ينقصه سوى مها !
يشعر بالغضبِ يفورُ في دمِه ليحرق عروقه كلّ ما تذكر وجه عمِه ابو عقاب والد زوجته وهو يقول له بهدوءٍ تام
" مشاكلك مع راشد حاول انها ما توصل لمها لأنّه حسبة أخوها ومو حلو ريلها واخوها يصير بينهم مشاكل هي تدري عنها ! "
كان سيقلب المكتب رأساً على عقب
كان سيفقأ عيني ابي عقاب التي تنظر اليه باتهام
كان سيقتل راشد المتحاذق
زفر بقوة وهو يلهي نفسه بالعمل
لا يستطيع التركيز , لا بد أنّ مها تبكي الآن
لم تتعود أن يغضب منها أو يصرخ في وجهها
فلتبكِ قليلاً لن يضرها
ولكنها لا تستحق أن يبكيها !
خصوصاً أنّ مها ليست صغيرة , تصغره بعامان فقط !
وجب عليه احترامها واحترام سنها
تأفف وهو يحاول التركيز
لن أذهب , فلتحزن ولتبكِ , كان يجب الّا تتذاكى وتتحدث الى ابنِ عمها الأحمق
ابن عمها الذي لو حُلل القتل لثوانٍ , يكاد يقسم أنه سيقتله بأبشع طريقة
يتمنى القضاء عليه , ازهاق روحه , يتمنى له أكثر الأمور سوءاً
يبغضه بعنف , يبغضه بصورةٍ شرسة
زفر واستغفر في سرّه
لا يريد الاسترسال في الأفكار العقيمة التي تؤذيه هو , دون سواه
نهض من مكانه وخرج من مكتبه
دخل غرفته
كانت مستلقيةً على جنبها الأيمن
عينيها غارقتان بالدمع , وملامحها حمراء من أثر البكاء
تنهد , وتجاهلها
غيّر ثيابه وخرج من الغرفة
نزلَ بخطواتٍ ثقيلة ليخرج من المنزل
فتح له السائق الباب الخلفي , ثم أغلق الباب وأخذ مكانه
حركَ السيارة متوجهاً للمشفى
كان يفكر في ملامح مها الدامعة طوال الطريق
زفر بغضب
تباً لِ قلبي الذي يكره حزنها
أخرج هاتفه واتصل بها وهو حانقٌ جداً
طالت الثواني , ومها لا ترد
رفع حاجبه , هكذا اذاً !
كاد يُغلق الهاتف لولا صوتها
ردّت بجفاء
: نعم
زفر , ثم قال
: خلاص قومي غسلي وجهك
قالت وغصتها تخنقها
: ليش تصارخ علي ! شنو شايفني ياهل ! ترا عمري من عمرك !
زفر ثم قال بهدوء
: معاد أصرخ عليك خلاص
صمتت وهي تمسح أدمعها
قال بهدوء
: يلا مها قومي
: وين رحت ؟!
: للمستشفى عندي موعد
: انزين ما كليت !
: بعد ما اطلع من المستشفى بتغدى مع سلطان ومالك
صمتت , خافت أن تتكلم ف تشتمهما
قالت وهي تكبت غضبها
: أنطرك ع العشا ؟!
: ايه
: انزين , حافظك الله
قال بخفوت
: مع السلامة
أغلق الهاتف وأعاده لجيبه
مرّت دقائق ليصلَ للمشفى
الذي يبدو كَ متنزهٍ أكثر من كونه مشفى !
كانَ بِ حديقةٍ خضراء على مد البصر , ب جلسات مظللة
وغرف للاسترخاء , وغرف للرياضة واللياقة , وغرف لمشاهدة التلفاز , وحمام سباحة كبير
حتى ألعاب للأطفال كانت موجودة
دخلَ للمبنى
وصعد للدور الثالث
,
,
المملكة المتحدة – لندن
الثانية عشر مساءً
اتصل سعود بعزيز
: عزيز بسسرعة فز لخالتي سارة خل تروح ل لين
فز عزيز بقلق
: وش صاير ! عسى ما شر
: لا لا ما في شي , بس نانا وامي رايحين لها اليوم , ما ودي تكون بروحها
تثاءب عزيز وعاد للاستلقاء
: فاضي انت ع بالي فيها شي – صمت قليلاً , ثم قال ب مكر – صرنا نراعيهم وما نبيهم بروحهم
قهقه سعود قبل أن يقول
: حسبيّ الله على تفكيرك , قم لخالتي سارة ولا تكثر حكي
: زيين
أغلق الهاتف وتوجه فوراً لشقة السيدة سارة
طرق الباب عدةَ مرات قبل أن تفتحه مبتسمة
: ي الله انك تصبحه بالخير
ابتسم لها بحنان
: الله يصبحك بالرضا والرضوان , خالتي أهل سعود بيزورون لين بعد شوي , قال سعود روحي لها ما يبيها تكون بروحها
قالت بعطف
: دقايق وانزل لها
: انا بدخل أغير وبجي أوصلك
: ما له داعي يمه أروح بروحي
قال برفضٍ لطيف
: لا معليش انا بوصلك , يلا استعجلي
أولاها ظهره وأغلقت بابها مبتسمة
أسرعت لمطبخها
أخرجت كيسَ بُن , وآخر فيه هيل , وعلبةَ تمرٍ سُكري
وضعت الأكياس والعلبة في سلةٍ خاصة للرحلات
ثم وضعت عشرةَ فناجيل قهوة
ثم الى غرفتها لتحضر كسرتي عود " بخور "
ارتدت ملابسها وعباءتها عى عجل وخرجت تحمل السلة
كان عبد العزيز يقف أمامها
ابتسم وأخذ السلة
سار وهي خلفه
خرجا من العمارة وفوراً كشَر عبد العزيز
: اليوم بــرد
قالت بعد أن تنهدت
: ما تعودت يعني !
زفر بتذمر
: أكره بردهم
ضحكت ضحكة شاحبة
: غريبة , أهل السعودية يحبون البرد !
هزّ رأسه ضاحكاً
: حنّا ضبان نجد ما نتحمل البرد
ضحكت بخفوت , وتابعا طريقهما في حديثٍ عن نجد ولندن
صعدا لشقة لين
وضع عبد العزيز السلةَ أرضاً وابتسم
: هالله هالله ف بنتك , وخلها تبيض الوجه قدام خطّابها
قالت بفخرٍ حقيقي
: يحمدون ربهم ان كانت بنيتي من نصيبهم
ضحك عبد العزيز بذهول
: الحين جحدتي سعود وصارت لين بنتك
هزّت رأسها
: كلكم عيالي , بس البنت عندي أعز
قال بحنان
: ليتك تحلين لي , والله لا ابوس ايدينك وراسك , مير الله يشهد ان مكانتك من مكانة امي
قالت بتأثر
: الله يحفظك يا عزيز وانا والله ما اعدك الّا ولدن لي
فرح بِ كلماتها التي تكررها دائماً
ودعها ونزل الدرج خارجاً من العمارة
طرقت الباب ثلاث طرقاتٍ متوالية بهدوء
فُتِح الباب وظهر شاب طويلٌ ترفع رأسها لترَى وجهه
قال مستغرباً
: آمري !
ابتسمت
: لين موجودة ؟
هزّ رأسه ايجاباً وابتعد عن الباب وهو ينادي
: ليين روحي للباب
أسرعت لين للباب مستغربة
شهقت بسعادة حينَ رأت الخالة سارة
اقتربت لتعانقها
: هلا والله
حملت سلتها وأدخلتها وأغلقت الباب
أطلت برأسها على خالد
: ابو وليد لا هنت
قاطعها مبتسماً
: زين زين بطلع
قالت محرجة
: معليش والله
: يا بنت الحلال تراني أخوك يعني تشوتيني وتقفلين الباب مب تعتذرين
ابتسمت فحسب
ارتدى حذاءه وخرج
أغلقت لين الباب خلفه ودخلت غرفتها مبتسمة
: ي الله انك تحييها
قالت سارة تعاتبها بلطف
: كذا يا لين هذه آخرة العيش والملح , اليوم بتنخطبين وما تقولين لي
قالت لين بخجل
: والله تمنيتك معي , بس استحيت أطلبك واثقل عليك
: الله يسامحك يا بنتي , والله يوم جاني عزوز وانا اركض جهزت نفسي وجيتك على طول
قالت لين مستغربة
: شلون عرفتي !
ابتسمت سارة
: سعود متصل على عزوز قالّه قل لخالتي سارة تلبس وتروح لم لين هلي جايين يشوفونها ومابيها تكون بروحها
صمتت لين
غرقت ف الصمتِ لثوانٍ
قبل أن تقول بخفوت
: الله يجزاه خير
نهضت سارة وهي تخلع عباءتها
: قومي يلا , انا بسوي الشاهي والقهوة وانتي رتبي وبخري
: ما عندي قهوة !
: ادري انّه ما عندك , انا جبت قهوة وهيل وتمر وبخور بعد
دمعت عيني لين بتأثر
اقتربت منها وطبعت قبّلة أحترام عميقة على جبينها المتعرج
همست بامتنان
: الله يجزاك خير ويقدرني أرد معروفك علي
ابتسمت سارة دون أن تعلق وتوجهت للمطبخ
تذكرت لين كلمات والدتها التي حادثتها قبل ساعة
(: خلك واثقة ومبتسمة بهدوء , ضيفيهم ورحبي فيهم , اذا سألوك جاوبي على قد السؤال , لا تتلبكين وتتأتأين , لا تخافين يمه
: أبيك معي يمه
قالت بحنان
: روحي وقلبي معك يمه , لا تخافين لين
هزّت رأسها تقنع نفسها أنّه لا مشكلة من عدم تواجد والدتها )
سمعت هتاف سارة
: ليين , الساعة 12 ونص يلاا
: جايية جاية
تعاونتا وانهيتا عملهما خلال ساعةٍ ونصف
ثم دخلت لين لدورة المياه تستحم
وسارة تتأكد من التجهيزات
خرجت لين بعدَ خمسةٍ وأربعون دقيقة
وعيناها حمراوتين
زفرت سارة معاتبة
: الحين ليش تبكين ! عيونك حمرت وش بيقولن الحريم لا شافنك
قالت بعبرة
: أبي أمي
اقتربت لتضمها بحنان
: حبيبتي اذكري الله , الحين البسي وكلميها , والله ما بتكون راضية انك زعلانة
نظرت لين الى سارة وهي تمسح دمعها
سيدةٌ فاضلة , لم تسألها قط لمَ هي هنا وأهلها هناك , لم تتجرأ لتسألها لمَ الخطبة هنا وليست في السعودية
قالت سارة ضاحكة
: من زين الوجه يومك تتأملين فيه
ضحكت لين ونهضت لترتدي ثيابها
حين انتهت من تجهيز نفسها
سألت سارة بتردد
: شلون شكلي !
قالت سارة بحنان واعجاب
: اللهم صلي ع النبي , تجننين الله يحفظك , يا بخته والله
توردت وجنتيها خجلاً
مرّ الوقت سريعاً حتى أصبحت الساعة تشير الى الثانية والنصف مساءً
رنّ هاتف لين
ردّت بود
: هلا حبيبي
: لين انا عند العمارة الحين طالع لك , خمس دقايق ويوصلون
قالت بارتباك
: طيب
أغلقت الهاتف ونظرت الى سارة بتوتر
ابتسمت سارة تطمئنها
: خذي نفس , تراهم طيبين دام سعود ولدهم
هزّت رأسها فحسب
,
نظر الى أمه وجدته من مرآة السيارة وقال
: لا تسألنها كثيراً , وكنّ لطيفاتٍ معها , ولا تأتين بذكري أمامها
قالت السيدة جوليا بانزعاج
: لا تكرر الكلام كثيراً , لقد أخبرتنا بذلك كلِه صباح اليوم
كتم الثلاثة ضحكتهم
قالت أمه بحنان
: لا تقلق حبيبي , سنفعلُ كلّ ما طلبته
ابتسم وأخرج هاتفه وفتح مكبر الصوت
ثوانٍ وأتى صوتُ عبد العزيز بملل
: خيير , تراك أبثرتني الله يشغلك في نفسك
رفع سعود بصره لوالده ووالدته , وكاد يضحك من ملامحهما المذهولة
قال بهدوء
: انا في السيارة وهلي معاي وفاتح سبيكر
صمتَ عزيز لثوانٍ , ثم قال بخفوت
: آمر
هنا , لم يستطع سعود تمالك نفسه وانفجر ضاحكاً
قال عبد العزيز بهدوء
: وش تبي !
حمحم سعود ليصفي حنجرته , ثم قال
: اجهز ابيك معي تؤازرني في خطبتي
حاول عزيز منع نفسه من السخرية , لكنه لم يستطع
: اللي يسمعك مرة متوتر , ما كنّ جبهتك أوسع من مسطرة دكتور ديفد , كل شوي متصل وكل شوي تتطمن عليها ومستقبل أخوها بنفسك ع بالك اول وآخر واحد بيتزوج , والحين تبي مؤازرة !
انفجر سعود ووالده ووالدته ضحكاً
قال عزيز هامساً
: الله ينكبك
: والله انت جبتها لنفسك , يلا اجهز كلها دقيقتين وانا واصل عمارتهم ابيك قدامي
زفر عزيز
: ابشر
ابتسم سعود وودعه وأغلق الهاتف
نظر لأمه التي كانت لا تزال تضحك
: واللي يشوفه عندنا مستححي
ضحك سعود وهو يضع هاتفه جانباً
: قايل لكم كلب
نظر الى جدته وزفر
: نانا هلّا تبتسمين ؟!
تجاهلته تماماً
قال والده بهدوء
: يومين وترضى خلك منها
صمت ومضت دقيقتان حتى أوقف سيارته أمام العمارة التي تسكنها لين
نزلوا جميعاً
نظرت جدته الى الشارع والعمارات بتقييم
ووالدته صامتة
قال والده
: يلا !
: ادخلوا انتوا بنتظر عزوز
قال والده
: يمكن بيتأخر !
ابتسم سعود
: لا
: أي شقة !
أخبر والده عن الشقة ودخلَ الثلاثة للعمارة
حينها قال سعود ضاحكاً
: تعال يلا
كان عبد العزيز يقف بجانب العمارة ولا يراه من يقف أمامها
اقترب وهو يحك أرنبة أنفه محرجاً
ضحك سعود منه ودخلا للعمارة
,
دخل خالد وجلس في الصالة
اقتربت منه لين تعطره وترتب هندامه
ابتسم وقبّل رأسها
: والله قمر , فديت أمي اللي خلفتك
ضحكت , وقبل أن ترد رنّ الجرس
أمسكت لين بيده وقالت بتراجع
: خلاص ما ابي
ضحك وأبعدها لتدخل غرفتها
فتح الباب مبتسماً
ابتسم والد سعود
: خالد !
: حياك الله
سلّم على والد سعود وابتعد سامحاً للسيدتين بالدخول
كانت سارة تقف عند باب غرفة لين
قالت تنبههن
: حياكم الله , هنا تفضلوا
دخلتا للغرفة
سيدتين أنيقتين , حجاباتٌ ملونة , ومعاطف طويلة , وابتسامةٌ جميلة تزين محياهن
قالت سارة مبتسمة
: ام سعود ؟!
ابتسم ام سعود وقالت
: ام لين ؟!
هزّت رأسها نفياً
: لا , انا سارة
شهقت ام سعود بخفة واقتربت تقبل رأسها
: هلا والله , سامحيني ما عرفتك
ضحكت سارة وأشارت ناحية لين
: هذه لين
نظرت اليها ام سعود بحنان
اقتربت لين تسلَم
ف عانقتها ام سعود
: شلونك حبيبتي
قالت بخفوت
: الحمد لله , تفضلوا استريحوا
التفتت ام سعود للسيدة جوليا
: هذه أمي , جدة سعود
سلَمت لين وقالت بلطف
: مرحباً سيدتي
كانت جدة سعود تنظر اليها بتقييم
ابتسمت بهدوء
: أهلاً
جلسن جميعاً وضيفتهن لين
كانت ام سعود تسألها عن دراستها وعمرها بلطفٍ بالغ
ولين هادئة وتجيب بابتسامة بسيطة
,
بعد دخول السيدتين بثوانٍ دخلا سعود وعبد العزيز
بعد الضيافة والسؤال عن الأحوال
قال ابو سعود
: متى رجعتك للسعودية على خير ؟
: بعد حول خمس أيام
تبادل سعود ووالده نظراتٍ سريعة
قال ابو سعود
: انت تدري حنّا شارين قربكم وودنا ف بنتكم لولدي
قال خالد بهدوء
: والنعم فيكم , الرسول يقول من جاءكم من ترضون دينه وخلقه ف زوجوه , انا احسبه والله حسيبه انّه ان شالله راعي خلق ودين
: خذ راحتك بالسؤال عنّه , وأي شي حاب تستفسر فيه حنّا حاضرين
قال خالد مبتسماً
: ابيك يا سعود تاخذني اسأل عنك وتعرفني على معارفك
ضحك سعود بذهول , ثم قال
: أدلك ايه , بس اروح معك لأ
: ليه !
: لأنّه يمكن لا سألت عني قدامي عند أحد أعرفه بينحرج مني وما بيعطيك شهادته بالصورة الصحيحه
ابتسم خالد , وفي داخله امتنان له
قال خالد مخاطباً عبد العزيز
: وشلون تشوف سعود
هزّ رأسه ضاحكاً
: شهادتي فيه مجروحة , انا حسبة اخوه حتى لو شفت خطأه ما بقوله , مو نذالة لا والله بس لا ارادياً مستحيل اشهد له بغير الخير
نظر خالد الى والد سعود ضاحكاً
: تشهد له ؟!
: لاآآ وين أشهد له
ضحك خالد
مدّ سعود بكرتٍ لخالد
: شف هذه عناوين شغلي وجامعتي والمسجد اللي اصلي فيه الجمعة والمصنع وكل ابو شي تحتاجه
أخذ خالد الكرت وقال مبتسماً
: الله يكتب اللي فيه خير
,
,
الى الملتقى :)

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 17-11-13, 09:32 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67082
المشاركات: 1,513
الجنس أنثى
معدل التقييم: لست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييملست أدرى عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2076

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لست أدرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يا هلا بيكِ جود ... مش هطو لعليك المرة دى ان شاء الله

بس أولا بدات ألمس تطور فى اسلوب السرد نفسه ... عجبنى جدا الصراحة ... يارب دايما

سعود يبقى عندى فى المقدمة .... ياسلام عالشهامة يا سيدى ... عجبتنى أوى لفتته إنه حس بيها وإنها هتتحرج تقابل اهله لوحدها ... عينى يا عينى !!!

ملاك ووليد ... والله صعبانين عليا اوى ... حساهم زى الرحالة عايشين فى بيتهم بس مافيش استقرار كأنه بيت غرباء.. مش عايزة اظلم وليد ... واضح إنه مصابه كبير وهو صعبها على نفسه اكتر وعلى ملاك كمان ... الله يهون..

ليا سؤال ... عزيز !! مجرد ضيف شرف فى القصة ؟؟؟ لأنه لحد دلوقتى مافيش أى تلميح عن إنه ليه قصة خاصة .. طيب هل هو فى لندن للدراسة بس !!! إحنا مانعرفش عنه أى حاجة ..

عمر ( صقر ) ماظهرش البارت ده ليه ؟؟؟ يابنتى الرجل ده شكل قصته هتطول على ماتظهر ... الله يكرمك ماتعديش بارت من غير ماتطلعيه فيه ... وياسلام ياسلام لو تحاولى تطولى البارتات شوية ... بجد قصيرين أوى ..


سلامات يا قمر ... بانتظارك البارت الجاى ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور لست أدرى   رد مع اقتباس
قديم 18-11-13, 01:41 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لست أدرى مشاهدة المشاركة
   يا هلا بيكِ جود ... مش هطو لعليك المرة دى ان شاء الله

بس أولا بدات ألمس تطور فى اسلوب السرد نفسه ... عجبنى جدا الصراحة ... يارب دايما

سعود يبقى عندى فى المقدمة .... ياسلام عالشهامة يا سيدى ... عجبتنى أوى لفتته إنه حس بيها وإنها هتتحرج تقابل اهله لوحدها ... عينى يا عينى !!!

ملاك ووليد ... والله صعبانين عليا اوى ... حساهم زى الرحالة عايشين فى بيتهم بس مافيش استقرار كأنه بيت غرباء.. مش عايزة اظلم وليد ... واضح إنه مصابه كبير وهو صعبها على نفسه اكتر وعلى ملاك كمان ... الله يهون..

ليا سؤال ... عزيز !! مجرد ضيف شرف فى القصة ؟؟؟ لأنه لحد دلوقتى مافيش أى تلميح عن إنه ليه قصة خاصة .. طيب هل هو فى لندن للدراسة بس !!! إحنا مانعرفش عنه أى حاجة ..

عمر ( صقر ) ماظهرش البارت ده ليه ؟؟؟ يابنتى الرجل ده شكل قصته هتطول على ماتظهر ... الله يكرمك ماتعديش بارت من غير ماتطلعيه فيه ... وياسلام ياسلام لو تحاولى تطولى البارتات شوية ... بجد قصيرين أوى ..


سلامات يا قمر ... بانتظارك البارت الجاى ان شاء الله

ي أهلاً حبيبتي

شكراً على اطرائك ع الاسلوب <3
كانت نيتي من البداية يكون بالشكل ذا بس انتظرت تطور الأحداث

سعود عندي وعندك وعند الأغلبية الأجمل

ملاك ووليد , قصة حزينة لم تتضح ملامحها بعد

عزيز ليس مجرد ضيف وتكملة عدد , له مجرى خاص بس لمن يخلص دراسته ويرجع للسعودية

عمر , مخلية ظهوره حسب خطة معينة

والله البارت طويل نسبياً , يعني من 20 الى 40 صفحة وورد !
بس ولا يهمكم راح أحاول أطوّله أكثر

حبيبتي الله يجبر بِ خاطرك جداً تحرجيني ب اهتمامك ب الرواية
ودافع كافٍ لي اني أهتم بالرواية لأقصى درجة حتى تعجبك

ودي

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
قديم 19-11-13, 12:18 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: خلت في مقلتيك طيف أحلامي / ب قلمي

 

أحد منتظر البارت ؟!

تبونه اليوم ولا عادي بكرة !

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلامي, مقلتيك, قلمي
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t190844.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-08-17 07:18 AM
ظ‚طµط© ظ‚طµظٹط±ط© &#1548; ط§ظ„ظ„ط؛ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طھظ†ط¨ظٹظ‡ Google - ظ‚طµطµ This thread Refback 09-10-14 02:40 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ظپظگظ€ظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظ‡ظ€ظ€ظ€ظ€ط§ This thread Refback 01-09-14 06:07 PM
ط®ظ„طھ ظپظٹ ظ…ظ‚ظ„طھظٹظƒ ط·ظٹظپ ط£ط­ظ„ط§ظ…ظٹ ط¨ ظ‚ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 15-08-14 05:24 AM
Untitled document This thread Refback 08-08-14 08:08 PM


الساعة الآن 01:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية