لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-13, 05:22 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251795
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاطريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريح الهوا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريح الهوا المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: ارض الملائكة و حارس العذراء

 

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اقبل نقل الرواية الى قسم رومانسيات عربية ولكن الرواية جاهزة حتى المشهد 24

وتحتاج مني وقت حتى اقوم بطرح كل المشاهد لأني فكرت اني قد اخترت الوقت الخطأ للتنزيل فضروفي الصحية تتطلب مني الراحة التامة ونا قد التزمت امس اني انزل الرواية حسيت اني غلطت بس ان شاء الله يصير خير

شكراً لكِ غاليتي مرة اخرى لكن هل ترسلين لي مزيدا من التفاصيل !

 
 

 

عرض البوم صور ريح الهوا  
قديم 22-10-13, 05:25 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251795
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاطريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريح الهوا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريح الهوا المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: ارض الملائكة و حارس العذراء

 


المشهد

( 8 )


وفي حياة اخرى تهجّر الأرواح وتقتّل الأنفس
يزرع الخوف و الخراب
وتدمّر العقول والأبدان ...

صوت إطارات عالية جدّا أفزعت النيام !
صراخ وعويل وصياح
يركض الجميع
منتصف الليل حيث ألقي بجثة صاحبها مُدمّى !
تصرخ وتولول الأم والأخت والأخ
بينما الجيران مجتمعون يحوقلون
او يضربون يدا بيد ..

بينما يركض خالد لطلب سيارة اجرة
يحاولون سحب الجثة الى تلك السيارة
فصاحبها يلفظ انفاسه !

تجلس مريم بجانب وداد
مصدومة من منظر اخاها
منتف الشعر واللحية
مجلود الظهر والصدر
بعينين زرقاوين مدمايتين

يا الهي يا أحمد أكنت تستحق ذلك؟
أنت من كنت تمضي أيامك في عبادة
تقضي أوقاتك في صيام وصلاة
أنت من لا تخرسه الحكومة !!
هكذا ؟!!
يفعل بك هكذا ؟!!
يحضرونك ويلقونك عاريا !!

يا إلهي إرحم احمد !
فلم يبقى سوى الرجاء !
الولولة والنحيب والصياح لم ينتهيا الى الفجر

فيما الجيران قد تفرقوا وهم يدعون له !
الكل تعب يريد النوم ولا تنقصهم مصيبة احمد !!


لم ارى يا بلدي حياة تقتل على يد مثلما فعلت يداك
أنحمل اخطآئنا ام انتي من تحملين الأخطاء ؟!!
عقدة ذنب تغلغلت فينا
ذنب حبك وذنب كرهك ومقتك لنا ..
نولد فيك لننتحر ، وتلدين أبناء الحرام ليقتاتوا من دمك !!
بينما ما زلت تضحين برؤوس الأبرياء على ترابك الملائكي !!
وطن أصيب بشلل رباعي بقبوله الظلم وحياة العبودية !
وطن يمارس سياسة الإخصاء على أيادي النساء العقيمة !!
وطن تجرّع أبناءه المر مخلوطا بسم !!

:


في ذالك الزمان

استيقظ من نومه على رنين هاتفه

فيما أخاه عبدالرحمن بنبرة غاضبة يأمره ان يأتي توّا
يرتدي بذلته السوداء وقميصه الناصع البياض
حذائه الأسود اللامع
مع عطره الرجولي الفاخر
في فورة شبابه وقوته وجماله
يغادر في سيارته المرسيدس متوجها الى بيت العائلة

كان قصرا
رهيبا
كبيرا ويخطف الانفاس
بحدائقه الخلابه
وبحيرة صغيرة تبدأ بشلال !
أحواض السباحة الكبيرة
والجلسات العائلية المختلفة الاشكال والمواقع
منتشرة هنا وهناك
هنا ترى .. الثراء الفاحش !
في أرقى أحياء مدينة بني غازي !!
يدخل على عائلته المجتمعة
الكل يجلس في سكون مخيف !

جو خانق متوتر مليء بالسواد !
فيما ذبذبات كراهية وغل انتشرت تغطي الرؤوس
وكأن الغربان تقف فوقها متفرجة !!
:
دخل عليهم محييا
فيما تقدم نحوه أخاه الكبير ..

مادّا يده للسلام
فيما إمتدت اليد الأخرى تهوي على خده بصفعة مدوية !
تاركة إياه في صدمة وذهول
لم يرفع حتى يده الى خده !
ما السبب ؟ ما هذا !!

فيما ينهال عليه اخاه بالشتائم
ايها القذر الحقير
أهكذا تفعل بنا ؟!
إستئمناك عليها
و تخوننا ايها الوضيع
فعلا انك ابن ال............ الأجنبية !
فيما ما زال واقفا مذهولا بهذا الكم من الشتائم
ما يسمعه أحقا يخرج من فم اخاه ؟!!
أهو أسوء كابوس رآه في حياته حتى الآن أم ماذا ؟!
إحمر وجهه فيما أخذ يتنفس بسرعة فهم مجتمعون هنا كي يهينونه !
برزت عروق فكيه من الغضب الذي جاش في صدره

كاد ان يحمل اخاه عاليا ويرمي به ارضا ورغم ذلك ....

التفت ناظرا الى كل تلك العيون المحدقة
يرى الحقد والكراهية
يرى التشفي
يرى الحزن
ويرى الحب !
وهي واقفه مختبأة خلف امها لا يرى منها سوى طرف شالها !!
ووالدها الآخر الذي يجلس مستمعا هادئا تماما !!
حاول التحدث بهدوء فيما وقف الرجال وكل يريد التخلص منه
وعلى طريقته !!
يكمل أخاه محتدا وكانه ارتكب جرما لا يغتفر !!
ايها الجبان لقد اخبرتنا ياسمين عما فعلته بها !!
كيف تفعل ذلك !!
انك حقير حقا
منذ البداية
لا اعرف كيف سلمناها لك
فأمثالك معروف هم من اي بيئة واي اخلاق !
ايها الخنزير !!
مازال يستقبل اهاناتهم وشتائمهم كأنها لا تمت له بصلة
فيما التفت الى أخاه محدقا به في هدوء بنظرات كادت تخترقه بحدتها : ما المشكلة ؟
ماذا يحدث هنا ؟

: ألا تعرف ما المشكلة ؟ فعلا انك حقير

لقد اخبرتنا ياسمين عن القذارة التي قمت بها !!

نظر اليها مضيقا ما بين عينيه بتساؤل غريب
: اخبرتكم ياسمين ؟عن ماذا تتكلم بالضبط ؟.
لازال يتمالك اعصابه قبل ان يعصرهم جميعا بين قبضتيه !
حاول احدهم هذه المرة التهجم عليه جسديا محاولا ركله بقوة
ايها الوضيع لا زلت لم تفهم اتريدنا قولها مجاهرة
ماذا تحسب نفسك ..
يمسكه من اعلى قميصه
فيما نظر له من علو نظرة تحدي ان يلمس اكثر مما لمس !!
لم يجرؤ أحد البتة قبلا ان يعتدي ولو بالإشارة على شخصيته الفذة القوية !!
خلق الإحترام لنفسه في محيطه ولكن هاهم يتعدون حدود الإحترام وعلنا !!
ولكنه سيجاريهم ويلعب لعبتهم القذرة الآن وليذهب الإحترام الى الجحيم
امسك بيده بقوة نازعا اياها .. نافثا نارا تسعر في صدره في وجهه
: حتى الآن لا زال هناك بعض الاحترام .. فإما أن تتكلموا وإما أن تخرسوا !

امها التي نطقت هذه المرة بلغتها الأم
فهم كلما ارتبكوا يتكلمون لغتهم شارحة له الوضع تماما !..

ينظر لهم في ذهول بعينين مفتوحتين عن آخرهما ..
: ما هذا الهراء الذي تتحدثونه
هذه المرأة هي زوجتي
زوجتي انا
لا دخل لكم فيما حصل بيننا !!

يتحدث بينما يضع يده على خاصرته متبرما من هذا الحوار السخيف !
رجل دخل على زوجته !! ماذا يريدون ان يفهموا من هذا ؟!!
فعلا وقاحة لم يرى مثلها في حياته !!

رد عليه شخص يكرهه حتى النخاع قائلا بخبث : ياسمين لا تريدك بعد الآن .. طلقها !!
فيما زفر غاضبا بقوة هذه المرة
لا لن يحتمل
صارخا في وجوههم : أجننتم ؟!!
تريدون تطليقي من زوجتي !
ويصر على اسنانه بقوة : انها زوجتي ، لن اسمح لأحد بالتدخل بيننا
مهما كان !
يتجه صوب ياسمين المختبأة الباكية وراء امها الحزينة فهي بين ابنتها وابن اختها ..وكلهم غرباء عنهم !

لم يكمل طريقه اليها
وقف في وجهه متحديا
ها هما يتواجهان
كل هناك غضب في جوفه
وهذا المكان اصبح حلبة لمن سينجو !

سادا الطريق عليه : قلنا لك انها لا تريدك بعد الآن ! ألم تفهم بعد ؟

لم ينظر له .. فهو لا يستحق نظرة منه : ابتعد عن طريقي اريد التحدث الى زوجتي
مشددا على كلمته ليفهموا أن ليس لهم الحق فيما يهترون به !


ياسمين ردي علي أحقا ما يقولونه ؟


: محاولا صده بيديه .. يريد ضربه فهو لا يحتمل هذا الشخص
منذ ان دخل حياتهم وكل شيء تغير
لا يحتمل جماله
ولا يحتمل ثرائه
ولا يحتمل أنه زوجها !
غيرته استفحلت في شرايينه فأمسى لا يميز أمامه الخطأ من الصواب .
فهو بزواجه منها قد نسف كل خططه معها ولكن الآن سيأخذ بثأره ..
فأعميت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر !!
: قلت لك ابتعد عن طريقي
اقترب منه خطوة حتى اختلطت الأنفاس المحترقة بالغل والحقد واقف يتحداه في زوجته
ولكنه لن يفلح ..
: وانا قلت لك طلقها !

: ايها الوغد كيف تسمح لنفسك ..يمسك به من رقبته و ينظر الى الآخرين
ما هذا الذي تفعلونه
أجننتم ؟!!
تريدون تطليقي من زوجتي
يصرخ بهم بصوت راعد فهو قد ضاق بهم ذرعا ،ضايقوه وضاق صدره منهم !
يريدون نفيها من حياته
يريدونها ان تحيا من دونه
يريدون تطليقها منه ؟!
اي منطق هذا ؟


يصرخ بها : ياسمين ردي علي ، ماالذي اسمعه ؟ ماذا يحدث ..

اراد تهدئة نفسه
فربما هم مصدومون منهم ولكن هذه حياتهم وليس لهم دخل فيها
سيعطيهم فرصة اخرى
ربما سيفكرون ثانية ويعرفون خطأهم
: حسنا سأخرج الآن الى ان تهدأو ..
فيما يحيط به ثلاثة منهم مهددين : لن تخرج قبل ان تطلق !

يالهي
ماذا يحدث حقا
مالذي يجري هنا
رائحة عفنة لمؤامرة جلية واضحة المعالم !!
: قلت لن اطلق ، كم مرة ساكرر بأنها زوجتي !
وبابتسامة إستهزاء فيما الوجوم يلف وجهه : يبدو ان الكثيرين هنا قد فقدوا عقلهم !

هذه المرة يسمع صوتها مهزوما باكيا حزينا
طلقني يا يوسف !
طلقني لم اعد اريدك !!

: ياسمين ! مالذي تقولينه ؟

تصرخ بأعلى صوتها بينهم : طلقني انا لم اعد ارغب بك !
اريد الطلاق حالا ! الآن !
ارجوك يا يوسف !


لا لا لا
يمسك برأسه بين يديه
ملتفتا في كل اتجاه
لا يكاد يرى شيئا
عيناه لا تريا شيئا !

هم بالخروج ثانية ولكن لا مجال
فهم الآن يريدون قتله ولن يهمهم !

نطق اخيرا بذهول .. وهدووء ..حسنا !
ابتعدوا عن طريقي ، فانا لم أعد ارغب بإمرأة اتهمتني باغتصابها بعدما سلمتني نفسها طواعية !!

لقد أهانته
لم يدري بأنها طفله
اخبرت عائلتها كاملة بما حدث بينهما !
اخبرتهم انه اعتدى عليها !
هو لايزال لا يصدق ما يجري الآن
ربما سيستيقظ غدا من منامه بين احضانها
ربما غدا سيقبلها من جديد
ربما غدا ستصبح ملكة بيته وقلبه !

ولكنها اليوم تريد فراقه !
نطقها في اسى وحزن وانهزام : انتي طالق يا ياسمين !
خرج مسرعا تلاحقه اصوات البكاء والصراخ ..
فذلك لن ينفع يا ياسمين ..

لقد هزمتني ..!!
حطمتني واذللتني
فهل سأنسى لكي يوما هذه المسرحية الهزلية
التي شهدت اندحاري على خشبات مسرحها
ولم تستحق حتى تصفيق الجمهور !!

نهاية المشهد الثامن !..


 
 

 

عرض البوم صور ريح الهوا  
قديم 22-10-13, 05:30 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2013
العضوية: 251795
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاطريح الهوا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 102

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريح الهوا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريح الهوا المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: ارض الملائكة و حارس العذراء

 


المشهد

( 9 )



الآن
يجلس في غرفته التي لا يكاد يغادرها
منذ مشكلة تلك المرأة وهو متعب جدا
جسده منهار ومريض ..
نعم يعاني مرض الفقدان
فقدانك يا مريم !!
رجله حالتها من سيء الى أسوأ !
يجلس مقابلا تلك النافذة ناظرا الى عين الشمس لا زال ببجامة نومه الزرقاء ..
هذه الغرفة اصبحت سجنه
منزله اصبح سجنا لا يطيقه !
أصبح اسير كرسيه المتحرك !
والسجان كان انتي يا ياسمين !!
يلتفت الى مكتبته والى كل تلك الكتب التي على الأرفف
تنتظر من يفتحها ومن ينفض التراب عنها !
ينظر الى مكتبه الذي نقله الى غرفته وليس له رغبة في الجلوس خلفه
كوب القهوة الذي اصبح باردا امامه !
حتى القهوة كرهها بعد ان كانت الشيء الوحيد الذي يستسيغه صباحا !
الجرائد والكتاب الوحيد اللذان يستلقيان بجانب القهوة منذ ايام !
منذ الحادث الشنيع لم يأتي أحد ليسأل عنه
لم يأتي احد ليطمئن عليه سوى شقيقته الصغرى .. حليمة ..
كلما يتذكرها يبتسم
حليمة اسم على مسمى تشبه في حنيتها عليه أمه و.. مريم ..!

الشقيقة التي هددوها بقطع علاقاتهم معها اذا استمرت في رؤيته !

نعم هذه عائلته
العائلة التي طردته من املاكه ومن املاك ابيه !

بدون رحمة !

كان صغيرا وجاهلا !
استطاعوا ان يضحكوا عليه ويستغلوه !
يظنون أنهم قد خدعوه !!
ولكنهم لا يعلمون أنه يخبأ لهم المفاجآت !

فهو لم يعد يوسف من ذي قبل
فهو الآن رجل قارب الأربعين
غزا الشيب رأسه ولحيته
اصبحت عيناه أكثر جلادة بالخيوط الخفيفة حولهما مع ذالك السواد الذي تتشح بهما !
شفتاه اصبحتا اكثر قسوة واستقامة !

ليس ذالك اليوسف الذي نفي من بلاده !
ويعيش منفيا في بلاده !

وياسمين التي زرعت خناجرها في صدره خنجرا بعد آخر
لن ينسى ذلك اليوم الذي اتصلت فيه خالته لتخبرهم بحالها

تخبرهم انها قد تزوجت ابن عمها !!

لم يمضي على طلاقنا الا فترة العدة يا ياسمين !!

يفق من خيالاته على صوت قرع الباب
يدفع سعد الباب ويدخل في هدوء
يجلس مقابلا له !
يرمي بتلك التذكرة على طاولته فها قد حان وقت الرحيل

يلتقط التذكرة بيديه كان سيمزقها
سيرحل بدون ان يجد مريم !

يسمع صوت سعد سائلا : يوسف ! ما الأمر !
لقد تردت احوالك كثيرا ، سنجدها ان شاء الله !
ينظر له يوسف متأملا : نعم سنجدها ..أو هي من سيجدنا !
سعد الذي غص بسؤاله كم من مرة اراد سؤاله
تردد قليلا قبل ان ينطق : سيدي مالذي تريده من إمرأة متزوجه ؟!

لم يجبه .. هو نفسه لا يعرف مالذي يريده من إمرأة متزوجه !!
فلولا إيمانه كان ليستعين بشياطين الانس والجن لكي يعرف مكانها !!

وهناك في البعيد يلوح له خيالها ..
.
.
.
كان يجلس على ركبتيه بين وروده
يحمل - في يده التي ارتدى عليها قفازا جلديا اصفر اللون- مقصا صغيرا
ينظر الى تلك الورود الحمراء يقتلع هذه ويعتني بتلك
انها هوايته !
امه التي علمته كيف يعتني بالأزهار فصمم لنفسه حديقة صغيرة يحبها !
ينتعل في رجليه حذائا مطاطيا عالي الساقين

يلتفت على صوت سعد : سيدي سأخرج لساعات السيدة حليمة ارسلتني لتأدية بعض المهام
يستمع له ومازال منهمكا في عمله وقطرات العرق التي تلمع على ذراعيه المكشوفتين وخصلات قصيرة قد غطت جبينه المندى !
ينهض من مكانه : حسنا ولكن حاول ألا تتأخر !
فيما العم سعد اقترب منه وعينيه تلتمع بالإثارة : ما رأيك أن اريك شيئا لم ترى مثله في حياتك ؟!
نظر الى العجوز كما يسميه وعلى شفتيه ابتسامة محبه يخلع قفازيه
حسنا انتظرني أريد ان ارى ما لديك ايها العجوز !!

وفي سرعة كان قد قفز الى السيارة يجلس في المقعد الخلفي للسيارة العالية الكبيرة جدا !!
في اثناء القيادة كان العم سعد يخرج من طريق ويذهب الى آخر حتى أصبحوا على أطراف المدينة !
كان صبورا ينظر هنا وهناك خصوصا انه لا يخرج كثيرا الى القرى الصغيرة على جانبي المدينة !
الى ان دخل العم سعد الى ذالك المكان
أحياء مدقعة الفقر
بأزقة ضيقة جدّا لا تكاد السيارة تعبر منها
البيوت التي خال انها منذ القرون البعيدة
مبنية بالحجارة ومغطاة بالصفيح !
اغمض عينيه لا يصدق
ما هذا المكان أهناك بشر يعيشون هنا .
فهم بالسيارة قد يدمرون هذه الأكواخ
الى اين يذهب العم سعد !
اخذ يتأمل وينظر وفعلا هو شيء لم يرى له مثيلا في حياته
كل حياته كانت مرفهة
بين هنا في قصره وبين وطنه المانيا التي تشبه الجنة !


اخذت السيارة في الارتجاج بقوة الى اسفل واعلى مارين على كل تلك الهضاب التي تملأ الطريق
البرك الكبيرة بل بحيرات من المياه المتعفنة
أكوام القمامة في كل مكان ورائحتها العفنة تسكر الأنوف !
والأطفال يا إلهي
إنهم يلعبون في القمامة وفي هذه البرك بملابسهم البالية ووجوههم المليئة بالطين والأوساخ
يركضون هنا وهناك وكأنهم في ملاهي ! يتسآئل اذا يعرفون ما شكل الملاهي !

أخذ يدعك عيناه بشدة غير مصدق لما يرى
أفي هذا الزمان توجد هذه الحياة !!

الى أن وصل العم سعد الى مبتغاه
يوقف السيارة بين مجموعة من البيوت التي يكاد يرى من داخلها !

يخرج العم سعد من السيارة يدق على أحد الأبواب !

وها هي قد فتحت الباب
تلتصق بعينيه
خيط رفيع من السحر ربط بينهما
رجلاها تسمرتا عن الحركة
تاهت في صفاء مقلتيه وتبحرت في اعماق عينيه
ابتلعت ريقها مرارا ساحبة انفاسا حارة تليها شهقات بصفير تنذر بعاصفة !
قوة مغناطيسية كبيرة ربطت بينهما كما وان الارض قد توقفت عن الدوران !
عيناها مبللتان بالدموع .. وانفها احمر يسيل .. وشفتاها استحالتا الى لون الدم !

تبدو عذبة وشهية !
نضرة ونقية
تحمل على ذراعيها طفل جميل !

وانتهى السحر باليد الصغيرة التي دفعت وجهها في اتجاهه
تلقي عليه نظرة وتتحرك الى المنزل المقابل تفتحه وتدخل ..

تابعها بنظراته
قلبه الذي قفز الى حلقه راكضا بسرعة جنونية !!
هل للسماء ان تنطبق على الأرض فتبعثره الى الف قطعة كما فعلت هذه الصغيرة توا ؟!!
التقط أنفاسه بقوة والتفت الى العم سعد الذي كان يتحدث مع فتاة اخرى ويعطيها ظرفا !!
يا اله العباد
كم كانت بارعة في صعقه بشحنات كهربائية عجّلت بإنقاض بقايا حياته !
:
:
:
في الجانب الآخر من الأبواب .....
دخلت المنزل وهي لا تكاد ترى ..
تختنق بانفاسها المتلاحقة
كاد الصغير ان ينزلق من بين يديها
شعرت بدوار عنيف وصدرها الذي ضاق فجأة
حاولت التنفس ولم تستطع
اخذت تبحث بعينيها عنه !
صدرها يرتفع وينخفض بسرعة محاولة التقاط بعض الهواء

هي تموت
ببطء شديد
خيال حمود الذي يجري في المكان

غمامة سوداء غشيت عينيها
وانهارت على الارض مرتخية مستسلمة
صوت صفير و شهيق عال يخرج من بين شفتيها
ووجهها الذي بدا يفقد لونه
حمود الذي بكى بصوت حاد عندما رآها مسجاة على الارض وكأنه يطلق زمور النجاة !
خالد الذي يجلس في غرفته يرسل بعض الرسائل الوسخة لصاحبته !

يسمع صوت حمود الحاد

يخرج ليرى ما به واذا به يصدم باخته تلفظ انفاسها
يركض لها صارخا في خوف باسمها
مريم مريم
يضربها على خدها لعلها تستيقظ
ينهض مسرعا الى غرفتها باحثا عن البخاخ الذي تستعمله لمثل هذه الحالات
ارتبك ولم يجده
يرجع لها في سرعة يحملها في رعب فاخته تموت بين ذراعيه
لا يا مريم لن تموتي الان
ما زلت صغيرة
مريم حبيبتي افتحي عينيك ارجوكي !
يخرج بها من الباب مسرعا

رأى تلك السيارة وهي تحاول الاستدارة في الحي الضيق

يصرخ بأعلى صوته وشقيقته بين يديه : انتظر ارجوك انتظر

العم سعد الذي كان مشغولا في محاولة الدوران وها قد نجح اخيرا لم يسمع الصراخ
بينما الآخر الذي يجلس في الخلف يشعر بشيء مختلف داخله
يسمع ذالك الصوت والصراخ
ينظر الى الوراء يرى ذالك الرجل الذي يحمل فتاة بين ذراعيه
يركض في اتجاههم
فتح النافذة التي بجانبه اكثر واخرج رأسه ليرى ويسمع نداء الاستغاثة !

يا الهي انتظر انتظر يا سعد

فيما سعد نظر الى حيث ينظر سيده
يتوقف خالد لاهثا تعبا لا يكاد يستطيع التحدث
ارجوك... خذني للمستشفى ...ارجوك
افتح الباب يا سعد ..

يحاول ان يجلس في الكرسي الامامي وشقيقته على ذراعه

ينظر الى الرأس المدلى بين يديه
يغمض عينيه بقوة
ياالهي انها نفس الفتاة !
شعر بالخوف يتملكه !
ومن هذا الرجل الذي يحملها !
براكين غيرة قاتلة تفجرت في اعماقه !!
رجل يلمسها ؟!!
كاد ان يتهور ويزيح يداه عنها !!
ولكن بأي صفة قد يفعل ذالك فهو للتو قد عرف بوجودها !
انطلق سعد في سرعة مطلقا بوق السيارة الى اقرب مستشفى
بينما الاخرى كانت قد فقدت الوعي تماما !

اه
يضمها بين ذراعيه باكيا
مقبلا عينيها ووجهها
متمتما .. مريم حبيبتي لا تموتي الان
مريم !


لم ينطق بكلمة كان مفجوعا
للتو رآها
للتو كاد ان يلمس محياها
للتو شعر بقلبه يتمزق حبا !
فقط منذ لحظات !

وذالك السحر ما هو ؟
ينظر الى وجهها ثانية فيما كان يغرق في خيالاته
ينظر الى شفتيها بامتلاك لا يكاد يدير عينيه عنها !

متمنيا ان يمنحها قبلة الحياة !
أفاق من غيبوبته أخيرا وهو يزيح كل تلك الأفكار الرديئة عن رأسه
يفكر في تقبيل إمرأة تكاد تموت بين ذراعي زوجها !
إنه جنون !

ابتعد بعينيه في حين توقف العم سعد امام المستشفى بقوة
ينزل خالد يركض نحو الداخل ..

فيما العم سعد واقفا بجانب السيارة مشدوها
والاخر جالسا مصدوما !

ركب سعد وانطلقا بالسيارة الى المنزل في جو ظاهره هدوء !!
.
.
.

وداد التي سمعت صراخ خالد في الحي خرجت مسرعة
ترى مريم مجثاة بين يديه وهو يركض بها
تركض خلفه تبكي
مريم !
تمسك بحمود الذي كان يجلس امام المنزل بيدها وتدخل منزلهم وهي تدعو لمريم

فهي تعرف ما حلّ بها !!

.
.
.

مريم التي اسعفوها قبل فوات الأوان كانت في انفاسها الأخيرة
فنوبة الربو هذه المرة كانت قوية ولم تأخذ البخاخ اللازم

تفتح عينيها ببطء تخال انها في مثواها الأخير
ولكنها تشم رائحة تعرفها وتحفظها .. رائحة المستشفى !!
تفتح عينيها اكثر تشعر انها في دوامة
تحاصرها النظرات الخضراء من كل مكان
تحاصرها كلمات وداد التي قتلت آخر أمل لها
أمل الزواج !
:
:
تجلسان بجانب بعضهما البعض فيما كانت وداد جدا هادئة
لم ترد التحدث
منذ يومين قد خرج احمد من المستشفى
وهو الان يكمل علاجه في المنزل
احممممم كانت تصفي حنجرتها فما ستنطق به الآن سيقتل صديقتها !
وبصوت مبحوح : مريم !
تنظر لها مريم في تساؤل فحال وداد لا يسر


تواصل وداد الكلام وهي تشتت نظرها في كل اتجاه متضايقة ومحسورة على كليهما !
نافثة هما ثقيلا من صدرها فلابد ان تخبرها !
مريم .. أحمد لقد عذبوه بقوة في السجن هذه المرة
أرادت ان ترتاح من هذا الثقل في جملة واحدة
لقد افقدوه رجولته في السجن .. بينما تستدير برأسها متهربة ناطقة ..
هو يقول لكي بأنكي حرة !!

فيما الذهول والحسرة عبرت عنهما بشهقة من حنجرتها !
افقدوه رجولته في السجن !!
افقدوه رجولته في السجن !!
دموع لم تحسب لها حساب تقاطرت
تريد ان تلحقها اخواتها بقوة
لم تعقّب على شيء
وضعت وشاحها فوق رأسها وحملت حمود وخرجت !
تأسرها عينين خضراوين
تسمرت مكانها لم تستطع الحركة
حاولت ولكن لا لم تستطع ان تحيد بصرها عنه !
رعشة تملكت يديها
كتمت انفاسها واستيقظت على يد حمود الصغيرة على خدها
ابتعدت في بؤس
تلقي بنظرة اخيرة على صاحب العينين الخضراوين
لم تستطع التنفس
ها هو آخر امل قد اولاها ظهره !


فيما حملها اخاها بين ذراعيه تتمنى الموت فها هي لحظة الخلاص قد حانت !!

.نهاية المشهد التاسع



 
 

 

عرض البوم صور ريح الهوا  
قديم 23-10-13, 01:48 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريح الهوا المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: ارض الملائكة و حارس العذراء

 

اهلاً بك ريح الهوافي ليلاس جذبني كثيراً اسم الروايه ارض الملائكه وحارس العذراء

لا أرى ان الروايه تحمل طابع الرومانسيه البحت فهي أقرب الى الاجتماعيه وتحميل بين طياتها اضدهاد شعب ظلم وقهر وقتل تحت السلطه الجائره والطاغيه

مريم تعيش الفقر واليتم واخواً باع نفسه للهوا وتتحمل مسؤلية طفل كان الله في عونها

وداد صديقة مريم لايختلف حالها عن مريم غير انها تعيش حياة طبيعيه مع أسرتها ولكن تفجع بشقيقها أحمد فحاله يرثى له فا أي انسانية يحملها هؤلاء البشر وهم يمثلون به ويصلخون جلده كشاه ماهي جريمته !!!

ويوسف وياسمين قصة حب لم تكتمل فصولها هو تسرع رغم ان مابينهم حلال وهي تخلت عنه خوفا من عائلتها
يوسف اليوم هو الشاب المقعد ويبحث عن مريم ويجد فيها الحب الضائع رغم انه اعتقد انها متزوجه

مازلت في حيرة منه ولم تكتمل حكايتهم في انتظارك

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا  
قديم 23-10-13, 04:24 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230273
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليالي ماطره عضو له عدد لاباس به من النقاطليالي ماطره عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 141

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليالي ماطره غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريح الهوا المنتدى : الارشيف
افتراضي رد: ارض الملائكة و حارس العذراء

 



تسلم ايدك ويعطيك العافيه

 
 

 

عرض البوم صور ليالي ماطره  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملائكة, العذراء, حارس, حارس العذراء ، ملائكة مريم ، مريم العذراء ، ارض الملائكة
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية