لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


حبيب تحملت منه الأذى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلى أعضاء ليلاس الأعزاء على قلبي إليكم أهدي أولى رواياتي "حبيب تحملت منه الأذى" فمنكم تعلمت ... وإليكم أهدي ماتعلمت .. لم

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إذا كنت قد انتهيت من قرائة الرواية .. فما تقييمك لها ؟
رائعة وأعجبتني وسأضعها من ضمن رواياتي المفضلة 33 70.21%
ليست رائعة ولكنها تستحق القراءة 10 21.28%
لا تستحق القراءة 4 8.51%
المصوتون: 47. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-09-13, 06:35 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257572
المشاركات: 62
الجنس أنثى
معدل التقييم: طمووح عضو على طريق الابداعطمووح عضو على طريق الابداعطمووح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طمووح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي حبيب تحملت منه الأذى

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى أعضاء ليلاس الأعزاء على قلبي
إليكم أهدي أولى رواياتي "حبيب تحملت منه الأذى"
فمنكم تعلمت ... وإليكم أهدي ماتعلمت ..

لم أخصص للرواية أي زمان أو مكان لأحداثها
إلا أنه قد يغلب عليها عادات وتقاليد المجتمع الذي انتمي له
ولكني برغم ذلك حاولت جاهدة أن لا اخصص لها أي زمان أو مكان .. ليسرح كل منكم فيها بخياله ..دون أي قيود ..

لم أستطع أن اكتب حوارات الرواية بغير اللغة العربية الفصحى .. لعشقي وولعي الشديد بهذه اللغة .. ولشعوري أن الحوارات ستفقد قيمتها بغير الفصحى .. فيها أجد الكلمات التي تعبر عن المشاعر والأحاسيس بكل دقة .. في حين إني لا أجد البديل لتلك الكلمات في لهجتنا العامية ..
فإن كنتن ممن لم يعتاد على القراءة بها ..
فإني أرجو أن استطع اجتذابكم لها بتلك الرواية ...

والآن اعيروني قليلا من انتباهكم .. وانطلقوا معي بخيالكم في رواية
" حبيبٌ تحملتُ منهُ الأذى "




(1)

كانت تتأمل المكان من حولها .. الأضواء خافتة جدا في هذه المقهى .. والموسيقى الهادئة تنساب من حولها .. يبدو مكانا مناسبا جدا لكل العاشقين .. ولكنها كانت قد اعتادت أن تقابل محاميها هنا .. هذا أسهل من أن تذهب بنفسها إلى مكتبه .. فالمواصلات لا تطاق هذه الأيام .. بل طوال العام .. لذلك كانت تختار أقرب مكان لسكنها الجامعي يمكن أن يتقابلا فيه .. وهو هذه المقهى ..
لاحظت المحامي من بعيد وقد أتى أخيرا .. فأشارت له بيديها كي يراها .. وما إن لاحظها حتى اتجه نحوها .. فقامت من مكانها لتحييه :
ـ مرحبا أستاذ مجيد
-ـ مرحبا يا انسة سارة .. أنا أعتذر عن التأخير .. تعرفين مدى ازدحام الطرق
ابتسمت له وهي تقول :
ـ لا عليك لم تتأخر كثيرا على أية حال

أشار أستاذ مجيد بيديه للنادل وطلب قهوة لنفسه وعصير البرتقال لها كما اعتادت أن تطلب وهي معه ..
أخذت تفكر في السبب الذي جعل المحامي يطلب مقابلتها اليوم .. لا بد من أن هناك تطورا جديدا بشأن ميراثها .. وسرعان ما سألها المحامي :
ـ كيف حالك في الدراسة ؟ لقد بدأ العام الدراسي منذ أسبوع على ما أعتقد !
ـ بخير .. مازلت لم أتمكن من شراء الكتب بعد ..
ـ هل مازلتي تبحثين عن عمل ؟
ـ لقد أرتأيت إنها فكرة فاشلة .. من الصعب أن أدرس وأعمل في نفس الوقت .. وخصوصا أن اخر سنة في كلية الطب تتطلب الكثير من المذاكرة
ـ أنا أقدر حالتك جيدا يا سارة .. وأبذل كل مافي وسعي لتحصلي على حصتك في الميرات .. ولكن يبدو أن الأزمة التي تمر بها الشركة ستطول أكثر مما كنا نتصور .
ـ هل يمكنني بيع حصتي في البيت ؟
ـ إذا بعتي حصتك في البيت فينبغي أن يقوم ولاد عمك هم بشرائها .. ولكنهم الآن كما أخبرتك .. يمرون بأزمة مالية وغير مستعدين للشراء .

تنهدت سارة وهي تشعر باليأس الذي سيطر عليها منذ أن مات عمها من ثلاثة أشهر .. لقد كان عمها هو العائلة بالنسبة لها .. احتضنها وتكفل بمصاريف دراستها طوال الخمس سنين الماضية ..على الرغم من كل القطيعة التي كانت بينه وبين والدها .. لقد عاملها عمها وكأنه أب لها .. حتى أكثر من أبيها نفسه .. الذي ذاقت معه ومع زوجته ألوان العذاب والاضطهاد وتفضيل أولاد زوجته عليها هي .. ولكن ما إن توفي والدها لم تعد مضطرة للعيش مع زوجته أكثر من ذلك .. فلم يمضي عام على وفاته حتى قبلت في كلية الطب التي في مدينة عمها .. فانتقلت للعيش في السكن الجامعي وتكفل عمها بكل مصاريفها .. ومن هذا اليوم لم ترى زوجة أبيها أبدا ..
أراد عمها أن يعوضها عن كل ماعانته .. فلم ينساها حتى بعد وفاته .. حيث أوصى لها بثلث تركته !
ولكن هذا الميراث لم تستطع إلى الآن الاستفادة به .. فقد مرت شركة عمها بأزمة مالية شديدة قبيل وفاته .. وهي لم تتعافى إلى الآن .. ويبدو أنها لن تتعافى في الوقت القريب .
جاء النادل وهو يحمل صينية رفع من عليها فنجان القهوة ووضعها أمام أستاذ مجيد .. ثم رفع عصير البرتقال ووضعه أمامها .. فأخذت ترتشف العصير وهي تحاول أن تريح أعصابها قليلا ..

راح المحامي يداعب لحيته البيضاء قليلا قبل أن يتحدث :
ـ في الحقيقة لم آتي اليوم لأحدثك عن الميراث .. هناك أمرا هاما آخر

نظرت إليه بحيرة وهي تتسائل عن الأمر الذي سيكون هاما بالنسبة لها غير الميراث !
تابع المحامي كلامه قائلا :
ـ تعلمين أن عمك كتب وصية قبل وفاته وتركها معي .. وهي التي نصت على أن ترثي ثلث أملاكه .. لقد نصت تلك الوصية على شئ آخر .. ولكني لم أخبرك به وقتها ..
ـ وما هو هذا الشئ ؟؟ ولماذا لم تخبرني به ؟؟
ـ كانت الوصية موجهة إلى ابن عمك .. ولكنها تتعلق بكي أيضا .. لقد أوصى عمك ابنه بأن ...

سكت أستاذ مجيد وكأنه لا يعرف كيف يصيغ مايقوله .. مما اضطرها إلى أن تتكلم وتسأله :
ـ بأن ماذا ؟!!
ـ بأن يتزوج منك ....

ولوهلة شعرت بأنها لم تفهم ماسمعته جيدا .. فسألت لتتأكد من صحة مافهمته :
ـ أوصى عمي بأن يتزوج ابنه بي ؟!
ـ نعم .. بالظبط ..

ظلت سارة صامتة وهي لا تعرف ماذا تقول أو كيف تعلق على هذا الأمر .. فتابع المحامي كلامه :
ـ أنا لم أخبرك بتلك الوصية من قبل لأني فكرت أن ابنه قد لا يأبه بتنفيذها .. فلم أرد أن اشغلك بأمور لن تحدث .. وطوال الثلاثة شهور تلك لم يتكلم معي ابنه بأي شئ يتعلق بهذه الوصية .. ولكني فوجئت به بالأمس يطلب مني أن أجهز له لقاء معكي !

تكلمت سارة أخيرا ولكن بتلعثم :
ـ أنا .. ولكن .. زواااج .. هو ؟؟ ... أنا لا أعرفه.. أنا حتى لا أذكر اسمه !
ـ الوليد ..
ـ نعم تذكرت الوليد .. ولكني لم أره في حياتي .. كل ما أخبرني عمي به هو أن ابنه الوليد وابنته .... ماذا كان اسمها ؟
ـ لمياء !
ـ نعم وابنته لمياء يدرسون في كندا ..
ـ هذا صحيح .. لقد سافر الوليد إلى كندا منذ ثمانية أعوام .. ولحقته لمياء بعدها بعامين .. كان يدرس إدارة أعمال وقد تخرج منذ ثلاثة أعوام .. وعلى الرغم من أن عمك ألح عليه كثيرا في أن يعود إلى هنا ويساعده في شركته إلا أنه كان يرفض .. وفضل العمل هناك .. ولم يكن يأتي إلا أسبوعا من كل عام لكي يرى والده .. ولكنه لايبدو مستعدا للعودة إلى كندا على الأقل في هذه الفترة ..هو يشعر بمسؤولية تجاه شركة والده ..

كانت تستمع باهتمام لكلام أستاذ مجيد .. أرادت أن تعرف تفاصيل الرجل الذي أوصى له عمه بها ! .. وبعد أن أنهى كلامه سألته :
ـ قلت أنه يريد أن يقابلني ؟
ـ نعم هو يريد مقابلتك .. ولا أحد سيضغط عليكي يا سارة .. لكي كل الحق في الرفض .. ولكن حتى إذا كنتي سترفضين فعليكي أن تقابليه وتخبريه بذلك ..
ـ ومتى يريد مقابلتي ؟ وأين سيقابلني ؟
ـ ستقابلينه في بيت عمك .. أما عن الوقت فما رأيك بغدا في الساعة الثامنة مساء ؟
ـ إذا كان هذا يناسبك فلا مانع لدي ..
ـ لا أفهمك !
ـ أقصد أني لن أقابله بمفردي .. وأريدك أن تكون معي في هذا اللقاء

بدا المحامي مندهشا من طلبها هذا .. ولكنه لم يبدي اعتراضا .. واكتفى بقول :
ـ هذا يناسبني .. وأرجوكي أن تفكري بالأمر جيدا يا سارة .. عليكي أن تكوني واثقة من أن عمك كان يبحث عن مصلحتك حينما أوصى بذلك ..

ولم تقل سارة شيئا .. يبدو الأمر غريبا جدا بالنسبة لها .. وهي لا تعرف مالذي يجب فعله في حالتها هذه !
رفع أستاذ مجيد يده ليرى الساعة .. ثم قال لها :
ـ علي أن أستأذن الآن.. أراكي غدا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ـ ساااااارة
صرخ المعيد باسمها فانتفضت سارة من مكانها .. كم كرهت اسمها من تلك الطريقة التي ناداها بها !
دفعتها صديقتها سمر لتقوم من مكانها .. فوقفت وهي لا تعرف السبب !!
فوجه المعيد لها السؤال قائلا :
ـ لماذا في رأيك ؟

ماهو الذي لماذا ؟؟ لماذا أوقفها ؟؟ .. أم أن الأمر يتعلق بالمحاضرة ؟!!! .. شعرت بأنها في ورطة كبيرة .. ولكنها مالبثت حتى رأت سمر تدفع بورقة صغيرة أمامها .. فاختلست النظر بسرعة لتقرأها .. وبصعوبة كبيرة استطاعت أن تتهجى حروفها .. فجاوبت على المعيد بهذه الكلمة .. وهي لا تعرف حتى ما الذي تعنيه ! .. ولكن هذا ليس مهما .. المهم أن تكون إجابتها صحيحة ..
وأخيرا قال المعيد لها وصوته لايخلو من الحنق عليها وكأنه منزعجا لأنه لم يستطع أن يثبت أنها كانت شاردة :
ـ إجابتك صحيحة .. تفضلي بالجلوس .

أخذت تلتقط أنفاسها وكأنها قد نجت من الموت .. وهمست لسمر :
ـ شكرا لكي .. لقد أنقذتني .
ـ لا شكر على واجب .

بعد لحظات كانت المحاضرة قد انتهت .. فخرجت هي وسمر وهي تنظر في ساعتها التي كانت تشير إلى السادسة .. بعد ساعتين فقط .. ستلتقي بابن عمها ..
ودون أي مقدمات تحدثت إليها سمر قائلة :
ـ عليكي أن تجدي حلا .. لقد أصبحتي كثيرة الشرود في المحاظرات .
ـ وكأن الأمر بيدي !
ـ هل مازلتي تفكرين بالأمر ؟ ألم يكفيكي أنكي أسهرتني معكي بالأمس طوال الليل وانتي تفكرين معي ..
ـ تعرفين أن الأمر ليس سهلا .
ـ بل انتي من تحبين تعقيد الأمور على نفسك .. لقد طلبك ابن عمك للزواج .. فماالمشكلة في ذلك ؟! .. لقد جاء طلبه في الوقت المناسب .. انتي بحاجة إلى من يقف بجانبك ويساندك وخاصة في مصاريف الدراسة .
ـ لم يطلبني للزواج بعد !
ـ ولماذا يريد مقابلتك اليوم إذا ؟؟ .. بالتأكيد لأنه سيعرض عليكي الزواج .
ـ الأمر ليس بتلك البساطة كما تتصورين .. واضح جدا أنه سيطلبني للزواج من أجل تنفيذ وصية والده .. وأنا إذا وافقت فهذا لأن وضعي المادي لا أحسد عليه وأنا مصممة على أن أكمل دراستي .. فأي زواج هذا الذي سيقوم بناء على المصالح ؟!!
ـ وما هو الزواج الذي لا يقوم على المصالح ؟؟ .. أغلب العائلات يزوجن أبنائهم لبعض من أجل مصلحة تحسين العلاقات ! .. لا تحلمي بأن تتزوجي بناء على الحب .. ولكن عليكي أن تأملي بأن يأتي الحب بعد الزواج !
ـ لو كنتي مكاني ماذا كنتي لتفعلي ؟
ـ لو كنت مكانك وكان ابن عمي بنفس المواصفات التي قلتها تلك .. كنت سأوافق .. لأني في وضع لا أحسد عليه .

لم تنطق سارة بكلمة أخرى .. وأخذت تفكر .. هل يكون الزواج من ابن عمها هو فعلا المخرج الوحيد لها مما هي فيه الآن ؟! .. لا تفصلها سوى ساعات عن المقابلة ولازالت لا تعرف قرارها بعد .. لقد أدت صلاة الاستخارة في ليلة أمس .. وفكرت أن تدع قرارها يخرج في وقته ..بمعنى أن ترى ابن عمها أولا .. ثم تقرر ما إذا كانت ستقبل به أم لا !!
لاحظت سمر مابدا عليها من توتر .. فربتت على كتفها وقالت :
ـ لا تقلقي .. أشعر بأن الأمور ستتجه إلى الأفضل
ـ أتمنى ذلك .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظرت إلى ساعتها مرة أخيرة .. كانت تشير إلى الثامنة إلا ربع .. لماذا يزحف الوقت بهذا البطأ كله ؟!! .. كانت تقف مترددة أمام منزل عمها .. تفكر هل تدخل الآن أم تنظر الربع ساعة تلك .. لم تكن ترى أي ضوء يخرج من المنزل .. حتى الحديقة التي تحيط بالمنزل لم تكن مضاءة .. بدا المنزل وكأنه خاليا من السكان !!

ـ من هناك ؟؟
كان هذا صوت الحارس الذي كان ممسكا بمشعل ويوجهه نحوها ..
فأجابت بارتباك :
ـ أنا .. أنا سارة يا عم سلطان
ـ اها .. دكتورة سارة .. آسف لم أتعرف عليكي من الظلام .
قام الحارس بفتح البوابة على الفور .. هو يعرفها جيدا منذ أن كانت تقوم بزيارة عمها .. دخلت سارة عبر البوابة وراحت تسأله :
ـ لماذا لا توجد أي إضاءة ؟؟ ألا يوجد أحد بالمنزل ؟؟
ـ لا يا آنسة .. هناك عطل في الكهرباء .. وانقطع الضوء منذ قليل فقط .. وقد ذهب سيد وليد مع بعض العمال ليصلحوا هذا العطل .

قال لها ذلك ثم قام برفع سماعة الهاتف التي بداخل غرفة الحراسة وسمعته يطلب من خيرية أن تفتح الباب ..
اتجهت سارة ناحية الباب حينما رأته يفتح ويشع منه ضوء المشعل .. وحينما دخلت قامت خيرية بالسلام عليها بحرارة وهي تقول لها :
ـ أنا سعيدة جدا لرؤيتك مجددا ..
ـ وأنا أيضا يا خيرية .. لقد اشتقت إليكي كثيرا .

كانت خيرية هي الخادمة في هذا المنزل .. ولكنها تعتبرها أهم من مجرد خادمة .. لقد كانت تدير كل شؤون المنزل .. يمكن أن ينطبق عليها لقب مديرة البيت !.. وكانت تربطها بها علاقة حميمة ..
قادتها خيرية إلى الداخل .. كان أول شئ تراه حينما تدخل من الباب هو صالة كبيرة .. وضعت في منتصفها طاولة دائرية صغيرة فوقها مزهرية .. وعلى يسار هذه الصالة توجد سلالم تقود إلى الدور العلوي .. أما ما على يمينها فقد وضع مكان للصالون .. ومكان لغرفة المعيشة .. كان كلاهما مفتوح على الصالة .. ولا توجد أية أبواب بينهم ولا حتى جدران .. أما إذا اتجهت إلى الأمام فستجد في الطرف الاخر من الصالة باب يدخلك على ممر طويل .. يقودك إلى المطبخ وإلى غرفة الطعام ..
كان هذا هو الدور الأول باختصار .. أما الدور الثاني فلا تذكر أنها صعدته في يوم من الأيام .. لذا فهي تعتقد أنه لا يحتوي إلا على غرف النوم ..
كان كل شئ في منزل عمها يشعرك من فخامته بأنك قد دخلت قصرا وليس فيلا !.. وعلى الرغم من أنها لم تأتي إلى هنا منذ وفاة عمها إلا أن كل شئ يبدو كما هو ولم يتغير ..لم تكن ترى الأشياء بوضوح نظرا لانقطاع الضوء .. ولكن الضوء الذي كان ينبعث من المشعل الذي بيد خيرية كان يفي بالغرض ..

أوصلتها خيرية إلى أحد الكنبات لتجلس عليها .. ثم قامة بإضاءة الشموع التي كانت موجودة على المنضدة المقابلة لها .. وقالت لها خيرية :
ـ أنا أعتذر عن هذا العطل المفاجئ .. هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي ينقطع فيها الضوء خلال هذا الأسبوع ..
ـ هل ينقطع لمدة طويلة ؟
ـ لا بعض الدقائق لا أكثر ..لا تقلقي .. كما أن السيد وليد لن يغيب وسيعود بعد قليل .
كانت تشعر بقلبها يخفق بسرعة حينما تسمع اسم الوليد .. تشعر بالتوتر مما ستكون عليه الأمور في الساعة القادمة ..
ـ ماذا تشربين ؟؟
سألتها خيرية هذا السؤال فردت تقول :
ـ أريد أي شئ يكون باردا

لقد جف حلقها تماما .. وشعرت بالظمأ الشديد .. استأذنت خيرية واتجهت نحو المطبخ وهي تحمل المشعل معها .. فخف الضوء كثيرا .. حيث أن الشمع لم يكن يفعل الكثير بالمقارنة بضوء المشعل ..
كانت تتمنى لو تطلب من خيرية البقاء معها .. فهي لا تكره شيئا في حياتها بقدر كرهها للظلام .. ولكنها خجلت من فعل ذلك .. ستبدو كالطفلة أمامها .. ولكن ماهذا الحظ ؟!! .. ألا ينقطع الضوء إلا حينما تأتي هي !!.. وتمنت لو أنها أخرت نفسها قليلا حتى كانت تتحاشى هذا الوضع الذي هي فيه الآن .. ولكن من أين لها أتعرف أن هذا سيحصل ؟!!...

كانت على وضوء فقررت أن تقوم لتصلي العشاء حيث كانت لم تصليه بعد .. وهي تأمل أن يخفف ذلك من خوفها وتوترها قليلا .. وبعد أن صلت العشاء أعقبته بصلاة استخارة .. كانت تلك المرة الثالثة التي تصلي فيها صلاة استخارة خلال 24 ساعة .. وحينما انتهت من الصلاة ظلت جالسة على الأرض .. وقد شردت بذهنها في طريقة الحوار الذي سيدور بينها وبين ابن عمها الوليد .. لقد طلبت من المحامي أن يحضر المقابلة لكي يساعدها بدوره في الحديث .. ولكن لابد أن تعرف جيدا ماستقوله فربما تأخر .. وحينها لن يكون من الظريف أن تبقى صامتة أمام الوليد حتى يأتي هو .. هي لا تتمنى أن يـ .........

توقفت أفكارها فجأة حينما سمعت صوت أقدام تأتي من خلفها .. بدأ قلبها يخفق بقوة وكأنه سينتزع من مكانه .. هذه ليست صوت أقدام خيرية .. لأن الصوت يأتي من الخلف أما خيرية فقد دخلت إلى المطبخ من الممر الذي أمامها .. بدأت قدماها ترتجف وشعرت بأنها لا تستطيع أن تقوم وتقف عليهما .. ماذا تفعل ؟؟ .. دارت الأفكار السوداء في رأسها .. هل يمكن أن يكون لصا قد تسلل إلى المنزل واستغل انقطاع الضوء .. ولكن كيف يتسلل وهي متأكدة أنه لا يوجد نوافذ في الصالة ..
( الباااااااب لم تقفله خيرية بالمفتاح ) .. جائت في بالها هذه الفكرة سريعا .. وهنا استجمعت كل قواها ووقفت على رجليها وما إن التفتت ورائها حتى رأت شخصا ما ملاصقا لها تماما .. كان يحمل شئ ما في يده يبعث منه ضوءا أبيض .. كان الضوء أمام عينيها تماما مما عسر عليها أن ترى ملامح من أمامها .. وبحركة لا إرادية منها وجدت نفسها تدفع بيدها مصدر الضوء .. فوقع من يده محدثا صوتا عاليا .. وهكذا صار كل منهما لا يستطيع رؤية الاخر جيدا .. ومن دون تفكير منها هجمت على الشخص الذي أمامها فصارت تخدش وجهه بكل ما أوتيت من قوة .. ولكنه كان أقوى منها فأمسك بيدها بقوة وصرخ فيها :
ـ أيتها المجنونة !!

وهنا بدأت في الصراخ والبكاء لعل أحدهم يسمعها .. وتمنت لو تنقذها خيرية أوأن يأتي ابن عمها في هذه اللحظة .. وراحت تتوسله وهي تشهق من البكاء :
ـ لا تؤذني أرجووووك .. خذ ماشئت من المنزل ولكن اتركني ... أرجووك اتركني .. أرجوووووك

كانت تحاول أن تفلت نفسها من بين يديه ولكنه كان ممسكا بها بقوة .. وبينما هي على هذه الحال .. وفجأة .. عاد الضوء .. وأصبح المكان يعم به .. فتوقفت عن الحركة .. ومن بين دموعها استطاعت أن ترى الشخص الذي يمسك بها .. كان رجلا طويلا .. يرتدي بذلة سوداء .. أما وجهه فكان مليئا بالخدوش التي أحدثتها هي به .. وبعضها كان ينزف .. أيا كان من يقف أمامها .. ولكنه لا يمكن أن يكون لصا على الإطلاق .. لا ملامحه ولا بذلته الأنيقة توحيان بذلك !! .. وهنا أدركت سارة أنها ارتكبت أفضع حماقة في حياتها كلها ..

جاء صوت خيرية من بعيد وهي تسأل في فزع :
ـ ماذا يحدث .. آنسة هل انتي بخير ؟؟

وحينما دخلت عليهم ورأت من يقف أمام سارة .. أطلقت شهقة اندهاش وقالت :
ـ يا إلهي .. سيد وليد ماذا حدث لوجهك ؟؟

وهنا أفلت الرجل يديها أخيرا .. فتوجهت إلى أقرب كنبة لها وارتمت عليها .. فراح يصرخ فيها :
ـ يالك من فتاة مجنونة ..انظري ماذا فعلتي بوجهي ؟!!

كانت مازالت ترتجف من الخوف وذهنها مشوش تماما ويتردد فيه كلمة خيرية له ( سيد وليد ) ..هل يعني ذلك أن هذا الرجل هو ابن عمهااااا ؟!! .. ركضت خيرية بسرعة إلى الداخل وعادت بعد لحظات وهي تحمل معها علبة صغيرة عرفت أنها علبة اسعافات أولية ..أخذ منها العلبة وراح يعقم الخدوش وهو واقف أمام المرآة الصغيرة التي علقت فوق المنضدة .. كان يبدو غاضبا جدا .. وشعرت أنه قد ينفجرعليها في أية لحظة ..
وراح يسأل خيرية بغضب :
ـ من هذه الفتاة ؟!!

فأجابته خيرية بصوت مرتبك :
ـ سيدي إنها .. آنسة سارة ..
ـ هكذا إذا .. ماذا فعل بي أبي؟ وأي ورطة أوقعني فيها ؟؟ هل أراد أن يعاقبني ؟!!

بدأت مشاعر الخوف التي تملكتها تتلاشى تدريجيا ليحل محلها الخجل الشديد .. غاصت في مقعدها وتمنت لو أن الأرض تبتلعها في هذه اللحظة لتختفي من هذا المكان .. هل يعقل أن يكون أول لقاء لها مع ابن عمها الذي قد يكون زوجها في المستقبل هكذا ؟!! .. كيف لها أن تنظر إليه بعد حماقتها تلك ؟!! .. أخرجها صوته الغاضب من أفكارها حينما قال وهو يسخر منها :
ـ كانت تظنني لصا !! .. منذ متى واللصوص تتسلل عبر الباب ؟!!

سكت قليلا ثم تابع بنفس نبرة السخرية :
ـ أنا أشفق حقا على اللص الذي قد يفكر في أن يسرقك .. لا بد وأنه سيعتزل المهنة أو ينتحر !!

لا تستطيع السكوت أكثر من ذلك عليها أن تحافظ على ماتبقى لها من كرامة .. وأخيرا وجدت صوتها وقالت :
ـ ولكنك أنت من دخلت المنزل كاللصوص .. كان عليك أن تسلم أو حتى حينما رأيتني أظن أنك لصا كان عليك أن تخبرني بأنك الوليد !!

شعرت ببعض الرضا عن دفاعها عن نفسها ولكن ذلك الشعور لم يلبث أن اختفى حينما رد عليها قائلا :
ـ وهل يجب علي أن أستأذن حينما أدخل بيتي ؟!! وهل كنت أعلم أنكي موجودة لكي أسلم ؟!! .. كنت أظن أن موعدنا في الساعة الثامنة وليس قبلها !! .. ثم كيف لي أن أخبرك بأني الوليد وانتي حتى لم تتركي لي فرصة لقد هجمتي علي كالقطة المفترسة !!

ازداد شعورها بالخجل وهي تتذكر شكلها وهي تصرخ وتخدش وجهه وتترجاه بأن يفلتها .. وخجلت أكثر لقدومها مبكرا فقد بدت وكأنها متلهفة للقائه .. حاولت أن تستجمع جرأتها من جديد وقالت :
ـ لقد أتيت مبكرا لأنني كنت في الجامعة وهي قريبة من هنا .. وفضلت أن آتي منها إلى هنا على العودة إلى السكن الجامعي .. حيث ستكون المسافة أبعد ..

سكتت قليلا لترى ما إن كان سيعلق على كلامها .. وحينما رأته سيتكلم قاطعته بسرعة قائلة :
ـ ثم إنه كان من الممكن أن يدخل لصا وحينها لما كنت ستلوني على مافعلته !!
ـ ولكنه لم يكن لصا .. بل كان أناااااا

رن الجرس ليقطع عليهم شجارهم .. وذهبت خيرية على الفور لتفتح الباب حيث كانت مرتبكة هي الأخرى ..
لابد وأنه أستاذ مجيد .. نظرت في ساعة يدها فرأتها تشير إلى الثامنة .. هل كل تلك الأحداث وقعت في ربع ساعة فقط ؟!! .. شعرت وكأن دهرا قد مضى ..
دخل أستاذ مجيد وألقى عليهم التحية .. ولكنه توقف فجأة حينما رأى منظرهم .. كانت آثار البكاء بادية عليها وعيناها منتفختان .. أما هو فكانت الخدوش واضحة في وجهه ..بدت الحيرة على وجه أستاذ مجيد فسأل بقلق:
ـ ماذا جرى هنا ؟!!!!

حكى له الوليد ماحدث وصوته لا يكاد يخلو من الغضب والحنق :
ـ دخلت بيتي كالعادة وكانت الكهرباء منقطعة حينها فلم يكن هناك ضوء .. ولسوء حظي كانت هذه الفتاة هنا فاصطدمت بها في الظلام .. يمكنك أن ترى جيدا ما حل بي وقتها .. لقد ظنتني لصا !!!

ما إن أنهى الوليد كلامه حتى أخذ أستاذ مجيد وقتا ليستوعب ماقاله .. ثم .. فجأة انفجر من الضحك !! .. أخذ يضحك بقوة ويرتنح إلى أن وصل إلى الكنبة التي أمامها ثم ارتمى عليها .. وأخذ يمسك ببطنه وكأنه سيموت من الضحك !! .. اعتقدت أن أستاذ مجيد سيخفف عنها قليلا حدة ما حصل ولكنه لم يزدها إلا حرجا ! .. لم تتخيل أبدا أن هذا المحامي العجوز قد يضحكه شئ إلى هذه الدرجة !! .. شعرت بأن الغضب الذي كان يسيطر على ابن عمها قد خف قليلا حينما قال لأستاذ مجيد :
ـ نعم أضحك .. فلست أنت من تشوه وجهك .

وبصعوبة كبيرة استطاع المحامي أن يتوقف عن الضحك ليرد عليه قائلا :
ـ أعذرني يا وليد ولكنه حقا أمر مثير للـ ....

انفجر من الضحك مرة أخرى ولم يستطع أن يكمل جملته .. ولكن ليس طويلا هذه المرة .. فقد أخذ يحاول أن يتماسك من الضحك وعدل من جلسته ثم أخذ نفس عميق وقال :
ـ أعذروني ولكن حـ .. ههههه ... حقا .. لم استطع أن اتماسك .. إن هذا أطرف ماسمعته على الإطلاق .

أتبع قوله هذا بعض الصمت حيث كان الجميع يحاول أن يحاول أن يعود إلى طبيعته بعد كل ماحدث .. وأخذت تفكر في نفسها .. ترى هل غير ابن عمها رأيه بعد ما حدث ؟؟ .. هل سيتراجع عن تنفيذ وصية والده ؟؟ .. ولكنه يبدو من الرجال الذين لا يتراجعون عن قراراتهم والذين اذا اتخذوا قرارا كانوا واثقين من صحته مهما حدث معهم .. قطع هذا الصمت ابن عمها حينما تكلم أخيرا :
ـ سأحاول أن انسى كل ماحدث وأبدأ في الدخول في الموضوع الذي طلبت مقابلتك من أجله .

إذا هو مازال مصمما على طلب الزواج منها .. لا تدري لماذا جعلها ذلك تشعر ببعض الارتياح !! ..
تابع الوليد كلامه حيث بدأت الجدية تظهر في عينيه .. وقال :
ـ بالتأكيد أخبرك أستاذ مجيد لماذا طلبت أن أقابلك .. من أجل وصية أبي الذي أوصى فيها بزواجنا .. وفي الحقيقة أنا أشعر بأن هذه الوصية دين في رقبتي وعلي تنفيذها .

دين !! هل أصبح زواجهما دين !! .. هكذا فكرت قبل أن يتابع قائلا :
ـ آنسة سارة .. أنا أطلب منكي أن تقبلي الزواج مني ..

شعرت بغرابة الموقف كله .. منذ قليل كانا يتشجاران وكأنهما ألد الأعداء خصوما .. والآن يطلب منها الزواج .. هل لهذه الدرجة هو مهتما بتنفيذ وصية والده ؟!! ..
لم تنطق بكلمة .. ظلت صامتة وهي لا تعرف ماذا تقول .. فتابع هو كلامه قائلا :
ـ أنا أعلم أن والدي هو من كان يصرف عليكي .. والآن بعد وفاته أظن أنكي تحتاجين لمن يعيلك .. فحتى ثلث تركته التي سترثينها لن تستطيعي الاستفادة منها الآن .. نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها الشركة والتي يبدو لي أنها ستطول .

سكت قليلا وكأنه ينتظر أن تعلق بشئ ولكنها استمرت في الصمت وهي لا تعرف ماتقوله .. فتابع هو يقول :
ـ سأدفع لك مقدم ماتريدين .. وستسكنين معي هنا في هذا البيت .. ولا داعي لأن نقيم عرسا .. فأبي مازال حديث الوفاة وأنا ليس لدي أي رغبة في إقامة حفل زفاف ..أما عن موعد زواجنا فأتمنى أن يكون في أسرع وقت .. مارأيك بالغد ؟ .. سيكون لديكي الوقت طوال اليوم لتجهزي نفسك وفي المساء ستأتين إلى هنا و ...

قاطعته سارة بحدة وقد اشتعلت غضبا من كل تخطيطاته تلك دون حتى أن يسمع رأيها وكأنه ليس مهما :
ـ سيد وليد .. أنا لم أوافق بعد !!

بدأ الوليد يشتعل غضبا هو الاخر بعد كل الهدوء الذي حاول أن يكون عليه .. وقال لها :
ـ ولماذا لا تتكلمي إذا ؟!! .. ظننت أن صمتك دلالة على موافقتك !

وهنا تدخل أستاذ مجيد ليهدأ الموقف وقال :
ـ ابنتي سارة .. ظننتك قد وافقتي .. هل معنى هذا أنكي ترفضين الزواج منه ؟؟؟

فردت عليه بحزم :
ـ أوافق ولكن بشروط .

نعم عليها الآن أن تثبت لابن عمها حظورها .. كان يتحدث من دون حتى أن ينظر إليها وكأنها دمية أمامه وكأنها لا تستطيع أن ترفضه ..نظرت إليه فوجدته يمسح وجهه بيده في علامة على نفاذ صبره .. وسألها وهو يكز على أسنانه :
ـ وماهي تلك الشروط ؟؟؟

وضعت رجل على رجل وقالت بثقة :
ـ لدي شرط واحد فقط .. وهو أننا لو قررنا الطلاق فلن يكون هذا إلا بعد أن أنهي دراستي .. أنت تريد الزواج مني من أجل تنفيذ وصية والدك .. وأنا أيضا سأوافق على الزواج لأني بحاجة لمن يصرف على دراستي .. وقد تبقى لي عام لأتخرج من الجامعة .. فما الذي يضمن لي بأنك لن تطلقني بعد أسبوع من زواجنا وبهذا تكون قد نفذت وصية والدك ؟!!!

أطلق الوليد تنهيدة طويلة وقال لها :
ـ حسنا أنا أوافق على شرطك .. إذا أردنا الطلاق فلن يكون هذا قبل أن تنهي دراستك الجامعية .

وهنا تحدث أستاذ مجيد قائلا :
ـ حسنا .. لقد اتفقتما أخيرا

ولكن الوليد قاطعه بسرعة وقال موجها كلامه لها :
ـ لا .. ليس بعد .. فأنا أيضا لدي شرط .. لا أريد أي طفل منكي في هذه الفترة ..عليكي أن تعلمي هذا جيدا .. لا أريد أن يتشتت هذا الطفل ونحن لا ندري إن كنا سنستمر أم لا ..لذا لا تفكري حتى في ذلك .. وإلا ستندمين أشد الندم ..

شعرت من نبرة صوته بأن هذا تهديد لها ..ولكنها حاولت أن تبدو غير مبالية وقالت في برود :
ـ لا تقلق .. فأنا أيضا لا أريد ذلك أكثر منك .
ـ هل انتي جاهزة لنعقد زواجنا في الغد ؟
ـ نعم .. أظن ذلك

ردت عليه وقد شعرت بأنها أرضت كبرياؤها بعد أن أهتم أخيرا وسألها عن موعد زواجهما .. حملت حقيبة يدها ثم نهضت من مكانها وهي تقول :
ـ إذا لم يكن هناك شئ اخر لنناقشه فسأستأذن الآن .. لقد تأخر الوقت

فقام أستاذ مجيد أيضا من مكانه وقال :
ـ أنا سعيد لأنكم قد اتفقتم ..

ثم ألتفت إليها قائلا :
ـ انتظري سأوصلك في طريقي

فقام الوليد بدوره ليسلم عليه وهو يقول :
ـ إلى اللقاء ..سأقابلك غدا أيضا لابد وأن تحضر عقد القران ..و سأتصل بك لأبحث معك بعض الأمور الخاصة بالشركة

ثم نظر إليها الوليد بلامبالاة وقال :
ـ إلى اللقاء آنسة سارة .. ألقاك غدا في نفس الوقت .

ثم ابتسم وتابع كلامه بسخرية :
ـ ولكن أرجوكي أن لا تأتي قبل الموعد .. أخشى أن يتكرر العطل في الكهرباء مثل اليوم .. وأنا لم يبقى في وجهي مكانا لأي خدوش أخرى !

أحمر وجهها خجلا من سخريته تلك .. ولم تعلق بشئ .. ولكن هناك أمرا اخر قد لفت انتباهها .. حينما ابتسم الوليد .. لاحظت تلك الغمازات التي ظهرت بجانب فمه .. ولأول مرة منذ أن قابلته .. اكتشفت بأنه وسيما جدا !

 
 

 

عرض البوم صور طمووح   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللذي, تحملت, خبيث
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t189840.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ط­ط¨ظٹط¨ طھط­ظ…ظ„طھ ظ…ظ†ظ‡ ط§ظ„ط£ط°ظ‰ | Bloggy This thread Refback 25-05-15 01:36 PM


الساعة الآن 04:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية