كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
غادرت أنتونيا الغرفة ، كادت تخبر ريك ان جي هو زوجها ولم لا ؟ لأنها ستخسر بذلك عملها على السفينة ، وسيتغير كل شيء في حياتها ، سينظر اليها الجميع على أنها زوجة أحد التجار الذين يفكرون بشراء السفينة ، فيتجنبونها وسيتسع الشقاق بينها وبين زميلاتها ، وستنتقل من قمرة صغيرة ذات سريرين ، الى جناح مترف ، لا بأس ولم هذا القلق ؟ عن الأمر بسيط؟
دخلت أنتونيا الردهة الأمامية ، فوجدت جي جالسا الى إحدى المناضد التي وضعت بمحاذاة النوافذ ، كي يستمتع المسافرون بمنظر البحر .
نهض جي محييا وقال :
" لقد طلبت بعض القهوة والمعجنات ، ماذا حدث؟".
" مع ريك ؟ لا شيء كدت اخبره أنك كنت زوجي".
" وما الذي منعك من قول ذلك؟".
حدّقت به وأجابت:
" ألا تقدّر موقفي الحرج ، عندما يعلم الجميع انك زوجي ، ساصبح دخيلة عليهم".
" وهل في الأمر ما يؤرق؟".
" بالطبع ، فلن استطيع تأدية عملي عندما يعاملني الجميع بعناية فائقة ، إضافة الى ذلك فانا أكره ان أخسرهم فهم بمثابة عائلتي ".
" لا لن يتغير أي شيء".
منتديات ليلاس
أجابها جي مطمئنا إياها بصوت هادىء ، وهو يضغط يديها بكفه :
" سنفصح عن زواجنا عندما نقرر أن نعود لبعضنا ، وسنكتم الأمر خلال الرحلة فقط "أضاف وهو مقطب الجبين " وستصبحين ربة بيتي من جديد عندما نصل الى لوس أنجلوس ، إذا كنت توافقين على ذلك ".
إحتضر غضب أنتونيا في مهده وقالت:
" أعتقد يا جي ، أن لدي الرغبة في العودة اليك ، ولكن....".
" اما زلت تخافين ان يشغلني عملي ، فأعود لأهمالك من جديد ، لا لن يحدث هذا بعد الان ، ليس لدي عمل ... " سكت وتابع " لا دعيني اقول الحق ، ما زال امامي صفقة واحدة تتطلب وجودي شخصيا ، وبعد ذلك ستجري أعمالي براحة تامة".
نظر الى الردهة التي بدا تغص بالمسافرين ، وإقترب منها هامسا:
" أرغب الا أقوم بأي عمل ، حتى المراسلات فستكون بوساطة الراديو أو التلفزيون أو الهاتف".
لم ترغب انتونيا ان تعقب على ذلك ، بل غيّرت الموضوع قائلة :
" لا اعلم ... بأمر العشاء فالقبطان فانس..".
قاطعها جي بصوت مفعم بالثقة:
" لقد تدبرت الأمر ، سمح لك القبطان بمشاركتنا العشاء".
لمعت اشعة المقاومة في عيني أنتونيا محاولة ان تعي ما سمعت من كلمات... فانس... نحن... إذن سيسيطر جي عليها من جديد ، لقد عانت خلال عامين كثيرا الى أن نالت حريتها ، وها هو الآن يتكلم مع القبطان بأمر يتعلق بها ، أجابته بلهجة حادة ، وهي تعتدل في جلستها لتتيح للنادل ان يقدم لها القهوة والمعجنات.
" كان بإمكاني ان أطلب موافقة القبطان بنفسي".
وعندما إبتعد النادل ، إنحنى جي عبر المائدة ، وعلى وجهه علائم الجد وقال:
" آسف يا انتونيا ، أردت ان اخفف عنك عبء المساومة مع الكابتن ، فقد رجوته كثيرا حتى نلت موافقته ، إنه يخشى عليك ، وكأنني ساغتصبك على مائدة العشاء".
|