وفجأة دفعها رالف بيدين قاسيتين , وقفز واقفا , واسرع نحو الماء, وبدأ يسبح بضربات قوية وسريعة , وجلست غير مصدقة لردة فعله الباردة الفجائية , جامدة حيث هي, دون ان ترى سوى نقطة سوداء في الماء , وهي تمسح دموعها بظهر يدها.ريحانة
وعندما عاد قال لها بصوت هادئ :
- كاتي .. لم اقصد ان يحدث هذا .. أنا آسف.
- ارجوك لا تعتذر .. لم يحدث شيء .. على كل, كلانا ناضج.
ولكن هذا بالضبط ماجعله يتوقف , فهي لم تكن ابدا ناضجة .
- هل نحن فعلا ناضجان ؟ احيانا افكر انك فتاة ساحرة مثالية , لا لزوم لأن اكون معها , ومهما يكن الأمر , انا كبير في السن عليك , وأنا اخاف أن ارعبك.
- انت لست كبيرا جدا, مايهم ليس العمر بل مايشعربه الانسان في داخله.
- اظن من الأفضل ان نأكل.. سأضع اللحم على النار.
واستدار مبتعدا عنها نحو النار .. وبقي هادئا بشكل غريب وهما يتناولان الطعام, وما إن انهيا الطعام , حتى بدأ رالف بجمع الاغراض دون ان يقول كلمة , ولا حتى نظر الى ناحيتها , وساعدتها بصمت , ونفضت البطانيات من الرمل ولفتها بترتيب .منتديات ليلاس الثقافية
منتديات ليلاس
ولم يزد رالف من سرعة السيارة وهما عائدان الى منزلها, وكلما اقتربا من المنزل اكثر زاد توتر الجو بينهما , وعندما توقفت السيارة امام المنزل , بقي جامداً يحدق امامه , ويداه مثبتتان على المقود.
- انا مضطر للسفر الى المانيا بعد بضعة اسابيع .
كلماته الجافة كسرت الصمت بينهما بقوة, واستوت كاترين في جلستها , الدنيا تضج في أذنيها .. هذه هي النهاية إذاً , لقد خطط رالف لأن تكون هذه الليلة , ليلة الوداع.
- من اجل كتاب آخر؟ كم هذا مثير لك.
- اللعنة ! أنا لا اريد الذهاب ! , ولكن هذه الخطة قد وضعتها منذ اشهر , حتى قبل ان التقي بك.
- اوه .. فهمت .
ولم ترغب كاترين في ان تنهار امامه , ليس قبل ان تدخل غرفتها وتغلقها عليها , وتبدأ البكاء.
- لا.. انت لا تفهمين .
- حسناً.. ارسل لي بطاقة اذا اتيحت لك الفرصة , لقد ارسلت لي بيتي بطاقات من انكلترا وفرنسا , ولكنني لم اتلق اية بطاقة من المانيا,
كان عليها ان تخرج من السيارة قبل ان تحرج نفسها , وقال لها رالف متوسلا :
- كاتي .. استمعي اليّ ارجوك.
وفتح باب السيارة فجأة وجاءها صوت رجل يزعق .منتديات ليلاس الثقافية
- إذاً, انت هنا!.
وتفاجأت كاترين وهو يجرها خارج السيارة , وشحب وجهها وهي تلتقي بقسمات وجه جدها العاصفة , لم تكن تتذكر انها رأته غاضبا هكذا من قبل , وعيناه تحدقان بها ببرود , ثم وجه انتباهه الى رالف , الذي خرج بسرعة من السيارة , وقال غاضبا :
- انتظر لحظة من فضلك , لا اعلم من تظن نفسك , ولكن لا سبب عندك حتى تعاملها هكذا.
كان جسده متوترا , وهو على استعداد للقتال , وصرخت كاترين وهي تبكي :
- لا يا رالف , إنه جدي.

وصرخ جاك بغضب:
- لدي كل الحق ايها المغرور الشاب , انا لست جدها فقط , بل وصيها الشرعي, وبكل الحق استطيع تسليمك للبوليس.
- البوليس؟
- اجل.. لاغوائك قاصرة , انها لم تزعج نفسها بإخبارك انها في السابعة عشر ؟
واغمضت كاترين عينيها المليئتين بالدموع , وقد كرهت دهشة الصدمة التي ظهرت على وجه رالف.
- هل هذا صحيح ياكاتي ..؟ لماذا؟...
وصاح به جاك بغضب :
- اذهب من هنا , وابحث لك عن فتاة اخرى , ولا تحاول ابداً ان ترى كاترين ثانية او سأبلغ البوليس.
وتوسلت اليه كاترين باكية:
- رالف ارجوك, صدقني.. لم افعل هذا عن قصد.
واخذ جدها يسحبها في الممر باتجاه المنزل, واستدار رالف وركب سيارته وانصرف دون ان ينظر الى خلفه .
وبعدما دخلا المنزل صاح بها جدها :
- هكذا إذاً, لقد اصبحت كاذبة, تماماً كما كانت عليه امك, منذ متى وانت تقابلين هذا الرجل ؟
- كيف تفعل بي هذا ؟ انا لم فعل شيئاً خاطئاً.ريحانة
وضاقت عينا العجوز بالريبة:
- هل لمسك؟ هل فعلت شيئاً ماكان يجب ان تفعليه ؟ هل فعلتي ؟ ماذا فعل معك؟
- لا شيء ! رالف وانا لم نفعل اي شيء خاطئ.
منتديات ليلاس
لأول مرة ترفع صوتها في وجه جدها, ففي نظرها لا شيء فعلاه ممكن ان يكون خاطئاً.
- اذهبي الى غرفتك وارتدي شيئاً لائقاً.
وضغطت بيدها على فمها لتمنع البكاء , واستدارت راكضة نحو غرفتها , وصفقت الباب وراءها , وتجاهلت كل اوامر جاك, ورفضت ان تغادر الغرفة , او حتى ان تفتح الباب. واستلقت على السرير تبكي , رالف سيسافر , ولن تراه ثانية , ولن تستطيع ان تشرح له لماذا لم تخبره بعمرها الصحيح, او كم جعلها تشعر بأنثوتها وجمالها , او حتى تلك المشاعر التي لم تفهمها بعد.ريحانة
وبكت كاترين , بكل روعة حب المراهقة, الذي بدأت تكتشفه, والذي فقدته الآن , بكت لخسارتها رجل بدأت تهتم به.
في الصباح التالي كان جاك باردا ومنطوياً على نفسه , وقال لها متجهماً :
- لن ترى ذلك الرجل ثانية يافتاة, إنه ليس لأمثالنا ابنة ماكلاود وليس لحفيدة مزراع.
- وكيف لك ان تعرف ؟ إنك لم تعط رالف فرصة للتحدث معك , إنه رجل رائع.
- كان يجب ان أبلغ البوليس ! انه يفسد اخلاق طفلة , ولكن الأمر لايهم الآن , بما انك لن تريه ثانية , من الواضح انك نسيتي كل ما علمتك إياه , لذا عليّ ان اراقبك اكثر , انت مثل امك يافتاة , وسينتهي بك الأمر كما انتهت اليه , وتتزوجين الرجل غير المناسب , والذي اخذها في النهاية الى حتفها.
ووقفت كاترين ببطء , وقالت بصوت هادئ:
- اسمي ليس فتاة ياجدي, اسمي كاترين .. ولمرة واحدة, ارجوك هل تناديني به؟

واستدارت , ثم ولت هاربة من الغرفة .
ومرت الايام دون ان تسمع شيئاً عن رالف .. وزادت خيبة املها .. ألم تكن تعني له شيئاً سوى مساعدته على التغلب على ضجره عندما يزور عمته ؟ وتلاشت آمالها نهائياً عندما تلقت مخابرة من بيتي تعلمها فيها ان رالف قد سافر الى المانيا في اليوم السابق.منتديات ليلاس الثقافية
وبما ان كاترين قد تلقت صدمة من اول رجل احبته , فقد شعرت بالفر اغ والجفاف في مشاعرها, لم تكن متأكدة من انها احبته فعلاً ام لا , لأنها لم يكن امامها الوقت الكافي لتعرف هذا, ولم يعد لديها الآن اي شيء لتعطيه لأحد , وبنت كاترين جداراً من حولها ورفضت بأن تسمح لأي كان ان يقحمه, ولن تسمح بأن تؤذى من جديد.
وعادت افكارها بها, ببطء الى الحاضر , وغادرت كرسيها , ودخلت المنزل ثم صعدت الى غرفتها , وبعد ان ارتدت ثياب النوم , جلست في مقعد امام النافذة, رافضة ان تعترف لنفسها بأنها تنتظر سماع صوت هدير دراجة رالف , ولكنها مع ذلك انتظرت حتى ساعات الصباح الأولى , ولكن الصمت بقى كما هو .
وعندما انسلت اخيراً بين أغطية الفراش , قاومت رغبة جامحة للبكاء على وسادتها, وعادت الى غضبها كي تستعيد رباطة جأشها .. لم تسمح لرالف بأن يؤلمها ثانية .. لن تستطيع..

يسلموا حبيبتى .....
الفصل رائع ....
ورد على اسئلة كتير عندى ....
مستنية اعرف الباقى من ايديك يا قمر ....
احلى صباح ....

الله يسلمك يارب .. يارحاب
حياك على الفصل الجديد
واحلى مساء لك