لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-13, 03:31 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


رفعت ذقنها و هى تدرك تماماً أن هالات سوداء تحيط بعينيها و أن بشرتها شاحبة من شدة التعب و اتجهت إلى غرفة الجلوس.
كان أليكس يقف على الشرفة ينظر إلى الماء . لكن حين دخلت الغرفة استدار و ضاقت عيناه و هو ينظر إلى وجهها
قال :"أصبحت الطرقات مفتوحة"
احست بتصلب فى شفتيها و قالت بصوت أجش :"إذن....أستطيع ان أعود على الباتش"
ــ أجل.
شقا طريقهما فى السيارة عبر أراضٍ ريفية مشبعة بالماء و على بعد أمتار من بوابة أرض أليكس انهارت صخور رملية على الطريق فغطتها بالحجارة و الطين.
فتح اليكس الباب قائلاً:"ابقى هنا"
و سار إلى مؤخرة السيارة ليعود ومعه رفش.
أخذ يزيل الركام الذى قطع طريقهما و كأن جزءاً منه يجد لذة فى العمل الجسدى. راقبت لانث عضلاته تتحرك تحت قماش قميصه القطنى الرقيق و رشاقته و هو يرمى حمل كل رفش إلى جانب الطريق . تأملت وجهه النحيل الذى بدا أسمر قاتماً و أحست بشوق جارف إليه بألم اعتصر فؤادها
قال وهو يعود إلى السيارة :"آسف....أنا مبتل قليلاً"
ــ لا تقلق.
كان البانش فى حالة ممتازة بالرغم من تحطم شجرة السرو الكبيرة . و نظر أليكس إلى الأغصان الملتوية القائمة و قال :"أحضرى أحداً ليلقى عليها نظرة قبل الليل"
ــ حاضر.
بقى معها حتى اطمأن إلى سلامتها ثم وقف فى الباب و نظر إليها كانت عيناه باردتين و فمه مشدوداً و قسامته المنحوتة أكثر بروزاً . قال :" وداعاً...لكن عدينى بشئ...."
ودت أن تعده بالدنيا كلها لكنها سألت :"بماذا؟"
ــ أن تستمرى فى محاولة العودة إلى الماء.
ــ أجل....حسناً.
و أصغت إلى صوت تحطم قلبها
ــ لقد شاهدت فيلم فيديو لبرنامجك الوثائقى ... و أنت مولودة لتكونى فى الماء... ولسوف تنجحين .... أسبحى من أجلى, وغوصى عبر ذلك الجدار الأزرق.
ابتلعت ريقها لتخفف ألم الدموع التى سدت حنجرتها ثم هزت رأسها و استدارت مبتعدة و هو يخرج من الباب....اشتدت قبضتاها على حافة الشرفة حيث وقفت تنظر إلى البحيرة دون ان تراها بينما داتر محرك الرانج روفر وابتعد.
فى سكون الأمسية الهادئة شاهدت الأخبار , لا شئ عن اليريا , ولا شئ مرة أخرى فى الصباح. أحست بخوف شديد و أجبرت نفسها على ملء يومها بعمل لا معنى له, وان لم تتذكر ما كانت تفعل . ذلك المساء فتحت جهاز التلفزيون و جلست متوترة تتابع الأخبار المحلية و العالمية.
ومع ذلك....لا شئ. كانت تحاول إقناع نفسها بتحضير العشاء حين قال المذيع:"بعد انقلاب أبيض, و دون سفك دماء عاد أمير اليريا بعد طول غياب وتوج فى احتفال مؤثر"
جمدت لانث و هى تتأمل الحشود الغفيرة على الشاشة و وسط الهرج و المرج المجنون....رأته.....أليكس.... نقطة ارتكاز الزوبعة...أليكس....ذو الوجه الصارم الوسيم....
كان يلامس الأيدى المتشوقة الممدودة إليه و يتكلم و يسير عبر الجموع الهائجة الصائحة وحده....و بقوة إرادته منعهم من ان يفقدوا السيطرة و من ان ينجرفوا إلى الفوضى.
مسحت لانث دموعها عن خدها و أجبرت نفسها على التركيز على ما يقوله المراسل....كان يقول:".....نحو الكاتدارئية, حيث ينتظره رئيس الأساقفة ليتوجه"
و تبدلت صورة الشعب الأليرى الهاتف الهائج لتظهر صورة ساحة تحيط به الأشجار فى مقدمتها كاتدرائية قديمة واجهتها من الرخام الأبيض . كانت الساحة مليئة بأشخاص صامتين راكعين...عكست وجوههم الرهبة و التبجيل و الفرح...و كان الكثير منهم يبكى.
ثم تعالت أصوات الأجراس.
و سمعت المراسل يقول:"لقد وصل إلى أليريا منذ ثلاث ساعات فقط...و بمجرد وصوله أوقف القتال و ما أن عرفه الناس حتى سارعوا به إلى الكاتدرائية ليتوج....بعض رجال الحكم قُتل , لكن يُعتقد أن معظمهم قد هرب.... و خرج الجيش و قوى الشرطة لمساندة الأمير"
تلاشت الصورة عن الشاشة و انتقل المذيع إلى خبر آخر.
وقفت لانث و أطفأت الجهاز .
لقد قالت له أنها تشعر بالأسف حيال الآسر المالكة و أنها تؤمن بأن حياتهم لا تطاق .... فهل كان هذا سبب قراره بألا يقيم علاقة معها؟
و تمنت لو أنها أبقت فمها مطبقاً...إلا أن هذا ما كان ليشكل أى فرق فهى لن تغير رأيها.
و صرخت بصوت عالٍ :"الأمير و الفقيرة" فبدا لها صوتها غريباً .... لا.... الملك و المتسولة لكن اراهن أن علاقتهما لم تنجح بالرغم من الأسطورة .
فأى علاقة ناجحة تحتاج إلى أكثر من الأنجذاب و بالرغم من أن أليكس كان يريدها إلا أنه لم يأتِ على ذكر الحب.
* * *
منتديات ليلاس
خلال الأيام التى تلت انهكت نفسها بالعمل
كانت تعمل بشكل آلى و جنونى و كانت تتقدم فى مياه البحيرة خطوة بعد خطوة.... و خلال الليل , كانت تنام نوماً ثقيلاً لشدة ارهاقها .
اعتقدت لانث أنها عرفت الحزن . ولقد بكت طويلاً كريغ....و تحملت الألم الجارح و الوحدة التى لم تتبدد إلا على مضض.
لكن الأمر مختلف هذه المرة. و كانت تتساءل أحياناً عما إذا كانت ستجن.
لكنها رفضت الأستسلام .... فهى ليست مريضة ! و خطر لها فى صباح أحد الأيام أنها مشتاقة للحب و حسب.
لقد آن لها أن تجمع شتات حياتها مجدداً و تتابع مسيرها.... لكن عليها أولاً أن تفى بوعدها لــ اليكس... لم تعد أحلام الأنياب و الدماء و الموت المزعجة توقظها من نومها صارخة , لكن الذعر لا زال يتملكها و هى تسير فوق الرمال
شدت على فكها و خاضت الماء إلى أن أصبحت على بعد خطوة واحدة من الحدود ما بين المياه البيضاء و تلك العميقة.
لقد قال لها :"أسبحى من أجلى...غوصى عبر ذلك الجدار الأزرق...."
أخذت نفساً عميقاً و غطست إلى الأسفل, وتوغلت و عيناها مفتوحتان فى قلب الماء الأزرق... و ما أن اخترقت الجدار حتى لبثت دون حراك امام توهج الألوان و أملت أن يغمرها مد المياه مجدداً.
شئ ما تحطم فى داخلها فصعدت إلى سطح الماء و هى تبكى...بهرتها الشمس و المياه و أدركت أنها على الأقل خطت خطوة نحو الحياة و إن كانت هذه الأخيرة قد تبدلت.



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:34 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

8 – أحتاج نهاية

ضرب بل فين الشهير بأفلامه الوثائقية عن الحياة البرية بقبضته على ذراع مقعده و قال :
ــ لانث....إنها فرصة العمر...لم تخضع البحيرة المركزية فى أليريا لفحص علمى من قبل.... و الآن بعد أن حصلنا على الإذن لا يمكنك أن تقفى هنا متجهمة الوجهة دون سبب و تقولى إنك لا تريدين الذهاب!
مات صوت لانث فى حنجرتها و ابتلعت ريقها لتسأل بخشونة :"و هل أتصل بك؟"
ــ مـــــــــــــن ؟
ملأ طعم الغبار اللاذع فم لانث و سمرت نظرها على بلدة روسل الصغيرة الممتدة أمامها حتى الشاطئ ثم قالت على مضض :"الأمير"
ــ أى امير؟ أليكس كونسيدين؟ لا...و لِمَ سيتصل؟ إنه مشغول جداً و لن يزعج نفسه ببرامج تلفزيونية... نحن مجرد وحدة إنتاج وثائقية متواضعة....متواضعة جداً و لسنا بالضرورة ضمن خططه, و حتى قبل أن يتبين أنه الأمير المفقود ما كان ليمترث لأمرنا.
كبحت لانث رداً ثائراً....فـ أليكس ليس متكبراً .
خنقت كلمات بيل الأمل فى مهده....فشربت ما تبقى فى فنجانها من القهوة حتى تهدأ أعصابها ثم سألت و هى تمد ساقها:
ــ لِمَ أخترتنى انا؟ ندبة الجرح تحسن مظهرها لكنها لازالت موجودة .
لم ينظر إلى ساقها بل قال:"أنت المرأة الدلفين....و قلة من الناس تعرف عنها مثلك ...كما إنك أفضل مظهر من اى شخص آخر"
ابتسمت ساخرة و ردت :
ــ يبدو لى هذا كلام بيل الذى أعرفه و احبه.... لكن مستحيل... فقد وجدت الممول المناسب لأبحاثى . و بدأت أخيراً أرى النتائج و لا أريد الذهاب إلى أليريا.
ها قد نطقت بالكلمة و تردد صداها فى رأسها , باردة و مؤلمة....فالتقطت أنفاسها و أكملت :"لابد من وجود شخص آخر تستطيع استخدامه"
قطب المنتج و قال:"هيا يا لانث يمكنك أن تجدى طالباً يحضر للتخرج ليكمل عنك عملك هنا و لن نغيب أكثر من شهرين... بل أربعة أسابيع إذا سارت الأمور على ما يرام....سيكون عملاً هاماً فعلاً , فلم تُجرَ أى دراسة على تلك الدلافين...أعنى أى دراسة علمية....سنكسب جائزة ( وايلد سكرين) مرة أخرى بفضل هذه السلسة حدسى ينبئنى بذلك "
قالت لانث بخفة و هى ىتهز رأسها آسفة... لماذا لا تدع الدلافين تتحدث عن نفسها دون تتدخل البشر؟"
مال إلى الخلف ثم قال عابساً:"لأنك تملكين صلة روحية معها....هذا هو السبب فهى تأتى غليك حين تناديها."
تجاهل تعليقها المرح المدهوش و تابع :"اللعنة لانث .... لماذا أنت عنيدة هكذا؟ هل ألتهم القرش عقلك ايضاً؟ أليريا مجال جديد لنا"
تمتمت:"إنها مياه جديدة فى الواقع"
ضحك و استرخى بشكل ظاهر معلقاً :
ــ وأى مياه! بحيرة بطول خمسين ميلاً و عرض عشرين, مليئة بالدلافين المياه العذبة..اللعنة ...و لا أحد يعرف عددها.
أوهـ .... بيل يعرفها جيداً...و ودت لانث أن ترى هذه الدلافين بدورها...لكنها لا تستطيع الذهاب لا شك أن أليكس أعطى الإذن لفريق التصوير لإقتناعه بإنها لم تعد على علاقة به....ولو ظهرت هناك لظنها تلاحقه....وجعلت هذه الفكرة عظامها ترتجف.
أشارت إلى المياه الهادئة و قالت:
ــ بيل... لدى من العمل ما قد يشغلنى لسنوات و أنا أحب هذا المكان الناس رائعون هنا و الدلافين متعاونة بشكل ملفت.
لمعت عيناه السوداوان و هو يجيب:
ــ اسمعى...هذه فرصة لنثبت أن جائزة(وايلد سكرين) لم تكن زائفة, ونيوزيلندا ذات سمعة مشرفة فى عالم الحياة البرية. لكن أن استطعنا النجاح فى هذه السلسة سنصل إلى النجوم.
وقفت لانث على قدميها و تقدمت نحو السياج. لقد أجرت جراحة تجميلية لساقها فأختفى أثر الندبة كما خف عرجها و ان كانت لن تسير بشكل سليم مجدداً.
على اى حال العرج لا يهم فى الماء...و لم تعد المياه ترعباه إذ تغلب شعورها بالبؤس بعد رحيل أليكس على مخاوفها كلها.
منتديات ليلاس
بعد تتوج اليكس بفترة قصيرة اتصلت بها مؤسسة و عرضت عليها تمويل عملها فى خليج الجزر و قبلت العرض دون تردد فقد أنقذها....أنقذها من أفكارها و آلامها و احزانها فكسبت المعركة و أحست بما يشبه السلام الداخلى.
و الآن...و بعد مضى أثنى عشر شهراً بدد بيل ذلك الهدوء الصعب.
ــ أنا حقاً لا.....
ــ لانث....لا ترفضى فوراً فكرى فى الأمر قليلاً.
كان يعتبرها مجنونة لرفضها و بطريقة ما كانت كذلك.
استدارت و قالت :" حسناً جداً... سأفكر فى الأمر"
ابتسم ساخراًو أجاب:" دعينى أعرف ردك غداً و أنسى ما قلته لك....ما من أحد لا يستغنى عنه"
فابتسمت و علقت:"أعرف ذلك"
ــ لكن من المؤسف أن نخسرك....ولا تقصى شعرك!
دفعت لانث خصلات شعرها إلى الخلف بارتباك و قالت:"انا لم أوافق بعد"
لوحت لـ بيل مودعة و توجهت إلى المنول الذى استأجرته لمدة سنة . منزل ريفى صغير قديم لكنه رخيص و هكذا استثمرت المال فى شراء كمبيوتر جهاز يعمل على البرامج التى ينتجها أليكس.
و عادت إلى خاطرها ذكريات تقليدية أشيئت فيها الشموع.
خلال السنة المنصرمة حاولت أن تتجاهل وجود أليريا و لم يكن الأمر صعباً للغاية فمنذ عودة الأمير المذهلة لم يرد ذكر الدولة فى وسائل الإعلام لكنها عرفت أنه بدأ بخطوات إصلاحية.
و لقد تجاوزته الآن و مهما كان ما شعرت به فهو مجرد غرام عطلة , زاد الإحباط من قوته و رسخه فى ذاكرتها .
و فكرت بقلق....جاء أليكس إلى هنا ليتخذ قراراً و أدرك أن لا مكان لها فى حياته الجديدة و بسبب إحساسه بالمسؤولية رفضها رغم من حبها الجلى له.
لابد أنها ستشكره على هذا فى يوم ما .
لعلها تحتاج إلى وداع رمزى يجب قلبها المشتاق على تقبل النهايةو يحررها من ذكراه التى لا تزال تسيطر عليها . فقدر أليكس مخطط من قبل أن يولد و لا مستقبل لهما معاً.
مررت إصابعها بخفة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر...من السخف أن تعتبر برامج الكومبيوتر صلة وصل بينهما. لكن هذه الفكرة استحوذت على عقلها .
هل يجب أن تذهب إلى أليريا ؟
لن تذهب إن كان هناك أدنى فرصة لمصادفته مرة أخرى... لكنه مشغول بحكم بلده و لن يزعج نفسه بمنتجى أفلام متجولين.
و ستكون هذه الخاتمة...قد لا تراه , لكنها سترى البلاد التى حضنت سلالته و الشعب الذى يجرى دمه فى عروقه و الحضارة التى أعطته القوة...
رحلة إلى أليريا قد تؤلمها لكن الألم سيكون مختلفاً...ألم يُشفيها أخيراً من البؤس الذى لا زال يتملكها.
أجل....ستذهب

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:39 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


بعد ستة أسابيع و قبيل منتصف الليل كانت تقف بارتباك إلى جانب حقيبتها فى قاعة وصول أحد المطارات بعيداً عن موطنها تنظر حولها علها ترى وجهاً مألوفاً.
ضغط الناس...البعض ينتظر و البعض الآخر فى عناق محموم , الدموع , الضحك و الأصوات المرتفعة كل هذا أرهقها . نظرت حولها مجدداً ترمش بعينيها . تجالها معظم الناس لكن نظرات أولئك الذين لاحظوها , جعلها تستنتج أن الشعر الأشقر نادر فى أليريا.
لم يظهر أى فرد من أفراد الطاقم شعرت و كأنها ضيف غير مرغوب فيه فانتظرت و الحقائب قرب قدميها, إلى ان استقبل الجميع زوارهم و غابت الأحاديث من حولها.
و أنبت نفسها...تماسكى....فالطاقم يقيم فى دار الضيافة فى المدينة .وفتشت فى حقيبة يدها عن دفتر الملاحظات و قلبت الصفحة التى وصلت إلى حيث سجلت العنوان ستستقل سيارة أجرة و ستحل المشكلة.
وفى الخارج ترددت.... فجأة خرج رجل طويل القامة يرتدى زياً رسمياً من سيارة ليموزين و تقدم نحوها و أخذ منها حقيبتها فهتفت بصوت منخفض و قد تملكها الرعب :"لا بأس...شكراً لك"
بدا أنه لا يفهم الإنكليزية لكنه ابتسم و وضع حقائبها فى الصندوق و أشار إليها لتصعد فى المقعد الخلفى.
كانت رائحة السجائر تفوح من السيارة...فتراجعت إى الوراء و هى تدعك أنفها... قريباً جداً ستتمكن من الاستحمام و سترتمى على الفراش لتنام على الأقل لاثنتى عشر ساعة.
اجتازت السيارة منطقة ريفية مظلظمة قبل أن تدخل المدينة وراحت لانث تتأمل أنوار الشوارع التى أنتهت أخيراً أمام جدار ضخم ذى مدخل مقوس . مرت السيارة من تحته و تجاوزت الحراس.
و أدركت مذهولة أن دار الضيافة جزء من قصر. ثم استدارت السيارة و ابتعدت عن المدخل الرسمى و حاسيه المسلحين.
حين توقفت السيارة قرب باب واسع يحرسه مسلح واحد جلست لانث مستقيمة متصلبة و مصدومة.
هذا ليس قصراً...إنه القصر الرسمى.
أليكس هنا...و بدأت الإثارة التى استعرت فى داخلها منذ قررت المجئ إى اليريا بالظهور و التوهج لتملأها بهجة غامرة مجنونة.
لكنها تنبهت فى ما بعد إلى أنها صعدت إلى السيارة دون أن يناديها أحد باسمها و ها هى الآن تدخل القصر بخضوع برفقة رجل نحيل متزمت خرج ليستقبلها بانجناءة احترام رسمية.
قال و هو يدعوها لصعود السلم المنخفض :"من هنا سيدتى"
سارت لانث إلى جانبه ألياً حتى وصلا إلى مصعد.
غمرها الإرهاق كأنها بطلة رواية من روايات الف ليلة و ليلة .
بعد حين توقف المصعد فعبرا ممراً آخر مفروشاً بسجادة زرقاء و جدرانه مكسوة بألواح خشبية بيضاء و كانت الجدران مزينة بصور الأسلاف فلفتتها عيونهم التى تشبه عينى أليكس شاحبة مذهلة فى وجه أشبه بقسمات الصقر.
قال الرجل:"سيدتى"
كان قد وقف و فتح لها باباً فتجاوزته لانث بامتنان و هى تقول :"شكراً لك"
أقفل الباب وراءه و وجدت نفسها تقف وحيدة تنظر حولها بغباء إلى الأثاث الأنيق المختار لغرفة استقبال تعود إلى القرن الثامن عشر.
ارتجفت لانث و دعكت ذراعيها و قد عجزت عن التفكير .
تقدمت إلى النافذة ومالت إلى الأمام تنظر إلى المدينة....هاهى الجبال و البحيرة....أم أنها تنظر إلى الميناء؟
إذا كان بإمكان شخص ما يدفع هذه الإمارة الفقيرة قدماً يحقق فيها المعجزات فهذا الشخص هو أليكس. و ابتعد عن النافذة متثائبة.
قفز قلبها بين ضلوعها...إذ دخل أليكس من الباب. تردد قليلاً و قد جمدت عيناه اللامعتان و قسا فمه الجميل ليصبح خطاً مشدوداً لكنه تابع طريقه و دخل.
قال :"ماذا تفعلين هنا بحق السماء؟"
تبددت آمالها و قالت بصوت أجش:
ــ أنا.... شخص ما جاء بى من المطار و أنا هنا لأصور أفلاماً وثائقية عن الدلافين مع بيل فين ظننت انك تعرف.
ضاقت عيناه الزرقاوان و هما تتأملان وجهها :"أعرف"
من الواضح انه لا يعرف أنها جزء من الفريق . أدركت أنها تبدو متعبة فقد أفقدتها ثلاثون ساعة من الطيران أناقتها و نشاطها.
عدلت من وقفتها و قالت بلهجة حازمة :"حسناً....أنا أعمل معهم من جدد...أين هم؟"
ــ فى دار الضيافة , يبدو أن هناك التباس...لكن لا تقلقى...بإمكانك أن تقضى الليل هنا.
ــ لا....فأنا أفضل....أعنى... لا بد أن مكانهم ليس بعيداً.
ــ لا يتوقعون وصولك الآن, و الوقت متأخر و انت مرهقة.
و شد حبل جرس طويل.
و دخل شاب أسمر و كأنما كان ينتظر استدعاءه و تكلم أليكس معه فانحنى الخادم . بعد ذلك قال أليكس بالإنكليزية :"سيأخذك إلى إحدى الغرف و يؤمن لك خادمة"
فردت بسرعة :"ليست بحاجة إلى خادمة"
ضاقت العينان الباردتان و قال بكياسة:
ــ بل تحتاجينها...أنا آسف للإرباك و أرجو أن تنامى جيداً الليلة. صباح الغد و حين تصبحين مستعدة سيرافقونك إلى دار الضيافة.
هزت لانث رأسها و قالت :"عمت مساء"
لم تلن نظرته و هو يقول :"عمت مساء"
لحقت بالخادم إلى غرفة أخرى و ما إن انسحب حتى دخلت امرأة متوسطة العمر حادة الوجه سوداء الشعر ساعدت لانث على ترتيب اغراضها.
وبعد أن استحمت خلدت لانث إلى الفراش و استسلمت لسلطان النوم بسرعة لفرط إرهاقها .
و بعد حين استيقظت فجأة و كأنما تلقت صفعة لتخرج من لا وعيها.... تملكها ذعر غير منطقى دفعها من السرير نحو النافذة فتحت الستارة و نظرت إلى الفناء الأمامى المعتم . و فيما هى تتأمل الظلمة المخيمة خرج رجل من المبنى.
و انقبض قلبها....إنه أليكس.... صعد إلى السيارة التى غادرت فناء القصر و شقت طريقها نحو المدينة المظلمة.
حزن عظيم لا حدود له اعتصر قلبها و راحت تبكى بصمت و تشكى حزنها لسماء غريبة عنها .
أخيراً استدارت مبتعدة و هى تتألم من ضغط الدموع التى تذرفها و التى كانت تحرق عينيها . غداً سترحل من هنا و سترتمى فى أحضان العمل مع منتديات ليلاس فريق ألفته و اعتدات عليه .
مع ذلك و هى مع أليكس لم يكن ذاك الأمان و الألفة يعنيان لها شيئاً. للحظة و إلى أن لاحظت ارتعابه لرؤيتها كادت تصدق أنه لو أحبها لتخلت عن عالمها بكل سرور لتصبح جزء من عالمه
لكنه لم يحتمل البقاء فى القصر معها !
عادت لانث إلى السرير و استقبلت نعمة الغيبوبة دون نوم.... غفت لفترات قصيرة و أصغت إلى أصوات المكان المجهول و هى تتعلم المعنى الحقيقى للوحدة.
على أليكس أن يتبع قدره و هى كذلك...منذ التقيا, و أوضح لها أن لا مستقبل لهما معاً . ربما , لو لم يكن الأمير المفقود...لكن لا....هذا مستحيل. المشكلة تكمن فيها فهى ما كانت لتتناسب مع عالم الأثرياء
و لأول مرة اعترفت لانث لاأم ما أحست به بعد أن تركها كان حزناً على أمر لم يكن موجوداً أبداً. فأحست أنها غبية....ككرأة مسكينة....لن تسمح لنفسها بأن تأمل أنه نظم هذه البعثة ليتمكن من رؤيتها مرة أخرى...
لأنها و بهذه الطريقة تعزز الهوس الخطير المعذب.
لو شاء لكتب إليها بدلاً من يتجاهل وجودها طوال سنة كاملة .
و استيقظت متأخرة و هى تشعر بتعب أكبر مما كانت عليه قبل أن تنام. وحيتها خادمة تحمل صينية كان برفقتها امرأة أخرى متوسطة العمر أنيقة نحيلة ترتدى ثياباً عصرية و جلست لانث فى السرير مستقيمة.
قالت المرأة مبتسمة:
ــ مرحبا.... أنا سيرينا كونسيدين والدة اليكس و أنت لانث براون.طلب منى أليكس أن أقابلك لأننى أتكلم الإنكليزية . أهلاً بك فى أليريا . ليولا أحضرت لك الفطور...بعد ان تتناوليه و تنهضى من السرير سأوصلك إلى فريق التصوير الموجود فى دار الضيافة.
سألت لانث ببطء:"و كيف وصلت إلى هنا بحق السماء؟"
فردت و الدة اليكس مبتسمة:
ــ أوهـ...إنها غلطة سخيفة! لا تقلقى بشأنها لسوء الحظ لن يكون الأمير هنا هذا الصباح لكنه طلب منى أن أقول لك إنه سر باستضافتك و إنه يأمل أن تكونى قد نمت جيداً.
كانت ابتسامة لانث مصطنعة و بالرغم من أن صوتها كان أجشاً إثر النوم إلا أنه لم يرتجف حين ردت:"شكراً لك....لن أتأخر"
أحنت المرأة رأسها و ابتسمت مرة أخرى . هذه المرة بدفء أكبر... ووقفت تراقب ليولا و هى تضع الصينية بحذر على ركبتى لانث.
قالت سيرينا كونسيدين :"
ــ إذا احتجت إلى اى شئ أقرعى الجرس لاستدعاء ليولا . إنها الساعة التاسعة لذا سأنتزرك فى العاشرة و نصف لآخذك إلى دار الضيافة.
ــ شكراً لك.
و أملت لانث ألا تكون تعابير وجهها قد فضحت أساها.
أدركت أنها لن ترى اليكس مجدداً لذا فمن الأفضل لها أن تخرج من القصر, وتنفذ العمل الذى جاءت من أجله ثم تعود إلى ديارها و تنساه.
و حين تعود إلى نيوزيلاندا سيتسنى لها الوقت لتتمنى لو أنها لم تقابل أليكس أبداً , أما فكرة ألا تكون قد عرفته فهذا ما لا تحتمل التفكير به.
لقد تعلم قلبها المشاكس أن يحبه و هو يعلم أنه حبه لا فائدة منه.
و فتحت رغيف الخبز المستدير كان طعمه كالرماد فى فمها لكنها أجبرت نفسها على مضغه و ابتلاعه , شربت القهوة اللذيذة . إن بقيت تفكر فى السنوات الحالكة التى تنتظرها فستجن....لهذا ستصر على أسنانها و تعيش كل يوم بيومه .
منتديات ليلاس
استقبلها أعضاء الفريق بمحبة و راحوا يمازحونها حول ما أصروا على أنه توق منها إلى المركز الملكى .
قالت تحتج و هم يرافقونها إلى غرفة اجتماعات صغيرة تتوسطها طاولة كبيرة :
ــ ظننتكم ستستقبلونى فى المطار
صب لها أحدهما فنجان قهوة و دفعه إليها و هى تجلس .
و قال بيل :"كنا سنفعل لو جئت علىالرحلة التى قلت إنك ستصلين على متنها, اى الليلة"
ــ كانت هذه الخطة الأصلية لكن الطائرة حطت فى مكان ما و لم استطيع الحصول على مقعد من لندن اليوم لذا اضطررت إلى المجئ قبل اليوم المحدد لكننى ارسلت رسالة بالفكس لأبلغكم بالتغيير.
قال بيل بمرح :"لم تصل...و لا تقلقى يا عزيزتى....نعرف كم أنت كفؤة لهذا حصلت على ليلة فى قصر الأمير"
أخفت مشاعرها الجياشة بسؤال:"إذن متى سنغادر إلى المخيم؟"
ــ لن نضطر للتخييم هذه المرة . فإن أضان الجلالة تنتظرنا كوخ للصيد على شاطئ البحيرة مع خدم وكل التسهيلات المتاحة للأمير . سنرحل غداً باكراً و إن سهرنا حتى وقت متأخر بسبب حفل الاستقبال.
ــ أى حفل استقبال؟
رفع حاجبيه استغرباً للسؤال الحاد و قال :
ــ حفل استقبال الأمير...الليلة و بالثياب الرسمية . لكن قبل ذلك سنعقد اجتماعاً لبحث التفاصيل ثم نفترق ليقوم كل منا بمهمة مختلفة....أنت مثلاً لديك موعد فى المتحف.
ــ عظيم.
لكن الرعب تملكها فأخذت نفساً عميقاً و حاولت إظهار الحماسة التى كان يتوقعها.
سألت بتوتر :"أى نوع من حفلات الاستقبال ؟ أريد أن أعرف أى ملابس أرتدى؟"
بدا بيل نافد الصبر
ــ أوهــ....الشئ المعتاد.... يقول الأمير إنه حفل رسمى... كما انك تبدين رائعة مهما ارتديت لذا ستكونين على ما يرام حركى أهدابك و أتركى شعرك منسدلاً فالسكان هنا يحبون الشقراوات
تملكها التوتر و القلق لكنها قالت ببرودة :
ــ هذا أمر معقول و إن كنت أعتقد أن لا أحد سيشك بنوايانا
ــ حسناً...هناك أسطورة مرتبطة بالدلافين و هى شعار الأسرة المالكة....و الشعب قلق عليها بعض الشئ.
أشار برأسه إلى شعار فوق الباب بدا طلاءه الذهبى جديداً. أمواج زرقاء تحمل ثلاثة دلافين ذهبية أحدها ينفخ فى بوق و الآخر يمسك برمح و الثالث يحمل حوورية بحر.
قال :"يجب أن نقنع الجميع بأننا لا ننوى أذيتها و هذا هو الأمر الوحيد المزعج....أتعرفين....كل شئ سار على ما يرام حتى الآن بحيث كاد الأمر يقلقنى"
و تمكنت من رفع فنجان قهوتها إلى شفتيها أثناء الحديث ففكرة رؤية أليكس مجدداً و على الفور أثارتها بشكل لا يحتمل و رمت قلبها بحر من اليأس
أمامها النهار بأكمله لتعزز دفاعها و ستتمكن من ذلك ستلقاه مجدداً و تبتسم و كأن شيئاً لم يكن . لقد ألتقيا يوماً ليس كأمير مليونير و مقدمة برامج تلفزيونية علمية بل كشخصين انجذب أحدهما إلى الآخر....هذا كل شئ.
صاح بيل معلقاً:"هاى...لا تنامى الآن! لديك عمل تقومين به , دفع المسؤول عنا المتحف الوطنى إلى جمع كافة الأثار الأدبية المتوفرة عن الدلافين و ستحتاجين إلى كترجم و سيكون يومك طويلاً و شاقاً...هل تريدين المزيد من القهوة؟"
ــ لا....شكراً . لقد درست الآثار الأدبية العلمية.
ــ بالطبع درستها. لكن هذه تتعلق أكثر بالحضارة و التقاليد.
و تذكرت تلك الأحتفالات الغريبة المحموة فى الكاتدرائية
فقالت ببطء :"كان الجميع متعاوناً؟"
ــ أجل....و هذا ما يجعل المكان مختلفاً عن بعض الأمكنة التى زرناها . آهـ ....حسناً....هيا الآن إلى العمل...سيكون يوماً شاقاً

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:44 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

9 – ماذا يخفى الليل ؟

كان بيل على حق....أمضت نهارها مع أناس متشوقين للمساعدة, بحيث أرهقوها...و أذهلها كم أن الدلافين فى أليريا مرتبطة بالفن الشعبى و أساطيره بشكل حميم و معقد...و فى ظل ظروف مختلفة كانت لانث لتستمتع بكل لحظة من وقتها .
لكن كان من الصعب عليها أن تركز و الناس متجمعة من حولها.
و بينما السيارة تتحرك صعوداً عائدة من المتحف إلى دار الضيافة, طرحت لانث سؤال أو أثنين عن الحياة فى أليريا تحت الحكم السابق فأجابت غراسيلا المترجمة و هى امرأة فى أوائل الثلاثين من عمرها على الأسئلة بلهفة طبيعية
ــ أوهـ ....الأمر مختلف الآن! كانت الحالة من قبل ضبابية...حياتنا كانت منظمة و مرسومة....و حين انهارت الشيوعية مرت بنا ثلاث سنوات رهيبة لكن أميرنا عاد و عاد عالمنا إلى الدوران بشكل طبيعى .
قالت لانث :"لابد أنه يجد صعوبة فى حكم بلد لا يعرف عنه سوى القليل"
هزت غراسيلا رأسها بقوة و ردت:
ــ لقد عاش هنا حتى بلغ العاشرة من عمره و هذه هى أهم سنوات الطفولة لذا فهو يعرفنا جيداً!
ــ و لِمَ فعل الحكم السابق هذا؟ و هل عاقبهم الحكم الجديد؟
ــ أوهـ لا ! ما كانوا يعرفون أن الأمير و زوجته فى أليريا لقد اختار الأمير إيفان أن يبقى معنا بدلاً من أن يهرب و نظم مقاومة سرية , و قد لجأ العديد من أنصار النظام إلى الجبال فى إيطاليا مع الأمير و قد أحبه الناس و حموه مع زوجته و أبنه حين ولد.
قالت لانث ببطء :"لا بد أنه كان رجلاً شجاعاً"
ــ أمراؤنا شجعان دائماً ! لكن حين أصبح الأمير أليكسى فى العاشرة خانهم شخص ما. فضحى الأمير إيفان بحياته لإنقاذ زوجته و أبنه. و هربا عبر الجبال فى برد الشتاء و شقا طريقهما سراً إلى أوستراليا حيث ظن الجميع أنهما إيطاليان و عاشا فى بلدة صغيرة فى أوستراليا إلى أن ألتحق بالجامعة ثم أصبح خبير كومبيوتر و جنى الكثير من المال و هو يستخدمه الآن لمساعدتنا . لكنه كان يعرف حقيقة هويته على الدوام و لأنه رجل أعمال ناجح جداً فهو يعرف كيف يحكم الناس....و لأنه أميرنا فالناس تثق به.
أنهت كلامها ضاحكة :
ــ و لأنه وسيم جداً نحبه كلنا و بالرغم من أن الوقت حان ليتزوج و نريده أن يكون سعيداً إلا أننا ننظر إلى المرشحات بعين الارتياب وحدها الأفضل تناسب أميرنا.
سألت لانث :"كم مرشحة هناك؟"
ــ هناك فتاة أرستقراطية جميلة جداً من إنجلترا قد تكون جيدة...وأخرى فرنسية أنيقة جداً لكننا سمعنا شائعات عن أخريات... نجمة سينما أو أثنتين , مضيفة طيران....
ابتسمت لانث ابتسامة مرغمة و قالت :
ــ أعتقد ان أى زوجة محتملة يجب أن تكون أرستقراطية .
هزت المترجمة كتفيها و ردت:"لعل هذا أفضل,لأنهن اعتدن على نمط الحياة هذا...لكن بالنسبة لى أنا لا أهتم آمل فقط أن يكون سعيداً و يرزق بالأولاد و يبقى معنا"
دخلت السيارة فى الفناء الأمامى لدار الضيافة فاستدارت المترجمة نحو لانث لتقول لها:
ــ كان هذا اليوم مثيراً للاهتمام و أتمنى كل الحظ لك و لفيلمك . متى سيكون جاهزاً لنراه؟
ــ ليس قبل سنة على الأقل.
حين سيعرض الفيلم على التلفزيون هنا ستكون قد عادت إلى نيوزيلاندا مع حفنة من الذكريات....ذكريات قليلة حزينة لحب غير مرغوب فيه.
و قبل أن تستسلم للكآبة راحت تشكر غراسيلا. فردت بإيماءة سريعة:
ــ هذا من دواعى سرورى لقد تمتعت بيومى, و الآن هل حفظت الجمل بشكل صحيح ؟ كرريها لنرى.
فى وقت سابق من ذلك النهار طلبت لانث منها أن تعلمها الجمل المتداولة المفيدة كالتحية و الرجاء و الشكر و الوداع , أنت لطيف جداً.
كتبت لها غراسيلا الجمل و تدربت لانث عليها من وقت لآخر... و راحت تكررها و هى تقطب قليلاً و تبذل الجهد لإخراج الكلمات باللكنة الصحيحة.
منتديات ليلاس
قالت المترجمة بحرارة :"ممتاز ! اللغة أليرية ليست صعبة على من يريد أن يتعلمها لأنها لغة رومانسية..."
عندها فتح السائق الباب فقالت لانث بالأليرية و هى تخرج:
ــ شكراً لك....و ليباركك الله أنت و اولادك.
صفقت غراسيلا بيديها قائلة :"جيد جداً !"
و ابتعدت بها السيارة
استدارت لانث لترى الحارث الذى سارع لملاقاتها مبتسماً فقالت بالأليرية :"شكراً لك"
و دخلت دار الضيافة لتستعد لحفل الاستقبال .

منتديات ليلاســـ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:49 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


و بعد ساعات من الاستعداد نظرت إلى المرآة . دخلت خادمة شابة لتسألها عما إذا كانت بحاجة للمساعدة و مع أن لانث رفضت إلا أن المرأة بقيت لترتب الغرفة بهدوء و لم تشعر لانث بالارتباك لوجودها و هى تجفف شعرها و تتبرج
حين أخرجت بذلتها العسلية اللون دخلت الخادمة إلى الحمام و لم تخرج منه إلا بعد أن ارتدت لانث التنورة و القميص بألوانهما المتماوجة ما بين الذهبى و البرونزى.
ردت لانث دون مرح على ابتسامة المرأة المقيمة . كانت متوترة جداً و شعرت وكأن أعصابها مشدودة تتأرجح كأسلاك فى مهب الريح. فبعد عشر دقائق سترى أليكس مجدداً.
وضعت لانث لمسات من عطرها المفضل على معصميها و وراء أذنيها و انتعلت حذاء برونزى اللون بكعبين منخفضين تمنت بغباء لو أنها تستطيع ارتداء كعبين عاليين و تمنت لو أنها لا تعرج....ثم اختارت حقيبة مناسبة أنما لونها أشد قتامة.
و علقت الخادمة بالأليرية ثم أضافت مبتسمة :"أنيق!"
فردت لانث بالأليرية :"شكراً لك"
تهلل وجه المرأة و قالت شيئاً آخر بلغتها لكنها ضحكت حين هزت لانث رأسها و قالت :"لا...أنا آسفة , هذا كل ما أعرفه بلغتكم"
هزت المرأة رأسها و هى لا تزال تبتسم و فتحت لها الباب .
بدا جلياً أن الخدم هنا مخصصون لدار الضيافة... فبالرغم من الفخامة لاشك أن المكان هنا مخصص للزوار الأقل شأناً أما الضيوف المهمون فيقيمون على الأرجح فى القصر.
إذن....من أعتقدوها ليلة أمس؟ الأرستقراطية الفرنسية أم الإنكليزية؟
شعرت لانث بالغثيان و نزلت السلالم بظهر مستقيم و قلب يتخبط حيث كان الطاقم ينتظرها.
صفر أحدهم و هى تتقدم نحوهم و قال بيل معلقاً:
ــ أتعرفين...ليس من العدل أن تتمكن النساء من توضيب ملابسهن الجميلة أثناء السفر.
فقالت و هى تحاول إظهار مرحها :"نحن بحاجة لأن نكون مميزات"
قال :"حسن جداً....دعونا نذهب السيارة فى الخارج"
احتجت لانث:"لكن القصر قريب جداً"
ــ أعتقد أنه ليس مناسباً أن نسير....أنها الأصول كما تعلمين.
وهكذا مرت بهم السيارة من تحت المدخل المقوس قبل أن تدخل إلى المدخل الرسمى.
فى الداخل اشتمت لانث رائحة...لم تكن رائحة عفنة أو كريهة...لكن قديمة. و مع ارتفاع المصعد ببطء إلى الأعلى نظرت أمامها مباشرة وقد عجزت عن التركيز على الجو من حولها...لا تستغرب أن يتأقلم أليكس مع هذه القلعة القديمة, مثلما كان متناغماً مع ذلك المنزل الأنيق العصرى قرب البحيرة... فلابد أن ثقته الراسخة بنفسه تسانده فى أى موقف أو موقع ليلاس.
أبقت رأسها مرفوعاً بكبرياء بالرغم من أن الخوف و الترقب وصلا إلى الذروة , إلا أنها بقيت حذرة و متنبهة و هى تسير بثبات إلى جانب بيل .
لحقت بالخادم الذى يرتدى بذة رسمية عبر باب يفضى إلى قاعة استقبال
وعلى الفور لفتتها الألوان..الأحمر القانى العميق , الأبيض المحارى الصارخ و بعض الزخرفات الذهبية و أثاث فرنسى و لوحات شخصية على الجدار تتخللها لوحات مناظر طبيعية.
تقدم أليكس ليستقبلهم و قدم نفسه بطريقة لطيفة و بالرغم من ابتسامته بقيت عيناه باردتين كالجليد و استحالت قراءة مشاعره .
قال و هو يصافحها و كأنهما غريبان:
ــ أهلاً بك فى القصر مجدداً . وأنا آسف لأننى لم أكن هنا هذا الصباح لألقى عليكى التحية....لكن أرجو أن تكونى قد قضيت ليلة جيدة و ان تكون الترتيبات قد نجحت هذه المرة.
قالت:"لقد كانت ناجحة....شكراً لك سيدى"
و تراجعت إلى الوراء ليقدم له بيل بقية الطاقم.
كانت تعتقد أن لقاء أليكس سيكون أسوأ ما سيمر بها...لكنها أخطأت. فقد كانت والدة أليكس برفقة امرأة شقراء الشعر تبين أنها أبنة دوق إنكليزى و أدركت لانث على الفور أنها المرأة التى أعتقدوا أنها هى زهرة منسية
كانت اللايدى صوفيا جميلة على الطريقة الإنكليزية الباردة و بدا أنها تمت بصلة للأسرة المالكة . و كانت لانث لترتاح لو تمكنت من كره هذه المرأة لكن هذا مستحيلاً.
و اكتشفت لانث الغيرة اللاذعة لهذا تنبهت لتصرفها فابتسمت كثيراً , شرحت للحضور عملها مع طاقم الفيلم . ومع تزايد الضيوف فى القاعة نظرت حولها لترى أن الفريق مشغول بالتودد إلى الناس و عقد الصدقات,وهذا جزء من عملهم فلا أحد يعرف متى يحتاجون إلى من يمهد الطريق لهم....كما أن هذا يحرك الاهتمام العام و هذا أمر جيد.
كانت لانث تمثل التألق بالنسبة لهم بحسب بحسب قول بيل, لأنها المرأة الوحيدة فى الطاقم.
و أخذت تراقب بيل و هو يبتسم لعينى امرأة فى أواسط العمر و أحست أنها رخيصة و وضيعة بعض الشئ.
و فكرت بسخرية :"هذا أفضل من الكراهية الجامحة التى تشعر بها حين تفكر بـ أليكس مع امرأة أخرى إذ يلوح وراء هذه الغيرة ألم شديد و أكثر بدائية...إنه عذاب الخسارة و الحرمان الإحساس بالخيانة و النقص و كأن شيئاً انتزع منها"
غبية...كل هذا حصل حين وقع نظرها للمرة الأولى على أليكس , منذ أكثر من سنة . لقد غيرتها هذه النظرة بشكل جذرى و بدأت تشك فى أنها ستتمكن من أن تتغير مرة أخرى.
ــ هل أستقر بك المقام؟
حتى صوته دوى فى داخلها بقوة....فقالت:"أجل, شكراً لك يا سيدى"
و استدارت ببطء كى تستعيد سيطرتها على تعابير وجهها و على عينيها و تسارعت دقات قلبها . تدفق الدم بقوة فى شرايينها لمجرد أنها فى الغرفة نفسها معه.
تأملها أليكس بعينين باردتين و بدت ملامحه الأرستقراطية النحيلة قاسية...و قال:"لا تستخدمى كلمة سيدى"
ــ أعتقد أن هذا هو البروتوكول.
لمعت عيناه و ارتسم طيف ابتسامة على شفتيه:"أنت إستفزازية"
ــ آسفة
أخفض رموشه ليخفى نظرة فاتنة أذابت أوصالها و قال:
ــ لا تأسفى...أنا معجب بجرأتك.... لكن ليس هذا المكان و لا الزمان المناسبين
و قبل أن تتاح لها فرصة للرد أكمل:"و أنا آسف على الخطأ الذى حصل ليلة أمس"
كان بإمكانها أن تبتسم لكن الابتسام آلمها و حركة فمها المصطنعة كانت دون معنى.
ــ أوهـ....فهمت أن السائق خلط بينى و بين اللايدى صوفيا...و أرجو ألا تكون قد وصلت و لم تجد من ينتظرها.
ــ تمكنت من تدبير أمرها بنفسها....لم تصل رسالتها التى تبلغنا فيها أنها لن تصل حتى صباح اليوم.
ــ إذن كل شئ على ما يرام.
ابتسم ساخراً:"أرجو ذلك"
فقالت باندفاع و عناد متهور :"يؤسفنى أن يكون وجودى نا قد دفعك للخروج من القصر ليلة أمس....و لم تكن بحاجة للخروج...أو لاستبقائى هنا , بما أن دار الضيافة خارج أسوار القصر مباشرة"
قال ببرودة:"بدا عليك و كأنك ستقعين أرضاً و كان من الأفضل أن تبقى هنا . أما بالنسبة لخروجى....فكان ضرورياً....فإن علم أحد بأننى أمنضيت الليل معك فى القصر لافترض الجميع أنك عشيقتى, صدقينى"
زحف الاحمرار إلى بشرتها بقوة و أرادت ان تسأله: و ماذا عن اللايدى صوفيا الجميلة؟ أين تقيم ؟ ام أن كونها ارستقراطية و مرشحة للزواج يضع حداً و بشكل آلى لأى شائعات؟
لكنها قالت بشئ من الحدة :
ــ إذن الحياة هنا أشبه بالعيش فى وعاء للسمك الذهبى؟
فقال بصوت حريرى:"أجل....كما قلت تماماً"
ــ و كيف تستطيع أن تتحمل؟
هز كتفيه و بقى وجهه متحفظاً:
ــ حين قررت العودة لم أكن أدرك أن اول خطوة لهم ستكون اختطافى من المطار و تتوجى.
ردت بذهول و بسرعة:"أعرف"
ــ كنت أظن فعلاً أننى سأحضر لأرسى السلام ثم أعود إلى عالمى... و مع ذلك فإن قرارى بالعودة كان صعباً جداً إذ كانت حياتى مرضية جداً....
منتديات ليلاس
و تحولت ابتسامته إلى ابتسامة متحفظة ساخرة بامتياز :
ــ ....و العودة إلى أليريا كان آخر ما أريد ... خاصة و أنى لم أتمكن من أن أشرح لك ما أحاول أن أفعله.
ــ لابد اننى كنت مزعجة!
شد على فكه و هو ينظر من فوقها و قال بأدب:"أبداً"
أدارت لانث رأسها قليلاً لترى أنه كان ينظر إلى اللايدى صوفيا الجميلة الفاتنة....و كاد الغضب الجامح يتفجر ليفضح أمرها لكنها كبحته :"لن أشغلك عن واجباتك... شكراً لك على تسهيل أمورنا كلنا شاكرون لك....و نأمل أن تكون النتيجة منصفة لـ أليريا و كنوزها"
لمعت السخرية فى عينيه القاسيتين و هو يجيب:
ــ أوهـ أنا واثق من ذلك...لم يعد عرجك واضحاً, وأعتقد أن أثر الجرح قد زال كذلك!
ــ لا.... بل سيبقى دائماً , لكن بيل يعتقد أنه غير مهم.
بقيت عيناه على وجهها و قال:
ـت بالطبع لا يهم....فأنت ذكية و قادرة على جعل الأفكار المعقدة سهلة الفهم... كما أنك جميلة بما يكفى لتأسرى عدسة أى آلة تصوير... ماذا فعلت خلال السنة الماضية عدا العملية الجراحية لساقك؟
جف حلقها و تجاوبت مع البسمة الخفيفة الحارقة فى صوته فأبعدت نظرها عنه بيأس.... ماذا يفعل بها بحق السماء... أيعبث بها أمام المرأة التى قد تصبح زوجته؟
لكن من الفظاظة أن تستدير على عاقبيها و تتركه, و إذا أهانته قد تقضى على فرصة تصوير الدلافين.
لا, لن تهبط إلى هذا المستوى .... قالت و هى تستجمع هدوءها و تنظر إليه بتحفظ:
ــ لقد تغلبت على خوفى من الماء.
ــ أدرك ذلك لأنك استعدت عملك.
ــ أوه....لا.... هذا عمل مؤقت لقد عدت إلى خليج الجزر.... فبعد رحيلك تلقيت عرضاً لتمويل أبحاثى لثلاث سنوات هذا إذا كنت حريصة.
عقد حاجبيه السوداوين للحظة و قال :
ــ حقاً...ثلاث سنوات..زو ماذا تحاولن أن تكتشفى حول الدلافين هناك؟
ــ أحاول معرفة علاقة الدلافين بغيرها....و كيف تتصرف كمجتمع.
كان ردها متصلباً لكن حين طرح مزيداً من الأسئلة استرخت قليلاً بالرغم من أنها كانت لاتزال تشعر بأنه تغير... ففى الليلة الماضية بدا بارداً و عدائياً تقريباً... أما الآن فقد عاد كما كان منذ سنة أو أكثر... جذاب رجولى يهتم بها و بأفكارها و بعملها و إن لم يكن كلياً.
و مع ذلك لازال تأثير تلك اللحظة من الترقب المثير حين نظر إلى فمها و اشتعلت عيناه يبعث الرعشة فى أعصابها
كان القدوم إلى أليريا غلطة عمرها و كان يجب أن ترفض فرؤية أليكس مجدداً دفعت بمشاعرها نحو الهاوية و هى تشك فى أن تتمكن من تهدئتها و إسكاتها هذه المرة.
كل صدى, كل تغيير بسيط فى صوته العميق يتردد فى داخلها ليزيد من مأساة احاسيسها و وجدت نفسها تتجاوب مع السحر الذى كان يلطف السلطة الجلية فى صوته و أسرت كلماته أذنيها و أثرت فيها قسماته الجميلة بشكل قوى أوقعها فى شراكه بطريقة سحرية بدائية قديمة , قدم وجود المرأة و الرجل.
للحظة كشف عن انجذاب رجولى لكنه كبته بسرعة لجرأته و تهوره و خرق شوقها إليه دفاعاتها كلها إنما أدركت أن هذا لا يكفيها , فهى تحتاج إلى أكثر.
إنها تريد حبه... و تملكها الذعر....يا الله...ماذا أفعل الآن؟
كانت تحدق إلى رابطة عنقه لكنها رفعت نظرها إلى وجهه بالرغم منها .
توقف عن الكلام و للحظة ظنت أنها كشفت عما فى نفسها... لكن حين ارتفع حاجباه تساؤلاً علمت بارتياح أنه لم يكتشف مكنونات فؤادها .
قال :"إذن...أنت تظنين أن النظام الاجتماعى للدلافين هنا سيكون مشابهاً لما تعرفينه عنها"
ابتسمت لانث ابتسامة مشرقة و أجابت:"يبدو لى هذا منطقياً"
و تقدم نحوهما رجل كان يقف بأدب....فأحنى أليكس رأسه نحوه قليلاً و قال:
ــ أخشى أن أكون مضطراً لتركك الآن, أتمنى لك النجاح فى عملك.
قال بهدوء:"شكراً لك"
و راحت تتأمل....بماذا؟ نظرة أخيرة ؟ ابتسامة مميزة؟ شئ ترضى به قلبها المتلهف ويدل على أنها مميزة لديه؟
لكن هذا لم يحدث...بالطبع.
ارتسمت على شفتيها ابتسامة...ابتسامة مريرة و هى تتجه عبر الجموع إلى الزاوية حيث يقف بيل , الذى نظر إليها , و ابتسم قليلاً ابتسامة ذات معنى و بالرغم من أنها كانت تكره يفترض أنها تحاول إغواء أليكس إلا أن قلبها المتألم تهلل قليلاً

منتديات ليلاســ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook



جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 04:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية