لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-13, 05:49 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


أجفلت حين سمعت أسمها ثم رفعت أهدابها ببطء لترى أليكس قرب السرير بوجهه الأسمر و عينيه اللامعتين تحت رموشه السوداء.
سألها :"هل أنت بخير؟"
ضعف صوتها فى حلقها الجاف و هزت رأسها إيجاباً....قال :
ــ أعتقد أن من الأفضل أن أصطحبك إلى منزلك فالناس يستيقظون لتوهم فى الجزء الآخر من العالم ويبدو أنها ستكون ليلة متعبة بالنسبة لى, تكثر فيها الأعمال.
حسناً لاشك أن ثرياً مثله يجب أن يشرف على إمبراطوريته....لقد كانت على حق حين ربطته بنبلاء العصور القديمة....فهو مماثل لهم....فاتح عصرى يشق طريقه الخاص فى عالم الكومبيوتر و الإنترنيت .
قاومت رغبتها فى التثاؤب و سألته:"و هل تبقى صاحياً طوال الليل؟"
ــ ليس دائماً
ابتسم و هى تقف, لكن عينيه بقيتا مقنعتين, بالرغم من السحر الرجولى الذى تفجر منه بقوة . و أكمل :"تتطور الأحداث فى الطرف الآخر من العالم بسرعة, و تحتاج إلى اهتمامى الشخصى . سأراك فى غرفة الجلوس حين تصبحين مستعدة"
بضع ساعات كانت تفصلهما عن وقت المغيب....ارتدت السماء حلة رمادية تبعث الكآبة فى النفس....و لطالما بعث النوم خلال النهار الخمول فى جسم لانث, لكن هذا الإحساس اختلط اليوم مع شعورها بالغباء لمجيئها إلى هنا... و فكرت بتجهم و هى تغسل وجهها و تمشط شعرها و تنتعل صندلها , أنها لو قابلت أليكس كونسدين مجدداً, فمعنى ذلك أنها تتجه بملء إرادتها نحو الخطر و لعل أبرز الدلائل هو الألم الذى اعتصر قلبها حين فكرت فى أنها لن تراه مجدداً!
لن تراه مجدداً...و ستلتزم هذه المرة بقرارها.
و فى غرفة الجلوس قالت له:"إذا كنت مشغولاً سيوصلنى مارك إذا ما عاد"
قال:"لقد عاد....لكن أمى كانت تقول لى دائماً إذا خرجت مع فتاة عليك أن تعيدها إلى منزلها"
ــ أمك صاحبة مبادئ نبيلة و رفيعة.
زم شفتيه و عكست قسمات وجهه خشونة غريبة للحظات ثم قال :"رفيعة جداً"
عادا إلى منزلها بصمت و مرا بالنباتات الخضراء الفتية حيث كانت زيزان الحصاد تغنى قصائدها للصيف بصوت حاد.
قال أليكس و هو يتركها عند باب دارها :"انتبهى لنفسك"
فاستدارت لانث تنظر إليه و أجابت:"و أنت أيضاً"
وجعلت كلماتها تبدو و كأنها وداع .
و فهم مغزاها...فأشعل الرفض ناراً فى عينيه و بدت القسوة على وجهه لثوان.وقفت دون حراك و كانت صيحات الأولاد تتلاشى , مع الترقب الحار و هما ينظران إلى بعضهما.
ألتوى فمه....و بحركة سريعة أمسك بها و مال ليعانقها....بدا عناقه حاراً و كأنه يدمغها. وتجاوبت معه, بشوق....و استسلمت لمشاعرها تقبل بما يعطيه و تأخذ ما يمكنها أخذه من هذا الموقف الخطير.
أخيراً رفع رأسه...بدت عيناه مضطربتين و فمه مشدوداً فارتجفت لانث .
قال بصوت أجش :"يجب أن أعتذر, لكننى لن أفعل. هذا ما أردت أن أفعله منذ رأيتك للمرة الأولى...فوجهك كوجه حورية, و أنا أريدك...لكن هذا لن يحدث"
و بالرغم من انه لم يكن يطرح سؤالاً إلا أنها هزت رأسها و قالت بهدوء:"لا...."
بالطبع لن يحدث هذا.ليس لديها ما تقدمه لرجل كــ أليكس كونسيدين . كانت مجرد شخصية تلفزيونية لوقت قصير, وهى عالمة أحياء تحمل ندبة بشعة و تعانى من عرج دائم, ولا يمكن مقارنتها بالنساء المتألقات الفاتنات اللواتى اعتاد أن يعاشرهن.
قال بخشونة:"أنت تميلين إلىّ أيضاً"
قالت:"الميل لا يصف ما أشعر به بطريقة ما"
و امتلأ صوتها بالمرارة و السخرية وهى تكمل:
ــ توق شديد ؟ هاجس؟ مهما كان شعورى فهو لا يعجبنى و لن أفعل شيئاً حياله. لأنه يرعبنى.أعرف أن لا مستقبل لنا معاً...لكن إذا أردت إرضاء غرورك أقول لك , نعم أنا أميل إليك.
ضحك دون مرح...و أذهلها حين أمسك بيدها و بحركة لبقة بقدر ما هى قديمة قبل يدها .
انتزعت يدها مدهوشة و ضغطتها على صدرها . وراقب أليكس تسارع تنفسها الجلى تحت قماش قميصها الرقيق, قبل أن يرفع نظره ليأسرها بابتسامة سوداوية لا مرح فيها.
ــ هل تؤمنين بتقمص الأرواح يا لانث؟
قالت دون تفكير :"لا"
منتديات ليلاس

ــ و لا أنا...مع ذلك حين رأيتك للمرة الأولى تساءلت عما إذا كنا قد تصادفنا من قبل....لأن وجهك الجميل و صوتك المبحوح الساحر و شعرك الرائع كل ذلك مألوف لدى كملامحى تماماً.
فقالت بحدة:"لابد أنك شاهدت أحد أفلامى الوثائقية"
لكنها لاحظت كيف تشنجت أساريره بشئ من الألم و لأول مرة عجز عن السيطرة على نفسه فتعاطفت كل خلية من جسمها معه.
قطب حاجبيه السوداوين و قال بصوت مشدود خشن :
ــ لا....هناك قرارات يجب أن أتخذها....قرارات لا تحتمل الانتظار و أنت ليست امرأة لعلاقة عابرة.
صدمة الإحباط بقوة عكست قسماته غضباً عارماً إلى أن كبح جماح مشاعره و أنهى كلامه:
ــ آمل أن نلتقى مرة أخرى فى حياة أخرى لننهى ما بأدناه هنا فى هذا الزمان غير ملائم.
بقيت مسمرة . دون دفاع , أسيرة الشوق الواضح فى عينيه الملتهبتين و أضاف بلهجة رسمية غريبة :"أتمنى لك السعادة"
ثم استدار مبتعداً
أجبرت لانث نفسها على أن تفتح الباب و تدخل و تقفله خلفها...وقفت و استندت بظهرها على الباب إلى أن سمعت سيارته تهدر مبتعدة.
لماذا لم يحاول إقناعها بعلاقة عابرة؟
ما ان تكونت هذه الفكرة فى ذهنها حتى نبذتها....فلو كان من هذا النوع لما وقعت فى شرك هذه الجاذبية الجامحة و قد شدتها إليه الاستقامة التى أحست بها فى داخله.
قالت بصوت مرتفع و كلماتها تسخر من ثقتها بنفسها :
ــ ومن تخدعين؟ لقد جذبتك استقامته فعلاً . لكن لا نسى وجهه و جسمه و القوة و السحر فى شخصيته.
ما هى القرارات التى سيضطر لاتخاذها؟أ يحاول أن يبعدها عنه بلطف, لأنها ليست المرأة المناسبة لرجل مثله و هو يدرك هذا بالرغم من ميله إليها؟
و سألت نفسها بغضب:
ــ أوه...لماذا لا تعودين إلى الإشفاق على نفسك؟
حاربت لسنوات قلة ثقتها بنفسها و غالباً ما كانت تكسب المعركة...كانت تعرف سبب عدم ثقتها بنفسها...فمنذ اكتشفت أن والدها الوسيم الباسم تركها هى و أمها اقتنعت بأنها لم تكن أبنة جيدة له,و لن تستوقف أى رجل آخر.
لكن المنطق و النضوج جعلاها تدرك خطأها و لم يعد ذلك الإحساس بالنقص يراودها إلا نادراً . و كانت تتساءل أحياناً عما إذا كانت قد وافقت على تصوير المسلسل الوثائقى لتثبت قدرتها لأبيها .

منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:52 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


أمضت وقتاً طويلاً فى الحمام لتحاول أن تزيل الغبار عنها. ثم خرجت تسير على الشاطئ و راحت تهز رأسها تحية للمارة و تتحدث إلى الأولاد.
و أجبرت نفسها مجدداً على دخول الماء.داهمها الذعر لكنها استطاعت التعامل معه هذه المرة. كانت صورة الأنياب لاتزال تحاصر مشاعرها لكن الندم الحلو المر الذى تملكها تغلب على الرعب كله.
أخيراً عادت إلى المنزل و حضرت القهوة ثم توجهت إلى الشرفة الخلفية لتشربها و الشمس تغيب.
و بالرغم من أنها أجبرت نفسها على قراءة كتاب كانت تتشوق إلى قراءته منذ أشهر, و شاهدت التلفزيون إلى أن تعبت عيناها إلا أن أحاسيسها المتألمة قضت مضجعها و حرمتها من النوم, فاستلقت فى السرير و خططت لمستقبلها , فى عالم ليس فيه أليكس كونسيدين .
لقد نجحت من قبل, و تستطيع أن تفعل ذلك مجدداً. كل ما تحتاجه هو قوة الإرداة و السيطرة على النفس, و المثابرة و هى تملك كل هذه المزايا.... و ستصل....يجب أن تصل.
انبلج الفجر على سماء ملبدة بغيوم مرتفعة,مما يدل على أن الطقس سيتبدل و لكى تبعد عن ذهنها ذاك الرجل الذى توقع أن يقضى ليلته فى العمل فى الطرف الآخر من العالم, فتحت لانث الراديو وهى تحضر فطورها لتصغى إلى النشرة الجوية.
حين انتهت النشرة أطفأت الراديو مقطبة....كانت النشرة حذرة لكن إذا ما تابع إعصار (دارا) مساره الحالى و نشط قليلاً فسيضل إلى نورتلاند فى اليوم التالى و قد يسبب بعض المتاعب.
خرجت لانث تتفحص السماء مجدداً و قطعة التوست فى يدها. كان سطح البحيرة يتماوج بفعل الريح و المياه تعكس لون السماء.
لا داعى للقلق.فقد تحمل (الباتش) الأعاصير لأكثر من خمسين سنة.ستكون آمنة هنا أكثر من أى مكان آخر...و فضلاً عن هذا, ليس لديها مكان آخر تقصده . فقد تخلت عن شقتها فى خليج الجزر و وضعت مفروشاتها فى مستودع حين انضمت إلى فريق(سى روفر) و منذ حادثها المشئوم أمضت معظم وقتها فى المستشفى لتنتقل رغماً عنها إلى منزل والدها بين عملية جرحية و أخرى .
لم تسعد بذلك قط....إذ لم يكن هو و زوجته لطيفين معها كما لم يرحبا بها و شكلت حملاً ثقيلاً عليهما و حين عرضا والدا تريسيا عليها هذا الباتش لتقضى فترة النقاهة فيه قبلت العرض بسرور.
هل علم أليكس أن العاصفة متوجهة إلى هنا؟ ربما عليها أن تتصل به و تبلغه.لكنها لم تعرف رقم هاتفه يمكنها بالطبع أن تسأل , لكنها لن تفعل... فما تفعله هو محاولة اتلبحث عن عذر جيد لتتصل به مجدداً
لكنه قال لها إنه يستمع دائماً للنشرة الجوية .
على أى حال لديها أعمال تقوم بها فعليها أن تتفحص المر آب أولاً. لقد جمع فيه والد تريسيا أشياء مختلفة....و عثرت لانث فيه على موقدة قديمة الطراز كما وجدت بعض الوقود.
حملتها إلى المطبخ و نظفتها ثم أشعلتها لتتأكد من قدرتها على إشعالها و راحت تنظر برضى إلى اللهب المتصاعد...وهكذا إذا ما انقطع التيار الكهربائى ستتمكن من الطهى ومن صنع الشاى.
أطفاة الموقدة ثم خرجت من المنزل و توجهت بسيارتها إلى المتجر لتشترى من الطعام ما يكفيها ليومين فسألتها المرأة من وراء الصندوق بابتسامة سريعة:"ألن ترحلى؟"
ــ لا....أعتقد أن الأحوال الجوية ستدفع معظم الناس للعودة إلى ديارهم.
عادت إلى (الباتش) و أفرغت مشترياتها. بعدها قررت غسل ثيابها و بعد أن علقت الشراشف و المناشف و الثياب فى الخارج نظفت المنزل و رتبت السرير و مسحت الغبار عن الأثاث.
حان وقت الغداء, وكان الطقس يزداد سوءاً إذ هبت ريح شرقية ساخنة تحمل معها الرطوبة,و حولت سطح البحيرة إلى أمواج متكسرة.
وبينما كانت لانث تحضر طعامها استمعت إلى النشرة الجوية و قطبت حين سمعة ان سرعة الإعصار تتزايد و إنه إذا ما بقى على مساره فسيضرب نورتلاند حتماً فى وقت ما من الصباح التالى.
وقفت هناك للحظات تتأمل السماء و غيومها التى ارتدت حلة العاصفة القادمة. ثم عادت إلى الشرفة لتراقب السابحين القلائل و تصغى إلى الراديو الموضوع لاإلى جانبها باهتمام متزايد.
بدت النشرات الجوية حذرة فأخذت تنذر الجميع بالابتعاد عن طريق الإعصار أو بأتخاذ الحيطة و تفيد الناس بالإرشادات و راقبت لانث قوافل المقطورات و السيارات و هى تنسحب من المخيم.
حاولت لانث أن تنظر إلى الجانب المشرق للأمر و هى تجمع الغسيل عن الحبال. و فكرت فى أنها لن تقلق على الزجاج فى الباتش فنوافذه الصغيرة ستتحمل ريح الإعصار و ستقيه شجرة السرو من الريح.
كانت تطوى ملابسها حين وصل جارها و هو رجل ضخم ذو شعر أصهب يناقض بشكل واضح مع لون بشرته . كان يحمل رقم هاتف فى أوكلاندا و رجاء:
ــ إذا حصل أى شئ أيمكنك أن تتصلى بنا؟
ــ طبعاً سأفعل....هل ستغادرون الآن؟
ــ أجل. فزوجتى تريد أن تكون فى المنزل حين يضربنا الإعصار . أعتقد إنها لا تشعر بالأمان فى الباتش.
و استدار ليذهب ثم توقف و عاد إليها :
ــ أسمعى....انتبهى لشجرة السرو فمنذ سنتين انكسر غصن كبير منها فى عاصفة شتوية.
لاحقت لانث نظراته . كانت شجرة ضخمة جداً و أغصانها المتفرعة تغطى معظم المرج الأمامى.
تابع:"إذا اشتدت الريح بما يكفى لتقطع غصناً منها فلابد أن تحمله و ترميه فوق الباتش . لهذا إذا أصبحت الريح قوية لا تترددى...أذهبى إلى منزلنا هاك"
فتش فى جيبه و أعطاها مفتاحاً يتدلى منه خيط صيد أخضر .
ــ هذا مفتاح الباب الخلفى.
ــ لا أستطيع ان أخذ مفتاحك.
ــ معنا مفتاح آخر....خذى هذا الآن....فقد تحتاجين إليه....سأشعر بارتياح أكبر لو أخذته.
و بما أنه بدا منفعلاً و متلهفاً قبلت المفتاح . وهز رأسه مقطباً و كرر تحذيره لها, ثم غادر و استدار ليلوح لها من على الطريق حيث ركن سيارته التى تجر مركباً فى أعقابها.
بعد رحيله دارت لانث حول الشجرة لتتفقد الغصن المكسور كان فى الجانب الآخر من الباتش و لم تلاحظ أى أثر للتآكل فى جذعها , لكن معدتها تقلصت قليلاً و هى تسير على الشرفة.
فى وقت متأخر من بعد الظهر هطل المطر بشكل متفرق فى البداية ثم انصب زخات قوية تدفعه الريح العاتية و ما هى إلا عشرون دقيقة حتى سمعت قرعاً على الباب.
فتحت لتجد مارك أمامها...سرت خيبة الأمل فى نفسها كصدمة كهربائية و قالت:"مرحباً"
ــ مرحباً...لقد أرسلنى السيد كونسيدين لأتأكد من أنك على ما يرام.
و أخذ ينظر حوله و يتأمل ما استطاع رؤيته من الباتش.
ــ أنا بخير....شكراً لك.
إذن لم يغادر أليكس...و تراجعت إلى الوراء لتشير إلى الداخل :
ــ كل شئ على ما يرام.

نظر مارك حوله:"يبدو لى هذا المكان غير قادر على تحمل عاصفة فما بالك بإعصار"
ــ لكننا محميون بالتلال....قل للسيد كونسيدين ألا يقلق...سيكون بأمان تام.
كانت ملاحظة خبيثة لكن بدا أن مارك لم يفهمها.....فقد قال:
ــ أنه ليس قلقاً على نفسه....فمنزله مصمم ليبقى حتى فناء العالم.
كررت لانث ما كانت تردده لنفسها طوال ذلك اليوم:
ــ إن عمر هذا الباتش أكثر من خمسين سنة...و يلزمه أكثر من إعصار لينتزعه من مكانه.
استدار لينظر إلى شجرة السرو الضخمة المتشعبة الأغصان التى بدأت تهتز ثم سألها :"وكم عمر هذه؟"
هزت كتفيها:"ليس لدى أدنى فكرة. لكن مضى على وجودها زمن طويل و نجت من اعاصير أخرى....أنقل شكرى إلى السيد كونسيدين على اهتمامه.... وقل له ألا يقلق....فسأكون بخير.
رفع مارك كتفيه قليلاً و قال :"حسناً جداً"
و عاد إلى الرانج روفر.
أقفلت لانث الباب....لقد قام أليكس بواجبه كأى رجل محترم....و بالطريقة الوحيدة المعقولة.
و راحت تقنع نفسها بهذا مع ازدياد عويل الريح حول المنزل و تقلب مياه البحيرة و تموجها تحت دفق المطر الغزير لا تريد أن تراه ثانية, بل أنها لا تحتمل رؤيته....لقد تودعا و يجب أن تنتهى الأمور عند هذا الحد....لكن عدم مجيئه بنفسه آلمها.
تزامن قرع حاد على الباب مع وميض قوى و احتراق المصباح الكهربائى
تمتمت :"اللعنة!"
كان لديها مصباح يعمل على الغاز و شموع و ثقاب....لكن انقطاع الكهرباء فى هذه المرحلة المبكرة نذير سوء.
فتحت الباب و كان اليكس يقف هناك و المطر يبلل شعره الأسود و عيناه الشاحبتان ضيقتان خطيرتان.
قال دون مقدمات قبل أن يتح لها فرصة الكلام:
ــ من الأفضل أن تحزمى بعض الثياب لأننى أوافق مارك الرأى. فتلك الشجرة كبيرة جداً و قريبة من المنزل بشكل خطير و يكفى أن ينكسر غصن واحد ليسحقك . لهذا أحضرى معك ما قد يلزمك خلا يومين.....فستبقين معى.
قالت بحزم:"لا أستطيع"
ــ و لماذا؟
ــ لقد وعدت جارى أن أراقب منزله و إذا أقلقتنى الشجرة يمكننى الذهاب إلى هناك....فلدى المفتاح
قطب حاجبيه و قال ساخراً:" لا تكونى حمقاء....حين تبدأ الأغصان بالسقوط لن تتمكنى من الخروج"
قالت بعناد :"قلت للسيد روبرتسون...."
قاطعها بقسوة :"سأعيدك حين تنتهى العاصفة."
أخذت نفستاً عميقاً و جمعت كامل قواها لتقول:"أليكس....."
فقال بحدة مدروسة :"أتمنى ألا تشعرى بأنى قد أطالبك بشئ"
أقشعر بدنها من وقع كلماته بل من اللهجة التى اعتمدها....بدا كأنه مشمئز. وحين رفعت ناظريها إلى عينيه كادت تصرخ ألماً للاشمئزاز الذى لاحظته فى أعماقهما الباردة.
لقد قرأ أفكارها الخفية السرية و لا داعى لأن يقول لها رأيه.
ردت بصوت صارخ:"لا ! بالطبع لا أشعر هكذا."
وهبت ريح مفاجئة هزت نوافذ الباتش و تعالى صوت تحطم , دفعهما إلى الأستدارة بعنف ليريا غصناً من شجرة السرو ينكسر و يقع قرب الباتش..... شهقت لانث مصدومة حين حط الغصن على العشب على بعد خطوات من المنزل.
عندها قال أليكس بخشونة:
ــ حسناً...انتهى الجدل.....أحضرى بعض الملابس أو سأحضرها لك .... ستأتين معى .

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 05:55 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

5 – الإعــــصــــار

راقبت لانث بفم جاف أغصان الشجرة المتموجة فى السماء الملبدة التى عادت و استقرت بعد مرور هبة الريح.
قال أليكس:"ما هذة إلا المقدمة....سوف تتحول الريح إلى عاصفة بكل ما للكلمة من معنى....يجب أن نغادر المكان قبل ذلك...هيا يا لانث تحركى !"
استسلمت فى مواجهة إرادته الصلبة التى لا تلين , فدخلت إلى غرفة نومها و وضعت ما تحتاجه فى كيس.
حين عادت إلى غرفة الجلوس كان يقفل باب البراد بعض أن وضع مشترياتها فى أكياس بلاستيكية ثم سألها :"هل أنت جاهزة؟"
و منحها ابتسامة مشرقة خفق لها قلبها . فردت ببساطة :"أجل.....هل أحمل معى الموقدة؟ لدى مصباح غاز أيضاً"
ــ لا.....فلدى المعدات اللازمة.
كان الوقت لا يزال مبكراً . فقالت لانث و هو يدير المحرك :"إن وقوعه فى الخندق لم يتسبب بأضرار بالغة.
ــ لقد احتاج إلى واق جديد للإطارات , هذا كل ما فى الأمر .
نظرت إلى وجه اليكس النحيل . حاولت أن تخفف الاحتقان فى صدرها, و فكرت فى أنه الوحيد الذى لا يكشف عن مكنونات صاحبه و أفكاره.....و كأن وجه الحسن قناع يخفى وراءه ما فى داخله بذكاء تام... هل هو غاضب لأن إحساسه بالمسؤولية جعله يأتى ليأخذها ؟
و فى منتصف الطريق كسرت لانث الصمت قائلة :"لعل هبة الريح تلك هى كل شئ...."
ــ إعصار بهبة ريح؟ لا يبدو هذا ممكناً.
رمقته بنظرة جانبية من جديد, ولاحظت خطوط وجهه و هو يضحك....و لم تضف هذه الخطوط الهدوء على القسمات التى تميزه بوسامة رجولية . أو على فكه و ذقنه. لكنها جعلت عظامها تذوب.
ما أن وصلا إلى المنزل حتى صدمت لانث بالسكون و الصمت , ونظرت حولها قبل أن تسأل:"أين مارك؟"
ــ أرسلته إلى منزله.
ارتفع حاجبا لانث استغراباً فقال بهدوء:"تعيش شقيقته وحدها قرب الشاطئ وكان قلقاً عليها"
قالت:"من الصعب علىّ أن أتصور مارك مع عائلة"
فهز أليكس كتفيه و أجاب:"لكل إنسان عائلة....حتى و إن خسرها"
كان لكلامه رنة غريبة...قاسية, وأكثر من ساخرة....مما جعلها ترفع ناظريها إلى وجهه....لكن صفاء عينيه لم يعكس سوى الزرقة الباردة. كيف يمكن لعينين بمثل هذه الشفافية أن تكونا غامضتين هكذا؟
قالت :"أنا خسرت عائلتى"
ــ و ماذا حدث؟
ضرب المطر النافذة و قد دفعته ريح عاتية ثم أظلمت الغرفة فارتجفت لانث و هى تقول:
ــ تركنا أبى و أنا فى السابعة من عمرى. و تزوج مرة أخرى , فأسس عائلة أخرى, بعد ذلك لم يعد يهتم بى أبداً.
ــ وهل تخلى عنك؟
لهجة الإدانة المخيفة فى صوته أوجبت رداً سريعاً منها:"لقد حرص على أن تحصل أمى على ما يكفيها من مال....كما دفع مصاريف التحاقى بمدرسة جيدة, ومن ثمة الجامعة. وحصلت على كل ما أريد"
فقال بهدوء :"كل شئ....ما عدا الأب"
هزت كتفيها و ردت :"هذا شائع جداً"
ــ و أمــــكــــ ؟
تقدمت لانث نحو النافذة لتنظر إلى الخارج...لقد سلبت الغيوم ألوان البحيرة....لكنها استطاعت أن تميز الحافة التى تفصل البحيرة عن البحر العميق....و قالت:
ــ حين التحقت بالجامعة.....انتحرت....و قالت فى رسالتها الوداعية إنه لم يبق لديها ما تعيش من أجله بعد أن تركتها و كنا قد أمضينا سنة كاملة نتشاجدر بسبب رغبتى فى ترك المنزل.
لم تعِ كيف تمالكت نفسها إلى أن احتوتها ذراعاه...أحست بقوتهما و حرارتهما, و بعطره الفاتن فبدأ إحساس غريب يضرب على شرايينها ليخدر أعصابها.
قالت و هى تتماسك لتواجه دفئه المغرى:
ــ أردت أن أبتعد....لكنها تمسكت بى...كانت خائفة من أن تخسرنى...و أنا كنت طائشة دون تفكير...و لم أدرك مدى حاجتها لى... وكم كانت تحبنى.
ــ إنه حب من نوع غريب ذاك الذى ينكر عليك حريتك .
و أحست بالارتياح بين ذراعيه.
قالت:" كان علىّ أن أفهم...و حين أنظر إلى الماضى أرى أنها اضطرت لحشد طاقتها العاطفية كلها لتبقى متماسكة . لقد قال أبى مرة أنه لا يستطيع العيش معها لأنها دائمة التوتر, وغيورة . كان يبالغ لكنها لطالما كانت متعبة و مشدودة الأعصاب"
منتديات ليلاس
ــ و بالطبع تساءلت عما كان سيحدث أن بقيت معها.
اخترق صوته كيانها فهزت رأسها على صدره و ابتلعت الكلمات التى كادت تخرج من حنجرتها....
و قال بصوت صريح :
ــ لقد عمدت إلى الابتزاز العاطفى.....و حين لم ينجح ذلك سعت لتتحمل النتائج فإن كانت ضعيفة إلى حد دفعها قرارك بالذهاب إلى الجامعة للانتحار, فلابد أنك أمضيت حياتك كلها تنفذين ما تريده هى وتجعلين وجودك ثانوياً أما وجودها كى لا تتحطم.
أشاحت لانث بوجهها و قالت باكتئاب:"كان بإمكانى أن أساعدها "
ــ كم كان عمرك؟
ــ سبعة عشر عاماً.
ــ كنت صغيرة جداً على تحمل تلك المسؤولية كما أنها كانت قادرة على مساعدة نفسها إذا ما أردت ذلك.
اعترتها برودة بسبب منطقه القاسى فتراجعت عنه و بقيت شرايين جسمها تنبض بعنف لكنها سيطرت على صوتها.
و دون أن تنظر إليه قالت :
ــ لن أعرف هذا أبداً. لكنى لا ألوم نفسى.
زمت فمها و هى تضيف :"لقد دفع أبى أتعاب العلاج النفسى. وقال ما قلته أنت بالضبط لكن لم يكن من العدل أن أختار ما بين حياتي و حياتها"
قال و قد عادت تلك اللكنة الغريبة إلى صوته:
ــ أفهم هذا...لكن هى التى اختارت و لم يكن الخيار خيارك.
قالت لانث بهدوء :"لست أدرى....فقط....لست أدرى"
حدقت فى المطر و غيرت الموضوع :"إذا اقتصرت العاصفة على المطر فسنكون محظوظين"
ــ لنامل أن تبقى الريح فوق البحر.
تأملت الرمال التى بدت بيضاء مخيفة و سألته :
ــ كم مرة تأتى إلى هنا فى العام؟
ــ مرة فى السنة على الأقل....و أكثر إذا ما تمكنت....لكننى لا أستطيع ذلك معظم الأحيان.

منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-03-13, 06:00 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي


وقفا بصمت يراقبان المطر المنهمر ينصب فوق سطح البحيرة فى دورة لا متناهية من التجدد و التغيير .
قضى التوتر على رباطة جأش لانث و أحست بخطر يهددها , خطر اختلط مع ترقب غريب.
أحست بهذا الشعور حين غطست عبر الجدار الأزرق للمرة الأولى.
لم تشعر بمثل هذا الترقب الجامح الحارق من قبل....حتى مع الرجل الذى خططفه الموت. لقد أحبت كريغ كثيراً و حزنت عليه لسنوات إلا أنها لم تعد تذكره بأكثر من الحنين . كان يضحك كثيراً و حزنت و يسخر من مخاوفها و قلقها لتتخلص منها و يشع دفء لم تستطيع أن تقاومه يوماً.
اكن أليكس أقترب من ناحية أخرى. كان يسيطر على حيويته بإرادة من حديد لتصبح قوة صلبة تخيفها. حين أعتقد أنهما لن يلتقيا من جديد عانقها بشوق و إلحاح بشوق و إلحاح شرس اخترق دفاعاتها لكن هذا العناق الأخير لم يكن شخصياً كان يحاول ان يواسيها.
سألها أليكس:"أترغبين فى شئ تشربينه؟ يبدو لىّ أن ليلاً طويلاً فى انتظارنا"
قالت باستسلام :"نعم....شكراً لك"
تحرك بسرعة وثقة وحضر قهوة متازة أدهشتها براعته فى المطبخ فقد كان كريغ أبناً وحيداً و مدللاً منذ صغره.
فكرت بنفاد صبر : كم يتغير الزمان....ولقد تغيرت هى كذلك, لقد أصبحت فى السادسة و العشرين من عمرها و لم تعد فى الواحدة و العشرين و لا يمكنها أن تعود إلى الوراء.
فتح أليكس باب خزانة المطبخ و أخرج علبة بسكويت ثم فتح الغطاء و مد يده بالعلبة.
أخذت واحدة منها و هى تقول :"يبدو و كأنه منزلى الصنع....إنه ألذ بسكويت تذوقته.
ــ لقد صنعه مارك.
و ضحك لذهولها
هل يقوم مارك بالطهو,أم أن أليكس قادر على تحضير وجبة طعام؟
و كبحت لانث السؤال. فهى تريد معرفة كل شئ عنه, لكنه لن يطلعها عن شئ.
لماذا بحق السماء روت له قصة عائلتها؟ و تملكها الإحراج و الخجل.
و فى غرفة الجلوس قالت بصوت هادئ:
ــ تبدو غرفة مشمسة و صيفية بالرغم من سوء الطقس. لابد أنك استخدمت مهندس ديكور بارع.
ــ بارع جداً.
شربت بعض القهوة و رفضت قطعة بسكويت أخرى. و استندت إلى ظهر مقعدها متجاهلة الصمت الذى طال.
قال أليكس بصوت عادى محايد:"قُتل والدى و أنا فى العاشرة من عمرى"
أحست لانث بالصدمة...فرفت بعينيها قائلة :"لابد أن هذا كان رهيباً"
ــ كان مثلى الأعلى و مثل أمى أيضاً. كنا فقراء لكن بوجوده كانت الحياة وليمة فاخرة.
لكنه لا يتصرف كأنه تربى فقيراً. فمثل هذه الثقة و الإرادة التى لا تلين تقف عادة على من ولدوا فى أحضان الثروة و السلطة.
قالت بصوت مرتفع:"هذا ميراث جيد"
ازدادت قسوة وجهه و هو يضيف:
ــ أجل....موت والدى دمر أمى...و بالرغم من أنها لم تكن تملك شيئاً إلا أنها تمكنت من بناء حياة جديدة لنا .
ــ ألا زالت حية؟
رفع رموشه الثقيلة للحظة ثم أسدلها و أجاب :"إنها حية تُرزق"
من السخف اعتبار تحفظه الطبيعى رفضاً فهو يحمى خصوصياته وحسب...و لا شك أنه عرف التزلف و التملق اللذين يحيطان بأصحاب المال و السلطة. على أى حال لا يمكنه أن يعرف ما إذا كانت ستتوجه مباشرة إلى إحدى الصحف لتكشف التفاصيل التى أسر بها إليها و خبر لقاءاتهما القليلة فيقرأها كل متلهف .
مع ذلك تألمت, يجب أن يدرك أنها مختلفة و عرفت أن الفكرة غير منطقية حتى و هى تتكون فى رأسها
و بعد نظرة سريعة إلى ساعته قال :"هل تمانعين إن شغلت جهار التلفزيون؟"
ــ لا....بالطبع لا أمانع
كان الجهاز موضوعاً خلف أبواب خزانة عصرية و أداره أليكس على محطة إخبارية و تراجع ليجلس . وفى صمت شاهدا تقاريراً عن الإعصار كلها تنذر بالسوء.
أطفأ أليكس الجهاز و قال :"يبدو الأمر مؤكداً حتى و أن تراجع فى آخر لحظة سننال نصيباً من الريح و المطر"
وجدت نفسها تبتسم و هى تجيب:
ــ يبدو ذلك . لقد كنت متسلطاً جداً....لكننى سعيدة لوجودى هنا. ما كنت لأحب البقاء وحيدة.
ــ يدهشنى أن والدك لم يصر على عودتك إلى أوكلاند.
جلست لانث مستقيمة قليلاً و قالت:
ــ لم يعد لوالدى أى سلطة على من زمن طويل....هل لك أن ترينى أين سأنام....أرجوك؟ سأعلق ثيابى و ربما أستطيع مساعدتك فى تحضير العشاء بعد ذلك؟
قال و هو يقف على قدميه بحركة رشيقة :"سأكون ممتناً لأى عون أحصل عليه. أنا طباخ مقبول لكن قدراتى محدودة فى هذا المجال "
سألت و هى تتوجه إلى الغرفة التى نامت فيها من قبل:
ــ لماذا لم ينقطع التيار الكهربائى كما فى البحيرات الأخرى؟
ــ أن مصدر التيار هنا هو من الشمال... و الآن , هل لديك كل ما تريدين؟
ــ أجل ....شكراً لك.
حين عادت إلى الغرفة ثانية جلسا ليشاهدان الأخبار بصمت زهرة منسية وعرض التلفزيون صوراً للإعصار ودعا أهل نورتلاند إلى توخى الحذر و إلى تدعيم الأبواب و النوافذ و البقاء داخل المنازل.
و تبع التقرير برنامج عن الأسرة المالكة فالتقطت لانث مجلة و بدأت تتصفحها بتكاسل.
سألها أليكس :"هل يضجرك التلفزيون؟ هل أطفئه؟"
ــ أوه .... لا...ليس إذا كنت تريد مشاهدته.
ــ أرغب فى رؤية الأخبار العالمية.
ــ أجل....بالطبع.
قال بصوت متحفظ:"أنت لست من أنصار الملكية ....أليس كذلك؟"
ــ بل أشعر بالأسى عليهم....أى نوع من الحياة لديهم؟
رفع حاجبيه و أضاف :"أنهم يعيشون حياة النجوم و الممثلين....و قد اخترت العمل فى التلفزيون و أنت تدركين كما أفترض أنك ستكونين هدفاً للإعلام؟"
ــ لم يخطر هذا ببالى, حين اخترت أن أقوم بهذا العمل . كما يمكن المحافظة على الحياة الخاصة إذا ما رغب المرء بذلك...بينما تولد الأسر المالكة تحت الأضواء و بقدر ما تكره ذلك لا خيار لديها.
هز كتفيه و قال :"أن يولد المرء فى الأسرة المالكة يسهل عليه الأمور"
هزت كتفيها بدورها و صرحت :
ــ أنا معجبة بالجيل الجديد فى الأسرة المالكة , لما يقوم به من عمل....لكن الأمر أشبه بالعبودية بالنسبة لى.
قال و عيناه باردتان ضبابيتان :"إنها كلمات قوية"
ردت باعتدال :"لأقد دفع والدى تكاليف تعليمى فى مدرسة خاصة و كانت إحدى التلميذات من العائلة بارزة فى بلد آسيوى و فى آخر سنة لها وقعت فى حب صديق أخيها الذى كان فى الجامعة و خططا للهرب معاً . كانت تعرف أنه لن يُسمح لها بالزواج من الرجل الذى أحبته لأنه لم يكن مناسباً"
و لم يقل شيئاً حين صمتت فتابعت :
ــ أكتشف أخوها أمرها و أعلم والده فأعادها إلى ديارها قبل أن تتمكن من الهرب و خلال ستة أسابيع زوجها من رجل آخر أكبر منها سناً لكنه مناسب جداً بحس مقاييسه....التقيت بها بعد حوالى ثلاث سنوات فوجدتها تعانى من أزمة نفسية ...أوه....كانت حية تُرزق لكنى لم أرّ مثل هذا البؤس المروع فى عينى إنسان.
ــ و أنت تلومين والديها على هذا؟
أحست بالحرج لغضبها فقالت :
ــ لا يتعلق الأمر بأبويها فقط....بل بالأسرة كلها و أنا لا ألومهم بل ألوم النظام الذى يجعل الزواج أكثر أهمية من سعادة الإنسان.
ــ أنت تتحدثين عن الصراع ما بين الثقافة العائلية المتأصلة و الثقافة الفردية و لكليهما حسناته و سيئاته.
قالت:"منذ مئة سنة كان من الممكن أن تتغاضى المرأة عن احتياجاتها و تتزوج رجلاً يتطابق مع المواصفات التى تفرضها عائلتها لكن هذا مستحيل فى أيامنا هذه"
قال:"فى المواقف كلها هناك الخاسر و الرابح و بطريقة ما كانت صديقتك مثل أمك...كان بإمكانها أن تختار حياتها"
ــ ربما هذا صحيح....لكن من الصعب أن تختار حين تدرك بالضبط....أنك لا شئ...مجرد دمية يستخدمها والداك من أجل مصلحتهما.
و ضربت المنزل رياح عاتية لتهدأ على الفور تقريباً...لكن المطر ازداد حدة.
لمس أليكس جهاز التحكم و ارتفع صوت المذيع :"هناك على الأقل ثلاث وفيات و يعتقد أن من سحب إلى داخل الثكنات العسكرية حُرم من الرعاية الطبية. وبما أن أكثر الجنود لا يرغبون فى إطلاق النار على مواطنيهم لم يرتفع عدد الوفيات أكثر.....على أى حال يستبعد أن تستسلم الأسرة الحاكمة للرأى العام و تتخلى عن الحكم بهدوء...و بما أن لا أثر للأمير المفقود من المتوقع أن يراق المزيد من الدماء"
أطفأ أليكس جهاز التلفزيون ليغمر الغرفة صوت المطر المنهمر دون انقطاع.
قالت لأنث:
ــ أشعربالأسى حيال(الاليريين) لقد مرت بهم أوقات صعبة جداً.....لماذا يتمسك معظم الناس بالسلطة؟
رد أليكس بصوت كئيب :"العلم عند الله وحده"
قالت بغضب :"لا يبدو أن هناك الكثير للتمسك به بحق السماء! بلد صغير فى الادرياتيكى, بقاية صغيرة من الإمبراطورية البيزنطية....لما لا تهرب تلك العصبة الحاكمة بالأموال التى سرقتها من الفلاحين و تعطيهم ما يريدون؟"
قسّت السخرية الباردة صوته:"وهل تعرفين ماذا يريدون؟"
ــ الحرية كما أعتقد.
و جاءت ابتسامته خالية من المرح:"بل أكثر من هذا بكثير , يريدون عودة أميرهم"
ــ أميرهم؟ أوه...تعنى الأمير المفقود؟ أنها مجرد أسطورة.
استند إلى ظهر مقعده الكبير و نظر أمامه مباشرة بعينين نصف مغمضتين...فانعكس جانب وجهه بوضوح صارخ على الجدار الشاحب اللون:"يبدو أنهم لا يعتقدون ذلك"
ــ أوليس ميتاً؟
منتديات ليلاس
ــ بالتأكيد تقريباً....لكن حين يحكم أمير بلداً ما لألف سنة أعتقد أن من الصعب التخلى عن هذه العادة .
و كان صوته رتيباً دون مشاعر
كافحت لانث لكبت فضولها و قالت بصوت سوى:"يبدو أنك تعرف الكثير عن هذا المكان المغمور؟"
ــ لدى مصالح هناك .
ظنت للحظة أنه سيترك الأمر عند هذا الحد , لكنه أكمل دون اكتراث :
ــ لعائلتى جانب أليرى.....و كلهم أموات الآن.
سألته لانث و هى تختار كلماتها بحذر :"كيف استطاع الأمراء الحفاظ على إمارتهم سالمة عبر القرون؟"
ــ البلد أساساً سلسلة من الجبال فيها واد مركزى و منفذ صغير على البحر و ليس فيها معادن و أهلها مشهورون ببأسهم .
ــ إذن لا تستحق القتال من أجلها.
جعدت ابتسامة خده و أدار رأسه نحوها و قال :"لقد فهمت"
ــ حسناًَ....تُركوا و شأنهم مع أمرائهم لألف سنة فكيف خسروا أميرهم؟
ــ اختفى حين استولى الشيوعيون على الحكم.
تنهدة:"أوه أعتقد أنهم تخلصوا منه يا للرجل المسكين"
ارتفعت كتفاه العريضتان وهو يقول:"لا أحد يعرف"
سألته باهتمام غامض:"هل كان له عائلة؟"
ــ كان متزوجاً....و يصر الكثيرون من أبناء أليريا على أنه و زوجته تمكنا من الهرب....و حين انهارت الشيوعية جرى عندهم ما يفترض أن يكون انتخاباً ديموقراطياً. لكن أولائك الذين تم انتخابهم كانوا من الطينة ذاتها التى تنحدر منها الزعماء القدامى....و الشعب اكتفى منهم . ويبدو أنهم يعتقدون أنهم لو تظاهروا طويلاً سيعود أميرهم و ينقذهم.
ــ يبدو هذا كلاماً رومانسياً لا يُصدق لكن لو أنه نجا و لا زال فى مكان ما فقد يقول: "شكراً...لا شكراً" و يتابع حياته العادية.
التوى فمه و قال :"و هل هذا ما كنت تفعلينه لو كنت مكانه؟"
ردت بحرارة :"أوه....أجل....بكل تأكيد"
ــ حتى ولو كان هؤلاء الناس يعتمدون عليهم لينقذهم؟
تطلعت إلى ألسنة النار المتأججة و قالت:
ــ لا أفهم كيف يمكن لمن اعتاد على الحياة العادية أن يعود إلى هذا النوع من الحياة.
ــ حتى و لو كان من مسؤوليته أن يعود؟
قالت:"إحساسك بالمسؤولية عظيم,أنا أشعر بالأسف من أجلهم....لكن أميراً لن ينقذهم...المساكين!"
وراحا يتحدثان فى مواضيع مختلفة و مع زحف الظلمة إلى الغرفة تكلما و تكلما .
كان أليكس ذكياً للغاية....لكن, يجب أن يكون ذكياً إلا لما أصبح من نوابغ عالم الكمبيوتر و عالم الأعمال كما تبين لها أنه ذو نظرة ثاقبة و صاحب اهتمامات متنوعة و آراء فريدة حول مواضيع شتى.
و بعد حين وقف على قدميه و أضاء المصباح. بدا بسيطاً فى الغرفة المليئة بالظلام...صلب, رشيق , و مسيطر....و أضاء مصباحاً آخر فحدد نوره معالم وجهه بهالة ذهبية .
كان يبدو متمدناً جداً و أحست لانث بجفاف فى فمها...كانت ثيابه عادية لكنها لفتت نظرها...فقد بدا و كأنه خارج من صفحات مجلة أزياء رجالية...أما قسمات وجهه فقسمات قرصان تبعث الرهبة فى النفس و تعكس قوة شخصيته.
إنها تعرف القليل عنه لقد تربى فى أستراليا قبل أن يرتفع نجمه فى عالم الأعمال و لم يخط خطوة خاطئة واحدة منذ أسس إمبراطوريته.
قال:"لقد حان الوقت لتحضير العشاء. ألا زال عرض المساعدة قائماً؟"
كانت الوجبة ممتازة, حساء و طبق لوبيا فضلاً عن التوست و الجبن الأزرق و سمك السلمون مع الكوسكوس و علمت لانث أليكس كيفية تحضير الصلصة المناسبة للسمك.كما حضر سلطة الطماطم .
سألها بعد أن ابتلعت آخر لقمة من السلمون و الكوسكوس :"أترغبين فى الحلوى؟ لدى الفاكهة أيضاً"
تنهدت و قالت :"يا إلهى ....لا ! شكراً لك. كانت وجبة ضخمة و أنت كاذب"
ابتسم:"لماذا؟"
قالت :"أنا لا أدعو هذا طهواً عادياً لقد كانت وجبة رائعة لذيذة المذاق"
ضحك بهدوء :"أنا مسرور لأنك تمتعت بالطعام. إنها وجبة أمى المفضلة"
كانا قد تحدثا فى أمور شتى خلال تناولهما الطعام لكنهما لم يتطرقا إلى أى موضوع شخصى و إن قال لها إنه يحب قراءة القصص البوليسية و كتب الرحلات و إنه يحب الأوبرا
و اعترفت له بولعها بالسينما الفرنسية و الأفلام القديمة بالأبيض و الأسود حيث النجوم رجال مثيرون و نساء شريرات لا رحمة فى قلوبهن. و دهشت حين علمت أنه شاهد بعضاً منها و أعجبته.
كان الكلام معه سهلاً و هما يغسلان الصحون و مع ذلك فقد أحست بحاجز يفصل بينهما.
رفع رأسه فجأة و ابتسم فاعتصر ألم مجهول قلبها.كما أنا محظوظة أننى لفم أعرفه طويلاً لأقع فى حبه و ردت على ابتسامته بأخرى ضعيفة .
ارتجفت الأنوار و بعدها سادت عتمة الليل.
فقال أليكس فى العتمة :
ــ اللعنة...لا تهتمى....سأحضر مشعلاً يدوياً و أشعل قنديل الغاز كما لدينا غاز للطهى لهذا لن نموت جوعاً , هل ترغبين فى فنجان قهوة؟
نظرت إليه و حاولت أن تبقى صوتها سوياً و هى تجيب:"أجل....شكراً لك"
حضرا القهوة و شرباها بينما استمر هطول المطر على السقف الذى يقيهما غضب الطبيعة و يفصلهما عن العالم.
كانت قد وضعت فنجانها فى صحنه حين دوى قرع على الباب الخلفى....فالتفت حولها مجفلة و قالت :"لِمَ بحق السماء يخرج أى إنسان فى ليلة كهذه؟"
ــ سأذهب لأعرف.
وقفت على قدميها لكنها بقيت فى مكانها و راقبت نور القنديل يبتعد فى الممر القصير الذى يؤدى إلى الباب الخلفى ازدادت حدة صوة المطر مما يعنى أن الباب قد انفتح و سمعت شهقة مكبوتة ثم عاد الضوء مع عودة أليكس برفقة امرأة نحيلة فى أواخر الأربعين من عمرها. كان شعرها و بشرتها يلمعان من الرطوبة و دخلت و نظرة حولها كما لو أنها تبحث عن شخص آخر.
قال أليكس أمراً:"أحضرى فنجان قهوة للسيدة...."
ردت المرأة عبر أسنانها المصطكة :"شاندون...لكن ليس لدى الوقت...أليست مارك هنا؟"
ــ لا.
أخذت المرأة نفساً متقطعاً و قالت:"ظننته هنا"
و صمتت تنظر إلى أليكس بحيرة . وكأن ما دفعها إلى باب داره قد تبخر فجأة فاستيقظت من حلم.
سألها أليكس بلطف:"لماذا تريدين مارك؟"
و حثها لتجلس بينما صبت لها لانث فنجان قهوة.
قالت المرأة :"خرج زوجى لينقل بعض الماشية"
و نظرت إلى فنجان القهوة و كطأنها تنظر إلى شئ غريب . و بدا إنها تحاول استجماع أفكارها و بالرغم من القشعريرة التى كانت تهز جسمها .
ــ لقد نقلها بالأمس إلى مناطق مرتفعة لكنه عاد اليوم إلى دراغافيل....أنا ممرضة مسئولة فى المستشفى و حفيدى هناك مصاب بالتهاب السحايا....لكنه يتحسن و اليوم عيد ميلاده ....إنه فى الثالثة من عمره فقط.... وتلاشى صوتها . فقال أليكس بهدوء :"إذن , نقل زوجك المواشى"
ركزت المرأة على وجهه و ردت بهدوء :
ــ أجل....لقد أمضيت بعد الوقت مع جوى , حفيدى. ولم أعد إلا بعد السادسة و كان روب قد ترك لى رسالة على الطاولة : لقد اقتحمت العجول الصغيرة السياج و توجهت إلى المراعى الكبيرة, قرب النهر فذهب هناك ليعيدها و يبعدها عن النهر.
أدنت لانث فنجان القهوة من شفتى المرأة فأطاعتها و شربت منه .
انتظر أليكس حتى انتهت و سألها :"هل ذكر الوقت فى رسالته؟"
نظرت إلى ساعتها و أجابت:
ــ أوه...أجل...منذ حوالى ثلاث ساعات. حاولت أن ألحق به لكن النهر أرتفع و الجسر أختفى . ولم أره أو أرى الماشية....نحن نعرف مارك جيداً....و لطالما تساعدا....لهذا جئت إلى هنا.
صمتت فجأة و عضت على شفتيها .
حثتها لانث على شرب المزيد من القهوة فى حين سألها أليكس :"هل اتصلت بأحد آخر؟"
ــ خطوط الهاتف مقطوعة..على أى حال , لن يستطيع أحد
الوصول إلينا, لأن الطريق انهارت قرب بوابة أرضك تماماً كما انهارت الحافة و استطعت أن أرى الصخور و الوحول تغمر الطريق كلها.
هز أليكس رأسه و قال :"أشربى القهوة لا أرى إذا كان بإمكاننا طلب النجدة عبر الهاتف الخلوى"
حين عاد وضعت السيدة شاندون فنجان القهوة الذى كاد يفرغ من يدها و سألته :"هل يمكن لأحد أن يأتى ؟"
ــ لا....كيف وصلت إلى هنا ؟
ــ فى السيارة
ــ سنعود فى الرانج روفر....لا يمكننا أن نتوقع أى مساعدة...حتى و أن استطاعوا إزالة التربة المنزلقة. قال عامل الهاتف إن فرق الطوارئ مشغولة كلها فى إزالة الركام عن الطريق الجنوبى لـ دراغافيل...كما سيرتفع المد يضرب الإعصار , لهذا يقومون بإخلاء الناس من المنطقة . ولا يمكن لأى طوافة أن ترتفع عن الأرض فى مثل هذا الطقس



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 09-03-13, 03:03 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 218 - دموع و دماء سلسلة روبين دونالد (الجزء الأول)

 
دعوه لزيارة موضوعي

6 – حورية البحر العرجاء
منتديات ليلاس

و بعد عشر دقائق كانوا فى السيارة فوق طريق تتدفق عليه المياه كالأنهار ز كانت الأنوار الأمامية تشق الظلام. و تعكس زخات المطر.
سأل أليكس:"هل يقود زوجك جراراً؟"
كانت السيدة شاندون لا تزال متوترة لكن هدوءه ساعدها فأجابت :"لا.... لقد أخذ العربة المخصصة للمزرعة"
ــ هل لديكم جرار؟
ــ أجل .
ــ سنستخدمه إذن.
استقرت السيدة شاندون فى مقعدها و ناور أليكس بالسيارة ليتجنب سيلاً جارفاً من أحد المرتفعات الصخرية على الطريق ثم سأل :"هل أضواء الجرار جيدة؟"
قالت :"اعتقد أنها جيدة.
ــ أراهن أنه له أضواء كاشفة إضافية.
قالت السيدة شاندون :"أجل......."
تابع أليكس :"سنأخذ الروفر أيضاً , كيف أتوجه الآن؟"
استدر هنا إلى اليسار, الجرار فى السقيفة الكبيرة و المرعى على بعد حوالى النصف ميل من مجرى النهر .
لم تندهش لانث حين أخرج أليكس الجرار من السقيفة فهو بالطبع قادر على قيادته و سوت مقعد الرانج روفر بحيث أدنته من المقود...إنه رجل قادر على فعل أى شئ و يتوقع من الآخرين أن يحذو حذوه.
قالت المرأة إلى جانبها :"روب سباح جيد...ومعه الكلاب"
على السيدة شاندون أن تدرك أن إيجادة السباحة لن تساعد أحد فى نهر فائض, ولا الكلاب أيضاً....لكن من الواضح أنها تحتاج إلى أى تشجيع ممكن... لحقت لانث بالجرار الضخم الأصفر و الأخضر , عبر طريق مرصوفة بالحصى تقطع المزرعة و تتجه نحو النهر و أخذت تصلى من أجل روب شاندون و من أجل سائق الجرار معاً.

منتديات ليلايســــ



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, forbidden pleasure, دموع ودماء, دار الفراشة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روبين دونالد, سلاسل روايات احلام, سلاسل روايات احلام المكتوبة, سلسلة, robyn donald
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t185375.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-07-14 07:02 PM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:37 AM


الساعة الآن 11:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية