لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-06, 08:56 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4952
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: nanaakeel عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nanaakeel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : emaa المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

مشكورة جدا على الرواية الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور nanaakeel   رد مع اقتباس
قديم 01-11-06, 01:01 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4952
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: nanaakeel عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nanaakeel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : emaa المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

عزيزتي وين بقية الرواية بصراحة طولت علينا كثير
أنشالله يكون المانع خير
مشكووووورة

 
 

 

عرض البوم صور nanaakeel   رد مع اقتباس
قديم 09-11-06, 02:43 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11286
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: emaa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
emaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : emaa المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

انا اسسسسسسسسسسسسسسسفة بس كانت عندي ضروف اقوى مني

خضعت غادة لعدة فحوصات الطبية هذا الصباح ، والتفت عدد من الأطباء والممرضات حول فراشها لعمل كشف دقيق على قلبها ومخها ... ولم تكد فحوصهم تنتهي حتى ابتسم الدكتور منير لها ابتسامة مشجعةوهو يقول:

ها هي الفحوصات المزعجة تنتهي هل سببنا لك الضيق؟

أجابته بأبتسامة باهته :

لا لقد بذلتم الكثير من أجلي ، ويجب أن أشكركم على ذلك.

قال بهدوء :

لقد تحسنت وظائف القلب كثيرا ويمكننا الأستغناء عن الجلكوز تماما وأبداله بوجبات خفيفة وأظن ذلك سيسر الدكتور نبيل كثيرا.

ودخل الدكتور نبيل هذه اللحظة ، وهو يقول في مرح:

ترى أي وشاية تلقيها في أذن مريضتي؟

اتسعت ابتسامة منير وهو يقول :

كنت أخبرها بأنك ستسر بنتائج فحوص اليوم.

وناوله كل الفحوصات وهو يشير الى زملائه بالأنصراف قائلا:

سأتركك لتقدم لها التهنئة بنفسك.

راجع نبيل النتائج في اهتمام في حين راحت غادة تختلس النظر اليه وقد اتاح لها انشغاله فرصة تأمل قسماته التي غابت عنها طويلا دون أن تخشى ذلك الشعور بالحرج الذي ينتابها كلما التقت نظراتهما انه لم يتغير كثيرا وان بدا وجهه أكبر من عمره الحقيقي وهو يحمل علامات اجهاد كثيرة لم تنقص من رجولته وتلك النظرة العميقة في عينيه

كم أحبت هذا الوجه وهاتين العينين

الآن فقط أدركت أن ملامحه لم تفارق خيالها طيلة السنوات الست الماضية وأن حاولت أقناع نفسهل بالعكس

وأغمضت عينيها وهي تحاول منع نفسها من الأستغراق في التفكير فيه والأستسلام لجاذبيته المحببة وقد راح ضميرها يؤنبها في شدة ويعاتبها على منحها تلك الشاعر انبيل وهي مخطوبة لأخر..

لقد شعرت أن التفكير ، مجرد التفكير خطأ يحمل طابع الخيانة..

نفضت عنها تلك الأفكار عندما سمعت نبيل يقول:
هذه النتائج تنبئ بالخير ، وسيكنك نغادرة المستشفى قريبا

سألته في لهفة:
ألن تعاودني الأزمة مرة أخرى؟

أطرق بوجه عاجزا عن توضيح الحقيقة لها ، ثم لم يلبث أن قال لها :

اسمعي يا غادة ..سأكون صريحا معك .. أنك تعانين من نقص شديد في ضخ الدم الى الجسم ، فهناك صمام تالف في القلب ، وآخر لايعمل بكفاءة تامة ، وهذا يعني أنه مع اتباع نظام علاجي مناسب وغذائي خاص والبعد عن الأنفعالات النفسية ، سيمكننا مستقبلا تفادي حدوث الجلطات القلبية وهو ما كان يهدد حياتك في الآونة الأخيرة ، ولكننا لن نتخلص من خطرها تماما مادام القلب لا يعمل بكفائته العادية

تنهدت في يأس .. قائلة:

أذن ما زلت أسيرة ذلك المرض اللعين

ثم سألته بغته في اهتمام :
أ لا يجدي أجراء جراحة للتخلص من ذلك؟

احتمالات النجاح في مثل هذه العمليات لا تتجاوز الخمسة في المائة خاصة مع وجود صمام تالف في القلب

سأقبل المخاطرة لو وافقت أنت على أجراء العملية بنفسك

انتفض كما لو أنه أصيب بصاعقة كهربائية ، وهتف ،
أنا مستحيل!
لماذا ؟ انني أثق في براعتك ، ولن أطمئن على نفسي مع سواك

لا يا غادة لايمكنني هذا

لماذا ..لأنني غادة ..أما زلت تحمل بعض العاطفة نحوي؟

لاذ بالصمت تماما وتركها تستطرد في سعادة:
حتى لو كان هذا حقيقيا حاول أن تتناسى تلك العاطفة وأن تتعامل معي كمريضة تفضل الموت على السجن المؤبد خلف أسوار المرض اللعين الذي يعذبها ويهدد حياتها في كل لحظة ، وربما تنجح حينذاك.

قاطعها في حزم:

لا لن أسمح بأجراء تلك العملية الجراحية ولا صلة لهذه بالنواحي العاطفية بل هو لأمر عملي وعلمي بحت ففرص النجاح هنا لا تقارن بضخامة نسبة الفشل واحتمالاته في حين يمكننا السيطرة عاى الحالة طبيا كما يحدث مع الكثيرين

قالت في حدة :
أي آخرين ؟! أنني لن أحيا حياة طبيعية أبد هكذا سيصبح حتى مجرد صعود السلم أو هبوطه مخاطرة غير مأمونة العواقب .. سأضحك بحساب ، وأحزن بحساب ، وأعيش عمري كله مهددة بأزمة قاتلة قد تنتابني في المنزل أو الطريق كما حدث ثم انني من البشر لا يمكنني أن أستبعد انفعالاتي الى الأبد .. ربما تكون العملية خطيرة كما تقول ، وقد أ موت بسببها ، ولكن البديل هو أن أموت فعليا في كل لحظة

خشي عليها من الأنفعال فقال مهدئا :

حسنا .. حسنا .. اهدئي وامنحيني بعض الوقت للتفكير

هدأت نبرتها قليلا وأن استمرت تقول في حزم وتصميم :

أريد مواجهة صريحة مع المرض يا نبيل .. أريد منك أن تجري تلك الجراحة قبل أن تسافر فأذا رفضت فسأطلب من الدكتور صادق أو الدكتور منير أن يجريها بعد أن أتعهد بتحمل النتائج والمخاطر وأن كنت أصارحك بأنني لن أثق في الأمر تماما ما لم تجري
أنت العملية

حسنا .. سأعطيك ردي في المساء غادر الحجرة متجها الى أستراحة الأطباء وهو شارد الذهن تماما بسبب ذلك الأختيار العسير الذي وضعته فيه غادة وشعر لأول مرة باخوف الحقيقي وبعدم ثقته في اجراء العملية لغادة على الرغم من أنه أجرى عمليات مماثلة في النجاح .. بل أنها سبب شهرته الا أن نجاحه فيها يعود الى أعصابه الباردة ولا مبالاته بما سيأتي به القدر أما بالنسبة لها فهو يرتجف لمجرد الفكرة ويدرك تماما أنه سيعجز عن السيطرة على أعصابه معها

ولن يحتما الفشل

ان غادة جزء غالي في حياته .. انها حبه الوحيد الذي لن يعرف سواه وأذا فشلت العماية ولقيت مصرعها على يديه فستكون نهايته كجراح ولن يغفر لنفسه أبدا

وفي أعماقه راح يهتف في اصرار :

لا لن أسمح لها بأجراء مثل هذه العملية لها .. لن أقامر على حياتها أبدا .. أبدا

.
.

دلفت الممرضة سناء الى حجرة غادة وهي تحمل على وجهها ابتسامة خبيثة ولوحت لها بخطاب وردي قائلة:

جاءك خطاب معطر من باريس

اختطفت غادة الخطاب من يدها بلهفة وهي تقول:

لاريب أنه من عادل

عادت الممرضة تخطف الخطاب قائلة :

ليس بمثل هذه السهولة ... أريد مكافأتي أولا.

مدت غادة يدها اليها بشوق وهي تقول :

سأمنحك المكافأة التي تريدنها .. ولكن أعطيني الخطاب.

ناولتها سناء الخطاب ، وهي تبتسم قائلة :

تكفيني تلك السعادة المطلة على وجهك ومن عينيك ، سأتركك تقرئين الخطاب وحدك على أن تخبريني بما به من حب وهيام فيما بعد

وغادرت الحجرة تاركة الخطاب بين يديغادة تقلبه بينهما دون أن تفضه ..

كانت تسأل نفسها :

لماذا لم يحضر بنفسه للاطمئنان عليها؟

وجدت نفسها تجيب :

يا لها من حمقاء ! لاينبغي أن يعود بالطبع ، فلا ريب أنه مشغول بدراسته ولن يقطعها ويهرع اليها على أول طائرة ويكفي أنه أجاب على برقية والدها بهذه السرعة..

ولكن هل يتمسك بها فعلا بعد أن علم بحقيقة مرضها وظروفه ؟ أم خضع لأرادة والده كالمعتاد ؟

ترددت في فض المكتوب وهي تستعيد تلك العبارة التي سمعته في الشرفة التي يجيب بها والده مؤكدا أنه يحبها ولن يتخلى عنها أبدا

وخشيت أن تفض الخطاب..

خشيت أن يصدمها ما جاء فيه..

صحيح أن تخلى عنها عادل لن يفعل بها أكثر مما فعله فراقها عن نبيل ولكنها في هذه المرة تفقد ثقتها بنفسها تماما وستعتبر هذا الرفض بمثابة حكم بأنها لم تعد فتاة طبيعية لها الحق أن تحب وان تتزوج وأن مرض قلبها لن يصبح عذابها الوحيد ...

وبأصابع مرتعشة فضت الخطاب وراحت تقرؤه وجسدها يرتعد انفعالا...

(( عزيزتي غادة..

آلمتني بشدة تلك البرقية التي وصلتني من الكويت تبلغني بتطور حالتك ونقلك الى المستشفى وكم وددت أن أحضر لزيارتك لولا ظروفي الدراسية في باريس وأرجو _ عندما تصلك رسالتي_ أن تكون أزمتك قد مرت بسلام كما أرجو أن أطمئن دوما على صحتك ..

غادة .. لست أدري كيف ألدأ الحديث معك هذه المرة ولكننل أثق في حسن تقديرك وفي أنني لم أدع يوما أنني عاطفي أو مثالي بل كنت أصارحك دوما بأنني شخص عملي تماما وربما كان أحد أسباب أختياري لك هو ما كنت تمثلينه لي من عاطفة أفتقدها في نفسي و أذكرها عن أمي الراحلة وربما هذا سر أعجاب والدي بك وتقديره لك ولقد عشت عمري كله أثق في تقديراته وأحترم آراءه ألا أن هذا لم يكن كل الأسباب فقد أحببتك وأصبحت بالمسبة الي جزءا من أحلام المستقبل وربما لو كنتت قد علمت بحالتك المرضية منذ البداية لهيأت نفسي لتقبلها ولتغلب الحب على ما عداه من عقبات الا أن معرفتي بالأمر جاء ت كالصدمة ولم أكن مهيئا لها حتى لقد شعرت بالمهانة لأنني لم أعرفها منك قبل أن يخبرني بها الدكتور صادق

ربما بدا لك حكمي قاسيا غير عادل الا أن شعوري في تلك الليلة قد خلط الأمور في رأسي فالمستقبل الذي رسمته أنا ووالدي لي لم يكن فيه مكان لزوجة مريضة مما اضطرني لفسخ الخطبة والغاء كل ارتباطاتنا

مرة أخرى أرجوك أ لاتتسرعي في الحكم علي أو وصفي بالقسوة و النذالة .. فعلى الأقل أنا لم أخف عنك شيئا عن نفسي وكنت صريحا معك منذ البداية في حين أخفى والدك وأنت عنا أهم أمورك..

وفي النهاية .. أرجو ألا تنقطع بيننا كل الصلات وألا يكون فسخ الخطوبة سببا لفسخ صداقتنا وأن يصلني دوما ما يطمئنني عليك ومع أطيب تمنياتي بالشفاء ))

(( عادل))

اذن فقد حدث ما كانت تخشاه

لقد لفظها عادل ..

لفظها كعادته ببضع عبارات منمقة تؤدي في النهاية الى نتيجة واحدة واضحة ومحدودة بأنها ام تعد سوى مريضة بائسة لاحق لها في الحب أو في حياة زوجية طبيعية ..

وأغمضت عينيها في ألم ثم عادت تحدق أمامها بلا هدف وقد راحت كرامتها الجريحة تنزف الدموع من عينيها على الرغم من محاولتها ألا تبكي وأن تستوعب الموقف في قوة ..

ولكن مشاعرها أعلنت العصيان في قوة وجبروت حتى بدا هلا أن تخمد تلك الأنفاس التي تتردد في صدرها لتنهي أمرها كله وشعرت بوحدة قاسية مطلقة وبعداء لكل البشر حتى نفسها

وفي تلك اللحظة دلف والدها الى حجرتها وهو يقول في بشر وتفاؤل:

لقد أخبرني الدكتور منير الآن أنه يمكنك العودة الى المنزلو..

تحجرت كلماته في حلقه عندما رأى شحوبها والدموع المتحجرة في عينيها وهتف في لوعة وجزع:

غادة !! ماذا حدث

بدت له صامته كثمتال من حجر وعيو نها تنزف الدمع بغزارة وهي تحق في سقف الحجرة بلا هدف ويدها تطبق على الخطاب فتناوله من يدها دون مقاومة منها وقد بدا وكأنها لم تشعر بوجوده وراح يقرؤه ويدرك معاناة ابنته الحقيقية

لقد خشي ذلك منذ البداية منذ سمع كلمات جمال خاصة وه يعام طريقة تفكيره وقوة سيطرته على ابنه مهما كانت عواطفه نحو غادة

وحاول أن يجد كلمات ما يخفف من وقع الصدمة على ابنته وهو يردد في نفسه:

رحماك يارب بابنتي البائسة !! ألايكفي مرضها اللعين الذي يحاصر حياتها ويهددها بالمت؟

فجأة أغمضت ابنته عينيها واكتسى وجهها بزرقة شديدة ومخيفة وراحت أنفاسها تتلاحق في سرعة شديدة وانطلقت من صدرها زفرة مرعبة جعلت صرخته تدوي في أرجاء المستشفى:

أنقذوني!! ابنتي تموت !! النجدة !! النجدة!

في نفس اللحظة كان الدكتور منير قد انتهى من أجراء عملية عندما اندفعت سناء نحوه هاتفة:

لقد عاودت الأزمة غادة ووالدها يصرخ كالمجنون

سألها في توتر:

هل أجرى أحدهم تدليكا لقلبها؟

أجابته في جزع

انها لم تستجب له والدكتور وائل يواصل محاولة تنشيط قلبها بالتدليك

سألها وهو يسرع نحو حجرة غادة:

وأين الدكتور نبيل ؟

أجابته متوترة:

لقد غادر المستشفى منذ ساعتين ولا أحد يدري أين هو؟

قال وهو يعدو نحو الحجرة:

أعدوا لها ترتيبات نقلها الى حجرة العناية المركزة على الفور وشأشرف على نقلها اليها بنفسي

رآه الأب يعدو قادما فاندفع اليه هاتفا:
أنقذني يا دكتور !! أرجوك .. ابنتي تموت !! انقذني

أبعده منير في رفق قائلا :

اطمئن يا سيدي .. سنبذل أقصى جهدنا من أجلها . . اطمئن

ولكنه _ في أعماقه_ كان يشعر أنها تحتاج الى أكثر من مجرد الرعاية


تحتاج الى معجزة

.
.

 
 

 

عرض البوم صور emaa   رد مع اقتباس
قديم 09-11-06, 02:44 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11286
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: emaa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
emaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : emaa المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

تردد نبيل طويلا وهو يقف أمام أحد المساجد وراودته ـكثر من مرة الرغبة أن يعود أدراجه بعد أن مضت ست سنوات لم يتقرب فيها من الله ( سبحانه وتعالى) ثم لم يلبث أن خلع حذاءيه وخطا داخل المسجد

وهو يتطلع في رهبة الى أضوائه الخافتة وذلك العدد القليل من المصلين في غير أوقات الصلاة وأحاطت به هالة روحانية افتقدها طويلا مع مزيج من الحيرة والتوتر وكأنه سائح يرى مسجدا لأول مرة حتى وقعت عيناه على دائرة من البشر يجلسون حول رجل في أواخر الأربعينات من عمره يرتدي زي المشايخ ويلقي دروسا دينية حول القيم والمبادئ الأسلامية وقد اكتسى وجهه بهالة نورانية وصفاء لا تخطئهما العين فوقف يتطلع اليه صامتا ، ثم أشار اليه برغبته في التحدث اليه ، الا أن الرجل تجاهله تماما ، وتابع دروسه الدينية ، وكأنما لم يره.. فلم يجد نبيل أمامه سوى أن يجلس في مواجهة تارجل ، وسط حلقة الدرس، وقد بهرته تلك الثقة والمهابة في ملامحه ، وقد تعلقت به العيون في أجلال ومحبة وتقدير ...

ولم يكن هذا الشخص بغريب عن نبيل

كان شقيقه

نعم شقيقه الشيخ صلاح، الذي يشعر نحوه أيضا بالحب والمهابة والأجلال ، الى جوار مشاعره الأخوية ، والذي يشعر في مجلسه بالضآلة ، على الرغم من كونه طبيبا وجراحا شهيرا ، ويحسده على قوته وصلابته، اللتين تمتزجان بالرحمة والتسامح ...

ولقد تولاه الشيخ صالح برعايته وعنايته ، بعد وفاة أبيه ، وكان له بمثابة الأب ، وهو يحمل لمحات الرجولة منذ صباه، فلم يتخل أبدا عن صديق ، أو يحيد عن مبدأ، وعندما اخنار دراسة الشريعة وأصول الدين ، على الرغم من أن مجموعه ي}هله لدخول أية كلية يختارها ، لم يأبه لأعتراض أبيه وخاله بل كان له ما أراده.

هكذا كان، وسيظل شقيقه الشيخ صلاح ، رجلا قويا ذا مميزات خاصة تؤهله لأن يحمل رسالة وضعها نصب عينيه ، في صلابة ورجولة، يمنعانه من الحياد عن الطريق الذي رسمه لنفسه دائما..

وعندما انتهى الشيخ صلاح من ألقاء الدرس ، وانصرف مريدوه وهم يلقون عليه التحية بكل الأحترام والتقدير ،نهض اليه نبيل ، وهو يقول:

كيف حالك يا شيخ صلاح؟

أجابه صلاح في صوت يحما نبرة تأنيب:
وعليكم السلام ورحمته الله وبركاته .. اجلس يا نبيل

جلس نبيا الى جوار شقيقه ، وقد خامره ذلك المزيج من الأرتياح والضآلة، أمام رجل عرف كيف يجمع ما بين الرحمة والصلابة في حزم ، وسمعه يقول بنبرة عاتبة:

لم أعهدك مرتادا للمساجد / منذ أن قررت السفر الى لندن.. فماذا حدث؟
ذهبت لألقاك في منزلك ، فأخبرتني زوجتك أنك هنا

وأي شئ ذكرك بي اليوم ؟.. أنك هنا منذ أسبوعين ، لم أرك فيهما سوى مرة واحدة

شرد نبيل ببصره لحظات وهو يقول :

أحتاج الى مشورتك

ارتسم مزيج من الدهشة والأهتمام في عين الشيخ صلاح وهو يقول:

بشأن ماذا ؟

أتذكر غادة؟

غادة ؟! آه تلك الصغيرة جارتنا التي أردت أن تخطبها والتي سافرت بعد فشلك معها الى لندن

انهت مريضة.. مريضة بمرض قلبي شديد ، وحالتها متدهورة للغاية .. ولقد نقلوها الى نفس المستشفى ، الذي جئته لفحص حالات متشابهة وهي تطالبني بأجراء جراحة لأنقاذها من آلامها

سأله في حيرة:
وما الذي يمنعك ؟.. أليس هذا عملك ومجالك؟
أجابه في أسى :

مع حالتها السيئة لن تتجاوز نسبة النجاح خمسة في المائة ، على أحسن الفروض

صمت الشيخ صلاح برهة ، ثم سأله :
وماذا لو لم تنجز العملية؟
ستحيا ما تبقى من عمرها في خطر ، متجنبه أية أنفعالات
لن يختلف الحطر أذن في الحالتين

الى حد ما ، ولكنها لو اتبعت النظام والتعليمات بمنتهى الدقة..

كيف يمكن ضمان ذلك بالله عليك ؟.. انها بشر ، وهي عرضة للأنفعال في أي لحظة ، وخاصة مع كل هذا القدر من القيود ، ومع قلب يشعر بالحطر ، وبدنو النهاية في كل لحظة ..

وصمت برهة قبل أن يقول في حزم :
أما زلت تحبها؟

اطرق نبيل برأسه دون أن يجيب فاستطرد الشيخ صلاح :

لو أنك مازلت تحبها حقا ، فتوكل على الله ، وأجر لها العملية

هتف نبيل في هلع:

مستحيل !.. قلت لك أن نسية النجاح لا تتجاوز خمسة في المائة ، ولن أحتمل فكرة التسبب بموتها

أجابه الشيخ صلاح في حزم وثبات:

هناك من يموتون أيضا في أثناء اجراء جراحة الزائدة الدودية ، على الرغم من أن نسبة النجاح فيها تتجاوز الخمسة والتسعين في المائة ، حتى بالنسبة لجراح مبتدئ .. الموت والحياة بيد الله وحده يا نبيل ، وتلك النسب التي تقيسون بها الأمور وفقا لمقاييس طبية وعلمية هي نتاج حسابات مادية دقيقة ولا شك ، ولكن رحمة الله لا تخضع لآية نسبة .. ومادام الخطر سيبقى دون الجراحة فمن واجبك أن تجريها ، وأن تثق فيما وهبه الله اياك من فضل وموهبة .. ومن يدري ، لربما أنت أحد الأسباب التي هيأها الله لتلك الفتاة لتنجو من الخطر وتحيا ما تبقى لها من العمر حياة طبيعية

قال نبيل في توتر:

انك تتجاهل المنطق العلمي تماما وتنسى أنالنتائج والتجارب هي مصباحنا في الحياة

قال صلاح في حزم:

يبدو أنك قد تشبعت بالمنهج تاعلمي حتى أنك لم تعد تؤمن بقدرة خالقك
اعترض نبيل في توتر :

يا شيخ صلاح..

قاطعه شقيقه في صرامة:
لم جئت تطلب مشورتي اذن ، مادمت لاتؤمن بها

علت الدهشة والحيرة وجه نبيل وهو يغمغم :

لست أدري .. لقد وجدت نفسي مدفوعا اليك طالبا مشورتك

ارتسم الصفاء على وجه الشيخ صلاح وهو يقول:ك

هذا لأنك تؤمن بمنهجي في أعماقك وكل ما تحتاجه اليه هو الأيمان والأقتراب من الله ..فكل ما حققته من نجاح وشهرة وثراء لم يمنحك الثقة والطمأنينة اللتين تحتاج اليهما .. وعندما واجهتك تجربة تحتاج اليهما وتتعلق بالأنسانة التي تحبها بينت لك تلك الحقيقة ورحت تتمنى لو أنك تمتلك من الأيمان ما يجعلك تقدم على اجراء العملية دون خوف أو رهبة .. لقد أدركت الأن فقط أن العلم مهما بلغ تقدمه يقف أحيلنل عاجزا على عكس الأيمان الذي لاحدود له ولا يعترف بالمستحيل فلا مستحيل مع رحمة الله سبحانه وتعالى .. ابحث عن ا لأيمان في أعماقك يا نبيل وعنذئذ ستجد نفسك قادرا على مواجهة الأختبار حتى لو ماتت غادة بعد العملية سيتريح ضميرك لأنك بذلت أقصى مايمكنك ؛ ولأنك لم تتقاعس عن مساعدتها ولأن هذه مشيئة الله سواء أجريت العملية أم لا ؛ ولأنه لكل أجل كتاب

ظل نبيل صامتا تتنازعه المشاعر حتى نهض الشيخ صلاح قائلا:

سأتركك الآن فقد حانت صلاة العصر ..

وابتعد خطوتين ، ثم عاد يستطرد :
لم لا تشاركني اياها؟

انتفض نبيل ، وكأنما سمع ما يرهبه ، فهو لم يقرب الصلاة منذ ست سنوات ، وكأنما هناك شئ بداخله يشعره بأنه غير جدير بالوقوف بين جموع المصلين على الرغم من أن ديانته في جواز السفر هي الأسلام ...

ودوى أذان الصلاة ،دون أن ينهض نبيل من مكانه ودون أن يلبي نداء ربه ونداء شقيقه الذي قال في أسى:

_ بسم الله الرحمن الرحيمك (( أنك لاتهدي من أحببت ، ولكن الله يهدي من يشاء)) ( صدق الله العظيم) .. هداك الله يا نبيل
وعندما اتجه الى الصلاة ، كان نبيل يغادر المسجد وكان قلبه يرتجف.

*****************
لم يكد نبيل يجتاز ردهة قسم أمراض القلب حتى استقبلته سناء ووجهها يحمل علامات التعب والأرهاق هاتفة:

دكتور نبيل حمدالله على حضورك

سألها نبيل :

ماذا حدث؟
أجابته في أرهاق :

لقد عاودت الأزمة الأنسة غادة ، وقمنا بنقلها الى حجرة العنلية المركزة

سألها في اضطراب :

متى حدث ذلك ؟

أجابته ملوحة بكفها :

بعد مغادرتك المستشفى بساعتين

انطلق يعدو نحو حجرة العناية المركزة وهي تلهث خلفه وسألها:

ما مدى خطورة حالتها الآن ؟

أجابته لاهثة:
أظن أن الدكتور منير يسيطر على الأمر

لم يطق صبرا في مرحاة التعقيم لاتي تسبق الدخول الى العناية المركزة، ولم يكد ينتهي منها حتى اندفع الى الحجرة ، وراى الدكتور منير يتابع رسام القلب الكهربائيوالى جواره أسطوانة أكسجين وغادة مستغرقة في النوم فاقترب منه يسأله:

هل نجحت في السيطرة على الأزمة؟

أجابه هامسا ، وهو يشير الى شاشة رسام القلب :

الى حد ما ولكن قلبها كما ترى قد بلغ حدا من الضعف يعجزه عن مواجهة أزمة أخرى

ظلت عينا نبيل متعلقتين برسام القلب وهو بغمغم:

نعك أعلم ذلك ...شكرا لك دكتور منير على كل ما بذلته من جهد .

ابتسم منير قائلا:

علام تشكرني ؟ انني أ}دب عملي ، ولا تنس أنها حالتي ، قبل أن تطالب أنت بتوليها

غمغم نبيل : حسنا .. يمكنك أن تستريح الأن .. سأبقى أنا الى جوارها

ربت منير على كتفه قائلا:

لا بأس ستجدني في حجرتي ، لو احتجت الى المعاونة

أومأ نبيل برأسه شاكرا وهو يتطاع ال ى وحه غادة الشاحب في حين انصرف الدكتور منير الى حجرته وتقدم نبيل نحو فراش غادة وغمره شعور جارف بالحب والحنان تجاه تلك المخلوقة الجميلة الممدة على الفراش وعاودته في تلك اللحظة كل المشاعر والعواطف لاتي يكنها لها في قلبه ، والتي حاول أن يجعل منها مجرد ذكرى لولا لأن هزمته لحظة المواجهة

ما أعجب النفس البشرية

لقد تصور أنه يعلم أدق أسرار القلب بحكم خبرته وبدراسته لأنسجته وصماماته وشرايينه دون أن يتأمل يوما ذلك المعنى الذي يصبغه به الشعراء ومؤلفو الروايات الرومانسية بل راح يسخر منهم ومن جهلهم بالقواعد العلمية .. ولكنه الأن يشعر بأنه يجهل الكثير عما لا يصل اليه مبضع الجراح

واكتسى وجهه بتعبير حزين وهو يشعر بعجزه عن انقاذ الأنسانة الوحيدة التي أحبها وبخوفه من الأقدام على الوسيلة الوحيدةلأنقاذها والتي لاتتجاوز نسبة النجاح فيها خمسة في المائة مع خمسة وتسعين في المائة من احتمالات الفشل

والفشل في هذه ااحالة تعني الموت

دخلت سناء في هذه اللحظة لتهمس في أذنه:

والد المريضة في الخارج ويرغب في مقابلتك

تمتم نبيل في خفوت :

ابقي الى جوارها حتى أقابله وأبلغيني فور استيقاظها

غادر الحجرة ليجد والدها أمامه في حالة يرثى لها وهو يتحرك جيئة وذهابا في اضطراب ولم يكد يلمحه حتى هرول اليه قائلا:
لقد أبلغني الدكتور نمنير أنها تجاوزت الأزمة أهذا صحيخ؟

أحكم نبيل رباط عنقه في محاولة لتهدئة أعصابه وهو يقول:
نعم .. انها نائمة الآن

ثم دعاه الى الجلوس في مكتبه مستطردا:

أعتقد أن كلينا يحتاج الى قدح من الشاي يسترد به نشاطه

وضغط على زر الجرس المجاور للمكتب في حين ناوله الأب خطاب عادل وهو يقول:

لقد عاودتها الأزمة بسبب هذا

التقط نبيل الخطاب وقرأه في اهتمام ثم ألقاه في أسى :

ياللمسكينة ! ما أقسى ما تعرضت له !! قلب يحتضر وخطيب يهجرها بكل خسة ونذالة لمرضها سيد ابراهيم انني انني..

قاطعه الأب:

مازلت تحب غادة .. أعلم ذلك . أنه خطئي منذ البداية فلم يكن يصلح لها سواك

ردد نبيل في ندم :
وخطئي أيضا فلم يكن ينبغي أن أتخلى عنها حينذاك

لسنا هنا انبحث أمر المحطئ .. لقد فات أوان الحساب ولكن قل لي : كم تبقى لأبنتي ؟؟ أخبرني الحقيقة مهما بدت قاسية

ظل نبيل صامتا لحظات قبل أن يقول :
أمامنا خياران أحلاهما مر: الأول : هو أن تظل في المستشفى تحت رقابة الأطباء لمدى لا يعلم سوى الله مداه مع مراعاة أن أي أزمة جديدة قد تعني نهايتها ..

 
 

 

عرض البوم صور emaa   رد مع اقتباس
قديم 09-11-06, 02:44 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11286
المشاركات: 349
الجنس أنثى
معدل التقييم: emaa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
emaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : emaa المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

والثاني : هو أن نجري لها العملية لتغيير صمامات القلب في ظل ما يعانيه قلبها من متاعب وقد يعيدها هذا الأجراء فتاة عادية ولكن نسبة نجاح تلك العملية لا تتجاوز خمسة في المائة على أحسن الفروض .. فأما أن تنجح أو تمتد غيبوبتها أربعا وعشرين ساعة وتنتهي بتوقف القلب عن العمل تماما

صمت الأب طويلا لايدري ماذا يقول فسأله نبيل :
أي الخيارين تختار؟

امتد صمت الأب برهة قبل أن يجيب :
ليس من حقي الأختيار .. أنه حقها وحدها

قال نبيل وهو يحدق في سقف الغرفة:

لقد اختارت العملية على أن أجريها أنا

بدا وكأن حالة من الهدوء النفسي قد انتابت الأب بغته وهو يقول:
على بركة الله أذن

وانحسم الأمر

.
.

انكمشت في فراشها وأطلت من عينيها نظرة تبعث على الأسى عندما رأته مقبلا عليها ، واقترب منها محاولا أمساك معصمها اى أنها أبعدت يدها في عنف على الرغم من ضعفها وأخفتها تحت غطاء الفراش وقد ازدادت فيه انكماشا فقال محاولا بث الطمأنينة في نفسها :

أتخافيني؟...

أجابته في يأس:

لقد تخليت عني ، وهاهو ذا عادل يفها نفس الشئ نفسه لم لا تدعني أموت؟

قال نبيل في هدوء وصوته يحمل نفس النبرة المطمئنة:

لأن الحياة أجمل من أن نتخلى عنها ، وهي تستحق أن نحارب من أجلها

أجابت في حزن:

أية حياة مع الغدر والهجر والوحدة والمرض ؟.. انني بائسة تعسة الكل يتخلى عني ويلفظني ... انني جثة على قيد الحياة

مسح شعرها في حنان وهو يقول:

لا يا غادة .. لاتقولي هذا انك ما زلت في نظري غادة الجميلة ذات الوجه الملائكي .. غادة التي أحببتها وتمنيتها زوجة لي وما زلت أحمل هذه الأمنية في قلبي .. لقد أخطأت مرة عندما تصورت يوما أن الفارق المادي بيننا والجرح الذي أصاب قلبي من رفض أبيك لي يكفيان لأنهاء ما بيننا .. واليوم أدركت فداحة هذا الخطأ وأنك ما زلت تعيشين في قلبي وأن حبنا أعظم من أن تنهيه السنين

قالت وقد ازدادت حزنامن كلماته:

أشكرك على محاولتك رفع معنوياتي ولكنني لست بحاجة الى شفقتك

قال متضرعا:

صدقيني يا غادة .. أرجوك .. أنني ما زلت أحبك أكثر من أي وقت مضى

سالت الدموع من عينيها وهي تقول:

أتعرف ما الذي تمنيته منذ لحظات قبل أن تدخل الحجرة؟ لقد تمنيت أن تكون ذكريات حبنا هي آخر ما أغلق عليه عيني عندما أرحل عن هذه الدنيا فقد كان حبنا عظيما حقا ولست أحب أن تشوهه بهذا المشهد التمثيلي أرجوك.. لا تفعل يا نبيل مهما كانت شفقتك نحوي

تناول كفها من تحت الفراش وأمسكها في حنان وهو يقول:

تطلعي الي جيدا يا غادة .. افعلي ولا تشيحي بوجهك عني

أرادت ألا تستجيب الى توسلاته الا أنها لم تلبث أن رضخت له ورفعت عينيها الى عينيه العميقتين وهو يستطرد:

أما زلت تذكرين هاتين العينين ؟ .. هل كذبتا عليك يوما؟

أجابته في وهن و كأنما تحاول مقاومة تأثيره عليها :

نبيل أرجوك

تابع دون أن يلتفت الى محاولتها:

صدقيني يا غادة انني أحبك ولم أتوقف عن حبك يوما وكل ما منعني من التصريح لك بهذا هو خطيبك لآحر أما وقد انتهت الخطبة فلم يعد هناك ما يحوا بيني وبين التصريح لك بحبي و بأعلى صوتي في المستشفى ربما يعيد اليك هذا ثقتك في مشاعري وكلماتي

قالت وقد شعرت بالصدق في كلماته ورأته في عينيه :

وما فائدة ذلك الآن ؟ ان حبنا سيمنحنا المزيد من الألم . انني أقترب من الموت ولست أحب أت أورثك العذاب برحيلي

احتضن كفها بقوة وكأنما يتشبت بها وهو يقول:
لا يا غادة ... ستعيشين ... ستعيشين من أجلي .. ستعيشين لأنني لم أتنازل عنك هذه المرة و لأنني سأسعى لأتمام زواجي منك الذي تأخر ست سنوات كاملة .. لقد أحضرت لك خاتم الخطبة وسأعلن خطبتنا هنا في المستشفى

شملها شعور جارف بالسعادة والثقة بالنفس والأقبال على الحياة وهي تسمع كلماته وأدركت لحظتها أنها لا ولم ولن تحب سواه وابتسمت ابتسامة مشرقة على الرغم من شحوبها وهي تقول:

لست بحاجة الى خاتم خطبة .. انني أحتفظ بخاتم الخطبة القديم

قبل كفها بثقة قائلا:

كنت واثقا من ذلك يا حبيبتي

تقلصت ملامحها بغته وهتفت في جزع:

ولكن لا لن أسمح لك بمثل هذه التضحية من أجلي

رفع وجهه اليها قائلا:

أية تضحية ؟ ... أن كلينا يحب الآخر وحان الوقت لنتم زواجنا

قالت والألم يعتصرها :

أتحب أن تتزوج جثة؟
صاح معترضا:

لا تصفي نفسك بذلك

هتفت :

ولكنها الحقيقة وأنت أكثر من يدركها فالحياة بقلب نصف مهترئ تجعل مني جثة حية لا تصلح لحب أو زواج .. لقد عشت معك لحظات حلم جميل أشكرك عليه ولكن حتمية الأمور تجعل من الضروري أن نستيقظ منه ونواجهه فلا معنى لزواج يخيم عليه شبح الموت

قال في أصرار :

لا ياغادة .. لن يفرق بيننا الموت .. لقد قلت أنك ستعيشين وسأبذل أقصى جهدي لتحقيق ذلك

غمغمت في يأس :

لاتعد بما لا تقدر على أنجازه

قال في حزم:

سأجري لك العملية الجراحية غدا يا غادة وسأبذل كل جهدي من أجل الحفاظ عليك

وعلى الرغم منأن أجراء العملية كان مطلبها الا أن رعدة سرت في جسدها عندما ذكر نبيل الأمر فقد ذكرها ذلك بأقترابها من الموت بعد أن تمنت أن يطول بها العمر لتنعم بتجدد حبها الدافئ الذي أحياه هو في قلبها

أنها تخشى الآن اجراء العملية فلم يعد الموت والحياة متساويان عندها كذي قبل

انها لا تريد أن تفقد الحياة الآن بعد أن عاد الحب اليها ..
لا تريد لقلبها أن يتوقف عن النبض بعد أن تراقص بين جوانبه حبا

وفي تردد غمغمت:

ألن تسافر الى لندن غدا؟

أجابها في حزم:
لقد ألغيت سفري .. سأبقى لأجراء الجراحة .. سأتخلى عن أي شئ مقابل نجاح العملية هذه بالذات

حاولت أن تبتسم في ضعف وهي تحيط أصابعه بأصابعهاوهي تقول:

كم أتمنى أن أحتفظ بكلماتك وحبك الى الأبد انهما الشئ الوحيد الذي أخشى أن أفقده لو فشلت العملية

وعلى الرغم من أنه لم يكم يملك ما يوكد به قوله وعلى الرغم ما تمتلئ به نفسه من مخاوف الا أنه حاول أن يبدو أمامها قويا متماسكا ليبعث في نفسها الثقة والطمأنينة وهو يقول مداعبا:

لم هذا الحديث عن المت ؟ ألا تثقين في قدرتي كطبيب ؟؟ سأطالبك بتعويض عن ذلك بعد العملية

ابتسمت قائلة:

سأكون راضية يا نبيل حتى لو مت فيكفيني أن يكون وجهك هو آخر ماأراه

انتفض في ألم وقال:

كفي عن هذا القول يا غادة .. أرجوك .. انك بهذا تزيدين الأمر صعوبة وتضعفين ثقتي في نفسي

مدت له كفها فتناولها بين راحتيه في حنان وجثا على ركبتيه الى جوار فراشها وهي تهمس في حب :

كما تشاء يا حبيبي .. لن أذكر الموت مرة أخرى ..فقط دعني أسمع من بين شفتيك كلمة أحبك .. أسمعني أياها

ضم كفها الى صدره وه يردد:

أحبك يا غادة .. أحبك

ثم أضاف وعينيه تلتمعان بالدمع :

الى الأبد

انهار نبيل ....

غاص في مقعده منهارا ممتقع الوجه ..

لقد انتهىعلى التو من أجراء العماية الجراحية ل غادة ..

بذل كل ما يمكنه خلال العملية

جمد مشاعره

أوقف نبضاته القلقة...

سمر أصابعه حتى لا ترتجف فوق المشرط..

نسي أنها أحب مخلوقة الى قلبه..

ولم يتوان فريق الأطباء المصاحب له لحظة واحدة وبذل الجهد والعرق لأنجاح العملية

ولكن قلبها الضعيف لم يحتمل ولم تجد كل المساعدات الطبية له على الرغم من نجاح العملية طبيا ..

لقد حدث ما لا يملك أبرع أطباء العالم أزاءه شيئا ....

 
 

 

عرض البوم صور emaa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعجزة, الحب, الحب و المعجزة, emaa, زهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية