"سوف أحضر لك بعض ثيابي , ربما , رداء نوم , سيكون مظهره لائقا ولو كان فضفاضا , فأنت لست أصغر مني بكثير على أية حال ."
أضافت وهي تغادر الحمام .
نقبت جيمسي في خزانتها وهي لا تزال تتحدث بشكل مستمر , من طرف واحد . ولما لم ينبعث أي صوت من الحمام , استغربت جيمسي وبدأت تفكر بالدخول إلى الحمام .
" هل أنت في الحمام ؟"
نادت بقوة . الجواب الوحيد الذي تلقته هو صوت المياه المنسابة .
ظهرت ميرلي بعد قليل , ملفوفة بمنشفة قطنية بيضاء .
بدت رائعة , وجهها لطيف وقسماته رقيقة , وقد ظهرت محاسنها بعد أن استحمت . عيناها القاتمتان الكبيرتان تظهرانها بريئة وطرية العود , ولكن فيهما قوة , وسلوكها يعطي فكرة خاطئة عن عمرها الصغير . شعرها لم يتغير كثيرا ما عدا الخصل المبللة التي انسدلت على وجهها .
"لقد احضرت لك بعض الثياب , فأعطيني ثيابك لاضعها في الغسيل "
أمرتها جيمسي , ونزلت الى الطابق السفلي لتحضر لها بعض الطعام لتأكله .
" هاك البعض منه ,أعددته قبل قليل ." قالت جيمسي وهي تضع صينية الطعام على ركبة ميرلي .انها تأكل بهدوء ويبدو عليها جوع شديد ولم ترفع رأسها عن طبق الطعام .
"هل تفضلين تفاحة ,او البسكويت والجبنة؟"
"كلا , شكرا لك ."
أجابت ميرلي وهي تبتسم بامتنان لجيمسي .
"من أين أنت ؟"
منتديات ليلاس
سألتها وهي مصممة على معرفة المزيد .
"إني هاربة . لقد تركت مدرستي الداخلية لأن الجميع بغيضون جدا ."
تشنجت ميرلي . وهبت جيمسي واقفة ووضعت يدها على كتفي ميرلي المرتجفة ." أرجوك لا تعيديني الى المدرسة ."
قالت وهي تنتحب , وذاب قلب جيمسي عندما استرجعت ذكريات طفولتها التعيسة . احتضنت جسدها الطري إلى ان جمدت دموعها .
"انت الان هادئة , فربما ينبغي لك اخباري المزيد ."
سالت جيمسي , مستقرة في مكانها لتستمع الى قصة ميرلي .
"أتيت الى هنا لأننا غالبا ما نقضي عطلاتنا فيه , وغالبا ما يكون فارغا في هذا الوقت من السنة , لذا فكرت أن بأمكاني البقاء ليومين هنا ."
قالت ذلك موضحة .
"اذا انت من كسر الشباك ؟"
سالت جيمسي قاطعة حديثها .
" نعم , كنت أحاول . الدخول ولم يخطر ببالي وجود أحد هنا حتى أضيء المكان وفتحت الباب . كنت مرتعبة ."
بدت أسنانها البيضاء الجميلة .
"حسنا ,أنا كنت كذلك ."اجابت جيمسي , معجبة بجرأة الطفلة . وفكرت بالمشكلة . ماذا عن عائلتها ...المدرسة .
سيكون أهلها قلقين عليها ؟ وكأن ميرلي قرأت أفكارها وعرفت ما يدور في رأسها , وفجأة بدأت ميرلي التكلم بإفاضة عن عائلتها .
"أمي توفيت وكنت دائما عبئا على والدي . إنه منشغل جدا ولا يزعج نفسه بالسؤال عني ." قالت "لذا فإنه يمكنني البقاء معك , على الاقل لحين عودة والدي من رحلته . فقط عطلة نهاية الاسبوع القادمة ؟"
توسلت اليها . ولكن جيمسي لم تقنع بكلامها , وحاولت التركيز بتقطيب حاجبيها .

"ولكن بالتأكيد علي ان أعلم أحدا ؟"
"على كل لقد أعلمت المدرسة بأنني سأبقى مع عمتي ."
أجابت بسرعة .
"وهل صدقوك ؟" تساءلت جيمسي بفضول . تغير صوت ميرلي بسرعة وقلدت صوت جيمسي .
"أكون مسرورة لأستضيف ابنة أخي لبضعة أيام ."
قالت بصوت ينم عن اقتناع , ضحكت جيمسي . انها تعاني من الوحدة , وقد تجد في ميرلي صحبة مثالية لمدة يومين .
"حسنا , ولكنني أعتقد ان من الافضل إخبار السيد ستيورات بأن عندي ضيفا ."
أجابت جيمسي , غير متأكدة من كيفية ردة فعله , وقد لاحظت انفعال ميرلي السريع عند ذكر اسمه .
تلاشى لون وجهها وظهر الخوف في عينيها . ثم هبت واقفة , واوقعت الصينية والطبق من على ركبتها فتكسرا على الارض .
"لا , لا تستطيعين إخباره , عديني بأن لا تدعيه يعرف ."
توسلت بإنفعال شديد . وأخاف الذعر في صوتها , جيمسي .
"حسنا , لن أفعل , أنا متأكدة بأنه لن يمانع , علي كل حال ."
أعادت جيمسي التأكيد , ثم سألت : "هل تعرفينه ؟"
"نعم , أعرفه , واعرف شعوره ,إنه عنيف كأسد , كلا , يا آنسة , أعتقد أنه من الافضل ان لا يعرف شيئا . إنه سيصمم على أعادتي الى المدرسة ,فهو ذو عقلية رجعية كما تعرفين ."
قالت بوقار .
منتديات ليلاس
أومأت جيمسي رأسها موافقة . كم هو نموذجي وبعيد عن الواقع . تصرفاته تنتمي إلى فترة أخرى من الزمن , فكرت جيمسي بذلك , مستعيدة أفكاره عن شرف العائلة ,كما تذكرت اطباعه,والنظرات القاتمة في عينيه توحي بالكثير من الحذر بما فيه الكفاية .ارتعدت فرائصها لمجرد التفكير .
وحركت النار المشتعلة في الموقد من الليلة السابقة .
"هل تحبينه ؟ أعني إنه توقف هنا اليوم, أليس كذلك ؟"
تساءلت ميرلي .وشعت عيناها بلهو .قطبت جيمسي حاجبيها , وشحب لونها .
"بالطبع لا . وكي أكون صادقة ,أعتقد إنه الشخص الاكثر تزمتا , رأيته في حياتي ."
انفجرت ميرلي بضحكة مدوية تنقل صداها من مكان الى آخر ببهجة .وأتت قهقتها عفوية , واصلت جيمسي الضحك معها . قضت كلتاهما الساعتين اللاحقتين يمتعان نفسيهما , تتكلمان عن مواضيع مختلفة . على الرغم من افتقارها الى الحب والعناية ,كانت ميرلي مدهشة في التكيف وذات تعليم عال وجيد وقد كان من السهل على جيمسي الاستمتاع حقا بصحبتها .
أنزلت جيمسي ميرلي في غرفة صغيرة قابعة في نهاية البيت ,وجعل صوت تنفسها اللطيف جيمسي تشعر بالامان والاطمئنان , إنها تكره أن تكون وحيدة , لقد فقدت والديها في حادث طائرة عندما كانت في الثامنة مما أثر في عواطفها بشكل مريع . ثم اقامت مع عمتها لوقت قصير ولكن زوجها لم يعاملها معاملة الاطفال , لذا أرسلت الى اقارب آخرين وأمضت السنوات الاربع اللاحقة تنتقل من عائلة الى اخرى ولم تعرف الاستقرار الى أن ذهبت إلى جدتها لوالدتها .

وهناك عرفت طعم السعادة ,مع أنها تعيش وحيدة ولا تعرف أحدا يقاربها في السن لتتواءم معه . وبعد ذلك توفيت جدتها فلم يتبق لها أحد , ونالها الاذى كثيرا . طرحت جيمسي هذه الافكار جانبا واستغرقت في راحة مطمئنة , وصوت تنفس ميرلي يدغدغ بلطف رغبتها في النوم وعقلها يستعيد أحداث اليوم , خاصة , التهديد من روس ستيورات .
"جيمسي , جيمسي , أسيقظي !"
صرخات ميرلي الملحة قطعت نوم جيمسي .تأوهت والتفتت تحاول طرد الازعاج الذي أصابها ولكن ميرلي كانت تصر بالاحاح .
"جيمسي ,جيمسي ,أسرعي اسيقظي ,إنه هنا ."
"من ؟"
تمتمت جيمسي من تحت الغطاء وهي شبه نائمة .
"روس , إنه يقرع الباب منذ وقت طويل,أسرعي أرجوك قد يدخل الى هنا ."
ناشدتها ميرلي خائفة من ان يكتشف وجودها .استيقظت جيمسي على الفور .
"روس ؟ روس هنا ؟ لماذا ؟ أنظري إلى الوقت , لم تتجاوز السابعة ألا قليلا ."
تأوهت جيمسي غير مصدقة ,تتلمس طريقها وهي مرتدية روب النوم .
"إنه هنا ,إنه يعرف أني هنا ."
صاحت ميرلي وهي تكاد تبكي :
"سوف يكون مستاءا جدا , أرجوك مساعدتي ؟"
منتديات ليلاس
ناشدتها . عانقتها جيمسي , ووعدتها بالمساعدة ودفعتها الى الفراش .
"هراء ,إنه لا يستطيع أن يعرف أنك هنا . لمجرد أن يعتقد أنه يعرف كل شيء لا يعني أنه يعرف ذلك ."
قالت وهي تفرش الاغطية فوق ميرلي .
أسرعت بعدها الى الدور السفلي .
"ماذا تريد ؟"
تساءلت وهي تفتح الباب وواجهت روس بنظرة غضب .
"هل تعرف الوقت ؟"
"طبعا ,عندي ساعة ."
ابتسم ابتسامة عريضة , أيقظت جيمسي تماما .
"حسنا , ماذا تريد ؟"
أجابت ببرود .نظر اليها بابتسامة كسولة . جعلت قلبها ينبض بتسارع .
"هل صباحك دائما نكد هكذا!؟"
تساءل وهو ينحني الى عضادة الباب , وهذا الموقف أخفق في إخفاء شعوره العدواني . شعرت بفقاقيع الغضب تغلي في داخلها .
"ماذا تريد , يا سيد ستيورات ؟"
سألت بصوت فيه أسى وهي تشد على روب النوم اكثر على جسدها النحيل . اسودت عيناه أكثر فور أن ادرك الغضب في صوتها .
"لقد أتيت لأعمل شيئا قي النافذة , سوف تبقين ."
أعلمها روس بصوت متسلط وهو يمشي داخل الكوخ بخطوات سريعة .
"أعتقدت أن رامسي هو من يعمل التصليحات ؟"سألته .
إنها لا تريده هنا , ميرلي موجودة في الطابق العلوي والشعور بالقلق يزداد في داخلها .
" في العادة , أجل لكني اريد متعة هذا العمل ."أشار ببرودة , متجاهلا نظرات الغيظ التي رمقته بها جيمسي وانطلق نحو النافذة كنمر يختال في مشيته .
تبعته جيمسي , مشحونة بالنقمة من سلوكه المتسلط .
"يا سيد ستيورات , اكون ممتنة لك إذا عدت في وقت لاحق فأنا لم ارتدي ملابسي بعد ."
قالت بصوت بارد محاولة البقاء هادئة .

التفتت نحوها وعيناه ترمقانها بافتتنان واضح ,وتجمدت جيمسي مع شعور الكراهية .
"حسنا ,سأرى ."
تشدق قائلا , وانفرجت أسارير وجهه القاسي وابتعدت شفتاه عن بعضهما مظهرتين أسنانه البيضاء القوية وهو يبتسم .
فيما دمها يغلي ." تبدين جذابة , بريئة ." علق بجفاف .
شعرت جيمسي باحمرار وجنتيها , بدت مرتبكة وغاضبة :
"كم يستغرق ذلك من الوقت ؟"
تساءلت محاولة تغيير مجرى الحديث .
هز روس كتفيه بلا مبالاة .
وقال :"علي أن آخذ المقاسات وأعود بعد أن أحصل على الزجاج ."
التفت اليها رافعا إحدى حاجبيه .
"هذا العمل لن يأخذ وقتا طويلا , موافقة ؟"
طأطأت جيمسي رأسها محاولة الظهور بأنها غير مبالية .
"سوف أذهب لارتدي ثيابي ."
أشارت بكسل وهي تراقبه بحذر .
أرسل إليها ابتسامة جعلتها تشعر بالغثيان .
"هل تريدين أية مساعدة ؟"
سألها محاولا مضايقتها وهو يتجه نحوها بحذر .
"لا بالتأكيد ."أجابتها .
منتديات ليلاس
وهي متجهة نحو الدرج . كانت تلهث عندما وصلت الى الطابق العلوي , لكن ما كان الجهد هو السبب , كانت تهرب منه , هذه الفكرة بعثت الذعر في داخلها . شرحت الموقف لميرلي , التي بدت مستغربة جدا , لكنها كانت تود البقاء في السرير لحين ذهابه , عادت الى سريرها تشعر بارتياح لأن جيمسي كانت يقظة .
شغلت جيمسي نفسها بترتيب أوراقها وملفاتها معيدة تنظيمها . أبقت رأسها منحنيا نحو أوراقها محاولة إثارة غيظه , بالمقابل كان يبدو غير مكترث , ويدندن بانشودة قديمة وبسيطة فيما كان يقوم باصلاح النافذة ببراعة , كان من الصعب انكارها عليه .كانت حذرة من وجوده , حملقت اليه لكن من دون نتيجة . ابتسم لها رافعا احد حاجبيه بتهكم .
عندما انتهى من إصلاح النافذة أشعل النار .كانت جيمسي مستغرقة في عملها فلم تنتبه إلا وهو يضع أمامها كوبا من القهوة المعطره . قفزت ونظرت بدهشة وابتسم بكسل واتسعت حدقتا عينيه وهو يستمتع بإخافتها . كرهت طريقة تأثرها به , لكن يبدو انه شيء خارج عن أرادتها .أومأ بانحناءة تعجرف من رأسه وانسدلت خصلة من شعره الاشقر على وجهه .
"انه لطف منك ..."
بدأت جيمسي الكلام وهي تنظر في أرجاء الغرفة .
قاطعها فجأة :
"أنه واجبي , وعلى الرغم من كل شيء فأنت لا تزالين ضيفتي ."
شرح ببرود .
"شكرا , على كل حال ."
تمتمت وهي تنحني على شرابها وتتفادى نظرته الثاقبة .
تحولت الغرفة , فالنار المشتعلة ألقت وهجا ورديا على الجدران البيج , وزادت من لمعان الاثاث الخشبي القديم المصنوع من السنديان . النافذة أصبحت جاهزة . الصباح لايزال قاتما , لذلك أشعل روس المصباح في الزواية . إنه يبدو في الحقيقة جوا عائليا رائعا , وللحظات شعرت جيمسي بطعنة من الالم . لشعورها بأن الجو العائلي لن يعود أبدا .

لقد ذكرها كثيرا بمنزل جدتها في أمسيات الشتاء . لا بد أنني متعبة جدا , فكرت في قرارة نفسها , وشعرت بالدموع تفيض من عينيها فيما أحاسيسها تفتقد تلك الايام السعيدة .
كانت مستغرقة في الماضي بحيث لم تشعر بأن روس قد انحنى اليها .
"هل هناك خطأ ما ؟"
سأل بلطف , وبدا تعبيره البسيط غريبا وشاذا عن صوته المعهود . نظرت جيمسي , بسرعة نحوه وابتلعت ريقها , عندما قابلت عينيها عينيه . وللحظات قصيرة تمنت أن تغرق في أعماق هاتين العينين ولو للحظات .
"ذكريات , هذا كل شيء ."
تنهدت بشكل مسموع قبل ان تتبابع قائلة :
" لقد دفعت لقاء هذه الرحلة من المال الذي تركته لي جدتي . من المفترض ان تكون هذه رحلة العمر ولكنها حتى الان لا تبدو كذلك ."
أضاقت برقة وهي تهز رأسها بحزن .
"اسكوتلندا بلد جميل , خاصة منطقة برث شاير , عليك ان تمضي وقتا أقل من الماضي وأكثر في الحاضر ."أخبرها .
أومأت جيمسي برأسها غير مبالية .
"أعتقد ان علي أن أشاهد أكثر , ولكني ..." تلعثمت لانها لاتريد الكلام أكثر من ذلك .
"وحيدة ألست كذلك ؟ هذا ما كنت تريدين قوله ؟"
تساءل وابتسامة صفراء تتلاعب على فمه .
منتديات ليلاس
" نعم ." أجابت جيمسي بحدة وعيناها تتحديانه . إنها لا تريد شفقته أو مساعدته . لقد أعتادت أن تكون وحيدة .
ثبت عيناه القاتمتان عليها بتركيز شديد وكأنه يبحث عن روحها .
ثم أشاح بنظره عنها واستدار وكأنه أدرك بأن أي عرض للمساعدة سوف يجابه بالرفض .
كانت جيمسي ممتنة . فمن الصعب أن يكون قضاء الوقت في صحبته ممتعا . وبدت أفكارها على وجهها . وقف بكسل مثل , الهر , وقوته ظاهرة , على الرغم من لباسه . أخذ طريقه نحو صفوف الكتب المتواجدة على طرفي المدفأة . تناول أحد الملفات , وبتهتك غير مسؤول أفرغ محتوياته كيفما اتفق على الارض . بدا شيئا منافيا للأخلاق . وأخفقت محاولتها في إيقاف قهقهته المدوية . ابتسم ابتسامة عريضة , فجأة بدا سعيدا كما فعل عندما تقابلا في المرة الاولى .
إنه رجل متعدد الاطوار , في كل مرة يكشف عن مظهر من مظاهر شخصيته . إن سقوط مجموعة من الكتيبات الملونة والمتنوعة على البساط المتعدد الالوان زاد من ابتهاجه .
" في الصيف , نادرا ما يكون هذا الكوخ شاغرا وأكثر الزوار يجدون هذه المعلومات مفيدة ."
أخبرها وهو يجلس . بدأ ينظر الى أحد هذه الكتيبات . بدا سلوكه استعراضيا , لكن طباعه الشبيهة بطباع الاسد , حذرت جيمسي بان لا تثق به . فقطتها المدللة تبدو دائما مرتاحة ومسترخية قبل الانقضاض على فريستها . جلست تراقبه واشعة الشمس تسقط على وجهه وتجعله يبدو ناعما ولطيفا وفي الوقت نفسه خشنا وصارما , أيهما روس ستيورات الحقيقي ؟
استغرقت في التفكير وهي تراقبه بافتتنان هادىء . لقد رأت بنفسها جانبين مختلفين من طبيعته .أحدهما ذو طباع جيدة وصادقة , الآخر شعرت برجفة وهي تفكر به , بارد ومتحجر القلب . وكانه أدرك ما كانت تفكر فيه , فرفع رأسه ونظر إليها . شعرت جيمسي بموجة من الحرارة تلون وجهها الشاحب في الوقت الذي التقت في عيونهما .