كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1008- المهر المهلك - كاثرين أوكونور - روايات عبير دار النحاس
"أشعر أني صغيرة جدا ."
همست جيمسي وهي ترفع رأسها نحو السماء من خلف الاشجار الباسقة .
ضحك بصوت رنان وكأنه دعوة . الظلال تغطيهما والغابة تخفت أصوات حوافر الجوادين , في أيقاع خافت مبهج .
"إذا ." قالت بهدوء "كل هذا لك على ما أعتقد ."
"نعم , وأكثر في الجوار ."
"كم من الاراضي تمتلك حقا ؟"
تابعت بفضول , لكنه تجمد على الفور .
جوابه فيه شيء من السخرية "تعنين قبل أن تؤخذ أراضي آل ماكدونالد ؟"
التوى فم جيمسي وهي تمتص الطعنة "كلا لم أعن ذلك ."
وهي تعرف أن وصول المحادثة الى هذا المستوى قد يتحول الى الغضب . ولذلك حولت المحادثة سريعا .
"قلت إنك تريد التحدث معي , عمّ؟"
سألت وهما يتابعان نزهتهما أعمق وأعمق داخل الغابة . بقيت عينا روس مثبتتين على الطريق أمامه مثلما إبتدا .
"أفضل , في الحقيقة , أن اقدمك على إنك من آل ماكدونالد , بلباقة , الى أصدقائي ."قال بهدوء واللوم واضح في صوته .
تتبعت جيمسي طوله المديد , على الرغم من جلوسه على الحصان , فهو لا يزال كبيرا . ولديه سمات قوية , ذقن عنيد , تبدو الان متجهمة . سمح لحصانه بأن يعدو أسرع نحو الامام , عندما تحرك لم تستطع جيمسي سوى أن تلحظ فخذيه النحلتين وتموج عضلاته تحت قميصه .
وشجعت حصانها في محاولة للحاق به .
"أنا آسفة , لقد كنت على خطأ."
منتديات ليلاس
أعترفت بصدق وهي تتذكر كيف تصرفت بفظاظة , حمرت الندم غمرت وجهها . شد روس حصانه للوقوف بقربها والتفت للنظر اليها . شعرت بالغضب والاثارة , إزدادت نبضاتها عندما نظر إليها .
أرسل تنهيدة مسموعة , لقد حيرته , تارة تريد الانتقام , تارة أخرى تصبح هي النادمة .
"كنت أنا كذلك ايضا ."أجاب وهو يحملق فيها وجعلها ترتجف , لادراكها عمق نظرته .
"كان يجب أن أحذرك ."قال بشهامة "من المحتمل ان تكون سوزان أزعجتك بعض الشيء ..."
"نعم يمكن أن تكون ."
قاطعته وهي لا تريد ان تربكه أكثر . ضحك , إنها المرة الاولى التي تسمعه يضحك فيها , بعمق . وترددت أصداء ضحكته حول الاشجار وكأن الطبيعة نفسها كانت مبتهجة لهذا المرح المشترك .
استرخت , وتنهدت بارتياح . لديه جاذبية عندما يضحك , جانب من شخصيته لم تتخيله . إنه رجل ملفت للنظر , صعب حتى الاعماق . مع ذلك فهو حتما يقضي اوقاته بسعادة , فكرت باستياء , إنه رجل من الصعب ان يفهم , وردة فعله نحوها تبدو انها تختلف في كل مرة يتقابلان , من السخرية الى البرودة , من الصداقة الى البغض وكل ذلك في لحظات .
تابعا نزهتيهما , وخرير المياه المندفعة في الجوار وأصوات تغريد الطيور المتناثرة , كانت موسيقى كافية .
بينما يسيران في الغابة كانت التلال المكسوة بأزهار الخلنج ترتفع حولهما , فاتنة في ردائها الارجواني . الهواء عابق بعطر الزهور , فيه شذى أنثوي يقابل المناظر الذكورية لغابات الصنوبر .
|