"يجب أن تعبأ في زجاجات ."قالت جيمسي وهي تمسح فمها بالمنديل الابيض الذي قدمه لها روس على الفور .
"لا مجال لذلك , إنها للقلائل المميزون ." أجابها .
"وهل أنا واحدة منهم ؟"تمنت لو عضت لسانها قبل ان تقول ذلك , إنها تعرف كيف ستكون ردة فعله .
"هل تريدين أن تكوني , يا جيمسي ؟"سأل برقة , جعلت قلبها يقفز , كانت رنة اسمها فوق شفتيه كأنها موسيقى في أذنيها . توردت على الفور وبدأت بالنهوض , ولكن يده عانقت خصرها وأعادتها ثانية .
"إنك لم تجيبني ."قال بسخرية , وهو لا يزال ممسكا بها بقوة .
"نعم , لا , أوه ! لا أعرف .."اضطربت , وحاولت التملص .
"ما رأيك بالدفع قبل أن تسرحي بعيدا ؟"
رجعت إلى الوراء بشكل غريزي .إنها تعرف تماما ما نوع الدفع الذي يريده . راقبته يقترب نحوها ببطء , رقت ملامحه وعانقها أخيرا .
منتديات ليلاس
بدأ قلبها ينبض سريعا وهو يدفعها الى الاعشاب المطحلبة , وقد أحست بالارض الصلبة الباردة تحت ظهرها. بدأ يعانقها بشدة , أغمضت عينيها مستسلمة . تململت بنعومة وقد أمسكت به , تريد أن تقاومه ولكن مقاومتها تلاشت بعد هنيهة . وبينما هما في انسجام تام , مزق صوت سوزان سكون الغابة .
"إنك على حق , يا سارة , لابد أنهما هنا فهذان جواداهما ."
تجمدت جيمسي وابتعد روس عنها , أسرعت بالوقوف , فورا , أخذت تدفع الماء على وجهها بحماس لتبريد الانفعال الذي يسري بداخلها .
بقي روس جامدا , مغمض العينين وكأنه كان يستريح , لا يوجد إشارة الى أنه قد تأثر .
وأحست جيمسي بطعنة . أحست بأنها قد أستبيحت وكادت الدموع الحارة تنهمر من عينيها .
"إنكما هنا !"
هتفت سوزان , والارتياح في نبرتها واضح .
"ذكرت سارة هذا النبع الذي تمتلكونه وقد بحثنا عنكما في كل مكان . لم أتخيل ذهابكما من دوني ."
قالت وهي تلوي فمها وتدفع شفتها السفلى في محاولة للظهور بأنها مستاءة .
لم يتحرك روس وبقيت عيناه منفتحتين قليلا ليلمحها .
"حسنا , هل بإمكاني الحصول على شربة من ينبوعك , اذا سمحت سيدي ؟"
قالت بصوت متشنج , غريب , ينم عن قوة بنيتها الشابة .
"اذا كنت ترغبين ."رد روس وهو يقف على قدميه ويبتعد , تاركا سوزان مذهولة .
استعادت رباطة جأشها , وشرحت لجيمسي , متصنعة تفهم الموقف "إن هذه التصرفات , في بعض الاحيان , متوقعة من رجل في موقعه , هذا شيء لا يمكن ادراكه ."
ردت جيمسي بابتسامة وهي تتبع روس نحو جواديهما , وفجأة أحست بأنها متعبة جدا . امتطى الاربعة جيادهم , عائدين معا , استمرت سوزان في ثرثرة متواصلة .
ارسلت جيمسي نظرة الى روس ولكن تعابيره كانت غير مقروءه والصمت بينهما كان كجدار لا يمكن اختراقه .

لاحظت جيمسي وهي تقود حصانها في الممر القرميدي البارد أن الاسطبلات أكبر وأكثر اعتناء من معظم الاسطبلات التي رأتها من قبل .أمامها , وجه روس حصانه الى اسطبل فخم وبدا ينزع السرج عنه .
"لابد ان السائس في الجوار ."أخبرها برشاقة "سوف يقوم بما يلزم للجياد ."
"أستطيع أن افعل ذلك بنفسي ."
أجابت وهي تقود جوادها الى الاسطبل وبدأت تبحث عن مربط الحصان . لا تزال آثار الصدمة عليها , من جراء انضمام سوزان لهما .
انتهيا من الاعتناء بالجياد في الوقت نفسه . وتقابل وجهاهما فيما هما يغادران الاسطبل وتبادلا نظرات عميقة .
الحظيرة كانت هادئة باستثناء صهيل الجياد , وكان الهواء مفعما برائحة الارض والقش والجلد وعطر الخلنج من الخارج .أخذت نفسا بطيئا وتسارعت نبضاتها . لقد علمت بأنه سيحاول معانقتها فاقتربت منه . اضطربت عندما اقترب منها ولكنها كانت مصممة على عدم الاستجابة له مبقية ذراعيها جامدتين على جانبيها . ولكن رائحة عطره الذكية جعلتها تمتلىء بالخوف . حاولت البقاء مسيطرة على نفسها ولكنها عرفت انها لن تستطيع ان تقاوم .
شعر بصراعها الداخلي فزاد من عناقه ولكنها بقيت من دون حراك . تركها وابتعد عنها , صدره يخفق بخشونة وعيناه اغمضتا , حملقت جيمسي فيه بغضب وأسى , وبعد لحظة صممت على الكلام "ماذا تريد أن تبرهن ؟"
همست بصوت ابح .
أحنى رأسه ."إنك تستجيبن لي سواء أردت ذلك أم لا .أشعر بك تنبضين بالحياة عندما أكون قريبا منك ."
نبرته كانت متهوجة وفظة . والغضب يملأ عينيه .
" سوف أنالك , يا جيمسي , سوف تأتين إلي بارداتك , ربما كان ليحصل هذا اليوم , لولا حضور سوزان ."تمتم وابتسامة مكر على فمه .
منتديات ليلاس
شعرت جيمسي بالالوان تتدفق الى وجهها . إنها تعرف أنها الحقيقة واستغربت بجدية لم لا تملك القوة او الرغبة في إيقافه .غير قادرة على تحمل هذه الحقيقة أكثر , فرت من امامه واسرعت بارتقاء السلم و أوت الى غرفتها . كانت بحاجة الى الاستحمام , نزعت ثيابها بسرعة , وتركتها من دون ترتيب واندفعت نحو الحمام . تساقطت المياه الساخنة على جسدها وكأن الاف من الابر توخز جسدها . غسلت شعرها بالشامبو بعناية ورفعته إلى أعلى رأسها ونظفت وجهها جيدا . لقد صممت على ان تبدو في أحسن حالاتها الليلة .
جلست على الكرسي الخشبي الصغير ووضعت خطاً ناعما من الكحل الاخضر حول عينيها وحول جفنيها , وضعت من أحمر الشفاه الخفيف حول فمها , بدت مستعدة لهجوم روس . ارتدت بعناية , وضعت التنورة حول خصرها برشاقة وثبتت فوقها الحزام الجلدي . كان جلدا غير عادي , مزيجا من الاخضر الفاتح والرمادي الباهت وفوقهما احمر ناري دافىء .ارتدت فوقهما بلوزة بيضاء عليها ياقة جلدية مزركشة , ولكنها كانت مناسبة تماما للتنورة . أعادت جيمسي تصفيف شعرها ورفعته ثم تركته ينسدل على كتفيها .
كانت تبدو مذهلة . انتعلت حذاء بسيطا أسود , ونزلت إلى الطابق السفلي , استطاعت أن تسمع موسيقى لحن مرح ,توقفت لحظة عند وصولها الباب , ثم أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب .
التفت الجميع ليروا من هذا الذي يدخل بشكل دراماتيكي وتوقفت الموسيقى فجأة , الراقصون توقفوا فجأة عن الحركة . الكل كان ساكنا , ينظرون نحوها بنظرات جامدة . الشخص الوحيد الذي يتحرك هو روس , رأته يتجه نحوها بخطوات واثقة , ووجهه مكفهر بالغضب .
استدارت جيمسي على عقبيها وفرت , حذرتها غريزتها بأن تجري , على الرغم من أنه لم يكن لديها أي فكرة عن الجريمة التي ارتكبتها

نهاية الفصل السادس

مشكورة حبيبتي على الرواية الرائعة لاكن لا تطولي علينا
احنا بالنتظارك

الله يعطيك العافيه حبيبتي

في انتظارك الاحداث جدا حلوه ياريت ما تطولي علينا