لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-13, 02:25 AM   المشاركة رقم: 346
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 



انطلقت بخطوات ثابتة جادة في ممرات الصحيفة نحو مكتب المحررات الذي دخلته بثقة ليفاجئها إعصار صاخب يهتف باسمها في سعادة حقيقية ـ"(سلمى)... ما كل هذا الجمال؟ ما شاء الله تبارك الله. إنك تزدادين جمالاً كل أسبوع يا صديقتي".
ابتسمت بود وهي تحتضن صاحبة الصوت الصاخب قائلة بغرور مصطنع ـ"هذا أقل ما عندي يا عزيزتي (منار) لكنني أعشق التواضع كما تعلمين".
انطلقت ضحكة (منار) عالية قبل أن تضع كفها على شفتيها لتكتمها هامسة ـ"يا ويلي.. إذا سمعني توأمك أضحك هكذا سيشنقني في ميدان عام".
ثم ما لبثت أن جذبت صديقتها من كفها قائلة بحماس ـ"اجلسي إلى جانبي وأخبريني بكل مستجداتك. افتقدتك كثيراً وأدري أنني مقصرة في حقكم جميعاً لكن زفاف (علا) السريع أنهكني واحتجت بعده إلى فترة تعافي طويلة".
ضحكت (سلمي) برقة وهي تزيح خصلة متمردة من شعرها خلف أذنها قائلة ـ"أعلم بزفاف (علا). أخبرني (رأفت) حينما جاء الأسبوع الماضي لكنني أُحرجت من الاتصال بها. تعلمين أن أول أسبوع...".
قطعت عبارتها في حرج لتقول (منار) بأريحية ـ"لا عليك. ستأتي هي وزوجها اليوم لحضور الاجتماع. يمكنك تهنئتها حينما ترينها. لو كنت أعلم أنك ستحضرين الاجتماع لطلبت منك المجيء أمس كي تأتي معنا لزيارتها وتهنئتها في منزلها. على أي حال أنت تعرفينها حلوة المعشر ولا تحمل للآخرين إلا كل خير و..".
بترت عبارتها لتهتف بأخت خطيبها فجأة ـ"شغلتني بالحديث عن أموري ولم تخبريني ما سر هذه الطلة الجديدة الساحرة؟ لم أتخيل يوماً أن أحب الشعر الأحمر لكنه رائع عليك. وهذه التسريحة الجديدة منحتك مظهراً مختلفاً تماماً. هيا اعترفي.. أهو حب جديد؟"
همت بإجابتها حينما ارتفعت طرقات ذات إيقاع مميز على باب الغرفة أعقبها صوت (راندا) الساخر ـ"يا أهل الدار..ها هي تأتيكم (راندا سالم) بعد طول غياب".
نهضت (منار) بحماسها المعتاد لتحتضنها هاتفة بترحيب ـ"يا مرحبا بأم (ياسر) التي نسيتنا بسبب (ياسر). أين هو حبيبي الأول؟"
تنحنحت (سلمى) بصوت عالي قائلة بمرح ـ"إحم إحم..أليس أخي هو حبيبك الأول؟"
ضحكت (منار) بدورها قائلة ـ"كلا.. يسوري هو حبيبي الأول و(رأفت) يعرف ذلك منذ البداية. وأنا يا عزيزتي لا أنسى حبي الأول".
همت (سلمى) بالرد عليها حينما تدخلت (راندا) في الحديث ببرود قائلة ـ"أهلاً أستاذة (سلمى).. لم ألحظك حينما دخلت".
قالت (منار) في سرعة ـ"بالطبع لأنها تبدو مختلفة اليوم..ألا ترين الطلة الجديدة الرائعة؟"
ابتسمت (سلمى) في ارتباك وهي تزجر (منار) بلطف ـ"(منار) توقفي عن إحراجي هكذا. أشعر وكأنك ستنشرين الخبر حصرياً في الصحيفة".
ثم ما لبثت أن مدت كفها بلباقة تصافح (راندا) قائلة ـ"مرحباً بك يا عزيزتي. لم أرك منذ فترة".
هزت (راندا) كتفيها قائلة بضجرـ"ماذا أفعل وطفلي المزعج مازال صغيراً؟ حينما تتزوجين ستدركين حجم معاناتي".
شحب وجه (منار) وهي ترمق (راندا) بنظرة عتاب، بينما ابتسمت (سلمى) بهدوء وهي تقول بدبلوماسية ـ"أعانك الله يا عزيزتي. إنها مسؤولية جسيمة".
عضت (راندا) شفتها السفلى بندم وهمت بالاعتذار حينما اقترب ساعي المكتب من الباب وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يقول بحماس ـ"لقد وصل العروسان".
*************
خيم صمت مطبق على السيارة منذ استقلاها، وكأن أي منهما لا يجد ما يقوله، ليقطعه وهو يفتح المذياع كعادته على راديو هيئة الإذاعة البريطانية ليستمع إلى أحدث المستجدات حول العالم.
كان ما زال مبهوتاً بما فعله قبل قليل في غرفتهما، رغم أنه لم ينتوِ فعله على الإطلاق. فقلبه اللعين باغته بهذه الحركة، ولا يدري حتى الآن كيف تحكم قلبه في جسده بدلاً من مخه كما هي طبيعة بني البشر. وما زاد غيظه هو استمتاعه بما حدث، بل ورغبته فيما هو أكثر وكأن كل قراراته طارت أدراج الرياح.
لذا اعتصم بالصمت وهو يزم شفتيه بقوة وكأنه بذلك يمنعهما عن الانفراج بكلمة لا يريدها أو بفعل متهور جديد يعلم جيداً أنه لن يعارضه.
أما هي فجلست إلى جواره في عالم آخر.
أنفاسها ما زالت مضطربة منذ قبلته المباغتة التي كان يعتذر بها عن أسلوبه السخيف معها منذ الأمس.
نعم أسلوبه السخيف،
فلا توجد كلمة تصف بها ما يفعله سوى السخف لأنها لا تدري حتى الآن أسباب تحوله الغريب.
فإذا كان يحبها، لماذا يزم شفتيه هكذا وكأن روحه ستغادر فمه إذا هو أفلت أبوابه؟
وإذا كان... وإذا كان لا يحبها فما تفسير ما فعله قبل قليل وهذا الشغف الذي أذابها؟
تنهدت في عمق وهي تسند رأسها لزجاج السيارة المغلق وتداعب دبلة زواجهما بشرود إلى أن وصلا إلى مبنى الصحيفة.
حينما ترجلا عن السيارة شعر بأن هواجسه لم تعد موجودة، وكأن وجودهما في مكان عام سيعصمه من تهور قلبه المجنون. لذا تنحنح بفخامته المعتادة وهو يعدل ياقة سترته ويتأكد من رابطة عنقه في مرآة السيارة منتظراً أن تقترب منه. فوجئ بها تدس كفها البارد بين أصابعه الدافئة وهي تهمس بصوت مرتجف ـ"لا أدري ما أصابني. أشعر برجفة غريبة".
ضغط أصابعها بهدوء مطمئناً وهو يقول بابتسامته السينمائية ـ"لابد أنك متوترة يا حبيبتي. فهذه المرة الأولى التي تأتين فيها إلى الصحيفة بعد الزفاف".
ثم ما لبث أن مال على أذنها هامساً بمرح ـ"لا أخفيك أنني أشعر بالتوتر أنا الآخر. لم أجرب هذا الإحساس من قبل، ولا حتى يوم زفافنا".
ابتسمت بخجل لتسمعه يتابع وهو يضم ذراعها إلى جناحه ـ" لا تقلقي. أنا بجانبك".
لكنه كان أبعد ما يكون عن الالتزام بنصيحته.
فبداخله كان التوتر يعصف به بقوة لم يعهدها، حتى أنه انتقل إلى ابتسامته الواثقة لتفقد جاذبيتها.
استقبلتهما التهاني منذ دلفا إلى المبنى وحتى وصلا إلى الطابق الذي تشغله الصحيفة ليتناهى إلى مسامعه صوت الساعي المحمل بالحماس يهتف ـ"لقد وصل العروسان".
رغماً عنه وجد نفسه يشدد من قبضته على كفها الرقيق وهو يستعد ليصافح بكفه الآخر الساعي العجوز ثم يلوح للفتيات في غرفة المحررات هامساً لها بهدوء ـ"سأتركك لصديقاتك وأستعد أنا للاجتماع".
وقبل أن يسمع ردها كان يبادر بالفرار إلى مكتبه.


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:28 AM   المشاركة رقم: 347
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 



ابتسمت في توتر وهي تتلقى تهنئة (راندا) الباردة كالعادة وتهنئة (سلمى) الصادقة وسط جنون صديقتها التي هتفت تعلق على ملابسها بإعجاب ـ"ما كل هذه الأناقة يا عزيزتي؟ متى اشتريت هذه الملابس؟ لا أذكر أنني اشتريتها معك".
تضرج وجهها خجلاً وهي تقول بحرج ـ"اشتريته مع (أنجي) قبل الخطبة. لمحته هي في نافذة العرض وأصرت أن أجرب ارتداء السراويل، خاصة وأن البلوزة تصل إلى ركبتي. وقررت أن أرتديه اليوم".
أومأت (سلمى) برأسها بإعجاب هي الأخرى قائلة ـ"ما شاء الله. ذوق راقي للغاية يا عزيزتي، وأنت زدته حلاوة".
لتكمل (منار) بمرح ـ"لا أدري من زاد الآخر حلاوة..هي أم الرداء؟ أم أن الزواج هو من زادك حلاوة يا قطتي".
قالتها وهي تقرص وجنة صديقتها بشقاوة قبل أن تضربها (علا) على كفها هاتفة بحرج ـ" اتركي وجنتي قبل أن تتحول إلى اللون الأزرق هي الأخرى لأصبح ملكة الأزرق بحق".
رفعت (منار) حاجبها بخبث وهي تقول ـ"ملكة الأزرق؟ ممم لماذا أشعر أنها كلمة خاصة يا ذات العيون الزرقاء؟"
همت بالرد عليها حينما تدخلت (راندا) في الحديث قائلة ببرود ـ"الرداء رائع بحق يا عزيزتي.. لكن لماذا لم ترتدي حجاباً أزرق ليتناغم مع لون عينيك؟"
تجمدت الابتسامة على وجه (علا) و(منار) اللتان تبادلتا نظرة صامتة قطعتها (سلمى) وهي تقول بثقة تُحسد عليها ـ"بالعكس يا عزيزتي (راندا)... فالرداء يجمع بين درجات الأزرق والبيج، وإن غلب عليه اللون الأزرق. لذا فالطبيعي أن يجمع الحجاب بينهما بشكل عكسي ليكون اللون البيج مسيطراً أكثر. في رأيي ذوق الحجاب الراقي زاد من جمالك يا (علا). ما شاء الله".
منحتها (علا) نظرة امتنان بينما بدا الغيظ على ملامح (راندا) التي رفعت أحد حاجبيها قائلة ـ"رائع. أتدرين أنني أنتبه للمرة الأولى أنك تجيدين تنميق ألوان الملابس والحجاب؟ لماذا لا ترتدينه إذاً؟"
ابتسمت (سلمى) بنفس الثقة قائلة ـ"ربما لا أرتديه لكنني أتحلى بخلقه. بينما هناك كثيرات يرتدينه لكنهن مثال سيء للمسلمة المحجبة. وحينما يأذن المولى عز وجل سأرتديه.. لا تقلقي عزيزتي".
ضغطت فكيها في حنق وهي تشعر بكلمات (سلمى) الواثقة كصفعات انهالت على وجهها على حين غرة، ثم جلست خلف مكتبها لتضع ساقاً فوق الأخرى في صمت كسرته (علا) وهي تسألها بود ندمت عليه فيما بعد ـ"كيف حال صغيرك؟ أحببته كثيراً يوم الزفاف رغم أنني لم أداعبه. يشبه أستاذ (حمزة) كثيراً. حفظه الله لكما".
وكأن كلمات (علا) البسيطة أشعلت نارها التفتت إليها (راندا) بتحفز قائلة من بين أسنانها ـ"صغيري بخير والحمد لله. كيف حال صغيرك أنت؟"
توترت الفتيات الثلاث من كلماتها المسمومة التي ألجمت ألسنتهن لتتغلب (علا) على اختناقها قائلة بثبات ـ"أخي بخير هو الآخر والحمد لله. أتدرين يا (راندا) أن محبتي لأخي تضاعفت لأنه كان السبب في دخول (مازن) حياتي؟ وأن محبتي ل(مازن) تتضاعف كلما رأيت تعامله مع أخي. كم هو رائع زوجي. حفظه الله لي".
اتسعت عينا (راندا) وهي تشعر وكأن صفعات (سلمى) السابقة لا تُقارن بصفعات هذه الضعيفة التي يظنها الجميع مهيضة الجناح، بينما هي في الحقيقة لبؤة شرسة تجيد الرد المفحم حينما تريد.
لم تكن تدري أن بركاناً مشتعلاً يغلي بين جنبات من تبدو هادئة أمام الجميع وهي تتغنى بحب زوجها ودفئه معها بينما هي لا تقف معه على أرض صلبة.
وحدها (منار) شعرت بها من اختلاجة جفنيها لتتناول كفها الباردة وتضغطها هامسة من بين أسنانها ـ"لا تأبهي بحديثها المأفون. لكنك أحسنت الرد".
مطت (علا) شفتيها وهي تضغط أصابع صديقتها بدورها هامسة ـ"كثرة النواح تُعلم البكاء يا صديقتي".
وكأنما تداركت خطؤها الذي تسبب في تطاير شحنات كهربية سالبة في جو المكتب، تنحنحت (راندا) لتقول بابتسامة مرتبكة ـ"ماذا حدث يا جماعة؟ لم أقصد شيئاً. فأنا أكثركم سعادة بزواج (علا). وحمداً لله أنها كوفئت برجل محترم يجيد العناية بها وبأخيها. صدقيني يا عزيزتي سعادتك تسعدني".
منحتها (علا) ابتسامة باهتة وهي تقول بخفوت ـ"بالطبع تسعدك يا عزيزتي. فلا يوجد بيننا سوى كل خير. كما أن زوجينا أصدقاء وسنتبادل الدعوات كثيراً".
ابتسمت (راندا) بدورها قائلة بحماس مصطنع ـ"بالطبع إن شاء الله. سنرتب أنا و(حمزة) لدعوتكما على العشاء في منزلنا المتواضع".
مالت (منار) على أذن صديقتها تسألها بهمس ـ"متى عاد البارحة؟ ولماذا أغلق هاتفه؟"
همست بدورها تجيبها ـ"عاد بعد انصرافكم بقليل. والهاتف كان على وضع الطيران ونسيه كذلك".
عادت تسألها باهتمام ـ"هل أخبرك أين كان طوال اليوم؟"
تنحنحت بحرج هامسة ـ"لم يتسع الوقت".
تضرج وجهها حرجاً وهي تنظر إلى جفني صديقتها قائلة بخبث ـ"أها.. عيناك تحملان الدليل".
لكزتها في جانبها بحرج حينما استأذنت (سلمى) لتهاتف شقيقها خارج الغرفة تطمئن على وصوله ويخيم الصمت على الغرفة للمرة الأولى منذ الصباح.
قطعت (راندا) الصمت وهي تناظر ساعتها وتتأفف بتبرم قائلة ـ"لماذا تأخروا في بدء الاجتماع؟ لقد تجاوزت التاسعة والنصف وطفلي لدى جارتي. لا ادري ما الحكمة في حضوري ما دمت في إجازة لمدة ستة أشهر؟"
هزت (منار) كتفيها قائلة ـ"لا أدري لماذا تأخروا. وإذا كان هناك من يستحق التبرم فهي تلك المسكينة التي قطعت إجازة زفافها وعادت إلى العمل قبل أن يمر أسبوعان على زواجها".
ضحكت (علا) بنعومة قائلة ـ"لو ترين وجه (مازن) حينما أخبرته بأمر الاجتماع أمس. كاد ينفجر غيظاً وهو يقول من بين أسنانه ليتني بقيت في شرم الشيخ. لكنه طمأنني أن إجازتنا سارية حتى الأسبوع القادم إن شاء الله".
ارتسمت ابتسامة لعوب على شفتي (منار) وهي تقول بشقاوة ـ"مالم يتم اختيار زوجك نائباً لرئيس التحرير... حينها ودعي شهر العسل عزيزتي واستعدي للعودة إلى العمل".
شهقت (علا) بدهشة ارتسمت على ملامحها وهي تقول بخفوت ـ"أتظنين أن الاجتماع لاختيار (مازن) نائباً لدكتور (مصطفى)؟ يا إلهي لا أصدق. حبيبي (مازن) يستحق كل خير و..".
قاطعتها (راندا) متسائلة بثقة ـ"ولماذا لا يكون لاختيار (حمزة)؟ فهو الأقدم والأكبر سناً. ولا أظن أن دكتور (مصطفى) سيختار نائبه بناء على أهواء شخصية أو علاقات اجتماعية".
احتقن وجه (علا) وهي تشعر بالإهانة لإشارتها إلى علاقتها بأبيها الروحي قبل أن تسارع (منار) بالرد قائلة في ثقة ـ"سواء كان اختياره لأستاذ (حمزة) أو أستاذ (مازن) فكلاهما كفاءة لا يُستهان بها. ولا شك في أن دكتور (مصطفى) يريد صالح الصحيفة ونحن كذلك. وكما قالت (علا) فكلاهما أصدقاء ولا أظن أن المناصب قد تغير من صداقتهما. أليس كذلك يا عزيزتي؟"
أومأت كلتاهما في صمت قطعه دخول (سلمى) السريع قائلة بحماس ـ"هيا بنا.. سيبدأ الاجتماع حالاً".
وكان تدخلها في الوقت المناسب.
*************
لاذ بجدران مكتبه يحتمي بينها من مواجهة أصدقاءه الصاخبة. لابد وأنهما سيشاكسانه ويستدرجانه في الحديث كعادة الشباب معاً.
بالطبع هما لن يسألانه عن أمور شخصية، وهو لن يتحدث.
لكنه يخشى (حمزة) ويخشى مواجهته كثيراً.
ف(حمزة) بارع في قراءة العيون، وهو فاشل في إخفاء ما بعينيه.
(جلال) رحمه الله كان بارعاً أيضاً في سبر أغواره، والآن أصبح (حمزة) يمتلك هذه القدرة العجيبة على اختراقه ومعرفة ما يجول بداخله بمجرد النظر إلى عينيه.
ربما لهذا السبب تعمد أن يظل مرتدياً نظارته الشمسية حتى هذه اللحظة داخل مكتبه، وكأنه يختبئ خلفها ويتحصن بها.
ولكنه لا يحظى بما يتمناه منذ الصباح..فما الجديد إذاً حينما ترتفع طرقات رصينة مميزة على باب مكتبه يدلف بعدها (حمزة) بابتسامته الودودة وبريق مشاغب يلتمع بعينيه الفيروزيتين وهو يقول مرحباً ـ"حللت أهلاً ونزلت سهلاً يا عريس المؤسسة الصحافية".
انتقلت ابتسامته كالعدوى لتضيء وجه (مازن) الذي اقترب منه يحتضنه بأخوة صادقة ـ"يا مرحبا بصديقي اللدود. افتقدت تركيباتك الأدبية الراقية".
ربت (حمزة) على كتفه بود قائلاً ـ"وأنا أيضاً افتقدت مشاكساتك يا عريس. أخبرني كيف حالك وكيف كانت شرم الشيخ بدوني؟"
ضحك (مازن) بقوة يفرغ بها توتره قائلاً ـ"شرم الشيخ كانت أكثر من رائعة.. للمرة الأولى يا صديقي أرها بهذا الجمال..هل كنت تخفيه بستار سحري كي لا أراه؟"
ارتفعت ضحكة (حمزة) وهو يقهقه رغماً عنه ويحرك حاجبيه قائلاً ـ"أهاا.. بالطبع سحر شرم لا يظهر سوى في وجود الزوجات الفاتنات..أنا أيضاً لم أشعر بجمال شرم الشيخ إلا مع زوجتي في شهر العسل".
قالها وهو يخرج لسانه ل(مازن) بحركة طفولية غير متوقعة من (حمزة) الرزين، قبل أن يستطرد مشاكساً ـ"يبدو أن السحر الذي تعانيه أنساك أن تخلع نظارة الشمس بعد دخلت مكتبك".
خلعها (مازن) مضطراً وهو يقول بابتسامة مرتبكة ـ"على العكس تماماً.. فهذا السحر هو ما جعلني أرتديها لأخفي علامات قلة النوم".
تنحنح (حمزة) في حرج وهو يلكزه بكتفه وقد تلون وجهه الأبيض قائلاً بغيظ ـ"ألن تكف عن عباراتك المسممة تلك؟ الحمد لله أن زوجتك ليست معنا وإلا كانت ذابت من الإحراج".
ضحك (مازن) بتلاعب وهو يحمد الله في داخله لنجاحه في شغل انتباه صديقه بعيداً عما يخفيه، لكنه لم يهنأ كثيراً بذلك، لأن (حمزة) عقد حاجبيه بغتة وهو يسأله باهتمام ـ"ماذا تخفي عني يا (مازن)؟ ضحكتك متوترة وليست طبيعية".
بتر ضحكته وهو يحدق في وجه (حمزة) لثوان قبل أن يهز رأسه في غيظ قائلاً ـ"ماذا بي؟ بالله عليك تطلبون من عريس قطع إجازته مع عروسه بسبب اجتماع؟ ماذا يحدث لو أبلغتني بنتيجته عبر الهاتف وتركتني أستمتع مع عروسي؟"
رفع (حمزة) حاجبه الأيمن وهو يستحثه على الكلام قائلاً ـ"(مازن)..ماذا بك؟ أنا أدرى الناس بضحكتك".
زفر بتوتر قائلاً ـ"حسناً..كنت أعرف أنني لن أصمد طويلاً أمام نظرات عينيك تلك.. أعان الله زوجتك عليها".
لكزه (حمزة) في كتفه ثانية وهو يقول من بين أسنانه ـ" أعوذ بالله من شر عينيك. دع زوجتي وعينيّ وشأنهم. هيا اعترف ماذا بك".
زفر ثانية في ضيق وهو يقول بجدية ـ"قابلت (النشار) في شرم الشيخ".
تجهمت ملامح (حمزة) فجأة وهو يسأله في سرعة ـ"(النشار)؟ (فتحي النشار)؟ ما الذي ألقاه في طريقك"؟
هز كتفيه قائلاً في حيرة حقيقية ـ"لا أدري. فجأة سمعت شخصاً يناديني بالقرب من المسبح، والتفتت لأجده أمامي يتحدث بمحاولات تزلف مستفزة. فتارة يهنئني بالزواج وتارة يُلمح إلى تقديم هدية قيمة لعروسي مقابل أن أتركه لحاله. وفي النهاية ألمح إليها وإلى الصغير وكأنه يهددني بهما".
ضغط (حمزة) فكيه في غيظ قائلاً من بين أسنانه ـ"هذا الحقير ال... وماذا قلت له؟"
هز كتفيه ثانية وهو يقول ببساطة ـ"وماذا تتوقع؟ أخبرته بالطبع أنني لا أتأثر بالتهديد ولا بالهدايا وسأظل خلفه إلى أن يعيد أموال الشعب التي نهبها. وألمحت أنا الآخر إلى حادث السيارة الأخير وأنني أعرف جيداً من يقفون خلفه لكنني تعمدت عدم الحديث عنهم إلى أن يحين الوقت".
سأله باهتمام ـ"أتظن أنه قد يجرؤ على إيذاء زوجتك أو أخيها أو..".
قطع تساؤله هجوم (رأفت) الكاسح وهو يقتحم باب الغرفة المفتوح ليحتضن (مازن) هاتفاً بحماس ـ"عريسنا وصل. حمداً لله على سلامتك يا صديقي...وكأنني لم أستقبلك في المطار".
ضحك (مازن) وهو يربت على كتف (رأفت) قائلاً ـ"(رأفت) فلاش..أرهقتك معي يا صديقي.. أتمنى أن أرد دينك قريباً".
ربت (رأفت) على كتفه هو الآخر قائلاً بود ـ"لا دين ولا شيء..لا توجد هذه الكلمات بين الأصدقاء. هيا لقد تأخرنا على دكتور (مصطفى). الطريق كان مزدحماً اليوم بشكل غير طبيعي وكأن موكب أحد الوزراء هو السبب".
وافقه (حمزة) بقوله ـ" هو ذلك بالفعل. هناك اجتماع بمجلس الشعب اليوم، ولهذا توجد إجراءات مشددة. هيا بنا".
قالها وهو يخرج من المكتب متجهاً نحو حجرة المحررات بينما تحرك (مازن) في اتجاه حجرة دكتور (مصطفى) حينما جذبه (رأفت) من ذراعه قائلاً ـ"إلى أين؟ ألن تذهب لإصطحاب زوجتك من غرفة المحررات؟"
عقد (مازن) حاجبيه قائلاً بجدية ـ"(علا) زوجتي في المنزل. أما هنا فهي مجرد زميلة".
هز (رأفت) رأسه بعدم اقتناع قائلاً ـ"الموضوع لن يقلل من شأنك. (حمزة) ذهب ليحضر زوجته وأنا سأذهب لأحضر فتاتاي (منار) و(سلمى) حتى وإن جلسنا على مقاعد متباعدة على طاولة الاجتماعات بالداخل. ثم إنك رسمياً لا تزال في إجازة شهر العسل. هيا تعال واصحب زوجتك كأي رجل متمدن".
لكزه في كتفه في حنق ليسير أمامه قائلاً من بين أسنانه ـ"أمري إلى الله يا فلاش".
واتجه مجبراً إليها.



 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 02:32 AM   المشاركة رقم: 348
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 



جلس دكتور(مصطفى) على رأس طاولة الاجتماعات الملحقة بغرفة جانبية بمكتبه، بينما التف العاملون بالصحيفة حولها بترتيب الأقدمية، لتجلس الفتيات في الطرف الآخر منها في انتظار بدء الاجتماع.
أجلى دكتور (مصطفى) حنجرته ليبدأ الاجتماع قائلاً ـ"في البداية أعتذر عن قطع إجازاتكم، سواء (مازن) أو (علا) أو (راندا) مع حفظ الألقاب. لكنني أردت أن أودعكم جميعاً قبل سفري الذي قد يطول قليلاً".
امتقع وجه (علا) وشعرت بقبضة باردة تعتصر قلبها وتُلجم لسانها عن الاستفهام عن معنى حديث أبيها الروحي. ولم يضن عليها بالتفسير وهو يتابع بهدوء ـ"الأمر لا يستدعي القلق. إنها فحوص عادية، وستنتهي سريعاً بإذن الله ثم أتفرغ قليلاً للجلوس مع أسرة ابني التي لم أرها منذ عامين. ولأننا أسرة كبيرة معاً أحببت أن أودعكم اليوم على أن نلتقي بإذن الله بعد عودتي مباشرة..ربما منتصف يناير القادم."
غمغم الحضور بأمنياتهم الطيبة له ليشكرهم ويتابع ـ"وبالطبع لابد وأن يكون هناك من يتولى مهام عملي في غيابي. كان بودي انتظار تعيين نائب رئيس التحرير بشكل رسمي، ولكن منذ اعتذار الأستاذ (زكريا) عن العمل معنا قبل شهرين لم يتم اختيار بديل. وكلكم يعلم أن معايير اختيار البديل تتوقف على كفاءته وخبرته وأقدميته وقدرته على تحمل المسؤولية".
كتمت أنفاسها في ترقب وهي تشعر بأنه يصف زوجها ويهيئ الحضور لاختياره، حتى وإن كان المنافس الآخر يتمتع بنفس الصفات.. لكنها رغبة إنسانية في أن ينال حبيبها هذا المنصب.
تجمدت عيناها على شفتيه وهو يواصل حديثه قائلاً بهدوء ـ"اختياري لشخص ما دوناً عن غيره لا يعني أن الآخرين لا يصلحون لتولي المهمة. ولكن هناك دائماً من هو أصلح، ولا يقلل اختياره من قيمة الباقين".
ثم أخذ نفساً عميقاً وأخرجه بهدوء قائلاً بصوته الرخيم ـ"والطبيعي أن أختار ابني وتلميذي وزميلي الأستاذ (حمزة الوكيل) ليحل محلي خلال الفترة القادمة و...".
وانهارت أحلامها في قوة.
******************
خرج (رأفت) من مبنى الصحيفة و(منار) إلى جانبه تثرثر كعادتها حول اختيار (حمزة) بدلاً من (مازن) وكيف ارتسمت الصدمة بوضوح على وجه (علا) وهي تشهق بشكل لا إرادي وكأنها طُعنت بسكين حاد.
التفت إليها قائلاً بهدوء ـ"ما الذي دفعها إلى الاعتقاد بأن (مازن) سيكون اختيار دكتور (مصطفى)؟ ثلاثتنا نعلم جيداً أنه سيختار (حمزة) لأنه الوحيد الذي يصلح للمنصب".
عقدت حاجبيها قائلة في حيرة ـ"أتقصد أن (مازن) لم يشعر بالضيق مثلاً لعدم اختياره؟"
هز (رأفت) كتفيه قائلاً ببساطة ـ"بالطبع لم يشعر بالضيق. إنه أول من هنأ (حمزة) والابتسامة تشق وجهه نصفين، ولولا أن دكتور (مصطفى) وحرمه سيزورانه اليوم لتهنئته بالزفاف لأقام حفلاً على شرف (حمزة) احتفالاً باختياره. علاقة (مازن) ب(حمزة) أقوى مما تتخيلين. ما يحيرني هو لماذا توقعت (علا) أن يقع الاختيار على زوجها؟"
مطت شفتيها قائلة بارتباك ـ"أنا التي أوحيت لها بهذا الفكرة. تخيلت أن...".
قاطعها وقوفه المباغت في منتصف الرصيف وهو يهتف من بين أسنانه ـ"لماذا يا (منار)؟ لماذا؟ ه...".
قضم عبارته حينما اصطدم به شاب ملتح يسير مسرعاً ولم ينتبه لتوقفه المفاجئ ليعتذر بحرج ـ"معذرة أخي لم أنتبه".
ربت (رأفت) على ذراعه قائلاً بابتسامة هادئة ـ" لا عليك يا أخي. إنه خطئي أنا و....".
بتر عبارته وهو يدقق في ملامح الشاب قائلاً بتساؤل ـ"(وجيه)؟ (وجيه طنطاوي)"؟
انتبه الشاب له لتتسع ابتسامته وهو يهتف بحماس ـ"(رأفت الإسناوي)؟ يا إلهي..أأتركك في الإسكندرية لأجدك في القاهرة؟"
احتضنه (رأفت) بود حقيقي وهو يجيبه ـ"هذا لأنني أعمل الآن في القاهرة. وأنت ما الذي أتى بك إلى هنا؟"
هز (وجيه) كتفيه قائلاً ـ"كنت أُنهي بعض الأوراق في مجمع التحرير ثم فكرت في شراء بعض مستلزمات الحاسوب. أخبروني أن هناك مجمعاً تجارياً في منطقة باب اللوق ولكن يبدو أنني ضللت الطريق".
رفع (رأفت) حاجبيه في دهشة قائلاً ـ"لقد ضللت طريقك بالفعل. أنت الآن في شارع قصر العيني بالقرب من مجلس الشعب. أما هذا المجمع التجاري فهو في الاتجاه المعاكس بعد الجامعة الأمريكية".
ثم أشار بكفه في الاتجاه الآخر قائلاً ـ"أترى هذا المبنى هناك؟ إنه مبنى الجامعة الأمريكية. حينما تصل إلى نهايته انحرف يميناً على رصيف الجامعة إلى شارع محمد محمود، وحينما ينتهي بك الرصيف ستجد شارع يوسف الجندي و....".
وقفت تراقب خطيبها يعطي إرشادات الطريق لصديقه الغامض الذي يناهزه طولاً وهي تتأمله في صمت. فملابسه لا تدل على أنه يعتنق فكر خطيبها شبه المتحرر. فملابسه الشبابية تبدو وقورة إلى حد بعيد ومتناسقة الألوان بشكل هادئ ينم عن شخصية هادئة متزنة. شعره كان طبيعياً دون مثبتات للشعر كالتي يستخدمها الشباب عادة. وحتى لحيته، رغم كونها خفيفة ومحددة بأناقة، لم تكن مثل لحية خطيبها أو من تراهم من الشباب، وإنما تنم عن شخص ملتزم، وتؤكد علامة الصلاة في منتصف جبهته هذا الالتزام.
حارت في تخمين مدى العلاقة بينهما حينما سمعت خطيبها يشير إليها قائلاً ـ"(منار) خطيبتي وزميلتي في الصحيفة المستقلة التي أعمل بها. الأستاذ (وجيه طنطاوي) مدرس لغة انجليزية وصديق قديم منذ أيام الجامعة. كان زميلاً ل(سلمى) بدفعتها".
أومأ كلاهما بالتحية للآخر بكلمات خافتة في حين سأله (وجيه) بلهجة بدت طبيعية ـ"بالمناسبة كيف حال (سلمى)؟ لم أسمع عنها منذ زمن."
أجابه (رأفت) بابتسامة هادئة ـ"بخير حال الحمد لله. أنهت الماجستير وتعمل معنا بنفس الصحيفة".
عقد (وجيه) حاجبيه متسائلاً ـ"ألم تكن معيداً بكلية الفنون الجميلة؟ ما الذي تفعله بصحيفة مستقلة؟"
ضحك (رأفت) لسؤاله وأجابه بغمزة من عينه ـ"وهل يكفي راتب الجامعة لتكاليف الزواج يا صديقي؟ إما العمل كمصور في صحيفة مستقلة أو العمل على سيارة أجرة. أيهما تفضل؟"
ضحك (وجيه) بدوره وهو يربت على ذراع صديقه قائلاً ـ"أعانك الله يا صديقي على تكاليف الزواج. استأذنك الآن كي أنهي مهمتي قبل موعد صلاة الظهر".
أمسكه (رأفت) من ذراعه بقوة قائلاً بجدية ـ"لاا..لن أتركك إلا بعد أن نتناول الغذاء سوياً. أنا لم أجلس معك بعد يا صديقي لنتذكر الأيام الخوالي".
ابتسم بحرج قائلاً ـ"كأنك دعوتني والله. لكنني للأسف لست وحدي. تركت الجماعة في مجمع التحرير للانتباه إلى اسمي ولابد أن أعود قبل أن يحين دوري".
اعترض (رأفت) بضيق ـ"ولكن هذا لا يصح يا (وجيه). أريد معرفة أخبارك".
ربت (وجيه) على كتفه قائلاً بود ـ"سنجلس كثيراً إن شاء الله. فقد عدت من عملي بالخارج نهائياً. أعطني رقم هاتفك وسأنتظر دعوتي على حفل زفافك".
وكما ظهر فجأة..اختفى فجأة من أمام ناظريها بعد أن تبادل أرقام الهواتف مع (رأفت) ليمضي في طريقه مبتعداً.
وجدت نفسها تقول بأسف ـ"ياللخسارة... رحل قبل أن تنتهي (سلمى) من مناقشتها مع أستاذ (حمزة). لابد وأنها كانت ستسعد بلقاء صديق قديم".
ارتسمت الجدية على وجهه وهو يقول بحزم ـ"لن تعلم (سلمى) أننا قابلناه من الأساس. يكفيها ما بها".
عقدت حاجبيها في حيرة وهمت بسؤاله عن السبب قبل أن تقول بغتة ـ"أتقصد أن هذا هو السبب في....".
تنهد في عمق وهو يومئ برأسه في صمت لتقول بضيق ـ"الشاب يبدو ممتازاً وعلاقتكما جيدة، والأهم أن شقيقتك لم تتزوج بعد. فلماذا لا نعيد المياه إلى مجاريها بينهما و..".
قاطعها بصوت مختنق ـ"أتظنين أنني لم أكن لأعقد قرانهما فوراً لو أنني استطيع ذلك؟ للأسف لم يعد ممكناً".
عقدت حاجبيها مستفهمة ليتبع هو ـ"ألم تسمعيه بنفسك؟ قال إنه ترك الجماعة لتراقب دوره".
زاد انعقاد حاجبيها وهي تقول بحذر ـ"أتقصد أنه عضو في جماعة إسلامية أو ما شابه؟ على أي حال لو أنه ملتزم باعتدال فهذا لا يعيبه و...".
قاطعها بنفاذ صبر قائلاً ـ"كلا يا عزيزتي.. إنه لم يقصد تلك الجماعة.. البعض يطلق على نسائهم هذا اللفظ.. وهذا يعني...".
بتر عبارته عمداً وهو ينظر إليها رافعاً أحد حاجبيه صامتاً لتقول هي باستنكار ـ"يعني أنه متزوج؟؟"
وانهارت آمالها مرة أخرى في أن يكون زفاف التوأمين مشتركاً.



********************

قراءة ممتعة وخليكوا فاكرين إني قلت اصحاب القلوب الضعيفة والضغط العالي يهربوا من هنا


أما ألحق أنا استخبى بقى

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 04:07 AM   المشاركة رقم: 349
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 
دعوه لزيارة موضوعي

تسلمي يا سوزتي
مووووووووووووووووه
ربنا ميحرمنيش منك :*
اما بقى انتي يا رباب
اعمل فيكي اية
ماشي ماشي
الايام بيننا
لي عودة بتعليق مفصل
تسلم الايايدي البارت رائع :*
موووووووووه

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 16-03-13, 04:25 AM   المشاركة رقم: 350
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتبة مبدعة


البيانات
التسجيل: Sep 2012
العضوية: 246487
المشاركات: 5,818
الجنس أنثى
معدل التقييم: حياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميعحياة12 عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 17407

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حياة12 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الثامن

 
دعوه لزيارة موضوعي

واااااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو


فصل فووووووووووووووووووووووق الرااااااااااااااااااائع يا روبي تسلم ايديكي يا جميل متألقة كالعادة ما شاء الله :)

حفوق بس و ارجع اعلق
بس بقولك ايه يا اوختي .. عايزاكي تموتي لنا راندا الله يخليكي الفصل الجاي او اللى بعده عادي زي ما تحبي يعنى ..بنى ادمة تييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييت جداااااااااااااااااااااا

 
 

 

عرض البوم صور حياة12   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية