لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > رومانسيات عربية > رومانسيات عربية - القصص المكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رومانسيات عربية - القصص المكتملة رومانسيات عربية - القصص المكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-14, 12:38 AM   المشاركة رقم: 596
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 




داعبت هاتفها المحمول بسبابتها بشرود، بينما تحركت أنامل كفها الأخرى تنقر بشكل عشوائي على الطاولة الخشبية أمامها دون هدف

كانت تحاول السيطرة على أعصابها ومشاعر الترقب التي تشتعل بداخلها فتجعلها كالجالس على جمر ملتهب

لكنها ببساطة لم تستطع

فمنذ أخبرها عمو (عزيز) بأمر لقائها المرتقب ب(مازن) اليوم وهي تشعر برجفة داخلية لا تدري ما سببها

أهي رجفة ترقب للقائهما الحاسم الذي سيضع النقاط على الحروف؟

أم هي رجفة اشتياق للرجل الوحيد الذي خفق قلبها من أجله؟

لا تنكر أن ضميرها كان يجلدها بسياط لاذعة لما فعلته في حق (مازن) رغم كل ما فعله من أجلها

لكنها في الوقت نفسه كانت مصرة على أن حياتها صارت أكثر تعقيداً بوجوده

دوامة مخيفة كانت تلتهمها بداخلها طيلة الفترة السابقة، وجعلتها تذعن لنصائح المحيطين بها للاستعانة بطبيب نفسي

فلو أنها ظلت على هذه الحالة طويلاً، ما من شك في أنها ستفقد ما تبقى من عقلها

لا تنكر أن الطريق مازال طويلاً حتى تستعيد صفاءها النفسي،

لكنها في الوقت نفسه بدأت تشعر ببعض الاتزان.. ليس بفضل أدوية مهدئة وإنما لأنها تعلمت أهمية المشاركة

لم تعد تخفي هواجسها وأفكارها ومخاوفها، وإنما أصبحت تتحدث عنها بصوت عال مع طبيبتها الوقورة التي أرشدتها بحنان أمومي صاف إلى حيث ينبغي أن تكون

وهاهي اليوم... جالسة في انتظار (مازن) لتنصت إليه أولاً كما تعلمت، ثم لتدافع عن نفسها أمامه،

فلا معنى لأن تستأثر بالحديث كله طالما لن يأت بنتيجة

وكما علمتها طبيبتها، أحياناً يكون الإنصات أكثر أهمية من الحديث بصوت مرتفع

رغماً عنها داعبت وجهها ابتسامة صافية وهي تتذكر مقولة لبطلها السينمائي المفضل في أحد أفلامه "صوتك العالي دليل على ضعف موقفك"، فتركتها لترسم نوعاً من الدفء على ملامحها الشاحبة وهي تطالع ساعة هاتفها بحركة لا إرادية.



شعرت باضطراب دقات قلبها فجأة، وكأنما تسللت رائحته إلى أنفها قبل أن يصل، أو ربما هو ذلك التواصل الروحي الذي تحاول إنكاره.

المهم هو أنها شعرت بوصوله، ولم يخب ظنها وظله الطويل يحجب الشمس عنها وصوته الرخيم يقول بهدوء ـ"السلام عليكم".

جاهدت نفسها كيلا ترفع وجهها سريعاً أو تجيبه في لهفة، وحمدت ربها كثيراً أن نظارتها الشمسية تحجب عنه انفعالات عينيها اللتان ارتشفتا ملامحه بنهم لتروي ظمأ أسبوعين لم تره فيهما.

لم يخف عليها نحول وجهه البسيط، رغم أنه كان كعادته في كامل أناقته ورائحة عطره تسبقه بأمتار.

وعلى عكسها تماماً، لم يُخف عنها عينيه، وإنما حدجها بنظرات هادئة باردة أرسلت قشعريرة خوف على طول عمودها الفقري وهي تتساءل: أتراه تخطاها بتلك السهولة؟

جاءها صوته الهادئ ليخرجها من شرودها وهو يسألها بشكل روتيني ـ"كيف حالك؟"

ازدردت لعابها لتجد صوتها وتجيبه بخفوت ـ"بخير والحمد لله".

جلس على المقعد المقابل لها وعقد كفيه على الطاولة قائلاً بخفوت مشابه ـ"أخبرني عمو (عزيز) أنك لم تكوني على ما يرام مؤخراً".

طارت عيناها أولاً تراقب أصابع كفه الأيسر لتتأكد من وجود دبلتها الفضية في موقعها. وما أن تأكدت حتى شعرت بعودة الثقة قليلاً إليها، وكادت تسلخه بعبارة نارية تلومه فيها على ابتعاده عنها وكأنها لا تعنيه و...

لكنها ألجمت لسانها في اللحظة الأخيرة لتكتفي بإيماءة بسيطة من رأسها، وكأنها تؤكد ما قاله العم (عزيز).

عقد حاجبيه في حيرة وهو يراقب حركة أصابعها المتوترة، وأدرك أنها تقاوم مهاجمته بأقصى طاقة لديها، ولم يملك سوى الإشفاق عليها وهو يلاحظ مدى نحولها عن آخر مرة رآها به. وبحركة لا إرادية وجد نفسه يمد كفيه بحركة مباغتة ليحتضن كفيها بينهما هامساً ـ"توقفي عن هذه الحركة العصبية. أنت تعلمين أنها تثير أعصابي".

توقفت أنفاسها بغتة وهي ترفع رأسها في حدة لتغرق في نظرة عينيه القوية التي أرقها الشوق إليها، ومرة أخرى عجز لسانها عن النطق وكأنما التصق بسقف حلقها وهي تشعر بذلك الدفء يسري من كفيه إلى كفيها الباردتين كعادتها في فصل الشتاء.

تنهد بقوة قبل أن يمد أحد كفيه لينزع النظارة عن عينيها مغمغماً بحزم ـ"لا مزيد من الاختباء خلف حواجز وهمية. نحن هنا اليوم للحديث بصراحة".

التمعت عيناها بالدموع واكتفت بهز رأسها ثانية في صمت، وكأنها أتت اليوم لتوافق على كل ما يقوله ويفعله.

والغريب أن هذا الصمت والخنوع لم يرقه. فهو عرفها قوية متمردة، لا تمت بصلة إلى تلك الذابلة التي تضغط شفتيها بقوة وكأنها تخشى الحديث.

تنهد ثانية وهو يجاهد للتحكم في كفيه كيلا يهرب أحدهما ويسارع باحتواء وجهها الذي اكتشف الآن كم اشتاق إليه، وتوترت عضلة فكه رغماً عنه وهو يحاول أن يقول بهدوء ـ"لقد أخبرني عمو (عزيز) بحقيقة ما حدث ذلك اليوم، بعدما أكدت له دكتورة (لميس) أنك لم تعلمي مسبقاً بأمر حملك. ويبدو أن ما مررنا به آنذاك أثر سلباً على أعصابنا ونظرتنا للأمور، وحدث ما حدث".

أومأت برأسها في صمت ليشتعل غضبه فيهتف بها غيظ ـ"أين ذهب لسانك؟ بالله عليك تحدثي وكفي عن هز رأسك كالهنود. فآخر ما أريده هو أن يصيبك الخرس الآن".

انتفضت رغماً عنها لتقول بفزع ـ"ماذا أقول؟ لا يوجد لدي ما يخالف قولك، لذا اكتفي بهز رأسي".

ضغط نواجذه في قوة محاولاً التحكم في أعصابه، وهو يقول من بين أسنانه ـ"قولي أي شيء. أنا هنا اليوم لأستمع إليك كما تستمعين إلي. ماذا أصابك؟ أين ثرثرتك المعتادة؟"

سحبت كفيها عن الطاولة واعتدلت في جلستها قائلة بأقصى ثبات لديها ـ"تتساءل عما أصابني؟ حسناً يا زوجي المحترم. لقد بدأت في تلقي العلاج النفسي، وهذا هو سبب الهدوء الذي تراني عليه. بدأته قبل أسبوع تقريباً حينما فوجئت بالجميع ينعتني بالجنون. لكنني في الحقيقة كنت أريد استعادة الهدوء والسلام اللذان فقدتهما مؤخراً. رغم كل متاعبي مع هذا المجتمع السطحي بسبب أخي، لم افقد يوماً هذا الهدوء، وعرفت دوماً كيف استمتع بحياتي. لم أهتم لأحد وانحصرت كل اهتماماتي بوصية والدي رحمه الله. لكنني منذ تزوجت فوجئت بأنني أعيش حياة لا تشبهني مع زوج لا افهمه، رغم حبي له. ربما لم نضع الأسس الصحيحة لحياتنا معاً، وربما كانت أسرارك عائقاً في بناء الثقة بيننا. منذ البداية كنت لك كتاباً مفتوحاً، لكنك دائماً وأبداً كنت بئراً من الأسرار. لا تبوح بأي منها إلا إذا سألتك أنا. لهذا ظننتك عميلاً لأمن الدولة، وظننتك اقتحمت حياتي لاختطاف أخي...كل هذا لأنني لم أعرفك حقاً. وأنت كذلك لم تعرفني حقاً. لم تعرفني حينما قفز عقلك لاستنتاج أن (مودي) هو طفلي من علاقة سرية، ولم تعرفني حينما اكتشفت أنك الأول في حياتي، وبالتأكيد لم تعرفني حينما ظننت أنني قد أقتل طفلي انتقاماً منك. هل يكفيك هذا أم تريد المزيد؟"

تجمدت نظراته على وجهها، ولم تخف عليه ارتجافة جسدها بعد أن أنهت حديثها، وكأنها استنزفت به آخر قواها، ليهز رأسه هو هذه المرة قائلاً بخفوت ـ"صدقتِ يا زوجتي ولا داعي لأن تضيفي المزيد. دعيني أنا أضفه لك. دعيني أذكرك أنك رغم حبك الذي تتحدثين عنه لم ينطق لسانك يوماً بكلمة أحبك. قلتها لك مراراً حينما شعرت بها ترفرف بقلبي ولم استطع كتمانها. لكنك لم تفعلي. فلماذا لا أتخيل أنني بالنسبة إليك كنت مجرد زوج تأمنين به شر القيل والقال؟ ما الذي قد يجعلني أدافع عنك أمام عقلي حينما يموت طفلي الذي تحملينه؟ بل ما الذي قد يجعلني أثق في تمسكك بي من الأساس؟"

صمت للحظات ازدرد فيها لعابه قبل أن يباغتها متسائلاً ـ"ثم عن أي هدوء وسلام تتحدثين؟ هل صدقت ما توهمين به نفسك؟ منذ توليتِ وصاية أخيك ودعتِ الهدوء والسلام، أو فلنقل منذ وفاة توأمتك. أنت بنفسك أخبرتني أنك تقمصت دورها كيلا تشعر والدتك بغيابها. لقد تخليتِ عن (علا) ذلك اليوم، وخذلتِها كثيراً. حتى حينما قابلتك الآن، كنت تتشبهين بهدوء (عنان) وتتجاهلين فوضوية (علا) التي اعشقها. لا أنكر أن هدوء (عنان) وعقلانيتها اجتذباني أول الأمر، لكن شقاوة (علا) هي التي جعلتني اعترف بملء فمي أنني أحبك. أنت تعيشين صراعاً داخلياً مع نفسك يا عزيزتي قبل أن يكون الصراع بيننا".

سالت دموعها تغرق وجهها وهي تغمغم مدافعة عن نفسها ـ" ربما أخطأت بتقمصي شخصية (عنان) آنذاك، لكنها كانت الأنسب لرعاية (مودي) ولمواجهة العالم. أما (علا) التي أحببتها كما تقول فلم تكن لتحتمل تلك الضغوط يوماً. ورغم ذلك، فقد أحبتك (علا) قبل سنوات ودفنت حبك بين ضلوعها كيلا يراه الناس. وحينما تحول حلمها إلى حقيقة بالزواج منك كانت أسعد مخلوقات الله. لكنني شخصياً لم ألمح أي صدى لذلك الحب في عينيك. لذا آثرت الصمت وأنا أراك تتعامل معي بتناقض عجيب، وكأنك تزوجتني فقط كي تعتني بأخي الصغير. حتى يوم صارحتني بحبك لم أستعذب الكلمة لأن مخاوفي منك كانت أكبر من أن أفقد آخر دفاعاتي أمامك وأصارحك بحبي. أنت منعتني من الاعتراف بحبك، فلا تلمني الآن".

قاوم شيطانه كيلا ينتزعها من مقعدها ويمزج أنفاسهما معاً بعدما اعترفت له بحبها له، واكتفى بأن يرمقها بنظرة طويلة ثم زفر في عمق وهو يقول بمرارة ـ"الحق معك يا زوجتي العزيزة. لقد أخطأنا. نعم أخطأنا حينما لم نبدأ حياتنا بوضوح، ولم نضع أساساً قوياً لبناء الثقة بيننا، حتى أصبحنا نصرح بحقيقة مشاعرنا في الحدائق العامة".

زفر ثانية وهو يغمغم متسائلاً ـ" ولكن ما الحل؟ سنتصارح الآن مثلما فعلنا يوم اكتشفتِ حقيقة عملي في الأمم المتحدة، وسنتجاوز الأمر ونعيش سعداء لفترة من الوقت قد تطول أو تقصر. لكن يوماً ما سيطرأ أمر ما ويعكر صفو هذه السعادة لنعود ثانية إلى نقطة الصفر. هل هذا مفهومك عن الحياة؟"

قالها وهو ينهض بغتة ليهتف حانقاً ـ"أي حياة هذه؟ وكيف لها أن تستمر؟ بل كيف لنا أن نحيا وشبح الثقة يطاردنا طوال الوقت؟ أتظنين أنك قادرة على أن تعيشي هكذا؟ صدقيني لقد جربت تلك الحياة وفشلت فشلاً ذريعاً. واليوم أنا لا أريد الاستمرار في هذا الفشل. فإما حياة ناجحة وسعيدة وإما لا".

آلمتها عبارته الأخيرة، وتخيلته يلفظها بأناقة من حياته فانتابتها ارتجافة قوية زلزلتها من الأعماق، لكن استجمعت كبريائها لتنهض بدورها وهي تحيط جسدها بذراعيها علها تمنع تلك الارتجاف، وبصوت متماسك همست ـ"وأنا مثلك لا أريد تلك الحياة".

تأملها من هذا القرب، وقاوم هتاف قلبه باحتوائها وبث الدفء إلى أوصالها المرتجفة، ليقول بقوة مصطنعة ـ" لك هذا".

شعرت بساقيها تخونانها فعادت سريعاً للجلوس على مقعدها في شحوب، في اللحظة التي سمعته يتبع فيها قائلاً بنفس القوة ـ"لابد من أساس جديد لمستقبلنا إذا كان لنا أن نستمر معاً. أساس نتأكد فيه من أن هناك تفاهم مشترك وثقة متبادلة قبل أن يكون بيننا حب حقيقي".

عادت أنفاسها إلى الانتظام في رئتيها، وعادت الدماء تغزو وجنتيها بعد عبارته، وكأن لكلماته القدرة على سلبها بريق الحياة. وراودها شعور غريب يتراقص داخل معدتها فرحاً بأنه ما زالت هناك بعض الخيوط بينهما.

بالتأكيد لم تكن تتمنى أن تنتهي حياتها معه بعد شهر واحد من زواجهما، لكنها لم تكن تريد أيضاً قضاء بقية عمرها في شكوك واتهامات لا تنتهي.

لذا بدت لها البداية الجديدة الملاذ الأخير للحفاظ على حياتهما معاً

وبطفولية (علا) كادت تهتف به في رعونة ’فلنبدأ الآن من جديد، فلقد أدركت كم افتقدك منذ هبت نسمات عطرك‘

لكن ما تبقى من عقلها الواعي ذكرها بأهم نصيحة قالتها طبيبتها أمس

’لا تتسرعي في اتخاذ أي قرار مصيري كيلا تندمي فيما بعد‘



لذا ملأت صدرها بهواء الحديقة النقي وحبسته بداخلها للحظات قبل أن تسأله بأقصى ثبات استطاعته ـ"وماذا تقترح؟"

عاد للجلوس أمامها ليروي ظمأه إلى ملامحها العذبة هامساً ـ"لو اتبعت قلبي لقلت لك هيا إلى منزلنا الجديد، ولنبدأ فيه حياتنا الجديدة".

شعرت بنظراته تخترقها بينما تذيبها همساته، فخفضت وجهها أرضاً، لترفعه ثانية في حدة حينما سمعته يردف باتزان ـ"لكنني سأتبع عقلي هذه المرة... لن نتسرع في اتخاذ أي قرار مصيري يخص حياتنا معاً".

علت الدهشة ملامحها وهي تتساءل بداخلها ما إذا كانت قالت نصيحة طبيبتها دون وعي قبل قليل، ليتبع هو موضحاً بابتسامة هادئة ـ"لقد زرت طبيبتك كما نصحني عمو (عزيز)، وهي أخبرتني بضرورة التريث قبل اتخاذ أي خطوة بيننا".

عقدت حاجبيها بغضب سريع وهي تلوح بسبابتها هاتفة بحنق ـ"كيف ت..".

امسك سبابتها بحركة مباغتة اجفلتها ليقول من بين أسنانه ـ"لا ترفعي صوتك واحترمي أنني ما زلت زوجك، وسأظل كذلك إلى ما شاء الله".

حدقت في ملامح الصرامة التي ارتسمت على وجهه فجأة، وكأن لحظة جنونها القصيرة أشعلت شياطينه.

لكن ما لم يتوقعه هو أن يشعل تهديده لها شياطينها هي الأخرى لتقول بفحيح غريب ـ"لا تحلم كثيراً".

عقد حاجبيه لتزداد صرامة ملامحه، وتتطاير شرارات سلبية بين نظراتهما المتحدية التي لا يدر أي منهما كيف ظهرت من العدم.

وليحسم ذلك التحدي الصامت، نهض من مقعده بحدة قائلاً في حزم ـ" سأتغاضى عن ترهاتك الأخيرة وأمنحك مهلة للتفكير بتعقل. موعدنا يوم زفاف (رأفت) و(منار) بإذن الله في الرابع عشر من فبراير القادم. إذا هاتفتني وطلبت مني اصطحابك إلى الحفل، فهذا يعني أنك استعدت عقلك وأننا سنواصل حياتنا معاً ونكافح من أجل نجاحها. أما إذا لم يصلني اتصال منك فسأفهم أنها النهاية وأنك لا تشعرين بأي أمل إزاء حياتنا معاً. حينها سأنسحب بهدوء لأنني لا أتمسك بمن يبيعني. ستصلك ورقة الطلاق ومعها كافة حقوقك عندي. هل لديك أي اعتراض على الموعد؟"

هزت رأسها نفياً في صمت، وقد عجز لسانها عن الحديث، أو ربما خجل من أن ينطق بالمزيد من الجنون. أما هو فأخذ نفساً عميقاً مشبعاً بشذاها الذي افتقده وحبسه في صدره حتى يحين موعد اللقاء.

وبأقصى ما استطاع من هدوء غادرها قائلاً ـ"إلى اللقاء بعد ثلاثة أسابيع".



لكن أياً منهما لم يكن يعلم أن اللقاء سيكون أقرب من هذا التاريخ

اقرب بكثير...
**********


 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:45 AM   المشاركة رقم: 597
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Jded رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 13

 

سار مسلوب الإرادة برفقة اثنين لا يدري وظيفة أي منهما سوى أنهما من رجال الأمن
فقد كان معصوب العينين، والأصفاد تكبل معصميه بخشونة تؤلمه
لكن آخر آلامه في هذه اللحظة كانت تلك الأصفاد
فمنذ فجر اليوم لم يغمض له جفن، وهو ينتقل من يد إلى يد..أو بالأحرى يُقذف بينهما بعد أن انتزعوه من زنزانته الباردة إلى صقيع يناير الذي ينخر العظام
عصبوا عينيه ووضعوه في سيارة ترحيلات ظلت ترزح طويلاً حتى وصلت مبتغاها
كان فاقداً للشعور بالوقت لكن حرارة الشمس التي بدأت تضرب جدار السيارة وتلسع ظهره هي من أنبأته أنهم ظلوا لعدة ساعات في الطريق حتى أدركتهم شمس الظهيرة بقيظها غير المعتاد
والآن..هاهو يمشي معهما بعد أن فهم من سياق حوارهم مع المسؤولين بهذا المكان أنه في السجن
سجن وادي النطرون
قذفه أحدهما بخشونة إلى داخل زنزانة ما بعد أن فك أصفاده، وسرعان ما أغلق الباب خلفه ليهتف (وجيه) وهو يزيح العصابة عن عينيه ـ"لماذا أحضرتموني إلى هنا؟"
أتاه صوت الحارس الغليظ ينهره ـ"اصمت أيها السجين. بعد قليل ننقلك إلى حيث أصدقاءك".
هتف به في حيرة مؤلمة ـ"عن أي أصدقاء تتحدث".
عاد الحارس ليطل من نافذة الزنزانة الصغيرة قائلاً بتشفي واضح ـ"أصدقاءك من المحظورة..لابد وأنهم سيرحبون بانضمامك إليهم".
انهار رغماً عنه على ارض الزنزانة الباردة ليصرخ وهو يدق الأرض بجواره ـ"لست معهم... أقسم أنني لست معهم".
استدار الحارس مبتعداً وهو يشيح بيده بلا مبالاة قائلاً ـ"لا شأن لي بقسمك... الجميع يعرف ماضيك مع القاعدة".
صرخ ثانية في قهر ليأتيه حارس آخر يهتف به محذراً ـ"لو لم تصمت ستكون هناك أساليب أخرى لإخراسك..ارجع إلى عقلك وأعد لسانك إلى موضعه".
دعا ربه في صمت أن يفرج كربه، كما اعتاد منذ اعتقاله قبل قرابة الشهر، ثم ما لبث أن رفع رأسه إلى الحارس يسأله بلهجة غريبة ـ" لحظة من فضلك ... هلا أخبرتني عن تاريخ اليوم؟"
رفع الحارس حاجبيه في دهشة متسائلاً ـ"وفيم يهمك التاريخ؟ أنت هنا خارج الزمان والمكان يا هذا".
ثم ما لبث أن قال له متشفياً ـ"وعلى أي حال..اليوم هو الجمعة 21 يناير 2011".
قالها وهو يستدير مبتعداً وهو يقول في سخرية ـ"أخبرتك فقط لأن الشرطة في خدمة الشعب".
وابتعد تاركاً ضجيج ضحكته يتردد بين أروقة السجن
قبل أربعة أيام من 25 يناير
وقبل ثمانية أيام من جمعة الغضب واقتحام سجن وادي النطرون...


*************************


تمت بحمد الله


رباب فؤاد

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:48 AM   المشاركة رقم: 598
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
Flowers بعد النهاية

 



احم احم

من غير ضرب ولا تحديف كراسي ولا بيض وطماطم

عارفة ان النهاية ممكن متعجبش ناس كتير...وأنا عن نفسي مش بحب النهاية المفتوحة

لكن المرة دي الظروف حكمت بكدا

يارب يكون المجمل عجبكم وأمتعكم ولو حبة صغننيين

وبجد شكراً لكل الناس اللي تعبوا معايا وساعدوني من أول التشجيع اني انزلها لتصميم الاغلفة وملء القوالب وللاراء اللي احترمتها وافادتني كتيير وساهمت في خروج قلب اخضر للنور اصلا

شكراً لتوأمتي سلافه الشرقاوي ولمصممتنا واكسونة وللكابييييرة سوز على تشجيعها وخاطرتها الجميلة ولشيخة النقاد ايمومسا اللي توقعاتها ونقدها افادوني كتيير
وشكراً لكل متابعاتي ومتابعيني اللي ظهروا واللي فضلوا خلف الستار
شكراً للزعيمة هومي وشكراً لإيسو والساحرة الصغيرة ودوسا وبيرو ونوشا ولامي وماهي وروفي وفادي وكل اللي مروا وسابوا لايك او تعليق حتى لو كلمة واحدة
بجد اسعدتوني بوجودكم وبأتمنى لكم كل التوفيق


متيمةٌ أَنا بهِ, alaa7, awan, مها هشام, لهفة اللقاء, لوشة العزاوي, الشمعة تحترق مرة, الساحره الصغيره, اٌنثى السوآد, اوكاليبتوس, doll, dosa abdo, emn, Emomsa, براعم, fadi azar, Hanan Nona, حياة12, حسن الخلق, Jάωђάrά49, jen, Mick st jhon, روفـــي, سيمفونية الحنين, Q.miiro, Rehana, samahss, shahoda, special Lady, suze, عمر همس الدموع, عبير قائد, عصفورالجنة, waxengirl, هبـه الفــايد, ~ Amoَrat Nَajed ~

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 12:52 AM   المشاركة رقم: 599
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عهد الكلمات


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167604
المشاركات: 658
الجنس أنثى
معدل التقييم: رباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالقرباب فؤاد عضو متالق
نقاط التقييم: 2651

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رباب فؤاد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 12

 

تعديييل
بقوا 12 قارئ.....يووووبي

بصراحة عاوزة المشاركة رقم 800 تبقى في روايتي فباتلكك هههههههههههههه



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 12 والزوار 0) ‏رباب فؤاد, ‏مها هشام, ‏ebtoto, ‏bobababito, ‏اشراقه حسين, ‏احساس مجنونه, ‏شذونة, ‏عمر همس الدموع, ‏حسن الخلق, ‏غرام الدانتيلا, ‏emma2

 
 

 

عرض البوم صور رباب فؤاد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-14, 01:05 AM   المشاركة رقم: 600
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رباب فؤاد المنتدى : رومانسيات عربية - القصص المكتملة
افتراضي رد: 31_ قلب أخضر بقلم رباب فؤاد .. القلب الـ 12

 
دعوه لزيارة موضوعي

يووووووووووووووووووووبيييييييييييييييييييييييييييي
الف الف مبروووووك روبي
مع دقات العام الجديد ختام ابداعك
كانت تجربه جميله ممتعه استحقت المتابعه و الانتظار ، شكرا لك على المشاركه القيمه
اتمنالك كل النجاح و التوفيق
الله يزيدك من فله و ييسر كل امورك

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أخضر, بقلم, رباب, فؤاد
facebook




جديد مواضيع قسم رومانسيات عربية - القصص المكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية