لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (11) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-13, 09:19 PM   المشاركة رقم: 536
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيمفونية الحنين المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15

 
دعوه لزيارة موضوعي

لاحظت غروب التوتر الذي يسود المكان قالت بصوت مرح – لميا هل تقرئين الصحف
نظرت لها لميا بريبة وقالت – اجل لماذا ؟
ابتسمت غروب وقالت – أتقرئين ما تكتبه همسات الغد ؟
ابتسمت لميا وقالت – اجل واحب ما تكتبه
اتسعت ابتسامتها وقالت – حقا ؟
شعرت ياسمين بالريبة وكذلك جنى قالت ياسمين – ومن هذه ؟
قالت غروب تمثل الدهشة – ألا تعلمين من تكون ؟
قالت ياسمين – لا انا لا اهتم كثيرا بالصحف
قالت تمثل الحزن – اوه كيف لا تتابعين أعمالي
ضحك مؤيد وقال – من يسمعك يظن انك كاتبه
قالت لميا بمرح وقد علمت ان غروب تهدف الى ان تشاركهم الحوار – ستكون كذلك صدقني تملك حس قوي
قال مؤيد بمرح – أرجوك لا تزيدي من غرورها يكفي وليد
قالت لميا بمرح – وهناك ايضا قاسم يعجب بكتابتها .. هو يتابع خواطرها منذ البداية
قالت غروب بفرح – هل أخبرك بذلك ؟
قالت بمرح – مممم كنت ألاحظ انه يحدد فقراتك بالجريدة بلون اخر فضولي دفعني الى ان اقرأ ما يلفت نظره وهكذا تابعتك .. وفي المدة الاخيرة اخبرني انه انت من تكتبين حين لاحظ إعجابي بكلماتك
قالت بفرح – رائع لدي معجبين ذو شأن وانا لا اعلم
قالت لميا – أليس اليوم موعد خاطرتك الجديدة
قالت بحماس – اوه اجل نسيت طاهر الاحمق لم يرسل إلي الصحيفة كالعادة .. مؤيد أرجوك توقف عند اول مكتبه لأبتاع الصحيفة لا بد انها وزعت الان
قال مؤيد يمثل الغضب – كيف أشكرك الان لميا !
ضحكت وضحك هو شعرت جنى بالغيرة اما ياسمين أزعجها ما يحصل لا تصدق ان غروب تتحدث بشكل طبيعي مع لميا وكأنها لم تهنها من قبل .. !
توقف مؤيد بجانب احد المكاتب وابتاع الصحيفة وعاد .. نظر قاسم الى سيارة مؤيد التي توقفت قال عامر بحيرة – لماذا توقف وماذا يريد من المكتبة ؟!
قال وليد – لا اعلم سأحدثه
حدثه وليد واخبره ان غروب اصرت على شراء الصحيفة وكذلك لميا تود ان تقرأ الخاطرة الجديدة واخبرهم وليد بذلك .. ضحك قاسم
قال – اجل تذكرت ان خواطرها تنشر يوم الخميس
قال عامر بريبة – حقا لكن انا اتابع الصحف ولم الحظ اسمها من قبل فقط يوم المقال الذي يتحدث عن الفيلا وكان اسمها موجود اسفل المقال
قال وليد بضحك – هي تنشر تحت اسم مستعار
قال عامر – وما هو ؟
قال وليد بمكر – لن أخبرك عليك ان تعرفه بنفسك
ضحك قاسم – وهل تظن انه يستطيع
قال وليد – مممم لا اظن ذلك
قال عامر بغضب – اصمتا كليكما ولا اود ان اعلم
قال وليد وهو يكبح ضحكة – ما الذي أحضرك عامر كنت اظن انك ترفض مرافقتنا
قال عامر بمكر – هكذا انا شخص مزاجي هل لديك اي اعتراض !
قال وليد وهو يهز كتفه دون كتراث – وما شأني انا بك لكن ربما هناك آخرون يمانعون احذر
غمز له ليضحك قاسم فقد علم ما يقصده
لاحظ عامر ان الطقس يتغير نحو الأسوأ قال – اخشى ان تمطر
قال قاسم – قالوا ان الطقس سيكون معتدل الى بعد غد
قال عامر – ومنذ متى تثق بالنشرات الجوية الطقس يتقلب بسرعة
قال وليد – اجل ونحن نتوجه للمرتفعات أتمنى ان يمر اليوم على خير

****

نهضت وفاء عن الكرسي بعدما انهت طعامها وقالت – سامي علي ان اخرج الآن
قال سامي – انتظري اود مرافقتك للشركة
قالت بريبة – لماذا ؟
قال بصوت هادئ ثابت كعادته – اود شكر مروان على حمايتك
نظرت له بدهشة قال - انا اعلم ما حصل وقد تم القبض عليهم لا تقلقي
لم تجبه والتزمت الصمت وأكملت طريقها ترافقه

****

في مكان آخر .. توجه بخطوات ثابته برغم الارهاق الذي طال كل خلية من خلايا جسده .. لا يود سوى التوجه الى الحمام ليستحم وبعد ذلك يغط بنوم عميق .. مر من الصالة ليصعد الى الطابق الثاني الذي يضم جناحه .. مر من امم صالة المعيشة في ذاك الطابق ليستوقفه شيء ما تراجع خطوتين للخلف لينظر الى الكنبة وجدها هناك تنام بعمق وكعادتها دون غطاء .. ترتدي بنطال من الجينز وكنزة صوفيه قصيرة تصل لخصرها .. اقترب منها يتأملها نائمة كالملاك ضحك بسخرية فما ان تستيقظ تتحول لوحش ولكن لا يلومها بل هو السبب بذلك .. لاحظ كيف تحيط خصلات شعرها السوداء القصيرة وجهها وكأنها تحضنها تأمل أهدابها الطويلة السوداء .. عاد ت نظراته تنزلق على جسدها الضئيل الرقيق أشبه بجسد طفلة وجد ان كنزتها لا تغطي خصرها وتظهر شامتها السوداء .. غضب من نفسه لتأملها ومنها فقد حذرها مئة مرة ان تنام بهذا الشكل لكنها لا تستمع إليه وجد ان هناك كأس من الماء على المنضدة ابتسم بخبث والتقطه ليسكبه على خصرها العاري لتنتفض وتشهق بخوف وتنهض واقفة .. فتحت عينيها برعب لتجده يضحك عليها خرجت من دهشتها ليشتعل غضبها وتهجم على عدوها دون سابق إنذار كالعادة فهما خصمان في معركة لا نهاية لها .. صرخت به بأعلى صوتها
- أيها الحقيرررررررررر ماذا فعلت
عاد ليضحك بصوت أعلى من السابق ليشعل غضبها لاحظ عيناها اللتان تعكسان لون كنزتها الخضراء تشتعلان بالغضب وكم يحب بل يهوى ان يغضبها بهذا الشكل فهو يشعر انها الوحيدة التي تجعله يضحك بهذا الشكل ويتناسى حياته المعقدة
صرخت من جديد – أكرهك اكرررررررررررررررهك
تلك الكلمة جعلته يصمت ويعود الى جموده قال بصوت بارد – حتى لا تخالفي أوامري مرة أخرى
قالت بكره – ومن تكون أيها الأحمق لأنفذ ما تريد
قال بغضب مكبوت – إياك ان أراك تنامين هنا مرة أخرى هل تفهمين
ثم اريد ان اعلم لماذا لا ترتدين ملابس النوم هل وجدت لتحفظ بالخزانة .. توقفي عن النوم ببناطيل الجينز
قالت بكره – لن أنام سوى هنا ولن ارتدي ملابس النوم وان لم يعجبك كلامي اضرب رأسك بأقسى جدار فأنت لا تهمني
قال بصوت هادئ – انت حرة لكن كلما رأيتك نائمة هنا وبهذا الوضع سأسكب عليك الماء أفهمت ؟
تجاهلت نبرته المحذرة وقالت بغضب – لماذا عدت أود ان اعلم كنت مرتاحة بغيابك قال بحدة – أظن ان هذا منزلي يا آنسة والآن اذهبي وبدلي ملابسك قبل ان تصابي بالبرد ولا أريد ان اسمع صوتك أود ان انام بهدوء انا متعب
قالت – ومن قال بأني سأبقى بمنزل انت فيه انا خارجة
قال بغضب – إلى أين ؟
تجاهلته وتوجته الى غرفتها ثم الى الحمام استحمت وارتدت بنطال من الجينز الأسود وكنزة صوفية زرقاء جففت شعرها القصير الذي يصل الى عنقها والتقطت وشاح ازرق وأحاطت به عنقها ومعطف اسود يصل لأسفل خصرها بقليل .. ارتدت حذاء اسود ذو عنق يصل لأسفل ركبتها بقليل ووضعت بنطالها أسفله التقطت حقيبتها وخرجت بتلك الأثناء وجدته خارج من جناحه الذي يقع أمام جناحها يرتدي كنزة سوداء وبنطال من الجينز الأسود شعره ما زال رطباً فكرت انه كان يستحم ابتسم بسخرية وقال – الى اين ؟
قالت – ليس من شأنك إلا تفهم !
عاد سؤاله مرة أخرى لتتجاهله وتكمل طريقها لكنه أوقفها حين امسك بذارعها بقوة – لا تتجاهليني
قالت بحنق – ماذا تريد مني ؟
قال دون كتراث – ان تجيبي على سؤالي
قالت وهي تشعر بتوتر من إمساكه بذارعها – اترك ذراعي
ابتسم بمكر حين لاحظ ارتعاشها الذي تحاول ان تسيطر عليه وقال بصوت ناعم كالحرير – لماذا اترك يدك ؟
نبرته الناعمة أخمدت نيران غضبها لترفع عينيها إليه تواجه عيناه العسلية .. اقترب منها أكثر بشكل خطر لتتراجع لكنه أحاط خصرها بذراعه يمنعها قال بذات النبرة – انت ما زلتي تحبينني
ارتعش قلبها وفكرت ماذا يود الآن أكمل هو بذات النبرة – لكن حبيبتي .. صمت قليلا ليرى تأثير الكلمة عليها ليجد ان عيناها واللتان أصبحتا الآن باللون الازرق بسبب انعكاس لونهما عن الكنزة تلمعان ببريق أخاذ يرفض عقله ان ينصاع له ويطفئه كلما قابله أردف .. انا أخاك لا تنسي ذلك
راقب ذاك البريق وهو يخفت ليتلاشى ليبتسم بسخرية لتلمع عيناها بنيران الغضب وتدفعه عنها بكلتا يديها تراجع هو بإرادته يراقبها يتلذذ بالتلاعب بمشاعرها لتصرخ بأعلى صوتها – اكررررررررررررررهك ايها الحقير الأناني المتعجرف من تظن نفسك انا لا احبك بل أكرهك من أعماق قلبي أنت شخص مغرور وانت ليست أخي انا ليس لدي أخ فهمت .. لا يعلم لماذا ألمته تلك الجملة " ليس لدي أخ " وفكر لو كان لديها أخ ما كان حصل لها ما يحصل الآن .. جملتها أعادته الى صوابه عليه ان يلتزم بما ترك له ..قال بصوت أجش – الى أين ستذهبين ؟
قالت بغضب – الى سوسن
- هي في عملها الآن
- تحدثت إليها يوم أمس وأخبرتني انها اليوم إجازة ولكنها ستمر للشركة كي تسلمهم بعض الملفات وبما ان الشركة قريبة من المنزل أخبرتها بأني سأذهب إليها لنخرج سوياً كما انها أخبرتني انها تود ان أشاهد مكتبها
قال بصوت ثابت – حسنا سأرافقك انا أيضا اشتقت لها لم أراها منذ مدة كما اني قلق عليها
قالت بغضب – انا لا أود مرافقتك
تجاهلها يمسك بذارعها ويجرها أمامه شعرت بريبة من نفسها دائما تخوض معه الحرب ذاتها وبالنهاية هو من يكسب الجولة تستسلم تحت تهديده وتخبره ويجبرها على مرافقته
قالت – لا أريد الذهاب بسيارة
لم يعرها أي اهتمام رضخت لتركب بجواره وينطلق بسيارته

****

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 09:20 PM   المشاركة رقم: 537
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيمفونية الحنين المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15

 
دعوه لزيارة موضوعي

في مكتب سوسن - لن تذهبي احتاجك لهذا اليوم
غضبت سوسن واشتعلت عيناها البنيتان من القهر – لكن اليوم هو يون إجازتي
قال سامر دون اكتراث – انا لم أوافق على الأجازة
نظرت إليه سوسن لتراه يطل عليها بقامته الممشوقة لاحظت ان جسده تغير فقد برزت عضلاته أكثر من السابق وأصبح عريضاً حتى نظراته ازدادت صرامتها ولا تعلم السبب يبدو مهيب في العمل عكس ما كانت تصفه غروب .. قالت بصوت حاولت ان يكون هادئ – بل وافقت لقد أخبرتك حين كان السيد مروان هنا وانت وافقت
قال وهو ينظر إليها وعيناه الخضراوان تلمعان بسخرية – وقد بدلت رأيي الآن
قررت ان لا تكمل معه كلامه ومن الأفضل ان تخبر مروان حين يخرج سامر

***
في السيارة
- لماذا لا تسرع لقد تأخرت
قال بحدة – آلا ترين ان الطرقات مزدحمة الآن موعد خروج الناس لأعمالها اصمتي قليلا
توقف للمرة لثالثة عند اشارة المرور ليحضر فتى يحمل الصحف ويبيعها ابتسم له لينزل زجاج النافذة ويبتاع صحيفة ومنح الفتى المال وجعله يحتفظ بالباقي سعد الفتى وشكره وذهب .. نظرت اليه بريبة يبدو حنان عكس ما يظهر برغم انها تهابه كثيرا لكن تشعر ان داخله شخص آخر .. فتح الصحيفة وهو يبحث عن صفحة محددة قالت بريبة - عن ماذا تبحث ؟
ابتسم وقال – عن الخاطرة اليوم هو موعدها
قالت بسخرية – ما زالت تقرئها ؟ غريب
قال ما زال يبحث – ولماذا ؟ أحب ما تكتبه كلماتها تبعث الأمل في النفس تشعرك ان غد أفضل
وجد الصفحة لتقول – هيا الإشارة خضراء
منحها الصحيفة وقال - اقرئيها
أمسكت بها حتى هي تحب ما تكتبه وما ان انتهت قطب حاجبيه وقال – غريب !
قالت – ما هو الغريب ؟
- الم تلاحظي إنها غيرت أسلوبها هذه المرة الأولى التي تكتب فيها عن الحب طالما كانت تكتب عن المستقبل والأمل
قالت – لكنها جميلة .. مممم يبدو انها تحب شخص ما
قال وهو ما زال مقطب حاجبيه – لا أظن ذلك
قالت – هل تعرفها ؟
ضحك وقال – من أين اعرفها ضحك وقال لكن لا أخفيك سراً ارغب ان أتعرف عليها لأعلم من هي
ضحكت بسخرية – ماذا هل تود ان تضم اسمها إلى لائحتك الطويلة
قال بمكر – هل تغارين أختي العزيزة
غضبت من جديد فهي تجنّ حين يناديها أختي .. توقفت السيارة لتصرخ به وهي تنزل من السيارة - انا لست أختك أيها الأحمق
ضحك من جديد وهو يراها تركض لداخل الشركة ركن سيارته وتوجه إليها اعلم موظف الاستقبال انه يود ان يقابل سوسن وإنها تنتظرهما استقبل هو اتصال اما هي تابعت طريقها إلى مكتب سوسن

****

في مكتب سوسن .. سامر – ماذا سوسن أراكِ صامتة
اقترب منها يجلس على حافة مكتبه وينظر إليها تشعر بالتوتر بسببه وتود قتله بهذه اللحظة – ماذا تريد الآن ؟
قال بسخرية – أريدك خارج الشركة سوسن وبعيدة عن غروب
قالت بغضب – حياتي ليست من شأنك أفهمت
بتلك اللحظة فتح الباب لتتوجه أنظارهما الى من اقتحم المعركة قالت سوسن بصوت مرتجف – ريم
نظرت ريم الى سوسن والى الشخص الجالس على مكتبها علمت من يكون بسبب وصف سوسن واشتعل غضبها من جديد وقالت بحدة – انت يا هذا
نظر سامر إليها بريبة وقال – من تقصدين ؟
وضعت سوسن يدها على وجهها تستعد للمعركة القادمة فهي أخبرت ريم كل شي عن هذا المتعجرف وطالما كانت تهدد ريم بتوبيخه وضربه ان تمكنت من ذلك فريم مجنونة أكثر من صديقتها غروب بمراحل بعيدة
قال سامر بحدة – من انت ؟
قالت بغضب – من انا آلا تعلم من أكون !
قال بسخرية – وهل انت مشهورة لهذه الدرجة لأعلم
قالت بغضب – بما انك لا تعلم من أكون إذن لا تستحق ان أخبرك ثم من تظن نفسك لتعامل سوسن بتلك الطريقة آلا تعلم من هي وابنة من تكون
اشتعل غضبه ونظر الى سوسن ليقول بحدة – من هذه ؟
قالت بصوت خافت – ريم أرجوك ليس في مكان عملي
قالت ريم بغضب – توقفي عن سلبيتك يا فتاة هذا الأحمق يضايقك وأنت لأنك طيبة تدعيه يجرحك لا لن اصمت وعليه ان يعلم انك لست وحيدة ليهددك بطردك وهدم مستقبلك
قال سامر – انت أيتها الوقحة كيف تدخلين الى هنا ومن سمح لكي بذلك
قالت - انا حضرت لأخرج برفقة سوسن
قال بغضب وهو يوجه حديثه إلى سوسن – هل تظنين ان هذه الشركة لوالدك لتدعين رفيقاتك اللواتي على شاكلتك ثم انك لن تخرجي من هنا لديك عمل عليك إنهائه
صرخت ريم – من تظن نفسك أيها الحقير ثم اليوم هو يوم إجازتها
قال بحدة – وقد ألغيتها والآن اخرجي من المكتب وإلا أحضرت رجال الأمن ليخرجوك
قالت سوسن – توقف عن هذا لقد تماديت كثيرا أنت من عليه ان يخرج من هنا لان هذا المكتب مكتبي أنا والأجازة سأحصل عليها وان لم توافق فذلك لا يهمني فالشركة لمروان وليست لك
قال باحتقار – لمروان إذن وهل يعلم مروان انك .. رماها بنظرة حارقة
قال ريم بحدة – أنت شخص متخلف هل تهددها بما تعلمه عنها أنت لا تعرفها فاصمت أيها المتعالي
قال بحدة – وأنت يبدو ان والدك لم يفلح بتربيتك..
أوقف كلماته لكمة لم يعلم من أين مصدرها وإطاحته أرضا ، شهق كلتا الفتاتين
في تلك الأثناء كان وفاء وسامي يجلسون في مكتب مروان تبادل كل الرجلين السلام باحترام وكل منهما يقدر الآخر .. شكره سامي بأدب ورد مروان شكره .. مروان لا يكره سامي بل يقدره هو رجل دولة يبذل قصار جهده ليحمي وطنه ويسهر على راحته لكن ما يحزنه وفاء صحيح انه يحبها وقد اعترف لنفسه بذلك لكن لا يود ان يتدخل بحياتها ويكدر العلاقة بينها وبين زوجها كل ما يريده ان تكون سعيدة مع من تحب .. لاحظ مروان ان هناك صوت صراخ خرج ليتبعه كل منهما توجهوا إلى مكتب سوسن ليجدوا سامر مرمياً على الأرض وفتاتان تقفان تراقبا الوضع
نهض سامر بسرعة ليصرخ به – من تكون ؟
قال بغضب – كيف تحادثها بتلك الطريقة وكيف توجه اتهاماتك الحقيرة لسوسن اجبني
قال سامر – وأنت من تكون ؟
قال سامي بدهشة – رواد .. ماذا تفعل هنا ؟!!
التفت رواد للخلف ليجد سامي وضع يده على وجه وقد علم ما ينتظره لاحقا ام ريم صرخت
- سامي أنت هنا
التفت سامي ليجد ريم دعا ربه ان يمر اليوم على خير قال بحدة – ريم ماذا تفعلين هنا ؟
قالت بحدة – حضرت لأقابل أختي سوسن تخيل ان هذا الأحمق يضايقها ويسحب إجازتها
التفت سامي إلى سوسن ثم إلى سامر فكر منذ متى وسوسن تعمل هنا اوه يا الهي ورواد الأحمق ما الذي احضره إلى هنا ؟
التفتت له وفاء وفكرت من هذه الفتاة ؟ أول مرة تراها قال سامي – رواد اخرج ريم من هنا هيا
قال ريم بحدة – لا ليس وحدي سوسن ستخرج أمامي
التفت رواد لريم وقال بحدة – انت آلا تصمتي أبدا !
قالت بغضب – وانت ما شأنك افعل ما أريد ومن طلب منك ان تضربه أيها الهمجي
رمقها بنظرات أجفلت قلبها لكن كالعادة لا تظهر ذلك قال مروان وهو يراقب ما يحصل ويخفي غضبه
- سامر ماذا يحدث عنها ؟
التفتت له ريم تنظر إليه وهي مقطبة وسرعان ما ابتسمت وقالت – لا بد انك مروان لقد مدحتك سوسن كثيرا
نظر مروان لسوسن التي احمرت وجنتيها وهذا الأمر اغضب سامر أما رواد قال بحدة – أيتها الحمقاء ماذا تقولين ؟
قالت له بحدة – انت اصمت لا أود ان اسمع صوتك
وعادت لتلتفت لمروان وتقول بصوت ناعم – لا تفهمني بشكل خاطئ سوسن تمدح طريقة عملك ومعاملتك لموظفيك وكم أنت شخص نبيل تساعد الآخرين وهذا بالطبع ما لا يفعله ابن أخيك المتعجرف اوه لا اصدق انه محظوظ بأنك عمه لما لا تصبح عمي انا !
تأملها مروان بنظره حانية لاحظ ان عمرها يبدو قريبا من عمر غروب ربما تكون اكبر منها بسنة او اثنتين فملامحها صغيرة وناعمة وبريئة ضحك مروان من قلبه حين تذكر ان هذا الكلام سمعه من قبل من غروب عن عامر
قال مروان بمرح – هذا يشرفني أيتها الصغيرة
قطبت بمرح وقالت – لست صغيرة
ضحك بخفة وقال – اعتذر
وعاد تضحك و قالت بمرح – لماذا تضحك ؟
قال – تذكرينني بفتاة كنت أظن أنها الوحيدة من صنفها لكن يبدو ان هناك من يشاركها جنونها
قالت بمرح – ممم أحذرك ان تتهمني بجنون
قال بمرح – مممم دعيني اطمئن هل تمارسين الكراتيه او تستطيعين استخدام السلاح
قطبت بمرح وقالت بدلع لم تتعمده – أنا لا أبدا وهل سأذهب إلى الحرب
ضحك مروان ولم يعد يحتمل شقاوتها كغروب وكجنى وكبنات أخيه طالما كان العم المثالي لهما ولا يمتنع ان يعامل أي فتاة بهذا العمر مثلهم فهو يقدر الجنس اللطيف ويكره ان يعاملن بعنف ويحاول ان يحمي أي فتاة تظهر في طريقة
قال – معك حق لكن تلك الشقية مختلفة .. نظر إلى سوسن وقال .. ما رأيك سوسن أليست كارثة متنقلة
ضحكت سوسن وقالت – ستجن ان علمت انك تتحدث عن غروب فهي لا تحبها
قال بريبة – ولماذا ؟
قالت سوسن – تظن أنها سرقتني منها وتصور إنها ترفض مقابلة غروب
ضحك سامي وقال – هذا من حسن حظك سوسن ستضيعين بينهما ان اجتمعت كلتيهما فهما ستشكلان عصابة من دون شك ثم ان ريم لا تقل تهور عن غروب صدقني مروان فقد ضربت شاب بسيارتها عامدة لأنه غازلها هذا دون التطرق إلى مشاجراتها في الجامعة والحرب المستمرة بينها وبين رواد .. نظر إلى رواد وقال – لم تخبرني بعد ماذا تفعل هنا ؟!
قال رواد بحزم – حضرنا لنقابل سوسن الم تخبرك ذلك من قبل ؟
صمت ثم التفت الى مروان وهو يحاول ان يكبت غضبه – انا اعتذر عما فعلته لم اقصد اقتحام الشركة واعتذر عن ريم وما سببناه من فوضى هنا
مد مروان يده الى رواد ليمد الأخر يده مصافحاً وقال – لا بأس بذلك رواد كما أني سررت بتعرف إليكما
نظر إلى ريم وأردف .. أتمنى ان أراكما مرة أخرى
قالت ريم وهي تقفز بسعادة -رائع إذن ستدعني اعمل لديك فانا ادرس هندسة معمارية كما اني منتسبة الى مدرسة الفنون وأتعلم النحت
منحها مروان ابتسامة مشرقة وقال- إذا كنت ماهرة وموهوبة مثل أختك بالطبع لا أمانع
ضحكت وقالت – حسنا سأعود بعد أربع سنوات وأن استطعت ان انهي دراستي قبل سأعود
قال ببشاشة – وأنا أرحب بك بكل وقت وأنتما مدعوان إلى افتتاح المركز التجاري بعد شهر من الآن
قالت بسعادة – شكرا لك
قال رواد – هيا ريم
قال مروان – وأنت سوسن أظن ان اليوم هو يوم إجازتك
قالت بسعادة – شكرا لك سيدي
لم ينطق سامر بحرف وهو يراقب ما يحصل أمامه وفكر مروان لماذا يعاملهم بهذا الشكل .. تبادل كل من سامر ورواد النظرات الحارقة أما ريم قالت لسامي
- وأنت لماذا لم تعد تحضر إلى منزلنا ؟
شكر سامي ربه ان ريم لم تناديه باسمه الحقيقي كما كانت تفعل دائما ونظر إليها ثم إلى وفاء وسوسن وقال – اعتذر سوسن لم اسلم عليك
قالت – أهلا بك سامي لا بأس
قال سامي – أعرفكما هذه وفاء زوجتي وهاتان ابنتا احد معارفي سوسن وريم هما ابنتا احد الوزراء السابقين
قالت وفاء – تشرفت بمعرفتكما وانت رواد هل أنت شقيقهما
قالت ريم وهي تنظر إلى رواد بتحدي – لا هو ابن زوج والدتي
شعرت وفاء بالريبة وكذلك سامر ومروان أما سامي نظر إلى رواد بحدة وهو يتمنى ان يقتله الآن فهو يخاطر بكل شيء آلا يكفيه الأحمقان الآخران لينضم رواد إليهما
قال رواد - هيا بنا يا فتيات
خرجتا تتبعانه ليستأذن سامي أما وفاء ذهبت الى مكتبها وبقي مروان برفقة سامر قال بحدة
- سامر ما مشكلتك مع سوسن اجبني ؟
قال بحدة – وأنت لماذا تحميها بتلك الطريقة انت لا تعرف عنها أي شيء
قال مروان بحدة وهو يحافظ على هدوء أعصابه – وأنت تعرفها سامر اجبني ؟
لم يجبه ليردف – ليس مروان عامر الفايز من يقبل ان تهان فتاة في شركته او أمام عينيه حتى لو كانت سيئة لا سمح الله سأنصحها كأخ مع ان سوسن ليست كذلك وأنت لاحظت ذلك طوال مدة عملها في الشركة .. سامر هذه المرة الأخيرة التي أحذرك فيها بالتدخل في شؤون الموظفين وخصوصاً سوسن لذلك ابق بعيداً عنها وعن تحقيرك لكل فتاة فانا أفهمك يا ابن أخي افهم ان مرافقتك للفتيات والعبث بحياتهنً ليس سوى طريقة تعبر فيها عن احتقارك لهن لا اعلم تفاصيل ما حدث بالماضي لكن الفتيات لسن شماعة تعلق عليها كل ما حصل لك وليس كل الفتيات مثلما تظن ولا الرجال أيضا ليسوا جميعهم خونه عد لحياتك بشكل طبيعي وعد لتثق بالناس فإن لم تتغير ستمضي حياتك وحيداً سامر انا أتحدث من أجلك أنت من اجل حياتك يا ابن أخي
عاد مروان إلى مكتبه وترك سامر لوحده يفكر لا يمكن ان يثق بأحد من جديد لا يمكنه ان يرتكب الخطأ مرة أخرى .

****

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 09:20 PM   المشاركة رقم: 538
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيمفونية الحنين المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15

 
دعوه لزيارة موضوعي

وصلوا الى المزرعة وكانت غروب قد أمضت الوقت تدير دفة الحديث بين لميا وياسمين وجنى .. اقترب الرجال من الفتيات وأوقف عامر قطرات ماء نظر الى السماء ليجد انها تمطر
قال بسخرية – رائع تبعنا رأي طفلة وانظروا ماذا يحصل الآن
نظرت له بحدة ولم تجبه وكذلك الآخرون وتوجهوا للداخل .. لاحظت غروب ان المزرعة نظيفة قالت
- جيد ان المزرعة نظيفة
قال مؤيد – لقد جعلت احد العمال ينظفها والآن هيا لنحضر الطعام
قال وليد – لن نستطيع ان نذهب الى الإسطبل فهي تمطر
قالت غروب – الحمد لله لقد هطل المطر كثيرا هذه السنة
قالت ياسمين – هذه السنة لم اشعر بالشتاء
قال وليد – اجل الشتاء هنا يختلف لذلك أحب ان ازور المملكة في هذا الوقت
قال مؤيد – نحن الرجال سنتوجه الى الصالة ونشعل المدفئة وأنتن حضرن الطعام هيا
قالت غروب باعتراض – ماذا وانا ما شأني بالمطبخ لا يا أخي الحبيب دع زوجتك وأختها تطهو وانا أخرجني من الدائرة أساسا هذا من مصلحتكم كي لا أتسبب بكارثة ثم انت تستطيع الطهو لماذا لا تشاركهم
ضحك كل من قاسم ووليد وقال وليد بصوت ساخر وكأنه فتاة – لماذا لا تطهو لنا حبي لقد اشتقت للطعام من تحت يديك أرجوك مودي
ضحكوا عليه وقال مؤيد بغضب – أحمق أتراني فتاة أمامك وأنت ماذا هل ستشكلان حزب ضدي
ضحكت جنى وقالت – ومن يجرؤ على هزيمة زوجي الحبيب
صفقت غروب بكلتا يديها وقالت - وليد علينا السلام انتهى حزبنا ودع يا أخي أيام الانتصار
مثل وليد الهزيمة وهو يتراجع للخلف بقول بصوت حاول ان يكون بائس – لماذا تنهار مملكتي هكذا ؟ لماذا اهزم بعد قرون لقد انتهت حياتي يا سادة انتهى أيام الحكم
وسقط على الأرض ليضحكوا جميعاً لميا قالت – اوه ما هذا لماذا لا تمتهن التمثيل وليد ؟
أجاب وهو يضحك – افعل ان كنت انت البطلة ما رأيك ؟
ضحكت لميا وقال قاسم بصوت ثابت – من الممثلة أيها المهزوم ؟ لميا مستحيل ان ادعها تفعل ذلك
شعرت لميا بالخجل
قالت غروب – اوه الشاب الوسيم يغار انسحب يا حبيبي ثم أنت لديك أميرة الياسمين
خجلت ياسمين أما وليد ارتبك فهو منذ ذاك اليوم لم يقابل ياسمين ولم يتحدث معها
قال بحدة – غروب يا فتاة
توترت قليلا وقبل ان تنطق بكلمة قال عامر – اوه ماذا حصل هل ستتخاصمان
نظرت له غروب بحدة وقالت - انت تنتظر فرصة ان ترانا متخاصمان أليس كذلك
قال وهو يكبت ضحكة – اوه غروب انت تظلمينني
اقتربت منه ووقفت أمامه وقالت بصوت ساخر – انا أفهمك عامر وانت تفهمني كلينا وجهان لعملة واحدة لذلك لا حاجة لتتذاكى علي
ابتسامة خفيفة داعبت شفتيه وبريق خطير سكن عينيه تلك الفتاة تجذبه كالمغناطيس .. قوتها وجرأتها تسحره قال بصوت خافت – اجل غروب نحن نفهم بعضنا
اقترب منها خطوة أخرى لاحظت غروب ان الصمت خيم على المكان وان من حولهم ينظرون إليهم وجدته غروب قريب منها لا يفصل بينهما سوى خطوة واحدة تراجعت للخلف قاطعهما مؤيد بغضب – ماذا يحصل بينكما ؟
توترت غروب لكنها لم تظهر ذلك وقالت – كالعادة أخي نتشاجر فهذا الأخ ينتظر فرصة ليوقعني
قال عامر بسخرية – حقا غروب انا افعل ذلك
قال وليد بتهديد – هل يمكن ان تلتزما الصمت تعبت من مشاجراتكم كلما التقيتما وكأنكما طفلان في الحضانة ما هذا ليتناسى كل منكما الآخر هذا أفضل حل
لم يعلق احد بل التفتوا الى النافذة ليراقبوا المطل الذي يهطل بغزارة
قال عامر – ما شاء الله اللهم زد وبارك
قالوا جميعاً – آمين
جلس الرجال يتحدثون والفتيات يعدنّ الطعام تناولوه بعد ذلك وهم يضحكون ويتحدثون ليوقفهم صوت الرعد التزموا الصمت ليعاودوا النظر للنافذة ليجدوا ان كرات الثلج تتساقط من السماء
قال عامر – انها تثلج !
قالت غروب بسخرية – وكأننا لا نشاهد ذلك
قال عامر بغضب – غروب اصمتي أخبرتكم لا تثقوا بنشرات الجوية لكن لا احد يستمع إلي الآن كيف سنعود الى منازلنا لكن لا ألومك ألوم الحمقى الذين يتبعون أوامرك
قالت غروب – اصمت لا اسمح لك بإهانتي لم أجبرك على القدوم انت حضرت من نفسك ولم يدعوك احد
صرخ عامر – انت لا تعترفين بخطئك أبدا
قالت بغضب – ولما اعترف انا لم أخطئ بشيء ولا تملك الحق بتهامي
تعب منهما مؤيد وصرخ بغضب – يكفي اصمتا ما هذا أطفال يا الهي
في هذه اللحظة دوى الرعد مرة أخرى لينطفئ الأضواء ويخيم الظلام على المكان
قال عامر – رائع وكأن هذا ما ينقصنا
قال وليد – ربما كان من الكابل الخاص بالمزرعة
نظر قاسم إلى النافذة وقال – لا من الكابل الرئيسي انظر المزرعة الأخرى أطفئت أنوارها
قال عامر – وما العمل الآن
قال وليد – ما زال الوقت مبكراً الساعة لم تتجاوز الرابعة
عامر – لكن نحن الآن بالشتاء والظلام يحل بعد قليلا
قاسم - من الأفضل ان ننتظر الى ان يتوقف المطر لنستطيع القيادة
عامر – لا أظن انها ستتوقف انظر الثلج بدأ بتراكم
قالت ياسمين بخوف – إذن ماذا سنفعل أذا لم يتوقف
قالت غروب ببساطة – نقضي الليلة هنا
قال عامر بغضب – لا بد انك جننت كيف نقضي الليلة هنا ؟
قالت بغضب – ما الصعب فهمه بما قلته !
قال عامر بحدة – آلا تدركين أننا شبان وحدنا هنا
قالت غروب بحدة – وماذا سيحصل اذا قضينا الليلة هنا عامر إذا كنت لا تثق بنفسك هذه مشكلتك ولا أمانع بمغادرتك
قال بغضب – انت هل جننت لتخاطبينني بهذه الطريقة ؟
قالت لميا وهي تدرك سبب غضب عامر فسامي طلب تواجدهما بالغد ولا تود ان تتأخر هي أيضا – عامر اهدأ غروب لا تقصد
قال عامر بحدة – س... لاحظ انه سيكشفها فتدارك خطئه وأكمل سنتسبب بالقلق لعائلاتنا لميا
قال مؤيد وقد بدأ صبره ينفذ من هذان الأحمقان لم يعد يحتملهما – سنقضي الليل هنا ان اضطررنا إلى ذلك فلن نغامر بالعودة في هذا الطقس أبدا أفهمتم والآن كل شخص يحدث عائلته ولا أظن ان احد سيمانع غروب شقيقتي وبرفقتي وكذلك زوجتي وأختها ووليد يعد من العائلة وأنت عامر أظن ان أختك هنا قاسم أنت لست غريب أيضا ولميا أتمنى ان لا نتسبب لكي بالمشاكل لكن أعدك انك لن تتعرضي للأذى وأنت تحت سقف منزلي وستكونين بأمان
قالت بهدوء – لا تقلق مؤيد انا اقطن وحدي بمنزلي وأظن أنني هنا سأكون بأمان أكثر من منزلي
قال قاسم براحة – هذا أفضل لميا والآن ماذا سنفعل ؟
قالت جنى – لنبحث عن الشموع
قال وليد – انا سأحضر الحطب للمدفئة من الخارج
قالت غروب سأحضر بطانيات من الداخل كي لا نشعر بالبرد
ياسمين – وانا سأحضر مشروب ساخن لندفئ أجسادنا
فعلوا ما اتفقوا عليه وتحدث مؤيد إلى عائلته يخبرهم بما حصل .. نظر عامر إلى لميا يخبرها بنظراته بما يخشاه فهو عليه أن يطلع سامي على ما حصل لكنها أشارت لها برأسها أنها ستتولى الأمر .. توجهت لدورة المياه واستبدلت شريحة هاتفها بأخرى تحتفظ بها ولا تستخدمها سوى للتحدث مع سامي او احد العملاء أخبرته انهم محتجزون بالمزرعة غضب واخبرها ان تحاول هي وعامر التواجد في المركز غدا فهناك معلومات مهمة ينتظرونها من احد الأشخاص وهي التي ستحدد خطتهم القادمة .

***

جلس سامي ينتظر قدوم رواد لكنه لم يحضر تحدث إليه في ذاك الوقت كان رواد قد عاد برفقة سوسن وريم إلى المنزل وجلسوا يتحدثون وسوسن تبذل جهدها كي لا يتشاجر الآخران قطع حوارهم هاتف رواد وخرج ليتحدث في غرفته قال سامي بغضب
- رواد اخبرني بما كنت تفكر فيه اليوم ؟
قال رواد بنبرة عمليه ثابتة – سامي لم أكن اعلم ان سوسن تعمل في شركة مروان لقد تفاجأت
- رواد ألم تشاهد اسم الشركة ؟ هل تنوي ان تفقدني صوابي أنت تحمي مروان وتخطو خلفه كظله بالتأكيد تعلم الطريق إلى الشركة
قال رواد بهدوء فهو لا يلوم سامي الآن- سامي انا لا احمي مروان طوال اليوم لا تنسى عملي في ذاك البار
قال سامي وهو يحاول ان يهدأ نفسه – هل هناك ما هو جديد ؟
رواد – عامر طلب من احد الرجال ان يتحرى عن جاك وقد علم انه يعمل بذات المكان الذي التقط فيها طاهر الصور
قال سامي – ولما فعل ذلك ؟
رواد – حصل ذلك بعد مقابلة جاك لغروب تعلم أننا نراقبها لنوفر لها الحماية ففايز ينوي ان يستخدمها ضد والدها لينسحب من الانتخابات
قال سامي بغضب – هذا ما كان ينقصني ان يتبع ذاك الآخر عواطفه يا الهي ماذا افعل معكم وتلك الأخرى التي تبدلت أوضاعها
قال رواد – تقصد سمانثا
قال سامي – ومن غيرها سما
قال رواد – لماذا تدعونها سما لا افهم ؟
سامي – هي طلبت ذلك لأنه من يسمعه يظن أنها عربية لا اسم تصغير لاسمها الأجنبي
قال رواد – هذه الفتاة لغز كبير لا اعلم لماذا جنسيتها أمريكية واسمها أجنبي وديانتها مختلفة
قال سامي – لا اعلم أي شيء عنها من يعلم الرئيس !
قال رواد – وما يحيرني ان والدي يدخلها إلى جو العائلة
قال سامي وهو يشعر انه سينفجر من الضغوط التي يواجهها – ربما يرغب بالزواج من جديد
ضحك رواد بصخب وقال- لا أظن انه يرغب ان يجرب للمرة الثالثة
قال سامي – حاول ان تبعد ريم عن طريق الشركة رواد وتصالح معها هذه الأيام فقط كي لا تسبب أي كارثة جديدة نحن الآن في وضع محرج
قال رواد بضحك – أعدك ان اعقد معها هدنة لكن لا أعدك ان تتخطى الساعة
قال سامي بغضب – رواد لا تفقدني صوابي
قال بضحك – حسنا يا رجل ما بك اهدأ أتعلم شعرت بدهشة إنها نادتك سامي منذ ا...
قاطعه سامي بغضب فهو يكره ما حصل وبات يكره كل ما حوله حتى نفسه كل ما يحصل كذب وخداع حتى اسمه وشخصيته لم يعد يدرك أيها الحقيقية
– رواد أريدك غدا في مكتبي
أغلق الهاتف .. نظر رواد إلى الهاتف وهز رأسه فهو يعجز عن فهم هذا الشخص وتلك الأخرى سمانثا او سما كما تفضل ان يدعوها لا يعلم لما والده يجعلها تتواجد قدر الإمكان في منزلهم .. تذكر المرة الأولى التي ظهرت فيها قبل أكثر من سنتين ونصف قال أنها تدعى سما .. شاهدها رواد شعر بشيء يجذبه إليها أمر غريب ليس حب لكن عاطفة من نوع آخر طلب منه الرئيس ان يكون مسئول عن فترة تدريبها لثلاث شهور وبعد ذلك سافر رواد الى مهمة جديدة وحين عاد قبل شهور وجد انها أصبحت جزء من العائلة حتى زوجة والده تحبها ولا تستغني عنها بالبداية كره ان يتواجد شخص غريب في منزله فريم والتي تقطن معهم منذ سنوات لم يعتد على تواجدها إلى الآن لكن بعد فترة قصيرة رحب بها وبات يسأل عنها غموضها يجذب اهتمامه كم حاول ان يعلم ما قصتها ولكنها كبئر عميق جدا لا تستطيع ان تصل الى قاعه برغم من مهارته في استخراج المعلومات فشل أمامها فشل ذريعاً .. لا يعلم كيف يصفها ماكرة ذكية ربما مخادعة لكن ما هو واثق به أنها إنسانة طيبة تحمل صفات نبيلة بالرغم من ان عمرها عشرون عام واصغر منه بثلاث سنوات لكنها تملك خبره كبيرة بالحياة .. اخرج نفسه من تلك الحيرة وقرر ان ينام فهو لم ينم منذ أكثر من يومين شعر ان طاقته نفذت عليه ان ينال قسط من الراحة قبل موعد عمله في ذاك الملهى الليلي الذي يتردد عليه فايز باستمرار .

*****

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 09:21 PM   المشاركة رقم: 539
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيمفونية الحنين المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15

 
دعوه لزيارة موضوعي

جلسوا معا في الصالة يتجمعون حول المدفئة ويتدثرون بالبطانيات .. مؤيد يجلس بجوار جنى ..غروب بجوار النافذة .. وليد بجوار قاسم أما لميا بجوار ياسمين كل منهم يسرح في عالمه الخاص .. يبحث عن حل لمعضلة يواجهها .. أفكار مخفية وأسرار عميقة تتحاشى داخل قلوب متألمة أنهكتها هموم الحياة .. كل منهم يخشى من اليوم القادم وما سيحمله إليهم من مفاجآت .. والآن يستغلون لحظة من الزمن يرتبون أفكارهم من جديد لحظة مسروقة اخرى من زمن لا يلبث بصفعهم صفعة تلوى الاخرى .. لحظة يحتاجون ان يشعروا بالراحة والهدوء لتركد تلك الافكار الخبيثة بالقاع .. لحظة يلتقطون فيها نفس نقياً كي تنعشهم ليتابعوا الطريق ..
جلست غروب تراقب تساقط حبات الثلج وابتسامة عذبة ترتسم على شفتيها لاحظ عامر ابتسامتها وشغفها لما تشاهده وابتسم لأجلها لا يعلم ما الذي يحصل له كيف يضعف امامها ؟ كيف تفقده السيطرة على اعصابه ؟ تذكر ما فعله به القائد ونظر إليها .. حتى القائد لم يفقده هدوئه فكيف هي ؟ فكر بحياته الماضية .. ماذا كانت ؟ ثلاث سنوات بعذاب التدريب ليل نهار وعمل شاق إلى ان أنهى مهمته كانت حياته باردة قاسية لا يفكر سوى بانتقامه من القائد .. أليس الأمر الآن كذلك ؟ الا يعمل من اجل الإمساك بفايز لكن لما يشعر انه اضعف لم يعد ذاك القاسي الذي لا يهاب شيء يكفي دمعة تترقرق في عينيها لتسقط حصون دفاعاته جميعها .. تنهد بقلة حيلة لتسقط عيناه على لميا التي تجلس امامه وتنظر الى قاسم ويبدو واضحاً انها في عالم اخر فكر هل تعاني لميا ما يعانيه ؟ لكن الامر مختلف هي تقربت من قاسم لتوقعه بعدما نفذت محاولاتهم في معرفة مصدر تلك الأموال بل الثروة الهائلة التي ظهرت في حساب قاسم ..
عاد في أفكاره ليوم اخبره فيه سامي عن قاسم اخبره ان قبل اكثر من عامين ظهر مبلغ هائل من الاموال في رصيد قاسم ولم يعلموا مصدره كان حينها في أميركا يعمل شريك في احد الشركات الالكترونية وحين علم شريكه بذلك ادعى انه اختلس من أموال الشركة وتلاعب شريكة بالحسابات ليحصل على الأموال لكن ديموند صديق قاسم منذ سنوات لم يتركه واظهر التلاعب .. تم حجز قاسم وأصبحت كل تهمة اختلاس ترمى على ظهره خضع لتحقيق مرير لكن لم ينطق بحرف ولولا مساعدة احد الأشخاص الذي لم يكشف عن هويته واتضح لاحقا انه من زعيم من اكبر رجال العصابات ثم خرج من الحجز وخضع للمحاكمة لكن قاسم خرج وما زال مراقب الى الآن وسر تلك الأموال ما زال مخفي وما جعل الشكوك تتزاحم حوله فايز وما يفعله ولقاء قاسم لذاك الشخص لأكثر من مرة وما يقلقهم أكثر ان ذاك الشخص يتاجر بالأسلحة لكن بالطبع شخص مثل ذلك لا يمكن إيقاعه بسهولة وهو يغطي أعماله القذرة بأخرى خيرية واستثمارات ناجحة تدعم بلاده .
اما جنى ما زالت تفكر بمصيرها المعلق هي الآن تتعلق بمؤيد يوم بعد يوم وفكرة الموت باتت تقلقها كثيرا اكثر من السابق لكن هناك شيء ما يكدرها لا تعلم ما هو ؟ شعر مخيف يجعلها تكره نفسها ؟ وينتابها بعد لحظاتها الجميلة برفقة مؤيد وكأن ضميرها يؤنبها لانها سعيدة برفقته .. وكأنها لا تستحقها لكن لماذا يحصل لها ذلك لماذا ؟
اما مؤيد يشعر بحزن عميق وهم يثقل صدره ماذا سيفعل الأيام تمر تخطو المدة المحددة وجنى تذبل امام عينيه يوما بعد يوم .. ما الحل ؟
اما قاسم يفكر بلميا لقد أصبحت جزء كبير في حياته الفارغة فهو طالما شعر انه دون عائلة برغم من ان عائلته الكبيرة لكن لم تحتويه ابدا ولم تحبه كل ما كانوا يفكرون به فايز وبسببه كرهوه من حوله حتى أولاد عمه يتحسسون منه ولا يرحبون به جيد ان وائل يختلف عنهم ويحمد ربه على أصدقائه عز الدين وشقيقته و أمير وديموند لكن امير تزوج وسافر وديموند بعيد عنه لكن هناك آخرون يعوضوه يوسف من كان يؤمن بمعدنه الأصيل والطيب ويساعده ويسانده ويشجعه ان لا يتبع والده او شقيقة تذكر ريتا تلك الفتاة الناعمة الخجولة كم أحبها حين شاهدها لأولى مرة نسي ما حوله أرادها بكل قوته اراد ان يحميها مما حولها من هذا العالم المخيف وان يمحي نظرت الرعب التي سكنت عينيها حين شاهدته .. تذكر أيامهم السعيدة لكنها لم تدوم طويلاً ولم يحصل على ما يريده كم دهش بل أصابه الجمود حين علم انها ماتت بكى كطفل صغير فقد جميع عائلته .. ألم تكن هي كذلك بالنسبة له ؟ وما دهشة أكثر المحامي الذي حضر بعد ذلك وسلم له رسالة كانت منها قبل ان تموت وتطلب منها ان يجد أختها لكن دهش حين اخبروه انها مانت بعد موت شقيقتها شعر بالريبة وطلب من ديموند ان يتقصى عن الأمر لكن اخبره ان الفتاة ماتت تذكر اسمها كان سرينتي وحين اخبره ديموند انه سيبحث أكثر اخبره بعد مدة ان الامر سري ولا يوجد اي ملفات عنها وبعد ذلك تم القبض عليه بتهمة الاختلاس .. لا يعلم لما نظر بتلك اللحظة الى لميا .. تلك الفتاة منذ عاد من أميركا بعد ان تم اعتقاله وهو يحاول ان يكشف سرها لكن لا مجال لذلك هي كتلة معقدة لا يستطيع حلها ابدا لكنه يشعر انه يحبها اجل لقد استطاعت ان تلفت نظره بعد ريتا لاحظ انها تشبهها بشعرها الأشقر وقليل من ملامحها لكن شخصية لميا مختلفة بشكل جذري يشعر أحيانا انها مهيبة قد تفعل ما لا يستطيع عقله إدراكه ويمكن ان تكون خطيرة وهذا ما يجذبه اليها بشكل كبير .. قرر أخيرا انه سيعرض عليها الزواج اجل لما مجال للتراجع لا يود ان يمضي حياته وحيدا يود ان يشكل عائلة له وحدة .. سيطلب من لميا الزواج وسيقيمه بعد ان تنتهي محكمة فايز التي اقتربت كثيرا ..
اما لميا تفكر بحياتها القادمة تشعر ان قاشم تعلق بها كثيرا وهي كذلك وكم تخشى ان يتقدم لخطبتها .. هو يلمح لذلك كثيرا بالمدة الماضية لكن ماذا ستفعل حينها يا الهي .. ومهمتها وما عليها ان تحصل عليه أليس عليها ان تعلم سر تلك الأموال وان تكتشف إذا كان لقاسم اي علاقة بذاك الشخص الذي أخرجه حين تم اعتقاله ؟ وهناك ايضا ريتا وحياتها الماضية وقاسم هل سيكتشف الحقيقة يوما ما وهل يسامحها حين يعلم ما أخفته عنه فكرت من عليه ان يسامح من ؟ أليس هو من لم يستطع حمايتها .. الم اخبر ريتا ان تذهب معه بعيداً الم أتحدث معه في احد المرات وحذرته ان لا يتركها أبدا مهما حصل لكن هو ماذا فعل تركها .. فكرت يال غبائها كيف لم تعلم هويته من قبل لكن تلك المحادثة كانت قبل سنوات بعيدة وهي كانت صغيرة ربما بالخامسة عشر او اقل .. فكرة بحدة اوه لا ليس علي ان أفكر بهذا الأمر علي ان أركز على هدفي لأعود الى حياتي ، حياتي انا ابنة والدي من رباني وأعود إلى عائلة والدي .. والدي الحقيقي وليس أسماء تنسب إلي .. سأعود اجل سأعود يوما ما ..
اما ياسمين تفكر بوليد الذي لم يحادثها إلى الآن وهو يفكر بالأمر ذاته
قال وليد يقطع الصمت الذي خيم على المكان - ما بكم التزمتم الصمت
نظرت له غروب وقالت وهي تبتسم بشيطانية - ما رأيكم ان نخرج لنلعب بالثلج
صرخ بها وليد ومؤيد برعب بصوت واحد - غروووووووووب
ضحكت من كل قلبها وقالت ببراءة – ماذا هناك ما بكما ؟!
نظر كل منها للآخر وقال وليد بتحذير – إياك ان تخرجي خطوة واحدة
قال مؤيد – غروب هذه المرة لن اصمت أفهمت
عادت للضحك وقال عامر – ما بكم ؟
قال مؤيد – انت لا تعلم عقدتها هذه المجنونة مع الثلج يا أخي كلما كانت تثلج تخرج للخارج وتجلس تاكل الثلج لدرجة انك تظن انه سينتهي
أردف وليد – وليتها تفعل ذلك فقد آلا تذكر كم مرة تغافلنا وترمينا بالثلوج مشاكسة
ضحكت ببراءة وقالت بدلع عفوي وهي تهز رأسها رافضة – لا لا لا انتم تظلمونني ممم حبيبي مؤيد أرجوك مؤيد حبي هيا أرجوك
نظر عامر ببلاهة لها ما هذا تلك الفتاة تفقده عقله لا محالة قال مؤيد مستسلماً فهو لا يستطيع ان يقاوم عيناها حين تستعطفه بهذا الشكل – غداً غروب حين يتوقف المطر عن الهطول
رفعت حاجبها بمكر وعيناها ما زالتا تحملان النظرة المستعطفة ذاتها والتي أذابت قلب عامر
قال وليد بتحذير –لا تنظري لنا هكذا
ضحكت برقة وقالت - لماذا ؟
قالت لميا ضاحكة – غروب انت تجعلين الصخر يلين لنظراتك فكيف هم
قالت غروب معترضة – إنهم إخوتي
ضحكت لميا وقالت – لم اقصد شيء سيئ عزيزتي صدقيني ما اقصده ان نظراتك بريئة جداً كطفلة بعمر الثالثة تطلب الحلوى من والدتها ولا يستطع الشخص الذي أمامها سوى تلبية رغبتها وتقبيلها .
ضحك عامر فلميا وصفتها بدقة .. نهضت غروب لجانب لميا تحتضن ذراعها وتنظر إليها بعمق قابلت لميا نظراتها المحدقة البراقة الضاحكة وقالت بصوت حاني – اعلم لميا انا لم أظن سوء بكي صدقيني وصدقيني لو قلت ان نظراتك تحمل الأمر ذاته .. اقتربت تهمس لها غروب .. لا اعلم لميا لما أظن انك نسخة عني وأننا متشابهتان اشعر بحزن كبير يثقل كاهلك وأنت تدارينه بغطاء القسوة والقوة والحزم حتى عندما جرحتني بالكلام كنت أرى نظرة اعتذار منك لكن كرامتي جعلتني أرد عليك وحميت انا الأخرى حزني بكلمات جارحة .. صدقيني لميا اشعر بك واشعر انك طفلة صغيرة تنتظر من يحضر ليحضنها ويحميها
كلمات غروب الصادقة لامست وتر حساس في داخلها كيف علمت ما داخلها شعرت لميا بالدموع تترقرق في عينيها وتعلن عن انهمارها لكن لا تود ان تبكي أمام احد تكره ذلك تكره ان يسقط درع قوتها .. وكأن غروب شعرت بما ينتابها قربتها منها تحتضنها وهي تضحك لتمنح لميا فرصة ان تجفف دموعها وظهرها يقابل أعين المشاهدين .. سيطرت لميا على نفسها وقالت غروب ضاحكة – ما بكم تحدقون بنا
قال قاسم بريبة – ما بكما ؟
قالت غروب بضحك – وانت ما شأنك بنا
قالت لميا وهي تضحك وقد عادت لتسيطر على نفسها – اجل قاسم لا تتدخل بين الأصدقاء
قال عامر – غريب أمركنّ أيتها الفتيات
قالت غروب وهي تتجاهل عامر – كيف سننام ؟
قال مؤيد – لن نخرج من هذا الجناح من المزرعة فلا بد ان الجناح الآخر ضقيع .. هنا يوجد ثلاث غرف واحدة لي ولجنى و واحدة للفتيات ثم الأخيرة للشبان طبعا كل واحدة تحوى حمام داخلي لذلك يا أعزائي سأغلق عليكم الغرف حين تتوجهون للنوم
قال وليد باعتراض – ماذا يا حبيبي ؟ لماذا تظننا مراهقين ؟!
ضحك مؤيد وقال يمثل الصرامة – انا هنا العاقل وعلي ان أحافظ على الفتيات اللواتي تحت سقف منزلي
قال قاسم بسخرية – رائع على آخر الزمن يغلق علينا الباب بالمفتاح
قال وليد بسخرية – ألم تلاحظ ما قاله .. قال أعقل واحد بيننا قال من العاقل يا عزيزي قاسم هل قال ذلك حقا ام أتوهم !
قال قاسم بسخرية – اجل قال يا وليد ما زال سمعك سليم أطمئنك
قال مؤيد بضحك – سأغلق الباب بالمفتاح يعني سأغلقه لا مجال للمناقشة
قالت غروب بتسلية – رائع هذا أفضل كي لا تقيد حريتنا
التفت لها مؤيد وهو يضحك وقال – وانتم أيضا سأغلق الباب لا احد هنا أفضل من احد
قالت غروب معترضة – ماذا ولماذا ستفعل ذلك ؟ أنا اعترض
قال عامر بسخرية – ههههه لا مجال للاعتراض هنا
قال مؤيد – اجل انت بالذات غروب لا مجال للاعتراض حبيبتي أختي انا لا ثق بتهورك اعلم انه ربما تتسللين للخارج و اللعب بالثلج لذلك لن أغامر ثم انت تمرضين بسرعة ومناعتك ضعيفة
قالت بقهر – مؤيد لست طفلة
ضحك وليد وقال- تستحقين نبض قلبي تستحقين عقاب على تهورك الدائم لا تنسي إننا هنا بسببك
قال عامر – أخيرا اعترف أحدكم اننا هنا بسبب تهورها
قالت بحدة – افعلوا ما شئتم لن اهتم واجل انتم هنا بسبب تهوري وانتم أيضا متهورون مثلي لا تنكروا فلم يمانع احد بالذهاب أليس كذلك
قالت لميا وهي تقف بجوارها وتضم ذراعها – اجل انا أوافقك انا لم أتردد بالحضور وكذلك قاسم وعامر انت حضرت بنفسك فلا يلقي احد اللوم على صديقتي
ضحكت غروب ورفعة يدها لتصفق يد لميا بانتصار وقالت بمرح – مرحى لك صديقتي
قالت ياسمين – كأنك لم تعودي تعترفي بنا
قالت غروب بمرح – انت الآن بحزب الأشرار مع وليد اجل نظرت لوليد وقالت تتوعده .. سأريك وليد
ضحك وقال – سنرى
ضحك عامر – يبدو ان هذه الرحلة ستفرقكما
قالت غروب بتحد – تحلم .. نظرت لوليد وقالت بصوتها الناعم كالحرير .. أخي حبيبي اعتني بنفسك وتدثر جيداً كي لا تصاب بالبرد
كالعادة تبرق عينا وليد بالحنان ما ان تناديه أخي ويبتسم بحنان – اجل نبض قلبي وانت ايضا
نظرت بتحد الى عامر لتتبدل نظراته تلك الفتاة داهية – ها عامر ما رأيك .. لم يعرها اهتمام لتكمل لوليد .. أخي لو شعرت بالبرد اطلب غطاء عامر لا أظن انه سيشعر بالبرد لأنه سينفجر من الغضب
احتدت نظرات عامر وعلمت انها تجاوزت حدودها لكن لا يهمها هو يفقدها صوابها بتقلباته الكثيرة فليحصل قليلا على ما يسببه لها من انزعاج ..
قرر كل منهم ان يتوجهوا الى غرفهم ليناموا .. كان هناك سريران في غرفة الفتيات نامت ياسمين على سرير والآخر نامت عليه كل من لميا وغروب بعدما أصرت لميا عليها ان تنام بجوارها فالسرير يتسع لكلتيهما .. اما عامر وقاسم ووليد جلس عامر على كرسي كان موضوع في تلك الغرفة هو لا يشعر برغبة في النوم هناك كثير من الأمور التي تشغل باله قرر ان يجلس ليخطط لما سيفعله لاحقا .. اخرج حاسوبه المحمول وحمد الله انه احضره معه ومدخرته مشحونة .. عليه ان يراجع المعلومات المتعلقة بجاك كما ان هناك أمر لا يفهمه يتعلق بوفاء ، سامي كان قد قرر ان ينفصل عنها لكن باليوم التالي اخبره انه سيتزوج في الوقت المحدد وحين سأله لم يجب .. تذكر أيضا أمر آخر ذاك الشاب الذي ظهر حين كانت غروب في تلك الفيلا لقد شاهده من قبل لكن أين ؟ اين ؟ كما ان سما تعرفه فقد كانت تتحدث معه بشكل طبيعي كيف لم أسألها عنه كيف ؟
لاحظ ان قاسم ووليد يتحدثان ويستهزئان به لكنه لم يجبهما لكنه توقف حين سمع اسمها هي لا احد غيرها
وليد – نعم أصرت غروب ان اقرأها هي جميلة وأحببتها لكن اشعر ان خلفها امر ما
قال قاسم بمكر – وكأنها رسالة لشخص ما !
قال وليد وهو يكبت ضحكة – اجل لكن رسالة لا تبشر بالخير
لم يستطع قاسم ان يصمت وضحك بصخب – ماذا تظن سكون رد فعل المعني ؟
قال وليد وهو يضحك – اشك انه قرأها
شعر عامر بالغضب وعلما أنهما يتحدثان عن الخاطرة وكأنهما يلمحان له لكن ماذا كتبت ؟ تذكر انه شاهد الصحيفة على المنضدة قرر انه سيراها بالغد لكن اوه عامر علي ان اهتم بعملي الآن ولا أفكر بأي شيء آخر .. مضى الوقت وغط كل منهما بنوم عميق أما هو تابع عمله .

***

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 09:22 PM   المشاركة رقم: 540
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيمفونية الحنين المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 15

 
دعوه لزيارة موضوعي

في غرفة الفتيات .. ياسمين غطت بالنوم عميق بعدما شعرت بتعب من التنقل من حديث الى آخر أحبت لميا وتعمقت معرفتهما لاحظت انها فتاة طيبة ليس كما يبدو عليها كما أنها من عمرها .. أما غروب لم تترك قصة او مغامرة وإلا أخبرتها للميا لا تعلم غروب لماذا أحبتها بهذا الشكل العميق وتود لو تبقى معها في كل وقت هي تشعر بأن لميا وحيدة وهي أكثر الناس معرفة بجحيم هذا الشعور لذلك لا تريد ان تتألم وتكون وحيدة تريد ان تكون بجوارها . .لاحظت غروب ان لميا لا تجبها فعلمت انها غطت في نوم عميق .. تنهدت ونهضت من سريرها لتتوجه الى النافذة شاهدت مشهد تعشقه لدرجة الجنون الأرض مفروشة بثلوج ولونه الأبيض يعكس على عتمت الليل لتظهر السماء بيضاء وكأنهم في النهار لا منتصف الليل .. توقف المطر وكذلك الثلوج عن الهطول وسكون جميل يخيم على المكان يداعبه نسمة باردة خفيفة تدعوك لمشاركتها الأجواء الساحرة ..
لم تعد تحتمل تود الخروج هذه من اكثر الاجواء الساحرة في نظرها والتي تفضلها لتكون وحيدة تنعم بالحياة تركض هناك وكأنها تملك العالم .. قررت الخروج ولن تتراجع لا تعلم متى ستجد فرصة مماثلة لتحظى بما هو امامها الان . ابتسمت بمكر لا يعلم مؤيد انها تملك نسخة عن مفاتيح المزرعة توجهت الى حقيبتها وأخرجتها لاحظت ان الفتاتان تغطان بنوم عميق وأيقنت ان لا احد سيخرج الآن من الغرف فلا بد انهم يغطون بنوم عميق .. التقطت وشاحها الأخضر وأمسكت بحذائها ذو العنق الطويل والتقطت معطفها الأسود القصير لتقف بجانب الباب وتدخل المفتاح وتديره لتفتحه بهدوء وتخرج وأغلقت الباب خلفها .. سارت على أصابع قدميها الى ان وصلت الى الباب الرئيسي ارتدت حذائها فوق بنطالها الجينز الأسود وارتدت معطفها فوق كنزتها الصوفية الخضراء الغامقة التي تماثل لون الوشاح والذي أحاطته بعنقها ووضعت على رأسها قبعة المعطف ، فتحت بالنسخة التي تحملها وخرجت .. لفحتها النسمة البارة وجهها الدافئ لتبتسم بإشراق فكرت اجل متهورة وليقولوا ما يقولوه المهم لديها ان تفعل ما تحب وتحلق من السعادة من ابسط الأمور .. سارت تتقدم بخطوات ثابتة وكأنها تتراقص على نوتات لمعزوفة صامتة .. نوتات متمردة ترفض الالتزام بالمقطوعة وتتقافز متطايرة تحملها نسمات المرحة الهادئة .. شعرت بأنها تود ان تصرخ من الفرحة لكن لا تود ان ترعب من في المزرعة .. ركضت الى الثلج تتلفت حولها لتلتقط عيناها كل ما هو ناصع البياض .. شعرت بسعادة غامرة تجرفها لمكان بعيد .. روحها تتمدد وتغسل لتماثل مساحتها مساحة هذه الساحة البيضاء ..تشعر بأنها فارغة من الهموم والأحزان لأول مرة ..دارة حول نفسها بسعادة لتتساقط حبيبات الثلج بهدوء .. سحرتها الأجواء ..
شعر عامر بالتعب نهض عن الكرسي يتوجه الى النافذة وهو يدعو الله ان يستطيع المغادرة باكراً .. حين شاهد الثلوج متراكمة في كل مكان علم انه لن تتحقق أمنيته فلا بد ان الطرقات مغلقة .. تنهد بحزن وعندما التقت ليعود مكانه أوقفه شيء ما يتحرك بالمزرعة .. عاد ليحدق بالخارج ليجد هناك غروب تلعب بثلوج .. غضب وفكر تلك العفريتة كيف استطاعت الخروج هو واثق ان مؤيد أغلق الباب .. فكر انه لا بد ان يخرج لن يدعها وحدها بالخارج ماذا لو سقطت او هاجمها شيء ما .. لكن كيف سيخرج من هنا .. ابتسم عامر بمكر وقال لنفسه ما بك عامر أنسيت من تكون لن يصعب عليك الخروج من غرفة مغلقة اخرج علاقة المفاتيح والتي تحوي قطعة على شكل علم فتحها ليخرج منها شيء يشبه الدبوس .. يحفظ بها هنا لوقت الحاجة .. اقترب من الباب وفتحه بسهولة وخرج بهدوء .. خرج عامر من الباب الرئيسي واقترب منها .. ليمسك بالثلج ويكورها على شكل كرة ويقذفها بها انتفضت بفزع لتلفت للخلف وتراه خلفها يضحك عليها قالت بغضب - انت مفسد للمتعة بل لكل لحظة جميلة في حياتي
كلماتها أزعجته بل شعر بالحزن قال بصوت خافت
- اعتذر غروب على إفساد متعتك
التفت ليغادر أما هي شعرت بحماقتها وتسرعها
قالت بتسرع – الى أين تذهب ؟
التفت يقول بحزن – أعود كي لا افسد متعتك
قالت بتوتر – اعتذر عامر لم اقصد ذلك لكنك أفزعتني وحين أخاف أتلفظ بكل ما هو غبي
ابتسم ابتسامة ساحرة دفعتها لتبادله مثلها شعر بأنه يحلق من السعادة حين تمنحه تلك الابتسامة خاليه من كل حزن سعادة صافية قال بصوت ساحر – ابتسامتك ساحرة غروب تسلب الألباب
شعرت بوجنتاها تشتعلان لتزداد فتنتها اقترب منها لتنحني وتمسك بالثلج وتقذفه به ليلامس وجهه
ضحك برقة وقال – أيتها المشاكسة ستندمين
ركضت بمرح تبتعد عنه ليكور كرة كبيرة من الثلج ويقذفها بها ومن شدة قوتها سقطت على الأرض وهي تضحك بمرح وتتوعده .. اقترب منها يجلس بجوارها نظر إليها مسحور وهي تضحك وتحاول ان تزيل الثلج العالق بملابسها لا يصدق أنهما يلعبان بالثلوج بعد المعركة الكلامية التي خاضاها بالداخل قبل ساعات
قالت بمرح – ستندم عامر أعدك ان تندم على رميي بتلك الكتلة الضخمة
قال بمرح – أليس أنت من تود ان تلعب بثلج نالي ما أردت
قالت بعتاب طفولي وصوتها يتخلله ضحكة خافتة – عامر انت مخادع لم أكن ارغب ان اسقط على الأرض
نطقها لاسمه بتلك الطريقة يشل تفكيره اقترب منها أكثر وعقله يتخل عن كل ذرة تعقل بعدما سقط تحت سحره جمالها الأخاذ ، امتدت يده تزيل قطع الثلج الصغيرة العالقة بشالها الصوفي .. ينظر إليها بعينان تبرقان بذهول وكأنه أمام كائن يفوق جماله جمال الأرض وهي ترتدي ردائها الربيعي .. شعرت غروب بأنفاسه قريبه منها رفعت عيناها لتقعان عليه وهو لا يفصل شيء بينهما .. كتمت أنفاسها متوترة وارتعش جسدها بسببه ..
قال بصوت ساحر انسكب في قلبها ليضخه القلب لسائر خلايا جسدها ليسحرها
- ساحرة غروب .. انت ساحرة وإمامك افقد عقلي ..
اقترب منها أكثر لتتراجع هي للخلف .. قالت لنفسها يقول عني ساحرة ! إذن ماذا يعد نفسه الملاك ذو جناحان ناصعا البياض .. أسندت جسدها المنحني بيدها لتضغط راحتها على الثلج القارص لكنها لم تشعر بشيء فعامر يأسر مشاعرها ولا يدعها تشعر سوى به .. مال باتجاهها يردف
– من أين ظهرتِ غروب ؟ لماذا اخترقت حياتي ؟ كنت اعلم من انا وماذا افعل الى يوم وقع نظري عليك بل الى يوم التقطت أذني وقع صدى صوتك داخل قلبي .. تمردك يجذبني اليك كالمغناطيس اما شراستك تجعلني اتبعك مغمض العينين لأحظى بكم وافر من مخالبك وانا اضحك سعيد وكأنني كسبت الدنيا .
فغرت فمها وفكرت ماذا يقول لها ؟ شعرت بقلبها يخفق بقوة يكاد يحطم أضلاعها ليخترق جسدها ليرقد بجوار قلبه او يهبط بين كفيه .. تلاقت عيناهما من جيد ليسحرها أكثر فأكثر وتكاد تغرق بسحره .. قبضت بيدها على الثلج ليعمل عقلها ويستيقظ من سحره .. وحين اقترب منها اكثر وكاد وجهه ان يلامس وجهها تراجعت للخلف بحركة سريعة ورمته بثلوج التي قبضت عليها بيدها وتدحرجت بعيد عنه لتنهض وتقف وتركض بعيد عنه وصدى ضحكاتها يتردد في أرجاء المكان برغم شعورها بأنها تحترق من الخجل .. اما هو لا يعلم إلا الآن ما حصل شعر بالثلج يسقط عن وجهه ليتذكر ما فعلته به تلك الفتاة وينهض يتبعها ليقترب منها لكنها كانت تقف مكانها تضحك ولا تستطيع السيطرة على ضحكاتها فهي ما زالت لا تصدق انها تؤثر على ذاك المغرور لكنه هو أيضا يؤثر عليها ولذلك تتمنى ان تدفن نفسها تحت الثلج ليجمد قلبها .. حين رأته قد أصبح بعد خطوات قليلة رفعت يديها بحركة دفاع وكأنها تحمي نفسها تقول بصوت حاولت ان يبدو مرح كعادتها وان لا يتأثر بالبركان الهائج داخلها – أرجوك عامر
تجاهلها وتقدم منها وعيناها تومضان ببريق خطير قالت بنبرة مرحة ساحرة جريئة – عامر أرجوك هيا كنا نلعب بالثلج ورددتها لك هيا عامر لا تكون حقوداً يا رجل
ما زال يتقدم منها أردفت – هيا عامر واحدة بواحدة انتهينا .. لم يجب ..
أردفت بنبرة حاولت ان تكون صارمة .. توقف مكانك يا رجل وإلا ستندم
وقف امامها يطل عليها بقامته الممشوقة قالت لنفسها حقا يشبه المارد بهذا القامة شعرت بالتوتر خشيت ان يتهور فقد علمت ان هذا الشخص لا يهدد لذلك قالت ببراءة .. آسفة عامر .. آسفة .. قالتها بغنج عفوي لم تقصده وعيناها تلمعان من السعادة .. وضع يده على صدره يحاول ان يخفف من خفقات قلبه المجنونة .. اخذ نفس عميق ضحك عليها وقال وهو يحاول ان يصنع مسافة بينهما ويسيطر على نفسه قليلا ولا يتبع مشاعره
- حسنا غروب والآن هل يمكن ان نعود الى الداخل .. البرد قارص هنا وأخشى ان تمرضي
قالت بمرح – اذهب انت انا أريد ان العب ثم إنني سأمرض على كل الجهات
تذكر كلام وليد وقال بخوف – إذن توقفي وهيا سيري أمامي لا أود ان تمرضي هيا غروب
لم تعارضه فهي بدأت تشعر ببرد كبير تسلل للداخل وقال عامر بهمس – كيف خرجت غروب
قال بمكر – سر لن أخبرك كي لا يكتشف احد ذلك
لكنها أخرجت سلسل المفاتيح لتغلق بها باب المزرعة قال عامر وهو يحاول ان يكبت ضحكته – ما هذا الذكاء غروب تقولين سر وأنت تغلقين الباب أمامي
شعرت بغبائها وانه محق قالت هامسة وهي تحذره – إياك ان تخبر احد أنني املك نسخة عن المفاتيح
قال عامر هامساً – هيا للمطبخ كي نحتسي أي شراب ساخن
اتجها الى المطبخ لكن كان هناك شخص آخر يجلس بانتظارهم ويبدو عليه الغضب .. قالت غروب بخوف – وليد
تمنت ان لا يكون قد شاهد ما حصل قبل قليل حتى لو كان وليد يلبي ما تريده لكنه لا يتهاون عندما تخطئ . نظر وليد شزراً إليهما لقد شعر بعامر عندما خرج ولم يعلم السبب لكن حين نهض للنافذة ليتفقد ما يحصل بالخارج وجد عامر وغروب يقفان ثم يتوجهان إلى المنزل .. قرر ان يتحدث الى عامر ليعلم ما هي نيته فهو لا يستطيع ان يدعه قريباً منها هكذا ..
قال وليد بحدة – غروب ضعي المفاتيح على الطاولة وهناك شريط من حبوب تناولي حبتين كي لا تمرضي وبدلي ملابسك
فعلت ما قاله وانسحبت الى غرفتها تعلم انه سيحدثها لكن ليس أمام عامر ألقت نظرة مرتبكة على عامر قبل ان تخرج وعلم مقصدها فهي تخشى ان يكون قد شاهدهما وهما على الأرض .. لعن غبائه هذا بسببه كان عليه ان يبتعد عنها ولا يقترب منها .. قال وليد بحدة يخاطب عامر – اجلس علينا ان نتحدث
جلس عامر يكمل وليد – عامر ما الذي تريده من غروب ؟
قال عامر بحدة – وماذا تظن أنني أريد
قال وليد – عامر دون لف ودوران انت تغار عليها منا جميعا وتحاول ان تبدل من تصرفاتها لتجاري أهوائك
قال عامر يعترض – ليس لتجاري أهوائي بل من اجل نفسها آلا ترى كم هي متهورة وكم مرة آذت نفسها
قال وليد – اعلم ذلك لكن انت تبالغ عامر انت تريدها كما تريد انت ولا تقبل بها أصدقني القول هل تحبها ؟
صمت عامر ولم يجبه ليردف وليد – عامر غروب ما زالت مراهقة لديها حلم لن تتراجع عنه أتعلم ما هو ؟ مراسلة صحفية لقد تحدت كل أفراد عائلتها من اجل هذا التخصص حتى مؤيد كاد يجن لكن بنهاية رضخ وانت لاحظت مد تعلقها وشغفها بهذا الأمر هي لم تدرس ذاك القسم بعد لكن انظر ما فعلت وتصور ما لم تفعله بعد ..
قال عامر – هل تبلغني أنني لن اصبر عليها !
قال وليد – وهل تخبرني انك تريدها !
قال عامر – وان كنت أحبها ماذا ستفعل
قال وليد – عليك ان تتقدم لخطبتها حينها فانا صراحة لا أثق بجيل هذه الأيام انت شاب وهي مراهقة قد تتبع عواطفها وتقعوا بمشكلات لا حصر لها
قال عامر – وهل عمرها يخولها للزواج ؟
وليد بحدة – ربما لا لكن خطبة وعقد قران يحميكما من الأقاويل .. أنتما تهاجمان تغلفان مشاعركما بالكره وتظنان إنكما تخدعان من حولكم وهذا هو غبائكم فالجميع يعلم بما تحاولان ان توهموننا به
قال عامر بحدة – وليد انا لست مستعد الآن للارتباط
قال وليد بسخرية – حقا وما المانع ؟!!
قال عامر – لدي عملي ومستقبلي ولا استطيع ان أقيد حريتي
قال وليد – جيد عامر لقد علمت قرارك ولا بد ان غروب تشاركك الرغبة ذاتها لكنني أحذرك من التواجد بجوارها عامر إياك ان تتخطى الحدود مرة أخرى .. ما شاهدته اليوم لا أريده ان يتكرر وإلا سيحصل ما يسرك
قال عامر بحدة – لماذا تقول هذا الكلام لي ؟
قال وليد بسخرية – لأنني اعرف غروب جيدا هي تحمي نفسها وتستطيع السيطرة على عواطفها أما انت لا عامر انت حبك ظاهر للآخرين أكثر منها لذلك أحذرك من الاقتراب منها كي لا تنجرف خلفها وتشجعها كما اني لا أخفيك القول عامر انا لا اثق بك من ناحية النساء انت تعمل منذ سنوات بالخارج ما أدراني بما كنت تفعله ربما تكون قد تغيرت لا أود ان اتهمك ولكن انا احمي الفتاة التي اعتبرها أختي كما انني أخشى ان يشاهد مؤيد تقربك منها كما شاهدت قبل قليل حينها سيحصل كارثة مؤيد ليس متفهم أبدا بتلك الأمور وقد يقتلكما معا أفهمت
علم عامر ما يقصده ولا يلوم مؤيد فهو مثله لا يحتمل ان يشاهد احد قريب من أخته
قال عامر – حسنا لن اقترب منها وليد كن مطمئن
قال وليد – هذا أفضل والآن هيا علي ان أغلق باب غرفت الفتيات وباب غرفتنا كي لا يشك مؤيد بالأمر ونبتلي بمشكلة
قال عامر – هيا بنا

****

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اديا, اعيش بقلبك . جنى, بقلبك
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t180999.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 13-08-16 11:35 PM
Untitled document This thread Refback 29-11-15 01:00 PM
Untitled document This thread Refback 11-08-15 02:15 AM
Untitled document This thread Refback 01-01-15 01:37 AM
Untitled document This thread Refback 06-09-14 12:47 AM
Untitled document This thread Refback 03-09-14 06:04 PM
Untitled document This thread Refback 03-09-14 03:57 PM
Untitled document This thread Refback 30-08-14 07:09 PM
Untitled document This thread Refback 25-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 22-08-14 01:17 PM
ط£ظ†ط§ ط£ط­ظٹط§ ط±ظˆط§ظٹط© ط§ظ„ظ…ط¹ط±ظپط© This thread Refback 30-07-14 04:41 PM


الساعة الآن 04:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية