لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-12, 10:53 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


وقف جايك قرب النافذة غرفة الجلوس فى شقة رامون و قد نسى فنجان القهوة الذى حمله فى يده فيما راح يحدق إلى المدينة التى بدأت الحياة تدب فيها تدريجياً فى نور الفجر البارد.بضع ساعات و يشتد الحر وتصب الشمس أشعتها الساطعة على الشوارع المزدحمة . لكن السكون و الهدوء يعمان الآن و لديه الوقت ليفكر.
فى مرسيدس !
موضوع واحد يشغل باله فى هذه الأيام. شخص واحد لم يستطيع أن يخرجه من تفكيره.شخص واحد لن يتمكن يوماً من فهمه مهما حاول ذلك.
فى الواقع يبدو أنه كلما حاول حشرها كلما تخلصت من قبضته و رفضت أن يتم تحديدها .كان الأمر أشبه بتشريح قوس قزح....فهى تتسلل من بين الأصابع وتختفى . وكل ما يتبقى له هو سلسلة من الصور الوهمية غير المحددة و غير الملموسة المثيرة للسخط و الجنون.
عندما اختلق قصة الخطوبة هذه ظن أنه سيكسب فرصة ليتعرف إليها....ليكتشف مرسيدس الحقيقية التى تختفى خلف الصور المتضاربة التى هاجمته منذ التقاها للمرة الأولى . لكن بدلاً من ذلك بقيت محيرة أكثر من أى وقت مضى.
إنها أشبه بألماسة متقنة القطع...لامعة مشعة جميلة....إنما ذات أوجه متعددة بحيث أن كل طبع من طباعها يبهر عينيه و يعميه عن النواحى الأخرى من شخصيتها.
لكنه لا يزال بعيداً عن معرفتها حق المعرفة.
صوت سيارة تنزل الشارع و تقترب لفت انتباهه للحظة.
إذن هو ليس الوحيد المستيقظ فى برشلونة فى هذا الوقت المبكر. وتساءل لثوان عن السبب الذى جعل الشخص الآخر يترك سريره قبل شروق الشمس؟ هل هم متوجهون إلى مكان ما ليبدأوا نهارهم باكراً أم أنهم عائدون لتوهم بعد ليلة طويلة فى الخارج؟
لوى فمه باستخفاف و هو يتذكر عدد المرات التى عاد فيها إلى المنزل فى هذا الوقت المبكر . يجب التمتع بالشباب , لطالما كانت هذه فلسفته . يجب أن يحيا المرء حياته....وقد عاشها هو بالطول والعرض.
وقد عرف الكثير من النساء أيضاً . نساء أردن المتعة نفسها التى سعى إليها ول يطابنه يوماً بأى ألتزام . لم يسع أبداً إلى علاقة تدوم إلى الأبد....
أو حتى إلى غد مضمون . إذا لم تسر الأمور على خير ما يرام فيتودعان و يمضى كل منهما فى سبيله . لطالما كانت علاقته متحضرة جداً
إذن لِمَ لم يتخل عن مرسيدس و يبتعد عنها ؟
لم يستطع ذلك هذا هو الجواب البسيط الصادق . لم يستطع أن يتركها وحتى لو فعل لما كان قادراً أبداً على أقصائها عن ذهنه . أرادها أكثر مما أراد أى امرأة فى العالم و مراوغتها زادت من لهفته.
ــ تباً!
منتديات ليلاس
أنزل جايك قبضته على حافة النافذة فى حركة معبرة عن مدى سخطه . لميتراجع يوماً و لم يستسلم فى حياته . الشركة التى هزمته مؤسسة ألكولار فى مناقصتها هى الشئ الوحيد الذى لم يفلح فى الحصول عليه عندما أراده . ولن يدع ألكولار آخر يهزمه مجدداً.
ربما لو بقيت مرسيدس تلك الليلة فى لندن . لو أستسلمت له و عرفها بشكل حميم لتمكن من حل لغز تأثيرها فيه ولأشبع الجوع المزعج الذى توقظه فيه . عندئذٍ كان ليتابع حياته وينساها.
لكن ولأنها أختفت بتلك الطريقة تغلغلت فى مساسه إلى حد انه لا يظن انه قد يتحرر منها يوماً حتى تستسلم له .
و ماذا سيحصل عندما يصل إليها ؟ وماذا بعد ذلك؟ حسناً سينتظر حتى يرى أن كان الشعور سيماثل ما تصوره . بعدئذٍ سيجيب عن هذا السؤال .
إلا أنه لا يشك فى أنها ستكون كما حلم بها تلك الليالى الطويلة التى عانى فيها من الأرق والقلق و الجوع , منذ أن هربت منه حينذاك. لقد دنا منها كثيراً إنما بقى بعيداً جداً فى الوقت عينه....تذوق ما يكفى من سحر وجودها و رفقتها وعناقها إلى حد انه يعلم أنه لن يرتاح يوماً حتى يكتشفها كلها . حتى فى أحلامه لم تكن له كلياً . حلم بأنه يأخذها بين ذراعيه , وعانقها عناقاً حميمياً و أحس بدفء و نعومة بشرتها تحت أنامله المتلهفة....
ــ تباً !
هذا هو حالة هذه الأيام . يفكر دوماً فيها....فى مرسيدس حتى أنه أحس أنه قادراً تقريباً على أرجاع رأسه إلى الخلف و العويل كالذئب فى وجه القمر فى تعبير وحشى وبدائى عن لهفته.
ــ تباً وسحقاً.....ييجب أن ينتهى هذا!
إما هذا و إما أن يفقد عقله كلياً.
أختفى صوت السيارة . يبدو أنه ذاك الشخص الذى استيقظ باكراً قد وصل إلى وجهته و هى فى مكان قريب من هنا.
التفت إلى قهوته التى أضحت باردة وغير مغرية ثم توجه إلى المطبخ ليسكب فنجاناً آخر لكن صوت جرس الباب جعله يتوقف جامداً إذ باغته على حين جرة
ــ من ذا الذى؟
نظرة سريعة إلى الساعة أكدت له أن الوقت مبكر كما يظن فعلاً . لم يقف مستغرقاً فى أفكاره طويلاً حيث أن الوقت مر بشكل أسرع مما توقع.
ــ ماذا......؟
الطريقة التى فتح بها الباب عكست القلق الذى أعتمل فى داخله . لم يكن يعلم ما إذا كان الزائر غير المتوقع جاء لرؤيته أم لرؤية رامون صاحب الشقة التى يشغلها مؤقاً . كل ما يعلمه هو ان زائراً فى مثل هذه الساعة المبكرة يعنى أخباراً من نوع ما وهى أخبار غير سارة عادة.
ــ أنتِ !
خرجت هذه الكلمة كالصاعقة من فمه حين رأى المرأة الطويلة الرشيقة ذات الشعر الأسود التى وقفت فى الباب . مرسيدس ألكولار....أنما مرسيدس كما لم يرها قط من قبل.

مــنـــتــديـــات لـــيــــلاســــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 12:05 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


بدا جلياً أنها وعلى غراره ارتدت الملابس التى وصلت إليها يدها وهى عبارة عن بنطلون جينز قديم و قميص واسع يتناقضان مع الملابس المختارة من أشهر دور الأزياء و التى أعتاد على رؤيتها بها . هذا الأمر جعله يرمش بعينيه لثانية أو أثنتين فى ما يقارب عدم التصديق . أحاط شعرها بوجهها فبدأ وكأنها بالكاد تمكنت من تمرير فرشاة فيه قبل أن تغادر المنزل.
ألا أن وجهها بدا مختلفاً للغاية بحيث أنه بالكاد عرفها . لم تكن تضع أى زينة ما أبرز سحنتها الذهبية بنعومتها و رقتها التى لا يمكن لأى مسحوق تجميل أن يضفيهما على بشرة . أما العينان الداكنتان فلا تزالان مغشيتين بالنعاس... أم لعله الأرق إذ ظهرت بعض الظلال تحتهما...و الأهداب السوداء الطويلة لم تكن بحاجة إلى اى شئ اصطناعى لتعزيز جاذبيتها المغرية. بدت أصغر من سنها بعشر سنوات....أشبه بطفلة.....و بريئة إلى حد لا يصدق.
ــ ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟
لم يأبه كم يبدو عدائياً فقد فاجأته زيارتها و أخذته على حين غرة بحيث تناسى اللياقات الاجتماعية.
ــ علينا أن نتحدث .
لا ليس علينا....
خطرت له هذه الفكرة قبل أن يتمكن من السيطرة على نفسه. وتحركت حواسه كلها على الفور فى رد فعل على ظهورها فيما بالكاد أنهى معركته لكبت مخيلته الجامحة التى عذبته منذ لحظات.
لا ليس علينا أن نتحدث.ما علينا ان فعله هو أن نتعانق و ما عليك أن تفعليه هو أن ترتمى بين ذراعىّ وتدعينى أعانقك و....
تباً , لا !
لا !
عليه ألا يدع أفكاره تأخذ هذا المنحنى
إلا إذا دفعتها معجزة ما إلى الحضور لتقول له إنها تشاطره الشعور نفسه....و إنها حاولت إنما لم تستطيع أن تحتمل البعد عنه أكثر....
ــ جايك, هل سمعت ما قلته؟ علينا....
ــ نعم, نعم....علينا أن نتحدث.
خاض معركة ضد ذاته, لكنه تمكن بطريقة ما من جمع أفكاره المشتتة وحاول أن ينظمها....ينظمها بشكل محترم.
لم تأت بالطبع إلى هنا لتقول إنها تبادله الشعور نفسه . لقد أوضحت له أنها تكرهه و أنها تعتبره أدنى من الأرض التى تحت قدميها الصغيرتين.
لِمَ أتت إذن؟
منتديات ليلاس
ــ عما سنتحدث ؟
التفتت عينا مرسيدس الداكنتان يمينة ثم يسرى ثم ألقت نظرة إلى خارج الشقة وعندما عادت تنظر إليه مجدداً كانت نيران اللوم الغاضب تستعر فى أعماق عينيها.
ــ هل تظن أننى أريد التحدث هنا...فى العلن...؟
ــ حسناً إذا أردت أن يكون الحديث خاصاً....تفضلى.
فتح جايك الباب قدر أستطاعته و وقف بعيداً لئلا تقترب منه وهى تدخل إلى الشقة . فمجرد الربط بين كلمة خاص و بين التواجد مع مرسيدس وحديهما أشعل النار فى دمه و جعله يتدفق بقوة فى شرايينه بحيث عجز عن السيطرة عليه . إن كانت سريعة التأثر بقدره فهو ليس مسؤولاً عن نتائج لقائهما.
أردف وهو يغلق الباب بحزم ويستند إليه شابكاً ذراعيه على صدره و محدقاً فى وجهها :"إذن ما الذى تريدين التحدث عنه تحديداً؟"
ــ أنا....أنا.....
و تلعثمت و لم تعد تجد كلماتها فعضت على شفتها السفلى ذعراً.
ــ أنت؟
حثها جايك على الكلام بفظاظة حين بدا له انها ستستسلم كلياً بعد أن فقدت قدرتها على إيجاد ما تقوله.
و أردف :"قلت إنك تريدين التحدث....فتحدثى إذن"
بدت وكانها تفضل مواجهة فصيلة أعدام على الكلام . لكنها أبتلعت ريقها بصعوبة و أجبرت نفسها على الرد.
ــ أردت ان أحاول لأرى إن كان بإمكاننا التوصل إلى تسوية ما ؟
ــ أحقاً ؟ و ما هو نوع التسوية التى خطر لك؟

مــنــتــديــاتــ لــيـــلاســـ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 03:18 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

10 / أمــر أمــ طــلــب
منتديات ليلاس


أردت ان أحاول لأرى إن كان بإمكاننا التوصل إلى تسوية ما .
يا إلهى ! لِمَ قالت هذا؟
لم يكن هذا ما قررت قوله. فى الواقع هذا آخر ما فكرت مرسيدس فى قوله! لكن بطريقة ما و بغباء عارم و من دون أن تعرف السبب تكلمت من دون تفكير.
لم تشأ التوصل إلى أى تسوية من أى نوع . ليس مع جايك...و مهما كانت الظروف ! لقد حضرت هذا الصباح لتخبره أن القصة السخيفة التى أختلقاها أنتهت وانها لن تستمر فى هذه الخدعة بعد اليوم. يجب أن تتوقف على الفور....و بشكل نهائى.
أتت إلى الشقة لتنذره : أوقف هذه المسرحية السخيفة.....و إلا !
كانت مصممة تماماً على القرار الذى أتخذته . وهذا القرار جعلها تخرج من منزلها و تقود سيارتها و تتوجه إلى هنا....إلى هنا مباشرة من دون تحويل او تأخير . حتى أنها رددت خطابها مراراً وتكراراً وهى تستخدم المصعد فى طريقها إلى الشقة .
إنما ما إن فُتح الباب ورأت جايك يقف أمامها حتى تبخر تصميمها كله....و معه تلك الكلمات التى رددتها وتدربت عليها بعناية.
ــ أنا.....آه......
أتى لها ان تفكر بشكل قويم فيما هذا الرجل يقف قبالتها شبه عارٍ؟
بنطلون الجينز هو الشئ الوحيد الذى يرتديه يعلوه الصدر الواسع حيث الشعر الداكن المجعد يُشكل إلهاءً خطيراً و يسبب إرباكاً عظيماً.
حاولت ان تكتفى بالنظر إلى وجهه إلا أنها فشلت.فعيناها ما أنفكتا تتحولان إلى كتفيه العريضتين المستقيمتين و إلى عضلات ذراعيه القوية .
ــ أى نوع من التسوية؟
ــ تسوية من شأنها....ألا تظن أن من الأفضل أن ترتدى بعض الملابس؟
القى جايك نظرة سريعة عابسة على صدره العارى ثم رفع ناظريه إلى عينيها الدجاكنتين فى نظرة تحدٍ باردة.
ــ لا. لماذا؟
ــ حسناً...أنت....أنت بالكاد ترتدى ما يكفى لكى....لكى أفعل ما فى ذهنى
لِمَ قالت هذا ؟ لقد أعطته فرصة ممتازة....فرصة أستغلها من دون تردد.
ــ وما الذى فى ذهنك؟
ــ قلت لك! علينا نتحدث !
لكن بعد أن زرع الشك فى أفكارها لم تعد قادرة على كبح مشاعرها و إبعادها عن الصور التى راح ذهنها يستعرضها مرة بعد مرة.
ــ نعم...لقد قلت هذا أكثر من مرة....لكنك لم تذكرى الموضوع. ولا تقولى لى مجدداً إن علىّ أن أرتدى بعض الملابس....فأنا محتشم بما يكفى لـنـتـكـلـمــ .
تشديده على كلمته الأخيرة أوضح جلياً أنه يشك فى أنها حضرت إلى منزله لتتحدث إليه . فكرة التفسيرات الأخرى التى يمكن أن يعطيها لزيارتها جعلت قلبها ينتفض و نبضاته تتسارع بشكل مؤلم وغير سوىّ.
ــ أنت محظوظة لأنى أرتدى هذا القدر من الملابس. إذا أخترت أن تدقى على أبواب الناس فى مثل هذه الساعة المبكرة , ساعة يكون الناس فيها عادة نيام فعليك أن تتقبليهم كما تجدينهم و أنا لا أملك بيجاما و.....
ــ آه, هل أيقظتك من النوم؟
كانت مصممة جداً على رؤيته و فى حاجة ماسة لرؤيته بحيث لم يخطر لها حتى قد يمون نائم أو .....
ــ لا لم أكن نائماً...وقبل أن تطرحى السؤال الثانى الذى يطن حالياً فى مخيلتك الصغيرة الخصبة لا لم أكن مع امرأة أخرى. ما من أحد فى الشقة سوى أنا و انت.
منتديات ليلاس
يجب ألا تشعر بالارتياح . ما من داعى لذلك. فــ جايك تافرنر لا يعنى لها شيئاً....أبداً ! لكن هذا لم يمنع كتفيها من الاسترخاء أو أنفاسها التى حبستها من الخروج من بين شفتيها ما جعلها تدرك بعد فوات الأوان كم أن فكرة السؤال التى لم تطرحه وترت جسدها كله....و كأن الجواب عليه لم يعن لها شيئاً....بل كل شئ.
أصابها الارتياح بدوار جعلها طائشة فلم تستطيع أن تكبح ضحكتها .
ــ هل تدرك أنك تمسك بفنجان القوة هذا و كأنه درع واقٍ منذ دخلت؟ حتى عندما مددت ذراعيك بقيت ممسكاً به.
باغتته التغير المفاجئ فى صوتها فأخفض جايك ناظريه إلى الفنجان بذهول.
إنها محقة . لقد نسى الفنجان كلياً منذ تردد صوت جرس الباب فى الشقة وبقى متمسكاً به منذ تلك اللحظة.
إنما كدرع واقٍ؟
هذا يعنى أنه لا يريدها أن تقترب منه فيما هو يرغب فى العكس تماماً . ما يريده هو ان تقترب منه قدر الإمكان.
لعله أستخدم الفنجان كحاجز دفاع ضد أفكاره و مشاعره الخاصة . فبوجود الفنجان فى يده لا يمكنه أن يقوم بما يرغب فيه بشدة....
ــ هل ستشرب ما فيه؟
سحقاً. ما الذى قالته؟ تكلمت عن الشرب.
ــ أظن أنه غير قابل للشرب على الأرجح.
نظرة أخرى إلى السائل البنى الذى لم يعد مغرياً و شهياً جعلته يكشر بقرف.
ــ انه مقزز لغاية . أرجو المعذرة سأتخلص منه سريعاً . وقد أحضر فنجان آخر....أترغبين فى بعض القهوة؟
ــ هذا لطف منك.
و التفتت بشكل آلى نحو باب فتساءل إذا ما كانت تتذكر على غراره فى تلك الليلة فى منزله حين دخلت إلى المطبخ لتنضم إليه و هو يشرف على التحضيرات الأخيرة لوجبة العشاء.
لم يشأ أن يتكرر ذلك الآن.
ــ أذهبى و أجلسى .
و أشار بيده إلى غرفة الجلوس من دون أن يتوقف ليرى ما إذا التزمت باقتراحه ثم دخل إلى المطبخ و رمى محتويات فنجانه الباردة و غير المغرية فى الحوض قبل أن يجبر نفسه على التركيز على تحضير فنجانى قهوة جديدين .
ينبغى ألا يكون لها هذا التأثير فيه, فهو فى المطبخ بحق الله . مطبخ حديث مصنوع من المعدن اللامع و الرخام مع إضاءة مدروسة بعناية . غرفة عملية....وهى على الأرجح صارمة وعملانية . فى حين أن أفكاره مالت نحو الغواية والرفاهية و النعومة و التراخى بعد أن سيطرت مخيلته على مجراها
بالله عليك يا رجل!تمالك نفسك!
غمغم جايك بذلك بغضب بعد أن قاطع صوت المياه التى راحت تغلى فى الأبريق أفكاره . رفع غطاء الإبريق و أصبح الآن معرضاً لخطر الاحتراق.
ــ تمالك أعصابك.
ــ ماذا؟ هل قلت شيئاً؟
ــ لا!
فات الأوان . فقد ظهرت أمامه فى باب المطبخ
ــ هل تحتاج إلى أى مساعدة؟
ــ قلت لك أن تجلسى
تصرف خاطئ , نبرة خاطئة. أمكنه ان يرى العصيان يرتسم على و جهها و الغضب يلمع فى عينيها .
ــ ومن اعطاك الحق فى أصدار الأوامر لى؟ أنا لا أتلقى الأوامر!
ــ نعم لاحظت ذلك .
و أخذ نفساً عميقاً غير سوى عله يسيطر على مزاجه العكر.
ــ وماذا عن الطلبات؟
ــ ماذا ؟
ابتسامتها كانت مرتبكة , مذهولة و خجولة بعض الشئ وفاتنة بشكل جهنمى.
إنه يريد رؤية هذه الابتسامة مجدداً و هذا أمر مؤكد.
ـت قلت انك لا تتلقين الأوامر....فهل تتقبلين الطلبات ؟
بدا جلياً أنها مأسورة الآن .
ــ ربما أفعل.
ــ حسناً إذن....مرسيدس , أذهبى و أجلسى أرجوك
و نجح الأمر فعادت تلك الابتسامة ترتسم على وجهها . ابتسامة واسعة مشرقة أكثر من ذى قبل . واسعة بما يكفى لتسدد له ضربة مؤلمة و حادة.
ــ بما أنك طلبت ذلك بلطف فايق....
استدارت تستعد لتنفيذ ما طلبه منها حين شعر برعشة قوية تتملكه ما جعله يجفل فى داخله.
ــ لا ! أعنى...لقد بدلت رأيى!
هذه المرة لم تتكلم بل سددت له نظرة استفهام إلى عينيه مباشرة .
منتديات ليلاس
هل هى نظرة أستفهام فعلاً؟ هل من لمسة تحدٍ فيها أيضاً؟
ــ قال بصوت أجش:"لا تذهبى , تعالى . أرجوك أدخلى"
و للحظة او أثنتين ظن انها سترفض لكنها ابتسمت مجدداً , ببطء أكبر هذه المرة عادت.
بدا وكان كل خطوة منها أستلزمت قرناً . سارت متعمدة نحوه و عيناه مسمرتان على عينيه.
أغاظته قائلة :"أترى كم تصبح الأمور سهلة عندما تطلب بلطف"
كانت تقترب منه . أصبحت من القرب بحيث تمكن من أن يشعر بدفء جسدها يمتد ليلامسه و عطر بشرتها الخاص يحيط به كغمامة . الشوق إليها كان أشبه بحاجة تمزقه تتعاظم و تشتد مطالبة بإطلاق العنان لها.
ــ أنا آسف....نسيت أصول اللياقة .
بذل جهداً جباراً لئلا يعكس صوته ذاك الشعور الذى يتملكه و تابع يقول :"لن يتكرر هذا مجدداً"
تباً لقد توقفت فى مكان جعلها بعيدة عن متناول يده . بقيت بعيدة عنه بحيث بات من المستحيل أن يلمسها من دون أن تراه يتقدم نحوها ما يعطيها فرصى للانسحاب و التراجع سريعاً. و إذا ما تحركت بعيداً فهو يشك فى أن تقترب منه مجدداً
إنما هناك الكلمة السحرية بالطبع
ــ أرجوك...
و أرفقها بإيماءة حذرة من إصبعه . حذرة و بطيئة , من دون أى حركة مفاجئة من شأنها أن تجعلها تجفل كظبية تخشى أن تقع فى الفخ . بدت عيناها واسعتين و داكنتين كذلك المخلوق البرى فيما بقى رأسها عالياً و حركاتها حذرة.
إلا أنها أقتربت منه خطوة أخرى إلى الأمام.
بحذر ونعومة...
و مد ذراعيه ليحتضنها....
لم تصدق مرسيدس أنها تفعل هذا. لا ينبغى لها أن تفعل لكنها تعلم أيضاً أنها عاجزة عن المقاومة. فالأمر أشبه بالوقوع تحت سحر مشعوذ, كما لو ان خيوط السحر الدقيقة حيكت فوق رأسها ومن حولها كطوق هش إنما غير قابل للكسر.
و أدركت فى أعماقها أنها لا ترغب فى التحرر و الإفلات من هذا السحر.
لم تشأ أن تقاومه.
عندما يبتسم جايك بهذه الطريقة , يسحرها ويصل إلى روحها حيث تمركز منذ بداية لقائهما و هى تدرك ذلك تماماً مهما حاولت جاهدة أن تقنع نفسها بالعكس. وكلمة "أرجوك...." التى همسها قضت على أى أمل لديها فى أن تتمكن من مواجهته بثبات.
لعله كان بمقدورها أن تقف فى وجه جايك نفسه...لكنها لم تستطيع أن تصمد فى وجه المزيج المهلك من سحر جايك المقنع و من شوقها الملح .
وهكذا تقدمت كشخص خاضع لتنويم مغناطيسى .
الدقيقة التى مضت قبل أن تطبق ذراعاهعليها استمرت دهراً. شعرت و كأن قلبها توقف عن الخفقان فيما أنحبست أنفاسها فى حلقها . أحست و كان تلك الثوانى القليلة لم تكن اطول....و لا تحتمل بقدر ما هى اليوم.
بدا وكأن الأحداث كلها تجرى ببطء شديد.
و عندما عانقها أخيراً , أنفجرت حواسها و ذهبت بأفكارها معها. كل ما كانت تعيه هو نار المشاعر البدائية المستعرة التى بدأت تتأجج فى داخلها و تنتشر فى جسدها كما تنتشر فى الهشيم

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 03:21 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190717
المشاركات: 76
الجنس أنثى
معدل التقييم: كرم حسان عضو له عدد لاباس به من النقاطكرم حسان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كرم حسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
Congrats

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
   مشكورة على مروك على كلامك الرقيق كرم

تحياتى
للامانة اختيارك رائع ورقيق فى كتابة الروايات
و بليز عزيزتى ماطولى علينا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، نحن فى الانتظار

 
 

 

عرض البوم صور كرم حسان   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 03:27 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


منتديات ليلاس


إنها تلك الليلة فى لندن من جديد.
لكن مرسيدس كانت تتوقع هذه المرة ما يجرى.
لم تعد غير واثقة أو خائفة. لن ترتجف حتى أعماق روحها الدفينة كما فعلت تلك الليلة لأنها تعرف الآن ما سيحدث . كانت تنتظر تلك الصاعقة تلك الحرارة التى تكتسح كل عصب فيها.
ــ جـ....جاك.....
حتى أسمه أرتجف على لسانها وهى تحاول النطق به . كما بدت ذراعاها غير واثقتين وهى ترفعهما لتضعهما حول عنقه . لكن, وبفضل دعمهماتمكنت من البقاء واقفة على قدميها لتبادله العناق و تستسلم لعناقه كلياً كما طالبها ضغط ذراعيه.
العناق الذى بدأ خشناً و متطلباً و متشوقاً استحال الآن أعمق وأكثر تعذيباً . وانحبست أنفاس مرسيدس فى حلقها فيما راح جسدها ينتظر و ينتظر.
صدرت عنها تنهيدة حارة و كأنها خرجت من أعماق روحها , فضحكم جايك ضحكة جاءت ناعمة و دافئة على خدها.
اكتفت مرسيدس بهز رأسها ارتباكاً عاجزة عن إيجاد كلمات مناسبة للإجابة, وهى تحاول أن تكتشف ماهية المشاعر التى تعتمل داخلها.
رأت النظرة المصممة على وجهه ولاحظت كيف استحال لون عينيه داكناً و هو يتأمل ملامحها فأدركت ما هو آتٍ . هل هى مستعدة حقاً ؟ هل هذا ما تريده فعلاً؟ هل هذا هو الخيار الأمثل؟....
حبست مرسيدس أنفاسها فيما أنقبضت معدتها بحدة خوفاً وأرتباكاً.
وتراكمت الصور فى ذهنها و راحت تتوالى الواحدة تلو الآخرى: صورة والدتها الحبيبة و هى توصيها و تجعلها تعدها , صورة أبيها الغاضب , الثأر و صورة استرايللا زوجة أخيها التى نبذها مجتمعهم بسبب تهورها.....
صور و صور عذبتها و جعلتها تدرك ما تقدم عليه.
لكن جايك كان فى عالم آخر , لا فكرة لديه عما يدور فى ذهنها كان غارقاً فى عالم من الأحاسيس التى جرته إليه . أعترضت و إن بضعف:"جايك ! أنا....أنا....."
همس:"ما الأمر؟"
ــ أنا....حسناً, أنا......
مرسيدس, عزيزتى , ما بك؟أنت ماذا؟
ــ جايك أرجوك ! لا ما نفعله خطأ ! هذا ليس صوباً.
و كأنما هذا الاعتراض كان كافياً ليستعيد جايك وعيه فابتعد عنها بسرعة وكأنما أفعى تهدد بأن تلسعه.
ــ تباً مرسيدس . أتهوين التلاعب بى؟ أتجدين لذة فى إفقادى السيطرة على نفسى لتتراجعى فى آخر لحظة؟ أتسعين إلى إحباطى؟
لم تتكلم ولم تجبه إذ لم تستطع أن تجد الكلمات المناسبة للرد عليه .
لاذت بالصمت فيما غشت الدموع غشت الدموع عينيها وأعتصر الألم قلبها.
مرر جايك يده فى شعره وراح يحدق إلى الفراغ محاولاً أن يجد أجوبة على الأسئلة التى تزاحمت فى ذهنه.
من هى هذه المرأة ؟ و ما هى حقيقتها؟ إنها مرسيدس....مرسيدس المحبوبة, العزيزة المدللة أبنة أسرة ألكولار الوحيدة.
إنها أبنة خوان ألكولار.
لم يثق بنفسه ليتحدث إليها إذا ما اضطر لذلك الآن.
لكن من هى مرسيدس ألكولار فعلاً؟
هل هى المرأة اللعوب التى خرجت معه و أثارته إلى حد الجنون ثم فرت شقته و تخلت عنه؟
هل هى المرأة التى جارته الآن و افقدته صوابه ثم تراجعت فى اللحظة الأخيرة بعد ان أوقدت النار فى جسده؟
أم أنها فرت خوفاً من عائلتها و مجتمعها ومن رد فعلهما إذا ما أكتشفا تورطهما معاً؟ أم لعلها خافت من التجربة فى حد ذاتها لعدم خبرتها؟
لكن ثمة مرسيدس ألكولار أخرى....امرأة مختلفة تماماً....تلك التى ألتقاها فى حفل زفاف رامون, حيث أدعت أنها لا تعرفه أبداً. تلك التى تجاهلته و بقيت متعلقة بذراع ذاك الشاب لئلاً تتسنى له فرصة الاقتراب منها. تلك التى يجرى فى عروقها دم ألكولار الصافى من قمة رأسها الأسود اللامع حتى أخمص قدميها الصغيرتين الناعمتين . امرأة باردة كقطعة من جليد لا تأبة أبداً بمشاعر الآخرين و متعجرفة , متغطرسة إلى أقصى حد .
تلك كانت مرسيدس التى أعدت الرسالة التى أبلغته بها صديقتها عندما حاول التحدث إليها فى لندن
"مرسيدس لا ترغب فى أن تضيع مزيداً من وقتها معك"
إذن إذا لم تشأ أن تضيع وقتها معه فماذا تفعل هنا و ماذا كانت تفعل منذ دقائق بين ذراعيه؟
ثمة أمر واحد مؤكد....وهو ان الوقت الذى يمضيه معها ليس وقتاً يضيع سدى . فمعها أختبر مشاعر لم يعدها من قبل مشاعر بلغت أقصى حدود التطرف . فهو يريدها إلى حد الألم و يكره تأثيرها فيه إلى حد الرغبة فى قتلها.
أما الآن فعليه أن يجد حلاً لهذا الوضع الشاذ عليه أن يتصرف بعقلانية ويبتعد عن التهور . فقد تأخر الوقت و أصبحت الشمس فى كبد السماء والطقس ينذر بيوم حار . وصلت مرسيدس إلى شقته فى وقت مبكر جداً بحيث أنه يشك فى أن يكون قد أعلمت والدها بخروجها . وإذا ما تأخرت فى العودة فسيتوجب عليها أن تقدم تفسيرات كثيرة عند وصولها إلى المنزل. ربما لن يصدقها والدها إذا ما قالت إنها غادرت المنزل فى الصباح وقد يتهمه بإغوائها لتمضى الليلة عنده.
كما أنه لم ينس شقيقيها حين قبضا عليه ليلة زفاف رامون فقد بديا قادرين على الحاق الأذى به ما أساء إلى أختهما الصغيرة العزيزة زهرة منسية.
وعند هذه النقطة رفع نظره و تأمل رأسها المنحنى قبل أن يقول :
"مرسيدس...علينا أن نتكلم"
ــ عم سنتكلم؟
منتديات ليلاس
ــ قلت إنك جئت إلى هنا لنتحدث...لنرى أن كان بالإمكان أن نتوصل إلى تسوية . فما هو نوع التسوية التى كنت تفكرين فيها؟
ما هو نوع التسوية؟
ذكرى الأفكار التى شغلت ذهنها و هى فى طريقها إلى هنا طافت فى رأسها بشكل عشوائى . حينذاك كانت واثقة تماماً من مشاعرها و مما تريده وما ستقوله له . وتذكرت أنها راحت تكرر الجمل مرة بعد مرة و هى تصعد السلالم لتصل باب المبنى حيث تقع الشقة و هى تقطع الممر لتصل إلى المصعد . إلا أن هذه الأفكار تشتت الآن و أختفت و لم يعد يطفو منها سوى مقتطفات تظهر ثم تعود و تختفى مجدداً قبل أن تتمكن من الإمساك بها وتحويلها إلى جملة مفيدة و مترابطة . لم تجد فى داخلها القوة الكافية لتشكيل جملة و لجمع فكرتين منطقيتين معاً .
و ما زاد الوضع سوءً هو الضعف الذى أحست به و هى تقف قابلته بعد ان كانت فى النعيم بين ذراعيه . ها هى تقف هنا غارقة فى تبعات عناقهما تتخبط لتتمالك نفسها و تستعيد رابطة جأشها فى حين أنه يفكر ببرودة فى ما قالته ساعة وصلت متذكراً التسوية التى تحدثت عنها , و مستعداً الآن لمناقشتها بمنطق وعقلانية. بدا وكأنهما لم يتعانقا أبداً ولم يلهب مشاعرها ولم يفقدها صوابها. أحقاً كانت بين ذراعيه منذ لحظات؟ أحقاً كادت تنسى وعدها لوالدتها؟
بدا أن ما حصل لم يؤثر فيه و لم يقض على لا مبالاته . كيف أمكنه أن يتصرف بهذه البرودة و هذه العقلانية فى حين أنها وقعت فى حبه من دون أن تدرى متى او كيف أو لماذا؟
و فى خضم انفعالها كادت مشاعرها الملتهبة تدفعها إلى البوح بسرها.
كادت تقول له :" جايك تافرنر أنت الرجل الذى أحب أنت حياتى و قلبى و روحى . أنت كل ما حلمت به و أردته يوماً". لكنها تمكنت من رد الكلمات الخائنة قبل أن تخرجح من بين شفتيها....و فى الوقت المناسب .
نظرة عينيه الباردتين راحت تتأملها بإمعان ما جعلها ترغب فى الابتعاد عنه و الأشاحة بنظرها . لكنها عرفت كيف سيفسر تصرفها هذا على أنه اعتراف بضعفها أمامه فأجبرت نفسها على أن تلتزم مكانها متحملة تحديقه إليها رغماً عنها.
أنها مرسيدس ألكولار أبنة خوان ألكولار ولا ينبغى لها أن تذل نفسها وتظهر ضعفها.
ــ حسناً ربما بإمكانك أن تناقش الأمور فيما أنت شبه عارٍ....إنما أخشى أنى أفضل أن ترتدى ثيابك.
و سمحت لنفسها أن تضيف هزة خفيفة معبرة من كتفها هزة مصطنعة كلياً جاءت من حاجة لديها للدفاع عن نفسها و لإعلامه أنه ليس الوحيد الذى يمكنه أن يتصرف ببرود وتباعد
ــ حسناً لن أغيب طويلاً . أعتبرى البيت بيتك وتصرفى على هواك.
ــ لا تقلق ففى النهاية هذه الشقة شقة أخى و أنت ضيف فيها أكثر منى.
كلامها هذا ألزمه حدوده و أسكته . نعم إنها تنتمى إلى هذا المكان أكثر منه . أنها من أسرة ألكولار العريقة فى حين أنه شخص غريب نكرة فى هذا البلاد.
لقد أتى إلى هنا و لحق بها إلى بلادها مصمماً على أن يضع العداء القديم خلف ظهره...وأن يترك الماضى للماضى حيث مكانه . لكن و مع كل تصرف تتصرفه و مع كل كلمة تنطق بها تبدو مرسيدس مصممة على أن تثبت أن غطرسة أسرة ألكولار حية فيها و مستعدة للظهور عند اول فرصة.
حسناً. إذا ما أرادت أن تلعب اللعبة بهذه الطريقة فسيجاريها خطوة بخطوة .

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
alcolar family, bound by blackmail, الانتقام الاخير, احلام, دار الفراشة, kate walker, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, كيت والكر
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية