لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-12, 05:37 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" صحيح ؟( تمتمت غاضبة حين وصلا الى الباب وسمعا صوت الضجيج) أعتقد انك لا تحس بأي ألم .... أتمنى لو أنني لم أرك في حياتي... أنت....".
" إنتبهي الى لغتك .... الغضب يناسبك ، كنت مرعبة قبل قليل والان إياك ان تصدقي التعابير الرومانسية التي ساصبغها عليك ، ثرثري ونحن نتقدم من المدعوين ....( جذبها عمدا اليه وعانقها بشغف وحين رفع راسه أخيرا قال ) فمك الجميل يبدو كالثمر حين يحين القطاف... أليس هذا ما هو منتظر منا".
فتح لها الباب وإنتظر دخولها .
" شيء واحد فقط ".
" ماذا؟".
كانت ترتجف حتى الجذور وتتمنى لو يخفي إبتسامته الساخرة عن وجهه.
" لتنطلي الحيلة على الجميع يجب علينا ان نبقي الحقائق بيننا ، إياك البوح ".
كانت اليانور تلقي براسها على مؤخرة المقعد في السيارة وتشعر بالم حاد.
" قليلا".
تمنت ان ينعدم الحديث بينهما ، إلتفتت تنظر خارج النافذة ، السيارة تجوب الشوارع الخالية والظلام حالك والضباب منخفض ، ومع أن الحرارة داخل السيارة كانت متوفرة إلا أن اليانور شعرت ببرودة قاسية وبتجمد في عقلها وجسمها ، لقد تعبت طوال السهرة من كثرة ما إصطنعت الإبتسام.
بدأ أدوار يدندن لحنا موسيقيا ناعما ، إستدارت اليه علها تعرف بماذا يفكر ، كان يقود السيارة بمهارته المعهودة وقد رفع ياقة معطفه ليتّقي البرد ويداه القاسيتان على المقود وقد ركّز إنتباهه على الطريق امامه ، شعرت بالكراهية تغمرها ، اغمضت عينيها لئلا ترى وجهه ، ستنسى مع الوقت هاتين الساعتين الخيرتين من الحفلة كما ينسى الإنسان الحلم المزعج......
قال أدوار:
" لقد سارت الأمور على ما يرام".
" نعم".
بقيت اليانور مغمضة العينين لئلا تشجعه على الكلام كانت تحاول حل مشاكلها بتفكير عميق ، كما قال أدوار : كل شيء سار على ما يرام .... لقد شعرت بخطوبة حقيقية ، تصرفاته متقنة بشكل جعل كل المدعوين يصدقون ما يجري على انها خطوبة اصيلة وليست تمثيلا مؤقتا.... كرهت اليانور نفسها لهذه المهزلة الخادعة، كانت ساخرة وغاضبة وهي ترى أن لا نهاية واضحة لما يجري.
كان أدوار لا يكف عن المزاح وهو يتكلم بسخريته المعهودة عن وقوعه في فخ الزواج وهو المشهور بالتملص والمراوغة لكن ها هو يستسلم بسهولة وينقاد الى قافلة المتزوجين... قالت اليانور في نفسها ( كيف يمكنه ان يخدع كل الناس ، ألا يشعر ببعض الذنب؟ كيف يستطيع أن يخدعها في شعوره نحوها وعلاقته بها ؟ الم يكن غاضبا حانقا حين إنفرد بها في الغرفة الجامبية ... وها هو الآن رابط الجأش ،متوازن التفكير يثير النكات حوله ... كيف يمكنه التحكم بمشاعره بسهولة فائقة... إنه يتجول الن بين المدعوين والأهل والأصدقاء يتقبل التهاني بسرور بالغ .... وإستطاع ان يهدىء من روعها ويطمئنها بلباقة.
خلال السهرة شدّها اليه يراقصها رقصة الفالس الحالمة ، دار بها عدة دورات وأسندت راسها على كتفه بعفوية ، وحين إنتهت الموسيقى رفعت اليانور رأسها عن كتفه وإبتسمت له إبتسامة حالمة وإذا به يرمقها بنظرة خبيثة ماكرة أعادتها الى الجوالحقيقي الذي كانت تعيشه ، بقيت تقف بين ذراعيه، جذبها بمودة اليه فإرتجفت وإرتبكت ، نظر اليها نظرة غريبة وتغيرت تعابير وجهه كليا وقال:
" لا سبب للمغالاة في تصرفاتك ، كدت اتخيل أنك إمرأة أخرى ".
إبتسمت ساخرة وقالت في نفسها: كم من السهل ان يتعلم الإنسان الخداع ويقول أشياء بغيضة لا يعنيها ، نزلت دموعها دون إرادتها وبسرعة مسحتها وهي تردد في تفكيرها : عليك ان تتعلمي العيش مع هذه الورطة .... جمعت ثقتها بنفسها وقالت بصوت هادىء:
" ربما كان من الأفضل لو عدت للبيت برفقة والديك".
" أين خيالك ؟ ينتظر منا أن نتأخر في العودة ، نقف قليلا ونتكلم كلام المحبين ونفعل ما يفعله العشاق و...( أوقف سيارته الى جانب الطريق وقرن القول بالفعل ، أغلق اضواء السيارة ونظر اليها ساخرا وأكمل ) علينا ألا نخيّب ظنهم".
" ماذا تقول؟( إرتجفت وإهتزت جزعا ولفت نفسها بمعطفها إتقاء لإقترابه منها )".
جلس ادوار بعيدا عنها ووضع يدا على المقود وأخرى خلف مقعده وقد لمعت اسنانه وسط الظلام وقال:
" أنت حتما تتعمدين الغباء ، اردت فقط ان نمضي الوقت في الحديث عن الحفلة... يمكننا أن نقول أن هيو فوجىء .... ألم تلاحظي ذلك؟ لقد خاب ظن أولاد عمي وهم يرونك تهربين من بين براثنهم ....نستطيع أن نتسلى ونحن نراقب فرح والدتي الحنون وهي ترى نفسها منذ الآن جدة فخورة ... ربما تنتظر منا ولدا او أكثر.... هناك العديد من الأمور يمكننا أن نتحدث بها .... وربما ننهي حديثنا ونقول : إجمالا كل المدعوين إبتهجوا بإعلان الخطوبة ما عدا ابناء عمومتي...".
" لا ، ليس الجميع !".
رفع أدوار حاجبيه السميكين وقال متعجبا:
" أوه ، من لم يرق له ذلك؟".
" صديقتك فيلستي".
" لماذا تقولين ذلك ؟".
" هذا هو شعوري".
تذكرت اليانور عيني فيليستي الغاضبتين وهي تقول بإنفعال ظاهر: لا تعتقدي أن بإستطاعتك الإحتفاظ به ببراءتك وطرقك المحافظة .... لن يمكنك ، قريبا جدا سيضجر منك ويهملك.
" لا تهتمي ابدا لها".
" حتما ، ساترك امرها لك ، ولكن تذكر إتفاقنا على إبقاء المر سرا بيننا".
بقيا صامتين فترة ، ثم سألها أدوار:
" بماذا تفكرين الان؟".
" كنت أفكر بمهارتك في التمثيل.... الم تشعر باي الم؟".
" حين كنت صبيا يافعا أحببت التمثيل وساعدتني معلمة التمثيل وإهتمت بأمري ، أذكرها تقول: لتنجح بالتمثيل عليك أن تفكر أعمق من الكلمات المرسومة أمامك ، العقل والجسد يشاركان في تقمص الشخصيىة التي تنوي تمثيلها لتكون ردة الفعل طبيعية عندك ، تقبلت نصيحتها وحفظتها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-03-12, 05:39 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" دمك بارد يا أدوار ، لا تحلم بأن تسمح لنفسك بالتمثيل عليّ".
" عندما أمثل.... أندم على ما فعلت ، كما حصل الان معنا ( راقب إحمرار وجنتيها واضاف بخبث) وأنت مثلت دورك يا أليانور بإتقان ، يمكنني ان امتدح جهودك الجبارة وخاصة أنك لم تتمرني على هذا الدور من قبل.... كنت فتاتي الحبيبة التي إحتمت كليا داخل ذراعي وإبتسامتها ساحرة خلابة وإحمرار الخجل يكسو وجهها المشع ، حركاتك وإستسلام رأسك لكتفي .... كل شيء كان متقنا بارعا".
هذه هي الحقيقة .... خافت اليانور من مشاعرها المتدفقة بداخلها ، اين أختفى غضبها ؟ شعورها لا يفسر وعواطفها مجنونة ومبهمة ، هي حقا تصرفت معه كأنه الحبيب ، بلعت ريقها بصعوبة وتنهدت قائلة:
" ارجوك ، هل نعود الآن ".
نظر الى ساعة يده يستطلعها الوقت:
" أكيد... بدأ الثلج يتساقط ، كنت أنتظر تساقطه هذه الليلة".
نظرت أليانور من النافذة وشاهدت الثلج فوق زجاج السيارة الأمامية .
" هل ننتظر أن يكون عيد الميلاد ابيض ، سيكون ذلك جميلا وستفرح دوروثي بالثلج ، منذ أعوام لم يتساقط الثلج في عيد الميلاد.... يوجد خلف منزلنا في يورك تلة صغيرة تصلح للتزلج ، هل من الممكن أن يتراكم الثلج؟".
" يبدو ذلك واضحا من توقعات النشرة الجوية حول حال الطقس، لقد بدأ الشمال يرزح تحت طبقة ثلجية رقيقة وأستطيع القول أن دوروثي ستستطيع التزلج هذا العام ، أليانور هل تريدين ان تمضي عيد الميلاد بين أهلك؟".
" نذهب الى يورك؟".
" نعم ، الم تشتاقي اليهم؟ سأذهب معك إن رغبت ذلك".
ذكرى بيتها الدافىء والوجوه المالوفة التي إشتاقت اليها... كم تحتاج الى حنان البيت وأهله، ذكرياتها ملأتها حنانا ، إرتجفت من شدة عواطفها وشوقها الى أهلها وشعرت بختناق في حلقها منعها من الكلام.
" لطيف منك ان تقترح علي الذهاب الى البيت ولكنني أفضل عدم الذهاب".
مد يده الى وجهها وحاول أن ينظر الى تعابيره وقال:
" أنت تحبين الذهاب( تنهد قليلا ثم أكمل ) وإذا كان ذهابي معك يقلقك ، إذهبي وحدك".
" إذا ذهبت بمفردي فهذا سيثير الشكوك أكثر".
" حقا ، حسبت أن رفقتي هي التي لا تروقك".
" أنت الآن تمثل دور الغبي يا أدوار .... من المفترض أن نكون عاشقين.... وغيابك سيجعل الأمر غيبا ، ولو ذهبت برفقتك فلن يطول الأمر بهم ليكتشفوا خداعنا".
أدار أدوار محرك سيارته من جديد بإتجاه البيت دون ان يتبادلا الحديث ، كان الثلج يضرب زجاج السيارة وتتجمع كتلة بوضوح فوق المسّاحات الزجاجية التي كانت تعمل بجد لأزاحتها ، وتابعت السيارة سيرها بتؤدة
منتديات ليلاس
بعد فترة قال أدوار:
" أنت حقا لا تجيدين هذه التمثيلية يا فتاتي العزيزة ، لقد إعتاد الناس على إعلان الخطوبة ثم فسخها إذا إقتضى الأمر دون ضجة أو إستغراب ".
" ولكن ذلك ليس رايك في الموضوع ، لقد قلت لي سابقا ان هذا النوع من العلاقات بنى على أساس صلب وليس من السهولة فصم عراه ، والان كلامك يخالف تماما ما قلت".
" ربما ، ولكن الأخطاء تحصل دائما ، حتى العازب العنيد والفتاة البريئة يغلطان ، يا الهي كفاك حزنا ، أهلي واهلك سينسون هذا الأمر بسرعة ، بالنسبة اليك ستتقدمين منهم بعد فترة بالرجل المناسب والخطيب الأصيل ( رماها بنظرة متسائلة) وإذا كنت لا تريدين زيارة أهلك فلن اصر عليك ، ربما أطلب منك الكثير في هذه الفترة القصيرة من الخطوبة ، ستعتادين على الفكرة مع الوقت ولا تبالين".
" أظن أنه من الأفضل لنا فسخ الخطوبة بأسرع وقت ممكن".
نظر أدوار الى ساعته ثم قال:
" مرّ على الخطوبة مئة وثلاثون دقيقة فقط يا اليانور ، يستحسن بنا أن نعطي الأمر وقتا أطول قبل ان نعلن فسخ الخطوبة ، ( وضع يده بلطف فوق يدها ليهدىء من حركتها العصبية وهي تقلب حقيبة السهرة في حضنها) افهم جيدا أن الفكرة بكاملها بغيضة بالنسبة اليك ولكنك لست الوحيدة التي تتألم ، أصبري قليلا ( هدات حركتها العصبية وسحب يده بلطف من فوق يدها وسالها ) هل من الممكن ان تقبلي بالأمر الواقع ولو لفترة".
" كيف تتقبل الوضع بهذه البرودة يا أدوار؟ انا واثقة بانك غاضب أكثر مني".
" هذا هو الفرق بيننا يا عزيزتي ، أنت رومانسية وأنا عقلاني ، ما حصل قد حصل وأنتهى الأمر ، علينا ان نقبل الواقع ونقلل من الجدال الذي لا يفيد ، ربما سنخرج من هذا المأزق بطريقة سهلة".
بقيا صامتين بعد ذلك حتى وصلا الى المنزل ، قال:
" يجب عليك الإتصال بأهلك في يورك غدا ، أعرف أن المر لن يكون سهلا ، ربما بإستطاعتك ان ترتبي المر لتجيبي على أسئلتهم العديدة".
فتح باب سيارته واسرع ليفتح لها الباب ويساعدها ، كان الثلج يتساقط على معطفه الأسود ، ساعدها عبر السلالم ليحمي حذاءها من البلل ، كل شيء حولهما مظلم وصامت.
" عمت مساء يا اليانور".
مر بيده على شعرها ليمسح كتل الثلج عنه ثم رفع وجهها اليه ونظر الى عينيها وقال:
" حاولي النوم ، غدا صباحا ستكون الأمور أفضل".
صعدت اليانور السلالم ببطء ، خلعت ثيابها وإستعدت للنوم ، حاولت ألا تفكر ابدا بما حصل ولكن ما أن دخلت سريرها حتى داهمتها الأفكار من كل صوب وإستعرضت شريط السهرة ، وبقيت تصارع القلق حتى ساعات الصباح الأولى حين غفت مرهقة من كثرة التفكير.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-03-12, 05:40 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

في الصباح بقيت تعمل في المحل وتتقبل التهاني وترد على بعض الأسئلة حول الخطوبة وملابساتها ، حضر ادوار ومعه كلبه سايكس وكانت تطعم قطتها بعض الحليب.
" أهلا ادوار( لم تنظر اليه) القطة جام افضل بكثير ، شعرها يلمع وهي أسمن".
" هذا طبيعي لكثرة الطعام الذي تقدمينه لها يوميا ، أراهنك انها لم تحاول إصطياد فأرة واحدة منذ ايام( نظر الى شحوبها والسواد المحيط بعينيها ولكنه لم يعقب)".
" إنها جائعة دائما ( مرت بيدها على ظهر القطة بحنان ) كل حي يتمنى لمسة حنان وعطف".
تبعت أدوار الى المكتب وهي قلقة حول ما ستقول لوالديها على الهاتف .
" تعالي نصعد الى الشقة لتتصلي باهلك من هناك ، سيكون الأمر اسهل وتشعرين بحرية أكثر ، يستطيع رون مان ان يتولى شؤون المحل في غيابك".
عندما دخل شقته خلع سترته وحلّ ربطة عنقه وقال:
" هل لديك مانع ان أغيّر ثيابي واستحم بينما تصنعين لنا الشاي يا فتاتي الطيبة ، سأدخل الحمام وآخذ دوشا ثم اغير ملابسي".
دخل بسرعة الى غرفة النوم وترك الباب مفتوحا قليلا بينما دخلت اليانور المطبخ تحاول ان تتدبر أمرها بصعوبة ، كانت تسمع حركته في غرفته ، يفتح درجا ويغلق آخر وصوت الماء يتساقط ... اصوات عادية لحركته الطبيعية في شقته ، إنه يرتاح كليا في محيطه ، وقفت في المطبخ تنتظر الماء ليغلي ، سمعت رنين الهاتف ، ومن الطبيعي أن رنينه لم يصل لسمع أدوار وهو تحت ماء الدوش ، رفعت اليانور السماعة مترددة ، سمعت صوتا أنثويا يقول:
" أدوار.... اريد أن أكلمك".
كان صوت فيليستي ، عرفت اليانور على الفور وقالت بهدوء:
" آسفة ، ادوار يأخذ دوشا في هذه اللحظة ، هل تودين أن تتركي له رسالة ام ترغبين ان اطلب منه أن يتصل بك".
سحبت فييليستي نفسا عميقا ثم اقفلت السماعة دون ان تنبس ببنت شفة.
اعادت اليانور السماعة ببطء وعادت الى المطبخ وحملت صينية الشاي الى غرفة الجلوس ، دخل أدوار لامع البشرة ولا يزال شعره مبللا ، وضع سترته على ظهر الكرسي ثم شرع يلبس ساعة يده.
" ادوار ، بينما كنت في الحمام رن جرس الهاتف ، كانت مخابرة لك".
" نعم".
" أعتقد أنها فيليستي ولكنها اغلقت السماعة ..... عندما سمعت صوتي".
تجمّد أدوار لحظة وصمت دون كلام وسرح في التفكير ثم قال:
" كنت أريد الإتصال بها اليوم ، سأفعل في وقت لاحق ، هل إتصلت باهلك ( رفع حاجبيه مستفسرا) هل كانت المكالمة صعبة كما توقعت ".
" لا ".
" هل أنت واثقة ، الحمد له إنتهت معضلة صعبة ، وماذا إستنتجت؟".
حملت اليانور فنجان الشاي ومشت حتى النافذة وقد أدارت ظهرها له ونظرت الى الخارج وبدأت تتكلم ببطء شديد وهي تتعثر بالكلمات ...لقد رتبت كلماتها وأعادتها في فكرها عدة مرات ، قالت:
" إكتشفت من حديثي مع أهلي ان ما حصل ليس بفعل شخص واحد معين بل بفعل سلسلة من الأحداث كلها مترابطة ، طبعا بدأت القصة مع شقيقتي كاتي ، ثم آل سلايد والروابط العائلية بينكما ، كان يمكننا أن نتصرف مع مارغو سلايد ... لكنك رفضت دلك يا أدوار...".
" وافقنا على ذلك سوية ولا يفيد الان اللوم أو تبادل الإتهامات بيننا".
سحبت اليانور نفسا عميقا وأكملت:
" أتذكر أنك قلت لي : إنني حرة ، يمكنك إخبار كاتي بأمر الثمانين جنيها، فكرت بالأمر ووجدت أنه من الأفضل إعلامها بالحقيقة ، كنت ممنونة من مساعدتك ورايت من واجبي إعلام كاتي بالشخص الذي نقذها من ورطتها في محنتها.... وإعتقدت انها بالنهاية ستعرف الحقيقة ولن تخفى عليها طويلا ... وقلت انك لا تريد منها شكرا ( نظرت اليه اليانور ورأته إستلقى على الكرسي وظهره الى الوراء وقد أغمض عينيه وهو يفكر بما يسمع فاكملت) كان عليّ ان اشرح ما حصل بتفصيل أكثر.... لم اذكر لهم انني أعمل عندك لأسدد الدين ، ربما كنت على خطأ ولكني إعتقدت ان على كاتي أن تفكر بتسديد الدين ولو بعد فترة ولذلك قلت لها أنه من سبب للعجلة ... نحن آل فارس على شيء من المحافظة في تفكيرنا.... وبعد أن إرتاحت كاتي لحل مشكلتها إعترفت لوالديها بكل شيء...".
" يا الهي ، ولماذا لم تخبرهم بالأمر منذ البداية؟".
" إعترفت بالحقيقة ولكنها لم تطلب مهم مالا....".
" أكملي ، اين الخطا ؟".
" ربما يصعب عليك الفهم ، عليك أن تتخيل نفسك فردا من آل فارس يعيش عيشة بسيطة ، دخل والدي بالكاد يكفي لسد الحاجات الضرورية في الحياة( عبست وهي تفتش عن الكلمات الصحيحة) ثمانون جنيها بالنسبة الينا مبلغ كبير ولا يمكن لأحد أن يهب هذا المبلغ بدون مقابل ، وإعطاؤك المال لي يعتبر بادرة فريدة ولا يبررها إلا شيء وحد، أنك تحبني...".
" أكملي ، انا أعتبر الان نفسي فردا من عائلتك...".
" لا يوجد الكثير لقوله.... أنتظروا ان أخبرهم عن حبي في رسائلي لهم ... وحين لم أذكر أي شيء من هذا القبيل ، كتبت والدتي تستفسر من والدتك....".
" صحيح؟".
" ربما ذهبت والدتك وإجتمعت بمارغو سلايد تستفسرها حقيقة الشائعة التي اطلقتها، ثم إتصلت والدتك لوالدتي واكدت لها الفكرة بناء لشائعة مارغو.... ومن هنا كلمة ومن هناك حادثة وتمادت والدتك...".
" نعم ، أرادت ان تجبر العصفورين الحبيبين على التصريح بحبهما بطريقة لا تقهر...... وقد برهنت عن نجاح خططها".
نهض أدوار وفتح حقيبته الموجودة على الطاولة وقال :
" لسنا في وضع أفضل بعد أن إكتشفنا بعض الحقائق والملابسات ....ربما نشعر ببعض الراحة الفكرية ونخفف من الأسئلة ..... لقد إتضح الأمر الآن ( كان يتكلم ساخرا ، أخرج من حقيبته علبة صغيرة ) أقدم اليك خاتم الخطوبة ، ساعدتني في إختياره فانيسا وأتمنى أن يكون قياسه مناسبا".
د يده بالعلبة اليها ، نظرت اليانور الى العلبة فزعة وقالت:
" لا اريده ، لم أعتقد أن هناك خاتم خطوبة".
" إذا قبلت بالخطوبة فلا بد من إرتداء الخاتم يا اليانور ، أنت تعرفين شدة حرصي على المظاهر وتقيّدي بالأصول المعترف بها ، لقد وافقت ولا يمكنك ان تعارضي على شيء سخيف كخاتم الخطوبة ، ( حمله بين يديه وقال) أظن انه سيروقك ، حجر كريم من الياقوت الحمر في إطار أثري قديم ، والياقوت يناسبك ، لم يكلفني كثيرا ( أضاف بسرعة) ولا تحملي ضميرك الشعور بالذنب من أجل حسابي في البنك ، أنا أفهم ان المال بالنسبة اليك شيء مهم...".
" ماذا تقصد؟".
"عرفتك منذ أسابيع وبدأت أتعلم طرقك ومشاعرك ، انت تحبين الأشياء الجميلة ولكن رأي الناس باخلاقك له أهميته.... أنت لست مبذّرة ( دفع الخاتم في أصبعها ونظر اليه في يدها ) إنه يناسبك وقياسه مضبوط ، هل أعجبك؟".
" إنه جميل جدا( نظرت الى يدها والياقوتة تشع بألوانها الفرحة) لماذا إخترت الياقوت".
" أوه( ترك يدها ومشى دون إكتراث وقال) هناك كثر من مثل في سفر الامثال يتناول الياقوت والآلىء .... وربما تاثرت بلون ثوبك الأحمر.... لكن يمكنني ان أبدله".
" لا ، احببته كثيرا، ثم.... لا لزوم لتغييره أعني انني لن البسه لفترة طويلة.... اليس كذلك؟ هو لا يعني .... لي.... شيئا...".
" تماما".
" أدوار ، هناك شيء آخر يجب ان تعرفه، بعد ان عرف والدي بامر الثمانين جنيها شرع بإيجاد وسيلة لتوفير المال وإرساله اليك ولكن كاتي اقنعته بالإنتظار حتى يسمعوا مني الأخبار ،( تردد قليلا ثم وافقها الرأي.......)وحين شرحت له عن عملي عندك.....إرتاح ، إنه يشكرك ، سيتصل بك والدي هذا المساء ... هل ستتكلم معه يا ادوار؟".
" طبعا ، ساتكلم معه كما ينتظر مني ( نظر الى ساعته ) هيا بنا الى المنزل ، سأنتظرك لترتدي ثوبك الأحمر ونذهب لنأكل في مطعم ، أعتقد أنك لم تتناولي أي طعام اليوم ، سنذهب الى مطعم فرنسي من فانيسا وهيومرافقتنا ، نتظاهر باننا نحتفل بمناسبة خاتم الخطوبة..... ما رأيك؟".
إذا قرر ادوار القيام بعمل ما فإنه يتقنه ويتابعه للنهاية....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-03-12, 05:42 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- يقول شكسبير ( ما أتعس الإنسان الذي ينظر الى السعادة بمنظار الآخرين فقط) وتشاء المصادفات القاسية والظروف الطارئة ان يشاهد هيو سعادته بمنظاره هو اخيرا عارفا حقيقة مشاعر فانيسا..... أما اليانور فقد سقطت في الظلام!

توجت أليانور سعادتها صباح عيد الميلاد بمكالمة هاتفية من اهلها ، كانت سعيدة في حياتها وسط عائلتها الجديدة - آل مانسل ، ووجدت نفسها منهمكة في الإستقبالات والمعايدات ومرّت العطلة بسرعة وهناء ، كان الثلج قد تجّمع في طبقة فوق سطح الأرض مما جعل العيد أبيض كما تمنت ، ومع حلول شباط/ فبراير وبفعل تساقط المطر تحول الثلج ال جدول.
مرت الأسابيع سدى وتمنت اليانور ان تعتاد على الخطوبة الكاذبة ولكنها بقيت تتفرج على الخاتم في اصبعها وتتذكر اللعبة القذرة التي شاركت فيها ، خلال فترة العمل في المحل كان من السهل عليها ان تنسى ولكن وجودها مع الناس يحتم عليها التظاهر وهي تمثل دور الخطيبة الحبيبة .... مما يربكها ويكدّرها ان يتلفظ ادوار ببعض عبارات الغزل او يقوم بحركة ودية نحوها كما هو منتظر منه ، كل من حولها يقبل كلماته وحركاته على انها طبيعية ويصدقون تودده لها على أنه الحقيقة التي تربط علاقتهما.
كانت فيليستي الوحيدة التي ترفض قبول الخطوبة ،وفي أكثر من مناسبة كانت تتصرف صوريا على انها مسرورة بخطوبتهما بينما عيناها الخضراوان تحملان إشارة كره وحسد لم تخف على اليانور ، كانت فيليستي تصر على أن خاتم الخطوبة لا يمكن أن يقف حجر عثرة امام حصولها على رغباتها في الحياة.
منتديات ليلاس
إنتقلت فانيسا للعمل في محلها الجديد ونادرا ما كانت تمر بأليانور في المحل القديم ، وذات امسية من شباط/ فبراير أخبر أدوار اليانور وبطريقة عفوية حين كانا برفقة والديه أنه وجد لها معلما ليساعدها في دراسة فن الرسم ، كانوا يمضون أمسية في مشاهدة مسرحية جديدة ، وعند عودتهم قرر ادوار أنه يرغب في تناول القهوة قبل الذهاب الى شقته ، وحين سمعت اليانور قراره لم تتمكن إلا ان تشكره على إهتمامه بدراستها بطريقة لطيفة ، وبعدما إنسحب والداه ليرتاحا في غرفتهما وتركاهما في غرفة المكتب وجدت أليانور ان عليها ان تبحث أمر استاذ فن الرسم معه بالتفصيل.
جو المكتب دافىء ، إستلقى ادوار على الأريكة بثقله بعدما خلع سترته وفك ربطة عنقه والأزرار العليا من قميصه ، وضع يديه خلف رأسه وأغمض عينيه يستمتع بموسيقى شوبان وحين إنتهت الاسطوانة قالت له اليانور:
" هل اضع لك اسطوانة أخرى يا ادوار؟".
" لا ، إلا إذا كنت انت تريدين سماع شيء معين".
هزت اليانور رأسها نفيا وحملت الأسطوانة ووضعتها داخل غلافها .
" اشكرك يا ادوار على الوردة الحمراء".
كان قد أهداها إياها وشبكتها في ثوبها على صدرها ، فكتها ووضعتها في زهرية صغيرة فيها بعض الماء.
" وردة جميلة لوردة ( تعجبت اليانور كيف أنه تذكر إسمها الاخر – روز وهي لا تستعمله أبدا)".
الجو هادىء وحالم والسلام بينهما نعمة ، كانت تكره اليانور ان تعكر صفو الجو ولكنها وجدت نفسها مجبرة على فتح موضوع الأستاذ .... بدأت تتكلم بتردد:
" بشان دراسة فن الرسم....".
قال متكاسلا ناظرا اليها بعينيه الزرقاوين الحادتين .
" إعتقدت انك لن تفاتحيني بهذا الموضوع ابدا....".
" لم ارغب في بحثه بحضور والديك ، المفروض انني اعمل في المحل ولا أدرس فن الرسم....".
" يمكنك ان تقومي بالعملين معا".
" إذن عليك ان تحسم من راتبي.....".
" طيب".
نظرت اليه بإستغراب وهي تشك بأنه سيحسم لها فعلا ، قالت له دون إكتراث:
" ولماذا وافقت بسرعة دون معركة أو جدال ؟".
إبتسم لها ساخرا وقال:
" إنني ماكر وداهية يا عزيزتي".
" لا أعتقد ذلك ، لقد دفعت للسيدة التي تساعدك بعض الوقت رواتب الأسابيع التي غابتها عن العمل بسبب كسر رجلها.... وهذا ليس مكرا ، أنت لا تهتم للمال أبدا".
" حسنا ، لنقل انني ارغب في هدنة بينا ، ضجرت من المعارك واريد السلام والهدوء قدر المستطاع ".
تمنت اليانور لو تستطيع ان تقرا ما يدور في عقله بسهولة ، هل بإستطاعتها ان تساله عن موضوع فسخ الخطوبة.... آخر مرة فتحت له الموضوع قال ان عليه ان يخطط لذلك كما يخططون للمعارك الحربية .... سيخبرها في حينه توقيت بداية المعركة ، لم تثق بكلامه لأنه دائما يمزح ومزاحه ساخر ، لم يذكر هذا الموضوع بعد ذلك ابدا ، اليوم يبدو أدوار سعيدا ومزاجه هادىء ولن تفسد عليه سعادته ببحث أمر فسخ الخطوبة، حملت فناجين القهوة الى الصينية ، قال ادوار دون إكتراث:
" هناك هدية لك على المكتب".
" لي أنا؟".
هز راسه موافقا ، عبست وقالت وهي مهمومة:
" أنت تعرف انني لا اريد هداياك ، لقد إتفقنا....".
" انت وحدك إتفقت ( أغمض عينيه من جديد وكأن ملامها لا يعنيه) لا أريدك أن تصفيني بالبخيل يا اليانور ، لي سمعتي التي ارغب بالمحافظة عليها ، لا تحرميني سعادتي الان وسروري بالشجار حول أمور تافهة ، هيا إفتحيها وتمتعي بها ولا تفكري أن الهدية مني تزعجك وتفسد عليك متعتك".
فتحت اليانور الرزمة الكبيرة الثقيلة وهي تشعر بحماس وسرور ، وضعتها على الأرض وفكت الأشرطة من حولها بتان .
" أوه يا ادوار ، هدية جميلة للغاية ، كيف ساستخدم كل هذه الألوان وأدوات الرسم والقماش....".
" هل تناسبك؟".
" إنها ممتازة ( نظرت اليه خائفة وسالته جادة) هل إشتريت لي كل ما في المحل؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 31-03-12, 05:43 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال بتراخ:
" سالت البائعة أن تساعدني في شراء ما تحتاجه فنانة مبتدئة من أدوات للرسم.
" وهل انت مؤمن أن بإستطاعتي النجاح في فن الرسم ؟ انا أعرفك جيدا ، لقد إتفقت مع أفضل أساتذة الفن لمساعدتي في دراستي".
" إنه مارك إيف ، لقد سلمته بعضا من رسوماتك وبدا مهتما كثيرا بها".
" صحيح؟ ( إحمرت اليانور خجلا وسرورا وحماسا) كم انت كريم ، ومع ذلك لا تحب أن تشكر على أفعالك ، إنك تجعل الأمر صعبا جدا علي ".
" لا احب تضييع الوقت ! ".
" وأنا أريد ان اشكرك بطريقتي الخاصة".
مشت اليه بدلال وإنحنت تعانقه شاكرة بعفوية ، وضعت أليانور يديها على صدره وحدّقت بعينيه الزرقاوين واحست ضربات قلبه السريعة تحت يدها كما كانت ضربات قلبها تسرع بشكل مخيف ، بقيت تنظر اليه لفترة طويلة وأخذت نفسا عميقا قبل ان تقوم بالحركة التالية التي أدت هذه المرة الى عناق اطول واكثر إنفعالا.
طار شعر أليانور حول راسها بينما أشعة النار في الموقد تلمع فوق شعر أدوار الأسود ، لقد شعرت أنه ليس بإستطاعتها التراجع أبدا ، فهي تحبه حبا أكيدا ومستعدة أن تعطيه كل حبها ، تجاوبت مع لمساته ببراءة أكيدة وكرم ، أعلنت له حبها عمليا دون أن تفصح عنه بالكلمات ، لمساتها تقول أنها تحبه وعناقها يؤكد حبها ، لقد سحقها سحقا وذوّبها في رقته.
وفي هدأة الليل وهي في غرفة نومها جلست تتذكر تلك اللحظات السعيدة ، ذكراها أخافتها وأثارتها وأغضبتها ، لقد إنجرفت معه في التيار حيث لا وجود للعقل وخافت مما وصلت اليه ، خافت من سيطرة عواطفها على عقلها كليا ، إختفت إرادتها كليا وسلب وسلب عقلها ، لقد عرف أدوار حتما ما حصل لها حق المعرفة حتى تصرفت راضية مبتهجة ... ماذا كان سيحصل لو لم يرن جرس الهاتف فجأة ويعيدهما الى صوابهما ؟ ربما لا شيء أبدا لأن أدوار ليس شابا طائشا ولا يمكن أن تجرفه اللحظة أو تتحكم بعقله ، كان لا بد ان يستفيق من غيبوبته الحالمة قبل فوات الأوان...
رن جرس الهاتف في غرفة المكتب ، تسمرا في وضعهما ، بقيا صامتين لدقيقة يستمعان الى رنينه ، نهض أدوار ونظر اليها ، تراجع في داخل نفسه وإبتعد خائفا ، اغمضت عينيها لئلا يقرأ بعنيه ما تقوله عيناها بصدق وصراحة نهض ومشى الى الطاولة ورفع السماعة وتكلم ببرود أكيدة متمتما بعض الكلمات القصيرة ، كانت اليانور تراقبه شبه مغلقة العينين بنهم وقد إستبد بها الندم ، تتفرس فيه كأنها لن تراه بعد اليوم ، ضحك أدوار ضحكة باهتة وهو يتكلم على الهاتف ، رد بيده الأخرى خصلات الشعر عن جبهته ، ضحكت أليانور في سرها ونهضت ومالت برأسها الى الأريكة وهي تحدق بنار الموقد دون ان ترى أي شيء.
سمعت صوت الهاتف يصمت ، إستدار اليها بقامته المديدة وقال:
" يا للشيطان ! لماذا لعبنا هذا الدور ! ربما ستصدقين بعد ذلك... ولكنني رجل من لحم ودم وأنت تمثلين أمامي دور سيدتي الجميلة وتتقنين التمثيل".
رفع ذقنها بيده وأجبرها ان تنظر اليه ليراقب ردة الفعل عندها وقال:
" كان عليّ أن أعرف أن حنان قلبك وطيبته ستجلب لنا المتاعب ، الإقرار بالفضل وعرفان الجميل لعبة خطرة يا عزيزتي وتترك في الفم طعما مرا".
" لن تلعب هذه اللعبة يا أدوار ، لن نفسد السلام بيننا ( إبتسمت إبتسامة باهتة ) لا تهتم يا أدوار ، انا اعرف قواعد اللعبة كما تعرفها أنت".
" صحيح؟".
هزت راسها موافقة واعطته ربطة عنقه التي خلعها بداية الأمسية .
"هل تسمح لي بربطها ( حاولت أن تصل اليه ولكنها فشلت ) عليك ان تجلس يا أدوار فانت طويل القامة ( جلس على طرف الأريكة وسمح لها بعقد ربطة عنقه بعد ان أقفلت له أزرار قميصه)".
" اظن يا أليانور أن لديك قوانين خاصة".
" لا ، أنا لست فريدة عصري ، هناك الكثيرات من صديقاتك يجدن عقد ربطة العنق مثلي.
" انت لست واحدة من صديقاتي إذن؟".
" لا استطيع ان أضف نفسي معهن ، انت تختار صديقاتك ، هناك حرية للإختيار في عملك ،وما فعلناه نحن يخلو من حرية الإختيار ، لقد نفذنا خططا وضعت للإيقاع بنا ، أعرف كم كان الأمر مريعا بالنسبة اليك ، لقد إحتملت وجودي طويلا ، انا أضجرك بل أنني عبء ثقيل على صداقاتك مع الفتيات الأخريات، هل نستطيع ان نضع حدا لهذه المهزلة- الخطوبة ".
" سنبحث في هذا الأمر في وقت لاحق....ولكن ليس في هذه الليلة".
" كما تريد".
فتشت عن حذائها ولم تجده ، لقد ضاع.
" كانت فيليستي على الهاتف( ناولها حذاءها)".
" صحيح؟".
أليس سحيفا ان تكون هي التي فرقت بينهما وقطعت عليهما أجمل لحظات السعادة ، لقد اعادتهما الى رشدهما..
" كانت تؤكد دعوتها لنا لنمضي عطلة الأسبوع عندها ، لقد دعت هيو وفانيسا ايضا".
" سيكون ذلك مسليا ، عمت مساء يا ادوار وشكرا على هديتك ، ساعمل بجد وإجتهاد لأبرهن لك انني جديرة بثقتك للغاية".
" عمت مساء يا أليانور".
وفي الصباح وجدت اليانور نفسها مشغولة وبإتخاذ بعض القرارات ، نسيت أدوار ونسيت مارك إيف أستاذ الرسم ونسيت أهلها في يورك ، هذا النهار يناسب مزاجها ، المطر ينهمر بسخاء وحين وصلت الى المحل وجدت ان ادوار غادر الى فرنسا لكنه ترك لها عنوان مارك إيف مع بقية التعليمات الضرورية لعملها ، حضرت السيدة مانسل الى المحل ومعها بضاعة جديدة إشترتها من المزادات.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
country cousin, جاكلين غيلبرت, jacqueline gilbert, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, زائرة, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173929.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
3 - ط²ط§ط¦ط±ط© - ط¬ط§ظƒظ„ظٹظ† ط؛ظٹظ„ط¨ط±طھ - ط±ظˆط§ظٹط§طھ … This thread Refback 04-06-17 02:44 PM


الساعة الآن 02:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية