لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-12, 08:28 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقفت متثاقلة على قدميها ، وقالت بصوت مرتجف:
" انت آخر من أفكر في اللجوء اليه يا سيد براندون ، آسفة لإزعاجك في الماضي ، لن ترى وجهي بعد اليوم".
مشت نحو الباب ، فأحست بيديه تمسكانها بفظاظة ، ثم أرخى أصابعه قليلا ، وإلتصق بها ، فطنت بغريزة الأنثى الى ما يبيته لها ، عاركته تريد التملص بدون جدوى.
لم تنبس ببنت شفة ، كأن خدرا اصابها فإستسلمت لعناقه ، يا لها من لحظة مشحونة بالمشاعر الدفينة ، لم تعد تدري معنى أي شيء ، ما الذي دهاها ؟ كيف تدعه يقترب منها هكذا ؟ برهة غامضة مغلقة بالأسرار ، ثم سمعته يهمس في أذنها :
" لماذا لا تعضين الآن ؟".
إستعادت صوابها ، وصرخت مبتعدة عنه ، والخجل يغمرها :
" يا لك من وغد ، أيها الإبليس اللعين ! ".
واطلقت ساقيها للريح ، تعدو هاربة رغم آلام قدمها.
كانت تعرج ، وتتلوى ألما عندما بلغت سلم الحديقة المؤدي الى شرفتها ، ولم تعثر على صندلها الذي خلفته وراءها قرب الشاطىء ، فصعدت حافية القدمين ، شعرت بنعومة السجادة وهي تدخل غرفتها ، وإرتمت فوق السرير.
يا لها من تجربة مرة ! إستلقت منهكة ، لا تجد تفسيرا لمغامرة طفولية تخوضها مع رجل يحتقرها ، تمنت لو نشق الأرض وتبتلعها.
رن جرس الهاتف يزعق زعقا ، رفعت السماعة:
" الو".
وهدر صوت السيدة براندون :
" كريستينا ؟هذه ثالث مرة اتصل بك ، اين كنت؟".
إستوت كريستينا ترفع عن وجهها شعرها المشعث :
" ذهبت في نزهة قصيرة ، انا آسفة ، هل كنت تريدين شيئا ؟".
" تعالي الى غرفتي فورا".
وأقفلت العجوز السماعة بعنف.
بدّلت كريستينا ملابسها بسرعة لتخفي آثار نزهتها المشؤومة ، وسرحت شعرها وخرجت.
كانت السيدة براندون تجلس على مقعدها الوثير ، تطرز قطعة من القماش ، نظرت الى كريستينا تحدجها بإستهجان ، ثم رأت ضمادة كاحلها ، فهتفت:
" جرحت قدمك يا إبنتي ! ".
" كنت على الشاطىء ، وفتلت كاحلي".
ركّزت العجوز نظرها على الضمادة :
" هكذا إذن ، ولديك خبرة في تضميد الجروح والإسعاف الأولي؟".
تلعثمت كريستينا :
"كلا، إلتقيت ... إلتقيت بإبن أختك على الشاطىء ، وتفضل بمساعدتي".
أجابت السيدة براندون بهدوء:
" صحيح ؟ يا لها من بادرة كريمة ، وليست هذه المرة الأولى ، أخبرني ثيو أنك إلتقيت ديفلين في المارتينيك ؟".
قالت كريستينا بحياء شديد :
" نعم ، ولكنني لم أكن أعرف من هو آنذاك بطبيعة الحال".
صمتت السيدة براندون برهة ثم قالت :
" إنني في موقف صعب يا كريستينا ، أشعر أنني مسؤولة عنك تماما مثل عرابتك ، وعلي تحذيرك من ديفلين ، لم يكن يصغي إلا الى والدته ، وما أن رحلت عن هذا العالم حتى تحول الى شخص حاد الطباع ، لا يهمه رأي أحد".
وتابعت السيدة براندون ، وكريستينا كلها آذان صاغية:
" لم يعد يبالي بالعائلة وسمعتها ، وهكذا هجر هذا المنزل وقطن في ذلك الكوخ على الشاطىء ، وتخلى عن مسؤوليته إتجاه المزرعة ، وهو الآن يعيل نفسه من دخل الثروة المالية التي ورثها عن أهله ، ويحصل رزقه عبر حفر التماثيل الخشبية".
كان صوتها جليديا ، مفعما بالإزدراء ، وعاد بكريستينا الخيال الى ذلك المقعد الخشبي الذي لمحته في غرفة الكوخ ، سألت العجوز بعفوية :
" هل يجيد حفر الخشب؟".
حدّجتها السيدة براندون بغطرسة:
" ما اهمية ذلك ؟إنه يجد دائما زبائن لشراء بضاعته ، ولكن عمله لا يليق بمن ينتسب الى عائلة براندون ، إن واجبه أن يكون هنا ، يساعدني على إعداد ثيو من أجل ميراثه".
إستفهمت كريستينا:
" ما الذي تعنيه؟".
تأوهت السيدة براندون ثانية :
" إن المسألة في غاية البساطة ، كان زوجي واخوه توأمين ، وولد زوجي قبله بنصف ساعة ، ولذلك ورث المزرعة عندما توفي والده ، وأصبح هو وأخوه كاري شريكين يديران المزرعة سوية ، وفي غضون ذلك إلتقى كاري بأختي مادلين وتزوجها بعد عام ، عشنا هنا جميعا حياة سعيد في البداية ، ثم بدأت المصاعب ".
قالت كريستينا شاعرة بالحرج الشديد:
" هل من الضروري إخباري كل هذا يا سيدة ؟ إنها مسألة لا تعنيني ، و....".
إستأنفت السيدة براندون التطريز:
" نعم ، من الضروري إخبارك ، أنت الان واحدة من العائلة يا عزيزتي ، لا بد أن تفهمي سبب كره ديفلين لنا جميعا ( وتناولت مقص الخياطة ) عندما ولدته اختي ، طارا فرحا ، هي وزوجها ، واخذا يدللانه الى أن فسدت طباعه ، وتوهم ديفلين نتيجة الشراكة بين والده وزوجي ، أن له حقا في الوراثة ، وعندما أطلعناه على حقيقة الأمر ، وفهم أن ثيو سيكون الوريث الوحيد ، جن جنونه ، وجاراه في آرائه والداه ، وأخذوا يصرفون اوقاتهم في السفر ، والرحلات ، والإبحار في المركب ، وكان ثيو في ذلك الحين لا يزال صبيا غيرا ( وتنهدت متابعة ) واثناء إحدى تلك الرحلات البحرية هبت عاصفة هوجاء ، وغرق المركب بمادلين وكاري موديا بحياتهما ".
صمتت قليلا ، تتفرس في وجه كريستينا ، ثم إستطردت :
" ومرة ثانية جن جنون ديفلين ، إتهمنا بشتى التهم ، وأمعن في تهمه وشتائمه ، الى ان علا صراخنا بالشجار والكلام القاسي ، فقرر الرحيل ، بعد مرور عامين أصيب زوجي بمرض عضال ، فطلب رؤية ديفلين ، وتمنيت عليه من كل قلبي أن نتوصل الى تفاهم ما ، ولكنه أصر على موقفه أثناء تأبين زوجي ، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل ضدنا ويكن لنا العداء! ".
دهشت كريستينا لهذه العبارات فغامرت بسؤالها:
" وباي أسلوب؟".
أبدت السيدة براندون تأففها :
" ذهب ليدرس في الجامعة وتشرّب بعض الأفكار الغريبة ، وعندما عاد بدأ ينتقد طريقة العمل في المزرعة ، وكيفية إقتصارنا على زراعة السكر دون سواه أدّعى ان مصاعب جزر الهند الغريبة ، وخاصة الإقتصادية منها ، سببها هذه الزراعة الأحادية ، كان يريدنا تنويع المحاصيل ، وزراعة الحبوب الغذائية ، وبالطبع رفضنا آراءه المعوجة ، وما لبث ان جمع حوله بعض الأشخاص الذين يشاطرونه نظريته ،وهم الان يدعون انفسهم : لجنة الجزيرة".
تململت في مقعدها ، وعلت وجهها مسحة من القلق ، ثم تابعت:
" إنني أخبرك كل ذلك يا إبنتي لتاخذي حذرك ، أنت غريبة هنا ، ولن يتردد ديفلين عن إستغلالك خدمة لمآربه الخاصة ، حاولي تجنبه ، ولن يصعب عليك ذلك ، فهو قلما يزورنا ".
هزت كريستينا براسها صامتة ، إنها نصيحة من السهل تنفيذها ، خاطبت نفسها.
وقضت ساعة من الزمن تملي عليها السيدة براندون بعض مراسلاتها ، وكانت في معظمها تافهة المضمون ، كما إكتشفت ، تدور حول أعمال خيرية ، أو تلبية دعوات إجتماعية ، وهذا كل شيء ، من الواضح أن السيدة براندون لا تحتاج الى سكرتيرة ، ولن تجد عملا يشغلها طوال النهار ، فكرت كريستينا.
جلست في المكتبة تطبع الرسائل على الآلة الكاتبة ، راحت تستعيد آراء ديفلين حول شؤون المزرعة ، والمصاعب الإقتصادية في جزر الهند الغربية ، وجدت نفسها توافق على ما ذهب اليه ، ومع أنها لم تكن خبيرة إقتصادية ، تذكرت مقالا قراته في إحدى المجلات يناقش هذه النقطة ، ومن زاوية مشابهة .
أنهت الطباعة ، وهمت بالصعود الى الطابق الأعلى لتطلب من السيدة براندون توقيع الرسائل ، لكنها ظلت مسمّرة على الكرسي ، تغرق في لجة من القلق والإضطراب.
ماذا تفعل ؟سالت نفسها هل تعود الى انكلترا... وكيف؟ لا يمكنها البقاء في منزل مغلف بالأسرار ، ويقطنه أناس غريبو الأطوار ، وماذا عن ديفلين براندون ؟ إن مشاعرها إزاءه مشوشة ، ومتناقضة ، إنه الشيطان بعينه ، شيطان عرف كيف يدبر لها مكيدة تلو الأخرى ، عانقها حتى خال انها إستسلمت له بكل جوارجها ، يا لبؤسها !
تلك كانت غلطة مشؤومة ، لن تكررها أبدا ، قررت ان تستمر في العمل في ذلك المنزل مهما كانت العراقيل ، وفجأة غمرتها نشوة إنتصار ممزوج بالكبة.
وبعد مرور ساعات طويلة ، تحولت النشوة الى كآبة قاتمة ، وكأنه كان إنتصارا كاذبا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:29 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- رقصة وحيدة

ومر الأسبوع التالي على نحو عادي رتيب ، كانت كريستينا تتناول الفطور في غرفتها ، ثم تذهب للتنزه الى أن تستدعيها السيدة براندون ، ولكنها لم تغامر خارج الأرض المحيطة بالمنزل ، متجنبة الشاطىء رغم ولعها به.
لم يات ديفلين للزيارة ، وتفادى الجميع ذكر إسمه ، أما السيدة براندون فأحجمت عن إضافة أي جديد حول تاريخ العائلة وخلافاتها ، وكأنها ندمت على ما تفوهت به ، وظلت كريستينا تبحث عن أجوبة لمسائل تقلقها ، أدركت أن السيدة براندون تغاضت عن ذكر أي شيء يتعلق بإبنها ، والد ثيو ، وإحتارت لماذا تعمدت العجوز تجاوز هذه النقطة الهامة.
وطافت كريستينا غرف المنزل المتعددة ، تتمعن في صور عائلة براندون ، لم تعثر على أي أثر لصورة إبن تشارلز ومارسيل براندون.
إزداد فضولها ، لكنها قررت كبت دوافعها ، تعرضت العائلة في الماضي القريب لمأساة مؤسفة ذهب ضحيتها كل من كاري ومادلين ، ربما حدثت مأساة أخرى أكثر إيلاما لا يأتي أحد على ذكرها ، وصممت كريستينا أن لا تنكأ الجراح ، ولن تعدم وسيلة الى ذلك.
ثم بدأت التطورات تتوالى...
منتديات ليلاس
أخذت ، بدون إرادة منها ، تلتقي بثيو أكثر فأكثر ، ولاحظت أنه يندفع الى تعزيز صداقتهما ، تشجعه موافقة جدته على هذه الخطوة ، رفضت كريستينا دعواته لركوب الخيل ، والسباحة قرب الشاطىء يقع على الطرف الاخر من الجزيرة ، وذلك بحجة وجع كاحلها ، ولكن هذه الأعذار لم تمنعه من الإنضمام اليها ساعة تنزهها في الحديقة بعد العشاء ، وإطمانت الى رفقته وهي تلاحظ إقتصار أحاديثهما على المواضيع العامة ، وبعض المداعبات الكلامية البريئة .
وإكتشفت أنها ما ان تهم بالإسترخاء قرب حوض السباحة ، لتتمتع بأشعة الشمس حتى كان ثيو يهرع الى جانبها ، فاجأها هذا التصرف ، وكان دائم الشكوى حول المزرعة والعاملين فيها ، وخاصة المشرف الذي يقطن مع زوجته في كوخ ريفي وسط المزرعة.
وهي لا تزال تحفظ إسم المشرف العام كلايف مينارد حيث إلتقت به وبعائلته أثناء جولة في المزرعة قامت بها بصحبة ثيو ، وتذكر لهفة السيد مينارد في الإجابة على كل اسئلتها ، وكيف أصر على تقديم طعام الغداء لهما في كوخه ، وإسترسلت في الحديث مع زوجته لورنا مينارد التي طهت طبقا شهيا من الدجاج والأرز ، لكن ثيو ظل يتأفف مبديا تبرمه ، وأنقذ الموقف إعلان كلايف عن إضطراره للعودة الى العمل ، فإنفض شمل الجميع.
وتذكر ايضا مدى إستياء ثيو عندما لامته على تصرفه وهما في طريق العودة حيث قال ببرودة:
" إن كلايف إداري كفؤ وينال مرتبا عاليا ، ولا أجد أية ضرورة لعقد أواصر الصداقة بينا".
تفرست كريستينا في وجهه معلنة :
" وأنا موظفة كذلك ، ولكنك لا تعاملني بالأسلوب نفسه ".
إبتسم ثيو قائلا:
" انت من نوع آخر يا عزيزتي".
بدا جوابه غامضا ، فلزمت كريستينا الصمت واجمة.
وكم كان سرورها عظيما عندما دعاها لتناول العشاء معه في أحد المطاعم ، وإعتذرت بحجة إنهماكها في كتابة بعض الرسائل ، وبررت رفضها فيما بعد بان عمدت الى كتابة رسالة الى السيد فريث ، كتبت رسالة طويلة ، وهي تجلس في غرفتها .وصت له المنزل وشرحت معنى إسمه ، وروت له ما تعرفه عن تاريخ العائلة ، وتعمدت تحرير رسالة خفيفة مسلية ، مشدّدة على النواحي السارّة من حياتها في سالث فيكتوار ، كانت تريد إدخال الطمانينة الى قلب السيد فريث ، وتبديد أي مخاوف قد تساوره حول عملها الجديد.
لكن ثيو لم يعتبر رفضها للدعوة أكثر من خيبة أمل عابرة ، وإنتهز فرصة وجود جدته ليسألها ثانية ، ولم تجد مهربا من إبداء موافقتها وهي ترى السيدة براندون منفرجة الأسارير تبدي تاييدها لأقتراح حفيدها.
ومضت الى غرفتها لتبديل ملابسها ، قررت إرتداء فستان سهرة بالغ البساطة ، ووضعت بعض المساحيق على وجهها .
وعندما همّت بهبوط السلم ، رات ثيو يقف مزهوا ببذلة جديدة في البهو ، ولاح لها شابا ناضجا لأول مرة ، تقدم صوبها ، متناولا يدها ، وعم بتقبيل كفها ، هاتفا:
" يا للجمال الساحر ! ".
سحبت يدها على عجل ، مضطربة البال ، ثم لاحظت أن السيدة براندن تقف امام باب الصالون تراقبهما بشغف ، وما لبثت ان تمنت لهما سهرة ممتعة ، وناشدت ثيو لقيادة السيارة بحذر ، وعدم التاخر كثيرا ، ومضت في سبيلها.
قال ثيو وهو يفتح باب السيارة المكشوفة :
" سنتناول العشاء في فندق مونت فورت ، ثم نذهب بعد ذلك الى ناد ليلي ".
إسترخت كريستينا في مقعدها الوثير المبطن :
" إنها فكرة رائعة ".
وإنطلقت بهما السيارة تنهب الأرض نهبا ، متوجهة الى سانت فيكتوار ، بدت الطريق هذه المرة أقل إزعاجا ، رغم حفرها الكثيرة ، ومنعطفاتها الحادة.
ولمحت كريستينا من نافذتها صخرة شاهقة ، تنحدر صوب البحر ، وتمر الطريق عبرها على نحو منذر بالخطر ، حبست انفاسها ، واشاحت بنظرها متمنية أن يكون ثيو سائقا ماهرا ، كما كان يتبجح أمامها.
إنفرجت اساريرها وهي ترى في البعيد اضواء المدينة الخافتة ، وسمعت ثيو يعلن:
" إنه موسم السياحة الان ، نحن لا نشجع السياح على المجيء ، ولكن صاحب الفندق بليرز ، وإبن عمي ديفلين ، وشلته يجنون أرباحا طائلة من هذا النشاط".
علّقت كريستينا بحذر :
" إن السياحة تجارة مربحة".
وإبتسم معتدا :
" لولا معارضتنا لكانوا سيطروا على المزرعة ، وحوّلوها الى حدائق للتسلية ، إننا في الواقع نملك معظم الأراضي هنا ، ونسيطر على كافة الأمور".
إلتزمت كريستينا بالصمت ، فكرت أن التمتع بالسلطة وقوتها تجربة مقلقة ، تنذر بعواقب لا طائل تحتها ، وهالها أن تنتمي الى مجموعة تحوز هذه المواصفات ، وداعبها بعض الإعتزاز في آن معا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:30 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولمست معنى هذه السلطة وهما يتناولان العشاء ، كان الطعام شهيا ، فاخرا ، ووجدت نفسها تحيطها هالة من الإحترام والتبجيل وكأنها إحد الأميرات ، وراحت تراقب ثيو بحرج شديد وهو يلقي الأوامر يمينا وشمالا ، ويرفض هذا الطبق ، أوذاك ، مؤنبا النادل بأسلوب مهين.
كادت تختلق عذرا واهيا لأنقاذ نفسها من هذه الأجواء الخانقة.
لماذا لا تدّعي أنها تعاني من صداع رهيب وتفر من ثيو وغطرسته وإستبداده ؟
وما أن فتحت فمها حتى إنبرى ثيو بالإحتجاج ، والرفض القاطع لأي عذر من أعذارها ، إقترح عليها أن يسيرا على الأقدام الى النادي الليلي ، وتنشق بعض الهواء العليل لتبديد صداعها ، واظب على إلحاحه الى أن رضخت للأمر الواقع.
دخلا النادي الليلي فوجدته مزدحما بالسياح ، ورغم إعتراض عائلة براندون ، إنتهزت هذه الفرصة الذهبية لتعلن:
" يبدو اننا لن نجد مكانا".
تجاهلها ، ونادى أحد الموظفين بإشارة من يده ، وبسرعة عجيبة وجدت نفسها أمام طاولة معدة سلفا ، تزينها الشموع وباقة من الزهور ، قالت كريستينا وهي تجلس على كرسيها :
" إنهم يعاملونك كأنك الحاكم المطلق".
رد بفتور :
" إنه تصرف طبيعي ، ستعتادين عليه ".
جلب النادل بعض المرطبات ، إحتست عصير الأناناس لتروي ظمأها ، مجيلة الطرف فيما حولها ، لاحظت انهما محط الأنظار ، وترامت الى أذنيها موسيقى صاخبة ، تتماوج بين الجدران كتدفق شلالات المياه في كهف عميق ، همس ثيو :
" هل ترقصين ؟".
" بعد هنيهة.
كانت الموسيقى تصدح بانغام سحرية ، ووجدت نفسها تتابع إيقاعها وهي تنقر الأرض بقدميها ، ومع ذلك ، لم تكن ترغب في الرقص ، تصورت منظر إندفاع الناس لإخلاء فسحة مريحة أمام ثيو ، وتخيلت نفسها وسط حلقة الراقصين والراقصات ، والكل يحدجها بنظرات إستغراب وتعجب ، لا ، لن تشترك في هذه المسرحية ، خاطبت نفسها.
أخذ ثيو يتلفت حوله ، متسائلا بصوت مرتفع:
" لا أدري من أين جاء كل هؤلاء الناس ، سيصبح هذا النادي مكانا لا يطاق إذا إستمر الوضع هكذا ! ".
وسمعته يهتف فجأة ، كأنه لمح وجها اليفا ، نهض ببطء وإمتعاض ظاهر ، قال يخفي دهشته:
" يا له من عالم صغير ! ".
رد ديفلين براندون :
" إنها جزيرة صغيرة جدا".
جلب نادل كرسيا جلس عليه ديفلين بدون إستئذان ، احست كاريسا بغثيان في أمعائها ، حدّجها ، ولوى فمه بإبتسامة باهتة.
أما ثيو فكان يتلظى غيظا ، وغمغم :
" لم اكن أتوقع رؤيتك هنا هذا المساء".
رد ديفلين بفتور :
" طبعا ، ولكن أحب أن أرعى إستثماراتي بدقة".
إمتعض ثيو:
" إن جدتي على حق ، لقد قالت لي أنك تستثمر أموالك بالتعاون مع بليز وفرمبتون ، إن تصرفك يعد خيانة لأسم العائلة".
أخرج ديفلين علبة فضية من جيبه وأشعل سيكارة ، ونفث قائلا :
" لا يحق لك يا عزيزي ثيو التعليق على أمور كهذه".
كانا يتحدثان بالغاز غامضة ، فات كريستينا معناها ، قاطعت هذه المهاترة ، أوهكذا خيل اليها:
" من فضلكما ، رجاء ليس هنا امام الناس".
نظر اليها ديفلين بإستخفاف:
" لا تشغلي بالك ، سنعلن في العام المقبل عن كل خلافات عائلة براندون ، وباسلوب يجذب المزيد من السياح ، أما أنت يا عزيزتي كريستينا فستكونين ضحية بريئة".
يا له من كابوس رهيب ، فكرت كريستينا ، ألم يكن من الأفضل لها الإكتفاء بالتنزه في الحديقة؟ ها هي تتورط أكثر فأكثر ، ولن يتورع ديفلين ، هذا الإبليس اللعين، عن كشف قصتها كاملة عندما عادت معه الى كوخه الحقير ، وفجاة رجع النادل ينحني قائلا:
" مطلوب على الهاتف سيد براندون".
تنفست الصعداء ، ثم خابت آمالها ، كان النادل يخاطب ثيو وليس ديفلين ، وحملق ثيو في النادل متعجبا:
" أنا؟ ولكن من يريدني؟".
ووقف على قدميه ، ومشى وراء النادل.
جلست كريستينا صامتة ، متمنية لو أن ديفلين يتركها ويعود من حيث اتى ، كان وجوده قربها ، لا يفصل بينهما سوى طاولة صغيرة ، مقلقا ، يثير في نفسها مشاعر غريبة لا تدري كيف إنتابتها ، قررت الإعتصام بالصمت وتجاهله.
قال كأنه يقرأ أفكارها:
" إنها خطة فاشلة ( وشدّها من معصمها ) تعالي نرقص".
إشتعلت وجنتاها خجلا:
" لا ، إليك عني".
تابع بإصرار :
" إما ان نرقص اونتصايح أمام الناس ، وإياك التعلل بكاحلك ، إنك معافاة تماما ، وتعرفين ذلك جيدا".
رضخت بإمتعاض ، وقادها الى حلبة الرقص ، حاولت الإحتفاظ بمسافة بينهما ، وهو يلفها بذراعيه ، أحست به يشدها نحوه ، فإستكانت كان قوة سحرية تجذبها ، ما هوسر هذا الرجل؟ سألت نفسها ، وكيف تسمح لعواطفها بالإستسلام له ، وهي تعرف مدى خبثه ، وكره عائلة براندون له؟
تمعن في وجهها لحظة ، ثم سالها:
" متى سيطلب ثيو يدك؟".
حبست انفاسها :
" ماذا تقول ؟ هل تريد الإيقاع بيني وبين ثيو؟".
إستطرد مازحا:
" لا تتظاهري بالغباء ، ما معنى وجودكما هنا الليلة ؟ ولماذا أتيت من أنكلترا في المقام الأول؟".
إزداد صخب الموسيقى ، وافلتت من ذراعيه ، ظلت تدور حوله وكأنها تغرق في حفرة رمال لا قرار لها.
الحّ بصوت أجش:
" أريد جوابا ، اليس صحيحا ما اقول؟".
تنهدت مرتاعة:

" كلا ، لقد شرحت لك سبب مجيئي الى سانت فيكتوار ، لماذا لا تصدقني ؟ انا... أنا لم أكن اعلم بوجود ثيو حتى وصلت الى آرك إينجل ، وهو ليس خطيبي ، فانا بالكاد أعرفه".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:31 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدت عيناه كالجليد:
" أنا لم اكن اتحدث عن الحب ،ومدى معرفتك له مسالة لا أهمية لها ، ألم تذكري لي بنفسك أنك مدقعة لا تملكين درهما ، وربما كنت تبحثين عن زوج ثري مثل ثيو".
كادت أن تلطمه بجماع قبضتها ، ولكنها إرتات إقحامه بأسلوب آخر :
" هل تعتقد أنني معروضة للبيع؟".
خرجت الكلمات من فمها حادة ، تقطر المرارة منها ، وعجبت لقلقها الزائد وأهتمامها بآراء ديفلين ، وكيفية إعتباره لها .
هز كتفيه، ممعنا في سخرية لاذعة:
" إن عمتي هي التي تقرر ذلك ،ولا أعتقد أنها أتت بك الى هنا بدون ان تتأكد من إتمام الصفقة".
تجهم وجهها:
" أنت مخطىء ، ولكن لا الومك على إساءة فهمي ، لقد أخبرتني عمتك عن مدى خيبة آمالك لحرمانك من الأرث ، واستطيع ان اتصور لماذا لا تريد أن أعقد قراني على ثيو ، ولكن ما لا أفهمه هو إعتبارك إياي كجزء من مؤامرة دنيئة لتجريدك من أي حق لك في آرك إينجل".
قال:
" انا أبرئك من التورط في أي مؤامرة دنيئة ، إن المؤامرات بدأت منذ سنوات عديدة ، وقبل ان تدري عمتي بوجودك ، ولكن هذا لن يغير شيئا ، إذا كنت تؤمنين فعلا بكل كلمة تقولينها ، فستغادرين هذا المكان ، وتعودين الى انكلترا باسرع وقت".
توقف عزف الموسيقى ، وتفرق الجميع عائدين الى طاولاتهم ، إستدارت كريستينا تهم بالذهاب ، مرددة :
" سبق أن قلت لك أنه يستحيل علي الرجوع ، والان ارجوك أن تدعني وشأني".
شدّها من يدها :
" تريدين مني ان اتركك وشأنك مع ثيو ! ".
شمخت بأنفها :
" نعم ، إذا كنت تعتقد ذلك".
وسحبت يدها بعنف ، وسارت متثاقلة نحو طاولتها .
كانت أعصابها كالوتر المشدود ، يا لها من مهزلة ! فكرت والندامة تعضّها ، لقد نجحت في إغضاب ديفلين ، ولا شك أن ثيو ينتظرها غاضبا هو الاخر.
ولكنها أخطات التقدير ، رأت ثيو يجلس مبتسما ، بادي الإرتياح إثنى عليها قائلا :
" إنك تجيدين الرقص تماما ( ثم تفرّس في ملامحها ) هل أنت بخير ؟ يبدو عليك الشحوب".
وإغتنمت كلماته قائلة :
" إنني أعاني من صداع حاد ".
" لا تقلقي ، هيا بنا ، آن لنا أن نعود قبل أن ينفد صبر جدتي".
فوجئت كريستينا برباطة جأشه ،ودماثة اخلاقه وهو يمضي بها الى الخارج ، ربما أدرك خطة ديفلين لإستفزازه ، فأحبط مساعيه ، فكرت كريستينا أن ثيو أنضج عقلا مما كانت تظن.
إستلقت فوق مقعد السيارة ، وأسندت راسها الى الوراء ، مصممة على إلتزام الصمت المطبق ، وكأنها تعاني فعلا من ذلك الصداع ، وغرقت في تفكير عميق بينما كان ثيو يركز أنظاره على الطريق الملتوية.
إستعادت كلمات ديفلين براندون ، هل تصدق آراءه؟ حدّثها بمنتهى الجدية وكأن زواجها من ثيو قدر لا يرد ! مع ذلك ، إنه شخص يعاني من المرارة ، ويكن حقدا شديدا لعمته وحفيدها ، وكل عائلة براندون ، إذن ما يقوله ليس أكثر من تنفيس لأحقاده الدفينة ، ومجرد وهم من الأوهام.
إنعطفت السيارة مخلفة وراءها تلك الصخرة الشاهقة التي أرعبتها ، أغمضت كريستينا عينيها ، وتابعت أفكارها ، قررت أن ديفلين مجرد إنسان خسيس ، لن تسمح له بالإقتراب منها بعد الان ، وستطرد شبحه من ذهنها ، وتنساه ، وتدفن ذكراه في طيّات المجهول.
احست بالإعياء الشديد عندما توقفت السيارة أمام المنزل ، تمنت لو تتوجه توا الى غرفتها ، وتوصد الباب وراءها ، لكن أمانيها ذهبت أدراج الرياح.
كان ثيو يلح عليها للإستراحة قليلا في الصالون ، وإحتساء بعض القهوة ، ويعلن لها ان السيدة كريستوف ستجلب لها مسكنا يزيل صداعها ، أذعنت لرأيه ، بعد أن أبدت إعتراضا غير مقنع ، لم تعجبها فكرة خلوتها مع ثيومجددا ،وتنفست الصعداء عندما رات السيدة براندون لا تزال مستيقظة ، تجلس تنتظرهما.
جلس ثيو بجانب جدته ، مقبلا يدها ، ثم إنطلق يروي لها أحداث الليلة وعلى نحو لا تذكر منه شيئا ، عدد لها ، مثلا ، قائمة طويلة من الناس الذين إلتقيا بهم في الفندق والنادي ، وبطريقة توحي بأنهما قضيا الوقت وسط مجموعة كبيرة وليس وحدهما، ولم يأت على ذكر ديفلين ، فأدركت كريستينا أن التغاضي عنه مسألة بديهية.
دخلت السيدة كريستوف حاملة صينية القهوة ، فنهضت السيدة براندون ، ومضت نحو الباب بعد أن طبعت قبلة على وجنة ثيو ، وتمنت لكريستينا ليلة سعيدة.
وما أن توارت السيدة براندون ، وأغلقت الباب وراءها ، حتى إستدارت كريستينا نحو ثيو تعاتبه:
" لماذا لم تخبرها حقيقة ما جرى؟".
رفع ثيو كتفيه بحركة لامبالية :
" لأنها لم تكن تريد سماع ذلك ، عليك أن تتعاملي كيفية التعامل مع جدتي ، وهذا ما ستكتشفينه مع مرور الوقت".
إنحنت كريستينا تلتقط فنجان القهوة ، ورشفت قليلا منه بشفتين مرتجفتين.
إستطرد ثيو :
" كانت مسرورة للغاية الليلة ، إرتاحت الى رؤيتنا نجلس سوية ، إن احدنا يكمل الآخر ، ألا تعتقدين ذلك؟".
علّقت كريستينا ، مضطربة البال :
" أشعر بالإرهاق ، والأفضل أن آوي الى فراشي".
علت ملامحه إبتسامة ذات معنى :
" هل تنوين تمثيل لعبة القط والفأر؟".
صاحت ساطة :
" إنك شاب وقح ".
إقترب منها قليلا :
" لا يمكنك خداعي ، هل تفضلين ديفلين علي ؟ أتظنين انني لم الحظ كيف كنت تراقصينه ؟ انا لست غبيا يا كريستينا".
وإنقض عليها كالذئب الكاسر ، وألقى بثقله فوقها ، إستجمعت قواها ، وركلته بقدمها ، فتدحرج فوق أرض الغرفة ، إستلقى على ظهره يحدق فيها ، ثم أخذ ينتحب كالطفل الرضيع.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:33 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إنتابها الذعر :
" بحق السماء يا ثيو ، ما الذي دهاك ؟ ما هذا العويل؟".
نظر اليها والدموع تنهمر من مقلتيه:
" كيف لا أبكي وأنت تعاملينني بهذه القساوة؟".
قالت غاضبة :
" كف عن هذا الهراء ، هل كنت تتصور انني سأستسلم لرغباتك الجامحة".
قال راكعا على ركبتيه:
" لا ، لا ، إنك تسيئين فهمي ،فقدت السيطرة على نفسي وأنا آسف جدا ، لا أعرف كيف أعتذر منك ، إرأفي بي يا كريستينا ، إني أحبك ...".
إتفضت واقفة:
" أخرس ! لن أدعك تخاطبني بهذه الكلمات المعسولة ! "
أجاب متوسلا :
" غضبت مني لأنني كذبت على جدتي ، ولم أكن صادقا معها ، وتغضبين مني الآن اقول لك الصدق ، سامحيني يا كريستينا ، لم أكن أنوي إطلاعك على حقيقة مشاعري ، ولكن عندما رايتك مع ديفلين ، وعرفت كيف يتآمر لإبعادك عني ، كادت الغيرة تقتلني ".
يا له من كابوس رهيب ! فكرت كريستينا مجيبة :
" لا يحق لك أن تشعر بالغيرة ، ولا يوجد أي مبرر لذلك ".
نهض على قدميه ، وحملق في وجهها :
" إسمعي يا كريستينا ، اتذكرين تلك المكالمة الهاتفية في النادي ؟ ذهبت الى الهاتف فوجدت السماعة مقفلة ، فعرفت أنها خدعة ، ولما عدت كنت ترقصين معه ، فإتضح كل شيء ، كانت المكالمة مجرد خدعة لأبعادي عن طريقه ،إن ديفلين حاقد ، فهو يحقد على جدتي ويحقد علي ، ويتمنى تدمير حياتي ، وسلبي فتاتي".
قالت كريستينا بلهجة واثقة:
" دعنا نؤكد حقيقة واحدة ، أنا لست فتاتك".
خيم صمت مثقل بالتوتر ، أدار ثيو ظهره ، وإعترض بصوت مخنوق:
" أنت تقولين ذلك لجرح مشاعري".
اجابت بنعومة:
" كلا يا ثيو ، إنها الحقيقة ، أنا لم أرغب في خداعك منذ البداية ، وأبدي أسفي إذا ما جعلتك تسيء تفسير دوافعي بالذهاب معك الى النادي ، إنه خطأ لن أكرره ، تصبح على خير ".
اوصدت الباب ، وإتكأت عليه لحظة تستعيد هدوءها ، ثم سارت بخوات وئيدة الى غرفتها.
خلعت ثيابها ، ودخلت الى الحمام ، وملأت الحوض بالماء الحار ، إنتعشت قواها قليلا ، وهي تتمتع برغوة الصابون والبخار ، ومع ذلك، ظلت تساورها الشكوك وهي تلمس لمس اليد صحة راي ديفلين براندون ، وصدق كلماته.
كانت متأكدة من عدم تشجيعها لثيو على الإعتقاد بأنها اصبحت ملكا خاصا له ، لا بد ان السيدة براندون هي التي دفعته الى وضع كهذا ، وطالما لاحظت علامات الرضى ترتسم على محياها كلما رأتهما سوية ، ولكنها ، فكرت كريستينا ، فتاة معدومة غريبة ، وتعرف أن هذه الأمور ذات أهمية بالنسبة الى عائلة مثل عائلة براندون ، إذن لا يوجد سوى سبب واحد.
هل يحبها ثيو حقا ؟ خرجت من الحمام ، واخذت تجفف جسمها بمنشفة كبيرة ، حاولت النظر الى المسالة بتجرد وموضوعية.
لا يخالجها إرتياب حول إعجاب ثيو بها ، ولكن الحب قصة اخرى ! لم يبدر منه على ما يدل على حبه لها ، إن تصرفه معها يتصف بالرعونة ، وغياب الحنان ، واللطف والإحترام.
إرتدت قميص نومها ، ووقفت أمام المرآة تتأمل شكلها وملامحها ، إنها ضامرة القوام ، غير مكتملة النمو ، فكرت بتململ ، ولا تملك اية مواصفات مغرية ، تدفع الرجال الى الهيام بها.
قررت ان دوافع ديفلين سيئة النية ، وتهدف الى إستغلال براءتها ، كما حدثتها السيدة براندون ، أما دوافع ثيو فهي أكثر تعقيدا.
منتديات ليلاس
راحت تضرب أخماس باسداس الى أن قر رايها على الرحيل من ذلك المكان وبأقصى سرعة ، ستقابل السيدة براندون وتقدم لها إستقالتها ، ومن ثم تكتب رسالة الى السيد فريث تشرح له الوضع ،وتتوسل اليه ليقرضها بعض الدراهم لتتمكن من العودة الى انكلترا ، وما أن تستقر في بلدها حتى تبحث عن أي عمل وتدفع له القرض بشكل أو بآخر.
وضعت يدها على راسها ، إنها تعاني الان من صداع حقيقي ، صعدت الى فراشها ودفنت وجهها في وسادتها وإستسلمت لملاك النوم ، مرهقة ، قلقة البال.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملاك الحارس, devil at archangel, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير رومانسية, سارة كريفن, sara craven, عبير, قيد الوفاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية