لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-12, 08:58 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فغرت كريستينا فمها:
" إنك قليل الحياء يا سيد براندون ، إذا كانت عمتك تعتبر مؤهلاتي وافية ، فهذا يكفيني ( ونهضت واقفة ) والان إسمح لي بالإنصراف..".
قال بفظاظة :
" إجلسي مكانك ، لم انته منك بعد".
إبتسمت بإستخفاف :
" يا لحظك السيء لم يعد لدي ما اقوله ، ومن الواضح انك تجدني غير مؤهلة لهذا المنصب ، مع أنني لا أفهم لماذا..".
قاطعها بحزم :
" لا تفهمين لماذا ؟ أمعني النظر قليلا يا عزيزتي الصغيرة".
وقبل أن تأتي بحركة ، توجه نحوها ، وأمسك بكتفيها ، فوجدت نفسها امام مرآة معلقة قرب الباب ، صدمها مظهرها ، بشعرها الأشعث ، ووجنتيها المحمرتين ، وعينيها المتطايرتين شررا ، بدت مخلوقة همجية ، حاولت التملص من بين يديه ، فنهرها بصوت أجش :
" لا تتحركي ، وإسألي نفسك ما الذي يمكن أن تقدمه فتاة بعمرك ومظهرك الى أمرأة مثل عمتي ".
رددت بعنف :
" ربما كانت السيدة براندون لا تريد الإنزواء كعجوز طاعنة في السن ، تحب ان تنعم بصحبة احد في مثل عمري ، وهذا ما قالته لي".
" وأنت أغرتك الحياة الصاخبة في هذه المنطقة من العالم ، فتشبثت بعمل كهذا".
وكادت تبوح له بكل الحقيقة وتروي له شكوكها ومخاوفها التي تقض مضجعها ، ولكن لتدعه يفكر ما يشاء ، لن تبالي به ، وقالت ضاحكة :
" طبعا ، ولا تعتقد انني وقعت ضحية خدعة معينة ، إن السيدة براندون شرحت لي كل السلبيات والعوائق التي ستعترضني ".
تركها وشأنها ومشى نحو النافذة :
" وماذا عن الإيجابيات والفوائد ... هل ذكرتها لك؟".
إستطردت بثقة:
" إنها اشهر من أن تعرّف ".
وراته يلتفت اليها بمرارة وإمتعاض :
" ربما كنت على حق ، لا أدري ما الذي اقنعك بقبول العيش في هذا المكان المنعزل ، ومع سيدة مستبدة لا تزال تظن أن عصر الرقيق لم يتم إلغاؤه بعد".
قالت كريستينا بصوت مضطرب:
" يا لك من خسيس ، كيف تقول هذه الأشياء عن عمتك ...".
قاطعها :
" إن آرائي لا تلائم خيالك الشاعري وتصورك لحياة المزرعة ، لا تخدعي نفسك يا آنسة بينيت ، أنت لا تعيشين في الفردوس ، ولا توجد ملائكة هنا ".
حمدت ربها وهي تلاحظ إنفتاح الباب ، ظنت ان يولالي عادت تطمئن عليها ، خاب ظنها .
رأت شابا في ريعان الصبا ، فائق الجمال بشعره الأسود ، وعينيه اللامعتين وفمه الجميل ، كان يرتدي ملابس ركوب الخيل بأناقة تامة ، وينتعل جزمة براقة نظيفة ، خاطب كريستينا بلباقة مهذبة :
" تاخرت كثيرا ، ويبدو انك تناولت الشاي ، أردت العودة مبكرا ، أرجو المعذرة ، إسمي ثيو براندون ".
ثم إنقبضت اساريره قليلا ،وكأن شيئا ما ازعجه ، وقال :
" مرحبا يا ديفلين ".
أجابه ديفلين بإنحناءة من رأسه :
" لم أكن أعلم انك تعشق الشاي يا ثيو ؟".
هز ثيو بكتفيه ، ونظر الى كريستينا :
" أردت الترحيب بالضيفة الجديدة ".
رفع ديفلين حاجبيه :
" ضيفة ؟ تقول انها أتت لتعمل هنا ".
رد ثيو متبرما :
" لا بأس ، ستجد جدتي شيئا يشغلها في ساعات الضجر ، ولكن عليها أن تستعيد نشاطها تحت أشعة الشمس ( ونظر اليها بإشفاق ) لقد عانت كثيرا مؤخرا ، إذ فقدت إحدى قريباتها".
تنهد ديفلين بلوعة :
" هكذا ، لو عرفت ذلك لوفرت على نفسي متاعب كثيرة ( ومشى نحو الباب ثم توقف ) عندما ترتاح عمتي من عناء السفر ، هل أبلغتها ان وفدا من لجنة الجزيرة ترغب في رؤيتها ،وفي الوقت الذي يلائمها ".
إبتسم ثيو إبتسامة باهتة :
" هل من الضروري أن تجتمع بالوفد؟".
" لا ، ولكن طلبوا مني إبلاغها ".
جلس ثيو على حافة المقعد ، ينقر جزمته بسوط الركوب ، وإستفسر :
" وهل ستكون أحد أعضاء الوفد ؟".
إستدار ديفلين يهم بالخروج ، كان معكر المزاج ، وسمعته يردد بعنهجية :
" طبعا ، طبعا ".
قالت بنبرة واضحة عذبة :
" وداعا يا سيد براندون ".
هدر غاضبا :
" افهم معنى كلماتك ، ولكنك تبالغين قليلا ، لا شك أننا سنلتقي أكثر من مرة واثناء إجازتك ".
يا لخيبة أملها ، فكرت كريستينا ،وهو يوصد الباب وراءه بشدة ، ووجدت ثيو يحدجها بإستغراب ، فخجلت قليلا .
سالها ثيو بوقاحة :
" هل تجدينه جذابا ؟".
كادت أن تشتمه ، ثم تذكرت أن الإثنين تربطهما صلة القرابة :
" آسفة ، لم اقصد.....".
قهقه:
ما لنا وللمجاملات ، كانت ردة فعلك طبيعية ، سيشعر بصدمة رهيبة لو عرف حقيقة مشاعرك ، إنه يعتبر نفسه فاتن النساء ، وما الذي قاله ليغيظك هكذا؟".
أجابت تتعمد إخفاء إضطرابها :
" لا شيء ، سبق لنا ان إلتقينا قبل هذه المرة ، هذا كل ما في الأمر ".
علت الدهشة وجهه .
" متى كان ذلك ؟ هل تعرف جدتي بالأمر ! ".
إعترفت كريستينا :
" لا ، حاولت إخبارها لكنها كانت مستاءة مني ، ورفضت الإصغاء الي".
إبتسم ثيو إبتسامة غامضة :
" يا لك من مسكينة يا كريستينا ، هل اتعبتك كثيرا؟".
قالت تغالب غيظها الدفين :
" إنني معتادة على السيدات المسنات".
" أنا لست مستاء منك ، وكلي لهفة لسماع اخبارك ، متى إلتقيت بإبن العمة ديفلين ،وماذا فعل لإزعاجك ؟".
عضت كريستينا شفتيها:
" لم يزعجني ابدا ، كان بالغ التهذيب ، صدف مروره وأنا اتعرض للسرقة ، أو اسوأ من ذلك ، في المارتينيك أمس ، كانوا ثلاثة ، وماأن أطل حتى إختفوا كلهم ".
" وهل عاملك كشخص يفيض نبلا؟".
ردت كريستينا محتدة :
" لم يعجبني تصرفه أبدا ، عاملني بأسلوب أحمق".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 09:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

"وهل دعاك للإبحار على زورقه؟".
إزدادت لهجتها جفافا :
" أبدا ، ولم اعرف أنه يملك زورقا".
" يملك زورقا كبيرا أحسده عليه ، إحذري من خدعه الملتوية يا كريستينا".
قالت بفتور :
" أنا لست مهتمة بأموره الخاصة ، هل قلت أنه إبن عمتك ؟".
أجاب بتأفف :
" أناديه هكذا ،وهو في الحقيقة عمي ، ولكنه لا يحب أن أخاطبه بهذا اللقب ، وقد أفعل ذلك للإقتصاص منه ، ولتصرفه غير اللائق معك ".
جن جنونها :
" لا ، ارجوك ، إنه يعترض على وجودي هنا لسبب ما ، ربما بدل رايه عندما يراني أعمل مع السيدة براندون ".
قال مطمئنا :
" لا تجزعي فهو لا يسكن هنا ، هل انت مسرورة الآن ؟".
واحست كريستينا بإرتياح عميق ، ثم حاولت أن تحافظ على حيادها في خلافات العائلة أو منازعاتها التي لا تفهمها :
" لا يمكنني إبداء سروري ، يكفي أنه أنقذني من أولئك الأشقياء".
تثاءب ثيو قليلا:
" لا تشغلي بالك كثيرا ، ربما كان اولئك الأشقياء اصدقائه ، ولذلك فروا هاربين ، إنه شخص غريب الأطوار ، وذو ماض يفوح بالقذارة".
سرت رعشة مخيفة في مفاصلها ، وإصطكت ركبتاها هلعا ، فإرتمت على المقعد ، وتقدم منها ثيو يهدىء روعها :
" أنا آسف ".
قالت بحرج شديد :
" إعذرني ، لا بد أن الحزن أثر علي ، من الأفضل ان أذهب الى غرفتي الآن ".
وقف ثيو ، يساعدها على النهوض ، قائلا:
" يا لها من فكرة رائعة ، وإستلقي على فراشك لبعض الوقت ، لا شك أن الطاهية كوكو تعد لنا عشاء شهيا إكراما لك ".
أعلنت كريستينا محتجة :
" ولكن لا ضرورة الى كل ذلك ".
ثم تركها تصعد السلم ، متوجهة الى غرفتها ، وإستلقت على فراشها قلقة ، حائرة ، وتذكرت كلمات العراف : إحذري من إبليس ، وهي تعرف الان أن إبليس ليس سوى ديفلين ، إنها تعرف ذلك جيدا ، وعليها الإحتراس واليقظة ، هل كان العراف يخدعها بعد أن إكتشف هويتها ووجودها مع السيدة براندون ، وهو لا شك يعرف ديفلين ، فحاول إثارة مخاوفها عمدا؟
أغمضت عينيها ، وشبح ديفلين بوجهه الساخر يحوم في مخيلتها ، تمنت لو تطرد الشبح الرهيب وتحل محله صورة ثيو باناقته وعذوبة كلماته ، وأدركت أن ديفلين يستحوذ على تفكيرها مهما فعلت ، بحركاته وأقواله ورجولته ، في حين أن ثيو مجرد صبي.
ولكتها تكرهه ، تكره حتى ذلك اللون الفضي في عينيه ، إنه عدوها ، وعليها تذكر هذا الواقع دائما.
سمعت قرعا خفيفا على الباب ، ثم دخلت يولالي ، وقالت مباشرة:
" السيدة براندون تسأل عنك ".
أسرعت كريستينا ترتب هندامها .
"حسنا ، أين غرفتها؟".
ومشت خلف يولالي الى أن بلغتا البهو الرئيسي ، وأدركت كريستينا ان جناح السيدة براندون يقع بمحاذاة البهو الكبير ، ويتكون من غرفة نوم كبيرة وحمام ، وحجرة صغيرة تضم آلة بيانو.
إلتفتت السدة براندون منفرجة الأسارير عندما دخلت عليها كريستينا :
" إجلسي يا إبنتي ، هل أنت بخير ؟".
اجابتها كريستينا بإنحناءة من راسها ، ثم قالت :
" آسفة ، كان علي تغيير ملابسي لتناول العشاء ".
تقبلت أعذارها برحابة صدر :
" لا اهمية لذلك ، لا أتوقع منك معرفة كل شيء منذ اليوم الأول ( ثم سالتها ) أخبريني ما هو رأيك في آرك إينجل ؟ هل تحبين المعيشة هنا؟".
لم تتوقع كريستينا سؤالا كهذا ، فغمغمت ببضع كلمات غامضة ، فطمأنتها السيدة براندون :
" أعرف انك تحتاجين الى مزيد من الوقت لأتخاذ قرار كهذا ، ولكنني اريدك أن تتصرفي وكأنك في بيتك".
اجابت كريستينا بحياء :
" هذا من لطفك يا سيد ، اعدك ببذل جهدي لتلبية كل طلباتك ، واتمنى أن تحددي موعد بدء العمل وما يتطلبه بالضبط ، ونوعية واجباتي ".
لوحت السيدة براندون بيدها ، تتلألأ منها ألماسة كبيرة ، وقالت :
" يوجد متسع من الوقت لبحث كل ذلك اما الآن فخذي قسطك من الراحة وتمتعي بما حولك ، وأعتقد انك تعرفت على حفيدي".
قالت كلماتها الأخيرة بدون مبالاة ، لكن كريستينا أحست بتوتر خفي ، أجابت على نحو طبيعي :
" نعم ، تعرفت عليه ، اتى عندما كنت احتسي الشاي".
علقت العجوز :
" هذا ما قاله لي ، يبدو انك تركت فيه إنطباعا عميقا".
نظرت كريستينا مذهولة :
" إنك تبالغين قليلا يا سيدة ، ان الأولاد في مثل سنه يتاثرون بسرعة ".
تجهمت السيدة براندون :
" في مثل سنه ؟ إنه لا يصغرك إلا بأشهر قليلة ، وفي الحقيقة تبدين بشعرك المتدلي فوق كتفيك اصغر منه ".
قررت كريستينا إتباع سياسة الحذر :
" نعم ، ولكن يقال أن البنات ينضجن قبل الصبيان ولو كانوا في سن واحدة ".
ردت بإقتضاب :
" من المحتمل ، لم يحصل لي شرف التعرف على عدد كبير من البنات ، ولذلك اعجز عن إعطاء رايي ، هل تجدين ثيو صغيرا بالنسبة الى عمره؟".
سارعت كريستينا بالقول :
" لا ، ابدا ، يبدو انه ناضج تماما ، ويحب الحياة".
طاب خاطرها ، فتنهدت قائلة :
" صحيح أنه لم يرزق بصحبة ابناء جيله في الماضي ، واعلق امالي عليك لتعديل هذا الوضع قدر المستطاع ، إنكما مثال الرفيقين مع بعضكما البعض ".
بلعت كريستينا ريقها، محتجة بدون طائل :
" ولكن إعتقدت أني سأعمل معك ".
عقدت السيدة براندون حاجبيها :
" ليس تماما يا إبنتي، أنا لا اقترح عليك العمل مع ثيو ، اريد القول أن لديك كامل الحرية لتقبل دعوة منه ".
إحمرت وجنتا كريستينا ، وتمتمت :
" شكرا يا سيدة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-02-12, 09:01 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" هل يزعجك إهتمام حفيدي بك؟".
مدت كريستينا يدها تفرك اذنها:
" كلا ، إنه فتى جريء ، ولكن لا افهم كيف تسمحين لي، كموظفة ليست أرقى من الخادمات كثرا ، بإنشاء صداقة مع حفيدك".
تجمدت عينا العجوز :
" انت ضيفتي وكانت عرابتك صديقتي ، لا اريد سماع أي حديث عن خادمات وما الى ذلك بعد الان ، تتكلمين كأنك تعيشين في القرن الماضي ".
اطرقت كريستينا راسها :
" انا آسفة ، ولكن وضعي يبدو غامضا جدا...".
داعبت وجنتيها بنعومة :
" هدئي من روعك ، لا داعي الى القلق وهذا الإضطراب ،والان إقرعي الجرس ولنذهب لتناول العشاء".
إلتهمت كريستينا طبقها بشهية ، رغم عواطفها المشوشة ، ومراقبة ثيو لها خلال فترة العشاء بأكملها .
ثم توجهوا الى صالون خاص تزينه الوان ذهبية وعاجية ، وإنتهزت كريستينا إنهماك ثيو وجدته في لعب الورق لتتجول في الغرفة ، وتمعن النظر في اللوحات والرسوم المزخرفة ، ومر امامها شريط من صور عائلة براندون مغرقة في القدم ، ثم لمحت لوحة زيتية خالتها بريشة الرسام الفرنسي الشهير رينوار .
إنتهت من جولتها ، فأحست بالملل الشديد ، تمنت لو تستطيع التنزه في جنائن المنزل ، لكنها عدلت عن ذلك لمعرفتها أن ثيو لن يتوانى عن رفقتها ، كانت تريد تجنب التورط في اية علاقة غرامية معه ، والأفضل ان تخرج وإياه للتفرج على المزرعة والحقول المجاورة في وضح النهار وليس تحت ستار الظلام.
همس ثيو في اذنها ، فإضطربت قليلا :
" هل تحبين الموسيقى ؟".
أجابت :
" أحبها كثيرا رغم أنني لا أجيد العزف على اية آلة ".
تقدم من خزانة أثرية ، وفتحها ، رأت آلة ستيريو ومجموعة ضخمة من الأسطوانات ، واشار عليها بإختيار ما تريد ، قائلا :
" إنها كلها موسيقى كلاسيكية للاسف ، جدتي تمقت الموسيقى الحديثة ، وإذا كنت تفضلين الموسيقى الراقصة ، يوجد ما يشبه النادي الليلي في سانت فيكتوار ، يمكننا الذهاب الى هناك ذات مساء إذا أحببت".
كانت دعوته طبيعية لا يجوز رفضها ، قررت بينها وبين نفسها ، ولم تكن مفاجاة لم تتوقعها ، فإبتسمت شاكرة .
حظ نظرها على اسطوانة تعجبها ، فطلبت منه سماعها ، وجاءت الموسيقى الناعمة لتشكل خاتمة لطيفة ليومها ، هكذا حدّثت نفسها وهي تتوجه نحو غرفتها مخلفة وراءها ثيو مكسور الخاطر.
بدت غرفتها مريحة ، مزهوة بإستقبالها ، ولاحظت ان أحدا ما أشعل المصباح بجوار سريرها ، خاطبت نفسها :
" علي الإحتراس ، وإلا وقعت ضحية هذه الحياة المرفهة ".
وهذه هي مشكلتها ، اتت الى هنا لتعمل ، وتكسب رزقها بعرق جبينها ، وها هي تكتشف شيئا آخر ، ولن ترضى بحياة كهذه تؤدي بها الى التواكل ، والتصدق والإعتماد على الغير .
اوت الى الفراش ، وظلت مسهدة لا يجد النوم الى عينيها سبيلا ، تمنت لو نفذت خطتها وقامت بنزهة قصيرة عوض الإصغاء الى الموسيقى ، إن الهواء العليل يهدىء الأعصاب ويجلب النعاس.
وبعد أن تقلبت في الفراش متململة لبعض الوقت ، نهضت من السرير ، وإرتدت معطفها ، مشت نحو النافذة وفتحت مصراعيها المطلين على الشرفة ، كان الجو منعشا الآن ، فكرت وهي تحدق الى صفاء الفضاء يتهادى فيه قمر مضيء بشعاع باهت ، تنفست بعمق وإغتباط ، بدا كل ما يحيط بها عالما جديدا لا عهد لها به.
وبينما هي غارقة في أحلامها العذبة ، لفت إنتباهها حركة مكبوتة في الأسفل ، وعرفت لتوها القامة التي خرجت من الظلال ، وسطعت تحت ضوء القمر ، رغم إختفاء البذلة السوداء والمئزر الأبيض ، والإستعاضة عنهما بلباس محكم يشد جسدها شدا ، إنها يولالي بجسدها الأهيف ، ورأتها كريستينا تدور حول بركة السباحة ، وتسرع الخطى في إتجاه شجيرات كثيفة.
عادت كريستينا الى غرفتها وخلعت معطفها ، تأكد لها ان يولالي ذاهبة للقاء أحد ما ، ولا بد أنه شخص لا يسكن في آرك إينجل.
إستلقت على فراشها يساورها الإرتياب ، إن هذا الشخص ليس سوى ديفلين براندون ، ولكن لماذا تشغل بالها به وبهذه الخادمة؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:25 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4-الإنتصار الكاذب

قضت كريستينا ليلة ملية بالقلق ، ونهضت في الصباح تغشى ذاكرتها أطياف احلام مرعبة ، فتحت عينيها خائرة القوى ، غير أن اشعة الشمس المنبعثة عبر الستائر أعادت اليها بعض حيويتها.
واعلن القرع الخفيف على الباب وصول يولالي تحمل طبقا من عصير الفاكهة الطازج ، وبعض الخبز والزبدة ، وأبريق قهوة حارة ، شعرت كريستينا ببعض الحرج وهي تتمدد فوق الفراش ، لم يسبق لها أن تناولت فطورها في السرير ، إلا في حالة مرضها ، وبدت يولالي مستاءة هي الأخرى ، وألقت عليها تحية الصباح بلهجة شبه عدائية.
وما ان غادرت يولالي الغرفة ، حتى ألقت كريستينا نظرة عاجلة على ساعة المنبه التي جلبتها معها من أنكلترا ، لا يزال الصباح في بدايته فقررت البقاء في غرفتها مدة ساعة أو ساعتين ، طالما أن السيدة براندون لا تحب النهوض باكرا كما علمت منها.
أنهت فطورها ، وإرتدت بنطالا ضيقا ، وقميصا قصير الأكمام ، ثم رتبت سريرها ، واسرعت بالعدو في إتجاه الحديقة عبر السلم الخلفي.
منتديات ليلاس
وقادتها قدماها الى الشجيرات الكثيفة عند أطراف الحديقة ، فلمحت دربا ترابيا يؤدي الى الشاطىء ، كان الهواء يترنح بهمهمة النحل وحشرات أخرى ،وترامى الى مسامعها همس الأمواج تداعب الشاطىء البعيد.
حثت الخطى ، متفادية الجذور الناتئة ، حانية راسها مخافة شبك شعرها في الأغصان المتدلية ، كان دربا ضيقا ، وبدت الشجيرات الكثيفة تمتد امامها مثل نفق داكن أخضر لا تخترقه أشعة الشمس.
واخيرا وصلت الى بقعة الرمال الفضية المنحدرة برشاقة نحوالمياه المزبدة ورفعت وجهها تستقبل الشمس بإمتنان ، تخال انها تقف وحيدة في عالم هجره اهله ، ولم تعد تسمع سوى تغريد عصفور مغتبط ، وصوت مياه البحر الحالم ، إنه شاطىء مثالي ، خاطبت نفسها ، ولا بد لها من إنتهاز الفرصة غدا ، فتجلب ملابس السباحة ، وتنعم بدفء الموج الهادىء ، خلعت صندلها مشت حافية الى حافة المياه فلامست قدميها بنعومة وغنج ، ثم بدأت تسير فوق الشاطىء ، والنسيم العليل يداعب شعرها ، ويبعث في شرايينها حياة جديدة ، طاردا فلول ليلتها البائسة.
وخالت انها الآن قادرة على تحمل كل المصاعب التي تواجهها في موطنها الجديد ، وحتى ثيو ستعرف كيف تتعامل معه ، مهما كانت نواياه ، علت ثغرها غبتسامة ، وهي تفكر في ثيو ، ذلك الفتى الدمث الخلاق ، المرهف الشعور ، ومع ذلك قررت انه لا يلائمها ، وتفضل ان تتزوج احدا أقرب الى مزاجها ، وتصورها لمواصفات الرجل ، رجل المستقبل ، ووجدت نفسها تفكر في ديفلين براندون ، فإعترتها مشاعر غامضة ، وكأنها ترفض إصدار حكم نهائي عليه.
كانت غارقة في أفكارها ، تشنف أذنيها بهدير الأمواج ، فلم تنتبه الى صوت إيقاع مكبوت يرتفع وراءها ، وعندما تبينته قليلا ، إحتارت في معرفة مكان إنبعاثه ، ثم ادركت بهلع أنه إيقاع حوافر حصان يعدو فوق الشاطىء ، نظرت وجلة ، ممتعضة ، تلعن حظها السيء ، وراته بقامته الطويلة يمتطي حصانا أسود اللون ضخما ، كان عاري الصدر ، داكن البشرة ، يفيض رجولة ورقة ، أين المفر الان ؟ فكرت كريستينا ، لتتوجه الى الحديقة ، فهي ملاذها الوحيد .
وأدركت انه يلاحقها عمدا ،فضاعفت من سرعتها ، زلت قدمها وإلتوت كاحلها إلتواء مؤلما دفعها الى إطلاق صرخة الم موجعة ،وتهاوت على الرمال بائسة ، تحضن جرح قدمها .
شد ديفلين براندون لجام حصانه ،وقفز برشاقة عنه ، متقدما نحوها ، وهتف :
" هل انت مجنونة ؟".
كان يتوقد غضبا ، وأدركت مدى جنونها وهي تحاول الهرب على هذا انحو ، كانت نزوة صبيانية لا يجوز أن تخضع لها بعد نضوجها ، وما هوعذرها ؟ لا شيء سوى عنادها ورفضها مواجهته ، وها هي الآن تنبطح ارضا ، وتخسر ما تبقى من كرامتها
حاولت النهوض ، فتهاوت لا تستطيع حراكا ، قرفص ديفلين براندون بجانبها ، وراح يتفحص كاحلها بأصبعه ، فاغمضت عينيها بقوة ، قالت بجفاف :
" سأكون بخير بعد برهة قصيرة".
وقف على قدميه معلنا :
" يفرحني أن اسمع رأيك الحكيم ، بدا كاحلك بالتورم كما الاحظ ، لا بد من غسله بالماء البارد وربطه ، سآخذك الى حجرة المركب لمعالجته".
أصيبت بصدمة عنيفة ، فصاحت :
" كلا ! ( ثم غيّرت لهجتها ) اعني .... أعني شكرا على مساعدتك ، ولكن سأكون بخير ، إذا ما إسترحت لبضع دقائق هنا".
إستشاط غيظا :
" يا لك من مخلوقة عنيدة ، أعرف كم يصعب عليك الإعتماد علي مرة ثانية ، ولكن لا خيار لديك ، وأعدك بالتركيز على كاحلك ولا شيء غير ذلك ، إذا كانت الشكوك تساورك ".
إنحنى ليساعدها على النهوض ، فإشتعلت حقدا ، وغرزت أسنانها في يده بسرعة البرق ، شتمها وسحب يده وقد لطختها بقع حمراء دامية ، جلست كريستينا صامتة ، متوجسة تشعر بالذنب ، نظرت اليه وكلمات الإعتذار ترتجف فوق شفتيها ، فرأته يبتسم قائلا :
" ما معنى هذا العض ،وفي ظرف غير مناسب؟".
غصت حنجرتها:
" أنت... انت...".
" أنت قليلة الحيلة ، لا بد من تلقينك بعض الدروس في مجالات كثيرة ".
وفجأة إنكب فوقها وحملها الى حصانه ، أقعدها فوق السرج ، وإمتطى الحصان وراءها.
قطعا مسافة قصيرة ، خالتها كريستينا أميالا تنلوها أميال ، يا لها من لحظات حرجة ، إنعقد خلالها لسانها ، وهي تعارك أحاسيسها الغريبة ، تجمدت فوق ظهر الحصان ، لا تجرؤ على الإتيان بأية حركة ، شاعرة بوجوده وراءها ، وكأنه لا يبالي بما يدور في داخلها من صراع رهيب ، لا شك انه رجل جذاب ، وتدرك ذلك من اعماق قلبها ، لكنها لن تفصح بأي شيء ، لا ، لن تخضع لسحره ، لن تبوح بعواطفها المتأججة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-02-12, 08:26 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تمهل الحصان قليلا ، ووقع نظرها على مركب فخم يتهادى قرب الشاطىء ، وقرات إسمه المطلي بإتقان : عذراء القمر .
لم تكن معتادة على إمتطاء الأحصنة ، فأحست بالإعياء ، وظل كاحلها يؤلمها بشدة ، حمدت الله عندما ترجّل ديفلين ، وانزلها عن السرج ، وبدأ الحصان يعدو مبتعدا عن الشاطىء ، سالته:
" لماذا فعلت هذا؟".
قال :
" إن الإسطبل في آرك إينجل ،وهو يعرف طريق العودة ، مارك سيهتم به".
لم تصدقه ، إنه لا يسكن آرك إينجل ، ورأت كوخا صغيرا قرب تلة رملية ، ترى هل يعيش في هذا المكان ؟ سألت نفسها ، حاولت أن تمشي ، فأخفقت إخفاقا مذلا ، حملها بين ذراعيه ، وأخذ يصعد بها السلم الخشبي ، دخل غرفة كبيرة مبعثرة الأثاث ، تغطي أرضها بطانيات مزخرفة الألوان ، ورأت في الزاوية مقعدا خشبيا تتكوم فوقه قطع من القماش تستر شيئا ضخما تحتها.
وفتح بابا داخليا ، فوجدت نفسها في غرفة النوم ، حيث القى بها فوق السرير .
توارى عن نظرها ، فعرفت أنه يجلب بعض الماء وضمادة ، عاد يحمل إبريقا وصندوق إسعاف أولي ، وقال آمرا:
" إرفعي أطراف بنطالك الى أعلى ، هيا ، وإلا طويتها أنا ".
فاذعنت لأوامره صامتة ، وأخذت تراقبه بحذر وهو يلعب دور المرض والطبيب ، خف الألم الموجع وقد لف كاحلها ضماد متين ، قالت:
" شكرا".
إبتسم بعذوبة :
" حاولي الوقوف الآن ".
وأمسك بيديها ، فتجالدت ، ولمست الأرض بخفة ، وقفت منتصبة رغم شعورها ببعض الوجع وتمتمت:
" إنني بخير الآن ، عليّ الإنصراف".
اشار نحو الباب :
" كما ترغبين ، ولكن القهوة جاهزة ، ألا تريدين شيئا حارا؟".
" شكرا ، من الأفضل أن أذهب ، ستفتقدني السيدة براندون ".
ألقى نظرة سريعة على ساعته:
" في هذا الوقت ؟ما بالك ، هل تخافين مني؟".
توردت وجنتاها :
" ما الذي تعنيه ؟ لم يخطر ...".
قال يلتهمها بعينيه:
" يوجد مشط في الدرج ، انصحك بالإعتناء بهندامك ، سأتدبر امر القهوة ، إنضمي الي ساعة تشائين".
إستدار وخرج ، يا له من وغد! خاطبت كريستينا نفسها ، ما الذي يكيده لها؟ يا ليتها لم تخرج الى الشاطىء ، إنها الان أسيرة نزواته الشريرة ، كان العرّاف على حق ، إنه إبليس بعينه ، إبليس الذي يعذّبها بأساليب ملتوية ، ويهزأ منها كلما حاولت مقاومته.
منتديات ليلاس
وقفت أمام المرآة تسرح شعرها ، وتفكر في وضعها ، قررت أن تحتسي القهوة ، فتهدا أعصابها قليلا ، وتتمكن من التفكير بوضوح أكثر ، توجهت الى غرفة الجلوس ، كان ديفلين يجلس في الزاوية يحمل إبريقا وبعض الأكواب ، إستنشقت نكهة القهوة وكأنها فخ لإصطيادها ، فجلست على طرف المقعد ، متمنية أن يظل بعيدا عنها ، وبدا للوهلة الأولى منهمكا في إحتساء القهوة ، فإطمأنت.
أخذت تتمعن في الغرفة عن كثب ، رأت صفا من البنادق قرب الجدار المجاور لها ، وبعض أدوات صيد السمك ... كان كل شيء يدل على مكان لا أثر لذوق النساء فيه.
تنحنحت:
" هل تعيش هنا منذ مدة طويلة؟".
" منذ اربع سنوات ، منذ وفاة أهلي".
حملقت فيه كريستينا مذهولة ، غاب عنها للوهلة الأولى انه إبن مادلين ، شقيقة السيدة براندون ، تألمت لحاله بدون أي مبرر ، سالته بعفوية:
" وتسكن هنا وحدك؟".
قال بخفة :
" يا له من سؤال ! لا تتوقعي مني أي جواب".
وتابع ، وهي تشعر بالإحراج:
" علاوة على ذلك ، لا شك أن عمتي قد المحت امامك الى حياتي الصاخبة ، وأعتقد أن هذا هو سبب هربك مني على الشاطىء".
رمت بشعرها الى الوراء:
" لم أهرب منك ، كنت اتمتع بالعزلة ، ولم ارغب في رؤية أحد".
قهقه عاليا:
" إنه تصرف لا يليق بسكرتيرة ، إذا كنت ستمارسين أي عمل ".
فغرت فاها:
" ماذا تقصد ؟ ألا تصدق أنني سكرتيرة".
إستطرد هازئا :
" لا أظن ، لأنني أعرف عمتي جيدا ، إنها إنسانة ذات شخصية مستقلة وطاغية ، ولم يسبق لها أن إحتاجت الى مساعدة أحد".
وضعت كريستينا كوبها على الطاولة الصغيرة ، وشبكت اصابعها مضطربة:
" يبدو لي ان خلافا ما نشأ بينك وبينها ، لا أعرف ما هو ، ولا علاقة لي بذلك ، لكنها ربة عملي ، وعاملتني بكل لياقة ، واشعر ببعض الولاء لها ، ربما كنت على حق ، فهي لا تحتاج الى سكرتيرة ، ولم تعرض علي العمل إلا حرصا على كرامتي ، وحفاظا على صداقة قديمة ...".
توقفت عن الكلام ، وهو يحدق فيها وكأنها مجنونة ، قال متجهم الوجه:
" ما هذا ؟ ما هي هذه الصداقة القديمة؟".
بلعت ريقها قائلة :
" كنت أعيش مع عمتي ، عرابتي الآنسة غرانثم غريس ، توفاها الله منذ بضعة أسابيع ، ولكنها كتبت الى السيدة براندون قبل وفاتها ، وأعتقد أنها طلبت منها الإعتناء بي ، ومن هنا عرضت العمل عليّ والبقاء في هذا المكان".
بدا وكأنه لم يسمع كلمة قالتها:
" ولكن أنصحك بالعودة الى أنكلترا ، وهذه نصيحة صديق".
تفجرت غضبا :
" لا أحتاج الى نصيحتك او نصيحة أي إنسان ، ولا يمكنني العودة الى أنكلترا الآن بدون أي دراهم".
قال بهدوء:
" يا لها من ورطة ! ".
ردت بكبرياء :
" إنها ورطتي أنا ، أعرف أن الوضع صعب ، ولكن علي تلبية رغبات السيدة براندون".
قال مهددا :
" إذن إبقي عند عمتي ، وتحملي وضعك ، ولكن إياك ان تركضي الي مولولة عندما تسوء الأحوال".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملاك الحارس, devil at archangel, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير رومانسية, سارة كريفن, sara craven, عبير, قيد الوفاء
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية