لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > رجل المستحيل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

رجل المستحيل سلسلة رجل المستحيل


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-12, 07:46 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثامن ... سيل المفاجآت



ارتفع حاجبا الدكتور (أحمد صبرى)، جرًَّاح المخ والاعصاب الشهير، عندما فوجئ بمدير المخابرات العامة المصرية، امام باب منزله، فى تلك الساعة، وبدا انفعاله واضحاً، وهو يقول:


سيادة الوزير؟!... ياله من شرف، أن اتلقى زيارتك هذه، فى منزلى المتواضع .


ابتسم مدير المخابرات، وهو يقول، مشيراً بيده:


- وهل ستدعونى إليه؟!


أفسح الدكتور (أحمد) المجال، وهو يقول بنفس الانفعال:


- بالتاكيد يا سيادة الوزير ... تفضل على الرحب والسعة .


دلف الوزير إلى المنزل، فى حين ألقى الدكتور (أحمد) نظرة خارجه، فأشار الوزير بيده مرة أخرى، وهو يقول:


- طاقم حراستى لن ينضم إلينا؛ فحديثنا ودَّى للغاية .


أغلق الدكتور (احمد) باب المنزل والتفت إلى مدير المخابرات، قائلاً:


- أنت مرحًَّب بك فى منزلى دوماً يا سيادة الوزير .


جلس الوزير على مقعد قريب، وأشار للدكتور (احمد) بالجلوس أمامه، وهو يقول فى جدية:


- أنت تذكر بالتأكيد ما حدث فى حفل زفاف شقيقك


بدا الأسى على وجه الدكتور (أحمد)، وهو يقول:


- لا يمكننى محو هذا من ذاكرتى أبداً.


تطلع إليه مدير المخابرات لحظات، ثم قال فى حسم:


- لقد أخبرتنى انك قد رأيت يد المقدًَّم (منى) تتحرًَّك، بعد أن نقلها (ن-1) إلى سيارته.


بدا الحذر على وجه الدكتور (احمد)، وهو يجيب:


- هذا صحيح.


اعتدل مدير المخابرات على مقعده، قائلاً:


- عندما استعدت تلك الذكرى، وجدت امراً يدهشنى، ولا يتفق مع كل ما اعرفه عنك.


تزايد حذر الدكتور (أحمد)، وهو يتساءل:


- أى أمر يا سيادة الوزير؟!


تفرًَّس مدير المخابرات ملامحه لحظة، قبل ان يقول:


- (ن-1) هو شقيقك الوحيد، وعلاقتكما قوية للغاية، وخاصة بعد مصرع واغتيال والدكما فى (لندن) ... أليس كذلك؟!


تمتم الدكتور (احمد)، وهو يشيح بوجهه؛ فى محاولة لإخفاء انفعاله:


- بالتأكيد .


بدا المدير صارماً، وهو يقول:


- وعلى الرغم من هذا، فقد واصلت حياتك على نحو طبيعى، لا يتفق مع حزن شقيق، على فقد شقيقه الوحيد .


لم ينبس الدكتور (أحمد) ببنت شفة، ولكن توتره أفصح عن الكثير، وخاصة بالنسبة لعينين فاحصتين خبيرتين، فتابع مدير المخابرات، محاولاً تهدئة الحوار :


- الواقع أننى، لو كنت فى موضع (ن-1)، ومع ما به من إصابات، وما أصاب زوجته وحبيبة عمره، وشعرت بانها تحتاج إلى أصابع خبيرة، وإلى اسعاف طبى دقيق، واخشى فى الوقت ذاته، ان يستغل اعدائى لحظات ضعفى الزائدة، فسأحاول اللجوء إلى اكثر شخص أثق به، فى هذه الحياة ... شخص لديه كل المهارات الطبية اللازمة، وسيبذل حياته، لو اقتضى الأمر، فى سبيل حمايتى، وانقاذ الإنسانة، التى لا أتردًَّد فى بذل حياتى من اجلها.


أشاح الدكتور (أحمد صبرى) بوجهه أكثر، وهو يغمغم، فى توتر شديد:


- الواقع يا سيادة الوزير ...


قاطعه الوزير، فى صرامة شديدة:


- لماذ غادرت مكان الحفل بهذه السرعة، عقب ما حدث؟!


جف حلق الدكتور (أحمد)، مع السؤال المباغت، ولم يحر جواباً، فتابع مدير المخابرات بنفس الصرامة:


- عندما أعدت فحص سجلات هاتفك الخاص، وجدت أنك قد تلقيت اتصالاً، من رقم مجهول، عقب انصراف (ن-1)، وهو يحمل المقدًَّم (منى) المصابة فى سيارته ... وطبقاً لمعلوماتنا، قليلون هم من يمتلكون أرقاماً غير قابلة للظهور فى (مصر) .


جف حلق الدكتور (أحمد) أكثر، ومال الوزير نحوه بشدة، وهو يسأله بكل الصرامة:


- من أجرى اتصاله بك يا دكتور (أحمد)؟!


صمت الدكتور (أحمد) لحظات، وبدا وكأن صراعاً عنيفاً، يعتمل فى نفسه، قبل أن يجيب، فى صوت شديد الخفوت:


- (أدهم) .


نجح المدير فى سماع الاسم، على الرغم من خفوت الصوت، فاعتدل فى ارتياح، وهو يغمغم:


- لقد كنت على حق، فيما ذهبت إليه إذن.


حاول الدكتور (أحمد) أن يقول شيئاً، إلا أن جفاف حلقه الشديد أعجزه عن هذا، فتمتم فى صعوبة:


- أحتاج إلى جرعة ماء.


أشار إليه المدير بيده، فنهض يحضر زجاجة ماء، شرب نصفها على الأقل، قبل أن يقول المدير فى حزم:


- إنهما على قيد الحياة ....أليس كذلك؟!


تردًَّد الدكتور (أحمد) لحظات، ثم قال:


- إصابات (أدهم) كانت محدودة، وأمكننى إسعافه إلى حد كبير، أما إصابات (منى)، فقد كانت شديدة الخطورة.


كرًَّر المدير فى توتر:


- ولكنهما على قيد الحياة.


تابع الدكتور (أحمد)، وكأنه لم يسمعه:


- (أدهم) كان يرغب فى الاختفاء تماماً، حتى يستعيد عافيته، وحتى يمكن أن تنجو (منى)؛ لأنه كان واثقاً من ان أعدائه سيواصلون تربصهم به وبها، لو علموا انهما على قيد الحياة ... ولأن خبرته بعالمكم بالغة، فقد رأى أن وجوده فى اى مكان تعرفونه، يمكن ان يقودكم إليه، ومادمتم تستطيعون التوصًَّل إليه، فأعدائه سيستطيعون .


تساءل المدير، وهو يكتم انفعاله فى صعوبة:


- أهذا مبرًَّر اختفائه؟!


أجابه الدكتور (أحمد)، وهو يشعر أنه يفشى سراً خطيراً:


الواقع أنه كان يشعر بالألم؛ لأن ما أصاب (منى)، كان بسبب رغبة اعدائه فى الخلاص منه؛ لذا فقد أقسم ألا يعود إلى عالم المخابرات، قبل ان تنجو، وتتعافى ايضاً.


قال المدير، فى اهتمام شديد:


لقد بحثنا عنهما فى كل مكان، ولم نعثر على اى أثر لهما، ولا حتى على سيارة


(أدهم).


أشار الدكتور (احمد) بيده، قائلاً:


- على الرغم من إصاباته، كان (أدهم) يدير الأمر فى سرعة، ودون إضاعة لحظة واحدة، بحيث يقود أعدائه إلى مسارات وهمية، تربكهم، وتشتت جهودهم، إلى ان يبلغ القدرة على مواجهتهم، ويؤمًَّن الرعاية والحماية لزوجته، فى الوقت ذاته .


انعقد حاجبا المدير، واستعاد صرامته، وهو يقول:


- لم أحصل على أجوبة شافية بعد .


زفر الدكتور (أحمد) زفرة حارة، وقال:


- سيارة (أدهم) ترقد فى قاع النيل... لقد قدتها بنفسى إلى منطقة شبه خالية بالقرب من (حلوان)، وتركتها تسقط فى النيل، بناءً على طلبه.


سأله فى صرامة:


- وماذا عن (منى)؟!


أشار الدكتور (أحمد) بيده مرة أخرى، وهو يجيب:


- لقد طلبت منه اللجوء بها إلى عيادة خاصة لصديق قديم، له باع طويل، فى علاج إصابات الحروب، وهناك حوًَّلنا حجرة عمليات، ملحقة بعيادته، إلى مستشفى خاص، أجرى فيه صديقى خمس عمليات جراحية متوالية لـ (منى)، مع وضعها تحت رعاية خاصة، حتى تجاوزت مرحلة الخطر.


تنفًَّس مدير المخابرات فى ارتياح شديد، وهو يغمغم:


- إذن فهما على قيد الحياة.


هزًَّ الدكتور (أحمد) كتفيه، مجيباً فى حذر:


- (منى) تحتاج إلى فترة نقاهة طويلة، وقد تتعرًَّض إلى نكسة شديدة، لو واجهت عنفاً من أى نوع.


كان من الواضح أن الدكتور (أحمد) يحاول إخفاء شئ ما، فسأله المدير فى حزم:


- أمازالا فى (مصر)؟!


هزًَّ الدكتور (أحمد) رأسه نفياً، قبل ان يجيب:


- كًَّلا، ما ان استعادت (منى) قدرتها على الوقوف على قدميها، حتى قرًَّر (ادهم) ان يسافرا خارج البلاد، إلى مكان لا يصل إليهما فيه أعداؤهما قط.


سأله المدير فى لهفة، لم يستطع كتمانها:


- إلى أين؟!


مطًَّ الدكتور (أحمد) شفتيه، وأجاب ملوًَّحاً بيده:


- لست أدرى.


انعقد حاجبا المدير مرة أخرى، فى صرامة غاضبة، وهو يعتدل فى مقعده، قائلاً:


- دكتور (أحمد).


أجابه الدكتور (أحمد) فى سرعة:


- أقسم لك إننى لست أدرى ... (أدهم) أخبرنى أن أفضل وسيلة؛ لحفظ أى سر، هى ألا يتجاوز صاحبه ... كل ما أعلمه أنه كانت لديهما جوازات سفر، أعدًَّها لها (قدرى)، منذ زمن ليس بالبعيد، وأنهما سيستخدماها للسفر، ولكن (أدهم) لم يخبرنى إلى أين.


تطلًَّع إليه المدير لحظات، ثم أغلق عينيه، وهو يغمغم:


- ولكنهما على قيد الحياة ... هذا هو المهم...


وكان على حق تماماً...


فرواية الدكتور (أحمد) تقول : إن (أدهم) و(منى) مازالا على قيد الحياة ...


وهذا هو الأهم ...


فى الوقت الحالى على الأقل ....


* * *


أحاطت السيارتان القويتان، رباعيتا الدفع، بسيارة (ريو)، وانطلقت منهما الرصاصات كالمطر، على جانبى سيًَّارته ...


وبينما انحنى (قدرى)، فى محاولة لتفادى سيل الرصاصات، ضغط (ريو) فرامل سيارته فى قوة، فانخفضت سرعتها على نحو مباغت، جعل السيارتين تتجاوزانها بعدة أمتار...


ومع التراجع المفاجئ، انطلقت الرصاصات من كل سيارة؛ لتصيب السيارة الاخرى، وبعض الموجودين بها، قبل أن تهتف (تيا) من إحداهما :


- اللعنة ... إنه هو .


أدار (ريو) عجلة قيادة سيارته، فى مهارة مدهشة، فدارت حول نفسها، متخذة مساراً عكسياً، ثم اندفع بها يعبر الطريق الرملى القصير، الذى يفصل اتجاهى السير، ويقفز بها إلى الاتجاه العكسى، ثم يطلق لسرعتها العنان ...


ومن أسفل المقعد الخلفى، هتف (قدرى) :


- ماذا يحدث؟!...


صاح به (ريو) فى صرامة:


- ابق منخفضاً .


كانت السيارتان القويتان قد استدارتا بدوريهما، وعبرتا الطريق الرملى القصير أيضاً، وانطلقتا تحاولان اللحاق بسيارة (ريو)، الذى زاد من سرعة سيارته إلى الحد الأقصى، وهو ينطلق فى خط مستقيم، إلا أن السيارتين اقتربتا منه مرة أخرى، فى نفس الوقت الذى رفع فيه (قدرى) رأسه، قائلاً فى اضطراب :


- لماذا يسعون لقتلى؟!


صرخ فيه (ريو)، وهو يدير عجلة قيادة سيارته فى قوة:


- قلت: ابق رأسك منخفضاً .


وثبت السيارة فجأة، من الطريق إلى حقول جانبية، وعلى نحو أربك السيارتين المطاردتين، فصاحت (تيا) فى قائد سيارتها فى غضب:


- ساقتلك لو أفلت منك .


وثبت السيارتين بدوريهما، خلف سيارة (ريو)، الذى اخترق الحقول الكثيفة فى سرعة، وهو يقول مازحاً، على الرغم من دقة الموقف:


- من حسن حظنا أن موعد رى الحقول لم يحن بعد .


لم يستطع (قدرى) مقاومة قلقه، فرفع عينيه، على الرغم من تحذير (ريو)؛ ليلقى نظرة على مطارديه، واتسعت عيناه فى رعب، عندما شاهد السيارتين القويتين تقتربان من سيارة (ريو)، وأحد ركاب السيارتين يبرز مع مدفعه الآلى، فصاح، وهو يخفض رأسه مرة أخرى:


- سيطلقون النار ثانية .


لم يكن (ريو) بحاجة إلى ذلك التحذير، بعد ان لمح المشهد، فى مرآة سيارته الجانبية، فانحرف بالسيارة مرة أخرى فى حدة، منطلقاً نحو بقعة، تتكاثف فيها الأشجار، وهو يقول فى صرامة:


- دعنا نختبر مهارتهم، فى القيادة بين الأشجار .


طاشت رصاصات المدافع الآلية مرة أخرى، مع انحرافته المفاجئة، وانحرفت السيارتان خلفه، ولكنه اقتحم منطقة الأشجار الكثيفة، وانطلق بين الأشجار المتقاربة، فى مهارة فائقة، وحاولت السيارتان القويتان خلفه مجاراته، إلا أن حجم سيارته الأصغر كان مفيداً هذه المرة، وسط الأشجار المتقاربة، إذ لم تنجح إحدى السيارتين فى تفادى الأشجار، فارتطمت بواحدة منها فى قوة، فى حين احتجز تقارب الأشجار السيارة الثانية، والتى كانت تستقلها (تيا)، التى أطلقت صرخة غاضبة، وهى تشاهد سيارة (ريو) تبتعد، وهى تتفادى الأشجار فى مهارة بالغة، على الرغم من سرعتها، حتى توارت عن الأنظار تماماً، فالتفت إليها قائد سيارتها فى هلع، وهو يقول مرتجفاً:


- لقد حاولت يا سيدًَّتى، ولكن ...


قبل أن يتم عبارته، كانت رصاصاتها تخترق رأسه، وهى تقول فى غضب:


- أخبرتك أننى سأقتلك، لو أفلت منك.


امتقعت وجوه من تبقى من رجالها، فى حين اعادت هى مسدسها إلى حزامها، كما لو أنها قد أطلقت النار على جرذ صغير، وهى تسأل فى هدوء، لا يتناسب مع الموقف :


- كم تبقى من رجالنا؟!


اجابها احدهم، محاولاً إخفاء ارتجافة صوته:


- لقد خسرنا سبعة رجال، وتبقى ثلاثة فحسب.


مطًََّت شفتيها، مغمغمة:


- هذا يكفى.


ثم التقطت هاتفها، وطلبت رقم ذات اليد الناعمة، ولم تكد تسمع صوتها، حتى قالت فى حزم:


- إنه هو .


وانهت الاتصال، دون أن تضيف حرفاً واحداً....


أى حرف...


* * *


" رصاصاتهم قتلت رجليهما...."...


نطق (ريو) العبارة فى لا مبالاة، وهو يخرج جثتى الرجلين المقيًَّدين، من الحقيبة الخلفية لسيارته، وراقبه (قدرى) فى صمت، وهو يحاول مسح الدماء من الحقيبة، مضيفاً:


- لقد أطلقوا النار بغزارة، على مؤخرة السيارة أيضاً.


غمغم (قدرى)، وهى يواصل التطلع إليه:


- لو أن رصاصاتهم اخترقت حقيبة السيارة الخلفية، وقتلت زميليهما، فلماذا لم تخترق جانبى السيارة أيضاً؟!


أجابه (ريو) فى بساطة:


- أبواب السيارات كلها مزوًَّدة بحواجز معدنية ... هكذا يحتم قانون المرور .


تطلع (قدرى) لحظات إخرى، إلى ملامح (ريو) الهادئة، على الرغم مما واجهاه، ثم قال، فى شئ من الصرامة:


- مهارتك فى القيادة تفوق المعتاد .


ابتسم (ريو)، وهو يشير إلى صدره، قائلاً:


- (ريو) ملك التاكسى.


قال (قدرى) فى بطء صارم:


- مهارتك تفوق هذا بكثير.


بدا (ريو) مزهوًَّاً، وهو يقول:


- (ريو) يشعر بفخر حقيقى .


انعقد حاجبا (قدرى)، وهو يتفرًَّس ملامحه فى إمعان، قائلاً:


- كيف ستبرًَّر آثار الرصاصات فى سيارتك؟!


هزًَّ (ريو) كتفيه، قائلاً فى بساطة:


- لن يكون هذا سهلاً بالتأكيد .


ازداد انعقاد حاجبى (قدرى)، وهو يقول فى حزم:


- لماذا لا تفصح عن هويتك الحقيقية يا (أدهم).


توًَّقف (ريو)، وأطلق زفرة حارة، قبل أن يقول:


- لقد سئمت هذا فى الواقع.


وأغلق الحقيبة الخلفية لسيارته فى حدة، وهو يتجه نحو (قدرى)، وينحنى أمامه، قائلاً فى شئ من العصبية:


- هيا ... اجذب شعرى وحاجبًَّى كما يحلو لك يا مسيو؛ لكى توقن من أننى لست متنكراً .


هم (قدرى) بجذب شعره وحاجبيه بالفعل، لولا أن بدا له سخافة هذا، فقال فى عصبية:


- مهارتك فى القيادة احترافية إلى حد مدهش، وهدوء اعصابك فى احلك المواقف، ينم عن خبرة واعتياد، لا يتميًَّز بهما أى سائق عادى.


اعتدل (ريو)، وهو يقول فى ضيق:


- أخبرتك أكثر من مرة، أننى لست سائقاً عادياً... انا ملك سائقى التاكسى، فى (اوروبا) كلها، ولم أخف عنك أننى قد تلقيت تدريباً مكثفاً، فى المخابرات السوفيتية.


اندفع (قدرى) يقول فى حدة:


- ولكننى، ككل من يعمل فى مجالى، لا أؤمن بالمصادفات.


بدا (ريو) حذراً، وهو يقول:


- أية مصادفات؟!..


مال (قدرى) نحوه، وهو يقول بنفس الحدة:


- لا يمكن أن تقنعنى بانها مصادفة بحتة، ان أصل إلى (باريس)، فأجد عميلاً سابقاً للمخابرات السوفيتية، يعرض علىًَّ أن يقلنى إلى حيث أريد، ولديه استعداد لمواجهة مخاطر رهيبة، كالتى واجهناها معاً، دون حتى أن يشكو أو يخاف .


تطلع إليه (ريو) بضع لحظات فى صمت، قبل أن يلوًَّح بيده، قائلاً:


- يمكنك أن تقول: إن حنينى لأيام العمل، كعميل للمخابرات، يجعلنى أستمتع بما نمر به، على الرغم من خطورته.


هزًَّ ( قدرى) رأسه، نفياً، وهو يقول:


- هذا ليس كافياً لإقناعى.


ثم رفع سبًَّابته، مضيفاً فى صرامة:


- فمازلت لا أؤمن بالمصادفات.


صمت (ريو) مرة أخرى، وهو يتطلع إليه، قبل أن يقول فى بطء:


- حسناً ... أنت تفوز .


خفق قبل (قدرى)، وهو يغمغم:


- بماذا؟!..


لوًَّح (ريو) بذراعه، بحركته المسرحية المعتادة، وهو يقول:


- أنت على حق ... الأمر ليست به أية مصادفات.


خفق قلب (قدرى) أكثر، وهو يغمغم فى انفعال:


- حقاً؟!...


مال (ريو) نحوه، قائلاً:


لقد كنت فى انتظارك، من قبل حتى أن تهبط طائرتك، فى مطار (أورلى).


ثم استدار يلتقط شيئاً من درج سيارته، واعتدل يضعه امام وجه (قدرى) مباشرة، مستطرداً:


- وكانت معى هذه.


حدًَّق (قدرى) فى صورة كبيرة له، يحملها (ريو) فى يده، وشعر بلهفة شديدة إلى جرعة ماء، وهو يقول بصوت مختنق:


- إنها صورتى.


خفض (ريو) الصورة، وهو يلوًَّح بذراعه الاخرى، قائلاً :


- (لوجراند) اعطانى إياها، وطلب منى أن انتظر قدومك، وان أظل معك، حتى تقرًَّر العودة.


عاد حاجبا (قدرى) ينعقدان بشدة، وهو يغمغم:


- (لوجراند)؟!... أهذا اسم من أرسلك، أم صفته؟!..


هزًَّ (ريو) رأسه، قائلاً فى اعتزاز:


- لست أدرى ما اسمه بالضبط، ولكنه يستحق لقبه عن جدارة ... لقد عاوننى قديماً، فى الخلاص من ملاحقة المخابرات السوفيتية، وسأظل مديناً له بالفضل ما حييت .


شعر (قدرى) بحرارة تسرى فى كيانه، وهو يميل نحوه، ليسأله فى لهفة:


- هل يمكنك أن تصف لى (لوجراند) هذا؟!..


رفع (ريو) عينيه، إلى ما خلف ظهر (قدرى)، وهو يقول:


- لست أظن الوقت يسمح بهذا.


ثم جذب إليه (قدرى) فجأة، ودفعه معه جانباً، فى نفس اللحظة التى انطلقت فيها رصاصة، تجاوزتهما، مع حركتهما المفاجئة، واخترقت الزجاج الجانبى لسيارة (ريو)...


ومن بين الاشجار، برزت (تيا)، مع رجالها الثلاثة، وهى تصوًَّب سلاحها نحوهما، قائلة فى ظفر:


- أخيراً يا (أدهم) .


واتسعت عينا (قدرى) عن آخرهما، عندما اعقبت قولها بالضغط على زناد مسدسها ...


وانطلقت رصاصتها ..


نحو الهدف ...


مباشرة.


* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 05-04-12, 02:59 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

(علامة إستفهام) .. الفصل التاسع من رواية (أدهم) .. مساء السبت القادم بإذن الله تعالى

او صبااح الأحد على حسب توااجدي ^^

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 08:38 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل أكثر من راااااااااااااائع

الفصل التاسع .. علامة إستفهام

" توًَّصلنا إلى المعلومات، يا سيادة الوزير...."...
التفت مدير المخابرات المصرية إلى نائبه، الذى نطق العبارة فى اهتمام، وبدا لحظات وكأنه شارداً بأفكاره بعيداً، قبل أن يقول فى بطء:
- حقاً؟!
تقدًَّم نائبه نحوه، ووضع النتائج أمامه، وهو يقول:
- سيادة العقيد استخدم مع المقدًَّم (منى) جوازى سفر، أعدًَّهما السيًَّد (قدرى) لهما منذ عامين، كإجراء احترازى، عند الحاجة إليهما، وهما يحملان هوية بولندية، باسم السيًَّد والسيًَّدة (كازانسخى)، والمفترض أنهما قد تخطيا السبعين من العمر، وهذا سيمنحهما الكثير من التسهيلات، فى معظم مطارات العالم، وسيبرًَّر أيضاً حالة الضعف، التى لم تكن المقدًَّم (منى) قد تجاوزتها بعد، عندما غادرا (مصر).
سأله المدير فى انتباه، وقد فارقه شروده:
- إلى أين؟!
أجابه نائبه فى سرعة:
إلى (المجر) فى البداية، ثم إلى (تركيا)، ولقد فقدنا أثرهما بعدها تماماً.
انعقد حاجبا المدير، وهو يقول:
- هذه واحدة من سمات (ن-1)... لن يمكنكم العثور عليه، إلا لو قرًَّر هو نفسه هذا.
لوًَّح نائبه بيده، قائلاً:
- الواقع أننا جميعاً نشعر بالدهشة، من أمر جوازات السفر الزائفة تلك، فكل المطارات الحديثة الآن، تستخدم وسائل اليكترونية دقيقة؛ لكشف صحة جوازات السفر والتأشيرات، فكيف يتجاوز السيًَّد (قدرى) هذا؟!
غمغم المدير، وقد استعاد شروده:
- ألم أخبرك إن (قدرى) عبقرية، يصعب تعويضها؟!
ثم اعتدل فجأة فى مقعده، وتساءل فى اهتمام:
- لقد أجرينا، قبيل اختفاء (ن-1)، بعض التحريات غير الرسمية، بشأن ابنه (آدم)، الذى انجبه من (سونيا جراهام)* أليس كذلك؟!
أومأ نائبه برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- بلى يا سيادة الوزير، ومن عجائب القدر، أن نتائج التحريات لم تصل، إلا عقب اختفاء سيادة العميد وزوجته.
مال المدير إلى الأمام، يسأله:
- وما الذى أسفرت عنه؟!
أشار النائب بيده، قائلا:
- ( آدم صبرى) تم إلحاقه بمدرسة داخلية فى (بئر سبع)، تحت اسم (آدم سباسكى)، وباعتباره ابن مهاجر من رومانيا، يتميًَّز بالثراء الفاحش، وكل الإجراءات تمت بمعرفة شابة صينية، وصفوها بانها بالغة الحسن.
تراجع المدير فى مقعده، ورفع سبًَّابته، وهو يقول فى حزم:
(تيا).
أشار النائب بيده مرة أخرى، هاتفاً:
- بالضبط.
هزًَّ المدير رأسه، وهو يعود إلى شروده بضع لحظات، قبل أن يقول فى حزم:
- اطلب من أحد رجالنا فى (إسرائيل)، أن يبحث أية تطوًَّرات، بشأن (آدم صبرى).
سأله النائب فى اهتمام:
- ما الذى تتوًَّقعه يا سيادة الوزير؟!..
أجابه مدير المخابرات على الفور:
- مادمنا قد نجحنا فى التوًَّصل إلى تلك المعلومات، فلن يعدم (ن-1) وسيلة للتوًَّصل إليها.
وصمت لحظة، قبل أن يضيف:
- واستعادة ابنه.
انعقد حاجبا النائب فى شدة، وكانه يعاتب نفسه، على أنه لم ينتبه إلى هذا، فى حين تابع مدير المخابرات فى حزم:
- وهذا يضيف خيطاً آخر، فى رحلة البحث عن الرجل ... رجل المستحيل.
وكان على حق فى قوله هذا ...
تماماً ...
* * *
دوت الرصاصة بصوت مسموع، وتردّد صداها وسط تلك المنطقة كثيفة الأشجار، وانتفض مع دويها جسد (قدرى) فى شدة ...
ولوهلة، توًَّقع ان تكون الرصاصة قد اخترقت قلب (ريو)، واسقطته جثة هامدة....
وتوقّع أن تكون الرصاصة التالية من نصيبه هو ...
ولهذا فقد أغلق عينيه فى شدة ...
لحظة واحدة فقط ..
وخلال تلك اللحظة، سمع (تيا) تطلق سباباً باللغة الصينية، وسمع وقع أقدام تعدو، و ...
وفتح عينيه ...
وما أن فعل، حتى اتسعت عيناه عن آخرهما ...
فلقد كان اثنان من رجال (تيا) يتبادلان إطلاق النار، مع هدف يكمن فى نقطة، تصعب على عينه رؤيتها، فى حين كانت (تيا) تعدو مبتعدة، وأحد رجالها يعدو خلفها، ويستدير كل لحظة وأخرى، ليطلق النار نحو جسد قوى، يطاردهما فى استماتة ...
ولدهشته البالغة، كان جسد (ريو) ...
ولم يفهم (قدرى) ما يحدث !!...
لم يفهم أبداً...
فقبل أن يغلق عينيه، كانت الأمور معكوسة تماماً ...
كان هو و (ريو) أرضاً ...
و(تيا) تصوًَّب مسدسها نحوهما ..
ولقد نطقت اسم (ادهم) ...
وضغطت الزناد ...
وأغلق هو عينيه فى قوة ...
فماذا حدث، خلال اللحظة، التى أغلق فيها عينيه؟!...
ماذا؟!...
كل ما استطاع إدراكه، فى هذه اللحظة، هو أن مابدا له كصدى رصاصة (تيا)، لم يكن كذلك ...
لقد كان دوى رصاصة أخرى، أطاحت بمسدسها، فور ضغطها الزناد ...
وربما لهذا لم تصب رصاصتها (ريو) ...
ربما !!..
سقط احد الرجلين، فى تلك اللحظة، برصاص الطرف الآخر، الذى مازال عاجزاً عن رصده من مكانه، فاطلق الثانى رصاصتين، ثم انطلق يعدو وسط الأشجار، محاولاً الفرار ...
وفى ارتباك مضطرب، حاول (قدرى) ان ينهض، ولكن جسده الضخم جعل هذا أشبه بلعبة رياضية أكروباتية معقدًَّة، حتى شعر بيد قوية تمسك يده، وسمع صوتاً شاباً، يقول بالعربية فى لهفة:
- أأنت بخير يا سيًَّد (قدرى) ؟!
رفع (قدرى) عينيه إلى (نادر)، ضابط المخابرات المصرى، الذى أضاف فى ارتياح:
- من حسن الحظ أننى واصلت مراقبتك .
اعتمد (قدرى) على يده القوية لينهض، ونفض الغبار عن ثيابه، وهو يغمغم:
- كان من المفترض أن تغضبنى مطاردتك لى، على الرغم من إراداتى.
والتقط نفساً عميقاً، قبل أن يضيف:
- ولكننى سعيد فى الواقع أنك قد فعلت.
ربًَّت (نادر) على كتفه، قائلاً:
- أنت قيمة أكبر من ان نجازف بها يا سيًَّد (قدرى).
دوى صوت رصاصة من بعيد، فى تلك اللحظة، فالتفت (نادر) إلى مصدرها فى تحًَّفز وهو يشهر مسدسه مرة ثانية، فى حين امتقع وجه (قدرى)، وهو يغمغم فى شحوب:
- رباه!... (ريو).
قال (نادر) مستنكراً:
- عميل المخابرات السوفيتية؟!
أجابه (قدرى) فى قلق:
- لقد جازف بالكثير لحمايتى، كما لو كنت شقيقاً له.
القى عليه (نادر) نظرة مستنكرة أخرى، مكررًَّاً:
- ولكنه عميل للمخابرات السوفيتية.
ثم لوًَّح بيده، مضيفاً:
- من ادراك أن كل ما يفعله ليس سوى خدعة، لكى تقوده إلى سيادة العميد؟!
قبل أن يهم (قدرى) بالإجابة، برز (ريو) من بين الأشجار، وهو يلهث، قائلاً:
- لقد أفلتوا منى .
انعقد حاجبا (نادر)، وهو يتطلًَّع إليه بمنتهى الشك، ولكن (ريو) أشار إليه، قائلاً:
- أأنت السيًَّد الذى أنقذ حياتى؟!
واندفع نحو (نادر)، وهو يمد يده إلى الامام، هاتفاً:
- (ريو) يحمل لك كل الشكر والامتنان.
تجاهل (نادر) اليد الممدودة نحوه، وهو يقول:
- لماذا فر هؤلاء الثلاثة أمامك؟!
شد (ريو) قامته، ولم يبد عليه التأثر، من تجاهل (نادر) لمصافحته، وضرب صدره بقبضته، قائلاً:
- إنهم يفرون أمام (ريو) ... الملك .
قال (نادر) فى صرامة:
- رجل أعزل، وثلاثة من المسلحين!!... هل يبدو لك ذلك طبيعياً؟!
ألقى السؤال ظلال الشك، فى نفس (قدرى)، الذى نقل بصره بين الرجلين، فى حين بدت الحيرة على وجه (ريو)، وهو يقول:
- ليس طبيعياً بالتأكيد... لماذا فر ثلاثة من المسلحين أمامى فى رأيك؟!
قال (نادر) بكل الصرامة:
- أجبنى أنت؟!
مطًَّ (ريو) شفتيه، ولوًَّح بيده، قائلاً:
- لست أجد تفسيراً منطقياً .
رمقه (نادر) بنظرة ملئوها الشك، قبل أن يلتفت إلى (قدرى)، ويقول بالعربية فى حزم:
- الأفضل أن ترافقنى يا سيًَّد (قدرى)؛ فلم أعد أشعر بالاطمئنان، فى وجودك بصحبة رجل، أشبه بحقيبة من الغموض والأسرار.
نقل (قدرى) نظرة بين الرجلين مرة أخرى، قبل أن يغمغم فى خفوت بالعربية:
- ولكن (أدهم) أرسله .
انتفض جسد (نادر)؛ لدى سماعه الأسم، وهتف بانفاس مبهورة:
- سيادة العميد ؟!
وبكل انفعاله، أمسك يد (قدرى) مضيفاً:
- هل أبلغك سيادة العميد (أدهم) بهذا؟!... متى وأين وكيف؟!... هل التقيت به؟!... أهو على قيد الحياة؟!
بدت حيرة متوترة على ملامح (ريو)؛ عندما ازاح (قدرى) يد (نادر) فى حدة، وهو يهتف:
- إنك تؤلمنى.
افلت (نادر) يده، وهو يقول فى انفعال مرتبك:
- معذرة يا سيًَّد (قدرى)، ولكن الحديث عن سيادة العميد (أدهم)، أسطورة عالمنا، أصابنى بانفعال، لم يمكننى السيطرة عليه.
غمغم (قدرى)، وهو يختلس نظرة إلى (ريو):
- لقد كان فى انتظارى فور خروجى من مطار (أورلى) فى (باريس)، وكان يحمل صورتى، حتى يمكنه تعرًَّفى.
سأله (نادر) فى حذر:
- وكيف عرفت أن سيادة العميد من أرسله؟!
أجاب (قدرى) فى سرعة، لم تخل من التوتر:
- هو أخبرنى.
تساءل (نادر)، وانفعاله يتصاعد:
- سيادة العميد؟!
شعر (قدرى) بقليل من الحرج، وهو يجيب:
- بل (ريو) نفسه.
تمتم (ريو) فى عصبية، عند سماع اسمه:
- تتحدثان عن (ريو)؟!
رمقه (نادر) بنظرة شك عصبية، قبل أن يسأله فى عدوانية واضحة:
- من أرسلك لانتظار السيًَّد (قدرى) فى المطار يا هذا؟!
انعقد حاجبا (ريو)، وهو يلتفت إلى (قدرى) بنظرة معاتبة، فغمغم هذا الأخير، وهو يشيح بوجهه:
- يمكنك أن تخبره.
تردًَّد (ريو) لحظات، قبل أن يجيب فى ضيق:
- (لو جراند).
ساله (نادر) فى دهشة:
- من؟!
غمغم (قدرى):
- (لو جراند) ... أى الكبير ... هذا ما يصف به (ادهم).
انعقد حاجبا (نادر) لحظة، قبل ان يقول فى صرامة:
- ومن ادراك؟!
التفت إليه (قدرى) فى دهشة، فتابع بنفس الصرامة:
- ماذا لو كان مصطلحاً، يشار به إلى زعيم منظمة إجرامية، أو ضابط مخابرات لدولة معادية؟!
ارتبك (قدرى)، وبدا له السؤال منطقياً للغاية، فغمغم:
- كنت على وشك سماع الوصف الكامل منه، لشخص (لو جراند) هذا، عندما باغتتنا تلك الصينية.
انعقد حاجبا (نادر) لحظات أخرى، قبل ان يلتفت إلى (ريو)، ويساله وهو يتحسًَّس مسدسه فى حذر:
- صف لى (لو جراند) هذا يا رجل.
هزًَّ (ريو) كتفيه، وقال فى بساطة:
- إنه طويل القامة نسبياً، عريض المنكبين، ممشوق القوام، لديه ثقة بالغة بنفسه، ولهجة تجبرك على طاعته.
غمغم (قدرى) فى انفعال:
- (أدهم).
واصل (ريو)، وكأنه لم يسمعه:
ولقد تجاوز الستين من العمر بقليل، و ...
قاطعه (قدرى) مبهوتاً:
- الستين.
قال (ريو) فى ارتباك:
- كنت أتصوًَّر أنك تعلم هذا.
لوًَّح (نادر) بيده، وقال فى صرامة:
- دعك من مسألة العمر هذه يا رجل؛ فمن نسألك عنه سيبدو فى أى عمر يريد، ولكن أخبرنى، ماذا طلب منك بالضبط؟!
أشار (ريو) إلى (قدرى)، قائلاً:
- أن ألتقى بالمسيو، وأكون برفقته طوال الوقت، بأية حجة أشاء، وان أحميه بحياتى، لو أقتضى الأمر، حتى يقرًَّر وحده العودة إلى وطنه.
تبادل (قدرى) و(نادر) نظرة صامتة، مفعمة بالانفعالات، قبل أن يغمغم الاوًَّل مكرًَّراً:
- (أدهم) .
التفت (نادر) إلى (ريو) مرة أخرى، وسأله فى اهتمام:
وكيف تلتقى به يا هذا؟!
هزًَّ (ريو) رأسه، قائلاً:
- هو الذى يختار الوسيلة والتوقيت دوماً.
مال (نادر) نحوه، يسأله فى لهجة جديدة:
- وماذا لو أردت أن تخبره أية تطوًَّرات، بشأن السيًَّد (قدرى)؟!
بدا وكأن السؤال قد جاء مفاجئاً لسائق التاكسى الفرنسى، فقد تراجع مبهوتاً، وراح ينقل بصره بين (نادر) و(قدرى) عدة مرات، قبل أن يكررًَّ (نادر) سؤاله فى صرامة:
- ماذا عليك أن تفعل عندئذ؟!
صمت (ريو) لحظات، ثم قال فى بطء:
- سأخبركما ...
وكان ما أخبرهما به عجيباً ومدهشاً ...
وللغاية...
* * *
للمرة الثالثة، حاولت ذات اليد الناعمة عبثاً، الاتصال بمساعدتها الصينية الحسناء (تيا)، إلا أنها لم تنجح فى هذا، فألقت هاتفها على فراشها الوثير فى حدة، وهى تهتف:
- ما الذى يعنيه هذا؟!
كان آخر ماوصلها، من (تيا) فى (مارسيليا)، أنها ورجالها يطاردون ذلك السائق الفرنسى، صاحب الأصل اللاتينى، والذى يحمل (قدرى) فى سيًَّارته طوال الوقت، باعتبار أن مهارته توحى بأنه (أدهم) الفعلى متنكراً...
ثم انقطع الاتصال، حتى لا تنتقل (تيا) عن المطاردة..
والآن لا يجيب هاتفها ...
أبداً ...
فماذا حدث؟!...
ماذا؟!...
ماذا؟!..
بدأ ذهنها يرسم دائرة الاحتمالات، ويرصًَّ المعطيات إلى جوار بعضها البعض؛ فى محاولة لفهم سر عدم استجابة (تيا)...
وكانت احتمالات لا حصر لها، بدءاً من احتمال فقدها لهاتفها، وحتى احتمال سقوطها فى قبضة (أدهم) ...
هذا لو أن ذلك السائق، هو بالفعل (أدهم صبرى)..
كانت تشعر بالتوتر، الذى تضاعف عند وصولها إلى هذه النقطة الأخيرة، فعادت تتساءل من منظور جديد ...
أهو بالفعل (أدهم)؟!...
أمن الممكن أن يكون كذلك؟!...
لقد رصده رجالها، عند وصول (قدرى) إلى مطار (أورلى)، وشاهدوا (قدرى) يجذب شعره فى قوة، على نحو يوحى بأن الشكوك نفسها قد راودته، فى المرحلة الأولى ... ولم يفترقا منذ ذلك الحين ..
فكيف يمكن أن يكون هو نفسه (أدهم)؟!...
كيف؟!..
تبًَّدل توًَّترها إلى غضب، عندما بدت لها هذه الحقيقة، فغمغمت فى حنق:
- يالك من لاعب ماهر يا (أدهم)!...
لقد أرسل ذلك السائق بالتحديد، بما له من خبرة فى عالم المخابرات، حتى يصير سلاحاً تمويهاً ممتازاً، يصرف عنه الأنظار...
ولكن لو أن هذه هى الحقيقة، فأين هو؟!...
ولماذا يريد صرف الأنظار عنه؟!...
ما الذى يخطًَّط له؟!...
تصارعت الأسئلة فى ذهنها طويلاً، قبل أن تشعل سيجارتها، وتنفث دخانها فى عصبية، ثم تلتقط هاتفها مرة أخرى، وتطلب رقماً جديداً، وما أن سمعت صوت محدًَّثها، حتى قالت بكل الصرامة:
- (فرانسوا) ... إنه أنا ... اسمعنى جيًَّداً، ونفذ ما سآمرك به على الفور، ودون إضاعة لحظة واحدة... لا ... لن تبقى فى (مارسيليا)... اجمع كل رجالنا فى (فرنسا) كلها، واصنع منهم جيشاً صغيراً، يتجه كله إلى هدف واحد ...لا ... انس أمر ذلك السائق ...إن كنا لم ننجح فى جذب غريمنا؛ لمحاولة حماية صديقه، فمن المؤكًَّد اننا سننجح فى إخراجه من مكمنه؛ للانتقام له ... نعم ... لقد فهمتنى... سينطلق جيشك الصغير، فور تكوينه، نحو هدف واحد... قتل (قدرى) ... وبأية وسيلة ممكنة.
قالتها، ونفثت دخان بكل الانفعال...
وكل الشر ...
بلا حدود...
* * *
" جهاز رصد..."...
هتف (نادر) بالعبارة فى دهشة، وارتفع حاجبا (قدرى) عن آخرهما، وهو يقول فى انفعال:
هل تعنى أنه يتابع كل ما يحدث، منذ وضعت قدمىًَّ فى سيارتك؟!
أومأ (ريو) برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- بالتأكيد مسيو ...(لو جراند) يتابع كل شئ، وبأكثر من وسيلة ... لو رفعت مسجًَّل السيارة من مكانه، ستجد خلفه جهاز استماع قوى، وفى الحقيبة الخلفية، يوجد جهاز تعقًَّب، بالأقمار الصناعية ...
وصمت لحظة، هزًَّ خلالها كتفيه، قبل أن يشير إلى السيارة، متابعاً:
- هذه حتى ليست سيارتى... إنها تحمل نفس الأرقام، ونفس المواصفات، ولكنها سيارة أعدًَّها (لو جراند)، وزوًَّدها بكل ما يحتاج إليه؛ ليبقى على اتصال بالموقف، فى كل لحظة.
تطلًَّع (قدرى) و(نادر) إلى السيارة فى دهشة، ثم غمغم الأوًَّل:
- لهذا لم تبال كثيراً، عندما أمطروها بالرصاصات!!...
هزًَّ (ريو) كتفيه، وابتسم دون أن يجيب، فقال (ريو) فى صرامة:
- هل تعنى أنه يسمع حديثنا الآن؟!
تردًَّد (ريو) لحظة، ثم قال فى حذر:
- يفترض هذا .
اتجه (نادر) نحو السيارة فى حزم، ومال وكأنه يحدًَّثها، قائلاً بالعربية:
- سيادة العميد ... لو أنه أنت، فكلنا نناشدك أن تظهر، وأن تزيل علامة الاستفهام، التى تحيط بمصيرك، ومصير سيادة المقدًَّم (منى توفيق).
صدر صوت أزيز خافت من السيارة، فاعتدل (نادر) فى حركة حادة، وانعقد حاجبا (قدرى) فى شدة، فى حين هتف (ريو):
- (لو جراند) لا يحب أن يتحدّث إليه أحد مباشرة، سوى (ريو)
التفت إليه (نادر) بحركة حادة، وغمغم فى خفوت:
- كذب .
شد (ريو) قامته، وهو يقول فى غضب:
- (ريو) لا يكذب أبداً.
ابتسم (نادر)، وهو يقول فى ارتياح:
- المشكلة أننى نطقتها بالعربية .... ياسيادة العميد.
انعقد حاجبا (ريو) فى شدة، وحدّق فيه (قدرى) ذاهلاً، وهو يغمغم:
- رباه.
وبكل انفعاله، اندفعت يده تجذب حاجب (ريو) الكث، ثم تراجع وجسده كله يرتجف انفعالاً، فى حين لهث (نادر) بأنفاس مبهورة؛ فالمفاجأة كانت عظيمة ...
بحق.
* * *

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 01:40 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237306
المشاركات: 417
الجنس أنثى
معدل التقييم: dosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جداdosa abdo عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 550

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dosa abdo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 

السلام عليكم

اختي مشكورة على جهدك معنا

شو رح يصبرني للاسبوع الجاي

كل ما تسخن يتم الفصل .......... الله يصبرني

:Thanx ::Thanx : مرة تانية حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور dosa abdo   رد مع اقتباس
قديم 08-04-12, 01:56 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : رجل المستحيل
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

ههههههههههههههههههه

معلش حبيبتي تمر سريع ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أدهم, الوداع
facebook




جديد مواضيع قسم رجل المستحيل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية