لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-12, 07:02 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ابدى دانيال تفاؤلا حذرا إزاء فكرة الدكتور سيمونز ، لكن لم يكن هناك خيار آخر ، وخرج ليعلن للموظفين ما تم الإتفاق عليه .
بعدما أنهى دانيال كلامه ، إختلت ليندا به لتستوضح أكثر عن المشكلة ، فطمأنها دانيال قائلا :
" يبدو انه أحد نوابغ علم المال ، ومن الجائز نه يمكن تطبيق الوسائل المتّبعة لدى شركته في أنكلترا ،على مؤسستنا ".
منتدى ليلاس
" لكن الشركات تتطلب مالا وفيرا في البداية ".
" وهكذا فعلت مؤسستنا ، فقد بدأنا برأسمال ضخم ، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ يتضاءل بسرعة جعلت النهاية غير مضمونة النتائج إلا إذا قمنا بعمل ما ، الأمر كله عائد الى كيفية إستثمار هذه المؤسسة ، فالمهم أن تتمكن المؤسسات من الحصول على مدخولات كافية من إستثماراتها من غير ان تحتاج الى مصادر اخرى تغذّيها ".
علّقت ليندا :
" هذا برأيي صحيح ، آمل ان ما تفعله سينفع المؤسسة ".
وقال بحرارة صادقة :
" لنامل ذلك ، فالشاب قادم في نهاية الأسبوع ، وسيرافقه الدكتور سيمونز بعد ظهر يوم الجمعة الى هنا ليلقي نظرة خاطفة على المكان ، وسيمكث في منزل الدكتور على الشاطىء ، ولسوء الحظ فإن الدكتور مضطر للعودة الى أوكلاند ، لكنه سيترك ( للعبقري ) كل الملفات والكتب المتعلقة بالمؤسسة ".
علّقت ليندا :
" مسكين هذا الضيف ، فقد سمعت أنه من المفروض أن يكون هنا في إجازة وليس محاطا بالأعمال والأعباء ".
ضحك دانيال وقال :
" أنت تعرفين الرئيس ، فقد أفلح في إظهار الأمر له جذابا ومثيرا ".
وضحكت ليندا أيضا ، فجميع الموظفين يحبّون الدكتور سيمونز ويجلّونه ، ويقدرون فيه غيرته على المؤسسة ومصالحها .
اعطى دانيال تعليمات صارمة بشان يوم الجمعة ، فكل شيئ يجب أن يكون عاديا كأي يوم عمل لأن الضيف يريد فقط الإطلاع على سير العمل في المدرسة .
تميز نهار الجمعة بتقلبات مفاجئة في الطقس ، بعدما كان الطقس صاحيا صباحا مع ضباب خفيف ، إنقلب ظهرا الى غائم مع رياح باردة ، وزخّات متقطعة من المطر ، بعد ظهر ذلك اليوم كانت ليندا جالسة في زاوية من زوايا صفها ، منحنية نصف إنحناءة امام خريطة كبيرة راحت تشرح عنها لتلاميذها المتحلقين حولها ، فجأة دخل دانيال برفقة الدكتور سيمونز والخبير الضيف.
كانت أنوار القاعة غير مضاءة والغيوم القاتمة التي تملأ السماء لا تسمح للداخل بالرؤية بوضوح ، فلم يرها الداخلون في البداية ، وقدّم دانيال الضيف الى التلاميذ فرحبوا به وبالدكتور سيمونز الذي يعتبرونه صديقهم بحرارة كبيرة ، نهضت ليندا من جلستها وهرعت تحيي القادمين ، وهي تضع نظارتيها اللتين تستعملهما للقراءة ، وللعمل المتطلب جهدا بصريا ، ولكن ما أن صارت في منتصف القاعة ، حتى مدت يدها لا شعوريا لتنزعهما عن وجهها ، وأمسكها دانيال بيدها مبتسما وسار معها ليقدمها الى الضيف الواقف أزاء الباب.
" اقدم لك الآنسة لورانس المسؤولة عن هذا العالم الصغير ".
ورفع يده مشيرا الى جدران القاعة المملوءة رسوما وألعابا وخرائط علّقت بطريقة ناعمة وجميلة ، لكن الضيف لم يعر الإشارة أو الرسوم أي إنتباه ، فعيناه كانتا مسمرتين على الفتاة الواقفة أمامه ، وأكمل دانيال :
" ليندا ، اعرّفك على السيد ريك برنيت".
أجابت ليندا من غير أن تفقد هدوءها :
" لا حاجة لكل هذا ، مرحبا يا ريك ".
لم يصدق ريك عينيه في بادىء الأمر ، لكنه كعادته سيطر على إنفعالاته متفوها بإسمها :
" ليندا ! ".
وراح يغمرها بنظراته ، من شعرها الطويل ، الى النظارات في يدها ، الى حذاءيها ، كانت عيناه تتكلمان ، تهمسان في عينيها من غير أن يجرؤ على التفوه بحرف ، وإبتسم إبتسامته المعهودة ، وكأنه يتعمد تذكيرها بالأيام الماضية ،لكنها لم تفقد مناعتها فإبتسمت بدورها إبتسامة ذات مغزى .
فوجىء الدكتور سيمونز بمعرفتهما لبعضهما فقال بسرور :
" أتعرفان بعضكما ؟".
أجابت ليندا موضحة وهي تراقب حاجبي ريك يرتفعان :
" نعرف بعضنا منذ مدة طويلة ( ونظرت الى الثلاثة ) لكن ليس هذا سبب قدومكم الى هنا ، أرجوكم اكملوا مهمتكم ".
تابع الثلاثة عملهم ، فراحوا يخاطبون الأطفال ويطرحزن الأسئلة عليهم وعلى معلمتهم ، وبرعت ليندا في الإجابة ببرودة على أسئلة ريك الذكية ، وبعد إنصرافهم أرتمت على مقعدها تهنىء نفسها على إجتيازها الإمتحان بنجاح ، فقد أيقنت لتوها أنها تمكنت من خنق ذلك المارد المدفون في أعماقها ، وأن ريك لم يعد يعني لها شيئا ، وحتى رؤيتها إياه فجأة لم تترك في نفسها أدنى اثر ، فأضاءت القاعة وأكملت شرح الدروس .
في تلك الليلة ، تعذّر على ريك والدكتور سيمونز العودة الى منزل الأخير فالمطر الغزير تسبب بإنهيارات عديدة جرفت معها الأتربة والصخور واغصان الأشجار ، مما قطع معظم الطرق ومن بينها الطريق المؤدي الى الشاطىء ، ولم يتمكن عمال وزارة الأشغال من القيام بعملهم بسبب غزارة الأمطار مرجئين عملهم الى صباح الغد.
فكان على ريك والدكتور سيمونز أن يبيتا ليلتهما ويتناولا العشاء في المدرسة ، وإرتأى دانيال أن يناما في إحدى غرف المستشفى الصغير .
بدّلت ليندا ثيابها وإرتدت ثوبا أزرق من الحرير الناعم قبل ان تذهب لتناول العشاء ، وتخلصت من حذاء العمل لتنتعل أجمل ما عندها .
عند ولوجها قاعة الطعام ، كان دانيال وريك والدكتور سيمونز قد جلسوا الى طاولتهم برفقة الممرضة انغريد جونز ، اصرّ دانيال على ان تشاركهم ليندا طاولتهم ، فجلب كرسيا ووضعه بقرب ريك قائلا :
" لا شك أن هناك كلاما كثيرا تودان تبادله".
أومأ ريك براسه بطريقة مهذبة وعيناه مسمرتان على ليندا فردت التحية بإبتسامة باردة ، وإستغلت إنشغال الاخرين عنهما لتعتذر منه قائلة :
" انا آسفة ، لكنهم يعتقدون أننا ما زلنا أصدقاء ، وهم يحاولون قدر المستطاع إتاحة الفرصة لنا للقاء والحديث ، أخشى ألا أتمكن من وضع حد لمحاولاتهم ".
" لست منزعجا ابدا من محاولاتهم ، تبدين أكثر ...".
وسكت من غير أن يكمل جملته مكتفيا بالنظر اليها .
فقالت ليندا بفتور :
" أبدو كالمربية العجوز ، أليس هذا ما تود قوله ؟".
إبتسم راجيا :
" لا ، لا أخالك تسعين وراء المشاجرة من جديد ".
" أليس هذا ما فكرت به بعد ظهر اليوم وأنا مع التلاميذ ؟".
" في الحقيقة ، بدوت كفتاة صغيرة تحاول الظهور بمظهر المعلمة ".
انقذ وصول الحساء ليندا من إيجاد جواب لكلامه هذا ، ولم تكد تلتقط ملعقتها حتى خاطبها :
" تبدين رائعة هذه الليلة ، دائما أتساءل كيف ستبدين عندما تنضجين ".
همست ليندا بتحدّ واضح :
" احقا تساءلت ؟".
تجاهل ريك تحدّيها وحاول أن يشغل نفسه برش بعض الملح في صحنه ، فسالته :
" كيف حال روث ؟".
" في أحسن حال ".
" وريان ؟".
" بخير ، ودائما يتساءل عما حل بك ".
قطع الدكتور سيمونز عليهما حديثهما موجها كلامه الى ريك ، فكانت فرصة لليندا لتتامله مليا مقارنة بين الأمس واليوم ، بدا أكبر سنا من قبل لكن شعره ما زال داكنا وكثيفا ، وظهرت بعض التجاعيد الخفيفة حول فمه وعينيه لم تعهدها ليندا من قل ، قابلت مظهره بمظهر الدكتور سيمونز الكهل صاحب الوجه السمح ، والمحبوب من جميع معارفه ، فلم تتمكن من إيجاد قاسم مشترك واحد بينهما .
انهى ريك حديثه مع الدكتور وإلتفت ناحية ليندا سائلا :
" ما اخبار عائلتك ، هل تتصلين بها ؟".
اخبرته ليندا أن أليسون وروبن تزوجا ، وأن بيتر وطوني ذهبل في رحلة سياحية في أوروبا وآسيا قد تدوم سنة على الأقل .
فعلّق ريك :
" إنهما مغامران حقا ! وانت تعيشين هنا بعيدة عن والديك ، كم مضى على قدومك الى نيوزيلندا ؟".
" حوالي الثلاث سنوات ".
" وهل تنوين البقاء ؟".
" لا أعلم ".
" الا تشتاقين الى اهلك ؟.
" طبعا اشتاق اليهم ، لكنني أحب لعيش هنا ".
" أتعنين أنك أحببت هذه البلاد ام هذا المكان بالذات ؟".
" الإثنين معا ، ساحزن جدا في حال إقفال هذه المدرسة ، وكل الموظفين هنا ينظرون اليك كنقذ".
" لا يمكنني ان أعد بشيء ، لكنني سأبذل ما بوسعي ".
" منذ متى تقوم شركتك باعمال كهذه ؟".
" منذ خروجي من المستشفى ، إنه وعد قطعته على نفسي في حال شفائي ، فقد فكرت أنه يمكن تحويل قسم من أموال الشركة لمشاريع الإنماء والأعمار ، عوضا عن إستثمارها في مشاريع أخرى ، وراقت الفكرة لريان ".
" هل تعرف شيئا عن جيمي ؟".
" ألتقيه من حين لآخر ، سيعمل في شركتنا عند إنتهائه من الدراسة ".
بعد العشاء ، إنتقل الجميع الى الصالة الكبرى لتناول القهوة ، تعمدت ليندا الجلوس بعيدا عن ريك ، فإختارت مقعدا قرب دانيال ، ودارت مناقشات صاخبة ، إشتركت ليندا فيها بهدوء ، لكن ريك كان محور الإهتمام طوال السهرة ، وتساءلت ليندا عن سبب ذلك ، ألأنه غريب عن المكان ؟ لكنها متأكدة من أنه في أية سهرة يدعى اليها ، يجعل الأضواء تتسلط عليه ، لا عن طريق فرض آرائه ، بل بسبب ما يختزنه من قوة مغناطيسية تجذب الاخرين اليه ، ولاحظت أنهم جميعا أحبوه ، وحتى هي احست مرة اخرى بميل اليه ، ومع ذلك فقد فرحت كثيرا عندما علمت أن زيارته للمؤسسة لن تطول ، وبذلك لن تراه ثانية .
وزاد من حيرة ليندا وإرتباكها ، أنها كانت تهنىء نفسها بعد الظهر لتغلبها على عواطفها وإكتشافها أنه لا يعني لها شيئا ، بينما بدأت تشعر الآن انها على أتم الأستعداد لتسليم عنقها لسيف الحب من جديد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 05:12 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- البحث عن الذهب

ما زالت بقايا الظلمة تتحدى إنبلاج الفجر ، والظلام ترك آثاره على الدروب وبين المباني ، مع ذلك تمكنت ليندا من تلمس سبيلها ، وإجتازت الفناء المحاط بمساكن الموظفين والمستشفى ، من غير ان توقظ احدا ، ثم سارت في فسحة عشبية كثيرة الأشجار متجنبة الدوس على المربعات الحجرية المخصصة للمشاة ، والقت نظرة سريعة الى يمينها حيث حديقة واسعة خصصت للاطفال وألعابهم ، بطريقة تتناسب وحالتهم ، وفي مكان آخر ، قطعة أرض رملية يمارس عليها القادرون على إستعمال أطرافهم من المعاقين مختلف أنواع الرياضة ويقيمون المباريات والحفلات .
كان هدف ليندا من نزهتها الباكرة هذه ، الوصول الى قمة التلة، حيث يمكنها التمتع مليا بمنظر شروق الشمس ، فسلكت ممرا شديد الإنحدار لكنه الأقصر مسافة الى بلوغ الهدف .
لم تحسب حسابا للمطر الذي هطل في الليل وهي تسلك الممر ، فالأرض كانت زلقة بسبب كثرة الوحل ، أحست وكانها تمشي على كتلة من صابون ، حاولت التمسك باحد الأغصان قبل ان تهوي لكنه لم يصمد امام وزنها فإنكسر ، علق كتفها برأس الغصن المسنن مخترقا سترتها وقميصها ، صرخت ليندا من الألن ، وبقيت لدقائق ممددة على الأرض بلا حراك ، مغمضة عينيها الدامعتين تئن كالطفل غير آبهة للوحل ، ثم نهضت وهي تلوم نفسها وتصيح :
" كم انا خرقاء ".
وأدركت ان لا مجال الآن لمشاهدة منظر الشروق ،كتفها تؤلمها ولا تعلم إن كانت تنزف ام لا ، فقد كانت مبلولة من رأسها حتى أخمص قدميها .
عادت أدراجها متجهة الى مسكنها ، لكنها قبل ان تصل الى الساحة ، أحست بدوار وكاد يغشى عليها ، وجاهدت علّها تصل الى المدخل ، فأخذت نفسا عميقا واسندت راسها بيدها وعادت تشق طريقها ، لكنها هذه المرة إصطدمت بصندوق للنفايات كان قد وضعه أحد الموظفين خارجا ليتم تحميله في الصباح اباكر ، وأحدث إرتطامها بالصندوق جلبة فجلست تلتقط أنفاسها مبتهلة ألا تكون قد ايقظت أحدا ، فجأة تهاوى الى مسمعها صوت باب يفتح وراءها ، وأحست بيدين قويتين تحملانها فاغمضت عينيها واحست كانها تطير ، لتنتهي ممددة على أريكة داخل إحدى الشقق .
فتحت ليندا عينيها بعدما زال عنها غثيانها وخف صداعها لتفاجأ بدانيال واقفا الى جانبها مرتديا بيجامته والقلق باد في عينيه .
قالت ليندا معتذرة :
" أنا آسفة لأنني أيقظتك ".
" لا بأس ، ماذا كنت تفعلين خارجا في هذا الوقت ؟".
" ذهبت في نزهة صباحية مبكرة لمشاهدة شروق الشمس ، لكنني وقعت بعد ان زلت قدمي ".
إبتسم دانيال قائلا :
" فهمت ، هل اصابك مكروه ؟".
" كتفي تؤلمني ".
وحاولت الجلوس ولكنها صرخت من الألم فإنحنى يساعدها :
" دعيني اكشف على موضع الألم ".
وعلّق قائلا :
" ليس الأمر بذي بال ، إنما هناك شظية من الغصن عالقة ".
وسحبها على مهل بينما أخذت ليندا نفسا عميقا كي لا تصرخ من جديد ، وقالت مازحة :
" لقد إخترت الباب المناسب لأمر امامه ، اليس كذلك ؟".
" بكل تأكيد ، وكلما اردت أن يغمى عليك فإعملي دائما على أن يتم الأمر أمام باب الطبيب ".
وقام يحضر لها الشاي بسرعة أذهلت ليندا ، وجلسا يرتشفانه على الأريكة ، والإرتياح باد عليها بعد نزهة قاست فيها الأمرين ، فإبتسمت له تشكره على الشاي اللذيذ ، لكنه كان يريد اكثر من ذلك ، يريد أن يعرف ماذا كانت تفعل بمفردها في الخارج فسألها بلطف :
" هل تريدين إخباري عن سبب تركك غرفتك في مثل هذا الوقت المبكر ؟".
طاطأت ليندا رأسها ، وإحتارت بماذا تجيب ، هل تصدقه القول أم لا ؟ فدانيال ليس من النوع الذي يسهل إخفاء الحقيقة عنه ، وإن حاولت ذلك تكون قد قضت على صداقتهما .
قطع تفكيرها بقوله:
" كان لي زوجة ، كما تعلمين ، وكنا سعداء جدا الى حين وفاة أليس ، وكان لموتها أثر بليغ في نفسي ، لا أرغب برؤية احد من موظفي حزينا ، فهذا يفسد جو المكان كله ، عدا ذلك ، فنحن كلنا اصدقاء هنا ، أليس كذلك ؟".
" أنا لست حزينة ".
" لكنك كنت شديدة الإضطراب البارحة".
دهشت ليندا من كلامه فلم تتفوه بكلمة ، واردف دانيال :
" لقد لاحظت ذلك بكل وضوح ، لا تنسي أنكما كنتما جالسين بقربي ".
" هل تحكم على كل من يجلس إزاءك بأنه مضطرب؟".
إبتسم موضحا :
" ليس دائما ، فقط عندما يكون الجالس بقربي شخصا أحبه ، إننا نعمل معا منذ سنتين يا ليندا ، وكنت أحيانا اتساءل عن الكدر الساكن في عينيك ، ولا تتعجبي من إكتشافي فأنا عشت هذا الحزن ايضا ".
" لكنه لم يمت ".
" رجل ؟".
وإبتسمت بفتور مرددة كلامه :
" نعم رجل".
" هل كان متزوجا ؟".
" كلا ، لم يكن وقتها متزوجا ، لكنه بكل بساطة لم يردني ".
نظر دانيال اليها هاتفا :
" لا بد أنه مجنون ".
أدركت ليندا أنه صادق فردت شاكرة :
" شكرا يا دانيال ، فانت محدث لبق للغاية ".
ووضعت فنجانها الفارغ على الطاولة ونهضت تستاذن للخروج.
سالها دانيال وهو يفتح لها الباب :
" أأكيدة أنت أنك بخير الآن ؟".
" أنا على ما يرام ، لقد حظيت بأفضل عناية طبية في حياتي ".
وما أن صارت خارج الشقة حتى إرتعدت بردا فإستوقفها وهرع الى الداخل لياتي بسترة صوفية ، ووضعها على كتفيها ، ثم أحكم تزريرها حول عنقها بشكل يحمي وجهها من النسيمات الباردة ، ونظر اليها مبتسما ثم قال :
" العالم مليء بالرجال يا ليندا ،فلا تهدري حياتك في سبيل إنسان لا يريدك " خطت ليندا خطوة الى الوراء قائلة :
" أنا لا أنوي ذلك ، شكرا على ضيافتك وإهتمامك ".
" على الرحب والسعة ".
وراقبها تتجه نحو شقتها ولم يقفل الباب إلا بعد ان ودّعته بإتسامة ناعمة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 05:14 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

غادر الدكتور سيمونز وريك المؤسسة قبل الغداء ، بعد ان هدأت العاصفة وفتحت الطرقات وغابت غيوم الأمس ، لتشع الشمس من جديد ، وأخذت ليندا تلاميذها في نزهة هي جزء من برنامجها التعليمي ، حيث تحثهم على تأمل المناظر الطبيعية ويصف كل منهم ما رآه أو أعجبه منها ، دت ليندا من تلاميذها المنتشرين على البساط الأخضر ونادتهم ليتحلقوا حولها ، ثم إقتربت من أحدهم وقالت :منتدى ليلاس
" أغمض عينيك وفكر بما تحس به عند لمسك أي شيء يقع تحت يديك ، كيف تصف هذا الشيء للآخرين ؟ ولا تنس ان تفرق بين الأشياء ، لأنني لاحقا سأطلب منك أن تكتب عن كل شيء قمت به .
راقت اللعبة للتلاميذ ، فتفرقوا كل في إتجاه يلمسون الأرض والعشب الخضر والأشجار وعيونهم مغمضة ، فيتعثرون وينهضون ضاحكين ، او يرتطمون ببعضهم فيعتذرون ويمضي كل في سبيله ، وليندا تراقبهم فرحة ، فهي تعلم كم تعني لهم هذه النزهة وما تتيحه لهم من فرص للتمويه والتسلية .
لم تكد ليندا تنتهي من تقديم العون لطفل علقت عجلة كرسيه في الوحل ، حتى فوجئت بريك والدكتور سيمونز يقتربان منها في طريقهما الى مرآب السيارات ، إبتسم الدكتور قائلا بصوت عال ليسمعه التلاميذ :
" إبقاء التلاميذ في حركة دائمة هو النخوة بعينها يا ىنسة لورنس " ، ردت ليندا الإبتسامة بمثلها ناظرة الى ريك بطرف عينها ، وهو يوزع نظراته بين قميصها ووجهها بوقاحة ظاهرة تقارب حد الإزدراء ، ولم يلبث الرجلان أن تابعا سيرهما ، تاركين ليندا في حيرة قاتلة وغير مصدقة ما قرأت عيناها في عيني ريك ، هل هو واقع أم نسج خيالها؟
توجهت ليندا وكليو في عطلة يوم الأحد الى شاطىء وايهي حيث المناظر الطبيعية الخلابة ، النهر يرافق الطريق على طول الساحل ، فتنعكس أشعة الشمس على صفحة المياه كبريق الذهب ، وفي الجهة الأخرى تطل بين الحين والآخر تلال صغيرة مكسوة بغطاء اخضر بدأ يلفحه ذهب أيلول الأصفر .
قطعت الفتاتان انهر وتوقفتا في مكان كان في الماضي موقعا لمدينة مزدهرة اسست أبان موجة التهافت على الذهب ، ولم يبق منها الآن سوى منازل قليلة ، أما السياح الذين يؤمون المدينة فجاذبهم الوحيد هومخيم الذهب الذي أقامه ويشرف عليه شاب ذكي وماهر ، حيث بإمكانهم لقاء مبلغ بسيط البحث بأنفسهم عن الذهب عن طريق غربلته.
في وسط المخيم تجثم الالة القديمة حيث تطحن صخور المنجم القديم وترسب في دلو معلق في اسفل الالة .
دخلت ليندا وكليو المخيم يدفعهما الفضول للتعرف على ما يجري في في الداخل ، وبإرشاد من القيم على المكان ن تناولت كل منهما ( مقلاة ) وملأتها من محتويات الدلو ، ثم راحت تهزها هزا خفيفا وهي وهي تصب عليها ماء لفصل الذهب عن الرمل والحصى وفي النهاية لم يبق في قعر المقلاة سوى بعض حبيبات المعدن الثمين ذات اللون الأصفر الذهبي يشع بريقها تحت ناظري الفتاتين .
ادركت ليندا ساعتها كيف كانت ( حمى الذهب ) تخلق حافزا غريبا حدا بالناس على مر العصور الى تكبد مشقات هائلة في التنقيب عن هذا المعدن الأصفر السحري .
ولم تلبث ان أحست بعدوى ( الحمى ) تنتقل اليها .
ضحكت كليو وقالت وهي تدفع بحذر حبيبات الذهب في الأنبوب الزجاجي .
" لن نصيب الثراء من هذه الكمية القليلة ".
ووافقت ليندا على قول صديقتها :
" يا الهي ، يلزمنا أيام كاملة للعثور على الكمية الكافية ، على كل حال ، هذا الذهب ما زال خاما ، فهو ممزوج بكميات كبيرة من المعادن الأخرى التي يمكن فصلها عنه عن طريق المغناطيس".
" في السابق ، كان عزل الذهب عن بقية المعادن يتم رأسا بعد إستخراجه عن طريق آلة خاصة ، لكن هذه الطريقة أمتع بالرغم أنها لا تثرينا".
" هل تعتقدين أنه بإمكاننا جلب التلاميذ الى هذا المكان ؟ فبالرغم من وعورة الدري الذي سلكناه للوصول الى هنا ، أعتقد أنه يتسع لمرور سيارة المدرسة ، يمكننا الحصول على إذن خاص لذلك ، نظرت كلي والى الطريق المنحدر وقالت :
" لن يكون الأمر سهلا بالنسبة للتلاميذ ، ستحتاج الى كل عون ممكن وخاصة الى من يحمل المقاعد المتحركة ، تعالي نلقي نظرة على المكان ".
إقتنعت كليو بفكرة الإتيان بالتلاميذ الى المخيم ، بعد الجولة التي قامتا بها في أرجاء المخيم ، وقررت الفتاتان تنظيم زيارة التلاميذ للمكان بعد إتخاذ ما يلزم من ترتيبات لتامين الراحة للأطفال ، وبعد اخذ مشورة دانيال والطلب منه الإتصال بالقيّم على المخيم .
أمضت ليندا وكليو نهارهما على شاطىء وايهي في السباحة لكن بحذر ، فالأمواج في ثورة عارمة بعكس مياه شاطىء كورومانديل ، وهواة التزلج على الماء منتشرون في كل مكان محاولين الإستفادة قدر الإمكان من أيام البحر الأخيرة ، هؤلاء المتزلجون لا يابهون لغيرهم من رواد الشاطىء ، فيظن الواحد منهم نفسه مصارعا يناطح السحاب وهو راكب متن الموج ، فلا يضع حدا لحركاته سوى وقوعه عن اللوحة الخشبية .
عند المساء ، أثناء تناول العشاء عرضت كليو عل دانيال ما جمعته من حبيبات الذهب وأعربت له ليندا عن رغبتها في تنظيم رحلة للتلاميذ الى المخيم ، فصرخ دانيال :
" هل هذا حقا ذهب؟".
رفعت كليو الحبيبات وحركتها في راحة يدها ، فبدت كحصى سوداء سابحة في مياه موحلة، فاوضحت :
" يجب أن تجفف إضافة الى وجود معادن أخرى فيها ، سآتي بقطعة مغناطيس وانزع الحديد منها عندما تجف ، مع العلم ان الإختصاصيين يستعملون الزئبق لأتمام ذلك ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 05:15 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إعترفت ليندا :
" بدت أقرب الى الذهب عندما كنا نغربلها هناك ، فالذهب يلمع تحت الشمس وهذا سيفرح الأطفال كثيرا يا دانيال ".
" إنه مشروع جيد ، أعجبتني الفكرة كثيرا ".
اضافت ليندا بحماس :
" ولا ننس الناحية التثقيفية في هذه الرحلة ، فهناك تاريخ المدينة ، وعلم إستخراج الذهب وغيرها من العلوم التي تساعد في توسيع أفق المعلومات لدى التلاميذ.
منتدى ليلاس
" حسنا ، لقد إقتنعت ، يبقى علي ان اتحقق من إمكانية التنفيذ ، ( ونظر الى كليو ) أريد إلقاء نظرة أخرى على حبيباتك عندما تنتهين من تجفيفها وإستخراج الحديد منها ".
عملت كليو بكد في تجفيف حبيبات الذهب من غير أن تسفر عن عملها هذا أية نتيجة ، فلم يطرأ على الحصى تغيير يذكر ، لم يفاجأ دانيال بالنتيجة بل نظر الى كليو قائلا :
" ليس كل ما يلمع ذهبا ".
لكن كليو إستدركت قائلة :
" لكن هذه الحجارة لا تلمع ، فهل هذا يعني أنها ذهب ؟.
تطلع دانيال الى السماء متنهدا :
" يا ألهي ، هل هذا نموذج عن منطق النساء ؟".
" لا أبدا ، كلما أود قوله هو أن ما في يدي ذهب بالرغم من أنه لا يدل على ذلك ، هل رايت ذهبا ،مزيفا من قبل ؟".
" لا ، أظن أنه مشابه للذهب الحقيقي".
" بالفعل ، بل احيانا يفوق الحقيقي لمعانا و( إصفرارا ) فلون الذهب الحقيقي قاتم بعض الشيء مما يقلل من جاذبيته ، والذهب المزيف لا قيمة له البتة ، اليس هذا مضحكا ؟".
أجاب دانيال :
" أشعر انك تحاولين كشف حقيقة ما ، اليس كذلك ؟".
" أبدا ، لكن لكل شيء وجهين ، فهناك اشياء كثيرة لا تبدو على حقيقتها ، أحيانا يبدو السيء حسنا والحسن سيئا ، اعني في الحياة ".
نظر دانيال اليها بإحترام بعدما لاحظ جدّيتها وقال :
" اجل ، هذا صحيح ، عثرت فيك لتوي على ما هو اثمن من الذهب يا كليو ".
ثم نهض مستأذنا وإنصرف ، تاركا كليو في حيرة من مرها .
" أكان هذا إطراء ؟".
ضحكت ليندا :
" أعتقد ذلك ، أنت محظوظة يا كليو ، فأنا لا أعتقد أنه من النوع الذي يوزع إطراءاته بغزارة على الموظفين ".
" ومع ذلك ، أظن انه كان يمزح ".
" لا اخاله يمزح ، على كل حال اين الخسارة في تقبل مديحه ؟".
أجابتها كليو :
" وهل لي خيار آخر ؟ فقد قال كلمته ومشى ".
" ايعجبك دانيال ؟".
" أليس هذا شعور الجميع هنا ؟".
ادهش الجواب ليندا :
" صحيح ؟".
إنفعلت كليو وردت بغيظ ظاهر :
إنك تثيرين إستغرابي يا ليندا وكانك لست من البشر ، دانيال لا يثير إعجابك ، أليس كذلك ؟ إنه الرجل الوحيد في هذه المؤسسة والممرضات جميعهن يملن اليه .
" لكن هناك عدة رجال غيره ...".
اصرت كليو :
" لا يعتد بهم ، فالممرض الوحيد في المستشفى خاطب إحدى الموظفات ، وهو على كل حال صغير السن ولا يصلح لأي منا ، ومساعد البستاني ما زال فتيا علاوة على كونه ( خارج العبة ) والسيد نيومان المسؤول عن التموين ودّع عامه الخمسين منذ مدة قصيرة إضافة الى انه متزوج من الطاهية ".
اجابتها ليندا محذرة :
" لا تحاولي رمي شباكك على السيد نيومان ، فمن أسباب تعلقي بهذا المكان ، طهو زوجته اللذيذ ، ولا ارغب في رؤيتها تعيسة ".
" كوني على ثقة حتى ولو لم يكن متزوجا فلن يكون بغيتي ".
" كنت دائما أعتبره رجلا لطيفا ".
أجابت كليو تحاول وضع حد للمناقشة :
" إنه من عمر والدي ، لست بحاجة الى أب آخر ".
تغيرت نظرة ليندا الى دانيال فوكس بعد تلك المناقشة مع كليو ، فبالرغم من كونه الرجل الوحيد في مؤسسة غالبيتها من الجنس الناعم ، فهو لم يحاول ابدا الإستفادة من وضعه هذا ، بل كان ودودا ، مجاملا وأحيانا حازما فيما يتعلق بالعمل ، ويعامل موظفيه كلهم على قدم المساواة ، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الممرضة جونز ومع ذلك لم يشك أحد بوجود اية علاقة عاطفية بينها وبين دانيال .
كان ريك يتردد بإستمرار على المؤسسة بعدما ترك له الدكتور سيمونز كوخه على الشاطىء وسلّمه كل ما يتعلق بالمدرسة من أوراق لدرسها ، وخوّله صلاحية واسعة في زيارة المؤسسة والإطلاع على سير الأعمال فيها ، فبات ملما بكل الأمور والأمكنة بدءا من مكتب المدير حتى مطبخ السيد نيومان ، ونجحت ليندا في أن تتجنب لقاءه من غير ان يشعر ، لكن نجاحها لم يكن تاما ، فأحيانا لا مفر من اللقاء وخاصة حين يبقى ريك في المؤسسة ليتناول الطعام.
لمحته أكثر من مرة يتناول غداءه مع مدير المدرسة ، وفي كل مرة كانت تنسل الى إحدى زوايا المطعم تراقبهما بفضول لم تجد له تفسيرا ، ثم تغادر المكان قبل إنتهائهما من الأكل بقليل .
مساء السبت ، إنضم الدكتور سيمونز الى ريك ودانيال لتناول العشاء ، كانت ليندا في المطعم جالسة وحدها ، لأنها تاخرت في الحاق بكليو وبيغي اللتين غادرتا الى المدينة لتمضية السهرة.
أثناء خروجهم من المطعم ، توقف الرجال الثلاثة لتحية ليندا والتحدث اليها ، إستهل الدكتور سيمونز الحديث:
" أخبرنا الدكتور فوكس عن مشروع أخذ التلاميذ الى مخيم الذهب ، إنها فكرة سديدة ".
تدخل دانيال :
" ساذهب غدا للكشف على المكان ، هل ترغبين بمرافقتي ؟".
وافقت ليندا متسائلة إن كان ريك سيشارك في النزهة ، وقررت انه ما دام الدكتور سينونز ودانيال معهما ، فلن توجه الحديث الى ريك إلا عند الضرورة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-01-12, 05:16 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ليت بإمكانها العدول عن الذهاب غدا ، فالرحلة ستكون شاقة عليها ، لكن سيعتبر تصرفها فظا ومستهجنا ، إختلست نظرة سريعة الى ريك لتفاجأ بمسحة من التكدر تعلو وجهه ، خفّفت من حدتها إبتسامة فاترة إرتسمت على فمه بعدما سمع الدكتور سيمونز يشيد به وبرفقته ، أحست ليندا بإنقباض مفاجىء حاولت إخفاءه بأن إبتسمت لدانيال شاكرة إياه على دعوتها لمرافقته.
لكنها وإن أخفت حقيقة شعورها عن الآخرين فكيف تخفيه عن نفسها ؟ كانت تعلم انها تكذب على نفسها ، فبمجرد ان رأت ملامح الغضب على وجه ريك تمنت لو يطرأ شيء ما يلغي رحلة الغد .
منتدى ليلاس
لم يتغير البرنامج ، وعند العاشرة صباحا ، قرع دانيال باب ليندا ، وبعد قليل وصل ريك والدكتور سيمونز ، فركب الأربعة في سيارة دانيال وبدأت الرحلة في طقس صحو والشمس قرص هائل يزين كبد السماء ، جلس ريك في المقعد الأمامي قرب دانيال ، وشاركت ليندا الدكتور سيمونز المقعد الخلفي.
سارت السيارة مخترقة الحقول الخضراء المزروعة بمختلف أنواع الخضار والفاكهة ، تسورها سلسلة جبال كورومانديل المكسوة بالغابات الصنوبرية والنباتات البرية.
عمدت ليندا الى البقاء قرب دانيال ممسكة بيده ، تدله على المكان ، ودخلا الكوخ القديم حيث حفظت ادوات التنقيب القديمة وصور المنجم الذي إكتشفت فيه كميات الذهب الأولى ، ثم سلكا طريقا تؤدي الى التلة الواقعة في الجهة الأخرى من المخيم ، هناك اشرفا على القناة الكبيرة التي كان الباحثون عن الذهب يغسلون ما يجدونها فيها ، أيام كان هذا المعدن الثمين موجودا بكميات كبيرة .
اصر الدكتور سيمونز على ان يطلع ريك على أرجاء المكان ، فقاما بجولة سريعة إنتهت داخل المنجم القديم حيث غطيت بئر عتيقة بقطع من القماش الكتاني لتنبيه المشاهدين.
عند عودتهم الى السيارة ، سارع ريك الى فتح الباب داعيا ليندا للجلوس في المقعد الأمامي ، إعترضت ليندا لكنه لم يابه لإعتراضها مصرا على دعوته:
" لا تمانعي فقد حان دورك في الجلوس قرب دانيال".
إلتفتت ليندا نحودانيال وهو يقود السيارة فوق الجسر سائلة :
" ما رايك الآن ؟".
" أعتقد أن فكرتك قابلة للتنفيذ شرط ان نتدبر عددا كافيا من المساعدين ، فنحن بحاجة الى من يحمل الكراسي النقالة...".
قاطعته ليندا بفرح :
" رائع ، سيستمتع الآولاد كثيرا بالزيارة ".
نظر دانيال اليها بطرف عينيه مبتسما :
" أعتقدت أنها ستكون رحلة تثقيفية ؟".
" ألا يمكن الجمع بين الثقافة والمرح ؟ من الأفضل للتلاميذ ان تكون الزيارة ممتعة".
ضحك الدكتور سيمونز في مقعده الخلفي معلقا:
" شتان ما بين الأمس واليوم ، هذا لم يكن موجودا في ايامي".
إلتفتت ليندا ناحيته مبتسمة :
" هل تعني أن هذه الأيام افضل؟".
" بكل تأكيد ولسبب واحد ، فالمعلمات لم يكن بهذا القدر من الجمال ".
إكتفت ليندا بالإبتسام من غير ان تعلّق على كلامه ، فقال دانيال :
" من الأفضل أن تتم الرحلة في يوم عطلة ، فهل بإمكانك مراافقتنا يا دكتور سيمونز ؟".
" للاسف لا ، ربما ريك يود المساعدة إذا تلطفت الانسة لورانس وطلبت منه ذلك ".
" انا آسف ، أخشى أنني لن أكون ذا فائدة لكم ، علي ان أنتهي من العمل الذي سلمني إياه الدكتور سيمونز ".
إنعكس كلام ريك على وجهي ريك وليندا تعجبا ودهشة ، فرد دانيال:
" الطقس لا يسمح لنا بإرجاء الرحلة لمدة طويلة ، ما رايك لو عينّاها بعد اسبوعين ، هل تعتقد أنه يمكنك مرافقتنا ؟".
" لا يمكنني الجزم الآن ، لكن يمكنني إعلامكم بذلك قبل الموعد ".
" حسنا ، سنحجز لك مكانا تحسبا ، سأتصل غدا بأحد مكاتب الخدمات ليرسل لنا عددا من الشبان لمساعدتنا في الرحلة ".
لم تنبس ليندا ببنت شفة ، ايقنت أن ريك لا ينوي الإشتراك في الرحلة ، وانه يحاول تجنبها بقدر ما حاولت هي تجنبه ، في هذه الحالة لن يجدا صعوبة في البقاء بعيدين عن بعضهما.
وبعث هذا الإستناج في نفسها شعور غريبا بالمرارة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a streak of gold, daphne clair, دافني كلير, خيط الذهب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية