لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


151 - العروس الحمراء - جاين أولان ( كاملة )

حصـــرياً على ليلاس عيديتي لكم (( رواية رائعة باعتقادي )) وكل عـــــام وانتم بخـير العروس الحمراء المقدمة : - هل تشعرين بالبرد ؟ فتحت عينيها متأوهة ...

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-11, 07:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,568
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Newsuae2 151 - العروس الحمراء - جاين أولان ( كاملة )

 

حصـــرياً على ليلاس
عيديتي لكم (( رواية رائعة باعتقادي ))
وكل عـــــام وانتم بخـير
العروس الحمراء

الحمراء

المقدمة :
- هل تشعرين بالبرد ؟
فتحت عينيها متأوهة ... إنها تشعر بالبرد كثيراً ...
وأطبقت عينيها مجدداً .
- اذهب دعني أنام !
- ما اسمك ؟
- اسمي الدجاجة الصغيرة الحمراء ... هل لي أن أعود
إلى النوم الآن ؟
قاومت لتفتح عينيها, ولكنها كانت متعبة ... تشعر ببرد
شديد ...
منتديات ليلاس
لو عرفت المفاجأة التي تنتظرها , لما استعجلت كاندرة
على الاستيقاظ ... ولكن لماذا يحدث لها هذا من بين جميع
الناس؟ في المرة الوحيدة التي تتصرف فيها بدون تعقل ,
تجد نفسها معزولة وسط الثلوج مع رجل غريب , يبدو أنه
مجنون ... لكنه جذاب جداً !

الحمراء

عدد الفصول :
8 فصــول
عناوين الفصول :
1 – دجاجة حمراء في سريره
2 – من يقتل الآخــــر
3 – أخطر من العاصفة
4 – سجينة إلى الأبد
5 – الحب سلعـــة
6 – تلسع كالنحــــلة
7 – سأخبـــرك سراً !
8 – .... وكالنحل تعطي العسل

الحمراء

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس

قديم 06-11-11, 07:39 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,568
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

العروس الحمراء
1 – دجاجة حمراء في سريره



تصاعد المرح في نفس كاندرة وهي تنظر إلى مرآة سيارتها .. قالت
بصوت ميلودرامي ساخر موجهة كلامها إلى كلبها براوني :
- إنها ليلة مظلمة عاصفة !
بدا براوني وكأنه من البشر مع تعبير قرف على وجهه لملاحظتها العابثة ,
لكن استياءه الواضح لا يمكنه أن يثبط من عزمها أكثر من الطقس الذي
دفعها إلى تلك الملاحظة :
- أنا حرة براوني ! حرة ! أتعرف منذ متى لم يكن أمامي لائحة بأعمال
عديدة يجب أن أنجزها ولم أفعل ؟ حسن جداً .. لا تزال تلك اللائحة
موجودة في البيت على طاولة المطبخ مع الدهان وورق الجدران, وأنا هنا ..
في كولورادو , لا شيء يشغل تفكيري أكثر من أن أمضي عطلة رائعة سعيدة.
تصور .. ثلاث وجبات في اليوم يطهوها شخص آخر .. بينما أمضي أوقاتي
في التزلج على سفوح (( آسبن )) المغطاة بالثلج .
أصدر الكلب أنيناً خافتاً .
- أوه .. أنت تعرف أنني لا أستطيع تحمل كلفة المصاعد .. لا تكن
مفسداً للمتعة هكذا .. سيكون مأوى الكلاب مأواك في المرة القادمة التي
أذهب فيها إلى أي مكــــان .
تكدر الكلب البني المحمر اللون الإيرلندي الضخم على المقعد الخلفي
وأصدر أنيناً يدل على شعوره بالانزعاج , فمدت كاندرة يدها تربت على
رأسه الأحمر :
- مهلك يا صاحبي .. أعرف أنك لا تحب الثلج .. لن تطول بنا
الطريق .. حسب الخارطة , لا تبعد ( آسبن) سوى ثمانية وثلاثين ميلاً عن
( توين لايكس ) التي مررنا بها منذ دقائق ...
كانت لمخاوف براوني تبريراتها , فقد أمضى حياته كلها في أريزونا
ويبدو هذا الطقس مخيفــاً له ... رفرفت كاندرة عينيها وفتحتهما ... وراحت
تنظر إلى رقع الثلج المتساقط أمام أنوار السيارة , التي أصبح لها تأثير المنوم
عليها , وإن لم تكن حذرة فسينتهي بها الأمر في الهاوية , وهذا ما لا يروق لها
في الساعة السابعة خاصة أنها لم تشاهد نافذة مضاءة منذ مغادرتها بلدة
( توين لايكس ) الصغيرة .. للمرة الأولى بدأ القلق يساورها وتساءلت عما
إذا كان الأجدر بها أن تعود إلى ( توين لايكس ) لتمضي ليلتها في الفندق ,
فإكمال رحلتها في الصباح هو التعقل عينه .
قالت بصوت مرتفع ساخر:
- و كاندرة فولكنر دائماً متعقلة .
وهذا ما ألغى على الفور مسألة العودة إلى الفندق .. ألم تقرر ترك
كاندرة المتعقلة في بيتها مع ورق الجدران والدهان ؟ هيا إلى آسبن إذن !
تجاهلت الأنين المتلهف وراءها ورفعت سرعة المساحات إلى أعلى درجة
لها ... ولكن المساحات خاضت معركة رهيبة أمام الثلج وهذا ما دفعها إلى
الإبطاء كثيراً . قادت ببطء في منتصف الطريق وكم امتنت لعدم وجود أي
أثر للسيارات , وكادت أضواء السيارة الأمامية تخترق العاصفة, لتظهر لها
الطريق الضيق الملتوي و أشباح شجر السرو الباسق على جانبي الطريق
و الجبال الشاهقة المطلة عليها وسط سواد مقبض للصدر ..
قبل قليل , كان الثلج المتساقط يذوب فور ملامسته الإسفلت تحت
إطارات السيارة الصغيرة , لكن الرطوبة الآن تتحول بسرعة إلى جليد ..
هزت هبة ريح مجنونة فجائية السيارة فراح براوني يذرع المقعد الخلفي مصدراً
أنيناً مرتفعاً.. وأحست كاندرة ببرودة قاسية لم يخفف من حدتها حرارة
السيارة , وبدأت هذه البرودة تستقر في أسفل معدتها .
لمع إلى يمينها وميض نور باهت لوقت قصير عبر الأشجار , فأحست
براحة كبيرة .. إنه برهان على أن ثمة إنساناً آخر يسكن هذه الغابة
السوداء .. ولسبب ما , نسيت قلقها وهي تفكر بعائلة صغيرة يجلس أفرادها
بدفء حول موقد نار مشتعلة يسردون القصص الممتعة . أدجر وأصدقاءه ,
دون شك , في وضع مماثل .. وتستطيع تصور الدهشة التي سترتسم على
وجوههم حين تقرع باب شقتهم المستأجرة .
تحول أنين الكلب إلى نباح خفيف ملح مألوف ..
- أوه لا براوني ... ليس الآن .. عليك الانتظار ريثما نصل إلى آسبن ..
لن أجرؤ على التوقف الآن لتخرج .
استدارت قليلاً في مقعدها وراحت تربت على رأس الكلب الذي نبح
بطريقة حادة محذرة .
- لن يطول الأمر .
عدلت كاندرة جلستها لتفاجأ بوجود حواجز على الطريق أمامها وكان
الوقت قد فات .. داست بقوة على المكابح وسمعت صوت ضربة قوية
خلف مقودها أعلمتها أن براوني قد طار من مكانه, واستدارت بالسيارة
جانبياً وبدأت تنزلق ببطء نحو الحاجز الخشبي, ثم استقرت في كومة ثلج
ضخمة بحيث أصبح من المستحيل تحريكها إلى مكان آخر .. وعلى الرغم من
الظلام الدامس, استطاعت كاندرة أن ترى أن الطريق وراء الحواجز لم تكن
سالكة لشدة تراكم الثلوج عليها, فلا يمكن توقع المساعدة من هذا الاتجاه
ولا من الاتجاه الذي أتت منه لو فكرت بهذا ! ولمَ بحق الله الطريق مقفلة ؟
ويبدو أنها مقفلة بشكل دائم... إنها طريق عامة في الولاية فلم لم يوضع عليها
لافتات تحذير ؟
لعنت كاندرة موجة التمرد التي سيطرت عليها وحملتها إلى الجبال في
كولورادو .. الكثير من سوات الكبت, العديد من السنوات في حمل الأعباء
الكبيرة و المسؤوليات.. كانت تثقل كاهلها إلى أن جاءت عملية دهان المطبخ
المتعبة بينما العالم كله يلهو , لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ,
وتفجر شيء في داخلها ليدفعها دون قدرة على المقاومة إلى التصرف بشكل
مغاير تماماً بتصرفاتها المتعقلة العادية . ويبدو أنها الآن عليها أن تدفع ثمن
تلك اللحظة الطائشة .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-11-11, 07:41 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,568
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اندس أنف مبلل في عنقها فذكرها أنها ليست الوحيدة التي تدفع
الثمن , وقالت مرتجفة :
- حسناً يا صديقي .. قلت إنك تريد أن تتوقف .
وهي ترتجف داخل السيارة التي تبرد بسرعة, دست ذراعيها في كمي
سترتها ووضعت القيد في عنق براوني .. وكانت الريح قد بدأت تهب بقوة
فاحتاجت كاندرة إلى جهد كبير لتفتح الباب. أخيراً نجحت, وتفاجأت
بسماكة طبقة الثلج التي تغطي الأرض , ولم يُعجب براوني بالثلج غير
المألوف ورفض مغادرة السيارة بالرغم من شدها العنيف على قيده ..
وتوسلت :
- هيا براوني .. رحلة صغيرة حول السيارة ثم نعود إلى الداخل .
في حركة مفاجئة أدهشت كاندرة , قفز الإيرلندي من السيارة بنشاط
كبير , فرماها رأساً على عقب في الثلج, وانتزع قيده من يدها وركض مختفياً
في الظلام .
تعثرت كاندرة وهي تقف , وراحت تنفض دون جدوى الثلج الذي
علق في ثيابها ثم صاحت بأعلى صوتها كي يعود الكلب .. لكن الريح بدت
وكأنها تنتزع الصوت من حنجرتها وتبتلع صيحاتها .. أصغت لتستمع إلى
نباح براوني لكنها لم تسمع سوى صفير الريح .. وتملكها خوف رهيب ..
ماذا لو أن براوني لم يعد ؟
نظرت إلى الثلج ... كانت آثار أقدام براوني تقود إلى الغابة مباشرة ..
فأي نوع من المخلوقات المتوحشة ينتظره فيها؟ لقد قرأت كاندرة عن
الأفخاخ التي يضعها الصيادون للدببة والقندس , وارتعبت من فكرة وقوع
براوني في فخ كهذا , فدفعت بقوة مضافة إلى صوتها .. لكن الكلب لم
يظهر , وبدأ وقع أقدامه يختفي تدريجياً تحت الثلج المتراكم..وقفت كاندرة
محتارة ترتجف برداً وخوفاً , فسرعان ما ستمحو العاصفة كل آثره وكأنها لم
تكن . يعتمد براوني عليها في معيشته ولو حدث له شيء فلن تلوم سوى
نفسها .. لماذا لم تلف قيده جيداً حول معصمها ؟
منتديات ليلاس
أصبحت آثار براوني أقل بروزاً .. بعد وقت قصير سيصبح من
المستحيل ملاحقتها. نظرت بقلق إلى السيارة التي تمثل الأمان, وعلى الأقل
القليل من الدفء . أما الغابة.. هناك قصص عن أشخاص ضاعوا فيها إلى
أن تجمدوا وماتوا ... وقفت إلى جانب السيارة , ثم ترددت ويدها على مقبض
الباب .. لا يمكنها التخلي عن براوني .. بإمكانها تقفي آثار أقدامه ولو إلى
مسافة قصيرة في الغابة, و إن لم يسمع نداءها ويظهر فستتبع آثار قدميها
وتعود إلى السيارة .
خطت خطوتين إلى الأمام قبل أن تتذكر المزلاجين المثبتين على ظهر
السيارة .. أكد لها المدرس الذي أعارها إياهما أن التزلج لمسافات طويلة هو
بسهولة السير على القدمين .. وقال يعطيها التعليمات: (( ارفعي قدماً إلى
الأمام ثم الأخرى متوازنة على العكازين )) وبدا لها الأمر في سهلاً في غرفة
جلوسها .. نظرت كاندرة إلى الثلج المتساقط بسرعة وقررت أن بإمكانها
قطع مسافة أطول إن ارتدت المزلاجين . أمضت دقائق طويلة قبل أن تتمكن
يداها الباردتين من تثبيت الحذاء الخاص بالزلاجتين الطويلتين الدقيقتين ..
وانزلقت مرتبكة نحو الغابة .
بعد ساعة من هذا عرفت أن ارتداء الزلاجتين لم يفدها بشيء ..
أصبحت ثيابها مبللة تماماً من الثلج المتساقط وبدأ جسمها يرتجف بشدة دون
أن تستطيع السيطرة عليه , ولم تعد تهتم بمسح البلل عن عينيها وأنفها . لقد
ثبت لها استحالة تقفي أثر براوني عبر الغابة السوداء بأشجارها الكثيفة التي
كانت تهاجمها بأغصانها كالسياط .
حين اعترضت طريقها كومة ثلج سمكية اعترفت كاندرة بالهزيمة
واستدارت لتعود إلى سيارتها, لكن بضع خطوات إلى الوراء جعلتها تدرك
بلاهة العمل الذي قامت به .. فقد محى الثلج المتساقط , إضافة إلى بطء
تحركها , آثار خطواتها تماماً , ولم يعد لديها أدنى فكرة عن الاتجاه الذي تقف
سيارتها فيه . استندت إلى عكازي التزلج, وبدأت تشهق بقوة لتتنفس برئتين
لم تعودا قادرتين على تحمل قلة الأوكسجين في ارتفاع غير مألوف لهما . كان
رأسها يؤلمها بشكل لا يحتمل .. وكانت متعبة جداً .. ليت براوني لم
يهجرها .. واخترق صوت أمها الخفيف المازح أفكارها ... كانت تقول :
- أيتها الإوزة السخيفة , لمَ تقفين هكذا في البرد ؟ ادخلي ! لقد صنعت
لك بعض البوب كورن ووالدك على استعداد لقراءة الفصل التالي من قصة
(( نداء البراري )) .
- أكره هذه القصة فجميع من فيها يموت .
قال والدها :
- يجب أن يموت المرء في وقت ما وتعرفين هذا كاندرة .
صاحت بعد أن أغمضت عينيها بشدة وغطت أذنيها بيديها :
- لا ... لا أريد سماعها !
ولم تسمع الرد, ففتحت عينيها لترى أن الباب اختفى وأبواها معه :
ماما .. أبي .. عودا .. لا تتركاني أرجوكما .. وبدأت بالبكاء .
قالت (( تاتا )) بصوت أجش :
- ليس لديك وقت للأسى على نفسك .. بوجود الأولاد لتعتني بهم .
رفعت كاندرة رأسها بدهشة .. كانت (( تاتا )) تقف هناك .. كتلة أمان
بمريلتها البيضاء كالثلج , حتى أن كاندرة استطاعت أن تشم رائحة
البسكويت في فرن المطبخ خلف جدتها : تاتا !
ورمت نفسها إلى الأمام بشكل أخرق .. لكن جدتها اختفت تاركة
مكانها شجرة سرو صغيرة مكسوة بالثلج :
- تاتا ... لا تتركيني أنت أيضاً .. أرجوك .. أنا أشعر بالبرد .
وتلاحقت الدموع على وجهها .
- لماذا تبكين كاندرة ؟ أنت لا تبكين أبداً ! هل آذيت نفسك ؟
تناهى إليها صوت كاتيا الهامس رغم صفير الريح وعويلها .
- لا .. أنا أشعر بالبرد فقط وبالتعب أيضاً .
- لم لا تستلقين قليلاً وتأخذين غفوة ؟
وربتت كاتبا على فراش مرتفع مليء بالوسائد البيضاء .
أدارت كاندرة المزلاجين نحو أختها , وضحكت كاتيا .. مبتعدة عن
الفـــــــراش .
صاحت كاندرة : لا ! وقاومت لتمسك بأختها قبل أن تختفي .. فعلق
المزلاجين في الثلج وجمدت ساقاها ككتلتي جليد .. وما إن وصلت إلى
الفراش الذي يلوح أمام ناظريها حتى تحول شكله إلى صخر ضخم مليء
بالثلج . وقبل أن تدرك خيبة الأمل الأخيرة هذه انزلق مزلاجها في حفرة
قريبة من الصخرة, ووقعت إلى الأرض فاصطدم المزلاج بقوة بتلك
الصخرة.. وأصبحت ساقها اليمنى مع المزلاج تحت الساق اليسرى .. ولم
يكن لديها القوة لإصلاح وضعها المزعج .. لذا سترتاح قليلاً وبعدها ..
فتحت كاندرة عينيها .. كانت كاتيا تقف على الفراش تنظر إليها :
- تشعرين بالبرد ؟
ولم تعد تستطيع فتح عينيها أكثر من هذا .
أنف حاد , ساعة المنبه .. حان وقت النهوض والاستعداد للعمل ..
لكنها متعبة جداً .. فتحت عينيها متأوهة , كان بروني يقف قربها وينبح
بحــــــدة .
- براوني .. لا تحتاج إلى الخروج الآن.. لا زال الوقت ليلاً .. انتظر
حتى الصباح .
إنها تشعر بالبرد كثيراً .. وأطبقت عينيها مجدداً. سيهتم أدجر بإخراج
براوني .. وستنام هي بضع دقائق أخرى .
- أي شيء مكسور ؟
لمَ يصيح أدجر ؟ لقد أيقظه براوني بلا ريب .. إنها لا تتأخر في النوم كل
يوم !
- أيمكنك الوقــوف ؟
. اذهب عني أدجر .. دعني أنام -
- ماذا تفعلين هنـــــا ؟
ضحكت كاندرة :
- لا تكن سخيفاً .. أين يمكن أن أنــام غــير هنا ؟
- ما اسمك ؟
لمَ يتغابى أدجر هكذا ؟ أهو غاضب لأنها بقيت في البيت لتدهن المطبخ ؟
ضحكت ثانية :
. اسمي الدجاجة الحمراء الصغيرة ... سأفعل هذا بنفسي -
. مهما تقولين يا حمراء ... لا أظن أن شيئاً كُســر -
لماذا يستمر أدجر في الكلام عن الكسر؟ آه .. طبعاً .. شجارهما !
- كنت على حق , هاك, لقد اعترفت لك . هل لي أن أعود إلى النوم
الآن ؟
. بعد دقيقة حمراء -
حمراء ؟ لن تدهن المطبخ باللون الأحمر ! قاومت لتفتح عينيها , كان
أدجر يدير ظهره لها يحرك ناراً متأججة .. كانت تعرف أنه سيوقد ناراً , ما
الذي فكر به ساعة دقت الباب عليه ؟ قالت ناعســة :
. أراهن أنك دهشت لرؤيتي -
ستشرح له في الصباح .. أما الآن فهي متعبة .. وبردانة جداً .

***

الدفء .. الدفء نعيم ! فتحت كاندرة جفنين مترددين ونظرت حولها
لتجد غرفة معتمة غير مألوفة .. ولاح لها نور خفيف يتسلل عبر شق في
نافذة مغطاة بالستائر .. وتحركت الستائر ثم سمعت الريح .. ريح مخيفة
معولة بدت وكأنها تهز أساس الغرفة , واضح أن العاصفة اشتدت كثيراً
وأصبحت عاصفة ثلج عابثة .. ما من أحد يتوقع منها أن تتزلج في عاصفة
ثلجية ... وبإمكانها النوم طوال النهار.
دست كاندرة نفسها في الأغطية الدافئة بعد أن وصلت رائحة احتراق
الحطب إلى أنفها البارد .. وأملت أن يكون أدجر قد تذكر إغلاق صمام
السحب فوق الموقد .. كانت تسمع صوتاً مصفراً قريباً من أذنها .. لا بد أن
الريح تحاول غزو الغرفة عن طريق المدخنة .
وكيف لها أن تتذكر ما إذا كان أدجر قد دهش لرؤيتها ليلة أمس ..
فبعد شجارهما , كانت آخر شخص يتوقع أن يراه .. من المضحك كيف أنه
ظنها ستدهن المطبخ باللون الأحمر؟ ربما لا ... لقد كان غاضباً لرفضها
المجيء معه إلى كولورادو .. دائماً الشهيدة .. كما صاح ساخراً . لم يفهم أن
على شخص ما أن يدس أنفه باستمرار في سير الأمور .. ولو لم تفعل هي ما
كان سيحل به وبـ كاتيا ؟ لا .. لن تبدأ بالتفكير بمثل هذه الأفكار المشفقة على
النفس .. إنها هنا لتمرح .. أدجر على حق . إنها تأخذ كل شيء على محمل
الجد كثــــيراً .
إنها لنعمة من السماء أن تبقى مستلقية في السرير .. دون ساعة منبه ,
دون وخز ضمير يحثها على النهوض ويدفعها إلى المطبخ لتحضير الفطور..
تمددت في الفراش الدافئ وحاولت التمطي .. لكن منعتها عن الحركة كتلة
صلبة جاثمة على معدتها .. ولأول مرة سمعت صوت تنفس إلى جانبها .. لم
يكن الصوت المصفر صادراً عن الريح.. بل عن كائن حي يشخر قرب
أذنها .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-11-11, 07:42 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,568
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

إنه براوني .. لقد استغل إرهاقها ليلة أمس ونام في فراشها .. لا شك
أن أرض الشقة أبرد مما هو معتاد عليه .. ولم تستطع حمل فراشه الخاص حين
غادرت السيارة . تجعد جبينها بتقطيبة حيرة من فكرة مزعجة راودتها ...
يجب أن تتذكر شيئاً ما بخصوص سيارتها .. وتحرك براوني رامياً بثقله أكثر
على سيقانها فطارت الفكرة ليحل السخط محلها .. يعرف براوني جيداً أنه لا
يسمح له بصعود الأثاث خاصة فراشها .
دفعته عنها بوركها :
ابتعد عن السرير . -
لكن براوني تابع التنفس الثقيل دون انزعاج :
- انزل عن السرير ! أيها الأبله الكبيــــر.
- صباح الخير لك أيضاً .. أيتها الحمراء .
كان الصوت المنخفض المتسلي في أذنها كالصدمة الكهربائية.. أدارت
رأسها بحدة غير مصدقة , ونظرت برعب إلى وجه غير مألوف يشاركها
الوسادة .. شعر مشعث أسود يتدلى حتى حاجبين سوداوين كثيفين فوق
عينين زرقاوين ناعستين تسببتا بارتفاع حرارة كاندرة لمجرد النظر فيهما ..
ولاحظت الشعر المتنامي على ذقنه .. فقالت :
- أنت بحاجة إلى حلاقة .
رد والتسلية في عينيه :
- أرجو ألا يكون هذا مانعاً جدياً .
سألت وهي مسحورة بالوجه الذي لا يبعد عنها سوى إنشات قليلة
فوق الوسادة :
- مانع ماذا ؟
- لهذا .
ثم لم يعد بينهما أي جزء من الإنش ..
كانت كاندرة مصدومة ولا تعي سبب وجودها بأطراف متصلبة هناك .
ثم تراجع إلى الوراء متنهداً :
- يفترض بك أن تتجاوبي .. حمراء .
- لماذا تستمر بمناداتي بالحمراء ؟
نظر إلى شعرها وابتسم :
- هذا واضح بالتأكيد .. ثم إنك ليلة أمس قلت لي إن هذا هو اسمك .
- ليلة أمس ؟ من أنت ؟
- ألا تعرفين ؟
هزت رأسها دون كلام .. عاجزة عن كسر جاذبية عينيه الزرقاوين
الساحرتين .. وبدا لها أنه يقرأ أفكارها إذ علت وجهه نظرة رضى ماكر
فهمت كاندرة منها انه معتاد أن يكون له مثل هذا التأثير على النساء .
لو لم تكن تحلم لضربته على وجهه .. لكن بما أنها .. أغمضت
عينيها .. أمر لا يصدق كيف أن حلماً يمكن أن يبدو حقيقياً هكذا . لم يكن
قلبها فقط يخفق بشدة , بل إنها تستطيع تصور الإحساس بحرارة جسده
ورائحة بشرته والاضطراب الذي يثير فيها قربه منها ..
تذكرت أنها رأت والديها وجدتها ليلة أمس خلال العاصفة الثلجية ,
وأبقت عينيها مغمضتين بقوة لا تريد أن تعرف أين هي .. إنه يحاول خداعها
لتعتقد أنها في السماء .. لكنها أذكى من هذا .. إنها في مكان آخر .. ولهذا
يرافقها إحساس غريب غير مألوف ... ودافئ .. دافئ جداً ..
- أنا ميتة .. أليس كذلك ؟
ضحك عالياً, ففتحت عينيها بدهشة .. هل يضحكون هنا ؟ وتلاشت
الضحكة عن وجهه ليحل مكانها نظرة قلق :
- كان هذا قريباً جداً منك .. ماذا كنت تفعلين بالتجول في الثلج في مثل
ذلك الوقت من الليل في وسط اللامكان ؟
مدت يداً مرتجفة لتتلمس وجهه فخدش الشعر المتنامي على ذقنه
أصابعها :
- أتعني أنني لا أحلم ؟ وأنك حقيقي .
أضاءت ابتسامة ساخرة تقاسيــــــم وجهه :
- كنت حقيقياً في آخر مرة تفحصت فيها نفسي .
اجتاحت الصدمة جسد كاندرة .. ماذا تفعل في فراش رجل غريب ؟
رجل تركته يعانقها .. والأسوأ .. رجل ردت له عناقه .. جلست بسرعة
ونفضت عنها الغطاء و أحست بموجة الاحمرار القرمزي تجتاح جسدها كله .
قال متكاسلاً :
- آسف .. لأنك وجدت نفسك معي في فراش .
- لماذا نحن.. نحن.. أنت تعرف.. من أنت ؟
رد عليها سؤالها المرتجف الهامس :
- ريكس أونسلو .
إنه يكذب .. عرفت كاندرة هذا .. من هو ؟ لماذا يكذب عليها ؟
مد يده ولف خصلة شعر أحمر على إصبعه :
- أعتقد أنك لا تتذكرين شيئاً من ليلة أمس ... حمراء ؟
- لا تناديني حمراء .
ثم فكرت بمعنى كلماته .. فابتلعت ريقها بقوة أمام الارتياب الرهيب
الذي تصاعد في حلقها وأجبرت نفسها على السؤال :
- ما الذي حدث ليلة أمس بالضبط ؟
استلقى على الوسادة , ذراعاه متقاطعتان تحت رأسه .. وفشلت
ابتسامته المتجلدة في الوصول إلى عينيه .
- واضح ما هو الاستنتاج الذي وصلت إليه .
صدمتها كلماته فهرعت تخرج من الغرفة , تلحقها ضحكة عميقة
مجلجلة .
نظرت كاندرة من زجاج النافذة إلى الأرض البيضاء المغطاة بالثلج
ووجدت أن لا مجال للهرب في أي اتجاه .. تفحصت محتويات الغرفة حولها
عليها أن تبقى هادئة , لا بد أن هناك تفسيراً منطقياً لكل هذا .. جلست
بارتباك على كرسي خشبي مستقيم الظهر , تنظر بتوتر إلى باب غرفة النوم
المفتوح . كان الضحك قد توقف .. تقريباً . هل كان يضحك لأنه يعرف إنها
تحت سيطرته ؟ هزت هبة ريح أخرى المنزل فابتلعت كاندرة شهقة خوف ..
هل ستكون آمنه وهي تواجه العاصفة الباردة ؟
كان براوني ينام بصمت على البساط القاتم أمام الموقد البارد وهمست له
بغضب قائلة :
- يا لك من حارس رائع !
ووكزته بإصبع قدمها :
- أعتقد أن هذا هو سبب القول بأن الكلب أفضل صديق للرجل .
تصلبت عند خروج الرجل من غرفة النوم .. نظرت إليه ووجدت أنه
أطول بكثير مما تصورت .. التوت شفتاه ما إن شاهدها جالسة على حافة
الكرسي . مازال يضحك منها . و تلاشى خوفها أما الغضب :
- ليس الأمر مضحكاً ..
أحس بغضبها , فحاول ابتلاع ضحكته .
- ليتك تستطيعين رؤية النظرة التي ترتسم على وجهك .
صاحت بحـــدة :
- كان الأمر مضحكاً جداً .. أنا واثقة !
- اسمعي .. أنا آسف .. فلنبدأ من جديد .. اسمي ريكس أونسلو ..
وما اسمك .. ؟
وقفت كاندرة مذعورة .
ضحك ضحكة مكتومة وتوقف ليستعيد هدوءه . والتفت إليها .
- إذا أردت أن تبدلي ملابسك فهناك كنزة وسروال من الجينز على
السرير .
ابتعدت قليلاً عنه . وكشرت ألماً لاصطدام وركها بحافة طاولة صغيرة :
- أنا مسرورة لأن أحدنا يجد الموقف مسلياً .
قفز نحوها : انتبهي !
تراجعت أكثــر لتفادي يده الممدودة , فاصطدمت بالصوفا ووقعت رأساً
على عقب فوقها .
ضحك مرة أخرى وهو يكافح للوقوف . اقترب منها وجلس
بتكاسل على حافة الصوفا , واستسلم لموجة ضحك.. نظرت كاندرة إليه
بارتياب ... أيمكن لمجنون مهووس أن يضحك هكذا ؟ وتنبه لنظرتها فحاول
بجهد واضح السيطرة على ضحكه :
- أنا آسف.. أعتقد أن الموقف ليس مضحكاً بالنسبة لك .
ردت بحدة رافعة أنفها في الهواء :
- ليس كثيراً أظن أنني سأرتدي غير هذه الثياب .
ومرت به نحو غرفة النوم . لسوء الحظ لم تلاحظ أن براوني استيقظ
ومدد جسمه كما يفعل كل صباح.. وعوى الكلب ألماً حين داســت على
إحدى قوائمه.. فتخلت عن كل وقارها وركضت إلى غرفة النوم صافقة
الباب وراءها لتصد أصوات العواء والضحك التي سمعتها تلحق بها .
وهي تشتم من بين أنفاسها, ربطت شعرها عند مؤخرة عنقها برباط
حذاء انتزعته من حذائه .. ارتدت ملابسه وحاولت تجاهل ألف سؤال كان
يصيح طلباً للرد .. مثل : أين هي ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟ أين أدجر ؟
من هو الرجل الذي يدعو نفسه ريكس أونسلو ؟ ولماذا كانا معاً في فراش
واحـــد و ...؟
عرفت أن الكنزة له فقد تدلت عليها, ولكنها لن تعترض على شيء
يغطيها من عنقها إلى ما بعد ركبتيها .. لكن الجينز كان مناسباً تماماً , إنه
ليس له بل هو جينز نسائي .. ربما لصديقته دون شك . قطبت في صورتها
المنعكسة في المرآة. لماذا هي واثقة بأن لا وجود للسيدة أونسلو ؟ نظرت حولها
في غرفة النوم التي يدل كل ما فيها على لمسة رجل : من قصب الصيد, إلى
الشباك, إلى القميص الأحمر المربع الذي مرت عليه سنوات وهو يرتديه ..
مجموعة كؤوس للبايسبول, وقبعات رعاة بقر معلقة على مشجب نحاسي في إحدى الزوايا .
وضعت كاندرة فرشاة شعره من يدها.. يجب أن تخرج لمواجهته ولمعرفة
ما الذي حدث.. ألا يجب عليها هذا؟ ابتعدت عن المرآة مسرعة مما تسبب
بألم في عضلاتها.. لمَ هي متألمة هكذا؟ أم لعله سؤال آخر لا تريد فعلاً الرد
علــــــــيه ؟
قفز قلبها إلى حنجرتها حين سماعها طرقاً مرتفعاً على باب الغرفة,
واضطرت لابتلاع ريقها مرتين قبل أن ترد بصوت متحشرج :
- ماذا .. ماذا هناك ؟
- الفطور .
متى تناولت طعاماً آخر مرة ؟ الهامبرغر في سانتافي ؟ فجأة , رغم
مخاوفها , أحست بالجوع .. انفتح الباب ليطل برأسه :
- هل أنت على ما يرام ؟
هزت رأسها , وتوقف قلبها عن الخفقان.. من هو ؟
قطب وهو ينظر إلى شعرها .
- لم أجد ما أربطه فيه .
ولامست رباط الحذاء بارتباك .
تجاهل تفسيرها وتقدم إلى خزانة قديمة من خشب الصنوبر, وفتح فيها
درجاً أخرج منه جورباً من الصوف الرمادي .
- لن تتمكني من ارتداء أي من أحذيتي , لكن ستكفيك هذه .
تناولتها بخجل من يده الممدودة : شكراً لك .
رقصت عيناه ابتهاجاً :
- نحن نتحسن .. أنت لم تجفلي مني . أوه .. أنسى دائماً لون شعرك ..
حمـــــــراء .
- اسمي كاندرة .. وليس حمراء .
غضن الضحك زوايا عينيه :
- لكنني أحب مناداتك بـ (( حمراء )) .
- لم يفكر والداي لسوء الحظ باستشارتك حين ولدت .
لا علاقة لهذه الحركات الغريبة في معدتها بعينيه الضاحكتين .. إنها
وخزات الجوع . هذا كل شيء .
- كاندرة ماذا ؟
- سأطلعك عليه حين تخبرني عن اسمك .
- لقد قلته لك: ريكس أونسلو .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-11-11, 07:44 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,568
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- قد أكون غبية بما يكفي لأمضي الليل معك سيد (( أونسلو )) .. لكن
لدي خبرة كافية تخولني معرفة متى يكذب أحد علي .
مسحت كلماتها الضحكة من وجهه .. وتفرس في وجهها بعينين
ضيقتين فتسابقت قشعريرة خوف باردة على ظهرها للإحساس المفاجئ
بالعدائية الموجهة ضدها .. إنه لمن الغباء تحدي هذا الرجل .
سألها بصوت متزمت :
- هل أنت معلمة ؟
منتديات ليلاس
- لا .. بل .. أعمل أمينة مكتبـــة .
ضحك :
- هذا جنون .. كدت أصدقك .
وسار خارجاً من الغرفة .
سألت ساخطة وهي تلحق به إلى المطبخ :
- ولمَ لا تصدقني؟ .. هذا صحيح .
وضع طبقاً من العجة باللحم على الطاولة و أشار إليها لتجلس .
- وأعتقد أن الصحافة وحدها هي التي أوصلتك إلى فراشي ؟
قطبت :
- أنا لا أعرف كيف وصلت إلى هنا .
- هيا الآن حمراء .. منذ صدور ذلك المقال , وأنا ملاحق حتى الموت ..
وعلي الاعتراف بأن محاولتك كانت الأذكى حتى الآن .
- محاولتي ؟
- لمقابلة واحد من أشهر العازبين في كولورادو .. تعابير وجهك البريئة .
مقنعة جداً .. لكن إن لم تأتِ مترنحة في العاصفة ليلة أمس عمداً كي تعلقي
في الثلج معي , فأنا إذن لا أفهم شيـــئاً .
كادت تختنق بلقمتها :
- يكفي هذا .. أنت مجنون .. في الخارج عاصفة ثلجية هوجاء.. ولا
فكرة لدي عن مكاني أبداً .. وفوق كل هذا أنا عالقة مع مجنون يهذي .
كبتت خوفها وتظاهرت بشجاعة مزيفة أمامه.. و أضافت بطريقة
أملت أن تكون مقنعة :
- أنا أحمل الحزام الأسود في الجيدو .. أتعرف هذا ؟
ولم يكن لقولها التأثير المطلوب .. كان يشرب قهوته, وكاد يختنق
لسماعه كلماتها :
- خبيرة في الجيدو , وأمينة مكتبة .. مزيج مثير للاهتمام .
ومسح القهوة المنسكبة :
- ألا يمكن أن تكوني مراسلة صحافية كذلك ؟
- قلت لك إني أمينة مكتبة .
- ولقد خرجت للنزهة ليلاً على مزلاجين , ومررت بمنزلي صدفة
وصادفتك المتاعب على بعد مئة ياردة منه .
- لقد حصلت لي حادثة وأنا في طريقي إلى آسبن .
- قولي لي قصة أخرى حمراء .. كنت أظن أن على أمينة المكتبة أن تجيد
القراءة .
- وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟
- هناك لوحات على طول الطريق (( الاندبتدس باس )) تقول إنه مقفل
للشــتاء . وأعتقد أنك ستتذرعين بعدم رؤيتها .
- بالطبع رأيتها .. وماذا في هذا ؟
- ماذا في هذا ؟ يجب أن تمري باندبتدس باس لتصلي إلى آسبن من هنا .
نظرت إليه مذعورة :
- ظننت أن تلك اللوحات تشير إلى بعض أماكن التزلج . من سمع من
قبل بإقفال طريق عام بسبب بعض الثلوج ؟
- هذه أكثر من بعض الثلوج كما اكتشفت بنفسك ليلة أمس .. أي نوع
من الحوادث تعرضت لها ؟
هزت كتفيها :
- لا شيء خطير .. لقد انزلقت سيارتي عن الطريق قرب الحواجز .
- من أين أنت ؟
- أريزونـــا .
- هذا مفهوم, مجرد سائحة لعينة .. أنتم أهل الشمال لا تظهرون
الاحترام المطلوب لشتاء كولورادو .. أراهن أنك لم تحضري معك سلاسل
للجليد حتى .
رفضت الاعتراف بخطأهــا :
- لا لزوم لها في منطقتي .
- وماذا كنت تفعلين بالتزلج في مثل تلك الساعة ليلة أمس ؟
ركزت على قطع العجة بشوكتها مترددة في كشف مدى رغبتها :
- كنت أبحث عن كــلبي .
قال ساخراً :
- يبدو الأمر مثيراً للاهتمام .. وكيف فقدت كلبك ؟
- حين أخرجته من السيارة كي .. يقوم بما يريد .. قفز هارباً ..
وأنا .. قلقت عليه .
عبثت بطعامها قليلاً قبل أن تسأل :
- كيف وجدتني ؟ ما أذكره هو أنني علقت تحت صخرة كبيرة وفكرت
أن أرتاح قليلاً .
رد ساخراً :
- كان الكلب أذكى منك .. فقد جاء إلي . في البداية ظننته ضائعاً ..
لكنه رفض الدخول وبدا مهتماً بأن أخرج أنا إليه .. أخيراً خرجت فقادني
فوراً إليك .. وفي الوقت المناسب كذلك . كنت على وشك التجمد من
البرد , ولولا أن هاتفي مقطوع لاتصلت بسيارة إسعاف .. لكنني اضطررت
لفعل ما بوسعي لـــوحدي .
- التجمد ؟ وما هو ؟
- كان جسدك يفقد حرارته بسرعة لا يستطيع التعويض عنها لذا قررت
أن أحتضنك ليعطيك جسمي الحرارة التي تحتاجين إليها .
أحست بالحرارة تتسارع لتلون خديها .. وتجاهل احمرارها :
- حين وجدتك .. كنت مشوشة تهذين وبالكاد تستطيعين الوقوف ..
لقد ظننت أنني شخص اسمه أدجــــر .
- إنه أخي .. كنت سأقابله في آسبن .. وهل يتضمن علاج التجلد
النوم مع الضحــية ؟
- لا .. ولم يكن هذا ضرورياً في حالتك .
كان ارتياحها غامراً لكنها سارعت لتسأل قبل أن تفقد شجاعتها :
- أعتقد أن لديك تفسيراً لواقع أنني حين استيقظت هذا الصباح كنت
أنت في فراشـــي .
- أنت كنت في فراشـــــــي .
ارتفع رأسها :
- هل تقول إنني اندسست في الفراش معك ؟
وضع كوب القهوة على الطاولة بحدة :
- اسمعي حمراء .. لقد تحملت منك ما يكفي . لقد أنقذت حياتك ليلة
أمس .. وأنا لست ذلك القذر المنحرف الذي يستغل امرأة فاقدة للوعي ..
ما حدث أن أفضل طريقة لإنقاذ جسم متجلد كما كانت حالتك هي بتدفئته
في أسرع وقت ممكن .. وليس لدي دثارات دافئة أو بطانيات كهربائية ..
فكان الحل الوحيد أن أحضنك لتشعري بـالدفء .
وبدأ يصيح عالياً :
- ... أتظنين أنني استمتعت باحتضان لوح ثلج ؟
- إن كان هذا صحيحاً فلمَ عانقتني هذا الصباح ؟
ابتسم لها :
- لأنني حين استيقظت لم أكن أحتضن لوح ثلج , بل اكتشفت أن
ذراعي ناعمة بدفء نابض ورأس أحمر الشعر .
أحست أن المطبخ أصبح دافئاً بشكل لا يطاق :
- أوه ..
- لا أعتقد أنني رأيت أحداً يحمر مثلك أبداً .
ردت بغضب :
- إنها لعنة كل حمراء شعر . يتوقع الكثيرون أن يكون لي طبع حاد , ولقد
أطلقوا على أسماء مستعارة مثل رأس الجزرة , الحمراء , ولطالما أردت أن
أكون شقــــراء .
هز رأسه :
- لا أستطيع تصورك شقراء .
- ولمَ لا ؟ ألأنني لا أبدو من النوع الذي يمرح كثيراً ؟
- بدأت أصدق جزءاً من الأسطورة ..
نظرت إليه بارتياب, كان وجهه متجهماً إنما لا يخلو من الضحــك
البادي في عمق عينيه الزرقاوين .. وقالت :
- سوف أسألك ولو كرهت نفسي ..؟
- عما إذا كان لحمراوات الشعر طبع مماثل لشعرهن .
وضعت مرفقيها على الطاولة وأراحت ذقنها بين ذراعيها .. وسألت
باهتمـــــام :
- هل كنت مضطراً للدفع إلى المجلــة ؟
قطب :
- كي تعلن أنك أشهر العزاب وما إلى ذلك , أنا لا أرى هذا بنفسي , ولا
شك أنك ثري جداً كي تحاول التعويض عن شخصيتك غير اللطيفة بهكذا
طــريقــــة .
ولدهشتها , أعجبته الفكرة بدلاً من أن تغضبه كما قصدت منها :
- يعتمد هذا على مقدار الثراء الذي تقصدينه.. أنا لا أملك اليخوت
و لا القصور في اسبانيا .. لكنني أستطيع شراء ماسة بين حين وآخر .
لوحت بيدها صارفة النظر عن ثروته الهزيلة .
- هذا شيء تافه ... ! لقد كنت أريد قصراً في إسبانيا .
- آسف .. لقد وصلت إلى عتبة البيت الخاطئة .
- أوه .. لا أعتقد هذا.. هناك دائماً طريقة للابتزاز .
- والمعنى ؟
- من يعرف كم يساوي صمتي عن نشاطاتك هذا الصباح بالنسبة لك ؟
- آسف لخيبة أملك , فلا زوجة لي ولا حبيبة تغار .
مالت إلى الوراء وفتحت ذراعيها واسعاً :
- كنت أفكر بالصحف.. لقد أعطيتني الفكرة حين اتهمتني بأنني
مراسلة صحفية .. أستطيع أن أرى الخبر الآن .. وبخطوط عريضة : (( لقد
استيقظت في الفراش مع أشهر عازب في كولورادو ! ))
وابتسمت له ابتسامة انتصار ماكــرة .
فكــر بكلامها قبل أن يقول :
- شخصياً , أفضل أن يكون العنوان: (( أمينة مكتبة تتسلل تحت
الأغطــية )) .
- وما رأيك بهذا: (( الحقيقة العارمة حول أشهر أعزب في كولورادو ! ))
- بل الأفضل : أمينة مكتبة كتاب مفتوح لي .
كشرت :
- هذا حقاً فظيع .. ما رأيك (( الأعزب الذي خبأ أمينة المكتبة )) .
- تعجبني أكثر لو ذكرت أن شعرها أحمــر .
- الأعزب مع .. أرأيت سيكون العنوان أفضل لو كنت شقـــراء .
- أتعنين أن يكون (( الأعزب مع الشقراء الممتلئة الجــسم ؟ ))
أحست بالاحمرار مجدداً وهي تفكــر بجسدها النحيل .. ربما لم يلاحظ
جيداً جسمها ليلة أمس أثناء انشغاله بتدفئتها.. أبعدت النظرة التي في عينيه
هذه الفكرة عنها تماماً .. فهو لا يعرف فقط القياس الصحيح لجسدها
وأبعاده, بل إنه يدرك كذلك الأفكــار التي تدور في رأسها في هذه اللحظات .
وسعت لتبعد تفكيره عنها .
- أنا لم أشكرك بعد على إنقاذك حياتي .. كان هذا لطفاً كبيراً منك
سيد .. أوه هذا سخيف . ما هو اسمك على أي حال ؟ لا أستطيع الاستمرار
في مناداتك سيد أونسلو وأنا أعرف جيداً أنه ليس اسمــك .
- نادني إذن ريكس .. فهذا اسمـــي .
لاحظت انه لم يصر على اسم أونسلو كاسم عائلته , فقالت :
- حسن جداً .. سنكــون فقط ريــكس و كاندرة .



(( نهاية الفصل الأول ))

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العروس الحمراء, احلام, جاين اولان, jeanne allan, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, one reckless moment
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية