لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-11, 07:00 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال الغامدي مشاهدة المشاركة
   نتنظرك حبيبتي ... لا تتاخري علينا

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر@المحبة مشاهدة المشاركة
   يعطيك الف عافية . . . بانتظار النهاية.

هلا حبيباتي شكرا عمروركمالرائع وبعتذر عالتاخير وهلا رح انزل فصلين ان شا الله

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 02-12-11, 07:05 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل التاسع


وعاد الاثنان من شهر العسل مغتبطين ذات صباح من شهر آب,فبدت لهما لندن حزينة كئيبة تغطيها غيوم رمادية. تذكرا حينها شمي مايوركا الدافئة بحنين وحب.
بات عليهما الان المكوث في منزل اهله ريثما يتم تجهيز منزلهما, لم ترق لكريسيدا الفكرة وفضلت البقاء في منزل اهلها, لكن نزولا عند رغبة سام وافقت على مضض.
حدق سام بها طويلا ثم طبع قبلة على يدها وقال: "لا تحزني حبيبتي, غدا نسافر الى مكان اخر ريثما تيسر الامور المادية."
بادرته: "كم تملك من المال سام؟"
اجابها: "اعتبر نفسي منتميا الى الطبقة الوسطى في المجتمع, لدي بعض المال سانفقه على مستلزمات المنزل وما شابهها من امور في اطار عملي, ستشعرين بان الامور صعبة بالنسبة اليك لكن يمكننا تدبر المسالة, انت تعملين في المنزل وانا اعمل خارجه. تعرفين هناك مصاريف كثيرة تنتظر, كاستقبالات افراح ورياضة في ناد وهدايا ودعوات عشاء, كلها تتطلب مالا."
قالت: "ساساعدك على تخطي تلك الصعاب, ساقوم بتوفير كل قرش ونبني هذا البيت معا. تبدلت تلك الايام, كانت والدتي توفر كل ما استطاعت من اجلي ومن اجل اخي. والدتك تبدو مسرفة, تهتم بالاصحاب والسهرات والماس والفراء الثمين وما الى ذلك."

اجابها قائلا: "لا تياسي سوف اعمل بجد كي اوفر لك السعادة, ساعتمد على نفسي فقط لاني لا اريد الاعتماد على امر في توفير طلباتي."
ثم عادت ذكريات شهر العسل تتراءى امام مخيلة سام وبادرها: "ألم اسعدك اثناء شهر العسل لحظات وجيزة؟"
"بلى, ايام وليال حقا جميلة, كل شيء كان رائعا,وانت ما احلاك عاشقا ولها كما زوجا حبيبا."
تنهد مرتاحا لا يصدق انه اصبح رجلا لديه مسؤولية بيت وزوجة.
في بعض الاحيان كان يحس بها كئيبة حزينة ومزاجها في اسوأ احواله. ثم م تلبث ان تصبح اكثر فرحا ولطفا, اغضبه ذلك الامر وجعله يفكر في مشاكل قديمة تراكمت منذ طفولتها وتركت اثرها في نفسها, قرر العمل جاهدا ليؤمن لها الاستقرار والرفاهية منذ تلك اللحظة.
بعد زيارة تفحص لمنزلهما توجها الى منزل والدنه, كانت تمطر بغزارة, وقفا امام الباب ينتظران وبدت كريسيدا باجمل حلتها, كانت تشع فرحا وجمالا.
استقبلتهما فتاة سمراء اللون تعمل لدى فراني, وتعجب سام اذ رآها, وافتكر والدته للتو التي تبدل خدامها كما تبدل ثوبها كل يوم.
دار حديث بين سام وتلك الفتاة, كانت تتكلم الاسبانية والانجليزية معا, وشرحت لسام ما اصاب السيد غايمن وعكة صحية بلكنة غريبة, عرف سام حينها ان خطبا ما قد حدث في المنزل.

قال: "اذهبي انت هات الحقائب وانا اتفقد عمي وامي."
وبعد ان تفقد عمه عاد الى كريسيدا حزينا وقال: "لقد تعرض زوج امي البارحة لانسداد شرياني في قلبه. وجهه اصفر شاحب وشفتاه زرقاوان وحالته لا ترضي."
في تلك الاثناء ظهرت فراني باناقتها وحسن هندامها وقد عقدت في شعرها شالا من حرير, وقامت تستقبل العروسين بالترحاب, لكن بدا على وجهها التعب. بعد ان قبلت سام بادرته:
"شكرا على قدومك بالسرعة اللازمة فقد عانيت كثيرا, وقضيت الليل الى جانبه اشعر بالقلق, لقد تم نقله البارحة الى المنزل على اخررمق, وبعد ان كشف عليه طبيب القلب اشار بوجوب نقله الى المستشفى مخافة ان يصاب بازمة قلبية اخرى, لكنه رفض مغادرة المنزل, وهو الان في سريره كما ترى."
"يسرني انك لم تنقليه الى المستشفى في سيارتك والا كان قد قضي عليه, ربما من الافضل ابقاؤه في المنزل هنا بدلا من المستشفى."
"علينا بارساله الى المستشفى للعلاج, من لصعب علاجه هنا, والخادمة قد تتعرض لمزيد من المتاعب." قالت فراني ذلك غاضبة.
اشعلت كريسيدا سيجارة واخذت تفكر في امر ذلك المسكين الذي سيقضي ضحية استهتار هذه المراة القاسية القلب.
منتديات ليلاس
جلسا لتناول عشاء خفيف مع والدة سام, ودارت احاديث شتى من ضمنها الحفلى التي كنت ستقام في النادي والتي الغيت بسبب مرض زوجها, وعطلة نهاية الاسبوع التي كانت الترتيبات من اجلها قد تمت للسفر الى البرتغال قد تاجلت. وان فراني بدات بالبحث بمساعدة الطبيب المعاين عن ممرضة تهتم بامور زوجها. ومن خلال حديثها تبادر الى ذهن كريسيدا كم عانت والدتها على اثر مرض ابيها وهي التي حولت المنزل الى مستشفى وتفانت في خدمته.
سال سام والدته: "هل تريدينني ان اساعدك في شيء يا امي؟"
التفتت فراني نحو كريسيدا وقالت: "تبدين سمراء يا عزيزتي بعد تلك الرحلة."
مرض زوجها لم يبدل من عاداتها واناقتها المعهودة, ثم تابعت: "هل ستبقيان هنا لمدة طويلة؟"
"ليلة واحدة امي, لا نود ان نكون مصدر ازعاج لزوجك. على كل حال سوف نذهب غدا الى كوفولد."
"متى ستعود الى مكتبك؟"
"الاثنين على ما اعتقد."
"يبدو لي ان بقاءكما هنا بضعة ايام سيريحني. زوجتك بامكانها المساعدة مع نينا هنا. تعرف سام الشغالات في مثل هذه الايام يتعذر الحصول عليهن, ونينا لديها الكثير من الاشياء لتقوم بانجازها.السيدة ايستمن لا تستطيع مساعدة نينا, فهي تقوم باعداد وجبات الطعام وتسير الامور جيدا."

"لا والدتي ظن اننا سنرجع الى منزلنا لناخذ قسطا من الراحة, ليس باستطاعة كريسيدا القيام بما تقولينه, لديك مجموعة من الخدم ويمكنك البحث عن ممرضة لزوجك."
قالت والدته بحزن: "لكن السيدة ايستمن قالت انها لا تستطيع ان تطهو الطعام للمرضة, انت تعلم ان طعام الممرضات يختلف عن طعامنا, فهن يعتمدن طعاما خفيفا للريجيم."
اجابت كريسيدا بلطف: "سنبقى ان شئت بضعة ايام, ألا توافق سام؟"
"انك متفهمة جدا." تمتمت فراني بصوت خافت. راى سام ان الامور ستنتهي فيما بعد الى اسوا, فقد فضل عدم البقاء نظرا لان عروسه قد عادت لتوها من شهر العسل, وعليهما استقبال الزوار والاقارب.
اقتربت فراني من ابنها وربتت على كتفه واصرت على موقفها, فهي تريد كريسيدا ان تبقى لتحل محلها في ادارة شؤون المنزل.
"لا عليك بني, لقد قضيتما معا اسبوعين كاملين, ان شئت اترك زوجتك هنا واذهب الى عملك."
بعد الغداء في غرفة النوم بادر سام زوجته: "ارى انك تسرعت في اتخاذ القرار, فانا لا اريدك ان تعملي في هذا المنزل, انت لا تفهمين فراني مثلي. انها تقضي الليل ساهرة قلقة تعتريها هواجس. انها لا تهتم الا بامورها الخاصة, فلتهتم بنفسها وزوجها المسكين ولو لمرة واحدة."

اجابت كريسيدا: "لا ارى من مانع في البقاء طالما الامر يعجبك."
غمرها وقبلها قائلا: "عزيزتي انت رقيقة القلب طيبة وتحبين المساعدة.اذاً سنبقى ليومين لا اكثر."
"يمكنك الذهاب غدا الى كوفولد لتهتم بامور المنزل, عندها يمكننا الذهاب الى هناك متى شئت."
اجابها مغتبطا: "اكاد لا اقوى على الانتظار."
عملت كريسيدا ما في وسعها من اجل الحفاظ على النظام في منزل فراني, حيث قامت بتنظيم وقت الطباخة والاشراف على وجبات الطعام ثم استقبال الضيوف والاهتمام ولو من بعيد بالسيد غاي المريض.
اتصلت كريسيدا بمنزل والديها واطمأت على صحة والدها وعرفت من والدتها ان اخاها سيمون بالف خير وكل شيء على احسن ما يرام.
تمنت كريسيدا مبارحة المكان باسرع وقت ممكن, لكن بعد ان اشارت عليها والدتها بعدم المثول لاوامر فراني المستبدة اطمأنت وهدا بالها.
بعد ظهر ذلك اليوم وفيما فراني تقوم بزيارة تقليدية لدار من دور الايتام, صعدت كريسيدا تتفقد غاي وتطمئن على راحته.

وفجاة اذ تطلعت وجدته مرميا على الارض وقد فارق الحياة. نادت سام على الفور, الذي اتصل بالطبيب. حين حضر الطبيب للمعاينة كان قد وصل متاخرا. حين وصلت فراني هرعت مسرعة الى الغرفة على اثر خبر وفاته.
بكت فراني تاثرا وهي تقول لسام: "يا لحظي التعيس بعد ان فقدت والدك ها انا الان امام نفس المصيبة, من سيهتم بي بعد اليوم؟"
بدات كريسيدا تهدئ من روع فراني المدللة التي ارتمت على الاريكة تبكي وتنوح ثم تهوي على كريسيدا باكية من شدة التاثر قائلة: "ليتني لم اتزوج ذلك العجوز الاحمق, ها انا قد اصبحت ارملة معدمة."
بادرتها كريسيدا قائلة: "عليك باخذ قسط من الراحة, اذهبي الى غرفتك واستريحي."
"لا استطيع البقاء في غرفتي وحدي فهي متصلة بغرفة غاي." ثم اجهشت بالبكاء.
قالت كريسيدا: "يمكنك الراحة في غرفتنا, فهي بعيدة عن غرفة غاي." وساعجت فراني على النهوض والذهاب الى غرفتهما, وساعدتها بتغيير ملابسها.
نزلت كريسيدا الى الطابق السفلي وامرت باحضار الشاي. لكنها دهشت حين رات السيدة ايستمن تبكي على السيد غاي قائلة: "اني متاكدة ان السيدة فراني تبكي الان تظاهرا بانتظار الحصول على ارث دسم."
منتديات ليلاس
تابعت تقول وكريسيدا تصغي باهتمام: "يا لها من امراة طائشة مجنونة, تركت ذلك العجوز ليلفظ انفاسه وخرجت مع اصحابها وهي تمتم لا استطيع البقاء اليوم مع جثة في هذا المنزل."
قالت كريسيدا: "لا يمكنك التحدث عنها بهذا الشكل يا سيدة ايستمن."
حاولت كريسيدا تهدئة السيدة ايستمن فقامت باعداد الشاي بنفسها ثم اتجهت الى غرفة فراني.
على الفور اتصل سام بطبيب زوج امه الخاص السيد كريسبن, الذي صدم لخبر وفاة غاي واكد لسام ان وفاته اتت صدمة, اذ انه لم يكن يحس بمرض في يوم من الايام, وبعد ان اخذ وصفة مسكن لوالدته جلب لها الدواء واطمأن لنومها العميق.
بعدئذ جلس مع كريسيدا يتناقشان بمجريات الامور شارحا لها ما قام به من ترتيب للمنزل من كهرباء وتصليحات وغيرها, راى زوجته متكدرة الى حد ما اذ طلبت العودة الى كوفور بعيدا عن مشاكل ذلك المنزل, لكن سام ربت على كتفه قائلا:
"لا يمكننا المغادرة الان حبيبتي, والدتي تحتاج الينا, فلنتريث قليلا."
ارتدت فراني ثوبها الاسود وقبعتها السوداء استعدادا لاستقبال المعزين, وعرفانا اهدت كريسيدا سوارا ماسيا كانت لا تزال تحتفظ به هدية لها من والد سام.

تمنعت كريسيدا عن قبول تلك الهدية بلطف ثم قبلتها فيما بعد لانها ستسعد سام.
بعد الانتهاء من مراسم الدفن عادت العائلة الى المنزل مع محامي وصديق العائلة السيد نيجونت, ودخلوا الى الصالون الكبير حيث ستتلى وصية السيد غاي.
بدا السيد نيجونت بالقراءة قائلا: "تعلمون جيدا ان غاي رجل ثري جدا, وعلى ما اظن فالسيدة فينيل ستتاثر عقب ما ستؤول اليه الامور."
نظرت اليه لسيدة فراني بتعجب وهي تقلب محرمة في يدها, اخذت نفسا عميقا ثم بادرته قائلة: "لا افهم ما تعني."
قال: "للسيد غاي فينيل شقيق اصغر منه وقد توفي منذ عدة سنوات وبعده بقليل توفي والده فحصل غاي على الارث, بعض المال المنقول وغير المنقول كان بحوزة الرجل. على الاثر تزوجت والدته من السيد جورج بيكرانغ الثري الذي كان يعمل في تجارة الخضار في موطنه ميدلاند. بقي امر زواجها سرا نظرا لما كانت تتمتع به من لقب وثراء اثناء زواجها الاول. بعد سنوات توفي السيد بيكرنغ تاركا مبلغا يسيرا من المال لزوجته وابنها غاي. وحسب الوصية القائمة على غاي بعد وفاته تجيير الثورة لعائلة بيكرانغ التي تتالف من ثلاثة اشخاص يعيشون في برمنغهام.

اثناء المدة التي قضاها السيد غاي مع زوجته فراني, لم يبح خلالها بان الثروة لن تعود اليها. لكن لم ينس قبل وفاته ان يترك لك سيدة فينيل مبلغا من المال وان كان ليس يسيرا فباعتقادي يغطي مصاريفك الشهرية."
نظر سام حائرا الىوالدته التي كانت ترتجف غضبا ورثى لامرها شاعرا بغصة حيال ما حصل. اما كريسيدا فتمنت حينها مبارحة المكان هربا مما سمعته, لكن لم تستطع الهروب بعيدا لان الواجب يحتم عليها البقاء حيث هي والمساعدة. كان قد حضر في ذلك الوقت عدد من الضيوف المعزين, من بينهم اثنين من اعمام غاي الفقيد وعدد من الاصدقاء من بينهم السيد رفينغتون وكولن اللذين ابديا اسفهما للسيدة فينيل التي لم تصدق ما فعله زوجها بحقها.
شرعت تبكي وتشرح لابنها انها تزوجته طمعا في ماله وليس حبا به, لكنه خدعها بسلبها حصتها من الثروة العائدة الى عائلة بيكرانغ.
عاد المحامي يقرا على مسامعهم ما عرفه من تلك الوصية, قال: "الوصية تقول ان الثروة هي ملك لعائلة بيكرانغ فقد لا غير, وقد استفاد منها غاي خلال فترة حياته اذ كان محظوظا جدا."
امتعضت فراني وانفجرت غاضبة: "لقد خدعني طوال فترة زواجنا, بماذا ينفعني ذلك المبلغ الضئيل؟ علي الان بيع المنزل والسيارة وكل ما املك كي افي ديوني, لم اتخيل قط ان غاي يمكن ان يفعل هذا بي."
منتديات ليلاس
شعر المحامي بالاسى لما حصل, خاصة انها ساعدته منذ سنين باعطائه مبلغا من المال ليس باليسير لانه كان على وشك الافلاس.
حزن سام لدى سماعه تلك الاخبار وحاول مواساة والدته, فضمها الى صدره وهو يقول لها: "ارجوك هدئي من روعك, لا اعتقد ان غاي على علم بما كان سيحصل بعد وفاته, لكن خطأه انه لم يقل شيئا عن عائلته او عن الارث."
بكت الى ان شعرت بارهاق كبير, كان ابنها يحاول التخفيف عنها بقوله ان غاي لم يقصد الاساءة اليها, دفعت ابنها عنها وهي تقول بغضب: "لا تحاول تبرير تصرفاته."
جلست كريسيدا صامتة لا تدري ما تقول تنظر الى اصدقاء فراني وهم يحاولون تهدئتها بشتى الوسائل, وهي تصرخ في وجه طبيب العائلة السيد كريسبن. في وقت متاخر من تلك الليلة وبعد ان نامت فراني, خرج سام وكريسيدا للتنزه والسير قليلا في احد الشوارع القريبة.
دار الحديث عن الذي حصل في المنزل, فقال لها معتذرا: "حبيبتي انني اعتذر منك عن الشيء الرهيب الذي حصل اليوم, انها صدمة لنا." بدا سام متوترا ومؤنبا لوالدته التي اساءت التصرف خلال السنوات الاخيرة ولم تهتم بغاي العجوز مطلقا.
تضايقني حقا بماديتها وحبها للسلطة والمال. ليت العالم يتحول الى جزيرة نائية من جديد, لكن العم غاي كان عليه مصارحتها بشان ما يملك من ثروة ويوضح لها الامور."

اجابت كريسيدا: "لكن بظني ان مبلغ الف باوند شهريا لا يستهان به, انه يعجبني, ربما لاني لست غنية مثلها وغير متطلبة."
نظر اليها نظرة اعجاب وشكرها على حسن معاملتها لوالدته, اجابها: "لكن ماذا سيحل بوالدتي الان, ستبيع كل ما تملك وتصبح بلا الماس ومعاطف فراء. ما العمل قولي؟"
"ارى ان عليها العيش معنا, فالمنزل يتسع لثلاثة."
"كلا حبيبتي دعينا لا ناتي بالمشاكل وفراني هنا. والدتي لا يروق لها العيش في الريف ولا تحبذ الحياة البسيطة."
كانت كريسيدا تفكر بالوضع الماساوي الذي توصلت اليه فراني وبمصيرها السيء, فهي حتما ستحتاج المزيد من المال كي تغطي حاجاتها وستشكل عبئا ثقيلا على ابنها سام.
طوق سام خاصرة زوجته بيديه الاثنتين وقربها منه وقال: "تعالي نذهب الى بيتنا حيث الهدوء التام. لقد تعبت كثيرا عقب قدومك من شهر العسل ويكفيك ما مررت به حتى الان."
اجابت قائلة: "يمكنني تحمل المزيد."

قال: "احبك بكل قواي."
اجابت: "وانا احبك ايضا."
وفجاة سمعته يقول: "بالرغم مما حدث علينا العودة الى منزلنا, انا اعلم ان والدتك سوف تقدم المساعدة, اما انا فسوف اتي يوما بعد يوم الى هنا, لاني ساكون منهمكا بوالدتي التعيسة الحظ. ما رايك ان نتصل بدوم العجوز نساله القدوم الى هنا كي يساعدنا في بعض امور المنزل؟ قد يطيب له ذلك."
تجمدت في مكانها وابتعدت عنه قليلا قائلة: "لا لا اريده معنا, والدتي واخي يكفيان."
لم يلاحظ سام دهشتها وتابع قائلا: "انت لا تتفهمين الامر جيدا, علي في الايام القليلة المقبلة البقاء بجانب والدتي لترتيب بعض الامور ولايجاد من يحل مكاني.
في بادئ الامر علي الاتصال بالسيدة ويلكنز ابنة عم والدتي, امي لا تستهويها لكن وجودها معها في مثل هذا الظرفالزامي... يمكن الاعتماد عليها للتكلم مع المحامي بخصوص التركة حيث يمكن الحصول على المزيد من المال بالاضافو الى التقصي عن امور اخرى منها مسالة التامين وغيرها. لان هناك فواتير مستحقة تنتظر."
اصغت كريسيدا اليه وتفكيرها منشغل بدومينيك الذي يجب التخلص منه باسرع وقت وابعاده عن منزلها. اختلطت الامور عليها وباتت لا تدري ما عليها ان تفعله, وعاودتها الكآبة من جديد.




















الفصل العاشر


صباح ذات يوم ماطر وغائم من ايام ايلول الكئيبة, نظرت كريسيدا من نافذة منزلها فرات الازهار التي كانت منتعشة من قبل قد ذبلت وانحنت ووقع بعضها على الاحواض التي امتلات ماء.
دخلت كريسيدا الى المطبخ تحضر طبقا من السمك الطازج لزوجها سام. كادت تختنق من رائحة السمك لكن ام يحبه وعليهاا تحضيره له. عادة كانت والدتها تساعدها في الطهي لكنها الان مشغولة بتحضير حفلة لشقيقها سيمون واصدقائه بعد عودته اليوم من العطلة الصيفية.
قامت مدبرة منزلهما السيدة بارسلو بتنظيف الغرف في طابق منزلهما العلوي وبعد ان انتهت اخذت تخبر كريسيدا عن ابن ابنتها جاك حيث ولد من اسبوعين. احب سام تلك السيدة للطفها واناقتها وحسن معشرها وكان يقضي معها دقائق من الضحك المتواصل.
كما كانت السيدة بارسلو تتحدث عن خصاله الحميدة لجيران الحر وانها احبت ذلك البيت.
استقرت كريسيدا في منزلها الجديد,وكانت جدا مغتبطة لكنها كرهت الطبخ. كانت سعيدة بما لديها وقد شغلت نفسها بترتيب المنزل, علقت ستائر جديدة واهتمت بالحديقة يساعدها سام بقلع الاعشاب وتشذيب الاغصان الى جانب تسوية ديكور البيت.
منتديات ليلاس
كان حي دوريانس من الاحياء الراقية التي سكنتها عائلات عريقة منذ اقدم السنين. اما برينغتون التي يقع فيها ذلك الحي لا تزال ماثلة للعيان حتى يوم سكنها سام وزوجته.
بعد تلك الاعوام التي مرت سكن المنزل الذي يقيم فيه سام وكريسيدا امراة متقدمو بالسن لمدة اربعين عاما, وها هو الان يعود هذا المنزل الى عائلة اخرى تقوم على اعادة ترميمه واصلاحه كي يتماشى مع نمط العمارة الحديث.
كل تلك السنين ومتانة المبنى لا زالت كما كانت فيما عدا اصلاحات طفيفة طرات على المطبخ وحمام الضيوف, اضافة الى غرفة جعلاها مكان استراحة. مكان جميل لا يعكر صفوه سوى ما خلفه موت السيد غاي.
كان سام يقضي ايام الاسبوع في دار والدته يهتم بشؤونها. وفي عطلة نهاية الاسبوع يعود الى منزله لياخذ قسطا من الراحة بعد تعب متواصل بقضية ترتيب شؤون تتعلق بوصية زوج والدته التي امست لا تطاق. فعصبيتها قد ازدادت اثر ما حصل, مما جعله في ضيق مطبق.
ازدادت مخاوفه اثر مطالبة والدته بمنزل جديد في المدينة, لا سيما وقد باعت جميع مجوهراتها وحتى المنزل الذي يعود لغاي. بات الان في حيرة من امره, كون الشقق السكنية في المدينة غالية الثمن. قص ما حصل على مسامع زوجته التي نهرته بعنف قائلة:

"لا اريد السكن مع والدتك بعدما عرفته عنها."
وافقها سام الراي واتفق الاثنان على ان تسكن منفردة.
هواجس الماضي ما زالت تخيم على كريسيدا الا انها شغلت نفسها بامور منزلية تناست معها هواجسها, لا سيما ان دومينيك قد غادر لبعض الوقت الى البرازيل على اثر ارتباطه بعقد عمل, وهناك متسع من الوقت كي يعود الى لندن.
بدا سام يشعر بالارهاق نتيجة ما حصل في المدة الاخيرة وبدات زوجته تستاء من الوضع.
كان على سام ان يهتم بامور والدته من ديون متراكمة وانتقال من منزل الى اخر, وعليه فض الخلافات التي باتت قائمة بين فراني وكوت ابنة عمها المحامية اللامعة.
اصبح متذمرا حياته لا تطاق, فبات عليه مساعدة والدته ماديا وتاجيل رحلة قد وعد كريسيدا بها. لكن كريسيدا حافظت على هدوء اعصابها وتفهمت الموضوع برحابة صدر.
قام نقاش حاد بين الزوجين بسبب فراني وبدا سام حزينا.
قالت: "لا ارى ان عليك اعطاء والدتك المال, احوالها المادية جيدة وهي تاخذ راتبا شهريا من العائلة, انا اعلم انك ستقول لي هذه امي... اجل لكنها ليست بحاجة اليك."

اجاب: "ساعطيها طالما انا قادر على ذلك, انها والدتي وليس من العدل التخلي عنها الان."
قالت: "لكنك تبدلت في المدة الاخيرة والحياة لا تطاق نعك."
قال: "عزيزتي ما كان عليك ان تتزوجي بي, ديانا كما تقول والدتي كانت الانسب لي, ولكانت اعانتني في محنة كهذه."
وساد صمت خانق اذاك. حدقا ببعضهما والغضب يتطاير من عينيهما. كل المشاكل التي باتت مستعصية سببها فراني اللئيمة الجشعة, التي لا تعرف الشبع. فهي تحاول ابقاء سام معها لاطول وقت ممكن وايضا تاخذ الكثير من ماله الذي يجنيه من تعبه. وها قد حل فصل الشتاء البارد وليس باستطاعتهما راب الاعطال بسبب بذخها وترفها.
في اليوم التالي قررت الذهاب الى بيت والديها للاطمئنان عليهم. هناك تفقدت الحديقة وجالت بين الازهار المتفتحة العطرة. احست براحة واسترخاء لكنها لم تبح بما تعانيه لوالدتها التي علمت ان ابنتها قد تاثرت جراء ما جرى لوالدة سام. قررت كريسيدا اخيرا ان ما بينها وبين سام لا يمكن ان تلغيه مشاكل مادية مهما جرى.
بعد ان عادت الى منزلها قامت تهتم بهندامها وتستعد من اجل استقبال سام بحلة جديدة وابتسامة مشرقة وهي التي ابتعدت عنه لفترة بعد شهر العسل, والان اشتاقت اليه وستعوضه ما فاته من حب واشواق, وفي الوقت نفسه ستعمل جاهدة كي تنسيه مشاكل والدته.
منتديات ليلاس
ارتدت فستانا اصفر وانتعلت حذاء ابيض جميل, عقدت شعرها الاسود الطويل في اعلى راسها وتبرجت تبرجا فاق الوصف. وقفت تعد طعام العشاء وبدت في احسن حالها في مطبخها الذي يلمع نظافة. حضرت السمك بالمايونيز والى جانبه حساء ثمار البحر مع بعض الخضر الشهية, وجبة سام المفضلة.
كانت لا تزال تعد الطعام حين سمعت صوت محرك السيارة في الخارج. تلفتت فرات سيارة مرسيدس بيضاء اللون تقف امام المنزل, ورات دومينيك يتقدم نحو المنزل بلباسه الازرق يومئ لها بمنديله الازرق. وقفت مذهولة وبادرتها احاسيس تراوحت بين الكراهية والحب, انها لا تريده ان يحضر اليوم, لا تريده ان يقتل العواطف التي حضرتها لزوجها فهي لم تكن تتوقع قدومه في تلك الامسية, واختلط الامر عليها.
"مرحبا كريسيدا لقد اتيت لتوي من البرازيل, اتصلت بسام بمكتبه ولم اجده فقررت القدوم الى هنا كي اراك. اعتذر لعدم اعلامك بقدومي قبل الان."
"تعال ادخل, تفضل."
وقف صامتا للحظة ثم جال بطرفه حول البيت والحديقة, وهو الفنان الماخوذ بكل قديم. فتنه منظر البيت بابوابه الخشبية وسقفه القرميدي الاحمر الداكن, واسترعى نظره اضاءة خافتة وضعت فوق الابواب.

اما الحديقة الغناء فقد احاطت بها شجيرات الياسمين وازهار التوليب بمختلف الوانها الهاية, ثم قال دهشا: "يا لهذه الحديقة الخلابة وهذا المنزل الرائع, ارى انك محظوظة اذ حصلت عليه."
"نعم بالفعل فقد حصلنا عليه صدفة, كان هناك شخص اخر على وشك ان يشتريه. ثمنه باهظ جدا ويحتاج الى تصليحات جمة ولكننا نقوم بذلك تدريجيا."
نظر اليها نظرة عرفت مغزها فادارت وجهها عنه ثم بادرته: "فلندخل, سوف احضر القوة لنا وسيوافينا سام بعد قليل."
"اتيت لاراك انت فقط. أتعلمين؟"
"دعك من تلك السخافة."
دخلا الى غرفة الجلوس وبدات تقص عليه مصدر كل قطعة اثاث فرشت بها البيت. "السجادات الثلاث الفارسية من بيت والدة سام والصوفا اتينا بها مستعملة, اما الارض فقد فرشناها بالخشب المصنع والستائر الجميلة اخترناها باللون الاصفر الذهبي."
علق دومينيك قائلا: "سوف لن تريني المنزل باكمله على ما اظن يا قطتي الصغيرة."
نهرته كريسيدا بشدة ثم طلبت منه ان يكف عن مناداتها بذلك اللقب.
جلس دومينيك على الكنبة واشعل سيجارة ثم قدم العلبة لها. رفضت اذ هزت راسها غاضبة.

"اه كريسيدا, كريسيدا لقد تبدلت حقا, كنت في روما بسيطة جدا لا تهمل مباهج الحياة وعظمتها, أعلينا ان نظل نداري حبنا والى متى؟ لم تضيعين الوقت في اشياء سخيفة, تنتظرين قدوم سام وتجلسين تراقبين التلفزيون وتتلهين بقراءة قصص الحب وغيرها."
"اني مقتنعة بما انا عليه وسعيدة مع زوجي."
"من الصعب تصديق كلامك, تبجين الان اجمل من قبل ببشرتك البنية وعينيك الخضراوين, لا بد ان شهر العسل وشمس الصيف قد اضفا عليك جمالا باهرا... يتوجب علي رسمك من جديد سيدة غوفلد... يا قطتي الصغيرة."
"لم اعد قطتك, بل قطة سام."
"كريسيدا لم احلم في يوم من الايام ان اتحرش بزوجة صديقي, قصدي بريء."
"لست متاكدة جدا."
"ولست بدوري متاكدا من حبك لي كما من قبل."
"ليتك لم تات الى هنا وتفسد علي حياتي, ما كان بيننا اصبح من الماضي ومضى, وعليك الرحيل."
تابع الضحك ساخرا: "عزيزتي كريسيدا ليس بقصدي ان اضايقك, انت تعرفينني جيدا منذ كنا في روما."
"انت صديق سام الحميم, وشهدت على زواجنا, لماذا تتفوه بمثل هذا الكلام؟"
"ما رايك لو علم سام بالامر؟"
"سام لا يعلم البتة بكلمة عن موضوعنا."
"تعلمين اني لم اتفوه بكلمة بهذا الموضوع."
توترت من جديد ولم تدر ما عليها قوله.

فقال دومينيك: "دعينا لا نضيع الوقت بالتكلم عن الماضي, انت الان متزوجة من سام وهذا بيتك وانا ضيف هنا, هذا اذا كان مرحبا بي, فلنبقى اصدقاء فقط."
"سام سيرحب بك صديقا اني واثقة من هذا الامر."
مد دومينيك يده اليها وقال: "اصبحنا من الان اصدقاء فقط."
"في الحقيقة لا استطيع الكذب, سوف لن نصبح اصدقاء."
"من المضحك انك ارتبكت."
"كلا."
"حبيبتي عليك بالحفاظ على اسمك بان تخلصي له."
"اسمي, لا اعلم ما تعنيه!"
"ألا تدرين الى ماذا يرمز اسمك, كريسيدا؟"
هزت راسها ولم تدر ما عليها القول.
عرفت دومينيك انسانا مختلفا غرا لا يناوره احد. وقف يقلب اشياء الغرفة ويرتبها بذوقه الرفيع وهو يشرح لها مغزى اسم كريسيدا, قال:
"انه اسم قديم وينتمي الى اسطورة اغريقية تقول ان كريسيد ابنة لرجل في معبد ابولو المعروف بالحب والجمال, وقد خطفها اغامنون بعد ان احبه ثم اعادها الى والدها مقابل فدية من المال. وقد عرفت انذاك باستهتارها وعدم اخلاصها لمن تحب."
منتديات ليلاس
استمعت كريسيدا لشرحه ثم اشاحت بعينيها عنه وقد شحب وجهها: "اظن لو عرف والدي بالامر لاستبدل اسمي باسم احر, وما معنى اسم دومينيك؟ اعتقد ان معناه الاخلاص."
"حبيبتي لا تستهزئي... فهذا غير جميل منك. بالبرازيلية تسميته دومينغو ويعود الاسم الى المحترم سان دومينيك."
"يا له من اسم!"
التفت نحوها وقال ببرودة: "لقد تبدلت حقا, ما رايك بشرب كوب من العصير؟"
"ساقدم لك كوب عصير, لا بد ان سام في طريقه الى المنزل الان."
"هل اعددت طعاما شهيا لضيفك الذليل؟"
"ابقى لو اردت, لست طاهية ماهرة كما تعلم, اتدبر الامر."
"لم اطلب اليك في يوم اعداد وجبة لي, بل كنا نذهب الى تلك المطاعم الفاخرة حيث نفوز بوجبة لائقة وشراب منعش."
عاشت حياة سعيدة من دونه. في غيابه تحولت حياتها الى صفاء على الرغم مما شابها من ذكريات مؤلمة. الان انقلبت نعمتها الى نقمة وايقنت انها تحبه من صميم قلبها, وليس بامكانها نسيانه. رات ان بزواجها من سام اصبح دومينيك اكثر تعلقا بها.

احست بالضعف والغضب معا وهي تقدم له العصير, لم يلاحظ ما خباته من مشاعر عنيفة نحوه. اشعل سيجارة اخرى وراح يتمشى في الغرفة. يقف امام الزجاج البراق يمعن النظر في لوحة علقها سام فوق المدفاة, شغلت على القماش بالوان الزيت.
"اه مرفا البحر, اتذكره جيدا لا تليق ببيتك مثل هذه اللوحة."
بقيت صامتة فيما حاول حاول هو اعادة الذكريات التي كانت بينهما, تابع يقول: "اقول انها لفنان مجهول, هل هو من اختيارك او من اختيار زوجك؟ الوانها جميلة غير انها لم تشغل بمهارة. حاول من رسمها تقليد فان غوغ الرسام العالمي الشهير ولم يفلح."
"انه ليس بالرسام الشهير الشاب, انها عمة سام التي رسمت هذه اللوحة اثر زيارتها المتكررة الى المرفا وهي الان متقدمة في العمر."
ابتسم ثم قال: "بعد ان انفصلنا اصبحت ملمة بجميع انواع الفنون, تلميذتي النبيهة!"
"اجابته ساخرة: "حقا!"
"لا تتظاهري باني لا اعرف م تحاولين اخفاءه عني, تتذكرين يوم كنا حبيبين."
"اسكت." ورمقته غاضبة.
ضحك قائلا: "ما اجمل عينيك الخضراوين اللتين تشعان بالبريق حين تغضبين. هل يحبهما سام؟"
"يا لك من انسان مراوغ."

"هل تحاولين اقناع نفسك بانك لم تحبيني قط؟"
"لم يكن في يوم من الايام حبا صادقا."
ضحك ثانية وقال: "عزيزتي كم احترمك, كلمات تنطقين بها كاللؤلؤ, انك سيدة متزوجة الان وتخافين من الماضي ومقتنعة بان ما حصل كان خطا."
نظرت دهشة وبعد ان وضعت كوبها على الطاولة قالت: "ببساطة لا استطيع ان افهمك دومينيك, انا لا اخاف من الماضي لكني اؤمن بان مستقبلي اجمل من الماضي."
"هل نسيت تلك الايام؟"
"كلا, لكني لا اريد التفكير بذلك. انا احب سام ومتزوجة منه وهذا منزله, لا اعرف كيف تصف نفسك صديقا له وانت تتكلم معي بهذا الشكل."
"انت محقة في كلامك ولكنك تستفزينني."
"يبدو انك غبي وغير مخلص لصديقك, هل تحاول حثنا على الانفصال؟"
"سوف لن اكون مصدر تعاسة لك حبيبتي, وستظلين كريسيدا التي اعرفها."
تلونت خجلا وقالت: "لو كنت تحبني لتزوجتني."
وقف صامتا للحظات ثم قال: "لا يعرف المرء قيمة الاشياء الى ان يفقدها."
"اراك تتكلم الغازا مبهمة."
وراح يسرد اخبارا لا تنتهي.

"حين كنت في البرازيل كانت صورتك دائما في مخيلتي, خصوصا وانت بفستان الزفاف الابيض تتقدمين بفرح نحو سام, ليتني لم ادعك ترحلين من روما ومن حياتي."
شعرت بحرارة جسدها وانتفضت قائلة: "لا اريد ان استمع اليك اذا بقيت تذكر اشياء كهذه."
"متاسف حبيبتي لكنك تعرفين انني اهوى الصراحة."
"وما الفائدة."
رفع يده ملامسا خدها الاحمر الناعم. "انت تملكين اجمل عينين من بين كل النساء, تعرفين اني لم اتركك واغادر الى البرازيل عن عبث, فقد قصدت ذلك, لو ابتعدت قليلا حينها وابديت هدوء اعصاب كما تبدين عليه اليوم, لتمنيت ان اتزوجك وكنت فعلت. لكني اناني قاس واحب مهنتي كثيرا, اراك بعينيك الجميلتين تملكين شعورا وعاطفة لا يمكنني تصورها."
"حسنا قد يكون ما تقوله صحيحا, لكن لم تتكلم عن كل تلك الامور الان؟"
"يمكنك تفسير الاشياء بنفسك يا قطتي الصغيرة."
صمتت واحست ان قنبلة انفجرت, فتلك الاحاسيس التي عرفتها في روما لم تكن في يوم من الايام صادقة, الا ان هذه الساعة تتبين لها اشياء لم تدركها سابقا وهي انه حين قبلها وضمها اليه انذاك كأن بريقا ساطعا هد كيانها لمرة تلو الاخرى. وهاهي الان تقف مرتبكة حائرة وتخشى الانتظار."
منتديات ليلاس
تقدم منها وهو يقول: "اريد ان اقبلك." تراجعت الى الوراء قائلة: "ارحل من هنا دومينيك, ارجوك اخرج من هذا البيت ولا تعود اليه ابدا."
التفتت الى الحديقة فرات ضوءا ساطعا يعكس اشعته, ايقنت ان سام قد اتى وسيصل قريبا الى المنزل, وضحكت ضحكة هستيرية رن لها المكان.
"دومينيك انت تبالغ فيما تقول, ليس لديك فكرة كم انك مضحك, انا وسام نحب بعضنا وقد تزوجته الان, فلا تقف بيني وبينه بعد اليوم. لم اعد احبك ولن احبك ثانية."
لقد اقتنعت اخيرا بان دومينيك بعقله المتهور وارادته القوية سيبعدها عن سام مهما حصل, وسيدمر حياته لا محالة.
تراجع الى الوراء قائلا: "لن اعلن عن شعوري نحوك مجددا, واذا كنت تفضلين لن ابقى على العشاء. سوف اخرج قبل مجيء سام, لكني لا اعدك بعدم العودة فعلاقتنا الجديدة الان اراها منطقية وجيدة."
"كلامك منطقي." ليفعل ما يحلو له, اما هي فلن تؤذي سام فهو زوجها وتحبه, ثم بادرته: "اني اسمع صوت محرك سيارة سام, لننسى روما لبعض الوقت ونسعى لتناول طعام العشاء بسلام ارجوك."

وصل سام منهك القوى وما ان راى دومينيك قال: "علمت انك هنا اذ رايت سيارتك الفخمة متوقفة في الخارج. يا لها من مفاجاة جميلة."
اجابه: "اتصلت بك لاعلمك عن عودتي الى المدينة لكني لم اجدك."
"كنت مع والدتي, لديها بعض المشاكل, اعتقد ان كريسيدا قد اعلمتك بموت غاي وبما احدث من مآسي."
"كلا لقد وصلت منذ دقائق ولم نتكلم سوى قليلا."
قبل سام زوجته وغمرها مرحبا بها.
دخلت الى المطبخ تحضر العشاء مرتبكة وتركت الرجلين يتحادثان.
"انظر دومينيك اهدتني امي علبة سيجار كانت لغاي زوج والدتي."
"جميل جدا."
نظر سام الىزوجته وهي تقدم القهوة وقال لها: "يا له من فستان جميل, لم ارك به من قبل."
اجابته: "لقد اشتريته قبل زواجي مباشرة."
"انه غالي الثمن على ما اظن."
"الا ترى دومينيك اني موفق بزواجي؟" والتفت نحو دومينيك منشرح الصدر لرؤيته ونسي التعب والمشاكل في منزل والدته.
اجابته قائلة: "لا تربك ضيفنا فقد يضمر العكس."

قال دومينيك: "ان زوجتك جذابة جدا, والان بما اني عدت الى لندن اتمنى ان تسمح لي برسمها."
اجابه سام: "فكرة ممتازة, اتمنى ان ترسمها وتعطيني الصورة هدية لي في عيد ميلادي في تشرين القادم, هل يمكنك ذلك؟"
"عليها ان تجلس امامي لعدة مرات وتصبر لوقت طويل الى ان انتهي من رسم اللوحة."
"لا اعتقد اني ساوافيك الى لندن كي ترسمني, فلدي اعمال جمة علي القيام بها."
"ارسمك هنا اذا في المنزل." قالها ببرودة وعيناه تتاججان حبا, فامتقع وجه كريسيدا حقدا.
اجابت ممتعضة: "لا اريد رسما لي..."
قاطعها سام: "لا عليك اجلسي ما شئت وليرسم عينيك اللتين تشبهان في نظرتهما عيني الموناليزا حبيبتي."
اجابه دومينيك بفرحة كبرى: "لقد اصبت الهدف تماما."
جلست صامتة مرتبكة تفكر بتلك اللوحة التي رسمت لها ولم تكتمل بتفاصيلها الصغيرة, وتذكرت كلماته حينذاك وهو يقول: "عيناك كريسيدا واسعتان وابتسامتك هي ابتسامة الجوكوندا, وعنقك الطويل خلطة عادة احبها في المراة, انظر الى نظرتك المتلهبة التي تفوق نظرة الجوكوندا حسنا وذكاء."

بادرها سام: "حبيبتي انت صامتة, هل انت متعبة؟"
"نعم نعم اني متعبة." اجابت وهي تنظر الى دومينيك شذرا.
نظر دومينيك الى الساعة فوجدها قد تخطت العاشرة, ثم قال: "علي الان بالرحيل الوقت قد تاخر, كنت اشعر بالتعب حين وصلت وبات علي الرجوع لارتاح."
بادره سام: "ماذا؟ الوقت متاخر؟ لقد فاجأتني, السهرة لم تبدأ بعد, فلنذهب الى ملهى ونقضي بعض الوقت نلهو ونتسلى."
قالت كريسيدا على الفور: "لا عليك القيام باكرا ولديك مسؤولية كبرى."
قال دومينيك: "لا اني راحل يا سام وسامحني ان اطلت زيارتي."
قال سام: "لم ارك لوقت طويل؟" ضحك دومينيك ومد يده شاكرا تلك الجلسة الانيسة والعشاء الشهي.
صافحته دون النظر الى عينيه واستدارت منشغلة تلهو بورقة. ودعه سام بالقرب من سيارته ودعاه لقضاء عطلة الاسبوع التالي في منزلهما حيث هناك الكثير من الاعمال التي يمكن ان يساعده بها في الحديقة.
سمعته كريسيدا يجيب: "ساتي ان لم يكن هناك مانع."
صعدت كريسيدا الى غرفتها باكية, تبعها سام يهدئ من روعها دون ان يعرف السبب.

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 06:03 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعتذر عالتاخير كتيييييييييييييييييييييييير بس اعذروني صارت ظروف خلال هاد الشهر عن كل السنة وما فضيت احك راسي خلالها
بس جيتكم بفصلين وما ضل غير فصلين من الرواية وبتخلص
***********************************



الفصل الحادي عشر


ذات يوم من ايام تشرين الاول اكتوبر القارسة, قامت عائلة راي بزيارة للعروسين, وقد اقيم احتفال صاخب وعشاء فاخر على شرف الضيوف الاعزاء. كانت الفرحة كبيرة والتهاني يوزعها الاهل مندهشين بمنزل كريسيدا وسام الذي امسى متحفا صغيرا لكثرة الاشياء التي زينت اركانه. كانت فراني والدة سام قد تغيبت عن العشاء لانشغالها بامورها الخاصة.
لاحظ الوالدان ان ابنتهما قد فقدت حيويتها السابقة, وقام حديث بين فريدا وزوجها حول الانقلاب الحاصل في ذلك المنزل فعلق الطبيب والد كريسيدا على الموضوع قائلا: "لا بد ان تلك المراة هي السبب في كل ما جرى, فاني ارى سام ايضا ليس على عادته."
سالت الوالدة ابنتها: "هل رايت طبيبا؟ ربما انت حامل؟"
اجابتها بالنفي: "لا اعاني من اي مرض امي, اني بخير ولست حاملا في الوقت الحاضر."
سعدت كريسيدا بوجود اخيها سيمون الشقي الذي اضاف اشراقا على جو المنزل في تلك اللحظات السعيدة, كانت تشعر على الرغم منها بضيق وانزعاج. بعد ان رحل الجميع عادت وزوجها سام الى غرفتهما ياخذان قسطا من الراحة لكنها لم تستطع النوم, راودتها ذكرى دومينيك من جديد, ضمها سام اليه بحرارة وهدا من سكينتها الى ان اغمضت عينيها.
منتديات ليلاس
كان دومينيك ملحا على المجيء لزيارتهم في نهاية كل اسبوع وبدات تعتاد على ذلك واقتنعت ان الحياة يجب ان تستمر, اخذ دومينيك يساعد سام في اي وقت استطاع بتنسيق ازهار الحديقة وترتيب شؤون المنزل وبدا فرحا مشرقا.
كانت كريسيدا لا تزال غاضبة مما يحصل وفي قرارة نفسها تكن لدومينيك حبا كبيرا دون ان يعلم سام بالامر, غير ان دومينيك كان ينتابه شعورا بالغبن والحرقة لانه لم يحظ بها.
تمنت في لحظة ان تبوح بسرها لحبيبها سام غير انها تمنعت في اللحظة الاخيرة حين بادرها قائلا: "كم من النبل ان احظى بصديق مثل دومينيك, لقد انقذني ايام دراستي من دون مستحق. والان يقوم بمعاونتي لنتخلص من ديون امي التي تراكمت, غير اني متردد من اخذ المال منه, علينا الاعتراف لهذا الرجل بالجميل."
اجابته: "ارجوك لا تاخذ منه اي مال, نستطيع رهن منزلنا ان شئت."
اجابها: "بالطبع نستطيع, لكن لماذا تعارضيني دائما بشان دومينيك, انه صديق مخلص ووالدتي تعتبره عظيما."
"اما انا فلا."

لكنها اذعنت في نهاية الامر لقرار دومينيك ثم لاذت بالصمت.
كيف يمكنها التخلص منه؟كيف ستنسى ذكراه؟ انها لا تستطيع ان تخبر احدا عن دومينيك. وبدات تنهاريوما بعد يوم, وارتاحت حين علمت ان دومينيك غير آت في نهاية الاسبوع بسبب زيارته لصديقه كونلتي.
في لقائه الاخير معها, على اثر حديث بينها وبينه, قال لها مازحا: "سالقى هناك فتيات جميلات جدا غير اني لن احب سواك."
"اخرس." تتذكر الان كيف نهرته كطفلة صغيرة.
في تلك الليلة عادت ذكراه اليها وقد شعرت بشوقها اليه, وتمنت ان يرحل من البلدة ويتركها تعيش حياتها بسلام وهناء مع زوجها.
وجدت راحة وسلة=وى في وجود عائلتها بالقرب منها. جلس سام يسامر والدها, فوقفت تنظر لى والدها نظرات تشع املا وتفاؤلا وتمنت ان ترزق بطفل يشبه والدها.
نظرت نحو سام فاحست بمرارة, انه شاب قوي لكن في الاشهر الاخيرة بدا يشعر بالتعب والارهاق. فمشاكل والدته فراني كثيرة ومتطلباتها اكثر, فهي خائفة من انهيار زواجهما بسبب والدته, وايضا دومينيك فكانت تعتريها اوهام تقض مضجعها.

قدمت كريسيدا القهوة ووقفت تنظر الى رسمها في لوحة وضعت امام المكتبة, وبدا والدها معلقا: "لا اظنها تعجبني, انها ليست شبه حبيبتي كريسيدا."
"وانا لا احبها."
اجابت فريدا: "لقد رسمت بدقة ومهارة, تعجبني."
اما سيمون فقد علق: "تبدو كريسيدا الاصلية رائعة الجمال اكثر."
كانت كريسيدا ترتدي في الصورة رداء اصفر اللون يحبه سام, وجلس يراقب رسم كريسيدا بمعان وشعرها الطويل منسدل فوق كتفيها, اما عيناها الباهرتان فقد استوقفتا سام. لن تنسى تلك اللحظات في ذلك المساء حين سال سام دومينيك:
"ارى ان كريسيدا في هذا الرسم تبدو كالقطة الصغيرة المدللة."
نظر حينها دومينيك الى كريسيدا ضاحكا وقال: "سندعو اللوحة بالقطة الصغيرة, هل توافقينني؟"
لم تجبه وخرجت من الغرفة غاضبة.
وفي ذلك المساء سالها: "كان عليك ان تشكري الشاب على عمله الرائع, فهو قدم لك عملا جميلا."

اجابته: "لم علينا ان نتجادل في كل مرة نتكلم فيها عن دومينيك. لم لا تطلب من اصدقائك الباقين ريارتنا في المنزل؟ تيم مثلا عليك بالتغيير, لا يمكنك رؤية شخص واحد لمدة طويلة, لن يعجبك اذا انا استقبلت صديقة لي في المنزل كل يوم."
غمرها بذراعيه وهمس في اذنها: "حسنا احضري احدى صديقاتك وانا سادعو دومنيك للحضور, وستحل المشكلة."
اجابته بلطف: "لا اعتقدها فكرة مناسبة."
"صدقا, ا كنت تمقتين دومينيك ساطلب منه الا ياتي."
"وانت تتركني في عطلة نهاية الاسبوع لتخرج معه؟ لا شكرا."
قال بصوت مرح: "وانت تشتاقين الي, أليس كذلك؟"
هرعت نحوه ثم اسندت راسها على صدره وبكت بحرارة: "اعتذر, متاسفة اعصابي متوترة ولا اعرف ما بي, سوف اذهب لاتناو دواء مهدئا."
اجابها: " لا لن ادعك تدمنين على مثل هذا الدواء. اذا كان دومينيك يثير اعصابك سوف اطلب ليه عدم زيارتنا كريسيدا."
"كلا كلا لن يعجبك هذا الامر, فانت تسر بزيارته كثيرا."

"حسنا لندعه ينهي رسم صورتك اولا ثم نخفف من دعوته الى هنا, ونستطيع دائما منحه الاعذار."
اجابته: "كلا ستتسوى الامور, دعه ياتي, انت سعيد به وهو لطيف جدا. ان الاشياء المزعجة تتراكم علينا. ربما موت غاي والحالة التي توصلت لها والدتك, كل هذا قد اثر فينا. لم لا نكون حبيبين عطوفين كالسابق وننسى اننا زوجين لفترة من الزمن."
غمر الزوجان بعضهما في لحظة حب وانتهى الشجار الذي كان قد بدا بينهما. اقتربت منه ووضعت راسها على صدره الحنون تهمس كلمات اذهلته وسلبت فؤاده, ثم غفت على يده لهنيهات قليلة. بعدها استفاقت على نعيق البوم في الجوار وحاولت النوم من جديد بعد ان احاطت سام بذراعيها الاثنتين وغفت بعد عناء كبير.
كان قد حدث ذلك قبل موعد العشاء مع اهلها بيومين, حيث وهي تقوم بتقديم القهوة رن جرس الهاتف, فتوقفت لحظة ثم هرعت مسرعة الى غرفة نومها بحجة التبرج ولتجيب من هناك على الهاتف. وقفت هناك تحدق باثاث غرفتها التي تحبها وتشعر فيها بالامان. كل ما في هذه الغرفة متناسق مع بعضه, من الستائر الى ورق الجدران حتى غطاء السرير الاصفر والسجاد, بدا لها كل ما حولها جميلا جدا.

اجابت مبتهجة: "الو."
"قطتي الصغيرة." اجابها الصوتالذي الفته منذ كانت في روما.
"اه هذا انت, لم تتصل بي؟"
"هذه اول عطلة نهاية اسبوع لي ولا اكون فيها الى جانبك, لقد اشتقت اليك."
"لا تكن سخيفا دومينيك."
توردت خجلا واجابته قائلة: "تتصرف دومينيك وكانك لا تدري اني متزوجة, هل فقدت رشدك؟"
"ليتني افقد رشدي."
"كف عن مضايقتي دومينيك."
وتمنت ان تنتهي منه وتنساه, انها لا تريده في حياتها. فليتركها تعيش بسلام مع سام.
قال لها: "تمنيت ان تجيبي انت على الهاتف, اين سام؟"
"انه يتكلم مع والدتي في الوقت الحاضر, فعائلتي هنا تتناول العشاء."
"كل ما تطبخه قطتي الصغيرة غير شهي."

تطايرت شرارات الغضب من عينيها واجابت: "الى اللقاء."
"لا ارجوك لا تقفلي الخط. قولي لي انك ما زلت تكنين لي بعض الحب."
بدات تقول: "دومينيك."
فقاطعها: "لقد احببتني في روما لا يمكنك نكران ذلك."
"حسنا, اجل فعلت."
اغمضت كريسيدا عينيها وهي تشعر بالتوتر والغضب من عودته الى حياتها, انها تحب زوجها الان ولا تريد خسارته ولا تريد ان تتاثر حياتها الحاضرة بماضيها, فقالت له بصوت مخنوق:
"لماذا لا تتركني لحالي يا دومينيك؟"
"كيف اتركك وانسى تلك العينين الجميلتين اللتين تنظران الي بهيام وانا ارسمك؟ وشعرك الاسود الطويل الذي ينسدل على كتفيك الجميلتين."
سمعت كريسيدا صوتا وكأن احدا اخر دخل على الخط, فبدا قلبها يخفق بشدة , لا بد انه سام, لان الهاتف الاخر موضوع في قاعة الجلوس, ولا بد ان سام سمع حديثها مع دومينيك.
قال دومينيك: "كريسيدا..."

فقاطعته بسرعة: "الى اللقاء." واقفلت الخط.
جلست على طرف السرير لفترة محاولة استجماع قوتها والسيطرة على نفسها فسمعت صوت شقيقها يناديها:
"كريسيدا هل يمكنك المجيء والدي يشعر بالتعب ووالدتي تريد الرحيل."
عادت اليهم بسرعة ونظرت الى وجه زوجها لكنه لم يكن ينظر اليها. لم تستطع رؤية رد الفعل في عينيه لانه كان يتكلم مع والدتها وهم يتقدمون نحو الباب.
ضمت فريدا ابنتها بحب وشكرتها على الطعام وقالت لها بانهم مضطرون للعودة الى المنزل بسبب توعك صحة والدها.
قالت كريسيدا: "اجل بالطبع."
ودعا الجميع وبقيا في الخارج حتى اختفاء سيارة فريدا عن الانظار. نظرت كريسيدا الى زوجها يشعل سيجارة بصمت ثم قال: "سوف اذهب في نزهة على القدمين."
بدا قلبها يخفق بسرعة, لا بد انه علم الحقيقة حتى ولو لم يقل لها ذلك.
حاولت كريسيدا اقصاء الحقيقة عن سام, لكن يبدو ان الامور قد بدات تتوضح.
بادرته قائلة: "هل ارافقك في نزهتك, الليلة هادئة ورومنسية."
اجاب: "كلا شكرا."
وقفت صامتة واحست بجليد في اعضائها ثم بدوار في راسها, اغلق الباب الخارجي بينهما وذهب.










الفصل الثاني عشر


بدا الجو بينهما مشحونا بالتوتر. تملكه القلق لكنه لم يظهر بمظهر الضعيف الاخرق, تلك الضربة لم تقسم ظهره. ساورتها وساوس شتى حيال ما حصل وهي لا تدري ان كان سمع صوتها وهي ترد على مكالمة دومينيك. لم تعد تعرف حقيقة شعوره نحوها. ارادت النوم لكنها لم تستطع وبقيت تروح وتجيء في غرفة الجلوس ثم خرجت الى الحديقة ثم عادت الى البيت وهي لا تدري ماذا تفعل. وبدات تحن الى ذكراها معه في تلك الايام الخوالي حين احبته وتزوجته, وتمنت ان تعود تلك الايام الحالمة يوم كان ينظر اليها بعينيه الجذابتين وتذوب عشقا.
انتظرت حوالي الساعتين لكنه لم يعد. فجاة تذكرت يوم ناداها سم بالقطة الصغيرة حيث ناداها بـ كريسيدا المخادعة بسخرية مزرية.
وضعت راسها بين يديها وشهقت بكاء.
"لم ارد خداعه, قصة جرت في الماضي وكفى, كان ذلك قبل الزواج."
لكن كل ما حصل لم يكن ذا اثر, عرفت ذلك لكن دومينيك خذلها.
واخيرا عاد سام الى البيت, صعدت الى الطابق العلوي حين احست بقدومه, وسمعت صوت الباب يغلق, استدارت تهم بالنزول مجددا ثم جمدت في مكانها تحدق به بغرابة. ملامح وجهه بدت هادئة.

سالها: "لم انت مستيقظة حتى الان؟"
ضحكت بصوت مرتجف, تمتمت: "لا استطع... لم اقدر... اعني... كنت انتظرك."
"ما كان عليك البقاء مستيقظة حتى الان."
رجفت خوفا ولم تتحرك.
"سام..." بدات بالكلام متوترة لكن قاطعها سام قائلا: "ارى انك ترغبين بنقاش ما, انا لا ارغب."
توترت من جديد. "لكن سام علينا ان ننهي موضوعنا, ارى انك قد تغيرت معي... منذ كلمت دومينيك على الهاتف... هل سمعت ما ازعجك؟"
عندها حدجها بنظرة جعلتها تتجمدفي مكانها: "نعم رفعت السماعة وسمعت ما دار بينكما من حديث... ارجوك دعينا لا نتحدث بالموضوع الان."
اقتربت منه وامسكت كلتا يديه. لاول مرة تسمع سام ينادي دومينيك بكامل اسمه, فهو عادة يناديه بالعجوز دوم, وايقنت ان الصداقة التي تربط الاثنين انتهت الى غيررجعة, ولم تتحمل ما راته اذ تألمت لتألمه.
قالت: "ارجوك دعني اكلمك, دعني اخبرك."
قاطعها من جديد قائلا: "لا استطيع مواجهتك الليلة,اسف."
"لا يمكنك ان تاوي الى الفراش قبل ان نسوي المسالة."

سالها: "بماذا تريدين ان نتحدث؟"
"سام."
"لو رغبت بالسؤال عما سمعت, اجيبك اني سمعت وعرفت انك كنت على علاقة به اثناء مكوثك في روما, وانه رسمك هناك وانه ما زال يحبك."
شعرت ان الارض انشقت وتزعزع كل ما حولها: "سام لم اعد اتحمل معاملتك السيئة لي."
"انا ايضا لم يعد بوسعي تحمل اكثرمن طاقتي. خرجت لقضاء ساعتين من الوقت خارج المنزل ابتغاءاعادة توازني وهدوء اعصابي. انت بامكانك ان تعرفي اني لست مراوغا وادقق في التفاصيل. ان كنت تظنين اني سانتحر كما قال انه سيفعل صديقك الحبيب, فأؤكد لك انك مخطئة, دعيني اريد بعض الوقت للتفكير."
نظر اليها شزرا وحدق فيها جيدا, لاول مرة ترى جانبااخر لشخص سام, كان خوفها كبيرا, لم تعرف بالضبط ما يود فعله. برايها بات عليه حزم امتعته والرحيل بعيدا, لكنها لم تخادعه واخلصت له من قلبها, وعليه الا يحاسبها على الماضي.
عاودتها ذكريات ماريوكا, والحادثة التي حصلت مع فتاة قتلت على يد خطيبها.حينها سالته كريسيدا عما قد يقوم بعمله فيما لو تعرض لنفس الموقف, واجابها ان الموضوع يعتمد, في مثل تلك الظروف ليس بامكان انسان التكهن بما سيفعل.
منتديات ليلاس
انتهى حديث سام بالقول مصارحة انه يكره من يخدعه.
حاولت تهدئةروعه, فاقتربت منه ممسكة بيده قائلة: "دعني اشرح لك يا سام, مهما حصل معي في روما في الماضي,فانا لم اعد احب دومينيك. اما الان فاحبك انت لوحدك."
رات شبه ابتسامة على وجهه غير انه افلت يده من يدها وقال: "اشكرك وساتذكر ما قلته دوما."
ثم سار بعيدا عنها وهو يتابع: "هذا لو كنت اصدقك."
احست بذل كبير اثر ما قال, وحدقت به مذهولة الى ان اختفى خلف السلالم, ثم صرخ من اعلى: "اذهبي اغلقي النوافد واحكمي اغلاق الباب الرئيسي."
اجابته بحزن: "سافعل."
كانا يقومان بتدبير اعمالهما اليومية كالعادة, لم يكن سام يتناول طعام الفطور سوى في نهاية الاسبوع حيث يعد وجبته بنفسه, كان الجو لا يزال فاترا بينهما الا انه كان يحرص على الاهتمام بها من بعيد.
كانت تردد لنفسها دائما: ليتني كنت صريحة ممعه منذ البداية.
والان تحس بمرارة لا تقوى عليها, تذكرت تلك العبارة: "البرق يدوي مرتين." تاذت اذاك في روما حيث احبت دومينيك وهجرها, واذاها اليوم هنا حيث تتعذب بحب سام.

دخلت الغرفة وتمددت على سريرها بالقرب منه. كان نائما وقد ادار ظهره لها, واحست بالشغف لقسوة قلبه.
لم يتحرك ولم يتكلم معها فايقنت انه يغط بنوم عميق. حل محل الخوف احجام وعناد وساد جو قاتم. بكت بحرقة واسف لما حصل بينهما.
كيف ينام غير مبال فيما القلق يمزق صدرها, يا له من رجل! لا بد انه تعب فقد اجهد نفسه في بناء سياج الحديقة طيلة فترة الصباح. كادت تحاول اصلاحما انكسر واعادة الامور الى سابق عهدها غير انه بقي نائما.
استفاق مرة خلال الليل اغمضت عينيها كي لا يراها مستيقظة, استدار نحوها فلمست يده يدها ثم ما لبث ان فتح عينيه واستدار الى الجانب الاخر, قال: "اسف."
قالت باسى: "اه سام ارجوك."
توقفت عن الكلام حين لم يتحرك او يتكلم مجددا. عادت فدفنت راسها في الوسادة وغطت في نوم عميق.
عندما استيقظت لم يكن سام بقربها. كانت اشعة الشمس تتغلغل من النافذة مبشرة بيوم احد جديد ينتظره الاثنان كعادتهما.

لبست ثوبها وانتعلت حذاءها ثم نزلت الى المطبخ فوجدت ورقة على الطاولة دونت عليها ملاحظة صغيرة تقول:
"كريسيدا بات علي التفكير في مسالتي المربكة واعذريني ان كنت قد احجمت عن الدخول في تفاصيل الموضوع, فاني لم استطع. اذ توجب علي توضيح الامور جيدا فالضربة التي تلقيتها وقصمت ظهري منك ومن اعز صديق لي لم اكن اتوقعها.
اني ذاهب الان الى بلدة امي وساقضي اليوم باكمله معها. هناك كثير من المواضيع علي بحثها معها, لكني لن ادعها تعلم ما في الامر وساعود ليلا في وقت متاخر. سام"
امسكت كريسيدا الوقة ورمتها في سلة المهملات, لقد ارتجفت شفتاها وتورد خداها حنقا واجهشت بالبكاء المرير. احست بالكآبة تعاودها, لقد تهدم كل ما بنته في لحظة وذهبت سعادتها مع الريح. على الرغم من تلك الافكار المتلاحقة والمتعبة التي راودتها عن دومينيك استطاعت احتمالها في الاسبوعين الماضيين, حيث ان سام لم يعلم بها. عرفت اخيرا ان سام قد احبها ولو لم يفعل لما تصرف على هذا النحو. كان قاسيا بطبعه لكنه لا يتهاون في قضايا مصيرية, يبقى انه رجل ولديه من الاخلاق الحسنة ما يكفي.

لو لم يكن دومينيك هو المشكلة لاخذت القصة منحى اخر, كيف ينسى اعز صديق لديه كان في وقت من الاوقات حبيبا لزوجته.
بقيت مشحونة تهذي لساعتين او اكثر اثر قراءتها الرسالة. بدت لها المشكلة تتراوح بين الجد والهزل, لحظة تبكي واخرى تهون عن نفسها وتنشغل بامورها الخاصة.
بعد ان نظفت غرفتها وازالت الغبار عن اثاث المنزل, اعدت فنجانا من القهوة ثم اشعلت سيجارة وراحت تتمشى في رواق الحديقة.
احستبطول ساعات ذلك اليوم وبانعزال تام, وبدات تفكر بدومينيك الذي يلهو في ذلك الوقت مع بعض الفتيات ولا يعلم ما قد جرى هنا. قد ياسف ويرثي لحالي لكن كل شيء قد تهدم, ولن يتمكن بعد اليوم من القدوم الى هنا. عدة مرات حاولت الاتصال بمنزل زالدة سام لتطلب منه العودة الى المنزل, فقد كانت تحس بوحدة قاتلة غير انها لم تستطع. وحاولت فيما بعد الاتصال بوالدتها واخذ مشورتها غير انها ترددت خوفا من ان تفشي سرها امام والدها فتتعقد الامور ويغضب. ليس لديها اصدقاء اخرين تثق بهم كي تلقى حلا معهم لمشكلتها. وبقيت المشكلة عالقة دون حل.
وبدات كريسيدا تسال نفسها ماذا عليها ان تفعل؟ هل سيبقى سام معها, هل ستبقى زوجته؟ هل سيسامحها؟ هل سيرحل ويتركها لشانها ام ستنال عقابا ما في كلا الحالتين؟
منتديات ليلاس
بدات تتململ تحاول ايجاد مخرج لقضيتها, فقد تركها وحدها تعاني ما تعانيه وذهب لوالدته يشكو همه, سوف لن تسامحه ابدا اذ غط نائما يحلم وتركها تبكي في الليلة الماضية.
ندمت كل الندم كيف انقلبت عليها الايام, رجلان نقيضان, الاول قاس عنيد والثاني اناني.
وقفت كريسيدا في الحديقة تنتظر قدوم سام فقد دقت الساعة السادسة ولم يعد بعد. كانت تفكر فيما ستفعله ان لم يات في تلك الليلة.
جلست على حافة حوض من الزهور تعشبه وهي تفكر بوالدته حين اتصلت بها عند الصباح لتشكرها على حفبة العشاء التي اقيمت في الامس. وبدات تبكي بندم على حظها التعيس, ترددت على مسمعها عبارة كادت تفقدها عقلها اذ قالت لها:
"لا بد ان والدك سعيد لزواجك من سام, وانا ايضا في حقيقة الامر."
كادت تتمزق من وقع تلك الكلمات عليها, حاولت ايجاد سلوى في عمل من الاعمال فذهبت الى المطبخ تلمع اواني فضية كانت فراني اهدتها لها يوم زواجها. بعد الانتهاء صنعت كعكة من التفاح يحبها سام, عند الساعة السابعة سمعت صوت محرك سيارة, نظرت في مرآة المطبخ بعينيها الحمراوين. تبرجت قليلا وسرحت شعرها ثم خرجت الى الردهة تستقبل سام بفرح وقد ارتدت فستانا ازرق اللون يحبه زوجها العزيز, لخيبة املها رات دومينيك يقف امام سيارته المتوقفة في الخارج. وقعت الواقعة بمجيئه وسيعقبه مجيء سام الذي سيقلب المنزل على راسها.
منتديات ليلاس
كان طقسا حارا اليوم وانقضى ثم نظر الى وجهها الشاحب فبادرها: "ما لي أراك منزعجة عزيزتي؟"
لم تجب بل استدارت ودخلت المنزل. كانت الساعات القليلة الماضية تعيسة جدا بالنسبة اليها حتى انها لم تلاحظ العاصفة الهوجاء التي عصفت وكادت تقضي على ازهار الحديقة وبعثرت كل الاشياء المحيطة بالمنزل.
جلست بقربه في غرفة الجلوس وبدات تحدثه بصوت هادئ ومرتبك فيما كانت يداها ترتجفان وكانها تلميذة مدرسة. قالت له: "اشكرك على مخابرتك لي في الامس... لقد انتهى كل شيء."
اجابها: "ما هو الذي انتهى."
احست تلك اللحظة ان ذلك الرجل اناني يضمر لها الشر ودمر حياتها تدميرا كاملا فقد توضحت الامور امام ناظريها على الرغم من اعتباره فنانا لامعا ذا دهاء كبير, قالت: "اكرهك. اكرهك من كل قلبي."
حدق بها ثم ابتسم هازئا وهز كتفه لاهيا: "عزيزتي كريسيدا,في الحقيقة لا ادري عم تتكلمين؟ اين سام؟"

"انه قادم في اي لحظة من اللحظات. لوسمحت عليك بالمغادرة الان؟"
"لم يغادر منزله في عطلة نهاية الاسبوع, حسبته يعشب الحديقة لذا اتيت اساعده."
"انت تستهزئ بالامور, لم تاتي دون اتصال."
نظر اليها خجلا: "تبدين قلة تهذيب وعدم احترام حبيبتي."
"لست بحبيبتك."
"هيا دعينا نوقف هذا الجدال انه ممل, لقد ضجرت واتيت الى هنا على الرغم من الصحبة والصحبة اللاهية, اتيت بسرعة جنونية لاقضي بعض الوقت معك."
"اسمع دومينيك, كل ما تفوهت به على الهاتف سمعه سام."
الان تبدلت حال دومينيك وشحب لونه وبدا مذعورا, قال: "في الحقيقة لا ادري ما تفوهت به."
"بالطبع لن تتذكر, اصبح يعرف الان كل شيء, كل شيء عني وعنك. ماذا تريد بعد؟"
اخرج سيجارة من علبته وقال: "اذن قد تعقدت."
"بالطبع ما رايك؟"
"ما الذي سمعه, ماذا قال لك؟"
"رفض الاستماع الي ليلتها, وقال انه بحاجة للتفكير لبعض الوقت."
" لا بد انه همس بكلمة."

"لقد انصت الى المخابرة عن غير قصد, اراد ان يعرف مع من اتكلم وعندما سمع صوتك انصت الى حديثنا." اكملت: "احب ان يقول كلمته." ثم ضحكت ساخرة.
"هذا كل شيء!"
"يكفي ما حصل. لم يلمسني او يكلمني منذ ايام. ذهب اليوم الى منزل والدته لانهاء بعض الامور العالقة وسيعود متأخراً عليك بالذهاب قبل ان يعود ويراك هنا. يكفي ما سببته لي."
راح يسير في الغرفة ذهابا وايابا وينفث دخانا من سيجارته: "يا للكارثة لقد تفوهت بكلمات حميمة عن غير وعي."
"حسنا قد قلت ما قلت ووقعت الكارثة."
"لا يمكن ان يسعى للطلاق منك لمجرد انك كنت حبيبتي قبل ان يعرفك. امر سخيف حقا."
بدت كريسيدا غاضبة ومحرجة وعادت تخامرها افكار العودة لا سيما ان سام قد تغير في الايام القليلة الماضية.
رمى سيجارة من يده وتقدم نحوها وهو يقول بعصبية: "قطتي الصغيرة انا اسف, لم ارد ان يحصل هذا, يهمني امر سام واحبه. ربما لن تصدقيني حين اقول لك اني لا اريد اذيته ونادم جدا على ما اقدمت عليه. انا اسف صدقيني."
كلامه واعتذاره اقنعا كريسيدا بصدقه. عليها الان تسوية وضعها مع سام. لم تستطع السيطرة على دموعها فبكت وهي تسأله:

" ما الذي سنفعله دومينيك؟ قل لي."
حاول التنصل من الموضوع والابتعاد قدر ما فيه عن هذا البيت من اجل سعادتها وسعادة سام.
"اه اني متاسف جدا وخائف على مصيرك, ماذا استطيع ان افعل لاصلح الخراب الذي حصل؟ انا مستعد للزواج منك في حال حصل طلاق بينكما."
نظرت اليه ثم ضحكت ضحكة رن لها المكان لم يسمع بمثلها من قبل, قالت متعجبة: "لو سالتني هذا السؤال وانا في روما لما وسلت الى ما انا عليه الان."
قال بهدوء: "لأم اكن جادا حينها."
"اشكر كان اردت الاعتراف بحبك لي والزواج مني غير اني لست راضية الان, لا احبك كما لا اهوى الزواج بك."
هز كتفيه بحنق وعض شفته السفلى الما: "اعتقد ان افضل شيء اعمله الان هو الذهاب في طريقي والابتعاد عنكما."
نظرت اليه والدموع تنهمر من عينيها: "نعم اظنه الحل الافضل."
"علي اخذ اغراضي اولا." وتقدم نحو الغرفة الثانية, اخذ عدة الرسم والتلوين والاوراق وترك رسمها مكانه, وحين عاد قال لها:
"احتفظي بالرسم لنفسك, انها شبه منتهية لكنها جميلة هكذا."

لم ترد عليه انه الرجل الوحيد الذي احبته بجنون, لكن يجب انهاء كل شيء الان. فجاة هبت العاصفة من جديد وبرقت السماء ثم رعدت وهطل المطر. طلبت منه انتظار العاصفة الى حين هدوئها.
"لا يهمني القيادة اثناء العاصفة."
اعترضت قائلة: "ارجوك."
تكلم لكنها لم تسمعه بسبب دوي الرعد القوي. وقف ينظر عند الباب ونظر اليها قائلا: "لكني لا اريد مواجهة سام الان, ومثلما قلت من غير المستحسن ان يعود ويجدني هنا."
"لا يهمني ان ابقى او لا ابقى."
طأطأت راسها موافقة.
فجاة عاد اليها مسرعا وضمها اليه: "اه قطتي الصغيرة حبيبتي, اسف لاني دمرت حياتك مرتين في هذه الحياة, لقد اعتقدت اننا سنكون اصدقاء نحن الثلاثة, لكن زوجك من النوع المثالي الي لا يرضى ان تكون زوجته على علاقة باحد في ماضيها. انا اعرف كيفية تفكيره بنا وباعتقاده ان كارثة قد حلت به لكنه سيتخطى الامر, فهو يحبك كثيرا, سوف اشتاق اليك... اتمنى لكما السعادة."
"اه دومينيك دومينيك ارجوك اذهب, اذهب."
افلت يديها الاثنتين فارتمت على الكنبة تبكي بقلبها المنكسر ليس على فراقه فحسب, بل على ما تسببت به لسام.

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 09:10 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45456
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوال الغامدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوال الغامدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلمو حبيبي خذي راحتك

 
 

 

عرض البوم صور نوال الغامدي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-12, 11:08 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليتني اعود طفلة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال الغامدي مشاهدة المشاركة
   يسلمو حبيبي خذي راحتك

ميرسي حبيبتي على مرورك وهي خاتمة الرواية

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البرق يدوي مرتين, دار النحاس, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات دار النحاس, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169019.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ط³ظ… ظ‚ظ„ظˆط¨ ط­ط¨ This thread Refback 16-05-16 10:20 PM


الساعة الآن 11:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية