لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-11, 03:24 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لم ينزعج رادولف للسؤال خلافاً لتوقعها.

_ أتؤمنين حقاً بذلك؟

_ لا ، لكني أعرف كثيرين يخافون من لعنة الغجر.

وفيما هي تبحث في حقيبتها عن الشامبو أوقعت كتيباً على الأرض. التقط رادولف الكتيب وفي عينيه اهتمام كبير.

_ من أين حصلتِ على هذا الكتيب؟

_ من قصر السيد دوغي الذي زرته يوم التقيتك.

_ ومتى قمت بهذه الزيارة الممتعة؟

كان سؤال الغجري ملحاً إلى درجة كبيرة.

_ يوم السبت الماضي.

قادتها ذكرى الحدائق إلى التفكير بالهرب وتذكرت أن سبيلها الوحيد إلى الخلاص هو المال الموجود في حقيبتها والتي ستغري بها كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة خاطفها.

_ السبت الماضي...

_ قبل أن تقوم باختطافي بيوم واحد.

هز رأسه وهو يفكرعميقاً ثم سألها:

_ ما رأيك بدائق القصر؟

_ لماذا تسألني! هل تعرف الحدائق لتطلب رأي فيهل؟

بدا الغجري مستمتعاً بهذا الحديث فأجاب:

_ نعم ، زرتها عدة مرات.

مرة أخرى زل لسانها إذ قالت مستغربة:

_ كيف سمح لك الحراس بالدخول؟

وضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات الجارحة. ورأت عيني الغجري تلمعان سخطاً

اقترب منها الرجل مهدداً:

_ أوضحي سؤلك. أتقصدين أن مستوي الوضيع لا يليق بمقام زوار تلك الحدائق؟

حاولت المرأة أن تخرج من المأزق فقالت:

_ آسفة اعتقدت أن...

_ أن ماذا؟

مدت لين ذراعيها متوسلة ومحاولة إيقاف غضبه.

_ أنا حقاً آسفة. أرجوك أن تنسى الموضوع.

انتظرت لين رداً عنيفاً من زوجها لكنه لم ينبس ببنت شفة. متى ينفجر ويعطي سجينته نصيباً من العقاب الذي تستحقه على هذه الاهانة؟ لكن كل مافعله الرجل أنه قذف الكتيب في الحقيبة وخرج من العربة.

راقبت لين مشيته المتوازنة وجسمه الرشيق. لماذا لم تلاحظ فيه هذه الأشياء عندما قابلته المرة الأولى؟ لا شك أن الخطر الذي كان محدقاً بها آنذاك لم يسمح بذلك. فجل ماصبت إليه كان الافلات من قبضته، الأمر الذي تحقق بفضل الفتاة الغجرية. من هي هذه الفتاة التي أطاعها رادولف فوراً؟ لا بد أن لها مكانة كبيرة في حياته كي ينفذ أوامرها وهو الرجل الصلب العنيد لو لم تر المشهد بأم عينيها لما صدقت أن رادولف يطيع كالأرنب امرأة غجرية. ربما كانت الغجرية تعرف سراً لوفضحته لأوقعته في ورطة كبيرة. لكن هذه الفكرة مستبعدة لأنها لو صحت لما تجرأ رادولف على خذل فتاته والزواج من غيرها. أرادت لين أن تعرف حقيقة العلاقة بين زوجها والغجري. لكنها تخاف من إثارة ذكرا اللقاء الأول كي لا يغضب رادولف وتسبب لرادولف ما لا تحمد عقباه. فلو أن الرجل يرغب في التحدث عن اللقاء لكان فعل ذلك بنفسه. لا بد أنه يتناساه لأنه يخجل فعلاً من فعلته الدنيئة. عاد رادولف حاملاً وعاء كبيراً.

_ هل يكفيك هذا؟

_ بالطبع ولكن من المستغرب أن تزعج نفسك من أجلي.

_ قلت لكِ يا لين أنكِ لم تري الجانب الأسوء مني بعد. وأقول الآن أنكِ لم تري الجانب الحسن كذلك.

أدركت لين أنه يجب عليها يجب عليها اكتشاف حقيقة هذا الرجل والتعرف إلى شخصيته الغامضة أكثر. مع ذلك هزت كتفيها لا مبالية لأن رغبتها في الفرار ربما تفوق فضولها في اكتشاف حسنات رادولف.

غسلت شعرها في الطبخ وعندما عادت تخلى رادولف عن قراءة مجلة وقام بتولي مهمة تجفيف شعرها.

شعرت لين بالهدوء بالقرب من زوجها الذي رمى المنشفة أخيراً وأخذ وجهها بيديه القويتين محدقاً في عينيها الزرقاوين.

ارتعشت شفتاها وكادت أن تبدا بالبكاء وهي تتذكر زيارتها إلى الكوافير حيث كانت تمضي أوقاتاً فرحة لحظات بعيدة كأنها تنتمي إلى أسجنة غابرة لن ترى لن ترى لين لها وجه بعد اليوم.

انتشلها صوت رادولف الرقيق من تأملاتها:

_ كم أنتِ جميلة يا لين.

جذبها إليه برقة وطبع على وجنتها قبلة حانية. لم تقاومه لين لكنها وجدت الدموع تترقرق في عينيها.

_ أرجوك! لم أعد أتحمل أكثر!

_ حتى كلامي؟

_ كل شيء! ألا تفهم أني لا يمكن أن أعيش سجينة طيلة حياتي؟

ابتعدت لين عنه وشعرها ينسدل بفوضى على كتفيها ودموعها ترسم خطوطاً لامعة على وجهها الناعم.

أضافت بتوسل آملة في أن يرق الغجري لحالها:

_ دعني أذهب. لا يمكن أن تحبسني في هذه العربة إلى الأبد. أنت تعلم أن ذلك مستحيل.

أطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت في غثارة مشاعره الانسانية الراقدة في أعماق شخصيته الشريرة. على أي حال هو قال أنها لم ترى الجانب الحسن بعد. فربما رأت هذا الجانب الآن.

تهاوت أحلامها عندما هز الرجل رأسه واكد:
_ أنتِ زوجتي ومكانكِ معي. تزوجتني بارادتك...

_ بارادتي! كيف تستطيع أن تقول ذلك؟

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 15-08-11, 03:25 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


_ لماذا لم تبدي أي اعتراض خلا اتمام مراسم الزواج؟

رمقها بنظرة ماكرة وأجاب على سؤاله بنفسه:

_ لأنكِ كنت تأملين بالفرار لوجودك خارج العربة ، أليس كذلك؟

_ بالطبع كنت آمل بالفرار، وهل تلومني على ذلك؟

_ وهذه الآمال مازالت موجودة على ما أعتقد.
منتديات ليلاس
تذكرت الشاب كونيل الذي أحضر لها قلماً. كما تذكرت المال في حقيبتها وعرفت ان عليها إخفائه لئلا يكشف زوجها خطتها.

_ أنا بالفعل أنتظر الفرصة المناسبة للهرب. نظرت إليه زوجته بذهول. هناك شيء عجيب في هذا الرجل وفي هذه القصة كلها. لربما استطاع كونيل أن يساعدها على حل اللغز المستعصي.

اقترب منها رادولف ووضع يده على كتفها محاولاً تهدئتها.

_ أرجوك دعني ولا تلمسني...

ضمها غلى صدره بحنان فأخذت ترتعش بقوة حتى تركها أخيراً دون أن تبدر منه أية حركة عنيفة.

_ مشطي شعرك قبل أن يجف.

خبير في أمور النساء غير الغجريات. فهؤلاء لايشغلن التجميل فيتركن شعرهن على طبيعته ليزيد في مظهرهن بدائية ووحشية.

لا شك أن رادولف يعلم أكثر مما يتوجب عليه غجري لا يهتم بما يجري في العالم المتحضر. فالغجر عادة مايكونون متقوقعين على أنفسهم ، متفين ذاتياً في عالمهم الخاص.

قطع صوت رادولف حبل أفكارها:

_ بماذا تفكرين؟ أرى على وجهك مشكلة مزعجة.

_ تماماً ، مشكلة الهروب!

أكد الغجري ببرود:

_ مشكلة لن تجدي لها حلاً. ولكني أرى شيئاً آخر في عينيك فماهو؟

_ وهل أنا مضطرة للإجابة؟

_ بالطبع وإلا لما وجهت غليك السؤال.

نظرت إليه بتردد وقالت:

_ قد لايكون جوابي صادقاً.

_ أنا أعرف بسهولة متى تكذبين عليْ

ربما كان صحيحاً أن الغجر يملكون حاسة سادسة كما يدعون.

_ كنت في الحقيقة أستعيد ذكرى لقائنا الأول.

وأخيراً تجرأت على ذكر مايتعلق بالحادثة الأولى. وكما توقعت تجهم وجه زوجها بسبب ذلك.

_ من الأفضل ان تنسي اللقاء الأول.

لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث تعطل السيارة تافهاً ويركز على الحادث الثاني في الغابة. ولا تفهم كذلك لماذا يغضب لذكر الحادث الأول مع أن لين هي الطرف المهان والمجروح.

_ ولماذا أنساه؟

_ لأنني أحاول أن أنساه وإذا تحقق ذلك تحققت مصلحتك.

ملأتها كلماته حيرة وذهولاً فقالت:

_ لا أعتقد أني فهمت قصدك.

_ لنغير الموضوع يا لين!

من يسمع لهجته الآمرة يظنه سيداً يكلم خادمته مع أن الحقيقة تكون العكس. فالغجر هم عادة الخدام وهم الوضعاء.

لم تأخذ لين بنصيحته وأصرت على إكمال الحديث:

_ تريد نسيان الحادثة لأنك تخجل من نفسك!

_ أخجل من نفسي؟

رفع حاجبيه تعجباً وأضاف:

_ أنتِ من يجب أن يخجل من نفسه.

ولكن...

_ اخرسي ولا تجادلي!

خرست لين واستأنفت تمشيط شعرها دون ان تفهم موقف زوجها. قررت أخيراً صرف النظر عن مناقشة الموضوع لأن ذلك لن يفيد بشيء.

_ أريد أن أجفف شعري.

_ ما رأيك بالخروج إلى الشمس؟

_ أتمنى ذلك.

نهض من أريكته بكسل وعلى وجهه علامات الضجر.

اتجها إلى الغابة تراقبها نظرات النساء الغجريات الفضولية ، لكن رادولف تفهم الموقف ولم يدع مجالاً لاختلاط زوجته بباقي قومه.

_ أشعة الشمس قليلة هنا بسبب تشابك اللأغصان. هلا اتجهنا صوب المنطقة الكشوفة للشمس؟

ابتسم رادولف وقال:

_ لا ياعزيزتي لن نتجه صوب الطريق.

_ أتخشى أن أحاول الفرار؟

_ قد تقومين بحاولة حمقاء.

_ أعترف أنك مصيب لأني لن أكف عن التفكير في الهرب.

_ أنتِ صريحة على الأقل.

_ ماذا تعني بعلى الأقل؟

_ أعني أن غطرستك وغرورك مثلاً يجعلانك تحتقرين الناس...

قاطعته لين:

_ لو أنني متغطرسة فماذا تكون أنت؟

_ أنا أعملك بالمثل ليس إلا.

مرة جديدة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لأنها تفادت غضبه.

تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصة وجودها خارج العربة لتشبع رئتيها هواء نقياً وعينيها خضرة حالمة. كانت من وقت غلى آخر تختلس النظر إلى زوجها فترى التناقض بين ملامحه الراقية وكونه غجرياً. مشيته تجعله نبيلاً وشعره المشعث المتراخي بفوضى يرده إلى طبيعته الغجرية.

اختار رادولف لهذه النزهة وادياً صغيراً تحفه الأشجار لا أمل فيه لزوجته أن تلتقي أحداً يساعدها على الهرب.

قال رادولف وهو ينظر إلى شعرها:

_ عليكِ أن تفهمي شيئاص يا لين . كوني مطيعة مهذبة معي تصبح حياتك ممتعة.

_ أنا لا أتصور أية متعة في العيش إلى جانبك!

كانت لين تتمنى أن يمل منها سريعاً فتتركها تعود إلى بلادها. عادا إلى العربة لإأمرها رادولف بتحضير الطعام. وقفت لين ترمقه بنظرة تحد وهي تغلي من الغضب لمعاملته إياها كخادمة.

_ لا أريد توجيه الأمر إليكِ مرتين لأانكش تعرفين نتيجة ذلك جيداً!

على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرته وجدت لين في كلامه نوعاً من السأم والتعب من هذا الوضع.

لم تحضر لين إلا طبقاً واحداً فسالها زوجها:

_ أين طعامك؟

_ لست جائعة.

_ مع ذلك ستأكلين إكراماً لي. لا أحب الجلوس بمفردي إلى لمائدة.

_ من تظن نفسك حتى تجبرني على الأكل؟ أشعر أنك سيد مستبد يفعل باتبعاه ما يشاء!

تخلت لين عن المجادلة في النهاية فأحضرت طبقاً وجلست تأكل رغم أنفها.

_ أرى أن دروسي في تعليمك الطاعة بدأت تثمر يا حلوتي!

قالت بمرارة:

_ السلطة والسيطرة توفران لك الرضى والغرور أليس كذلك؟

_ أصمت ، إذ كل ما بذلك يمتعني ، وأعدك بأن هذا العقاب البطيء لن ينتهي قريباً.

_ النهاية؟ تكلمت عن نهاية العذاب!

_ بالطبع فأنا لا أنوي أن أطيل العذاب أربعين أو خمسين سنة.

ارتعدت لين للفكرة وتصورت نفسها تمضي حياتها في هذه العربة.

_ أتمنى أن أموت الآن ، فهذا أفضل.

زال المرح والعبث من عيني رادولف وقال:

_ طفلة رائعة مثلك يجب أن تتمتع بالحياة لا أن تتكلم عن الموت.

تخلت لين عن حذرها وانفجرت غاضبة:

_ لا تتكلم كالأبله فأنت تدرك أن حياتي هنا جحيم لا يطاق!

وافق رادولف وقال ملحاً إلى شيء تجهله زوجته:

_ حالياً فقط.

_ حالياً وأبداً إذا عشت لك واستمريت في سجني.

_ فلنغير الموضوع يا لين. أخبريني عنكِ فأنا لا أعلم كم تبلغين من العمر مثلاً1 تخيلي أن زوجك لا يعرف عمرك.

_ أنا في الرابعة والعشرين.

_ أنا تخطيت الثلاثين ببضعة شهور. وأخبريني المزيد عنك فانا أحب سماع صوتك.

_ لا أعتقد أنك تحب أي شيء.

_ من المؤسف أنك تفسدين حلاوة صوتك أحياناً بتصرفاتك الرعناء. استرسلت لين في الحديث واستمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها.

_ يبدو أن توماس هذا ممل بعض الشيء.

_ كيف عرفت ذلك؟

_ من خلال حديثك عنه. نحن الغجر أذكياء يا عزيزتي!

_ أنا لم أقصد إظهاره مملاً.

_ توماس ليس الرجل المناسب لكِ يا جميلتي.

_ أنت مخطىء في حكمك على توماس.

_ توقعت أن تنكري ذلك. يالك من شخصية شفافة يالين أقرأها بكل بسهولة.

منتديات ليلاس
صبت المرأة اهتمامها على طبقها لتفادي نظراته الحادة القوية فأكمل الغجري الكلام:

_ من المؤسف أن تكوني مصابة بعقدة التفوق حتى لا أقول جنون العظمة. يجب أن تتعلمي أن جميع الناس سواسية وأن المجتمع الغجري ليس فاسداً لأنه يختلف عن مجتمعك. لا يجدر بكِ إحتقار الناس لمجرد إنتمائهم. المجرم وحده هو الذي يستحق الاحتقار والنبذ.

كان صوته مختلفاً هذه المرة حتى أن لين وجدت فيه رنة موسيقية كاللهجة الايرلندية. بالرغم أنه يكون في أحياناً قاسياً فإن لهجته تختلف عن لهجة بقية الغجر. لم لم تفهم لين لماذا أو لم يعد يهمها أن تفهم مادام هدفها واضحاً: الهرب.

_ لم يتهمني أحد من قبل بهذه العقدة التي تتحدث عنها.

_ لكنكِ أظهرتِ عقدتكِ تجاهي.

تبع ذلك صمت بارد وتشنج الجو بينهما . أحست لين بأن الغجري يكاد ينفجر غضباً وبالفعل قال لها بفظاظة:

_ إذا أخطأت بعد اليوم سأملأ جسمكِ بقع زرقاء...أفهمتِ؟!

أشاحت المرأة وجهها لئلا تواجه عينيه القادحتين شرراً.

بعد قليل خرج رادولف فعادت لين إلى وحدتها المملة برغم أنها لا تستسيغ صحبة زوجها ، لكن وجوده أفضل من لا شيء.

استغلت فرصة غيابه لتخرج المال من حقيبتها وتخبئه وراء بعض المعلبات في خزانة المطبخ. ثم انصرفت لكتابة رسالة قصيرة إلى الشاب الغجري كونيل تعده فيها بمكافأة مالية فورية وأخرى ترسلها له بعد فرارها على عنوان يحدده هو. قررت لين أن تمنحه كل ما ادخرته خلال عملها ، فهي مستعدة للتضحية بكل شيء لقاء خروجها من هذا النفق الظلم. لن يستطيع كونيل مقاومة اغراء العرض وسيتدبر طريقة لتهريبها في أي فرصة تسنح له.

بعد الانتهاء من الكتابة جلست الفتاة الشابة على طرف السرير تمضي الساعات في التفكير بمصيبتها التي حلت عليها فجأة ، وتتخيل نفسها حرة طليقة ، إلى أن غلبها النعاس أخيراً وتسلل النوم إلى عينيها.

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 15-08-11, 03:27 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- سجن العواطف

استيقظت لين ، والظلام الدامس يلف العربة ، على صوت الغجر يغنون ويرقصون حول نار كبيرة أشعلت في وسط المخيم. ولم تستطع إلا أن تستعيد ذكريات حياتها الهادئة في انجلترا ووظيفتها المحترمة في شركة الهندسة الزراعية. ساهم ذلك في زيادة توترها إلى درجة خافت معها أن تفقد صوابها يوماً إذا استمرت على هذا الحال. ماذا سيجني رادولف من وجود امرأة مجنونة معه؟ لو يدرك ويعلم أن كليهما بلا شك خاسر لأطلق سراحها فوراً.

فجأة سمعت طرقاً خفيفاً على النافذة فهبت من سريرها وأزاحت الستار بسرعة.

_ كونيل!

تكلم الشاب بصوت هامس:

_ اخفضي صوتك لئلا يسمعنا أحد!

لكن الاثارة وفرط التوتر جرداها من كل خوف وحذر.

_ لا تقلق. الكل مشغولون عنى الآن.

_ هل كتبتِ الرسالة؟

هرعت لين وأحضرت له الورقة.

_ أرجوك انتبه يا كونيل حتى لا يراك أحد.

_ علي الذهاب الآن. طابت ليلتك.

_ شكراً جزيلاص يا كونيل على ماتفعله من أجلي.

قال الشاب قبل أن يختفي في الظلام:

_ لا أعلم إذا كنت قادراً على مساعدتك ، لكني سأبذل جهدي.

خافت لين من أن يكون أحدهم قد شاهد كونيل يتحدث إليها أجالت نظرها في الخارج لترى ما إذا كان زوجها يراقب المشهد ويستعد للانقضاض من جديد على فريسته الضعيفة. لكن كل شيء كان هادئاً ولم يبدو أثر لإنسان حول العربة.

بعد نصف ساعة عاد رادولف إلى " المنزل الزوجي" دون أن تظهر على وجهه علامات تفيد أنه اطلع على ماحدث.أضاء المصباح العتيق بعد أن رأى زوجته غير نائمة.

_ لماذا تجلسين في الظلام؟ أتحبين أن تعذبي نفسك؟

_ ولماذا أنت تهتم بعذابي؟

_ في الحقيقة أنا لا أحفل بعذابك.

وأضاف بنبرته الخشنة:

_ ماذا فعلتِ في غيابي؟

_ لا شيء!

توجه رادولف نحو المطبخ وسأل زوجته:

_ أتريدين بعض الشاي؟

_ كلا.

_ لا بد أنكِ شربت فنجاناً إذن؟

_ لا.

سمعته لين يتنهد في تحسر وهو يعد الشاي وتساءلت لماذا لم يطلب منها أن تحضره بنفسها.

عاد بعد قليل يحمل فنجاناص فسألته بإصرار:

_ أين كنت طوال هذا الوقت؟

توقعت لين جواباً قاسياً يشعل مشادة جديدة. لكنها فوجئت به يرمقها بنظرة ناعمة مليئة بالحنان. هي قصدت من سؤالها إشعال غضبه لتعذبه لكنه خيب أملها بهدوئه الشديد.

جلس يشرب الشاي الساخن ويراقب زوجته بنظرة لا مبالية.

_ أريد أن أراكِ غداً بثياب جديدة.

أفزعت لين دفعة واحدة كل الغضب الذي جمعته في وحدتها وقالت:

_ سأرتدي ما يحلو لي.

_ لا تحاولي أن يراكِ زوجك بمظهر المرأة الشريرة. سترتدين شيئاً مما أحضرتِ معك لتمضية العطلة الممتعة.

تاهت عيناه في حقيبتيها المقفلتين على بعض من ذكريات ، قريبة كالوقت بعيدة كالحلم. كيف تضع ثيابها الأنيقة في خزانة العربة القذرة؟

ليس من المعقول أن تكون هذه العربة ملكاً لرادولف فهو يبدو محبباً لنظافة والترتيب. ثم أنه لا يحتفظ فيها بثيابه. تحفظه حول خصوصياته يحيرها كثيراً لكنها لا ترغب في الاطلاع على خفايا حياته لأن تفكيرها كله انصب الآن على هدف وحيد: الفرار.

قالت لزوجها بعد تردد:

_ لا أرى معنى لإرتدائي ثياباص جميلة وبقائي سجينة هذه الزنزانة!

_ لن تبقي هنا لأننا سننتقل غداً بسيارتك إلى مكان آخر.

أحست لين أن قلبها توقف عن الخفقان لأن الآمال التي علقتها على مساعدة كونيل إنهارة بلحظة.

_ هل يرحل الجميع لمكان آخر.

_ لا. نحن فقط.

كادت لين بعفويتها تفضح كل شيء.

_ لا أريد أن أغادر المخيم.

صعق رادولف لملاحظتها وأخذ ينظر إليها دون أن يفهم.

_ وهل تستسيغين البقاء هنا إلى هذا الحد؟ مع أنك لم تكفي عن التذمر من الضجر لوجودك هنا.

عضت لين على شفتها تحاول إيجاد جواب لا يفضحها واستطاعت بعد جهد أن تقول:

_ المكان الذي سنذهب إليه لن يكون أحسن من هنا. وأنا لا أنوي تمضية وقتي بالتنقل الدائم كالغجر المتشردين.

لن تأبه المرأة لغضب زوجها من كلامها لأن عقلها كان مشغولاً بفرصة الهرب الضائعة. ظنت أن الفرج سيأتيها أخيراً على يد كونيل لكنها وجدت نفسها تفقد الأمل وتعود إلى نقطة الصفر.

برغم كل شيء حاول الغجري المحافظة على هدوئه ولم يظهر إنفعالات لنعت زوجته قومه بالمشردين.

_ لا تحاولي الإعتراض لأني مضطر لمغادرة المخيم.

_ ولماذا تكون مضطراً للرحيل؟

_ لا ضرورة لأان تعرفي.

_ وهل سنجد عربة خالية لإقامتنا في المخيم الذي سنقصده؟

_ بالطبع. ألست ملك الغجر كما قلت يا عزيزتي؟ والرعية لن تدخر جهداً لتوفر مكان إقامة مريحاً لملكها.

أخذت لين تجوب العربة وهي تفكر بالمخيم الجديد والعربة الجديدة القذرة ، وبمزيد من هؤلاء الناس السمر الفضوليين. سجن جديد وحراس جدد يرصدون تحركاتها عندما يكون زوجها غائباً.

وفجأة إنهارت أعصابها وصرخت:

_ لا أستطيع تحمل المزيد! لا أستطيع البقاء سجينة. سيقتلني هذا الوضع الرديء!

وأضافت وهي تحدق في رادولف:

_ كيف تمضون أيامكم بهذا الكسل دون عمل؟ ألا تملون؟

وضع الغجري فنجانه على الطاولة ونهض من كرسيه دون أن يظهر عليه أي إنفعال مما زاد من حيرة لين التي قالت:

_ هناك لغز في حياتك! هناك سر ما إلى أين تذهب كل يوم فأنت ولا شك لا تبقى في المخيم؟

أزاح الغجري وجهه وكأن ملاحظاتها أحرجتها فاستغلت لين الفرصة وتابعت بالحاح شديد:

_ أريد أن أعرف كل شيء! أن تردد باستمرار بأني زوجتك ففي هذه الحال يحق لي أن أعرف أين وكيف يمضي زوجي أوقاته؟

_ أنتِ لا تعتبري نفسكِ زوجتي حتى الآن. فعندما تعتبرين أننا متساويان ستعرفين كل شيء. لكن مادمت تعتقدين أنكِ متفوقة علي لأني غجري فلن أطلعكِ على الحقيقة.

كل شيء في هذا الرجل يزيد من اللغز غموضاً: جسمه الرشيق مشيته المتعالية ، كبرياؤه وسطوته ، ثقته المفرطة بنفسه. ومرة جديدة قالت لين في نفسها: لو لم أعلم أنه غجري لما صدقت أبداً أنه كذلك. عندها فكرت بأولاف وبحديثه عن وضع رادولف الخاص ، فتلك الكلمة انطبعت في مخيلة لين وجعلتها تظن أن زوجها هو ملك الغجر. هو ليس بالطبع ملك الغجر لكنه يتميز عنهم بشيء ما...

لما نظرت في عينيه رأت مرارة كبيرة كأنه يطلب منها أن تتفهمه وتساعده على تخطي مشكلة تؤرق حياته.

_ إلى أين سنذهب؟ أعني أين يقع المخيم الذي تحدثت عنه؟

_ في مكان بعيد جداً.

_ ولكن ، ماذا سنفعل بالحصان؟ لا يمكنك أخذه إذن ، إذا كنا سنستعمل السيارة.

كان رادولف هادئاً وعادياً جداً:

_ بما أني سرقته سأعمل على رده إلى أصحابه.

_ لا ضرورة لأن تستغل كل فرصة تسنح لك لتسخر مني.

_ ولكنكِ افترضتِ أني سرقته ، أليس كذلك؟

_ ولماذا لا تقول لي من أين حصلت عليه؟ فأنت توافق معي على أنك لست قادراً مادياً على امتلاك مثل هذا الحصان الماهر.

كل كلمة ، كل حركة ، كل دقيقة تمر كانت تزيد من غموض اللغز وصعوبته بالنسبة للمرأة. مالسبيل إلى اكتشاف الحقيقة وإزاحة الستار عن الجوانب الخفية في حياة الغجري؟ قد يكون الوقت كفيلاً بذلك... وقد لا يكون.

_ لم أفهم معنى كلامك.

_ بصراحة ، أعني أن مظهرك لا يقنع أبداً بأن هذا الحصان الأصيل ملك لك.

كانت الإهانة الجديدة أقوى من أن يحتملها الرجل. فعندما تكلم بدا فاقداً تماماً سيطرته على أعصابه. يعميه الحقد.

_ لا بد أن يقودك لسانك يوماً إلى مهالك لا نجاة منها.

اعتذرت لين على الفور ، وحاولت تغيير وجهت الحديث.

_ آسفة لأني أسأت التعبير. ألن تخبرني من أين حصلت على الحصان؟ انه حصان أصيل أنا لم أكن مخطئة.

_ من أين لكِ هذه المعلومات عن الجياد؟

_ كنت أمارس الفروسية لبضع سنوات خلت.

وبدلاً من أن يجيب على تساؤلها حمل رادولف فنجانه إلى المطبخ ولما عاد قال بحسم:

_ حان وقت النوم لأننا سننهض باكراً في الغد.

تعمد رادولف البحث في حقيبة زوجته حتى وجد فستاناً قطنياً أزرق موشي بالرسوم.

_ سترتدين هذا الفستان غذاً لأنه يبرز جمالك وأنوثتك.

خطفت الفستان من يد زوجها ورمت به على الارض رافضة فكرة فرضه ارتداء الملابس عليها. ولكن رادولف لم يتسامح هذه المرة. بل أمسك بشعرها وصفعها على وجهها بعنف حتى كاد يرميها أرضاً. وقفت المرأة أمامه ترتعش فهي لم تتعرض في حياتها للضرب أبداً

_ التقطي الثوب!

أطاعت الزوجة أمره ودفنت وجهها في الثوب ثم صرخت بصوت مخنوق:

_ لن أستطيع الاستمرار طويلاً! لن أستطيع الصمود... سأنتحر!

فوجىء الرجل لهذا التهديد ووقف يحدق في زوجتها لحظات طويلة قبل أن يضمها بحنان إلى صدره ويقول بكل مالديه من رقة:

_ لماذا تغضبينني يا عزيزتي وترغمينني على استعمال العنف؟

أضاف وهو يتحسس بيديه وجنتيها الاهبتين:

لوكنتِ تتصرفين بهدوء...

توقف محاولاً تهدئة جسمها المنتفض ألماً وحزناً ثم تابع:

_ على المرء أن يكون حذراً عندما يتعامل مع غجري.

بصعوبة ، رفعت عينيها الرطبتين إلى وجه زوجها وتمتمت:

_ أنت مختلف... يا ليتك تظل حنوناً كما كنت الآن...

أمر لا يصدق! كيف تسر لين لوجودها في أحضان هذا الرجل الذي لا تكف عن التفكير في كيفية الافلات من يده؟ لماذا لم تنفر هذه المرة من لمساته؟

أضافت والكلمات تسبقها:

_ لماذا أنت مختلف؟

بدا على رادولف كأنه يقبل بهذه الحقيقة ولكنه لا يقى على أن يصرح بالسبب لأن هناك أمراً خطيراً يمنعه من ذلك ، لربما كان أمراً يتعلق يتعلق بالماضس الذي يمتد تأثيره على المستقبل.

_ لا أستطيع يا عزيزتي أن أشرح لكِ الحقيقة...

ابتعد رادولف عنها وزاد:

هيا إلى النوم يا حلوتي.

وقفت لين مشدوهة وهي تشاهد زوجها يتوجه إلى المطبخ ليحضر بعض الماء. واستغربت التبد العميق الذي أحدثه تهديدها بالانتحار.


في هذا الغجري الغريب. لم تعد تأبه بالألم الذي سببه لها بل انحصر تفكيرها في التوصل إلى أعماق وغاور نفسه وكشف حقيقته.

عندما عاد رادولف إلى الغرفة أخذ يحدق فيها ويتأمل جمالها الصارخ ، ولاحظت الزوجة العروق في عنقه تنبض بعصبية.

وعندما انتقلت عينا الغجري إلى وجهها حيث مازالت آثار الصفعات واضحة ، ظهر عليه الأسف والندم الشديدان على استعماله العنف ، تماماً كما ندمت لين على استعمالها الطريقة نفسها في الغابة. اقترب منها وأخذ رأسها بكلتا يديه محاولاً الاعتذار ، غفت لين بين ذراعيه ورأسها غارق في صدره وتحس بقلبها خالياً من الحقد والمرارة. الشيء الوحيد الذي تدركه في هذه اللحظة هو الارتياح لأن كل شيء بسلام أو بشبه سلا... وذلك بفضل تفهم رادولف لوضعها ولإكتفائه بطبع قبلة خاطفة على جبينها.

أمضى الزوجان الشابان معظم النهار في السيارة يتجهان إلى حيث تجهل لين. تمتعاً بالطقس الجميل وساهمت الشمس الدافئة بإزالة الحياة الغجرية التي كرهتها والتي أسقط واقعها المر أحلاماً شاعرية. بنتها لها قصص الأدباء وعمرتها أخيلة الشعراء.

لا تستطيع المرأة الانجليزية التي تعودت على صخب الحياة أن تحيا هكذا وبدون هدف كنبتة طفيلية تعيش على جهد غيرها. لابد لها من هدف واضح في حياتها تصبو إليه وتعمل على تحقيقه. فالطريق إن لم يفض إلى مكان ليس طريقاً. وقطار الحياة إن لم يقصد محطة ما يصير كابوساً.

كم كان كونيل مهماً بالنسبة إليها وكم أحست بالحسرة لأنها ابتعدت عنه! كان حلماً خرج من العدم ليخصب أرضاً حدباء. فإذا بيد رادولف تمتد لتخنق الحلم وهي في المهد. ولترمي بلين في مكان جديد لا تعلم ما ينتظرها فيه سوى مزيد من الوحدة والملل. ولكن ما أبقى في نفسها بصيص من أمل هو تلميح رادولف إلى إمكانية العودة إلى المخيم نفسه في يوم آخر قريب.

لاحظت لين ، الغرقة في المقعد الوثير ، أن رادولف لا يلاقي أي صعوبة في القيادة مع أن الغجر لا يحسننون عادة قيادة السيارات مفضلين وسيلتهم القديمة للتنقل: الحصان.

لا حظ رادولف أن لين لم تكف عن مراقبته طوال الطريق فسألها:

_ بماذا تفكرين؟ أراكِ تفكرين في أمر مهم.

_ أراقب طريقة قيادتك فأنت سائق ماهر على ما أرى.

_ العادة كفيلة بتعليم المرء كل شيء.

_ صحيح ، لكني أعرف أنك متعود على ركوب الخيل خصوصاً و إنك قلت مرة إنك تستعمل الجياد لا السيارات.

كانت لين تشير بكلمها إلى جملة قالها رادولف عندما التقيا للمرة الاولى قرب سيارتها المعطلة. حاول الغجري أن يتذكر ذلك ثم هز رأسه نافياً.

_ لا بد أنكِ واهمة فأنا لم أقل شيئاً من هذا القبيل.

_ أنسيت ماقلته في لقائنا الأول؟

_ نحن لم نتبادل كلاماً يذكر في لقائنا الأول. يبدو أن خيالك واسع يا عزيزتي!

أنبأها حدسها أن رادولف يتحدث عن اللقاء الثاني عندما اختطفها على أثر ضربة السوط. آثار حنقها عد إكتراثه الدائم بالحادثة الأولى وتركيزه على الثانية ، وكأن لين ارتكبت يومها جريمة لا تغتفر محت آثار فعلته البشعة.

بعد أحداث اليوم السابق تحول رادولف بسرعة من رجل شرس وحشي الطباع ، إلى إنسان هادىء وديع لا تثور أعصابه بسهولة أهو يجعله متلوناً من ساعة إلى أخرى؟ أيحاول الجانب الخير الإنتصار على الجانب الشرير والافلات من براثن الغرائز البدائية؟ أن هذا الصرع ينعكس على لين بشكل دراماتيكي يجعلها رهينة مزاج زوجها المتقلب... ماحدث البارحة يعزز اعتقاد لين. فرادولف هدأ بعد أن انفجر بشدة وطغى عليه جانبه الانساني بعد أن بدا نادماً على ضربه لها. حاول التكفير عن ذنبه بملاطفتها وتطيب خاطرها ، وعندما أفاق في الصباح نظف الفستان الذي رمته على الأرض ، ثم أحضره لها وألبسها إياه بكل رقة ونعومة.

مراع خضراء على امتداد النظر رافقتهما في تجوالهما. " تحرسها " هضاب واسهة مغطاة بأشجار خضراء عالية تهمس في أذن السماء الصافية أشعاراً وألحاناً. أوقف رادولف السيارة في مكان أخضر فسيح في منطقة تدعى كيلارني. وسار العروسان إلى بقعة منعزلة فيها بحيرة جميلة تقع على سفح جبل عال.

كادت الدهشة تعقد لسان لين لإاخذت تتأمل هذه الجنة الرائعة تغرف من جمالها وبراءتها فيفيض البهاء في نفسها عذوبة وصفاء.

_ ما أجمل هذا المكان! كيف تعرفت إليه؟

_ انا أعرف أيرلندا كلها.

شع في عيني المرأة بريق وارتسمت على شفتيها ابتسامة هانئة وأحست بنفسها تسبح في بحر عاتً من الأحلام. شعرت بالدفء يغمرها عندما طوقها رادولف بذراعيه... ليته يتكلم معها بوضوح لتعرف المزيد عنه وترتاح.

_ تعالي ، علينا ألا نضيع المزيد من الوقت!

نظرت إليه بحيرة وقالت:

_ قل لي على الأقل إلى أين سنتجه؟

_ ستعرفين عندما نصل.

_ لن أعرف شيئاً فأنا أشعر بالضياع.

ضحك رادولف وقال:

_ نحن في كيلارني وهذا الجبل يدعى الجبل القرمزي.

_ لم يفدني شرحك كثيراً.

_ أيهمك إلى هذا الحد الإطلاع على كل التفاصيل؟

_ في الحقيقة ، لا.

عاد رادولف بسرعة إلى السيارة وجلب سلة مليئة بالطعام. وأبلغ زوجته كالعادة أنه سرق السلة ومحتوياتها لكن المرأة لم تقتنع بكلامه.

_ أنت لم تسرق شيئاً!

_ أتحاولين تبرئة نفسك من وجودك مع زوج لص لا يعرف إلا السرقة وسيلة لكسب الرزق؟

أصاب رادولف بسؤاله لأن لين كانت تكره فكرة كونه لصاً. أرادته رجلاً شريفاً يحصل على لقمة عيشه بعمله وكده... ولكن لماذا تجد نفسها مهتمة بسلوكه؟ ما الفارق في أن يكون رادولف لصاً أو رجلاً شريفاً مادامت ستهرب منه يوماً لتستعيد حريتها الغالية؟

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 15-08-11, 04:03 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز
القلم الذهبي الثالث
روح زهرات الترجمة


البيانات
التسجيل: Feb 2010
العضوية: 155882
المشاركات: 14,420
الجنس أنثى
معدل التقييم: katia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميعkatia.q عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 16186

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
katia.q غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنا قرأت القصة بالانجليزي وحبيتها كتيييييييييير
وهأقرأها مرة تانية من يديك الحلوة
فألف شكر علي مجهودك الكبير يا عسل

 
 

 

عرض البوم صور katia.q   رد مع اقتباس
قديم 15-08-11, 07:49 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,218
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

للأسف الرواية منقولة من احدى المنتديات

يلغى تثبيت

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سجينة الغجر, pagan lover, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية