لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-10, 04:01 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Flowers

 

البارت الثاني و العشرون :



>>>كان الظلام يعم المكان ..و السكون يبث الخوف في الارواح ..متخبطه بمفردها ..تبحث عن اهلها
جدها او جدتها ...هند.. سلوى ..وينكم ..اخوي سعود ليش تركتني ...
دربها طويل ...و طبول قلبها قد بدأت بالقرع و كأن حدثاً ما قادم ..التفتت للخلف كانت عيون مخيفه تترصدها
الخوف شل جسدها و لم تقدر على الحركه ...فجأه غشاها نور قريب ..لمحته كان يقف باسماً بقامته المديده
و عنفوانه القوي..هو منقذها من كل هذا ..حلمها الذي طالما انتظرته .
ركضت له تنجو بنفسها من اشباح تطاردها ..استكانت في احضانه و السعاده تغمرها ...تسمع حتى نبضات قلبه
راجفه متوعده ...
دفنت رأسها و همست لنفسها بنعيم و طمأنينه...أهو ذاك الذي ينتظرني ؟؟؟
رفعت ناظريها لمنقذها ..لمن استكانت بين احضانه وديعه ...حالمه .....
لكن فجأه حل الجمود و توقف الزمن و نزلت الصاعقه على رأسها غير مدركه للحقيقه ...من انت ؟!!!! <<<

>>> >>> فانقشع الظلام ..وسطع ضوء اعمى عينيهاا .. فاندست في احضانه تحتمي من سطوعه القوي ..
و غابت في دفء مريح .. و استكانت و تركت عناء البحث عن الواقع من الحلم ... .. فإبتسمت ..لنفسها وهواء بارد
ينعش تنفسها .. .. فرفعت رأسها ..لتشكره بإمتنان على مساعدته...
فلم تخف ..او ترتعش او حتى تستنكر ..بل على العكس من اعتقدته غريباً لمساعدتها ... هو اكثر المقربين لها الان
تسلقت عينيها الخجلى ..قامته المديده لتستقر في ااعماق بحيرته السوداء .. .. وتبتسم بإمتنان ..و عادت تغوص في كنف
احضانه .. >>>

فتحت عينيها فجأه ..في عالمها الواقعي ... لتلهب اذنها انفاس حارة ... بعثت بـ وابل من الهزات العنيفه التي اعترت جسدها
و اعتراها خجل لايطاق .. كتمت انفاسها ..محاوله الفرار ..بهدوء .. لعلها تتصنع الجرأه و تتجرد من حلة الخجل لفتره ..
بعيدا عنه على الاقل .. .. .. ما كادت ترفع رأسها حتى تعود ..جزء من شعرها تحت ذراعه ... غمضت عيونها بتوتر
انه في اي لحظه يصحى ..و قتها ما تقدر حتى تتنفس ...حاولت تشد شعرها .. .. و تفر منه ..لكن هيهات المجازفه ..
ويبدو انه حس فيها ..و تحرك من مكانه ..استغلت الفرصه و تسللت على اصابع رجليها .. .. ..
ابتسم ..في صحوته وهو يراقب هروبها الصامت ... محتلها بالكامل من رأسها الى اخمص قدميها ..
... مزهواً بفخر لامتلاكه ... شيء لايعلم احد انه يملكه ...بمثل هذه المواصفات .


رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـيـــــاً ولــم أر بـدراً قـط يـمشـي عـلـــــــــى الأرض.



************************



دخلت جود ..وطالعت اختها المتأنقه .. ..
استندت على الباب ورفعت حاجبها بإستغراب ..سألت بهدوء : اوووووه شو هالتأنق ؟ على وين ياحلوة ؟
انتهت من الماسكار والتفت لها وقالت بإبتسامه : عيونك انتي الحلوة .. والله داقه علي فاتن ..وعزمتني
جلست على الكرسي وقاالت : والمناسبة ؟
وداد :بدون مناسبة .. صديقات و حابين نلتقي ...ما يبغى لها مناسبه .. .. .. المهم ويش رايك ؟
دارت حول نفسها اكثر من مرة ...ورفعت يدها بطريقه استعراضيه ....
ابتسمت جود وقالت : طالعه مثل القمر ..
ضحكت وداد ... وشالت شنطتها ...و ردت بغرور : قديمه ...
وقفت جود بسرعه وقالت : الله يرحم التواضع ...ترى يمدحونه ..المهم طلال اللي بياخذك ؟
وداد :اكيد .... إلا سواقي في اجازه كان وداني هو ...
سحبت عباتها وقالت : هاهاها بايخه ....خلاص ..بمشي معك ..يوصلك طلال قبل واروح انا المكتبه ..؟
وداد : والله فكره ..خلاص انا بدق عليك واقلك اسماء روايات بالمره ... و كمان مجلات ..
تأففت جود بضجر وهي تخرج قبل اختها : انا مااحب اقرب قسم الروايات .. ..
وداد بترجي : الله يخليك يا جود ... والله لو ماخايفه اني اتأخر على البنت ..لكنت مشيت معك ...جود لاتذليني عاد ..
جود : خلص .. لكن اكثر من روايتين ومجله مافيه...فاهمه..
وداد :خلاص يوووه منك .. صراحه المفروض سموك نذاله مو جود ..
ضحكت جود و سحبت اختها معها ....

*******************************

صلت العشاء.. وجلست على السجاده ..تذكر الله ...
وبقيت فتره ... وعيونها على الباب ...توجس المسامع ..لذلك الخفي ... الذي تدثر بالعمل من جديد ..
اكيد مايبغى شيء ... وهو ما يحتاج شيء اكيد لو يحتاج شيء كان قال لها ..
ابتسمت .. و كأنها خجلي من كل اللي صار ...
سمعت نغمه جهازها قامت بسرعه ... شافت تؤام روحي ... وابتسمت وهي ترد
: هلا والله بأحلى اخ في الدنيا كلها .
سعود : ايه اضحكي علي ..بكم كلمه ...
ليلى بزعل : فديتك يالغالي ... انا عارفه اني مقصره ... حتى اهلي ماكلمتهم ... كيفكم ؟
ضحك سعود .. وارتاح لصوتها وقال : ماعليه ..ياحبيبتي ..كلنا طيبين ... والحمدلله ...
: لا تخبي علي يا سعود ...طمني كيف جدتي وجدي ...والبنات ؟
سعود : والله كلهم بخير ..يسلمون عليك كلهم..
ليلى : وحشتوني كلكم...
سعود بحنان : والله وحشتينا كمان ..ماودي اقول مكانك فاضي في البيت ...و مافي احد يقدر يسده لان عارف انك بتقلبينها مناحه
تجرعت الشوق ..بصعوبه وصوته المحبب لقلبها .. يرهف اسماعها ..
ردت عليه : الله يخليك لي ... إلا قولي انت من وين تكلمني ؟رجعتم صح ؟
تلعثم سعود وقال : لا والله ما رجعنا .
ليلى بخوف : ليش ياسعود ..قبل ماامشي قلتم انكم بترحون بعد يومين ...فيه شي صار وانا ماادري ...
سعود : بسم الله ... انتي على طول فسرتي الموضوع على كيفك ..؟ مافينا الا العافيه ... حبينا نطول شوي
بتبدى التسجيل في الجامعه الاسبوع الجاي ... وقلنا ننتظر حتى تنتهي ..فهمتي هذي السالفه كلها .
ليلى بحذر :سعود ... تحسبني مااعرفك .... قول لي ..بسرعه ؟
تأفف سعود وقال : الله يهديك .. اقول اعطيني زوجك ؟
بصوت منفعل ردت عليه : سعود ... تحسب اني بصدقك .. جدي واعرف عناده لو قال مشينا ... يعني مشينا..
ومطلق مشغول ...
جاها صوته من خلفها .. : انا موجود .. خير في شيء .
رجعت خصلات شعرها خلف اذنها ..و طالعته ..وقالت : لا ..سعود يسأل عنك ..
تدخل سعود بصوت ضاحك : اقول اعطيني زوجك ...
تنهدت ..لكن تفاجأت بأن يده تلتف حول رقبتها .. ويأخذ الجوال باليد الثانيه ... بالتالي صار وجهه ملامس لوجهها ...
اشتعلت .. فابتسم لانه يعلم بأنها في اصعب حالاتها...
مطلق : هلا فيك ..ابو احمد..
سعود : هلا فيك ..اخبارك ؟
:الحمدلله ..كلنا بصحه وسلامه ... حرك شعرها من الجهه الثانيه ..و تركيزه فاق اعلى الدرجات.... ظل يتحدث ولاهمه
المشاعر اللي رقصت في قلبها وكادت تحطم صدرها ... من شده خفقانه ..
شال يده .. من عليها ... وقال بصوت هادئ : سلامات ان شاء الله .. اشوفك على خير ..
ظل يطالع في الخارج ... حست ليلى ان فيه شيء ...و كلهم يخبون عليها
اقتربت منه وقالت : مطلق ...ويش فيه ؟ سعود مخبي علي شيء ؟ صح
رفع حواجبه وقال : مافيه الا العافيه...
مسكت يده بتوسل :مطلق الله يخليك ...
ناظر ناحيه يدها .. وشد عليها بإطمئنان ..
وقال : يابنت الحلال... كلهم بخير ..ثقي في كلامي ... و بكره ان شاء الله راجعين
سألته بخوف واضح في صوتها : وليش بكره بالتحديد ...
بكل ثقه رد :في مشاكل في الشغل لازم اكون متواجد علشان احلها .. ..
هزت رأسها بالموافقه...رغم كل شيء مازالت خائفه
مسح وجنتها المتوهجه ... وابتسم ..
ردت له الابتسامه ... وشالت يدها من على ذراعه ...
وقالت بتوتر : انا نازله اجهز العشاء.. تبي شيء محدد..
رفع حاجبه الايمن بخبث و قال :ايه ...اقترب اكثر وسط ترقبها >>>
ارتفع رأسها وفي خلدها تدور كلمات كانت تريد ان تحتج لكن اختفى صوتها فجأه ... في ذروه المشاعر ..
غابت معه ...


***********************


يالله امشي ...
ريم : زياد .. يااخي اصبر شوي ..
زياد بقهر : انا ويش جايبني مع اكبر آآآآكله للكتب .. ..
ريم برجاء : زياد الله يخليك .. عشر دقايق وخلاص ... والله كلها كتب مهمه للجامعه
زياد : اففففف منك صرت اكرهها ذا الجمله ... اذا خلصت دقي علي ..بروح اتصفح لي كم مجله ...
تركها وهو يتحلطم ... انا اللي غلطان ... كنت خليتها في البيت ... مسوي فيها اخ كبير على غفله
مالت علي بس ... واحد احرق جوالي بالاتصالات .. والثانيه ..جننتني بالكتب ...
ركن على قسم المجلات العالميه ... مسك له مجله .. وانشغل فيها... دق جواله ...
زفر بملل وهو يعطيه مشغول .. . . و رجع يدخله ..لكن كوعه ضرب في بنت خلفه..
شهق بخوف ..لما انتبه ان البنت تأذت ...و مسكت صدرها ..قرب منها والخوف واضح من صوته ..
: انا اسف ..ما انتبهت لك ... والله ...فيكي شيء ..تحتاجين اوديك المستشفى .
اشارت بيدها بلا وهي ماسكه صدرها .. .. ..
إلتفت حوله ... وباين عليه مذعور ..
ورجع يسألها بخوف :يا اختي ..فيك شيء ...تحتاجين شيء ... شكل الضربه قويه على ...واشار على صدره ...
همست البنت بألم : مافيني شيء ... ...
مسح العرق من جبينه ... و طالع خلفه بتوتر... ولما رجع يطل في البنت ...شافها اختفت من مكانه
دار حول نفسه ...يدور عليها ... ومشى ناحيه المخرج ....
تخصر وهو يشوفها بين الزحام....زفر بقهر ..واخذ جواله ...ودق على اخته
وبغضب قال : دقيقه واحده ..اذا مامشيت والله ثم والله لاترك في المكتبه .... وقفل في وجهها .
ومشى لموقف السيارات ... وهو مقهور و متضايق من نفسه لايكون سبب لها ايه اضرار .. ..
لكن فجأه شافها ..تمشي من قدام سيارته....ومعاها واحد اكيد اخوها .. ويبدو انها متأذيه لانه كانت تمسك صدرها
تنهد بضيق و نظراته تلاحقها حتى دخلت سيارتها ومشت ...


***********************


جلس في مكانه المعتاد ..يراقب الناس عبر النافذه الزجاجيه ... ناظر ساعته .. وكمل مراقبته وكأنه يهمه ما يفوته
شيء ابدا ...
دخل زياد ...و هز مفتاح سيارته قدام عيونه .. : السلام عليكم
ابتسم سلطان وصافحه بقوه : هلا وعليكم السلام ..وينك يا رجل ... ادق عليك ما ترد ؟
ضبط شماغه و اشار بيده للجرسون ..
رجع يطالع سلطان : يااخي منت صاحي ..احد يدق في الفجر ..ما صحيت الا بعد المغرب .
والله كرهت الجوال من وراك ... وبعده اخذت اختي المكتبه الله لايردها ساعه ...
طالع جهه شباب يعرفهم و اشار بيده لهم بالسلام ورجع انحنى على الطاوله
وكمل : يااخي والله كرهت اغنيه محمد عبده اللي حاطها ...
ضحك سلطان وقال : مااحد قالك ..تحطه على العام ..كنت خليه على السايلنت ابرك لك ..
كشر زياد في وجهه وقال : والله من قراده حظي ... نسيت احطه على السايلنت .
ابتسم للجرسون وقال :واحد كوفي مر ..و نطق الاخيره بمراره في وجهه سلطان ..
ابتسم سلطان ..: خلاص ذليتني ماصارت عاد ...
زياد : خلاص... يالله قول ويش عندك ..ماحرقت جوالي علشان تشوف وجهي الوسيم .
شرب شاي و طالع زياد ..وقال وعيونه على الكوب : ما قدرت يا زياد..
رجف قلب زياد وقال وهو عارف تماما مقصده : ما قدرت ويش ؟
لمعت عيونه بإهتمام ..ومال على الطاوله وقال بصوت هادئ حذر : زياد ... اكبر خطأ انك تمشي في طريق خطر ..وانت تعرف
انه خطأ في خطأ....مليان بالقرارات الفاشله ...و ...
قاطعه زياد بحذر : اختصر يا سلطان ...
اخذ نفس طويل .. .. وصل لنقطه ما يقدر يرجع فيها للخلف ..لابد ان يمضي ..
كمل : ما اقدر اخذ اختك ... و اظلم حالي و أظلمها معي ...
تنهد زياد وكأنه وصل لاخر الطريق .. و ركن للصمت ..
تأمله سلطان .. وقال بجديه : زياد ... ناظر عيوني ...و خذ الامور من وجهه نظري ... اختك مافيها عيب والله يشهد ..
اشار لنفسه وكمل : العيب فيني انا ..والله فيني انا ..
سأله زياد بخيبه امل : ويش تبي مني يا ولد خالتي ؟
سلطان: اولا ابغاك تفهمني .
زياد بحده :فهتمك وبعدها ....
برجاء طلب منه : الله يخليك لا تزيدها علي .. .. انا من غير شيء مهموم ....
ريح نفسه على الكرسي ... في وقت جيه الجرسون .... عقد يديه على صدره ..انتظر لمن راح
وقال بسخريه : تبي مني.. اقول لاختي ... سلطان مايبيك . .. عادي اقولها في اوامر ثانيه ...
تعب من الانتظار وحس ان الموضوع مقفل من كل الجهات ...وان مصيره موشوم بالتعاسه .
لقط جواله و مفتاح سيارته ..و جا يوقف ..لكن زياد مسكه من ذراعه وارغمه على الجلوس .
زياد : اقولك اقعد ...
همس سلطان بغضب : مافيه فايده ... انت الوحيد اللي لجأت له وخذلني ...قلت احل الموضوع بالتراضي ما فهمت علي
تجي من اختك قدام الناس ولا تجي مني ...تفهم علي ....
هز راسه بتفهم وقال : خلاص ..مابقي الاتبكي ...وتفضحنا قدام الرجال .
زفر سلطان بقهر ... و سكت
اقترب زياد وقال بجديه : رغم ان الموضوع صعب علي ... وبيكون اصعب اكيد ... اذا نقلته لاختي ....
سكت لحظه و تذكر كل شيء مر بينه وبين اخته ...
ورجع كمل بمرارة : انا عارف ان الوقت اللي انحطيت فيه كان ضغط كبير عليك ..رفض ليلى و اصرار والدتك...
لكن قرارك جاء في الوقت المناسب .. والله يعين ان شاء الله .
سلطان : مشكور يا زياد ..
رد عليه بجديه : لو ماني فاهمك و فاهم سبب رفضك لاختي ..كنت دعستك بسيارتي و اروح فيك اعدام ..
ابتسم .. فكمل زياد له : الله يوفقها بواحد احسن منك ان شاء الله ..
رد له الابتسامه رغم الالم داخله ...وهز رأسه بإمتنان ..وهمس : امين ..
شرب الكوفي .. وهو حاس بثقل الهم اللي شايله ... .. وبالكاد قدر يبلع ..كيف راح يبلغ اخته الخبر الصعب
اصعب شيء انك تلاقي الرفض و ذراعيك مفتوحه بكل ود و تنتظر الاستقبال على احر من الجمر ..
مد لسانه ..وغمض عيونه ..وقال بلوعه : وع ويش هذا ... انا طلبت مر ...
ضحك سلطان بصوت عالي على تعابير وجه زياد ... و تناسوا مؤقتا ما ينتظرهم ...
هي قدرة يغدقها العقل في لحظات صعبه .. لعله يمضي قدماً في قراراته المصيريه .



*******************


الساعه الثانيه و النصف ...
ماكان يعتقد انه في اي لحظه ... بأنه يحمل قرار صعب مثل هذا وينقله لاخته ..
في هذه الثانيه ... شعر انه تخطى كل المصاعب مع اخته .. وانه نسي ما زرعته في نفسه
من خيبة و صدمه ..احتاج لايام حتى يصدقها انها تأتي من اقرب الناس إليه ..
جلس على عتبه الباب ... والانهاك قد اصابه...
مايفعل في لحظته هذه ... كيف يخبرها .. كيف يحطم ايقونه احلامها بكل سهوله ..
ابتسم ... كم ولو انه قد شفى غليله ..بهذا و اصبحت النتيجه متعادله ..
وعاد وكشر في وجه افكاره وكأنه يبغضها اشد البغض ...
لم يحبذ ذلك ... اي احساس قد تسرب لقلبه ورضي بمكوثه..
مهما يكن فهي اخته ..لب جروحه الظاهره ... و مفتاح اسراره ..
وقف على حيله ... عاقد العزم انه يخبرها في الوقت المناسب ...
دخل البيت... ليشق طريقه وسط الظلام .. .. ناحيه الدرج..
لكن سمع صوت تكسير ... من ملحق الرسم الخاص في ريهام ..
مشى بسرعه ... و توقف على عتبه بابها ..
اين ذاك العزم الذي تدثر بخوف الان ؟
و ذاك القرار الذي انتصب اعلى افكارك ... اين فر منك ؟
راقبها .. بشفقه ..تجمع قطع الزجاج ...
ابتسم بحزن .. و حال نفسه يقول ..هل ستقدرين على جمع اشتات نفسك ...غداً
هل ستعودين مثلما كنت ... لا ليست مثل ماكنت لقد بت اكرهها كثيرا تلك الفتاة ؟
تلك التي غرزت اشواكها السامه في قلوب الابرياء ... واستباحت الامهم ..
على حساب ان تنهض بغرائز انثى غير مباليه بالاخرين و أولهم اخاها .. .. .. ..
تلك التي صورت كيف تنهمر الدموع .. وهي في رغاده الضحك وعشق الفرح ...
اريدك ان تسدي الثغور التي صنعتيها بنفسك .. و تلمي بقاياك المتناثره ..
وتقفي صامده ..وعزيزه نفس ...تأبى ان تنهار تحت وطأه الاحزان ..
فغدا يوم اخر علمه عند رب العالمين ... ...
اقترب منها ... و جلس لمستواها ..يلم بقايا الزجاج ..لعله يتقاسم الالم ويعينيها على ماهو قادم ...
يتجاهل نظراتها المستغربه من تصرفه ..
قال :كنت طالع غرفتي .. وسمعت الصوت ..
ابتسمت وردت عليه : انكسر الصحن دون ما انتبه .. ان شاء الله اامي ما تلاحظ فقدانه ..
ابتسم ..و هو يرمي الزجاج في سله المهملات ..
غمض عيونه بشده ..وقال : كنت بكلمك في موضوع صراحه... وفرصه اني لقيتك لسى صاحيه .
جلست على كرسي بدون ظهر ..وقالت بإبتسامه مشعه : كلي اذان صاغيه .
استند على الجدار وقال : الموضوع يخصك انتي وسلطان .
ابتسمت ... و دلكت اصابعها بتوتر ... و هاله الخجل تغمرها قدام ناظريه ...
ابتلع ريقه بصعوبه بالغه ..وانتظر حتى تزول الغيمة الكاسحه من امامه و يقطع في امره وينتهي..
لم تعلم ..بأن موجات من المشاعر قد تفضحها وتعريها من جلادة صبرها..
اهو ذاك الشعور نفسه .. الذي تخيلته لنفسها ايام و ليالي طويله حالمه ...
تعالت انفاسها ..لترفع رأسها له ...و تقول له ..بصوت مليء بنشوة الاحلام .. و تزف له موافقتها بنفحه الورد
و فرحه العيد بعيد ... وزادها ذلك ابتهاج كبير ..ان اخاها قد توشح بالسلام و عفى عما مضى ..لتكمل المسيرة
ناحية حلمها المشيد في قممها العاليه ...
قالت بصوت منخفض : كنت بقول لأمي الليله ... لكن ماكانت فاضيه ... لكن اكيد بقولها بكره الصباح ...
تأملها بصبر طويل وقال بإستفهام غبي : بتقولين لها ايش ؟
رفعت عيونها بإبتسامه خجل : عن موافقتي ...
وسدت عليه جميع المنافذ لرمي قنبلته و الهروب ... لما لم يقذفها في محيطها الهادئ ويتركها تبتلعها ببطء
و يدعها تلعق جراحها .. بصبرها الذي غذته طيله هذه السنين ...
انتصب في وقفته و شمخ بإصرار .. وكله عزم انه لن يدعها تكمل مشوراها في السراب .. و تخوض في اللامعقول
سيقول عنه احمق ..و جلف و لا يتحلى بذوق او مراعاه للمشاعر ...فليفعلوا
فما اقسى من الانتظار وانت تعلم المصير ...
وسط نظراتها المستغربه لصمته الطويل ... و صلابته التي اكتسحت حتى عينيه ..
وبصوت حازم : ريهام.... سلطان ما يبيك ..
إبتسمت .. وجفلت عينيها..مع ان ابتسامتها بدأت تذبل و وجهها بدأت تكتسحه ظلال العزاء و فقدان خلع من قلبها
خلعاً مؤلماً...
فتحت فمها .. .. لكن الكلمات اختفت داخلها ... و اعتراها برد قارس جمد معجم المشاعر .. ومات الشوق
على عتبه الانتظار .. و انحصر الحلم في زاويه ضيقه و اختنق حتى لفظ انفاسه الاخيره...
وهاجر السرب الاخيرمن مجرد " اماني " ... و ظلت هي وحيدة .. .. ..
و فراغ كبير ...يتردد في صداه .." ما يبيك " .
تنفس بإرتياح بالغ ..لانه انتهى من مرحله خطرة... والباقي سيكون عليها هي الشق الاكبر لشفاء روحها ...
اغمضت عينيها ... تريد ان تعيش الفقد .. ولوعه الصدمه ... فذرفت دمعه مجنونة ... صاخبه ..
والحقيقه انها ساخرة .... ذكرتها بدمعه قد انتفضت متمردة من اعين بريئه ... ذكرتها بأن الدنيا تدور ..و تدور .
و استرخت ..في اغفاءتها ... وتريدها طويله ... طويله .
وغابت عن الحياة .....في سقوط الى قاع ..عميق .. لاتظن انها ستبصر نور القمه من جديد ..

اليوم لا يمر
وقلبي من الالم والوحدة يؤذيني
فينعكس الحزن على وجهي
وحتى حبي قد تعب من الحزن
وكل قطرة حزن تنزل مع دموعي بلا امل
كل هذا يحدث من دونك
وعندما تمر الليلة من غيرك
يعود الى قلبي التعب
ليس لدي حب
فالحب ممنوع بالنسبة لي
فببعدك عني تخفق روحي وتتلاشى من جديد
ببطئ ببطئ
اغني لوحدي
اه من حب شدني اليك
حزني يسقط في قلبي كالجمرة الحارقه..
يوشم في نفسي ..جروحا ابديه باقيه ..


***********************************


في كل يوم ..حينما تشرق شمس الصباح .. نرفع ابصارنا لرافع السماء ..
ونبث دعوانا له .. .. .ونتأمل في خفيه عن بنو البشر ... في تواصل روحي ..ما بيننا وبين خالقنا..
نشمر عن سواعدنا ..ليومنا ... متجلدين بالتفاؤل والصبر .. ذاكرين الله في كل ساعه..

انتهى من شيل الشنط .. .. وراقبها تثبت عباتها على راسها ... وتمشى ناحية السياره ..
عدل شماغه ... وانتصب بشموخ .. و دخل .. .. انتظر حتى دخلت وحرك السيارة و مشى ..
إلتزم الصمت .. من بدايه الطريق ... .. طالعته بطرف عينها ... و كأن حس عليها و لبس نظارته الشمسيه
استرخت على الكرسي ... وفي بالها تدور على شيء ..على نقطه بدايه ... الصمت يقطع حدة العلاقه ..
الطريق طويل ... لو تقدر تقضيه بالنوم كانت اختصرت الوقت ....
دق هاتفه ..لتخرجه من صمته .. .. و تراقبه تلك الكاميرا الزوجيه بنقد ... و تأمل و اكتشاف ..
مطلق : ياهلا والله براعيه الصوت ...
إلتفتت ليلى جهته ..وعضت شفاتها تحت غشوتها ... رقص قلبها على اثر ضحكته ..
و ساورتها الشكوك ...خلف ستار اللامبالاه ...
إلتفت ناحيتها و بصوته الرخيم : والله كلنا بخير ... والله هي السبب .... وضحك ..
ناظر ليلى وقال : ابشري ..خذي كلميها ..
مد الجوال لها وعيونه على الطريق .. .. .. مسكت الجوال وهي تجهل هويه المتصل ..
اول ما حطته على اذنها ..ابتسمت بخجل لان افكارها راحت بعيد..
: هلا وفاء ...
وفاء بضحكه : هلافيك يالقاطعه ...وحشتينا والله ..اخبار اخوي معك؟
ليلى : الله يخليك ..وانتو كمان وحشتوني .. اخبار البنات ..؟
وفاء : الحمد لله ... مثل ماتركتيهم ... إلا ماقلتي كيف مطلق معك ؟
رمت بنظره عليه و هو مازال مركز في الطريق ..: تمام ..
وفاء بضحكه : اكيد ..مابتقولين ثقيل طينه و ما يتكلم كثير..و يرفع الضغط ...
ليلى : لا حرام ...مو لهذي الدرجه .
وفاء : اوووه ... والله قمنا ندافع ...من قدك يامطلق .. اقول ليلى ليش راجعين ..كان قعدتم شوي ؟
ضحكت ليلى ..وقالت : مطلق عنده شغل في الشركه .. .. إلا خبريني اخبار خالتي و البنات ؟
وفاء :الكل بصحه وسلامه ... وينتظروكم على احر من الجمر ...
ليلى : على خير نلتقي ان شاء الله ...
وفاء : مااطول عليكم ..ننتظركم في البيت ...مع السلامه .
ليلى : في امان الله .
مدت الجوال له ...قبض على يدها ..وقال : وفاء ما تفوت مكالمه الا تحش فيني .. ؟ يالله اعطيني الموجز
استرخت يدها في قبضته القويه ..و لم تحاول حتى ان تسحبها ..
ضحكت برقه وقالت بمشاكسه اصبحت تهواها معه ..: كلام خاص فينا .. ؟ ماينفع نقوله لاي احد ؟
شد يدها ناحيته وقال بنبره ممزوجه بعناد : ومين قال انه انا اي احد ؟
ابتسمت ... و ناظرت لقدامها .. واحساس مماثل يغزو قلبها الفتي .. ..
انتظر جوابها .. لديه الفضول ان يقر جوابها بشي يفوق سؤاله ... ان يلمح على وجهها المدثر تحت السواد
بعلامات الرضى والقبول ..
ترك يدها .. و كأنها ضاعت في صحراء كبيرة ... احساس طمرته برمال مماثله في خفيه عن الماكث قربها ...
راقبته مطولاً وكأنه فصل فصلاً تاما عن تواجدهما ... وغاب في عالمه الفردي حيث يعيش هو و تنتظره هي .
حزنت ... ان تنقطع خيوط التواصل فجأه ..و بغرابه شديده .. اكان عليها ان تضع كل شيء جانباً ، الخجل ، والتردد
والخوف منه ومن القادم الذي سيحضر برفقته ...
تنهدت بيأس و عضت شفاتها فأسرعت الكلمات تتوالى من حنجرتها ..وبدون رويه ونظراتها مازالت للامام
: تعرف ويش قالت عنك اختك ..ثقيل طينه ..و ما يتكلم كثير ... و و تحركت من مكانها لمواجهته ونطقت اخر كلمه
بحده اكثر تظهر ماتبطن .. : و تررررفع الضغط .

نقل نظراته مابين الطريق وبينها ...لم يتوقع حربها الكلاميه التي خرجت من الصمت ... ولم يظن ان ذلك الهدوء الذي
كانت ترتديه سيسبق عاصفتها الهوجاء تلك .. فضحك ...بأعلى صوته ... يخرج من رزانته المعهودة .. و سكوته الثقيل ..
و يكون رجلاً عاديا جدا .... لم يعتد عليه ...


*******************************


يومي لا اشعر به بدونك ...اشعر ان الساعات تمر جزافا وان الحياه كالفضاء ..
وانا اسبح فيه هائمه لا اعرف اين احط ..
امان ...مطلبي الوحيد ...كيف اناديك ؟
قدري ان ابحث عنك طويلا ..ولا اجدك .
قدري ان انتظرك ..على رصيف الحياة رغم المطر و الالم المباح والرياح العاتيه ..
ولا أمل ابدا ...
قدري ان ابلع الشوك في سبيل جنة اللقاء .
يمضي كل شيء امام ناظري وانت الوحيد الذي لم تعبر ..
تأبي ان تسير بكل هدوء ..بل العواصف رفيقتك المرحه والبحر الهادر موسيقاك المفضله ..
ترفض ان تعيش هانئا ببساطه ..وتدلك افكارك بهواده ..
وتعود إلي ..ساكناً ..متلبساً السلام ..رفيق العهد بحياة متجددة
مابالك يارجل ؟
رميت بزي الحياة ... و تجردت من مجاراتها ... و كأنك تعاقبني ..
تحملني وزر رميته على غيري ... و تجاريني في خدعتي العظيمه ...
و ترميني في نفس الحفره العميقه تلك التي رميت بها غيري ... وتتركني وحيدة
اعاني اليأس والحرمان و حرقه الهجر .... والضمـــــــــير .


بعضنا يرفض الحياة ... اذا رمته هي على ناصيه اليأس والخيبات ...
و بعضنا ينكر وجودها حتى في عينيه وان عاشها وخرجت انفاسه حارة لتذكره بوجوده فيها ..
والبعض الاخر ...يهيم فيها و هو حي وميت و لا يبالي بها ...

بالكاد استطاعت ان تفتح عينيها ...تحت الهموم المثقله التي صاحبتها حتى في احلامها فقلبت كيانها ..
و عادت لاغماضها وسط الجمهره حولها ... ولاترى سواه معها ..ناقم عليها
... والان عرفت انه سامحها...انه غفر زلاتها ...
فجرحه الان ... قد ألتئم و جروحها تفقت من جديد ... تنزف للابد ..
أليس للحب جروحاً غائره و مؤلمه ... أليس نصله يقطع عروق القلب ويدميها ؟
عانت الامرين منه و ماعادت تطيقه ابدا..
كرهت مسماه البغيض ... و اندثرت جمالاته تحت وهميه الاحلام ... وخدعه المشاعر ..
اقترب زياد منها بخوف وسألها : ريهام ... انتي بخير ... تحتاجين اوديك الطبيب ؟
نامت على جنبها و اعطته ظهرها و قالت بضعف : اتركني لحالي يازياد .. ارتكني لحالي ..
وهو مالبث ان استجاب ... فهو اشد ضعفا منها لو تعلم ..
لن يأخذ ويعطي .. في وقته هذا لان االاخذ نادر والعطاء محدود ... بل معدوم
يأمل ان تشفى جراحها .... فألمه الان كبير ولا يقااومه
مهما يكن فهي جزء منه ... لم يعتد فصله ولو اراد ....


*******************************

سلمت على الجميع بحب .. وقد اصبحت جزء منهم ...وهم منها ...
جلست جنب ام مطلق ... المرأه العطوف ... خفايا الحنان والحب ... تحمل من العاطفه الكثير
حتى رأتها تنطق من عينيها ..
مسكت يدها وقالت : عسى مطلق مريحك يمه ؟
مرت عليها الايام تواليا ... و اسرعت قبلها ... رمت عليه نظراتها المبهمه للغير ...
كادت ان تعرفه... فيه مايجعلها متخبطه .. مترقبه و متأمله...
وقالت : الحمدلله يا يمه ... مايقصر علي بشيء .
تدخلت سمر ..الجالسه جنبه : اقول ليلى ... اعترفي ... ليش اول ما دخلت كان وجهك احمر ...
حدجتها ليلى بنظره متوعده ... تحت انظار مطلق وابتسامته الغامضه..
و رجعت للموقف اللي سواه ... او عندما قالت الكلمات الخطيره في حقه .... ارااد اسكاتها بطريقته ونجح
واعتمدها طريقه فعاله في تهدأه انفعالات المرأه ... وكأنه اكتشف سر الجاذبيه الارضيه للتو
وقف السياره على جنب ...ورفع نظارته ....وابتسم بمكر ...
اقترب منها دون ان تعلم خطوته القادمه ... وبسرعه الضوء طوقها بذراعيه وختم على شفتيها بقبله ناريه
افقدتها رباطه جأشها ... و شل حركه افكارها وخدر مشاعرها ... و عرقل انتظام انفاسها ...
ونجح في اخماد ثورتها بسرعه قصوى ...
قالت بتوتر : من الحر اكيد ....
ام مطلق : اجل قومي ريحي انتي وزوجك .؟ اكيد انكم تعبانين...
سمر : يمه ... خليهم شوي ... والله اني مشتاقه لهم ..
وقف مطلق و قال : ملحقين علينا....
غمزت له سمر وقالت : وين .. خلاص صرت حصري يا لحبيب ؟
شهقت ليلى ... مع ابتسامه لا تخفى ... ناظرها بتحدي ورجع يتوعد سمر ..مسك عقاله ولوح فيه قدامها
:يمه ... انا لو ذبحت البنت هذي لا احد يلومني .؟ ...
ام مطلق : علمها الادب ... انا خلاص غسلت يدي منها
سمر بضحكه : الله يسامحك يمه... شايفتني صابونه .
مطلق بحده خرجت للسطح : سمر... طول لسانك هذا بيقلب حالك ... وبيقلب معاملتي لك .
توترت سمر ... وقالت : اسفه... كنت امزح .
مطلق : المزح له حدود .
رمى بنظره غاضبه على ليلى ... لم تكن لها لكنه لم يستطع الخروج منها ..
وقال لامه : يالغاليه ارخصي لي ... انا بطلع ارتاح شوي .
:روح يايمه .. الله يعطيك العافيه ... وخذ مرتك معك ..
طالعها مباشره وقال : خليها على راحتها... ممكن تبي تبقى مع البنات ..
و رقى الدرج ..بسرعه...
نفخت سمر وقالت بضجر: والله لو بعد ميه سنه ما راح يتغير ... اخوي واعرفه.
ليلى بتفهم : انتي تعرفين طبعه ... لاتزعلين منه .
سمر بإبتسامه : ابد لو ازعل من البشر كلها ...إلا مطلق ...
ام مطلق : قومي يمه ياليلى ... روحي لزوجك ... لو قابلتي سمر ما بتخلص السوالف ..
ضحكت ليلى ... وسط ترددها .. هو قال انه مايبيني معه .... خليه يرتاح بعيد عني ..
لكن بالرغم عنها طلعت لجناحها ...
اول مافتحت الباب.... دخلت في الظلام ...والبروده العاليه... نسيت انها كانت تشغل الغرفه وحدها
وهو كان ينام في الغرفه الثانيه ... اكتسحتها موجه خجل ... ..وهي تتذكر المواقف السابقه ...
اول ماجات تفتح النور ... باغتها ومسك ذراعيها وثبتها على الحائط ..
شقهت بخوف و قالت : مطلق ... بسم الله خوفتني ..
مطلق : خوفتك .... وضحك... وكمل بحده هادئه : كنتي طولتي في الجلسه ... ؟
ابتسمت في الظلام.... تظن انه لايراها ...
وقالت بهدوء : انت اللي قلت خليك على راحتك .... ووهذي راحتي .
شد على يديها ... بتملك وكأنه يريد ان يعاقبها بدون سبب ...
حط جبينه على جبينها ... واقترب اكثر حتى انفاسه صارت انفاسها هي ...
تنفس شذاها.. وهام في رقتها .. اغمض عينيه ليستمتع في لحظته ..طبع قبله هادئه على رأس انفها ...
ارتجفت بخجل ... حاولت تتملص من قبضته ...
طال الصمت ... و كأنه لايعلم ماذا يقول ؟ اصبح يكشف نفسه رويدا ..رويدا ويخاف ...
و كأنه مخدوع من نفسه ؟ لم يتوقع ان يكون هو هذا الشخص الان ...
يملك من الخفايا .. ما يستعجب منها هو نفسه ..
لكن ما حيلته امامها ؟ وقع في شركها بسرعه كبيره ولم ينظم افكاره و يعد خطته في التعامل معها
اتغير حقا ...كيف ولماذا ومتى ؟
لم يعتد هذا ابدا... ولم يريده في بدايه الامر ... وكأن نقيضه يخرج من دواخله و يعيش حياته
او انفصام لشخصيه رجل كان يريد ان يعيش عاديا متجردا من ترهات الصلابه والقسوة ..
حررها بسهوله ... مطاوع لافكاره
لن يقنع بتلك الدواخل الغريبه ... لا يعرفها اساسا ... لما يفضح نفسه امامها ويتجرد من كبرياءه
اختفى في الظلام الذي اكتسحه فجأه...

وسألتُ نفسي حائراً أنا من أكون ؟
مالي عشقت السير في طرق الظنون
فإذا جنوني صار بعض تعقلي
و إذا بأفكاري يغلفها الجنون
أنا .. أنا من أكون؟


وهي اصابها برد قارس اثر تغيره المفاجئ دون كلمه او رد فعل توضح مابه ...
حضنت نفسها بإستغراب وهي مكانها ... لم تبرحه
رفضها ... بسهوله وكأن شيئا ما لدغه ...
رفضها .. ليجرحها بقصد او دون قصد ...
رفضها .. لينتقص من كرامتها ويخدش مشاعرها ...
رفضها .. ليهز انوثتها ورقه قلبها ...
رفضها ... ليعيدها الى نقطه الصفر معه ...



ويبكيني ..~
.... ضياع الفرح كأنه |مبتلعه الحوت ..
أمده بْ السعي لأجله ..!

. ويخذل مدة ... [ ذرآعي ]
.....على صدر الأمل أغفى : ~
وفي حضني ثلاث كروت ./

............وجع / اشوآق [ يآذلي ]
وحنين مربك أوضاعي،



واصحيني على منوة ...
.... بْ يبني من غلاي بيوت
ويصفعني قسى.. قلبه .
.. بْ وقت
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /


*******************************


الى الملتقى ... كبرياء الج ـــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 07-10-10, 08:48 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



البارت الثالث والعشرون :



ياللي تلومني بالسهر ..../ وينه النـــــووم
وشلون انام .../ وحآلة الجرح حآله

ويآجارحي مبسووط ؟/ .. يآعـــــلها دوووم
نومك عوآفي ونومتي أستـــــحآآله


هجرها النوم والراحه... بعد صدمته الموجعه لها ...
جلست تقلب في القنوات ..بدون اهتمام ..
اخذت جوالها... فكرت تكلم جدتها... لعلها تنسى همها ولو شوي ...
ابتسمت على اول رنه... وانتظرت حتى يتم الرد لكن يبدو انهم نايمين
طالعت ساعتها... و رجعت تدق مرة ثانيه..
انفتح الخط ..
سلوى : نعم .
ضحكت ليلى : نعم في عينك يالبقره .. الناس تقول هلا ..مرحبا ..السلام عليكم ..
سلوى بضحكه عاليه : هلا فيك و مرحبا فيك والسلام عليكم ...
ليلى : باقي على هبالتك ... مافيك امل .
سلوى : بعض مما عندكم ..إلا اخبارك .. وكيف شهر العسل ؟
ليلى بإدعاء : الحمدلله ..كلنا طيبين ... وتراني اكلمك من بيتي ..
سلوى : امحق .. اسرع شهر عسل في العالم ..
ليلى بضحكه مزيفه : مو مشكله احنا راضيين ... المهم كيف جدتي و جدي ...وسعود ..؟
سلوى : كلنا بخير ... جدتي طيرت عقلي خلاص ... وجدي يطلع حرته فيني ... كل يوم والثاني رجعوني الديره ..
ليلى بحب : فديتهم ..والله مشتاقه لهم موووت ...الاتعالي ..وانتم ماكنتم مقررين انكم تمشون ؟ سعود...قال لي...
قاطعتها سلوى بقهر : ولله كله من سعود ...كل يوم والثاني جاي لي بعذر ... لكن والله ماينلام مهما كان هذا اخوه
استغربت ليلى ..من كلامها وسألتها بإستغراب :مين اخوه ؟
سلوى بدفاشه : رائد ..اخوك انتي كمان والانسيت ... والله شكله مطلق لحس عقلك ..
غمضت عيونها وفتحتهم بسرعه .. وكأنها تبي تستوعب الكلام ...
ليلى بهدوء :سلوى ..شوي ..فهميني الموضوع ..
سلوى بخوف : والله شكلي ..خربتها ..ليش سعود ماخبرك ؟
ليلى بنرفزه : يخبرني ايش؟
: اسفه ياليلى ... ماادري انه مااقالك ..لكن هو خبرني ان اخوه رائد مريض و منوم في المستشفى ..
دعكت جبينها بألم ...و قالت بسرعه :خلاص ..سلوى ارجع اكلمك ..لاتقولي لااحد اني كلمتك ..اذا قدرت بزوركم الليله ؟
وقفت بتوتر .. دقت على سعود لكن مايرد ...
دخلت الحجره وفتحت النور .. ومااهتمت بكتله الجليد النايمه على سريرها ...
هزته بعنف وقالت :مطلق ابيك توديني المستشفى الحين ؟
قام مفجوع من نومته ... وبينها وبين نفسها حست براحه كبيره ..انها نغصت عليه بأي طريقه ..
خبرت السبب...وقام بسرعه لبس وجهز نفسه ... وانتظرته تحت ..
في السياره ...
قال بهدوء : سعود خبرني ..انه بخير ... و حالته تحسنت .
طالعته بصدمه وقالت : وانت كنت تدري و ما خبرتني ..
هز رأسه بدون مبالاه ... وقال : ماحب انه يشغل بالك ..
ردت بسخريه : ماقصرت انت وياه .. .. مهتمين في راحه بالي ..
مطلق ببرود: ماصار الا الخير ..
تجاهلته و ظلت منتبهه للطريق ... الاخذ والعطا معه بيفقدها صوابها اكيد ..
على ماوصلوا المستشفى ..سأل عنهم .. ومشى قدامها ..فتح الباب .. و سمح لها بالدخول قبله ..
اول ماشافت حال سعود نايم على الكنبه.. ماقدرت تمسك نفسها .. وبكت بصوت مسموع ..
وقف سعود لما حس على احد ... و استغرب ..طالع مطلق اللي رفع كتوفه واشر على ليلى ...
اسرعت لحضن اخوها ... ولمته بقوه وهي تبكي .. .. تحت انظار مطلق المتجهمه...
ليلى بصوت باكي : فديتك يالغالي ..انت دائما كذا ..تكذب على حساب مصلحتك وراحه بالك ..
فكته شوي ..وكملت : ليش ما خبرتني يا سعود ؟
حك شعره وقال : يابنت خفي علي شوي ... خليني اسلم على الرجال ..
مسحت دموعها بسرعه... و طالعت الجسد الصغير ..وحنت له ..
اخوها الصغير ..جزء منها ..و جزء كبير من الغاليه امها ..
اقتربت اكثر ... ولامست يده بخفه ... ونزلت دموعها شفقه على حالها وحاله..
كتمت شهقاتها...
حست فيه يلمها من كتوفها ... اول مارفعت نظرها له ... استغربت
توقعت اخوها ..لكن كان زوجها ...
همس في اذنها برقه : رائد ..بخير وعافيه .. وسعود رجال ماعليه خلاف .. ليش خايفه ؟
همست له بالمثل : ماادري ... حسيت اني وحيده فجأه .
صدمته الحقيقه..واوجعته الكلمه التي اوجعتها هي قبله ..
اخبرته بالصراحه المؤلمه.. ولم تبالي بوقعها ..
وحيدة وهي معه...
لم يجد كلمه ليواسيها بها ..
ظل لفتره.. و تركهم لحالهم ..
ماتركت ولا سؤال يدور في بالها ... الا وسألته فيه ..
حرصت على راحته بشتى الطرق ...
مسحت وجهها بمنديل .. بعد ماغسلت .. سألته.: تبي اجيب لك غداء؟
ابتسم وهو يتسرخي على الكنبه : مشكوروماتقصرين ..ياام سعود
ضحكت بحب وقال : على طول سميت من عندك ..
طالع جهه رائد النايم وقال : ماعليه سلطان ماقصر طول الوقت معي .
جلست جنبه.. .. وطالعته بإهتمام ..و حست بالشفقه عليه ... واضح شكله تعبان و الراحه بعيده عنه ..
مسحت يده .. بحنان .. فعرف مقصدها وافكارها المقروءه من صفحه وجهها ..قال : لا تخافين ..انا بخير..
ابتسمت .. : الحمدلله .. رغم اني كنت زعلانه عليك .. لكن من لما شفتك ..راح كل الزعل ..
ضحك وهو يركز نظراته لها : كيف مطلق معك ؟مرتاحه معه.. ؟
ارخت بصرها بتوتر ..و كأن تلك الذكرى المنفره ..فابتسمت لتمحي تلك الذكرى .. و لتبعث الامان في قلب اخيها
:الحمدلله ..مرتاحه كثير .
لم يعر جوابها اي اهتمام ..بل مازال محدقاً في وجهها ليقرأ الحقيقه التي تغيبها هي بإرداتها..
ارخت بصرها مجدداً.. لتقطع قراءته المتواصله ...و باغتته بسؤال يغير مجرى الامور بذكاء منها ..
: كيف امي ... ؟ اكيد تعبانه مسكينه ..
تنهد .. و كأنه فهم طريقتها المدروسه في الهرب ... واذعن لها
: الحمد لله على كل حال ... بالها مشغول في رائد .. وماهي مرتاحه ابدا.. كان ودها تكون معه .
ليلى بلهفه :لازم ازورها ياسعود واكون معها .. الحين مافي سبب اني ابعد عنها ...اكيد مطلق مابيرفض ..وهي تحتاجني .
سعود : اكيد ..اليوم بعد العصر بيرخصون رائد ... تعالي لها ..
ليلى :خلاص بقعد معك حتى تجي ..
سعود : لا ياحبيبتي ..انتي وراك رجال ... حتى لو وافق ..ماراح اخليك .. وثانيا سلطان على وصول لاني اتصلت فيه.
تأففت بضجر ..وطالعته بنقمه : يعني مسوي فيها مسؤؤل .. يااخي انا باخذ الموافقه من مطلق وانت خليك على جنب .
ضحك سعود عليها ورفع حواجبه لها بغيظ ... فأخذت الشماغ اللي جنبها ورمتها في وجهه....


*****************************


مابرحت غرفتها المظلمه ..وهي تنتحب على حالها وبؤسها الدائم ..
مال هذا الحب الدفين ..جعلها ذليله في كل احواله ؟ لالقاء ولاحتى فراق ..اذاقها طعم الهناء ..
هم اصبح يرافقها ... و مراره تذوقها حتى في المشاعر ...
كرهته ..بحجم ما حبته ...كرهته ..في صمته و حزنه و عنفوانه ...
كرهت كل ذكرى جمعتها لوحدها وكدستها بحالميه ساذجه...
كم تشعر بالفراغ يسود حياتها ... فراغ كبير كفضاء خارجي تدور فيه كواكب لا حياة فيها ..
دخلت ريم .. و فتحت النور ...اقتربت منها..وقالت : رهومه ..وشفيك اليوم مالك حس ؟ عسى ماشر ؟
ريهام بدون رد ..
ريم :رهومه .. وشفيك اذن الظهر ..قومي صلي .. ؟
ريهام : ريم ..اخرجي من غرفتي ...
ريم : ريهام وشفيه صوتك ؟ انتي مرشحه ؟
ضلت لحظه صامته وبعدها قالت بضعف تخرج فيه الكلمات بصعوبه : مافيني شيء..اخرجي وقفلي النور وراك .
اذعنت ريم لكلامها وخرجت بصمت ...
وهي اغرقت نفسها في الدموع التي لا تنقطع .. .. سلواها الوحيد .
تفريغ دائم لتلك المتدكسه داخلها... ولن تنتهي ...
هل شعرت بالكرامه الان فقط ..هل هو الشيء الذي ترثيه في نفسها؟
هل اتبعت تلك المقوله التي تقول" لاكرامه في الحب " ... هل اصبحت تفهمها الان ..
جاءت منه هو ... وكأن القدر يلعب لعبته معها ... تلك التي مارستها مع غيرها ... وتمادت كثيراً
غرز مدية مباغته في ظهري ... وانا التي انتظرته بأذرع مفتوحه ...
علمني درساً من دروس الحياة ... درساً كـ نقش على صفائح الحجر ...


انا والله ياحبي اعرف اني انا الغلطان
....ولكن سنة الدنيا ,تحب, ولازم تعاني
انا عايش مع نفسي وشوقي يحترق عطشان
وامني نفسي بحبك ..ويمكن تصدق اشجاني


انا يمكن عشان الحب ابقى للفجر سهران
...احس اني انا منفي وساكن داخل اوطاني
شعور الضد وسط الضد وسط الحب والهجران
...شعور العاجز القادر شعوري دون وجداني..>>>>> منقول



******************************


ضحكت كثيرا ولم تكن تعتقد انها ستسعد بلقاء ذلك الصغير ...
روحه البرئيه جعلتها تنسى همومها ...
احبته بفطرته واحبته اكثر لانه اخاها الصغير ...
يشبه عزيز قلبها ..ذاك لديهم نقطه اتصال جميله ..وحرب مسالمه دائمه في نظرات العيون ..كم تعشقها
نظره متمرده قتاليه ..ماتفتأ ان تندثر بضحكه استسلام ...
ابتسمت و راقبت بصمت ... تكلم رائد الذي عشق زائرته بدون اي حواجز..
: ليلى ..خذي سعود معك..؟
ضحكت وغطت فمها بسرعه تحت نظرات سعود الغاضبه .و.اقتربت منه ومسحت على راسه
قالت بهمس : ليش حبيبي ..؟
غمض عيونه بإبتسامه كبيره و خفض صوته المسموع لدى سعود : اصلا سعود ..يخشر اذا نام ...؟
ضحكت ليلى ..و تدخل سعود بغضب مزيف :انا اخشر على قولتك ... انت انطق الكلمه صح وبعدين يارائد ..
مافيه شوكولاته بعد اليوم ..
طالع ليلى بسرعه ورجع طالع سعود بتوسل وقال : بابا سعود ..والله ماعاد اعيدها .. خلاص بسد اذوني لما تنام ..
رهف قلبه لدى سماعه كلمه بابا.. لما استشعر وجودها الان وحن الى وجود ذلك الغائب ..برحمه إلهيه ..؟
شعر بالضعف لحال ذلك الصغيرين وان الفجوه بداخله تتسع و تمزق كل هواده في حقهما ...
تدخل الجوال..يقطع حاله الصمت المخيبه ...فانشغل سعود به ..وهي تشاغلت مع اخيها الصغير ..
تصب فيه حباً واهتماماً واضحاً ...
قفل الاتصال وقال بإبتسامه : يالله ياحلوه ..زوجك ينتظرك ...
ليلى : ليش ما قلت له ان ودي اقعد معك ؟
سعود : قلت له ؟
سألته بلهفه مبطنه : ويش قال لك ؟
ابتسم سعود وقال :يقول لك ما يستغنى عنك ولو دقيقه ...
ودها تضحك بملأ جوفها ... كاذب محترف ...
يرفعني لاعلى قمه و يهبط للقاع دون اهتمام ..كالرفض الواضح الذي اهداني اياه ..
جرح مشاعري بسهوله والان يتساهل في السخريه من وجودي ...
شمخ راسها بتصميم ...و لبست عباتها بسرعه ...ودعت رائد .. و خرجت مع اخوها ...
لكن المفاجأه التي لم تحسب لها حساب ... و التي غيرت لون جلدها من شده الهلع ..
لانها تبصرت بعاصفه قادمه غير مبشره لها..اذا سارت الامور كما تخاف ..
في رواق المستشفى ..إلتقت الاعين من بعيد ولو كانت مبهمه لكنه عرفها بسرعه البرق
بل كيف ينساها ...قامتها المحفوظه لديه في مجلدات ذاكرته ..
و مشيتها المتواضعه ما بين الهدوء والرزانه ...و عفافها الواضح في سواد عباتها ..
هزته مشاعر ظن انها تناساها ... لكن عادت إليه مجدداً اقوى ..من سابقتها ..
وتوقف .. مابين المضي قدماً او الهروب والاستتار لكي لا تفضحه عينيه ...
او يصرخ قلبه عالياً .. ويهتف بإسمها
ابتسم سعود له متناسياً وجودها واقترب منه .. حاولت تمسك يده لكن خانتها قوتها ..
غمضت عيونها برجاء ...ان تمضي هذه الدقائق بسرعه ..
توقف الزمن لديها ... تسمع ذلك الجدال الصاخب بين الاصحاب ...
سلطان بنظرات مشتته ..: وينك ادق على جوالك القاك مشغول ؟
سعود : والله كنت اكلم مطلق ...
ارسل نظره للخلف كان يقصد بها ان يتصل معها ولوكان معنوياً لكنها كانت بعيده عنه كل البعد ..
حتى لم ترفع رأسها .. كان يريد ان يلقي عليها سلام الاقارب ... و مباركه بعيده المدى عن التهنئه..
معقوله هل تغيرت لهذه الدرجه ؟ غبي ..ماذا تخالها تفكر فيك الان ..؟ لقد اصبحت في عهدة رجل اخر ..
لايحق لك التفكير فيها .. لا تدنس اخلاقك بمشاعر اصبحت محرمه عليك ...
ارخى بصره ناحية سعود بصعوبه وقال ..: طيب يالله اا استأذن .
مسكه سعودوقال : يارجال خليك معي ..بوصل اختي السيارة و ارجع لك ...
تنفست بإرتياح ...تخطت الاهم وباقي المهم ..واصلي يا خطى واسرعي في الفرار ..
لاااحبذ المكوث هنا طويلا وانا بداخلي خوف يتربص بكل مكامن الامان والرجاء الخفي ..
اول خطوه ... اصطدمت عينيها بالجدار الهائل المتحرك.. فاحتبست انفاسها في الغوص العميق ..
واقفه معه وان كنت ليس معه ...بالتحديد ..سامحك الله ياسعود لقد زدت العقدة تعقيداً و صعوبه ..
لقد اتى ..و يارب الكون الطف بنا ...سأحتمل العناء بمفردي ..لكني خائفه على ذاك سيحطمه دون رحمة...
يارب استر ... يارب استر ...يارب استر
لهثت انفاسها برجاء متواصل .. و دعاء يلسن به قلبها قبل لسانها.. ..
خوف سيطر على كل مافيها ..لاول مرة تشعر به ..
وتهتم بسير الظنون ..بل تهتم به "هو" لا غيره الى اي طريق سيؤدي بها ...
تريد ان تغمض عينيها و تفتحها والوقت غير الوقت والمكان غير المكان ...
توهجت جمرته الخامده بداخله منذ زمن ليس ببعيد ...
واشتدت قبضته وعينيه يسودها غضب وان اخفاه فما يزيد جمرته إلا اشتعالا ...
لايعلم لما خرج من سيارته ؟ كان في انتظارها و عجل الزمن بحضوره ..
وصلب قلبه بقسوة وتوعد كل شيء يقف امامه ...
ارسلت نظراتها الى المحاربين بصمت .. و تعالت انفاسها التي ستتوقف ان طال الوقت ..
وفجأه .. وكأنما سعود شعر بتلك الاحاسيس المتوعدة ...
طلب من سلطان انه ينتظره في الغرفه مع رائد على مايوصلها ...
و تلطف فيه رب االعباد... ارتاحت مبدئياً ..باقي نصف العذاب كيف سيجرعها اياه ؟
ألقى بعض كلمات على سعود .. وتسلم العهدة منه.
فأرسل لها نظره انا امضي امامي ... فمشت بخطواتها المتخبطه.. ومازالت متربصه بخوف مالقادم .
جلست مكانها .. وقفزت منه فجأه ... بخبطه قويه باغتت هدوءها بفعله منه .. والحمدلله انها كانت في باب السياره .
تسمرت نظراتها امامها ... تهدا نبضات قلبها بيدها ولعله يهدأ ولو قليلا .. وتفكر في حل او طريقه للهروب ؟
تجاهلت حدة انفاسه ..لن ينطق اعرف ذلك ..يريد تعذيبي اكثر ..
يصب جام غضبه على المقود .. و يتمرد على نظم المرور فجأه ... وهو الهادئ الرصين ..
وزادت وتيرة الخوف .. .. ما إن دخلت السياره الفيلا .. ظلت للحظه ..حتى تهدأ محركات السياره و معها محركات قلبها ..
فتحت الباب و قفلته...و هو لم يتحرك ..ينظر للجهه الاخرى .. .. لكن انفعالاته واضحه ..
دخلت البيت ... مرت بسرعه قبل ما تستوقفها نداءات ام مطلق ...
تنفست بهدوء .. ابتسمت بتمرن ..ودخلت ..الصاله بعدما نزلت عباتها وضبطت شعرها ..
ام مطلق : وينكم يايمه ؟ عسى ماشر ..
حاولت ان تمسك اعصابها وتنتبه : مافيه إلا الخير .. اخوي الصغير ..في المستشفى ورحت اشوفه ..
ام مطلق : ان شاء الله بخير ...
ليلى : الحمدلله ..صحته طيبه ان شاء الله الليله يرخصون له ..
ام مطلق : الله يعافيه ..إلا وينه مطلق ؟ مادخل معك ؟
بالكاد قدرت تبلع وهي ترد : جاي وراي ..
ابتسمت بتوتر وكملت: اسمحي لي ياخالتي ببدل ملابسي .. واصلي وانزل علشان اتغدى معك ..
ابتسمت ام مطلق وقالت : الله يحفظك يابنتي ... روحي وخذي راحتك ..
طلعت جناحها ... و دخلت الحمام على طول ... اخذت لها دوش بارد ..يهدي اعصابها المنفعله
اول ما خرجت ... اصصدمت بعيونه الحاده... و تراجعت للخلف .. واستسلمت
المكتوب واضح ومبين من عنوانه ....فكان الله في عونها .


********************************


في ورقه فارغه ..بدت تنفض عنها ما تراكم داخلها وسبب ازدحاماً هائلاً ..
كانت تريد به استخلاص الافكار ... والانتهاء منها بمجرد كلمات والخلاص فقط ..
تحاول ان تفسر تلك الظاهره الغريبه التي يمر بها الاخرين ولم تستشعرها هي ..
تضع لها مسمى و تدرس خصائصه وميزاته واشد عيوبه أهميه ...
مثل الكيمياء .. التي تتعلمها ..
يشكل لها مركب معقداً صعب الوجود في الطبيعه وان وجد فإنه تحت مسميات غريبه ..
دخلت وداد وارتاحت على سريرها ... طالعت جود المتشاغله بالكتابه اتكت على يدها : جود..
لاحظت شرودها في ما تكتبه ونادتها بصوت اعلى :جود ...
استدارت لها جود بإهتمام : نعم ..
وداد : نعم الله عليك ... بدري .
رجعت تكتب تحت انظار وداد المقهوره : جود ..
جود وهي تكتب : نعم يااختي ..قولي واخلصي ..تراك اشغلتنيني .
ابتسمت وداد : عن ايش اشغلتك ؟
جود بسرعه : عندي بحث .
وداد بإستغراب :بحث .. . عن ايش ؟
ابتسمت لنفسها اثناء الكتابه وقالت بإختصار : عن الجنون .
ضحكت وداد و استلقت على ظهرها : وهذا اسم مركب ... ولا تتكلمين عن الحالة اللي تعيشينها .
إلتفتت لها جود ..بسرعه وكأن كلام اختها اثار اهميتها : اي حالة جنون انا فيها .. ؟
طالعتها وداد .. و انتبهت لملامحها المهتمه ..و جلست بإعتدال : لاتهتمين ... مجرد كلام
جود : مافي شيء مجرد كلام ..بدون اسباب ..تكلمي عادي ياود.. .. تراني متعودة على صراحتك .
وإلا اقولك انا وانتي حرة يا توافقيني الرأي او ترفضين ..
ابتسمت وداد ..لاقتراحها و هزت رأسها بالقبول ..فتكلمت جود بكل ثقه : لاننا نقيض بعض ..انتي حالمه ورومنسيه
وانا جديه وعمليه اكثر ... انتي الافتراضات الوهميه بالنسبه حلول ثابته عندك وانا العكس البراهين والاثباتات على ارض
الواقع .. هوالحل الامثل .
طالعت الورقه الممتلئه بالكلمات الغريبه عليها.. و جعدتها بدون اهتمام ورمتها في السله ...بعشوائيه
وقالت بتفكير عميق : انتي تؤمنين بالحب ... وانا اعتبره مجرد سخافه اخترعها البشر علشان يلتهون فيها عن الامور المهمه في حياتهم . .. حتى صار نقص للكمال .. وعيب للمثاليه ...
ابتسمت بسخريه وكملت : والمشكله صار ..تشخيص ..لازم تحبين علشان تكونين طبيعيه ..والا فأنتي مجنونه رسمي .
وانتهت من كلامها بنقره من قلمها على سطح المكتب ...وانتظرت رد وداد ...
وقفت وداد واقتربت منها .. وقالت بأسف : ماكان قصدي اسبب لك كل الارتباك هذا علشان كلمه ... ممكن كلامك صحيح
ماهو ممكن إلا اكيد ... انا حالمه لحد السذاجه ... و تقدرين تقول ان نسبه 95% من النساء يفكرون بهذا المنطق ...
وانا اللي يفصلون العاطفه عن العمل يرتاحون ...
هزت كتوفها وكملت : انا ماجربت ... العالم اللي اعيش فيه عاطفي وبريء يخليني اظهر مشاعري بدون اعتراض مني ..
عايشه مع اطهر مخلوقات الله ... اكيد بكون عاطفيه اكثر . ... ممكن اكون حسيت بالحب او الاعجاب ..لكن الشيء المتأكدة منه
اني ماحبيت بالطريقه الصحيحه... حبيت شخص مايدري عن هوا داري ... و على كذا متزوج و مرتاح ... والله اللي يفكرون
مثلك يرتاحون.
ابتسمت لها جود فشاركتها الابتسام ..
و قالت بصدق : تعرفين ياود ... صراحه اللي بياخذك بكره والله امه داعيه له ... مافي منك .
خجلت وداد وقالت: اكيد .. لكن خليه يجي .. الله يسهل عليه .
جود بضحكه : اكيد ضيع الطريق إلا هو واصل ان شاء الله .
رفعت وداد يديها بصدق ودعت بصوت عالي ...
ليدخلون في جو مريح من المزح بعيدا عن التشنجات او الحسابات الصعبه التي لاتريح احداهن ...فكل واحدة منهن تعتبر
كطرفي مغناطيس لاتلتقي ابدا ... لكن رغم كل الاختلافات فهن اخوات ...


*********************************


ماكان الظلام يستر ما يعتلي وجهه ... مازال الغضب دخيلا على مشاعره وان فرغها
فكل الغضب من نفسه وعليها ...
لم يعتقد ان تؤؤل الامور الى تلك النهايه الموجزه...
انفطر عقله لما رأه واقفا بقربها وان كانت بعيدة عنه كل البعد ..
وان تدثرت بالسواد من اعلى نقطه في رأسها الى اخمص قدميها ..
إلا انه حرم عليه انفاسها التي تخرج من جوفها..
لايعلم اي حرب وقع بينها ... إلا ان جموحه المتعالي كاد ان يفتك به وبها ...
سوف يخذله التعقل وهو يهدأ نفسه ... ويحاول عدم التفكير في ماذا كان يشغل عقليهما تلك اللحظه ؟
هل تخاطب قلبيهما ... و ارسلت اعينهم نداءات الحنين...والشوق
اغلق عينيه بتصبر ... سيجن حتما ... وقريبا
اعتزل عن الجميع ... يحاول ان يفكر ..و يعيد بناء ماهدم في ذاته
بعدما حدث ... غير وتيره تفكيره ...
إلتقت اعينهم بعد صراع مع النفس ... اخذتهم الهواجس بعيدا حتى ظنوا ان لاحياة على الارض بعد اليوم
لم يعطها فرصه ... باغتها على حين غرة ...
فأول سؤال قهره ان يصاغ بتلك الوضعيه ... لكنه كل الذي استطاع تكوينه منذ الثانيه التي وقعت عينيه عليهم
: حبيت تقعدين مع اخوك.. لما سمعت ان حبيب القلب جاي ...؟ لهذي الدرجه استخفيت في وجودي ؟
رجفت اطرافها واشتدت عروق الغضب في صدغها ...وغمضت عيونها بقهر ..
فنطقت بيأس : تعرف انك مجنون ...؟
اشتدت يده .. بغضب مسيطر ... مالذي كان منه..
ارتفع صوت مجنون بداخله وقال بغضب هادر : اعطيني سبب لوقوفك ..معه و كأن كل شيء عادي ..
جاوبته بمثل النبره المقهوره : انا ماكنت واقفه معه لحالي... كان اخوي معاي...
كملت بتوسل : مطلق والله العظيم ... كل اللي تفكر فيه ماصار ... حتى ماقال لي كلمه ..
ضرب يده في الاخرى بقوه وقال : وانا انتظر منك تتكلمون مع بعض .. وقوفكم مع بعض اكبر مشكله ...
اقترب منها وهمس : حنيت للذكريات والبكاء على الاطلال ... اشتقتي له ...
غطت عيونها ... بإنهزاميه ... و انتحبت بالبكاء بصوت عالي ... فقلد اصاب منطقه حساسه من قلبها
همش مشاعرها وداس على كرامتها و ارغمها على الخساره الفادحه .. وذكرت نفسها ان لا تنسى ابداً
صرخت في وجهه بصوت باكي ومقهور : انت مجنون ...كيف تسمح لنفسك تتكلم بهذي الطريقه معي ...
انا اشرف منك يانذل ...
ضربت عل صدره رغم ضعفها إلا ان استفزازه لها قد وصل لدرجه الجنون
كملت بغضب : اخلاقي ما تسمح لي حتى التفكير بالطريقه هذي ... سلطان انتهى من حياتي .. وماعمري فكرت فيه
دقيقه .. اصلا ماكان له شيء ... الرجل خطبني ورفضت وانتهى الموضوع .
تركت العنان لدموعها امام نظراته التي لم تنكسر لضعفها ... دموع قوة خانتها القوى تلك اللحظه
فبعض الدموع لاتنطق ضعفا بل اعصاراً وقهراً و فتكاً بالخسارة ...
دموع متمرده لاترضى بالحال ... تخرج عصارة الالم .. رافضه الخضوع وان انهمرت ..
مسحت دمعها بظاهر كفها وقالت بهدوء : مطلق .. لاتزيد عذابي ... يكفي لحد هنا ... كل شيء ولا انك تشكك في اخلاقي .
للحظه حسيت ان الوضع تبدل .. وانه ممكن نعيش بشكل عادي مثل كل زوجين ... لكن ....
رفعت يديها بقله حيله قدامه ... وهزت راسها بالرفض ... وابتعدت ...
تجد حلا لما حفر داخلها ... لم يعد السكوت يجدي حلا بل على العكس يزيد الفجوة اتساعاً ..
اتخاذ موقف في هذه الحالة ... قوة واثبات حق وان هدر منذ زمن ..
لاول مرة ...يكتفي بالصمت و يتداعى لديه قوة التحمل ...
خرج معاكس الحاله التي دخل بها ... هل اهانها ...؟ نعم قد فعل
هذا الذي لايرضاه لاختيه .. رضي بها لها وهي زوجته ..
هذا الذي يتعارض مع مبادئه ... اصبح مطبقا لها
اي نقائض دفينه ..دثرتها بمظاهر رجل لا يصدأ قد ظهرت على سطح حياتك وخانت قوتك ..
خرج بغضب من نفسه ... وتعلل بالعمل ...وهو الغائب الحاضر ..

إعترف في غلطتك .. خلك " صريح " ..
لا تكابر بـ الخطا دامك جرحت !!


*********************************


اهملت كل شيء كان مهماً بالنسبه إليها ... وتفرغت له هو لاغير ..
تشعر بألم حيث قلبها المجروح ... و لاتنسى ابداً
مازال يمرجح مشاعرها مابين الهدوء والاثاره ولاترسي على بر في محيطه المزاجي ..
حزنت كعادتها .. وبكت اكثر معه .. اكثر واشد
دموعها هذه المره لم تكن على بؤسها فقط ...
بل لأنها رسمت شيئاً جميلا فتحول للبشاعه اثيرت في وجهها و صدمت منه ..
هل تخبئ على نفسها ماحدث ... او تحاول ان تتناسى كعادتها لتمضي في حياتها..
هل تسامح ما فعله بها ؟
لايفهم ..ابدا لايفهم ..مايفعل كلامه بالانثى ...

فعندما تجرح الانثى ...
مطر .. برق
[ .. صوت رعد ..] !!
النآس يسرعون .. وهي .............
تمشي .. ببطء .. على حفآت .. ذآلك الرصيف ..
تمشي .. ولاتعلم .. آلى اين تذهب ...؟!تمشي بدون مشآعر .. !؟
---------- .. بدون احآسيس .. !
لآتبكي .. ولكن .. ترى الدموووع ..
في عينيهآ .............! ------------
لآتتألم .. ولكن ترى الالم .. في انفآسهآ .. !
لآتيأس ولكن ترى اليأس ..
يحكم عآلمهآ ..! -----------
لا تفقد الامل .. ولكن .. لآترى بقعة ضوء .. في دربهآ ..

صلت العصر.. واعتزلت حجرتها ..تجاهلت الطرق على بابها ...
تشعر ان كل شيء مقروء في صفحه وجهها .. ولاتقدر على المواجهه الان ..
لعلها تسترد بعضا مما ضاع منها.. وتحاول الاستمرار ..
اتصلت على سعود وطلبت منه يجي وياخذها ...
حزمت امرها ببساطه ... وبعناد لاول مرة تعيشه وبدون خوف يهدد حياتها ...
اخذت عباتها .. ونزلت بسرعه ..
قابلت سمر في طريقها ..
عقدت حواجبها بإستغراب وسألتها : ليلى ..عسى ماشر فيك شيء ؟
ليلى بإقتضاب :لا ...رايحه مع سعود..
تجاوزت سمر بسرعه وهي تلبس عباتها وكلمت : بروح ازور امي ....و ممكن اروح لاهلي لاتنتظروني على العشا ...
لحقتها سمر وسألتها :ليلى .. وينه مطلق ليش هو ما اخذك ؟
تنهدت بتعب وقالت: مطلق مشغول ... يالله سمر مع السلامه ..
وخرجت بسرعه .. حتى سعود المستغرب صمتها ... احترم رغبتها و سايرها لعلها تشكي له من حالها ..
وهي ماتكلمت ا بدا ... كل تفكيرها حصرته في شوفه امها ...
اول مادخلت غرفه رائد .. وجهت نظراتها لمكان واحد بالتحديد... وابتسمت بحزن لما شافتها ...
و تلك قابلتها بإبتسامه اوسع وانقى ..فتحت ذراعيها بحب لتملها في احضانها وتستعيد ما قد سلب منها ..
اسرعت لها ..ليلى وفي لحظه كل الصمت المختفي تحته ..جروح دفينه و الآلآم الحبيسه بصبر ..قد اعلنت انهزامها
فارتمت في احضان والدتها ..باكيه ..ترتعش من شده تلك المشاعر التي خانتها .. وحسبت انها مسكت بزمامها ...
تشد من احتضانها ..تخاف ان تكون وهماً او خيالاً رسمته حاجتها المختبئه ...
تحت انظار الذي لاتخفى عليه ملامح حزنها .. .. هز رأسه بإستغراب وهو ينظر لبكاءها المتعالي ..
وتركهما لعل احداهما تجد السلوى عند الاخرى ..
مسحت على راسها بهدوء وقالت بحنان : اسم الله عليك يابنتي ... علامك يايمه ؟
ليلى : خليني يايمه ..ماشبعت منك .. حاسه اني بموت ياامي ...بموت ...
ام سعودبخوف : اسم الله عليك ... وشفيك يابنتي ؟ لاتخوفيني عليك ؟
ازداد نحيبها وقالت بين شهقاتها المتواليه : مشتاقه لك ياامي ... لاتتركيني الله يخليك .. لاتتركيني ..
انهمرت دموع الام اللاهثه خلف كلمات العزاء .لعلها تجد ما قد اخفاه القدر عنها ...
ام سعود : انا معك يايمه ... ماعمرك رحتي من بالي .. ادعي لك في صلاتي و اهوجس فيك .. يا بنت الغالي ...
وزادت دموعها... ابي ...يا لفقر حاجتي لقربك الان... اكان منه ان يظلمني في وجودك يا عزوتي
لقد مرغ كرامتي في دناءه افكاره وهزأ بي ....
اااه ياابي ..لما الحياة اخذتك مني ... وانا الان في اشد احتياج إليك ..
ليس نقصا في اخي و جدي لكن حاجه في نفسي ان تدثر حاجاتي بنفسك ...
رفعت رأسي ياابي بشموخ ..فذكرك فوق الرأس تاج ..لي ..لكن لايعطون للاحياء احترامهم فكيف بالاموات ..
تركت امها فجأه وسألت : ليش ياامي ..ليش كل اللي جرى لنا ؟ ليش ابوي طلقك ؟
واختفت في غباب الذكريات ..كل شيء عاد ..ابتسامته و ضحكاته المجنونه ..عناده الممزوج بكبرياء الرجال كلهم
وحبه الكبير ..الذي اضعفني ياابنتي ..
لاتلوميني ..فهي حفرتي تلك التي وقعت فيها ..
فحبي له مزقني .. جعلني انانيه .. ابعدته عن من كانوا سبب في جلبه للحياة .. وحرمت عليهم العيش بوجوده
وتركتهم يعتقون رائحه طفلهم المفقود في الحياة ..بكل بساطه ..
قبضت عليه بشده لكنه كالزئبق كان ..لا تبسط ولا تقبض ...وها انا اليوم اذوق جرعات مرارتهم وحرى فقدهم
توالياً ولا ارتياح ..ياابنتي ..دعي الذكريات ولاتفتقي جروحي اكثر فما عدت اقوى على الصبر ..
همست بضعف وعيونها تشرد لصغيريها المتأملين بإستغراب : المكتوب بابنتي المكتوب ..
و استسلمت عند هذا .. المكتوب الذي لامفر منه..من باعد زوجين محبين ... ومن اخذ روح غاليها ايضا من الوجود
من جمعها بذاك ..و جعلها معه كسفينه محطمه .. في غياهب البحار ...
مرت السويعات ..فقضتها بين جنباتها بكل اهتمام ..ونبذت معذبها بقصد منها ..فهو من سلب منها الراحه لايام طوال
ولن تترك له ان يسلبها حتى دقائق معدوده مع والدتها ...
عادت مرحة و هادئه وجميله اكثر .. جلست مع امها كطفله .. بريئه ..تكلمت في كل شيء حتى في المدعو زوجها
وان حاولت ان تتجنبه..لكن ذكره كان اهم نقطه تثيرها امها في وجهها .. ابهجها ان تغدق عليها امها بالنصائح
و الاهتمام ....ورافقتها حتى بيتها ... لكن ماقدرت تدخل لان زوجها موجود ... حبت اخوانها الصغار كأنها تشوف نفسها واخوها فيهم ...ارتاحت لانها قدرت تلقى راحتها مع ناس يحبونها ويهتمون فيها ..
تنهدت براحه وشردت مع انوار الطريق ...
راقبها سعود وبعدها سألها بهدوء : انتظرتك تتكلمين من حالك ؟ لكن طبعك ما تغيرينه ابدا ؟
ابتسمت وقالت : اتكلم عن ايش بالتحديد ..
: عن اللي مضايقك ؟
طالعته بإهتمام وقالت : مافي شيء مضايقني ..كنت مشتاقه لامي ..وانت اول العارفين بحالي دون امي ...
هز راسه بتفهم وقال : ليلى ..ممكن يكون شوقك لامي سبب ... لكنك متغيره ..قبل الظهر كنت غير والحين غير ..
اصلا اتصالك علي ... يثبت كلامي ..
ليلى : مافيني شيء .. لاتتعب نفسك ..
تنهد بيأس وقال : طيب في شيء بينك وبين مطلق ؟
تأففت ليلى وقالت : سعود الله يخليك ..قلت لك والله مافيني شي .. لا تتعب حالك ياخوي ... اصلا من لي غيرك بعد الله
اشكي له و افضفض له ..
هز كتوفه وقال بمزح : عندك زوجك ..
ضحكت وكأنه قال نكته ..كيف ماتكون نكته ... اذا كان هناك شيء عكس النكته ويحزن تراه ينطبق عليه
زوجي انا اللي اشكي له ..كيف وكل الشكوى منه هو ...
قالت بهدوء : اكيد ..مثل ماتكون زوجتك المستقبليه ان شاء الله ؟
ضحك سعود وقال بخجل بعض الشيء : جبتي مربط الفرس ..كان ودي اكلمك في موضوع
ليلى : خير ..
ابتسم وهو يوقف عند بيتهم : نويت اتزوج
ضحكت بصوت عالي ..ماصدقت الخبر ..اخوها الوحيد اخيرا بيفرح ويفرحها معاه..
مسكت يده وقالت بصدق : فديتك يا خوي ... الله يسعد قلبك مثل مافرحتني بهالخبريه ... والله مو مصدقه ؟
سعود : لا صدقي ... لا واخترت بعد ..
حست بخيبه امل ..فجأه لكن ماحبت توضحها لاخوها وقالت بمسايره
: من ورانا .. اثاريك تخطط و تدبر على كيفك ياله قول ...من هي سعيده الحظ اللي بتاخذك ؟
ضبط شماغه وقال بإختصار : ريهام بنت عمي ...
يارب سترك ..ويش قصه اليوم المنحوس هذا ..شكله ماراح يمر علي الا واانا مسطحه في العنايه
اكيد بتجيني جلطه ..ريهام مرة واحده ...يارب رحمتك الحين ويش اقوله ..
انت وين ياخوي وهي وين ؟ لا تجازف ياسعود ولاتبني احلامك مثل اختك التي سرعان ماانهارت ...
لو تدري ان ربي حطها لي من اكبر الاسباب لرفضي سلطان ...
هزت رأسها بدون تصديق ... وفجأه حست بصداع رهيب يشل كل افكارها ...
لا والاخ يخطط من زمان ... لا واضح انه بنى وانتهى ..
ياقلبي عليك ياخوي لو تدري عنها ... والله مثل ما رفعت نفسك لعالي سما لتنزل للقاع بألف علة ..
ماقدرت تتكلم او حتى تبتسم ..
سعود : ليلى ..علامك ؟ ليش تغير وجهك كذا ؟
ليلى : ماادري ياسعود ..فاجأتني بالموضوع ..توقعت انك تقولي علشان ادور لك بنت الحلال ..
سعود : وليش تتعبين نفسك وهي موجوده ..
ابتسمت ليلى بمراره وقالت : كلمت احد غيري ؟
سعود : لا .لكن نويت في هاليومين اكلم جدي ..
ليلى بذعر : لا ياسعود
استغرب سعود من رده فعلها ...
فكملت بحذر : لاتستعجل..خليني اكلم البنت واجس نبضها ..تعرف البنات يحتاجون وقت طويل علشان يقررون .
ابتسم بإطمئنان : ماعليه ..شورك وهدايه الله ...الله يكتب اللي فيه الخير ..
هزت رأسها و تمتمت بنفس الدعاء ..وزادت عليه ..بصدق ..
دخلت البيت وقابلت جدها ..تأملته بحب حست انه كبر اكثر في الايام التي غابتها ..اهو الشوق لحنانه
قبلته بإحترام كبير ..وابتسمت له ..متناسيه تلك الهموم الجم التي اثقلتها اليوم بطوله..
انغمرت في اجوائهم المفقوده ..وارتاحت ..
سلوى وهند ..داحس والغبراء لاتمل ولاتكل ..
و العمة فاطمه ..مازلت ترمقني بتلك النظرات رغم التغير الملحوظ ..تتبادل معي الاحاديث متناسيه تلاحم الذكريات .
والجده العزيزه .. تجلدني بالمواعظ و النصائح ... صحيح ضعفت واصبحت نحيله ... في رأيهم هم
دخلت في نقاشات معدومه من ناحيتي ومثمره من ناحيتها هي فهي لاتخرج خاسره ابدا..
مافتأت تذكرني ..بأنيسي ..عديلي ...المحبوب دائما من الجميع مطلق العزيز ..ياكم افتقدوه هم وليس انا ..
دخلت المطبخ ..تجهزالعشا .. انغمرت في العمل بإشتياق يتفاقم مع الوقت ..
دخلت سلوى وجلست على الطاوله وقالت : يالله قولي ويش عندك ؟
استدارت ناحيتهاوقالت : وشفيكم اليوم ؟ كلما جلست مع واحد قال لي ويش عندك ؟
رجعت تكمل شغلها : اشتغلتم لي محققين ...مافيني شيء .
سلوى : اعوذ باالله ..ماصاركل هذا علشان سؤال ..يابنت بالناقص قلتي ولا ماقلتي ..مايهمني
ووقفت تبي تخرج ..
نادتها ليلى بأمر : سلوى ..اقعدي احسن لك ولا والله بالفنجان على راسك .
ابتسمت سلوى .. : لا فيه تغيرات .. إلاوينه حبيب القلب ؟ ولا على قوله نجمه الله يذكرها بالخير العملاق ..
ضحكت ليلى .:مشغول ..إلا هو مايتركني دقيقه طويل العمر ..
سلوى : اصلا واضح من نبره صوتك ..انك زعلانه ..خليه يجي يراضيك قليل الشيمه ..
عقدت حواجبها : مين هذا ؟
سلوى ببراءه : مين غيره ..مطلق
ليلى : الله يسعدك ياسلوى ..يعني خلاص حكمتي من عندك ..
كل الموضوع اني زرت امي في المستشفى وبعدها قلت لسعود يوصلني عندكم علشان اشتقت لكم .كفرت يعني ...
سلوى بضحكه: فديت اختي اللي اشتاقت لنا ..وجات فاضيه اليدين ..
ضحكت ليلى وقالت بنقمه : اعنبوا ..تبين ضيافه مني ..اقول تعالي ساعديني بدل هذرتك البايخه ..



********************************


اول مادخل البيت ... افتقد حسها .. وهي الدخيله عليه وعلى حياتهم ...
لكن ذلك التغير ملحوظ ... والدته التي اخيرا شعر بالراحه لانها تتواجد معها معظم الاوقات ..
فأول ماطاحت عينه عليها وهي جالسه لحالها ...
عقد حواجبه ... و جالت نظراته تفحص المكان ... او يشتم رائحتها العطره و يطمأن ...
وكأن والدته قد فهمت مغزى نظراته الباحثه : ليلى ..عند اهلها من بعد العصر .
مزيج من الغضب والراحه ... كيف لها ان تمر على كلمتي بدون توقف ؟
جلس جنب امه بصمت ... يحاكي افكاره الهادئه .. ويتمعن في يومه الشقي ..
يغرق في فنجانه الساخن .. ويحاول ان يهدأ ...
سألته امه وهي ادرى بحال ابنها : خير يايمه فيكم شيء ؟ مرتك زعلانه يوم راحت عند اهلها ؟
ابتسم ليطمأن قلبها : مافيه إلا العافيه يالغاليه .. راحت تزور امها ...و تمر اهلها وتبقى معهم للعشاء...
تخمين رائع ...اكيد ستبقى بماان الساعه تخطت الثامنه والنصف ...
يحاول ان يهدأ من انفعالاته ... لكن الحقيقه التي تجاوزها ..ماذا فعل بها اليوم ؟
هل هي الفاصله التي وقفت عندها ... هل صب الزيت على النار ليزيد الاشتعال بينهما ...
دخلت سمر وتفاجآت بوجود مطلق ..سألته : مطلق انت هنا ... وينها ليلى طلعت جناحها ؟
غفله وقعت منه قصدا ... استراحه كان يودها له ولها ... للوقوف على النقاط المهمه ..
تجاهل النظر إليها ورد : لا بتبقى عند اهلها الليله ..
طالعت امها بإستغراب وقالت : اليوم حالها بالمره ماعجبني ... ما خرجت من حجرتها طول الوقت وخديجه تدق عليها
وما ترد .و مااكلت شيء ... و جوالها مغلق ...
وقف على طول ... شيء ملح يوخزه ..
خرج الحديقه ... اخذ جواله ..بالفعل دق اكثر من مرة .. لكن جوالها مغلق ..
لم يعتد على الخذلان او التهميش ..ألم يشعر سابقا بأن كل شيء معها مباح وجديد ..
ابتسم لنفسه بغموض ... و حزم امره ..


********************************


دخلت حجرتها .. و ابتسمت ..حست بالدفا فيها والراحه ...
فتحت درجها و شافت دفتر مذكراتها .. اخذته وجلست على سريرها ..
تقرأ كل كلمه بتمهل .. تمعن و تستشعر احاسيسها فيها..مابين ابتسامه او طيف حزن تعود لها الذكريات ..
كل التفاصيل المهمه ..كانت تدونها بجدية ..
حتى اللي مرت عليها في صغرها ..لم تطوفها في كبرها ... علقت عليها وان مضى عليها من الزمن الكثير .
انفتح الباب .. وطلت سلوى بإبتسامتها الاستفزازيه : مدام ليلى .. مستر مطلق يبغى يكلمك ..
رفعت يدها بدون مبالاه وقالت : قولي نايمه ..
تخصرت ورفعت حواجبها وقالت : لا والله..ويش قالوا لك ..مرسال العشاق... روحي طلي في وجهه السمح ..تراه
قاعد في المجلس مع سعود ...
تركت الدفتر من يدها .. و حست بالتوتر فجأه ... و استغربت من نفسها وين كل العزم والتصميم
ام هو مجرد قشور سرعان ماختفت عند اول مواجهه ...لهذي الدرجه حضوره يطغى على حواسي و يثير جميع
مشاعري في وجهي بدون هويه..
طالعت شكلها في المرايه.. ..تركت شعرها مفرود على ظهرها .. و حطت قلوس زهر باهت .. تحت انظار سلوى المنتقده
قالت بسخريه : بالله ماشبعتم من بعض ..توكم مالكم ساعات يوم وصلتم من شهر العسل ..
كشرت في وجهها وقالت : مالك دخل ..ابعدي من وجهي ..
تجاوزتها ومضت في طريقها ... وقفت تسمع صوته الرخيم ..و لاشيء همه
استندت على الجدار ... صوته نفسه اعاد لها العذاب ..
لم تنسى خيبه الامل التي عادت لها بسهوله .. و ماجرحها به لايتنسى ..
كيف تسامحه وهو اخطأ في حقها .. و شكك في اخلاقها ..و تمادى في شكوكه الوهميه ..
لكن كيف تلقى الحل ؟ لو قالت لاخوها و لا جدها اكيد بياخذون موقف صارم مافيه تسامح .. وتكبر السالفه
لازم تعرف تداوي علتها بنفسها ... و تعزل مشاعرها عن الكرامه ..مو كل شيء يستهان فيه على حساب حياتها ..
دخلت .. مبعدة النظر عنه..تحاول ان تكون طبيعيه امام اخوها الذي ينتظر زلاتها وكشف حقائقها الخفيه..
اعتذر سعود وتركهم لحالهم ..
مارفعت نظراتها عن عن الخاتم ..في اصبعها ..و حركتها المتوتره ..لايهمها كم يطول الصمت بينهم ...
اهتزت قدمه بتوتر .. وعيناه لاتبرحان وجهها .. ..تنهد مطولا ..وخرج من صمته
قال بهدوء مبطن بضيق : حركتك هذي لاتعيدينها .. ..
رفعت نظراتها بإستفهام وكمل وهو يشير بإصبعه ناحيتها : تخرجين من البيت دون اذني .. هذا مااسمح فيه .
وقفت بعصبيه وشدت على فكها وجاوبته : والله ويش متوقع ..من واحده ماعندها اخلاق ..
راقب عصبيتها الواضحه ..من عيونها المشتعله و تضرج وجهها بإحمرار ..
حك حاجبه و قال بهدوء : انا ماقلت ان ماعندك اخلاق ..انتي اللي قلتي ..
ضحكت بسخريه : انت تضحك على مين ..اللي يشكك في اخلاقيات زوجته و في كرامتها ...يكون ايش ؟
وقف ند لها ..يعلم انه اخطأ لكن لايتراجع ابدا ..
مطلق بهدوء : طيب ... والحل ؟ بتظلين هنا ؟ ولاتمشين معي ..
رجعت خصله خلف اذنها و التزمت الصمت... تطفأ ذلك اللهيب الذي نفخ في قلبها ..
لازال لامبالياً بها ..عابرا على نزاهه مشاعرها بكل غرور ..يظن انه على حق في كل شيء ..
ودها تصرخ وتملأ العالم بصراخها ..ليعلم ان هناك من نال من العذاب مايكفي ..
طالعته بيأس :وانت ويش اللي يرضيك ؟ ابقى معك او اظل هنا ؟
ضبط شماغه وابتسم ..تلك الابتسامه التي تسحرها ..وقال :تدورين رضاي ..
بلعت ريقها بصعوبه وتلعثمت وقالت : انت ماتهمني ..وعلى كل حال انا بأبقى هنا ...
وركزت نظراتها في زاويه الغرفه ..تهرب من نظراته العميقه والمتفحصه ..
تجعلها تنسى عن ماذا هي تبحث ؟ يخفيها في نفسه بدون وعي منها ...
استرخى على الكنبه وقال بتصنع : طيب خلاص ..دبري لي مكان انام فيه .. ولا تعالي خلينا ننام هنا ..
وغمز لها ..
شهقت ..لماسمعت كلامه ..وخجلت من نفسها ..الله ماحلاهم نايمين في المجلس لا والاخ يخطط ومرتاح
تخصرت قدامه وقالت برفض : انت اكيد مجنون ؟
ضحك بصوت عالي ..فحطت يدها على خدها من شده الخجل ..قدر يقلب موازينها في لحظه ..
كيف بدأت واين انتهت ؟
اقتربت منه وقالت : مطلق ..لاتفضحنا ..
سكت فجأه وابدى استغرابه ..
رغم اشتياقه لتلك الهاله الحسناء التي يصنعها الخجل في وجهها ... لكن احب تعذيبها بسذاجه
صنعها حول نفسه لم يعتادها هو ...
: اي فضيحه .. اثنين متزوجين قاعدين مع بعض وين المشكله ؟
طالعت جهه الباب ..ومسكت يده تشده ..للوقوف : المشكله اننا مو في بيتنا عشان تاخذ راحتك .
وقف ملاصق لها ..ليزيد من تخبطها واشتعال وجهها ..
ابتسم اكثر ..وقال : والحل ؟
ابتعدت عنه .وقالت بيأس : انتظرني في السياره ..
تأملها مطولا ..لم يكن ليتركها هكذا دون ان تمنحه او يمنح نفسه الحياة في دقائق جافه عاشها مع نفسه
رفع راسها بهواده وكلاهما يتوغل في عيني الاخر .. قبل وجنتها بعمق ...يستمتع بلهيب انفاسها اللاهثه على وجهه
.. انزلقت يده من على وجهها ... ليبقى الحوار الصامت ونداء الاعين ... انسلت بسرعه .وخرجت...
ابتسم برضى ..وراحه ..
راحه غمرته حقا .. كل هذا مضى لم يفكر بشيء غيرها هي ..
كان يعتقد ان كل شيء سوف يقف في وجهه ... او يجد صعوبه في مواجهتها
لم يكن يريد ان يعيدها معه ؟شاء ان يمنحها المزيد من الوقت ..
لكن لم يشأ ايضا ان يتركها بعد ان رأها .. كأن دهرا مضى بينهما و لهث بلهفه نحوها..
اعادته صورتها النقيه الى طبيعته ... وغاب ماحدث في طيات الذاكره ..
سيحاول ان يصلح ماافسده هو ...
دون منغصات ...وان كانت تتواجد دواخل غريبه فعليه ان يتجاوزها بحكمه ..
ويعيش كسائر البشر ...



أنا و انتآ بهـ الدنيـا .. :: تحمـّلنا ::بعضــنا كثيــر
تعودت ., إنتآ على عـنادي و سـرت أحب هـ / الغيـرآ !


أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثـل/ صدر السمـاء و الطير /
كثيــر الليي ُطالعهـا و لا أحـــدٍ طـالهـا .. غيـرهـ .,

أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثل لعبهـ .. وطفـل صغيـر
مع آنوهـ ُ دوم يهمـلها رفض يسمــح بهـا لـ / غيـرهـ !




ألقاكم بكل الحب ... .... كبرياء الج ــرح


**********************************

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 13-10-10, 06:31 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Alberteinstein

 






البارت الرابع والعشرون :




صحيح هو قادر على قلب كيانها ... و تقييدها
لكن مالعمل ؟ خوفها ان يتعاظم الامر و يصبح كالفقاعه التي تنفجر في وجوه الجميع
وتجلب العديد من المشاكل لها ..
لن تتسامح معه بعد الان ..وتلك الساذجه ستسلخ عنها زيها الباهت .. فهي لاينفع مع امثاله
ابتعدت عن مواجهته ... نامت في الحجره المجاوره له ...
و انصرفت في امور لم تكن بالمهمه لها ..لكن لابد ان تقضي وقتها في اي شيء ...
بمجرد ان يخرج للعمل ... تصحى من نومها المزيف ..
واذا رجع ..تلهي نفسها بالشغل في المطبخ او الجلسه مع امه او سمر ...
واقنعت نفسها بأنه مايهتم ولا سوف يهتم ...
وتختصر جلساتها معه في حضره اهله ... تلاحظ عليه شروده و غيبته في عالم العمل ..
في باطنها حسدت عمله القادر على صرفه عن امور الحياة الاخرى ...
مرت الايام .. ولم تقنع بالحال ..
بالعكس احساس يتفاقم بالحزن والوحده..
لم يكن مؤنسها .. او رفيق يقودها الشوق إليه ..لكن اصبحت تستغرب نفسها ...
جلست مع امه بعد العصر ..مدت لها بالقهوه ..
ام مطلق : علامك يابنتي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : مافي شيء .. ياخالتي ..
تركت الفنجان وقالت بجديه واضحه : اسمعي يابنتي ..انا ماودي ادخل في حياتكم ..لكن حالكم مايعجبني
قولي لي يابنتي ... اذا كان مطلق مزعلك باخذ حقك منه .
اقتربت منها ليلى وباست يدها : يعطيك العافيه و يخليك لي يارب ... مافي شيء يا يمه ..
ابتسمت ام مطلق بحب ودمعت عيونها لما سمعتها تناديها بأمها : والله انك في مقام بناتي .. واغليك مثلهم
ليلى بغصه تتعاظم .. قالتها بصدق ..ذلك الحب تقيسه في نبض العيون و تعرف حاجته له ..
كانت محتاجه لدفعات الحنان ... لتسقي جذورها و تمدها بالحياة من جديد ...
دخلت سمر وشكلها تحفه بعد النوم .. الشعر منكوش والبيجامه معفوسه .. وحالتها حاله
ام مطلق : بسم الله.. انتي لو شافك احد غيرنا بيقول مجنونه اكيد ..
سمر بنعاس : يمه الله يخليك ..مالي خلق تعليقات ...حدي منومه..
ليلى بضحكه : وانتي مضيعه سريرك ..
فتحت عين والثانيه مقفله وقالت بهبل: مين ليلى ؟ تعرفين ماشفتك ..وشفيك لابسه بيج مطقمه مع بيت الشعر ..
ليلى بزعل : مالت عليك .. اكيد ماتشوفيني من الظله اللي على راسك ..قومي الله يستر عليك ... روحي مشطي شعرك
سمر : اقول ليلى .. ويش رايك تروحين معي المشغل ..ودي اقص كشتي شوي .. ..
حركت فمها بتفكير وقالت :والله فكره ..خلينا نغير نشوي ..
تدخلت ام مطلق : ليلى ..لاتقربين شعرك ..
عقدت حواجبها ومسكت شعرها و تأملته وقالت بتوسل : والله ياخالتي ..ودي اقصره شوي ...
و ممكن اصبغه ويش رايك ياسمر ..
فاقت سمر من نومتها وعدلت جلستها : اي والله فكره ... غيري شوي من شكلك ... لازم تجددين علشان مطلقوه
تراه مسكين حافي ومنتف .. و عطشان من زمان ماشاف نسوان عدله..
بحلقت ليلى فيها بنقمه ورمت عليها فنجان فاضي ..وقالت بشكوى لام مطلق : تسمعينها ياخالتي .. يعني انا شينه
ياقليله الحيا...
ابتسمت ام مطلق وقالت : لا والله انك زينه البنات... اكيد ماقالت كذا الا غيرانه منك .
ضحكت ليلى ورفعت حواجبها بإستفزاز ...بوزت سمر في وجه امها : افا يايمه .. هذا وانا اخر العنقود ..
ليلى : اقول سمر ... لقطي وجهك ...
سمر :ماعليه .. صدقوا يوم قالوا القرد في عين امه غزال ...يالله اقول لاتأخرينا خذي شور مطلق لا يقف لنا في البلعوم
هو من غير شيء يبغى ترخيص موافقه قبل الخروج بأسبوع .
ابتسمت ليلى .. و كأن شيء محتم عليها ذكره كل ساعه ..
تمتد عينيها للبعيد ..لعلها تلمح طيفه وتستقر حاجتها على جهه
اصبح شيء يدخل في مسام القلب ويذكرها خفقاته فيه هو ..
صحيح انه لايشعر بها...لكن تفرق عنه بأشواط
أليس هو ذلك السر الذي وضعه الله بين يدي الانثى ...
لا يعلمه سواها وان حاولت اخفاءه او تجاهلته او حتى جهلت مسماه ...
فهو شيء كالسحر يغيرنا ولا يغير ما حولنا ...حاله صعبه ان تمر على الاخرين بسهوله...
وان مرت عليهم لا يدركونها ..
صرخت سمر في وجهها : ليلى ... اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب ياكريم
ابتسمت ليلى وقالت : وانتي ويش دخلك .. قاعده لي في كل مكان ؟
سمر بضحكه : اكيد تفكرين باخوي .. يالبى قلبي يامطلق ...
ليلى : والله انك فاضيه ..اقول ام كشه ..روحي جهزي نفسك .. وكلمي مطلق مره واحده ..
شهقت سمر :لا والله ناويه علي انتي ... طيري ياماما .. كلميه انتي اكيد مابيرفض لك طلب ..
ام مطلق : كلميه يا يمه ..واذا مارد عليكم روحوا انتم وانااقول له اذا رجع من شغله .
ليلى : لا ياخالتي...يمكن يتضايق انا بدق عليه اذا مارد برسل له رساله ..
اخذت جوالها وقامت تكلمه بعيد عن نظرات سمر الفضوليه...
في الاساس هي خايفه انه يفشلها او يعارض على اتفه الاسباب ...
دقت مرتين لكن لارد ...و كتبت رساله
اهم شيء انا استأذنت وامه عندها خبر ...
مشوا كلهم .. و معهم اريام اللي ارتاحت انها كسرت الحاجز ومشت معهم برضاها
قررت تقص وتصبغ ... مجازفه كبيره بتعملها ..لاول مره تتخذ قرار لنفسها دون مشاوره احد وبسرعه ..
نادت اريام العابسه وسألتها : اريام .. ودي اسألك اي لون حلو علي اكثر .. البني او الاحمر احس الاحمر لون جريء وقوي .
تلعثمت اريام في ردها وقالت :انتي ايش مقرره .. صراحه البني حلو عليك ... وممكن خصل عسلي يظهر اللون اكثر
اندمجت اريام بدون حواجز ..
ابتسمت ليلى لها ..:مشكوره ياالريم ...
تدخلت سمر : ليلوه انا بصبغ احمر ...
ليلى بضحكه : انتي من غير لون وتفجعين صراحه.. ويش بيصير اذا قلبتي حمراء الله يستر ..
شاركتها اريام الضحك ...
اريام : بتوقف نص سيارات الرياض ...على بالهم اشاره مرور .
فرحت بالاجواء الغير عاديه .. والالفه الواضحه .. حست انها منهم وفيهم رغم المنغصات لكن في نفس
الساعه حست انها فرحانه و مرتاحه ..
بالفعل رغم ترددها إلا انها ...صبغت شعرها وقصت مدرج ..وعلى كذا مايبان ان شعرها مقصوص ماشاء الله
اعجبت في النتيجه وكمان البنات اعجبوا فيها ..صحيح مو كل قرار يتخذ بسرعه تكون نتائجه مخيبه للامال ..
دخلوا البنات... و توقفوا فجأه ..خبطت سمر في كتف اريام بدون انتباه ..
سمر : اريام يالبقره مالقيت توقفين إلا في نص الطريق ..
اريام من تحت اسنانها : مطلق .
سمر بصوت عالي :مطلق ..ورفعت راسها لناحيه اخوها ..وشهقت بخوف
اما ليلى فحالتها حاله ..شدت الطرحه على راسها .. ودها تضحك على شكله ..كان مثل المحققين
يقف بإنتصاب .. حاط يديه خلف ظهره و عيونه مركزه على كل واحده فيهم ..
رفع حاجبه ..وركز على ليلى بالذات قال : امي تقول انكم خرجتم من بعد العصر ... والحين كم الساعه
همست سمر بضعف : والله ياخوي .. اانا قلت لهم ..خلونا نرجع بسرعه ...لكن حكم القوي
وكزتها اريام ..و تحلفت فيها ليلى بنظراتها ..
بالكاد قدر يمسك ضحكته ..رفع حواجبه وقالت : يالله قدامي انتي وياها ... جهزوا العشا لي و ناصر
وان شاء الله اشوف واحده جالسه والثانيه تشتغل ...
اريام : مطلق يعني عقاب ..
هز رأسه : اكيد عقاب ... تخرجون من غير اذني ...و تتاخرون .. ويمر كل هذا مرور الكرام ..
اريام : البنات قالوا انهم اخذو موافقتك ..والا غير كذا ما كنت رايحه معهم من اساس
سمر : يالخاينه
اريام : ومنكم نستفيد ..
سمر اشرت على راس ليلى من فوق وقالت بضحكه : كله من هذي... ياما نصحتها وقلت لها ياليلى مايجوز مطلق بيزعل علينا
لكن هي واثقه ..ويش قالت .. مطلق حبيبي مايرفض لي طلب ..
شهقت ليلى .. وطالعتها بنقمه .. حاولت تضربها ..لكنها على طول راحت خلف مطلق ..
ليلى بحنق : سمر .. كذابه ... وناظرت مطلق وقالت : والله تكذب ..
رمت بالاكياس ... و لحقتها خلف مطلق ..ابتسم مطلق ...على شكلها ...
وسمر ترقص خلف اخوها و فرحانه بالانتصار ..
مسك يدها .. فرجعت للخلف وطاحت الطرحه ... ضاقت عيونه على شعرها ..
قال بأمر : يالله انتي وياها ...فوق بسرعه ..
و ماصدقوا خبر البنات ...طلعوا فوق على طول ..اما ليلى بقيت بين يديه ...
همست بخوف : دقيت عليك اكثر من مرة ...وارسلت لك رساله
تجاهل كلامها ومد يده ناحيه شعرها وقال : ليش قصيتي شعرك ...وكمان صبغتيه من سمح لك ؟
حركت شعرها بتوتر وقالت بإبتسامه : ليش مو حلو...
ردد بنبره منزعجه : مين سمح لك ؟ المفروض انك خبرتيني بالانجاز العظيم
استغربت من انفعاله وقالت بهدوء وعيونها على المكان تخاف احد يسمعهم : مطلق ... ماصار شيء حبيت اغير من شكلي.
مطلق بغضب حرك شعرها بإهمال وقال : اي تغيير .. المفروض تاخذين رأيي .. انا زوجك مو رجل كنبه عندك ..
فكت يدها بإنفعال : خلاص ماصار شيء...بتعطيني محاضره على شيء تافه ...
طلعت دون اعتبار له .... متجاوزه تلك ..العقبات التي وضعها .. ..
دخلت جناحها وقفلت الباب بقوه ..لكن انفتح بعدها بمثل القوه .
مسك يدها بقوه خافت ان يكسرها ..وبنبره حاده : لاتطولين لسانك علي فاهمه ... خرجتي دون اذني وسامحتك فيها
اما ترفعين صوتك و تتواقحين علي فهذا اللي حذرتك منه ...
شمخت بنظراتها و تحدت سطوته : وانت اياك تكلمني بالطريقه هذي وقدام الكل ؟
كل اللي سويته اني غيرت من شكلي وين المشكله ...؟
ألمتها يدها وخاصه انه يضغط على الخاتم .. كمل بإنفعال : لاترفعين صوتك علي ...
حاولت التملص من يده وبحده نفضتها منه : ليش مهتم ..انا كذا ولا كذا مافرقت معك .. .
يعني اهتميت لما غيرت من شكلي ..ولا لازم اخذ امرك قبل ...
وقف بصمت يراقب حدة انفاسها و تمرد عينيها ... وابى ان ينهزم ولو كانت تلك ضد رغبته ..
قال بنفاذ صبر : لا تحاولين ثاني مره تهمشيني ولو كان الامر تافه .. واشار لشعرها بإستخفاف ..
وتركها بسرعه .. اخذت نفس عميق ..تطرد الغصه التي وقفت لها منتصف الكلمات وابت على الحركه ..
.. ووقفت منتصف حجرتها ... تداري تلك الدموع التي تحجرت ..
غبيه..لوكنت اعتقد انه سيهتم ..ولو حتى يدير رأسه لي بإعجاب ..
غبيه ..لو ظننت انه مثل سائر الرجال .. يهتم بأمرأته كما لو كأنها حوريه امامه..
قفلت الباب بهدوء ..و استندت عليه ..تقاوم دموعها و تكتم انفاسها بصعوبه
لن تبكي .. لن تبكي ..لن تبكي..
كتمانها ..ضيق انفاسها وسد منافذ الهواء لديها ...
بسرعه .. سحبت درج الكومدينه و اخذت البخاخ وانعشت تنفسها .. للتتواصل مع افكارها ...
لن تجد له ذريعه ..بالاساس لا يوجد
فهو مثل الامس واليوم و سيظل غدا ...يعتبرني شي من اشياءه ..لا غير
ولاضير عنده ..
مجرد انثى يجد سلواه عندها ..في كل شيء
وقفت قدام المرايه ..وطالعت شكلها ..بالعكس شكلها حلو ..ليش ماتقبلها ؟
تقليديه .. فكره اثارتها فضربت بيدها على التسريحه
ارادني تقليديه ..قرويه..لاتهتم ...صوره قديمه ليشوهها بحريته وسطوته الذكوريه البشعه ..
كيف له ان يغيرني ؟ وكيف له هو ان يتغير ؟
حركت شعرها بخفه ..وابتسمت لنفسها ...رغم الالم بداخلها ..ألم محسوس
ألم تناقله جسدها و اصبح ينهكها ...
ستصبح عادة .. فعليها اعتياده ..
لبست بنطلون جينز ...و بلوزه نص كم ..تركوازي و رفعت شعرها بشباصه .. و خرجت
لاحظت وجود البنات ..واضح انهم سمعوا كل شيء
حركت شعرها بخفه وضحكت بفراغ : شكله ماعجبته الصبغه ..
أريام على طول دخلت حجرتها وقفلت الباب .. وسمر شكلها متفشله ..
اقتربت وقالت : انا اسفه ياليلى ..والله ماقصدت ..
مسحت وجهها بيدها وقالت : وليش تعتذرين ..انتي مالك دخل .. انا السبب ؟
سمر : ياااه ياليلى كل هذا وتقولين انك السبب .. لو مااعرف اخوي كنت قلت كذا .. دمه ثقيل و ما يتقبل التغيير بسهوله ..
ابتسمت ليلى : سمر ..مهما يكون هذا اخوك الكبير .احترميه .. وماصار شيء بيننا لدرجه انك تتحاملين عليه ..
روحي كلمي اريام .. لاتاخذ على خاطرها من اخوها ..
احتضنتها سمر بقوه : تعرفين يا ليلى ..اخوي مايعرف النعمه اللي بين يديه وربي ليندم اذا زعلك بعدين ..
غمضت عيونها ووقفت العبره في حلقها ..بلعت ريقها بصعوبه وقالت : عادي ..شوي ونرضى عن بعض ..
كملت بأمر : اشوفك قدامي انتي والست اريام ..ولانسيتوا العقاب .

شمرت عن ساعديها.. ستعجن الامها في العمل وتتناسى ذلك الذي وشم على فرحتها بخيبه امل كالمعتاد ..


*******************************



تأفف ودخل المجلس .. و كأنما دخل صومعته الخاصه وانفرد بأفكاره بعيدا عن رفيقه
غمض عيونه بعمق ..و شد على جبينه ...
وشفيك يامطلق ؟ كلما قلت بتبدأ ترجع للخلف اميال ..
شكلها ماكان حلو..إلايطيح الطير من السما..
صارت احلى ..كلمه فاتنه قليله فيها ...انا من قبل ضايع في كلمه اوصفها فيها ..
وجات على رجليها لحد عندك ..و طمرتها بسذاجتك .
هل هو خوف ؟ ان تعزل نفسها عنك و تستثنيك عن امورها وحياتها ..
وانت المهتم بكل شارده ووارده .. و تتصنع البرود
او غيره ..ان تتبدل هكذا بتلقائيه بدون سبب
احببت ان تكون انت السبب الوحيد في حياتها ان تتغير من اجله ..
عقده ..صعبه تنحل فيك ..الحظ السيء رفيقك ..
ماتعرف تقول حلو وانتهى ..
كيف تكسبها وانت مقفل كل الابواب في وجهها ..
تأففت للمره الثانيه على مرأى صاحبه المتفحص بدقه ..
تنحنح ناصر وقال : كل عقده ولها حل ..لاتكدر خاطرك..
مطلق بنظراته الحاده : اي عقده ...
ناصر بهدوء : العقده اللي مزعجتك ..لاتقول مافيك شيء ..خرجت بمزاج و دخلت بمزاج ثاني ..
مين المدام هذه المره ..ضحك وكمل : اصلامافيه غيرها متحملتك المسكينه .
رمى بشماغه جبنه وبعثرشعره وقال : ناصر ..اطلع من راسي ..
ناصر بضحكه : ويش شايفني قمله عندك..
ضحك مطلق وارخى راسه على المسند وناظر السقف ..
و ظل لحظه خايف فيها يسأل و يسقط القناع عنه..لكنه سأل بهدوء : ناصر ..انا معقد ؟
هز ناصر رأسه وقال : مين قال انك معقد ؟
مطلق بحده : رد على قد السؤال
ناصر بتفهم : لا مو معقد معقد ..يعني نص ونص ..
رفع مطلق راسه وناظره بلوم وقال : بالله هذا جواب دكتور نفساني ...
ناصر بضحكه : طيب انت تستشيرني بصفتي طبيب ..راح اعطيك التحليل ياسيدي الفاضل
رجع وسند راسه على المسند و كمل ناصر : فيه امور في حياتنا ما تعودنا عليها و في دقيقه تصير امور حتميه علينا
و لازم نتعامل معها كواقع .. و تتغير معاملتنا لها بحسب شخصياتنا ..
يعني مثلا في امور بسيطه نعقدها و ممكن في امور معقده يانبسطها او نزيدها تعقيد ...
يعني انت مو معقد لدرجه المرض النفسي لكن نقول عنك صعب المراس شوي ..
و ثقيل شوي و عندك الكبرياء اهم من المشاعر ..و ماتعرف تقول كلمتين حلوه على بعض
واذا جيت للحق يامطلق والله انك ما تتعاشر ...
وضحك بقوه ..لما سحب مطلق شماغه ورماه في وجهه ...
مطلق بإبتسامه : اقول انقلع ..مالك عشا عندنا ..
ناصر : افااا ياذا العلم ...تطردني ..مقبوله بكره اذا تزوجت لاردها لك ..
مطلق بتفكير : لا تسويها والله لو رجعت بي الايام ....
وسكت فجأه وكأنه غير مجرى كلماته بداخله وابى ان ينطقها ...
ناصر : كمل لو رجعت بك الايام ما تزوجت ... عادي ويش يصير يعني بتتوقف الكره الارضيه عن الدوران
او هي بتنتظرك طول عمرها ..ااكيد بيجيها نصيبها ... يمكن الشيء الوحيد الثابت هو انت ..
ناظره مطلق بإبتسامه وقال : وانت معي ..
جلس جنبه وقال : كل شيء جايز ..ممكن كنت تزوجت ماريا .. و هاجرت لامريكا و تركت الديره لاهلها..
وكزه مطلق وقال بتهديد : تعرف الشي الاكيد وقتها ..كنت سحبتك من رجليك من امريكا .. وزرعتك في ديرتك بالغصب .
ضحك ناصر ..وفجأه حط يده على بطنه وقال بإمتعاض : لابارك الله في هذي العزيمه ..ماصارت .. قوم شوف لي
شي اكله ..مالت عليك انت وعزايمك ..والله لو درت عني ام مطلق لتعلمك الاصول ..
وقف مطلق واعطاه نظره تحذير : انثبر مكانك لا يجيك اللي مايسرك .
فتح التلفزيون وتشاغل فيه ..بينما مطلق دخل المطبخ من الجهه الخلفيه ..و تسمر مكانه لما شافها تشتغل و معها سمر
ترسم الابتسامه و تميل برأسها بضحكه عاليه .. وتعود تكشر لنفسها ... تحرك شعرها بخفه ..و تمسح انفها بظاهر كفها
ابتسم .. وتذكر شكلها لما صارخ فيها ..بسط يده ..نفسها اللي كانت تشد على يدها و كادت تحطمها
زفر بحده ...
اعجبه تلك الروح القويه التي تصنعها من اجل الاخرين ..
غيرها من جنس حواء كيف ستفعل لو تعرضت لمثل الموقف ؟
تنحنح و دخل بسرعه ..ليعم الصمت فجأه ..
استدارت للمغسله ..و غسلت يديها ..وقالت لخديجه : خذي السفره لامي .. وانتي ياسمر روحي نادي اختك للعشاء
قفلت الماء واستندت على المغسله قبل تطالع فيه ..: هذا العشاء .. تبون عصير برتقال او مانجو..لان مافي إلاهو
خلي المطبخ الا منهم .. تماسكت وهي تطالعه ..كأنه اول مره تشوفه عادي ..بدون تكلف او مظاهر
شعره الاسود الكثيف يصل لاسفل اذنيه والمجعد بطريقه ملفته ..وعيونه الذابله وان كانت ممزوجه بصلابه .
كملت بتوتر : عملت معجنات وبيتزا و صينيه مكرونه بالجبنه ..الوقت ضيق وماامداني اعمل غيره لكن ان شاء الله تعجبه ...
وترها زياده ..وقفته الصامته وترقبه الغريب ..كان يصف الحروف في عقله لينطقها بسهوله لكن توقفت له
و صعبت عليه المهمه السهله جدا والسخيفه ..كل رجل في كل زاويه بل في كل شبر على وجه البسيطه يجيدها
وكيف هو مستثنى من بين رجال الارض ..
مثلما قال ناصر ..بعض الامور البسيطه اما نبسطها او نعقدها ..وهو من عشاق التعقيد بدون اراده ..
حركت الخاتم في اصبعها ..لكن انتبهت انه منبعج و مايخرج بسهوله..تنهدت بحزن ..خاتم زواجها ..
حتى هوماسلم من هوائيته القاسيه ..
ودها تبكي .. وتختفي عن العالم ...اول مره تتمنى الموت والفضل يرجع له ..
اقترب منها ..فرجعت للخلف ..كملت بنبره مهزوزه : فيه شاي ... و عملت لكم حلا ..هذا بعد العشا لو تبون
انا قلت لخديجه تجهزه لكم ...وبالعافيه عليكم مقدماً.
اخذت نفس عميق ومسحت انفها الاحمر من شده الانفعال .. ..
وناظرته بهدوء قبل تخرج تحث خطواتها على الهروب والتدثر ببلاده المشاعر مجدداً ولا تهتم ...
ستطول الحاله وتدوم ..ياتكون مثله او تنعدم في حالتها هذه ..
وهو نفس ماهو ..كل الذي فعله ..منذ دخوله هو خطوه فقط ..وبعدها توقف
يراقب.. يراقب.. يراقب ..حتى اصبح يمتهن المراقبه ..
تنهد بتعب طويل ..وهمس بضجر : الله يقطع شرك ياناصر ..



******************************



طال الوقت ..والحال ان تبدل فهو نفس الحال...
اعلنت قرارها الذي لم يكن منها... واجهه اجتماعيه يجب ان تحافظ فيه على نفسها ..
يأتي الرفض منها ولاتعاب فيه ...أما ان يأتي من الطرف الاخر فهو العيب المذموم ..لدى الناس
مثير للشبهات و محرك الافواه التي لاتصمت ...
ازعجها وابل الكلمات من والدتها ... لم يكن بمقدورها الاحتمال
مديح متواصل ولاينقطع عن المتكامل ..صاحب المال والاخلاق والسيره الذاتيه المرضيه ..
ابتسمت بسخريه ..اتخبرها بالجديد عنه وهي حفظت كل المواصفات و ما خفي فيه ظاهرا لها ..
لم يشفع لها كل ذلك ..
وطالبتها بالمزيد من الوقت ...المزيد من الوقت هدرا للامال فلا تحاولي ...
او على الاقل ان تقنعها بالاسباب ... للقناعه لها ولغيرها
اماه ..لاتحاولي ..لو تفيض العين بالدموع و ينضح القلب بالهموم ...فلن ترتاحي اذا علمتي الاسباب
اتركيها ياامي للنصيب .. وهو كذلك .
حبها الخفي الاسطوري ...لم يفدها في شيء...هو موبوء بحب فتاه لاادري هل اقتنع برحيلها
ام مازال يوبئ نفسه ااكثر بحب ماضي ...
امتلأت نفسها بالهراء .. ولم يعد يشغلها شيء مهم ...
اعطته مايريد ...حريته ..التي اكتشفت انها اصبحت تملكها فجأه ..
و منت نفسها بما تريد .."الراحه والخلاص ".


****************************

دخل البيت .. لتقابله دموع والدته و تجهم اخته ..
انعقدت حواجبه ..وسأل بحذر بعدما ألقى السلام عليهم : عسى ماشر وشفيكم ؟
ماتغير شيء ..فقط زاد بكاء امه و تجهم اخته ..
جلس جنب امه و حاوطها بيده وقال : خير يمه ..فيكم شيء ؟ خبروني
لامست فخذه بحنان وقالت : والله ياولدي شكله معمول لك عمل ...
ابتسم وسأل بإستغراب : بسم الله ....مره وحده عمل ..ليش ؟
وقفت رغد وقالت بعصبيه : اليوم بنت خالتك المصون ... اعطتنا ردها ؟
قاطعها سلطان بتفهم : رفضت
انتحب امه بصوت عالي ..طالع اخته وقال : وخير ياطير ... مو انتي اللي قلتي البنت اللي ترفضني وراها الف بنت .
رفعت امه رأسها بعزم وقالت : والله ياولدي مااخليها في قلبي ..من بكره ادور لك زينه البنات .
رغد : واضح ياسلطان انك ماتضايقت ..
ارتاح على الكنبه ..بالفعل تو حس انه مرتاح و خفيف..: وليش اتضايق...النصيب .
ام سلطان بضيق : انا اللي قاهرني ..ما اعطوني سبب واحد لرفضك ..تقول البنت استخارت وماارتاحت ..علتها مثل اللي قبلها
سلطان اقترب من امه واحتضنها : امي الله يخليك .. لا تجيبن طاري البنات الله يستر عليهم ...انا مازعلت
ليش انتم شايلين همي وقاعدين ...
وقف بعدها ...وقال : الله يعطيكم العافيه ...لاتكبرون السالفه او تتغير معاملتكم لهم ..مهما يكن نحن اقارب
وهذي الامور مافيها حساسيه...عادي ربي ماكتب .. ويش دراكم يمكن ربي يشيل لي الاحسن ..
ابتسمت امه و وقفت معه : الله يسعدك ياولدي ..ويهنيك ويرزقك ببنت الحلال..
ابتسم وناظر اخته ..و كأن الكلام كله ما عجبها ولادخل مزاجها
رفعت حواجبها له وكأنه تذكره بالمحادثه التي درات بينهم قبل فتره .. تركها لشكوكها وطلع حجرته
حس كأنه طفل صغير خرج من كابوس عكر نومه ..
تنهد بإرتياح و رمى بجسده المثقل على السرير ...وابتسم ..
واخير انزاح عنه هم ثقيل ... و تخلص من عبء زواج ماكان في باله ..
اقنع نفسه ان هذا من مصلحته ..و مصلحتها ..
الزواج اخذ وعطاء و هو غير قادر على العطاء بعد اليوم ..
سيكون شخصا اخر .. و يجدد حياته وينسى ...
فكر يكلم .زياد ويشكره على المساعده ..لكن غير رأيه
الموضوع هذا انتهى .. و العرفان له وعليه ..
دعا بصدق ان الله يرزقها بأحسن منه حال ...
و يسهل له امره ... ويعينه في حياته ..



***********************


لاتبكيني ياقدري ..
فدموعي اعلنت التمرد و ابت ان تنهار تحت وطأه الالم ..
لاتبكيني ياقدري ..
فإبتساماتي شحت ان ترسم على وجهي و تضيء عالمي المعتم ..
لاتبكيني ياقدري ..
سأحتمل جروحي النازفه ..و ادعي قوة زائفه واكابر على الآمي المبرحه وارتدي دورعاً خفيه..
لاتبكي ضعفي وانهزامي ..فلست انا من يهرب من قبضتك ..ليس أنا ؟

توشحت بالصبر و الشفافيه... وازداد البعد والجفاء ..
و تحملت مالاطاقه بمخلوق عليه ...
من اجل نفسها ..من اجل غد افضل >> تأمل هي بكل جوارحها ..
لكنها ظلت تتساءل من هو في حياتي ؟ من هو ؟ اكثر من تلك العلاقه الزوجيه الممله من هو ؟
رجل بمسمى زوج له كامل الحقوق ..وانا معه من اكون ؟
من اكون ؟
ضائعه في سير الركب .. لاتعرف مع من والى اين ؟

مر اسبوع .. وهي تتجاهل حتى النظر إليه ..
وهو .. في عالمه المنفي عن الجميع ..

حتى الخروج من البيت حرمته على نفسها ..
اهلها رجعوا الديره ... راحت لهم مرة واحده سلمت عليهم قبل مايمشون ..
وطبعا برفقه العميل االخاص..
تحمل من الهموم الكثير ..وان استبعدت همها ..طفى على السطح خطوبه سعود لريهام ..
ما تقدر تفكر في الموضوع ؟
يكفي من التشنج بمجرد ذكر اسمها ..و معاوده تلك الذكرى البغيضه ..
هي ترفضها وان تجملت بالفضائل الحسان..وان تناست ما فعلته ؟
العيب الاكبر والاخطر انها تحب واحد غيره ...
هذي كبيره في حق اخوها .. ما ترضاها لو ماصار
كانت تفكر في نجمه ..ابتسمت لفكرتها
لو نجمه من نصيبك ياسعود ..والله لتسعد في حياتك ..
لكن حظك شين مثل اختك .. حظنا ما يطيح الا في الشيء العوج ...
دخلت وفاء ..وهي منشغله ترتيب غرفه النوم ..
و تتوقف كل لحظه تهز افكارها بهدوء وما انتبهت لوجود احد معها ..
طلعت صوت ..التفتت ليلى لها ...و تتنفست براحه ان ماكان هو ..
ليلى : وفاء..ايش المفااجاه الحلوه ..حضنتها وسلمت عليها بحراره ..
وفاء : تسلمين حبيبتي .. ويش هالقمر ماشاء الله عليك .. الصبغه زادتك حلا ..
مسكت خصله من شعرها وطالعتها : بالله حلوه ... ماادري حسيت اني استعجلت .
وفاء : لاوالله من جد طالعه تجنني ... ويابنت حلو التغيير ...
ابتسمت ليلى..حست ان كلماتها اعطتها ثقه بالنفس ولو شوي ..
سحبتها من يدها وجلستها على السرير ..: وين البنات ؟
تنهدت وفاء :والله هالبنات بيطلعون لي قرون .. جن ازرق اعوذ بالله .. قاعدين مع امي تحت ..
ليلى :ربي يحفظهم ان شاء الله ..
طالعتها وفاء بتمهل : حاسه انك نحفانه زياده ... ليش مسويه ريجيم ؟ لايكون اخوي بدا يتشرط ..
ضحكت ليلى على نفسها اولا وعلى المزحه اللي سمعتها
: لا والله مافي ريجيم ولا شيء ...
: لايكون في ضيف جاي على الطريق ..
ليلى بخوف : مين ؟
وفاء بضحكه :قصدي لاتكونين حامل .
ليلى بشك:لا مافي شيء من هذا .. المهم انتي بتبقين معنا اكيد للعشاء ..
وفاء : اكيد ..وجيت اقولك ان في ضيوف بيجون عندنا ..صراحه عزمتهم ..
: ياهلافيك وفي ضيوفك ..
: تسلمين ياقلبي ..ماادري مااظنك تتذكرينهم ...حضروا زواجك .. وداد وجود ..ناس طيبين ..ابوهم الله يرحمه كان يشتغل مع مطلق
لكن الله اخذ امانته .. فصار ولده يشتغل معه.. واحنا صرنا مثل الاهل ..
: لا والله ماحصلي الشرف ... لكن اكيد اني برتاح لهم .
وقفت وفاء ومسكت يد ليلى : طيب تعالي معي .. قلت لخديجه تسوي لي كم صنف ..خلينا نروح نشوفها ..
نزلوا الدرج .. ابتسمت ليلى للبنات كانوا مسوين جو حول جدتهم ..
وفاء : تعالوا يابنات سلموا على خالتكم ..
بالكاد قدرت تميزهم بعلامات واضحه فيهم .. ظلت تتكلم معهم .
وماشاء الله تسكت الاولى وتقاطعها الثانيه .. و تدخل الثالثه .. وهي تضحك و نص الكلام ماتفهمه منهم ..
نزلت سمر ..بإستعجال ..ووقفت نهايه الدرج وقالت بصوت عالي : يامشجعات ريال مدريد ...
ضحكت ليلى وهي تسمعها داخل المطبخ ..
وفاء : صحيح نسيت اقولك ..اليوم مباراه ريال مدريد و برشلونه... وطبعا هي تشجع ريال مدريد
وولدي المصون يشجع برشلونه ..لو تشوفين المعارك اللي تصير بينهم ..
ليلى : والله حلو... مسوين جو حماسي ..
وفاء : ماشفتي مطلق .. ضحكت وفاء لما تذكرت شيء : كان دائما ينتظر المباراه ووقتها ينشغل ..
او ينسى الموعد و لما يتذكر ..تصير خبر خير ..
ليلى بإهتمام : وهو مع اي حزب ؟
بوزت وفاء : وتعتقدين الرجال يجون حزب البنات ...ابدا ..وصراحه كنت اقول ان ولدي طالع لمين ؟
دخلت سمر وهي لابسه فنيله ريال مدريد وبنطلون جينز ...
وقالت بحماس : يالله يابنات ..اليوم ابغاكم كلكم معي ..
ليلى : لا والله السموحه ..انا ما اشجع .
سمر :لا بتشجعين مو بكيفك ..ومن الحين البسي ابيض ..اليوم بيجي كريستانو يالبى قلبي عليه ..
طالعت ليلى وفاء بإستفهام ..فهمتها على طول وقالت : اختي تشجع نادي بكبره علشان لاعب ..
يقولون عليه وسيم ..لكن والله مااشوف فيه اي وسامه ..والله يا رياض انه ازين منه ..
ضحكت سمر ..وبعدين سوت نفسها تستفرغ وقالت : وع وع ..بالله ويش جاب زوجك الاقرع عند شامبو ضد القشره
اقول مالت عليك ..انتي و زوجك ..
ضحكت ليلى لما شافت وفاء خرجت ورا سمر تبي تضربها ..
دخل مطلق .. راقبته ..من اول مادخل ..هجموا عليه البنات ..ضحك وكل واحده تتحدى الثانيه انه يشيلها
قدر يحملهم كلهم واحده على ظهره والباقيات كل واحده على يده ...
وفاء : بنات عيب ..تعبتوا خالوا ياله انزلوا بسرعه ..
مطلق بإبتسامه : خليهم شوي .. انا ودي العب معهم ...
راقبت لعبه و ضحكه معهم .. و الملامح اللي ترسم على وجهه ..
ابتسمت تلقائياً ..ماتوقعت روحه الحلوه مع الصغار .. يعني يعرف يضحك على الاقل ؟
طالعت اشكالهم ..كانوا بالمره مستانسين ..وماعندهم هموم ..وهي المبدعه الوحيده بينهم
حتى ولو حست بالانغماس معهم وفي جوهم ...ترجع لنقطه تتذكر انها وحيده في عالمها ..

مطلق ناظر ناحيه سمر و ابتسم بغيظ : وانتي يالمسكينه ..متأمله خير..يوم انك لابسه و جاهزه ..
سمر بغرور : اصلا انا ضامنه الفوز..ماناقصني الا الاحتفال ..وهذا اخليه بعد المباراه ..يعني من باب التواضع
مطلق بإبتسامه : واذا خسرتم ..
قاطعتهم وفاء : ماتشوفها ثلاث ايام بلياليها ..
تلفت حوله وكأنه حس بغيابها... قرات وفاء ذلك الاستفهام الذي اعتلى وجهه ..
فهمست له : تراها في المطبخ .. وصراحه مااعجبتني .. البنت نحفانه و كل وقتها قاعده لحالها ...
اقتربت اكثر منه وسط الازعاج وقالت : اذا في شيء بينكم ..
قاطعها مطلق بتوتر : مافي شيء ..يمكن تعبانه ..
وفاء : روح شوفها ..
مطلق بإختصار منهي النقاش : في وقت ثاني ... والتفت ناحيه البنات ..غائب في افكاره ..
كأنه مالاحظ عليها وحدتها و انغماسها في العمل .. وافتقار جسدها لتلك الحيويه ..
انتبه لخروجها من المطبخ ..وخديجه تلحقها بصينيه القهوه ..
جلست بعيده عنه .... قدمت القهوه لامه ..
رفعت طرف عينها له .. اخذت فنجان القهوه و وقامت تمد له ..
عاند رغبتها في البعد ..سوى نفسه مشغول في ضبط شماغه .. وتركها امامه تتنتظر فراغه ..
وامتدت يده ..امسك الفنجان و لامس اصابعها و تواصلت عينيهم بفراغ ..
او ليست الايام تلك تمحي الجفاء ..لكن عبثاً مضت فما زادتهم الا قسوه ..
اكتفى بالمراقبه كعادته ..
ابتساماتها في وجه الجميع ... واحتكاكات مشاعرها معه مغلقه ...
اهتمامها في والدته ..وكأنها امها هي ... عمرها ماتكلمت في امها ؟ ومايعرف شي عن خصوصاياتها ؟
انعقدت حواجبه بإستفهام مع نفسه ..ونحن خرجنا من اطار الغرباء ...
غرباء حتى ولو تشاركنا نفس الفراش ..
مااعرف عنها شيء ..وهي نفس الشيء و ممكن حاولت ...لكن انا ؟
واضح انها متغيره .. كالروح بلا جسد ..
وبخ نفسه لانانيته .. قام بسرعه منزعج من نفسه
ام مطلق : عسى ماشر ياولدي ..
مطلق بتوتر : نسيت ناصر في المجلس ..
مشى بسرعه ..
سمر بضحكه : والله اخوي ينسى روحه ولاينسى صديقه ....ماادري ايش اللي شغله ؟
وغمزت لليلى ..اكتفت ليلى بالابتسامه فقط ..
وفاء بفخر : والله مافي مثله ناصر .. اخ دنيا ماتلقين مثله في الزمن ..
ام مطلق بحزن : الله يجبر خاطره ويهنيه في حياته..ويرزقه دوم ..
اقتربت وفاء من ليلى المستمعه : ناصر هذا يكون صديق مطلق ..الروح بالروح ..مايتفارقون ساعه ..
سمر : مسكين ..اهله توفوا في حادث ..ومابقي الاهو ...
ام مطلق بإنزعاج : واحنا وين رحنا ؟ احنا في حسبه اهله ..والله اني اعزه مثل مطلق ..
سمر :انا ماقلت شي...لكن مهما قلنا بنكون مجرد اهل صديقه ..
ليلى : الله يخليهم لبعض ...والله في هذا الزمن صار الصديق يشترى ..
حنت لنجمه فجأه و لجلساتهم مع بعض ..
ام مطلق : ايه والله يابنتي ..الزمن شان ووالناس صاروا اشين ..يالله حسن الخاتمه ..
انقطع الحديث بوتيره صمت هادئه ..و كأن كل واحد قد وقف عند نقطه يفكر في حياته
ويفكر في دنيا غريبه .. او ناسها الاغرب ..



***************************

صلت المغرب ..وجهزت نفسها ..
ابتسمت وهي تدور على ملابس بيضاء ..على كلام سمر
اختارت فستان ابيض طويل بدون اكمام بشرايط زرقاء .. استغربت اول مره تشوف هالفستان ..
ورجعت هزت راسها بسخريه ..اساسا كل ملابسها ما اختارتها هي ..فكيف لها ان تستغرب ؟
اخذت لها دوش و ااستشورت شعرها ..ولبست الفستان ... ابتسمت برضى رغم ان فتحه الصدر ما اعجبتها
دورت على دبوس او بروش لكن ما وجد عندها ..فكرت تطلب من سمر بعدين ..
حطت لها مكياج ..وهذي المره مثقله شويه..رغم انه مو ذاك الزود في المكياج لكن بتتعود مع الممارسه
اعجبتها النتيجه ... ظلال زرقاء مع رذاذ ابيض لامع .. وخطت بالكحل عينيه و اللون الزهري القاتم على شفتيها ..
دخلت سمر وصفقت : ياعيني ..لا ام التشجيع يا شيخه ... اقول البنات اليوم بيحقدون عليك ؟
ليلى بضحكه : ها كيف حلو ؟ هذا اللي لقيته ..الوحيد الابيض عندي ؟
: اقول اليوم فايزين فايزين ..مادام انتي بهاالزين بيكون وجهك حلو علينا ..
ليلى : وانتي بتبقين بالشكل هذا..
: اكيد. المهم نسيت اقولك ترا البنات جوا.
اخذت العطر وبسرعه رشته على رقبتها وقالت بلوم : ولك ساعه تهذرين معي وتوك تقولين.. ياله قدامي ..
سلمت على البنات بحراره ..رغم انها ماتذكرتهم لكن اشكالهم ينحبون ..وكمان امهم اللي ذكر الله على لسانها طول الوقت
جلست جنب وفاء ومقابل لوداد.. ..
ام وداد :ماشاء الله ياام مطلق .. مره ولدك مزيونه لا اله الا الله ..
ام مطلق : ربي يحرسها ..ويحفظها ان شاء الله .. والله هذا حظ ولدي فيها ..يارب انك تهنيه ..
ابتسمت ليلى و طالعت وداد اللي مانزلت عيونها من عليها ..
تدخلت سمر بضحكه .: اقول يابنات ترا انحرق كرتكم ... عذبتم اعماركم يامساكين بهالزينه كلها
وداد : سمر ..روحي شوفي المباراه ..لااعطيك على دماغك ..اللي يسمعك يقول عاد من الزين .
مدت لها لسانها و طالعت ليلى وقالت : اكيد ..بشهاده ليلى .. ..
ليلى : متى شهدت ؟ الحمدلله انا مااشهد زور..
ضحكوا البنات على شكل سمر ..اللي قامت وشغلت التلفزيون في الصاله ..
دخلت اريام متأخره سلمت على البنات وجلست جنب جود ..
وفاء : ليلى..وداد بتكون معلمه بناتي في الروضه ..
ليلى : والله ..ماشاء الله ..وكيف الشغل مع الاطفال .
وداد بإرتباك : والله حلو و مو حلو في نفس الوقت .. يعني صيحه ولوعه و ازعاج ..
ليلى : والله الاطفال مافي منهم ...
وفاء : اكيد بتقولي كذا...ماجاك العلم الصحيح ..اذا ربي رزقكم بتشوفين الويل وتقولين ياليت اللي صار ماكان ..
ضحكت جود و قالت : وفاء ..احمدي ربك غيرك يدور دواره على الاطفال ..
وفاء : يارب لك الحمد والشكر ماقلت شيء والله ..لكن قصدي ثلاثه توائم مره واحده هذي القشه التي قسمت ظهر البعير ..
وداد : ترى اريح لك اختصرت في حمل واحد...
قامت ليلى تجيب الضيافه .. ونادت سمر تساعدها ..لكن لاحياة لمن تنادي .
قدمت القهوه والتمر ..و جلست ..لاحظت الكل مشغول بالثاني ..فظلت ساكته ..
لاحظت نظرات وداد كل فتره...
وفاء : ليلى .. مطلق دق يقول ماتردين على جوالك ..
ارتبكت و طالعت وداد مباشره وقالت : نسيته فوق .. وصراحه مالي خلق اجيبه ..
وفاء : طيب خذي كلميه ..
اخذت الجوال و دخلت المطبخ ..كانت تفكر تطنشه وبتقول انها دقت ومارد عليها ..
لكن كأنه حس عليها ..دق اكثر من مره قبل ماتقرر انها ترد عليه ..
تنفست ببطء ..وسمعته وشكله منزعج : وفاء ...الى متى انتظرك ؟
بلعت ريقها بصعوبه : انا ليلى ..
سكت لحظه ورد : بدري ..وينك عن الجوال ..ادق ما تردين ؟
قلبت عيونها بملل وقالت : كان بعيد عني وماانتبهت له ..خير في شيء ..؟
: اعطيني ملابس داخليه و ثوبي السكري بسرعه ...
: خلاص ..برسل لك البنات ..
مطلق بحده وكأنه بيطلع من الجوال : لاترسلين احد اطلعي انتي ...
وقفل الجوال في وجهها على طول..غمضت عيونها و تأففت
جاها صوت وداد خلفها : خير ياليلى فيك شي؟
ليلى بإبتسامه : لا ياقلبي ..تسلمين لكن تعرفين الرجال و طلباتهم اللي ماتنتهي ..
وداد : الله يعينك ..
خرجت بسرعه قبل ماتصيرمشكله ..اخذت الملابس و جوالها وخرجت من الباب الخلفي ..
انتظرته لكن ماكان موجود ...كرهت حركته ..الحين كل العصبيه وفي الاخير ....
حركت شعرها بقهر و اخذت جهازها بتدق عليه قبل ماتسمعه : لو جيت بكره كان احسن ..
رفعت راسها بتحدي : انا لي مده انتظرك انت اللي تأخرت ..
تأملها ...بهدوء ..وبجرأه ..تنحنحت بخجل و حطت الملابس في يده ..
وقالت : الرجاء لو تبي شيء .. كلمني بإحترام مثلما تكلم خديجه على الاقل ..
وجات تمشي ..لكنه سحب يدها ناحيته ... وقال : انتي زوجتي ..ومن حقوقي عليك انك تلبين طلباتي ؟
تعوذت من الشيطان ..قبل ماتقول شيء تندم عليه ..
: ماقلت شيء ..لكن كمان من حقوقي عليك انك تعاملني بإحترام ..
ظل يناظرها وكأنه لاول مره يشوفها ... رجع خصلاتها خلف اذنها قبل ماتنزل يده على خط فكها ..
مسك ذقنها وقال وكأنه يفكر : الحين كل هذا الزعل علشان قلت لك اطلعي ؟
حست بالرجفه من لمسته ..و خافت تضعف قدامه ..
قالت بهدوء : انا مو زعلانه ... لكن طريقتك تخليني اتضايق ..
ارخت نظراتها على ازرار ثوبه ..بأي طريقه كانت بتهرب منه و من نظراته ..
حست انها في سباق مع مشاعرها .. وقلبها كأنه يقرع طبول .. وانفاسها حبيسه وبالكاد تطلعها ..
شد على يدها وكأنه يقول لها خليك معي ..حست بالرجفه ماتدري منه ولامنها ..
لاحظت نظراته على صدرها ..رفعت حلق فستانها .. و احتدت عيونها عليه ..
سألت بتوتر : تبغى شي ثاني .. قبل ماادخل ..
ابتسم وقال بإستفزاز : لهذي الدرجه ماتبين قربي ...
حست انها خلاص ما تقدر تستحمل بروده اكثرمن كذا
فقالت بإنفعال : طول اسبوعين مااهتميت بقربي ولادريت عني ...
والحين حزه يكون عندنا ضيوف تبيني اقول ابي قربك ..بإختصار لا مابي قربك ..ارتحت ..
رفع حاجبه ..وهو يشوف انفعالاها الواضح ... ترك يدها .. لحظه حتى تسترد انفاسها ..
والمسكينه اعطته الامان ..اعتقدت انها ارتاحت بالهجوم المباغت .. لكن لكل فعل رده فعل مساويه له في التيار
ومعاكسه في الاتجاه ...قانون لاينفع فقط في فيزياء الماده بل فيزياء القلوب و العقول ..
سحبها ناحيه العتمه و لف يده حول خصرها و شدها ناحيه جسده ... امطرها بوابل من القبل ..
ابتدأها بوجنتيها وانتهى برقبتها .... افحم تمردها و قاوم عقله ان يكفي ..لكن هيهات ان يستمع الان ..
بكل المشاعر المتواجده ساعتها... لهثت انفاسها بحراره جسدها الغارق في بحر العاطفه .. و هو تمادى بشوقه الدفين
منذ ايام طويله وهو يعلي من كبرياءه و يهبط من عواطفه ... و الان غائب حاضر في سكره مشاعره المطموره بتجاهله
اعتقد انه صابر معاند في كل الاحوال ..منذ ذلك اليوم وافكاره تشد وترخي ..
كيف له ان يمحي صورتها وهي امامه .. حتى في عمله اصبحت شغله الباطن وان تعاظم عمله و هام في اسراره
لابد ن تخرج له من بين الكلمات وتذكره في وجودها ..
يذكره بها الجميع .. ضحكات سمر .. ودعاء والدته .. واحتياجاته البشريه العاديه ..
ملأت تلك الفراغات الناقصه في بيته .. وعبأت الحاجات الفائضه ..
قيم وقمم ..دخلت حياتهم بمجرد دخولها ..
فتحت عيونها على وجهه القريب منها .. .. رفرفت رموشها بإضطراب و خجل مشتعل...
غمرتها كم هائل من النواقص المدفونه ..تلك الحاجه الملحه ان تبكي اصبحت تراودها..
تعلم الان في قراره نفسها انه اصبح مهما في حياتها .. وانه من يحرك فيها جميع المشاعر ..وان كان بارداً
كصخره .. كانت تريد ان تصرخ فيه عدم مبالاته ان تلعن في قلبها ضعفها الكسير .. ترغب ان تصبح مثله غير عابئه ..
غابت في مزيج منكر في جويفاء عينيه ... لاتعلم كيف تصفه ؟ بل تخاف ان تستنتج و يخيب ظنها ؟
همس في اذنها وكأنه يخاف ان احد يسمعه : اول مره اقولها .. وان قلتها مره يمكن ماتسمعيها مره ثاني
" آآآسف " فحطيها للماضي والحاضر .. و اذا قدرت يمكن نحتاجها للمستقبل ..
ضحك بتوتر ليصب في اذنيها ارتعاشاته اهتزت لها سائر جسدها ..
فابتسمت رغما عنها .. رفع رأسه ..عنها و طل في وجهها ..ماقدر يتكلم كل اللي قدر يسويه
انه يشوف اهتزازات مشاعرها عبر حواسها ...ويغيب معها ..
قالت بصوت اقرب للهمس : ليتني مثلك ..اختصر كل شيء بكلمه ...
رفعت عينيها له بتوسل خفي ..برجاء يكاد يختفي ..أن افهمني ؟
.رجعت شعرها لخلف اذنيها تحت عينيه المراقبه بتمعن بل المتفاجئ
لا يعرف اي معنى سيتخذ من كلامها ..
ولم ترفع رأسها عن اتنفاخ صدره بأنفاس عميقه ..
ما قدرت تتحمل اكثر ..بعد كل الصبر والتحمل المنشود من عقلها الباطن انهزمت في غمضه عين ..
لم تسطيع ان تحتمل....لما يكون هناك سواه امامها.. هو الذي فتك بصبرها و هاود امالها في مهد جلافته..
سقطت دموعها توالياً ..امام ناظريه ..قيدت يديه ..و احتار في امرها ..تلفت حوله وكأنه ضائع ..
لامس كتفها برفق و سرعان ماتركها ... خاف من انه جرحها بتصرفاته الرعناء
خدش بتلات الزهر بخشونه افعاله .. ..
همس بحنان : ليش البكى الحين ؟
مالت بجسدها ناحيته وكأنها انهارت لحضنه و بكت ...
بكت.. لفقدان الحنان و انتقاص الامان في حياتها ..
بكت خساره شجاعتها .. في غمره شوقها .إليه..
بكت حاجتها الملحه ..
بكت مشاعرالانثى التي تقف عند بوابه صلبه ..ولاتعبر للخارج ..
بكت صبرها الطويل ..بكت اكتشافها العظيم في رجل قاسي ..
بكت ان تكون قد انهارت على عتبه المجهول .. مع شخص مجهول
بكت مقاومتها الفاشله..
بكت غرقها في محيط رجل ظنت انه لاشيء ..وفي الحقيقه انه كل شيء

تفاجئ في رده فعلها..يديه على جنبيه...و ارتعاشاتها المتواليه تتناقل إليه .. وتهز خفاياه المندثره ..
يعرف انه جرحها بإهماله و نسيانه لها ...
ويزيد في تجريحها بقسوته العاديه ..
عابرا على الالم الذي يراه في جسدها الغض..
مدركاً ايقونه الانثى و غائبا عن مسايرتها على الاقل ...
وان تجاهل فهي رحمه يضعها الله في إلا من رحم من بنو البشر .. لعله يعود و يفعل الصحيح .
لف يديه حول جسدها و احتضنها بقسوه و حنان .. بكل دفئه وبروده .. بكل جموده وحرصه..
احتضنها لان عليه ان يفعل ذلك ..نداء من اعماقه بأن يحتويها ..
احتضنها حتى كادت ان تصبح داخله ..ومسح على شعرها ..و ماقدر ينطق كلمه ..اصلا مايعرف يواسي
فكيف يصف الكلمات الصحيحه ..وبالتالي يخرج بجمله مفيده تؤدي المعنى المطلوب ..
تعالت انفاسه و كأنه على حافه الهاويه ..فكيف هذا ؟
ألا يماثل شعوره الجارف كلما كانت بين يديه ؟
مسحت دموعها .. و انسلت بصعوبه من بين ذراعيه ..متداعيه القوى .. منهاره على اعتاب رجل لايعلم حالها..
ماقدرت تطل في وجهه ..اكيد شكلها اخترب بعد الكم الهائل من المشاعر ..
شاركها ومسح دموعها ..قال بتوتر محاول يخرج من الجو : اطلعي ضبطي شكلك .. والله يعينك على لسان سمراذ شافتك .. ..
وبلا جواب هزت رأسها ومشت بهدوء يماثل تلك التي تقبع داخل رأسها ... وتريد ان تدور وتدور بلا نهايه .. ..
مشت من قدامه ..و ماحاولت ان تلتفت له .. ..
تخاف ان يرى ماتحاول ان تطمره في بئر الظلمات وتغيب فيه ..
تخاف ان يكسر ماجوفها في نظره عينيه ..
عبقت رائحته في مسامات جلدها ..ولن تنساه ..ماشعورها وهي بين يديه ..
آي متلازمه صعبه انفكت بسهوله الهواء و تناثرت بعدها الحلول ...
اخذ نفس طويل ..طويل ..كل اللي يشمه رائحه جسدها هي لا غير ..
و ودفقات دموعها تذرف امامه .. لامس اصبعيه هي نفسها
التي لامس خديها و مسحت دموعها الملتهبه ...
التفت حواليه .. وابتسم وكأنه في مغامره شيقه ومثيره .. بكل الاحاسيس خاضها ..
رغم انه يقيس شيء مجهولا قرأه في مؤشرات ملامحها و صوتها المبطن بألغاز ..
و كأن الياأس قد دب فيها واخذ منها كل مأخذ ..
ضرب راسه براحه يده وقال لنفسه : وبعدين يامطلق .. وبعدين ... ومشى وهو في حيره من امره ...
يدور في متاهه ..كلما شارف على النهايه ..اكتشف انها البدايه لديه ..


****************************


جلست وداد مع التوائم بعيد عن الجميع ... وظلت تحكي لهم حكايه ليلى والذئب
ضحكت رؤى و همست لاختها ريما و ضحكوا مع بعض..
وداد :ها يارؤى انتي وريما ضحكوني معاكم ..
راقبتهم ليلى من بعيد ..بعدما عدلت مكياجها و ما في احد لاحظ غيبتها ..
ريما : ابله... تقول ليلى و خالو مطلق..
ضحكت وداد و قالت بصوت عالي : تعالي ياليلى ... البنات قلبوا اسم الحكايه .. صار اسمها ليلى و مطلق بدال الذئب
اقتربت ليلى منهم ...وضحكت عليهم ...
ليلى : والله حلو ... صرت مشهوره انا و مطلق ..
قاموا البنات بسرعه ..فجلست ليلى ..والتهت بالشريطه الزرقاء تلعب فيها
وداد : ودي اقولك شيء ياليلى ؟
ليلى : خير ؟
: انا صح توي اعرفك ..لكن سبحان الله انتي من الناس الي اذا تعرفتي عليهم حسيت انك تعرفينهم من زمان ..
اكتفت ليلى بالابتسامه .
كملت : وصراحه حبيتك و ارتحت لك ..
ليلى : والله القلوب عند بعضها و حتى انا ارتحت لكم ...
: ودي اقولك شيء لكن ما تزعلين مني ... يعني اذا حبيتي لا تردين علي .
:لا ابد تفضلي
: لاحظت عليك كأنك متضايقه و مهمومه .. حتى تسرحين كثير ..
ابتسمت ليلى و حطت يدها على خدها وقالت : لا الحمدلله ..مافيني الاالعافيه ..لكن انا طبعي كذا كلامي بالمره قليل ..
سكتت لحظه ... وقالت : حلو اذا كان عندك صديق قريب منك ..و تحكين معه..
وداد : اعتبريني صديقتك ...
ليلى : والله فيك الخير ..تعرفين تذكريني في صديقتي نجمه .. من اعز صديقاتي من ايام الطفوله ...
والله مشتاقه لها المجنونه .. احس انكم تشبهون بعض ..تعرفين تحب الاطفال وهي اللي تربي اخوها الصغير طبعا ..
لكن اذا اجتمعوا تصير مثل المجنونه بينهم ..
وداد بضحكه: الله يخليكم لبعض..
ابتسمت ليلى ... وكأنها تذكرت كل المواقف ..وهمست: امين يارب ..
جات رؤى تركض وقالت : ابله ...ريما ..وروان خرجوا الخديقه..
وداد : الحين انا ماقلت لكم ..لاتخرجون في الليل لوحدكم ..ياربي عليكم طيب انا بشوفهم خليك عند امك ..
وقفت ليلى معها وقالت بروح اشوفهم من الباب الخلفي .. .. اخذت رؤى معها
مالقت احد ...قالت الصغيره : خالو.. بروح اشوفهم عند نايف ..
ليلى: لايا ماما .. انا بكلم خالو ....
دقت عليه و كأنها لاتطيق ان تعيد تلك الذكرى الماضيه ..
احساس بدأ ينهكها .. وهو بدأ يستنفذ جميع قواها ..
ليلى : مطلق ..البنات عندك..
الصوت كان عالي و ماقدر يسمعها ..
ليلى : مطلق انت تسمعني ..
شكله خرج من المجلس لانه الصوت ابتدى يهدا : معك ليلى ..
تنهدت بتعب وقالت : البنات ريما وروان عندك ..لانهم طلعوا من البيت ..
مطلق : ايه ..تراهم موجودين عندنا..طمني امهم
ليلى : طيب خلاص ..قالتها لانهاء المكالمه بضعف قد انهكها ..
مطلق وكأنه حس بضعف صوتها قال : وشفيه صوتك ؟
استندت على الجدار خلفها وقالت : مافيني شيء .. ..
طالها الصمت منه فقالت بخلاص : بقفل يامطلق ..وفاء تكلمني ..
وقفلت وهي تلهث وقلبها يدق بقوه .انتبهت لرؤى معها .. ..
فأخذتها ودخلت ....


*********************************

ريما ..روان ...وينكم يابنات ..
وقفت نهايه ..الممر و قالت بضيق : بنات والله مااحكي لكم حكايه ليلى والذئب ..
سمعت صوت حركه خلف الشجره ..
رفعت حواجبها وابتسمت ..و اقتربت بهدوء ...اول ما ازاحت الاغصان ..نطت لها قطه و افزعتها ..
صرخت بخوف ..وجات تتراجع ..لكن الحذاء العالي اللي كانت لابسته ..انغرز في الارض ..
فطاحت على ظهرها ..
غمضت عيونها ..وفتحتهم ...واول مافتحتهم تفاجآت بستاره بيضاء فوق رأسهم ..
شهقت بخوف ... و جلست بسرعه ..
سمعت صوته : سلامات ..لايكون تعورت ولاشيء ..
فتحت عيونها على وسعهم ...وانتبهت انها قدام رجال ..بدون غطا ولاشيء
قالت بخوف : غطي عيونك بسرعه ..
ابتعد شوي ..للحرص فقط ..
: سلامات ...لايكون الضربه اثرت في راسك ..
انتبه لوجهها الصغير المتوهج ..و شعرها القصير الناعم المتمايل خلف اذنيها ..
اعطاها ظهره ..وابتسم
قامت بسرعه .. بدون فرده الحذاء العالقه ... وقالت بضيق :عديم الذوق ..مالت عليك
سمعت ضحكته على شكلها ..ولما بعدت قالت بصوت عالي : ضحكت من سرك قول امين ..
انفجر بالضحك على شكلها ..مسكينه
كان منتبه لها من لما سمع صوتها تنادي البنات ..
ابتسم .." ليلى والذئب " ياحليلها والله
البنات قاعدين ومرتاحين مع خالهم وهي تفكر في ليلى والذئب
لا كل شيء كوم وطيحتها كوم ثاني ..
ضحك بإنفعال ..و لاحظ حذاها في الارض ..
اخذه وشاف مقاسه ..37وابتسم ..
دخلت بسرعه ..وقابلت ليلى في انتظارها ..
ليلى بخوف لما شافت حالها : وداد ..خير ان شاء الله ..وشفيك ؟
ابتسمت وداد ونفضت ملابسها من التراب : مالقيت البنات ..
ليلى : البنات عند خالهن ..انتي ويش صاير لك ..
جات سمر من خلفها وضحكت على شكل وداد وقالت : وداد .. شكلك يضحك ..و طلعت غصن يابس من شعرها
و كملت : لايكون كنتي تدورين للبنات بين الشجر ...
ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
دخلت وداد وتركت حذاها عند الباب ..
همست : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى ..وكأنها حست بإحساس غريب سألتها بلهفه : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..
فكرت .. مطلق يسوي كذا ..لا ابدا يضحك ..هو مايضحك الا وقت الحصاد يعني شبه استحاله
لا كيف استحاله ..ويش دراني عنه ..عديم ذوق هذي من صفاته صحيح ..
لا لا ياليلى .. عن الافكار الغبيه ..
وداد بصوت عالي : ليلى ..وين رحتي انا اكلمك ؟
ليلى : هاااا.. لاانا معك . ..
وداد : اقولك ...وديني حجرتك بضبط شكلي ..
اخذتها و فكرها مشغول ...




*********************************



افترش له مع جده .... و ظل يحدق في السقف ..
جده راح في سابع نومه ... وهو لسى ماجاه نوم ..اصلا ماهو متعود ينام هذا الوقت ..
اعتدل في جلسته .. ..
اخذ جواله ..بعدما خلاه على الصامت وظل يشوف الرسايل ..
وانتبه لرساله من اخته " سوسو ..اعرف انك ماتحب احد يناديك بالدلع لكن نكايه في حركتك النذله
تترك اختك و تروح ..يااخي حتى اناوحيده ...اقول ارجع لنا بسرعه ولاتطول الغيبه تراوالله نشتاق لك بالحيل
ارجع لنا سلطان الاولي ..و رجع الضحكه معاك ..انتبه لنفسك و في حفظ الرحمن يالغالي .... رغد "

ابتسم ..رغم حزنه و شوقه لهم ...
يعرف انها ماتقدر تتكلم معه على الجوال ..لانها حساسه و بتضعف معه ..
اخذ فكره البقاء مع جديه ..افضل من الغربه
وان اغترب فسيحيله ذاك إلى الوحده والعذاب ..
وهو لايريد ..
رغم انعدام وسائل الترفيه ..لكنه بيتحمل ..ويتعود على نمط عيش جديد
ارسل لاخته..يواسيها فيه و يعدها انه بيرجع في اقرب فرصه ..
وابتسم ..لما تذكر تذمر زياد ..لكن في الاخير تقبل على مضض ...
اغلق عينيه .. لعل النوم يكون رفيقه ...
ويبدا رحله جديده ...مع نفسه




********************************


الى الملتقى >>>>>>> كبرياء الج ـــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 20-10-10, 08:24 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



البارت الخامس والعشرون :


الصمت أوجع من مدى زفرة البوح !
والبُعد أقسى من الظما ،،/ لحاجة الماي .."
تدري وش اللي ينهك القلب و الروح ؟
إنك تعيش لـ/ شيء عدّك
ولاشيء


الساعه واحده ... هدي البيت من الضجيج ..واخيراً
مابقي الا سمر ..وشكلها بالفعل يضحك ..
تندب حظها وخسارتها .. ماخلت ولا واحد ما دعت عليه ..
جلست ليلى بتعب وقالت : سموره..روحي نامي ياقلبي ..
سمر بقهر : وين يجيني النوم؟ جوالي مايهدا ..كلهم يضحكون علي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : طيب المباريات كذا فوز وخساره ..
دخلت اريام وهي تاكل تفاحه ..ضحكت وقالت : سمسم هارد لك...
سمر : بدري ... مين قالك انتي ماتفرجتي معي المباراه ..؟
اريام : والله ساعه سمعت صرخه الفوز من نايف ..عرفت على طول ..
سمر : انا ماقهرني الا اللوح نايف ..صدعني برسايل الشماته ..
جلست اريام مقابلها ..: مثل ماتسوين معه ..
سمعوا صوت الباب يتقفل ...
دخل مطلق .. وانتبه لوجودهم .. اقترب منهم ..
رفع حواجبه لسمر وقال : وين اللي ضامنه الفوز ؟
سمر بقهر : كله غش في غش ..الحكم حرامي
مطلق بضحكه : غش هااا..إلا عله الخساره ...قومي قومي جيبي لي كاس مويه ..
جات تقوم ..فقاطعتها ليلى اللي وقفت قبلها : خليك ياسمر ..انا اللي بجيب المويه ..
راقبها وهي تدخل وشكلها متغير ..لحقها ووقف على عتبه الباب ..
ماانتبهت له ...سألها : ..شكلك تعبانه ؟
طالعته وابتسمت بتعب واضح : مافيني الا العافيه ..لكن تعب من الشغل ..
اقترب منها ..وقال بإهتمام : ليش تشتغلين ؟ خديجه موجوده ..
حركت شعرها بتوتر : والله ماتقصر مسكينه ...انا ماادخل الا اشرف على الشغل ..
حاصر خصرها بيديه وكأنه يقيسه ..وقال : وكل هذا ليش ؟
تأملته بنفاذ صبر .. و يأست ان يفهم مابها..
تلعثمت ورفعت كاس المويه : خذ اشرب المويه ..
شرب الماء .. ونظراته مانزلت من عليها ..
تخلصت من يده .. ورجعت الكاس مكانه بعدما غسلته ..
استندت على المغسله ..غمضت عيونها بتعب ..
ماتبي قربه ؟ ودها تهرب ؟ لكن شيء يجذبها له ..
تحس الحراره ..تلسعها .. وقلبها يدق بجنون ..
ماعاد تقدر تتحمل ..

غديت ما بين الرجا . . فيك و الياس
هذا . . يبي مني وهـذا . . يبينـي
ان قلت شنت وخاطري طاب كذاب
وان قلت ابيك ارخصت نفسي بعيني
خيرني امري بين اصعب خياريــــن
موتي انا او موت الاحساس فينـي !


اقترب منها ..حس بتمايل جسدها ..و ارتخاء قدميها ..
عقد حواجبه بخوف .. و لف يده على خصرها ..
همس بحذر : ليلى ..
مال راسها للخلف و سمحت لنفسها ان ترتاح على كتفه ..
ثقل جسمها .. مسكت يده كأنها تطلب مساعدته.. ولهثت انفاسها ... زاد الوهن عليها .. غايتها راحه طويله ...
فأغمضت عيونها وارتاحت على صدره على صدى نبضاته القويه ..
وغابت في اللاوعي وذراعيه تحتضنها ..
شعر كأن كوباً بارداً من الماء قد سكب على رأسه تلك اللحظه ... اطلق نداء عالياً لاريام ..
وحملها بخفه بين ذراعيه ..خرج بسرعه وقال بأمر : جيبي مويه و تعالي بسرعه ..
سمر بخوف : ياربي ..بسم الله ويش صاير عليها ..
حطها على الكنبه ..و لامس وجنتها بخفه ..
مطلق بحده : وينك ياأريام .
مسح وجهها بالماء ..و اقترب منها ..
: ليلى ..ليلى ..
اريام بذعر : مطلق ..خذها المستشفى ..شوف شفايفها كيف صايره ..
مسك يدها و ضغط عليها.. و مسح وجهها اكثر من مرة ..
فتحت عيونها بإعياء ..وغمضتهم .. بسرعه
قال : ليلى افتحي عيونك ..ليلى
جلسها واسندها على ظهرها ..واخذ كوب الماء من اريام ...
وجرعها الماء بهدوء ..
قال بأمر : سمر روحي وجيبي عباتها ..
مسكت يده بخفه .. و همست بضعف : ماودي يامطلق ..
اريام : ليلى الله يهديك .. .. شوفي شكلك كيف صاير..
نظره ملؤها رجاء لايفهمها سواه ..شدت على يده بلطف ..
شد شعره بتوتر وكأنه عاجز ... نزلت رجليها .. لكن كان اسرع منها .. فشهقت ..وهو يحملها بدون مشقه فتعلقت به..
ومااهتم بنظرات اخواته له ..قال بدون يلتفت : جهزوا عصير برتقال ..وطلعوه.
صعد لجناحه ..فتح الباب و مباشره على السرير ..
وقف ..يتأمل ملامحها ..كانت نايمه والتعب باين عليها ..
شد على شعره وكأنه بيقطعه من جذوره ...
احساس بالعجز قد صب في قلبه ..
خوف نقلته من جسدها إليه .. و احساس بالمسؤوليه يتعاضم و هي بين يديه
و انذار يلفت نظره .. لأمور قد مر عليها ولم يهتم ...
جلس جنبها ..مسح على شعرها ..بخفه ..
ففتحت عيونها ... و تأملت رغم الانهاك و ثقل جفنيها ..
رأت وميض من الحنان قد لمع في عينيه .. فسرعان مااجفلت و اغلقتها وكأنها خائفه .
خائفه ان تكون تلك الصوره ..قد صنعها خيالها المتعب ..
رجعت فتحتها و مالقته قدامها .. فحزنت اكثر ..لانها سرعان مااختفت ..
برقت عينيها بألم ..يساير الالم الذي انهك جسدها ..وجعلها شبه غائبه عن الحياة ..
ارتفع رأسها ..بشبه احتضان منه ...ايقنت انه معها ولم يتركها .. لم يدعها لوحدتها التي تنهش ماتبقى من عزمها ..
بالكاد اخذت جرعات من العصير .. واستكانت على كتفه الايسر ..
همس لها : كيفك الحين .. تحتاجين اوديك الطبيب ؟
هزت رأسها بلا.. لكنها نطقت بعدها ببكاء : احتاج امي ..
حست بدموع حاره تبلل خديها ..
حاجه كان لابد منها ..ان تقولها ..
نعم محتاجه لها...حاجه زمنيه لاتفتأ ولا تنتهي ..
حاجه في القلب منبعها ...لاتزول مع الايام او تصدأ بمرور الزمن وستبقى للابد..
ألجمته مشاعره .. حاجتها عظيمه فكيف أقضيها لها ؟
عاجز مازال ..وان ضاع بين الاساليب والحلول ..
شد يده حول خصرها وكأنه يبث فيها الامان ..وقال بصدق : أنا معك ...
وصلتها كلمته من عمق قلبه فـ قنعت بها ...
هدأت انفعالاتها ..وانتظمت انفاسها .. داعبها الكرى في احضانه ..فنامت
نامت ولديها بعض من كل ..تريد تفسيره ..
نامت ..في دفء لاول مره تعيش فيه ... من شخص بارد..


***************************



وكزه بعكازه اكثر من مره ..
رفع اللحاف وقال : جدي خليني مانمت البارحه .
الجد بلهجه صارمه : اقول قم ..
تأفف وجلس : جدي .. لاتخليني اندم علشان جيت عندكم..
الجد : اقول قم لاعطيك بالعصاه على ظهرك .. مادام جيت تحمل .. يالله قم والحقني للصلاه ..
خرج الجد .. و تلحف سلطان .
دخل سعود وقال بصوت عالي : يبه تعال .. سلطان رجع ينام ..
وقف سلطان بسرعه ..وقال : خلاص ها شوفني قمت ..
سعود بضحكه : ايه خليك كذا رجال .. يالله انتظرك ..
توضأ بسرعه وخرج وهو يتثاوب ..
سعود : قفل فمك ذا اللي كنه فرس النهر ..
سلطان بضيق : مالك دخل ..انا عاجبني كذا
سعود بسخريه : يالمسكين كان ودك تنام ...
اعطاه نظره وسكت ..فضحك سعود عليه ...
دخلوا المسجد ..صلوا الفجر جماعه ... تعرف على اهل القريه عن قرب ..
وكلهم رحبوا فيه ... ومدحوا ابوه ..
ابتسم سلطان وقال : واخيرا بروح انام ..
سعود : ااذا قدرت ابقى قابلني ..وابتسم بخبث ..
انتبه انهم اخذوا طريق ثاني ...
سلطان : جدي ..احنا وين رايحين .. ؟
الجد : للمزرعه ..
طالع سعود و همس له : ليش ماقلت لي ..
سعود : انا ويش دراني عن مخططاتك ..ترى هذي الحاله مع جدي ..يعني بما انك عندنا تحمل ..
تأفف و طالع المكان حوله بطفش ...
و انتبه ان سعود قريب من جده كثير ...لف يده حول كتفه و ظلوا يتكلمون طول الطريق
وسلطان خلفهم .. .. صحيح ان سعود فقد ابوه في سن مبكره و جدي هو اللي اعتني فيه ..
ليش انا طيب متضايق ..؟ الله عليك ياسلطان بعض الاحيان تفكيرك سخيف ..
شده صوت العصافير في شجره كبيره ..
يا سبحان الله حتى العصافير وهي اضعف المخلوقات سيرها الله للعمل الدؤؤب
ورفضت الاعشاش و طارت تدور الرزق حالها حال البشر..فكيف بحاله هو ؟



***************************



.... ابتدأ يوم جديد ..
يوم جديد رغم الامس .. يحمل لنا مالانعلمه ..ومانحن الا مسيرون فيه ...
يوم جديد..قد دون في طياته .. عزم بعضهم و امال بعضهم و البعض الاخر مازال يجهل خفاياه ..
مما يجعل يومه ككل يوم عادي يمر عليه ..
يوم جديد ..يحمل من الامس الشيء الكثير لبعضهم ... و القليل للاخر واللاشيء للمعدمون في الحياة..

فتحت عيونها بسرعه وجلست وكأن شيء قد فاتها ... ومر سريعا امام عينيها ...
الغرفه مظلمه وبارده ...وهي وحيده ..
قامت بسرعه فتحت النوافذ لتنسل اشعه الشمس القويه داخل حجرتها ..
سارت بخطى متمهله وشافت الساعه .. تنهدت بتعب .. اخذت لها بيجامه قطنيه قصيره ..
بقيت تحت الماء مده طويله .. نسيت نفسها ..انحصر تفكيرها فيه .. غطت عيونها بكفوفها وبكت ..
بكت للالم اللي نبت في قلبها..وما يحس فيه احد غيرها ...
ارتاحت بعد خروجها ..نشطت دمها ...بحمام دافي طويل وان تخللته بعض الدموع ..
دخلت خديجه بعدما دقت الباب ..وابتسامتها العريضه على وجهها ..
: مدام ليلى ..
عدلت جلستها : تعالي ياخديجه ..
دخلت خديجه ومعها صينيه غداء... وقالت : مدام ..انتي كويس ؟
: الحمدلله..
: مدام ..مستر مطلق ..كل شوي يدق يقول ...مدام لازم في ياكل ..
كشرت لما شافت الاكل ..رغم انها جائعه لكن انعدمت الرغبه عندها ..
اشارت للطاوله وقالت : حطيه هناك ..راقبتها وسألت : مطلق موجود هنا ؟
همست خديجه وهي تبتسم ابتسامه عريضه : نو ..مدام ..لكن كل شوي يدق ..يقول خديجه مدام صحي ولا لأ
: طيب ياخديجه ..روحي انتي ..
تجهمت خديجه وكأن الباب انقفل في وجهها فجأه.. وخرجت ..
مالحقت تخرج خديجه .إلا ودخلت ام مطلق .. .. سألت عن حالها وتطمنت عليها ..
ابتسمت بحب ..ذكرتها بجدتها ..من ناحيه حرصها و و تعليقاتها المحببه .
اكلت سلطه شوي .. وشربت عصير برتقال ..
استرخت على سريرها .. .. استرجعت احداث البارحه.. رغم انها ماكانت بكامل وعيها ..
لكن احساسها يقول انها كانت في مأمن .. ..نامت مرتاحه بدون هموم تشاركها ..
خافت تكون تتوهم وتصنع احلام من مجرد اوهام ...تتوشح الفرحه والسعاده وتخفي التعاسه في جوفها ..
سمعت صوت الباب فأغلقت عينيها بإدعاء النوم وقالت بصوت خافت : خديجه ..خذي الصينيه..
اقتربت الخطوات منها ...
وصلها صوته : ليش ماأكلتي ؟
فتحت عيونها على طول ..و جمدت عليه ..كان لابس ثوبه العودي المفصل على جسده و شماغه الابيض زاده سحر ...
صوره متكامله لشخصيه فريده ..رجل يملأ المكان بالهيبه .. دمار رجولي قاتل ..
رمشت عيونها على نفاذ نظراته الغامضه .. وتقاسيمه الحاده ...
ارتعشت لسيطرته الواضحه .. وتهدجت انفاسها ممزوجه برائحه عطره القوي كحضوره الطاغي ..
زادت تلك التجاعيد حول عينيه .. ابتسامه قطعت عليها تأملها ...
سألها بنبره ضاحكه : خلصتي ؟ باقي شيء ماشفتيه ؟
اعتدلت في جلستها ... ارتجفت يدها وهي ترجع شعرها لخلف رقبتها فضح نظراتها له وارتبكت ..: مالي نفس اكل ..
حست انها سؤاله مر عليه دهر .. لكن لازم في النهايه تجاوب ..
جلس طرف السرير واشار للاكل ..وسأل بإهتمام وضح في صوته : خديجه تقول مااكلت شيء من البارحه ..
مارفعت نظرها له ..انشغلت بأصابعها فجأه ..وقالت : اكلت الحمدلله ...
رفع رأسها بطرف يده وقال : اذا فيك شيء..قولي ... ؟
ابتسمت ..و كأن فرحه داخلها تفجرت ..يسأل عنها ويهتم وتشوف في عيونه اللي ماشافته من قبل ..
ماذا تقول له ....بل ماذا تحكي .. عصيه هي الكلمات ان تندفع بسهوله .. ..
ورغم كل هذا الا انها تماسكت وردت بهدوء: لا مافيني شيء ... كنت تعبانه شوي ..
تأملها مطولاٌو خاب رجاءه ان يجد مايهدأ تلك الانفعالات المتفجره داخله... ان يعرف السبب ؟
ان يرتاح على الاقل ويصدق بأنه ليس جزءا من عذابها ..
ساد الصمت .. وقطعه تنهيده ابت الا ان تخرج وتقطعه بحده وان كان رافض لها من القاع ..
لكنها دخان الهموم تخرج من باطن حراته و ضيقه .. ...
لفت انتباهها .. و وخز قلبها ..تلك الخارجه من فؤاده ..احرقتها تنهيدته ..وعذبت حواسها ...
يالقلب الانثى عندما ينبض بالحنان والرأفه ..وايضا الحب ...تعطي ولاتقف عند حدود العطاء ولو اغلقت الابواب
في وجهها ..و نفثته رياح النكران توالياً ..
وقفت وتصنعت قوة قد اذهلتها هي نفسها وقالت : انت تغديت ..؟
رفع رأسه ..متفاجئ بتغيرها الغريب وابتسم .. .. لامس يدها برقه .. و اعادها الى حضنه
مذعور من مخاوفها هي ان ترمى في وجهه ...
وقال بإختصار يغير مجرى كل الامور مبتسماً بتشجيع : اهم شيء استرجعي عافيتك ... ..
اذا احتجت اي شيء عندي البنات ..
لم يكن ينظر لها .. يتجسد الصلابه حتى ولو نطق بالسهل الممتنع ...
كان صادق و ان حاولت ان تفرض داخلها بأنها مجرد ترهات يتفوه بها ..
يريدها ان تعود... ان تعود مما هي فيه .. وتساير حياتها التي اوقعتها معه ..
كمثل ذاك الاب الذي يعد طفلته بأن عودي الى عافيتك و امنحك على اثر استجابتك هديه مثيره ..
لم يكن ينظر إليها .. .. دس كلماته في طي مشاعره وتفجرت براكين داخلها ..استحدثت قوى الانثى فجأه
وابت ان تتلبس رداء المرض والتعب امام زوجها .. ابتسمت في وجه افكارها احقاً يقول ؟
اراه رجل متكامل القوى وفي عينيه اصداء طفل بريء ...
خرج بعدها وهي مكانها ...مذهوله منه ومن نفسها ...
لامست صدرها وقلبها ينتفض بين جوانحها ...
امعقول ما هي فيه ؟ امعقول ما تشعر به ناحيته ...
اغمضت عينيها لتنسل دمعه لاول مره ..ترحب بها وكأنها اكبر اعتراف لما هي فيه ...


لقد تسلل حبك المجهول الى سرائري يا دخيل في حياتي قد كنت ..
اما االان فأنت عزيز بت في النفس إلي ,..
تومض عيناي برؤياك واتحرى نطق صوتك ..
وتطوف ابتسامتي على محيا الشمس ..
ويأسرني صوتك ..واعيش فيه ذلك الفقدان البعيد ..وارفضه
قلبي آآآله موسيقيه ..تعزف من تلقاء نفسها بمجرد ان اارك ..
فعشقت الرقص على نيران نظراتك لي ..
احتبست انفاسك الطليقه ..واودعتها مكامن اسراري ..وهمست لها ان ابقي معي ..لتدفئيني
احببت ان اكون لك ..اسرت نفسي بمحض ارادتي في زنزانه عيناك وبت فيك سجينه..
شيء ما دخلني او انا من وطئت لارض غريبه ..رياحها نسائم عليله الى القلب ..تبرد حراته و تطفأ لهيبه المشتعل
و تجعلني اطير من شده فرحي وان كنت على ارض منبتها تعاسه..


*************************

:اووووف ..
دقت الباب اكثر من مره ... و اقتربت من الحوش اللي يصل لمنتصفها ونادت بصوت عالي
: ام سعد ..وينك ؟
رجعت دقت الباب بأقوى من عندها .... وبعدها جلست على عتبه الباب ..
: اوووف ...وين راحت هذي وتركتني ..يارب رحمتك والله انحرقت من الشمس ..
طالعت قدر الغداء... فتحته واكلت لقمه منه ورجعت قفلته ...
الحين بقعد طول الوقت هنا ...اوووف..
اقتربت من الحوش و تلفتت حولها اكيد في هالقايله من بيطلع من بيته عضت شفاتها و ابتسمت بخبث ... ...
حزمت عباتها على وسطها .... حاولت ترفع نفسها ..لكن ماقدرت .. دورت لها شيء يساعدها ...
اخذت لها قطعه خشب عريضه سندتها على الجدار .. ابتسمت لانجازها ...وقالت بصوت مسموع :
والله ماانتي سهله يانجموه ...
اول مارفعت رجلها و طالت الجدار .. ماحست بنفسها بعدين إلا كأن شيء رفعها وبعدها ماحست
بنفسها إلا على الارض ...
: آآآآآخ ....
سمعت صرخته الغاضبه : يا قليل الحيا...ماتستحي على وجهك تهجم على بيوت الناس في النهار .. وتسوي نفسك حرمه بعد ..
ماقدرت تتكلم ... حاسه ان عظامها كلها متكسره ..... و حريتها مقيده..
كل شيء تجمع في ثانيه الحراره و الالم والخوف و الصدمه .. ..
رمشت عيونها تحت الطرحه .. .. تستوعب الموقف ... تنتبه لنفسها كانت فوق ..والحين هي تحت..
وضعيه غريبه ...لحظه من هذا قدامي ؟؟؟؟
انتفض جسمها فجأاه...لا فيه شيء غلط
مين هذا ؟ وليش يلمسني كذا ..
همست بضعف و خوف كتم على صرخاتها : ابعد عني ياكلب ..
انتفض مكانه ..لكن ماتزحزح ...اشتعلت عيونه بغضب وقال : الكلب امثالك ياقليل المروه ...
ماتخاف من ربك تتعدى على بيت حرمه ...
حركت راسها متجاهله الالم تحتها من الاحجار الصغيره ...
ألجمتها الصدمه و انكتمت صرخاتها... حتى كادت تبلع لسانها من شده الذعر ..
شال اللثام وتجاهل صرخاتها المكتومه ..وحركاتها المتمرده ...
فجأه تراجع للخلف و كأنه مقروص ورفع يديه تلقائيا ...سهام من عيون واسعه ناريه عروقها نابضه
تكاد تنفجر ... ووجه احمر منفعل ..
وقفت بصعوبه ...متجاهله وخزات الالم ...
قال بأسف مبعد نظراته عنها : السموحه ..والله ماكان قصدي ...حسبتك حرامي يتهجم...
صرخت فيه : ماعندك نظر يا اعمى ...حرامي في هالقايله ...
شد من قبضات يده .. وحس بالخجل من عملته ..ولتسرعه في قراره ..
: انا اسف .. اغلطت...انا ســ
سكتت لحظه ..ضاقت عيونها على الملامح المألوفه ...متناسيه ان وجهها مكشوف ..
ابتسمت بسخريه وقاطعته : ويش يفيد الاسف اذا احد شافني ...
: يابنت الناس .. انا تعذرت منك ..صدي وروحي بيتك احسن لك ..
رمت بطرف ثوبها على وجهها .. لما شبهت عليه ...شخص تعرفه
شدت يدها وكملت وهي تنفض عباتها : مالك امر علي ..فاهم ..
ارتفع صوته : يابنت احشمي حالك ..

صرخت فيه وقالت بعصبيه : انت اللي احشم حالك ..مسوي فيها سوبر مان على غفله ..
وقالت بحرى وسط صدمته القويه : مالت عليك ...
تخطته بإهمال وقالت بسخريه : رجال اخر زمن ...
وبسرعه تجاوزته لما شافت ام سعد فتحت الباب ..دخلت بسرعه و قفلت الباب بقوه في وجهه
...وقلبها يدق بقوه ...الخوف والتهور وحتى الالم ...
كفايه الرعشه اللي اصابتها يوم لمسها ..
الواطي ..والله لاعلمه علوم الرجاجيل ..مااكون نجمه ..
وهو واقف مكانه ..مذهول ومرعوب و مصدوم ...مايقدر حتى ياخذ نفس طويل ...
لو شافهم احد اكيد بيفهم الموقف غلط ..
مسح العرق بشماغه ... البنت هذي اكيد مجنونه ...
لا انا اعرفها... ما في غيرها مجنونه الديره نجمه الله يصلحها
ابتسم لما لقبته بسوبر مان ..الله يهديك انت الثاني ... تروى و شوف قبل ما تسدح البنت مثل المصارعين ...
انفتح الباب فجأه ... لتطل منه عجوز .. ...
: هلا يمه .. السموحه ياوليدي .. مادري وشفيها حطت حرتها في الباب ..ماعليها لوم نجمه كل يوم تجيني في عز الحر..
ابتسم و حاول يكون طبيعي : ماعليه ياخاله ... هذا غداك ..
اشار للسله اللي كانت معه ... ..
قالت بحزن : الله يعطيكم العافيه ياوليدي .. .. ماتقصرون .. مالي غيركم في الدينا بعد الله ...
مجنونه اكيد اخذت لها ضربه شمس ...
مابقي الاهي والله ..
تجهمت وقالت : ماكان عذبت نفسك .... شفت نجمه جابت لي الغدا ..
: ماعليه ياخاله .. زياده الخير بركه ..يالله ارخصي لي ..
ابتسم لنفسه .. ورجع طريقه ..
ما تتغير من صغرها هالبنت .. مطفوقه ومتهوره ..
الله يهديها ...
ضحك وتخيل نفسه سوبر مان ..


قفلت الباب بعنف وقالت بعصبيه : انتي ليش تهرجين معه ؟
مسكت يدها و ساعدتها حتى جلست وقالت له بلوم : الله يهداك ياخاله .. كان قفلتي الباب في وجهه .
مايستحي ..قليل الادب ..
: الله يهديك يابنتي ..الحين الرجال جاء عشاني وانت تهاددينه ليش ؟
: اللي يتصدى لبنات الناس ويعمل نفسه رجال....ماهو كفو احد يحترمه ..
تأففت ام سعد و قامت تنشب غداها وقالت : والله سعود من خيره الرجاجيل ..احن علي من ولدي اللي هو ابن بطني ..
بحلقت فيها نجمه بدون تصديق وقالت بدون تفكير : مين سعود ؟
وكملت بإستهبال : سعود ماغيره ..اخو ليلى .. ولد احمد ..حفيد عزيز و ضبيه ..
ضحكت ام سعد وقالت : الله يصلح بالك يابنتي ... هو ماغيره .
غطت وجهها بيديها و صاحت يافضيحتي ...
ويش قلت له ؟ قطع الله لسانك ..
لا ارتاحي ..الشي المتأكده منه ..اني ماقلت ولا كلمه سنعه
افرحي يانجمه ... اضفت لتاريخ حياتك مغامره تفشل ..
الله يغربلك يانجمه على طوله اللسان ...
سوبر مان ... باقي ....
هزت راسها و تنهدت تحت انظار ام سعد المنتقده ...


*************************



ارتجت منها الايام ان تهدأ وان يستكين قلبها عن الرجاء المتواصل...
وهو تقوقع على نفسه يخاف ان يظهر شبحه المخيف في وجهه .. و تخاف منه ..
ارتفع صوته المنفعل في مكتبه الخاص ...
فضلت المكوث في جناحها .. حتى لما دخلت سمر و اريام يسلمون عليها رفضت بحجه انها تعبانه ..
من بعد طيحتها وهو لا يحتدم معها ... او بالاصل لايتواجد الا قليلا...
ابتسمت ..لغمزات سمر و تهكم اريام البارد ... وابدوا استغرابهم من رده فعل مطلق ..
ميزه عاطفيه مخبأه تحت صلابته ... لم تظهر للعيان لكنها مكشوفه في احنك الظروف ..
اهتمامه الغير مباشر بها او بالاحرى بالجميع ... جعلتها تحمل الامتنان الكبير لشخصه ..
انعقدت حواجبها لتلك الليله ...نواقض احساسيس عاشتها وقتها ...
زمت شفايفها .. و استنكرت احساس اجج نيران داخلها ...
مين الشخص اللي طلع لوداد وقتها ؟
جلست تتفرج على التلفزيون ومتأكده ان عالم الحيوان اللي تشاهده ماتسمع منه شيء ...
حواسها مع ذاك ..وقلبها يرجوها بأن تفعل ماتريد .
قفل الهاتف بإنفعال ... وضغط مابين عينيه ...رمى نفسه في غمره العمل وعشق الضغط
انهالت عليه الاشغال من كل مكان ولاحقه حتى في مكتبه المنزلي ... وكأنه جذبها لتراعي حالته الميؤسه ..
ابتعد عنها بقدر الامكان ... و ان هوى قربها ..
انفتح الباب ..رفع نظرته المنزعجه ... وارتخت ملامحه .
دخلت بهدوء وقفلت الباب خلفها ... ابتسمت بتوتر وهي تقرب كوب الشاي منه ..
قالت : سمعت صوتك ..وباين عليك منفعل ..قلت اسوي لك شاي نعناع يروق دمك شوي ..
ابتسم وهو يلتقط الكوب منها ...وقال : يعطيك العافيه .. والله جاء في وقته ..
اخذ رشفه منه وعينيها عليه .. تلتقط بحواسها جميع النقاط المهمه .. واضح انه تعبان ..
ظلت واقفه بطرف مكتبه .. لاتبعد عنه إلا خطوه ...
قالت بهدوء وان طل الرجاء من عينيها : لك ثلاث ساعات في المكتب ريح شوي ...
استند على الكرسي ..ورجع شعره للخلف وقال : ماعليه ..متعود ..
استندت على المكتب واخذت قلمه الخاص .. وحركته بين يديها وكأن في كلام كثير ودها تقوله ..
لكن فضلت الصمت معه .. وانها تحس بأنفاسه الحاره لتدفء مشاعرها ..
سأل بهدوء وعيونه عليها : وانتي ليش قاعده لحالك ؟
رفعت اكتافها وقالت بدون ما تطالع فيه : البنات مشغولات ..وخالتي نايمه .. وصراحه انا مالي خلق اتكلم مع احد
: حتى انا ؟ باغتها بسؤاله ..وانتظر الجواب بفارغ الصبر ...
رفعت نظراته له مباشره وابتسمت بتوتر : لا ..ماقصدي كذا...
رفعت حواجبها وكملت بإبتسامه واسعه : اصلا ..ماكنت دخلت عليك ...تحركت من مكانها ورجعت القلم مكانه
وقالت : اخليك لشغلك .. تحتاج شي مني ..
مسك يدها .. ورجعها مكانها ... مع ابتسامته التي تذيب جدران قلبها ...
ترك يدها وتقدم بكرسيه من المكتب وقال : خليك هنا .. الا اذا ماتبين تجلسين معي او عندك شغل ..
حرك شعره ورفع رأسه بكبرياء ... ...
وكأنه ضاع في طرح السؤال ..وضيعها معه ..كان من السهل عليه ان يقول ابقي ...
تنهدت بإبتسامه وقالت : ياالله يا مطلق ... الحين انت فسرت كل شيء على هواك ... انا قلت مابي لكن قلت مشغول اكيد .
ناظرته ..بتحدي ...ولامست باصبعها ما بين حواجبه وهمست : فك العقده ..
ارتخت ملامحه وانبسطت التجاعيد المعتليه جبينه .. وابتسم و عيونه تملأها ..وقال : لاابدا ..ما تضايقيني ...
بالعكس انا تعبت من الشغل ... وعلى انتهاء من جملته ..رن جوال العمل ...
ابتسمت ونقلت نظراتها بينه وبين الجوال ...وحركت يدها بعشوائيه .. ..
رفع حواجبه بإستنكار ..وترك ا لهاتف يدق ..
: ماودك ترد ؟ يمكن شيء مهم ؟
ارتاح على كرسيه وقال : كل شيء يتأجل ؟ بكره انا رايح المكتب والله المستعان ..
ابتسمت وقالت : اجل خلاص ..روح نام بدري ..
تحركت بسرعه من مكانها .. ..فوقف معها ..وناداها : ليلى ..
حك شعره وقال بهدوء : كنت بسألك ..ماودك تزورين امك ؟
ناظرته بإهتمام ..وقالت : اكيد ودي ...لكن ..
حط يديه في جيبه وقال لما قرأ في ملامحها التردد : ماعندي مانع اوديك .. ..يعني هذي امك مهما يكن ..
ابتسمت وقالت بلهفه: يعني اقدر اروح مع السواق ...
رد بحرص و جمود : ابدا.. يا معي يا بلا ...
زادت ابتسامها وكأنها حصلت على مرادها : طيب ... على امرك ... يامعك يا بلا...
ارتفع حاجبه : ليش احس بنبره سخريه في كلامك ...
ضحكت بخفه وقالت : حرام عليك ... والله اتكلم من جد .. ..
شد شعرها بخفه وقال : والله ماادري عنك ...
استندت على الباب و تصنعت الفضول : صحيح .. البارحه لما سألتك عن البنات ؟ كنت في الحديقه ..
رفع حاجبه واطال النظر في ملامح وجهها ... مستغربا هروب نظراتها فرد : لا ..ليش تسألين ؟
انفرجت اساريرها و هدأت الثوره داخلها وجاوبت متظاهره بالامبالاه : كذا فضول ...
ابتسم ... لم تصرح ما اظهرته مشاعرها على صفحه وجهها .. متخبطه وان اظهرت الاستقرار و اللامبالاه ..
و اقنع نفسه انه لم تأتي اللحظه المناسبه للبوح بدون حواجز ...

جلست في الصاله تحاول تستجمع مشاعرها المنتفضه ..
و قلبت القنوات تحت عينه المراقبه ...جلس جنبها ومسك خصلات شعرها
شده بقوه ليشد انتباهها .. طالعته بألم وقالت : مطلق ..يااخي ...وسكتت فجأه مع شبح ابتسامه على وجهه
سحبها ناحيته حتى ارتمت على صدره وكأنه لم يطق نفسه حتى نطقت بالزلل وقال بهمس ناعم : كم مره ...
قاطعته لاهثه : عارفه ..زله لسان ... السموحه .
ضحك وقال : وتمشي كذا ...
مسكت مخده صغيره وغطت وجهها وقالت : ماراح تاخذ اللي تفكر فيه بالقوه ..
ضحك بإنفعال واضح ..من تصرفها الطفولي .. عشق نبره التحدي ..رغم انه متنبأ ببراءتها لكن
حب يجازف و يشعل تلك الخامده .. :اوكي اتفقنا .. اقبل بالتراضي ..
وباالكاد مسك ضحكته رغم عنف مشاعره التي تدك قلبه ..
ابعدت ..المخده و طالعته بنص عين وقامت بسرعه ..وقالت بضحكه : لايلدغ المؤمن ..واشارت بيدها له ..وتركته
مع ضحكتها الهامسه .... ابتسم لمكانها الفارغ .. وارتاح لتلك الغمامه التي رحلت بعيدا عنهم .. على الاقل
مؤقتاً ....



****************************


جلست في الحوش ... تقلم اظافرها ...ابتسمت بشر ...
تلفت حولها وضحكت ..وقالت تفكر بصوت عالي : بسم الله عليك يانجمه ..
كشرت ..وخافت بكره اهله يدرون ولا ليلى ... اصلا ما تقدر تقولها شيء
يافشيلتك يانجمه ..
الحين يقولون انها طويله لسان وماتستحي ..وفي هذي ما كذبوا فيها
تنهدت بيأس...
الله يسامحك ياسعود يعني لازم تدخل هالدخله القويه ..
والله لو دري عني صالح ولا عبدالله ...ليموتوني مكاني ...
سمعت امها تناديها ...قالت بصوت عالي : طيب يمه ..
خلصت شغلها ... وقفلت الانوار ... ودخلت فراشها ..
ابتسمت لنفسها في الظلام .. وقالت بصوت منخفض :يمه تدرين منو شفت اليوم ؟
امها بصوت ناعس : مين ؟
استندت على مخدتها وقالت : سعود ..
: مين سعود ؟
: يمه ..ماتعرفين سعود الحين ... ..اخو ليلى
: صدق يمه ... وين شفتيه ؟
: عند خالتي ام سعد ... تعرفين والله يايمه ماعرفته ... ماشاء الله عليه صار رجال ..
في البدايه شبهت عليه .. لكن الشمس شكلها عملت عمايلها ساعتها ...
امها بجديه : الله بالعقل ان شاء الله بيضت وجهي ..
ابتسمت ابتسامه عريضه ...وقالت : افرحي يمه ..ياني بيضت وجهك ...
وهمست بخفه : الله يستر .
: بكره اذا فضيت بتقهوى مع العمه ضبيه ..بتروحين معي .
نجمه بإرتباك : لا انا مااودي اروح ...خليني هنا مع نواف ...وانتي روحي من حالك ...
ياله يمه تصبحين على خير ..
ابتسمت لنفسها ..تحت لحافها و استرجعت كل اللي صار لها .. حتى ملامح سعود في ايام طفولتها ..
وقارنتها مع رجولته الواضحه ..ووجهه الوسيم .. وتنهدت بخيبه ...مع ابتسامه صغيره ..


****************************


دخلت فراشها ... وابتسمت لنفسها ... يعني بعض الرضا يكفي ..
في تحسن في معاملتهم لبعض .. لاول مره يقعدون مع بعض بهدوء..
تغير بعض الشيء وان مااعترف ..تأملت مكانه الفارغ ... و تجهمت ...

دق الباب بهدوء ... فزعت من مكانها وقامت بسرعه ...
فتحت الباب ... كان واقف ببيجامته الكحلي ....
قالت بخوف : خير يامطلق ؟
حك شعره ..وقال : ماقدرت انام ... راسي مصدع ..احتاج بندول اذا وجد عندك ..
تخصرت قدامه وقالت بلوم وعفويه : اكيد بتصدع ... في الليل والنهار شغل و ضغط ...لازم بينفجر راسك .
ابتسم وكأنه اتخذ الحبوب عذر ...استند على الباب وقال : عندك حل ..
كشرت في وجهه وقالت بعد لحظه تفكير : عندي ..لكن في الاول ..اعطيني الصلاحيه .. ..
رفع حواجبه بتفكير عميق وكأن المسأله صعبه بالنسبه له ..فتنهدت ..وقالت بيأس : مطلق ..ودك في الحبوب ..
فتحت النور ..و تقدمت من التسريحه تدور على الحبوب...وكملت : المهم ..انتبه لنفسك ..الادمان على حبوب الصداع
مشكله ...و....
طالعته ..لكن استغربت نظراته العميقه والمركزه بإهتمام فيها ... نظره تخترقها و تكشف مشاعرها
خافت منها ..خافت انها تفضحها و تجردها من قوتها المزيفه ..
لحظه ..انتبهت لنفسها ..لابسه بيجامه حمراء تصل لنصف فخذيها ..وبدون اكمام وشعرها منثوروكل هذا تستغرب نظراته ..
جمدت اطرافها ..وتسمرت مكانها ... وقت لبستها ما حسبت حسابه ..حبت تجرب الشيء الوحيد اللي اهملته و ركنته
في درج خزانتها ...
قادته خطواته دون ان تستحثها عقله وعينيه انتشلت من القاع بمرأى لم يعتاده ..
لم تكن محتاجه لكل هذا لكي تلفت نظري لكنها اصابتني بغشاوه غطت على عيناي فقادتني رجلاً محتاج لانثى في حياته ...
صار قريب منها وقال بصوت خافت يخاف يجرحها
: تخافين علي ؟
رمشت عيونها ... وقالت بإحساس عميق : اكيد .. بخاف عليك .. يعني.. .. انت ..
قاطعها : اوووووووص... يكفي ..
تهدجت انفاسه وبات قريب منها وسألها بصوت اكثر خفوت : طيب تخافين مني ؟
رفعت نظراتها له ... و ارتعشت احاسيسها داخلها ... تكذب اذا قالت لا .. ..اكيد تخاف منه
ارخت نظرها .. يشق عليها انها تجرحه ...تبيه وتخاف منه .. ماتقدر توافق مشاعرها ..
على طرفي نقيض ساخن .. مابين مشاعر تسحبها لأرض جرداء لاحياة فيها وخوف يهوي بها للقاع ..
همس لها : قوليها ياليلى ... باحترم قرارك واخرج ..
بدا قلبها يخفق ..يخفق ..يخفق ..حتى وصلت خفقاته له هو ... امتدت يده ولامست وجنتها ..
فأغمضت عينيها وكأن تلك الرغبه الكامنه بداخلها قد تفجرت ...لاتريد ان ترفضه
لكنها لاتريد ان تصطدم بجداره المتين و تصيبها الخيبات المنجرفه ..
لن توقع نفسها في فخ مشاعرها المنجرفه ... اااه كم هي مؤلمه المشاعر .. كما هو مؤلم الوجع ..
وكم هو مؤلم الصد وانت لا ترغبه ... لكن ليس بمقدوري ان اتجاهل تلك الوخزات في صدري ..
او اخطو خطوه للامام وانا غير واثقه من مشاعري ..
فتحت يدها له وهمست بتوتر وخوف : خذ الحبوب ..
خافت ان لايفهم و يمضي بعنجهيه على رغبتها كما يمضي دوما ..
طالع يدها ..وابتسم ..ابتسامه مخيبه مريره ..وكأنها جواب غير مرحب فيه ... اخذها بسهوله
وقال بإبتسامه مريره ..: تصبحين على خير ...
ولم يكتفي ..طبع على جبينها قبله دافئه عميقه متفجره ... و تركها ...
اكان من الخطأ ان ينجرف وراء مشاعره ...
اجعله شكلها المثير يهوي الى القاع ...ويكتشف كم هو محتاج لها ...
قرأها في عينيها .. ولم يكتفي بل لم يصدق ..تخاف منه ..نطقتها عينيها و عصى على لسانها نطقه..
بل لم يصدق ..لقد رفضته ..
بل لم تتقبله ابدا ..كزوج ..او رجل ...تساير وجوده بشكل عادي ..
ضاع في تساؤلاته وانجرح في صميمه ؟ و دارى الجرح بكبريائه الذي اعتلى قممه عالعاده .

جاهل وان زخرت مقوله تعلموا من المهد الى اللحد كل حياتي بكل الاشكال ..
وعلي يدك سيدتي اكتشفت سذاجتي ..وان أأمي في علم امورك ايتها الدخيله ..
قد كنت يوما اسير بعناد واحيل خطواتي صخورا خلفي ...واثق الخطى متمردا على اللحظات
واضح المقاصد خفي المعاني ..قادر على الكتمان دهرا ..
لكن الان تبدلت حالي ..اصابني سقم عجيب ..رفضته بكل قوتي لكنه حاربني
اصبحت اقف على النقاط الصغيره وادقق النظر فيها ..بلا كلل او ملل .
لن يفصح عنه لنفسه ..فاتحا ذراعيه يتلقف حيرتي ويبعثر وضوحي ..
فهو رجل يعتقد هو اعتقادا لاتغير فيه " رجل لا تغزوه المشاعر الغادره ..او تسيطر على حواسه ."
سيكون مثل سائر الرجال ..واثق الخطوه غير مبالي ..
فمثيلاتها ليست من اولويات الرجال ..
ماضون على فواصلها العطره ..مدعين ولو على حساب حياتهم ..


*********************************


قام بدري على غير عادته .. توضا و سبق سعود و جده على الصلاه ..
جده اوكله مهمه الاشراف على العمال .. طبعا العمل في المزرعه ...
وكأن يختبر صلابته ..وان المدينه بأضوائها لم تبعده عن الصلابه والقوه ..
عنده مقارنه وهميه صنعها عقله الباطن ..يحاول انه يكون عادي .. تحدي لازم يخوضه ..
تلك النظره في عيون الجميع .. وكأنه نازل من السماء بحله فضيه ..
كلمه غير معتاد عليها ..هي الاصح ...
سيقى زمنا يسيرا هنا متجردا من تلك الهموم وبعدها سيعود انسانا اخر كما يأمل هو ..
قاطع تفكيره ضربه خفيفه على راسه التفت وابتسم على طول : على هونك يارجال ..
سلطان : هلا سعود ..
: علامك .. اليوم انت متغير ..؟ مو اليوم من البارح وتصرفاتك ماهي عاجبتني ؟
حط يديه في جيبه وقال : لا ..ابدا ... ممكن تغير الجو علي ..
: لا تزعل من كلام جدي ... تراه والله يعزك اكثر مني حتى .. لكن هو كذا ماعنده إلا القويه ..
ابتسم و حط يده على كتف سعود : لا والله مازعلت ولا شيء ... اصلا لو زعلت كنت ماشفت إلا غبرتي ..
ضحكوا مع بعض ...
وبعدها سأله : الا بسألك يا سعود ؟ ويش قصه ام سعد ؟ اللي رحت لها امس ؟ و توصيه جدي عليها ؟
تنهد بحزن وجاوبه : الله يسلمك .. هذي ماجابت الاولد وحيد اسمه سعد ..تخرج من الثانويه ..وسافر ..
اشتغل في المنطقه الشرقيه لكن الله يهديه ..قطع امه ..لاهو اللي يزورها ولاهو اللي اخذها معه..والله مسكينه
سعود : ليش تسأل ؟
: كذا فضول ..لاحظت انكم مهتمين فيها ..
ادار رأسه ..للعمل و ابتسم لذكرى الامس المضحكه ..
سعود بتفكير : اقول سلطان .... ماودك تتزوج ؟
سلطان بضحكه مريره : لاوالله ..القلب مايود ياسعود ..
فهم سعود مغزى كلامه والتزم الصمت ...اليوم لمح لجدته في بنت عمه ..و ماصدقت
فرحت له وكأنها ضمنت الموافقه ... حتى لو كان متفائل بالموافقه لكن تجارب الاخرين علمته درس
او بالأحرى تجربه اخته ..

ابتسم لنفسه ..وتلك الذكرى الصغيره تعود إليه .. ببهرجه الالوان على وجهها و الفرشاه المثبته في شعرها الكثيف
عيناها الجميله ... و ملامحها الطفوليه الملفته للنظر ...
زادت ابتسامته .. و كأنها للتو قد طرقت الباب في وجهه بعدما حفظ ملامحها بين طيات عقله و خزنها جيدا ..


******************************


مرت عليه الساعات وهو في قمه انغماسه في العمل ...
بقصد منه اراد ان يبتعد بقدر الامكان ..
يبتعد عن الركون للتفكير والتمختر في فهم مشاعره ..
وهو يرفض ان يكون ضعيفاً ..مقيداً ..و مسلوب القوى ..
غير قادر على التحكم في دواخله الغريبه ..
راقب العمل عن كثب ..و قام بزياره ميدانيه لموقع البناء الخاص لفرع شركته ..
تحت الشمس الحاره ... خرج من سيارته ..وراقب سير العمل ..
اقترب زياد ..بما انه المهندس المسؤول في الموقع ...
صافحه بثقه : اهلا فيك ..استاذ مطلق ..
مطلق : هلافيك ..كيف الشغل ؟
وقف جنبه ..واشار للبناء وقال : حتى الان على مايرام والحمدلله ..وعلى نهايه الشهر القادم نكون انهينا العمل ..
مطلق بإبتسامه : جيد.... اذا امكن مهندس زياد تزورني في المكتب نراجع بعض الامور..الخاصه في الشغل ..
زياد : ان شاء الله ..
هز راسه له ..و رجع لسيارته ..تحت انظار زياد الفاحصه والمعجبه بالشخصيه الفريده
الكل كان متخوف من العمل معه ..شخصيته صعبه ..مايرضيه شيء بسهوله .. .
دقيق في طلباته ويحب الانضباط و المسؤوليه .. .. و العمل معه مغامره كبيره
وجريئه ..حب الدخول فيها لانه اختبار كبير لقدراته واثبات لمهاراته الواسعه ..
..دخل سيارته و تأفف من الحراره العاليه ...فكر يدق على البيت و يسمع صوتها
لكن دفن رغبته بسرعه .... وانصرف في اموره ..
رجع للمكتب ولحقه زياد بعدما تأكد من سير العمل ....
كان وده يروح البيت يغير ملابسه لكن ما قدر ...
انتظر عند مكتب السكرتير .. و تنهد بتعب ..
اقترب طلال وقال بإبتسامته الصادقه : اسف ..استاذ زياد .. كنت مشغول ..
تفاجئ زياد...فيه ..وظل لحظه ساكت..
طلال : استاذ زياد ..تفضل المدير ينتظرك ..
ابتسم زياد بتوتر وقال : احنا تقابلنا من قبل ..
: مااظن ..
زياد : وجهك مألوف بالنسبه لي ...لكن على العموم تشرفنا .. اعرفك على نفسي زياد محمد..ومد يده لمصافحته
طلال : غني عن التعريف مهندس زياد ...
صافحه بود وقال : عن اذنك ..بدخل للمدير ..
: تفضل ..
قبل مايدخل وعلى قبضه الباب ..رجعت له صورته .. هو نفسه اللي كان في المجمع مع البنت ..
ارتاح مبدئيا واستغرب الفضول الذي تحدى فيه خلايا عقله لاسترجاع ذكرى قديمه غير مهمه ...



*************************************


تمطت في سريرها .. و فتحت عيونها بسرعه ... زمت شفايفها وهمست بحنق : عديم الذوق.
فزعت جود و وقفت لها : وداد بسم الله عليك ..
وداد بضيق : مافيني شيء .. اه لو اشوفه مره ثانيه لاقطعه بأسناني ..
جود بضحكه ..رجعت لسريرها بعدما فهمت الموضوع : انتي ماتنسين .... خلاص ..موقف وانتهى ...مثل الموقف اللي صار لي
الشاب ضربني في مكان حساس وعلى كذا نسيت الموضوع ..
: لكنه ماضحك عليك .... آآآآه لو تشوفينه وهو يضحك علي ... كفايه اني كرهت الاحذيه العاليه من وراه ...
ياربي ليش هم كذا ؟
بإستفهام : منهم ..هذولا ؟
: الرجال برا .. لو واحده تفركشت وطاحت ..فزعوا لها وساعدوها بكل ادب ... والواحده عندنا تتمنى تختفي
من كثر مايفشلون فيها ..
جود بإختصار : نحن نختلف عنهم ..
:طيب ليش ..
: انتي تتكلمين من عقلك ... هذي فيها شبهات و شكوك وعيب و مايجوز ... خذيها من قصيرها مجتمعنا غير ..
تأففت وداد : ادري انه غير ...
استلقت على فراشها و صدى ضحكته ترن في اذنها ..
رجعت تأففت وقالت : مااقدر انام ..لازم اعرف من هو ..
جود : لايكون مطلق
تنهدت : لا مو مطلق ... مطلق اعرفه من بعد كيلو مترات ..
بسخريه جاوبتها وهي تستند على يدها لمواجهه اختها : زرقاء اليمامه على غفله ..
وداد بجديه : لاوالله .. ماهو مطلق ..
سكتت لحظه تفكر فيها وبعدها قالت بإندفاع : تعرفين ياجود ... احس اني كنت غبيه ...
جود بضحكه :توك تدرين ؟
: اقول انطمي واسمعي لاني كنت افكر في شخص بعيد عني ... و حتى بعدما تزوج كنت افكر فيه ..
: القلب بعض الاحيان ..مالنا سيطره عليه ..
: صحيح ... لكن بعدما عرفت ليلى ... حسيت انها انسانه صادقه و عفويه ... وانا بإحساسي كأني اخدعها ..
جود : حبيتها هالانسانه ؟ لكن في نفس الوقت اشفق عليها ..
وداد بإستغراب : ليه ؟
: ماادري .. احس امثالها دائماً..ياخذون مقلب في الحياة ..
وداد بنرفزه : والله انا اللي ماخذه مقلب فيك... تكلمي مثل العالم كلام افهمه ...
جود: بعض الاحيان ..افضل انك ماتفهمين ..
استدارت للجهه الثانيه .. بينما وداد ..رجعت للصوره الضاحكه ..مع غليان دمها
و ارتفاع ضغطها عزمت انها تعرفه ...


وفي الطرف الاخر ... جلس يتأمل فرده حذاء ... متلبساً دور الامير في حكايه سندريللا
يمسكه تاره ويتأمله تاره اخرى .. مابين ابتسامه و لمحه تفكر عميقه ... وعوده لنقطه الالتقاء ..
يجاري افكاره في رده فعله و يحاكي مشاعره ...
يهز رأسه بتعقل و يخض افكاره الحالمه لترتد الى الطريق الصواب ...
ابتسم لصورتها ... وخفق قلبه لتعابيرها المنزعجه ... تشبه الحمامه الجميله الصاخبه ..
رفرفاتها المتواصله ... ريح لاتضر ...
خرج من صمته برنين هاتفه المزعج من الغرفه المجاوره ..
اول مارد عليه ... ابتسم فجأه ...لم يرده صوى الصمت وانفاس مبتوره ...
انتظر حتى الدقيقه الثانيه ..وبعد طول انتظار قال : مـــــــاريا..
اندفعت الانفاس اللاهثه بيأس وخيبه و تمطت في عربيتها الركيكه المزعجه للاسماع
: لقد عرفتني ...
هز رأسه بإستخاف لنفسه مجاوبا عليها.. الامر لايحتاج الى تفكير ... او حتى ذكاء او تخاطر بالاذهان ..
فأنتي الانثى الوحيده التي اعرفها ولاتخفي حيله في الاتصال بي ... وابتسم لخيبته ..وعيناه تبحث عن طيف ...
" حمامه بريه مزعجه " ...


**********************


الى الملتقى >>> كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
قديم 27-10-10, 12:13 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة الكلام العذب


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 172238
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداعكبرياء الج ــرح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 233

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبرياء الج ــرح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كبرياء الج ــرح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




الى جميع من زار متصفحي ... عذرا على عدم الرد عليكم
لكم في القلب موده ..
المتصفح لدي بطئ للغايه ويستهلك المزيد من الوقت
لذا ارجو معذرتكم ...

تفضلوا البارت ... مع المتعه ان شاء الله








البارت السادس والعشرون :


مثل ما يموت الليل في مشرق الصبح ...
يموت همي لا سرحت وذكرتك!!!


اليوم كل وقتها تشتغل بحماس و تلقى الكثير الكثير ..
رغم انه لاتناول لافطور ولاغداء ولااتصل ...
لكن على الاقل اشتغلت بالعمل عن التفكير فيه
دق جوالها لاكثر من مره .. ومسكت الخط على اخر رنه ..
نجمه : يامساءالورد والكادي ..
ليلى بضحكه : مساءك عسل يا عسل ..
نجمه : اوووه الله يرضى عنك و يسعدك يا بنت احمد..ايه الرضى كله ؟
ليلى : يسعد لي اوقاتك يا اغلى صديقه في الدنيا ...والله مشتاقه لك
: وايامك يالغاليه ..اقول ليلوه تراني نجمه مو مطلق...
ليلى : لا عارفه لاتخافين ..اخبارك واخبار اهل الديره ؟
: كلهم بصحه وسلامه ... وانتي طمنيني عنك ؟
: انا بخير .. وسكتت
نجمه :و كيف مطلق معك ؟
ابتسمت برضا وقالت : طيب ..اليوم كله ماشفته ..من طلع الصبح بدون فطور حتى الحين ..
نجمه : ياقلبي وانتي مشتاقه له ..
حكت لها كل اللي صاير بينهم ..
: وليش كل هذا يا ليلى ؟
تجهمت لافكارها وقالت بصوت واطي :ماادري يمكن لاني خايفه..
نجمه بانتباه: ليش الخوف ؟ ومن ايش ؟
: خايفه اني احبه .. وابني عليه امالي وفي الاخير ..
نجمه بضحكه :مالت عليك وقفتي قلبي ..تقولين خايفه انك تحبينه ..والله شكلك وقعتي ومااحد سمى عليك ..
ليلى : نجمه ولله اتكلم معك جد ...خايفه اني احبه وفي النهايه يجرحني
: بسم الله ..عليك هذا زوجك مو عابر سبيل ..عادي تحبينه وتموتين فيه .... صحيح يمكن فيه طباع ما تعجبك
لكن في الحالتين زوجك ... وانا اقولك يابنت عيشي الحب و تمتعي فيه..تراوالله امي تحكي لي حكايات عن زمان
ماكنت اعتقد اصلا انه يحبون بعض مو يحبون قصدي مايعرفون الحب حتى ..
ماقلت لك ان امي وابوي التقوا مره ...وحبوا بعض من اول نظره..
لا وازيدك من الشعر بيت ..تقولي كان يدبغها دبغ لانه ولد عمها ..وعلى كذا يحبون بعض ..اللهم ياكافي .
غصت ليلى من الضحك على كلام نجمه ..
قالت : والله مافي منك يانجمه... الحين سألتك سؤال ..جاوبتيني بقصه ..وثاني عيب تقولين عن امك وابوك كذا
نجمه : وانا اللي قلت ..هي اللي قالت ..الله يرحمك يابوي ..لا وتشوفينها تحن لايام زمان ..
ليلى بضحكه: نجمه ...خلاص
نجمه : خلاص ..المهم اقولك نصيحه اسمعيها ... انتبيهي لزوجك و املي عينه ..خليك فرحه وشرحه و منبسطه ..
ليلى : وهذي من نصايح جدتك لامك ...
نجمه : لاوالله... هذي نصايح ام سعد ..ماقلت لك انها اشترت بقره جديده .. بعد المرحومه ..وفرحانه فيها مسكينه
ضحكت وكملت : و حطت لها جرس في رقبتها ..
: الله يبارك لها ... .. إلا ولدها سعد يزورها ؟
: الله يقطع سيرته النذل ... اه لو اشوفه مره ثانيه والله لاتوطى في بطنه ..قليل الشرف ..ترك امه وسافر ..تتذكرينه ياليلى
في صغره كنا نلعب معه .. والله كان طيب ... اعنبوا ابليسهم اصحاب السوء اللي ماخلوا فيه خير حتى لاهله ..
:.. الله يهديه ويصلحه ... و يجزاك خير انك تزورينها ..؟
وكملت بلوم :
: الله يسعدك يانجمه .. اخذتيني في الحكي ... اسمعي .. ادق على سعود طول الوقت يعطيني مغلق ..
ابغاك تكلمين سلوى وتقولي لها تدق علي الليله ضروري .
نجمه بإرتباك : من متى مادق عليك ..
: من صباح امس ادق عليه وطول الوقت مغلق ...
نجمه بإرتياح : خلاص .. ابشري ماطلبت .. الحين اكلمها ..اوامر ثانيه
: يعطيك العافيه ..
: طيب ..انقعلي انتبهي لنفسك وبوسي لي مطلق ..
ليلى بحنق ..: نجمه يا>> ..
لكن انقفل الخط فجأه... ابتسمت وهي تطالع الجوال .
فكرت في كلام نجمه ... مافي شيء صعب و مافي شيء سهل ..
والطريق الى القمه شاق ومضني ... لكن نشوه الوصول تلملم جراح الصعود ..
وتنسيك هموم الامس و تسعد من اجل غد افضل ..
رجعت عند خالتها وعقلها ابد مو معها ....


****************************


دخلت فاتن بحلتها المبهرجه كالعاده .. .. تمهلت في خطواتها ونظراتها هازئه..
رفعت يدها وقالت بصوت عالي متصنعه الدلال : هاي للجميع ..
تأففت ليلى وارخت نظراتها وقالت بصوت مسموع : وعليكم السلام ..
اقتربت من خالتها وسلمت عليها وجلست جنبها ..بعدما سألت عن حالها رفعت نظراتها لليلى
: كيف ياليلى ؟
ليلى بإبتسامه : الحمدلله ..انتي كيفك ..
زمت شفايفها وقالت بإعجاب : ايش هاللوك الجديد .. صراحه حلوه .. ماصدقت اريام يوم قالت لي ..
تضايقت ليلى داخلها ..معقوله اريام صارت مثل العميل السري تخبرها كل شي يصير ..
: شكرا ..عيونك الحلوه ..
همست لخالتها وضحكت بصوت عالي ..
قالت : وين البنات ؟
ليلى : كل واحده في حجرتها ..
قامت .. وقالت : عن اذنكم ... وقبل تمشى قالت لليلى : لو سمحتي ياليلى خبري خديجه تجيب لي عصير بارد
ليلى ..رغم انها مقهوره من المكياج اللي حاطته على وجهها .. و العبايه اللي تلفت الانظار اكثر من الملابس العاديه
و احساسها انها مميزه في كل شيء
الاان ليلى ردت عليها بنفس النبره : خبريها وانتي في طريقك ... انتي موغريبه يا فاتن ..
كشرت فاتن في وجهها وكأنها ما توقعت جوابها .. وانصرفت بسرعه ..
ارتاحت ليلى انها قفلت حجرتها ... رغم ان تواجد فاتن بحد ذاتها يربك راحتها ..

دخلت فاتن وتأففت ..رمت الشنطه على سرير اريام وقالت : اكرهها ياناس ..اكرهها
مااحتاجت اريام للسؤال علشان تعرف ...ابتسمت وقالت : الناس يسلمون قبل يدخلون ..
جلست وقالت بإنزعاج : اقول مالت عليك ... انا في ايه وانتي ايه...
انشغلت اريام بجهازها الخاص ..واقتربت فاتن منها وقالت بهدوء مبطن بحذر :
إلا كيف اخوك معها ؟ يعني ما صار شيء بينهم يعني كذا ..
اريام بتشاغل : يعني مثل ايه ؟
: قصدي ..كيفهم مع بعض ..يعني مافي مشاكل ......
: مافي حياه بدون مشاكل
بلهفه قالت : والله ...مثل ايه ..
فهمتها اريام وسألتها : فاتن ..انسي مطلق خلاص .. لا تعلقين امالك في المستحيل .
ابتسمت فاتن وقالت : مافي شيء اسمه مستحيل ..
: فاتن ... ممكن اكون مااهتم ..لكن افهم ... وانتبهي يافاتن ..حركاتك ماتمشي علي.
ضحكت فاتن وقالت : اوووه ..مين يتكلم ؟ اريام خليك في حالك ..اصلا مين قالك اني افكر في شيء مو زين
وقفت اريام وقالت بإنزعاج: قلت اقولك قبل تفكرين ... المهم .. ايش تشربين ؟
: برتقال ..
لعبت بخصله شعرها ..وضحكت بخفه ... والله يا اريام ماشفتي شيء ... صبرك علي ..
الايام بتثبت لك من هي فاتن ..


خيط ارفع من خيط العنكبوت تنسج حول "فكره "
وفكره تصنع "حلم "كما يعتقدون ..
عصا سحريه مخادعه ..تحول الحلم الى "كابوس واقعي"
"واقع " مجرد من تعابير الحياة ..يختصر "سعادة " مزيفه
"سعاده "الغير يحولها الناس الى "بؤس وخيبات "
نهايه تعلنها "بدايه "و الحكايه لها بقيه...


*****************************

{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!

لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!




مر الوقت طويلا معبء بالملل ..طلعت دقت الباب على سمر ..لكن مافي فايده ..
خالتها ...راحت عند وفاء .. واريام مشغوله مع فاتن ...
كلمت سعود و تطمنت على الجميع .. وازعجها انه خبر اهله بفكره الزواج من ريهام ..
حست انها تجاهلته مرغمه ... او عن قصد منها ..
فمساحات عقلها مشغوله كثيرا بالهموم وليس هناك اي متسع لامر يجعلها منزعجه كهذا ..
لكن الايام القادمه ستحسم الامر ...
طالعت ساعتها كانت اربعه و نصف ..معقوله ما خلص من شغله عاده يجي الساعه 2و إن تأخر 3
اخذت جوالها ..دقت عليه بتردد ..كانت بتقول اي حجه ..اي كذبه ..
مثلا ... مثلا.. ايه ياليلى ..
يعني تأخرت يامطلق ... اكيد الرجال مشغول ..
قفلت الجوال بسرعه ...و دارت في مكانها ..
نزلت اريام وجلست على الدرج ..وسألت لما شافت توترها : خير.صاير شي ؟
ابتسمت ليلى بتوتر : لا مافيه شيء...طالعت الساعه وبعدها قالت : مطلق تأخر ماهي عادته ..
وبخت نفسها..ليش تقولها ..اصلا علاقتهم بارده و ما تهتم ..
هزت رأسها و كأن الموضوع كله ما اعجبها .. فتحركت من مكانها ودخلت المطبخ..
وخرجت بعدها ومعها عصير برتقال وقالت : اكيد في الشغل ...وين يروح ..؟ ماعنده إلا هو..
ابتسمت وهي تطلع الدرج : بتتعودين عليه ..شخص عملي حتى النخاع ..وضحكت فجأه
وكأنها قالت نكته ..
استغربت ليلى ..طريقتها في الكلام .. بارده و ناكره للمعروف ..في داخلها حنق على ذاتها الانانيه ..
صحيح رجل ..لكن رجل أليس من البشر...يشعر بأن الحياة تنسل بين اصابعه بدون انتباه
يعمل .. يعمل .. يعمل ....ويعمل من اجل من ؟
صعب ان يتدراك الوقت لانه يمر في المهم بالنسبه له لغايه يصبو لها من اجلهم ..و لغيره لايهتمون ...
يقضي كل وقته وهو غارق في العمل حتى نسي نفسه و تجزم من تصرفاته انه نسي كيف هي الحياة ؟
حست بالشفقه عليه فجأه والحزن ..
عادت و استغربت نفسها .. لماذا كل هذا ؟ انها الحياه
لما تتحاملين عليها من اجله هو ؟ لما تعتقدين انه لايقضي وقت ممتع بعيدا عن الجميع
لما تشعرين بأن معدم و منفي عن الدنيا لمجرد انه يعمل ...
يمكن مابيي يشوفك ... و يقضي اطول وقت بعيد عن البيت ...
اعادها صوت محرك السياره .. .. تأملت شكلها في المرايه.. وانتهت تلك الضرواه المشتعله بسلام بين افكارها ..
قادتها خطواتها بشقاااوه الصغار ... وقفت على عتبه الباب .. انعكست عليها اشعه الشمس
رفعت يدها تظلل عيونها وراقبته و قلبها يتراقص بين ظلوعها ...
خرج من سيارته .. يمشي وعينيه لاتفارق سير خطواته ... وكأنه في كله خطوه يبحث فكره عميقه
حرك رقبته وكأنه يتألم ...و دلكها بيده .. وهي في كل حركه تعقد حواجبها وتبسطها وكأنها معه ..
رفع ناظريه لها فجأه ... واحتدمت نظراتهم بغرابه اللقاء ...
هي لم تكن تظن نفسها بأن تتحرى رؤيته ؟ وتنتظره واستغربت تلك البراءه المقصوده بوضوح فعلها ..
وهو ماظن ان رؤيتها ستدخل بهجه الى قلبه استغربها هو نفسه و تصنع البرود كعادته ... وقوفها على عتبه داره
جلعته مستفهما واقفاً على اهم الفواصل..
ابتسمت له .. من قبل ان يقترب حتى ..
مطلق بصوته الرخيم الخارج من الاعماق ببروده المعتاد : السلام عليكم ..
زادت ابتسامتها لتبان صف اسنانها ..: وعليك السلام ورحمه الله ..الله يعطيك العافيه ..
ابتسم و كأنه نال جائزه للتو : الله يعافيك .. .. ليش واقفه هنا ؟
دخلت قبله و ابتسمت بتوتر ..وفكرت بتقوله كنت انتظرك .. لاماهي معقوله ..
بسرعه ردت : كنت قاعده برى ..
تنهد وجلس على الكنبه الوثيره ..غمض عيونه بتعب واضح على ملامح وجهه ..
وقفت تراقبه بصمت .. .. ولديها احساس طاغي ان تخفف عنه ولو قليلاً..
: تغديت ولا اجهز لك الغدا ..
رمى شماغه جبنه وحرك شعره بإهمال ..دعك جبنيه و قال : لا ماودي في غدا...
رفع نظره لها فجأه وقال : انتي كيفك الحين ؟
ابتسمت ..في وجهه بإطمئنان وفرحه ..على الاقل تذكر تعبي .. : لا الحمدلله ..الحين افضل ..
مدت يدها ..تلقط شماغه ... فمسك يدها بسرعه .. وعقد حاجبيه يستغرب نفسه لماذا مسكها ؟
احتبست انفاسها ..وشهق قلبها منتفضاً بين ضلوعها ..واجهت عيونه بشوق لم تحسب له حساب ..
وقال بصعوبه متحجج : خليها... شوي و بطلع ..
هزت رأسها بإيجاب ...ترك يدها و خبأ يده في جيبه وسأل وعيونه تدور في المكان : وين امي ؟
: راحت عند وفاء .. تقول في ضيوف عندها ..وحبت تكون خالتي معها ..
حرك شعره بعشوائيه : وانتي كنتي رحتي معها ؟
اخذت شماغه رغم اعتراضه وقالت تغير مجرى الموضوع : اليوم تأخرت .. ماهي عوايدك ..
و تقابلت نظراتهم كأن لم تلتقي من قبل ... تتأمل راجيه ان تهدأ مشاعرها و تتريث قليلاً ..
فضل السكوت على ان يقول ابتعدت من اجلك ...
جاوبها بمراوغه : ما انتبهت للوقت ... و حتى اذا انتبهت ماحسبت ان في ناس بينشغلون فيني .
كان تود ان تصرخ به ... لانك جلمود لاتقرأ ما يفصح به قلبي على سكنات وجهي ...
بلهفه ..اتحرى قدومك .. و ملامه على الغير من اجلك انت .. وفي نهايه كل شيء ..تدعي بما لا طاقه لي به ..
همست بيأس و لوم ..: ليش تحسبني زوجه ماعندها احساس ؟
و تفجرت ماليس له قوه به ... جثم هو و كبريائه و حاجته الدفينه تحت قدميها ..واستعصى عليه الكلام ان يروض ..
وتذلل له المعاني المكبوته ان تباح و تتجرد من حله الجمود ..والعصيان ..
ابتسم ممتلأ بفخر انه يملك مثل هذه .. فريده و نادره ..وان كانت الاولى و الغريبه ...

ما الوم نفسي لو كثر شوقي عليك .....
من عرف طيبه قلبك لابد
(((( يوله عليك ))))

حرك خصلات شعرها القصيره المداعبه لجبهتها وقال بإمتنان : الحمدلله امي راضي عني ..
كمل بمثل الابتسامه الساحره ولما شاف علامات الاستفهام على وجهها : يوم اختارتك لي ...
فتعانقت لغه العيون .. وعم الصمت ليكشف المستور في القلب ... على الاقل بالنسبه لليلى ..
لما لايجيدون إلا الصمت و كلمات الاعين المجهوله ... لما لاتصيغ المفردات التي تودها بسهوله ..
وتنطق مايود قلبها ان تقولها له ..لما تخاف من مواجهه تلك الحقيقه .. و تشق عليها لغه التعبير ..
عينيه تلك التي تسحرني و تشدني الى حياة اخرى ....فـ يارب الكون لي رجاء عندك ... أسالك بأن
" تجعل الحياة فيها دوماً ولا تغيب صاحبها. "..
ابتسمت لدعواها الخارجه من الاعماق و هتف قلبها بها للذي لايخفى عليه شيء..
تأملت تلك التجعيده التي اعتلت جبينه والخصلات التي تناثرت عليها بتمرد... و دغدغه احساس بأن يعلم سبب ابتسامتها !!
تعرف ان المعاناه مازلت في المخاض وان الالم محفور في الذاكره ..وان مامضى محفوظ ولم يغيبه الزمن ..
لكن ماتفعل .. لم تشأ هذا الطريق ان تسلكه لكن لاخيار لها ..
تحركت يدها بإرتعاشه واضحه ..وابعدت خصلاته ... لن تتخطى ماتفعله فهو مايجعلها سعيده فلاتحرم من تلك اللذه
التي تتواصل دوماَ... مررت اصبعها على حاجبه المرسوم بعنايه ربانيه... ابتسمت ..لانبساط عقد جبينه ...
وانبسطت كفها لـ تلامس وجهه .. و تتحسس اشتداد فكه ... فخسرت الرهان ضد نفسها و اعترفت ..
بأن اهميته في حياتها يماثل حياتها كلها .. وانه واقع لابد منه ..
ومازالت عينيه الحاده تخوض توغلاً لها ولنفسه ... يرى نفسه على صفحه عينيها رجل اخر ..
مسلوب القوى والاراده ..محاط بالجاذبيه .. .منهك و على اعتابها يجد راحه يستغربها ..
ظمآآآآن ..وفيها هي لاغير ارتواءه ... يرتجف تحت جلده الصخري .. ويداري حاجاته تحتها ..

انقطعت وتيره فضاءهم الرحب ..على صوت خطوات خديجه القريبه ..
ابتعدوا عن بعض بتوتر.. .. و كل منهما متخبط بذعر في مشاعره ..
تنحنح يطرد غصه قد اوقفت الكلمات ..
قال بصوت يكاد يخرج من اعماقه كالمعتاد : بطلع اخذ دوش .. وانتي جهزي نفسك ..
كاذب .. يريد الفرار من هول مشاعره .. .. قفزت في وجهه كالنار ..
لايجيد التصرف في اشد الحالات لديه استنكاراً..
بهدوء سألته : ليش اجهز نفسي ؟
دخل يده في شعره وعيونه على خديجه تدخل المطبخ : ماتبين تزورين امك ؟
تهللت اساريرها بفرح طفولي .. وقالت : تتكلم جد ..
ابتسم لصورتها المبتهجه وقال : اكيد ... بعد المغرب ان شاء الله بنمشي
ادار ظهره لها وطلع ..
نادته بصوت حاد بعض الشي لما قفزت صورتها في وجهها .. طالعها بإستغراب
فقالت له : ترى فاتن عند اريام في حجرتها...و لفت شفاتها بحركه امتعاض ماغابت عنه ..
ابتسم رغم انزعاجه من سيرتها .. و حاول فهم التكشيره الكبيره التي اعتلت وجهها والارتخاء في ملامحها السعيده ...
وكمل طريقه ..



****************************


جلسوا للعشاء وكل واحد رايح في تفكيره و منحى غريب في حياته ..
سلطان على مفترق طرق للبحث عن الجيد الجديد في نفسه . ..
يرمم ما فتحه الزمن من ثغرات و ثقوب ...
والاخر ... يضع بذره لايعلم ماذا ستنبت ؟
وضع فيها كل الاماني ..لحياة جديده .. و مستقبل يبني فيه الاسس الصالحه ..
غدا ..امر محير و ملفت للانتباه ..صبغه تفاؤل و قبلها إيمان كبير بالذي يعلم خائنه الانفس و ماتخفي الصدور ...
وسيرحب بالقادم بكل قناعه ...

الجده : يمه سلطان .. ليه ما تاكل ؟
مد يده للاكل وقال : شوفيني اكل ..
سعود بضحكه : اعذريه يا يمه... ترا عقله راح مع حبيبه القلب ..
حشر سلطان في لقمته .. وناظر سعود بنقمه ..فضحك سعود عليه بينما جدته سمت عليه و ناولته الماء
الجده بلوم : الله يهديكم سمو بالله ... وشفيكم مستعجلين ..
ومالت على سلطان وهمست له : من هي حبيبه القلب قولي عنها .. ومن بكره اخطبها لك ؟
ماقدر سعود يتحمل فضحك بصوت عالي وقام من مكانه ... بينما سلطان تنهد بقهر ..وقال : سعود
يمزح ياجدتي ... ماعنده سالفه ..
:لايكون في بالك واحده وماتبي تحكي عنها ..
ابتسم : مافي احد والله .... قلت لك سعود يمزح معي ..
دخل سعود بعدما غسل وقال : إلا ياجدتي ... طفي ناره واخطبي له بنت سالم ..تراها من خيره البنات ..
وضحك ..لما تذكر الموقف وتخيل سلطان مع نجمه ..
سلطان بجديه : سعود الله يخليك عن المزح الثقيل.. الحين تقلب السالفه جد ...ما تعرف جدتي ..
جاته ضربه خفيفه على راسه من جدته .. : اعنبوا ..طالع لابوك ما تسمع كلام احد ... لكن على قوله سعود والله انها خيره
البنات ... لو مايبي هو بنت عمه كان خطبت له ..
تفاجئ سلطان وقال : مين ؟ انت يا سعود بتاخذ ريهام
الجده : ايه .. والنعم فيها بنت محمد ..
سلطان بإبتسامه صادقه : على البركه يابو السوس ... ماتلقى افضل منك والله .
رجعت جدته تحاكيه بود : وانت مو ناوي ؟ خلينا نزوجكم في يوم واحد
ابتسم سعود .. وسلطان حدجه بنظرات معصبه وقام منرفز : ارتحت الحين ..ياله دبر لي حل معها ...
سعود بجديه : يمه ..تراني امزح معه الله يستر على بنت الناس لاتورطينا معها ...
الجده : روح انت وياه ... ماادري وشفيكم ياشباب اليوم .. ما تطيقون سيره الزواج ..
وشفيها نجمه والله انها تسوى كل البنات ..
بسخريه رد عليها : لا واسمها نجمه ... عال العال .. والله هزلت ياسلطان .
ضحك سعود على تعابير سلطان و جدته... وخرج بعدما سحب سلطان معه ..لما تهجمت جدتهم عليهم
وبدت في موشح الشباب و الزواج ...


************************



عندما تقدم السعاده لشخص ما .. وانت تدرك ماسوف يصنعها به .. تشعر بأنك تحلق في سماء صافيه
خاليه من الكدر والغموم السوداء و اوشحه الظلام ... وانك ناصع كسحابه بيضاء ...
بدت كفراشه في يوم ربيعي زاهي ... ادرك ان الخطوه التي اتبعها كانت هي الافضل منذ زواجه ..
وان رؤيتها بتلك الاريحيه جعلته قنوع بفكرته ومرتاح لها ... لدرجه انه سعيد من اجلها ..
رغم ذلك التخبط الذي لم يدركه ... لكنه رأى في عينيها شيء اسره .. وجعل قلبه يدك بجنون داخله ..
اخذت هدايا لاخوانها ولأمها .. واسعدها انه برفقتها طول الوقت ..
رغم تأنيب الضمير لها .. شكله تعبان و مهدود حيله ..رغم كذا متعاون معها...
ارشدته على بيت امها ... فتحت باب السياره ... ووقفت ..
اخذ الاكياس .. ونادها لما لاحظ عليها انها ماتحركت من مكانها : ليلى ..
اقتربت منه وقالت بخوف : يمكن زوجها موجود... ؟
مطلق بثقه : وان يكن .. انتي جيتي لها .. وعلى العموم مابتطولين ..ساعه بالكثير ونمشي ..
ابتسمت تحت غطاها ومشت قبله ... دقت الباب حتى فتح لها رائد ..
فتحت غطوتها وهي تدخل معه وقالت : رائد ..حبيبي ..
حضنته بحب : روح حبيبي وقول لماما ليلى عند الباب ..
بسرعه ركض لداخل ... ناظرت مطلق اللي كان مشغول بشماغه .. و كمان هو باين عليه التوتر
بيلتقي بحماته .. لاول مره .. ومسكت يده بحنان .. اوصلت اليه احساس بالتوتر .. فشد على يدها مطمئناً ..
ماهي الا دقائق حتى طلت ..ام ليلى الغير مصدقه ..وقالت بترحيب كبير : ياهلا ويامرحبا ..
احتضنت ليلى بحب شديد لايخفى على مطلق ... بعدما سألت عن حالها و دمعت عيونها بسرور
شدت غطاء شعرها وقالت بخجل : يا هلا ياولدي ..
لم تخفى عليه ذلك الجمال الذي سرى في عروق ليلاه ... فتلك هي لكن السنون قد مضت بقسوه على
عظام وجنتها وبؤس حالها الواضح للعيان .. وعيناها الذابله ..و كأن خريف عمرها دائم ..
اقترب مطلق و قبل رأسها بإحترام وقال برزانته المعهود : هلا فيك ... اخبارك يا ام سعود .. واسمحي لي
اناديك بأم سعود ؟
ابتهجت وقالت : مسموح ياولدي .. .. حياكم ادخلوا ليش واقفين ..و ازدانت ابتسامتها وهي تحتضن ابنتها .
رفع يده ممانع وقال : اسمحي لي .. عندي مشوار اقضيه و ارجع اخذ ليلى ... توصين شيء ...
: الله يهديك ياولدي ..ريح شوي .. خذ قهوتك ليش مستعجل ؟
: تسلمين يالغاليه ... اخليكم على راحتكم .. بغيب ساعه و ارجع ان شاء الله .
ضاعت ليلى المبتسمه من الاعماق بينهم ..عرفت ان مطلق يبغى يتركهم لحالهم .. ولايثقل على احد
مادام مافي رجال في البيت ...
تدخلت ليلى : خلاص يمه ..عنده شغله بيسويها ويرجع ..ان شاء مره ثانيه ..
طلع رائد وغلا .. وتخبوا خلف امهم .. ابتسمت ليلى ومدت يدها لهم .. جلست لمستواهم ..
رائد وهو يدفع غلا قدامه : ليلى .. هذي غلا ..
سلمت عليها بحراره و ضمتها لها .. تحت انظار مطلق المبتسم لكل تحركاتها ...
نزل مطلق لمستواهم ومد يده وقال : مين الشاطر اللي يجي يسلم علي قبل .؟
تقدم رائد بكل جرأه وقال بتلعثم : انا ردال البيت .. سعود قال لي ..
ابتسم مطلق وشد على يده الصغيره وقال : والنعم فيك .. والحلوه الصغيره مين ؟
رائد : مو حلوه هذي غلا اختي ..
ضحكوا كلهم ...ووقف مطلق واستأذن ...
ام سعود : على راحتك ياولدي ..
اخذت العيال ودخلت البيت ... بقيت ليلى ومطلق ..لحالهم ..
: مجرد ماادق عليك ..تخرجين ؟
هزت رأسها بإيجاب ..كان ودها تقوله .. شكرا من الاعماق وتصرحها افعالها ..
ماقدرت غير تحمل له في قلبها عمق الاحساس....
كانت تريده ان يفهمها بنظره واحده ... ان يجس النبض ولو من بعيد ..
هسمت له.: شكرا
.. سمعها بوضوح لكنه تجاهلها ...لانها تبني مالايريده في حياتهم ...
بجديه : اقفلي الباب .. واذا جاء زوجها دقي علي ..
ليلى : ان شاء الله .. انتبه لنفسك .
تأملها لفتره وحثته خلايا عقله ان عجل بتلك الدقائق ..
فليس المكان و الزمان المناسب للتعبير او حتى للتفكير ..
خرج بسرعه بعدما قفل الباب خلفه ...
وهي دخلت بتلك الرحابه الواسعه التي رسمت داخلها ...
احتضنت امها بشوق ... وحب كبير .. متأمله في القادم ..



***********************


اخذ له كم لفه في شوارع الرياض .. وقف في كوفي المعتاد يجلس فيه مع ناصر ..
اتصل على ناصر .. ..
: سلام ..
: هلا وعليك السلام ... وينك اليوم ؟
: ويني يعني يافي البيت او الشغل ..انت اللي وينك ؟ رحت لك اليوم الدوام ..قالوا ماداومت ؟
ضحك ناصر وقال : والله كنت البارحه اتابع فيلم سندريللا و راحت علي نومه ..
مطلق بشك : سندريللا ؟!!
ناصر :ايه سندريللا ...وشفيها ؟
مطلق :مافيها شيء .. الا انت وين تقدر تجي الكوفي ؟
ناصر : ليه وشفيك ...ماتروح الكوفي الا فيك شيء ؟
مطلق بنفاذ صبر : مافي شيء .. تجي ولا لا ؟
: خلاص .. اعوذ بالله مسافه الطريق وجاي
قفل منه ... و ماهي الا ربع ساعه و ناصر على الكرسي قدامه
مطلق بإستغراب : بسم الله .. من وين جيت انت ؟
ناصر بضحكه : من بطن امي .. من وين يعني ..ساعه كلمتني كنت قريب منك؟
تنهد مطلق وشرب الكوفي و مااعار انتباه لناصر ..
ناصر : يعني داق علي .. و تنافخ باقي .. وفي الاخير سافهني .. يااخي من الذوق اطلب لي شي على الاقل ..
مطلق : معك لسان .. اطلب ولا اقعد .
ناصر : لا لا لا ..فيك شيء ..قول ياحبيب وقلب ناصر ..
: يا شينها من لسانك
ضحك ناصر وقال : الله يرحم ... قبل ماكنت تقول شيء.. والحين ما تطيقها مني ... لا خلاص المدام نستك اسمك ..
ناظره مطلق بنرفزه ومال على الطاوله وقال بتهديد : ماتعرف تحط لسانك في فمك و تسكت .. تراني تعبان و مهدود حيلي ..
ناصر بتفهم بعدما مسح ابتسامته : طيب .. ابشر ..لكن سؤال واحد ؟ شكلك مهموم و ضايق الصدر .. وبصراحه من يوم تزوجت
ماشفتك مبسوط ؟ طيب جاوبني .. اذا ماتبيها اتركها ؟ اذا مااسعدتك خليها ؟ يااخي اللي خلقها خلق غيرها ..
زفر نفس طويل وقال بهدوء مخيف : واللي خلقني .. ياناصر ..مااتركها لو اخر نفس فيني ..
ورفع نظراته لناصر و بدت الكلمات فيض من الغضب و العصيان .. حدتها اشد من السكين ..
طاعنه في صميم الشك و معلنه اليقين ...
ابتسم ناصر .. ابتسامه اعجاب وتقدير ... على الرغم انه نقيضه .. يعلم ان هناك مايخفيه ولا يبوح به ..
رجل لا يستسلم ابدا .. ولو اهلكته الخسائر و اتعبته الظنون واصبحت جنون ...
ناصر بهدوء : كان الله في عونك ... رغم اني مااعرف ايش مشكلتك ؟ لكن واضح انكم في ازمه ؟
ابتسم مطلق يخفف حده التوتر التي سادت في الاجواء : اكيد ازمه الاقتصاد العالميه ...
ضحك ناصر ..وقال : يا رجال هونها تهون ...
كمل ناصر بإبتسامه كبيره : الا ماقلت لك اني نويت اتزوج ؟
مطلق ...اتسعت ابتسامته وقال : على البركه ان شاء الله .. كيف فكرت رغم انن مستبعد الفكره من اساس ؟
ناصر بحزن :الوحده يا مطلق ..
تفهم مطلق حزن صاحبه و تأمل كوبه بفراغ ... صعب ان الواحد يعيش في وحده مع نفسه .. طول حياته ..
وكمل بضحكه خارج من قوقعه حزنه كالمعتاد : وسندريللا
تأفف مطلق وقال : انا نفسي اعرف .. وشفيك على سندريللا هذي ..بتحكي حكايتها انت ؟
غمز له ناصر و قال : كل شيء في وقته حلو .



*****************************


اتعرف ما الحزن الكبير الذي نخفيه بملامح جامده و تخبرنا عقولنا انه لاشيء او حتى لا يعني لك
عندما ترى دمعه ألم و تقاسيم تعاسه و زهد مشاعر و انتقاص حياة ..و لا تفعل شيء حيال ذلك
بل لا تستطيع حتى المحاولة .



رثاء جسد متهالك و ضياع أرواح طائره في عالم موحد بألوان رماديه ..
لا تشاؤم في هذا فهي حقيقه لا تنسى او تبهت ملامحها ..
حقيقه ان تنظر إلى وجه الامان و تخاف منه ..و تدعي بأنك لا تخاف و انت ترتعد في نهايه الامر
حقيقه ان تصارع الحياة من أجل ان تنير هويتك في عالم خفي لا يعترف بمصطلحات وهميه صنعها هو ..
مالك أو عليك لا يتوجب قوله ..
يغمرك الصمت في حاله عدم تصديق .. ألمتها الحقيقه التي اعلنتها والدتها بكل عذاب ..
مر شريط حياتها ... امام عينيها هي امها وابيها و اخيها ... وحياتها التي حلمت ان تعيشها ..
الحب والانانيه ..لايجتمعان ..
الحب و الخيانه .. لا تلتقيان
الحب و التضحيه ..لم يتعارفان في حياة والدتها .. على الاقل ليس منها .. و عندما عرفت معناها
كانت هي الضحيه نتاج اعمالها .. وكانت هي واخيها الاضحيه التي قدمت من اجل نذور فاسده عديمه الفائده ..
الاسى والقسوه لاتنشىء الصحيح النادر ... و ما يولد فاسدا يموت كذلك ..
لم تلم والدتها .. الحب اعمى كما يقال ..
نشأت تحت كنف اخ عاجز .. تصب فيه الحب والحنان وهي في امس الحاجه اليها ..
غارقه في الحرمان .. ولاتعرف لغه للامان ..
وعندما .. وجدته ...تمسكت به بأسنانها ويديها.. وخانت نفسها التقيه .. و انهارت القيم ..
بكت معها ...حتى انهار جسر تواصلها مع ذلك الصبر ..
بكت .. كيف باعت كل شيء .. بإحساس ..كان بإمكانها ان نعيش فيه جميعاً..
لم يكن حب ذاك الذي اوصد ابواب الحياه في وجه الجميع ..
لكن في النهايه ... عذرتها ..ماضيها لم يكن ليرحمها لولا لم تجد مثل والدها ..يحبها ويرعاها ..
ويهبها قلبه الكبير ... وان اخطئ في حق والديه ..
و من حق جديها ان يصدوا عنها ... دعت من قلبها ان يهب الجميع رحمه لانفسهم وغفران لذنوبهم
و يجمع بين عائلتها في خير دائما ..
اتصلت على مطلق ... و طول طريقها الصمت والحزن والخيبه كان عنوانها...
علمت ان البحث عن الماضي والنبش فيه ..ليس من مصلحتها ... مجرد تفكيرها بهذه الطريقه
جعل قلبها يحمل الكثير من الامتنان والعرفان لجديها ..لإخفائهم مثل هذا الامر عنها ..
رمت بنظره مستفهمه لمطلق وارتاعت ان تكون مثل والدتها .. .. لا فالامر يختلف هو لايحبني
هو لايريدني .. لكن انتي ؟ ااحببته حقا ام هو مجرد مشاعر مراهقه.. اتفكيرك فيه شغل شاغل فقط
اشوقك له مجرد ملهاه ...
اتكذبين على نفسك ؟ عندما يخفق قلبك حتى التوقف عندما ترينه ماذا يعني ؟
عندما تنظرين الى الفراغ و تتخيلينه ماذا يعني ؟
عندما تهتفين بإسمه لنفسك ؟ بماذا يفسر
عندما ..تبتسمين لمجرد انه ابتسم ولو كانت ليست لك ؟ ماذا يعني ؟
هل كل شيء عادي ...
هزت راسها ... وقالت بصوت مسموع : لا لا ..
انتبه مطلق لها .. : ليلى ..
طالعته وعيونها مليانه دموع لكن حمدت ربها انه مايشوفها : خير
سألها : وشفيك ..تعبانه ؟
: لا مافيني شيء ..
الم يلحظ عليها ..تلك الغمامه التي اخفت ابتسامتها المشرقه ...
متوتره و متعجله وكأنها لاتطيق ان تخرج من ذلك البيت الخرب ...
تبدو غريبه .. وليست على حالها ...
وقف السياره وخرجوا ...كانت تمشي بتمهل خلفه .. وبدون ماتحس خبطت في شيء قدامها ..
فارتدت للخلف ..مسكها من كتوفها وقال : لا ..انتي مو طبيعيه وشفيك ؟
تملصت من يديه بسرعه و قالت : تعبانه ..راسي مصدع .
تركته بسرعه تخفي دموعها .. وصعدت جناحها ... رمت بعباتها .. ودخلت الحمام ...
و بكت ..بكت كل شيء مضى ... بكت امها وبكت ابوها ... وبكت حالها ..
بكت ..حتى حست انها بالفعل مصدعه ...
غسلت وجهها ..اكثر من مره و طلعت .. شافته واقف قدامها ... ارخت نظراتها .. و مشت ناحيه خزانتها
تدور على شيء وهمي ..
سألها : ليلى ... بتقولين وشفيك .. كل هذا البكا علشان صداع ..؟
ليلى ببرود : ايه صداع ..
انقفل الباب فجأه وقابلت وجهه الغاضب : طالعيني وانا اكلمك ..
رفعت نظراتها وقالت برجاء : اسفه يامطلق ...لكن بالفعل انا مصدعه ..
زفر بقله حيله و خرج ... اخذت لها بيجاما ليموني قطعتين .. بنطلون و بلوزه بدون اكمام
دخلت فراشها .. لكن ماجاها نوم ... كل كلمات امها تمر قدامها ..وتسمعها بإذنيها
نحيبها و دموعها .. وشقهاتها المعذبه ..
غطت راسها بالمخده ... وقامت بإنزعاج .. مسكت جوالها .. الساعه 12 وماراح يجيها نوم
خرجت ..يبدو ان مطلق من تعبه اليوم ...نام ... يعني ما اقدر افتح التلفزيون ..
كان باب حجرته مفتوح ... وهو نايم على الكنبه ...بدون لحاف واضح من شكله تعبان ..و بدون مايقفل الستائر
والانوار الجايه من الخارج مزعجه ...دخلت بهدوء وقفلت الستائر .. و قربت باللحاف منه ..
تأملته على ضوء الابجوره جنبه شكله مسالم في نومه .. .. كانت بتخرج بمثل الهدوء .. لكن يده كانت اسرع منها
سحبها ناحيته ... قالت بذعر : مطلق هذي انا ليلى ..
رمش بعيونه واعتدل في جلسته وقال : ليلى .. ويش جابك هنا .؟ تحتاجين شيء ؟ ..كم الساعه الحين ؟
ليلى بخجل : مافي شيء يامطلق ... لاحظت انك ماقفلت النور ,... دخلت علشان اقفله ؟ نام لسى بدري ..
مسح وجهه وقال وهو يطالعها : وانتي كيف صداعك ؟
: لا ..الحمدلله خف .. اخذت بندول ..نام والله ماعندي سالفه .. اسفه ازعجتك ..
وقفت بعجله ... لكن فجأت استدارت لها وقالت : مطلق ..بسألك سؤال ؟
تيقظ مطلق لها وقال بتجاوب : اسألي ..
تشاغلت بأظافرها : ممكن السؤال ماهو وقته لكن لو عرفت ان في شخص قريب منك سبب في هدم حياتك ؟ بتسامحه
مسك يدها وجلسها غصب وقال بتفهم : على حسب .. اذا كان يقصد او لا ..
هتفت : اكيد مايقصد انه يخرب حياته ..وحياه اللي يحبهم
ابتسم وقال : اذا ..العفو عند المقدره ...
تجهمت تعابيرها .. وقالت بحزن : ليش نعتقد ان في الماضي شيء يسر ... المفروض الماضي يبقى ماضي ... وما ندور فيه
يعني يموت مع الاموات ... و يدفن معهم تحت التراب ..
تفاجئ من كلامها .. لمس يدها البارده .. و قبض عليه براحته : ويش في خاطرك ويحزنك يا بنت احمد ؟
شهقت و و تعالت انفاسها و انهمر دمعها ..وقالت بصوت باكي : احمد .. هو اللي يحزني يا مطلق ...
رفعت عيونها الباكيه وكملت :
ابوي .. اشتقت له ... فقدته يامطلق... اليوم حسيت بفقده ... حسيت ان النار في قلبي وكأنهم يقولون ابوك للتو مات ..
راعته دموعها فاقترب منها يحاول يواسيها .. ضمها لصدره وهي تشهق بالبكاء ..
ارتجف جسدها من هول احساسها فزاد من ضمها وقال بصوت عميق هادئ : ترحمي عليه ... وادعي له ..
تعلقت فيه وقالت بانهيار : لا تتركني يامطلق ..
مسح على راسها بلطف.. وقبل جبينها بحنان : وعد مني مااترك ابد ....
و كررها على اسماعها اكثر من مره ... يوعد نفسه هو قبل ان يوعدها ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...

***************************


تلك المساحه الصغيره لم تعتدها في سريرها المريح ... وتلك القيود تمنعها من الحركه ..
فتحت عيونها ...ليصطدم رمشها بذقنه ... ملاصقه له ..ويديه وقدميه تحيط بها .. لا ليست كذلك بل
مقيدها وكأنها اسيره ...حراره جسده تدفئها .. تحركت لتبحث عن الخلاص .. وكأنها شعر بها و اوثق قيوده حولها..
ابتسمت ..وتذكرت الليله الماضيه والمشاعر العاصفه التي مرت بها ... و الراحه التي وجدتها في احضانه ..
وتساءلت كيف اتسعت لهم ..الكنبه .. رغم صغر حجمها ؟ كانت بتضحك على طريقه نومهم لكنها تماسكت ..
رغم اللوم على نفسها انها ضيقت عليه .. إلا انها في نفس اللحظه حست بالسعاده وكأن الوضع عاجبها ...
تأملت وجهه.... لاقرب التفاصيل دقه .. ذقنه محتاج لحلاقه ... تأملت الشعر النابت و لامسته بنعومه .. ابتسم و كأنه شعر بها
لكنه لم يفعل .. ابتسمت بمتعه وهي ترى تلك الصبغه الطفوليه النادره على ملامح رجل شديد القوى ...
واغلقت عينيها وغاصت في حضنه .. متجاوزه كل الحدود ..مستمتعه بنفس اللحظه .. لا هموم او الالام تتوعدها ...

انزعج من المنبه المتواصل ... امتدت يده اليسرى و قفل الجهاز بعشوائيه .. .. و رجع للنوم يضم ليلاه ..بين يديه
متنعماً بالهدوء والراحه التي سرت بين عروقه .. سحب نفساً عميقاً ..من شذى الورود و ابتسم و كأنه يتخيل نفسه
في حديقه ربيعيه زاهيه.... بدى عقله اكثر نشاطاً .. تذكر الليله الماضيه .. وليلى ... ليلى .... ليلى
فتح عيونه على اتساعه ...ورفع يده اليسرى ...بينما الاخرى تتوسدها براحه... فمها مفتوح بنصف انفراجه .. و انفاسها
تلهب صدره .. .. كانت تضم يديها و كأنها صغيره ... و جسمها مزموم بين قدميه .... قبل رأس انفها وابتسم بشغف ..
وهو على شفير السقوط ..ابتسم على شكله رغم الالم من تصلب عضلاته ... قدر يرفع راسها برفق ..
و ينسل بصعوبه ..مسد ذراعه المتصلبه و حرك نفسه بمرونه .. غطاها باللحاف ..
وخرج ... اخذ له حمام دافئ ينعشه تفكيره و جسمه المتعب ...
تذكر تفاصيل الليله الماضيه .. و انهيارها بين يديه ... كان يأمل انه قدر يحتوي احزانها و يريحها ولو قليل من الهموم
تحت قطرات الماء .. و افكاره تعبث بمشاعره ... كان يشعر بها طيله الليل وان اغفله النوم عن اللحظات التي ضاعت منه..
كانت جزء منه ..ووجدت مكانها الطبيعي في احضانه وبين يديه ... عقد العزم على المتابعه .. و ابتسم لافكاره التي اخذت مسارا
اخر ...


كانت الاجواء في الاسفل هادئه ..تخللتها اصوات الصحون من المطبخ ... وحديث غير متواصل من طرف ام مطلق ..
ابتسمت بشجاعه رغم انها تشعر بالخجل... و مما لا تعلم ..فهي ليست اول مره تنام مع مطلق في نفس المكان ؟
كانت تحاول ان تبدو عاديه .. حتى وهي تغسل اسنانها ..رفعت حاجبها لنفسها تستنكر الاحاسيس التي تنتابها ..
كانت ليله امس مدمره لمشاعرها ..حست بالخجل انها تحط عينها بعينه و ان كان الامر جدا عادي لغيرها ..
لكنها محرجه .. مهما يكن فالامور بينهم لم تأخذ منحى طبيعياً ككل الازواج ..
اول مادخلت ..سلمت عليهم وصبحت على ام مطلق .. و تجاهلت النظر الى ذاك ..رغما عنها ...
بدى وسيما .. في ثوبه الابيض الذي تناقض مع سمرته .. و شماغه الذي جعله ينضح بالرجوله والاتزان ..
فوجهها المصطبغ بالاحمرار قد انبأه بمدى حياءها تلك اللحظه ..
ام مطلق : عسى ماشر يايمه ؟ اليوم شمسك عاليه ؟ لايكون فيك شي ؟
رفعت نظرها لمطلق مباشره الذي ابتسم لنفسه ابتسامه صغيره وهو يقرا الصحيفه
وضاعت في الرد لكنها قدرت تدور لها حجه وقالت: الحمدلله يا خاله مافيني شيء .. لكن البارحه طولت في السهر ..
ام مطلق : براحتك يايمه .. لكن السهر مو زين عليك .. كفايه سمر و اريام ...
صبت لنفسها حليب .. و اكلت بهدوء ...
ناظر ساعته وقام بسرعه ..باس راس والدته و قال بمحبه : انا رايح يمه .. تبين شيء ؟
ام مطلق : الله يوفقك ويرزقك ويسهل عليك يايمه ... ويبعد عنك عيال الحرام ... تسلم راسك يايمه .. مانحتاج شيء
مطلق : الله يخليك يا الغاليه .
ابتسمت ليلى وهي توقف .. وليش وقفت ماتدري ... طالعها وابتسم .. و معه ابتسمت والدته
و بحثت عن شيء وهمي مفقود حولها لتترك المجال لهما ..
ضبط شماغه و ميداليه مفتاحه تتدلي من يده .. : تحتاجين شيء ..؟
هزت راسها بلا .. كان بيقول لها اكثر من توصيه ... لكن خاف لا ليس خوف انما خجل ...
انه يزلزل الصوره الثابته والمعروفه عنه ... سيضحك بينه وبين نفسه انه عرف اخيرا شعور الخجل ..وهو الرجل
الجرئ المتعالي ..لا يشعر الا بمجرد كبرياء ...زائف يناقض دفعات قلبه المتواليه .. وتحريض مشاعره ..
هز راسه بإيجاب وترك المكان .. حست بفضاء شاسع وكأنه كان يشغله ..
جلست مكانها ..لكنها لاحظت جواله على الطاوله ابتسمت وكأنها حازت على جائزه للتو ..
اسرعت خطواتها ... وهي تبتسم و قلبها يدق تدريجيا و كأن اللقاء من بعد فراق دام طويلا ...
لكنها تجمدت مكانها و اختفت الابتسامه لتحل محلها وجوم و صدمه غريبه ... وقلبها عاد ضجرا في دقاته
تستغرب نارا وقودها شخص واحد تمقته بل جزمت انها تمقتها الان حتى النخاع ..
كانت فاتن بلثمتها والتي لا تخفي شيء وعباتها الفراشه المزركشه
و مطلق الذي يدراي نظراته بعيدا عنها وان حاول فلابد ان يستقر عليها ..
قد وقفوا قباله بعض في موقف صريح و مزعج ..



بكل الود القاكم
كبرياء الج ــرح

 
 

 

عرض البوم صور كبرياء الج ــرح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية