لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-11, 08:23 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خيل اليها انها شعرت بذراعه قبل ان تعانقها، فحاولت يائسة ان تحافظ على تقلص جسمها، لكن التوقع شوش ذهنها وشحذ تجاوبها فى الوقت نفسه، فتسربت قوتها وكأنها مصممة على بعثرة بقايا مقاومتها حين شدها اليه وعيناه تطعنانها فيما اغمضت هى عينيها هربا من قسوته.
ومع ان الغريزة اهابت بها الا تقاومه فقد رفض جسمها البقاء جامدا بين ذراعيه، وارتفع يداها تحاولان دفعه عنها فلم تصلا الى ابعد من صدره حيث بدد ملمس عضلاته القوية كل صمود وتعقل. احست شيئا يتفجر فيها كما الزجاج المتحطم ويجعلها تلف ذراعها حول عنقه فتلمسان المفرق بين الشعر والجلد فى اسفل رأسه .
اخيرا ابتعد عنها قليلا ليتأمل وجهها العابق وهو يزيح الخصلا ت المتناثرة على جبينها ، فاحست سو بما تملكه يده من خبره فى منعطفات الحب، واحستها فى ذلك الخط الرفيع الفاصل بين الشبان الاغرار الذين تعرفهم وبين هذا الرجل الذى يعرف ماذا يفعل. كان قلبها يخفق بتزامن مع نبضات عروقها، حين رفعت اهدابها الكثيفة وحدقت اليه مذهولة لقد اثارت ذراعاه نوعا من السحر المجنون كما الطيران على ظهر شهب لامع ، وفجأة ودت لو يستمر . فقالت هامسة :- أرجوك...
لكنه تراجع قليلا وقال :- بماذا تطالبين يا انسة فريزر بتكرار الفعل ام اطلاق سراحك؟
صوته دل على تهكم خفى وعيناه العميقتان تقولان عكس ذلك. وبرغم ذلك اجفلها سؤاله وجعلها تعود الى رشدها وتكتم الاعتراف بانها لاترغب الا فى البقاء بين يديه. لكنها قالت وهى تحاول التملص منه:- كنت اطالبك باطلاق سراحى ! على كل اذا كان عناقى قد امتعك فاعتبر ذلك ثمنا للوقت الذى صرفته فى الاستماع الى حديثى السخيف .
- مهلا يا آنسة البلاهة والجليد! ان اللواتى يستمتعن بعناقى قلما يستطعن بعد العناق ان يلقين محاضرة طويلة كهذه . يبدو انى بدأت افقد مهارتى !
- أنت وحش !
لم يسعفها ذهنها باكثر من هاتين الكلمتين، فجاء انتقامها ضعيفا عديم التأثير اذ استمر ميريك يتأمل محياها لغاضب وشفتيها المرتجفتين بأقصى درجات الارتياح، ثم قال :- لا داعى لن تشكى فى تجاوباتك العاطفية من اليوم فصاعدا، وقد يأتى يوم تعترفين فيه بفضلى بالرغم من تعليقاتك المهينة
- انت تثير الكراهية !
تملكها الحنق والشعور بالذل فهو تسلى بسذاجتها وارضى غروره بتجاوبها حاولت جاهدة الافلات منه وآلمتها نبضات عرق فى اسفل عنقها كان ميريك يراقبه باستغراق وكأنه فى زمن ومكان اخرين . ثم افلتها بغته فكادت تسقط ارضا. استدار بسرعة الى الابريق الساخن وشرع يسكب الماء فى الفنجانين .
وضعهما على صينيه مع وعاء سكر وقال لها :-افتحى الباب عنى يا شاطرة ، وهيا نشرب القهوة فى هدوء.
حدجها بنظرة ثاقبة فأحست دموعا مفاجئة تلسع جفنيها . فتحت الباب كما طلب ، وسبقته الى غرفة الجلوس قبل ان يلحظ دموعها .
عادت الى مقعدها قبالة الموقد ولم تع وجوده الا حين اجفلها هتاف مكتوم جعلها تستدير فى مقعدها مستطلعة. انتابها الفزع حين وجدته يركز عينيه على الرسالة التى كانت تكتبها الى تيم. تذكرت كلماتها واحدة واحدة فقلقت وتمنت لو انها خبأتها بشكل ما . الان فات الاوان قرأت فى وجهه الشك والازدراء حين تناول الصفحة .
- ومن يكون تيم ؟.
سأل وهو ينظر بطرف عينه الى وجهها المضطرب الصامت .
فتمنت لو تهرب او تنشق الارض وتبتلعها . كان يقف كقاض جبار، يشتت ذهنها وهى فى اشد الحاجة اليه وفى الاخير غمغمت قائلة :- مجرد صديق .
فرد فى جفاف متناه وهو يتفحصها كما النسر:- مجرد صديق ... لماذا تكتبين بهذه الطريقة وكأنك ربلحت جائزة مالية كبرى؟.
فأجابت متلعثمة :- لاأدرى ... كيف توصلت ... الى هذا الاستنتاج .
فهمت سو قصده تماما لكنها خشيت الاعتراف له بذلك وهو على تلك الحالة من الغضب. لم تكن تقصد كتابة تلك العبارة وكانت على وشك تمزيق الصفحة . فانطلق صوته قائلا :- يؤسفنى ان لا اصدق كلامك ليس بعد ان لمست تجاوبك بين ذراعى فالتى تتجاوب هكذا لا تخلو حياتها من الصداقات الحبية!
- ليس الامر كما تظن .
- انا لست مغفلا ولا غبيا. ما هى خطوتك التالية ؟ اهى استدعاء عزيزك تيم ليعاين ارض الميعاد؟ ليتعرف الى ارثك العظيم ؟.
- كيف تجرؤ على هذا القول! انك مخطئ تماما فى افتراضاتك الرهيبة! كل ما فى الامر ان تيم كان صديقا رؤوفا بعد وقوع الحادثة .
- من السهل على مطلق رجل ان يكون رؤوفا وهو بين ذراعيك يا سو.
- انت لا تحتمل وتتعدى صلاحياتك !.
يأسها الشديد جعلها تقذف هذه الكلمات بجرأة وتضيف مرفوعة الرأس ثائرة :- لم يطب لى عناقك كما تعتقد وقوتك الوحشية هى التى اضطرتنى للاستسلام .
سمعته يضحك فى غموض. فشعرت للمرة الثانية بأنها اثارته للحظة عابرة . قال :- افضل الا اتهمك ببعض الكذب يا سو وفى مرة مقبلة سأعمل على امتاعك .
- انى اكرهك احيانا !.
- لا تهدرى عواطفك بهذا الشكل.
قال هذا وهو ينظر بتجهم الى وجهها الملتهب، لكنه اضاف بصوت متزن وكأنه ات من مكان سحيق :- ليتك تنتظرين لتتأكدى من مساحة الاملاك قبل ان تفرغى جعبتك كنت انوى دعوتك للقيام غدا بجولة على الاراضى اذا شئت .
- وهل لدى خيار اخر ؟.
يمكنك الرفض اذا استطعت اعطاء عذر مناسب لجون الذى يصر على وجوب هذه الجولة. انا لا احب ان ارغم احدا على رفقتى لكن البرارى كثيرة وغير امنة لتجوالك فيها بمفردك اضافة الى انك لا تعرفين حدود الاراضى.
- لقد اهملت هذا الامر طويلا تيم ماسون كان يعرف على الاقل كيف يعاملنى ــ كسيدة .
- الفضل لاتزانك.
ثم نظر الى الرسالة واضاف بصوت ساخر:- لكن تيم استفاد على ما يبدو من صداقتكما البريئة. انما اخبرينى، الا تتعبين ابدا من معاملته لك كسيدة ؟.
- ربما كنت تعتمد اسلوبا اخر فى جنوب افريقيا قد لا يعجب كل الفتيات .
كان صدرها مفعما بالخيبة والمرارة فتاقت الى ذكرى كارلوت بالاضافة الى شكوكها الخفية لكنها لم تجرؤ . تبخر غضبها فجأة فأشاحت عنه متعبة خائرة . ثم اضافت باختصار وبكل ما تملك من كرامة :- اعتقد انه من الافضل لنا ان نرجع الى البيت.
فهز كتفيه العريضتين وخلت عيناه من السخرية ومن الغضب. طوى الرسالة بعناية وناولها اياها، ثم اطفأ المدفأة وقال وهو يستعجلها فى الخروج :-اذا خطر لك ان تبعثى رسالة ثانية الى لندن ، فاكتبى الى محاميك بدلا من تيم واطلبى اليه ان يدرس موضوع الشقة.
تأجلت الجولة المزمعة فى غلينرودن بسبب الطقس. فخلال الايام القليلة التى تلت لقاءها العاصف بميريك هطلت الامطار فى تواصل ولف الضباب التلال. بدا الشتاء مستعجلا فى الحلول والخريف فى بدايته، لكن جون طمأنها بأن ايام الصحو اتية ولا ريب فما بين تشرين وتشرين صيف ثان تبعا للمثل .
- كل هذا هو جزء من طبيعة اسكتلندا .
علق قائلا وهما يجلسان فى احدى الامسيات فى غرفة الجلوس يراقبان المطر يجلد زجاج النافذة. كانت الريح تسانده ، فترنح اغصان غابة الصنوبر العتيقة القائمة على حافة الحديقة . كانت تجرف كل ما امامها وتبعثر باكورة الاوراق المتساقطة على مروج الحديقة وتطرحها قطعا رائعة من الذهب .
- اتقصد الطقس ؟.
سألت سو وهى تدير بصرها من النافذه وتتأمل بتكاسل الحطب المشتعل فى الموقد. كان جون فى صحة جيدة هذا اليوم برغم العاصفة فى الخارج وقد قضيا معظمه منشغلين فى الكتاب وحيث اكملا مسودة فصل كامل عن تاريخ ثكنات روثغن التى شهدت المرحلة الاخيرة للثورة اليعقوبية. وحيث تجمع متمردون من اتباع الملك تشارلز ادوارد بعد معركة كاللودن ليتلقوا بعد ذلك الاوامر المؤلمة بالانفضاض. كانت طباعة سو على الالة الكاتبة تتحسن يوميا كذلك استيعابها لتفاصيل تلك الثورة، مما سر والدها وجعله يعترف بأنه شك مرة فى قدرته على انجاز فصل واحد من الكتاب.
الان وبعدما ارتاحت احست سو بالانتعاش فقررت الخروج للتنزة واكدت لجون انها لن تذهب بعيدا حين رأته ينظر بقلق الى انسكاب المطر داعبت اذنى الكلب بروس وقالت :- بروس اصبح كسولا مثلى ولذا سآخذه معى.
سأصحب كلب ميريك ايضا فهو على الارجح لم يفعل اليوم شيئا اقصد الكلب سوى الجلوس فى سيارة اللاندروفر واشك انه فعل .
لاحظ جون شحوب وجهها فأومأ موافقا وقال :- حسنا اذهبى الان فالطقس يصحو احيانا فى هذا الوقت. ستجدين ركس فى غرفة المكتب مع ميريك الذى يراجع بعض الحسابات .
قفزت سو على قدميها وحاولت اخفاء لهفتها وهى تخرج مهرولة لكنها لم تستطع كبح خطواتها الراقصة . لم تر ميريك الا لمامل منذ لقائهما فى الكوخ وبالرغم مما جرى بينهما لم تتوقف عن التفكير فيه من المستغرب ان يعيشا فى بيت واحد ولا تراه الا نادرا . كان يتعشى عادة خارج البيت ويتزود بساندوتش للغداء اما الافطار فكان يتناوله باكرا جدا وقبل ان تنهض هى من النوم .لذا وجدت نفسها احيانا تتوق الى حلول الشتاء وسهراته الدافئة المكنونة حيث سيضطر ميريك لالتزام البيت .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-07-11, 09:47 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقفت عند الباب تنادى بروس وتقول لجون باسمة :-لقد انصرفت السيدة لينوكس لكنى سأعود باكرا لاهئ العشاء واذا احتجت الى شئ فميريك قريب منك.
دخلت المطبخ وهى تدندن لحنا طروبا وتناولت معطفها الواقى من احدى الخزائن ، ثم حشرت شعرها الاشقر تحت قبعة مماثلة . هرولت تقطع البهو الواسع، وطرقت باب غرفة المكتب بسرعة ثم فتحته.
ارتدت على عقبيها منجفلة واحست النفس يتوقف موجعا فى حلقها كارلوت كانت ايضا هناك بين ذراعى ميريك! تجمدت ورعشت صحيح ان الضمة كانت بسيطة لكنه كان يبتسم لها برقة ، وبدا وجهها قريرا ومتألقا . ولاحظت سو بغضب ان ميريك لم يبد اى انفعال حين رفع رأسه وراها واقفة على العتبة . اجتاحها عداء شديد تجاههما وبذلت جهدا كبيرا لتظل فى مكانها تنظر اليهما باسمة ، لتخفى عنهما اضطرام مشاعرها الرهيب .
تجاهلت القاء التحية على كارلوت ولما طال الصمت قالت تبرر تطفلها بأرتباك :- كنت سأخرج مع بروس للتنزه ففكرت ان اخذ ركس كذلك .
لم يتحرك ميريك أو يتكلم سوى انه رفع حاجبيه متساءلا ورمقها متلذذا بعينيه البارقتين .
اما كارلوت فتألق محياها بتشف وهى تتأمل ارتباك سو ثم غمغمت :- لا تدعينى اؤخرك. لقد خطفت رجلى لأرى ميريك . خذى الكلب انه هناك .
لم يظهر على ميريك انه انتبه لنبرة كارلوت الوقحة والناعمة فى آن اذ لم يطرف له جفن . تنهد بأسف وهو يبعد ذراعيه عن الفتاة وقال لها وليس لسو:- ربما حزرت الانسة فريزر بأنى توقفت عن عملى فجاءت لتتأكد انها تكب منذ الصباح على آلتها الكاتبة وتحث الجميع على الكد المتواصل .
تجاهلت تعليقه الساخر ونادت بحدة على ركس، ثم بادلته ابتسامته الجافة بنظرة جوفاء واجابت فى برود :- اعتذر ان كنت قطعت عليكما شيئا . الى اللقاء.
لم تأبه لواجبات الضيافة التى تقضى عليها بأن تعرض على كارلوت فنجانا من الشاى على الاقل. لم تكن لديها اقل رغبة فى استضافة الفتاة وتحمل لسانها اللاذع، فضلا عن ان ميريك سيقوم بالواجب بالاضافة الى اشياء اخرى. وقبل ان تغلق الباب لمحت فنجانين فارغين مما أكد لها ان قلقها الضيافى لم يكن فى محله.
اضطرم قلبها بغضب غريب وهى تخرج من البيت راكضة وكأن عددا من العفاريت يلاحقها. لكن حين ابطأت فى السير على الدرب العشبى المؤدى الى الغابة اضطرت للاعتراف بأنها كانت سخيفة بعض الشئ. فمن الواضح ان ميريك على علاقة ما بالفتاة لكن من الواضح كذلك ان عواطفه تخصه هو وحده .
حاولت ان تجمع شتاتها وتراقب سلامة الكلبين وهما يوغلان بين الاشجار. من الصعب عليها فى هذه الغابة البدائية ان تنكر حقيقة انجذابها الى ميريك فيندلى بل هى على وشك الوقوع فى حبه وستقع كليا عما قريب فيا لتعاستها وحظها السئ!
كان المطر يلسع وجهها والريح تهاجم ثيابها فلم تبال لأن عاصفة الطبيعة وجدت صداها فى عاصفة قلبها احست عواطفها تنفلت من عقالها وتجرى فى كيانها ، فاجتاحتها رغبة وحشية فى العودة ركضا واتهامة بالخيانة. رغبة سخيفة بل اسخف من افكارها السابقة. انها تزداد تعاسة ،ولهذه التعاسة اسم اخر . هو الغيرة القوية المحضة .
ضاقت ذرعا بنفسها ، فتوقفت تستند الى شجرة . وتتوق الى قدر من رباطة الجأش. حمدا لله على ان لا احد هنا يشهد ضياعها. عناق ميريك لها ما كان الا نوعا من العقاب لانها حطت من مقامه كمدير اعمال . لا تدرى لماذا ثارت حساسيته تجاه امر بسيط كهذا . لقد راقبت الامور طوال هذا الوقت وادركت فى النهاية استحالة سير الاعمال من دون وجوده . ابوها مجرد صورة ، وهى تستبعد ان يكون لها هى اى تدخل فعلى فى قضايا غلينرودن. لكنها يجب ان تصر يوما على معرفة مركز ميريك بالتحديد وأن ترفض البقاء على الهامش بسبب اجوبة جون المراوغة .
وعادت تتمنى لو انها عرفت اباها منذ الطفولة لانا لن تستصعب فى هذه الحالة ان تلح على المعرفة وتتوقع الصراحة فى معظم القضايا، وتعتمد جزئيا على الحدس الذى توجده سنوات العشرة الطويلة . وما يؤلمها اكثر شعورها فى معطم الاحيان بأنها غريبة وفاقدة تماما للدفء والراحة اللذين تزودهما علاقة اعمق. ليس امامها الا حل عاقل واحد هو الرحيل وقبل ان تنهوس كليا بغلينرودن وسكانها . لكن هذا الحل اقرت بقناعة كاملة ، كان ايضا طريق الهلاك !
لدى عودتها استغربت ان تجد كارلوت جالسة فى السيارة تنتظر قدومها. لقد تأخرت فى الرجوع . وهدرت الوقت فى محاولة فاشلة للتخلص من اضطرابها . كان المطر قد انقطع تقريبا ، كما تكهن جون ، فسارت متمهلة فى الغابة المظللة الجافة . الشمس اطلت خفيفة من بين الغيوم الكثيفة ، ولمست اشعتها رؤوس الجبال بلون وردى واخر اصفر ، فأحدثت شبكة براقة كما الفسيفساء ظهرت من بين اغصان الصنوبر .
كان فى هدوء الغابة جمال خاص احبته سو وكرهت ان تتركه . لقد حدثها جون مرارا عن الغابات وعن تمازجها بحياة برية خاصة بها ، لكن سو لم تر اثرا للطيور والحيوانات التى وصفها لها . ربما لم تعرف اين تبحث عنها ولعل الجرأة تواتيها، فتطلب الى ميريك ان يريها اياها، فى يوم ما .
وصلت مبللة الثياب فلم ترحب بمرأى كارلوت الجالسة فى السيارة لكنها ابتسمت لها فى ادب وقالت :-لقد سرقنى الوقت ويجب ان اسارع فى تهيئة العشاء.
وقبل ان تلجم لسانها سمعت نفسها تضيف ولتعوض ربما عن تقصيرها السابق فى الضيافة :-هل تبقين لتناول العشاء معنا؟ سيكون الطعام بسيطا لكن اهلا بك ومرحبا.
ابتسمت كارلوت بدورها وكالعادة لم تصل الابتسامة عينيها وقالت:- لا داعى لازعاجك لان ميريك دعانى الى تناول العشاء فى بيرث سيمر على بعد ساعة لذا لست وحدك المستعجلة .
احست سو بوجهها يتصلب فجأة فكارلوت ما انتظرتها الا لتزف اليها هذا الخبر ! كان يجب ان تعلم ان الانتظار لم يكن مجرد بادرة محبة . هزت كتفيها واجابت :- لن أؤخرك اذن عن موعدك. على اى حال ان ميريك قلما يتعشى هنا .
وللمرة الثانية التمعت الشماته فى عينى كارلوت وبدا ان سبب انتظارها كان ذا شقين اذ فاجأت سو بقولها :- انا وميريك صديقان قديمان ولطالما تعشينا معا. لا اعرف مركزه بالضبط بالنسبة الى جون والى غلينرودن ، لكن بما انى سأرث كل شئ فى يوم ما فلن اناقشه الان فى سير الامور.
حدقت اليها سو فى جمود وقد احست بالبديهة ان تصريح كارلوت كان نوعا من التحدى اذ شعرت ان الوقت حان لتطلع سو على مكانتها الحقيقية بالنسبة الى الارث، ولتحذرها فى الوقت نفسه من مغبة الوقوف فى طريقها لكنها كانت تحاول ايضا ان تستكشف مدى اطلاع سو على اوضاع الاملاك الحقيقية .
هذه الفتاة لا تتوانى عن اى شئ لتحصل على المعلومات التى تريد ولا يهمها اى اسلوب ملتو تلجأ اليه لتحقيق مأربها. اجابتها سو فى برود :- الذى اعلمه يا كارلوت ان ميريك فيندلى هو مدير الاعمال فحسب وليس فى الامر اى لغز لذلك اذا كنت تسعين الى زوج ثرى فنصيحتى ان تبحثى عنه فى مكان اخر .
ساد صمت ثقيل حين تراجعت سو خطوة الى الوراء ووقفت تنتظر بجمود وتهذيب رحيل كارلوت . جعر محرك السيارة وحين اغلقت كارلوت الباب وانزلت زجاج النافذة كانت لديها عبارة اخيرة قالتها بثقة كاملة لولا التورد البسيط فى خديها:- اليك همسة صغيرة يا انسة فريزر انا ما احببت ابدا من يقف فى طريقى تذكرى هذا جيدا والا كنت الخاسرة !
الرسالة التى انتظرت سو مجيئها من لندن وصلت صباح اليوم التالى وبأسرع مما توقعت . قرأت مضمونها بسرعة وكانت على وشك الانتهاء من فطورها حين اطل ميريك ودخل المطبخ .
شملت نظرته الرسالة ووجها المفكر فقال:- ارجو ان تكون الاخبار جيدة ؟.
رفعت وجهها اليه وقد استغربت مجيئة فى هذا الوقت .لاحظت خطوط ارهاق حول فمه وتعبا خفيفا فى عينيه . لاشك انه سهر طويلا ليلة أمس!
اجابته:- الرسالة من المحامى وليس فيها ما يزعج.
انتظر بحاجبين متسائلين فأضافت بعد تردد:-انه لا يجد اية صعوبة فى تأجير الشقة مجددا لأن هذا النوع من الشقق مطلوب بكثرة لكنه يرتأى ان اعود الى لندن كى اشرف بنفسى على بيع بعض الاغراض الخاصة كلها لن تساوى كثيرا اقصد على صعيد الاشياء المستعملة اذ لم نكن نملك تحف . لكن هناك ملابسى وكتبى واشياء اخرى مختلفة على ان افرزها بنفسى.
- هذا طبيعى.
تقبل شرحها المشوش بايمأة مختصرة وسكب لنفسه فنجانا من القهوة الجاهزة على النار وقال:- انا تلقيت رسائل من لندن هذا الصباح وفيها ما يضطرنى للذهاب الى هناك. قد تكون فكرة جيدة ان تسافرى معى بعد يومين ان شئت .
نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 17-07-11, 03:48 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6 - أرجوك . . . أرجوك
الطائرة التى أقلتهما من مطار تورنهاوس، بدت مليئة برجال الاعمال والسياح الاثرياء. لجأت سو بسرعة الى مقعدها، ليس بدافع التعب، بل لانها لم تأت مع ميريك بمفردها ، اذ كانت معهما كارلوت . لقد مرا عليها فى بيرث بالسيارة وها هى تجلس امامها مع ميريك وشعرها الاسود يلامس كتفه .
فى الواقع لم يكن ميريك المسؤول المباشر عن مجئ كارلوت وهذه الحقيقة شكلت ذرة التعزية الوحيدة التى استطاعت سو ان تجنيها من حصاد الوضع الفاشل ... كارلوت جاءت أمس تزورهم فتحدث جون عفويا عن رحلة سو المقررة ، وذكر ان ميريك سيذهب ايضا. وهنا تصنعت كارلوت الحاضرة البديهة دائما، البهجة وقالت انها فرصة مثالية لتزور أمها القاطنة فى كنت ولتستمتع بمرافقتهما.
استغربت سو ان تعلم بوجود أم كارلوت على قيد الحياة ثم تذكرت ان الفتاة أتت على ذكرها حين التقتها وميريك لأول مرة فى ادنبره، حيث كانت ستذهب برفقة ميريك لزيارتها. لكن سو تساءلت لماذا لا تعيش مع أمها ولما طرحت السؤال على جون وكانت كارلوت خرجت تبحث عن ميريك أجابها فى اختصار:- أمها تزوجت ثانية ولكن كارلوت لسبب او لاخر لم تنسجم مع زوج أمها فانفصلت عنهما فى السكن. هى وأمها تتزاوران بالطبع وعلاقتهما تقف عند هذا الحد. ربما كان ذلك أفضل للطرفين لان كارلوت تحب السيطرة .
وقالت سو لنفسها، وهى تربط حزام المقعد تلبية لتعليمات المضيفة ، من الواضح ان لكارلوت عذرا شرعيا لرحلتها. واحتراما للحقيقة لا يجب ان تسميه عذرا بل مبررا فالفتاة تزور أمها كثيرا وبمفردها وربما أحبت هذه المرة ان تسافر معهما لتستأنس برفقتهما.
كل هذا التعقل من جانب سو لم يمنعها من التطلع فى حسرة صوب ميريك لدى اقلاع الطائرة . كانت لاول مرة تسافر جوا وبالرغم ان ميريك لا يعرف هذا، فقد ودت لو انه جلس الى جانبها. كان جارها سائحا يبدو عليه التعب ونصف نائم تقريبا، مما دل على اعتياده السفر جوا. أغمضت عينيها بشئ من الخوف حين ارتفعت الطائرة الضخمة فى الفضاء، وحاولت تركيز أفكارها على شئ اخر .
لما اقترح ميريك ان تسافر معه وكان ذلك فى المطبخ قبل أربعة أيام لم تقتنع فى سهولة ، وما تزال حتى الا ن تشك فى صوابية قبولها. فتحت عينيها بسرعة وحدقت الى رأسه وكتفيه، تتذكر نقاشهما وكيف حاول اقناعها بمرافقته ... قال آنذاك مؤكدا:-يقضى العقل ان نسافر معا . فقد تحتاجين الى مساعدة ما وصديقك تيم ماسون قد لا يكون موجودا أو يكون مشغولا .
فوجدت نفسها تعارض بحرارة وبدون ان تقصد:- يجب ان تعلم تيم ...
- يعلم ماذا ؟.
- بأنى سأتخلى عن الشقة فهو كان يطل عليها فى غيابى .
- هذا يعنى انه يحمل مفتاحا لها .
- ليس الامر كما تظن ! لم أجد احدا سواه يعتنى بالشقة .
- هذا ما تقولينه لى باستمرار يا حبيبتى سو وأخشى انك بدأت تستهلكين طاقتى على التصديق .
أمس مساء سمعته يقول لكارلوت حبيبتى . اليس هناك حدود لغروره ؟ أجابته حينها بجمود :- فكر بالطريقة التى تريد اذ يبدو انك تبنى أسوأ الظنون على مطلق شئ أفعله .
فحدق اليها للحظة بدت طويلة متوترة ثم تخلص من مزاحه الاسود لاويا شفتيه بسخرية وبما يشبه الابتسامة وقال :- اعتبرى ظنونى غيره اذا كان هذا يريحك يا سو وهناك أخريات كان يسعدهن جدا اعتقادهن بأنى أغار عليهن .
- انت تغار ؟.
رفعت حاجبيها لتصبغ عبارتها باحتقار شفاف ، فقست نظرته البراقة بما يشبه التهديد .
وفجأة تحولت ابتسامته الجافة الى ضحك ، وقال فى مرح ساخر لم يحاول اخفاءه:- عندما افكر فى ضربك أجدنى فى الوقت نفسه ارغب فى شئ آخر ! لنعد الى حديثنا السابق كى نأمن السلامة .
وفيما كان قلبها يتخبط بين جنبيها، راح يتحدث فى راحة حول الطيران الى لندن فى ظرف يومين، قائلا ان الرحلة من ادنبره تستغرق ساعة فقط ولم يقل شيئا عن التكلفة! لم تكن لديها أيه فكرة عن المبلغ الذى ستدفعه وعندما سألته ذلك لتجس نبضه ، قال :- لا يقلقنك موضوع التكاليف فريع غلينرودن سيتكفل بها. لقد عملت بجد فلى الاسابيع الاخيرة واعتبرى مصاريف الرحلة دفعة من راتبك .
تقلصت يداها بغضب فى حضنها كم يحب ميريك ان يسيطر بعنف على مشاعرها الاخرين ! تعليقاته القليلة المبهمة أفهمتها بوضوح انه على علم بوضعها المادى الشحيح. ودت وقتها ان ترفض عرضه بجواب ثائر وقح الا ان شيئا مجهولا كبحها فانقضت اللحظة التى كان يمكن ان تسجل رفضها ، واكتفت باعتراض اخر خرج من شفتيها ضعيفا :- هل يصح ان نترك ابى معا وهو مريض الى هذا الحد ؟.
- الى هذا الحد؟.
ثم اضاف :- اجل انه انسان مريض لكنه قد يستمر هكذا لسنوات طويلة حالته ليست خطيرة فصحته تتحسن ما بين نوبة وأخرى، وأعتقد اننا نستطيع تركه ليومين فى رعاية السيدة لينوكس، فهى سبق واعتنت به من قبل وهناك عمال كثيرون سيساعدنها اذا احتاجت الى اية مساعدة .
ومع ذلك لم تستطع طرد مخاوفها ، وفى الوقت نفسه لم تقدر ان تقاوم فكرة السفر معه السبب الحقيقى لذهابه بدا لها غامضا ، وداخلها شك حاولت طرده ، بانه قرر الذهاب ليؤمن عودتها بنفسه. من جهة أخرى قد يكون جون هو الذى طلب اليه مرافقتها. وبغض النظر عن السبب، كانت وقتها فى حالة نفسية سيئة جعلتها تتعلق بحبال هوائية .
كانت الطائرة مريحة ودافئة وقد سرها هذا لان معطفها كان رقيقا جدا بالنسبة الى برد اسكتلندا الخريفى. ستأتى بثيابها الشتوية من الشقة وستكتفى بها، برغم خروجها عن الموضة، لبينما تشتغل فتتمكن من شراء ثياب جديدة. بعد الاقلاع بدأت تستمتع بالرحلة فهذه أول سفرة جوية تقوم بها ، واثارة التجربة تحت أبصارها يبهر الانفاس، وقد بدا من هذه الزاوية مختلفا تماما . وبرغم انها فشلت فى تحديد معالم كثيرة الا ان المشاهدات استحوذت عليها واشغلتها عن التفكير فى الشخصين الجالسين أمامها .
وصلو بسرعة الى غاتويك بعد ثلاثة ساعات وقليل من مغادرتهم غلينرودن وهذا يعنى ان الرحلة من ادنبره استغرقت ساعة فقط. كان الوقت صباحا ولم تكن تشعر بأقل تعب وفى خلال وقت قصير أوصلها ميريك الى شقتها فى كنغستون .
طلب الى سائق التاكسى ان ينتظر ورافقها الى البوابة . دعته الى الدخول فرفض لكنه بقى فى مكانه ينتظر وهى تنكش فى حقيبتها بحثا عن المفتاح سألها وعيناه تركضان على وجهها الشاحب :- هل ستكون فى خير ؟.
- طبعا!
أجابته ونظرها يتجه بلا تعمد الى حيث كانت كارلوت تنتظر فى التاكسى. لاجدوى من الاعتراف له بأن هواجس كثيرة تحيط بها من جراء عودتها الى هنا . فخلال غيابها عن لندن ، لم يكن صعبا عليها ان تنسى موت امها المأساوى اما الان ، فالذكرى عادت تلاحقها وتجعلها تتردد فى دخول الشقة. لكن كيف يمكنها ان تشرح له كل هذا وبخاصه ان وجود كارلوت معهما لا يتيح له التأخر فضلا عن أن ايجادها للكلمات المناسبة قد يكون مستحيلا .
كذلك شعرت فجأة انه غريب عنها . فلأول مرة منذ عرفته، كان استبدل تنورته ببدلة كحلية بدا فيها جذابا جدا ولكن بطريقة اخرى مختلفة وحيث تغيير الزى أضفى عليه اناقة عصرية محيرة . اجل كان واضحا انه رجل عالم بأحوال الناس والحياة ودونما حاجة لان يؤكد شعره الانيق ووجهه الحليق هذه الحقيقة .
قطب قليلا وهى تقف تنتظر ذهابه ، وقال :- لا تنسى انك ستنزلين الليلة فى الفندق الذى زودتك باسمة وعنوانه . قد أتعشى فى مكان اخر لكننى سأمر بعد ذلك على الفندق لاتأكد من وصولك .
أومأت سو بصمت وتابعته بنظرها وهو يرحل فى التاكسى وعلى شفتيها ابتسامة ثابتة كانت متأكدة من انه سيمضى السهرة مع كارلوت مع انها لم تقل له هذا كذلك لم تظهر كارلوت استعجالها للذهاب الى كنت . حيث تقطن امها! انتابها يأس شديد وهى تغلق باب الشقة خلفها .
خلال الساعة التالية حاولت بقنوط ان تستعيد مشاعرها القديمة تجاه الشقة لكنها بدت غريبة عنها فأحست بالعجز عن ربط نفسها بهذا المكان الذى قضت فيه قسما كبيرا من حياتها . لقد تجولت بلا هدف من غرفة الى اخرى ولم تقدر ان تتعرف فى اى منها الى الحقيقة . لدى دخولها اعتراها الخوف لكنه زال فى سرعة وزال معه كل شعور بالوحشة لغياب امها. كذلك فى غلينرودن تضاءل حزنها سريعا وعزت ذلك الى تغيير الجو والمكان . أجل كادت تنساها تماما وكأنها لم تعش معها ابدا . وكالعادة أخذت سو تبحث عن نقص فى تصرفاتها وخلقها قد يبرز قساوة قلبها الواضحة .
كفت فى الاخير عن تحليل ردود فعلها وباشرت مهمتها. كانت الغرف صغيرة لكن بعد ان تفحصت الاثاث وجدته مريحا وذا نوعية ممتازة . كل ذلك كان بفضل النفقة الشهرية التى كان ابوها يرسلها بانتظام وكرم. أحست بمرارة وتمنت لو انها وعت من قبل هذه الحقيقة ، كذلك احست بخسارة بيع الاثاث بسعر بسيط. جمعت أغراضها الخاصة ووضبتها فى حقائب، ثم قررت ان تخابر تيم وتسأله اذا كان يرغب فى قطعة معينة منالاثاث لتهديه اياها، ولتشكره ايضا على كل مواقفه الطيبة ازاءها .
لكنها تذكرت فجأة ان التليفون والكهرباء كانا قد قطعا فى اثناء غيابها، وفضلت ان ترجئ مخابرته لحين موعد الغداء بدل ان تذهب الان الى الكشك فى نهاية الشارع .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 17-07-11, 05:19 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ابتهج تيم لدى سماعه صوتها وأصر فورا على عودتها الى الغداء وحالما جلسا متقابلين قال لها معاتبا :-كان يجب ان تعلمينى بأنك اتية . كنت انتظر يوميا ان أطلع على تفاصيل مغامرتك العظيمة وفجأة أجدك هنا! منذ مدة وأنا احاول الحصول على اجازة اضافية . كان من الممكن ان اذهب انا من طريق وتأتين انت من طريق اخرى . فلا نرى بعضنا !.
لقد اتى بها الى المطعم ذاته الذى تناولا فيه الغداء فى ذلك اليوم الحار قبل ان تقابل محامى امها . انذاك طلب اليها الزواج فرفضت، او بالاحرى حاولت ان تتذكر بصدق موجع انها ما طلت فى الجواب لانها لم تتحمس للفكرة. من الغريب ان تنسى حادثة مهمة كهذه. اما فى هذه اللحظة . فتشعر فقط بالقلق لانه حاول اللحاق بها الى غلينرودن ولذا اجابته قائلة :- لا احبذ ذهابك الى هناك ليس الان على الاقل .
انشغل بطلب الطعام، لكن نظرتها السريعة اليه اخبرتها ان جوابها مس احساسه. لا داعى لان تغوص فى اعماقه كى تقرأ وجهه ككتاب . أجابها وهو يزم شفتيه:- ذهابى أعتقد ضروريا لادرس الامور بنفسى. فالرجل الثرى المريض بالقلب يحتاج الى معاملة دقيقة ، وبالتالى يجب ان يكون الى جوارك شخص يرعى مصالحك .
- لم اقل ابدا انه رجل ثرى يا تيم .
بدأت تقول ردا على عبارته الموحية بميولة المادية لكنها استدركت قائلة :- اقصد .. ربما هو ميسور الى حد الثراء لكنى لا أعرف ايه تفاصيل عن مدى ثرائه .
- انى على حق اذن ! لقد خدعوك بسهولة يا عزيزتى سو . ذلك المدير الذى تتحدثين عنه ، يبدو من النوع الجدير بالمراقبة فى ضوء الظروف التى وصفتها .
- لكنى لم أصف أى شئ يا تيم ! انك تؤلف هذا بنفسك. اطلعتك فقط على الوقائع العارية . ابى رجل مريض وأنا لم أحاول التجسس.
- اذن كان يجب ان تفعلى يا حبيبتى حفاظا على مصالحك. انا ابغى افادتك من خلال خبرتى . لقد اعتدت القراءة ما بين السطور حتى اصبحت جزءا من مهنتى .
- ارجوك .
- تقولين انك ستخلين الشقة وستتركين لندن نهائيا فما عساى افكر أو أفعل ؟.
تأملته فى أسى وأجابت :- قبل ذهابى الى اسكتلندا قلت بنفسك انى قد أجد قريبا مسنا فى حاجة الى الرعاية والاهتمام، وقد صدق كلامك. لكن ابى اصيب بالمرض قبل وصولى بزمن طويل، واعتقد انه فى حاجة كبيرة الى وجودى . انا عازمة على البقاء معه مادام يريدنى هو ان ابقى .
لقد احببت غلينرودن على الرغم منى اما مسألة اخلاء الشقة فالواقعية تفرض على ذلك ، واخلاؤها لا يعنى انى لن اعود الى لندن فى يوم ما .
- استبعد جدا ان تعودى . فهذا المدير ...
فقاطعته بحدة :- ليتك تتوقف عن مهاجمته ! انه يقوم بعمل رائع ولا اعتقد انه يطمع فى املاك ابى . وفى الواقع جاء معى اليوم الى هنا .
- يا ألهى !.
أزاح طبقه وكأنه فقد شهيته فى الطعام واضاف :- أترين انى صادق فى اتهامى ؟ من الواضح انه لا يحتمل ابتعادك عن بصره وربما يعتقد انه سيستولى عليك مع الاملاك عندما يموت الرجل العجوز.
حملقت فيه وكأنه صفعها ثم قالت فى برود:- لايحق لك أن تقول أشياء كهذه . لك ان تفكر فيها اذا شئت انما أرجوك ان تحتفظ بهذه الاراء لنفسك . لقد فسرت لك الوضع بكامله ، واذا كان صعبا عليك ان تتقبله ...
فهز كتفيه وقال :- اعرف ذلك تماما واعرف انى أضيع فرصى بغبائى .
احس بالندم فانحنى صوبها عبر الطاولة اخذا يدها فى يده، وقال بنظرة تتوسل الغفران :- ما فكرت الا فى مصلحتك يا سو فأنت لا تجهلين حبى لك منذ زمن طويل .
خبر جديد بالنسبة اليها الا انها لم تقل شيئا . صحيح انه عرض عليها الزواج لكنها عزت السبب جزئيا الى رغبته فى ان يسكن شقة مريحة، ولطالما ابدى اعجابة ببيتها الجذاب، وربما كان منجذبا ايضا الى زوجة ذات دخل خاص وأهلية ثقافية تتيح لها عملا ذا راتب جيد. اضافة الى ذلك الم يلمح له رئيسه مرارا بأن الزوجة المناسبة تزود الرجل بالثبات المطلوب لترقيته فى عمله ؟
ومرة اخرى شعرت بالخوف حين قال بنعومة :- ا ذا كنت سترثين املاكا جبلية او اى نوع اخر من الاملاك ستحتاجين الى شخص يرعى مصالحك وهذا المدير ...
- ميريك فيندلى لا يهتم بى شخصيا اذا كان هذا مقصدك.
- أتتوقعين منى ان اصدق ذلك ؟.
- لم نأت بمفردنا. جاءت معنا فتاة يعزها ميريك كثيرا .
- أوه . فهمت .
تراخت اعصابه المشدودة ولاحت على شفتيه ابتسامة ذات مغزى وقال :- هذا أفضل فأنت تعرفين مغبة تقارب كهذا يتطلب يقظة شديدة وما كنت ابدا فتاة مجربة فى هذه الامور .
قطع كلامه ونظر الى ساعته وقال :- الوقت داهمنى يا سو يجب ان أذهب فورا. سأمر عليك مساء لنتعشى فى مكان ما . من المؤسف انك لم تعلمينى بعودتك . لقد أحرجت موقفى بالنسبة الى ضيق وقتى.
تجاهلت تأنيبه وقالت:- لابأس يا تيم ,لاتنس انك وعدت بالقاء نظرة على الاثاث.
- سأفعل احب فى الواقع ان اسكن مكانك فى الشقة لانها أكثر راحة من شقتى لكن عقدك لا يسمح لك بتأجيرها بالبدل نفسه، وكمستأجر جديد اخشى ان يطلب المالك بدلا مرتفعا لا اقوى عليه فى الوقت الحاضر .
ذهن تيم يفكر دائريا قالت سو لنفسها وهو يخرج من المطعم انه يحور ويدور ويرجع للتركيز على نفسه. على كل يبقى صديقا تعرفه ، ولاول مرة شعرت بأنها وحيدة فى لندن، وودت لو انهما قضياالعصر معا لكن ما يزال لديها عمل كثير... لقد حزمت معظم الاشياء التى قررت الاحتفاظ بها. وميريك سيرتب مسألة نقلها فى القطار لكن هناك بعض الاغراض الصغيرة كالكتب والاوانى العتيقة التى لن يشتريها احد. ربماتأخذها للرجل العجوز فى كوين ستريت كى يتصرف بها مادام يملك حانوتا لبيع وشراء الاغراض المستعملة . خابرته فوافق على شرائها ووعد ان يذهب بعد ساعة لتسلم الاغراض . شكرته وتابعت سيرها الى الشقة من الضرورى ان تفرغها اليوم لتسلم المفتاح غدا الى المحامى وقد يغطى سعر الاثاث أجرته .
عند احدى الزوايا توقفت مبهورة امام متجر صغير كان يعرض قميص نوم من الشيفون مع روب مماثل لونهما وردى رائع . حدقت اليهما مأخوذة وتخيلتهما ينسجمان فى جمال مع شعرها الاشقر وعينيها الرماديتين. انها لا تملك ثياب نوم كثيرة ، فعدا قميص من النايلون ارتدته طوال الصيف كانت ترتدى عادة بيجامة صبيانية تبتاعها امها رخيصة فى مواسم التصفيات. كان يريح سو ان ترتديها لكن هذا القميص فى الواجهة من نوع خاص ليس عرائسيا تماما انما حلو جدا .
دخلت المتجر تسأل عن سعره وتفاجأت بارتفاعه. سارعت البائعة وانزلته من الواجهه وقالت لسو بحماسة :- انه جميل حقا يا سيدتى انظرى التخريم الفضى الدقيق حول الخصر لقد صنع خصيصا لفتاة جميلة القوام مثلك.
حساباتها أوحت اليها بعدم الشراء لكن ملمس القماش الناعم جعلها توافق على ابتياعه... بعد ان تدفع ثمنه يبقى لديها مبلغ يكفى فقط لشراء سروال.
تناولت الرزمة من البائعة وهرولت خارجة قبل ات تغريها نفسها على شراء شئ اخر. قد لا يكون قميص النوم واقعيا بالنسبة الى الشتاء الاسكتلندى، الا انها فى هذه اللحظة الفرحة لم تأبه لشئ على الاطلاق .
احست بالتعب قبل ان يمر عليها تيم بساعات. عادت واياه الى الفندق وتركته يشرب قهوة فى قاعة الجلوس وصعدت لتستحم وتبدل ثيابها. وعندما اقترح ان يتناولا العشاء فى مطعم الفندق الفخم وافقت فى سرور، لكن دعوته فى ما بعد الى السهرة ازعجتها انما نظرة الخيبة فى عينيه اضطرتها للقبول .
رجعا بعد منتصف الليل، وبرغم تعبها الشديد لم يؤسفها التأخر فالنادى الليلى كان مفعما بالحيوية والمرح مما ازال الكثير من تواتراتها السابقة فضلا عن ان تيم كان رفيقا مبهجا ذكرها بتصرفاته الدمثة القديمة. وحين ودعها خارج الفندق شعرت نحوه بتعاطف لم تشعره طوال ذلك النهار.
كان فى صباح الغد سيذهب مع رئيسه الى ديفون فى مهمة تتعلق بتخمين الضرائب ولذا لن تراه ثانية قبل ان تغادر لندن قال لها وهو يودعها :- لا تنسى ان تكتبى لى وتخابرينى والا قلقت عليك يا سو .
تنهدت بما يشبه الارتياح وصعدت الى غرفتها بعدما اخذت مفتاحها من موظف الاستقبال. وما ان اغلقت على نفسها الباب حتى شعرت بالارهاق يرنحها ولم تشته الا النوم الفورى . كان لابد من الاغتسال فاستحمت بسرعة وانعشها الماء الدافئ قليلا فارتدت قميص نومها الجديد.
صعدت اخيرا الى الفراش ولم تكد تلقى رأسها على الوسادة حتى طرق الباب. خفق قلبها بقلق وانتظرت قليلا لكن الطرقات عادت فنهضت مستاءة، وسارت متعثرة دون ان تشعل النور .
فتحت الباب بعنف وفوجئت برؤية ميريك واقفا فى الممر . لقد تعمدت طوال النهار ان لا تفكر فيه ونجحت. حتى عندما تهجم عليه تيم رفضت ان تركز عليه اكثر من الدقيقة التى استغرقتها لتدافع عنه. تذكرت الان انه وعد بالمرور على الفندق ليتأكد من وجودها هناك وقد نسيت ذلك لسوء الحظ.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 17-07-11, 06:50 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت فى اندهاش قبل ان يتكلم :- اذا انتظرت قليلا سأضئ النور وارتدى روبى .
فرد متهكما :- اختارى الذى يعجبك. لن يضيرنى الانتظاربضع دقائق بعد الوقت الطويل الذى صرفته اذرع ارض هذا الطابق والطابقين الاعليين هذا ان لم اذكر اهتراء حذائى .
كان يرتكز الى مقبض الباب باسترخاء وعفوية لكن صوته كان مزينا بالتهكم . القت عليه نظره واحدة ثم هربت ,راحت اصابعها تبحث عن زر الكهرباء. وبيدها الاخرى التقطت روبها من على السرير. اضاء مصباح السرير الغرفة بنور خافت وكاف فى الوقت نفسه. احست فجأة بشفافية الروب الوردى، فحضنت كتفيها وصدرها بذراعيها واستدارت صوب الباب لترى ميريك يدلف يدلف منه قائلا :- دخلت لامنعك من المبادرة الى تمشيط شعرك او الى اى شئ اخر تفعله النساء حين يواجهن رجلا لم يتوقعن قدومه . واضاف مغمغما :- حتى لو كان رجلا ينفرن منه .
اثارها غروره كما فى كل مرة سابقة واجابت غاضبة :- لم افعل اكثر من الضرورى كما ترى .
- الذى اراه يعجبنى ويسرنى لان انتظارى لم يذهب عبثا .
- هل جئت قبلا الى هنا؟.
- لا تقولى انك نسيت ؟.
- قلت انك ستتأكد من وجودى هنا .
- وهذا ما كنت افعله طوال الساعة الماضية. لم يخطر لى انك ستتأخرين الى هذا الحد .
- قضيت السهرة مع تيم ماسون .
- هذا ما حسبته تماما كذلك خطر لى ان لك اصدقاء اخرين ولا ريب وتساءلت عما اذا كنت اعلمتهم بقدومك ؟.
حاولت استيعاب عبارته وتحليلها فاتسعت حدقتاها وهمست من حلق متقلص:-ما كان فى وسعى ان افعل هذا ولم افكر باقامة حفلة .
هز كتفيه وابتعد قليلا عنها فيما راح ظله يتراقص على الجدار ودت متأخرة لو انها اضاءت نور السقف لان ضوء المصباح الخافت كان حميما اكثر من اللزوم. راقبته مرتبكه وهو يستدير فى هدوء ويواجهها. رفعت رأسها تتهيأ لهجومه فضحك وقال :- اذن ركزت على رجل واحد على تيم موظف الضرائب! فما رأى حضرته بقضية الشقة ؟ هل وافقك على اخلائها يا ترى ؟.
كان فى ذقنه غمازة محفورة فى عمق تحت شفتيه فحدقت اليها سو كى تهرب من سخرية عينيه المشتعلتين. اخذت نفسا طويلا وحاولت ان تبادلة ذلاقته الهازئة نفسها وهى تقول :- قد تنبت لى مشكلة ضرائبية فاستعين به وهو على فكرة خدوم جدا . ثانيا انه لا يحبذ كثيرا فكرة رحيلى الا انه لم يعارضها. هل تقنعك هذه الاجوبة ؟.
ليس تماما لكن بما انى لا اعرف صديقك شخصيا فلا اعرف كذلك كيف يشغل عقله .
اذا كان بالفعل لا يعرف تيم شخصيا فكيف درى انه يعمل فى مصلحة الضرائب الداخلية ؟ لاجدوى من سؤاله لانها ستتلقى جوابا مراوغا على الارجح. ثم ان رجلا كميريك فيندلى يهمه جدا كل شئ من شأنه ان يمسه ولو بطريق غير مباشر ولا ريب ان فترة وجودها فى غلينرودن زودته بعذر كى يراقبها فى شمول ودقة .
اجابته مغمغة ودونما اكتراث:- اذا كنت قد حذفت ايه معلومة ضرورية فانا اكيدة من انك ستعوض هذا النقص .
ودونما اكتراث ايضا القى يديه على كتفيها ليؤكد وجهة نظرة حين قال :- من الافضل ان تقررى نهائيا ان الرجل اشباه تيم ماسون لا وزن لهم فى المجتمع. ليس بما يتعلق بك بالذات... يجب ان تودعيه غدا وتبدأى حياة جديدة . ان قطع علاقتك به نهائيا هو طريقك الوحيد .
اجتاحها ضعف مروع حين لامست يداه كتفيها وتململت قلقة وهى تحاول طرد مشاعرها والتركيز على كلامه . غلينرودن مهمة جدا بالنسبة الى ميريك وقد يفعل اى شئ من اجل حمايتها. انه يرعى تلك الاملاك كطفل صغير ويخشى عليها من النسيم العابر لكن الا يرى انه يؤذى الاخرين بهذا التصرف؟ هتفت والنار تسرى فيها وتقلص عضلاتها :- لا يمكنك ان تحكم على كل شئ تبعا لقواعد ثابتة بل يجب ان تتيح المجال للعنصر الانسانى .
- العنصر المتمثل فيك ؟.
- هناك معزة مشتركة بينى وبين تيم ولا يسعنى ان اكون عديمة الرأفة مثلك .
فقال بنظرة هازئة وحذرة :- لا تبدين لى كفتاة يطير بها الحب عاليا لكن قد تسعدين اكثر اذا ثبت قدميك على الارض .\
التحمت نظراتهما بغضب واجابت :- لا شأن لك بحياتى العاطفية يا ميريك فيندلى !.
- اتعتقدين ذلك حقا ؟ انى اذكر مناسبة معينة بدوت فيها منسجمة عاطفيا بين ذراعى . اخبرينى هل تقولين لتيم ارجوك بعد ان يعانقك ؟.
انتاب كليهما توتر براق كهرب الهواء فى ما بينهما فاطلقت نفسا مسموعا عبر شفتيها الورديتين المنفرجتين ثم قالت فى شبه هذيان :- انى متعبة وفى حاجة الى النوم .
فأضاءت وجهه ابتسامه متألقة وقال متأملا قوامها الرائع:- هل اعتبر ذلك دعوة لى ؟.
كانت اصابعه تحرقان كتفيها من خلال القميص الرقيق فيلتهب دمها بحمى لم تعرفها ابدا من قبل ارجفتها صدمة الاكتشاف فلجأت الى الكلمات لتضبط ارتجافها:-لماذا تجد لذة فى تحوير معانى كلماتى؟ لا ادرى سبب مجيئك الليلة لكنى واثقة من انك لم تأت بسبب انجذابك الى.
- انك لساحرة يا انسه فريزر فلا تستهينى بما لديك من مفاتن ولا بقدرتك على الاستمتاع بمباهج الحياة الحسية . لاتقولى ان تيم لم يعانقك مودعا ؟.
فى الواقع حاول تيم ذلك لكنها لم تكن فى وارد العناق. هذا على الاقل ما قالته لنفسها وهى تبعده عنها متذرعة بالتعب. وبالطبع لن تعترف لميريك بذلك ! ساءها ان يسأل فلاذت بالصمت الىان تحركت يداه على ذراعيها فعادت المشاعر السابقة تنسيها كل شئ.
قرأ افكارها وقال :- اذن تشعرين بالحرمان ربما تودين ان اعوض انا عن تقصيره؟.
شد ذراعيه حولها الى درجة الايلام ثم طبع على جبينها قبلة خاطفة وقاسية وكأنه يعاقبها على اعتراضاتها السابقة وافلتها وهو يقول بصوت متوتر :- هذا يثبت وجهة نظرى بانك لست قطعة ثلج كما تتظاهرين.
ابتعد عنها فجلست متهاوية على حافة السرير . كل ما يزعمه ليس صحيحا وحتى لو كان فيه شئ من الصحة فلا يحق له ان يفرض اراءه بهذه الطريقة .
تحول تضرج وجهها الى شحوب وخفق قلبها وهى تحدق اليه حاولت جاهدة ان تجمع شتات ذهنها الذى تاه منها فى تلك اللحظات المجنونة بين ذراعيه. وسمعته يقول هامسا :- لو انك تعقلت وعدت باكرا لما حصل شئ من هذا .
- اذن انا الملومة ؟.
- اسمعى يا سو لست مستعدا للدخول فى جدل لاحدد المسؤول عما حدث. وهنا ابتسم قليلا واضاف:- قد نضع اللوم على الشخص الذى باعك هذا اللباس الليلى المغرى .
افقدها كلامه انضباطها فقالت كاذبة :- اتعتقد انى ابتعته خصيصا ؟ لقد غسلته عدة مرات لغاية الان .
تألق وجهه بتلذذ وقال وهو يتقدم نحوها فجأة :- انك تكذبين الا اذا كان لدينا بطاقات اسعار قابلة للغسيل !
وبسرعة مد يده وافتلع بطاقة صغيرة من بين كشكش الياقة ليريها اياها .
انحشر الهواء فى حلقها ففقدت صوتها . لكنه لم يعطها فرصة للجواب وتناسى الحادثة بهزة كتف قصيرة قبل ان يضيف:- اضطررت لرؤيتك هذه الليلة يا سو لانى سأنشغل غدا بموعد مهم وسأذهب الى المطار فور انتهاء الاجتماع. لقد رتبت كل شئ هنا . وغدا بعد الظهر سيمر عليك سائق التاكسى ليأخذك الى المطار . لم اعرف كيف سارت امورك وخشيت ان تكونى صادفت بعض المشاكل فجئت لاطمئن الى احوالك .
سار الى الباب وادار مقبضه وهو ينظر اليها تمنت لو يمضى بسرعة متجاهلة مشاعرها الجياشة التى كانت تتمنى بقاءه بدورها . تمالكت نفسها فى صعوبة وقالت :- فى الصباح لدى موعد مع محامى والدتى وحيث سأوقع بعض الاوراق سأسلمه مفتاح الشقة وسيتهم بأمر الاخلاء وغيره لقد حزمت اغراضى الخاصة كما اشرت على ...
وغاب صوتها اذ لم تجد شيئا اخر تقوله.
حسنا غدا نلتقى فى المطار اذن ... يؤسفنى ان يضيق وقتى بهذا الشكل وربما فى رحلة اخرى نرى بعضنا اكثر .
ارتعشت حين اختفى بسرعة وظلت لدقيقة تحدق الى الباب المغلق... لو ان ما راته كان حلما فاستيقاظها كان فجائيا قاسيا لا قبل لها باحتماله. قفزت واقفة فتهاوى شعرها على وجنتيها. سارعت الى حقيبة ثيابها والقت بمحتوياتها على الارض، ثم نزعت القميص والروب باصابع مرتجفة وارتدت بيجامتها القديمة. كانت قصيرة قليلا وصيبيانية لكنها شعرت فيها بالعودة الى شخصيتها المتزنة السابقة .
اندست بين الاغطية وهى تحس تعاسه غريبة . غدا صباحا تضع قميص النوم فى سلة المهملات او تقدمه هدية الى عاملة الفندق ذات الابتسامة الحلوة. لن تأسف كثيرا على ضياع ثمنه ولن تقلق على مصيره فقط لا تريد ان تراه مرة اخرى !
نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية