لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-11, 07:18 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- فراشة معتقلة فى دبوس
فى الصباح التالى استيقظت على سريرها العريض المظلل، وسمحت لنفسها بعشر دقائق من الترف تقضيها مستلقية تفكر. تعب الليلة الماضية زاولها، واتسعت عيناها وهى تنظر حولها الى الغرفة الواسعة الجيدة الاثاث وتكاد تقرص جلدها لتصدق اسطورة وجودها هنا.
غرفة نومها كانتحقا كغرف القرون الوسطى، أو هكذا بدل لها لاعتيادها على الشقق العصرية وخزائنها الداخلية البراقة . الاثاث حولها لايبدو انه قد تغير منذ مئة سنة! خزائن ضخمة غامقة، طاولة زينة واسعة ذات مقابض نحاسية ومغسلة يدين ايضا، قوامها أبريق وطشت من الخزف. كلها كانت تحيط بالسجادة المربعة الباهتة التى نسجت لتدوم طويلا، ربما لمئة سنة اخرى على الاقل ! انها لم تر أثاثا كهذا من قبل عدا فى البيوت الريفية الاثرية التى كانت تزورها احيانا وحتما لم تتصور مطلقا ان تمكث فى احدها ولو لبضع ليال .
تساءلت بفضول عن شكل سائر الغرف التى لم تر منها سوى المطبخ ليلة أمس... فقبل ان يغادروا الكوخ وفيما كان جون يجمع بعض حوائجه، اتصل ميريك بالبيت الكبير هاتفيا ولما وصلوه كانت السيدة لينوكس قد هيأت العشاء ثم صعدت لتهيئ غرفة سو التى تناولت الطعام بمفردها على طاولة المطبخ.
أبوها استأذنها فى الذهاب فورا الى فراشه بعدما شكا من ألم كاحله المبرح، أما ميريك فيندلى فقد اختفى معه ولم يرجع الا بعدما غادرت سو المطبخ لتبحث عن السيدة لينوكس. كان التعب يرنحها فوقفت خارج باب المطبخ لا تعرف فى أى اتجاه تسير. ولم تكد تسمعشخصا يعبر الردهة حتى وجدته واقفا قربها .
رمقها انذاك متفحصا وقال فى سلاسة : غرفة جون الى جانب الردهة. الباب الثالث الى اليمين. أتودين رؤيته قبل ان تصعدى؟.
- نعم ، بالطبع . أجابته متلعثمة ونظرته الفولاذية تعيقها عن النظر اليه بامتلاء. فعلى الرغم من كل ما قيل، شعرت بأنها ما تزال غريبة . صحيح انها وجدت والدا، لكنها لم تشعر بعد بعاطفة قوية نحوه ، لذا غمرتها خشية غامضة من فكرة الذهاب اليه.
- ليس الامر سهلا، اليس كذلك يا آنسة سوزان ؟.
نطق الكلمات بخشونة فازداد شعورها بالارتباك . وردت عليه حينها بغضب قائلة :- وكيف له ان يكون سهلا؟ لو كنت مطلعا على الحقائق لاستطعت ربما ان تفهم موقفى .
- لقد شرح لى جون امورا كثيرة حين رافقته الى غرفته. لم تكن صعبة الادراك، لكنك بدأت تكتشفين ان الحقائق والعواطف شيئان مختلفان اليس كذلك ؟.
- ربما انت على حق .
- لو كنت مكانك لنظرت الى الوضع نظرة طفل ربيب يقابل لاول مرة اباه بالحضانة، فلعل ذلك يخفف ارتباكك.
- ولكن مع الاباء بالحضانة لايكون هناك ... روابط دم .
- روابط الدم ليست دائما مهمة كما يحلو لنا ان نعتقد. روابط العشرة الاكثر أهمية فى معظم الاحيان، وهى ماتزال مفقودة بينك وبين أبيك وقد تظل مفقودة الى الابد .
وقتها ابتعدت عنه متعثرة دونما تعليق وكرهته قليلا بسبب قسوته وعجزت فى الوقت نفسه عن نفى الصحة فى كلامه. لقد نجح ربما فى تبديد شئ من حيرتها الذهنية لكن ذلك لم يخفف نفورها منه .
- الق عليه تحية المساء بالنيابة عنى من فضلك . قالت له وهى تستدير راكضة على السلم .
لم تتذكر تماما كيف آوت الى فراشها . تذكرت فقط ان السيدة لينوكس نزعت عنها ثيابها بيدين خبيرتين، وبسرعة وجدت نفسها فى السرير. ايضا تذكرت كلامها حين تأملت وجهها المتعب وقالت باسمة:- غدا تعرين بالتحسن يا عزيزتى كنت ممرضة وأعرف هذه الامور . السيد فريزر اطلعنى على النبأ السار ، وسررت كثيرا لكونك جميلة جدا ولطالما تساءلت عما سيكون عليه شكلك.
كلمات غريبة وتبدو الان غير قابلة للتفسير. قطبت سو حاجبيها وهزت كتفيها. ربما كانت السيدة لينوكس مرهقة ولذا صاغت اراءها بطريقة خاطئة. فى أى حال، ستستوضحها قصدها بعد ان تشرب الشاى. حنينها الى كوب من الشاى جعلها تتساءل عن الوقت . ولما راحت تبحث عن ساعتها تذكرت قول السيدة لينوكس بأنها ستتغيب اليوم عن العمل. اذن لن تأتيها بشاى الصباح. الساعة جاوزت السابعة ويجب ان تسارع الى الاطمئنان عن جون .
طرق الباب فجأة وقبل ان تسمح للطارق بالدخول فتح ميريك الباب ودلف الى الغرفة. فوجئت بدخوله وما ان تدثرت بالغطاء حتى وجدته يحلق فوقها ويلقى بفنجان من الشاى على طاولة السرير. وفى غمرة جيشانها سمعت نفسها تشكره فيما كانت عيناه تنهشان وجهها بنظرة امرة جعلت رأسها يلتصق بقسوة بالوسادة كفراشة معتقلة فى دبوس.
تجاهل شكرها وقال بلا مواربة :- اشربى الشاى بسرعة السيدة لينوكس غائبة ووالدك متوعك الصحة. ربما انت مسؤولة جزئيا عن اعتلاله فعليك ان تساهمى فى العناية به.
قفزت جالسة فانزلق الغطاء من بين أصابعها الواهية، كاشفا معالم جسمها المتقلص من خلال قميص نومها الحرير الرقيق.
- ماذا تعنى بأنه متوعك؟.
سألت بصوت حاد وهى تتجاهل الشاى فتناول الفنجان وأجبرها على حمله وقال فى أيجاز:- اشربيه فوجهك الباهت يدل على حاجتك اليه. لا أريد ان اعتنى بمريضين دفعة واحدة. انى رجل مشغول وهذا التباطؤ الانثوى يقتل الوقت.
كادت ترفض الانصياع لامره ثم غيرت رأيها... اذا اطاعته فقد يشرح الامر ويخرج. جرعت الشاى وكادت تشرق به حين استمر يتفحص وجهها مستكشفا فأخفت ذعرها تحت صوتها الفاتر وهى تجيب:- اعتذر اذا كنت أضيع وقتك انما لماذا تعتبرنى المسؤولة عن اعتلال والدى ؟ لقد التوى كاحله قبل وصولى على ما أعتقد.
- الامر لا يتعلق بكاحله بل بقلبه وقد عاده الطبيب مساء أمس بعد ذهابك الى الفراش.
- كان يجب ان تعلمنى !
ولماذا أعلمك؟ وماذا كان بوسعك ان تفعلى؟ انا معتاد على نوبات جون وأنت كنت مرهقة بما فيه الكفاية.
اذن هو لاحظ وضعها . ملاحظته هذه ازالت بشكل ما بعض الصقيع المحيط بقلبها.
- كان من الجائز ان يموت.
فأجاب رافضا اعطاءها التطمين الذى تنشده فى اعماقها :- من الجائز ان يموت فى أى يوم فهناك أشياء تخرج احيانا عن سلطة الارادة البشرية، وهذا ما سيشرحه لك الدكتور ماكروبرتس حتما. واذا رغبت فى مزيد من التفسيرات فقد يسرك ان تعلمى بأن الطبيب الطيب كان داريا بقصتك منذ البداية .
- من البداية؟.
اذا ظللت ترددين ما أقول فقد يفقدنى ذلك تعقلى وبخاصة اذا استمريت تنظرين الى كما تنظرين الان .
- ارجوك...
لكنه هز كتفيه وانتابتها البرودة مجددا حين قال:- يبدو ان أمك كانت استشارت الدكتور ماكروبرتس منذ سنوات طويلة . قبل ان تهجر غلينرودن لكن حجب هذه المعلومات لم يعجب جون على ما يظهر ويبرر الدكتور ماكروبرتس صمته بأن المبدأ المهنى لم يسمح له بأطلاع جون على الحقيقة حينها. ربما استطعت انت ان تقنعيه بوجهة نظر الطبيب.
- السيدة لينوكس قالت ..
قطعت عبارتها لعجزها الكامل عن استيعاب ما قاله ميريك فيندلى وقفز ذهنها الى الليلة الفائتة.
- ماذا قالت السيدة لينوكس؟.
- قالت انها طالما تساءلت عما سيكون عليه شكلى. فكيف بأمكانها ان تعرف؟
- اعتقد ان السيدة لينوكس كانت تعمل عند الطبيب كممردة وكموظفة استقبال قبل ان تتزوج وتترك غلينرودن ولاشك انها عرفت بالحمل من ملفات العيادة .
- والان عادت الى العمل ؟.
- اجل انما ليس عند الدكتور ماكروبرتس الذى استخدم ممرضه اخرى منذ وقت طويل على كل السيدة لينوكس ترملت الان ولم تعد شابة. انها تملك كوخا وتساعدنا هنا وخبرتها فى التمريض تفيدنا حينما يمرض جون .
خيم صمت قصير كانت سو فى خلاله تغربل المعلومات فى ذهنها وتصطدم بتعقيداتها . لاشئ يبدو صافيا كالبلور، عدا حقيقة واحدة أنارت بعض الشئ رؤياها الملبدة .
قالت وكأنها تتساءل:- يبدو بدون أدنى شك انى سوزان غرينجر،فريزر.
ابتسم قليلا وأجاب :- مئة بالمئة ولو كنت مكانك لاستغنيت عن اسم غرينجر. لم يعد ضروريا.
- لست واثقة بعد مما سأفعله. هل عرفت هويتى ليلة التقينا فى الفندق ؟.
- لنقل انى عرفت بأنك من عائلة فريزر، ولعلمى بضعف قلب جون فقد اذعرنى الاكتشاف فى الوقت الحاضر أرتأى ان نتوقف عند هذا الحد. اما فى هذه اللحظة فأقترح ان تنهضى من فراشك.
عادت القسوة الى صوته تثير فيها امتعاضا وتحسسها بأن ميريك فيندلى قد يكون عدوا أكثر منه صديقا.انجذابها اليه فى الفندق ذلك الانجذاب القضير والخطير زال الان وشعرت بومضة ارتياح لزواله. صحيح انه ساعدها على استجلاء امور معينة لكنها ترفض الان ان تريه ذرة من الامتنان. قالت برقة :- حالما تخرج من الغرفة سأنفذ اقتراحك بسرور .
واخيرا خرج وتنفست الصعداء! استحمت وارتدت ثيابها وأفكارها تنتقل جيئة وذهابا بين جون وميريك وقررت أخيرا ان ميريك فيندلى شخص تقضى الحكمة بعدم الوثوق به. وانه بالنسبة الى مصالح ابيها ، شخص من الافضل ان تتحرى عنه. قد تبدو وقحة طامعة بالرزق ان هى اظهرت الان حشرية زائدة فى شؤون ابيها لكنها ستأخذ هذا الامر بعين الاعتبار. اجل، قليل من التحرى الذكى لن يسبب لها أى ضرر... منذ تدهورت صحة جون اضطر على الارجح لان يسلم هذا الرجل مقاليد الامور. الان يوجد من يساعد جون شخص من لحمه ودمه. قد يكون السيد فيندلى شريكا له بشكل ما انما الويل له اذا حاد خطوه عن حدوده هى ان لم تقدر ان تحب اباها لغاية الان فهناك طريق أخرى تثبت من خلالها انها ابنة بارة .
تدعمت قليلا بهذه الافكار الشجاعة انما البعيدة كثيرا عن الواقعية فارتدت بسرعة فستانا قطنيا، وسرحت شعرها بضربتين من الفرشاة وهرولت الى أسفل .
لم تلتق بأحد وسرها انها تعرف مكان المطبخ. لكنها ترددت قبل ان تفتح بابه وهى تنظر الساعة الكبيرة على حائط الردهة. كانت تجاوز الثامنة. اليس من الواجب ان تطمئن قبلا على والدها؟ لاشك ان ميريك بكفاءته الواسعة قد حمل له فنجانا من الشاى، لكنه قد يكون فعل ذلك فى الصباح الباكر.
وبشئ من العصبية عادت تعبر الردهة بمنتهى الهدوء تذكرت ارشادات ميريك، فأحصت بابين ثم طرقت الثالث بلطف. ولما لم تتلق جوابا، ادارت المقبض، ودخلت الغرفة فوجدت جون فريزر غارقا فى النوم. شعرت بالارتياح واخدجلها هذا الشعور قليلا. عادت تنظر الى الرجل النائم. لقد قضى ليلة سيئة على الارجح فبدا مرهقا. احست بشفقة غير عادية تتحرك فى قلبها وهى تتفحص وجهه المتعب، وعاهدت نفسها مجددا على مساعدته بكل امكاناتها .
على الطاولة قرب السرير. كانت هناك صينية تحمل بقايا فطور خفيف من اتى بها والسيدة لينوكس غائبة ؟ حملتها بسرعة وخرجت تغلق الباب فى هدوء واتجهت الى المطبخ.
وحالما فتحت بابه أحست بوجود شخص فيه لكنها استغربت ان ترى كارلوت كريغ تجلس الى النافذة تشرب القهوة وكأنها فى بيتها! لم تتوقع ابدا ان ترى كارلوت ثانية أو بهذه السرعة، لذا أخرسها الاستغراب فيما كان الفتاة تتأملها صعودا ونزولا فى برود ثم قالت :- لو كنت مكانك لما وقفت على العتبة هكذا . ادخلى واغلقى الباب فأنت تبدين قادرة على التسلل الى أماكن عديدة.
كان صوتها مهينا وعيناها معاديتين كما كانتا فى ادنبره، واختيارها للكلمات عكس بوضوح منهج تفكيرها. كانت سو جائعة وبعيدة عن المودة هى الاخرى، لكن رفة فضول جعلتها تمسك لسانها عن اعطاء جواب قاس. كيف عرفت كارلوت انها هنا ولماذا جاءت؟ انها تسكن حتما فى الجوار حتى تأتى فى هذا الوقت الباكر. من الواضح ان كارلوت تزدريها كما فى اللقاء السابق. لكن لماذا ؟ هل هى مخطوبة الى ميريك فيندلى وبالتالى تعتبر سو غريمة متطفلة ؟
وضعت الصينية ببطء على الطاولة الفسيحة وهى تتمنى بحرارة لو انها على دراية اكبر بوضعية المطبخ، فلا يمكنها بحال ان تبحث عن مكان الاغراض وكارلوت تدرسها بهذا التحديق البارد المدروس.
- هل جئت تبحثين عن السيد فيندلى أم لترى والدى؟.
سألتها سو وهى تصارع اندفاعا عدائيا فى داخلها . فمن جهة تريد تحسيس كارلوت بمكانتها كأبنة لجون فريزر ومن جهه ثانية لاتريد الحياد عن تهذيبها المألوف، ولذا لطفت وقع كلماتها بابتسامة خفيفة.
لكن املها بزعزعة كارلوت خاب فقد لوت كارلوت شفتيها ازدراء وكأنها استشفت خدعة سو بوضوح ، واجابت:- التقيت بميريك على طريق الوادى وحدثنى عن زعمك بأنك ابنة جون . لم أتمالك فضولى فجئت اتحقق الامر بنفسى . انا على فكرة ابنة عم جون.
- ابنة عم جون؟.
- اجل فالناس لها ابناء عم كما تعلمين وزعمى قد يكون أكثر صدقامن زعمك بمراحل.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 13-07-11, 11:01 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- ماذا تقصدين ؟.
- بالرغم مما يقوله جون أو الدكتور ماكروبرتس وحتى مما يحلو لميريك من أفكار انى اقصد ان افضح امرك ولو استغرقنى ذلك شهورا طويلة !.
وخرجت بدون ان تلتفت الى الوراء صافقة الباب خلفها. ارتخت ساقا سو فطرحت نفسها على اقرب مقعد، واحست برغبة فى ان تحزم حقيبتها وترحل عن المكان بلا رجعة. لاعجب ان تهرب امها من هذا البيت اذا كان يعج آنذاك بالدسائس كما حاله الان ! أحست غشاوة على عينيها فسارت متعثرة الى النافذة واسندت جبينها الساخن على الزجاج البارد متندمة على ظنونها المتسرعة وعاجزة عن ضبطها. ونسيت لبرهة كلمات كارلوت التهديدية .
عند الحائط المنخفض فى الخارج كانت اشجار الصفصاف تنحنى بلطف لريح دافئة ، داعية اياها للزيارة والاستكشاف. فتاقت سو فجأة الى الانطلاق الى الطيران عبر حقل الخليج والتوغل صعودا فى الغابات، فى العالم الذى تلمحه فقط من خلال الاشجار.
لكنها لا تستطيع وتساءلت كيف استطاعت امها ان تهجر مكانا كهذا تنهدت واستدارت تبتعد عن النافذة فوقع بصرها على رسالة قصيرة ، كانت مركزة بين ابريق الشاى ةاناء الحليب على رف احدى الخزائن كانت معنونة ببساطة سوزان ، فالتقطتها مرتبكة . كان الخط رجاليا، وقبل ان تفتحها حزرت انها من ميريك فيندلى .
صدق ظنها وقرأت ما يلى :- لا أنصحك بازعاج جون فهو سينام حتى موعد الغداء على الارجح، ولحين عودة السيدة لينوكس . اكتفى باطلالة بسيطة لمجرد الاطمئنان. لن اتى فى موعد الغداء فلا تشرعى فى تحضير أى شئ لى . انتهت باقتضاب وكانت موقعة باقتضاب، فيندلى .
أحست بومضة ارتياح لانها لن تراه لبضع ساعات على الاقل وهذه فرصة لتعزز وسائل دفاعها ولتحاول ان تجد بعض الطعام لها . انه يتحدث عن الغداء وهى لم تتناول فطورها بعد! وبحركة غضب مسحت بقايا طعامه عن الطاولة وحملت الصحون الفارغة الى حوض الغسيل.
واخيرا حين وجدت شيئا تأكله استمر تصرف كارلوت الغريب يطن فى رأسها ففقدت شهيتها للطعام وألقت شريحة الخبز جانبا . اذا كانت كارلوت ابنة عم جون حقيقة وتتوقع ان تتزوج ميريك فيندلى . فأنها تتوقع ايضا ان ترث غلينرودن بكاملها، والاملاك حتما شاسعة اذا قورنت بحجم البيت. وبمجيئها الى هنا ، رأت كارلوت فيها تهديدا لمخططاتها، فلا عجب اذن ان تشعر ازاءها بالمرارة.
تنهدت بقلق وقفزت واقفة وبدأت تنظيف المطبخ أى شئ أفضل من الجلوس والتفكير فى امور حدثت ولا ريب قبل مجيئها الى هنا . لديها عمل كثير ويجب ان تؤجل التركيز على دسائس ميريك وصديقته لوقت اخر . انخرطت فى العمل وبرغم ذلك انتابها ألم غريب لما تخيلت ميريك على طريق الوادى يخبر كارلوت كل شئ عنها .
عادت السيدة لينوكس قبل الثانية عشرة ظهرا وقالت لها مبتسمة:- أجلت موعدى الاخر كيلا أتاخر عليك يا عزيزتى ، فكل شئ غريب بالنسبة اليك والسيد فيندلى لن يجد وقتا ليعرفك الى تفاصيل البيت.
فبادلتها سو الابتسام بامتنان . جون لم يستيقظ بعد . تفقدته مرارا ووجدته يتقلب فى فراشه وهو نائم فشعرت فى كل مرة بتخوف مذنب فطمأنتها السيدة لينوكس بقولها :-أحيانا ينام لساعات حين يمرض هكذا. لاعليك . سأهتم بأمره وأعرف تماما كيف أفعل ذلك.
واضافت :- ولكنه قد يرغب فى رؤيتك عندما يستيقظ، ومن الافضل ان تظلى قريبة ، فأنا أكيدة بأنه سيطلبك انت قبل الجميع.
أومأت برأسها وساعدت السيدة لينوكس فى تحضير غداء خفيف قبل ان تصحبها فى جولة داخل البيت,وقالت السيدة لينوكس وهما تنتقلان من غرفة الى اخرى :- لا أدرى اذا كان من حقى ان أفعل هذا ، فأنا لا أتأكد ابدا من المكان الذى يقيم فيه المايجور حقيقة . هل يقيم هنا أم فى الكوخ.
- المايجور؟.
- اقصد والدك بالطبع . الم تعلمى انه كان رائدا فى الجيش النظامى؟.
- اجل ، لكنى كنت اجهل رتبتة .
أغلقت السيدة لينوكس بابا اخر وعادت مع سو الى المطبخ وهى تقول:-لا بأس اذا جهلت بعض الامور فلا يمكنك ان تعرفى كل شئ دفعة واحدة كيف وجدت البيت ؟.
- اعترف بأنه من نوع البيوت الذى طالما حلمت به. حجمه معقول مريح وشرح، ملئ بالاثريات التى تبدو جميلة وقديمة فى ان واحد . الجو بمجموعة يبدو لطيفا.
- شعرت هذا بنفسى . انه بيت لطيف . السيد فيندلى يراه ايضا هكذا لقد ابتاع بعض الاثريات الرائعة بنفسه على مر السنين. ربما دعاك الى مشاهدتها فى ساعة فراغ.
- يبدو ان السيد فيندلى رجل دائم الانشغال.
خرج صوتها قاسيا فتحاشت النظر الى وجه الممرضة المتسائل. ولما لاذت السيدة لينوكس بالصمت أضافت سو :- عندما يمرض ابى أعتقد انه يأخذ كل شئ على عاتقه.
لم يكن هذا ما قصدته بالضبط وعرفت ان السيدة لينوكس عرفت!
اتضح ان نوبة جون كانت قوية فمضت عدة ايام قبل ان تتمكن سو من محادثته. وخلال هذه المدة لم تبتعد كثيرا عن البيت، ولم تقدر ان تجد شيئا يثبت ظنونها . ومع ان كارلوت زارت جون مرارا واظهرت قلقها عليه بشكل ضوضائى، الا ان سو لم تلحظ فى ميريك اهتماما زائدا بصديقته لكنه على اى حال ليس من النوع الذى يفضح عواطفه بسهولة، ولعله كان يقضى أوقاتا طويلة مع كارلوت بدون ان تدرى وبشكل ما شعرت سو بأنه ليس ناسكا برغم مظهره الخارجى الغامض. كان ثمة شئ فى شكل فمه أوحى اليها بأنه يستمتع ببعض المداعبات مع الجنس الاخر مع انها شخصيا لم تثر اهتمامه ولا تريد ان تثيره . هكذا أكدت لنفسها.
من جهة اخرى لم تستطع النكران بانها تشعر برجولته كثيرا، برغم انه يبدو جاهلا لوجودها بصورة عامة. فخلال النهار كان نادرا ما يأتى لتناول الطعام، وفى المساء يخرج للعشاء فى معظم الاحيان . لكن فى كل مرة رأته فيها كان ثمة شئ فيه يحرك فيها التجاوب نفسه الذى احسته بجلاء فى ادنبره. ربما كان السبب تلك التنورة المضحكة التى كان يلبسها اقنعت نفسها بالتواء. فى تلك التنورة يبدو كرجل جبلى برى رأت صورة فى كتب والدها. انه سبب كاف لان يجعل قلب ايه فتاة يخفق قليلا وليس هناك بواعث أخرى للتخيل بأنها منجذبة اليه بمتانة غير قابلة للانقطاع.
لكن قلبها ازعجها بتصرفه غير المتوقع حين عاد فى احدى الامسيات باكرا. كان البيت هادئا فالسبيدة لينوكس غائبة وأبوها فى غرفته، يكب مبتهجا على دراسة مؤلف عسكرى اهدته اياه كارلوت. انها تأتى له دائما بأشياء مختلفة وليس دائما تكون هداياها مناسبة. لم تبد سو اى اعتراض علنى على ذلك لان جون كان يرحب بالفتاة ويبدى سرورا كبيرا بهداياها .
وفى الواقع كانت سو تفكر احيانا بأنها ربما أخطأت الحكم على كارلوت لولا النظرات المقصودة التى كانت تحدجها بها فى مناسبات خاصة اضافة الى شك سو بأن زيارات الفتاة المتكررة كانت ايضا من اجل ميريك فيندلى لكن كان من القسوة ان تصارحها بهذا.
فى تلك الامسية انتاب سو قلق غريب ضيق عليها انفاسها. وبعد ان تأكدت من وجود الجرس فى متناول جون أغلقت عليه الباب بلطف وراحت تتمشى هنا وهناك فى غرفة الجلوس . كانت واقفة أمام لوحة جدتها تتأملها عندما دخل ميريك .
لم يفاجئها لكونها سمعت شخصا يتحرك فى الردهة، ومع ذلك اجفلت حين استدارت ورأت انه هو فعنفت حاستها السادسة بصمت لكونها لم تنذرها . ادركت فى تلك اللحظة انها لن تستطيع الهرب وتمنت لو انه لم يضبطها وهى تحدق الى لوحة عائلية .
- لقد جئت باكرا.
نطقت أول خاطرة لاحت لها وهى تحس ارتباكا مفاجئا يجفف شفتيها رطبتهما بتحفظ برأس لسانها وازدادت ارتباكا حين ركز عينيه السوداوين على فمها . استمر صمته فأضافت قائلة:-هل تناولت عشاءك؟
- تناولت عشائى شكرا.
وجهه الصلب كان مغلق التعابير مبهما الا ان شيئا فى قولها الابله أو فى شكلها أثار فيه التسلية وراحت عيناه تحتويانها بتمهل غير عابئتين بأنهما تعرضانها لتفحص مربك.
الصمت لم يزعجه البتة واستمرت عيناه تخترقان وتستكشفان تفاصيلها.قوامها تقاسيم وجهها الدقيقة الواضحة ، شعرها الناعم كشعر طفل انما الكث والمتموج نزولا حتى كتفيها، عينيها الجميلتين بلونهما الرمادى الغائم والمتناقض بنعومة مع بشرتها المتوردة والبيضاء كما زهرة الغاردينيا.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 14-07-11, 03:12 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدا منكبا على فحص دقيق فتقلص جسم سو حين احست بومضة لهب تخترقه. ولما ادار بصره عنها فجأة ونقله الى اللوحه، وعت الحقيقة. ولما تكلم أكدت عبارته صدق استنتاجها وأخمدت الضوضاء فى قلبها. قال فى تمهل:- ليس فى امكان أحد ان ينكر صلتك الدموية بعائلة فريزر، ولكنى اتساءل كم من خصائص امك وطباعها يختبئ تحت قشرتك الخارجية ؟.
قست عيناه من جديد وصوته كان قاطعا كالسكين! يا له من انعطاف مهين!
لم يكن يعرف امها بتاتا فلماذا يستنكرها الى هذا الحد؟ ما الذى يجعله يجلس قاضيا ويحكم عليها بهذه الطريقة المتعالية؟ الوفاء يموت بصعوبة وبأصعب مما تموت المحبة، لو ان سو توقفت قليلا لتفكر فى هذا لكنها هوت برعونه الى الشرك. واجابت بشهقة غضب:- ربما أنت لا تتقصد هذه الاهانة!.
- من كان مطلعا على الظروف لا يسعه الا ان يتقصد ذلك. فعندما تحرم زوجة زوجها من حقه الشرعى ... لايمكنها ان تتوقع حكما رحيما من الناس .
- لكنها كانت طرفا واحدا فى القضية، ولو ان والدى اهتم كفاية ليحتفظ بنوع ما فى الاتصال فلربما ...
- لا تدعى الامر يؤرقك . عزى نفسك بأنك كنت أصغر سنا من ان تعى اى شئ عنه. ان قله من البشر تنعم بهكذا مناعة ضد أخطاء الاخرين .
عذبها الجفاف المتناهى فى نبراته. كان شيطانا هازئا ولا يأبه لكلماته الجارحة وهو يوجع ذهنها وجسمها معا. ارتخت مفاصلها تماما وكأن خدر الاسابيع الاخيرة قد افقدها حسها، افاقت مشاعرها انما بخواء غريب وكأنها بمجموعها تتوق فى اللاوعى الى تجربة جديدة بعيدة عن متناولها .
شخصت اليه بخوف يائس وهى لا تدرى مدى قدرتها على مواجهة ردود فعلها المتضاربة ، وتدرى فقط انها تحتاج وقتا مهما كان قصيرا ، ولانها تعلم بأن ميريك مرتبط بشكل ما بهذه المشاعر فقد بالغت فى ردود فعلها كطفل مضعضع. تغاضت عن نصيحته بعناد ، وقالت :- تتكلم وكأن الطلاق والفراق مرفوضان فى هذا العصر. انى لأتساءل ماذا كنت تفعل لو ان زوجتك هجرتك هكذا ؟.
- لو كنت متزوجا لجعلت زوجتى لا ترغب فى تركى اساسا. لكننا لسنا فى معرض الحديث عنى . لقد أخطأت فهم قصدى الاول يا عزيزتى سو، فأنا ما اردت سو نصحك بعدم ترك غلينرودن فى حال خطر لك ذلك. ثم شككت فقط بأنك قد ورثت عن امك ميلها الى الهرب فى اللحظة الغلط وهذا شئ لا فائدة منه.
هل تراه يهددها؟ ارتفعت اصابعها البضة الى عنقها لتغطى النبض العصبى فى اسفلة وسألت :- أتقصد علاقة رحيلى بوالدى؟.
- أجل فصدمة أخرى لن تساعده.
- كالصدمة التى احدثها ... مجيئى ؟.
أخافتها قسوته فابتعدت عنه واستقرت عيناها للحظة عمياء على وجه جدتها وهى ترفض الاقرار بمنطقية كلامه الا انه قال لها :- الامر رهن ارادتك انما لا تعذبى نفسك بحق السماء يا فتاة ! هذا ليس وقت الكلمات الرقيقة اذا كانت الشئ الذى تريدين.
وللحظة انفرجت شفتاها بصمت وتراخت عليه مكدودة من حمى الصراع فى داخلها. ثم وبجهد مجنون سلخت نفسها عنه واستدارت تواجهه قائلة :- انا لا أتوقع أى حنان منك يا سيد فيندلى ولماذا أتوقع ؟ قد تكون شريك والدى لكنك لست حتما شريكى . أرجوك ان تتذكر ذلك !
وخرجت من الغرفة غاضبة مهرولة وصدى صوتها المختنق يلاحقها . لو انها استعانت ببعض الكرامة لكانت انتصرت عليه بعبارتها الاخيرة. لكن الفرصة فاتتها.
لازمها ذلك الشعور الغريب بالقلق طوال اليومين التاليين والى حد لفت انتباه السيدة لينوكس التى نصحتها بقولها:- انك بحاجة الى التغيير يا عزيزتى سأحضر لك بعض الساندويتش تحملينه معك انطلقى بسيارتك وتنزهى ثم تناولى غداءك فى مكان ظليل. اذا التزمت الطريق العام فلن تضيعى. هواء الخليج سينعشك ويعيد اللون الى خديك.
وعدت ايضا بأن تأخذ بالها من جون ومع ذلك وافقت سو على الذهاب بتردد. فبرغم ان جون غادر فراشه الا ان الطبيب حذرها من مغبة تعريضه للتعب ونصح فقط برياضة التمشى داخل البيت. اليوم بدا متعبا وفضل التزام الفراش. هكذا يرتاح بالها اكثر ، قالت لنفسها وهى تخرج بسيارتها من المرآب.
وما ان اصبحت على الطريق حتى أحست معنوياتها ترتفع وسرت لكونها عملت بنصيحة السيدة لينوكس. كان هناك صمت خريفى يخيم على الحقول البرية، تخرقه بين حين واخر طلقات صيد بعيدة . جون أخبرها فى الصباح ان ميريك يصطحب فرق صيد مرتين او ثلاثة فى الاسبوع فى هذا الفصل، ولم يزل استغرابها حتى شرح لها التفاصيل وهويبتسم بأسى:- هذا العمل كان من اختصاصى وتوقفت عنه منذ بضع سنوات، لكن اتفاقنا مع فندق القرية مايزال ساريا. اننا نزود الطرائد وهو يزود الصيادين. انه عمل شاق نوعا ولا أدرى الام سيستطيع ميريك الاستمرار فيه لكنه يساعدنا ماديا.
- منذ متى بدأ ميريك العمل معك؟.
لم تقصد ان تسأل لكن ميريك لم يكن ليبارح أفكارها منذ لقائهما فى غرفة الجلوس.
رمقها جون وقتئذ بسرعة وكأنه استغرب تعبيرها ، ثم اكتفى بالقول:- منذ عشرة أعوام تقريبا. جاء هنا فى منتصف عشريناته. وساعدته على تعلم امور كثيرة وعساك تفهمين ما أقصد. ابوه توفى فى جنوب افريقيا ولذا لم يجد الى جانبه احدا سواى.
لم تفهم قصده بالضبط لكنها كانت تتعلم بسرعة كيف يتقوقع ابوها احيانا داخل صدفه معينة حين تطلب منه مزيدا من الايضاح . لذاحولت الموضوع وركزت على جنوب افريقيا، وكلها فضول غريب لمعرفة تلك الحقبة من حياة ميريك . لكن السيدة لينوكس دخلت فنهضت تستعد للخروج على ان تتابع الحديث فى اليوم التالى .
نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 15-07-11, 04:28 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4 - حبيبه قلبه !
قررت سو طرد هواجسها وركزت على القيادة وايجاد الخليج. السيدة لينوكس مدربة على التريض وأبوها سيكون فى امان . وبعد دقائق وجدت الطريق بسهوله ، فمن خلف مقطع النهر، انعطفت يمينا بدل الوجهة اليسارية المؤدية الى القرية . سيارتها الصغيرة كانت تسير على أفضل ما يرام الطقس كان جميلا ، وعلى الطريق أغنام سوداء تتراكض امام السيارة . صخور ضخمة كانت تمر بها أماكن مثالية لنزهة فى الصحو، قالت فى نفسها وهى تمضى قدما ، ولا تفكر بالتوقف حتى تصل الخليج.
مرت بعدة سيارات على الطريق ولم تستغرب ذلك كثيرا فالمنطقة تعيش حاليا موسمها السياحى. تذكرت يوم وصولها حشد الزبائن فى حانوت القرية. ومع ذلك تبدو هذه الطرقات مقفره بالمقارنه مع طرقات مشابهة فى الجنوب. الجنوب ... وتساءلت فجأة عما اذا كانت ستعود الى لندن يوما... هل ترغب فعلا فى ذلك ؟ قد لا يكون سهلا ان تبقى هنا . من الغباء ان تأمل بهذه السهولة. فعليها ان تجد اصدقاء جددا وأن تجد عملا فى نهاية الامر، لا يمكنها ان تقضى بقية عمرها متجولة فى ربوع غلينرودن. وهنا سقط قلبها بين ضلوعها. اذا كان ميريك سيتزوج كارلوت كريغ فقد لا تتمكن مطلقا من البقاء!
ثم خلف المنعطف التالى وبدون انذار أطلت على تجمع العربات المقطورة.
فاجأها المشهد فانتحت جانبا من الطريق وأوقفت سيارتها وراحت تحدق. كان واحدا من احلى المتنزهات التى رأتها فى حياتها لكن استياء عميقا ضايقها مما بدا لها تهجما على خلوتها. فحولها من كل الجهات كانت الجبال والبرارى فى عزها، تصطلى بشمس خريفية، وهنا كان الشئ الوحيد الذى أملت ان تهرب منه جموع الناس !
ارغام داخلى ما وليس ميلا ، جعلها تقرر زيارة المكان. تركت سيارتها وسارت نزولا على الدرب الواسع بين العربات، فرأت لافته كتب عليها بوضوح متنزه غلينرودن للعربات. لاأماكن خالية. لم تعلق على ذلك أهمية خاصة لكن حين رأت كارلوت تبرز من خلف احدى العربات بدأ الشك يساورها.
توقفت كارلوت وهى لا تقل دهشة عن سو وقالت فى حذر:-ما الذى تفعلينه هنا ؟
- ألقى نظرة على المكان.
لم يكن الجواب مطابقا لما كانت تريد قوله، لكن لا يجب على كارلوت ان تطرح أسئلة سخيفة. ثم ما الذى يدعوها الى التصرف بهذا الشكل وكأنها تملك المكان؟ انها حتما لا تعيش هنا؟ ووعت فجأة انها تجهل تماما اين تسكن كارلوت. تصورت انها تسكن القرية.
- سأعرفك الى المكان، اذا شئت؟.
فسألت سو بمكر لتشبع فضولها :-تعرفيننى الى المكان؟ ولماذا تفعلين ذلك؟.
فاستشفت كارلوت مغزاها بسهولة وقالت :- اذا كنت تقصدين ان تسألى عما اذا كنت أعيش هنا أو أملك المكان فالجواب لا . انه جزء من غلينرودن؟.
- أتقصدين املاك غلينرودن؟.
تضرجت سو حين ألقت السؤال . انها تكره الالحاح فى طلب المعلومات ولم يطلعها احد على هذا الامر.
زادتها كارلوت حرجا حين اومأت برأسها فاهتز شعرها الاسود المالس وقالت بنظرة اعتلاء:- يبدو ان هناك أشياء كثيرة تجهلينها، وأتساءل عن السبب.
الكلمات بريئة ولكن النبرة كانت هازئة . وتابعت تشرح الصورة:- هناك امرأة تدير المكتب عادة لكنها الان غائبة، ولذا طلب ميريك مساعدتى ريثما تعود.
تجمدت سو ثم هوى قلبها مرة اخرى على الرغم منها كلاهما يعمل هنا الى جانب الاخر! لكن ما الذى يحوج غلينرودن الى مجمع عربات؟ انها شاسعة وغنية بما فيه الكفاية ولا موجب لان تلجأ الى هذا النوع من التجارة. اجابت فى جمود:- والدى لم يذكر وجود هذا المنتزه، على كل انه مريض وأنا لا أرى السيد فيندلى كثيرا.
وحالما انهت سو كلامها ندمت على الشق الاخير منه، فى حين تمددت ابتسامة مختلفة على فم كارلوت ، وقالت:-ميريك لن يرغب فى بحث هذه الشؤون معك وبخاصة انك غريبة. كذلك يعتقد بأنك لن تطيلى اقامتك بعد ان يتحسن جون ولذا سيضيع وقته ليس الا.
احجمت سو بصعوبة عن اعطاء جواب قارص. فمن الجائز ان كارلوت تروى الحقيقة وهى لا تستبعد صدور آراء كهذه من ميريك. لكن الفتاة كانت تضع لها طعما وهى تجب ان ترفض السقوط فى شرك الاستعداء كى تتمكن من معرفة ما يجرى . عضت شفتها بقوة ثم أفرجت عنها وابتسمت وهى تقول:- يسرنى ان أجول فى المكان أذا سمحت ، طالما انى هنا .
أمضت الساعة التالية مع كارلوت تتمشى فى أرجاء المنتزه، وسرعان ما تأكدت من جودته ونجاحه. كان يحتوى كل الوسائل العصرية المريحة بما فيها دكان يبيع الضروريات الغذائية كاللحم والحليب والبيض . وقالت كارلوت تشرح المزيد:- المواد الاخر يبتاعونها من حانوت القرية والمنتزه ساعد القرية كثيرا من الناحية المادية .
وأضافت تقول ان كل العربات مؤجرة ، فالناس يحبون هذا النمط فى قضاء الاجازات وقد انتشرت شهرة المتنزه فى العامين الاخيرين ونتيجة لذلك صار الموسم السياحى يمتد حتى منتصف الخريف ، بل أصبح أكثر فصول السنة شعبية ورواجا .
بعد انتهاء الجولة دعتها كارلوت بترحاب الى شرب القهوة فى المكتب فقبلت دعوتها شاكرة كيلا تبدو عديمة التهذيب. كارلوت ستنجح حتما كدليلة فى وكالة سياحية، فهى تبدو بارعة فى هذا النوع من العمل واذا كانت تحاول ان تثبت منفعتها لميريك، فلاشك انها نجحت تماما!
كان المكتب صغيرا وحيدالتجهيز. اراحت كارلوت قوامها الانيق على المقعد الوثير خلف الطاولة، وأشارت الى سو بأن تجلس مقابلها وقالت:-بعد ساعة ستأتى امرأة اخرى لتحل مكانى. العمل يتكثف فى الصباح الباكر وبعد الظهر حين يصل أناس جدد وميريك لا يدعنى أتعب نفسى معهم.
هذا قد يعنى أشياء كثيرة فكرت سو بتهكم عندما تابعت رحلتها بعد انتهاء الزيارة بوقت قصير . فأما ان كارلوت ليست قديرة كما تبدو واما ان ميريك فيندلى بالغ القلق على حبيبه قلبه. وصلت بعيد الظهر الى الخليج حيث تناولت الغداء ثم تنزهت حوله وقررت ان تكتفى بهذا القدر من التجوال وقد فقدت الحماس لشعور لم تدرك له سببا.
لما وصلت البيت، استغربت السيدة لينوكس عودتها المبكرة فطمأنتها بقولها :- قضيت يوما لطيفا . دعينى أقدم الشاى عنك لتنصرفى باكرا فأنت ايضا تحتاجين الى بعض الفرص.
كانت الصينية مهيأة فحملتها واتجهت الى غرفة جون وهى تقاوم حشرية فى ان تسأل السيدة لينوكس عن منتزه العربات، انما تخشى ان تتلقى جوابا مماثلا لجواب كارلوت. من الافضل ان تسأل ميريك بالذات حينما تراه.
فتحت باب جون، وأجفلت لما رأت ميريك معه. عبرت الغرفة فنهض متناولا الصينية منها، ووضعها على الطاولة الصغيرة قبالة الموقد. استدار يتفرس فى محياها الذى تضرج فجأة وقال :- أظنك كنت خارج البيت ؟.
يا له من حشرى! يريد ايضا ، ان يعرف اين كانت . هذا ما تقوله نبرة صوته او هكذا تفسرها هى. حسنا لن تشبع فضوله فورا ... ابتسمت لوالدها قبل ان تجيب ميريك بسؤال من عندها :- أراك تعود باكرا أين تركت صياديك؟.
- فى رعاية مساعدى القدير على ما أرجو. كانوا على وشك الانتهاء عندما غادرت واخالهم عادوا الان الى الفندق .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 15-07-11, 05:51 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان صوته مرحا ومؤنبا ، وكأنه حزر عزمها على مماطلته فأراد مجاراتها الى حد معين .
- يبدو انك قادر على التهاون فى واجباتك احيانا سيد فيندلى .
بادلته النظر فى عدائية لم تس
تطع ضبطها، فتصادمت نظراتها، عيناه تبرقان فى خطر وعيناها تلمعان كالجليد .
فأجاب بقسوة وتعمد:- لا أعرف أين ذهبت لكن الهواء هناك يناسبك حتما يا آنسة فريزر. لكنى أكيد من ان أباك يفضل الشاى على نزقك .
هذا الرجل يحتاج الى من يضعه فى مكانه . هذه المهمة منوطة بها مادام أبوها يبدو وكأنه فى عالم ثان... سارت الى الطاولة وشرعت تسكب الشاى ، وأهدابها تبدو كمراوح سود على خديها.
التزم ميريك الصمت فيما كانت تقدم الشاى لأبيها. لكن صمته كان أكثر تهديدا من الكلام. ولما ناولته فنجانه ألقت عليه نظرة خاطفة مترقبة واشاحت عنه بسرعة. كان يرتدى تنورته المعهودة مع سترة من التويد ( قماش صوفى خشن ) تحتها قميص بنى وربطة عنق سادة، ومن وسطه تتدلى سلسلة معدنية تحمل كيسا من الجلد البنى . هذا الكيس ــ بحسب معلوماتها ــ يستعمل كبديل للجيوب غير الموجودة فى التنورة. جواربه كانت من الصوف البنى لمحت حمالتيها، بالاضافة الى حذاء من الجلد المدبوغ، وفى أعلى جوربه الايمن لاحظت غمد سكين ذات مقبض بشكل البوق، فيما كانت ركبتاه عاريتين مشردتين. بدا قاسيا ووسيما .
أبرقت عيناها العاصفتان فوق فمه المتهكم فى خبث، قضمت بعصبية لقمة من ساندويش الخيار، ثم صرحت بحدة:-فى أثناء خروجى اكتشفت بالصدفة المحضة ، وجود مجمع عربات عند الخليج، وتطوعت كارلوت بدماثة لاصطحابى فى جولة فيه .
أخيرا بقت البحصة، وأحاطتها على رغم منها، بعتاب غاضب ، وقد أحست حين نطقت اسم كارلوت بغيرة غير مألوفة تنبثق فيها. فورا استشعرت نظرة ميريك السريعة ونظرة أبيها المضطربة قليلا .
وتكلم والدها وليس ميريك فقال بشئ من الارتجاج:-كنت مريضا يا سوزان ، وهذه الاشياء تسهى عن بالى .
وأضاف ميريك بانفعال حاد :- لماذا تعطين الامر كل هذه الاهمية؟ أبوك بغض النظر عن مرضه،لا يأبه كثيرا لهكذا مشروع . انا صاحب الفكرة من الاساس، ولذا من الطبيعى جدا ان يسهى جون عن ذكر الموضوع لك .
- هناك أناس اخرون فى البيت اضافة الى والدى !
- الاخرون لديهم أشغال يا عزيزتى.
- أتقصد انى غير مشغولة؟.
أظلم وجهه وخالت للحظة انه سيسير اليها حيث هى ليهزها. بدا كرجل غريب، متجهم وهائل. أجاب فى برود:- أقصد العكس لكن مشاغلنا لا تسير فى الاتجاه نفسه.
- لا أعتقد انك تعمل كل مساء . فى وسعك ان تجد بعض الوقت لتطلعنى على مجمل الاوضاع .
- ولو لنى أتاكد من ترحيبك برفقتى، لكنت ألبى الطلب راضيا مسرورا.
كان واضحا انه يقصد شيئا بعيدا تماما عما يدور فى ذهنها. كانت عيناه الملتصقتان بعينيها الرماديتين، مليئتين بتهديد واضح حرى باهتمامها، وكأنما تقولان: أبقى حيث انت لبينما تقررين ملاقاتى فى منتصف الطريق ضعضعها كليا تفسيرها المجنون لنظرته ، فهتفت فى رعونه:-ليس ثمة سبب يدعو الى الافتراض بأن الانسة كريغ تحتكر كل أوقات فراغك!
- فى وسعك ان تخبر ابنتك يا جون كيف أقضى معظم امسياتى وحيث أتعشى فى الفندق فى اطار المصالح العملية .
تجاهل ذكرها لكارلوت والتجاؤة الى معونة جون قد يكون مرتبطا بواقع العمل الا انه بدا عرضيا محضا.
انتشل جون نفسه من انغماسة فى سماع الراديو وشرب الشاى وكأنه غافل تقريبا عن مصارعتهما الكلامية، وتمتم قائلا :- كان من واجبى ان اخبرك ذلك ايضا يا سوزان. أحاديث كثيرة يتبادلها الناس فى سهرة واحدة . كانت السهرة امتع الاوقات بالنسبة الى فى الايام الخوالى ، حين كان الضيوف...
التهب صدرها غضبا وقضمت شفتها. هذا القصم بدأ يصبح عادة لديها ... أبوها وميريك، كانا معا كجدار حجرى وكلاهما كان قاهرا بطرقه المختلفة. لايسعها ان تأمل ابدا بأحتراق قواهما الموحدة . أحست خيبة عاجزة فقالت فى سخرية :- يدهشنى كل هذا الذى يجرى من أجل المصالح المادية.
أجابها الصمت من كلا الجانبين. جون، رافضا ربما متابعة أى اهتمام مطول بأى شئ يزعجه، فالتجأ الى الراديو يرفع صوته، تاركا الزمام لميريك ومتجاهلا وجه سو الغاضب. هذا ما استنتجته قبل ان ترتطم عيناها مجددا بعينى ميريك الغامقتين. كان ينهى شرب الشاى بجرعة كبيرة ، ونظرته ما تزال تتأرجح بين الغضب والتسلية.
أعاد فنجانه الى الصينية ونهض واقفا، فشعرت سو بقوته تهوى عليها كما الصفعة، طاردة من جسمها كل ردود الفعل العصبية. ومع انها ظلت لبضع ثوان تتحدى نظرته القاتمة لكنها سرعان ما ندمت على كلماتها المتسرعة. التقطت فنجانها لتعزز موقفها ضد هجمات لاحقه. ورشفت الشاى فى شرود.
وعندما تكلم ميريك اخيرا انخدعت بلطف صوته وهو يقول:- ليس من عادتى ان أبرار تصرفاتى للناس يا انسة سو، ولن أغير الان هذه العادة. واذا كنت تفكرين فى أجراء تحريات خاصة فسارعى الى ذلك على مسؤوليتك الخاصة .
- لم أكن ... اختنق صوتها فلم تكمل .
فأكمل هو عنها وصوته ما يزال يلفها بنعومة الحرير:-لم تكونى تطعنين فى سمعتى، اليس كذلك؟ لقد استعملت تعبيرا عتيقا، انما ليس هناك تعبير عصرى أنسب منه.
لن تقدر ان تنتصر على هذا الرجل ابدا ولو عاشت لمئة عام . صوته المتهكم البطئ يغيظها بتبدلاته أكثر مما تغيظها كلماته الفعلية، لكن ذهنه حاد كحافة شفرة وهذا لا يعجبها احيانا... مررت أصابعها المضطربة على جبينها وقالت:-يجب ان تقر بحقى فى الاطلاع على مزيد من الحقائق ! أبى مريض ولا ألومة ان هو قصر فى ذلك.
ورمقت أباها متوسلة اذ كان توترها الداخلى أكثر مما تستطيع احتماله. كان جون قد فرغ من شرب الشاى وتناول سيكارا راح يقص طرفه بتمهل ويشذبه ويشعله . ثم فاجأها بقوله من خلال الدخان الازرق:- ميريك جاء اليوم باكرا ليعرفك الى المكان. لقد مر بعض الوقت على مجيئك هنا ، فأرتأى ان يصحبك فى نزهة ريفية .
فقالت :- ليس هذا ما قصدت بالضبط.
تململت قلقة وقد تفاجأت بما قاله أبوها، لكن ذلك لم يلطف غضبها. أضافت وهى تستدير ناظرة الى ميريك :- انا لست مجرد سائحة عابرة لاعامل كما السياح، فاكتشافى عرضا لشأن يخصنى كفيل باحراج موقفى. مثلا اكتشافى لمجمع العربات ولوجود كارلوت فيه، وحيث اضطررت للاعتراف بأنى اجهل اى شئ عنه . كان ذلك مهنيا بالنسبة الى!
رمقها ميريك من علوه الشامخ وفى عمق عينيه يأس مصطنع وقال ساخرا:- ان مطلق واد اسكتلندى وبخاصة فى بيرتشاير، يغص بالاشياء المغرية غابات ، تلال، قفار ، مستنقعات، عالم غنى يالحياة البرية . ومن بين كل ذلك ، اخترت العثور على مجمع للعربات !
- أنت مقتنع على ما يبدو بأن حدسى ساقنى اليه؟ بطريقة مغنطيسية ما ؟.
-أو بدافع فضول فطرى لا يعرفه سكان المدن بصورة عامة. وبالنسبة الى كارلوت ، فهى لا تترفع عن مساعدتى فى حال طلبت منها ذلك، ولديها كل المعلومات السياحية المطلوبة، بالاضافة الى كونها فتاة ساحرة .
وخزتها الصدمة بحدة فشخصت الى يديها . انه يعتبر كارلوت فتاة ساحرة! صفعتها المعرفة بألم لا منطقى . فتنفست بعمق وقالت :- اذا بقيت هنا ، فقد أتعلم أنا ايضا القيام بعمل مفيد .
- ليس فى المنتزه اذا كان هو المقصود .
- لم أقصده بالذات ...
وانقطع صوتها اذ راح ذهنها المشوش يقاوم التوضيح. لو انه يبتسم قليلا لشرحت له ربما بأنها تكره ان تعامل كزائرة غريبة . هزت كتفيها بتمرد، وعيناها تتوجهان فى بطء الى ركبتيه العاريتين . كان جلدها خشنا متينا ككل شئ فيه ومعتاد على صفع الرياح .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية