لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-11, 10:30 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" نعم , من ؟ تفضل وأدخل".
كانت غرفة واسعة ومضيئة , ذات نوافذ واسعة تطل على المرتفعات القائمة على البحر , وإلى جانب نافذة يجلس رجل على كرسي ذي عجلات , وقد غطى ساقيه ببطانية , أبتلعت موروينا ريقها ثم مشت إليه , وقالت وهي تحاول جهدها لأخفاء أرتباكها:
" السيد تريفينون؟".
أدار وجهه نحوها وتطلع إليها , تفاجأت موروينا , أذ لم تكن تتوقع أن تجده على هذه الهيئة , ربما كانت تتخيله نسخة أخرى من السيد دومنيك تريفينون , لكن في سن أكبر منه , غير أنها بالتأكيد لم تكن تتوقع هذا الرجل بوجهه المرهق وشعره الرمادي الضارب إلى البياض , وعينيه اللتين تشعان ألما وهما تتأملانها , كانت هنالك طاولة صغيرة إلى جانب كرسيه , عليها رسومها.
قالت بهدوء:
" كنت أجهل حقيقة الأمر حين جئت إلى هنا , لم يخبرني أحد بذلك , أنني آسفة جدا وأرجو أن تعذرني يا سيد تريفينون ".
قال بصوت خشن متجاهلا حديثها:
"أنت تشبهينها جدا....".
" نعم , كان أبي يقول هذا دائما".
" ألا تتذكرينها جيدا؟".
" كنت في الثامنة حين توفيت , أتذكر بعض الأشياء لا أكثر ".
" مثل ماذا؟".
صمتت للحظة , ثم قالت وهي تتحدث ببطء وتؤدة:
" كانت تبدو سعيدة وتحب الآخرين , حتى حين أصابها المرض , وكانت تذكر هذا المكان دائما – تريفينون وأهله – بسعادة وحنين".
سكتت للحظة ثم هزت رأسها قائلة :
" لكن على ضوء ما سمعت , يبدو أن كلامها كان زيفا".
" كلا......".
قال وأغمض عينيه , ثم أسند ظهره إلى كرسيه في حالة أسترخاء وأردف:
" هذا يثبت صحة ظني في لاورا".
توقف عن كلامه , وساد الصمت بينهما , وظلت موروينا في مكانها حائرة ماذا تفعل , هل تأخذ رسومها وتترك المكان , أم تنتظر لترى ماذا ستكون نتيجة الأمر؟".
فتح عينيه أخيرا , وتطله إليها ثانية , وقال وهو يؤشر إلى كرسي خلفها:
" تفضلي بالجلوس , وأعذريني لأنني لم أنهض لأستقبالك , أنني أعان من ألم في ساقي , لا أستطيع أن أمكث هكذا , علي أن أتعود على المشي ثانية".
ثم أدار كرسيه إلى جهة أخرى وأشار بيده إلى طاولة عليها مجموعة من الأوراق قائلا:
" بدأت في كتابة تاريخ عائلة تريفينون , وعلي أن أنهيه , لا بد أن والدتك أخبرتك عن بعض قصص العائلة وأساطيرها".
" ليس كثيرا , لقد حدثتني عن طفولتها وصباها هنا".
" لكنها سمّتك موروينا , كانت تردد دائما أنها لو رزقت بطفلة ستسميها بهذا الأسم , كنت أتخيّل أن هذه الطفلة ستكون طفلتي , آسف , لا أقصد أيذاءك , سمعت بدون شك بما حدث قبل تلك السنوات".
" نعم...... سمعت".
" لقد أحببت والدتك منذ اللحظة التي جاءت إلى هنا , وكانت بعد صبية , لكنها لم تبادلني الحب , كانت تعطف علي , وقلت أن هذا يكفيني".
" سيد تريفينون......".
قالت موروينا , لكنه قاطعها قائلا:
ط| نيكولا... سمني نيكولا , الجميع يدعونني بهذا الأسم , ما عدا لاورا بالطبع , كانت دائما تدعوني دومنيك , كانت تحب هذا الأسم , لكن ما دام إبن أخي يحمل هذا الإسم , فأن إستعمالي له يسبب الأرباك".
" نعم".
قالت موروينا بتوتر.
" لم تحبي إبن أخي بالتأكيد ".
قال مبتسما وأضاف:
" أعرف أن أستقباله لك كان غير ودي , لكن هذا أنتهى الآن يا عزيزتي".
" في الحقيقة , جئت هنا لأسألك أن تحتفظ برسوم والدتي , ثم علمت بما يفترض أن تكون والدتي قد أرتكبته , وعوملت بتلك المعاملة الوقحة , والآن وقد قابلتك , وعرفت طبيعتك وسماحتك , قررت أن أهديك هذه الرسوم".
هز رأسه مبتسما وقال:
" حسبما سمعت , هذه الرسوم هي كل ما بقي لك من بيتك , ألا يكون من الأفضل لو أنك أستمعت ألى ما سأقترحه عليك؟".
" ولكن وقتي قصير , علي أن ألحق بقطار لندن اليوم , وأعود لكي أبدأ البحث عن عمل".
" تستطيعين أن تمنحيني بعض الوقت , يعرف الله أنني أنتظرت طويلا , وقد تمنيت دائما أن تكون لاورا من ستأتي إلى هذه الغرفة , لكن ذلك يبدو أكثر مما كنت أطمح إليه".
" أظن أنها كانت ستقابل بأستنكار في هذا البيت ".
" كلا , ليس الأمر كذلك".
" لقد تأخرت , لا بد أن أذهب".
" كلا , أنتظري".
أعترضها بيده , فتراجعت موروينا إلى مقعدها ثانية , ثم أضاف قائلا:
" آسف يا صغيرتي , أعرف أن الحيرة قد أصابتك , وأنك محقة في ذلك , تستغربين بدون شك لماذا يحقد الجميع في هذا البيت على والدتك , لكنني آسف على ذلك حقا , أنني أذكرها دائما بأحترام , علما أن الخطأ أرتكب بحقي".
" لا أظن أن والدتي أرتكبت خطأ ما في حق أحد , لا بد أن هناك ألتباسا في الأمر".
" ليس هناك أي ألتباس , سرق شخص ما في هذا البيت , تصاميم الزورق ( لاورا ) وباعها إلى شركة أخرى , هل والدتك من فعلت ذلك لا أعتقد".
" ما دمت تعرف أن والدتي بريئة , فلماذا لا توضح هذا الأمر للآخرين؟".
هز نيكولا رأسه بيأس وقال بعد صمت طويل:
" حين وقعت هذه الحادثة , كنت متألما وغاضبا , لقد أحببت والدتك وعرضت عليها الزواج , لكنها ماطلت في جوابها , فأقنعت نفسي بأنني سأفوز بها في النهاية , وتركت الآخرين يعتقدون بأنها ستكون زوجتي , ثم ألتقت بوالدك , وحين أخبرتني بأنهما يحبان بعضهما , أصابني غضب جنوني , وأنذرتها بأنه لا يمكن لحبيبها الجديد أن يدخل تريفينون ثانية , وفرا معا في الليلة التالية , ولم أرها ثانية بعد ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 10:31 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" ولكن ما الذي حدث بتصاميم الزورق؟".
لقد أختفت فجأة من المصنع , وظننت في بادىء الأمر أن لاورا أخذتها خطأ لكن حين شاهدت النسخة المزورة من الزورق في المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان المعرض , أيقنت أن أحدا ما قد سرق التصاميم وباعها , وكان شقيقي , والد دومنيك ما يزال حيا آنذاك , فوجّه أتهامه أليها".
" ولكن لماذا لا توقفهم عند حدهم , ما دمت واثق من براءة والدتي؟".
" في البداية وافقتهم على أتهام والدتك , لقد حقدت عليها لعلاقتها بوالدك , ورغبت في الأنتقام منها , وحين كتبت ألي رسالتها , لم أخبر أحدا بذلك , أنيز وحدها عرفت بالأمر لأنها هي التي جلبت الرسالة ".
" هل كتبت إليك؟".
" نعم , كتبت تسألني العفو , وتخبرني بسعادتها مع والدك , وآنذاك أدركت أنها بريئة , لأنها لو كانت مذنبة لما تجرأت وكتبت ألي , خاصة وقد عرفت أن أصابع الأتهام موجهة إليها".
" ولكن لماذا لا تحاول كشف هذا الأمر للآخرين؟".
4- الحب بعد صفعة!



حين أستيقظت موروينا من نومها , كان ضوء ضعيف وشاحب يتسرب من خلال ستارة منفرجة جزئيا , ظلت متمددة في فراشها بعض الوقت , مضطربة , مشوشة الفكر , لا تعرف أين هي , حتى عادت إلى نفسها , ورغم أنها نامت جيدا في الليل , إلا أنها ما زالت لا تعرف الهدوء وراحة البال , لأنها ستقابل نيكولا تريفينون.
تركت فراشها وذهبت إل الحمام , ودخلت في حوض الماء الدافىء وهي تفكر لماذا طلب نيكولا تريفينون رؤيتها , وأيقنت من حديث مارك في الليلة الماضية , أنها آخر شخص على وجه الأرض يود السيد تريفينون رؤيته , وتساءلت بقلق:
" ترى ما الذي سيقوله لي حين نتقابل بعد برهة؟).
منتديات ليلاس
لكنها صممت على أن لا تسمح له بأن يطعن بوالديها أمامها , لقد سمعت ما يكفي من الأهانات توجه إليهما , ربما جرحت لاورا وزوجها مشاعرهم , بيد أن هذه ليست جريمة تستحق كل هذا التجريح والطعن.
أرتدت ثيابها ومشطت شعرها وتركته ينساب على كتفيها , كانت الساعة العاشرة حين نزلت إل الطابق الأرضي , وكانت الأبواب كلها مغلقة بأستثناء باب مكتب دومنيك , لكنها لم تشعر بأية رغبة في رؤيته.
وقفت عند نهاية السلم وهي تتلفت فيما حواليها بإرتباك , ولم يطل أنتظارها كثيرا , أذ سرعان ما أنفتح الباب الرئيسي وهجمت موجة هواء بارد ألى الصالة , ثم دخل كلبان كبيران أخذا ينبحان بصوت عال حينما أنتبها إليها , جمدت موروينا في مكانها , لكنها هدأت بعض الشيء حين دخلت فتاة طويلة ورشيقة ذات شعر أسود مسرّح بعناية , وثياب أنيقة منسجمة مع تقاطيعها , وتوقفت في مكانها أذ رأت موروينا وأخذت تحدق فيها بدهشة , ثم سألتها :
" من أنت؟".
همت موروينا أن ترد عليها بأن هذا ليس من شأنها , لكنها تمالكت نفسها وهي تفكر في مخاطر مثل هذا الجواب خاصة وقد بدت الفتاة واثقة من نفسها ومن مكانتها في البيت .
" إسمي موروينا".
أجابتها بأيجاز وهدوء , وحين طال الصمت والفتاة ما تزال تحدق فيها , سألتها موروينا :
" أهي كلاب شرسة؟".
" لا تخافي فهي لن تؤذيك , لكنها أستفزت حين رأتك غربة عن هذا البيت".
" هل تدليني إلى غرفة السيد تريفينون , من فضلك؟".
" السيد تريفينون؟".
سألت الفتاة بإستغراب , وأضافت:
" أنني في الحقيقة.....".
" حسنا كارين , سأهتم أنا بأمرها".
قاطعها دومنيك وقد ظهر من غرفته وأقترب منهما , حدقت فيه موروينا جيدا , كانت هذه هي المرة الأولى التي تشاهده في وضح النهار , كان يرتدي بدلة أنيقة وبدا وجهه هادئا وودودا.
وقال بصوت عطوف:
" صباح الخير , آنسة كيرسلاك , أتمنى أن تكوني نمت جيدا , هل تناولت فطورك؟".
" كلا ...... أظن أنني تأخرت على الفطور".
" بالعكس , هل تظنين أننا تركناك بلا فطور , أنيز في غرفة الطعام وقد أعدت كل شيء".
وفتح أحد الأبواب مؤشرا إلى مورينا بالدخول , تبعته قائلة بدون أن تنظر في وجهه:
" شكرا لك........".
" حين تنتهين من فطورك , ستأخذك أنيز إلى عمي".
" حسنا , وكيف حاله هذا الصباح؟".
" أنه في حالة جيدة , فقد سأل عنك حالما أستيقظ من نومه , يبدو أنه كان قلقا من أنني لن أقدر على أقناعك بالعودة إلى البيت".
" يبدو أنه لا يدرك قدرتك على الأقناع".
" شيء آخر أرجوه منك , حاولي جعل مقابلتك معه قصيرة قدر الأمكان".
" لا تقلق , فرغبتي في ترك هذا المكان بأسرع وقت , لا تقل عن رغبتك".
دخلت موروينا , وسمعت باب الغرفة وهو يغلق , ثم سمعت صوت الفتاة الأخرى وهي تسأل:
" يا حبيبي من هي هذه الفتاة ؟".
أذن هذه الفتاة حبيبته , وربما خطيبته , ترى هل هناك أمرأة على وجه الأرض يمكن أن تعجب به , فكرت موروينا , ثم حاولت أن تتذكر فيما أذا كانت الفتاة تلبس خاتم خطبة , لكنها فشلت .
دخلت أنيز وهي تحمل صينية كبيرة , وهتفت حالما شاهدتها :
" ها أنت أذن يا عزيزتي , تعالي قبل أن يبرد فطورك".
وبينما هي تتناول فطورها , قالت لأنيز :
" أظن أنه كان من الأفضل لو لم تأخذي تلك الرسوم إلى السيد تريفينون".
نظرت أنيز إليها وقالت متسائلة:
" ولماذا لا ؟ هناك أشياء كثيرة خافية في هذا البيت , يجب أن تنكشف".
" هل يحق لي أن أسأل ما هي هذه الأشياء؟".
" أشياء عديد ما تزال بدون إيضاح , السيد نيكولا مثلا قابع في غرفته , حزين على فقدان شيء لم يكن له أبدا".
" يبدو أنك كنت تحبين أمي".
" ولم لا ؟ بالطبع كنت أحبها".
أنتهت من فطورها , فصبت لها أنيز قهوتها , رفعت الكوب وذهبت نحو النافذة , وأخذت تتأمل الحديقة الخضراء والزهور المتناثرة فيها , ثم وضعت الكوب على المائدة وهي تفكر في العثور على جهاز تلفون حتى يمكنها أستدعاء سيارة تاكسي لتأخذها من هنا حالما تنتهي مقابلتها للسيد تريفينون , مشت إلى الخارج , كان البيت غارقا في صمت غريب , وكأن الجميع قد غادروه وتركوها وحدها فيه , وكانت الغرفة مغلقة بأستثناء أحداها فأتجهت إليها ووقفت أمامها , ثم أخذت شهيقا عميقا وهي تسمع دقات قلبها من شدة أضطرابها , وطرقت الباب
منتديات ليلاس
قال بعد صمت قصير:
" لو كشف عن براءة لاورا , لكان ذلك يعني أن شخصا آخر في هذا البيت قد سرق التصاميم وباعها , خاصة أن الذين كانوا يعرفون بأمر المشروع هم قلة هنا , لذا آثرت الصمت , وترك اللوم يقع على عاتق لاورا بدلا من فتح جبهة أخرى من الشكوك والتحقيقات , مع ما يقود إليه هذا الأمر من كوارث , أيقنت أن من كان يحقد على لاورا له يد في هذه الجريمة , وتركت الموضوع ليخمد مع الزمن , لكن أخي ظل يثيره بإستمرار بتحريض من زوجته , وعرفت أن هناك آخرين متورطين في هذا الموضوع , فسكت عن الأمر , وبحثنا عن كبش فداء لكي نحمله جريمة غيره , فكان ذلك الكبش والدتك , غير أنني بعد أن هدأ غضبي أسفت على ذلك جدا , وخففت الأمر على نفسي بأنها لن تعرف بالأمر , وحين لم أجبها على رسالتها , أيقنت بأنها لن تجازف بالكتابة ألي مرة أخرى".
ثم تطلّع إلى وجه موروينا بحب وإستمر في حديثه:
" أذا كنت ترغبين في الأنتقام مني نيابة عن والدتك , فأنك تستطيعين ذلك ببساطة يا عزيزتي , أن تأخذي رسومك وتتركي هذا البيت , وبذا تخرجين من حياتي إلى الأبد , ولكنني آمل ألا تفعلي ذلك".
ظلت موروينا جامدة في مكانها , وقد خيم صمت عميق لفترة , ثم أطلقت تنهيدة قصيرة وقالت:
" كلا لن أفعل ذلك , أظن أن ما حدث يكفي".
" أذن ستبقين؟".
" نعم , لكن لفترة قصيرة , فعلي أن ألحق بالقطار.....".
هز نيكولا رأسه بأنفعال قائلا:
" كلا....... كلا , لقد أسأت فهمي , أريدك أن تبقي معي هنا يا صغيرتي , ليس عندك مكان تذهبين إليه , أريدك أن تعيشي هنا , وأن يكون تريفينون بيتك".
" أوه , كلا , هذا لا يمكن".
" ولماذا لا؟".
" لأسباب عديدة , منها أن إبن أخيك يكرهني , وهو ببساطة لا يريدني هنا".
" أذا ما رغبت أنا في شيء , فليس في مقدور أحد أن يعترض".
" ثم أنني أريد العثور على عمل لأعالة نفسي , لا يمكن أن أعيش على الإحسان طوال عمري".
" من الذي تحدث عن الأحسان ؟ ثم هناك عمل لك , فأنا أريد من يساعدني في أتمام كتابة تاريخ تريفينون ".
" ولكن ليست لدي خبرة في السكرتارية".
" تستطيعين الكتابة بدون شك , أليس كذلك ؟ هذا كل ما أريده , ها أنت تشاهدين أنني شبه مشلول ولا أستطيع أنجازه لوحدي , وحين ننتهي من مسودة الكتاب , سنبعثها ألى سيدة في بورت فينور وهي التي ستطبعها على الآلة الكاتبة , حسنا ماذا تقولين الآن؟".
ظلت موروينا صامتة وعلامات التردد على وجهها , أضاف هو قائلا:
" يا عزيزتي , أنك ستساعديني كثيرا , ليس فقط في موضوع الكتاب , أنما سيكون بإمكاني البدء بالتحري , وكشف براءة لاورا , كوني كريمة وساعديني على العيش بسلام بعد كل هذه السنوات ".
لو أنها فقط تستطيع الكشف عن براءة أمها , وأن ترى أهل تريفينون يعتذرون منها على ما أرتكبوه بحقها , لا بد أن تعمل على أظهار الحقيقة أذا كانت أمينة لذكرى أمها .
قالت بهدوء:
" حسنا يا نيكولا , سأبقى حتى الأنتهاء من الكتاب".
" موافق...........".
قال فرحا ومد يده اليسرى إليها , فوضعت يدها فيها , وقال بعد توقف قصير:
" لا تظني يا صغيرتي أن مشروع الكتابة مجرد عذر لبقائك , فستجدينني مديرا حازما , ولكنني أقول أن هذا اليوم من أسعد أيام حياتي , والآن أذهبي وأبعثي لي أنيز كي أشرح لها ما تم الأتفاق بيننا , وبعد الغداء سنواصل العمل".
كانت في منتصف الطريق على السلالم حين قالت لنفسها : ( يا ألهي ما الذي فعلت ؟ هل حقا سأبقى هنا؟).
لكن دومنيك ظهر فجأة من مكتبه , ووقف في أسفل السلم قائلا:
" حالما تنتهين يا آنسة كيرسلاك , سآخذك بسيارتي إلى بنزاس".
" لا أرغب في الذهاب".
قالت بنبرة صارمة وواثقة , وقد أرتسم على وجهها علامات التحدي.
" عفوا ماذا قلت؟".
" قلت , أنا باقية هنا , طلب مني عمك أن أعينه في مشروع كتاب تاريخ تريفينون , أنه بحاجة ألى من يساعده في الكتابة".
" يا ألهي , لقد نجحت خطتك أذن , أيتها المتآمرة االصغيرة!".
قال هذا وقد أصفر وجهه من الغضب , لكن موروينا أجابته بأعتداد وثقة:
" لا تنس يا سيد تريفينون , أن أمر اللقاء مع عمك كان من تدبيرك أنت ".
" ليس من الطبيعي أن أنسى أي شيء , حسنا , لقد شاهدت البيت يا آنسة كيرسلاك , وبدون شك ستتعرفين خلال الأسابيع المقبلة على كل أملاك تريفينون وما بقي من مشروع الزوارق , ولكن أخشى ألا تجدي ما تأخذينه معك حين تتركين هذا المكان...".
" أؤكد لك أنني قادرة على ذلك يا سيد دومنيك ".
حدق فيها للحظة بشراسة وقد أشتد غيظه , وقال:
" هكذا أذن , أنك حرباء حقا يا آنسة كير سلاك , ها أنت تحولت خلال دقائق من غريبة في هذا البيت إل حبيبة للعجوز تريفينون , أنه أتسان طيب وأنا سعيدة بذلك".
" أنك تستغلين الوحد التي يعانيها هذا العجوز , ألا تشعرين بالعار من بيع جسدك إلى رجل في عمر أبيك؟".
نزلت موروينا بقية الدرجات ووقفت أمامه , وبكل ما تملك من قوة رفعت يدها وصفعته على وجهه.
أحست بأنها أرتكبت فعلا أحمق , وأنها فقدت أعصابها مثل طفلة صغيرة , لكنها لم تشعر بأي ندم حين تذكرت والدتها البريئة وكيف لوّث هؤلاء الناس سمعتها الطاهرة , نظرت إليه ثانية فرأت علامات أصابعها وقد أرتسمت على صفحة وجهه , وقالت بهدوء:
" أنني آسفة ".
" ستندمين على هذا يا موروينا , ستدفعين ثمن هذا غاليا , وهذا وعد مني لك".\كانت كلماته أنذارا حقيقيا , أستدار ومشى خارج الصالة بعد أن أغلق الباب الرئيسي بعنف , سمعت موروينا بعد برهة قصيرة صوت محرك سيارة , ثم أبتعد الصوت تدريجيا .
جلست عل السلم , ووضعت وجهها بين راحتيها , وقالت لنفسها:
( رباه , ماذا فعلت؟).

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 12:26 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2011
العضوية: 225924
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: flower122 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
flower122 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Icon Mod 44

 

شكرا كتير علي الرواية الرائعة عشتي ودامت لنا ابداعتك ومجهوداتك الرائعة




 
 

 

عرض البوم صور flower122   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:12 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5 -بلا مقدمات






أنغمست موروينا في عملها بحماس , ولم يكن لديها متسع من الوقت لتفكر في نفسها , وكانت سعيدة بذلك , أما نيكولا تريفينون فلم يكن مبالغا حين وصف نفسه بأنه مدير حازم بالعمل .
أستهلت موروينا عملها بكمية كبيرة من الواثق والكتب والصور الفوتوغرافية التي وضعها نيكولا أمامها , وأخبرها أيضا أن الشطر الأكبر من تاريخ تريفينون وأساطيرها أنما هو محتفظ ومتناقل في العائلة شفاها , والحقيقة أنها وجدت تاريخ تريفينون ثريا وضاربا بالقدم . كما أنها أطلعت على الكثير من القصص والأساطير المتعلقة بهذه العائلة , وأخبرها نيكولا أنه ما يزال هناك الكثير من هذه الأساطير في ذهنه , منها مثلا أسطورة تتعلق بأسم ( موروينا ) , وحين ألحّت عليه كي يسردها عليها , أجابها ضاحكا أنه سيفعل ذلك في الوقت المناسب.
منتديات ليلاس
حاولت موروينا جهدها أن لا تلتقي بدومنيك , ومن حسن حظها أنه وأخاه كانا ينهضان مبكرين , وحين كانت تنزل إلى الطابق الأرضي يكون الأخوان قد أنتهيا من فطورهما وغادرا البيت , أما دومنيك نفسه فقد كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه كفّ عن أعتراضها أو السؤال عنها , وبدا أنه قد نسي وجودها في البيت , وفي المساء , حينكانت تنتهي من عملها , وتتأكد من أن نيكولا لم يعد يحتاج إليها , كانت تنزل ألى قاعة الجلوس الكبيرة , حيث تكون أنيز قد أشعلت المدفأة , فتجلس هناك قبالتها تقرأ وتستمع إلى الراديو , وفي أحدى الأمسيات أنضم إليها مارك فرحبت به , كان أكبر منها بسنوات قليلة , وأصغر من أخيه دومنيك كثيرا , تحدثا طويلا عن تريفينون وعن العائلة , لكن دومنيك لم يكن يقترب من قاعة الجلوس في الأمسيات , بل كان يقضي أوقاته في مكتبه , وتساءلت موروينا : أهذه هي عادته دائما , أم أنه بدأ يتجنب قاعة الجلوس منذ جاءت هي إلى البيت , حتى لا يلتقي بها ؟ لكنها حسمت الأمر بأن ليس هذا من شأنها ما دام هو لا يقلق راحتها.
ذهبت في صباح أحد الأيام إلى غرفة نيكولا , بعد الفطور , لتبدأ عملها , لكنه أخبرها أنه لا يحتاجها اليوم , لأن الطبيب قادم بعد قليل لأجراء الفحوص له.
نظر إليها وقال:
" أنت متعبة من العمل , أذهبي اليوم في نزهة قصيرة , خاصة أن الجو صاح , ولا أثر للمطر".
وحين غادرت الغرفة , صاح من وراءها :
" أبقي بعيدة عن البحر , لأن الأمواج قوية وهائجة".
ذهبت إلى غرفتها وأخذت دفترا لرسم وعلبة أقلام , وكانت أنيز هناك ترتب الغرفة , فقالت لها:
" ما دمت تذهبين إلى الخارج , أجلبي معك عددا من البيض , أذا ما مررت قريبا من حقل السيدة هاريك".
غمرت مورينا سعادة كبيرة ومفاجئة حين أصبحت خارج البيت , وكأنها تلميذة صغيرة أطلقوها من المدرسة فجأة , ولم يخامرها هذا الشعور لأنها كانت تكره العمل مع نيكولا , بل العكس , كانت سعيدة معه , لكنها رأت نفسها وحدها لأول مرة منذ أن جاءت إلى تريفينون , وفي هذا سعادة كبرى لها.
أتخذت طريقها إلى ناحية البحر مسترشدة بهدير الأمواج , وكانت الرياح قوية , تنشر شعرها على وجهها , وحين وصلت إلى المرتفعات الصخرية المطلة على البحر , شاهدت الأمواج الهائجة وهي تصطدم بالصخور محدثة هديرا عنيفا , وناشرة كمية من الرذاذ الأبيض.
تأملت البحر طويلا , وبالرغم من سعادتها بذلك , إلا أنها أحست بخيبة أمل حين لم تلمح أثر للفقمات , تلك الحيوانات البحرية الرمادية اللون , لكنها تذكّرت أن هذه الحيوانات ستعود إلى هنا مع مطلع العام القادم , لكن هل هل ستكون هي نفسها هنا في ذلك الوقت؟
منتديات ليلاس
مشت طويلا فوق تلك الصخور العالية , وهي تتأمل فيما حواليها , وبالرغم من أنها عاشت سنوات طويلة في الريف , إلا أنها أحست هنا برهبة وخوف يتسربان إلى قلبها , من الوحدة تحت هذه السماء الشاسعة , والصخور والبحر وهدير الأمواج , وجلست بجانب صخرة كبيرة تستطيع الأحتماء بها من الريح , وهيأت دفترها وأقلامها وبدأت في تخطيط بيوت بورت فينور وبقايا المنجم , لكن الريح الشديدة كانت تعصف بها وتوشك أن تمزق أوراق الدفتر , وهي تفكر إلى أين ستنتهي وألى متى ستبقى في تريفينون.
بعد فترة قصيرة أنتابها الضجر , فمزقت الورقة وألقتها للريح , ونهضت لتذهب إلى حقل السيدة هاريك لتأخذ البيض وتعود إلى البيت , لم تكن تعرف الطريق إلى الحقل , فقررت الوصول إلى الطريق الرئيسي أولا , وبينما هي تسير سمعت صوت محرك سيارة من خلفها فأنسحبت إلى جانب الطريق , لكن صوت المنبه لم يكف بالرغم من وجود مكان كاف لعبور السيارة تماما , كانت سيارة مارك , فهتف لها وهو يلوّح لها بيده:
" أهلا..... هل أستمتعت بوقتك؟ هيا...... سأوصلك ألى حيث تريدين".
بعد تردد قصير أجابته , وهي تفتح باب السيارة وتصعد :
" إنني ذاهبة إلى حقل السيدة هاريك لآخذ كمية من البيض طلبتها أنيز".
" حسنا , سآخذك إلى هناك".
بعد دقائق من الصمت سألها مارك ثانية وهو يضحك:
" كيف يسير العمل في مشروع الكتاب؟".
" ببطء.... ما زال أمامنا الكثير من العمل".
" أوه , هذا مؤسف".
أجابته بعد أن تأملته طويلا , وهي تبتسم:
" لماذا ؟ ألأنه يعني أنني سأبقى في بيتكم مدة أطول؟".
" يا ألهي , كلا , لا أعني هذا".
" ماذا تعني أذن؟".
" أعني أن عمي رجل مريض , ولا نريد أن يرهق نفسه كثيرا حتى لا تنتكس صحته , بالرغم من أنه يشعر بتحسن كبير هذه الأيام , ونحن نشكرك على ذلك ".
" نحن؟".
سألته بدهشة وهي ما تزال تبتسم .
" بالطبع , حتى دومنيك , كان أعتراضه على بقائك في البداية , هو لخشيته من أن تسبب رؤيته لك صدمة أخرى له , لكن النتيجة جاءت عكس ذلك تماما".
" لكن دومنيك لم يغير مني موقفه حتى الآن".
" تعرفين أن أحزان وأحقاد كل تلك السنين لا يمكن أن تلاشى خلال أيام".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:14 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تجبه مورينا , وظل هو أيضا صامتا حتى وصلا إلى مفترق طريق , فأوقف السيارة وأشار إلى طريق الحقل قائلا:
" ذاك هو حقل السيدة هاريك , وحين تعودين إلى البيت هناك طريق مختصر , أسألي السيد حتى تدلك عليه".
أخذت موروينا البيض , وحين أستفسرت السيدة هاريك عن سبب وجودها المفاجىء في تريفينون , أعتذرت لكونها يجب أن تسرع في العودة لأن أنيز تنتظرها , وقريبا من البيت تسلقت حائطا صغيرا , ودخلت إلى باحة كبيرة كان عليها أن تجتازها قبل الوصول إلى البيت , كانت هذه الباحة جزءا من بناء قديم ملحق بالبيت الكبير , يحوي مخزن الغلال وأدوات الفلاحة التي تعود إلى أنيز , وأصطبلات كانت تستعمل أيام كانت تريفينون مزدهرة , هناك سمعت صوت كلب يقترب منها , فأنتابها الخوف , رغم أنها كانت تحب الكلاب منذ الصغر , وهرعت إلى البناية القديمة , لكن الكلب تبعها إلى هناك .
ووجدت نفسها في غرفة واسعة ومظلمة بعض الشيء , فيها معاول وفؤؤس وكميات كبيرة من الحطب والقش , كما شاهدت سلما خشبيا يقود إلى مخزن علوي , فتسلقت السلم حتى تكون في أمان أكثر هناك , دخل الكلب وراءها وظل عند أسفل السلم ينبح ويقفز محاولا الوصول إليها , كان أحد الكلبين اللذين أعترضاها في الليلة التي جاءت فيها إلى تريفينون , غير أنها منذ ذلك اليوم لم تشاهدهما , وحين سألت أنيز عنهما , أجابتها أنهما غالبا ما يمكثان خارج البيت , في البناية الملحقة.
ظلت موروينا محبوسة في المخزن العلوي فترة طويلة من الزمن , وقد جمدت من الخوف , لا تدري ماذا تفعل ولا كيف تبعد الكلب عنها , وفكرت أنه ربما دومنيك هو الذي علّم الكلب على معاداتها , لكنها سرعان ما سخرت من أوهامها.
هدأ الكلب , حين سمع صوت أقدام قادمة في الباحة , فهتفت موروينا من مكانها متوسلة , قبل أن يبتعد العابر من الغرفة.
" من فضلك , هل تبعد هذا الكلب عني ؟ أنني خائفة".
توقف العابر لحظة , ثم جاء صوت أقدامه وهو يقترب من الغرفة , ظنت أنه زاك يقوم بعمله هنا , لكن سرعان ما ألتقت عيناها بعيني دومنيك حين دخل إلى الغرفة وصاح:
" يا ألهي , ماذا تفعلين هنا؟".
" هربت من كلبك".
" أنت مجنونة ! ألا تعرفين أنه لا يؤذيك".
" أبعده عن السلم , حتى أنزل......".
" هيا... هيا , أنزلي , لا تخافي".
قعد الكلب عند ساقي دومنيك , وراح يتمسح به محركا ذيله , أما موروينا فقد بدأت في النزول , غير أن قدمها أنزلقت في منتصف السلم , فأطلقت صرخة قوية وأفلتت علبة البيض من يدها , لكن يدا قوية أمسكتها من خاصرتها وأنزلتها على الأرض , كانت ترتعش من الخوف والأنفعال , وقد أمتلأت عيناعا بالدموع.
قال دومنيك لها ساخرا:
" ماذا كنت تفعلين ؟ تستكشفين خفايا تريفينون؟".
حدقت موروينا في وجهه بغضب , تمنت لو أن علبة البيض ما تزال في يدها , لتضرب بها وجهه , ثم أجابته بصوت مرتعش:
" كلا.... كنت أجلب البيض لأنيز من حقل السيدة هاريك ".
أنتبهت فجأة أنه ما يزال يمسكها من خاصرتها , فأحست بالحرارة تصعد إلى وجهها , وقالت وهي تبتسم من بين دموعها:
" أن كلبك يكرهني".
" ما زلت غريبة عبيه , سيعتاد عليك بمرور الزمن".
" أنت تكرهني أيضا..... والكلب يحس بذلك".
" أهكذا حقا؟".
قال مبتسما وسحبها نحوه وأقترب بوجهه من وجهها.
فأصابها الذعر وحاولت أن تفلت من بين يديه , لكن بدون جدوى , وقالت وهي ترتجف بعد أن تخلص منها.
" ما كنت أظن أن هناك ذئابا مع الكلاب في هذا البيت".
" ألا تتذكرين أنك تمنيت , أن يقع ملك كورنوول في هواك؟ ها هي أمنيتك قد تحققت".
" لكنني أكرهك , ولا أود رؤيتك".
" أظن أنك تعلمت من تاريخ عائلتنا , أنه أذا ما أحببنا شخصا نظل أوفياء له".
" من الأفضل أن توفر عواطفك لأمرأة أخرى".
خيّم الصمت عليهما , وكانا ما يزالان يقفان في مكانهما بدون حركة , وحين طال الصمت ساءلت نفسها : لماذا أمكث معه في هذه الغرفة المظلمة ؟
" من فضلك لو شرحت لأنيز ما حل بالبيض".
" بل سأذهب إلى الحقل وأجلب غيره".
" شكرا......".
أجابت وتركت الغرفة , كان الجو باردا في الخارج , فرفعت ياقة سترتها حتى تغطي رقبتها أتقاء للريح الباردة , وأحست بحقيقة مرة تستقر في أعماقها شيئا فشيئا , هي أنه ليس هناك شيء يبقيها في تريفينون سوى حب دومنيك!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنبوذة, high tide at midnight, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير القديمة المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية