لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-11, 10:44 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

مرة ثانية لمست ناتالي خده بنعومة و قالت :
(( لا أستطيع مطلقاً أن أكرهك ))
أبعد يديها عن وجهه مبدياً إنزعاجه , ثم قال :
(( إذهبي إلى بيتك , أميرتي ))
على الرغم من عدم خبرتها العاطفية , إلا إن القسوة التي ظهرت في نبرة صوته أنبأتها , دون أي شك , إنه يرغب في إبعادها عنه . نزلا معاً إلى المطبخ , و عندما أراد أن يرافقها إلى منزلها , أوقفته برفع يدها معترضة :
(( تمكنت من التحمل طيلة السهرة على الرغم من قسوتك و عنادك , و أعتقد إنني أستطيع أن أقطع المسافة بين منزلينا بمفردي ))
الجرح الذي أصاب كبرياءها جعل صوتها يبدو متصلباً و كذلك عمودها الفقري , ما ينم عن حزم و إرادة شديدين .
تمكنت من القول بصعوبة :
(( عمت مساء , ديمتريو ))
ثم إختفت في الظلام من دون أن تضيف كلمة أخرى .
كان الوقت متأخراً جداً , فالساعة تقارب منتصف الليل . فكرت ناتالي إنها تستطيع التسلل خلسة إلى غرفتها دون أن يلاحظ أحداً , لكن ما إن فتح الباب الرئيسي , و ما هي إلا لحظة حتى وجدت نفسها مسمرة تحت أنوار الثريا المعلقة فوق الدرج الملتوي , و جدتها تحدق فيها بإنبهار شديد .
سمعت نفسها تقول متلعثمة :
(( إعتقدت إنك خلدت إلى النوم منذ وقت طويل ))
شعرت بالذنب كأنها تلميذة مدرسة داخلية ضبطت .
أجابت باربرا بحزم بنبرة ملؤها الإستنكار :
(( هذا ما إعتقدت إنك ستفعلينه طيلة الأمسية , لكن من الواضح إنني أخطأت , هل أستطيع أن أسألك أين كنت ... ))
توقفت عن الكلام و جالت بنظرها على ناتالي محدقة بحذائها الذي يتدلى من بين أصابعها , قبل أن تتابع :
(( ... كي تعودي إلى المنزل متسللة كما أنت الأن ؟ ))
شعرت ناتالي إنها حزينة و بائسة جداً إلى درجة لم تحاول معها التفكير بتلفيق أية كذبة .
قالت ببساطة :
(( أنت تعرفين جيداً أين كنت جدتي , لذلك لا داعي لممارسة الألاعيب , لقد تناولت العشاء مع ديمتريو برتولوزي ))
منتديات ليلاس
- و هل دام العشاء حتى هذه الساعة ؟ كم عدد الأطباق التي قدمها ؟
تمالكت ناتالي أعصابها كي لا تعترف لها إنه بقدر ما كان العشاء لذيذاً و ممتعاً فإن التحلية التي تلته في الطابق العلوي كانت مسببة للصدمة . رفعت كتفيها بعد أن تمكنت من الحفاظ على رباطة جأشها .
- إنها توازي ما قدمته مريانا سورينتينو . على ما أعتقد , ما دمت أنت أيظاً وصلت الأن لتوك إلى المنزل , و قبل أن تبدأي بالإسهاب من جديد حول حماقة ما أفعله بالتقرب من ديمتريو , لا بد إنك ستشعرين بالسعادة إذا ما عرفت إنه يوافقك الرأي , فالطريقة التي إفترقنا بها الليلة , تجعلني أشك بأن يدعوني إلى زيارته من جديد .
إفتر ثغر جدتها عن إبتسامة مقتضبة قبل أن تصرح قائلة :
(( إذاً , لن أضيف أية كلمة أخرى , حتى عبارة (( سبق أن قلت لك ذلك ! )) )) .
***
أمضى ديمتريو معظم الليل و هو يذرع الغرفة ذهاباً و إياباً . راح يشتم نفسه تارة بسبب ضعف و إستسلامه لعناقها , متذكراً الألم الذي سببه لها بعد ذلك , و الوضع الصعب الذي وصلا إليه معاً , و يشتمها تارة أخرى بسبب إيمانها العنيد بإنه يستحق حبها .
إنه في الرابعة و الثلاثين من عمره و هو مشهور بعلاقاته بالجنس الأخر , لكنه أيظاً قاسٍ . أعتاد أن يكون كذلك , ليتمكن من البقاء حياً تحت رعاية جده . لو لم يكن كذلك لمات منذ وقت طويل . في نهاية الأمر تمكن من بناء حياة جديدة , محققاً النجاح في حياته , كما تمكن أيظاً من بناء صداقات مع عدد من الأشخاص المحترمين المعروفين بنزاهتهم و إجتهادهم .
لكن ذلك لا يعني إنه نسي ما معنى أن يكون المرء في الجهة الأخرى من الحياة . هنا يكمن الفرق الذي لا يمكن التغلب عليه بينه و بين ناتالي .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:45 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

إن سمح لها بأن تدخل إلى قلبه و الله وحده يعلم كم يرغب ذلك سوف تكتشف بطريقة قاسية جداً أمراً فهمه هو منذ وقت طويل عندما كان طفلاً " رفضه من قبل المجتمع الذي يضمها إليه بكل فخر و حب .
عندها سوف تصاب بجرح لن تشفى منه أبداً . لن تتمكن ناتالي من تجاوز صدمة قاسية كهذه , و هو لن يسمح لها بأن تستدرجه ليثبت لها ذلك .
كان بإمكانه أن يجعل الأمور أكثر سهولة بينهما , لو إنه شرح لها لماذا يقدم نفسه للمجتمع كرجل عادي فقير ورث هذه الفيلا المهدمة , لكنه أقسم منذ زمن بعيدا ألا يبرر تصرفاته لأي كان .
أولئك الأشخاص الذين يحيطون بها , جعلوا حياة جدته بائسة و حزينة , و هو لا يستطيع تغيير نفسه إلى درجة تمنعه من الإحساس بالسعادة و الرضى حين يأتي الوقت المناسب و يندمون على ما قاموا به . لن تتمكن ناتالي من رؤية ذلك الأن , لكنه يقدم لها خدمة بإبقائها بعيدة عنه , لأن الجميع سوف يكرهونه عندما يتفذ إنتقامه . جدتها و أصدقاؤها لن يسامحوه مطلقاً لإنه سيكون قد سخر منهم , و أثبت لهم إنهم أغبياء , و إن كانت ناتالي تسانده و تناصره , فهم لن يغفروا لها أيضاً .
بعد مرور أربعة أيام , ذهب ديمتريو إلى بوستيانو ليعاين معدات محلية الصنع لدى سمكري يقيم هناك , و عندما عاد إلى شاحنته , وجد العجلة الخلفية مثقوبة .
اجتاحه الغضب بشكل لا يحتمل , فرفس العجلة المثقوبة بقدمه . صحيح إن الشاحنة تبدو قديمة لكن العجلات جديدة , لذلك إستغرب الأمر , و لم يعرف السبب الذي أدى إلى ثقبها . أما الأسوأ من ذلك كله فهو إنه مضطر إلى إفراغ الشاحنة من المواد التي إشتراها للتو ليتمكن من الوصول إلى العجلة الإحتياطية , وفي هذا الطقس ذي الحرارة المرتفعة الخانقة .
أطلق زفرة طويلة قائلاً بتذمر :
(( يا لها من نهاية سيئة لأسبوع سيء , إنه أشبه بالجحيم ))
أفرغ كل المعدات من الشاحنة , و أخرج العجلة الإحتياطية و الرافعة .
- تباً لهذه العجلات الرديئة !
- هل تحتاج إلى المساعدة ؟
رفع ديمتريو نظره , فالتقت عيناه بنظرات رجل يمر بقربه . بدا الرجل في الثلاثين من عمره , يرتدي بنطلوناً قصيراً و قميصاً قطنية قصيرة الكمين , وينتعل حذاء رياضياً و يحمل آلة تصوير علقها حول عنقه , و قد تخلل شعره الأسود الداكن , بضع خصلات من اللون الأشقر , فيما تدلى قرط فضي صغير من إذنه اليسرى . الإنطباع الذي يعطيه هذا الرجل للمشاهد العادي هو إنه مجرد سائح يتجول مستمتعاً بالمناظر المحيطة به , أما ديمتريو الذي يملك تجارب كافية مع الشرطة تعود إلى أيام شبابه , فيتعرف مباشرة على الشرطي المتخفي ما إن يصادفه , حتى لو راح هذا الأخير يبتسم له بمودة .
رفع نحور العجلة بمفتاح الربط , و بدأ يفك المسامير , ثم قال :
(( منذ اللحظة التي أعلنت فيها عن إسمي و أدرك الناس من أنا , أظن إنني أصبحت شخصاً مشكوكاً بأمره في هذه المنطقة ))
إنحنى الرجل قربه , و عرف عن نفسه بصوت منخفض :
(( التحري كريستوفاني روسو ))
بدا الأمر بالنسبة للناظر إليهما كأن الرجل يقدم له المساعدة في إصلاح عجلة الشاحنة . تابع الرجل قائلاً :
(( أعلمك إن إسمك هو نقطة لصالحك و صالحنا معاً , في هذه الفترة ))
- و كيف ذلك ؟
- أتى لزيارتك شخص منذ عدة أيام ... مستثمر يدعى كاتانسكا .
- أتقول لي إنني تحت مراقبة ؟
- أنت لست كذلك سنيور بل كاتانسكا , فكل تحركاته تثير الشبهة لدينا .
- إذاً , من المحتمل أن تكون قد عرفت إنه يريد شراء الفيلا .
منتديات ليلاس
هز روسو رأسه , و أجاب معلقاً :
(( أراد إمتلاكها منذ وقت طويل , و أعتقد إنه سيحصل عليها في نهاية الأمر , حتى ظهرت وبدأت في ترميمها و إعادتها إلى سابق عهدها ))
- و أنت مهتم بالأمر بسبب ... ؟
- وضع خطة تقضي بتحويل أرضك إلى مجموعة من عشرين منزل صغير , و بذلك سيضيف إلى ثروته مبلغاً ضخماً ببيعها بأسعار خيالية .
- في تلك المنطقة ؟
استمر ديمتريو في العمل بسرعة لينزع العجلة , ثم نظر إلى الشرطي بإستهزاء و هو يتابع :
(( لا مجال لذلك مطلقاً , إتحاد المقيمين سيصوت ضد ذلك العمل ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:46 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- سيفاجئك أن تعلم إلى أي مدى وصلت علاقات كاتانسكا خلال السنوات الماضية .
قدم روسو له المسامير بينما كان يضع العجلة الإحتياطية في مكانها , شارحاً له في الوقت نفسه مقدار الفساد الذي يستخدمه هذا الرجل في أعماله و المساوئ التي ينشرها في هذه المنطقة .
منتديات ليلاس
- كاتانسكا قرش كبير في عالم المال فهو يدين المال بفائدة عالية , متستراً وراء قناع مستثمر كبير . إشتهر الرجل بتعامله في السوق السوداء , و هو يعتمد الرشوة و المراوغة للتملص من القوانين , كما يقوم بخداع مالكي الأراضي مخفياً عنهم القيمة الحقيقية للأراضي التي يشتريها منهم , و بإستعمال مواد بناء رديئة .
إنه يتمادى بأعمال السوء من دون أن يتم القبض عليه ولو مرة واحدة , و نحن نعتقد أن بإمكانك مساعدتنا على القيام بذلك .
تراجع ديمتريو إلى الوراء حتى جلس على عقبيه , بعد أن تفاجأ مما سمعه :
(( ولَمِ أنا ؟ ))
- أنت الشخص المثالي المؤهل لهذا العمل , رجل متحدر من عائلة ذات تاريخ يحتمل كل نوع من الشك , يعمل على ترميم منزل بحاجة إلى ثروة , و هو لا يملك ما يدل على إنه قادر على الوفاء بإلتزاماته .
سارع ديمتريو إلى القول :
(( توقف عند هذا الحد ! أولاً , الأمور ليست فعلياً كما هي الظاهر , ثانياً , أنا لا أرضى بتعريض سمعتي للشبهة حتى لأجل خدمة الشرطة ))
- أجرينا بحثاً شاملاً عنك , و نحن ندرك جيداً أن هناك الكثير من الأمور المتعلقة بك التي لا تظهر للعيان . سنيور , نحن لا نطلب منك أن تخون مبادئك , فنزاهتك بالتحديد هي ما جعلتك الرجل المثالي للعمل الذي نفكر فيه . إن أسوأ ما يمكن أن نطلبه منك هو أن توافق على التعامل مع كاتانسكا , كي نتمكن من مراقبته عن كثب , و تبقي إتفاقنا طي الكتمان الشديد .
- رجعت إلى هنا لأشعر بالسلام و الطمأنينة , و لأجعل جيراني يقتنعون بأنني أستحق العيش بكرامة , و إنني لا أريد أن أبدأ حرباً معهم , و هذا أمر لا يمكن تحقيقه إذا ما عرف عني إنني أتعامل مع شخص مثل كاتانسكا .
- ما إن نحقق هدفنا , سوف نعلن بوضوح تام براءتك من أي تورط معه , و من الطبيعي أن نعطيك تعهداً خطياً بذلك .
توقف روسو عن الكلام لفترة كافية ليقنع ديمتريو إنه يحتفظ بأفضل ما لديه ككلمة أخيرة .
- في النهاية سيكون الأمر لمصلحتك أيظاً , سنيور . فبالنسبة إليك , هذه صفقة رابحة في مطلق الأحوال , و إذا قمت بهذا العمل , فإنك لن تحصل فقط على إحترام جيرانك , بل ستحصل أيظاً على إمتنانهم و إعجابهم بك .
يا له من عرض مغرٍ !
منتديات ليلاس
- لكنك لم تخبرني بعد ما الذي تريد مني أن أفعله .
- في الوقت الراهن ...
ساعده روسو ليعيد المعدات إلى الشاحنة , ثم صافحه و هو يقدم له بطاقة عمل , ثم تابع يقول :
(( .. خذ يوماً أو أكثر لتفكر بما قلته لك , و إن قررت الموافقة , إتصل بي ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:47 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- حسناً ! لكن بدون أية وعود .
- أتفهم ذلك !
أغلق ديمتريو الباب الخلفي للشاحنة , و قال : (( شكراً على المساعدة ))
- على الرحب و السعة .
إستلقت ناتالي على بطنها فوق منشفتها على الشاطئ الرملي الساحر , متمتعة بحرارة الشمس المنعشة و هواء البحر اللطيف , مصغية إلى صوت تصارع الأمواج البعيدة عنها . إنتابها حالة من الخدر الذهني المحبب ساعدتها على نسيان الألم القوي الذي تشعر به في قلبها , تذكرت بصورة ضبابية النقاش الذي دار بينها و بين جدتها هذا الصباح .
- أنا مدعوة إلى حفلة في كابري , تعالي معي , ناتالي , سيكون هناك الكثير من الأشخاص في مثل سنك , عزيزتي , و أنا متأكدة من إنك ستستمتعين .
بالطبع ! جدتها تريد لها كل الخير , لكنها لا تدرك أن ناتالي في وضعها الحالي , لا تستطيع أن تتعامل مع هذا الإهتمام الذي تظهره باربرا .
قالت :
(( شكراً جدتي , لكنني سأتمكن من التعامل مع حالتي بطريقة جيدة ))
- لكن الوحدة ليست أمراً جيداً , عزيزتي . أنت بحاجة إلى الخروج من المنزل .
- أنا أفعل ذلك كل يوم .
- البقاء ساعات بمفردك على الشاطئ , ليس ما أعنيه بالتحديد .
الشاطئ هو المكان الذي تهرب إليه , حيث تستطيع أن تبقى بمفردها لتعالج جروحها العاطفية .
قالت تجادلها :
(( الهواء منعش هناك , كما إنني أفضل السباحة في البحر ))
هذا صحيح بالطبع , ففي الأيام الأخيرة , إرتفعت درجة الحرارة بشكل كبير , ما جعل المياه في بركة السباحة في المنزل حارة إلى درجة لا تحتمل .
هزت جدتها رأسها و هي تقول :
(( من يعرف ما الذي تحتوي عليه مياه البحر , عزيزتي , هناك حشرات و عوالق ... أما بالنسبة لصعودك و نزولك عبر المنحدر الصخري ... ))
- التمارين الرياضية مفيدة لي
منتديات ليلاس
- حسناً! أعتقد أن أي شيء تقومين به هو أفضل من إضاعة وقتك مع ذلك الشخص المخيف ديمتريو برتولوزي .
على الرغم من حالة الخدر التي تسيطر عليها ، فإن تذكر إسمه جعل أصابعها تنكمش فوق الرمال الساخنة .
- لا أريد أن أتحدث عن هذا الرجل جدتي ! و إن أصريت على التحدث عنه في كل فرصة سانحة ، سابدأ في النوم على الشاطئ أيظاً . إذهبي إلى كابري ، و إستمتعي بوقتك , سأكون بخير هنا بمفردي .
بعد أن أوضحت ما تريده تماماً , غادرت جدتها المنزل ، و إستسلمت ناتالي للسلام و الهدوء اللذين تشتاق إليهما روحها . لا بد إنها غفت ، و هو أمر تفتقده بشكل تام في الليل . تنهدت متأوهة , و تركت الإحساس بالإسترخاء يسيطر عليها ، و الظلام يخيم على أفكارها .
إنها في قطار في طقس ماطر بارد , و هي تستطيع أن تسمع صوت محركه البخاري ، و تستطيع أن تشعر بلسعة باردة على كتفيها العاريتين , تبدل الطقس فجأة فغدا صيفاً , و شعرت بزخة غريبة من المطر تصفق خدها .
إستيقظت و خبأت وجهها بالمنشفة ما إن تطاير عليها رذاذ من الرمل الرطب . شعرت بلسان دافئ يلامس أذنها , و أظافر صغيرة تنغرز في ذراعها ... غمرها فرح كبير أنساها كل أثر للنعاس , ما إن تنشقت رائحة الجرو , و شعرت بأنفاسه الرطبة . أدارت وجهها فإذا وجه بيبو أمامها تماماً.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:48 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- آه ! قطعة حلوى ...
جلست على ركبتيها , و أمسكت الكلب الصغير الرطب , و ضمته إليها ثم قبلته و لم تبال مطلقاً بتساقط الوبر و الرمل عليها .
- كم إشتقت إليك ! كيف عرفت أين تجدني ؟
قال ديمتريو , من مكان ما خلفها :
(( في الواقع , هو لم يعرف . أنا من أحضره إلى هنا ))
هل يمكن للثلج أن يحرق ؟ هل يمكنه أن ينزلق فوق بشرتها و يتركها مجهدة غير قادرة على التنفس لشدة حرارته .
تابع ديمتريو :
(( أنا أسف ! لو علمت إنك هنا , لما ... ))
لم تجرؤ على الإستدارة و النظر إليه . هزت رأسها و هي تقول :
(( لا داعي للإعتذار , فأنا لا أملك الشاطئ ))
- و مع ذلك , ما كان علي إزعاجك
- لم تفعل
- كنت نائمة
- لا , كنت أهم بالمغادرة
أطلقت سراح بيبو , و أمسكت بمنشفتها و حذائها , ثم وقفت على قدميها و إستدارت نحو المنحدر . و لكن بدلاً من أن تنطلق , وجدت نفسها في مواجهة صدره ... صدره العاري . لا شيء جديد في هذا , أليس كذلك ؟ فهي لم تعرف مطلقاً رجلاً يكره إرتداء القميص مثله .
أمسك ديمتريو بمرفقيها , فشعرت بيديه حارتين و قاسيتين على بشرتها , قال :
(( أنت تكذبين , أميرتي ))
ردت بقوة :
(( نعم . أكذب ... لإنك لست قادراً على تحمل الحقيقة ! و الأن , أبعد يديك عني و دعني أرحل ))
- لا !
- ماذا ؟
فتحت فمها بغضب و إستياء محدقة به . الرجال الذين تعرفهم ... كما يحلو لديمتريو أن يسميهم , يعرفون أن ليس عليهم تجاهل كلام امرأة عندما تطلب منهم أن يتركوها و شأنها .
كرر من جديد :
( لا ))
- بإمكاني أن ألقي بك في السجن بسبب ذلك
قال :
(( أميرتي ! ))
شدها إليه بعناد , حتى كادت كلماته تلامس وجهها . تابع :
(( الأفكار التي تملأ رأسي الأن , و ما أتمنى القيام به , قد يقودني للبقاء في السجن لعشر سنوات متتالية , لكنني و في هذه اللحظة بالذات , لا أعير الأمر أية أهمية ))
عانقها بيأس رجل مشرف على الغرق و يشهق محاولاً التنفس , بلهفة رجل ضائع و مشتت الأفكار . تنهد بقوة فبدا كأن تنهيدته تخرج من أعماق روحه , و لم تستطيع ناتالي منع نفسها في مبادلته العناق .
لم يعرفا كم من الوقت مر عليهما و هما متعانقين .. ربما بيبو وحده يعرف , إذ نفذ صبره أخيراً فنبح بقوة , و تعلقت مخالبه بساقي ناتالي . أطلق ديمتريو شتيمة خافتة , و إبتعد عنها .
تراجعت ناتالي قليلاً , و وضعت يداً مرتجفة على وجهها
- لَمِ فعلت ذلك ؟
- ما السبب برأيك ؟
تابع و عيناه مليئتان بالأسى :
(( لأنني لم أستطع التغلب على نفسي , و لأنني أحمق كبير , كما إنك هنا , و الإبتعاد عنك أمر يفوق قدرتي على الإحتمال ))
- لماذا تعتبر نفسك أحمق ؟
نظر حوله , و ظهرت تلك الإبتسامة العذبة المليئة بعدم المبالاة و التفاخر على وجهه .
- أنا أبعدتك عني , أليس كذلك ؟
قالت , و هي تشعر بألم في حلقها :
(( صحيح ))
- حسناً ! ماذا سأقول ؟ إنني أطلب منك العودة إلي
- لماذا ؟
منتديات ليلاس
- إنظري , إلي , أميرتي ! لماذا برأيك ؟ لأنني أفتقدك كثيراً .
***
حتى تلك اللحظة , لم يكن قد إتخذ قراره بعد . لكن بعد أن ضمها بين ذراعيه , قرر أن يقبل عرض كريستوفاني روسو . سيقدم على أي عمل ليبرهن إنه يستحق فرصة أخرى معها .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
catherine spencer, احلام, دار الفراشة, درس في الحب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the mediterranean husband, كاثرين سبنسر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية