لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ما وراء الطبيعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ما وراء الطبيعة روايات ما وراء الطبيعة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-06, 04:15 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حسين السريعي المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

نحو الزوال !!



الجزء التالي كتبته د0 كاميليا أستاذ الفلسفة :
لم أكن أتوقع ولم أرغب قط في أن يكون لي دور في هذه القصة 00لقد جرح رفعت كبريائي بتعامله المستخف تجاه كتابي ، وأزعم أن في سلوكه ما بدا لي درجة فاضحة من عدم النضج والخرق 0 والجواب على كل حال جاهز دائماً 00إنها المراهقة المتأخرة 00
وعلى كل حال أنا لم أرى قط من رفعت ما يدحض اعتقادي بوجود خلل ما في قواه العقلية 0كانت لديه دوماً أعذار جاهزة بصدد هذا المستنقع الميتافيزيقي الذي يعيش فيه ، حيث يتداخل عالما الواقع والخيال بشكل لا يمكن وصفه 0
كنت احتفظ بهذا اليقين حتى يوم الأربعاء الثالث عشر من مايو 00
في الـ 9 مساء كنت أقرأ بعض كتابات برديائيف حين دق جرس الهاتف ، وسمعت من يسألني على استحياء إن كنت أنا الدكتورة كاميليا؟!
هذا من يدعي عزت 00يبدو أنه رسام أو نحات يعيش في الشقة المجاورة لهذا الـ رفعت إسماعيل 00قلت له في تصميم : إنني غير راغبة في سماع شيء عن ذلك الرجل غير المستقر انفعاليا , وبدا لي من الوقاحة أن يعطيه رفعت رقم هاتفي كي يتوسط بالصلح 0إنها طريقة سوقية صالحة لسوق الثلاثاء لكنها لا تناسبني بالتأكيد 0
قال لي هذا الـ عزت متوسلاً :
- أريدك هنا حالاً 00الأمر خطير بحق 00
- وكيف عرفت رقم هاتفي ؟
- وجدت في مذكرات د0 رفعت كلاماً عنك ، وبحثت في دفتر الهاتف الخاص به حتى وجدت الرقم 00
بدا لي الكلام خطير !! فلماذا يطلع عزت هذا على مذكرات رفعت؟ ولماذا يفتش فيه عن رقم هاتفي بنفسه ؟!
وأنا مخلوقة وقتها ثمين وكرامتها أثمن , ولكني وجدت نفسي مدفوعة دفعاً إلى ارتداء ثيابي ، وركوب أول سيارة أجرة قبلت إن توصلني إلى دار رفعت إسماعيل 00لقد وصف لي عزت العنوان بدقة 00وصعدت إلى شقته ، وقرعت الجرس ، ففتح لي الباب رجل بادي المرض نحيل أسمر الوجه ، قدم لي نفسه أنه من يدعى عزت 0إذن هذه شقة رفعت ؟
كنت أحسبه أكثر نظاماً ، ولكني صدمت إذ رأيت الأثاث مبعثراً في كل صوب ,وقطع الحلوى تتناثر على الأرض ، والمياه تغرق السجادة ، وكتابة بالقلم الشمع على الجدران 00
وعلى الأريكة في وسط الصالة ، كان رضيع صغير لا يكف عن البكاء والركل ، وأدركت أن المسكين عار تماماً لكن أحدهم قام بلفه كيفما اتفق في قميص صوفي 00
- أين رفعت ؟ ومن هو هذا الرضيع ؟
قال عزت وهو يرتجف رعباً :
- إجابة السؤال الأول هي ذاتها السؤال الثاني !
********************************
_ آه 00فهمت 00وأنني شاكرة على هذه الدعابة 00
واستدرت قاصدة الباب ، عازمة على عقاب هذين المهرجين بأسلوب لم استقر عليه بعد ، لكن عزت استوقفني وجذبني من كمي :
- أرجوك أن تنتظري كي تفهمي هذه الكارثة 00
قلت في شمم وأنا أحرر كمي :
- لو فعلتها مرة ثانية ، فلسوف يكون حسابك عسيراً 00
بدا عليه الخجل 00ومد لي يده بمفكرة صغيرة وقال :
- هاهي ذي مذكرات رفعت في الفترة الأخيرة 00أريد أن تجلسي وتقرئيها ، ولسوف أقبل حكمك بعدها 00
- بشرط أن تفتح باب الشقة 00
رفع يديه في استسلام ، وقال :
- بل سأتركها وانتظر في شقتي حتى تقرعي جرس بابي 00خذي راحتك 00
أشرت إلى الرضيع وقلت :
_ وهذا ؟ أليس جائع ؟
- لا أظن 00لقد أعطيته رضعة منذ ربع ساعة 00لكني بحاجة إلى أنثى لهذا السبب 00إن الرجال لا يعرفون عن الرضع أكثر مما يعرفون عن حيوان ( التابير )
- وهل حيوان ( التابير )يرضع ؟!
- لا أدري 00لهذا اتصلت بك !!
وغادر الشقة ، وأغلق الباب وراءه 00



*************************************

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 13-08-06, 04:15 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حسين السريعي المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

وفي اللحظات التالية لم استطع أن أقرأ ما دونه رفعت وأنا جالسة 0رحت أذرع الصالة كنمر حبيس غير مصدقة 0
لكن السطور كانت تتحدث عن نفسها , وكانت القصة ذاتها أعقد من أن يكون كتبها خصيصاً لخداعي 0وكان التغيير في الخط والأسلوب تدريجياً لكنه مخيف 0
خط رفعت المنسق الواضح يتحول لخط صبي ثم يتحول لخربشات طفل يعرف بصعوبة كيف يمسك بالقلم 0
أفكاره تتحول من أفكار كهل ناضج إلى شاب على شيء من الخرق إلى مراهق غرير , إلى طفل ساذج لعوب 0
لقد أثار هذا القشعريرة في عروقي 0
والسطور الأخيرة : سطور طفل وحيد لا يعرف ما يعمل بنفسه ولا لماذا تخلى الكبار عنه ؟ طفل جائع ، يهاب الظلام ، طفل بحاجة إلى أم !!
كم هي قاسية !!
ونظرت إلى الرضيع الغافل ، وقلت بلهجة اللوم :
- رفعت 000ماذا فعلت بنفسك أيها الأحمق ؟!!

*********************************************

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 13-08-06, 04:17 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حسين السريعي المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

وبعد ساعة قرعت باب الأستاذ عزت ، ففتح لي ، ودعوته همساً إلى أن يلحق بي في شقة رفعت 0
فلما أغلق الباب قلت له :
- وكيف دخلت أنت ؟
قال وهو يتأمل الرضيع :
- كما قرأت في المذكرات , كنت أتوقع شيء كهذا 00لهذا أصررت على الاحتفاظ بنسخة من المفتاح 00واليوم عند العصر سمعت بكاء طفل في الشقة ففتحتها ، ووجدت ابن ثلاثة أعوام يقف وحده مغطياً عينيه ، وهو لايكف عن البكاء ذعراً 00
- لحظة 00تعني أنه كان راقداً ؟
اتسعت عيناه ذعراً وقال :
- بل كان واقفاً 00أقول إن عمره كان ثلاثة أعوام عصر اليوم !!
- يا للهول !
ثم أنني قمت بترتيبات عملية كدأبي 0أولاً لا جدوى من البقاء هنا لأن هذه ليست دارنا ، وأن بقاءنا هنا مجلبة للأقاويل والأسئلة 0سيكون علي أن أخذ الرضيع إلى داري حيث أعنى به 0
ثانيا: سيكون على الأستاذ عزت أن يحاول جهده كي يتصل بذلك المعالج الروماني في نيويورك 0لو كان الرجل يعرف طريقة لوقف هذا التأثير المدمر فالوقت وقتها 0
سألني عزت :
- ألا ترين الصواب أن نطلب رأي الطب ؟
- لن يصدقنا أحد , وسنضيع وقتاً ثميناُ 00عامان ونصف في ست ساعات 00معنى هذا أن الصباح لن يطلع عليه إلا وقد تحول هذا البائس إلى نطفة !
لم تكن هناك مشكلة في مغادرة البناية باعتبارنا أسرة صغيرة سعيدة 0
وبعد ما تبادلت رقمي مع الأستاذ عزت ، حملت رفعت وعرجت على بعض المحلات ، فابتعت ما يلزم : غيارات ( لم يكن هناك حفاضات في هذا الوقت ) 00كوافيل 00علبة لبن مجفف 00
ثم استقليت سيارة أجرة إلى داري حيث أعيش وحيدة 0
وفي شقتي بدأت ممارسة مهمتي العسيرة , وأنا لم أعتن برضيع من قبل لكني خدشت القشرة الرفيعة التي تحيط بغرائزي ، فكانت تحتها امرأة كاملة 00أم تعرف كيف تعنى برضيع 00
إن الأمومة شيء غريزي لا يعلم 00وعلى حين يضيع الطفل الذكر وقته باللعب بالمسدسات والعربات ، تكون الطفلة عملية جداً : تلعب مع دميتها ، وتمشط شعرها وتبدل ثيابها 00باختصار 00تمارس الأمومة مراراً 00
نزعت الثياب عن الرضيع وحممته بالماء الفاتر 00
رباه ! إن الأمور تسوء بحق 0لم تعد له تلك النظرة الواعية المتابعة ن ولم يعد له ذلك التماسك العضلي السابق 00
الآن بدا يتحول إلى كتلة رخوة ، وصارت عيناه زجاجيتين عاجزتين عن الحملقة في شيء ، وغدا بكاؤه واهنا أقرب إلى الصرير 0هذا كله يميز حديثي الولادة 0
إن عمر رفعت الآن لا يزيد عن شهرين بحال 0دثرته كيفما اتفق ، وأعددت له رضعة دافئة ، ثم جلست القمه إياها ، ولدهشتي فطنت لحقيقة أن رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم الشهير ينام بين ذراعي الآن ، وقد قمت بتحميمه كذلك ! لكني لشدة العجب وجدت أنني أحب هذا الـ رفعت أكثر ، وأرتاح إليه 00يمكنني رعايته أعواماً طويلة لو لم يتلاشى بعد ساعات 00
بعد ما هدأ الصغير أخيراً ، وقد تلذذ بالدفء والشبع حسب القوانين ( الفرويدية ) الصارمة ، فتحت المفكرة ورحت أطالع ما كتبه بدقة أكثر 0
وسرني أنه في يوم 24 أبريل جلس يقرأ كتابي وأحبه 0أنا أثق بنفسي كثيراً وأشعر أن الكتاب جيد 0لكني برغم هذا سررت أيما سرور حين عرفت أنه راق له حين كان يتمتع بعقلية راجحة 0
أما الكتاب ذاته فقد قمت بجمعه من شقته ، وكان في كل مكان وقد رسمت على صفحاته كلها تقريباً أرانب ومناطيد وسيارات و( بطابيط ) 0بعض الصفحات تحولت إلى مراوح أو مراكب 0يبدو أن هذه الأخيرة قد تم عملها حين كان في سن العاشرة 0
لكنني أعتقد أنه كان كاملاً 0
ورحت أجوب صفحات المفكرة وعيناي على الرضيع النائم الذي أوشك على القول إنني اراه وهو يصغر 0
هنا دق جرس الهاتف فرفعت السماعة 0كان هذا الأستاذ عزت كما توقعت ، قال لي ما توقعته :
- مستحيل أن أتصل بـ نيو يورك 00لقد حاولت كثيراً 00
- حاول ثانية 00إن الأمر صار جد لا هزل فيه 00إنه يزول 00
- سأحاول 00لكن الأمور ليست بهذه البساطة 00
كنا في تلك الأعوام التي وصلت فيها شبكة الهاتف إلى نهاية عمرها , وكان من المستحيل أن يتصل المرء ببيت أمه ، فما بالك بـ نيويورك !!؟
وكان على من يريد الاتصال بالخارج أن يسافر إلى قبرص ليتصل من هناك ( حقيقة )
ورحت من جديد أطالع المفكرة في قلق 0
يوجد هناك احتمالان لا ثالث لهما هنا : إما أن المعالج الروماني كان أحمق قليل التقدير للأمور / وأما أن رفعت قد نسي نصيحة معينة أو أنسيها في غمرة الاستهتار الذي اجتاح أفكاره 00
بالطبع لا يتعلق الأمر بشيء يتعاطاه رفعت بانتظام طيلة الفترة الماضية ، لأنه لم يأكل شيء منذ يوم السبت 9مايو ، وبرغم هذا هو مستمر في التلاشي ، الأمر يتعلق إذن بشيء أخذه في أثناء المعالجة أو زرع فيه وقتها 0
زرع فيه ؟
ومن جديد رحت أطالع الرسوم التي خطها حين فقد قدرته على الكتابة ، وحين تسربت الأجرافيا إليه كما تسربت أشياء كثيرة 0أنه يرسم هذا الرسم بكثرة  شكل شبه بيضاوي يشبه الصرصور )










رأيته في أوراقي فحسبته يرسم مناطيد , ورأيته في آخر صفحتين من مذكراته 0مال هذا الصبي والمناطيد ؟ وكيف يعرفها ؟ الجواب المنطقي أن هذا ليس منطاد إنما هو شيء آخر 0
شيء يحاول البائس ، في غمرة انزلاق الوعي ، أن ينبهنا إليه 00شيء يكمن فيه خلاصه من هاوية العدم 00لقد راح يرسمه مراراً بعد ما عجز عن كتابته ، لم يجد الكلمات ليقولها 0
رحت أتأمله نائما , ثم أنني حملته إلى غرفة النوم ، لشد ما خف وزنه حتى لا يزيد على أربعة كيلوجرامات 0
نزعت ثيابه تماما 0ثم رحت أتحسس جسده الصغير بحثاً عن شيء ما ، علامة ما ، لم أعرف قط أن لـ رفعت أصابع قدم مبتورة 00
وفي النهاية شعرت به ، على لوح كتفه الأيمن شيء بارز في حجم ظفر الإبهام !! تأملته بعناية فوجدت أنه مدفون هناك تحت الجلد وكان ينزلق في أربعة الاتجاهات 0
أرحت الصغير على ساعدي لأتأمل الشيء بشكل أدق ، هناك جرح صغير ملتئم طوله نحو نصف السنتمتر ، جرح نظيف كالذي يتخلف عن الجرحات ن أما الشيء البارز فكان له ملمس على سيء من الصلابة كأنه أرنبة أنف ، وكان ينزلق بسهولة تامة 0
شعرت بما يشبه اليقين أن هذا الشيء تم فتح جلد رفعت وزرعه هناك ، كما يفعلون بحبيبات منع الحمل التي تزرع تحت جلد الساعد0وكان موقفي عسير بحق 00
لو أنني أخذت الصغير الآن فلن أجد طبيب جراح في هذه الساعات الأولي من فجر يوم الخميس ، ولو هرعت إلى طوارئ أحدى المستشفيات فلن يصدقني أحد ، أن كل شيء يمكنه الانتظار إلى الصباح 0
أما لو كنت مخطئة وكان هذا الانتفاخ كيس دهني ، أو شيء من الأشياء التي يكسب الأطباء عيشهم من معرفتها ، فمن العسير تبرير أن أحاول أنا أنتزاع هذا الشيء !!
قررت أن أتبع حدسي وهو ما لم اعتده من قبل لقد اعتدت أن أتبع عقلي ومنطقي ، لكن هذا الموقف يتحدى كل عقل ومنطق ، ولا ينفع أن أكون فيه حاصلة على الدكتوراه في الفلسفة ، إن هذا لا يجعلني أكثر فهماً للموقف 0
توكلت على الله تعالى ، وذهبت إلى المطبخ فانتقيت سكين صغيرة ، ثم قمت بتسخينها للتطهير على نيران الموقد ، وانتظرت حتى بردت ، ثم عدت إلى الرضيع وقلبته على بطنه ، وبطرف السكين بدأت أشق الجلد فوق الجسم الصلب ، بالضبط على لوح كتفه الأيمن 0
أن الرضيع وتأوه ، لكنه كان من الضعف بحيث لم يقاوم أو يصرخ ، وسال الدمع من عيني وسال أنفي ورحت أردد كالمجنونة :
- سامحني يابني 00سامحني !!
،إنها لمهمة عسيرة تقتضي قلب أغلظ وأقسى مني ، لكن على أحد أن يقوم بها ، وأخيراً – وسط الدماء – تمكنت من شق جرح طوله بضعة ملليمترات واعتصرت الجسم الصلب محاولة إخراجه 0
لم يكن الجرح كافياً فقمت بتوسيعه أكثر وأنا أغمغم :
- سامحني يابني00لقد انتهيت تقريباً 00الله! كم أنت شجاع ! رجل صغير شجاع 00هلم !
واعتصرت الجسم الكريه ثانية ، فانزلق إلى الخارج أخيراً 00وحين رأيته حمدت الله على صدق حدسي ، كان جعرانا ( خنفساء ) فرعونياً حقيقياً محنطاً , هكذا حاول الصغير أن يرسمه فبدا كمنطاد0
وضعت الشيء الرهيب على الملاءة التي تلوثت بالدم ، ثم رحت أحاول أن أضمد الجرح ، وضعت عليه البن ( ويبدو أنها ليست طريقة طبية فعالة ن ولكن أمي كانت تمارسها معي ، وكانت تنجح )
ثم وضعت بعض الشاش والشريط اللاصق كيفما اتفق 0
ولحسن الحظ أن ذاكرة الرضع لا تحتفظ بشيء , ولحسن حظي أنهم لا يملكون حقدنا وتذكرنا الإساءات 00لقد بكى قليلاً ثم استكان ونام في حضني ، فدثرته بثيابه ، وأخذته إلى الصالة وأنا أهدهده ، وقد أمسكت الجعران بقطعة من الشاش 00
وتحسست الجرح فوجدته قد كف عن النزف ، غداً صباحاً سآخذه إلى طبيب كي يعنى به كما ينبغي 00هذا لو ظل رفعت موجود حتى الصباح
00

****************************************

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 13-08-06, 04:17 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حسين السريعي المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 


كان الفراعنة يجلون الجعران إجلالاً شديداً ، ويطلقون عليه اسم ( خبرر ) وهي لفظة معناها ( يتجسد من جديد ) لقد كان يثير دهشتهم حين يدفع أمامه كرة تحمل مادة التخصيب ، متجهاً من الشرق إلى الغرب ، وهو ما ذكرهم بحركة الشمس الأزلية 0
وجد الفراعنة أن الجعران يرمز لتجديد الحياة باستمرار وبشكل تلقائي ، وأن عدد صور الجعارين على أختامهم وخواتمهم لتثير دهشة كل مهتم بالمصريات ، لقد أصدروا كذلك جعارين تاريخية تسجل المناسبات المهمة للدولة ، بنفس المنطق الذي نصدر به نحن الطوابع التذكارية ، وكانت توضع بين أكفان الموتى أو توضع في توابيتهم ، وبصفة خاصة نرى جعران القلب المصنوع من حجر صلب وله جناحا صقر ، كان المطلوب من هذا الجعران أن يلقن قلب المرء السلوك الأمثل لحظة الحساب ، لهذا كتبوا عليه :
( يا أوفى جزء في كتابي ، لا تقف شاهداً ضدي أمام المحكمة 00)
التجدد المستمر ، هذا هو ما يرمز إليه الجعران ، أنا لا أفهم أية معالجة مشئومة مر بها رفعت إسماعيل لكنني أعتقد أن الأمور منطقية ويمكن ترتيبها ترتيباً عقلانياً صارماً 0
لقد انتزعت الجعران ، فهل يتوقف تأثيره ؟!!
************************************************************ ****


في الصباح بدا لي أن الصغير لم يصغر أكثر , وإن لم يكن قد تقدم في السن قليلاً ، وعند الظهيرة كان يمشي مترنحاً في الشقة ويسقط من حين لآخر فيبكي ، ثم ينسى الأمر ويبعثر حاجياتي ، ويجذب المفارش من تحت المزهريات ، وبدأ يقول ( مم ! با ! )
لقد كنت على حق 0
وهكذا عشت أروع تجربة يراها إنسان حي في اليومين التاليين ، أن أربي طفلاً يكبر أمام عيني بسرعة تسمح لي برؤيتها !
كان ينضج بسرعة ويتعلم 00وكان سروري بالغاً حين استعاد القدرة على الإمساك بالقلم _ عصر اليوم الأول – ثم استطاع كتابة اسمه عند المساء 0
وحين صحوت في اليوم التالي من النوم ، كان في العاشرة تقريبا , أمس تساقطت أسنانه اللبنية وبدأت أسنانه الدائمة تظهر اليوم صار قادراً على مناقشتي وقرأه الجريدة 0
كان يناديني باسم كاميليا 00دون ألقاب ، هذا طبيعي مادام لا يعتبرني أكبر منه سناً ، ولم يتساءل قط عن كنه ما حدث له !!
وفي اليوم الثالث كان مراهقاً بدا شعر وجهه ينمو واخشوشن صوته كثيراً ، وكان هذا هو الوقت الذي قررت فيه أنه قادر على العناية بنفسه 0
ولم يعد لـ رفعت مكان في داري ، وحان الوقت كي يعود مع عزت إلى شقته ، لكن هناك سؤال مهم ، مازال يقلقني : هل يتوقف عن النمو حين يصل إلى السن التي بدا التجربة فيها ؟ أم هو مستمر بلا توقف ككل شيء في هذه التجربة الحمقاء ؟!!

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 13-08-06, 04:18 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حسين السريعي المنتدى : ما وراء الطبيعة
افتراضي

 

الخاتمة
مرحباً بكم 00
هذا أنا رقعت إسماعيل من جديد 00بعد أسبوع قضيته متوارياً عن الأنظار في دار عزت ، وبعد ما تحمل المسكين نزقي المراهق ، ثم شبابي اللامبالي ، مروراً بكهولتي الكئيبة 00أخيراً يمكنني أن أقول أنني هو أنا 00بعقلي السابق وشخصيتي السابقة و- للأسف – أمراضي السابقة ذاتها 00
في أسبوع واحد تساقط شعر رأسي ، وكثرت تجاعيدي ، وارتفع ضغط دمي 00كان عزت مذهولاً لكنه لم يملك إلا أن يصدق 00
وقد لاحظت أن البقع البنية تكاثرت على ظهر يدي ، وهي علامة على الشيخوخة لم تكن لدي ، فأدركت أن الجعران الأحمق _ اختلس بضع سنوات من عمري _ أن الدقة تنقصه 00وأنا طيلة حياتي أمقت الجعارين غير الدقيقة 00
ما علينا 00
لحسن الحظ لم تستمر اللعبة بي إلى حد أن أبلغ سن الستين فالسبعين فالمائة ، ثم أموت بالشيخوخة خلال أسبوع 00كان هناك حد توقفت فيه اللعبة 00
وقلت لعزت وأنا افتح باب شقتي ، مأخوذ بالفوضى التي صنعها الطفل رفعت حين كان وحيداً 00
- تباً ! إنني سأحتاج إلى أسبوع كي أعرف أين كان الحمام 00
ابتسم وقال :
- أم سعد قادمة لإنقاذك غداً 00
قلت وأنا أجمع بعض الأوراق المبعثرة :
- كان الخطأ خطئي 00لقد أنذرني الروماني بعد ما زرع الجعران تحت جلدي 00قال لي إن علي أن أترك رسالة لدى قريب أو صديق لي ، تخبره بالقصة كلها وكيفية إيقاف مفعول العلاج ، في حالة ما زاد الأمر عن حده 00 المشكلة هي أنني في البداية انبهرت بصحتي المستعادة ، ونسيت تماماً أن أخبركم 00ثم جاء استهتار المراهقة الذي جعلني لا أبالي بأن أخبركم 00فقط في مرحلة الطفولة كنت أذكر أشياء ضبابية عن شيء يشبه الجعران ن وشعرت أن علي إبلاغكم بشكل ما 00بالرسوم مثلاً 00هذا يذكرني بفيلم فانتازيا أول فيلم ظهر فيه ميكي ماوس 00لقد راقب ميكي الساحر وهو يستعمل عصاه ، ثم قرر أن يجربها بدوره 00علم المكانس كيف تنقل دلاء الماء وتسكبها على الأرض ، ثم نام ميكي ونسي تماماً أن يوقف هذه العملية 00وحين صحا من النوم كان الماء قد وصل إلى عنقه 00
وربت على كتف عزت وقلت :
- كانت الوحدة تمزقني ، ولم أدر أنك وكاميليا صديقان مخلصان يمكنني أن أترك لهما رقبتي 00
أسود وجهه تواضع ، وقال ك
- المهم أن تكون قد تعلمت شيء 00أن أفضل سن هي سنك الحالية 00ربما فقدت بعض الصحة لكنك اكتسبت كثيراً من الحكمة وحب واحترام الآخرين 00
قلت وأنا أفتح نوافذ الشقة :
- وتعلمت كذلك ألا أثق بالسحرة الرومانيين ، ولا أسمح لهم بدس جعارين تحت جلدي 00كما تعلمت أن أقرأ كتب الآخرين بمجرد أخذها ، وألا أتحدى سائقي السيارات الرياضية حين يكون هناك كثير منهم ، وألا أقذف برسائل غرامية لبنت الجيران ، وألا أبلل أريكة الصالة في شقة كاميليا لأن هذا يجعلها تجن !!



وهكذا انتهت أسطورة تختلف 000000
***************************************

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
43- أسطورة تختلف, أسطورة تختلف, اسطوره تختلف, د.أحمد خالد توفيق, روايات ما وراء الطبيعة, روايات مارواء الطبيعة, روايات مصرية للجيب, على شكل كتابة
facebook




جديد مواضيع قسم ما وراء الطبيعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t16116.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-10-09 05:54 AM
(43)-ط£ط³ط·ظˆط±ط© طھط®طھظ„ظپ (ظƒطھط§ط¨ط©) - Gturl This thread Refback 20-05-09 03:52 AM


الساعة الآن 07:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية