لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-11, 06:50 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت على بعد بضع أميال من القصر , فأذا أسرعت بالرجوع تطلب من غوستاف مرافقتها للتفتيش عن هيلكا وأعادتها الى المنزل فقد تختفي بسهولة في ركام الثلوج , قالت بكآبة:
" آه يا فريتز , ما عساي أفعل؟".
أستشم فريتز يدها بتودد ثم بدأ يعود بضع ياردات الى الوراء متوقفا ومنتظرا منها أن ترافقه , تجهّم وجه فكتوريا , قالت مستسلمة :
" حسنا جدا كنت مزمعة على الذهاب اليها".
منتدى ليلاس
هزت هيلكا ذنبها بقوة عندما رأتهما عائدين اليها , ولحسن الحظ كان الثلج يشكل ضوءا كافيا لرؤيتها في ذلك الظلام الدامس, بدأت فكتوريا تصفر مشجعة آملة أن الكلبة ستأتي اليها حاملة في فمها قطعة من الخشب تمكنها من الأمساك بالطرف الثقيل الذي كانت تحمله ولكن بدا على هيلكا أنها لم تكن ترغب بترك موقفها وأضطرت فكتوريا أن تمشي عبر سطح المنحدر المغطى بالثلوج الكثيفة للوصول اليها , وما أن وصلت محاولة الأمساك بها حتى أبتعدت عنها مما جعل أسنانها تصر من الحنق , هذا ما مان يعنيه البارون بالشيء الغير متوقع ! تخيّلت أثناءها أنه كان يعني شيئا مختلفا كل الأختلاف وحاولت أن تقنعها بالمجيء فصاحت:
" تعالي يا هيلكا , أنظري".
أخرجت من جيبها ورقا رقيقا لوحت به لتجذبها وقالت :
" تعالي وأنظري ما جئتك به ؟".
نبحت هيلكا ومالت الى الأمام وهي تشم بأرتياب , تبسمت فكتوريا وشجعتها على المجيء قائلة :
" تعالي وأنظري ما هذا؟".
مشت هيلكا خطوة بأتجاهها وهي حتما مهتمة بهذا الأمر وفكتوريا تحاول أن تمسك بطوقها , لكن السطح المتجمد تحت الثلج كان أكثر أنزلاقا مما كانت تتصور , وأضاعت توازنها وفي لحظة من الفزع تعثرت وهوت في أعماق المنحدر بعيدة عن المكان الذي كانت به هيلكا واقفة عليه , تلمست طريقها يائسة محاولة الأمساك بشيء يمنع أنزلاقها بحيث يكون الرأس في المقدمة , لكنها لم تحصل ألا على زخم من القوة الدافعة ولم يكن بأستطاعتها أن تعمل شيئا ألا أن تشعر بالرعب المروع بسقوطها على حافة حرف غير منظور.
شاهدت الأشجار أمامها وهي تلوح كأنها على وشك الوقوع وبيأس حاولت أن تدير رأسها لكن جذع شجرة أصاب طرف رأسها ولم تعد بعد ذلك تعي شيئا...
ترنحت فكتوريا وبدأت تقول وهي غير مستقرة:
" أشعر.......".
لكن البارون لم يصغ اليها بل حملها بين ذراعيه الى السيارة ووضعها فيها ثم دلف الى المركبة بعدها , من خلال الضوء خارج السيارة كانت تستطيع أن ترى وجهه المشدود وعينيه اللتين كانتا تتأنقان بصورة رائعة , قال بضراوة وهو يرفع أزرار معطفه المصنوع من جلد الغنم:
" أنك متجمدة!".
أجابت بوهن وهي تظن أنه كان يقصد أن ينزع معطفه عنه من أجلها.
" سأكون بأحسن حال , أرجوك.....".
" أرجوك ماذا؟".
وقبل أن يدرك قصدها وضع ذراعه حولها وجرّها الى قربه مشيعا دفء معطفه وسترته على قميصها الناعم ذي اللون الأصفر الشاحب المصنوع من النسيج الحريري الصقيل ,كانت حرارة جسمه تتوقد في جسمها مطوقة أياها بجمود فاتن , وضع ذراعيها حول صدره وأطبق بمعطفه حولها بذراعه الآخر , كان من الصعب على فكتوريا أن تفكر بصورة مترابطة منطقيا , كان قرب البارون منها ورائحته الصافية حولها جعلتها لا تفكر به , وأرتجفت قليلا وهي في قبضته فأضطرها للنظر في وجهه فورا عندما قال بنبرة متقطعة:
" أما زلت تشعرين بالبرد؟".
أدركت فكتوريا هذه العبارة بصعوبة فتمتمت وهي تشد نفسها اليه بدون وعي ألتماسا للدفء غير عالمة أن هذا الرجل لا يمكن أحرازه مرتين وهو أكثر خطورة مما كان عليه مرديت هاموند , تحركت أنامل البارون ببطء على ذقنها وحنجرتها عندما نظر اليها وتأوه بصوت أجش قائلا:
" أعتقدنا أنك وصلت عندما رجعت هيلكا وحدها".
هتفت فكتوريا مهتزة:
" هل رجعت؟".
" طبعا عندما رجعت كانت ماريا وغوستاف على أشد ما يكونان من القلق , فتّش غوستاف على كلبي الصيد فعثر على هيلكا وبدون ريب لم تكوني هناك".
أرتجفت فكتوريا ولكن ليس بسبب البرد وهمست وهي تشعر بلمسات أصابعه حول أذنيها:
" عليّ أن أعتذر".
لم يجب البارون , ضاقت فتحتا عينيه وتحركت نظراته حول وجهها بشدة ملاحظا الورم الضارب الى لون الأرجوان على صدغها الأيمن وشحوب خديها , كان يبدو عليه في تلك اللحظة أنه كان مأخوذا تماما بها , بدأت فكتوريا تشعر أن ضغط جسمه عليها كان يتزايد كلما قرّبها اليه , قال وهو مشبوب العاطفة:
" لا تعتذري مني , أنك على قيد الحياة وهذا هو المهم!".
أحنى رأسه ووضع فمه في المنطقة المشتعلة من عينها اليمنى , كانت لمسته ناعمة , لاحظت فكتوريا بأنه كان ضابطا نفسه بأرادته الحديدية المعتادة , وجدت أنها لم تكن ترغب في أن يضبط نفسه سيما وأن الحياة والدفء والأحاسيس كانت تغمر جسمها , كانت ترغب منه بأكثر من ذلك , ولكن ما الذي تستطيع أن تعمله؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-04-11, 09:48 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2011
العضوية: 212678
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: orjowan عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
orjowan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بانتظار البقيه

 
 

 

عرض البوم صور orjowan   رد مع اقتباس
قديم 18-04-11, 04:32 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أدرك أن حوادث الساعة الماضية سببت لنا أثارة عاطفية شديدة ولكن هناك حدود لأحتمالي".
سألته بنعومة وهي تدلك وجهه بيدها:
" هل هذا صحيح يا سيدي البارون؟".
" نعم , لا تنادني يا سيدي البارون".
ثم أمسك بيدها وكانت عيناه تراقبانها بشدة متناهية , حرر يدها ووضع يده وراء رأسها ولم يكن في عناقه رقيقا بل راغبا , وأغلقت فكتوريا عينيها مطوقة عنقه.
أطلقت فكتوريا لهاثا خفيفا وأنتزعت نفسها من بين ذراعيه وزررت بلوزتها بأنامل مضطربة , كان شعرها مسترسلا على كتفيها وبحالى كاملة من الفوضى , شعرت أنها مريضة وخائفة , ما هذا الرجل المتزوج ؟ كيف سفكر بالطريقة التي أتخدتها لأثارته؟
ألقت نظرة خاطفة الى حيث كان ينظر بكآبة مستغرقا في التفكير وهو يزرر معطفه , كان شعره الأشقر الرمادي مجعدا وأناملها تشق طريقها بحذر فيه , وكان يبدو غير ممكن التصديق كم كان متقد العاطفة قبل لحظات.
" والآن يا آنسة أكتشفت أنني أختلف قليلا عن أجدادي وأستطيع أن أسلك بدون رحمة وبلا مسؤولية ! طبعا أنني أعتذر كانت تصرفاتي نتيجة لأنفعالات مفرطة , لك الحق بأن تحتقريني".
وعت فكتوريا هذا الحديث , عضت على شفتيها حتى سال الدم منهما , أذا أراد أن يكون متشامخا بعض الشيء فأنا سأكون كذلك , قالت بحذر:
" لا لزوم لأعتذارك يا سيدي البارون أنا التي سببت ذلك , يجب أن لا يقال عنها شيئا بعد الآن , في هذه الأيام لا يقال عن هذا الحادث أكثر من علاقة عابرة".
" كفى".
كانت نبرة البارون عنيفة.
" لا أريد أن أسمع عن المجتمع الذي يسمونه متسامحا والذي عشت فيه , فلقد أعتذرت! وأذا كان ذلك ممكنا لننسى ما حدث كليا!".
شعرت فكتوريا بأن عضلاتها تيبست فأجابت متوترة:
" نعم يا سيدي البارون".
وبدون أن تلفظ كلمة أخرى فتحت الباب الخلفي من السيارة وسمحت لفريتز أن يثب داخلها وأدارت السيارة بمهارة قبل أن تقودها برفق في الطريق المؤدية الى القصر , ولما دخلا ساحة القصر ألقى عليها نظرة عجلى وأخبرها بأقتضاب:
" عندنا ضيفة في البيت صديقة لصوفي ولي ألتقيت بها في هوفستين , جاءت لتمضية عطلة الأسبوع , ماريا ستهتم بمعالجة جبهتك , أعذريني!".
حدقت فكتوريا مذهولة محاولة بيأس أن تستجمع رباطة جأشها المبعثرة , أن بيان البارون غير المتوقع جعلها تدرك وضعها عير المنتظم ومهما تكن هذه الصديقة فقد تأكدت أن البارون أفهمها بكياسة بأن تذهب الى المطبخ وتتأنق قبل أن يلتقي بها
خرجت من السيارة مرتعشة وترنحت لحظة عندما فتحت بابها , تقدم منها البارون فورا وأمسك بمعصمها وهتف قائلا:
"هل أنت بخير ؟ هل ترغبين بأن أتصل بالدكتور زيمرمن؟".
ضغطت فكتوريا على شفتيها وهزت رأسها صامتة وأجابت بصورة غير مستقرة:
" سأكون على ما يرام أذا عذرتني".
ثم نزعت بقوة قبضته عن معصمها ومشت عمدا في محاذاة الطريق الى باب المطبخ , هتف بغضب:
" يا آنسة؟".
ولكنها لم تلتفت اليه , طلب منها أن تدخل من المدخل الرئيسي أذا كانت ضيفته تنتظره في قاعة الجلوس الكبرى فلم يكن لديها أية رغبة في لقائها بهذا الوضع , وبالفعل ساورتها الشكوك فيما أذا كان بأستطاعتها تناول طعام الغداء.
كانت ماريا وصوفي في المطبخ تتبادلان الحديث وتطلعتا مذهولتين الى فكتوريا التي دخلت شاحبة شعثاء الشعر , هتفت المرأة المسنة قائلة:
" يا ألهي! هل أنت على ما يرام؟".
نزعت فكتوريا معطفها بصعوبة مترنحة على ساقيها المهتزتين وأقتربت قائلة:
" أشعر فقط بدوار خفيف , هذا كل ما في الأمر , أريد أن أجلس فترة من الزمن".
أجابت ماريا:
" طبعا".
عطفت ماريا بحرارة وساعدت المربية الشابة للوصول الى المقعد قرب المدفأة , وبعد أن تأكدت من أنها في حالة جيدة ذهبت بعيدا ثم رجعت وهي حاملة وعاء فيه مياه حارة فغسلت بها وجه فكتوريا , خضعت فكتوريا واهنة لعنايتها وصوفي تحوم حولها بأهتمام تراقب عمل ماريا , كانت عيناها فضوليتين مفعمتين بالشك.
بعدما خرجت ماريا حاملة الوعاء الفارغ بادرتها صوفي بالقول:
" لقد جنّ أبي عندما علم بفقدك , أين كنت؟".
أدركت فكتوريا رأسها الى وراء الكرسي مرهقة وقالت :
" هيلكا لم تشأ المجيء عندما صحت بها , وذهبت محاولة الأمساك بها أدراج الرياح فوقعت في منحدر التزلج".
توسعت فتحتا عيني صوفي وقالت:
" هل ذهب أبي لأسعافك؟".
" كلا كنت في طريق عودتي الى المنزل عندما ألتقيت بوالدك".
" مضت فترة طويلة , ماذا جرى عند لقائه بك ؟ هل أصبت بكدمة؟".
تلألأت عينا صوفي بلذة خبيثة , أطلقت فكتوريا تنهيدة عميقة , كانت صوفي هذا الصباح شخصا يمكن الأجتماع به والتحدث اليه أما الآن فقد عادت فجأة الى سلوكها المعتاد , أجابت فكتوريا:
" كل ما في الأمر أننا دخلنا السيارة ورجعنا الى القصر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-04-11, 04:45 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت تأمل أن الفتاة الصغيرة لن تثبت من القضية بصورة أعمق , شعرت بأنه لم يحن الأوان بعد للقول أن أنفعالاتها العاطفية تشتت , لم تشعر أبدا في الماضي بمثل هذه الأحاسيس المدمرة , تجهّم وجه صوفي وقالت:
" أنا لا أصدقك , ذهب أبي منذ ساعة تقريبا , أذا كان قد وجدك في طريقنا الى ريشيستين فما الذي أخركما بالمجيء؟".
" كنا نتناقش".
" من هو الرابح؟".
" لم يربح أحد أنت تعلمين أننالسنا في حالة حرب".
جعدت صوفي أنفها وقالت:
" أنا أجهل هذه الأمور , ترك أبي الآنسة سيباغل منذ مدة طويلة! أنني متأكدة من أنها كانت حتما شاحبة!".
بدا على فكتوريا أنها لم تفهم أقوالها فسألتها:
" من هي الآنسة سيباغل؟".
" هل ترغبين بأن تعرفي؟".
" على وجه التخصيص كلا!".
وهنا أبتسمت لماريا بحرارة عندما جاءت وقدمت لها صحنا من حساء لحم البقر الشهي.
" شكرا , هذا ما أنا بحاجة اليه".
كانت صوفي تتناول حساءها بأنتباه وعلمت أن فكتوريا تنتظر منها بفارغ الصبر أبداء أهتمامها بالسر الذي أوحت به أخيرا وقالت:
" عندنا ضيفة في المنزل".
غرفت فكتوريا قليلا من الحساء وتناولته , وتجهم وجه صوفي:
" هل حدثك أبي؟".
منتدى ليلاس
" نعم".
" أذن تعرفين من هي الآنسة سيباغل؟".
" كلا أليست ضيفة المنزل؟".
" هذا صحيح أنها جميلة جدا هل تغارين منها؟".
" أغار منها؟".
" طبعا أنت تحبين أبي أليس كذلك؟".
" قلت في هذا الصباح أنني لا أحبه".
" كلمني أبي عنك عندما كنا خارجا وقال أنك قادرة تماما على توجيهي".
لم تكن فكتوريا قادرة على أيقاف تدفق الدم على خديها الشاحبين فعلقت قائلة:
" كم هو ممتع هذا الكلام!".
" قال أنك مدرسة جيدة".
" حسن جدا".
" أراد أن تأتي معنا وأنت تدركين هذا الأمر أليس كذلك؟".
" نعم , لقد دعاني".
" كلا لا أعني هذا , أعني كان يرغب بأن تأتي , لا يهمه سواء أتيت أنا أم لم آتي".
" هذا هراء".
" كلا ليس بهراء . والآن هذه الأنسة سيباغل أنضمت الينا فلم يبق لديه وقت لي مطلقا".
أطلقت فكتوريا تنهيدة عميقة , هذا هو سبب أنزعاج صوفي الشديد, لسبب سادها الأنطباع بأن والدها لم يقصد بالنزهة بعث السرور الى نفسها والآن جاءت هذه الآنسة سيباغل لتسلية والدها , علقت على ذلك فكتوريا برقة:
" لو كنت مكانك لما بالغت في تصوير الأشياء , كثيرا ما يتسلى الوالدان مع البالغين الآخرين , لو كانت والدتك هنا ربما كرس لها نفسه".
لم تكد تلفظ فكتوريا هذه الكلمات حتى أدارت صوفي سكينها التي كانت بيدها نحو فكتوريا وبعد أن أنهت تناول حسائها نهضت فجأة وقالت بعنف:
" أبي كان يكره أمي , أنت تعرفين أين هي".
لم يكن بأستطاعة فكتوريا أن تعي أكثر من ذلك , قالت لمدبرة المنزل المسنة:
" لا أرغب بأي طعام آخر , كان هذا الحساء رائعا ولكنني منهكة وعليّ أن أنام باكرا , أرجوك أن تعتذري لي من البارون.....".
أجابتها صوفي بحزم:
" سأنقل أعتذارك الى البارون والآن هل أنت متأكدة من أنك بخير ؟".
أومأت فكتوريا برأسها علامة الموافقة وسارت بأتجاه غرفتها , وجدت فكتوريا الراحة عندما أغلقت الباب وتراءى لها أن بأمكانها أن تترك وراءها العالم وجميع مشاكله.
أستلقت فكتوريا على فراشها وضغطت بشدة على وسادتها , ولحسن حظها زال الأرهاق الذي ألمّ بها بعد مضي بضع دقائق وأستطاعت أن تنام....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-04-11, 08:10 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- ظلال تثب الى الجدران...

شعرت فكتوريا في الصباح التالي بأن صحتها على ما يرام ولو أنها تشكو من صداع أضطرت لتهدئته بأخذ حبتين من الأسبرين , تراءى لها أنها محظوظة جدا لأبلالها بهذه السرعة , فوجئت بماريا تقرع باب غرفة نومها بينما كانت تلقي نظرة على ثيابها , عندما سمحت لها بالدخول رأت أنها تحمل صينية فيها ركوة قهوة وبعض أرغفة خبز ساخنة وزبدة وفاكهة من الفريز , أبدت دهشتها لرؤية فكتوريا خارج الفراش:
" تعليمات السيد البارون تقضي بالبقاء في فراشك طوال اليوم يا آنسة".
" طبعا هذا لطف منه ولكنني أفضّل أن أنهض من الفراش أذا كنت لا تمانعين؟".
" ليس لي أن أقرر ذلك يا آنسة , أذا كنت ترغبين بالنزول أفعلي ذلك".
أبتسمت فكتوريا أبتسامة خفيفة:
" النار في المدفأة أنطفأت ربما أستطيع النزول الآن".
ثم لمست ماريا بصورة غير لبقة:
" أفضّل أن أكون معك".
رقّت خطوط وجه ماريا , وأومأت برأسها علامة علامة الموافقة:
" حسنا يا آنسة".
كان غوستاف في المطبخ وعبّر عن شعوره بالتعاطف معها في الحادث الذي وقع يوم أمس , كانت صداقته الخشنة التي عبّر عنها بصدق بلسما لروحها المحطمة ورقّ مزاجها كثيرا , وبينما تناول طعام الأفطار ظهرت صوفي وحدقت في فكتوريا متفحصة , وأعلنت بصلابة:
"تبدين رهيبة".
رفعت فكتوريا حاجبيها وأجابت:
" أرى أنك تبدين على أحسن وجه".
جعّدت صوفي أنفها وقالت متخذة خطة الدفاع:
"أعطى والدي تعليمات الى ماريا بأن تقضي اليوم في الفراش ".
" لا أرغب في البقاء في الفراش عندما لا أكون مريضة , وعلاوة على ذلك لدينا عمل , نقوم به".
هزت صوفي كتفيها بلا مبالاة:
" قال لي والدي لست ملزمة بأن أعمل أذا لم أرغب في ذلك".
" ألا أذا كان هذا العمل يتعلق بي".
" لا أرى موجبا للعمل في نهاية الأسبوع".
" حسنا جدا , سنفحص القماش الذي كلّمتك عنه بدلا من الدرس".
لوت صوفي قسمات وجهها لأضحاك فكتوريا وقالت:
" سيذهب والدي والآنسة سيباغل في نزهة بالسيارة , أرغب في الذهاب معهما".
أطلقت فكتوريا تنهيدة وقالت بنفاذ صبر:
" آه أذهبي أذن".
منتدى ليلاس
علقت ماريا على ذلك قائلة وهي تجبل العجين في نهاية الطرف الآخر من المنضدة.
" لم يدعك والدك للذهاب , ربما كان الأفضل لك أن تقبلي أقتراح الآنسة مونرو وتبقي معها".
أنفجرت صوفي غاضبة:
" ماذا تعرفين عن هذا الأمر ؟ في أيّ حال لا أرغب بتفحّص أي قماش".
أحنت فكتوريا رأسها وأعادت كأس القهوة الى المنضدة , نظرت ماريا اليها بتفهّم ولاحظت فكتوريا بعد تفكير عميق أن هذه المرأة المسنّة تكن لها بعض العطف , أختفت صوفي وأخذت فكتوريا تساعد ماريا على تنظيف المنضدة قبل أن تذهب الى مكتب البارون , كانت في بنطالها الفضفاض وكنزتها الصوفية الغليظة تبدو هزيلة ولكن ترك شعرها طليقا مكّنها من أن تخفي الكدمة غير اللائقة في جبهتها , قرعت على باب المكتب وعندما لم يجب أحد أطلقت تنهيدة أرتياح , طبعا لم يرغب البارون بأستعمال مكتبه في هذا الصباح ويمكنها أن تستعمله مع صوفي أذا ظهرت هذه الأخيرة ثانية .
كانت النيران المتوهجة ترسل ظلالا تثب الى الجدران أما في الخارج فكان المنظر كئيبا , الغيوم المتكاثفة فوق ذرى الجبال تحجب أشعة الشمس وتخفي قممها عن الأنظار , جلست فكتوريا الى المنضدة وبدأت تدوّن ملاحظاتها من كتيّب يبحث في ما قبل التاريخ , كانت تائهة في عالم الماموث( أفيال ضخمة منقرضة) وسكان الكهوف عندما فتح الباب ودخلت منه أمرأة , رفعت فكتوريا بصرها اليها غير قادرة في تلك اللحظة على معرفتها , أدركت بعدئذ أنها الآنسة سيباغل التي تكلمت عنها صوفي , كانت رائعة الجمال , شعرها فضي كشعر البارون وقصير جدا , عيناها الداكنتان ترصّعان وجهها الصغير الفاتن , ومستحضرات التجميل تزيدهما سحرا وجمالا , كانت ترتدي ثوبا أنيقا طبعت على قماشه غابة رائعة , وبما أنها كانت هيفاء وصغيرة الجسم فقد كانت تبدو كحزمة من قصب تتمايل في الهواء , أذا كانت فكتوريا فوجئت برؤيتها فهي بدورها بدت مذهولة الى أبعد الحدود لرؤيتها جالسة الى منضدة مضيفها في مكتبه الخاص , وبعد لحظة من السكون المطبق قالت بلهجة حادة:
" أين السيد البارون؟".
عضّت فكتوريا على شفتيها وقالت:
" أنا لا أتكلم ألا الأنكليزية , هل تفهمينني؟".
تجهّم وجه الآنسة سيباغل وردّت بأنكليزية صحيحة:
" من أنت وماذا تفعلين في مكتب البارون؟".
كانت دهشة فكتوريا عظيمة , قد تكون الآنسة خبيرة في علم اللغات أو بصورة أكثر تحديدا , غير نمساوية , على أنها ضبطت فضولها ونهضت قائلة:
" أسمي فكتوريا مونرو وأنا مربّية صوفي , أننا نستعمل مكتب البارون كحجرة للتعليم".
" أين ربّ عملك؟".
" لا أعرف أين هو , ينهض عادة باكرا ويجول في ممتلكاته خارج القصر في هذا الوقت".
" أننا مزمعون على زيارة بعض الأصدقاء هذا الصباح , أريد أن أعرف متى".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية