لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-10, 07:49 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست كارين بشيء من الحرج وهي تتلقى الثناء على شيء لا تستحقه , فماذا كان آرثر يكتب في تلك الرسائل يا ترى؟".
وقفت تراقب أليزابيت حتى توارت في سيارتها عن الأنظار ثم أغلقت الباب , أخيرا كانت قادرة أن تنزع قناع الحذر عن وجهها , لم يعد لديها أدنى شك بعد لقائها بأليزابيت في صحة ما أخبرها به آرثر , لقد أجتازت تجربتها الأولى بنجاح مع أليزابيت , ولكن ما يخبئه لها الأيام القريبة القادمة سيكون ولا شك أشد خطورة , ففي الأسبوع المقبل سيجتمعون جميعا في دلرسبك مع شبح المرض الماثل أبدا في وجه أليزابيت , ومع شظايا الزواج المحطم التي عليها أن تخفيها, وذلك بالأضافة الى ليزا ...

أحست كاترين بالبرودة تتسرب الى قلبها المتوجس خيفة من المستقبل ,ولكن هل من مفر؟ لقد أعطت وعدا وهي تشعر في قرارة نفسها أن ليس لديها الرغبة بأن تنكث بوعدها ,وهناك أمر آخر , فأنها شعرت بما كانت تقنع نفسهابه من أنها لم تعد تبالي بآرثر غير صحيح , وهذا معناه أنها ستعيش كذبة أخرى...
كانت الأيام الثلاثة التالية أشد أثارة للقلق من كل ما مر عليها من أيام , لم تسمع كلمة من آرثر ... وهذا طبيعي فهو لا يكلف نفسه بالأتصال الا أذا كان هناك شبب جديد.... ولا سؤال من ليزا ,وهذا لم يدهشها لأنها كانت تحس بالحاجز الذي يمنعهما من التقرب أحداهما الى الأخرى لتصبحا صديقتين حميمتين.

أتصلت أليزابيت مرتين أو ثلاثا , وفي المكالمة الثانية أعلمتها أن ليزا وزوجها سيحضران للعشاء معها في ذلك المساء , وتود لو أنها تحضر أيضا , شعرت كارين بهلع لا مبرر له ,وأعتذرت بأنها مرتبطة بموعد آخر
وقبلت أليزابيت أعتذارها : أرخت كارين السماعة من يدها وهي تشعر بحرارة خديها للكذب الذي بدأ ت تألف ممارسته , ومع ذلك كانت مرتاحة الباب لتأجيل أجتماعها بليزا الى أمد أبعد , ولكنها أحست بسخف عملها أذ ليس هناك سبب يحدوها الى تجنب ليزا .
منتدى ليلاس
قامت كارين بجولة أشترت أثناءها بعض الحاجيات ,وما أن عادت الى المنزل حتى فوجئت برنين جرس الهاتف , هرعت الى السماعة يخامرها شعور أنه آرثر
فسمعته يصيح متبرما:
" أين كنت؟ هذه المرة الثالثة التي أحاول فيها الأتصال بك".
فأجابته لاهثة:
" آسفة ,كنت في السوق , وكنت أتوقع أن تتصل بي في وقت متأخر من هذا المساء , هل الأمور تسير حسب الخطة؟".

" لا بأس , سأرجع الليلة , وأنا لا أرى سببا يحول دون أن نأخذ أليزابيت الى هناك غدا".
عبست كارين وقالت:
" هذا لا يعطيها وقتا كافيا لتستعد للأنتقال الى هناك يا آرثر , والساعة الآن قد جاوزت السابعة".
أجاب ببرود:
"يمكن أن نبدأ بعد الغداء ,والآن أسمعي , لديّ موعد في الثامنة , لا تنتظريني.... سأتأخر بعض الوقت , لهذا أستعدي أنت لأننا سنذهب صباحا الى أليزابيت لمساعدتها , أتصلي بها الآن وأعلميها , أن ذلك يوفر عليّ بعض الوقت".

أجابته كارين بالأيجاب وهي تسمعه يودعها ويضع السماعة .
أتصلت بأليزابيت وأعلمتها بما طلبه آرثر , ثم أخذت حوائجها اللازمة للأنتقال , وراحت تفكر , من الذي سيؤخر آرثر هذه الليلة؟ من المحتمل أن تكون أمرأة! ولكن هل هذا معقول؟
لا يمكن أن يكون أمضى السنتين بعيدا عن الجنس الآخر , لكنه لم يعد الا منذ أسبوع فقط, أمضى منها ثلاثة أيام في يورك شاير , وهي مدة غير كافية لأن يبني علاقة مع أحداهن.

هدأت أرجوحة عواطفها قليلا , ثم ما لبثت أن بدأت تتأرجح من جديد , أن مدة سنتين كافية لأنشاء علاقات كثيرة , ولكن لماذا تناقش نفسها بمثل هذه الأمور؟ حقا أن آرثر لا يزال زوجها ولكن أسميا فقط , وهذه العلاقة الجزئية ما هي ألا لمصلحة أليزابيت , ولهذا فكلما أسرعت في أثبات هذه الحقيقة , كلما كان أملها أكبر في الوصول الى راحة البال.

لم يجد النوم سبيلا الى عينيها مع أنها أطفأت النور , وأظلم البيت وخيم السكون خارج البيت , وعندما أنتصف الليل أشعلت النور وأخذت تقرأ في أحد الكتب , ولما أتمت قراءته كانت الساعة الواحدة وعشر دقائق , فركت عينيها المتعبتين وأستلقت تحاول أن تنام , وأذا بها تسمع الصوت الذي كانت تنتظره , صوت سيارة تدخل المرآب .

المفتاح يدور في قفل الباب , ولكنها لم تر نورا ولم تسمع صوتا , كانت متأكدة من أنها لم تعد وحيدة في البيت , مرت خمس عشرة دقيقة وتلتها خمس أخر ,وبدأت أعصابها تخونها , لماذا لا يبدي آرثر أية حركة؟ لماذا لا يذهب الى سريره وينام حتى تتمكن هي أن تنام بسلام ؟
وفجأة نهضت من سريرها وهبطت بهدوء الى القاعة الخالية , لم تشاهد نورا في المطبخ ولا في غرفة الطعام , فأتجهت الى غرفة الجلوس ودفعت الباب بلطف , وهناك وجدته مستلقيا على أحد المقاعد , مستغرقا في النوم قرب الطاولة ,كان قدح الشراب قريبا من مرفقه , وخصلة من شعره تتدلى على أحدى عينيه.

وقفت مكانها لحظة تتملكها الحيرة , أتتركه نائما هناك؟ وأن فعلت فقد يستيقظ في الصباح متشنج العضلات من البرد في حالة لا تسمح له بقيادة السيارة مسافة طويلة الى الشمال.
خطت خطوة مترددة الى الأمام , ثم قفزت مجفلة , رأت عينيه مفتوحتين تحملقان فيها وعلائم خفيفة من السخرية تشع من أعماقهما.
أبتسم لها وقال:
" حسنا يا كارين لم أمن أتوقع ترحيب الزوجة في هذا الوقت من الصباح".

فتلعثمت قائلة:
"ظننتك نائما".
" كنت كذلك حتى تسللت كالقطة الى الداخل , وتأكدت أنني لم أكن أحلم , ماذا بك؟ أتشعرين بشيء من أهتمام الزوجة؟".
تجاهلت اللهجة الساخرة وقالت:
" آرثر , أتعرف ما الوقت الآن ؟ أن كنت تنوي السفر غدا الى دلرسبك , أليس من الأفضل أن تأوي الى سريرك؟".
جلس وهو يعبث بربطة عنقه المتدلية أسفل ياقة قميصه المفتوحة وقال:
" أذا فأنت قلقة ! أو أن لديك أفكارا أخرى؟".

حملقت فيه لحظة ثم فهمت ما يعنيه , فتراجعت خطوة الى الوراء وبشكل غريزي شدت قميص نومها على جسمها النحيل وقالت:
" أفكار أخرى ؟ حقا أنك مغرور بنفسك".
هب من مقعده وأمتدت يده وأمسكت برسغها تمنعها من الفرار , فأحست أنه طويل جدا ,وقوي جدا ويكاد يلتصق بها .
وأنطلقت منه الكلمات ناعمة :
" أخبريني يا كارو , ماذا تقولين لو أخبرتك بأنني أكتشفت في نفسي فجأة رغبات كنت أظنها ميتة بالنسبة اليك؟".
" أقول بأن تنساها".

أخذت خفقات قلبها تتسارع , كان وجهه محتجبا في الظل وأنفاسه الحارة تلفح وجهها , وراح يشدها اليه , فبعث ذلك في نفسها ذكريات الحب , ذكريات الوعود ...
حاولت التملص منه قائلة:
" آرثر ,كن عاقلا بحق السماء , لم يكن هذا جزءا من الأتفاقية وأنت تعرف ذلك".
لم يبد عليه أنه يرغب في أن يخلي سبيلها وقال:
" أنا أعرف ذلك؟ أظن أننا عقدنا هدنة".

قالت وهي تناضل للمحافظة على أتزانها:
"نعم , ولمن تذكر أنها كانت من أجل أليزابيت فقط".
أنطلقت منه شهقة وفجأة أحست بأنها أصبحت طليقة ... أبتعد عنها وهو يصلح ربطة عنقه , وسمعته يقول بصوت مكبوت:
" نعم أنا أذكر ذلك , بالله, لقد تعبت".
أجابت وهي تحكم الحزام حول قميصها:
" وأنا تعبت أيضا, أتريدني أن أعد لك شرابا , شوكولا أو حليب , لعل ذلك يساعد على تهدئتك".
منتدى ليلاس
أدار لها ظهره وأمسك كأس الشراب الذي كان بجانبه وجرع منه جرعة كبيرة , أنتظر لحظة ثم صب ما تبقى في فمه , وأستدار , وأذ رآها ما زالت واقفة وعلائم القلق بادية في عينيها
قال وقد ضاقت عيناه:
" أذهبي الى فراشك وأتركيني لوحدي , وألا...".
لعقت كارين شفتيها الجافتين , كان ما تعنيه كلماته واضحا وشعرت بأن ما يمنعه عنها خيط رفيع سرعان ما ينقطع , فأختنقت الكلمات في حلقها وأتجهت كالعمياء الى الباب , وأنسلت خارجة وأغلقته خلفها ,وعندما وصلت الى غرفتها دسّت نفسها في سريرها الضيق البارد وهي ترتعش من رأسها الى أخمص قدميها.

أخذت تراجع نفسها ... ما أشد غباءها! كيف نزلت اليه بهذا الشكل ...؟ وأي شيء آخر يمكن أن تتوقعه عندما تتصرف بنزوات الطفل الساذج؟
لم يكن ثملا , لكنه كان متعاطيا شيئا من الشراب , وأذ بها تدخل عليه كالشبح , تغزوه وهو في غفوته ... حمقاء! ولكمت وسادتها غاضبة وهي تحاول حبس الدموع التي تجمعت بين أجفانها المغلقة
وأحست بشيء من العزاء لأن كبرياءها وقوة أرادتها تمكنتا من كبح ذلك الدافع الطاغي المحموم الذي كان يعتمل في أعماقها , يحضّها على الأستسلام له عندما حاول أن يعانقها , وعندها يكون الأوان قد فات...

نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:50 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


4_حديث على الجسر

في اليوم التالي بدأ السفر الى الشمال وكأن ليس له نهاية , أنطلقوا تحت شمس ساطعة بعد غداء مبكر , وبعد أقل من أربعين ميلا الى الشمال من لندن , تلبّدت السماء بالغيوم وأنهمر المطر مدردرا , وأخذت قطراته تتناثر على نوافذ السيارة بلا توقف ,وبعد ذلك بقليل وجدوا أنفسهم يعبرون سيلا أعترض طريقهم وجعل السيارة تخفف من سرعتها وتتباطأ شيئا فشيئا.

صعوبة القيادة في هذه الأحوال منعت آرثر عن الكلام ,لكن لحسن الحظ لم يظهر على أليزابيت وماجدا اللتين جلستا على المقعد الخلفي أي أثر للأنزعاج , ماجدا المرأة البدينة الممتلئة حيوية التي كانت في الستينات من عمرها أنعشتها فكرة العودة الى موطنها في يورك شاير , وكانت تتحادث مع أليزابيت بسعادة ألهتها ن الوحل في الطريق وعتمة الجو في الخارج , وغاصت كارين في مقعدها الأمامي فريسة لوحشة أفكارها التعسة.
منتدى ليلاس
حاولت كارين كبت تثاؤبها , أذ جعلها دفء السيارة تدرك مقدار ما تعني من الأرهاق وما تقاسي من أنهيار معنوياتها , نظرت من النافذة الجانبية , فلاحظت أن المطر بدأ يخف , وأن الجو أخذ يميل الى الصحو , وتلون الأفق بلون نحاسي , فأذعنت للتعب وتركت جفنيها يتهدلان , لكن ذلك لم يدم سوى لحظات , أجفلت بعدها على صوت قرقعة مجلجلة وسمعت أليزابيت تصيح:
" لا تكن عنيدا هكذا يا آرثر... لا يمكنك الأستمرار في هذا الجو!".

كانت تهب عليهم في تلك الأثناء عاصفة عاتية جعلت السماء سوداء كأنما لفها ليل دامس , تشقها بين الحين والحين شروخ هائلة من البرق تقطعها أصوات الرعد المنذرة بالتشاؤم.
أجاب آرثر:
" لا يمكنني التوقف هنا , ضعوا أيديكن على آذانكن مسافة بضعة أميال أخرى".
تحولت الطريق الى نهر هادر يتألق تحت أنعكاسات أنوار السيارة الأمامية , جلست النساء يخيم عليهن الصمت الى أن لاحت بعد بضع دقائق أنوار محطة للوقود , أنحرف آرثر الى الطريق الجانبية المؤدية اليها , وأندفع الجميع للألتجاء في مقهى المحطة , شربوا الشاي هناك وتسلوا ببعض قطع البسكويت لينتظروا خمود العاصفة.
وتكلمت أليزابيت قاطعة جمود العاصفة:
" يبدو على كارين التعب ".

لم تنتبه كارين الى ما قالته اليزابيت ,ولكنها سمعت آرثر يجيب بغير أكتراث:
" كارين بخير , أليس كذلك يا كارو؟".
فأنّبته اليزابيت قائلة:
" لم تتغير يا آرثر فما زلت عديم الرحمة! ألا ترى أنها شاحبة كالشمع ؟".
ضحك آرثر ضحكة فاترة وألقى ذراعه حول كتفي كارين وقال:
" هل خفت من الرعد يا حلوتي؟".
كان بود كارين أن تتخلص من ذراعه , ولكن كان عليها أيضا أن تستمر بتمثيل دورها
فأصطنعت أبتسامة وقالت:
" كلا يا آرثر .... أنما قيادتك هي التي أخافتني ".

ضحكت أليزابيت , وسحب آرثر ذراعه بشيء من العجلة وقال:
"حان الوقت للتحرك , هل ترغب أحداكن بشيء آخر؟".
لم تبد على أحداهن الرغبة في أية حاجة , وتحرك الجميع ليواجهوا هبات الريح الماطرة.
كانت الساعة تقارب الخامسة عندما ظهرت أمامهم اللوحة البيضاء القديمة التي تشير الى دلرسبك , وبعد معاناة شاقة برزت الشمس عندما كانت السيارة تعلة قمة المرتفع عند رأس الوادي ,وهناك , غير بعيد عن الأرض المنخفضة كانت تستلقي دلرسبك الخضراء الوادعة ,وبدأت الطريق الشهباء المتموجة بين الحقول والبساتين الخضراء تتلوى أمامهم , ثم تجاوزوا الدور المبنية من الحجارة , ذات السطوح المبلطة بالبلاط الأزرق ,وبعدها مروا بالبيوت الريفية البيضاء المنثورة على الوادي , وهبطوا الى القرية التي كانت بيوتها تلتف حول الفندق الأسود القديم المسقوف بالخشب الأبيض ,ثم عبروا الجسر المحدّب فوق النهر.
منتدى ليلاس
كانت أليزابيت تحدق ذاهلة بالأماكن التي أحبتها , ثم أشارت بيدها الى المنزل المربع الأشهب الذي ولدت فيه , وعندما أنعطفت السيارة نحو الممر الضيق على الجانب الآخر من الجسر قالت بشوق:
" آه , قف آرثر , أرجوك دعني أنظر".
ومن دون أن يتكلم أوقف آرثر السيارة وتأوهت أليزابيت قائلة:
" ما أجملها , كيف تمكنت من ترك هذه الأمكنة".
وفجأة فتحت باب السيارة وراحت تشق طريقها وهي تقول:
" تابع يا آرثر , أريد أن أقطع الدرب على قدمي مارة بالسد".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:50 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأحتج آرثر قائلا:
" كلا , ليس الآن , دعي ذلك الى الغد".
أنحنت أليزابيت ونظرت خلفها الى السيارة وهي تقول:
" لن أضيع , هي مسيرة عشر دقائق فقط".
رأت كارين علامات الفزع الحقيقي في عيني آرثر , ومن دون أن تتريث
أمسكت حقيبتها وهبت من مقعدها وهي تقول:
" سأذهب مع أليزابيت".
فقال آرثر مغتبطا:
" ستذهبين معها؟ شكرا كارو".
منتدى ليلاس
ولأول مرة في ذلك اليوم رأته يومىء اليها بحرارة وهي تغلق باب السيارة , فأحست بطعنة مريرة ذلك أن أيماءة المجاملة العرضية تلك كانت هي الوحيدة التي تمكنت أن تخترق جدار عدم أكتراثه بعواطفها ,مع أنها كانت تدرك أن موقفه منها لن يكون أفضل, وعليها أن تروّض نفسها على تقبل هذا الموقف .
نفضت عنها تلك الأفكار وأسرعت خلف أليزابيت التي كانت تحث السير على الممر الضيق الى ضفة النهر ألتفتت أليزابيت الى الوراء بأبتسامة ما عتمت أن تخللتها الكآبة وقالت:
" لا تقولي أنه طلب منك أن تلحقي بي؟".

" كلا ... لكن أطرافي تخشبت في السيارة".
" صحيح! جلسنا وقتا طويلا".
تابعت أليزابيت السير وهي تتنشق رائحة الهواء الطيبة النقية , ثم قالت:
" أحببت السير على هذه الدرب".
لم تفقه كارين معنى لما قالته أليزابيت , لكنها أحست أن هناك مغزى وراء كلماتها وعادت أليزابيت تقول:
" هذا الأسبوع ذكرى المرة الأولى التي أتيت فيها الى مبنى دلرسبك , وهذه هي نفس الدرب التي سلكناها بعد أن غادرنا السيارة كما فعلنا الآن".
ألتفتت كارين اليها مستفهمة:
" تقولين سلكناها؟ تعنين أنت وزوجك؟".

هزت أليزابيت رأسها بالأيجاب وقالت:
" كان يوما من أيام آذار , تماما مثل هذا الوقت الذي أخذت فيه الخضرة الفاهية تظهر على الأغصان , والطبيعة الجميلة تبدأ حياتها من جديد مع أنحسار فصل الشتاء ,كنت ألتقيت مع جيمس للمرة الأولى قبل ذلك ببضعة أسابيع , وعرفنا كلانا أن ذلك اللقاء قد بتّ في أمرنا , أتفقنا عل اليقيام بجولة الى يورك , وفجأة طلب مني أن آتي معه الى البيت , وأدار وجهة السيارة ورجع بي الى هنا".

كفت أليزابيت عن الكلام , وأستمرت تشق طريقها فوق الدرب التي أصبحت تضيق تدريجيا وترتفع متثاقلة تحت أغصان الأشجار المتشابكة , ثم قادهما الممر الى تلة من الأرض الفضاء , حيث شاهدنا جسرا ريفيا صغيرا تحول لونه بفعل الطحلب الى أخضر باهت, كان يصل بين ضفتي النهر تماما فوق الشفير الصخري , حيث المياه تندفع الى البحيرة المزبدة في الأسفل , كانت النباتات تكسو الجانب الأول للجسر بينما راح شجر الصفصاف يمد أغصانه المحرومة بأتجاه الضفة البعيدة , وعلى مسافة أبعد قليلا , حيث كان صف من الحجارة يبرز عند الطرف الضيق للبحيرة يستعمله المارة للعبور .
منتدى ليلاس
ألقت أليزابيت يديها على الحاجز المعوج وشردت بعينيها الى الذكريات البعيدة:
" على هذا الجسر طلب مني جيمس الزواج ,ومن ثم مشينا الى البيت لأعلام والديه بالنبأ ... كنا سعداء جدا".
وقفت كارين صامتة فلم يكن لديها ما تقوله , وتابعت أليزابيت حديثها:
" توفي والد جيمس بعد ست سنوات من زواجنا , ومن ثم جعلنا بيتنا هنا ,كانت أمه غاية في اللطف , لها جناحها الخاص بالبيت , حقا كان بيتا مكتمل السعادة".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:52 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت كارين تنظر الى المياه ... هذه هي زيارتها الأولى الى دلرسبك , في الأشهر الأولى من زواجها سمعت كثيرا عن هذا المكان من العائلة , ولقد أرتها أليزابيت صورا كثيرة للبيت ولزوجها جيمس الذي توفي قبل سنة بتعرفها بآرثر
سألت ببطء:
" هل البيت من أملاك العائلة منذ مدة طويلة ؟".
أجابت أليزابيت ويدها تتحسس عقد خشب الحاجز:
" حوالي ثلاثمائة سنة , وأنا أدرك أن من المستحيل على آرثر في هذا العصر أن يعيش فيه , لكنني أتمنى ألا يبيعه بعد رحيلي".
عضت كارين على شفتيها وهي تتمنى لو أنها تستطيع الكلام بحرية أكثر:
" أوه , أنا متأكدة بأنه لن يفعل ذلك, أن آرثر يحب دلرسبك".

كانت أليزابيت تحملق بالجدول المتعرج والخضرة الملتفة وقالت:
" أنا أعرف ذلك , وأنه لأمر غريب أن يكون آرثر هو أبني الذي لم ألده أشد أحساسا بالقربى الى دلرسبك من ليزا نفسها , ليزا لن تقبل أبدا أن تعيش هنا, فهي ما أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها حتى تركناها تفر الى المدينة , أما آرثر فأنه أستوعب منذ البداية كيفية تسير العمل في العقار وما يتوجب على ذلك من مسؤولية ,وعندما أصيب جيمس بنوبته الأولى أراد آرثر , وكان آنذاك كالبرج قوة , أن يترك الجامعة ويعود نهائيا الى البيت , ولكننا لم نرضى بذلك وألححنا عليه كي يكمل دراسته , ففعل, وبعدها أذا أردت مثالا للعقل النابغ والكذاب البارع فأن آرثر هو ذلك المثال".
منتدى ليلاس
لاتخالف كارين أبدا تلك الحقيقة , وعلى الرغم من المرارة التي تحس بها بسبب تحطيم حبهما , فأنها لا تزال تشعر بالحسرة والتأثر لطفولته المشردة , عندما تتذكر طفولتها الوادعة المحاطة بحب والديها
وعقبت قائلة:
" نعم... وأنني أعتقد أنه لا يمكن لمن ولد وترعرع بين أحضان عائلة سعيدة أن يدرك تماما معنى أن ينشأ الأنسان في ميتم ليس له من أحد يخصه بالذات".
ألتفتت أليزابيت الى كارين مستغربة:
" ميتم؟ ولكن يا عزيزتي آرثر لم يكن أبدا في ميتم".

حملقت كارين بدهشة وقالت:
" ولكنني حسبت .... كنت دائما أظن ....".
" تقصدين أنه لم يحدثك أبدا؟".
هزت كارين رأسها وقالت:
" أعرف أنه كان يتيما وعاش طفولة بائسة حتى تبنيتماه أنت وجيمس , عندما كان في الحادية عشرة من عمره , وأعرف أنه يفكر بك كثيرا وهو على أستعداد أن يضحي بكل شيء من أجلك ,ولكنه لم يحدثني أبدا عن حياته الأولى , مرة واحدة بعد زواجنا سألته عن طفولته فغيّر الحديث بسرعة , وعندما ألححت عليه أقفل البحث نهائيا قائلا بأنه لا يريد الخوض أبدا في ذلك الموضوع".

أخذت أليزابيت نفسا عميقا ولاحت الكآبة في عينيها وهي تقول:
" لا أفهم.... ماذا حصل لآرثر ؟ أعني أن يجعله......".
تردت كارين , خشية أن تكره أليزابيت على البوح بأمر لا ترغب فيه , ولكنها أحست فجأة برغبة جامحة لمعرفة الأسرار التي أخفاها آرثر , ليس عن أخته بالتبني فحسب بل حتى عن زوجته أيضا.
فتنهدت أليزابيت وقال:
" أمر محزن , بل وأكثر من محزن , أنها مأساة , أشك أحيانا في أنني شخصيا أعرف كل شيء , آرثر لم يعرف والديه قط , ولا حتى ظروف ولادته , أعلمووه فقط بأن أمه تركته مذ كان رضيعا , وأن أباه كان ضابطا بحريا توفي في البحر , ثم علم وهو في الثامن بأن أمه كانت في السابعة عشر ة من عمرها عندما هجرته بعد ولادته مباشرة ,وأختفت في لندن , وأن أباه لم يكن ألا بحار عادي مجهول ,عاش آرث عند والدي أمه وكانا يعطفان عليه ويحبانه , ثم ترملت جدته وتزوجت من آخر بعد سنة من ذلك , وأنتقل الجميع الى ناحية أخرى من المدينة ومنذ ذلك اليوم عاش آرثر كابوسا مخيفا من القساوة والوحشية على يد زوج جدته".
منتدى ليلاس
تريثت أليزابيت قليلا ثم تابعت:
" لا مجال للشك أن زوج جدته كان رجلا مخيفا , وأن جدته أصبحت تخاف زوجها أيضا , قد توحي اليك كلمة جدة أنها كانت عجوزا , ولكنها في الواقع لم تكن كذلك ,كانت في حوالي الأربعين من عمرها , وما لبثت أن حملت , وكان لزوجها الجديد ثلاثة من زوجته السابقة , كأنهم نسخ طبق الأصل عن والدهم الفظ الرهيب , ولذا لم يكن لديها القدرة على حماية آرثر الذي تمكن أخيرا أن يفر هاربا".
تريثت أليزابيت مرة ثانية وهزت رأسها هزة خفيفة وتابعت :
" وجدوه في درهام عندما أمسكوا به يسرق قطعة من البسكويت ليأكلها في السوبر ماركت , وأرجعوه الى جدته , ولكنه بعد أسبوعين هرب ثانية الى ليدز هذه المرة ,حيث وجده أحد رجال الشرطة في منتصف الليل نائما في سيارة ,مسكين ذلك الصغير , كم صرخ وقاتل عندما علم أنهم سيعيدونه الى البيت , وأهتمت الشرطة بأمره عندما شاهدوا آثار الكدمات والضرب على جسده , وأستدعوا زوج جدته وهددوه بالسجن أن هو عاد الى ضرب الطفل وتعذيبه , ولكن هذا الزوج عاد الى نفس أسلوبه الأول في معاملة الطفل , مما أدى الى أن تأخذ الشرطة آرثر الصغير وتضعه تحت الحماية".



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 12-11-10, 07:52 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظرت كارين مشدوهة وصاحت:
" لم أحلم في حياتي أن يحدث شيء مثل هذا!".
توقفت عن الكلام تحاول أن تتصور في مخيلتها آرثر الذي تعرفه , طفلا صغيرا لا حول له ولا قوة تحت رحمة عالم لا يحبه ,وحيدا من غير أصدقاء , لماذا لم يحدثها بكل هذا يا ترى؟".
تنهدت أليزابيت وأكملت حديثها قائلة:
" كان آرثر يشعر أن العالم بأسره يقف ضده , وعادت المشاكل من جديد : تشرد .... تخريب الآثار القديمة ... سرقات , حتى يئست منه سلطات الجمعيات الخيرية , كان زوجي قاضيا في ذلك الحين , فعلم بقصته , وساهم بأيجاد عائلة ترعاه , كان آنذاك في التاسعة من عمره , وعندما بدأنا نشعر أن مشكلة آرثر الصغير قد حلت , بعد أن أنقطعت أخباره عنا مدة ثلاثة أشهر , أذ بنا نعود بأنه وقع في المشاكل مرة أخرى, كنت أعمل في ذلك الوقت في جمعيات رعاية المنحرفين , فذهبنا نتقصى أخباره من تلك العائلة التي تبنت رعايته , فأقسموا أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا أي شيء لأصلاحه , فهو ولد عنيد الى أبعد الحدود , تمرد آرثر الصغير وقال أنه لا يريد أن يعيش مع تلك العائلة , التي كان أفرادها يكرهونه ويعاملونه بقسوة.كان زوجي يعتقد عكس كل ما يعتقده الآخرون بالنسبة الى آرثر , كان الصغير بأعتقاده ذكيا للغاية , وذا مهارات كامنة غير محدودة , ولكن المشكلة الأساسية هي في كيفية توجيه مهارات تلك ووضعها في مسارها القويم بدلا من تركها على هواها تتخذ أتجاهات فيها كل معاني التمرد ومخالفة القوانين.
منتدى ليلاس
مضت الأيام وأنا وزوجي لا تنقطع أخبار آرثر ومقدار ما كان يعانيه من شقاء وعذاب , وفي أحدى الليالي بعد العشاء , سألني جيمس فجأة أن كنت لا أزال أهتم بذلك الطفل , فلما أجبته بالأيجاب قال أنه دائم التفكير به ولا يستطيع أن يبعده عن مخيلته ,وفي صباح اليوم التالي سألني عن رأيي في تبني آرثر الصغير , كان قرارنا قاطعا , ولم ننتظر أستكمال الأجراءات القانونية ومنها أقتفاء أثر أمه الحقيقية خشية أن تظهر فجأة وتطالب بأبنها ,ولم نستمع لنصائح أصدقائنا الذين حذرونا من أننا قد نسبب لأنفسنا مشاكل نحن في غنى عنها , وأن علينا سؤال أبنتنا ليزا عن رأيها وكانت آنذاك في الرابعة من عمرها , وأن رأي الأطباء في أنني لم أعد قادرة على أنجاب طفل آخر قد يكون خاطئا , ولكننا لم نصغ لأحد , ونجحنا في مهمتنا وكنا نشكر الله في جميع صلواتنا لأنه يسر لنا سبيل النجاح".

وصمتت أليزابيت ,وراحت كارين تحملق على غير هدى في ظلمة الغسق التي كانت تستعد لأسدال ستائرها , كان لديها الكثير لتقوله ولكن الكلمات خانتها عليها الآن أن تفكر في آرثر على ضوء هذه المعلومات الجديدة , ترى ماذا يمكن أن يؤول اليه مصيره لو لم يهيء له الله هذه المرأة الرحوم الواعية التي تجلس الآن الى جانبها.
وتحركت أليزابيت من جديد وقد أحكمت ياقة سترتها حول عنقها وقالت:
" أريدك أن تخفي كل ما حدثتك عنه خشية أن يعتقد آرثر بأنني خنت ثقته , ولكنني أحببت أن تعرفي ذلك , فقد تساعدك هذه المعرفة على تفهم وضعه عندما تعتريه بعض الحالات الأنطوائية".

عضت كارين على شفتها وقالت:
" أشكرك على أعلامي بكل ذلك".
وأكملت أليزابيت:
"ترك ماضيه البائس أثرا عميقا في نفسه , وهذا على ما أعتقد السبب الذي يجعله يتأنى طويلا قبل أن يمنح ثقته للآخرين , كان له دائما الكثير من الأصدقاء ولكنه كان يبقي هؤلاء بعيدين عن مكنونات قلبه , حتى ليزا التي كانت مولعة به وهي بعد طفلى... كان شديد التحفظ معها ... ولم تنجح أبدا في التقرب اليه , ولكن لا يستطيع أحد أن يقضي حياته منعزلا بعواطفه , مانعا ثقته عن كل الناس خوفا من الغدر أو الخيانة , ولهذا السبب حدثتك عن ماضي آرثر لأنني عندما أرحل سيكون في حاجة اليك أكثر مما تتصورين , فلن يكون له أحد غيرك".
منتدى ليلاس
وضعت كارين ذراعها حول أليزابيت بمودة وقالت:
" هل تصدقين لو قلت لك بأنني ما أحببت أحدا في حياتي غير آرثر ؟ وأن كل ما كنت أريده هو الأستمرار في حبي له والعناية به ما دام هو في حاجة الي".
ألتقطت كارين أنفاسها وهي تعلم أنها كانت صادقة في كل كلمة قالتها ,ولكنها لم تجرؤ أن تضع تأكيداتها الحارة في صيغة الفعل الحاضر حيث وجب أن تكون ,هل لاحظت أليزابيت ذلك؟
ضغطت أليزابيت بأصابعها على أصابع كارين شاكرة , ثم قالت مستغربة:
" أصابعك متجمدة , أليس من الأفضل أن نتحرك , لقد حل الظلام".

شبكت أليزابيت ذراعها بذراع كارين , وبدأتا تشقان طريقهما على طول الممر الملتوي الضيق , كانت كارين على الرغم من تظاهرها بالمرح والغبطة تحس في داخلها بالحزن الثقيل
وتعرف أنه سيمر وقت طويل قبل أن تكف عن التفكير في كثير من الألم والمشقة بما قاساه آرثر في طفولته البائسة
ولا ريب في أن هذه المعرفة الجديدة عن ماضيه وضعتها أمام تصور جديد لشخصيته قد يؤثر في علاقتهما , أو على الأقل فيما تبقى من تلك العلاقة .
آه لو أنها تعرف كيف ستجري الأمور!

نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هيلتون, margery hilton, روايات مترجمة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the dark side of marriage, عبير, غفرت لك, ورايات رومانسية, ورايات عبير المكتوبة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية