لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-10, 07:23 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 75876
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: شمس المملكة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شمس المملكة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بارت مليئ بالمفاجأاااات

أتمنى اتسرعي في تنزيل الباارت


فأنا في شوق لمعرفة ماستؤؤل اليه الأحداث


يسلموووو

 
 

 

عرض البوم صور شمس المملكة  
قديم 27-10-10, 09:27 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شمس المملكة
نورتينا
حياك الله


............................................................ .


كيف حالك؟
كانت شروق
التفت اليها وسلمت عليها بحرارة, وقالت هي : جميل حقا أن أراك هنا اليوم, لقد أتيت مع ياسر, أليس كذلك؟ لا يمكن أن يفوت موقف كهذا فهو الأولى بالحفل
ولكن, أين هو؟ سمعتك تنادينه قبل قليل
قلت : تركني وذهب لينجز مهامه الصحفية
قالت ضاحكة : بالتأكيد, فما أسعده اليوم
تأملتني قليلا ثم قالت بلهجة لم تعجبني : تلك السترة رجالية!! أظنها لياسر, أليس كذلك؟ رأيته يرتديها من قبل
شروق كانت معتادة ثرثرة بحكم مهنتها كمراسلة بالإضافة لطبيعتها الأنثوية الفضولية
ولكني لم أكن أستطيع الرد على الأسئلة الخاصة بياسر بالتحديد, فاكتفيت بعبارات مثل حقا, ربما, نعم
فقالت : جيد أن ياسر هنا, أريد منك رقم جواله
أصابتني صدمة, فلأول مرة أنتبه أننى لم آخذ رقم جواله
قلت لها الصدق : أتصدقين!! نسيت أن آخذ منه رقم جواله
نظرت الى باستنكار وقالت ساخرة : نسيتي!!قضيتما معا على الطريق أكثر من عشرين ساعة وأعطاك سترته ولكنه لم يعطيك رقم جواله.. ما أغرب ما يحدث في الحياة!!!
انشغلت بعملها مع المصور, وتركتني ألعق الغيظ
لم أشعر في حياتي أنني بلهاء أكثر مني الآن
والآن تجلت الحقيقة المؤلمة أمامي, فكيف سنلتقي لنعود سويا
اذا فزميلي في الرحلة ولى ولم يعقب
شغلني السؤال أين هو الآن؟؟
لا شك أن له أصدقاء كثر هنا بحكم زياراته المتكررة للعريش, وكما هو واضح من معرفته التامة للطريق
تذكرت كلماته لي أنني صحفية ولا بد أن أستغل كل دقيقة في العمل وأغتنم تلك اللحظات النادرة
أخرجت الكاميرا وبدأت أصور, ولكن ماذا أصور؟
ان مشاعري مختلطة ومرتبكة للغاية وتفكيرى مشوش
وقفت أمام البوابة مباشرة وفكرت كثيرا أن أجتازها, ولكنني لم أجرؤ, ولا أدري لم!!
هل لأنني لم أكن واثقة من أن تظل مفتوحة حتى أعود؟ أم لأن خلفها أرض لا أعرفها وليس لي فيها أحد أعرفه
أرض يقتلها الحصار ببطء وتنتظر حكما بالإعدام ما بين لحظة وأخرى من جيش يتحرش بها ويهددها ليل نهار
وبالتأكيد لقاء الأشقاء هذا لن يعجب اسرائيل
أم لأن ما معي من مال قد لا يكفيني لرحلة العودة, وربما احتجت لشراء طعام؟
تذكرت الآن فقط أنني جائعة فأخرجت المعلبات والبسكويت الذي تركه لي ياسر وأكلت وأنا أتمشى وأتأمل المكان, ولكني لم أتجه ناحية البوابة, بل سرت في خط موازى لها وأنا أحاول أن أقنع نفسي أنني أريد أن أرى السور الذي هدمه أهل غزة وكسروا الحصار
ولكن الحقيقة هي أنني لم أكن أجرؤ على اجتياز الحدود دون شريك رحلتي
أدركت الآن أن كلمة حدود هي ليست فقط أسوار وبوابات بل هي بداخلنا أيضا
وصلت الى السور الذي سقط
يقال أنه تم تفجيره والإجهاز عليه بالجرافات, وهناك من يقول أنه تم قطعه بالأكسجين
أيا كان السبب فالنتيجة التي أراها الآن هي رائعة بكل المقاييس
رأيت الناس مقبلون من رفح الفلسطينية جماعات يدوسون السور بأحذيتهم
أخرجت الكاميرا وبدأت تصوير وجوه تضيئها السعادة والفرحة لإنفراج الأزمة
أصوات الناس وصخبهم يمنح المكان حياة
وجدت شيخا يسوق أغناما متجها بها الى رفح الفلسطينية, وكلما سأله أحد : هل هناك المزيد من الأغنام
يهتف فرحا : بلى هناك المزيد والمزيد ستجدوا كل ما تريدونه هناك
سمعت صوتا من خلفي يصرخ بسعادة غامرة : نعم يا أماه, أنا في مصر
التفت فوجدت شابا يعبر السور وهو يصرخ : أنا في مصر يا أماه, أنا في العريش
أدركت ان فرحته تجعله لا يدري أين هو ولا من حوله
كنت أضحك بسعادة وأنا أصور منظر الشيوخ والعجائز والنساء والرجال والأطفال وهم يجتازون السور وهم سعداء تملأ الآمال أعينهم والفرحة ملامحهم
وسمعت طفلة صغيرة تهتف لأمها : أهذه مصر يا أماه
قالت الأم بفرحة : بلى نحن في مصر
بدأت أستوقف المارة وأجري معهم الأحاديث والحوارات ولم أكن بحاجة لأسألهم عن مشاعرهم الواضحة كالشمس
ولكني سمعت عجبا
رأيت رجلا يحمل فرشا للسرير, فاستوقفته وسألته : هل أتيت كل هذه المسافة لتشترى فرشا للسرير!!
قال : لقد اشتريت غرفة نوم ولم أجد فرشا في غزة, وفتح الحدود الآن حل لي مشكلة الفرش
قابلت فتاة ومعها أخويها الصبيين, لقد أتت للعريش لتبحث عن دواء لأمها لا يوجد في غزة, فالحصار يكاد أن يقضي على مخزون الدواء بأكمله
الكثير ممن قابلتهم عائدين من العريش لم يجدوا ما أتوا لشراؤه
فبالإضافة الى أن البضائع تضاعفت أسعارها الى خمسة بل وعشرة أضعاف, فلم تعد موجودة في العريش
وقفت شاردة مشدوهة مما أسمعه من أعاجيب, عندما صكت أذني أصوات زغاريد فرحة
التفت خلفي لأجد عروسا ترتدي ثوب الزفاف قادمة من الجانب الفلسطيني ومحاطة بأقربائها, والسيدات يلقين بالحلوى والورود على رأس المارة ويطلقن الزغاريد
جريت بسرعة لأنضم الى ذلك الجمع السعيد, ولأحتفظ بذلك المشهد الرائع في ذاكرة الكاميرا
ووجدت نفسي بين أغاني الأفراح الشعبية السعيدة التي تغنيها قريبات العروس والحلوى والورود تتساقط فوق رأسي ويتلون المشهد الرومانسي بألوان الورد عندما يظهر العريس على الجانب المصري يرتدى بدلة العرس السوداء اللامعة ويستقبل عروسه بثوبها الأبيض المتلألئ ويأخذها معه ليركبا سيارة الى رفح المصرية
وسمعت من النساء القصة, فالعريس مصري والعروس فلسطينية, وهما أقرباء
عقد قرانه عليها من ثلاث سنوات, لكن الزواج تأخر كثيرا عن موعده بسبب الحصار واغلاق المعبر, ولولا فتح السور أمس, لما التئم شمل العروسان
لكن ما يدمي القلب حقا هو أن بيت العروس لا يبعد عن بيت عريسها سوى كيلو متر واحد
مما أطلق في رأسي آلاف الأسئلة : ما معنى الحدود والمعابر؟
وكيف يوضع سور داخل قرية كلها عائلات وأقارب ويشقها الى نصفين؟؟
وكل نصف تابع لبلد لها جنسية ولا بد لها من جوازات سفر لكل من يفكر بزيارة أقاربه ولو كان يبعد عنهم بضعة خطوات فقط!!
ما هذا الجنون!!
قد نتقبل هذا من الإحتلال فغايته ومبتغاه التفرقة, ولكن الآن!!
اندمجت تماما في التصوير والحديث مع البشر وأصوات الميكرفونات تدور في كل مكان تحذر من أن الحدود ستغلق في الساعة الثالثة, واشتد قلقي
كان الفلسطينيين يعودون الى غزة, وأنا أمشي في خط موازي للسور, عائدة الى آخر مكان تركني فيه ياسر, وفي عقلي أمل أن أراه هناك ينتظرني لنعود سويا
وفي طريقي رأيت شاحنات كبيرة تحمل أسلاكا شائكة, وفهمت أنها لسد السور الذي تحطم
اذا فالوضع سيعود الى ما كان عليه بل وربما أسوأ
وكأن الأمر يومان فقط خارج السيناريو الإعتيادي لهذه المنطقة
كان الوقت يمر وأنا في انتظار ياسر الذي لم يأتي
واضطررت الى مغادرة المكان وحدي بعد أن أغلقت الحدود وتحول المكان الى ثكنة عسكرية بكل الألوان من جيش وشرطة
لم أجد شيء يقلني، فسرت لساعات الى العريش، ومع مرور الدقائق يتساقط مني جزء من الأمل مع تساقط دموعي ويملأ المرار فمي وتعشش الحسرة في صدرى
وكل خطوة أخطوها في هذا الإتجاه تزيد من وحدتي وحسرتي
وصلت العريش منهكة وركبت احدى الحافلات الى القاهرة
فسيارتي بلا بنزين، ولا بنزين في العريش، والعريش خلت من كل شيء، وبدلا من تزويدها بالبضائع من المحافظات الأخرى، تم غلقها وتحولت الى ثكنة عسكرية، وعاد الوضع أسوأ مما كان، والسولار الذي ضخ من المعابر الإسرائيلية لن يكفي لبضعة أيام وتبتلعه الأرض العطشى
كانت عودتي الحزينة خلاف ذهابي الفرح المتفائل، بعد أن تكشفت لي أن ما حدث ما هو الا إنعاش مؤقت، مجرد ضماد يوضع على الجرح النازف، ولا علاج حقيقي
صارت أفكاري ظلامية كالظلام المحيط بالحافلة من كل مكان، ولا رفيق معي يضيء لي الطريق بشعاع من أمل ولو ضئيل
واحد/صفر، واحد/صفر، واحد/صفر
إنها واحد/صفر، ترددت تلك الكلمة كثيرا حول أذني في الحافلة
إنتصرت مصر في أول مباراة لها في كأس الأمم
حديث الساعة اليوم وكل يوم
عدت الى البيت أخيرا
وفي الصباح التالي على الإفطار لامتني أمي كثيرا
كنت متعجبة من موقفها للغاية, فليست هذه هي المرة الأولى التى أسافر فيها كصحفية خلف خبر صحفي
ردت بضيق كبير : ولكنها المرة الأولى التي تسافري فيها دون تكليف من الجريدة
قلت بدهشة : وماذا عن القافلة!! لم تكن بتكليف من الجريدة
قالت : القافلة كانت تابعة للنقابة, ولكنك هذه المرة سافرت وحدك تماما وليلا أيضا
قلت مباشرة : لم أكن وحدي, لقد التقيت ياسر على الطريق
عقدت حاجبيها وتجهم وجهها وهي تقول : ياسر!! أهو زميلك في الجريدة!!
قلت بلا تردد : بلى, حدثتك عنه سابقا
زفرت بضيق : هل من المفترض أن أتقبل هذا كشيء عادي وطبيعي!!
لم تعجبني تلميحاتها ولكني قلت بصدق : بلى, لأنه بالفعل كذلك
قالت بعد تفكير طويل : أميرة, منذ وقت طويل ولم أكن أحتاج للفت انتباهك, أو انتقاد أى من تصرفاتك, فبالنسبة لي كانت دائما تصرفاتك عاقلة ومتزنة, ودائما ما تحكمين عقلك قبل أن تقدمي على أية خطوة, لذلك فإن ثقتي في حسن تصرفك بلا حدود
ولكن, هذه المرة أرى أنك قد تجاوزتي كثيرا
قلت بدهشة : لا يا أمي, لا يمكن أن تكون هذه هي نظرتك للأمور
لقد سافرت في عمل, وقريبا جدا ستقرأين مقالاتـ...
قالت بتجهم : أنت تغالطين نفسك, وترفضين الإعتراف بالخطأ, سفرك هذه المرة يختلف كليا عن أية مرة سابقة, ويجب أن تعترفي أنك تسرعت
قلت بضيق : لا يا أمي, لن أعترف بخطأ أنا مقتنعة أنه عين الصواب, أنا لم أخطئ
قالت بهدوء : وإن كنت مقتنعة أن ما فعلتيه صائب, لم لم تتصلي بي الا بعد أن وصلتي الى الإسماعيلية؟
لم لم تأتي الى البيت أولا لتخبريني بنفسك ولنتناقش في الأمر قبل أن تقدمي عليه؟؟
على الأقل لتأخذي معك ملابس ثقيلة تقيك من البرد
تذكرت فجأة سترة ياسر السوداء التى لم ترها أمي بعد
ترى ماذا ستقول عندما تراها؟؟
بدأت تهتز ثقتي بنفسي بشدة, وانتابني احساس عميق بالذنب
ورغم ذلك قلت بعناد وكبر وكأنني أدافع عن موقفي الضعيف : لم يكن هناك وقت لأى شيء, أتدرين أنهم أغلقوا الحدود و..
لم تدعني أكمل وقالت مباشرة :بل لأنك متأكدة أنك مخطئة وأنني لن أوافق أبدا على سفرك وحيدة ليلا
لذلك فضلت وضعي أمام الأمر الواقع
هتفت بضيق : أنا لم..
قاطعتني ثانية بحزم : أنا لن أناقش ما حدث, فهو قد حدث رغما عني, ولكن إن أردتي الإحتفاظ بصداقتي فعليك أن تعديني ألا تفعلي شيئا متهورا كهذا أبدا, على الأقل حتى نتناقش فيه
يبدو أن الليل استمر بداخلي طوال هذا النهار
ياسر لم يأتي, وصدى كلمات أمي معلق في أذني ويكبلني احساس فظيع بالذنب لم أتوقع أن أشعر به يوما, فلم أندم يوما على شيء لأننى تعلمت أن أحسب حساب كل خطوة قبل أن أخطوها جيدا
كان على انتظار القافلة التى ستطلقها اللجنة, وعندها بالتأكيد كنت سأكمل الطريق الذي قطعه على ياسر وأعبر الى الجهة الأخرى من المعبر
وبعد يومين جاءني رجل في الجريدة لا أعرفه وأعطاني مفاتيح السيارة وأخبرني أن ياسر كلفه أن يوصل السيارة لي فى الجريدة
غمرتني الدهشة, لم لم ينتظر حتى يأتي بها بنفسه؟؟ وفهمت أنه ينوي ألا يأتي الآن وقد تطول مدة غيابة
وشعرت بضيق هائل و لم أتكلم مع أحد, ولا حتى أستاذ فؤاد
لكنني تلقيت الصدمة الحقيقية عندما اتصلت بي ابتسام لتفجعني بخبر هز كياني
.................................................. .......


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

أستاذ حمدي طريح الفراش في الرعاية الفائقة بعد أن أصابته ذبحة
هرولت الى المستشفى، وهناك التقيت ابتسام وخطيبها، ومجموعة كبيرة من اللجنة ومنعنا من زيارته فحالة الرجل الطيب لا تسمح بالزيارة
وهناك كانت زوجته وأولاده، فسلمت عليهم، وعرفت من ابتسام ما حدث
لقد خرج أستاذ حمدي في قافلة سريعة وكل أمله أن يصل الى غزة
ابتسمت ابتسامة متهكمة مريرة وأنا أتذكر شاحنات النقل وهي تفرغ حمولتها من الأسلاك الشائكة استعدادا لغلق الحدود من جديد، واستمعت لابتسام وهي تقول : ولكنهم أجبروه هو والقافلة على العودة ولم يسمحوا له بدخول سيناء
حاول أن يخفي ألمه ومرضه عنا وبقي صامدا حتى وصلنا القاهرة، وفجأة ودون مقدمات سقط بيننا من القهر والصدمة، فنقلناه الى المستشفى على الفور
كان الليل الذى أطبق بظلامه فوق قلبي هذه الأيام يزداد ظلاما وكآبة تخنق روحي
كنت أفرغ الأفلام التي صورتها على المعبر في الأوراق وكان على اعادة صياغتها في مقالات بأسلوبي
وكلما بدأت في كتابة المقال أشرد بعيدا وأعجز عن كتابة كلمة
لا أدري ماذا دهاني لكن الفكرة المسيطرة على عقلي كانت غريبة بحق
فلا أجد في رأسي سوى 1/صفر
كانت دائرة الظلام بداخلي تتسع وتزداد عمقا يوما بعد يوم
فياسر لم يعد بعد وبدأت الظنون تساورني’ هل تم اعتقاله, أم حدث له مكروه؟
لكن أستاذ فؤاد فاجأني بقوله أن مقالات ياسر لم تتوقف يوما وله تحقيقات جديدة من قلب غزة
غمرتني الدهشة, اذا فياسر يرسل مقالاته بانتظام!! ولكن أين هو؟؟
وأجاب زكي عن سؤالي بمجرد أن سألته
لقد أرسل بطلب اجازة بالفاكس ليحضر زفاف أخته
عدت من عند زكي شاردة, لا شك أنهم استدعوه في البلد بالجوال, ذلك الجوال الذي لم يعطيني حتى الآن رقمه
فقدت حماسي تماما للكتابة, أو حتى لصياغة الأحداث التي صورتها عند المعبر
وخاصة بعد الشجار الذي انخرطت فيه مع أيمن بسبب رفضي لبيع الأرض
كان شجارا عنيفا, رميته فيه بكل التهم ونكأت جراحه بعنف
وانقطعت العلاقات بيننا تماما ورأيت دموع أمي الغالية تهطل على خديها مما زادني حزنا وألما وكآبة
وعادت غزة تظلم من جديد, وأدركت أن مقالاتي صارت بلا قيمة حقيقية بعد أن انتهت دقائق الحلم
فقد فازت مصر ببطولة أفريقيا, ورفعت الكأس عاليا
وأستاذ حمدي بين الحياة والموت, ولا كهرباء في غزة ولا وقود
مصر بطل أفريقيا
مصر بطل أفريقيا
مصر بطل أفريقيا
ظلت تلك العبارة تدور في رأسي وكأنما أبحث عن شيء يلقي ببعض الفرح أو الفخر في قلبي
ولكن العبارة كانت تعمل في رأسي كالإسطوانة التي نسمعها في فوانيس الأطفال في رمضان, ودائما ما يكون ازعاجها أشد من فرحنا بها
وعلمت أن أستاذ حمدي من الشخصيات الممنوعة من دخول سيناء
ياااه
هل أنا غبية لهذه الدرجة!!
لقد كنت هناك بالفعل, كنت على بعد خطوات منها ولم أدخلها
الرجل يكاد يقتل نفسه على أعتاب غزة, فقط ليدخلها, وأنا واتتني الفرصة وكانت أسهل من أن يتوقعها أى انسان, ولم أفعل!!
جبنت, نعم هذه هي الحقيقة, كنت خائفة
زاد حزني وهمي بعد ضياع تلك الفرصة الرائعة التي لن تتاح لي في المدى القريب وربما أيضا البعيد
أخيرا عاد ياسر
دخل علينا المكتب يحمل حقيبة سفره الصغيرة وحقيبته الجلدية, وفي يده مجموعة من الجرائد التي تصدرها المؤسسة وعلى وجهه ابتسامة كبيرة
رحب به الجميع, ووقفت أنا في مكاني لا أدري ماذا أقول له
اقترب من مكتبي وهمهم بكلمات مهذبة : مرحبا آنسة أميرة, كيف حالك؟
لم أرد فقد كنت مشغولة بقراءة عيناه وملامح وجهه رغم أنه غض طرفه سريعا بتهذيب
لا أدرى لم شعرت بأن ابتسامته تختصني أنا من دون الجميع, أو ربما أتوهم!!
قال أستاذ فؤاد : حمدا لله على سلامتك, لقد افتقدناك كثيرا
رد بابتسامة دافئة : وأنا أيضا افتقدتكم كثيرا, والحمد لله أنني استطعت أن أنهي واجباتي وأعود
في الحقيقة.. كنت بحاجة لأن أعود
مرة ثانية بدت عبارته غريبة في أذني
جلس خلف مكتبه وبدأ يتصفح الجرائد باهتمام
اقتربت من مكتبه وبمجرد أن جلست على الكرسي أمامه حتى وجدت ابتسامته تتسع رغم أنه لم يحول عيناه عما يقرأ أو ينظر لي
ورغما عني شعرت أنه يبتسم لي
سألته مباشرة : أين كنت كل هذه المدة؟
قال وهو يقلب صفحات الجريدة : تعلمين أين كنت
قلت : ولكنك تأخرت كثيرا
قال : كان على واجبات والتزامات يجب أن أقوم بها
قلت بفهم : نعم, عرفت, مبارك عرس أختك
قال باسما : بارك الله فيك, أخيرا أكرمنا الله بها, إن زواج الفتيات بات صعبا للغاية هذه الأيام في ظل الظروف الإقتصادية التي نمر بها
قلت مباشرة : لم لم تتصل بي
قال بهدوء : لم يكن هناك ما يستدعي ذلك
ثم أردف : هل وصلتك السيارة؟
قلت : آه. نعم’ شكرا لك ما كان عليك أن ترهق نفسك
ثم قلت بتردد : ياسر, أريد رقم جوالك
لم يرد كان منهمكا في تقليب صفحات الجريدة باهتمام وكأنما يبحث عن شيء ما
قلت بإلحاح : ياسر, هل سمعتني؟
قال : لحظة واحدة من فضلك وسأوافيك حالا
صمت في انتظار أن ينتهي, ولكنه رفع عيناه الى بعد قليل وقال متسائلا : أين مقالاتك التى كتبتها عن المعبر
صدمتني عبارته, فآخر ما توقعته أن يسأل هذا السؤال
ابتلعت ريقي وقلت : لم انهها بعد
اختفت ابتسامته فجأة وحلت محلها دهشة كبيرة ممزوجة بشيء من غضب : ماذا!!! لم تنهها!!
بدأ الضيق والغضب يتضح في صوته وأسلوبه : أيمكن أن أعرف لم لم تنشريها؟
قلت وأنا أشيح بوجهي بعيدا : ليست جاهزة بعد
نعم, الغضب الآن أوضح في صوته, وبه الكثير من التهكم : ولم ليست جاهزة بعد يا آنسة؟ ألم يكفيك كل هذا الوقت؟ ربما تحتاجين الى مدة أطول, ما رأيك بمهلة حتى نهاية العام, أو حتى العام الذي يليه, ما المشكلة أن ننتظر أعواما أخرى فلا شيء يستحق العجلة
استفزني أسلوبه بشدة فقلت بحدة : منذ متى وكلامك يتخلله التهكم والسخرية؟
قال بغضب : لا تتهربي من الرد على سؤالي, لم لم تنشري مقالاتك؟
اشتعل الغضب في رأسي وانتفضت من الكرسي وأنا أقول بانفعال : لست مضطرة للإجابة عن أى سؤال, وربما على أن أقول أنه ليس من شأنك
هب قائما وهو يهتف بغضب : بل هو شأني, لقد كنت في انتظار أن أقرأ عما حدث هناك
هتفت بدوري وقد بلغ منى الغضب مبلغه : وإن كنت مهتما الى هذه الدرجة بما حدث على الحدود فلم لم تبقى هناك وتكتبه بنفسك؟ فأنت النجم الأول في هذه الجريدة
يمكنك أن تقرأ الأخبار التي أرسلها عبد العزيز من هناك
التف كل من في المكتب حولنا وهم ذهول مما يحدث وسمعت عبارات التساؤل والتهدئة تتطاير من هنا لهناك له ولي
ولكننا لم نلتفت لها في غمار العراك المشتعل بيننا
قال بغضب شديد : أواعية أنت لما تقولين!! أهذا هو كل ما تستطيعين قوله لتغطي كسلك واستهتارك بالأمر؟؟
صرخت في وجهه : أنا لا أسمح لك بإهانتي فأنت لا..
أخرسني فجأة بصرخة عنيفة غاضبة : أعطيني ما سجلتيه هناك
نظرت اليه بذهول ولم أتحرك, فأكمل غاضبا : هيا أعطني المعلومات التي جمعتيها من هناك
لا أدري كيف انعقد لساني أمام غضبته الشديدة, ولا أدري كيف عدت الى مكتبي بصمت وأخرجت الأوراق التي أفرغت فيها ما سجلته بالكاميرا
ولكن بمجرد أن أمسكت الأوراق بين يدي ووقعت عيناي على الكلمات التي تراصت على الأسطر ومعها عادت ذكرياتي الى هناك حتى تفجر غضبي مضاعفا, والتفت اليه قائلة : أهذا ما تريد قراءته؟ مع الأسف, لا يساوي ثمن الورق الذي كتب عليه, لم يعد له أية قيمة, فقد عاد كل شيء أسوأ مما كان
لقد أغلقوا الحدود وكثفوا عليها الحراسة
والقوافل والمساعدات معلقة بلا أى أمل
وبعد أن فازت مصر في الكرة ما الذي تريدني أن أقوله لمن يقرأ – ان كان هناك من يقرأ – باب فتح فأغلق!!
هتف بعنف : لا يمكن أن تكوني صحفية محترفة وتقولي هذا الكلام
إن كان هذا هو تفكيرك, فلم عملت بالصحافة؟ ولم سعيت للعمل في هذه الجريدة؟ لم لا تتركين مكانك لصحفي حقيقي يدرك واجباته ويؤمن بقلمه ويعرف قيمة كل كلمة يكتبها
صمت قليلا مذهولة من كلماته النارية, ثم هتفت بعنف : ألم تفهم بعد أن كل ما حدث كان حلما وانتهى؟ وأن الجميع استيقظ من النوم
غزة أظلمت من جديد, أظلمت تماما, وعداد الموتى عاد للعمل داخل المستشفيات وغرف الرعاية الفائقة
وأستاذ حمدي ملقى طريح الفراش وبين لحظة وأخرى قد يصلني خبر يفجعني فيه
كما أنه ممنوع من دخول جزء من بلده التي يحمل جنسيتها
اعتصر الألم والقهر قلبي, وأنهلت على الورق تمزيقا بكلتا يدي وأنا أصرخ : لا فائدة من أى شيء لا أحد يقرأ
ظهرت المفاجأة قاسية في وجهه والذهول في ملامحه وهو يهتف : يكفي, يكفي, قلت لك توقفي
ألقيت بالقصاصات الممزقة في سلة المهملات, وأخذت حقائبي بعصبية وغادرت المكان وأنا لا أتبين ما حولي من أصوات ووجوه, ولا أذكر حتى كيف وصلت الى البيت وأنا أسيرة تلك الحالة الرهيبة من الغضب العارم والغيظ والكآبة والإحباط واليأس
لكن كل ما أذكره هو أنني قضيت الليل ما بين بكاء وغفوات ملئ بالكوابيس وأرق قاتل يجتر معه تلك الأحداث والكلمات الأليمة
في اليوم التالي لم أستطع الذهاب للعمل بعد تلك الليلة الفظيعة
أو ربما أهرب من مواجهته, لا أدري؟
وبقيت حبيسة حجرتي لا أرد على الهاتف ولا المحمول, ولا أدري عن العالم أى شيء
حتى عادت أمي من عملها بعد العصر, وحاولت معي من جديد لتعرف ما بي, وأجبتها بنفس الإجابة التي قلتها لها في الصباح متوعكة قليلا
قالت : شيرين لم تكف عن الإتصال بك, وأستاذ فؤاد أيضا, هل حدث شيء في الجريدة أمس؟
قلت : مشكلات العمل لا تنتهي, اطمئني يا أمي, سأرتاح اليوم وأعود للعمل غدا إن شاء الله
قالت باسمة بحنان : نعم, فلترتاحي اليوم بعد المجهود الذي بذلتيه في الفترة السابقة
همت بالخروج, ولكنها عادت تلتفت الى قائلة : بالمناسبة, التحقيق الذي كتبتيه هذه المرة أعجبني للغاية, يمتلئ بالحياة, كما أن الوصف رائع وكأنني هناك أرى وأسمع ما يحدث
كنت أستمع لها وأنا شاردة, وتدريجيا انتبهت لكلماتها وقلت : هه!! ماذا تقولين؟
عن أى تحقيق تتحدثين؟
مدت يدها الى بالجريدة وهي تقول : عن التحقيق المنشور لك اليوم
اختطفت الجريدة وفتحتها بسرعة لتصفعني كلمات ياسر, وأسلوبه يصرخ من كل كلمة داخل التحقيق
لكن هذه المرة التحقيق يحمل اسمي أنا, وأنا أكاد أجن
ما الذي يريده هذا الرجل!! وكيف يفعل هذا!!
قرأت جزءا من التحقيق إنها بالفعل كل المعلومات الموجودة في الأوراق التي مزقتها أمام عينيه, واللقاءات مع نفس الشخصيات التي حادثتها هناك
مستحيل!! كيف استطاع أن يفعل هذا وبهذه السرعة؟
كانت الجريدة بين أصابعي وأنا شاردة تماما عاجزة عن استيعاب ما يحدث
هتفت أمي : أميرة!! ما بك؟
أفقت من ذهولي أخيرا وقلت لها : أين هاتفي المحمول؟
ناولته لي من جوار فراشي وفي عينيها ألف سؤال
فتحت الهاتف المغلق واتصلت بأستاذ فؤاد وسألته عما حدث
فأخبرني بكل ما استنتجته ودار في خيالي عندما رأيت التحقيق
وأخذت أستمع اليه بذهول وهو يحكي كيف أخرج ياسر الأوراق من السلة وأخذ يرتبها ويعيد الممزق منها الى جوار بعضه البعض, ويلصقه بدأب عظيم
واستغرق في هذا العمل وقتا أطول بكثير من الوقت الذي قضاه في اعادة صياغة التحقيق, وظل في الجريدة يعمل الى ما بعد الفجر, حتى استطاع أن ينشره اليوم
أنهيت المكالمة وأنا لا أكاد أصدق
لن يكف أبدا عن اثارة ذهولي ودهشتي
كيف يفعل هذا دون علمي, دون حتى أن يسألني
واشتعل الغضب حارقا في نفسي
.................................................. .
يتبع..................................

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
قديم 28-10-10, 12:13 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146519
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم يتحقق عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم يتحقق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

رائعة
كم أنت رائعة

تصويرك للمشهد يذهلني
أتصدقين أني قرأت العديد من القصص في النت ولكن لم أرى مثل رواياتك التي يظهر فيها الهدف النبيل والحس الفني الراقي
سؤالي هل تعتمدين في سردك للأحداث على شيء من الواقع أم أنها تعتمد كلياً على الخيال ؟؟؟
دمت بخير أخية
ودام قلمك سيالاً بكل خير
دعواتي لك بالتوفيق

حلم يتحقق

 
 

 

عرض البوم صور حلم يتحقق  
قديم 28-10-10, 12:48 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 75876
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: شمس المملكة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شمس المملكة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

رائع

بات ياسر يشغل حيزا من تفكير اميرة

وربمااا كاان هناك سببا خفيا لكل ما يفعله

 
 

 

عرض البوم صور شمس المملكة  
قديم 01-11-10, 01:09 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 75876
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: شمس المملكة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شمس المملكة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

فينك راح يوم الأحد وجا يوم الأثنين ولا حس ولاخبررر

 
 

 

عرض البوم صور شمس المملكة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, الأبتسامة, شجاعة, وحي الأعضاء, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية