كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أي فائدة من الحديث ؟ فهو لا يحبها . . .وسيضحك في سّره إذا ما فكر أحدهم في أن رغبته في الزواج بها سببها شعور معين يكنه لها . لقد قرر أن الوقت حان ليتزوج وينجب أولاداً . . .وبما أنها تعيش في منزله . . .فهي شخص موثوق أكثر . ولا يمكنها بالطبع التأكد من أنه يفكر بهذه الطريقة . . .منذ حضرت إلى هنا أصبحت أقوى ،في بيته شعرت بسعادة لم تكن تتوقعها .واحتراماً لحبها له ، وللطفه البالغ وشهامته ،عليها أن تقرّ بأنها تدين له بأكثر من مجرد رفض قاطع ، كجواب على طلبه .
عادت إلى غرفتها . . .اغتسلت وغيّرت ثيابها .لكن كلما قاربت الساعة الثامنة ، كلما خفّت شهيتها أو رغبتها في رؤية داكر مجدداً ، إذ لم يعد لديها أدنى فكرة عما ستقوله له .
أخذ الذعر يستولي عليها ، ووجدت نفسها أمام خيارين ،إما المواجهة وإما العودة إلى انكلترا . أشارت الساعة الثامنة ،لأنها تحبه وتريد أن تبقى معه ، وجدت الشجاعة اللازمة لتنزل إلى الطابق السفلي.
عندما سمع داكر وقع قدميها ،خرج من باب غرفة الجلوس .لقد تمكنّت من مواصلة التقدم نحوه ،لكن الجليد تسلل إلى داخلها ، وجّمد أحاسيسها .
منتديات ليلاس
- هلاّ دخلنا لنرى أيّ طعام لذيذ أعدته لنا أغاثا الليلة !
رافقته جوسي إلى غرفة الطعام .إذ كانت هذه طريقته في التخفيف من حدة توتر جوّ ،فما كان له أن يزعج نفسه ،لأنها لا تريد إلا أن تهرب . وما كان لها أن تنزل لتناول العشاء. . .
آه ، لماذا . . . كان على داكر أن يعقّد ما كان رائعاً حتى عصر اليوم ؟
احتلّت مقعدها المعتاد في غرفة الطعام وقد تملكها شعور بالتوجس والتوتر .أرادت أن تنهي هذا الموضوع كيفما كان لتعود بعد ذلك إلى غرفتها .
بالكاد تذوقت الطبق الأول .وجاهدت لتتناول القليل من الطبق الثاني .لكنها وجدت أن ابتلاع أي لقمة يتطلب منها جهداً بالغاً .
وأجفلت عندما قال داكر فجأة :" استرخي ، يا جوسي".
فرأت أن من العبث أن تنكر توترها .ولاحظت أن نظراته تحوّلت إلى صحنها ، فسألته :" هل . . . هل لك أن تعتذر لأغاثا نيابة عني و . . .وتقول لها إنني تناولت وجبة عارمة على الغذاء ؟".
فأجاب بلطف :" بكل تأكيد".
لقد رأي بنفسه ما أكلته على الغذاء ،ومع ذلك لم تطرف له عين لكذبتها هذه .
أدهشها أنه لم ينه طعامه ،هو أيضاً ،بل وقف فجأة وقال:" يا عزيزتي . . .يبدو كأنك تنتظرين الحكم الإعدام".
- هلّ أنهينا هذا الأمر ؟
فقالت باحتجاج ،وقد تملكتها مرة أخرى الرغبة في الهرب :" وطعامك ؟".
فرد رافضاً محاولتها التملص :" تعالي".
وتقدّم نحو كرسيها ،فتحركت قبل أن يصل إليها ،وتوجّها إلى غرفة الجلوس .
دخلت جوسي إلى الغرفة ،وهي تتمنى أن ينتهي الأمر سريعاً .عندما أغلق داكر الباب ودعاها للجلوس ،أدركت أن الأمر لن ينتهي بتلك السرعة ،أو السهولة .ولكن عندما جلست وجلس داكر على كرسي قبالتها ، قررت أن الأمر سهل للغاية .. . انه كذلك بالطبع وإذا أرادت الانتهاء من هذا الأمر بسرعة ،فعليها أن تبدأ الحديث ،ما دام داكر صامتاً .
رفعت بصرها نحوه فرأته يرمقها بنظرات ثابته .تنفست بعمق ، وفي لحظة شجاعة ،شرعت تقول :" أنا آسفة إذا كان . . .".
وخانتها الكلمات للحظة لكنها تمالكت نفسها وتابعت :" كان ردي عصر هذا اليوم ،جافاً نوعاً ما .ما كان علّي أن أقول . . .حسناً ، بصراحة . . .فوجئت بعرضك هذا . . . بما قلته . . .الحقيقة أنني . . .لا أستطيع أن أتزوجك . . .لأنني . . .لن أتزوج ثانية أبداً".
ها قد قالتها .وإذا كان داكر على قد من رقة والكياسة فسيدعها تعود إلى غرفتها دون نقاش .وبدأ تنفسها يهدأ ،حتى أنها همّت بالنهوض عن كرسيها .لكنها اكتشفت أنه ينتظر منها مزيداً من الشرح وسألها بهدوء :" هل الأمر يتعلق بي وحدي ؟".
رباه ! إنها تحبه . وإذا أرادت الزواج يوماً فلن يكون من سواه وأجابت :" لا".
- لماذا إذن لا تريدين الزواج أبداً ،يا جوسي ؟
حدقت فيه ،عاجزة عن الرد ،ورافضة ذلك .غير أنها رأت تصميماً في عينيه ،وكأنه يعلم شعورها بأنها تخون ذكرى مارك زوجها المتوفى ،وحبها له .وهكذا صمم داكر على الانتظار .لكن ، هي أيضاً يمكنها أن تكون عنيدة .
|