كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
" ليتني أعرف ماذا يجري الآن هناك".
" ستعرفين ذلك قريبا".
ومضت ساعة , بدت كسنة لتيشا , قبل أن تسمعا صوت سيارة تيشا تتوقف في الممر, فتبادلت المرأتان نظرة متعاطفة فيما أستعدت الفتاة لمواجهة ثورة ريتشارد
لكن عندما دخل المطبخ كان وجهه يشع بأبتسامة راضية وراح يفرك كفيه مع بعضهما البعض كأنه أنتهى لتوه من تنفيذ مهمة شاقة.
وسألهما بصوت مرح:
" هل تركتما لي بعض القهوة؟".
لقد توقعت تيشا أي شيء الا هذا الحبور البادي في صوته وتصرفاته
تغصن جبينها بعبسة حائرة وأخذت تراقبه وهو يسكب القهوة في فنجانه ويحمله الى الطاولة حيث تجلس مع بلانش.
منتديات ليلاس
أتخذ مجلسه على الكرسي وكأنه يستوي على صهوة جواد ولامست أشعة الشمس فوديه الشائبين فألتمعا كالفضة , أومأ برأسه لتيشا وقال:
" أنت شابة محظوظة جدا ".
" ماذا تعني؟".
فأعلن بأعتزاز وهو يرشف القهوة الكاوية:
" صديقك السيد ماديسون وافق على تنفيذ الأجراء اللائق بحقك".
تقلص ظهرها لدى سماعها كلماته وأستوضحته مذهوله:
" ماذا تقصد بالأجراء اللائق؟".
" لقد وافق على الزواج منك بالطبع!".
" أوه , يا ألهي!".
كانت لا تصدق أذنيها , وأشتد بها الذهول الى حد الشلل , ثم أردفت بصعوبة:
" لا يعقل أن تكون جادا في كلامك!".
" بل أنت مصيبة تماما , فأنا أتكلم بمنتهى الجدية ! سنجري فحوص الدم ونحصل على رخصة الزواج هذا الأسبوع".
فهتفت تيشا وهي تقفز من مكانها ملتاعة:
" لا وألف لا! لن أتزوجه".
" بل ستتزوجينه بكل تأكيد".
فأعترضت بصرخة يائسة:
" لكنني بالكاد أعرف هذا الرجل , وفي الواقع, لا أميل اليه بتاتا!".
" كان يجب أن تدركي هذه الحقيقة قبل أن تقضي الليل معه!".
" لقد أمضيت ليلة في بيته وليس معه , أنه بالطبع شرح لك ذلك, ألم يفعل؟".
أحست بالخوف يتكوم في حلقها وهي تنتظر جوابه
فقال بليونة وبساطة:
" في الواقع لم أجد داعيا لنبحث بدقة تفاصيل ما حدث الليلة الماضية , فحالما أكتشفت أن نواياه أتجاهك لم تعد هناك أي حاجة الى بحث علاقته الحميمة بك".
فكررت تيشا مستغربة:
" نواياه شريفة أتجاهي؟ هل تعني أن رورك يريد الزواج مني بكل رضاه؟".
" أقنعته أنه بات ملزما بذلك , وبأقصى سرعة ممكنة".
فتدخلت بلانش لتسأله غاضبة:
" ريتشارد , هل هددته بأقامة دعوع عليه؟".
شعر بحرج فتململ في جلسته وأجاب:
" لم أقل له ذلك بكلمات واضحة , لكنه رجل ذكي فأدرك من تلقاء نفسه أنني مضطر الى أن أحمي سمعة أبنتي , وبالطبع , كان عليه بالمقابل أن يحمي سمعته من فضيحة محتملة".
فهتفت تيشا ثائرة:
" في الواقع , أنت سترغمني على الزواج منه! أنا لا أحبه!".
فأكد لها والدها قائلا:
" أنه شاب قوي الشخصية ولديه مهنة ممتازة , كذلك هو واسع الثراء نظرا الى ما أستطعت أستنتاجه من واقع بيته , كان من الممكن أن ترتبطي برجل أقل ملاءمة لك بدرجات , فكيفن مثلا , ما كان ليستطيع أبدا أن يضعك عند حدك لكن أظن أن ماديسون سيكون قادرا على ضبطك".
منتديات ليلاس
وهنا ألتمعت عيناه بشرارة غضب وأردف:
"لمّا دخلت عليكما في ذلك المطبخ كنت تعانقينه برضى تام , ربما أنت لست مغرمة به الآن , لكن بوجودك مع رجل مثله , لا بد أن تحبيه مع مرور الوقت".
" لا ! لن أتزوجه!.
" الموضوع بات منتهيا وأخذ كفايته من البحث والجدل".
وضع فنجانه على الطاولة ونهض عن مقعده قائلا:
" الآن , أستأذنكما أذ ينبغي أن أجري بعض الأتصالات الهاتفية مع الموظفين لأستطيع التفرغ هذا الأسبوع , أنها لنعمة أن يكون الرجل رئيس مؤسسة وحيث يقدر في الحالات الطارئة أن يوكل مهمات العمل الى مستخدميه".
وحالما أنصرف أبوها , أنطرحت تيشا على كرسيها وتمتمت:
" لا أصدق كل هذا ! ما الذي جعل رورك يوافق على الزاج؟".
فأعترضت عمتها بقولها:
" وأنا لا أقل عنك أستغرابا".
منتديات ليلاس
" ما زلت أحس بأنني أعيش كابوسا وأنني لن أفيق منه الا أذا قرصت نفسي بقوة... كم أنا شاكرة لكل تلك الأجراءات العصرية التي ينبغي على المرء أتباعها قبل أتمام الزواج , فلولاها لسارع أبي الى تزويجي منه فورا.... كنت أعلم أن رورك وافق على هذا ... الزواج , أعرف أنك تجذبينه لكنني كنت أتساءل ... هل وقعت في حبه يا ترى؟".
" أنا ؟ أقع في حب رورك؟".
وعلى الرغم من كل الغضب الذي حشدته في صوتها بدت هزة رأسها النافية خالية من حرارة الأنكار , وأضافت تقول بحزم وكأنها خائفة الى حد ما من فحص عواطفها:
" لن أقع أبدا في حبه!".
ثم قفزت واقفة وصرخت بتحد:
" يجب أن أكلم أبي , يجب أن أقنعه بشكل ما بأنني لا أريد الزواج من رورك".
********نهاية الفصل السابع*********
|