لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل أعجبتك الرواية وترغب بمتابعتها؟
نعم 13 68.42%
لا 1 5.26%
لم أقرر بعد 5 26.32%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 19. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-10, 07:14 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184034
المشاركات: 48
الجنس أنثى
معدل التقييم: متفائلة دوما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
متفائلة دوما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : متفائلة دوما المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

المعذرة الرد مكرر

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة متفائلة دوما ; 06-09-10 الساعة 07:17 AM سبب آخر: مكرر
عرض البوم صور متفائلة دوما  
قديم 07-09-10, 04:00 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : متفائلة دوما المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

عزيزتى كنت اتمنى
انا فاشلة جدا فى موضوع التوقعات هذا
خاصة ان هند اشارت الى مكان لا ندرى كنهه ؟

بانتظارك
عيد سعيد
وكل عام وانتى بخير

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 10-09-10, 03:04 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184034
المشاركات: 48
الجنس أنثى
معدل التقييم: متفائلة دوما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
متفائلة دوما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : متفائلة دوما المنتدى : الارشيف
Knuddel معايده

 





عيدكم مبارك

وكل عام وأنتم بخير

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال







برايفت
مشكورة يا جين

 
 

 

عرض البوم صور متفائلة دوما  
قديم 13-09-10, 01:27 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184034
المشاركات: 48
الجنس أنثى
معدل التقييم: متفائلة دوما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
متفائلة دوما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : متفائلة دوما المنتدى : الارشيف
افتراضي الجزء الثامن

 






~~ ( 8 ) ~~






الواقع أن اختيار هند كان منطقياً بعض الشيء..
فالمكان الذي أشارت إليه مجاور لبرج المياه ، الذي أثار اهتمامه واهتمام بقية الرجال سابقاً وأرادوا استكشافه، لعله يكون اسم على مسمى..



كما أنه قريب من المستشفى المركزي، الذي أيضاً طمعوا أن يجدوا فيه ما يمكنهم الاستفادة منه..




لكن ذات المكان الذي اختارته يبدو مجنوناً..
فقد كانت تشير إلى مكان يسمى (محطة الإذاعة والتلفزيون)..!
فما الذي تتوقع أن تجده هناك..؟!




لم يصل معها لنتيجة مقنعة من خلال المناقشة..
فلازالت الفكرة غير واضحة لديها هي نفسها..
لكنها تأمل، بل تكاد تجزم بأنهم سيعرفون ما عليهم فعله إذا وصلوا هناك..






على العموم، المياه والمستشفى يمثلان إغراءً كافياً بالنسبة لعمّار..




نظّم أمر تحركهم مع البعض، فعددهم صار كبيراً الآن، مع احتمالية ازدياد العدد فكل من يجدونه ينضم إليهم، فالحياة مع جماعة أكبر يجعل الحياة أسهل..



كما أن معهم أطفال ومرضى، لذا يحتاج تحركهم لترتيب ولتنسيق متابعة الجميع على شكل مجموعات يأتمر على كل مجموعة شاب يختاره عمّار..




بعد أقل من ساعتين، وصلوا إلى وجهتهم..
كان الشارع مليئاً بمبان ٍ عدة، لكن المبنى المعني كان أكبرها وأكثرها ارتفاعاً..





أخبرهم عمّار أنهم سيتفقدون المكان ليتأكدوا أنه مناسب ..





وجد أن المبنى كبير ومقسم بحيث يمكنهم العيش فيه كجماعات مع بعض الخصوصية -إن جاز التعبير- وبنفس الوقت لا يضطروا للافتراق فيصعب عليه رعايتهم..





ثم جاء دور برج المياه لاستكشافه..
كان المبنى عبارة عن جسم اسطواني مثبت على الأرض ومن الأعلى يكتمل شكله كمظلة..
دخلوا على أمل إيجاد المياه ، كما أوحى لهم الاسم على الخارطة..





لم يكن المبنى من الداخل يختلف كثيراً عن نمط المبنى السابق..
غير أنه أصغر..



يبدو أن الاسم غرر بهم..




كان الأمر محبطاً جداً..
فأنىّ لهم العيش من دون الماء..
إلى متى ستبقى لهم تلك القوارير..
فضلاً عن أنهم يقتصدون بها إلى درجة أنهكتهم..



فحرارة الشمس والهواء الجاف كلها عوامل تزيد من حاجتهم للماء..




لم يشأ عمّار أن يصدق أن هذا الأمل قد ضاع منهم..
أخذ يضرب الأبواب والجدران والمكاتب ليخرج شيئاً من غضبه..





حاول صديقه هيثم تهدئته وأن لا فائدة من هدر طاقته هكذا..




توقف عمّار..



ليس بسبب هيثم..




بل بسبب الباب المقفل..




ما الذي يجعل هذا الباب بالذات مقفلاً دون باقي الأبواب..




قرر كسره..



بحثوا عمّا يمكن أن يكسر هذا الباب الثقيل..



استعانوا بفأس الطوارئ المعلق..




وبعد جهد فُـتِـح الباب أخيراً..



كان المكان مظلماً في الداخل فاستخدم عمّار الكشاف..



نزلوا على الدرج اللولبي الذي أخذهم إلى الأسفل..



شعروا في هذا المكان بأن أنفاسهم مكتومة..!



لم يعلموا بأن ذلك كان بفعل الرطوبة إلا حين التمعت المياه بفعل ضوء الكشاف..!





كان المكان مليئاً بالمياه المكشوفة وكأنها بحيرة اصطناعية..








***








تبدلت حالهم مع المياه الآن..
يشربون..
يطهون بالماء ما يتيسر لهم من نباتات أو يجدون من طعام جاف هنا أو هناك..
يستحمون..




بعد أن كان مناهم، صار الآن جزءاً من حياتهم التي بدأوا اعتيادها..





لكن يا ترى..
هل يقنع بنو البشر ..
أم أنهم سيطمعون بما هو أكثر..







***





أكثر ما استفادوا منه في المستشفى هو الأغطية..
كان في المستشفى مخازن مليئة بها..



واستفادوا من المنظفات وبعض المتفرقات..
كما جمعوا بعض أدوات الإسعاف الأولية..





صنعوا بالأغطية مخادع لهم -أماكن للنوم- داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، الذي سماه عمّار (المخيم)..



بحيث يتم تثبيت أطراف الأغطية الكبيرة على الجدر فتشكل ما يشبه الخيمة الصغيرة..




منذ التقت جمانة بهند وهي تفرض نفسها على هند، حتى باتت هند تبحث عنها لو غابت عنها قليلاً..



حتى النوم، لا تنام إلا مع هند..

تشعر معها بالراحة، بالأمن..



وهند تمدها دوماً بأمل انتهاء المحنة قريباً..



وبأنها لن تسمح لسوء أن يصيبها بإذن الله ..



وتـُبـقي مسألة احتمالية اللقاء بوالدتها معلقة ً بمشيئة الله تعالى..



فلا هي التي تريدها أن تقطع الرجاء، ولا التي تريدها أن تتعلق بما قد لا
يتحقق..



وهو شأن هند كذلك!






***





تعجب عمّار من إصرار هند وعدم فقدانها الأمل..

عندما اختارت محطة الإذاعة كانت تأمل أن تجد وسيلة لطلب النجدة..

صحيح أن فكرتها مجنونة، لكن لا بأس فيبدو أن أفكارها المجنونة ذات جدوى أحياناً..



ومنذ انتقالهم إلى هذا المكان وهي تبقى لساعات في الطابق الخاص بالإذاعة، تزعم أنها تحاول تشغيل الإذاعة لعلها ترسل طلب نجدة يستمع إليها أحد..



ومعها آمال بالغالب، ويحاول البعض معهم أحيانا، ويرفض آخرون حتى مجرد الصعود إلى ذلك الطابق للمحاولة..





تعجب عمّار مصدره أمران..

أولهما، أن تشغيل أي شيء سيتطلب مصدر للطاقة، كالكهرباء..
وهو يعرف ذلك بحكم معايشته للحياة في المدن القديمة في صغره..
ثانيهما، حتى لو اشتغلت الإذاعة، من سيسمعها..
فقد هُـجرت هذه الوسيلة منذ زمن طويل..

ما عدا في البلدان المتخلفة، بلدان العالم الثالث التي لا يمكنها حتى تخيل ما وصلت إليه حضارتهم..
أو بالأصح، ما كان من حضارتهم..!






إلا أن هند لم تكن لتتوقف..
عدا أنه كان يـُـشكل عليها موضوع الطاقة..
فمن كلمات متفرقة من بعضهم فهمت أنه قد تتوفر مصادر صغيرة للطاقة..
(مولدات) هذا ما سمعت..




إذن إذا تم إيجاد المولد، فيمكن تشغيل الإذاعة..
صحيح أنها لا تدري كيف ستشغلها تقنياً..




لكنها أثناء تفتيشها لأيام وجدت ملفات تقدم تعليمات دقيقة بكيفية استخدام تلك الأجهزة..
وستستفيد منها عندما تتوفر الطاقة..




نقلت لعمّار فكرة أهمية إيجاد مولد كهرباء..

حاول أن يجادلها بأنه مضيعة للوقت..





"ما الضير لو تم تشغيل الإذاعة فعلاً؟" حاولت أن تحرجه..
"الضير أن الناس ستتعلق بأمل ثم ستنهار نفسياتهم من جديد، من الجيد أنهم تأقلموا قليلاً الآن، هل تودين انتزاعه منهم" كان يحاول محادثة عقلها..



"عمّار، أسألك بالله العظيم، لو كان هناك احتمال واحد من مائة، بل واحد من ألف، أن يصل نداء الإغاثة لأحد، ألا يستحق هذا الاحتمال الضئيل المحاولة وتحطيم النفسيات بعدها حتى؟!"



أطرق عمّار قليلاً ثم قال "بلى، يستحق"..!




انتصرت هند عليه مرة أخرى..


يا الله كيف تتمكن من إقناعه بسهولة في كل مرة..


وكأنه طفل يتم إغراءه بالحلوى..!



شعر عمّار بعدم اتزانه..




"المعروف أن كل الأماكن العامة، يكون فيها مولدات طاقة احتياطية.. لكن المستشفيات يتوفر فيها مولدات أكبر وتعطي قدر أكبر من الطاقة" أخبرها عمّار باستسلام..





تم إحضار المولد وصار موضوع البث الإذاعي أكثر جدية..
وأقرب للتحقق..
وتعلقت آمال البعض فيه..





لكن كانت هند تخاف من شيء واحد..
أن يكون الاحتمال أقل بكثير مما ذكرت لعمّار..!




ومع ذلك..
لن يثني هذا الخوف عزمها..



على الأقل ليس الآن..







***




أخيراً..
وبعد عدة محاولات..
استمرت أسبوعين متتالين..
تمت عملية البث الإذاعي الأولى للناجين..!





ضج المخيم بفرحة كبيرة، وكأن فرق النجاة فوق رؤوسهم الآن..
كان الأمل لذيذاً..




كان بإمكان كل المتواجدين بالمخيم الاستماع لكل ما يبث عبر الإذاعة، من خلال سماعات كبيرة موجودة بداخل المخيم..




تحدثت هند وآمال بحماس، كما تحدث غيرهما ، عبر لاقط الصوت المتواجد في غرفة البث الإذاعي..



بعضهم يذكر اسمه، والبعض يحاول توضيح أنهم الناجون من حادثة مدينتهم..
والأغلبية يطلبون سرعة وصول النجدة إليهم..




لم يكن عمّار يعجبه أي من هذا..

فهو خائف من عواقب هستيريا هذا الفرح..!







مرت ساعتان..
ثلاث ساعات..
أربع ..
خمس..!!!





يبدو أن الفكرة كانت من الأساس غبية!

تيقنوا أن لا أحد آتٍ لنجدتهم..

مهما حاولوا..




بدأت تفلت الأعصاب..

وهاج البعض..

وأخذ البعض يتعاركون لأسباب تافهة..





حتى أن الدماء سالت..!!

حدث ما خشي عمّار حدوثه..






***





بعد أن تم تهدئة الوضع نوعاً ما..

كان وقت صلاة العشاء قد حان..
فلما أذن المؤذن، طلب عمّار من الجميع ، رجالاً ونساء وأطفالاً المشاركة في الصلاة لعل النفوس تهدأ..




أمهم بالصلاة، واختار أن يتلوا آيات من سورة التوبة..
"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{51}"
أخذ عمّار يردد هذه الآية مراراً ..
حتى تعالى نشيج البعض..







***






أصاب هند ما أصاب الجميع من يأس بادئ الأمر..



لم تنم تلك الليلة..
كانت تشعر بالعجز..



ضايقها هذا الشعور..



وقررت أنها لن تترك الأمر كما هو..




إلى الصباح بإذن الله..






***




كان أبو خليل في نهاية الأربعينات من عمره..

بقدر ما سبب له فشل البث الإذاعي من إحباط، بقدر ما قرر أن يأخذ بزمام المبادرة ويكون عملياً ويفكر كيف يُحسّن حياته وحياة ابنته ندى في هذا المكان..



فالتفكير السليم يعني أن يتعايش مع هذا الوضع ..
كانت الأفكار في رأسه تختمر..



لكن الآن حان وقت خبزها..





***





عادت هند تغوص في بحر الملفات والأوراق وأدلة الأجهزة في قسم البث الإذاعي..
لعلها تجد شيئاً..




هذه المرة كانت وحدها..
فلم يعد أحد يود التعامل معها..




حتى عمّار بدا أنه غاضب جداً منها لما حدث البارحة، وكأنها هي السبب..!



هي لا تنكر أن ما حدث لم تسهم به، لكنه طبيعي..
فلابد من المحاولة..



لا يمكن البقاء هكذا وتوقع أن تحدث معجزة بدون اتخاذ الأسباب..

ثم لِـم نتوقع أن يأتينا ما نود بدون مشقة أو تعب..



أ لأننا اعتدنا ذلك في حياتنا..

ألم نرى أهوالاً في الأيام الماضية..



هزتنا حتى الأعماق..



هل نستسلم إذن..



"لا والله" قالت في نفسها..



إن هذا إلا دافع أكبر لإعادة المحاولة..



"لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا.." ذكرت نفسها



ثم إن فشل التجربة لا يعني النهاية..




بل هي البـــدايـــة..!




قررت البحث عن جهاز راديو لتستمع بنفسها، كيف يتم التقاط موجتهم..



جربت التحدث عبر لاقط الصوت، وبنفس الوقت كانت قد ضبطت مؤشر الراديو على نفس الموجة..


وتحدثت تطلب النجدة..




نسيت هند أن تفصل الصوت من الوصول إلى مكبرات الصوت في المبنى..



بعد دقائق كان عمّار وبعض أصحابه قد وصلوا إلى هند..



والشرر الأحمر يتطاير من أعينهم غضباً..



حاولت أن توضح لهم..


أن تتحدث فقط..



لكن عمّار كان قد اتخذ قراره..


اتخذ قراره بشأن هند..






حملوها رغماً عنها وهي تصرخ وتحاول أن تستوضح..



أدخلوها في أحد المكاتب التي لا يوجد فيها سوى مدخل واحد، وأقفلوا عليها الباب..!



أخذت تطرق الباب بقوة وتناديهم وترجوهم أن لا يتركوها هنا لوحدها..


لم يجبها أحد..





فقد قرر عمّار أن يسجنها ..!








***








كان العميد عبدالله مكلفا ً في لجنة لتنظيم الانتقال المدني القائم في البلاد إلى الحياة في المدن الحديثة ذات الطابع الافتراضي ..

ونظراً لطبيعة مهنته الأمنية، فقد كان ضمن المسؤولين عن الجانب الأمني الاستراتيجي في مشروع الانتقال الضخم، وتحقيق الشروط الأمنية الدولية التي تم التوقيع عليها من قبل جميع الدول المتقدمة التي قررت الإقدام على هذا التغيير الثوري في حضارتها..



ففي اجتماع مؤتمرٍ دولي لن ينساه التاريخ أبداً، اتفقت أكثر من مائة دولة على إنشاء بنية تحتية تعتمد كلياً على تقنية النانو..


ترتبط هذه البنية في كل مدينة أو منطقة بمركز أو محطة مختصة بإنتاج طاقة نانويه تعمل على تشغيل المدينة وتوفير احتياجاتها المختلفة، من مياه وطاقة تشغيل الكترونية وتوفير بيئات افتراضية متنوعة واحتياجات صحية وغذائية وصناعية وبيئية واستهلاكية وتقنية، حتى نظام التهوية وضبط حركة سير الأفراد وتنقلاتهم ووسائل الاتصال ، كل هذا وأكثر يتم ضبطه وإدارته من خلال هذه المراكز...
أي كل ما يتصل بهذه المدن وسكانها..

وقد تم تجهيز هذه المراكز بأحدث التقنيات وأكثرها إبداعاً في تاريخ البشرية..

وتم تزويد هذه المراكز بأمهر العلماء والمختصين في مختلف المجالات التي تحتاج لإدارتها، كلٌ في مجال اختصاصه..


كانت الاتفاقية طويلة جدا ومتشعبة، لكنها واضحة لكل من يقرأها بتمعن..

وقد راجعها عشرات القانونيين والسياسيين أيضاً في البلاد قبل إعطاء الضوء الأخضر للتوقيع على بنود الاتفاقية ، فقد أكدوا سلامة الاتفاقية قانونياً وعدم مساسها بحقوق البلد أو الحكومة أو السكان ..

كما تم التشاور مع البلدان المجاورة والصديقة ، ليتم الإجماع على مناسبة هذا الالتزام للجميع..

ضمن تلك البنود كان هناك بند يتعلق بخلو المدن الحديثة من جميع أنواع الأسلحة النارية، أُطلق علي ذلك البند اسم "عالم بلا سلاح"..!


واندرج تحت هذا البند توضيحات تتعلق بتزويد المدن الحديثة بنظام أمني يكشف وجود أي سلاح ناري كان أو غيره..

وفي هذه الحالة تصل إشارات الإنذار إلى المركز الأمني ، المتمثل بنظام الشرطة، الذي تناط به مهمة ضبط النظام في المدينة..
ليتم ضبط عملية المخالفة..


وبنفس الوقت، ولأن الموضوع أكبر من أن يكون خاصاً بالبلد ، فإن هذا الرمز من الإنذارات تصل إلى مركز دولي ترتبط به جميع مراكز النانو في كل المدن الحديثة في العالم..


والحكمة من ذلك أن تشرف هذه الجهة الدولية ، من بعيد، على جدية التزام جميع البلدان التي وقعت على الاتفاقية ، بأداء دورها..


والتأكد من خلو العالم من السلاح فعلاً..

كل هذا، بزعمهم، بهدف تحقيق أمن عالمي..

إعلاناً بانتهاء زمن الحروب الذي أرهق العالم..

ومن ضمن مهام هذا المركز الدولي ، متابعة تخلص البلدان من الأسلحة ودفنها في أماكن ذات معايير خاصة..
فيما أطلق عليها اسم (مقابر النار الجماعية)..



في فترة انشغال العميد عبدالله تلك، زاره أحد المساهمين في إعداد المدن الافتراضية..

وقد انتهى دوره منذ عدة أشهر..

وهو صديق قديم متخصص في مجال أمن المعلومات..

"عبدالله ، يجب أن تساعدني في مقابلة رؤساء اللجنة الأمنية، عليّ أن أشرح لهم المشكلة بنفسي"

"أحمد، عليك أن تقدم لي ما يمكن أن أدعم به طلبك، فكيف تريدني أن أطلب منهم مقابلتك في أمر لا أدري ما هو ولا ما أهميته.. فقولك على عيني ورأسي، ولكن الأمر جدي ولا يحتمل مجاملات الأصدقاء.. أنت أعلم بذلك..."

"عبدالله! عبداالله! كم مرة أشرح لك الموضوع.. هذه المدن فيها ثغرة أمنية خطيرة، وقد جُعلت تظهر بمظهر قناة متابعة عادية.. عبدالله الخطورة ...."

قاطعه عبدالله "ألم تشارك في أحد اللجان سابقاً..؟ لـِـم لم ترفع تقريرك في ذلك الوقت؟"

بقي أحمد يأمل في التأثير على عبدالله "لم تظهر لي تلك الثغرة حينها، ولازلت أدخل على النظام وأتفحصه حتى وجدتها.. "

قاطعه عبدالله وقد تفاجأ لما سمع "هل تخترق النظام يا أحمد؟؟!!!"

حاول أحمد التخفيف من حدة الموقف "هل ليس خرقاً، إنما تركت لنفسي منفذاً لأتمكن من متابعة العمل، فلا يمكن الاطمئنان وترك النظام دون متابعة هكذا، وها هي الثغرة تظهر لي بعد حين، الأمر خطير يا عبدالله"
"أحمد أنت تخالف القانون و.."
"اسمعني، ما أقوم به هو لصالح البلاد وليس العكس، أنت تعرفني وتعرف أني لا يمكن أن أكون خائناً.."
"إذن توقف عمليات الاختراق هذه.."
"هي ليست اختراقاً ، صعبٌ عليّ أن أوضح لك وأنت تتحدث معي بعقليتك العسكرية هذه.."

قبض عبدالله على جيب أحمد وأخذ يهدده "سواء كنت صديقي أم لا، سأسلمك للجهات الأمنية لمحاسبتك على جرمك.."

خاف أحمد "والله لم أفعل جرماً، اسمعني يا عبدالله، سأعاهدك على أن لا أعاود ما تسميه خرقاً، مقابل أن ترتب لي موضوع عرض المشكلة على اللجنة.."

ازداد إصرار عبدالله وهو يقول "لن تملي عليّ شروطك، لكن لأني أعلم بأنك لست خائناً، سأعطيك هذه الفرصة فقط ، وسأعمل بنفسي على تخصيص فريق تقني لمراقبتك أنت بالذات،، و إن عاودت فعل ما فعلت فسأسلمك بيديّ هاتين، هل تفهم..!"
أطلقه أخيراً..

لامس أحمد عنقه وهو يقول باستسلام "لك ما تريد يا عبدالله، لك ما تريد.. لكن إن تبين لك أني على حق بعد فوات الأوان، فلا تلم إلا نفسك.."


حانت دقائق صمت بينهما..

حتى قطعه أحمد بقوله "عبدالله، فكر في أمر واحد، إذا كنت أنا أتجول في النظام كما أشاء منذ عدة أسابيع دون أن يكشفني أحد، ألا تخشى أن يكون النظام هشاً ليتحكم به شخص أو جهة ذات نوايا مختلفة عن نواياي.."

غادر أحمد وعبدالله غارق في حيرته..

بل في صدمته...





***




 
 

 

عرض البوم صور متفائلة دوما  
قديم 17-09-10, 02:33 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184034
المشاركات: 48
الجنس أنثى
معدل التقييم: متفائلة دوما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
متفائلة دوما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : متفائلة دوما المنتدى : الارشيف
Hello

 


يا حبيباتي، ألا يستحق هذا الجزء شيئاً من النقد والتعليق


ففيه بدأنا ندخل في عمق الأمور ..
تمهيداً للقادم

بانتظار تشجيعكن وملاحظاتكن القيمة

 
 

 

عرض البوم صور متفائلة دوما  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القيادة, رواية، خيال علمي، النانو، المستقبل، علم الاجتماع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t146977.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 20-01-17 09:56 PM


الساعة الآن 09:14 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية