لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-08, 12:33 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



::؛::


البشر أرواح .. ما تعارف منها ائتلف .. وما تنافر اختلف ..
كثير نسمع هالمقولة .. وكثير نستغرب منها رغم صحتها .. نحب ناس بدون سبب .. وبعد نكره ناس بدون سبب .. ونقول أرواح .. شلون لو روح انجذبت لروح .. ورغم بعد المكان .. وموت الأمل يبقى هالجاذب حي وموجود .. لكن قدامه عقبات توقف بوجهه ..
يا كثر ما نخطي ونندم .. وياكثر ما نخطي ونكابر .. ويا كثر ما نظلم وننظلم بسبب ثقتنا في ناس ما تستحق هالثقه مهما كانت درجة قربهم لنا .. تكون هالثقه سلاح في ايدهم عشان يدمرون اقرب الناس لهم .. يمكن متعمدين ويمكن ضعف نفس منهم .. لكن الأكيد أن الظلم لما يضرب في جوف الصاحب الطيب يبطي ينزف .. ويصعب علاجه ..


::؛::


الجزء الخامس عشر



وصلوا البيت .. وكان وجع راسها خفّ .. ومع ذلك كانت تحس بضعف ودوخة ومحتاجة ترتاح .. قالت لها سارة تدخل غرفتها وترتاح وهي بتخلي الجوري عندها .. وخذتها لغرفتها وبدت تدخل الشنط والأكياس للغرفة بدون ما تفرق بين أغراضها وأغراض مها
وسوت للجوري سيريلاك وغدتها وخلتها تنام .. دخلت تطمن على مها شافتها على فراشها راقده وسجادتها على الأرض حتى ما شالتها من التعب .. دخلت طوت السجادة وطفت الليت وطلعت ..
طلبت ساره لهم غدا من المطعم قبل تدخل تسبّح وحطت الفلوس عند فاطمة و وصتها على الجورى تفقدها كل شوي .. وصل الغدا ونكبت فاطمة لابوناصر وأم ناصر غداهم تغدوا يوم شافوا البنات كل وحده مشغولة بشي ودخلوا يقيلون عقب التعب .. طلعت سارة من الحمام ولقت الجوري للحين نايمة .. نشفت شعرها ولفته بفوطة وطلعت عشان تغدا ..
كانت تسمع صوت غريب .. حاولت تعرف من وين بس ماقدرت .. فتحت عيونها وراسها يعورها .. كانت الحجرة مظلمة .. التفتت بتعب تدور مصدر الصوت اللي أقلق منامها .. كان جاي من شنطة يدها .. تذكرت جوالها المفتوح .. بس من اللي بيتصل عليها وماحد يعرف رقمها ..!!! مدت ايدها وهي تتنهد داخل الشنطة تحسس الأغراض لين لمسته وطلعته .. كان ماجد يتصل فيها .. لثواني ترددت تفتح الخط بس يدها سبقت تفكيرها وضغطت الزر ..


::

::

::


كان ماجد على اعصابه لثالث مره يتصل وماحد يرد .. يمكن حاطته على الصامت .. أو يمكن بعيد عنها في الشنطة .. أو يمكن الشنطة في غرفة ثانية وهي ما تسمع رنة الجوال .. أو يمكن بكل بساطة ماتبي تكلمك .. كانت الهواجس تدور في راس ماجد وهو ينتظر على الخط عساها ترد عليه .. ضغط بايده على جبهته يبي يخفف الوجع .. لكن فجآة صمت في الجوال عقب ما اختفت رنة الأتصال شدّ انتباهه ..
" ألو .." تكلم بصوت واطي .. " آلو .. " رجع كررها بلهفه لما ما سمع صوت على الطرف الثاني .. " مرحبا .." ردت مها بصوت فاتر من التعب .. " حى الله أم الجوري .. شلونس .." حاول ما يندفع بالكلام .. " بخير جعل ربي يسلمك .." ردت عليه .. " وش سويتي ذلحين أربس أحسن .." نشدها .. " ايه الحمدلله أحسن .." جاوبته وهى تضغط بيدها على بطنها عشان تخفف احساس اللوعة اللي حست فيه .. حس بصوتها التعب " تغديتي .." سألها وهو شبه متأكد من الأجابة اللي بيسمعها .." لا .. ماني مشتهيه .." طاري الأكل زاد احساسها بالمرض .. " مها .." ناداها وسكت .. ماقدرت ترد عليه .. خنقتها الدمعة وهي تحس وش كثر هي ضعيفة قدامه وتتمنى هالشي يختفى .. اسمها تسمعه في اليوم عشر مرات وما تتأثر .. لكن لما يناديها هو بأسمها بدون اي كلمة معه .. تحس أنها ودها تطير له .. " مها .. " كرر الصوت .. " معك .." ردت عليه بعد ما انتزعها من أفكارها .. " يابنت الحلال ما يصير تهملين عمرس .. أنتي بنفسس ضعيفة وماعليس حال .. من للجوري لمن تعبتي ..؟؟ " كان يعرف أن الشي الوحيد اللي ممكن يأثر فيها هو بنتها وعشانها راح تسوي أي شي .. " بس أنا بخير كلها دوخة وتروح .. " ردت بضعف .. " لا مانتي ببخير .. بكره بأمرس أخذس أنتي وأمس وأوديس للمستشفى ونسوي لس فحوص وتحاليل .. اللي صار لس اليوم ما ينسكت عليه .. جهزي عمرس وأنا بأكلم عمي أعطيه خبر " خذا قراره بدون ما يستشيرها وعطاها خبر.. فرصة يشوفها ويتطمن عليها .. " لأ يا ماجد .. واللي يرحم والديك " ردت عليه برجاء .. سمع اسمه منها نغم لكن هالشي ماخلاه يغير رايه " وش اللي لأ .. يا مها كلشي ولا صحة الانسان .. وكلها ساعتين ونرجع للبيت عقب ما نتطمن عليس .." حاول يقنعها بدون ما يضغط عليها أكثر وهو للحين يتخيل شكلها طايحه بين ايديه .. " والله ماله داعي .. هذي بس دوخة من قلة العيشة عشاني ما افطرت اليوم ولا تعشيت البارحة .. لكن بأقوم ذلحين وبأكل وماعلي شر .." رفعت نبرة صوتها عشان تحسسه أنها طيبه .. " متأكده .. " سألها بشّك .. " ايه الله يرحم والديك .. ماتقصر " ارتاحت يوم تركها على راحتها وما ضغط عليها .. " وش اللي صاد بنفسس عن العيشة .. شي مضايقس ؟؟." سألها وهو بنفسه من راحت عنه ماله خاطر في الأكل .. " يمكن تغير جو .." فاجأها بسؤاله وماعرفت وش ترد عليه .. " زين .. معناه ذلحين أنتي في بيتس اهتمي بعمرس واللي يرحم والديس .. اذا مهوب عشانس عشان هالبنية الضعيفة اللي في ذمتس .." طلبها وهو يقول في نفسه وعشاني أنا بعد .. " ان شاء الله .. ولا يهمك " وافقته بس عشان ماتروح معه ..

" مها .." ناداها بلطف .. " لبيه .." ردت بدون شعور .. " لبينا سوا بالحرم مع الجوري .." قالها وهو يبتسم " الله الله بعمرس ولو احتجتي شي ليل والا نهار كلميني .." تمنى وهو يحس فعلاً أن هالأنسانة صارت مسؤؤليته .. " الله يرحم والديك ما تقصر .." انعقد لسانها وصارت تكرر نفس الجمله .. " يالله في امان الله .." سكّر عنها .. " بحفظ الكريم .." .. سكرت منه وحطت راسها على الوسادة وضغطت بيدها على جبهتها .. لبينا سوا بالحرم مع الجوري .. تحلم يا ماجد والا تبي تعيشني الحلم وتكسره بعدين .. حطت الجوال على الطاولة جنبها وصدت عنه .. كأنها تصد عن صوته اللي سكنها .. حاولت تتذكر وش صار لها بالسيارة .. كل اللي تتذكره أنها كانت متسنده على صدره وتذكر يده تضرب وجهها .. وشلون أسقاها العصير .. حست فيه وحست بلمسة ايده على رقبتها كان فيها .. وش فيها ؟؟ منتي بناوية تصحين من هالهلاوس اللي عايشها فيها .. قلبس بس هو اللي يصور لس ذا كله .. قلبس اللي ماعمره تعلم ولا بيتعلم .. غمضت عيونها عشان تغمض عن هالافكار .. حست باب غرفتها انفتح .. التفتت شافت سارة .. واقفة عند الباب ..

" أنتي واعية .." سألتها ساره .. " أيه ادخلي .." ردت مها .." وش اللي وعاس .. جويعه .." نشدتها أختها .. " سويتوا غدا .." سألت مها .. " لا طلبت لنا غدا .. امي وأبوي تغدوا باقي أنا وأنتي .. " جاوبتها ساره .. " وين الجوري ؟؟ " سألت عن بنتها .. " راقدة .. سويت لها سريلاك وغديتها منه ورقدت .. " رجعت ساره تلف فوطتها على شعرها وهى ترد عليها .. رفعت مها عمرها على المخدات عشان تواجه أختها .. " بتغدين والا فيس رقاد .." سألت ساره .. " لا بنتغدا .. بس قبل علميني .. " ترددت مها .. " وشو .." قعدت جنبها على طرف السرير وهي تعدل الفوطة على راسها .. " أنا وش اللي جاني في السيارة .. " اخيرا طلع الكلام منها .. برطمت سارة " يا أختي فكينا من هالموضوع .. الله لا يعيدها من ساعه .. أخاف اقولس يصير فيس شي بعد أبتلش بس .." علقت ساره .. " لا قولي لي مافيني الا العافية .. " أصرت مها عليها .. " زين اسمعي .. خليني أجيب الغدا وأعلمس بالسالفه وحنا نتغدا .. زين " اقترحت ساره .. " زين .. " وقامت سارة تحط لها ولأختها غدا ..


::

::

::


انسدح ماجد على سريره عقب ما فصخ ثوبه .. وده يتسبح بس عجزان .. وراسه يعوره .. لبينا بالحرم سوا أنا وأنتي والجوري .. ابتسم وهو يتذكر كيف خطرت هالفكرة على باله .. وتخيل أنه هو ومها والجوري مع بعض .. وفي الحرم .. هو شايل الجوري بحرامه ومها ماسكة ايده وتمشي جنبه .. حس براحه من مجرد التخيل .. بس هل ممكن يصير هالشي .. ممكن يا ماجد ليه لأ .. تراها حلالك ,, وزوجتك .. وبيدك أنت كل شي .. بيدك تحول حياتك معها جنه وبيدك تحولها جحيم .. بس اللي صار منها قبل ؟؟.. وأنت متأكد من اللي صار .. والا سمعت كلام أخوك قاله ويمكن صادق والا كاذب فيه .. لأ منصور مايكذب علي .. وموضي بتكذب عليك ..؟؟ وكل الأشياء الغريبة اللى مرت عليك بعد كذب ؟؟.. ماعمرها طلبت منكم ريال واحد مع أن لها حق في الورث .. ماعندها جوال .. ضعفها وقلة حيلتها اللى مرت عليك فى كذا موقف .. بعد هذا كله كذب وتمثيل ..!!! احتار في أفكاره .. ورجع به الوقت يوم ملكته .. يوم علمته موضي بموضوع كان مايدري عنه .. وللحين مهوب قادر يصدقه ..

" وش عندس يا مويضي .." قال لها وهو يبتسم وايده في ايد أخته الكبيرة .. رفعت راسها له وهي تبتسم بطيبة " أول شي .. أمي تقول أن ابوي غصبك على العرس .. صحيح ذا الكلام .؟؟ " سألته .. ضحك وهو يرد عليها " أيه صحيح وش بتسوين .. " .. ارتاحت يوم شافته يضحك .. " شوف يا قلبي .. سواء كنت مغصوب والا خذيتها بمزاجك هذا شي مقدرة ربنا سبحانه وتعالى وماتدري وين الخيرة فيه .. لكن أنا أعرف مها بنت عمي خالد وأعرف أن اللي بياخذها الله يحبه .. " حست بذراعه مشدود تحت يده .. تعرفه لمن توتر لكن كان لازم يسمع منها عالكلام ذا اللحين .. بالوقت هذا بالذات " منصور الله يرحمه راح باللي هو به .. شين والا زين والله سبحانه الوحيد اللي يحاسبه .. الله يغفر له ويرحمه برحمته .. لكن تراه ظلم مها ظلم كبير وحنا صدقناه لسبب واحد بس هو أنه أخونا .. يمكن لو الوقت أمهله كان صلح غلطته .. بس .. " سكتت بألم .. كان صعب عليها تقول اللي تقوله .. وقفت موضي عن المشي مثل ما وقف الكلام بحلقها " كملي .. " وقف ماجد سألها وهو يلتفت صوبها ينتظر يسمعها ..


::

::

::


" وبس هذا كل اللي صار .. " ردت ساره وهي تاكل .. " والله انس ملقوفة .. وما لقيتي احد تنادينه الا ماجد .." ردت عليها مها وهي مفتشلة .. " وش اسوي يعني .. هو اللي طلع قدامي .. أمس وابوس راحوا ولا عاد الفوا .. وأنتي طايحه علي وماعرفت وش فيس .. الا جزاه الله خير اللي أنقذنا .." قالت سارة وهى تبتسم ابتسامة عريضة وتكمل أكل وكلام بنفس الوقت " بعدين هذا رجلس مهوب غريب .. والله يا مهوي حسيته متروع عليس .. كان لونه منخطف وهو يحاول يوعيس .. ايديه ترتجف .. حتى شكيت أنه .. " سكتت .. رفعت مها راسها لأختها " شكيتي بوشو .." سألتها بأستغراب .. " والله مادري يا مهوي .. بس تذكرين كلامنا عن ماجد .. وأنه قاسي وما خذاس الا عشان الجوري .. وعشان يكسر خشمس والخرابيط اللي قلناها واجد .. " ترددت ساره وخذت نفس عميق " اللي شفته منه اليوم غير عن الصورة اللي في بالي عنه .. اللي شفته اليوم واحد فعلا يهتم لس أنتي يخاف عليس ويمكن حتى .." سكتت بتوتر..

"يمكن وش .. تكلمي .." كان قلب مها يدق من كلام أختها .. " يمكن يحبس .." ردت ساره بصوت واطي .. " مالت عليس .. عشان تدرين ان ماعندس سالفة .. اي شخص في مكانه بيسوي الي سواه وأكثر بعد .." فتحت مها عيونها مصدومة من كلام أختها بس ردت عليها يوم وعت لروحها .. " لا ماراح يسوي مثله .. يمكن أنا غشيمة مثل ماتقولين بس صدقيني قلبي مايكذب علي .. فيه احساس من صوبه صوبس .. فلا تخربين حياتس عشان أوهام الماضي .. وبعدين حتى لو كان خذاس عشان الجوري .. هذا معناه أنه ولد حلال وماتدرين عن قلبه ذلحين .. ومن اللي شفناه في العطله حسيت أن نظرتس له .. وحتى نظرتنا حنا كانت غلط .. مهوي .." رفعت مها راسها لأختها " حاولي تنسين اللي صار .. تراه بيخرب عليس حياتس الجايه لو استمريتي تفكرين بنفس الطريقة .." سكتت ساره وهى تشوف وجه أختها .. اللي رجعت تنزل راسها بتفكير ..


::

::

::


كان نومه قلق .. وعاه صوت دق باب غرفته .. " نعم .. " صاح وهو ماغير رقدته .. دخلت روضة " أمي تقول لك تبي غدا .. " سألته بصوت واطي .. " لأ مابي .. خلوني أرقد لاحد يزعجني سمعتي .." رد عليها بعصبية .. " زين بأنكب لك غدا في حرّارة وبأحطها لك عند الباب .. تبي شي ثاني .." سألته وهو تشوفه معطيها ظهره وغرفته مظلمة على الأخر .. " لأ .. " سكرت الباب بهدوء وطلعت وراها .. نزلت لأمها تحت .. " مايبي غدا .." ردت على سؤال أمها .. " وش يسوي في حجرته .." سألتها أمها مره ثانيه.. " راقد .. مطفي الليت وراقد على فراشه شكلي وعيته .." جاوبتها " بأنكب له غدا وبأحطه عند بابه وبأروح أرقد راسي يعورني أنا بعد .. وتراه يقول خلوه يرقد لاحد يزعجه .." علمت أمها وطلعت روضة للمطبخ عان تخلى الشغاله تنكب غدا لاخوها وتحطه برا غرفته ..

قام ماجد قريب المغرب .. بعد نوم كله أحلام مزعجة وقلق .. خذا له حمام وصلي فروضه اللي طافته ونزل لأهله .. لقاهم فارشين برا في البراد .. سلم عليهم وقعد جنب أمه يتقهوى وروضة لابسه جلال الصلاة وتصلي المغرب جنبها .. " أبوي وينه .؟؟ " نشد أمه وهو يتفاول .. " طلع يصلي المغرب ومابعد جا .." ردت عليه أمه نورة وهي تمد له فنجال القهوة .. التفت صوب قسمه المظلم اللي كان شبه جاهز .. مظلم وخاوي .. مثل اللي طاف من حياته ومثل الجاي .. قرّص عيونه وهو يدقق في تفاصيل البيت من برا ويشرب القهوة .. " مابقى شي على البيت ويخلص .. وش ناوي تسوي .." سألته أمه يوم شافت عينه على القسم حقه ..

" وشو فيه .." انتبه لأمه تسأله ورجع التفت لها .. " في عرسك يا ولدي .." مد لها فنجاله الفاضي .. " مابه عرس يمه .. بأسوي عشا رياجيل وبس " رد على أمه بهدوء .. " والنسوان .." سألته أمه مستغربة .. " سوو اللي تبون عشا والا بوفيه كله واحد .. ولا تهتمون بالمصاريف .. بس طقطقة والا اغاني لأ .. " قال الجزء الأخير بصوت واطي لكن حازم .. " خير ان شاء الله .." ردت عليه أمه باستسلام .. وهي ماكانت اصلاً مهتمه تسوي عرس حق بنت خالد للمرة الثانية عندها يكفيها مره .. التفتت روضة بعد ما سلمت من صلاتها " شلونك مجودى .." سألت أخوها وهي تبتسم له .. " الحمدلله .. وين أختس .." نشدها عن نوف .. رفعت روضة عيونها للدور الثاني صوب غرفة أختها المظلمة " شكلها عدها راقده .." ردت عليه ورجعت تطوي سجادتها .. " وجهها فيه شي .." نشدها وهو حاس بندم على اللي سواه .. " ماعليها شر .. مافيها الا العافية .." ردت أمه اللي تعرف قلبه وش كثر حنون بس للي يعرف له .. " الحمدلله .." رد ماجد براحه .. " ماجد كم يبي له قسمك ويخلص .." سألته روضة وهي تعدل جلالها على راسها وتقعد جنبه .. " حوالي الشهر أو شهر وشي .. باقي الجبس .. ويركبون الحمامات والبيبان والليتات وبعدها نفرشه .." كرر ماجد كلام المهندس يوم سأله هو نفس سؤال روضه .. " حلو يمدينا نجهز .." ابتسمت روضة وهي تمد يدها لصينية الدلال وتسحبها صوبها .. " وش تجهزن بعد .. " سألتها أمها .. " نجهز البيت والحديقة وطلبيات صواني الحلا والبوفيه .. ترى بنسوي عشا كبير للنسوان وبنعزم أهلنا كلهم .." التفتت صوب أخوها بفرح وهي تنتظر منه يأيدها في كلامها .. " وشو عشانه ذا كله ؟؟.." سألها ماجد بهدوء وهي يشوفها .. " تراه عرسك وما يصير يمر كذا ماحد يدري به .. " انصدمت روضة من برود أخوها ورد فعله اللي ماتوقعته .. " بكيفكن سون اللي تبن .. لكن مثل ماقلت لا أغاني ولا طق .." لاحظ ماجد تغير مزاج روضة وتضايق من ذا الشي .. " موضي قالت أنك ماتبي بعد بس .. " ردت روضة وهي مدنقة عقب ماشافت أن ماجد مهو مهتم بالموضوع مثل ما كانت تظن .. " إني دارية أن مويضى ورا الموضوع .." ردت أمها بضيق تقطع كلامها .. " يا يمه نبي نفرح ونستانس مايكفي أن ماجد ما يبي لا طق ولا دي جي .." ردت روضة على أمها بضيق .. " سوو اللي تبونه لكن لاحد يخالف شوري .." قال ماجد وهو يوقف عشان يطلع .. " وين بتروح يا بوي .." نشدته أمه .. " 12 يوم وجهي في وجهس ما مليتي مني .." دنق ماجد على راس أمه يحبه .. " جعل يومي قبل يومك .. ومن اللي يمل من مقابلك .." ردت عليه أمه اللي كان غلا ماجد عندها غير عن باقي عيالها كان حنانه عليها وبره فيها ماخذ قلبها .. " عسى عمرس طويل يمه .. بأطلع اشوف الشباب وش أخبارهم .." رد عليها وهو واقف يعدل غترته على راسه ويشيك على مفاتيحه وجواله في مخباه .. " مايخالف فديتك .. الله يحفظك .." ردت أمه عليه .. " يالله في امان الله .." سلم عليهم ومشى صوب موتره ..
ركب موتره وشاف أنه يحتاج غسيل عقب هالكشته وقرر يوديه بكره للمغسلة قبل الصلاة .. اتصل على المهندس واتفق معه على الباقي من الشغل وعلى اساس يروح معه السبت يشوف الحمامات والسيراميك اللي بيركبونه عشان يخلصون من القسم مرة وحده ..


::

::

::

وفي بيت ابوناصر كانت مها قاعده في الحوش مع أمها وأختها وبنتها تلعب حولها .." والله استانسنا في الاجازة .." قالت سارة .. " اي والله .. الجَمعَة زينه يابنتي والواحد ماله الا أهله وربعه .." ردت منيرة اللي ارتاح بالها واجد عقب طلعة بناتها مع بيت عمهم حتى أبو ناصر تغيرت نفسيته .. " صدقتي يمه .. حتى بالسوق توفقنا الحمدلله ومابقى شي مهم نشيل همه .." علقت سارة وهي تقهوى .. " لاتنسين تذكريني بكره نحجز للمكياج والشعر .. تأخرنا واجد ومادري بنلاقي حجز والا لا .." تذكرت مها وهى تصب قهوة لأمها وتشوف أختها .. "لاتشيلين هم .. الماكييرات ذلحين أكثر من الهم على القلب .. وأنا ربي لك الحمد جمالي رباني موب محتاجه مكياج واجد .." ردت سارة وهى تفاول من التمر .. " ايه عدال يا هيفا وهبي .. قالت جمالي رباني .." ردت مها وهي تضحك " المهم ذكريني بكره بالحجز .. بعدين متى بيبدا الفصل الثاني للجامعه ؟؟.." سألت أختها اللي كانت غرقانه في تمر الحسا تاكل منه .. " أخر شهر اثنين .. ليه تنشدين .." رفعت ساره راسها تشوف أختها .. " عشان نرتب أمورس كلها .. لاتنسين العرس في 25\6 .. تهقين قد خلصتي امتحاناتس ؟؟ " سألتها مها وهي تحسب في عقلها الأيام .. " يوووه منا لين 25\6 يحلها الف حلال .. بعدين امتحاناتنا كل سنه تخلص قبل .. وأنا كلها 3 مواد للتخرج يعني أقدر أدبر عمري .." ردت ساره اللى كان التمر عندها أهم من كلام أختها عن عرسها .. " الله يوفقس يا بنتي ويتمم لس على خير .." دعت لها أمها من قلب صادق .." اللهم آمين .." وآمنت مها على دعاها ..


::

::

::


" أوووووووووووووه .. القيادة العامة وصلت .." صاح فهد بفرح وهو يشوف أمه وخواته في الحوش .. جاهم ركض ودنق على راس أمه وحبه وحب ايدها .. وسلم على خواته بشوق .. " الحمدلله على السلامه يام محمد .. وشلونس عساس بخير .." تحفا أمه وهو ماسد ايدها بين ايديه .." الله يسلمك من كل شر .. شلونك يا ولدي عساك طيب .." ردت نوره على ولدها .." يسرس الحال فديتس .. حي الله نويف وشلونس .. " التفت فهد لأخته .. " بخير على فرقاك شلونك أنت .. " ردت عليه نوف بطولة لسان .. " بخير على فرقا لسانس اللي يبي له قص .. " رد لها الصاع صاعين وهو يضحك .. " وشلون الشيخه روضة .." التفت على روضه يسلم عليها .." بخير فديتك .. شأخبارك أنت وحشتنا يا الشين .. والله ماكان ناقصنا الا وجودك .. " ردت عليه .. " وش هالشحوم واللحوم يا رويض .. رحتي وحده ورجعتي اربع .. " علق عليها فهد وهو مبطل عيونه على الآخر .. " الله اكبر عليك اذكر ربك .." ردت عليه روضة وهي ترشه بالماء .. ضحك فهد " يا الخبل خليني انظلس عشان تضعفين .. فشلتينا شلون بتروحين الجامعه كذا .." رد فهد وهو يضحك ويمسح وجهه من الماء .. " والله لو أنك بتشلني على ظهرك وتوديني الجامعه .. عسى عمر ابو محمد طويل بس .. " برطمت روضه وهي ترد عليه .. " فديت ذي الخدود والله .. أمزح معس ياالدبه .. " مد يده وقرص خد أخته الصغيرة بمحبة .. التفت على أمه ورجع يسولف معها وينشدها عن أخبارهم وعطلتهم .. قعد معهم يمكن ساعه وعقبها قام فوق يغير بدلته وياخذ له شاور ..

طلع جواله للمره الخامسه يتأكد .. ما أرسلت مسج تطمنه .. وليه ترسل له مسج ؟؟ .. تراها تدري أنى أحاتي .. أنت اللي مشقي عمرك بعمرك ..أنت اللي مشقي عمرك بعمرك والا هي مانشدت عنك .. الشكوى لله .. فتح الرقم عشان يرسل لها مسج .. قعد يفكر شوي وش يرسل وما لقى أحسن من الجوري حجه عشان يمرهم – بأمر اشوف الجوري لو ماعندكم شي – وضغط ارسال .. شوي وجاه الرد .. – حياك الله .. ماعندنا شي – انبسط على الآخر .. ومرّ على راعي الخضرة وحط من صناديق الفاكهة والخضرة وشرى للجوري العصير والربيان اللي تحبه وحرّك صوب بيت عمه ..

صاح جواله وشاف الرقم لقاه رقم تركي .. " حي الله بوعبدالعزيز .." رد ماجد .. " تحيا وتدوم وشلونك .." تحفاه تركي .." بخير ربي يسلمك .. شلونك أنت .." .. " يسرك الحال .. وينك طالع .." نشده تركي .. " وش تبي بي .. ما مليت من مقابلي اسبوعين ؟؟ " رد عليه ماجد .. " ياخى اختك جننتني أبي أطلع وما لقيت حجه احسن منك .. وينك طالع يا ولد علمنى وباجيك .." جاوبه تركي .. " رايح لبيت عمي .. " تأفف ماجد وهو يعلمه .. " يا اخى ماطفشت منهم اسبوعين على قلبك .." كرر تركي كلام ماجد وهو يضحك .. " ضحكت بلا ضروس .. وش تبي ذلحين ؟؟" عصب عليه ماجد ونقمه .. " اسمع أنا جايك هناك .. بأعطيك بس نص ساعه تاخذ راحتك مع المدام .. ولا تاخذها على الاخر تسمع .." حذره تركي .. " فكنى من شرك لا تجيني هناك .. لمن طلعت دقيت عليك .. لا أشوف رقعة وجهك عندهم " جاوبه ماجد وسكر منه وهو متأكد أنه بيجيه في مجلس عمه .. فقال يستغل الوقت ويسرع قبل يصيده تركي ..


::

::

::


انتبهت مها على صوت المسج في جوالها وانحرجت وهى تشوف عيون أمها وأختها عليها باستغراب .. " هذا ماجد يسلم ويستأذن يبي يجي يشوف الجوري .. " كانت تكلم أمها وهى منحرجة .. " معليه يا بنتي هذا ولدنا وهذي بنته حياه الله .." ردت منيرة بهدوء .. " يعني اقول له معليه يجي .." سألتها مها بتردد .. " وش رايس يعني بتطردينه .." ردت عليها سارة وهى تغمز لها .. " بس أبوي مهوب هنا .. " ردت مها وهى تشوف ساره بنظرة غيظ .. " أبوس شوي ويجي .. وانا موجوده وبأقعد معه .. " ردت عليها أمها .. " زين يمه .. " كتبت مها الرد باصابع ترتجف وسارة كل شوي تكح وتنحنح .. " أنتي شبلاس .. " نقمت منيرة بنتها .. " مافيني شي يمه .. " ردت عليها سارة وهى ماسكه ضحكتها .. " ترى العقل زين .. " ردت عليها منيرة .. " وانا وش سويت تشوفيني الوّح بالخرقة .. " حطت ساره عمرها ما سوت شي .. " امى تقول لي اعقلي والعقل مني حرام .. " علقت منيرة وصدت من بنتها .. " فديت أمي بس .. " ردت ساره وهى تحب كتف أمها .. " خلنى اقوم للمجلس اشوفه .." قامت منيرة .. " باروح انا يمه .." ردت مها وهى تب يتقوم " ماله داعي باقوم أنا أطلق رجيلي .. بس طرشي لي فاطمة أخليها تنظفه .. " عيت عليها أمها ومشت صوب المجلس .. " ان شاء الله .. " صاحت مها على فاطمه وقالت لها تلحق أمها للمجلس ..

شوي والتفتت لأختها " وجع .. أنتى خبل .. " نزرتها بصوت واطي .. " خير وش عندس أنتي بعد .. " قلبّت ساره عيونها فوق وهى تشوف أختها معصبة .. " امى انتبهت لحركاتس اللى ما لها معنى .. والله انس في صوب والصحاة في صوب .. " ردت عليها مها .. " وأنا وش سويت بس .. والله أنكم ناس تموتون في شي اسمه نكد .. المهم خلس منى ومن أمس ولا تنسين كلامنا اللي اليوم .. قطي اللي فات ورا ظهرس وعيشي عشان بنتس وعشانس .." نصحتها ساره .. دنقت مها تفكر في كلام أختها .. ولو تركنا الماضي ماراح يتركنا .. الجرح لو برا اثره ما ينمحي .. لامست بيدها كفها اللي انجرح يوم عرفت بخطبة ماجد لها .. صحيح الجرح اندمل بس الأثر للحين ما اختفى .. وهذا جرح الجسد وجروح الروح أعمق واشدّ ..

" قومي يا اختى غيري لبنتس والبسي لس قلابية غير ذي اللى عليس .." وعتها سارة من أفكارها .. " وش فيها قلابيتي ذي .." دنقت مها تشوف قلابيتها باستغراب .. " مافيها شي غير أن لونها أملح وقديمة .. يا أختى عيب تبين الرجّال يقول ماعندها ثياب كل ماجا الا أنتى بالعباة .." حطت ساره ايدها على خدها وهى تفّسر لاختها معنى كلامها .. " بأقوم اسوي قهوة جديدة .. " تهربت مها من الموضوع .. " ايواااااااا .. هذا اللي أنتي فالحه فيه .. المطبخ والقهوة .. لكن تعدلين شكلس قدام الرجّال اللي جاي بعد شوي لأ .." نقمتها ساره .. " أنتى فيس شي .. والله ما أنتي بصاحية .." استغربت مها من أختها وتصرفاتها اليوم .. " عجيبين .. صار اللي يقول الحق مهو بصاحي .. روحي سوي قهوة وأنا بأغير للجوري .. بعد اخاف تخلينها كذا لمن جا عمها يشوفها .. ناس تدور الفشيلة .." قامت سارة وشلت الجورى معها وهى تلاعبها .. برطمت مها ورجعت تشوف قلابيتها من جديد ..


::

::

::


دخّل ماجد سيارته حوش بيت عمه .. التفت يمين وشاف زولية مفروشة ومساند .. واحتار يدخل المجلس والا يقعد برا .. نزل وقرر يقعد في الحوش دام الجو حلو .. وفتح باب الموتر من ورا عشان ما ينسى الأغراض اللي شراها .. لأنه من فترة صاير ينسى كل شي ومستغرب من عمره .. نزل كيس ألعاب الجوري وكيس الربيان معه وحطها جنبه على المسند وقعد ينتظر العرب .. سمع همهمة صوت قدامه .. رفع راسه وشاف الجوري .. فزّ قلبه لها .. " لبى والله قلبس .. تعالى فديتس .." دقات قلبه كانت اثبات كافي .. لو أن هالبنت بنته ما حبها هالكثر .. جاته الجوري تركض وقام لها ماجد بسرعه يقطع المسافة بينه وبينها عشان ما تتعب .. شلها وطيرها في الهوا بين ايديه وهى تضحك .. رجع راسه لورا وهو يرفعها لدرجة أن عقاله طاح من راسه ما انتبه له .. ضمها لصدره وهى تلعب بأذنه وهو مغمض عيونه يضحك .. قعد واياها على الزولية وفتح الكيس اللى شراه لها وخلاها تدوّر فيها وهى تسولف عليه وهو يبتسم لها رغم أن نص سوالفها ما يفهمه .. انتبه ان فيه احد واقف ورا الباب يراقب الجوري .. نزل عينه وما كرر النظرة للبيت داخل .. شوي وجاته أم ناصر وقف يسلم عليها ويتحفاها .. وقعدوا على الزولية يسولفون ينتظرون القهوة .. " ما ودك تدخل المجلس يا ولدي .." نشدته أم ناصر .. " لا يمه خلينا هنا الجو حلو .." رد عليها ماجد وهو يلاعب الجوري .. " على هواك يمه .."

" أنتي ماخلصتي .." دخلت سارة على اختها في المطبخ .. " خلصت وش وراس .." سألتها مها وهى تسكّر دلة القهوة .. " ماجد برا مع أمي والجوري عندهم .. " قالت لها ساره .. " زين خلصت نادى فاطمة تودي لهم القهوة وأنا بألبس عباتي وأطلع لهم .. " ردت عليها مها وهى تمسح الصينية من الماء .. " شف ذي .. أي عباة .. يا بنتي خافي ربس .. تراس في بيتس وهذا رجلس .. قرفتيه وأنتى كل ماجا طلعتى له متلملمة بالعباة .. غيري قلابيتس والبسي لس جلال وانتهينا .." صرّت ساره على ضروسها وهى تكلم أختها اللى طالعتها بتعجب .. " أخاف ينقد علي .." ردت مها بصوت واطي .. " وش ينقد به .. بيتس وقدام رجلس .. ومهوب غريب ولد عمس وين المنقود فيه ؟؟ " ردت عليها سارة وهى حاطه ايديها على خصرها ..

احتارت مها ودخلت غرفتها تغير ملابسها وماعرفت وش تلبس .. بالاخير استقر رايها على قلابية مشغولة خفيفة لونها ازرق غامق وفيها تشجيرات وردية .. حطت على راسها جلال .. وشافت عيونها في المراية رجعت عادت على الكحل داخلها بالقلم ومسحت السايح .. لبست نقابها وهى تنتفض .. وطلعت لين وصلت باب الصاله وتجمدت ما تجرأت تطلع .. " ياليل الليل انتي عدس هنا .." ضحكت سارة ومشت وراها وفجأة دفتها برا الباب ما وعت مها بعمرها الا قدام باب الصاله من برا بغت تطيح على وجهها وعيون ماجد تشوفها باستغراب يوم انتبه على صوتها ..

تنحنحت وهي تمشى صوبهم وتسمع صوت ضحك سارة من داخل .. هين يا سويرة والله ما أخليها لس .. كانت شوي وتبكي من الفشيلة .. خذت هوا بشكل عميق وسلمت عليهم وقعدت صوب أمها عقب ما سلمت على ماجد ونشدته عن حاله وحال أهله .. " عسى ما تعورتي .." سألها ماجد وهو يبتسم .. " لا الحمدلله .. بغيت أتعثر بالنعال الله يكرمك اللي على الباب .. " حاولت تشرح الموضوع ببساطه .. " قد قلت لكن لاتحطن النعال على الباب ماحد سمعنى .." ردت أمها اللي زين ما انتبهت أن سويرة ورا السالفه ..
" أقول مها قولي للشغاله تنزل الأغراض مع الدريول من الموتر .." قال ماجد لمها وهو ملاحظ شكلها الجديد .. التفتت مها صوب سيارته " وش أغراضه .. " سالته .. " شوية أغراض للمطبخ خضرة وفاكهه .. " رد عليها ماجد .. " كان ماكلفت على عمرك يا ولدي .." قالت له ام ناصر وهى مفتشله منه .. " مابه كلافه يمه الحلال واحد .. " رد عليها ماجد بهدوء .. انتبه ان مها قامت بتروح للموتر " أنتي وينس رايحه " كلمها بصوت حاد شوي .. " بانادي الدريول ينزل الأغراض .." التفتت عليه مها وهى تكلمه .. " قلت لس خلي الشغاله تناديه مالس حاجه تروحين أقعدي .." كان صوته حاد وهو يكلمها .." خلي المره تنادي الدريول يا مها .." قالت لها أمها .." ان شاء الله يمه .." قامت مها ودخلت البيت تنادى الشغاله ورجعت طلعت لهم وقعدت قدام ماجد تقهويه وهى ساكته مغتاظه من طريقته في الكلام معها ..

انتبه ماجد لتفاصيل قلابيتها .. وايدها الصغيرة اللي تمد له الفنجال .. وترتفع بارتباك تعدل جلالها على راسها .. وعيونها اللي تتهرب من عيونه وتطالع في كل اتجاه الا صوبه .. حسّ بها تبتسم من نظرتها على سالفه قالتها أمها له .. والتفت يرد على ام ناصر وهو رايق .. والجورى جنبه تشرب عصير .. أذن العشاء وقامت أم ناصر ودخلت داخل ..
" وشلونس ذلحين .. أربس أشوى .." سألها بصوت هادي .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه وهى مدنقة .. " راحت الدوخة والا عدس تحسين بشي .." سألها وعيونه تطالع عيونها اللي ما قدر يشوفها وهى منزلتها .. " لا الحمدلله .. كانت مجرد دوخة من التعب اليومين اللي راحوا .." ردت عليه وهى بعدها مدنقة .. " الحمدلله .. لا تهملين عمرس يا بنت الحلال .. ترى كل شي ولا صحة الانسان .. " كان يحاول بكل طريقة يجذب اهتمامها صوبه عشان ترفع له عينها .. " ان شاء الله .. " جاوبته وهى مشغولة بالنظر للجوري ..
كان ماجد يراقب تفاصيلها كلها .. وده يدخل داخل عقلها ويعرف وش به تفكر هالأنسانة اللى حيرته .. اللي حولها كل هالشكوك ومهو بقادر يحدد موقفه منها للحين .. " أصب لك شاهي .." سألته بنظرة خاطفة .. " والله ذا القهوة تعدل الراس ماتخلي الواحد يبي يشرب عقبها شي .. من اللي مسويها .." سألها ماجد .. " انا .." ردت بحيا .. " والله .. زين هذا معناه ماحد راح يسوي لى القهوة لمن جيتي بيتى الا أنتي .. " تكلم بصوت خافت ..

تجمدت مها وتررد كلامه في راسها ( يسوي لى القهوة .. أنتي .. في بيتي) مجرد الفكرة خلتها ترتجف .. التفتت على بنتها وهى تلعب جنب ماجد .. اول شي طرا على بالها أنها تاخذها وتهرب منه .. تبي تبتعد عنه وعن الخوف اللي تحسه .. " كثر الله خيرك يا ولدي ماكان له داعى تكلف على عمرك .." جات أم ناصر وكانت تكلم ماجد .. " مابه كلافه يا يمه الحلال واحد .." رد عليها ماجد وهو يحاول يفهم وش سر رجفة ايد مها .. " عسى عمرك طويل يا ولدي .." انتبهوا على صوت موتر يدخل البيت .. وكان ابوناصر جاي عشان يتوضا قبل يروح للمسجد يصلي .. لقتها مها فرصه شالت بنتها ودخلت داخل بحجة أنها بتغسل ايديها لها ..

دخلت عليها سارة وهى تغسل بنتها في الحمام .. كانت ماسكة ضحكتها غصب .. " هلا هلا .. "قالت مها بغضب يوم شافتها وصدت عنها تكمل غسل ايدين بنتها .. ماقدرت ساره تمسك ضحكتها أكثر وانفقعت ضحك قدام مها اللى كانت متوترة .. " وجع .. " نقمتها مها بغضب .. " يوجع عدوي .. وش فيس معصبة .." سألتها ساره بكل براءه .. " لعنبو غيرس مره طول وعرض وتسوين الحركات ذي .. فرضاً طحت على وجهى قدام الرجال .. وش بيقول .." ردت مها بعصبية على أختها .. " بيقول بسم الله عليس يا قلبي .. وش بيقول بعد .." كانت ساره رايقه على الآخر وهى تشوف أختها متوترة بدون سبب .. " ما أقول غير الحمدلله والشكر على نعمة العقل .. " كملت غسيل لبنتها وطلعتها من الحمام .. حطتها جنبها على الارض قدام الكبت وطلعت لها بيجامه .. " والله لوما سويت كذا كان ماطلعتى .. ترانى أعرفس .. بتقعدين ساعه تشاورين عمرس منقود .. عيب وش بيقول ومن ذا الخرابيط .." كلمتها ساره وهى واقفه تسند على الكبت ..

" تعرفيني ..؟؟ تقومين تدفينى كذا بغيت اطيح على وجهى أتكسر؟؟.." كانت مها للحين معصبة .. " وهذا أنتى ماطحتى .. ولا تكسرتي .. بالعكس طلعتى قدام ابو الشباب واستانس .. ليش زعلانه ..؟" ردت ساره وهى تكتف ايديها على صدرها وتكمل كلام " بعدين حركة امى رهيبة يوم دخلت للمطبخ وخلتكم لحالكم .. أمانه ما قال لس شي .." غمزت عينها وهي تنشد أختها .. " قال لى اقلبي وجهس .. " ردت عليها مها وهى كاتمه ابتسامتها .. تفاجأت ساره " ايا ياللي ما تستحى ..عقب هالتعب كله يقول لس كذا " سوت سارة روحها أنها ما فهمت وش قصد مها من كلمتها .. ضحكت مها غصب عنها " حسبي الله عليس طاح وجهى يوم شافنى تعثرت .. لا ويقول لي سلامات عسى ماتعورتي .. والله الود ودي اخنقه يوم قال لى كذا .." كانت مها تكلمها وهى تغير لبنتها .. " اخنقيه أبركها من ساعه والله ما يقول لس شي .. وأبصم لك على العشرة .. " قعدت ساره تلحن كلامها .. " الله يستر يا سويره بس .. " ردت مها عليها بصوت مكتوم .. " يا حبس للتشاؤم .. فليها بس وربس يحلها .." ردت عليها ساره .. " الله كريم .." قالت لها مها وهى تشل بنتها ..


::

::

::


مرت ثلاث أسابيع عقب العطله وانتهى شهر فبراير ودخلنا في مارس .. والأمور هاديه .. رجعت سارة تداوم في جامعتها وكانت تشوف روضة تقريبا كل ما سمحت لها محاضراتها .. ورجعت علاقتهم زينه مع بعض .. موضي ما قطعت بيت عمها .. بين فترة وفترة تمّر عليهم تطمن وتسأل عن أخبارهم .. مها رجعت تتابع أغراض أختها وتتأكد أنها جاهزة قبل العرس .. انتهى قسم ماجد وتم تركيب الجبس والحمامات والبيبان والمكيفات .. كلم أمه عشان تروح تختار معه الأثاث وعيت .. تعذرت أنها تتعب ومالها خلق للدورة في الأسواق .. كان متوقع رفضها ومتهئ نفسياً له ومع ذلك كان لازم يشاورها عشان ماتشيل في قلبها شي .. قال مالها الا موضي اللى كانت معه من أول الموضوع واختارت ألوان الصبغ هاديه حق القسم وخلتها هاديه وتناسب اى نوع أثاث .. اتصل فيها ماجد ومر خذاها وراحوا يشترون غرفة النوم والكنب حق الصالة ويختارون المطبخ عشان يمديهم يركبونه .. وخلال اسبوع وصل الأثاث كله وانتهى القسم .. مرت موضي عشان تشوفه عقب ما جهز ودخلت مع ماجد القسم عقب المغرب ..

" بسم الله ماشاء الله .. الله يفرح قلبك يا أخوى ويجعله منزل(ن) مبارك .. " قالت موضي بقلب فرحان .. " الله يبارك بعمرس .. ويبلغس في عيالس " رد عليها ماجد وهو يمشى وراها .. تمشت موضي في القسم وتأكدت من تركيب المطبخ عدل ومن نظافة الحمامات .. " خلاص ما يبي له شي .. اقفليه وخلي مفتاحه عندس .." قال لها ماجد وهو يشوف أخته .. " وش اللي ما يبي له شي .. بتسكنه كذا ..؟؟" سألته موضي مستغربة .. " ايه .. ليه وش ناقصه ؟؟" سألها ماجد وهو يتلفت حوله في القسم مستغرب يفكر وش اللي ناقص بعد !! .. " ناقصه اشياء واجد .. الصالة يبي لها أباجورات وزوليه صغيرة تحت الطاولة ويبي لها شوي أغراض زينه .. غرفة النوم تبي لها شراشف وملحف .. والا ناوى ترقد على البلاستيك ..؟؟" قالت لها موضي وهى تأشر على المكان في كل غرفة دخلوها .. " والله ما أدرى عن شغلاتكم يا النسوان .. قلت بأخلي القسم كذا لين تجي مها واللي تحتاجه زياده بتشتريه .." قال لها ماجد وهو يحك راسه .. " بنجهزه حنا على الأقل مؤقتاً .. لين تسكنون على خير وعقبه تغيرون براحتكم .." ردت عليه وهي تكمل مشي ..

دخلت الغرفة اللى كان المفروض تكون غرفة الجوري .. وتفاجأت يوم شافت سرير مفرد موجود على جهه .. جنب السرير اللي اختاره ماجد للجوري .. التفتت لماجد وفي عيونها سؤال .. " شبلاس ..؟؟" سألها ماجد وهو مهوب عارف شفيها .. " وش ذا .." سألته وهى تأشر على السرير .. " طاولة طعام .. سرير وش يعني .." عرف ماجد ليش سألته فحاول يلطف الجو بالمزح .. " أدرى أنه سرير .. وش حاجته هنا ؟؟ " كانت نظرة موضي له مزيج حزن واستغراب وعدم فهم أو يمكن لوم !! .. " أبد .. عشان تكون الجوري قريبه من أمها لاحتاجتها .." طالعت موضي أخوها بتركيز وما ردت عليه مشت وراها وطلعت من الحجرة .. التفت ماجد يشوف السرير المفرد بنظرة حزن وطفى الليت وطلع من الغرفة ..

كانت موضي تنزل على الدرج يوم لحقها ماجد .. " موضي .." ناداها .. رفعت راسها له وما تكلمت .. " ترى الموضوع غير اللي في بالس .." حاول يبرر بس ما قدر يكمل كلامه .. " وش اللى في بالي يا بعدهم ..؟؟" سألته موضي بصوت حزين .. " مادري عنس .. مزاجس تغير مره وحده .." قال لها ماجد .. " لأني اشوفك أنت ما تغيرت .. واللي في نفسك للحين في نفسك رغم اللى قلته لك .." كانت تتكلم بصوت يرتجف .. تنهد ماجد يوم شاف حالتها " ما به الا الخير يابنت الحلال .. أنتى بس لاتهوجسين .. " رد عليها بهدوء ونزل لين وقف جنبها " هاس المفتاح خليه عندس لا تعطينه أحد .." ود ايده لها بالمفتاح ولما اخذته مد يده لبوكه وطلع بطاقة الفيزا ومدها لها " وهذي البطاقة شوفي اللي ناقص البيت وهاتيه ولا تهتمين بالسعر .." مد ايده لراسها وحبّ جبهتها .. دنقت موضي وغصتها العبرة ولا قدرت ترد عليه .. ضمها بايده ونزل معها " يا حبس للبكا أنتى وبنت عمس " مزح ماجد معها .. ابتسمت موضي من ورا دموعها وهى تشوف صورة أخوها قدام عيونها ضبابية .. " خلصي لى المكان خليني أعرس أرتاح .." قال لها ماجد وهو يغمز عينه عشان يهدا بالها .. " تأمر أمر .. الله يشرح لك صدرك وييسر لك أمرك .." دعت له من قلبها وهى تمسح خشمها .. " آمين يارب .. آمين .." رد ماجد .. وبرا القسم افترقوا ماجد ركب سيارته وطلع .. وموضي وقفت تراقبه لين طلع من الحوش .. عقبه راحت تمشي لبيت ابوها وهى تهوجس ..

خذتها الأفكار قبل تقريبا ثلاث سنين .. كانت طالعه من اللاند مآرك قريب المغرب .. وفجأة شافت سيارة أخوها واقفة عند الباب فكرته جايب نوف والا روضة للسوق .. مشت صوب سيارته تبي تسلم عليهم .. لكنها تفاجأت يوم انفتح الباب ونزلت وحده غريبة ماتعرفها .. تروعت وقالت الحمدلله أنها ماراحت للسيارة كان تفشلت .. مع أنها نفس سيارة أخوها بالضبط لكن .. البنت اللى نزلت التفتت على راعي السيارة تكلمه وكان صوت ضحكها مرتفع .. ومدت ايدها داخل السيارة تاخذ كيس وفي ضوء السيارة الداخلى شافته .. دارت الدنيا فيها .. وصدت ترجع للمول قبل يشوفها تنتظر الدريول يجيها للباب ..


::

::

::


تحدد تاريخ عرس ماجد ومها في نص أربعه .. عقب ما شاور ماجد ابوناصر وقال ماعندهم مانع .. مرّت عليهم موضي عقب المغرب تعطيهم بطاقات العشا اللي طبعوها .. عطتها أم ناصر عقب ما قامت مها داخل تغير الماي حق الفناجيل .. " يمه هذي بطاقات العشا حق ماجد ومها .. قلت أجيبها لكم بدري عشان يمديكم توزعونها براحتكم .. " مدت عليها الكيس اللي فيه البطاقات .. " الله يعطيس العافية يا بنتى .. ويتمم لهم على خير .." ردت أم ناصر .. " اللهم آمين يا يمه .. ويعوضهم كلهم خير ويبارك بينهم .." قالت موضي .. دخلت عليهم مها وفي ايدها الجوري اللى راحت لعمتها تحبها وتسلم عليها .. وقعدوا يسولفون وجاتهم سارة وسلمت وقعدت معهم .. شوي واستأذنت موضي تبي تكلم مها لحالها ..

قامن ودخلن غرفة مها .. مدت مها يدها وفتحت الليت ودخلت قبل موضي " حياس تفضلي .." .. " زاد فضلس .." ردت عليها موضي وهى مهي بعارفه شلون تفتح معها الموضوع .. قعدت موضي على طرف السرير ومها قدامها على الكرسي .. " تفضلي وش عندس سر عن أمي .." قالت لها مها وهي تبتسم .. " ترى تحدد موعد العرس مثل ما أنتى عارفه .. " بدت موضي تكّلم بهدوء .. هزت مها راسها باشارة ايه يعنى تابعى أسمعس .. " وما أدري كنس تدرين أن ماجد بنى لكم قسم لحالكم منفصل عن الفله عشان تاخذون راحتكم أكثر .. خاصه أنتى والجوري .." هدوء مها وسكوتها ما شجع موضي تكمل كلامها .. شبكت اصابعها في بعض عشان تخفى توترها وتقدر تكمل اللى تبي تقوله " اليوم أنا جيت عشان حاجتين الأولى جبت لأمس البطاقات عشان توزعها على جماعتكم اللي تبون .. " شافت وجه مها واللون يختفى منه شوي شوي ومع ذلك كملت " الثاني وهو الأهم .. أبي أناقش معس تفصيلات العشا وترتيباته .. يعني نبي نحط لس مكان عشان الناس تجي تبارك لس و.." .. " لأ .." قطعتها مها وهى مدنقة .. " وش اللي لأ .. العالم جايه تبي تبارك لس يا مهوي .. وأظن خلاص يا تجاوزنا ذا المرحلة .. " ردت موضي بتوتر .. " العالم جايه تعشى وتروح مالهم فيني حاجه .." قالت لها مها وهى مدنقة تلعب بسلسلة في ايدها .. " يا مها الله يهديس .. شلون يتعشون ويروحون؟؟ قالوا لس ميتين من الجوع .. والا ناويه تقعدين بينهم بنقابس ..؟؟ " ما ردت مها عليها ..

" مها .. اذا أنتى كنتى متزوجه من قبل لا تنسين أنس أول نصيب ماجد وأول حظه واللي تسوينه حرام وأنتى انسانه مؤمنه .. أنتى بالطريقة هذي تعاقبينه على شي ماله ذنب فيه .. وتعاقبين عمرس على ماضي انتهى .. " كانت نظرة موضي لمها غامضة وهى تكلمها .." حنا ما اتفقنا على كذا .. ماجد قال بياخذنى بثيابي .. ماقال عرس وخرابيط .." رفعت مها راسها وهى ترد على بنت عمها .. " وهذا اللي بيصير.. بس وش رايس يعني .. بتجين بيتنا بقلابيتس ذى ونقابس ؟؟ حتى في حقس أنتى وفي حق أهلس مهي بزينه قبل لاتكون بحق أخوي .." قالت لها موضي وكان كلامها صحيح .. " مها .. ماجد ماقصر عليس ولا هو بمقصر في يوم من الأيام .. وقد قلت لس قبل .. ماجد غير عن منصور .. اسمعي نصيحتى واكسبيه لا تضيعين حياتس أول وتالي .. بسبب غلط غيرس في أول عمرس وبسبب عنادس وجهلس تاليها .." وقفت موضي " راح أخليس تفكرين في الموضوع براحتس .. وبأكلمس عقب كم يوم أشوف اللى في خاطرس .." وقامت وطلعت منها .. وتركتها وراها في الحجره .. صادفت ساره برا .. وعلمتها بالمختصر وش صار بينها وبين مها و وصتها تقنع أختها وتحاول تأثر عليها .. وساره وعدتها خير .. لبست موضي نقابها وسلمت على ام ناصر وطلعت ..


::

::

::


طلّعت جوالها واتصلت فيه .." منصور .." كان صوتها متوتر على الآخر .. " هلا وغلا .." رد عليها أخوها ببرود .. " وينك فيه ؟؟ " سألته .. " أنا .." رد عليها وهو رايق .. " لا أنا .. رد علي وينك فيه .." كررت سؤالها عليه بتوتر .. " ابد موجود .. مع واحد من الشباب .." رد منصور .. " ايه وين فيه مع واحد من الشباب ؟؟ .." كانت موضي مصممه تعرف وين مكانه .. " مويضي وش عندس على ذا الأسئلة كلها ..؟؟" أستغرب أخوها تصرفها .. " حرك للبيت وأنا قدامك .." قالت له موضي وهى تصر على ضروسها من الغبظ .. " أنتى وش بلاس ..فيكم مصيبه ؟؟ " بدأ يتوتر .. " مافينا الا العافيه .. بس أبيك في موضوع مهم سمعتنى .." كان صوتها يرتجف .. " وهالموضوع المهم ما يتأجل ؟؟.." ماكان فاهم وش السالفه .. " لأ ما يتأجل .. اترك اللي في ايدك وتعال البيت ما يبي لك شي .. نص ساعه والا أنت عندى .." قالت بحزم .. " وش دراس انها نص ساعه بس .. " سألها وهو مستغرب .. " أدري .. انتظرك مع السلامه .." سكرت عنه وما انتظرت حتى يرد عليها ..

طلعت من المول مع دريولها وهى ما تشوف من القهر .. وصلت البيت قبل يوصل منصور .. ما اصبرت لين تدخل .. دقت على جواله " أنت وينك ..؟" سألته على طول .. " لا اله الا الله .. أنتى وراس مصيبه مانتى بخاليه .." رد منصور وهو طفشان .. " بتجي والا لأ .." سألته وهو ضايقه .. " جاي جاي .. عشر دقايق وانا عندس .." جاوبها بضيق .. سكرت عنه ودخلت البيت .. شافت عيالها وقالت للشغاله تجيب لها قهوة وشاهي في الصاله ولمن جا أخوها تدخله ولا تخلي أحد يدخل عيلهم .. شوي ودخل عليها أخوها وعقب ما سلم قعد ..
" خير وش عندس .. وقفتى قلبي .." نشدها وهو يشوف وجهها المتوتر .. " منيصير .. وين كنت .." سألته وعيونها ما فارقت عينه .." وين كنت بعد .." رد عليها وهو يشوفها بتعجب .. " في اللاند مآرك صح .." قالت له على طول .. ضاقت عيونه وهو يطالعها .. " ترانى شفتك .." قالت له عشان ما يفكر يكذب عليها .. " زين وشفتينيى وش فيها .. حرام الواحد يروح السوق " حاول يبرر لها ببساطه .. " متى بتعقل يا منيصير .. لعنبو غيرك كملت 25 سنه وتوك متملك بنت عمك وهذي سواياك ؟؟" صرخت في وجهه وكان صبرها انتهى .. " ما سويت شي .. وش سويت يعني .." وقف قدامها بغضب.. " من اللي كانت معك ؟؟ " واجهته وكانت تمنى تكون غلطانه بس ماتقدر تكّذب عيونها .. " ما معى أحد .." أنكر بكل بساطة .. " منصور .. تراك تلعب بالضو .. وهذي أعراض ناس .. خاف ربك ترى عندك شوفات .. وفي ذمتك مره تسوى الف من اللى تعرفهن.. وأنت للحين تلعب كنك بزر ابو 15 سنه ؟؟" وقفت قدامه وهى تصرخ عليه .. " ما غصبت احد هي اللي ركبت برضاها .." صد عنها وهو يرد عليها .. " لعنبو غيرك ما تستحي .. رجال طول وعرض وهذا ردك .. ما سويت حساب لأبوك ولا لعمك اللى أمنك على بنته .. لو مسكتك التحريات وش بيكون موقفك ؟؟ بتقول هى اللي ركبت برضاها ..؟؟ " حست بالأرض تدور فيها وهى تسمع مبرراته التافهة
" منيصير .. لو ما تبت عن سواد الوجه اللي تسويه علمت أبوي عليك .." حاولت تخوفه بأبوه عساه يوقف اللى يسويه .. " اعوذ بالله منكم .. لا ترحمون ولا تخلون رحمة ربنا تنزل .." التفت عليها وهو يتأفف " أنا لا طلبت عرس ولا خرابيط .. هذي حياتى ومرتاح فيها وشعليكم أنتو مني ..؟؟" رد عليها بوجه قوي .. " هذي عقوبة مهي برحمه .. خلك رجال واصطلب .. واترك عنك بنات الحرام .. العرس واعرست قبل اللي أكبر منك .. ومادفعت ولا ريال من مخباك .. وخذيت لك جوهرة الكل يتمناها عطاك اياها عمي يبيك تحفظها وغيرك كان أولى فيها .." اندفعت موضي بالكلام بلا شعور.. " من غيري بعد اللي اولى فيها منى .." سألها بتمقت .. سكتت موضي وما جاوبته .. " الكلام جاك .. رقمك ذا غيره .. اليوم أنت عزوبي بكره في بيتك مره .. ترضى تسوي اللى تسويه أنت ؟؟" سألته وهي تفور من الغيظ .. " تخسي .. عشانها ادفنها حيه " رد منصور بغرور.. " هي بتدفنها .. والا الخياس اللي تعرفه حاطه فوق راسك .." حاولت تحرجه بكلامها .. " يا اختى خلاص .. انتهينا من الموضوع ذا .. والله كنت حاط في بالي انها اخر مره .." رد عليها ورجع يقعد مكانه .. " منيصير .. علم(ن) ياصلك ويتعداك .. ذي المره بأسكت .. لكن والله لو تكرر والا سمعت من مها شي عن خرابيطك أن ماحد يوقف بوجهك إلا أنا .. سمعتنى ..؟؟ " .. لكن للأسف ما كانت المره الأخيرة .. وما قدرت توقف بوجهه ..!!!


::؛::


وبكذا .. تكتمل دائرة الظلم .. ظلم النفس .. وظلم الغير .. الله سبحانه ما رضى هالشي لنفسه وما رضاه لخلقه .. ورغم ذلك .. نشوف الأنسان أشد ظلم خاصه على لحمه ودمه .. إما بسبب كره أو بسبب محبة .. وهذا أكثر شي يوجع .. ظلم أهلك وأقرب الناس لك .. يخليك تنكمش على ذاتك .. وتسأل روحك .. اذا أهلى ولحمى ودمى سوو كذا .. شلون الغريب ..؟؟
فقد الثقة في الناس وقبلها في الذات أبسط نتائج الظلم .. فقد الأمل .. وكره الواقع نتايج تبقى في الروح لمدة طويلة .. وكل ما مر عليها الزمن صارت معالجتها أصعب .. وصارت تراكمات هالظلم أقوى ..
يا بخت من نام مظلوم ولا نام ظالم ..


::؛::


هذي القلوب المحرمة ..
أتمنى لكم قراءة ممتعه وما أكون استعجلت في كتابة هالبارت ..
وبإنتظار ردودكم ..
أتركم في أمان الله ..


بقـايا


 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 01-08-08, 03:35 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




::؛::


تحكمنا الذكريات ولو غصب .. كل الحاضر اللى نعيشه انعكاس لقرارات وذكريات ومواقف الماضي .. كل صورة في الحاضر يعكسها طيف من الماضي .. ممكن يشجعنا نكمل طريقنا وممكن يكون عقبة في وجه المستقبل .. ومثل ما قلنا .. للظلم أكثر من وجه .. وعشان اللي رابطة الدم ممكن نظلم أنفسنا .. ونظلم الناس .. ونظلم ايامنا ..
مواعيد الفرح .. نادراً ما تكتمل بالسعادة .. إلا تمر علينا ذكرى فيها .. ذكرى انسان أو موقف أو حزن .. نتمنى وجود البعض .. ونذكر البعض بالخير .. والبعض يكون عايش بينا وبين الفرحه اللى نتمناها .. وكل ما اشتدت الرغبة بالنسيان صار حضور الماضي أقوى .. وصار تجاوز السد اصعب .. خاصه لو تعلق الموضوع بقلوبنا ..



الجزء السادس عشر



دخل ماجد بسيارته عقب المغرب للبيت .. لفت انتباهه موتر أخوه اللى واقف في نص الدرب للكراج .. هو ومرته .. شكلهم مهوب طبيعي .. طفى الموتر ونزل يشوفهم ..
" قلت لس الموضوع انتهى وماعندي كلام غيره .." صاح منصور بتوتر " مره بتمشين على كلامى حياس الله .. والا بيت ابوس وراس .." هددها وهو يرفع اصبعه في وجهها .. " أنت مثل ماخذيتنى من بيت أبوي تردني له .. تراك ما لقطتني من الشارع .. " ردت بصوت يرتجف .. " قلت لس خلصنا والجوال ماعاد به جوال .." ضرب الجوال باقوى ماعنده على الارض وتكسر عشرين قطعه .. انتبه منصور على ماجد جايهم .. " تعوذي من ابليس وعودي حجرتس .. وبكره يصير خير .." حاول منصور ينهي النقاش قبل ما يوصل أخوه عندهم ..
" السلام عليكم " سلم ماجد ببرود وهو يحاول يستوعب الموقف .. " وعليكم السلام والرحمة .." رد عليه منصور .. " عسى ماشر .. وش فيه صوتكم واصل لاخر الشارع ..؟؟"" سأل ماجد ويده تلعب بمفتاحه وهو ينقل عيونه بين أخوه ومرة أخوه .. " مابه شر .. خلاف بسيط " رد منصور بتوتر .. التفت ماجد على مها اللى صدت عنه .. " زين والخلاف ذا ما ينحل في البيت .. لازم صراخ وصدعه راس قدام الله وخلقه .." كان صوت ماجد بارد يبي يحسسهم بالغلط اللى سووه ..
نزّل منصور غترته " خلصنا بندخل داخل .. قدامي يا مها .." قرب منها .. طالعته بنظره حاده وابعدت عنه قبل يلمسها .. مشت صوب البيت بدون ما تلتفت لهم ولحقها منصور ..
" منصور .." ناداه ماجد .. " نعم .." رد عليه وهو معطيه ظهره .. " لا ترد علي وانت معطيني ظهرك .." كان صوت ماجد واطي ومع ذلك أجبر منصور يرجع ويلتفت له .. " وش الموضوع .. وش سالفة هالجوال المكسور .." سأله ماجد بشك .. " مابه موضوع .. مشكله بسيطه وحليتها " رد منصور وهو يتابع مها بنظره لين دخلت البيت .. " متأكد ؟؟ " كانت عيون ماجد مركزه على وجه أخوه المتوتر .. " ايه .." رد منصور بسرعه يبي يخلص .. " ترى بعض الأمور ما ينسكت عنها .." حذره ماجد .. " وش قصدك .." رفع منصور عيونه بخوف لأخوه .. " قصدي كل شي الا السمعه .. المره بدالها مره لكن سمعة الواحد وشرفه ماتعوض .." دنق منصور يوم عرف تفكير أخوه لوين وصل " الأمور بسيطه ما توصل للدرجه ذي .. لا تشيل هم .. " التفت منصور وراه صوب الجهاز المكسور ورجع شال الشريحه من الجوال ودخل البيت .. وقف ماجد يراقبه لين دخل .. والتفت بهدوء يشوف الجوال المكسور ويحاول يربط الأفكار اللي في راسه مع بعض ..

ضغط ماجد على راسه عشان يوقف الأفكار اللى اندفعت تملاه .. والشك اللى ياكل قلبه وماعرف له طريق يبعده .. واللى يزيد كل ما قرب وقت عرسه .. وتملاه ألم وخوف من الجاي .. وصارت تحرمه حتى النوم زي العالم .. اللي شافه وسمعه من أخوه بعدين يقول له أن مها خاينه .. واللى قالته له موضي وشافه عقب وفاة منصور شي ثاني مخالف للي في باله .. وش الصحيح و وين الحقيقة .. هى خاينه والا طاهرة ؟؟.. هى مذنبة والا بريئة ؟؟ .. يتبع قلبه والا يتبع عقله .. هالتشتت ذبحه .. عذاب نفسي ماحد يقدر يطيقه .. حتى هو عجز منه من كثر ما يفكر ولاهو بقادر يوصل لقرار .. يالله ترحمنى وتغفر لى كني ظلمتها وترشدني للحق .. يالله .. غمض عيونه يحاول ينام وهو موكل أمره للحي الذي لا ينام ..


::

::

::


انفتح باب غرفتها .. رفعت راسها تشوف من اللى دخل .. طلت ساره براسها " واعيه .." سألتها .. " لا راقده .." ردت مها عليها .. دخلت ساره وقعدت على طرف السرير قدام مها اللى كانت تقرا لها رواية وهي راقده .. " خير .. وش تبين .." سألتها مها وهى تنزل الرواية اللى في يدها وتشوف أختها .. " ولا شي .. بس قلت أجي أنكد عليس قبل ما أرقد .." قالت ساره بابتسامه .. تنهدت مها ورفعت الرواية ورجعت تقرا .. " أقول مهوي .. " تكلمت ساره بتردد .. " خير .." ردت مها من ورا الرواية .. " أقول وش بتسوين ذلحين .." نشدتها ساره وهى تراقبها بهدوء تحاول تفهم تعابير أختها الجامده .. " في وش ؟؟ .." ردت مها من ورا الرواية بدون اهتمام .. " عرسس اللى بعد كم يوم .." كملت ساره كلامها .. " ولا شي .." ردت مها وكان راسها للحين ورا الرواية .. " مهوي ترى ما يصير .. والله مهي بحلوة لا بحقنا ولا بحقهم .. وش بيقولون العرب عنس ..؟؟" سألتها ساره وهى تحاول تسحبها بالكلام .. " ماعلي منهم .. اللي له عندي ريال ياخذ بداله عشره .. " ردت مها بدون اهتمام و وجهها بعده ورا الرواية .. " كيف ماعليس منهم .. تبينهم ياكلون وجهس و وجه هالضعيف اللى ماخذس ويقولون مقصر عليها .." كانت ساره عارفه ان مها بتتضايق من كلامها .. بس تتضايق ذلحين أحسن ماتندم بعدين وتقول ليتنى سويت وما سويت .. نزلت مها الرواية وهى شوي وتدخلها فى حلق اختها من الحرة " تقولين لى الضعيف والعرب ..؟؟ والعرب وينهم يوم طلعت من بيت رجلى مطرودة .. وينهم يوم ربيت بنتى لحالى وماحد نشد عنها كنها بنت حرام .. وينهم يوم احتجت احد يوقف جنبي .. وهالضعيف وينه عن بنت اخوه ولحمه ودمه يوم ولدتها .. لا هو ولا أهله نشدوا عنها .. تبينى ذلحين أهتم لهم والا أنشد عنهم ؟؟ .." انفجرت مها بدون شعور في وجه أختها اللى انبهتت من كلامها وما قدرت ترد إلا بكلمة وحده ثبتت في راسها .. " مطرودة ..؟؟" كررت ساره الكلمه بصوت واطي .. " ايه مطرودة .. واللى طردنى اللى بياخذنى ذلحين .. الضعيف اللي تبينى اتعدل عشان الناس ما تاكل وجهه .. " قالت لها بصوت مقهور وسالت دموعها بدون ماتحس .. ساره انخطف لونها من ردة فعل أختها اللى ماتوقعتها كذا .." وش الموضوع زين علمينى .." قربت ساره منها وسألتها بصوت واطي .. " مابه علوم .. طول عمرس تنشديني ليه انا اخاف منه وليه أكرهه وليه رفضته يوم خطبني .. الانسان هذا ظلمنى بدون سبب .. ظلمنى بس عشان اخوه .. وجاي ذلحين يكمل ظلمه .. عرفتي السبب .." شرحت لها مها وهى مدنقة تمسح عيونها .. هزت ساره راسها بدون شعور وهي تحاول تفهم " وش فيه ظلمس .. فيه شي غير حلالس وحلال الجوري .." سألتها ساره بخوف .. " فيه حساب عمر كامل .. ما ترجعه فلوس ولا حلال .. فيه حساب شك للحين رصيده مفتوح في نفسه .. قاله لي من سنتين .. وللحين أحسه فى نظراته وتصرفاته يكبر كل ما شافني .. شك بيرافقه لأخر العمر صوبي .. شك مادري وش اللي يمكن يزيله من نفسه ؟؟ واللي أكيد بيزيد ذلحين .. وظلم مادري كيف أنا بأنساه ؟؟" ردت مها بحزن وقهر ياكلها من سنين .. " بس مهوي الناس مالها الا الظاهر .. ولو هو ظلمس تراهم مايدرون .. هم بيشوفون تصرفاتس أنتي وبيحكمون عليس أنتي .. مايدرون عن اللي بينس وبينه .. وبتطلعين قدامهم بالشينه لو سويتي اللى في راسس .. وبتغدين علك في حلق اللي يسوا واللي مايسوا .. وأنتي ما تستاهلين هالشي .. وأبوي ما يستاهل منس بعد .. " حاولت ساره تشرح لها بهدوء .. مها ظلت مدنقة تفكر في كلام أختها تدري أنه صح .. بس هي ماتقدر تسويه .. انتهزت ساره فترة الصمت وكملت كلامها " ما قلنا البسي فستان عرس وطرحه .. لكن لازم يكون شكلس مرتب .. عشان تقهرين العدو قبل الصديق .. وتدرين أن الناس يروحون للاعراس عشان يشوفون العروس مهوب عشان الاكل .. وماجد مطمع لبنات واجد .. " قالت لها ساره وهى تضغط على أخر جمله .. " ليتهن ياخذنه ويفكّنى منى .." ردت مها بيأس وهي مدنقه تمسح دمعه نفرت من عينها اليسار .. " مهوي .. البكا والعناد مهو مرجع لس شي ولا هو بماخذ لس حقه اللي تقولين أنه عند ماجد .. وعنادس هذا هو اللى بيضيع عليس كل شي .. أنتى بس بطيبتس وبتصرفاتس الصح صدقيني تقدرين تشيلين أى شك وأى حاجز بينس وبينه .. وأنا متأكده أنه لمن عرفس عدل أنه بيموت في التراب اللي تمشين عليه .." نصحتها ساره .. " خلينى أفكر.. وربس يعين .." ردت مها وهى تضغط على عيونها بايديها .. شافت ساره انه كفايه كلام لليلة .. ودامها بتفكر يعني فيه فرصه توافق .. " زين .. اقوم أرقد أنا بعد وراي دوام بكره .. امسحى وجهس وتعوذي من الشيطان " قربت وباست أختها على راسها وطلعت عنها وهي تحس أنها ضغطت عليها واجد .. بس يمكن هالشي أحسن عشان تخفف من توترها اللى البيت كله ملاحظه .. لفت مها تطمنت على بنتها وطفت الاباجورة وحطت راسها على المخده .. تعوذت من الشيطان وحاولت تنام .. برغم الدموع اللى سالت في الظلام ..


::

::

::


كانت تحاول تستقر في حياتها مع منصور .. خاصه أنها صارت حامل في بنته والا ولده .. فرحت يوم عرفت انها حامل .. بس فرح مليان خوف من الجاي .. لكن قالت يمكن هالطفل يقدر يجمعنا بشكل أقوى .. ويثبت حياتنا سوا .. ويعوضني عن كل شي تمنيته في حياتي .. كانت منحرجه شلون تبلغه بالخبر.. ويوم قالت له تقبل الخبر بهدوء هذا إذا ماكان برود .. ماكانت ردة الفعل اللى تخيلتها بس قالت زين أنه ما زعل .. بعدها حسته تغير أكثر .. كان يتأخر واجد في الليل .. ليلة الجمعة والسبت يطلع ويقول مع اخوانه والعيال .. لو حاولت تتصل فيه خطه دوم مشغول .. كانت هي فى فترة الوحم وتعبانه حتى أنها تكلمه .. أو تدقق على تصرفاته .. لين كانت ليلة ..
رفعت راسها عن المخده .. كأنها سمعت صوت سيارته .. شافت الساعه كانت قريب 3 الفجر .. طلت من الدريشة شافته في السيارة يتكلم بالجوال .. استغربت وش هالمكالمه الضرورية تالي الليل .. انتظرته .. لكنه تأخر .. ساعه ونص وهي على أعصابها .. حست فيه دخل القسم .. سوت روحها راقده .. سمعته يدخل .. نزل مفاتيحه وجواله على الكومدينو .. صوته يفصخ ثوبه ويقطه على الارض .. دخل الحمام .. رفعت راسها وقلبها يدق بجنون .. نزلت من السرير وراحت لجواله وايدها تنتفض .. دقت أخر رقم .. وحطته على أذنها .. وظلام الغرفة يحيط فيها .. شافت نور .. باب الحمام انفتح .. التفتت بعيون تجمدت فيها الدموع صوبه ...


::

::

::


" هآه وش رايك .." سألته موضي بفخر .. كانت عيون ماجد تدور في القسم بدهشة " وش سويتي أنتى .." سألها بفرح ممزوج بدهشة.. " ما سويت شي .. شوية حركات عشان يكون المكان لايق فيك وفي بنت خالد .. أنت مفكر عمرك رخيص عندنا ؟؟ " ابتسمت موضي وهي ترد عليه .. تغير القسم واجد .. اي تغير بس .. هذا شكله مكان ثاني مختلف .. الصاله صارت أحلى .. الزرع اللى في الزوايا عطاها حياة .. الخداديات المطرزة كانت حلوة .. الزولية اللى في نصها عطت المكان فخامة .. اللوحات كانت حلوة .. الاباجورات .. الشموع .. ماعرف وش يشوف وش يخلي .. دق قلبه وهو يتخيل وش سوت في غرفة النوم ..

طلع معها الدور الثاني .. دخل غرفة النوم .. كانت الاباجورات عاكسة ضوء ناعم على الملحف الابيض الفخم اللى كان على السرير .. قرب منه ماجد يلمسه بشغف .. كان ملمسه ناعم ذكره بملمس يدها يوم عطاها الطيور اللي صادها في النعيرية .. المخدات كانت منثورة عند راس السرير بترتيب رايق .. الشموع على أطراف الكومدينو والفواحات المنتشرة في الغرفة .. الزولية عطت دفء للمكان وكسرت حدة اللون الغالب للقص .. طلع لغرفة الجوري وشاف الألعاب المصفوفة على جنب .. والاباجورة الصفراء على شكل دب حاضن شجرة .. والقصص في المكتبه الصغيرة والزولية على شكل ميكى ماوس بنص الغرفة .. التفت صوب السرير المفرد شافه بدون غطا .. كأنه يشتكى له .. عوره قلبه وصد عنه ..

كانت موضي تراقب تعابير اخوها وقلبها فرحان .. انها قدرت تعوض هالاثنين ولو بشي بسيط عن كل اللى مروا فيه .. حاولت تكون هذي أول خطوة عشان تجمع بينهم ويسكرون صفحة الماضى اللى غطت على ايامهم سنين .. " والله مادرى وش أقول لس يا موضي .." التفت ماجد لاخته عاجز عن التعبير .. " لاتقول شي .. الا أنك راح تبتدي حياتك ان شاء الله بقلب وعقل جديد .. وتترك الماضي وراك بكل اللى فيه .." قالت له موضي برجاء مرسوم في عيونها و وجهها .. " الله لا يحرمنى منس .." كانت نظرته لها كلها محبة وشكر وحنان .. خلت عيون موضي تدمع .. وهى تعرف وش كثر أخوها انظلم في حياته وتعب عشان الكل ومع ذلك كان آخر واحد يفكرون فيه .. " ولا يحرمنى شوفة عيالك قول آمين .." دعت من قلب صادق لأخوها .. " آمين .." رد عليها وهو منحرج .. " يالله هذي بطاقتك وهذي مفاتيح قسمك .. " مدت موضي يدها بالأغراض صوب أخوها اللى ما شبع من شكل القسم للحين .. " خليهم عندس .. " رد عليها .. " المفاتيح باحطها عند أمي .. والبطاقة مالى فيها حاجه فديتك .. خيرك واصل عسى يومي قبل يومك .. " قالت له موضي وهى تمد له البطاقة .. " ابد حلالس .. " التفت ماجد يشوف القسم من جديد .. تغير واجد عن ذاك المكان المظلم اللى شافه أول مارجع من السعودية .. ذا المكان فيه ريحة الحياة .. والوعود المقبلة .. والأمل .. والفرح اللي يتمناه يكتمل ..


::

::

::


مابقى على عرس مها شي .. وهي للحين ماردت خبر لاختها .. وموضي جننت ساره بالتلفونات تبي ترتب كل شي .. دخّلت ساره أمها اللي كلمت أختها وقالت لها أنها مهي بعدله تروح للعرب كأنها رايحه لعزا والا لعشا عادي .. حتى العشا العادي الوحده تعدّل له والناس بياكلون وجهها هي و وجه أهلها .. غير عن أنه بيكون هناك الصديق والعدو .. واللى جاي يفرح واللي جاي يشمت .. والمره العاقل ما تخلى لأحد عليها منقود .. ولو سوت الشي غصب عنها دامه شي يرفع راسها وما يوطيه .. ومها ما سوت شي غلط .. وهذا نصيبها وسالفة أن ماجد أخو رجلها لاهو بعيب ولا هو بغلط .. ولاهو بشي يخليها تخاف من الناس .. هذا نصيبها وماجد الف وحده تمناه .. ولو ما شاف فيها هي شي زود عن غيرها ماخطبها .. وكل اللي تبيه منها أنها ماتخلى لاحد عليها فرصه وأنها تكون مثل ما ربتها وعلمتها مرة(ن) عاقل ورزين ما تطلع منها العيبه ولا الغلط .. سكتت مها و وعدت أمها خير .. وقامت عنها تروح لغرفتها ..

اتصلت موضي في مها قبل العشا باسبوع .. وافقت مها انها تقعد على كرسي عشان الناس تبارك لها .. وحذرتها موضي لاتكون تسوي فيهم مقلب وتقعد بالعباة والنقاب .. ضحكت مها وقالت لها لأ .. بتلبس شي بسيط وماراح تفشلهم .. لكن اشترطت ان ماجد ما يدخل ولا يجلس معاها .. وافقتها موضي .. واتفقوا على التفاصيل ..
" هآآه وش قلتى لها .." سألتها ساره بفضول .. " ابدا .. قلت بالبس شي بسيط بشرط ما يدخل اخوها وهي وافقت .." ردت عليها مها .. " قالت لس وين بحطون الكوشة .." نشدتها ساره بسرعه .. " قلت لها ما أبي كوشة .. مكان مرتب بس استقبل فيه الناس ساعه يباركون وخلصنا .. تقول بيكون في القسم الجديد حق ماجد .." ردت مها وهى ترفع عيونها لأختها بتوتر.. " أريح .. عشان تاخذين راحتس وتكون الجورى عندس .." ردت عليها ساره وهى تلوح بيدها .. " وش عندي بعد .. بتكون جنبي .." ردت مها بعصبية .. " فوق راسس ياختي ولا يهمس بس لا تزعلين .. زين وش بتلبسين ..؟؟" سألتها ساره وهى تفكر وتحط اصبعها على اثمها .. " مادرى بأشوف لى قلابية والا بدلة مرتبه .." ردت مها بدون اهتمام .. " جدتى .. وش قلابيته اللى بتلبسينها .. صاحية أنتي .." فتحت ساره عيونها ع الآخر وهى تسمع كلام أختها اللي يقهر .. " وش تبيني ألبس يا حظي .. " ردت عليها مها وهى تحط يدها تحت خدها .. " فستان وش بعد .. وش رايس باللي خذيناه من الخبر .." اقترحت عليها ساره .. " لا هذا حق عرسس .. وبعدين شغله واجد ما ينفع .." رفضت مها اقتراح أختها .." وانتى تبين تلبسين ساده .. البسي ساري أحسن .." ارتفع صوت ساره وهى ترد على أختها .. " تطنزين ؟؟" قرصت مها عيونها فيها .. " أنا أدري عنس .. شوفى لو ما لبستى فستان بالبس مثلس ترى .. وعساني ألبس خيشه آثامي في رقبتس ترى " حذرتها ساره ..
" سويرة .. اطلعي من راسي .. ترى بأهون عن الموضوع كله .." هددتها مها .. " لا ياختى وش عليه تهونين .. بس والله الفستان حلو وخساره تخلينه لعرسي .. " ردت عليها ساره عقب ما غيرت نبرة صوتها للمسكنه .. " قلت لس لأ .. يعنى لأ .." صممت مها على رايها .. " خلاص بكره نطلع السوق ناخذ لس واحد خفيف.. ونمر نفصل لس عباة بعد .. " قامت ساره تخطط وهى تتكلم مع أختها بنفس الوقت .. " وش له العباة بعد .." سألتها مها مستغربة .. " بتروحين بعباتس القديمة ان شاء الله ؟؟" استنكرت ساره سؤال أختها وشافته عجيب .. " صدقس محتاجه لى عباة .. خير ان شاء الله نشوف بكره .. " ردت مها بهدوء .. وثاني يوم طلعن للسوق .. وخذت لها فستان بيج فاتح قطعتين تنورة وكورسيه مطرز خفيف وعليه شال ستان من نفس القطعه .. وشرت لها صندل عالى فضي غصب يوم حنت عليها ساره تاخذه في المحل .. ومروا محل العبايات وفصلت لها ثلاث عبايات بالغصب كانت شوي وتضرب أختها في المحل .. ورجعوا البيت ماتشوف من الصداع ..


::

::

::


اتصلت ساره على موضى وعلمتها بالترتيبات .. واتفقن على شكل الكوشه والوانها اللى مقاربة لفستان مها .. وطلبت منها تجيب أغراض مها والجوري وترتبها قبل العرس بيومين على الأقل .. منها تعرف ساره المكان ومنها ماعاد شي يشغلها عن أختها اللى بتكون قنبلة موقوته في ذاك الوقت ..
رجعت ساره لأختها " ترى حجزت الحنايه وبتجي يوم الثلاثاء .." أعلنت بسرعه وهى متخوفه .. " كنسليها .." بكلمه وحده قطعت مها كلام أختها .. " والله مانتى بصاحيه .. ماتبين تحنين .." قالت لها ساره وهي حاطه ايديها على خصرها .. " قلت لس كنسليها .." ردت مها بهدوء وكملت وهى مارفعت راسها عن الدرج اللى تنبش فيه .. " ترى وافقتكم على اشياء واجد لهنا وبس .." قررت وما التفتت حتى على أختها تشوف شكلها .. " بكيفس ياختى .. هذا عرسس أنتي مهوب عرسي .. بعدين مهوي أبي فلوس .. " طلبت منها ساره بخجل .. " كم تبين .." سألتها مها .. " تقريبا خمس الاف .." ردت ساره وهى تشبك اصابعها ببعض .. " وشو له .. " نشدتها مها وهى تشوف شكل أختها المريب .. " ابي أشتري لس هديه " ردت ساره بابتسامه عريضة يوم شافت نظرة الشك في عيون مها .. " الحمدلله والشكر بس .. البطاقة عندس في بوكي في الشنطه والرقم السري بتلاقينه في ظرف صغير معها .." ردت عليها مها ورجعت تدور في الدرج .." فديتس يا احلى مهوي .." قامت ساره وضمت أختها .. " تبيني أروح معس ..؟؟ " سألتها مها .. " وشلون تصير مفاجأة لو رحتى معي يا ذكيه .." ردت عليها ساره وقامت بسرعه عقب ماخذت البطاقة وطلعت .. البنت ذى مهي بصاحيه .. الله يعين اللى بياخذها .. قالت مها في قلبها ..

قامت مها الصبح وما لقت لا أمها ولا أختها .. قالت لها الشغاله انهم طلعوا من بدري .. توقعت مها انهم راحوا السوق .. أفطرت وفطرت الجوري وخذتها لحجرتها .. شغلت لها التلفزيون على الكارتون عندها وهى قامت تشوف كبتها وش ممكن تاخذ معها لبيت ماجد من ملابس .. سبحان الله شلون تتغير الأيام وتختلف .. من اللي كان يتوقع أنها بترجع بيت عمها مره ثانيه عروس عقب ماطلعت منه أرمله .. فرق كبير بين ذاك الوقت وهالوقت .. يمكن غياب الفرح كان الشي المشترك بينهم .. بس .. اللحين تحس بثقل في قلبها .. كأنها شايله حجر في صدرها .. يضغط على أنفاسها قبل ما يضغط على أيامها ولياليها .. مدت ايدها تلمس الملابس المعلقة .. كل ملابسها عاديه .. من زمان ما خيطت شي جديد .. أو شرت لها شي .. كأن الحياة تتوقف لما يتوقف القلب عن النبض .. وقلبها توقف من سنين .. حذفت قلابياتها اللى شافت أنهم أحسن الموجود عشان تروح فيهم لبيت عمها على السرير عشان تحطهم في الشنطة بعدين .. لقت لها كم جلال جديد حطتهم معهم .. فتحت درج ملابسها الداخليه .. صح قديمة بس زينه بعدين من اللي بيشوفها عشان تشتري لها جديد .. تنهدت وسكرت الدرج .. عندها أرواب النوم اللى شرتهم من الخبر مابعد لبستهم .. دورتهم لقتهم في اخر الكبت مثل ما خذتهم من المحل .. طلعتهم من الكيسة وحطتهم معهم على السرير .. كانت تتحرك بشكل آلي وفي عينها دمعه رفضت تنزل .. تدري لو نزلت راح تكون بداية سيل ما ينتهى من الألم .. وفي العمر اللي جاي باقي أنها تبكي كفاية .. المهم اللحين تتماسك عشان بنتها .. وعشان تقدر تواجه الأيام اللي جايه .. هالمره مع انسان تعرفه عدل .. وماراح تكون غشيمة وغبية مثل أول مره .. تعلمت الدرس عدل ودفعت الثمن غالي .. دفعته من عمرها وروحها وقلبها اللى مات لولا رحمة الله .. حفظ لها هالبنت اللى خلت عندها أمل في الجاي من الايام ..

رجعت ساره ومعها أغراض الدنيا وأكياس غريبه من محلات السلام وطقم شنط سفر واكياس محلات عطور عربية وأكياس محل الخياطة اللى حطوا عنده قلابياتها قبل يسافرون النعيريه .. دخلت مها على ساره الغرفه وهى تكوّم الأكياس فوق السرير .. " وش أنتي شاريه .." سألتها مها مستغربة من كثرة الأكياس .. " شوية أغراض .." ردت عليها ساره باختصار.. " طلعت قلابياتس من الخياط ؟؟.. " سألتها مها يوم لمحت كيسة الخياط .. " اي قلابيات ؟؟ ايه قصدس هذي طلع نصها ونصها عقب اسبوعين .. " ردت ساره وهى تفتح الاكياس وتسكرهم .. قعدت جنبها مها ومدت ايدها للكيس حق الخياط .. " وش تسوين .." سألتها ساره وهى تمد ايدها للكيس تخطفه من بين ايدين أختها .. " وجع روعتيني .. وش بأسوي يعني باشوف القلابيات .. " نقمتها مها يوم شافت سوات أختها .. " لا واللي يرحم والديس لاتفكينها خليها في أكياسها عشان ما تعفس .. مافيني بعدين أرتب وأعدّل .." ردت ساره وخذت الكيس بعيد عن مها .. استغربت مها ردة فعل اختها وتركت الكيس الثاني وقامت عنها وهى شايله في خاطرها منها .. " وين بتروحين .. " نشدتها ساره .." بأطلع اشوف أمي واحط غداها .. شكلس لفيتي بها الدوحة كلها وما رحمتيها .." طلعت مها بدون ما تنتظر رد أختها وما شافت ابتسامة ساره وراها ..
عقب المغرب دخلت سارة غرفة اختها اللى كانت مقلوبة فوق تحت .. وشافت قلابياتها وثيابها على السرير وعلى الأرض وحالتهم حاله وأختها حايسه على الأرض بينهم تشل وتحط .. " جايكم قصف ؟؟.." سألتها ساره بتمقت .. رفعت مها راسها لأختها بتعبير اللى مافهم .. " وش بلاس تشوفينى كذا .." نشدتها ساره وهى متكيه على حافة الباب .. " أنتى ما وراس شي غير التمقت ؟؟.." سألتها مها بضيق.. " لا وراى كل خير ان شاء الله .. وخري خليني اشوف .. وين ثيابس اللى بتاخذينها معس .. " سألتها ساره وهى تدخل الغرفة .. تنهدت مها ورجعت تشوف الملابس المكومة قدامها " والله مادري .." قالت وهى تحط ايدها على راسها .. " ذلحين ماتدرين ؟؟ .. يوم أقول لس قومي نخيط لس كم قلابية تلبسينها قدام العرب هبيتي فينى وكليتيني بثيابي .. ذلحين تقولين ما أدري .." ذكرتها ساره بكلامها لها قبل .. رفعت مها راسها لاختها بحزن .. " قومي بس .. خليني أشوف .. " قالت لها ساره و قعدت جنبها تدور في الثياب .. " الله يفشل العدو .. هذا بس اللى ينفع تروحين فيه .." فرزت ساره الملابس وطلعت بس اللى تشوفه ينفع تاخذه اختها لبيت رجلها .. " بس ..؟؟" انصدمت مها يوم شافت الخمس قلابيات اللى اختارتهم ساره .. " وش اسوي لس .. هذي العدله عشان تقابلين فيها العالم .. الباقي شماطيط " ردت ساره وهى تدور بين القمصان وطلعت لها كم تنورة وبلوزة .. " وهذي بالغصب بعد .. بأحط لس معهم كم بدي من اللى عندي " لمتهم ساره في ايدها وقامت بتطلع .." وين بتروحين بهم .." سألتها مها .. " بأعطيهم فاطمة تكويهم عدل وبأحطهم في الشنطة ".. وطلعت عنها .. شوي ورجعت لها بشنطة صغيرة من الطقم الجديد اللى شافته مها وقالت لها " حطي أغراض الجوري هنا .. ملابسها المهمه والباقي تقدرين تاخذيه عقب ما تستقرين هناك .." قالت ساره وهى واقفه حاطه ايديها على خصرها .. " بس هذي شنطتس أنتي .." قالت مها وهى تشوف الشنطة الجديده .. " لأا هذي هديتى لس اللي شريتها من فلوسس .." وابتسمت ساره ابتسامه عريضه .. خلت مها غصب تبتسم " حلال ابوه طالبوه .. هآآه " ردت عليها مها وهى تفتح الشنطه تشوفها .. " أنا مادرى لو أنى مهوب عندس وش سويتي .." قالت ساره وهى تتنهد وترفع عيونها.. " اى والله .. " ردت عليها مها وهى تبتسم ..


::

::

::


كان الوقت يمر وماجد مهو متخيل أنه فى اخر هالاسبوع بينتقل لقسم جديد ولحياة جديدة .. حياة كان يحلم فيها .. بس للأسف تحقق الحلم فى الوقت الضايع مثل ما يقولون .. تنهد ودنق وهو في سيارته .. كان واقف قدام قسمه عقب المغرب يشوفه منور .. عرف ان موضي وسارة هناك يرتبون أغراض مها والجوري .. وبكره موضي بتنقل أغراضه هو.. باقى يومين بس .. ضغط بايديه على دركسون السيارة بدون ما يحس حتى ابيضت مفاصله .. يومين بس .. ويعيش في المكان هذا معها .. مكان واحد بلا فواصل .. ولا حواجز .. الا اللي بيقدر يحطها هو عشان يحمي نفسه لا يضعف .. ولا ينهار وينسى اخوه .. اللى وقف بينهم بأول العمر .. وللحين واقف حتى بعد ما رحل ..

يوم الخميس .. كان الكل مشغول .. موضي في قسم ماجد ترتب كوشة مها .. وتدخّن غرفة النوم وتعطرها للمره العاشرة خلال اليومين اللى طافوا .. وفهد وتركي برا يشرفون على ترتيب الطاولات والبوفيه .. وماجد ومحمد في الصالة اللى حجزوها حق عشا الرياجيل يتأكدون من كل شي .. ومها ..
كانت مها تعيش ذكريات يوم شبيه بهاليوم .. بس الأول كان بقلب بارد واليوم تعيشه بقلب مهموم ونفس خايفه وقلب واجف .. اتفقت موضى أن مها تجى عقب صلاة العشاء عشان ترتاح وتاخذ وقتها قبل يسلمون عليها الضيوف .. وكلها ساعه أو اقل وتخلص منه هالصدعه كلها ..

العصر طلعت مها من الحمام بعد ما خذت لها شاور .. وكانت تنشف شعرها يوم دخلت عليها سارة .. " وين الجوري .." سألتها مها .. " راقده .. مهوي ترى الكوافيره برا .." قالت لها ساره .. " اى كوافيرة ؟؟ " التفتت مها لاختها باستغراب عقب ماكانت معطيتها ظهرها .. " اللي بتسوي لس شعرس ومكياجس .. " طاحت من يدها الفوطة وهى تسمع كلام ساره .. " ومن اللي قال لس انى باتمكيج والا باسوي شعري .." سألتها مها بغضب .. " حنّا وقلنا ماتبي بكيفها .. لكن وشلون بتلبسين فستان وبتروحين بدون مكياج ولا تسريحة ؟؟" كتفت ساره ايديها على صدرها وهى مستعده تواجه غضب أختها اللى شكلها واصله معها للاخر .. " ما يحتاج ترانى دايما اسوي شعري بعمري ومكياجي انا احطه .. " ردت مها وهى تدنق تلقط الفوطه من الأرض .. " معليه يا بسام فتوح .. هاالمره جاملينا وخلي المره تسوي لس المكياج .. اخلصي عشان يمديها تسوينى عقبس .. " ردت ساره ولا كأنها سمعت أختها تعيي .. " قلت لس مابيها .. خليها تشتغل لس أنتى وتخلص .. " صدت مها عن أختها تنشف شعرها .. " مالى شغل فيس .. ترانى طفشت منس وأنتى كنس بزر اغصبس على كل شي .. هذي المره جاتس وتفاهمي معها والا اطرديها .. وشوفي .. سالفة انس تروحين كذا شيليها من بالس .. وش بيقولون العرب لمن شافوس .. بيقولون أختها مثلها وأهل أحمد بيكونون هناك .. ترضينها لى .." نزلت دموع ساره وطلعت بسرعه قبل تسمع رد أختها .. تنحت مها شوي مستغربة موقف أختها وحساسيتها الزايده .. دق الباب ودخلت فاطمة وراها الكوافيرة اللبنانيه .. اللى دخلت وسلمت وحطت أغراضها وكأن المكان مكانها .. وقربت تفحص شعر مها و وجهها وتمدح تقاطيعها وبشرتها .. مها تفشلت تقول للمره اطلعى مانبيس عقب ماتعنت وجات .. وبدت اللبنانيه تفتح شنطتها وتظهر العدة ومها بالها مشغول مع أختها .. استأذنت منها وطلعت شوي .. دخلت حجرة ساره لقت الليت مطفى والجوري راقده على السرير بين المخدات .. راحت للحمام دقت الباب شوي شوي .. " السوري .." نادت أختها .. كانت تسمع صوت الماء بس .. " السوري .. ردي علي أنتى بخير .." سألتها بصوت خايف .. كانت ساره تضحك فى الحمام على التمثيليه اللي سوتها .. يوم سمعت صوت مها يناديها من برا تعبرت وهى ترد عليها " أنا بخير .. " .. " السوري فديتس اطلعي .. واللى تبينه بيصير .." تنهدت مها وهى توافق غصب .. قعدت السوري ترقص تحت الشاور .. " سوي اللى تبينه .. أنا تعبت معس .." ماقدرت ساره الا تكمل تمثيليتها على أختها .." سويرة خلصنا .. اطلعي خل المره تسوي شعرس وتضبط مكياجس عشان ما نتأخر .." قالت مها .. " مانى بمسويه شي قبلس .. إن سويتي سويت والا مالازم خلي الدريول يرجعها .." كانت ساره تدرى ان مها بترضخ لها .. تنهدت مها " اخلصي زين انا باسبقس .. لا تأخرين " قالت مها وهى تطلع من حجرة أختها .. كتمت ساره ضحكتها وهى مستانسه ان اللى في بالها صار .. وبدت تغسل شعرها بسرعه .. رجعت مها للكوافيرة وطلبت منها تبتدي فيها على بال ماتخلص أختها .. دخلت عليهم فاطمة بدلة شاهي وصحن بسكوت وفطاير .. سألتها وش لون فستانها طلعته مها لها من الكبت .. وبدت المره شغلها في مها ..


::

::

::


وفي ليلة الفرح .. كانت الصاله مليانه بالضيوف .. من معارف ماجد في البنك ومعارف أبوه وجماعتهم .. كان واقف في نص الصاله وابوه عن يمينه وعمه عن يساره .. وتركي وفهد بين الضيوف يستقبلون ويسلمون .. ويمرون على ماجد يقطون عليه نغزة ويمشون .. كان ماجد تعبان من كثر ما قام وقعد عشان يسلم .. حس ان ريقه ناشف وانه من سنه ما شرب ماء .. انتبه لغرشة الماء اللى قدامه لقاها فاضيه .. التفت للى قدام ابوه وعمه وكانوا بعد فاضيين .. رفع راسه يدور تركي .. اللى انتبه له وجاه بسرعه " هآآه وش فيك .." سأله تركي وهو يبتسم .. " ياخي عطوني ماء ذبحنى الظما " قال له ماجد بصوت واطي .. " لعنبو غيرك قربه .. تراك شربت ثلاث غراش قدامك وانت ماتحس .. بسك .." رد عليه تركي وهو يضحك .. " تريكي .. عطنى ماء قلت لك .. " كرر ماجد كلامه بصوت واطي وهو مسوي معصب .. " مهوب منك .. يا المعرس .. زين اصبر باجيب لك ماء .. والا اقول لك ماتبي بيبسي أحسن .." قرص ماجد عيونه في تركي اللى راح وهو يضحك على خويه ..


::

::

::


جهزت مها وسارة والجوري .. تأكدت مها قبلا لا تطلع أنه مهو مبين شي من مكياجها ولا شعرها وركبت السياره وركبت معهن فاطمة .. لان منيرة سبقتهم لبيت ابو محمد عشان تكون مع ام محمد فى الأستقبال .. كان قلب مها يدق ولا دق الطبول .. تحس الخوف شلّ كل احساس فيها ماعادت تشعر بأي شي بس ببرودة خفيفة تسري على طول ظهرها .. وصلوا بيت عمها وكانت الحديقة منوّرة والمعازيم موجودين .. بعضهم واقف يسلم وبعضهم قاعد يتقهوى .. ساره وصت الدريول يلف من ورا الحديقة مثل ماعلمتها موضي عشان يجون قدام باب القسم حق المعاريس وتنزل مها براحتها عشان ما يزعجونها المعازيم .. وما أمداهم وصلوا باب القسم الا كانت موضي و روضة قدامهم وكل وحده متغطيه بجلال عشان الدريول .. نزلوا مها ودخلوا معاها داخل ..

" يامرحبا مابغيتي ترجعين لبيتس " قالت روضة من بين دموعها وهي تضم مها بمحبة .. " رويض و وجع مانبي دموع .. الليله فرح وبس .." نزرتها موضي اللى خذت عباة مها منها وهى تلاحظ رجفة ايديها وشفايفها .. دخلتها الصاله وقعدتها على الكنبة وراحت تجيب لها عصير .. الجوري كانت مع فاطمة مبسوطه بالبيت الجديد وماتدرى انه بيتها خلاص .. ساره فصخت عباتها وعدلت تسريحه شعرها وقعدت جنب أختها .. مسكت يدها اللى كانت قالب ثلج " بردانه .." سألتها .. " لأ .." ردت مها بصوت تايه .. " اخذي اشربي وارتاحي لس شوي .. " جات موضى وعطتها كوب العصير .. خذته مها وقربته من شفايفها بدون ماتحس بطعمه .. كانوا البنات حولها يمزحون ويضحكون ويمدحون فستان مها .. وفستان ساره اللى كان لونه اصفر وفيه طبعات زي ريش الطاووس باللون الأزرق والأخضر والموف .. طلعت روضه كاميرتها وقعدت تصور مها والبنات ومرّ الوقت وماحسن الا بنوف داخله عليهم .. سلمت على مها من طرف خشمها وباركت لها وقالت لموضي أن أمها تقول اخلصوا عشان العرب بيجون يباركون لمها .. عشانهم بيحطون العشا .. قالت لها موضي عطينا ربع ساعه بالكثير ..

خذت موضي ايد مها ودخلتها للغرفة اللى حطت فيها الكوشه .. شغلت الشموع حولها وجابت البخور وبخرت مها .. وشغلت روضه شريط زفات بصوت واطي .. وكانت مها زى الغزال اللى مبهور بليت سياره .. جامده مكانها وموضي هى اللى تحركها يمين ويسار وترتب لها فستانها .. وقعدت الجوري جنبها على الكرسي الطويل .. شوي ودخلت نوره أم محمد وكانت لابسه قلابية حرير سودا فيها ورد أحمر تلمع من كثر الرينبو اللى فيها .. دخلت وسلمت على مها وباركت لها وكانت وراها منيرة أم ناصر اللى ماقدرت تحبس دمعتها يوم شافت بنتها .. وبدن يدخلن عمات ماجد وخالاته وبناتهم وامتلت الغرفة بالناس وفلاش الكاميرات اللى تصور .. مسكت منيرة ايد الجوري وفاطمه معها وطلعت عقب ما سلمت على بنتها .. كانت مها ما تسمع إلا اصوات وضجيج وترد بشكل آلي " الله يبارك فيس .." ورغم برودة المكان حست مها بالحر من كثر الناس اللى حولها والتفتت تدور موضي اللى كانت حولها في ثانيه " وش بلاس .." سألتها موضي بصوت واطي .." أحس بالحر .. الناس زحمة .." قالت مها وهى تحاول تتنفس بهدوء .. " ذلحين بيطلعون ..اهدي أنتي بس .. وتنفسي شوي شوي" رجعت موضي وراها شوي ونادت النسوان " العشا يا جماعه .. تفضلوا حياكم الله .." بدوا المعازيم يطلعون وموضي قدامهم .. وبدا يهدا المكان ويبرد .. شوى ودخلت لولوة مرة محمد ومعها أختها آمنة .. انقبض قلب مها يوم شافتهن بس ما بين عليها انشغلت بترتيب طرف فستانها .. " مبروك مها .." مدت لولوة يدها تسلم على مها .. " الله يبارك فيس يام راشد .. " ردت مها عليها .. " الف مبروك يا عروس .." قالت آمنه وهى تسلم بطرف ايدها .. " الله يبارك فيس " ردت مها بابتسامه ..

" ماشاء الله يا مها .. ماتغيرتي .. نفس شكلج يوم عرس منصور .." تعمدت لولوة تجرح مها بتذكيرها بالماضي .. " والذهب ما يتغير لو تمر عليه السنين .." انقذتها روضة من الرد على لولوة اللى قعدت تطالع مها بنص عين .. " على رايج .. " ردت لولوه وهى تلوى اثمها .. " أقول لولوة ما تبين عشا .. ترى البوفيه رهيب لا يفوتس .." قالت لها روضة بابتسامة عريضة يعنى اطلعى من غير مطرود .. " شقالوا لج .. ميته من اليوع .." تنرفزت لولوة من نغزة روضه .. " ماحد قال لي شي بس ابي تسوين درب عشان ماجد شوي ويدخل .. " ردت عليها روضة .. " أبركها من ساعه .. فرصه عشان ابارك له .." ابتسمت لولوة ابتسامه كبيرة وردت على روضة وهى تلتفت على أختها وراها .. انصدمت روضة من ردها " طيب براحتس .." رجعت روضة وراها شوي عشان ترد على جوالها .. دقايق ودخلت موضي تبتسم .. " حي الله اللاه .. وشلونس .." سلمت موضي على مرة اخوها .. " بخير ربي يسلمج .. " ردت عليها بغرور .. " شلونس آمنه .. " سلمت موضي على أختها " هلا موضي .. بخير ربي يعافيج .. شلونج أنتي .." ردت عليها آمنه وهى ترفع شيلتها الخفيفة على راسها .. " بخير عساس بخير .." ردت موضي وهى تبتسم لها .. " أقول موضي .. " قربت روضه من اختها وهمست في اذنها بكلام ما سمعوه الموجودين .. " طيب .. طيب .." هزت موضي راسها وهى تسمع اختها .. التفتت موضي على لولوة وأختها " اقول اللاه ترى ماجد بيدخل ذلحين بتقعدين والا نطلع سوا .." حاولت موضي للمره الأخيره تطلعهم من الغرفة .. " لا بايلس عشان ابارك له .." ردت لولوة ببرود متعمد.. " براحتكم .. " ردت عليها موضي بدون تعبير ..

مها انصدمت وش ماجد اللي بيدخل .. نادت موضي اللى دنقت عليها وقالت لها مهوب وقته تهاوش والعقرب قاعده عندها .. هذي جايه تبي تشمت وموضي ماراح تخليها تبرد قلبها فيها .. ضغطت على ايد مها اللى كانت ثلج وهى تطالعها بتركيز في عيونها وقالت " ماجد رجلس وماعليس من أحد .. لا تصرفين تصرف يبرد قلبها فيس وفي اخوي سمعتى .." كانت عيون مها غايمه بالدمع .. اختفت ملامح موضي اللى قدامها .. هزت مها راسها لمها .. ومسحت موضي دمع مها قبل ينزل وضغطت على ايدها عشان تماسك .. ساره باركت لأختها واستأذنت وطلعت برا .. ومابقى الا مها وموضي وروضة اللى كانت زى رجال المخابرات بالتلفون تكلم فهد عشان يدّخل ماجد .. ولولوة وأختها اللى واقفين بالزاوية .. سمعوا هرنات السياره برا .. شوي ودخلت أم محمد وكان ماسك يدها ماجد ولابس البشت وهو مدنق يبتسم لشي قالته أمه له و وراه اخته نوف .. بدت روضة وموضي يزغردون يوم دخل .. انتبه ماجد ورفع راسه وشافها ..


خبروا(ميل) الكحل عن رمش عينه
وعلمـوه انه بليـاه اكتحـل!!

وانشدوا ذاك الشفق عن شفتينه
هو صحيح انه من شفاته ثمـل؟؟

وأسألـوا دمٍ (يبش) بوجنتينه
عن خدودٍ يشتكي منها الخجـل

كل ما ازجى :ضحكتةٍ مع يا سمينه
يلعب المرمـر (بسلسال العسـل)!!

النسايـم ما تهب الا لعينـه
والنفـل لولاه ماسمي نفـل

تنتصف كل:الشهور أعلى جبينه
وكل بـدرٍ للدجي غاب وأفـل

وللحريـرحكايةٍ بين اصبعينـه
تبتدي لأظلـم جديله وانسـدل

المرايـا تستحي توصيف زينـه
ينكسـر خاطر صورها لاوصـل!!

اشهـد ان البرد ما صافح يمينـه
يوم صافحت الدفـا بردي جفـل!

ان حكى له نبرةٍ ماهي حزينـه
تتجـه بالروح لديـار الامـل

بـه دلال ودللـوه مدللينـه
يبتسم بين الهدب بنت وطفـل

ان زعل تزعل علي احلى سنينـه
وان رضى يزعل علي كل الزعـل!!

ايه احبه وازعلو يا حاسديـه
وأيه لا شفته بلاحفل احتفـل

لــ..اتبعه لو للوهم موج وسفينه
ان حصـل لاماه والا ما حصـل

لايمي جعل العمى يمسي بعينـه
وسـط عينه لايميـل ولا يـزل



نفس الحلم القديم .. والملاك اللى تمناه .. صار حقيقة قدامه .. نفس ذاك الشعور .. ونفس ذيك اللهفه وذاك الشوق القديم بدا يرجع ويتنفس .. انتبه على امه تجره عشان تسلم عليه .. وقالت له موضي يقرب يسلم على عروسه .. قرب منها وحط ايده على راسها وسحبها صوبه بشويش وباسها على جبينها .. وصوت القصيد يرتعد في صدره .. وده يرفع الصوت ويحتفل فيها .. بس لا المكان مكانه ولا الزمان زمانه ..

التفت وراه وشاف نسوان واقفات وحده مغطيه وجهها بشيله خفيفه والثانيه كاشفه وجهها .. نزل راسه على طول .. " ماجد هذى لولوة مرة محمد بتسلم عليك .." قالت موضي عشان تخلص منها هى واختها وتسلم وتطلع .. قربت لولوة " مبروك يا مايد .. " قالت لها بصوت هادي .. " الله يبارك فيس يام راشد .." رد عليها وهو مدنق .. " هذي أختي آمنه تبي تبارك لك .." قالت وهى تسحب أختها جنبها كأنها تقول له شوف وش طافك يوم تركتها وخذيت الأرملة .. " مبروك مايد .." قالت آمنه بصوت رقيق .." الله يبارك فيس ماقصرتي .." رد عليها وهو ما رفع راسه من الارض .. قربت موضي وبيدها صينيه عليها علبة مجوهرات كبيرة .. وفتحتها قدام ماجد .. كانت طقم ألماس روعه .. انبهروا منه المعازيم برا يوم لفت فيه موضي عليهم .. حتى لولوة بان القهر على وجهها اللى توها تشوف هدية ماجد لمها .. قرب منها ماجد وخذا العقد والتفت على مها يلبسها إياه وروضة تصور كل حركه .. وماجد يمزح مع موضي ويضحك .. وأمه تدعي له وتبارك له وسارة دخلت متغطيه مع أمها عقب ما نادتهم موضي عشان يحضرون ويشوفون هدية ماجد اللى مرروها على النسوان برا قبل العشا .. " يالله عشان العرسان ياخذون راحتهم .. واصورهم .." قالت روضه كأنها تطرد لولوة وأختها اللى ماكان لوجودهم داعي أبد .. طلعت لولوة وأختها وبدت روضة تصور المعاريس وأمها بينهم .. ونوف وموضي وعيالها وجابوا الجوري اللى نطت في حضن ماجد .. وهو شالها بفرح ظاهر ..


::

::

::


مها من شافت الباب انفتح وشافت طرف الثوب الأبيض والبشت غامت عيونها .. دنقت راسها وما قدرت ترفعه .. صوت دقات قلبها غطى على أى صوت ثاني .. برغم برودة الجو كانت تحس بالحر .. كانت تلوى اصابعها في ايديها بتوتر .. كانت ردود أفعالها آلية سحبتها موضي عشان توقف .. لمحت طرف الثوب جنبها وشمت ريحة دهن العود والعطر الرجالي اللى اسكرها .. حست بيده تلمس راسها غمضت عينها يوم لمست شفايفه جبينها .. ومن لمسة شفايفه اشتعل .. اشتعل الدم فى عروقها .. صار صوت النبض أعلى من أى صوت ثاني . صارت تحس أنفاسها اسرع من الريح .. حست جو الغرفة يضيق حتى ما يبقى الا هو .. وهي .. وأنفاس العطر المسكرة اللى تهب من صوبه .. وحنين الماضي اللى صحى بلحظة شوق على غفله .. وحلم وعا عقب غفوة سنين .. كأن الزمن دار وتغيرت الأوضاع وصارت الأماني حقايق ..

حست بالجوري تمسك طرف فستانها .. توها تنتبه لبنتها .. عضت على شفايفها وهى تحس بالندم .. ابتسمت لها الجوري وهى توريها الخمسمية اللى في يدها وتصد عنها تتركها وتركض لفاطمة اللى كانت عند الباب وخذتها وطلعت .. حست رجيلها ما تشيلها من الرجقه .. قعدت بسرعه .. وقعد هو جنبها .. حست بدفا جسمه أو هي حرارة المكان !!.. حاولت تبعد عنه شوي بدون ماحد يحس .. لكن كان المكان ضيق ويا الله يكفيهم .. حطت ايديها في حضنها تلعب فيهم .. قربت لهم موضي العصير عشان يشربون .. وقعدوا يسولفون عقب ماطلعوا العالم ومابقى الا موضى وروضة .. حاولت موضي تخفف التوتر اللى حسته مكهرب الجو بشكل كبير ..

" ماقلت لى مجود .. وش رايك بالكوشة .." سألته موضي وهى تبتسم له .. " شغل مرتب ياام عبد العزيز .. عسى تحطينها على عرس عيالس .." رد عليها ماجد بمحبة .. " في حياتك جعلني قبلك .. " كانت موضي تراقب مها اللى ساكته كأنها صنم .. " والموسيقى مجود .." قالت روضة وهى تخش وجهها من أخوها .. " خالفتي شوري صح .. " عاتبها ماجد .. " وش اسوي فديتك هنا بس حطيتها .. ترى ما يصير زفة داقه سايلانت " قالت له روضة وهى ترمش بعيونها .. " عشان خاطر مها باعديها لس هالمره .. " قال ماجد وهو يبتسم لأخته .. " الله لا يحرمنا من بركات الشيخه مها .. " غمزت روضه عينها لأخوها وهي تضحك .. " اقول ابوي .. ترى عشاكم فى المطبخ .. تبني اجهزه لكم ؟؟ " سألته موضي وهى تشوف ساعتها .. " الله يعطيس العافيه ماله داعي .. تعبناس معنا " رد ماجد .. " تعبكم راحه .. يالله معناه أطلع أنا .. قربت الساعه 11 ونص .. " التفتت موضي تغمز لاختها روضة عشان تطلع قدامها .. " وين بدري .. " قال لهم ماجد وهو يشوفهن بيطلعن .. " بدري من عمرك فديتك .. الله يبارك لكم ويجمع بينكم على خير .. " ردت عليه موضي وهى تشوفه بمحبه .. " الله يبارك فى عمرس ويبلغس في عيالس .." رد عليها ماجد وقام من الكرسي .. صدت موضي عشان تطلع ..

" موضي .. " نادتها مها بصوت واطي .. " لبيه .." ردت عليها بسرعه .. " فديتس قبل تروحين شوفي الجوري مع خالتها .. هاتيها عشان ارقدها تأخر الوقت واجد .. " قالت لها مها بارتباك .. التفتت موضي صوبها بهدوء ورجعت تطالع ماجد .. " بس الجوري راحت مع خالتها وجدتها للبيت عقب ما تعشوا العرب .." ردت موضي بتردد .. وقفت مها بلا شعور " وش يعني راحت .. " سألت موضي وبدت عيونها تدمع وشفايفها ترتجف .. " مها .. اهدي .. " قال ماجد والتفت لاخته " متأكده أنهم راحوا البيت " سأل موضي .. " ايه عقب ما باركوا لكم طلعت امى منيرة وساره وقالوا لى ابلغس انهم بياخذون الجوري معهم عشانها نعسانه وتبي ترقد .. وهالكلام له اكثر من ساعه الا ربع .. وأنا انشغلت ماطرى علي الا ذلحين يوم نشدتيني .." قالت موضي وهى تنقل عيونها بين مها وبين ماجد .. بدت شفايف مها ترتجف " عطينى .. عطينى جوالي اكلمها .. " طلبت من موضي .. " هذا جوالي هاس .. " مدت لها موضي جوالها .. خذت مها جوال موضي وبدت تدق رقم أختها باصابع ترتجف .. كان يصيح وماحد يرد ..

" يابنت الحلال اهدي ماعليها شر .. " قالت لها موضي وهى تشوف توترها .. " الساعه قربت 12 واكيد العالم رقدوا ذلحين .." كملت كلامها .. " بس شلون تاخذها وماتقول لى .. هذي ماترقد الا معي .." قالت مها وهي شوي وتبكى .. " وخذتها وش صار يعني .. تراها خالتها وبكره الصبح بتشوفينها عندس تعوذي من ابليس الله يهداس .." حاولت موضي تمتص خوف مها وتكلمها بصوت هادي .. " تبينها باروح أجيبها لس ذلحين .." سألها ماجد بهدوء وهو مركز عيونه على وجهها .. التفتت مها صوبه ورجعت دنقت بسرعه كأنها توها تحس بوجوده ارتبكت يوم سألها وماعرفت وش تجاوب .. " مهوي فديتس .. البنت تعبانه من اللعبه برا طول الليل وماعليها شر .. خليها ترقد فى مكانها وترتاح وبكره من الفجر أنا بأجيبها لس .. وش قلتي .." طمنتها موضي وهى ماسكه ايديها وتدعى ان الله يهديها .. انحرجت مها من تصرفاتها ومن كلامهم وهم يهدونها كنها بزر زعلانه ويحاولون يراضونها بأي شكل .. " خير ان شاء الله .." ردت مها وهى مدنقة .." ايه الله يرضى عليس .. يالله تصبحون على خير .." طلعت موضي وسكرت الباب وراها وتركتهم بروحهم ..


::

::

::


رجعت مها قعدت مكانها .. حست بالغربة والخوف .. " ماتبين تعشين .." سألها ماجد بهدوء .. " لأ .." ردت بكلمة وحده وهى مدنقة .. " طيب قومي فوق ارتاحي .. " رجع يكلمها بنفس النبرة الهادية .. " مرتاحه هنا .." ردت بتوتر .. لاحظ ماجد اصابعها اللى تلويها في حضنها ورحم حال ايديها .. " زين .. خذى وقتس لكن لا تتأخرين .. أنا بأطلع فوق أصلي لي ركعتين .. " قام عنها ومشى صوب باب القسم وقفله وحط المفتاح فى مخباه .. مها من سمعت تكة المفاتيح في الباب رفعت عينها وشافته ياخذ المفتاح ويروح يمين صوب الدرج .. شكله خايف لا أطلع واخليه .. تنهدت ورفعت ايديها قدام وجهها وهى تشوف رجفتهم السريعه .. غطت وجها بايديها البارده وتعوذت من الشيطان .. وتذكرت أنها ما صلت العشا .. قررت تطلع بهدوء فوق وتسكر على روحها فى الغرفة الثانيه اللى قالت لها ساره عنها .. اللى فيها أغراض الجوري .. قبل ما ينتبه لها وينزل .. قامت وطفت الشمع وطلعت من الصاله .. رقت الدرج بهدوء .. لين وصلت فوق وشافت ثلاث غرف قدامها والصاله المفتوحه .. احتارت اى غرفة .. بس نور باين من تحت باب الغرفة البعيده قال لها أن ماجد هناك .. فتحت اقرب غرفة لقتها فاضية .. سكرت الباب ومشت للغرفة اللى جنبها .. فتحتها .. وكانت غرفة الجوري مثل ما وصفتها ساره لها .. اعجبتها واجد .. وعرفت أن الجوري بتستانس فيها .. دخلت وسكرت الباب وراها .. لقت الشنط مصفوفة على جنب .. زين عشان ابدل .. قربت مها من الشنط وشالت اقرب وحده لقتها فاضيه .. جربت اللى بعدها وكانت مثل الاولى .. معناه ساره فضت الشنط .. التفتت وراها للكبت الصغير وهى تسأل نفسها وين حطت أختها أغراضها .. قامت للكبت وفتحته لقت ملابس الجوري وبيجاماتها وأغراضها .. فتحت باب ثاني شافته قالت يمكن غرفة ملابس طلع حمام ملحق بالغرفة .. سكرت الباب وهى تفكر .. وين حطت أغراضي الله ياخذ عدوها ؟؟ حست ببرودة يوم تخيلت أنها حطتها في غرفة النوم الرئيسية .. وشنطتها وعباتها كانت مع موضي .. وأكيد حطتها هناك بعد .. وش السواة ذلحين .. التفتت مها حولها في الحجره الفاضية كأنها ممكن ترد عليها الجواب ..

كان ماجد في الحمام يغسل وجهه بماي بارد وايديه ترتجف .. ليه خذوا الجوري .. ليتهم خلوها .. كانت على الأقل بتكون حاجز بينه وبينها وبتخلي هالليله تعدي على خير .. للدرجه هذي أنت ضعيف قدامها ؟؟ مهوب ضعف .. وشو طيب اذا ماكان ضعف .. أنا اصلاً ماخذيتها الا عشان بنتها وجودها هنا لحاله ماله معنى .. بلى له معنى .. أنها زوجتك وحتى لو الجوري موجوده تراها تثبت هالشي أكثر .. وتثبت أنها محرمة علي بعد أكثر وأكثر .. غمض عيونه بقوة وهو يتذكر شكلها ورجفة ايدينها .. لمعة عيونها .. حسها أحلى بواجد من الصورة اللي كانت في باله .. بلع ريقه بصعوبة .. مد ايده للفوطه ونشف وجهه بقوة .. طلع من الحمام وتعوذ من الشيطان وقرر يصلي السنه وركعتين عسى الله يهدي باله ويطفي النار اللى بصدره .. خلص صلاته وسلم وقعد مكانه يهوجس .. أنا كيف خليتها تحت لحالها .. وهى بزر بتضيع ؟؟.. بس المكان غريب عليها وماتدل .. خلها شوي تاخذ على المكان وهى لحالها بتجي .. بعدين الخوف واضح عليها .. أى خوف ؟؟ أنا اللى هو أنا فيني توتر الدنيا .. كيف هي ..؟؟ أنت معذور أول مره تعرس لكن هي .. هى أول مره تعرس ؟؟ انقبض قلبه .. خلنى أنزل أشوفها مهوب زينه ادخل واخليها لحالها برا .. كلها ليله ومصيرها تعدي بالطول والا بالعرض .. رجع لبس ثوبه ودخل اصابعه فى شعره يرتبه قبل ينزل .. طلع من حجرته ونزل الدرج .. كان المكان تحت هادى ومظلم .. الصاله فاضيه .. والغرفة الثانيه بعد ليتها مطفى .. يمكن في المطبخ .. فتح باب المطبخ ومالقاها .. وين بتروح ذي ؟؟ .. شاف صينية الأكل مرتبه بس ماكان له نفس ياكل اي شي .. فتح الثلاجه وخذا له غرشة ماي بارد وطلع من المطبخ .. التفت صوب باب القسم .. انا قافله بيدي .. حط ايده في مخباه يتحسس المفتاح .. لكن وجود المفتاح معه مامنعه يتأكد من مسكة الباب اللى عيت تنفتح .. معناه طويلة العمر فوق .. رجع يطلع الدرج وهو في وسطه شاف باب غرفة الجوري ينفتح ..

مرت ساعه الا ربع وما سمعت صوت .. قررت تطلع بهدوء وتستكشف المكان حولها يمكن يكون نام وتقدر تاخذ لها شي يغطيها على الاقل عشان تصلي .. فتحت الباب شوي شوي وطلت براسها صوب الغرفة اللى المفروض تكون غرفة ماجد .. كان الباب مفتوح والنور فيها خافت .. فصخت الصندل عشان ما يسوي صوت على الرخام وطلعت .. " لازم أدورس يعني .." .. التفتت مها بعصبيه صوب الصوت اللى كان جاي من وسط الدرج .. شافته واقف هناك وفي ايده غرشة ماي .. " أحد قال لك انى بزر بأضيع ..؟؟" ردت بتوتر .. كمل ماجد طلعته على الدرج لين صار قدامها .. لفت نظره سرعة تنفسها وشكل صدرها يرتفع وينزل بتوتر مع كل نفس مضطرب تاخذه .. تنهد من أقصى جوفه .. " انشغل بالي يوم تأخرتي قلت أنزل اشوفس يمكن يعورس شي .." قال لها بهدوء وهو يحاول يهدي الجو .. دنقت مها من شافته قدامها .. " أنا ما صليت العشا .. أبي لي ثياب عشان أصلي .. " ردت بتوتر .. " زين كان جيتي ودورتي في الغرفه .. غرفة الجوري مافيها كبت ثاني عشان تحطين أغراضس .. حياس .." مشى قدامها للغرفة .. مشت وراه كأنها تمشى على الجمر رغم برودة الرخام تحت رجيلها .. دخل قدامها و وقف عند الباب .. وسع لها عشان تطوف .. دخلت وهى تحس قلبها بيوقف من قوة ضرباته .. سكر الباب وراها .. التفتت برعب كأنه سكر مجرى الهوا اللى تتنفسه .. مشى صوب الكبت وفتح الباب اللى بالنص واللى جنبه " أظن ثيابس هنا .. وشكل الأدراج اللى هناك بعد لس .. دوري براحتس " ولف عنها وتركها قدام الكبت .. قربت وشافت الثياب اللى معلقه مهوب لها .. قلابيات جديده وقمصان دورت بيد مرتجفه عن أغراضها لقت لها قلابيتين من حقاتها القديمه .. راحت صوب الباب الثاني واحترق وجهها يوم شافت وش الموجود وتخيلت أنه شافه يوم فتح باب الكبت .. حست الدم نشف من عروقها يوم شافت قمصان النوم اللى شرتها هى وساره يوم كانوا في الخبر .. اللى قالت لها أنها لخويتها .. كلها موجوده هنا .. يعنى كانت تكذب عليها والا وش ..؟؟ .. حست في عيونه تخترق ظهرها وهو يطالعها وهى واقفه قدام الكبت ماقدرت حتى تلف تتأكد هو يطالعها والا لأ .. مدت ايدها تدور لها روب نوم من اللى اشترتهم بس مالقت .. غمضت عيونها شوي .. من اللى رتب الشنط ؟؟ حاولت تتذكر .. ساره .. من اللى خذا ملابسها وحطها فيها .. ساره .. من اللى جا هنا ورتب الأغراض .. ساره .. حسبي الله عليس يا سويرة كنس حطيتينى في موقف ما يحط العدو عدوه فيه .. دنقت وحاولت تاخذ نفس عميق .. سمعت صوت الباب انفتح .. ترددت شوي والتفتت وراها لقت الغرفة فاضيه .. بسرعه رجعت تدور في قمصان النوم واختارت لها بيجامه حرير لونها بنفسجي فاتح شافت أنها أفضل الموجود واسترهم .. راحت بسرعه لخزانة الأدارج .. فتحت أول درج لقت عطورات وبخور ومخلطات .. سكرته .. فتحت الثاني .. لقت بعض اغراض مكياجها وأغراض ثانيه واجد .. سكرته .. فتحت الثالث لقت ملابس داخليه جديده بأوراقها .. وأطقم حرير قلبتها بين ايديها مستغربة .. سكرته ومخها مهوب قادر يستوعب وجود هالأشياء كلها .. فتحت الرابع لقت بعض ملابسها الداخليه القديمة خذت لها غيارات وسكرته .. فتحت الدرج الأخير لقت الأجله وسجادتها سحبتها بقوة وسكرت الدرج والتفتت تبي تطلع قبل يدخل .. لكن كان الوقت متأخر .. كان واقف قدام الباب يراقبها ماتدرى من متى ..


::

::

::


كان وجودها معه وفى نفس الغرفة وبالشكل هذا أقوى مما تحتمل أعصابه .. الضعف اللى بانت فيه وهى تطل من الغرفة .. شكلها وهى تدور في أغراضها .. الضياع اللي باين في ملامحها كل هالأشياء تغريه أنه يروح ويحضنها ويقول لها لا تخافين .. ولا تشيلين هم .. أنا موجود عشانس .. طاح الشال عن كتفها وهى ترفع ايدها تدور في الملابس .. رجعت رفعته .. تذكر ملمس ايدها .. تذكر يوم حضنها .. تذكر .. ماقدر يستحمل أفكاره أكثر طلع من الغرفه بسرعه .. نزل تحت يدور في الصاله زي المحبوس .. حاول يهدا وياخذ أنفاس عميقه ويتعوذ من الشيطان .. دخل المطبخ وحاول يشغل روحه بالأكل .. فتح الصواني .. لقا أكل ماله حد وسلطات .. خذا له قطعة سندويش وكلاها .. حس طعمها مثل الورق في حلقه .. رد راسه لورا وهو مغمض يحس بتشنج فى رقبته وكتوفه .. وبداية صداع راح يقلق ليلته أكثر من القلق اللى هو عايشه .. لف رقبته يمين ويسار يحاول يخفف من توترها .. خذا له صحن وحط فيه كم قطعة سندويش وطماط وخيار .. وخذاه معه فوق ..

دخل الغرفة .. واستغرب شكلها وهى تدور بسرعه كنها حرامي يسرق وخايف أحد يمسكه .. ماتكلم .. خلاها لين تخلص دواره .. والتفتت عليه بسرعه عقب ما لقت اللى تدوره .. توسعت عيونها يوم شافته كنها تفاجأت بوجوده .. شكلها مفكره أنها بتعيش هنا لحالها .. حسها لمت الأغراض لصدرها بقوة .. " عينتي اللى تدورين .." سألها .. " ايه الله يعطيك العافيه .. ما ودى أزعجك .. تصبح على خير .. " ردت مها وهى تحاول تمر من جنبه بدون ما تلمسه .. " لحظه .. وين بتروحين ؟؟ " سألها .. " باروح الحمام .." ردت عليه بدون ماترفع عيونها .. " حمامس هنا .. أظن الحمام الثاني مافيه حتى الصابون .. اخذي راحتس هنا .." بلعت مها ريقها وغصب لفت ودخلت الحمام وقفلته وراها .. حط ماجد الصحن اللي في يده على الطاولة وغطاه بورقة فاين .. فتح الكومدينو يدور حبوبه حقت الصداع .. مالقا شي .. دور في الكبت حقه ونفس الشي .. تذكر شنطته السمسونايت .. فتح الكبت وطلعها لقى فيها شريط طلعه ورد الشنطه مكانها .. خذا له اربع حبات عشان يعرف يرقد .. فصخ ثوبه وعلقه .. تعطر شوي وحط له دهن عود وراح انسدح على الفراش ينتظر مها لين تطلع ..

قفلت الباب مرتين .. ونزلت كرسي التواليت وقعدت عليه واغراضها في حضنها .. ركبها تنتفض وتحس بتطيح من طولها .. ارمشت بعيونها كذا مره بسرعه تحاول تطرد الدموع .. الحمام حلو ومرتب .. وهذا وقته تمقلين في شكل الحمام ؟؟.. حاولت تشغل نفسها باي شي يبعد تفكيرها عن الشخص اللى ينتظرها برا .. قعدت تشوف رسمة السيراميك الدقيقه باللون الذهبي والأسود .. الفوط الفخمه المعلقة بترتيب كأنها فى حمام فندق .. أطقم الشاور المشكله .. سلال الورد المجفف الصغيرة الموزعه فى زوايا الحمام .. وشموع بعد .. ياعيني .. يا زين السبوح ذلحين .. اى سبوح اللى في نص الليل ؟؟.. وقفت قدام المغسله وشافت شكلها .. غمضت واستغفرت ربها .. وبدت تغير ملابسها .. ابتلشت بالعقد خافت تنزله يضيع .. خلته لين تطلع وتسأل ماجد وين تحطه .. لبست البيجامه ولبست الجلال على راسها وشلت السجاده والفستان وفتحت الباب بهدوء ..

لفحتها ريحة الحجره المعطرة بشكل يسحر والبارده بشكل يغري بالنوم .. والضوء الخافت .. وشكل ماجد اللى راقد على الفراش الأبيض الساتان .. بلعت ريقها وطلعت .. ما التفت لها .. توقعت انه رقد .. قالت الحمدلله .. سكرت باب الحمام بهدوء .. وش تسوي بالعقد ذلحين ؟؟ .. مافيه الا الكومدينو .. فتحت اول درج ولقت علبة الطقم .. أشوى .. نزلت السجاده من يدها وفصخت جلالها .. ودنقت عشان تفك سلسلة العقد ..

" خليني اساعدس .." قال لها بصوت خافت من وراها .. التفتت بسرعه لدرجه هزت الكومدينو .. " ماله داعي .." ردت بسرعه وهى مستغربه شلون ماحست فيه يوم قام .." لفي اشوف لا تكثرين كلام .." رد بتعب .. لاحظت عيونه شبه مغمضه وباين انه تعبان .. عطته ظهرها وعضت على شفايفها عشان ما تركض برا هالمكان الخطر على مشاعرها وقلبها وتوازنها .. ولو بغت تركض مافيها حيل .. قرب منها ولمس رقبتها وهو يفك السلسلة .. غمضت عيونها وهى تحس بأنفاسه ثقيله ودافيه على رقبتها .. حست كفوف ايديها عرقانه .. سكرت ايديها بقوة .. لحظات مرت كانها ساعات قبل تسمع تكه خفيفة من السلسله .. وزلق العقد البارد على صدرها .. رفعت يدها بسرعه تمسكه .. سبقتها ايده ومسكت العقد على صدرها .. حراره كفه أحرقت المكان اللى يلمسها فيه تناقضت برودة الماس مع حرارة الدم فى كفه .. وجننها هالأحساس .. لفها بيده الثانيه وصارت مقابلته .. سحب العقد وحطه في يدها اللي رفعها بكفه الحار .. " فكيته .." همس بصوت خفيف .. " مشكور " ردت بصوت ما ينسمع .. صدت عنه وهى تحس انه للحين وراها حطت العقد بيد ترتجف في العلبة وابتعدت عنه .. " جبت لس شي عشان تاكلين .." قال لها يوم شافها ابعدت عنه .. " مشكور .." ردت بصوت آلي .. " وين القبلة .." سألته بسرعه .. أشر لها على الأتجاه .. " تصبح على خير .. " ردت وهى بتطلع .. " وين .." سألها بعيون ذابله من تأثير الدوا .. " باصلي برا .. " ردت عليه وهى تشوفه بخوف وتضم السجاده مانع بينها وبينه .. " صلي عندي .. لا تطلعين ..أنا باروح أرقد تعبان " .. لف عنها بهّم .. ماتحركت لين شافته لف وراه وراح للسرير ينام .. فرشت سجادتها ولبست جلالها وكبرت تصلي ..

ماعمرها صلت صلاة طول هالصلاة .. بتأني وخشوع ويمكن بخوف .. سلمت ورفعت عينها له .. شافته معطيها ظهره ومتغطي .. قامت بهدوء وطوت السجاده .. شافت الصحن حق الفطاير كشفت عنه الفاين وخذت لها قطعه وغطته .. وقررت تنام في غرفة الجوري في السرير الثاني اللى شافته يوم دخلت هناك .. طلعت بدون مايحس وردت الباب وراها .. دخلت الغرفة وفتحت الليت .. شافت ان السرير ماعليه لا شرشف ولا غطا .. تنهدت .. مستحيل ارجع انام معه ولو رقدت على الأرض .. نفضت السرير بيدها .. وفرشت جلالها عليه .. وخذت مخده الجوري وحطتها فوقه طفت الليت وسكرت الباب .. خذت الغطا من السرير وحطته فوقها .. سحبته وصل لين ركبتها .. مهوب مشكله .. ليله وبتمر .. كانت تحس راسها بينفجر من الصداع وجسمها متوتر .. غمضت تحاول ترقد .. والغريب أنها رقدت .. صحت على صوت مزعج .. فتحت عيونها وماعرفت وينها فيه .. تكرر الصوت والصراخ .. قامت وتعوذت من الشيطان .. حست بخوف .. فتحت باب الحجره تسمع برا .. التنهد والونين جاي من غرفة ماجد .. وش هالليله اللى ماراح تعدي على خير .. عضت على شفايفها وهى محتاره تروح له والا لأ .. تكررت الآهات بصوت يقطع القلب .. وش فيه بعد .. أخاف مريض والا فيه عله .. بخطوات متردده قطعت المسافة بين غرفة الجوري وغرفة ماجد .. وفتحت الباب المردود .. وشافته ..


::

::

::


بس هي لحظه .. خطوة وحده لو قدر يتجاوزها راح يحطم كل شي .. يعرف تأثيره عليها .. يشوفه في عيونها ورجفة جسمها جنبه .. خطوة وحده تحدد مصير حياته معها .. لو استسلم لها يمكن يصير له مثل منصور .. يعيش الحلم لحظات .. ويذوق السعاده اللى تمناها .. لكن بعدين أكيد بيندم .. يوم يصحى على الحقيقة ويكتشف الكابوس اللى ورا الحلم .. كانت تدور فى باله هالأفكار وهو مغمض .. حس فيها طلعت من الحمام .. ماتحرك .. شافها قدام الكومدينو .. تحاول تفك العقد .. ماحس بروحه الا واقف وراها .. بس يبي قربها .. كانت ريحتها حلوة .. وملمسها ناعم ودافي .. تعمد يتأخر في فك العقد .. وهو يشم عبير شعرها .. زلق العقد على صدرها وحط ايده عليه عشان يمسكه .. حس بدقات قلبها المجنونه تحت ايده .. ماتفرق عن دقات قلبه ابد ..

لفها عليه يبي يشوف عيونها بس ما رفعت راسها .. سحب العقد وفتح كفها البارده وحطه فيه .. بدا يحس بدوار من تأثير الحبوب المسكنة والا من تأثير قربها منه .. حس بحاجه لوجودها جنبه .. تركها تصلي وراح يرقد ينتظرها تخلص .. ونام بدون ما يشعر .. مثل دق المطارق في راسه وعاه .. فتح عيونه بثقل .. راسه يعوره واجد .. ماعرف وينه فيه .. حاول يقوم من السرير لكنه مانتبه ان هذي مهى بغرفته القديمة .. ضرب في رجل الكرسي .. صرخ بألم وهو ماسك راسه بين ايديه بقوة .. ترنح في وقفته .. ورجع قعد على طرف السرير وهو منزل راسه بين ايديه .. وجسمه كله عرقان .. ماحس ان صوته عالى .. ونسى .. أن فيه أحد جنبه نايم في الغرفة الثانية ..


::

::

::


شافته .. كان قاعد على طرف السرير في الظلام راسه طايح بين ايديه .. يوّن بصوت واطي .. فتحت الباب .. " ماجد .." نادته بصوت يمكن ما سمعه .. رفع راسه مثل المصدوم .. " من " سأل بتشنج وهو يقرص عيونه في الخيال اللى يشوفه واقف برا الباب .. " أنا .. يعورك شي .." سألته بخوف .. " مها ..!!! " رد كنه مهو مصدق أنها هى اللي واقفه قدامه .. " عسى ماشر .. أنت مريض .." قربت منه وهى تشوف حالته الغربية .. عيونه الحمرا شعره العرقان .. " راسي يعورني .." رد بضعف وهو يغمض عيونه عنها .. " اجيب لك بندول ؟؟ " سألته وهى تقرب منه تلمس جبهته .. تنهد من ملمس كفها البارد .. " ماعليك حراره .. وين البندول " سألته وهي تلتفت في الغرفه ماتدري وين تدور .. اشر لها على درج الكومدينو اللى جنب السرير .. راحت وفتحته لقت بندول وحبوب ثانيه .. خذت حبتين بندول ورجعت له .. مشت من جنبه " وين بتروحين .." نادها بلهفه وكنه ماصدق أنها جاته .. " بأجيب ماء من المطبخ وبارجع .." لفت وراها بسرعه ونزلت ..

رجع ماجد يضغط على راسه .. وماحس الا بيدها على كتفه .." سمّ بالرحمن وأخذها .. ماعليك شر ان شاء الله .. " مدت له الحبوب .. وكوب الماء .. شرب الماء ورد لها الكوب وحطته على الطاوله .. لفت بتروح .. مسكها من يدها .. سحبها بشويش جنبه وماتكلم .. حط كفها على راسه .. ماقدرت مها ترد عليه ولا قدرت تبتعد عنه وهي تشوف حالته .. قعدت جنبه ومدت يدها الثانيه لراسه تمسده .. كان أطول منها واضطر يحنى راسه عشان تمسده له .. " قم ارقد عشان أمسد لك راسك عدل .. كذا بتعورك رقبتك .." قالت له بصوت واطي .. قام بدون مايرد ودخل الفراش مكانه .. لفت مها من الجهة الثانيه ودخلت في الفراش قرب ماجد من رجلها وحط راسه عليها وغمض .. بدت مها تمسد راسه وتقرا عليه وهو مغمض " لا تروحين وتخليني .." همس من بين شفايفه بصوت خلا دمعة مها تنزل .. " ماانا برايحه .. بس أنت ارقد .." بلعت ريقها وتركت دموعها تنزل .. وهى تشوفه بين ايديها .. محتاج لها .. وماتقدر تكون له اللى تمناه ...



::؛::


وبكذا .. يموت الفرح .. وتنكسر القلوب .. مابين اقبال وصد .. مابين رغبة حلال في الحب والهدوء والسكينة .. والعيش برضى .. وما بين اشباح ماضي تفسد كل لحظة حنان .. وكل أمل في العيش باقى العمر براحه .. صور مختلفة في النفوس .. و واقع ما يتشابه برغم الظروف .. وعقد كل مالها وتزيد .. وقلوب تنادي بصمت " يا أنا أنت .. ياحلم الماضي وحنان الحاضر وأمل بكره .. افهمنى .. سامحنى .. واحضني "


::؛::



وهذي القلوب المحرمة على النسيان ..
اهداء لكل قلب جديد انضم لنا وتابعنا بكل الحب
أتمنى البارت ينال رضاكم ..
وحتى نلتقى في أمان الله


بقـايا

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 25-10-08, 01:06 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




::؛::


يا مرحبا فيكم .. سعيدة جداً برجعتى لكم ..
السموحة منكم كلكم .. هذا الجزء ولى رجعة للأعتذار
الله لا يحرمنى طيبتكم ..

~ والجزء حصري على ليلاس عشان خاطر عيون زارا ~ :)


::؛::


ونبقى مع القلوب .. اللي رافضة تعيش الحاضر .. زي الكثير من البشر .. يتمسك بالماضي ويرفض يغيره .. يعيش في قوقعة ويسكر على روحه .. لسبب بسيط جداً .. هو خوفه من الحاضر .. ونسوا أو تناسوا .. ان الماضي اللي عايشين فيه كان بيوم حاضر لهم .. وغمضوا عيونهم عن حاضر جديد يمكن يفتح لهم نافذة أمل يتنفسون منها بحرية وسعادة ..



الجزء السابع عشر




فتح عيونه .. ورجع يغمضهم بقوة .. باقى الصداع مشوش عليه .. ماعرف المكان أول ما فتح عيونه .. شوي وتذكر العرس تذكر ليلة البارح .. مد يده على جواله يشوف الساعه .. كانت ثمان ونص .. شاف سيل المكالمات والمسجات اللى طافته .. تنهد ورجع نزل راسه على الوسادة وضغط بيده على عيونه بقوة ..
التفت على المكان اللى جنبه كان فاضي .. هو يتذكر أنه رقد على رجل مها بس .. وش صار بعدين ..؟؟ مهوب قادر يتذكر .. قام من فراشه يوم ما سمع صوت .. وين راحت ؟؟ فتح باب الغرفة وطلع .. شاف باب غرفة الجوري مفتوح .. دف الباب شوي شوي كان الليت مطفا .. وهى كانت راقده على السرير متكومة وفوقها لحاف صغير مغطي نصها بس .. يدها مسكرة تحت خدها .. وشعرها مرخي على الوسادة حول راسها .. كان تنفسها هادي ومنتظم .. تنهد من شكلها اللى ماكان يفرق عن شكل الجوري واجد .. صد عنها وطلع لغرفته ياخذ له شاور ويصلي الصبح اللى طافته ..



::

::

::



فتحت مها عيونها وهى تحس بوجع فيهم .. وصداع متركز ورا محاجر عيونها .. أكيد من كثر البكا ليلة البارح .. رجعت تضغط براسها على الوساده .. بس فجأة رفعت راسها بسرعه لما حست أن بنتها مهوب جنبها .. وقعدت على حيلها تدورها .. بس هدا روعها يوم تذكرت أنها عند خالتها .. وقررت تقوم تدق عليها عشان يجيبونها لها .. دخلت الحمام اللى عندها وهى تفكر فى ماجد اللى راقد فى الحجرة اللى جنبها وفي حالته البارحه .. غسلت وجهها وعيونها بماي بارد عسى يخف انتفاخهم .. وتوضت عشان تصلي ..
طلعت من الحجرة بهدوء وعيونها على غرفة ماجد .. ما سمعت صوت قربت شوي شوي وفتحت الباب .. كانت الغرفة فاضية .. قالت يمكن فى الحمام .. قربت وحطت أذنها على الباب ماكان فيه صوت .. رجعت للغرفة وطلعت لها ثياب وقلابية مغربية حرير مشجرة لونها أبيض ودرجات البنفسجي .. خذت شنطة مكياجها .. وفتحت الباب الثاني لقت شنطة يدها فى كبت الأدارج خذتها بسرعه ورجعت غرفة الجوري وقفلت الباب وراها ..

غيرت ملابسها وصلت وقعدت تفتح جوالها عشان تتصل في أختها وتتطمن على الجوري .. " وش هالحظ .. البطارية فاضية .." كانت تكلم روحها وهى تشوف جهازها المطفي في ايدها كان الجهاز بين ايديها يشتغل ويطفي عقب مايعطيها اشارة أن البطارية فاضية .. تأففت بقوة وهى تدور بعيونها في الحجرة .. " مافيه الا إني أطلع أدوره وأخذ منه جهازه هذا لو رضى .." قامت وطوت سجادتها وحطت جلالها على راسها وطلعت لغرفة ماجد .. دخلت كانت الغرفة مثل ما خلتها .. رتبت الفراش وقعدت على الكرسي تنتظر ماجد يطلع من الحمام .. طال الوقت وهى قاعده .. قامت ودقت الباب .. ما سمعت رد .. نادته " ماجد ..!! " ماحد رد عليها .. فتحت الباب شوي شوي وكان الحمام فاضي .. استغربت وين بيطلع من الصبح واليوم جمعه .. نزلت تحت للدور الأرضي .. وراحت للمطبخ تدور لها شي تشربه .. لقت باقي الأكل من البارحه وما اشتهت تاكل .. خذت لها كوب عصير من الثلاجة وطلعت تقعد برا فى الصالة وهى ماتدري وين تروح والا وش تسوي عقب ما جربت تطلع ولقت الباب مقفول عليها .. شوي وانفتح باب القسم برا .. دق قلبها بقوة .. قامت تشوف من .. سمعت صوت ضحك وحس الجوري يناديها طلعت تركض لها وضمتها لصدرها بقوة .. بدون ما تنتبه من اللي وراها .. " فديتس شلونس .."نشدتها بلهفة وهى تضمها .. " انا تيبه .." ردت عليها الجوري وهى تبتسم .. " فديت قلبس .. وين ساره .." سألتها عن خالتها .. " ساره في بيتهم .." رد عليها ماجد من ورا الجوري وهو يدخل الصاله .. وقفت مها وعدلت جلالها على راسها " صباح الخير .." سلمت عليه .. " صباح النور .. " رد عليها بهدوء .. " وأمي وينها .." استغربت مها وجود الجوري لحالها وسألت ماجد .. " فى البيت .. بيجون يتغدون عندنا بعدين .." وضح لها وهو يدخل الصاله .. " ومن اللي جاب الجوري ؟؟ " سألته باستغراب ..

" أنا جبتها .. قلت أكيد بالس مشغول عليها من البارحه .. قمت بدري ماعندي شي ورحت جبتها .." رد ماجد وهو يشوفها ويبتسم .. " الله يرحم والديك ما قصرت .." ردت عليه مها ومسكت ايد بنتها ومرت من جنبه تبي تروح فوق .. " افطرتي .. " سألها .. " مالى خاطر .. تبيني اسوي لك شي ؟؟ " وقفت مها وردت عليه .. " لأ .. الفطور بيجي من بيت أمي .. بأكلمها تطرشه .. بس خلكم افطرو معي ماعرف أكل لحالي " قال ماجد كذا وهو يشوف الجوري ويبتسم لها .. " أنا ابي اكل .." قالت الجوري وفكت ايد أمها وراحت لماجد .. انحرجت مها وهى واقفة وحست مالها داعي بينهم .. " زين .." لفت عنهم وقررت تروح للمطبخ تشغل عمرها بأي شي .. " وين بتروحين .." نشدها ماجد يوم شافها صدت .. " للمطبخ .." ردت عليه .. " ليه .." رجع يسألها وهو مستغرب منها .. " أبي أرتبه فيه عيشه من البارحه ماحد كلاها ولازم أقطها " ردت عليه .." اقعدي هنا مع بنتس .. المطبخ بيجون الشغالات يرتبونه .. " وتقدم صوبها وسحبها من ايدها .. جفلت من لمسته .. وهو حس بتوترها ففك ايدها ..

" بغيت الشاحن حقك .. تلفوني فضت بطاريته وما معي شاحن .. "تكلمت بارتباك وهى تحاول تبتعد عنه بأي طريقه .. " شوفيه في حجرتي .. في حد الأدراج .. " رد عليها بدون ما يرفع عينه لها وهو يلاعب الجوري .. " تروحين معي فوق .. " سألت بنتها وهى تبتسم لها .. " اييه " ردت الجوري وهى تنزل من حضن ماجد وفى يدها مسباحه .. " روحوا ولا تتأخرون علي .. ترانى ميت من الجوع .." قال لها ماجد وهى تاخذ بنتها .. " ان شاء الله .. " مسكت ايد بنتها وطلعت معها وهى تفكر في ماجد اللى كان يحاتيها ويدري انها تحاتي الجوري من البارحه .. واللي طلع من الصبح عشان يجيبها .. غريبه انه فكر في اللي يهمها .. وأنتي تظنين أنه جاب لس خبر اصلاً والا فكر فيس ؟؟ .. تراه راح يجيب الجوري عشانه هو يبي يجيبها مهوب عشانس .. عشان يفتك منس ومن مقابلس .. ضاق صدر مها من هالفكره .. دخلت حجرة ماجد وتذكرت احساسها .. وصوت دقات قلبه .. ورجعت تهوجس وهى تدور الشاحن .. بس هو البارحه !!.. وش البارحه ..؟؟ هو حتى ما قرب منس .. وش تتوقعين منه ؟؟؟ .. مرت اخوه اللى مات وفوق هذا وذاك يشوفس خاينه وقليلة اصل .. غصتها العبرة يوم تذكرت .. بس أنا حسيت غير كذا .. احساس كذاب .. ولو حس بشي صوبس تراه رجال .. وأى رجال فى مكانه بيحس كذا قدام مره .. أى مره مهوب شرط أنتي .. ضاق صدرها وحست بثقل في جوفها .. التفتت حولها تشوف غرفة الجوري .. وتشوف السرير اللي نامت عليه البارحه .. وش معنى وجوده إلا أن حياتهم بتكون منفصلة بشكل تام .. ما يجمعهم الا هالبنت بس .. ولو صار شي .. بيكون بس عشانه رجال وهى مره مثل أى مره .. تنهدت وهي تتخيل الأيام الجاية وشلون بتكون ..


::

::

::


" مها .. " سمعت صوته برا الحجره .. " لبيه ." أرمشت بعيونها بسرعه وهى ترد عليه .. دخل عليها و وقف عند الباب " شبلاس لي ساعه اناديس ولا تردين .." سألها وهو واقف برا مادخل .. " معليه ما سمعتك .." ردت عليه وهى تنزل عيونها بسرعه .. " الفطور تحت .. وترى امي بتجي هى والبنات يسلمون عليس بعد شوي .. " قال لها .. " حياهم الله .. " ردت مها ومارفعت راسها .. " لقيتي الشاحن .." سألها بصوت واطي وهو يشوف الجوال اللى في ايدها .. " ايه هذاني أركبه .." ردت عليه ورجعت تحاول تدخل بلك الشاحن فى الكهربا .. " هذا تلفونس ..؟؟ " سألها .. قرّص عيونه شوي وهو يراقبها .. ودخل خطوتين للغرفه .. " ايه .. ليه ؟؟ " سألته وهى مدنقة للحين تحاول تشبك الواير في الكهربا وما انتبهت لنبرة الشك فى صوته .. " هذا مهوب التلفون اللى شريته لس .." صرّ ماجد على ضروسه وهو يتكلم .. توها تفهم وش معنى سؤاله .." وين الجهاز اللى شريته لس .." سألها السؤال اللى توقعت .. بلعت مها ريقها ورفعت راسها بس بدون ما ترفع عيونها فيه " موجود .." شافت أن أحسن حل دامه معصب أنها ترد بكلمة او ثنتين .. " ايه .. وينه .." رجع يسألها بنفس النبرة الواطيه .. " في البيت .." رفعت عيونها لثواني وشافت عيونه مظلمه لسبب ما تعرفه .. معقوله هذا كله عشان الجهاز اللى شراه لها ؟؟.. " أي بيت .." تنفس بقوة وبهدوء وهو يستجوبها .. " بيتنا .. " كانت مها مفتشله منه وفى نفس الوقت مالها حق تعصب وترد عليه .. وتدري معاه حق يسألها عن شي شراه لها لكن ..

" أول شي مالس بيت غير ذا من اليوم وطالع .." قرب منها وهو يعد على أصابعه ويتكلم بصوت حاد .. " ثاني شي .." قطع صوته الحاد أفكار مها وأجبرها ترفع راسها فجأه عشان تشوفه .. " على خبري ماعندس رقم .. أقدر أعرف ليش ما استعملتيه .. ترانى ما شريته لس عشان تخشينه .." وقف قدامها وعيونه في عيونها .. " زين .. " نزلت مها عيونها يوم ركز نظرته عليها وردت بأول كلمة طرت على بالها .. " وش زين .." ماجد حس أن ارتباكها مهوب طبيعي .. جهاز سعره فوق الثلاث الاف ريال وين ودته ؟؟ وليش ما استعملته ؟؟ خذا نفس عميق وسألها " كلمه وحده .. التلفون عندس والا مهوب عندس .. " وسكت ينتظر جوابها اللى كان شبه متأكد منه من موقفها .. " مهوب عندي .. " ردت بهدوء وهى مدنقه .. قرّص ماجد عيونه فيها وطلع من الحجره بدون ما يرد عليها .. عضت مها شفايفها ندم لأنها ماقالت له الحقيقه .. بس شلون أقول له ان هديتك عطيتها أختي .. عذر أقبح من ذنب .. بس مهوب أحسن من الموقف الي أنا فيه ذلحين .. ليتنى قلت له ولا كذبت عليه .. بس أنا ما كذبت .. التلفون صدق في بيتنا عند السوري مهوب عندي .. بس أنتي خشيتي عليه وهذي كذبة .. وهو ولله الحمد مهوب محتاج سبب عشان يشك فيس أو يكرهس أكثر .. أنا الملقوفه يعني كان لازم أطلب منه الشاحن .. مافيني صبر لين تجي ساره .. بعدين وش ذا البخل اللى فيه .. يحاسبنى حساب الملكين على جهاز شاريه لى من ثلاث شهور .. يا حياة النكد كان حنا بنصبح وبنمسي على هالحال .. تأففت وهى تنهد ..


::

::

::


رجع ماجد للحجره و وجهه بدون تعبير .. " فيه شي نسيت أعطيس اياه .. " مد ايده لها بعلبة مخمل .. تروعت من صوته العالى لانها ماحست فيه يوم دخل .. " هاس .. " نزرها يوم شافها قاعده تشوفهو ما خذت العلبه منه .. " وش ذا .." سألته بدون تعبير على وجهها .. " وش ذا بعد ؟؟ هذي صباحيتس يا عروس .." ردعليها وهو يتمقت .. تجمدت مها من طريقة كلامه وتجمدت نظرتها على العلبة .. احساس الألم شق صدرها يوم سمعته يكمل كلامه .. " ولا تقولين ما أبيها مثل الظرف .. وتسوين فيها كرامه .. هذا واجب لا أكثر ولا اقل .." ورمى العلبة على السرير " عشان صورتي قدام الناس .. يعني لا يروح تفكيرس بعيد .. واذا ماتبينها وديها مكان ما وديتى الجوال اللي شريته لس " قال كلمته الأخيره بمراره وطلع منها وسمعت صوت صفقة باب حجرته رجّ المكان .. حست بالفراغ الكبير داخلها وحست وش كثر هى خسرانه بأول الأمر وتاليه .. حست وش كثر ايامها الجايه مظلمه .. كل ما فتحت لها شق من النور رجع زمانها وردمه وكل ماحاولت تعيش خنقها الوقت .. بكت وكأن عيونها صادقت الدمع وصار لها عاده .. بكت وماحست بيد الجوري عليها ..

وصلت حتى انها ما تستعمل الجهاز اللى أنت شاريه لها .. كل ذا كره لك واستهتار فيك .. وأنا اللى أحاول بكل طريقه أجبر الكسر .. وأمشى الطريق عشانها ولو كنت عاجز .. عشان تعرف وش هى من البشر .. وتعرف مكانك عندها وأنت اللي فكرت فيها ورحت تجيب بنتها لها عشان تفرح بها لمن قامت من النوم وشافتها جنبها .. وأنا اللى صدقت كلام مويضي عنها وقلت مظلومة ..غبي ومن يومك غبي .. ضغط ماجد على عيونه بقسوة .. ضغطها وكأنه يضغط على قلبه اللى لان للأحساس القديم .. عجزت أفهمها .. وش تفهم .. كل شي واضح بس أنت اللي ماتبي تشوف .. تحاول تنكر الماضي عشان تعيش معها والماضي لاحقك لاحقك وعايش فيها وبينك وبينها .. وماراح يموت مثل ما مات منصور .. ضغط على راسه بيدينه بقوة .. منصور .. يا حسرتي اللى بتبقي في قلبي لين أتوسد يميني .. مارحمتنى وأنت حي .. ولا رحمتنى وأنت ميت .. حسبي الله ونعم الوكيل .. رّوعه صوت جواله يدق .. رفع راسه وشاف رقم أمه " مرحبا يمه .. لا فديتس .. حياس .. يا مرحبا .." سكر جواله وقام للحمام يغسل وجهه .. طلع لحجرة الجوري وفتحها لقى الجوري تلعب لحالها " مها .. " ناداها بصوت عالي .. انفتح باب الحمام " نعم .." ردت من ورا الباب بدون ماتطلع له .." انزلى تحت امى والبنات بيجون يسلمون عليس .. الجوري تعالي معي " نادى الجوري ونزل معها بس عقب ما شاف أن العلبه اللى رماها على السرير اختفت .. ضحك فى خاطره .. هذا اللى يهمها بس ..هين ما أكون ماجد ان ماربيتس ..


::

::

::


غسلت وجهها من الدمع .. وما استغربت شكل عيونها الحمرا والمنفخه من البكا .. مشت خشمها بفاين .. وفتحت شنطة المكياج .. وبدت تحط من كريم الأساس عشان يخفى الانتفاخ والسواد تحت عيونها ورسمت عيونها بالكحل أكثر مما تعودت عشان تخفى النظره الذابلة والحزن .. ياليت فيه شي يقدر يمسح الحزن اللى في قلبها .. طلعت وفتحت الكبت تاخذ لها شيلة .. شافت العلبه اللى جابها ماجد .. واللى خذتها وقطتها حتى ما شافت وش فيها .. حستها جزء من النار اللى تكويها .. وكان لازم تبعدها عن نظرها .. مدت ايدها ودست العلبة تحت الأغراض .. ماتبي تشوفها ولا تبي تعرف وش فيها .. سحبت شيله ونقاب وسكرت باب الكبت وهى تتمنى لو ترجع بالزمن ورا .. قبل تعرفه وقبل تشوفه وقبل هذا الوجع كله .. لبست شيلتها ولفت وراها ومشت صوب الباب ,.

" صبحكم الله بالخير .." دخلت نوره قبل بناتها تسلم .. " حى الله أم محمد .." قرب منها ماجد ودنق على راسها يحبه .. " الله يبقيك يا ولدي .. وشلونك .." سألته وهى تشوفه وتحاول تكشف شعوره .. ""بخير فديتس .. شلونس أنتى عقب البارحه " نشدها وهو يبتسم لها.. " .. " بخير جعلني قبلك بس رجيلاتي تعورنى .. " قالت له وهى تقعد على الكنبه جنبه " صباحية مباركه يا عريس .." دنقت روضه على اخوها .." الله يصبحس بالرضا والسرور .."
" صباح الخير .." دخلت موضى وراهم .." حى الله ام عبد العزيز صباح النور .." وقف ماجد يسلم على اخته اللى اكبر منه .. " صباح الخير ماجد .. " وكانت وراها نوف .." مرحبا ومسهلا .. " سلم عليها ورجع يقعد جنب امه .. " الجوري سلمي على جدوه نورة .." سحب الجوري المتعلقة فى ثوبه قدام أمه عشان تسلم عليها .. " فديتس تعالى .." مدت نوره ايدها لبنت ولدها اللى جاتها وحبتها .. " شأخبارك يا عريس .." سألته روضه وهى شاقة الحلق تبتسم .. " أنتى مافي وجهس حيا .. " التفتت عليها أمها ونزرتها .. " وش بلاس يمه .. ماتبينى أتكلم يعني .." ردت روضه وهى مبرطمة .. وكانت فرصه تضحك عليها نوف .. " وش تقولين بعد .. السلام وسلمتن قومى اظهرى انتى واختس .. عندكن غدا نسوان برزن القهوة .. " .. " يووه يا يمه الخدامات فى البيت بيسنعن القهوة .." ردت روضه وهى شابطه ايديها على صدرها ومبوزة .. " ماجد وين مها .. " سألته موضي عشان تغير الموضوع .. " بتجي ذلحين .. " ..

" السلام عليكم .." دخلت عليهم مها عقب ما لبيت نقابها وجلالها .. " عليكم السلام يا مرحبا .." ردوا عليها كلهم .. " وش ذا الرقاد كله .. ماعاد الا القايلة .." علقت نورة عليها وهى تشوفها من طرف عينها .. دنقت مها على راس عمتها ولا كأنها سمعت شي .. " صبحس الله بالخير .. " تحفتها بهدوء .. " مرحبا .. " ردت نوره من ورا ضروسها وصدت عن مها .. حاوت موضي تخفف من الموقف .. " صباحية مباركة إن شاء الله .. " ماحد رد عليها لا ماجد ولا مها .. حست موضي أن الوضع متوتر بينهم فسكتت ..تحفت مها البنات وقعدت جنب موضي .. وقعدوا يسولفون .. " على فكره يا ماجد ترى غدا الرياجيل في المجلس عند أبوي بعد الصلاة .. " ذكرته موضي.. " ان شاء الله .. مسوين غدا للنسوان ..؟؟" سألها ماجد .. " ايه بس غدا محفوف ما به أجناب .." ردت عليه موضي وهى توجه كلامها لمها .. " خير ان شاء الله .." قامت مها للمطبخ عشان تجيب لهم العصير .. لكن حلفت عليها روضة وهى اللى قامت وقدمته لامها واخوها .. شوي وطلعت أم محمد وبناتها وطلع معها ماجد والجوري ..

وقفت مها فى الصاله وهى غاصتها العبره عقب ماطلعوا .. شوي و رجعت لها موضي " أنتي وش عندس على ذا النقاب اللي لابسته ..؟؟" سألتها وهى متضايقه .. " ليه .." ردت عليها مها بدون اهتمام .. " تنشدينى ليه .. ماكنس عروس .. ماباقى الا تلبسين لس قلابية مطبخ وتقعدين بها .. " تنهدت مها وماردت عليها .. " قومي أشوف افصخي النقاب ما قدامس أحد في البيت .. ورتبي شعرس وغيري هالقلابية والبسي فستان .. تراس بتواجهين النسوان .." مسكتها موضى من طرف ايد القلابية .. " اى نسوان توس تقولين محفوفة ومابه أجناب ..؟؟" التفتت عليها مها تسألها .. " ايه مابه أجناب .. بس فيه مرة محمد وأمها وعماتي وخالتى وبناتها .. وأنتى عروس وهذا مهوب شكل عروس .. لحظه .." صاح جوال موضي وردت عليه وطلعت ساره وقالت لها تنزل أمها في البيت وتجي هى قسم ماجد عشان تساعد مها تبدل ثيابها .. صدت عنها مها وهى تسمعها تكلم سارة وطلعت فوق .. شوي وسمعت دق على باب حجرتها ..
" صباح الورد يا ورد .." طلت عليها ساره وهى تبتسم .. قامت أختها وسلمت عليها وتحفتها .. " الله لا يسامحس يا السوري على اللي سويتيه .." عاتبتها مها .. " وش سويت بعد .. " فتحت عيونها وكأنها ما سوت شي .. " الأغراض اللى فى الكبت حقت خويتس هاه .." قرصت مها عيونها فى أختها .. ضحكت سارة يوم فهمت قصدها .. " وش اسوي لس .. لو علمتس كان نشبتى فى حلقي ونغصتي علينا الرحله كلها .. قلت أسوي فيس معروف وأكسب أجر.. بس بالله وش رايس فيني ؟؟" قالت لها ساره وهى ترقص حواجبها لها .. " وهى عاد فيها راي .. ربس يعين .." تنهدت مها ونزلت جلالها .. " مهوي ماكن مكياجس واجد .. والله أحس أنه ماخذ حلاس كله .." دققت سارة فى وجه اختها .. " خليه كذا .. ماحد بينتبه واجد والا شوي .." ردت مها بضيق .. " بعدين تعالي .. أنتى كنتى قاعده بنقابس .." .سألتها سارة متعجبة. " ايه .." رفعت مها راسها وهى ترد .. " رجعنا على حركات البدو .. يابنتى أنتى عروس يعنى رجاء اتركي حركات الكم الطويل لبعد بكره .. يكون صار لس ثلاث ايام وصرتي عروس عتيقه وقتها البسي نقاب وعباة راس .." ابتسمت ساره وهى تكلم أختها وماتوقعت موقف مها اللى صدمها .. مها اللى انفجرت تبكى في حضن أختها الصغيرة .. اللى ارتبكت من الموقف وماعرفت وش تسوي غير انها تضمها لصدرها لين تهدا ..


::

::

::


كانت ريحة العود والبخور ماليه البيت .. وصوت الفناجيل والسوالف واصله للباب الخارجي .. سمّت مها قبل تدخل .. وكانت ساره وراها تقرا عليها عن العين .. فصخت عباتها وشيلتها برا ودخلت الصاله وتقريباً كل الكلام توقف بس صارت تسمع همس وهمهمة وهى تسلم على النسوان .. وشوى لعلع صوت روضه تلولش وشغلت المسجّل واختفى صوت النسوان في صوت المطرب اللي يغني .. كانت مها تسّلم وترد بشكل آلي .. " الله يبارك فيس .." طول ماهى تنتقل من وحده لوحده .. وكانت وراها ساره .. تعلقت الجوري في فستان أمها الأخضر الفاتح .. ومسكتها مها بايدها وكملت سلامها بعدين رجعت تقعد عل الكرسي اللى اشرت لها عليه موضي ورجع الجو مثل ماكان سوالف وضحك .. جابت روضه لها عصير و وقفت جنبها تسولف عليها ..

" والله لو أنها عروس جديدة .. ماتستحى على ويها .." قالت لولوة لاختها وهى تشوف مها بنص عين .. " أنتي اللحين شتبين منها .. " تثاوبت آمنه وهى ترد على أختها " أووف ياني فيني رقاد .. الله يسامحج بس سحبتيني على ويهي عشان نيي ونشوفها .. وهذا احنا شفناها قومي نرد البيت .." ردت آمنه وهى تغطى اثمها بكفها .. " أي بيت بعد أنتي يالخبله ؟؟ احنا لازم نعسكر هنيه من اليوم وطالع .. غلطتنا تركناه على هواه أونه بيي بروحه .. وهالدعله اللى عندي مايدري شي عن الدنيا .. ابوه واخوانه يتصرفون وهو خبر خير .." ضربتها بكوعها .. " الريال عرّس اللحين وشو له تعب القلب بس .." فالت آمنه وهى تمسح على ذراعها مكان ضربة لولوة .. " لأنج غبية .. الريّال هذا كلها كم شهر وبيعرّس على هالرمله اللى ماخذها .. وأنتي بتكونين العروس .." قالت لها لولوة .. وابتسمت ابتسامة الواثق من روحه.. " وأنتي بتيوزينه على كيفج .." رفعت آمنه حواجبها مستغربة كلام أللاه .. " لأ يا حبيبتى .. على كيف أمه .." وغمزت لها عينها ..

" مرتاحه ..؟؟" سألتها روضة بصوت واطي .. " ايه .." ردت عليها مها وهى تبتسم ورجعت سألتها " وين الجوري .." .. " مع فاطمة فى حجرتي تشوف التلفزون .." ردت روضة وهى تشوف النسوان شلون يشوفون مرة أخوها الجديدة .. " زين غيرتي مكياجس .. هذا أحلى من حق الصبح .. " علقت عليها .. " فديتها سويره حاست فيني لين قالت بس .." انحرجت مها وردت عليها وهى مدنقة تعدل الفستان .. " بس فنان .. حتى الفستان روعه .." كان اعجاب روضه بالفستان واضح .. " من الخبر .. " ردت مها .. " يجنن تقطعينه بالعافيه .. خلى ابو الشباب بشوفه بس .." رقصت روضة حواجبها لها .. " الله يعافيس .." ردت مها وتجاهلت النص الثاني من التعليق .. رفعت روضة عيونها تشوف النسوان اللى دخلن " يوه نسيت أقهوي النسوان لبغيتي شي اشري لي زين .." قالت لمها وهى تدنق عليها .. " ماتقصرين .. " حمدت ربها مها ان النسوان جاو فى الوقت المناسب وروضة مشت عنها بدون اى تعليقات اضافية عن ابو الشباب ..

" حي الله مهوي .. أقول وش فيها العقرب تخايلس كذا .." كانت سارة تنتهز اى فرصه عشان تقعد جنب أختها .. ويوم قامت وحده من النسوان اللي جنب مها طارت سارة وقعدت مكانها .. " أى عقرب ..؟" سألتها مها مستغربة .. " الللاه مافيه زاحفه هنا غيرها .." ردت سارة وهى تغمز أختها من تحت لتحت .." خافي ربس .. حرام عليس " مسكت مها ضحكتها وهى ترد عليها .. " خايفة(ن) ربي قبل أشوفها بس أنتى لاحظي كيف تشوفس الود ودها تخنقس .." كانت ساره تكلم وعلى وجها ابتسامة عريضة وهى تطالع جهة لولوة مرة محمد .. " لا اله الا الله .. وأنتي دخلتى قلبها عشان تدرين وش فيه .." لفت مها جهة ثانيه عشان المره ماتدري انهم يتكلمون فيها .. " مايحتاج أدخل قلبها .. المكتوب باين من عنوانه يا حبيبتي .." صدت ساره عن اللاه وهى متأكده مليون بالمية انها تتكلم عن مها هى وأختها .. " لاتقعدين تطالعينها العرب انتبهوا لس .." همست مها لأختها بصوت واطي .. " يا قوّ عينها بس .. عقب اللى سوته البارحه قدام ماجد خافي منها .. " ردت سارة ..


::

::

::


" مهوي .." قربت موضى وهى مشتطة " وين الصباحيه عشان يشوفنها النسوان .." سألت موضي بقلق وهى تدقق في الذهب اللي لابسته مها .. توترت مها وارتجفت شفايفها يوم تذكرت العلبة اللي في الكبت .. " وش فيس .. لا يكون نساها ؟؟.." سألتها موضي وهى متروعة .. " لأ لأ .. ما نساها .." ردت مها بسرعه .. " أشوى يابنت الحلال .. وقف قلبي .." غمضت موضي وهى تاخذ نفس " مالبستيها صح .." سألتها .. " لا .. " ردت مها .. " زين وين مكانها أروح أجيبها .." قالت موضي .. " في القسم .." رفعت مها عيونها لأختها برجاء اللى انتبهت لها وردت بسرعه " خلاص يا موضي أنا بأجيبها لس .. وينها يا مهوي.." ابتسمت ساره لمها .. " تلاقينها فى كبت الجوري " .. " زين .. بأروح أوخر الغدا شوي .. وأنتي استعجلي .." ولفت موضي عنهن وطلعت من الصالة .. " وش السالفه ؟؟" دنقت ساره على أختها وسألتها .. " عطانى صباحه بس مادرى وش هي .." ردت مها بصوت واطي .. فتحت سارة عيونها مستغربة " ما شفتيها ؟؟ " سألتها .. " لا .." ردت مها " شوفى " سكتت شوي وكملت " بتلاقينها في كبت الجوري .. شوفيها أنتي .. لو هي عدله وتبيض الوجه هاتيها .. لو كانت بهنسة قطيها فى الكبت واخذي أى عقد من اللى في شنطة الذهب حقتى وجيبيه وماحد بداري .." قالت مها بعزم .. وهى مصممة تحافظ على كرامتها قدام الناس .." بس مهوي .. " تكلمت سارة بتردد " شوي اللي قلت لس عليه ولا تأخرين .." طلعت ساره بدون ما تعلق .. وقفت عن باب الصالة والتفتت على أختها كأنها تسألها متأكده من اللي تبين أسويه .. ابتسمت لها مها .. وطلعت ساره ..

ناظرت مها قدامها وسرحت بعيد عن اللي حولها .. كان الوقت غير الوقت .. نزلت عينها شافت فستانها الأصفر .. والشيفون المتطاير مع كل حركة .. الساعه الألماس اللي كانت صباحتها .. حنة ايدها اللي كانت فارقة فى لونها .. وحست بخفقة قلبها تبكى الفرح .. وحلم(ن) مات ماكان لها .. الليلة اللي فاتت غيرت حياتها .. وصارت تحمل اسم انسان وعليها واجب الحفاظ عليه ولوماكانت هذي رغبتها .. خلاص وأنتى بتقعدين تندبين حظس إلى متى .. المكتوب ما منه مهروب مثل مايقولون .. وش دراس .. يمكنه أحسن من اللي تمنيتيه .. يمكن يسعدس .. ويكون فال خير عليس .. ابتسمي ترى الحزن ما يفيد .. وماراح يغير شي .. لاتخربين حياتس عشان شي ما يستاهل .. بعدين باين عليه ولد حلال وفوق كذا ولد عمس يعنى مهوب ظالمس .. وبين أهلس مهوب عند أحد غريب .. ابتسمى الناس حولس .. لاحظوا صمتس الغريب ونظراتس الحزينه .. ومهوب محتاجين شي عشان يتكلمون فيس .. رفعت مها عيونها وهى تبتسم .. وشوي شافت ظل غطى مدخل الصالة .. ضربت بعينها في الباب وشافته هناك .. شافت منصور واقف .. اختفت الصورة في ثواني وحل مكانها سواد ..


::

::

::


طلع وهو مهوب عارف وين يروح .. هالقلق والهمّ ماله نهاية .. الله يسامحك يبه .. كنت تعودت على الوحدة ومرتاح ونسيت اللي صار .. جيت وربطتني فيها غصب عقب ماطابت النفس .. ونفسك طابت منها ؟؟ أنت مصدق عمرك .. ايه .. لازم أمحيها من حياتي .. أنا تساهلت واجد معها ومع نفسي وقلت يمكنها تغيرت .. لكن ذيل الكلب عمره ما يستعدل .. عوجا وبتظل عوجا .. مكانها محدود .. تربي البنت تحت عيني وبس .. وتجاهلها سهل .. بأعتبر انى ماتزوجت وماتغير فى الحال شي .. ولا حرقة القلب والأعصاب اللي عايش فيها قدلي شهور .. وشو عشانه .. عشان شي ما يستاهل .. وحلم عشته لحالي ويمكنه وهم ..
بس هي مهي بوهم .. الا وهم .. شفته لحظه وعشته شهور وتحطم على ايد اخوك .. اللى صبر عليها وكتم اللى فى قلبه .. لو هى عندك كان يمكن ذبحتها .. وهذي هي عندى ولانى بقادر عليها .. ليه ؟؟ .. مادري .. لازم تدري .. أنت اللى تدير لك فوق 100 موظف تحت ايدك .. مانت بقادر على مره ؟؟ .. بس هي ما سوت شي .. عشانها ما استعملت الجوال .. كله واحد يمكنه ماعجبها والا ماعرفت له .. من اللي مايعرف للجوالات ذلحين .. تدور لها عذر .. زين .. هذي هى تحت عيونك .. راقبها ولابد تصيد عليها خطأ .. وذاك الوقت تصرف معها .. وهذا اللي بيصير .. كنها تظن انى مثل منصور بأتحمل وبأسكت عشانى أحبها غلطانه .. غلطانه ..


::

::

::


" مهوي وش فيس .." لمست سارة كتف أختها .. " هاااه .. " انتبهت مها من أفكارها على صوت أختها .. " انتي تعبانه ؟؟" نشدتها سارة .. " شوي .. " أرمشت مها بعيونها وهى ترد .." زين بيحطون الغدا للنسوان ذلحين وأنتي قومي ارتاحى " فالت ساره وهى تقعد جنب أختها يوم بدن النسوان يطلعن للمقلط عشان يتغدن .. " أما صباحتس شي يا مهوي .. " تكلمت ساره وهى سرحانه " تستاهلين الصراحه " ردت وهى تلتفت على أختها .. دنثت مها وماردت .. " ولا تبين أجيب لس طقم ذهب من حقاتس .. كان تفشلنا قدام العرب .." رجعت سارة تكمل كلامها يوم شافت أختها ساكته .. " الجوري تغدت .." سألت مها وهى مدنقة .. " اظن .. خذتها روضه مع فاطمه وخلتهم في حجرتها يشوفون التلفزن .." ردت سارة وحست أن أختها تبي تسكر على موضوع الصباحية .. " شوفيها كنها خلصت جيبيها لى للقسم .." قالت مها وهى توقف عشان تروح لقسمها .. " ان شاء الله .. " راحت ساره تشوف الجوري .. خذت مها عباتها وغشوتها من الشغاله وسرحت تفكر بعد كلام أختها .. الحمدلله انى غيرت قلابيتي والا وش كان بيكون منظري قدام العرب .. أنا اصلاً وش فيني جنبه ماعاد أميز ولا أعرف أفكر .. لولا الله سبحانه وبعده السوري اللى تدبر أموري كلها والا كان صرت مضحكة خاصه قدام العلة مرت محمد .. الله يعين أنا ماقلت على الله أخلص منها رجعنى لها النصيب مره ثانية .. النصيب اللي جاب ماجد ..!! لكن بسيطه .. ما راح أنسى لك اللي سويته اليوم .. والواجب بأطلعه من عيونك نغص .. مفكرنى ميته عليك والا على فلوسك .. ماعرفتنى للحين .. والأيام بيني وبينك ..

قلطوا النسوان للغدا ومها قامت لقسمها ومعها بنتها وساره .. طرشت لهم موضي غداهم هناك عشان يتغدون براحتهم .. تغدت مها شوي .. وقعدت معها ساره وهى ترقد الجوري .. " يالله أنا بأروح أمى تدق علي .. تبين منى شي .." قالت سارة وهى تشوف شاشة جوالها " وين تروحين تو الناس .." ردت مها .. " وش تو الناس .. رجلس بيجي ذلحين يقيل يعيني في وجهه " وقفت سارة تلبس عباتها .. " مهوب جاي ذلحين اقعدي يالسوري والله تو الناس " ترجتها مها عشان ماتروح .." امى بتاكلنى لو تأخرت .. صح نسيت .. " طلعت ساره من شنطتها شي .." هذا الشاحن حقس .. لقيته في حجرتي .." مدته لأختها .." هذا اللي تو الناس صحيح .. تلفونى من البارحه مفضي دار راسي وأنا أدوره .. بس زين جبتيه .." خذته مها وخشته فى الدرج .." يالله فديتس باروح .. الله الله في عمرس هآآه .. وحللي اللي شريته لس " غمزت بعينها لمها .." وجع .. حل الله بطن العدو .." عصبت مها يوم فهمت وش قصد أختها وضربتها على كتفها .." لا تدفين زين .. بأطلع لحالي .. مع السلامه .." نزلت سارة وهى تضحك على أختها .." الله يحفظس .." ابتسمت مها وسكرت الباب الخارجي ورا أختها ورجعت تطلع فوق .. ما أمداها وصلت لباب الحجرة الا صوت الباب الخارجي ينفتح .. ويتسكر .. وصوت القفل يدور فيه .. ماكانت تبي تشوفه ولا لها خلق تكلمه .. دخلت بهدوء غرفة بنتها الراقده .. طفت الليت وسكرت الباب ..


::

::

::


دخل وقفل الباب .. تنهد شوي وطلع على الدرج .. دخل غرفته توقعها هناك .. بس الغرفة مرتبه ومظلمه .. كان باب غرفة الجوري مسكر .. موضي قالت له انهم هنا .. يمكن قيلت .. دق الباب شوي شوي .. أنت وش تدق .. تراك في بيتك .. بس هذي غرفتها هى ومالي حق ادخل عليها كذا .. قطع حبل أفكاره ودخل .. كانت الجوري راقده في سريرها .. قرب منها .. دنق عليها يحبها .. فديت ذا الوجه .. ولو ما خذيت منس يا مها الا هالبنت يكفي ..

" وش تسوي .." سألته بصوت حاد .. جاه الصوت فجأه من وراه " بأكلها .. وش أسوي يعني .. " اعتدل ماجد فى وقفته وكمل " تعالي لحجرتي أبيس في موضوع .. " تكلم بدون ما يلتفت وراه .. " تكلم هنا .. " ردت مها بتوتر .. التفت عليها .. كانت واقفه عند باب الحمام .. والنور من وراها .. منعكس على خصلات شعرها وقذلتها .. كان مسوي حولها هالة غريبة .. فستانها لونه أخضر مفصل جسمها .. لحظات قدر يستجمع فيها كل التفاصيل وبعدها صدّ عنها .. بلع ريقه " البنت راقده .. والمكان مهوب مكان سوالف .. الحقيني الحجرة .." رد عليها وهو يشوف وجه الجوري النايمه بهدوء وطلع منها بدون ما يلتفت عليها ..
دخل غرفته .. غمض عيونه ومرت صورتها فى باله ..كاشخة بفستان أخضر أكيد من فلوسك .. والله العالم وش سوت في باقي الفلوس .. خلها تزبر قدام الناس اسمها أنها مرتك .. لكن من اليوم ورايح بيكون التعامل معها غير وبيكون لكل شي حساب ثاني .. سمع دق على الباب " ادخلي .."

التفت وراه وشافها واقفه وحاطه على راسها جلال مغطيها كامل .. قرص عيونه فيها ورجع يقعد على الكنبه وراه .. " شوفي يابنت الناس .. أنتى ذلحين مرتي ومسؤولة(ن) منى أنتى وبنتس .." سكت شوي يشوف تأثير كلامه عليها .. كانت هي تنتظر باقي كلامه وش بيقول لها ..!!.. " يعنى اي شي يخصكن يخصني .. واللى تحتاجنه تعلمنى عليه اما جبته او خليت الدريول يجيبه لس .. غير كذا ماتطلعين من البيت الا بعلمي مهما كان السبب .. عندس رقم جوالى وبأعطيس أرقام المكتب كلها فى البنك والا في الشركة تخزنينها عندس .. وأهم شي .. ماتنسين انس تشيلين اسمي .. عندى خطوط حمرا ما أسمح لأي(ن) كان انه يتعداها ولو كان اخوي ولد أمي وابوي .. أولها سمعتي تحافظين عليها مثل عيونس وأكثر .. ثانيها أمي ماتحسين خاطرها بشي ولو غلطت عليس اعتبريها أمس ومالها الا الحشمة والكرامة " سكت ينتظر منها جواب .. شافها ساكته ومدنقة .. " كلامي واضح ؟؟" سألها .. " ايه واضح .." ردت بصوت مافيه احساس وهى مدنقة .. كان الصمت ثقيل .. حس انها مطنشته ومهي معتبره لوجوده .. " ترانى أكلمس .." صاح بتوتر .. " وأنا قلت لك سمعتك .." ضايقه ردها .. قام من الكرسي وقرب منها .. وقفت فى وجهه وماتحركت ..

" كن كلامى مهوب عاجبس ؟؟.." سألها بصوت واطي مكتوم .. " أنت ماتبيني اقول ان شاء الله ؟؟ " رفعت حواجبها وهى ترد عليه .. قرص عيونه فيها وهو ماسك عمره .. " ايه ابيس تقولين ان شاء الله وأنتى مقتنعة بالكلام .." رد عليها وكأنه يدور سبب بس عشان يهاوشها.. " والله عاد ما اظن تفرق اقتنعت به والا لا .. لأنك ما قلته الا تبيني انفذه طيب والا غصب .. مهوب صح .." رفعت عيونها له بتحدي .. بلحظة وقبل ما تنتبه مسكها وسحبها من ايدها ورصها على الجدار .. وضغط على معصم ايدها اليسار بقوة " لا تضغطين علي اكثر .. ولا تختبرين صبري يا بنت الناس .. ترى النفس عليس مهى بطيبة .. سمعتى .." كان الكلام يطلع من بين ضروسه .. كان ضغطه شديد وماحس فيه ..شديد لدرجة ان طرف الساعه انغرز فى ايدها ومع ذلك ما ردت عليه وهى تحس بالمعدن يشق جلدها .. عضت على شفايفها وهى مدنقة .. قرب منها اكثر ورفع وجهها بايده الثانية عشان يشوفها وايده اليمين تضغط على معصم ايدها اكثر " لمن كلمتس مره ثانيه ترفعين عيونس لى وتردين علي بأدب مفهوم ؟؟.. " كان يتكلم وهو يرص على ضروسه .. غصب عنها نزلت دمعتها من الوجع .. انتبه انه ضاغط عليها على الجدار وراه .. انتبه ان حاجته لقربها شديده .. انتبه ان خلايا جسمه انجذبت لها بشكل رهيب .. انتبه أنه يبي قربها .. دف ايدها بقوة وصد عنها " اطلعى ابي ارقد " .. طلعت بسرعه قبل لا تنفجر قدامه .. دخلت غرفة بنتها وقفلتها وراها وراحت للحمام .. تسندت على المغسلة تبكى .. كان اثر جرح الساعه المغروزه فى لحمها واضح بشكل كبير.. شوي شوي فكتها وغسلت الجرح بالماء وغسلت وجهها وطلعت عند بنتها .. نزلت جلالها وفصخت الفستان وقطته فى زاوي الغرف .. تمددت على السرير وقلبها ثقيل من الهمّ .. وصورة أيام جايه نسخه عن اللى صار من شوي تزيد قلبها ثقل وحزن .. أنا وش سويت بعمري .. الى متى وانا والهم اخوان .. ناس مصيبتها فى البعيد وناس مصيبتها فى اقرب قريب .. من اخوه له وكلهم سوا .. غمضت ونزلت دمعتها مثل كل يوم ..

" اطلعي أبي أرقد .." صرخ فيها وصد عنها ينزل ثوبه .. حس فيها وهى تطلع .. التفت وراه ومالقاها راح وصفق الباب بقوه وطفى الليت وانسدح على سريره .. ضغط باصابعه على عيونه .. هزته دمعتها يوم نزلت وهى ساكته .. تعاندني تفكر عنادها بينفعها .. لا ماعرفتنى عدل .. تستاهل هى اللى خلتنى اتصرف معها كذا .. خلها تفهم انى غير.. ولو عاندت مره عاندت انا الف .. وفي الاخير كلامي أنا هو اللي بيمشي .. بس هذي مهي بطريقة تعامل ولا طريقة حياة .. هذي هي الطريقه اللى تفهمها هى .. لازم اكسر راسها عشان تتأدب .. وهى سوت شي فيه قلة أدب ؟؟ هذا أنت عرفتها من كم شهر .. وسافرت معها .. عمرك نقدت عليها بشي ؟؟ هذي صورة بس عشان تخدعنى وتخدع اللى حولها .. اللي عرفها صح منصور .. بس ماعرف يتصرف معها والا ماكان ذا حالها .. حتى لو وصلت انى أقفل عليها الباب باقفله .. و ولد ابوه يسألني ليش .. هذا وأنت أول يوم تحلّف فيها .. عجل لو خذت عندك شهر وش بتسوي ؟؟ .. ماظنيت بتطول عندى وهذا حالها .. تراها ماطولت عند منصور ..غمض بقوة .. وتنهد بألم مجرد ماتذكر احساسه بقربها .. وجسمها اللى كان محصور بين الجماد وبينه .. وقرر يكون هو مثل هالجماد .. قلب حجر .. وروح بلا احساس .. استغفر الله لف على جنبه اليمين وتعوذ من الشيطان وحاول يرقد ..


::؛::

وتسير مراكب العمر فى بحر الحياة .. سواء كان بحر هادي .. والا موج غادر .. ما فيه مجال للتراجع .. والمواني بعيدة والأمانى محكومة بالمدى المجهول .. والمسار اللي قدامنا موب دايما سهل وسلس .. مجبرين نتحمل .. ومثل ما ذقنا المرار بيجي يوم ونذوق حلاوة الوصول لبر الأمان ..


::؛::


هذي القلوب يا قلوب ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة وبإنتظار ردودكم
لاتحرمونى تواصلكم
فى حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 13-11-08, 12:19 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




::؛::




ونرجع يا قلوب .. رافضة تعيش الحاضر خوف .. وتعيش الماضي ألم وحزن .. مرات كثيرة يمنعنا الخوف نتقدم .. سواء بعلاقات خاصه .. أو عمل .. أو مواقف تصادفنا .. ونسينا أن كل شي بيد الخالق سبحانه .. وماراح يصيبنا الا المكتوب لنا .. وما ندرى أن الخوف بذاته يشل فينا كل قدرة على التفكير أو التمييز .. لانه ببساطة يغطي على العقل ويركز بس على جهة وحده ويا ليتها صح .. واحنا لو فكرنا شوي .. بنتأكد ان الجاى ما راح يكون أسوء من موقف الخوف نفسه .. اللى نعيشه لو تشجعنا واقدمنا مره وحده ويمكن نكتشف أن خوفنا ماكان له داعي .. وأن الموقف أبسط مما نتصور وان احنا كنا محملين الأمور أكبر من طاقتها .. ونتيجه لذلك نفوز برغبتنا اللى نبيها .. وبين ان احنا نعيشه ألف مره كل ما تذكرنا عجزنا عن اتخاذ القرار .. بالنهاية .. مافيه شي أبشع من الخوف .. الا الخوف ذاته ..


الجزء الثامن عشر





عقب مرور كم يوم .. وكان الوضع لازال على ماهو عليه .. توتر .. وأعصاب مشدودة وكل واحد يحاول يتجنب الثاني قد ما يقدر .. مها ما قدرت تنسى تصرف ماجد القاسي معها .. وماجد .. يحاول يتجنب مها عشان ما يضطر يسوي شي يندم عليه .. كان مجرد وجودها قدام عينه ضغط رهيب عليه .. وصراع داخلى مرّ .. بين جنتها ونار الشك اللى في صدره ..

يوم الأثنين المساء .. صحى ماجد من النوم .. التفت ياخذ جواله يشوف الساعه كانت 5:45 .. طافته صلاة العصر ومابقى شي على المغرب .. تعوذ من الشيطان ونفض لحافه وقام .. دخل الحمام .. وهو يغسل وجهه قدام المراية كان يفكر فيها .. حس أنه قسى عليها من غير داعي .. وعاملها بعنف ماله لزوم .. هذا وهو المعروف ببروده وحلمه وطولة باله .. بس تصرفاتها ترفع الضغط غصب وتطلع الواحد من طوره .. بس هذي بنت عمك .. وبتعيش معك عمر كامل .. أنت من تصرف واحد ماتحملتها .. تفكر بتستمر معها واجد على هالمنوال ؟؟.. كثر الدق يفك اللحام .. المره تحت عينك وماراح تخطي خطوة الا بأمرك .. عاملها كأنها مربية للجوري وبس .. ريح بالك اللي فيك كافيك .. وهى مسكينة .. تبي تعيش وتربي بنتها .. ما تبي منك شي .. رفع راسه يشوف وجهه فى المراية .. هى ما تبي منى شي .. لكن .. أنا وش أبي منها .. تردد هالسؤال فى نفسه وضل معلق بلا جواب ..

طلع من حجرته عقب مالبس وشاف ليت حجرة الجورى مطفى والحجرة فاضية .. استغرب وين راحوا .. نزل الدرج سمع صوتهم فى المطبخ .. دخل عليهم شاف الجوري قاعده تلعب على الأرض ومها واقفة على كرسي تدور شي في الرفوف الفوقية .. ما انتبهت له يوم دخل .. لحظات بس كانت كافيه يدقق في جسمها قدامه .. ويتذكرها بين أحضانه .. يتذكر دفاها ورقة أطرافها .. يوم بكت فى حضنه خوف وهلع على بنتها .. " السلام عليكم .." سلم عليها عشان يقطع سيل الأفكار اللى غزت راسه .. " عليكم السلام .." انتبهت مها لدخوله وارتبكت وحاولت تنزل من الكرسي بدون ما تطيح .. عدلت جلالها على راسها والتفتت له .. " هلاهلا بشيخة العرب .." مد ايده صوب الجورى وشلها يشغل روحه لثواني عشان يهدا.. " وش تدورين فوق .." سأل مها بدون ما يلتفت عليها .. " أدور أغراض وما لقيت شي المطبخ فاضي .. نبي اغراض عشان نطبخ .. " ردت عليه .. " وشو له تطبخين ؟؟ الطباخ يطبخ للبيت كله .. لس ولهم .." رد عليها وهو يلاعب الجوري .. " ماتبينى اطبخ لك ؟ .." سألته بتردد وهى مستغربه .. " لأ .. غداى وعشاي عند أمي والا برا .. أنتى خلس مع بنتس .." رفع عينها فيها وهو يكلمها .. " زين .. بس بعد لازمنا أغراض .." ردت عليه وهى تلف للمغسله تغسل ايديها .. " اكتبي اللي تبين وبأروح أنا والجوري كارفور نجيبها .." التفت لها " تبين تروحين معنا ؟؟ " سألها ببساطة .. " ما أقدر .. أنا تونى عـ .." سكتت " لا تعبانه شوي .." ردت وبلعت ريقها .. " بكيفس .." رد بدون اهتمام وصد للجوري " خلاص لبسي الجورى واكتبي اللى تبين لين اروح أصلي واسلم على أمي وأرجع .. " عطاها الجورى وطلع .. و وقفت هي تشوفه وهو مقفي ..
أنا تونى عروس .. وقفت الكلمة فى حلقها وخنقتها .. منعها خجلها تكملها .. والا عشان ما يفشلس .. وش يفشلنى أنا صدق عروس .. عروس الهم .. هذا حال وحده عروس ؟؟ اللى يشوفكم يقول لكم 15 سنه متزوجين .. برود ولا مبالاة وفتور .. وتقولين عروس .. تأففت من أفكارها وخذت بنتها فوق تغير لها .. شوي وسمعت جوالها يصيح وكان ماجد .. " خلصت الجورى .." سألها على طول بدون سلام .. " ايه .." تنهدت وردت .." هاتيها لى برا .. والبسي جلالس .." سكر الخط على طول .. " ألبس جلالي ؟؟ " نزلت مها الجوال .. سكر الخط فى وجهى ..!! بعدين وش ألبس جلالي .. مفكرنى صلبيه والا مافى وجهى حيا عشان أطلع بدون جلال .. زمت شفايفها من الغيظ .. لبست جلالها وشلت الجورى ونزلت .. مرت المطبخ وخذت ورقة الأغراض وطلعت له .. فتحت باب الكروزر بسرعه " انتبه لها .." مدت البنت له .. وحطت الورقه على الكرسي وسكرت باب السيارة ورجعت وراها داخل البيت وسكرت الباب .. استغرب ماجد تصرفها وقعد يبحلق فى الباب المسكر وراها ..

سكرت الباب وتسندت عليه ترتجف .. لازم أكون أقوى من كذا .. صح أنا موب عروس بس بعد أنا بشر .. والطريقة اللى يعاملنى فيها كأنى عدوته .. هو مفكرنى لوح ما أحس .. حتى الأعتذار عن اللى سواه فينى ما اعتذر .. تحسست معصم ايدها مكان الجرح .. الله يسامحك يا منصور كنك ظالم وأنت حى وظالم بعد ما مت .. لكن أنا ماراح أسكت وبأرد له الصاع صاعين .. تعبت من ظلمهم لى.. واستغلالهم طيبتى .. طيبة والا ضعف ؟؟ .. طيبة بس يفكرونها ضعف لأن قلوبهم جامده مافيها رحمة .. طيب يا الطيبة .. وريني وش بتسوين .. وكيف بتوقفين فى وجه ماجد .. غمضت عيونها بقوة عشان ما تبكي ..


::

::

::


وفى سيارة ماجد .. قعّد الجوري جنبه وربط لها الحزام .. وتأكد أنه قفل الباب وحرّك .. مد ايده تلقائيا لسي دي قصايد خالد الفيصل وشغله ..

يا طـارد اللى راح

يا طارد اللي راح خله وملوه
ما يستقيم الظل لا عوج عوده

ولا ينفع الندمان قولة حولاه
جحر لدغ يمناك لا لا تعوده

مد النظر في خلق ربي تمعناه
إلى انتقص من حال حال يزوده

الله جعـل للمبتــلي داه وداه
وكل على عزمات قلبه حدوده



تنهد ماجد .. خليته لكن هو اللي ماخلاني .. رده لى الزمان غصب عنه وغصب عني ..
" يالله سلام .." قط منصور ورقته وخذا غترته من فوق المسند .. " وين سلام .. اقعد ماخلصنا .. شوي ونطلع للشباب خاونا بنتعشى عندهم .. " قال له ماجد وعينه على الكروت اللى في ايده .. " يا أخي وش أبي في خوتكم .. بأرجع البيت احسن .. أتعشى وأوسع صدري بالسوالف عند أم عبدالله .." قال منصور وهو ياخذ جواله ويقوم بيطلع .. " مايسوى علينا زوجناك .. قبل تعرس هايت ما تنقبض .. وبعد عرسك لازق في البيت .. لعنبو غيرك ماعندك حل وسط أنت .." رد عليه ماجد وهو يرفع عيونه لأخوه اللى واقف يتمغط .. " بأشوف وش بتسوى لمن أعرست يابو الشباب .." رد عليه منصور وهى يغطى اثمه يتثاوب .. " ماظنتي بأسوي سواتك .. رح رح بس لا تقفل المدام الباب وتخليك تمسى برا .." رجع ماجد يلعب ورقه .. ضحك تركي وهو يسمعهم " ماعليك منه كلها كم شهر ويطق بعمره من البيت .." غمز تركي لماجد وهو يضحك .. " متى أعرس عشان أطق من البيت أنا بعد .." علق فهد بحسرة وهو يبرطم ويشوف ورقته .. " لاحق خير .. خلص دورتك واثبت بشغلك وثاني يوم مزوجك .. لا تحاتي .. " رد عليه ماجد وهو ينغز تركي عشان يلعب .. " كفو كفو .. فديتك يابو عبدالله .." نط فهد يحب خشم ماجد و شوي ويطيح فى حضنه .. " زين زين اركد لا تطيح فى حضني .." دفه ماجد عشان يرجع مكانه .. " يالله فى امان الله " سلم عليهم منصور وهو يلعب بجواله وطلع ..

قرص ماجد عيونه وهو يتذكر اشياء كثيرة ماضية .. كان واجد من تصرفات منصور غريبة على طبعه .. ماعمره رجع البيت بدري قبل 1 والا 2 .. ولا عمره فوّت سهرة ليلة الخميس مع الشباب أبد .. اما فى البر اذا كان الجو بارد والا فى الشاليهات ايام الحر والصيف .. حاله انقلب بعد ماتزوج .. والكل قال ان العرس خلاه يركد ويعقل .. ماجد اللي يعرف أخوه عدل ما توقع هالتغيير الجذري فيه .. لكنه قال عسى الله هداه وابعده عن الشلة اللى كان ملتم عليها وملاحق البنات فى الاسواق والمولات .. في ذاك الوقت صدقه ماجد .. كان كلامه عن السعاده اللى هو حاس فيها يخليه غصب يصدق .. يمكن عشانه تمنى فعلاً ان اخوه القريب من نفسه واجد يتعدل حاله و يكون مستقر ومرتاح فى حياته مع .....
" مادد " انتبه ماجد من أفكاره على صوت الجوري يناديه .. " لبى قلبس .. " التفت لها وهو يتنهد .. " ابي حثان " قالت له الجوري .. " وش تبين .." قرب منها ماجد وهو يبتسم " حثااااااان .." مدت الالف عشان يفهمها وهى تأشر بيدها على حجم الحصان اللى تبيه " أبي حثان تبييييييير " قالت وهى تبتسم وتشبك ايديها فى حضنها .. ضحك ماجد يوم فهم وش تبي " حصان كبير هاه .. أبشري وانا عمس .. باشترى لس اكبر حثااااان فى كارفور" .. صفقت الجوري بيدها فرحانه .. مسح على راسها ورجع يشوف قدامه .. معقول كل اللي كان يسويه كان مجرد خداع لنا .. كان مجرد غطا لتصرفات ثانية .. رجع له كلام موضي يوم ملكته ..

وقفت قدامه وعيونها في الارض " شوف يا اخوي .. أنا أعرف غلا المرحوم عندك .. وهالشي هو اللي خلاني أسكت واجد .. بس ذلحين وعقب اللي صار كان لازم أعلمك .. " رفعت عيونها له وسكتت .. " تكلمى يا موضي وش فيس .." توتر ماجد وهو يشوف ارتباك أخته قدامه .. " صحيح ان الميت ماتجوز عليه الا الرحمة بس الله بعد ما يرضى بالظلم .. ترى الكلام اللى قاله لك منصور عن مها كذب .. " كانت موضي متوترة .. " قرص عيونه فيها " وأنتي وش دراس عن الكلام اللي قاله لي .. " سألها وهو مهو مصدق ان ممكن منصور قال الكلام اللى قاله له لشخص ثالث .. " يعنى هو قال لك كلام .. زين .. هذا اللى توقعته واللى توقعته المسكينه اللي خذته .. " هزت راسها ..

" تكلمى .. " صرخ فيها .. " أنت تعرف سلوك منصور قبل ياخذ بنت عمى خالد .. وتعرف سوالفه الشينه .. " سكتت تنتظره يعلق على كلامها .. " اعرف اخلصي علي قولى وش عندس .. " اشر بيده بتوتر .. " منصور يوم كان يعيي يسهر معكم ويقول لكم انه يرجع للبيت .. يوم انكم تطلعون تسهرون والا تخيمون برا .. كان يكذب عليكم .. كان يغيب ليله كله والا يوم بليل مع اخوياه اللى أنت خابر .. فى لعانه وسواد وجه .. " كانت موضي تشوف عيون أخوها وهى ترمش بعصبية وتوتر وهى تقول كل كلمة ضد أخوها اللى توفى .. " وأنتى وش دراس .." سألها بشك اللى كان متوقع هالشي بس مهو مصدق .. " كانت المسكينه تشتكى لى من أشياء واجد تشوفها غلط عليه .. وكنت اصبّرها .. ومره من المرات نشدت تركي هو منصور يسهر معكم قال لى لا .. ومن عقبها بديت اراقبه .. كان يكذب عليها ويقول لها انه معكم .. ويكذب عليكم ويقول لكم انه فى البيت .." .. سكتت موضي يوم شافت وجه ماجد أظلم .. صد عنها ماجد وسرح فى أفكاره .. " واجهت منصور باللي يسويه .. وقال لى انها حياته وهو حر فيها .. قلت له والمسكينه اللى فى ذمتك .. قال وش ناقصها .. مهوب كافي انكم زوجتونى اياها غصب وأنا ما ابيها .." كملت كلامها يوم شافته مارد عليها .. " ما يبيها .." سألها بصوت واطي .. " يقول لا ماكان يبيها .. " ردت موضى وهى مدنقه..

" ما يبيها .." صرخ ماجد بقوة خلت موضى تنط من مكانها متروعه .. " ليه ياخذها يومه ما يبيها .. ليه وافق ابوي يوم نشده .. ليه .." التفت لها ماجد بعنف كان عرق فى فكه ينبض بقوة .. خافت موضي من ردة فعله .. ورفعت ايدها تلمس صدره بشكل تلقائي " هدي نفسك يا خوي .. أنا مثلك زعلت وتضايقت لكن وش بيدنا نسوي .. هذا نصيبه ونصيبها معه .. ولو وقفنا كلنا فى وجهه ما قدرنا نمنعه .." حاولت تمتص غضبه وعصبيته .. " ليه يظلمها معه ويظلم نفسه ويظلمنى معهم .." دنق ماجد وكان في صوته انكسار خطف قلب أخته .. " وشو فيه ظلمك يا ماجد .. تكلم .." قربت منه ومسكت ذراعه بقوة .. رفع ماجد عيونه لها " تقولين النصيب هاه .. وش قوم النصيب ماجابها لى قبل ياخذها اخوي .. وجابها لى ذلحين ؟؟ .. عشان نعيش الظلم من جديد ..؟؟؟" .. فتحت موضى اثمها من الصدمه " وأنت كنت تبيها .." بلعت ريقها وهى تنتظر جواب أخوها .. اللى كان واضح فى ظلام ملامحه والنظرة المكسورة في عيونه .. " ليه ما قلت لأبوي أن خاطرك منها ؟؟ ليه ياخوي .." قالتها بحرقة وهى اللى تعرف قلب ماجد عدل وتعرف لبغا شي وماجاه زهد فيه لو كان غالي .. " قلت له وعيا .. قال اخوك أولا بها .." صد ماجد وهو يرد على اخته عشان ماتسمع الحسرة بصوته .. نزلت دمعة موضي بهدوء .. وهى تشوف شلون أخوها عانى كثير وشلون أبوها ظلمه مع انه ما يستاهل .. وظلم بنت عمها اللي مالها ذنب .. " ماجد .." نادته وحست بينها وبينه بلاد .. التفت لها بعيون مات الأحساس فيها " ماجد .. الله سبحانه عوضك بها اللحين .. وهذي هى صارت من نصيبك .. وغير كذا بتضم بنت أخوك هاليتّيم وبتكسب فيهن كلهن أجر .." مسحت دمعتها وهى تلمس ذراع أخوها .. " وشو عقبه يا موضي .. وشو عقبه .." رفع ايده يمسح وجهه .. " ماجد قلت لك ترى كلام منصور مهوب صحيح .. والتلفون كان له مهوب لها .. منصور كان لعّاب قبل ياخذها .. واستمر على سواياه عقب ما خذاها .. والبنت صبرت واجد وعقبه انفجرت وما لقت غيري تشتكى له .. صدقنى أنا أدري بكل اللي صار وكلمت منصور واجد لكنه عيا يرجع عن اللي يسويه .. وآخرتها يركب بنات الحرام معه ويطلع معهن ومرته مريضه في البيت ماتعين من يوديها للمستشفى .. وهى داريه وين مكانه من عقب ما ضربها وهى بايعته .. بس صبرت عشان اللي في بطنها وعشان ما تخلي العرب عربين وتفرق بينهم .. والله لو أن أبوي درا والا عمى كان ما قعدت على ذمته يوم واحد .. ومع ذلك هي سكتت وأنا سكت .. هالكلام كله ماحد يدري عنه .. منصور مهما كان أخوي .. وهى بنت اصل .. راحت وسترت عليه حي وسترت عليه ميت " كان صوتها يرتجف وهى تعلمه بأشياء كثيرة صارت ماحد درى عنها .. " ضربها .." ردد بصوت واطي الكلمه اللي ثبتت فى راسه من كلام أخته .. " ايه ضربها يوم درت بسواد وجهه .. ومع ذلك ماعلمت أحد .. خابره أبوي راعى سكر وعمى راعي قلب .. وعدها يتعدل ويخلي خرابيطه .. لكنه كذب عليها وعلي .. " .. انقطع حبل أفكاره يوم وصل للمول .. وقف سيارته ولف على الجوري فتح بابها ونّزلها ودخلوا لكارفور ..


::

::

::

دخلت روضه حجرة نوف .. " نوف .. نوويف .. نوويف .. " هزتها وهى تناديها .. " وجع .. وش تبين .." ردت نوف من تحت الغطا .. " قومي نروح لمها .. سوّيت سويت .. حياس نتقهوى عندها .. " ردت روضة وهى تبتسم وتفرك ايدها ببعض من الوناسه .. نزّلت نوف الغطا عن راسها بهدوء " أنتى مصدقه عمرس .. ما مليتى من هالدور اللى تمثلينه .." سألتها نوف وهى ترد قذلتها بايدها .. " أى دور اللى تقصدينه .." سألتها روضة مستغربه .. " دور الحماة الحبوبة .. اللى تحب مرت اخوها ولا ترضى عليها بشي .." ردت نوف بصوت رقيق وهى تطنز على أختها .. وقفت روضة وحطت ايديها على خصرها " الى متى يا نوف .. ماجد خذاها خلاص .. والا مفكرة تعيدين السالفه من جديد ؟؟.. " رفعت حواجبها وهى تسألها .. " بأرجع أعيدها لين يمّل منها ويطلقها مثل منصور .. " ردت نوف وهى تعدل مخدتها وتغطى راسها من جديد .. " فال الله ولا فالس .. " ردت روضة وهى تسحب اللحاف عن أختها بقوة .. " ولعنه .. " صرخت فيها نوف بدون شعور بعد ماعورت رقبتها يوم سحبت لحافها .. " تاخذ العدو .. خافي ربس .. يمكن اللى تسوينه في هالضعيفه هو اللي قاطع نصيبس للحين .. خافي ربس ماعمرها ضرتس بشي .. " قالت لها روضة بصوت مرتفع .. " ما سوت شي ؟؟ ما ضرتني بشي ؟؟ وهذا كله وما سوت شي .." صاحت فيها نوف .. " ايه ما سوت شي .. تراها مادقت باب خالتى وقالت زوجونى ولدكم .. هو اللي عال عليهم وخطبها .. مهوب ذنبها انه يبيها وما يبيس " ردت روضة على أختها بقسوة .. وقفت نوف على حيلها على السرير وبخطوة وحده كانت على الارض قدام اختها اللى ما وعت الا بذاك الكف اللى خلا راسها يدور ..


::

::

::


نظفت مها قسمها عقب ما صلت المغرب .. رتبت حجرة ماجد وحجرة الجوري .. مسحت الحمام .. ورتبت المطبخ الفاضي .. تمللت وهى بروحها وقررت تروح بيت عمها تشوفهم .. لبست جلالها ونقابها وعباتها وقفلت القسم وطلعت .. وهى تمشى طرشت مسج لماجد – ترانى في بيت عمي – ورفعت راسها وهى تمشى تشوف البيت وحوشه اللى لها منه سنتين .. سبحان من يغير ولا يتغير .. هنا كانوا يسهرون كلهم ليلة الجمعة .. وهناك شافت منصور وهو يكلم خويته الساعه 3 الفجر .. تذكرت يوم دخل عليها وسوت عمرها راقده وشيكت على تلفونه بعد مادخل الحمام .. وضربت آخر رقم وحطت الجوال على أذنها تسمع .. انفتح الباب والتفتت وراها يوم غمرها نور الحمام .. كانت عيونها مليانه دمع " آلـو حبيبي .. نصوري شفيك .." مدت يدها بالجوال له بدون شعور .. خذاه منها بقوة وسكر الخط عقب ما سمع صوت اللى ردت .. " أنتى شلون تتجرئين وتفتشين جوالي .." صرخ فى وجهها .. " تكلم بنات يا منصور .. هذا واحنا ما كملنا ثلاث شهور .." الصدمه شلّتها .. كان الشك موجود بس الحقيقة أقسى بواجد .. " هذي .. هذي وحده مزعجتنى هى اللى تتصل .." حاول يبرر لها بصوت عالى .. صدت عنه تحاول تتنفس حطت ايدها على صدرها .. " مهوي حبيبتى .. انا تركتهم كلهم عشانس .." كان يتكلم بلطف .. خاف يوم شافها تحاول تاخذ هوا .. مد ايده يلمس ذراعها " وهذي عيت تخليني دايما تتصل واسكر فى وجهها .. ليش اتصلتى فيها ذلحين بتقول انى انا اللى متصل .." قال لها بنبرة تحمل اللوم .. غمضت بقوة والتفتت عليه بهدوء .. " غير أرقمك .." ردت بصوت بارد .. " شلون اغيره بس .. كل الشباب يعرفونه .. وكل معاملاتى على هالرقم .." رد عليها وهو يخش الجوال فى درج التسريحة .. " مهى بمشكلة .. الشباب تعلمهم برقمك الجديد وتحول هذا عليه لين يعرفونك ربعك وعقبها تقطعه .." صدت عنه ولمست بطنها " لكن الماضي لازم تنساه وتبتعد عنه .. أرجوك لو تبي حياتنا تستمر مع بعض .." حست بالالم وهى تترجاه .. وعدها خير وقرر انه يبدا صفحة جديده قدامها بشرط تنسى اللى صار وتستمر حياتهم بشكل طبيعي .. وصدقته واستغربت من برودها معه .. صح الموضوع جرحها .. لكنه ما أثر فيها واجد .. يمكن لأنها ما حبته ولأنه كان زوج بس .. مهوب حبيب ولا سكن ولا روح .. قررت تتغاضى عن اللى صار عشان الحياة تستمر .. مهوب معقولة ترجع بيت أهلها مطلقة وهى ماكملت اربع شهور ..!! .. هذا غير الجنين اللي بدا يتكون داخلها .. صدّقته .. لكنه ما كان صادق أبد ..


" يالله حي ام الجوري .." التفتت مها وراها وشافت فهد بن عبدالله .. " الله يحييك يا مرحبا .." عدلت عباتها فوق راسها .. " على البركة يا بنت خالد .. تو ما نوّر المكان " بارك لها فهد اللى كان يحبها من ايام منصور ويحترمها واجد .. " الله يسلمك ويبارك فيك .. شلونك عساك بخير .." تحفته مها بصوت رزين .. " بخير جعل ربي ينشد منس شلون ابوى خالد والجماعه كلهم " .. " بخير وسهالة .. الله يسلمك " .. " ببتروحين للبيت .. الجماعه كلهم هناك .. " أشر لها على بيت ابوه .. " ايه فديتك .. رايحه لهم " ردت عليه مها .. " زين .. ماجد وينه .." سألها وهو يطلع مفتاح موتره من مخباه .. " خذا الجوري معه وطلع .." .. " الله يحفظه .. يالله أنا ماشي .. تامريني بشي .." سألها .. " سلامتك .. الله يحفظك .." .. " فى امان الله .." صدت عنه عقب ما رد سلامها وهو راح للكراج .. كملت مشي بسرعه لين وصلت لمدخل البيت .. سمّت بالرحمن ودخلت ..
" السلام عليكم .." سلمت مها على عمتها اللى كانت قاعده لحالها فى الصاله .. " وعليكم السلام .." ردت نورة اللى تفاجأت من وجود مها .. " مساس الله بالخير يمه .. وشلونس .. " دنقت مها تحب راس عمتها .. " مسيتي بالنور .. الحمدلله .. شلونس وشلون بنتس .." تحفتها عمتها بصوت بارد وهى تشوفها وهى تقعد قدامها .." بخير فديتس .. وين البنات .." سألتها يوم شافت المكان هادي .." يصلن فوق .. " ردت نورة .. " الله يعطيهن العافيه .." قربت مها وخذت الدله عشان تقهوى عمتها .. قرّبت منها القدوع وقعدت مواجهتها تصب عليها .. " وين ماجد .." سألتها نوره وهى تاخذ فنجالها .. " طلع يمه وخذا الجوري معه .." ردت مها وهى تصب لها فنجال قهوة .. " وينه رايح ..؟؟" كررت نورة السؤال بحده .. " بيجيب شوية أغراض للمطبخ .." رفعت مها راسها لأم محمد وهى متوقعه أنها بتعصب .. " وش أغراضه وأنا تونى شارية اغراض بالفين وشي .." ردت نورة وهى تعطيها فنجالها تهزه وهي ضايقه .. " لا فديتس .. هذي عشان مطبخنا حنا .." ردت مها وهى تغسل فنجالها وتصب لها بياله شاهي .. " وأنتى ناوية تطبخين صحنس لحالس .." اشرت لها بايدها انها ماتبي شاهي.. " لا يمه .. بس لبغيت اسوي لكم والا للجوري شي لين عندي اغراض .. والجوري ما تاكل كل شي .. لازم أسوي لها عيشة .." ردت مها بهدوء أعصاب وهى ترد بيالة الشاهي للصينية .. " المهم الصحن واحد .. والطباخ بيسوي الغدا والعشا مثل كل يوم وتعالى هنا تغدى معنا ماعاد له داعى تغدين لحالس أنتى وبنتس .." قررت نورة وانهت الموضوع وهى تغطي صحن الفوالة .. " ان شاء الله يمه .." رفعت بيالتها وهى تشرب الشاهي بهدوء وتفكر ..


" السلام عليكم .." دخلت روضه " مهوي .. " صرخت وجات بسرعه تحضن مها يوم شافتها .. " عليكم السلام مرحبا روضة .." قامت مها تسلم عليها .. " حى الله المها وشلونس .." ضمتها روضة لصدرها .. " طيبة فديتس .. شلونس أنتي .." نشتدها مها وهى تحس بصدق شعور روضة ومحبتها .. " بخير الحمدلله .. " ردت روضة وهى تبتسم .. " وش ذا اللي في وجهس .." تروعت مها يوم شافت خد روضة اللى فيه ضربه لونها ازرق .. " مافيه شي زلقت وانا طالعه من الحمام الله يعزس وضربت حد الباب .." ردت روضة وهى تلمس طرف خدها .. " بسم الله عليس .. حطيتيى عليه ثلج ؟؟" سألتها مها بقلق وهى تتفحص الضربة .. " ايه سويت له كمادات عادى ما تعورني بس شكلها يخوف .." ردت روضه وهى تلمس مكان الكدمة .. " الحمدلله على سلامتس زين ما كسر وجهس والا خشمس .. " قالت مها وهى تصب لها بيالة شاهي عقب ماقعدن .. " ايه والله على رايس .. الله يكفينا شر ذا الباب .." وضحكت روضه ومها " ذوقي ذا الحلا سويته وكنت بأجيبه لس وزين جيتي أنتى .." رفعت روضة القصدير عن القالب البايركس اللى كان مع القدوع .. " جعل ربي يسلمس ما تقصرين يا رويض طول عمرس لس نفس في الطبخ وخاصه الحلويات .." علقت مها وهى تاخذ منها أول صحن وتمده على أم محمد .. " واللي يرحم والديس قالوا لس الشيف رمزى .." ضحكت روضة وهى تنكب لمها صحن .. " لا الشيف روضه .." ضحكن سوا وروضه تمد لمها صحن الحلا وهن يتقهون.. وأم محمد قاعده تشوفهم بهدوء ..

" وشرايس بالحثان هذا .." أشر ماجد على حصان بنى كبير.. " حلو تبير .." ردت الجوري وعيونها طايرة على الالعاب حولها .. " ايه تبير واجد .. وين بنربطه .." سألها ماجد وهو يمد ايديه عشان ياخذ الحصان من الرف .." عند امى .." ضحك ماجد وحط الحصان في العربانه ودفها للكاشير وهو يسولف على الجوري .. سحب عربانه الاغراض حقت المطبخ وحطها ورا عربانة الألعاب .. والتفت ينادي الجوري .. لكن كان مكانها فاضي .. ترك اللي في ايده وصار يتلفت مثل المجنون يدورها .. صار يركض بين الممرات وهو ينادى بصوت عالى ولا همه انه في سوق ..


::

::

::


قعدت مها عند بيت عمها لين بعد صلاة العشا .. وعقبها قامت لبيتها وقلبها متواكل على بنتها .. دخلت قسمها وفصخت عباتها وخذت جوالها عشان تتصل في ماجد تشوف ليش تأخروا .. رفعت جوالها الا تشوف رقم سارة يتصل بك .. ابتسمت لا شعورياً قبل ترد عليها " ألو .." ردت مها .. " يا أحلى ألو .. مسا الورد يا حلوة .." ردت ساره على أختها .. " مساالنور يا الشينة .." علقت مها وهى تبتسم .. " افااااااااااااا .. ايه يا الدنيا .. مقيولة .. العرس لاثنين والشقا لالفين .. هذي جزاتي اخب وأطيح عشانس وأخرتي الشينه .. معليه معليه .. الله يسامحس بس " ردت ساره وهى تعبّر يعنى أنها بتبكي .. ضحكت مها " فديتس بس .. انتي الحلا ياخذ من حلاس على راي راشد الماجد مدرى نبيل شعيل .." .. " لاااااا .. الله يخليس خلينا فى راشد أرحم .. " علقت سارة .. " راشد والا أحمد .." قالت مها بصوت ماكر .. " يا ليل النكد .. وش جاب طاريه ذلحين .." ضربت ساره على جبهتها يوم سمعت اسمه .. " ابد كنت عند عقب المغرب عند عمتى ونشدتنى عن عرسكم .. قلت لها والله مادري شكل احمد للحين ماجا .. قالت أنها كلمت أمه الأسبوع اللى طاف وقالت لها بيجي الاسبوع الجاي يعنى الايام هذي .. يالله برزي عمرس .. ترى ما بقى شي على عرسكم .." ضحكت مها وهى مسويه تبشرها .. " باقي شهر وشوي .." ردت سارة بضيق .. " يالله الله يتمم لس على خير .. صحيح اخترتى اغنية الزفة .. عشان نضبطها " سألتها مها .. " يس .. اخترت اغنية شي .. رببببببببببببببببشه .. " بسرعه تغير مزاج سارة .. " الله يفضح العدو .. وش اغنيته بعد .." نشدتها مها .. " عندي على اللاب .. باسمعس اياها لمن جيتينا .." ردت ساره .. " اوكى .. الا وش أخبارس .." سألت مها .. " بدري توس تنشدين عن أخباري .. الحمدلله أخبار الخير .. " ردت ساره .. " وشلون امى وابوي .." .. " يسرس حالهم .. بس والله البيت عقبكم ما يندخل .. ماتخيلت مكانكم بيكون كبير كذا .. " غصتها العبرة وهى تكلم .. " ياكثر ما قلتى متى أفتك منكم ومن لعبة الجوري بأغراضي .. اسرحي وامرحي ذلحين " ردت مها بضحك عشان تغير مزاج اختها اللى حسته تكدر " الا على فكرة .. أكدتى على حقت المكياج والشعر .." نشدتها مها .. " لا والله .. زين ذكرتيني .. باروح أدق عليها .." ردت ساره بسرعه وهى ناسيه الموضوع .. " زين .. سلمى على امى وأبوي .." وصتها مها .. " الله يسلمس .. يالله مع السلامه .." .. " الله يحفظس .." .. سكرت منها مها وفتحت رقم ماجد وضغطت اتصال ..


نزلت نوف بعد ما درت أن مها طلعت .. دخلت على أمها اللي كانت تصلي العشاء في الصالة .. انتظرت لين سلمت ودنقت تحب راسها .. " تو الناس .. وينس من عصر .." نشدتها أمها وهى تسبحن على أصابعها .. " كنت راقده وقمت راسي يعورني .. ومانزلت .." قعدت نوف وسحبت الطاولة صوبها ومدت ايدها تقهوى .. " وش قومس على أختس .." نشدتها أمها .. " أى أخت .." ردت نوف بدون ما تلتفت على أمها وهى تصب لها فنجال قهوة .. " وأنتى لس أخت غير رويض في البيت ذا ..؟" قرصت أمها عيونها فيها .. " ايواااا واشتكت لس كالعاده ام لسانين .." التفتت لها نوف وهى ترد .. " ما اشتكت لي بس دريت .. كفى ايدس عن أختس تراس مانتي بجاهل واختس مهي ببزر تضربينها .. لعنبو غيركن وحده موظفه والثانيه بتخلص الجامعه وعدكن تهادن مثل البزران ؟؟.." صدت عنها أمها بضيق ورجعت تسبحن .. " خليها تكف لسانها عنى .. ما أتدخل فى أمورها وش عليها منى ؟؟ " ردت نوف بضيق ورجعت تشرب من فنجالها .. " اعقلي وبس .. ترى أبوس ان درى جرى علم(ن) مهوب طيب والكلام قصير .." صدت نورة وراها وهى توقف تكمل صلاتها .. مدت نوف ايدها لقالب الحلا تاكل منه .. وهى تقول في خاطرها يصير خير ..
سكرت سارة تلفونها عقب ما أاكدت على البنت حقت المكياج واتصلت في اللبنانية اللي بتسوي الشعر واتفقت معها .. قطت الجوال على السرير وراحت فتحت الكبت و وقفت قدامه .. مدت ايدها تلمس فستان العرس المغلف اللى ماخذ نص الكبت .. لمست أطراف الطرحه الناعمه .. مررت ايدها بخوف ورهبة على القماش .. هل معقوله بأصير عروس .. أحمد .. تذكرت أحمد .. وتذكرت آخر موقف بينها وبينه يومهم في السعودية .. وشلون عرفها فى السوق .. ويوم ناداها " السوري " .. توترت .. فتحت الكبت الثاني وشافت كل الأشياء الجديده المعلقة .. فساتين .. قمصان نوم وبيجامات .. زاد الخوف في قلبها .. العرس مهوب فستان ومكياج وملابس جديدة .. العرس أكبر من كذا .. شخص بأشاركه كل شي .. شخص ما أعرف عنه شي .. وش يحب .. والا وش يكره .. شلون تفكيره .. شلون بأعيش مع انسان لمجرد أنى عجبت أمه وأهلى يناسبون أهله ؟؟ .. بس أنتى شفتيه .. صدت وراها تمشى .. وتركت باب الكبت مفتوح وقعدت على طرف السرير .. طيب وشفته خير ياطير .. وكلمتيه .. اى كلام بس وكل ماشفته نطت قدامى شياطين الأرض .. وهو شوي ويمسكنى من رقبتي .. اى حياة هذي اللى بنعيشها سوا .. غمضت عيونها وتنهدت بقوة .. وش بتكون حياتي معه .. شلون بأقدر أتحمله .. وهو سخيف وحركاته حركات بزران .. دمعت عيونها وهى تتصور حياتها مع أحمد .. وما حست بالباب اللى انفتح .. ولا بالشخص اللي دخل عليها ..


رنّ جوال مها .. راحت بسرعه ترد .. " مساكم الله بالخير .." كانت موضى تسلم .. " مسيتى بالنور يا مرحبا .." ردت مها .. " وشلونس .. وشلون ماجد والجوري .." .. " بخير الله يسلمس .. شلونس أنتى وشلون العيال .." ردت مها وهى ترفع يدها تشوف الوقت في ساعتها .. " طيبين ربي يعافيس .. عسى ما شر وشفيه صوتس .." نشدتها موضي يوم استغربت نبرتها .. " مافيني شي سلامتس .. " ردت مها عليها .. " ولو مهوي .. ترانى أعرفس .." قالت لها موضي بثقه .. " مادرى .. ماجد طلع مع الجوري لكارفور .. وأكلمه ومايرد علي .." قالت مها .. " طالع .. وش مطلعه لحاله ؟؟" سألتها مها باستغراب .. " راح يجيب أغراض لنا .. شاهي ونسكافيه وخبز وحليب .. يعنى اشياء كذا " ردت مها وهى تمشي فى الغرفه .. " وليه ما رحتى معه .. " سألتها موضي بضيق .. " وين أروح بس .." استغربت مها سؤالها .. " مكان ما راح .. تراس مرته .." ردت موضي بنرفزه .. " بس ما يجوز أطلع ذلحين .." .. " وليه ما يجوز .. نفاس؟؟ حتى النفاس ذلحين صارت تطلع وماتقرّ في البيت .." علقت موضي .. سكتت مها وهى ماعندها رد .. " مهوي .. ماجد رجلس متى بتعرفين هالشي .. وذا الوقت شين صارت المره هى اللى تطرد الرجال .. يعنى انتبهي .. بعدين تعالي علميني صار بينكم شي ؟؟ " سألتها بصوت واطي .. " ما صار شي .. " ردت مها بهمّ .. تنهدت موضي " اسمعيني .. رجلس حطيه بين عيونس ترى لو ما تصرفتى بيطير من ايدس وأظنس فاهمة قصدي " شرحت لها باختصار.. " ماحد ياخذ أكثر من نصيبه .." ردت مها باستسلام .. " وهو ذلحين نصيبس حافظي عليه .. والله مهوب عشانه أخوى أقولس ذا الكلام .. لكنى أعرف معدنه زين .. حرام تهدمين بيتس بأيدس .. كافى اللى صار قبل .." ذكرتها بحياتها مع منصور .. " اللى صار مهوب ذنبي وتدرين عدل .." ردت مها بنبرة دفاع .. " صح مهوب ذنبس .. لكن المره ذي بيكون ذنبس .. والجورى ما تأثرت بفقد ابوها يوم توفى الله يرحمه .. لا تخلينها تجرب اليتم مرتين " قالت موضي بمرارة .. " بس هو يا موضي ما يبيني .. مغصوب علي .. " ردت مها بصوت مجروح ..

" والله أنس غبية .. المغصوب على وحده يعطيها مهر 200 الف .. المغصوب على وحده يبنى لها فيلا خاصه فيها ويدور راحتها .. المغصوب على وحده يجيب لها صباحية ساعه كارتير ألماس مع اسوارتها ..؟؟ متى بتفهمين يا مها .. متى .." فاض صبر موضي وقطت الكلام لا شعوري .. سكتت مها وهى تفكر بكلام موضي .. " كل شي بأيدس مثل ماقلت لس .. وهو بيجيبه الطيب وأنتى بنت عرب ومعدنس طيب .. وما تحتاجين اللي يعلمس لو الود ودس .." رجعت موضي تكلمت بهدوء يوم حست أن اللى قالته قبل ضرب وتر فى نفس مها وفتح عيونها على شي يمكن ماكانت منتبهه له .. " الله يسهل يا موضي .. " ردت مها .. " الله يوفق بينكم ويجمع ما بينكم على خير .." دعت لهم موضي من كل قلبها .. " الله يرحم والديس .." .. " يالله كلمى رجلس شوفيه وينه .. وتجهزي له قبل يجي ..سمعتى .." وصتها موضي قبل تسكّر.. " معليه .." ..

سكرت مها من موضي وبالها مشغول بكلامها .. صحيح هو ماقصر علي بشي .. لكن .. وش لكن .. هو ما يبيني .. وأنا ما اقدر أقط وجهى عليه .. كافى اللى سواه اليوم وأنا ما سويت شي .. من أول يوم يبي يسوي عمره رجال على حسابي .. ماجد رجال وتعرفين ذا الشي عدل .. ومهما كانت عيوبه عمره ما شاف نفسه على مره .. والا أهانها عشان يثبت رجولته .. ماجد حنون وعطوف وقلبه كله رحمه خاصه على الشوفه .. تراس عشتى معهم فترة وشفتى وسمعتى وش يكون ماجد لأهله .. ايه .. هو كل شي حلو تمنيته لكنه ما تحقق .. هذا هو صار وتحقق .. بس يبي لس تعب عشان توصلينه .. لا تضيعينه منس عشان أوهام قديمة .. أنتى بس اللى تقدرين تخلينه يشوف الحقيقة .. ومهو بس بالكلام .. لا .. اثبتى له هالشي بالمعامله .. والحنان والمحبة .. بس .. وش بسه .. أخاف يردنى ويكسر قلبي .. ولو ردس وش بيصير .. ما راح يصير أسوأ من الوضع اللى أنتى فيه .. على الأقل بتكونين حاولتى .. وسعيتى عشان نصيبس وبيتس .. والله سبحانه مايرضى بالظلم وأنتى انظلمتى .. وبيرد لس الحق .. وبيعوضس خير .. ابتسمت مها بتردد يوم وصلت للنتيجه هذي .. وقامت تغير ملابسها وتستعد قبل يجى ماجد ..


::

::

::


استجن ماجد وهو يدور الجوري .. جاه السكيورتي ينشده وش لابسه وهو من الروع قاله ما أدرى .. يذكر بس أنها لابسه تنورة جنز انضغط قلبه خوف أنه فقدها وضاعت منه .. وش بيقول لأمها الضعيفه اللى وراه .. شلون بيعيش وهو مضيع بنت أخوه .. بنته .. دارت به الدنيا وهو يتخيل كل شي شين ممكن يصيب الجوري .. عذبه قلبه وحست الخوف سكين بارد يشق قلبه نصين .. نشف دمه وهو يتخيل الحياة بدونها ..
شوى وجا واحد من العمال يركض صوبه ويقول له أنهم لقو بنت صغيرة تبكى مع مره وأنها عند الأدارة ويبونه يجي يشوفها يمكنها بنته .. لحقه ماجد لين وصلوا مكاتب الأدارة وكانت البنت ماسكه عباة المره اللى عيت تخليها من خوفها عليها لين يجون أهلها .. " الجوري .." صرخ ماجد وهو مهو مصدق أنه لقاها ..

لفت الجوري عليه و وجها صاير من البكا اصفر .. فكت عباة المره وراحت له تخب .. شلها ماجد لصدره وحضنها بقوة وماحس بالدمعه اللي خرت من عينه .. " انتبهوا لعيالكم .. حرام عليكم حد يخطفهم والا يضيعون .." انتبه ماجد ان المره تكلمه " الله يجزاس خير ويحفظ لس عيالس ماقصرتي .." شكرها .. " انتبه لها الله يخليها لك .. " وراحت المره .. طلع ماجد وهو يشل الجوري وحاس ان مافي جسمه قطرة دم من الروع .. طلع من كارفور وعقبه تذكر الاغراض وحصان الجوري .. " والله ماردنى الا حصانس والا الاغراض جعلها بحريقه .." رجع والبنت بين ايديه ما نزلها الارض .. حاسب على الاغراض وخلى الصبي يوصلها للسياره .. ركب الجوري جنبه وشغل ومشى .. شوي وسمع جواله يرن .. رفعه شاف البيت يتصل فيك .. " ألو .." رد بتعب .. " السلام عليكم " .. " عليكم السلام .." .. " اتصلت كم مره وينك مارديت علي .." سألته مها بقلق .. " كان على الصامت .." رد ماجد بإختصار .. " ماجد وشفيك ؟؟ " سألته بتردد .. " مافيني شي " كانت ردوده قصيره .. " الجوري فيها شي .. " سألته مها بخوف وهى تتوقع أى مصيبه .. " الجوري بخير وهذي هي جنبي جايين البيت لا تشغليني خلينى اسوق .." قال لها ماجد عشان يسكر بسرعه .. ماكان له مزاج يسمع أحد .. " زين ربي يحفظكم .." سكرت عنه مها وبالها مشغول ..

نزل جواله وهو للحين تعبان .. التفت على الجوري اللى بدت تنعس من التعب والبكا .. الحمدلله اللي ربي ردها لى .. وصل للبيت وقف سيارته وفتحها ونادى الدريول ينزل الأغراض .. شل الجوري اللى رقدت ودخل .. طلع فوق لقى مها قاعده ترتب كبت الجوري .. وقفت يوم شافته دخل وشافتها بين ايديه .. " شفيها .." سألته بسرعه .. " مافيها شي .. راقده .." رد عليها بصوت واطي .. سمعها تنهدت بارتياح .. " هاتها عنك .." قربت منه ومدت ايديها عشان تشيل بنتها .. " لا خليها باحطها أنا .." ضمها لصدره وابتعد عن طريق مها .. وصل لسريرها وحطها فيه .. فصخ نعالها ودلاغها ولحفها .. وقف جنبها يطالعها ..
استغربت مها من وقفته قدام سرير الجوري وكأنه أول مره يشوفها .. انتبهت لتعابير وجهه اللي كانت كلها حزن .. ماعرفت وش تسوي .. تسأله وش فيه .. والا تصد عنه .. " عسى ماشر .. فيك شي .." سألته .. " سلامتس .. بس المره الجايه تطلعين معنا .." رد عليها بدون ما يغير وقفته قدام سرير الجوري .. " ليه وش صار .." كانت نبرلت صوتها فيها شك وخوف .. " ماصار شي .. بس الجوري بزر وتبي اللى يتابعها على طول .. " دنق وحب خد الجوري وصد وراه وطلع لحجرته بدون ما يزيد حرف .. استغربت مها من تصرفه وقربت تشوف بنتها اللى راقده ..


::

::

::


دخل ماجد الحمام يغسل وجهه بماء بارد .. توضا وقرر يصلي ركعتين شكر لله .. اللى رحمه ورحم هالمسكينه اللي برا ورد لهم بنتهم .. صلى العشا وصلي الركعتين عقبها قام وطفا الليت وانسدح على فراشه .. كان الصداع رجع له يضرب في راسه بقوة .. حس بصوت الباب انفتح .. رفع ايده عن عيونه شاف مها واقفه شابكه ايديها فى بعض بتوتر .. " فيه شي .. " سألها .. " سلامتك .. بس قلت اشوف لو تبي اسوي لك شاهي والا أجيب لك عصير .." ردت عليه .. " مشكورة .." رد ماجد ورجع يغطي عيونه بيده .. ترددت مها برا .. بس تذكرت كلام موضي .. قررت تدخل .. قربت وجلست على الطرف الثاني من السرير " ماجد .. " نادت بصوت واطي .. " نعم .." رد وهو مازال مغطى عيونه .. " يعورك شي .." كان فى صوتها اهتمام خفيّ لمس قلب ماجد غصب .. " راسي .." رد بكلمه وحده وتنهد .. " تبي أجيب لك بندول ؟؟" .. " خذيت لى .." .. " زين بأنزل أجيب لك شي بيريحك .." قامت بدون ماتنتظر منه ايه او لا .. رفع ماجد راسه وشافها طلعت وردت الباب وراها عقب ما طفت الليت .. وش بتسوي ؟؟ سأل نفسه وهو مستغرب ..

نزلت مها للمطبخ عقب ما خذت جوالها .. اتصلت على روضه وطلبت منها تطرش لها كم غرض مع الشغالة .. دقايق الا والشغاله تدق الباب .. فتحت لها مها الباب وخذت الاغراض .. وقالت الشغاله ان روضه قالت لها تساعدها لو تبي شي .. شافت مها الأكياس والأغراض حقت كارفور مكومه عند الباب عقب مادخلها الدريول .. طلبت من الشغاله تدخلهم المطبخ وترتبهم .. وتحط أغراض الثلاجه فيها .. والباقي تصفه على الطاولة ومها بترتبها بعدين فى الادراج .. خلصت مها وقفلت الباب ورا الشغاله بعد ماطلعت وحطت الكاس على الصينية وطلعت فوق .. فتحت الباب بهدوء ودخلت .. قربت جنبه .. وهزت كتفه شوي شوي .. رفع ذراعه عن عيونه .. رفع حواجبه وهو يشوفها تمد له كاس ماء .. " شربت ماي خلاص .." قال لها .. " بس مهوب مثل ذا الماء .. سم بالله واشرب .." ردت عليه بصوت ناعم .. رفع نفسه على المخدات وراه ومدت مها ايدها تساعده .. قربت منه ولمست صدره وهى ترفع المخده ورا ظهره عشان يقعد مرتاح .. غمض عيونه للحظه وهى يتخيل وش ردة فعلها لو مد ايديه وحضنها فجأه .. " تفضل .." نبهته مها .. مد ايده وخذا الكاس منها .. وشرب .. كان بارد .. وريحته حلوة .. وطعمه منعش .. " وش ذا .." سألها وهو يدقق في الكاس .. " شوي ماء ورد وحبتين هيل وماي .. يريحك ويزيل الهم من صدرك .." رفع ماجد راسه يشوفها .. كانت عيونها في عيونه .. هاديه وصافيه .. تحرك شي في صدره .. قال له مستحيل تكون هذي عيون خاينه .. قرب منها وأنفاسه تتسارع .. لاحظ أن عيونها بدت تبرق .. شي يلمع فيها .. مد ايده يلمس وجهها .. غمضت .. قرّب منها .. حط ايده ورا راسها وجذبها صوبه .. وغمّض .. مثل الحلم .. لامست شفايفه خدها .. كانت ريحتها عطر .. الأحساس عطر .. اللحظه عطر .. ارتجفت وحسها تبتعد عنه .." أنا .. أنا بأروح أشوف الجوري .." قالت بصوت يرتعش .. مد ايده يبي يمسكها .. بس كان طيفها اسرع بالهروب .. راحت .. وبقت ايد ماجد معلقه فى الهوا ..


دخلت غرفة الجورى وسكرت الباب وراها .. كانت عيونها تدمع .. وقلبها ينتفض فى صدرها .. ماتدرى خوف .. والا رهبة .. والا فرح .. والا ايش .. حست حلقها جاف .. بلعت ريقها .. حطيت ايدها على صدرها عشان تهدي دقاته .. تخيلت نظرته لها .. غمضت تتخيل لمسته .. غبيه .. تظنينه تغير؟؟ بالعكس .. لحظات بس ويقطس وراه مثل ما سوا أخوه .. لأ ماجد غير .. منهو عليه تكذبين ؟؟ .. تراس تعرفينهم كلهم نفس الطينه نفس منصور .. بس ذاك ماضي ومات وموضي قالت له الحقيقة .. وأكيد يدري ذلحين .. والا وش معنى نظرته لى .. نظرته معناها يبي منس شي وأنتى عارفه عدل وش يبي .. لا تكذبين على روحس .. لأ .. ماجد غير .. ماجد غير .. اى غير .. كلهم صنف واحد .. ما يختلفون .. نفس الانانية والقسوة لبغوا شي ماتلاقين أحن منهم ولا أطيب منهم .. ولشبعوا قطوس مثل الثوب الوسخ .. تعلمى إلى متى وأنتى غبيه .. نزلت دموعها حاره .. ما مسحتها تركتها تغسل نفسها ..

رصّ ماجد على اسنانه من الغيظ .. هو وش سوا .. مسح وجهه بقوة وقام وخذا غترته وطلع من الحجرة بدون ما يلتفت وراه لحجرة الجوري .. ضاق صدره حيل .. وكان لازم يطلع قبل يتصرف تصرف يندم عليه .. ركب موتره وطلع من البيت .. وتسلل صوت خالد الفيصل همس عذب زاد أوجاع ماجد ..

ساري

ساري وأصوّت لك أبيك
النظرة في عيوني تبيك
والرعشة في قلبي تبيك
ساري

ساري
شعوري ذا الليلة غريب
كيف الحبيب يشكي حبيب
أنا ملكتك
وأنا فقدتك
ليتني لمّا عرفتك
ما تركتك
سارى

ساري
لمّا عيوني عانقوك
في غمضة وحده ضيّعوك
اسأل زماني و المكان
واجمع سواليف الحنان
أنا ملكتك
وأنا فقدتك
ليتني لمّا عرفتك
ما تركتك
سارى

ساري
قلبي و ليلي به سرى
واللي جرى لي ما جرى
أمشي وأدور في الوجوه الوجوه
تايه وعيونك توّهوه
ساري


كان ماجد ساهم وهو يسوق بلا هدف .. يبي بس يهدا .. ويسكت الشعور اللى يحرق صدره .. ويبتعد عنها .. مد ايده يلمس شفايفه مكان ما لمست خدها .. هل حقيقي لمس خدها والا وهم من أوهامه اللى عاشت فيه سنين .. حتى صار يتخيلها واقع ..!!! تعبت .. من كل شي تعبت .. قربها عذاب وبعدها عذاب .. من أصدق .. من أسأل .. واحد راح ومستحيل يرجع .. والا أخت عرفت وسكتت سنين وعقبها جات عشان تزيد نارى نار .. ليتها خلتنى على عماى كان ما انقسم قلبي قسمين .. قسم يقول ظالمه وقسم يقول مظلومة .. كان ما احترت ولا تعبت .. لازم ألاقى حل .. والحل عند موضي .. لفّ على طول يدور أقرب طريق يوصله لبيت تركي ..


::


::


::


فزّت ساره بخوف يوم حست بلمسة على كتفها .. " بسم الله عليس .. وش بلاس .." سألتها أمها متروعه من ردة فعلها .. " مافيني شي يمه بس روعتيني .. وش بلاس أنتى .." حطت ساره ايدها على صدرها تسمّي .. " روعتس !! لعنبو غيرس ما شفتينى يوم دخلت عليس .." .. " لا يا يمه ما شفتس .. أنتو تبون تجننونى أدرى .. حتى الشيب طلع فى راسي منكم .." قالت ساره وهى تمسك خصلة من شعرها قدام وجهها .. " الشيب طلع فى راسس من شواهتس .. اسمعينى .. أم أحمد كلمت .. وقالت بيجون الأسبوع الجاى يسلمون علينا .. أنتى خلصتي أمورس .." .. " وش يبون يجون .." .. " استحى على وجهس .. كلها كم اسبوع ويصيرون أهلس .. خلصتى أغراضس والا لا " رفعت منيرة صوتها منقهرة من برود بنتها .. " يس خلصتها .. لا تصايحين علي " ردت ساره وهى ترمش بعيونها .. " الله يرفع ضغط العدو .. الواحد ما ياخذ منس رد(ن) عدل .." عصبت منيرة وصدت وراها تطلع .. " يمه .." نادت ساره أمها وهى تطلع " خير .." .. " فديتس وش فيس معصبة .." وقفت وقربت من أمها .. " مافيني شي .." غصتها العبرة وهى ترد .. كان زواج بناتها فى نفس الوقت وبعدهم عنها ضاغط على قلبها واجد .. بعد ما راحت مها فقدتها وفقدت حس الجوري فى البيت .. وساره بعد بتروح لبيت رجلها .. وبيفضا عليها المكان .. صحيح تمنى سعادتهم وراحتهم .. بس بعدهم صعب ..

قربت ساره من أمها وضمتها " أقول يمه .. وش رايس نروح نتمشى فى فيلاجيو .. " ساره تدرى أن أمها مضغوطه حيل فقالت لها تروح تمشى وهى تعرفها ما تحب فيلاجيو .. " والله انس فاضيه مالقيتي الا فلاجو .." دفتها منيرة وراها " اسمه فيلاجيو يا يمه فيلاجيو .. يا شين البدو لمن تمدنوا .." ردت ساره وهى تضحك .. " روحى منى وراس خلينى اطلع للمطبخ .." .. " ايوااااا .. هذا اللى انتن فالحات فيه أنتى وبنتس الثانية .. الله يرحمس يا جدتى قطعتى سر أمى في المطبخ وامى قطعت سر بنتها الكبيرة فيه .." علقت ساره وهى تمشى ورا أمها للمطبخ .. " جعلس نذرها بنتى الكبيرة .. مرة(ن) صاملة وماعليها قصور .." لفت منيرة وقرصت بنتها فى ذراعها .. " آآآخ .. زين ما قلنا شي الله يخلي لس بنتس .. قالوا لس مارثا ستيوارت من العازه .." ردت ساره وهى تفرك مكان القرصه .. " وش تقولين .." التفتت عليها أمها ضايقه .. " ما قلت شي فديتس .. اقول .. ما ودس نروح بكره سوق واقف الصبح .. أدرى هذا غرامس .." دنقت ساره وحبت ايد أمها .. " والله من زمان مارحت له .. ما وراس شي بكره .. " نشدتها منيرة وهى تدور لها شي في كبت المطبخ .. " افاااا بس يا أم السوري ولو وراي شي .. أبيع الدنيا كلها لأجل عيونس .. أنتى بس أشري وأنا الحقس حافيه .." ..التفتت منيرة على بنتها باستغراب " الله يخلف على اللي بياخذس بس " قالت لها وهى تشوف بنتها تضحك من قلب على شكل أمها المنصدم من أسلوب كلامها ..


::


::


::


قفلت مها باب الحجرة عليها وعلى بنتها ودخلت الحمام تاخذ لها شاور .. فتحت الماء الحار عشان يغسل حزنها قبل يغسل جسمها .. فركت شعرها بالصابون بقوة كأنها تحاول تبعد كل الذكريات الماضية عنها .. نظرات ماجد مهوب نفس نظرات منصور .. ماجد غير ..

خذتها الذكريات لليلة ما توفى منصور .. ليلة ما ضربها عشانها فتشت جواله وعرفت أنه للحين على وضعه القديم ما تغير .. واكتشفت أن وعده لها كان مجرد كلام .. وطلبت منه يوديها بيت أهلها ويطلقها .. مد ايده لشعرها يسحبها منه .. " فكنى حسبي الله عليك .." صاحت من الألم وهى تمسك ايده اللي على شعرها .. " وصلت فيس الجرأة تفتحين جوالى من وراي .." كان يسحبها بقوة لصدره ويردها " يا قليل الحيا هذي اخرة صبري عليك .. قلت لى خلاص وأنا صدقتك .." كانت دموعها تسيل على خدها وهى تبكى بلا صوت عاضه على شفايفها وهى تحس بشعرها يتقطع في ايده .. " بكيفي .. اسوي اللي أبيه .. مالس عندي شي .." دفها بقوة وطاحت على الأرض .. " طلقني .. اللي مثلك مهوب كفو ياخذ بنات الناس .." رفعت عيونها المليانه دمع فى وجهه بتحدي .. " لو تموتين ما طلقتس .." رد عليها وهو يلبس ثوبه " تبين أطلقس عشان تاخذينه هاه .. " قرب منها ورفسها .. " أخذ من ؟؟ مانت بصاحي أكيد .." وقفت قدامه وهى تسمعه يتهمها .. " لا صاحي .. تحسبين انى خبل .. ترانى اعرفس زين .. محترق قلبس يومه ما خذاس هاه .. لكن حريمتس .. والله ما تعرفينه وأنا حي.. وحطى في بالس انى اقدر امسح فيس الأرض .. بكلمة وحده منى أخلي راسس وراس ابوس في الطين .. وماعلي من أكبر كبير .. بأسوي اللي يعجبني .. وهذا أنا طالع ورايح لها ولو فيس خير علمي أحد .." وطلع وصفق الباب وراه .. تجمدت مها وطاحت على الأرض .. يدري .. بس شلون .. وأنا ما علمت أحد ولا سويت شي غلط .. شلون .. رجعت دموعها تنزل حارة .. صارت تشهق بلا شعور .. توجهت للقبلة ورفعت ايديها تدعي يالله انك تدري انى ما خنته لا بقول ولا بفعل .. يالله انك تدري انى حفظت عمرى وصنت اسمه .. يالله كنى أخطيت بشي والا ظلمته انك تاخذ حقه منى .. وكنه ظلمنى وكذب علي واتهمنى في شرفي ان تاخذ حقي منه .. وسبحان الله .. دعوة المظلوم مابينها وبين الله حجاب .. وقدرته عز وجل فوق كل شي ..


::؛::

مها قررت تحاول تنقذ حياتها مع ماجد .. وما تعيش الظلم مرتين .. ماجد فى دوامة يبي وما يبي .. لكنه بشر بالنهاية .. ياترى وش بتكون نتيجة الصراع اللى يدور داخله ..

اللهم اجعلنى مظلوما ولا تجعلنى ظالماً ..
سبحانه حرم الظلم على نفسه وحرمه بين عباده .. لكن وين اللي يتعظ !!! .. بشر مغرورين برغم ضعف حيلتهم .. غرتهم الدنيا .. وهى بالنهاية بتروح منهم .. وما يبقى يا ابن آدم الا عملك الصالح .. وذكراك عند الناس ..


::؛::



هذي القلوب المحّرمة .. أتمنى البارت ينال رضاكم ..
قراءة ممتعه وحتى ألقالكم ..
أتركم فى حفظ الرحمن



بقايــا

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 04-12-08, 10:19 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

::؛::


قالوا .. فاقد الشي لا يعطيه .. يمكن هالكلام صحيح وينطبق على الأشياء المادية .. لكن هل ينفع نطبقه على المشاعر والأحاسيس .. لأ .. مصدر الأحاسيس والحنان والمحبة داخلي .. نبع خلقه الله سبحانه .. وما يجف إلا بأمره .. يعنى لو ماحصلت بيوم من حن عليك .. مهوب معناه أن قلبك صخر ما يعرف يحن على الغير .. لو أحد حرمك الحنان والمحبة .. يبقى فى قلبك كنز منها .. ينتظر اللي يستاهله .. الدنيا أخذ وعطا .. وما يتوقف نصيب الأنسان إلا إن توقفت أنفاسه ..

::؛::


الجزء التاسع عشر



مرّت الأيام .. والعلاقه بين ماجد ومها فى هدوء .. صحيح تغيرت معاملة ماجد لمها شوي .. لكن للحين القلوب بعيدة .. مها اندمجت فى حياتها الجديدة .. وكانت تشوف تغيرات بنتها الجوري وراحتها فى ظل والد يراعيها ويهتم فيها .. لو شككت مها فى مشاعر ماجد صوب اى شي مستحيل تشكك فى مشاعره واحساسه صوب الجوري .. مها حاولت تعدل علاقتها مع ماجد .. برغم تجاهله لها كانت قايمه بواجبه على أكمل وجه .. ملابسه يلاقيها معلقه ومبخره فى الكبت .. غرفته وحمامه نظاف .. بيته هادى ومريح للعين والقلب .. تعاملها معاه بكل أدب واحترام .. لكن بقت بينهم فجوة كبيرة .. واللى ماقدرت تتجاوزها مها .. ولا حتى تفكر انها تتجاوزها .. كل اللي تبيه انها تعيش مع بنتها بهدوء وسلام ..
حتى لو كان على حساب مشاعرها كزوجة ومره قبل كل شي .. تجاهلت الحب اللى كان فى صدرها يكبر يوم ورا يوم .. برغم قسوته كانت مشاعرها مثل جذور النخيل .. اللي كل ما صادفت حجر والا جفاف .. تعمقت أكثر في قلب الأرض .. عسى تلقى الماء اللي يرويها ..
ماعمرها شكت فى نظرتها لماجد .. وبرغم أنها ما تصادفت معه واجد يوم كانت مرة اخوه .. بس معرفة ماجد وش يمثل لأهله واللي سمعته منهم ومن غيرهم عن شهامته وأخلاقه ورجولته تخليها تحاول مره وثنتين وعشر .. عشان تكسب القلب الطيب اللى ينبض فى صدره .. تكسبه زوج لها يحميها من غدر الزمن .. وتكسبه الجوري أبو عوضها به الله سبحانه عن أبوها اللي راح بخيره وشره .. وهذا اللي يستاهل التضحيه عشانه ولو على حساب كرامتها .. وكلام موضى صحيح .. لو ماحرصت عليه بيضيع من ايدي ..


حياتها مع بيت عمها كان يشوبها التوتر شبه اليومي .. كانت سالفة انهم يتغدون مع بعض بشكل يومي ترهق أعصاب مها .. عمتها شكلها للحين ما بلعتها .. ونوف واضح رد فعلها .. وزين انها أغلب الوقت تتغدى فى حجرتها .. ترّيح وتستريح .. روضة بس اللى كان وجودها يريح مها ويخفف عنها ..
فتحت مها باب قسمها وهى تشيل الجوري على يدها .. " اووف .. وش ذا الحرَ .." نزلت الجوري اللى كانت مغطيه راسها بفوطة عن الشمس .. وحذفت عبانها ونقابها على الكرسي .. حتى الحرّ له ريحه .. قالت مها فى نفسها وهى تلمس العباه الحارة وتحس بوهج حرارة الشمس فيها .. خذت العباة والشيلة والنقاب وحطتهم فى سلة الغسيل فى المطبخ .. ورجعت للصاله وخذت بنتها وطلعت فوق ..
" تغديتوا .." سألها ماجد من فوق الدرج وهو يشوفها طالعه هى والجوري .. " ايه الحمدلله .." ردت عليه بهدوء .. وهى تتذكر نظرته لها يوم دخلت الصالة هى والجوري قبل ساعه .. سلّمت ودنقت تحب راس عمها وعمتها .. ومسته بالخير وما رد عليها .. " هاتيها .." مد ايده للجوري يوم وصلت فوق يبي ياخذها .. مدت البنت له بهدوء ومرت من جنبه ودخلت غرفتها .. كانت تسمعه وراها يلاعب الجوري .. دخلت الحمام تغسل وجهها وترتب الكحل اللى سال من الحر .. غيرت جلابيتها ولبست لها روب قطن ناعم .. كان راسها يعورها وتبي بس تاخذ الجوري وترقدها عشان تقيل لها شوي .. تعطرت بشكل خفيف وحطت على راسها جلال وطلعت .. سمعت صوتهم جاى من حجرة ماجد .. دخلت عليهم .. كان ماجد راقد على السرير والجوري تلعب جنبه بجواله .. دخلت " ماتبي تقيل .." سألته .. التفت لها وهو يبتسم " وهى بتخليني اقيل .." رد عليها وهو يأشر على الجوري .. رقص قلب مها وهى تشوف ابتسامته " الجوري .. قومى يالله عشان نرقد .. " وجهت كلامها لبنتها .. " مابي .. باردد عند مادد " عيت الجوري تطلع .. ضحك ماجد يوم سمع ردها .. " شفتي .. قلت لس .. " شبك ايديه تحت راسه وهو يشوف مها " ماعليك منها .." التفتت على بنتها " تعالى معى ترى عندى حلاوا .. " حاولت مها تغريها عشان تقوم .. " لأ .. ديبيها هنا .. " دت بنتها بذكاء .. " لا هنا بتوصخين سرير ماجد .. بعدين بيهاوشنا .. " مدت مها ايديها لها عشان تشلها .. الجوري قامت ترافس ماتبي تروح معها .. " مسك ماجد ايد مها عشان تفكها " خلاص يا بنت الحلال خليها تقيل عندي .. " قال لها بهدوء .. " لازم اغير لها " ردت مها وهى تحس بمسكته قيد نار على ايدها .. " هاتي ثيابها هنا وغيري لها .. " انحرجت مها من مسكته لايدها وطلعت بسرعه .. جابت ملابس الجوري وغيرت لها .. ودخلت الجوري الفراش جنب ماجد وهى فرحانه .. لفت مها وراها تبي تطلع .. " وين بتروحين .." سألها ماجد بسرعه .. " باطلع اخليك تقيل .. " لتفتت عليه وهى ترد ..ا " وبنتس ذي من بيقعد عندها .. تعالى يابنت الحلال انا تعبان وراسي يعورني .. ارقدى جنبها لين ترقد وبعدين اطلعى .." رقد على جنبه وهو يشوف الجوري .. ترددت مها اللى كانت تعبانه ومافيها حيل تتكلم.. حطت ملابس الجوري على الكنبه ولفت من الجهه الثانيه عشان ترقد جنب بنتها .. دخلت تحت اللحاف .. وكان صعب تعطي بنتها ظهرها .. لفت عليها الجوري واندست فى صدر أمها .. كان ماجد يراقبها بهدوء .. مها حست أنها مستحيل ترقد بالوضع الغريب هذا .. غمضت عيونها وهى تحس أن ماجد يطالعها .. وهالشي سبب لها قلق كبير .. حاولت تتذكر لو على شفايفها روج والا لأ .. حست برغبه تحك خشمها .. بس ماتجرأت .. عشان ما ينتبه لها ويدرى أنها واعيه .. كان ماجد يدقق بهدوء فى ملامح مها اللى راقده قدامه .. ما يفصله عنها الا جسم الجوري الصغير .. لو مد ايده قدر يلمس خدها .. وهدب عيونها .. وخشمها .. وشفايفها المسكرة بقوة .. تبي توهمه أنها راقده .. ابتسم وغمض عيونه ونسى كل شي الا أنها جنبه ..


::


::


::


يوم الخميس كان عندهم عشا .. أخت نورة وبناتها بيجون يتعشون عند بيت عمها .. وقررت مها تسوي لهم نوع سلطه ونوعين حلويات .. كتبت اللى تبيه .. واتصلت فى ماجد .. " السلام عليكم .." .." وعليكم السلام " .. " ماجد بغيت اغراض " .. " وش اغراضه .. " .. " أغراض للمطبخ .. بيت خالتك بيجون يتعشون عندنا بكره .. وبغيت اغراض عشان أسوي لهم حلا " .. " زين برزي عمرس عقب صلاة العشا باجي اخذس " قال لها بسرعه بدون ما يناقشه واجد .. " مافيه داعي .. الاغراض شوي .. اعطيهم الدريول وهو يجيبهم " اقترحت عليه .. " لأ .. بنروح كلنا عشان الجوري تستانس لها كم يوم ماطلعت " رفض بصوت قاطع .." زين " ردت مها .. سكر الخط بدون ما يقول حتى مع السلامة .. شكّت مها اصلا أنه سمع كلمتها الأخير ..

جهزت مها نفسها ولبسّت الجوري .. كان قلبها يدق لانها أول مره بتطلع معه عقب ماتزوجوا .. وقفت قدام المرايه تشوف شكلها .. كانت عيونها محدده بكحل خفيف وشفايفها عليها روج لحمى فيه لمعه .. شعرها مرفوع بالعضاضه .. رتبت قذلتها .. كان عليها بلوزة حرير بيج بشرايط خفيفه سودا .. وتنورتها لونها بيج مموج بأسود .. لبست لها ساعه سيرها جلد أسود .. وخذت شنطتها وعباتها ونقابها ونزلت مع الجوري تحت ينتظرون ماجد ..
شوي وصاح جوالها وكان ماجد .. طلعوا له وكان عند الباب .. فتحته وسمت باسم الله وركبت الجوري وركبت .. " السلام عليكم .. " سلمّت عليه .. " وعليكم السلام .. رد ماجد اللى كان يمد ايديه ياخذ الجوري ويقعدها فى حضنه .. مسكها بيد وبالثانيه مسك الدركسون ولف .. " هاتها عنك عشان ما تلهيك " مدت مها ايديها عشان تاخذ بنتها .. " خليها شوي تساتنس ولمن وصلنا للشارع العام عطيتس اياها " رد ماجد وهو مركز على الطريق قدامه .. كانت الجوري تضحك وتسولف على ماجد .. ولما وصلوا للشارع عطاها مها مثل ما وعد .. ورفع عيونه وشافها .. دقق فيها النظر ومها شافته اول مره وعقبه انشغلت تعدل قعدة بنتها في حضنها .. رجعت تلف عليه شافته للحين يطالعها " وش فيك ؟ " هى تذكر ان نقابها نظيف ومكوي .. وش قاعد يشوف فى وجهي .. " مافيني شي .. بس بتطلعين معي كذا .؟؟ " سألها بأستغراب .. دنقت مها تشوف شكلها فكرت انها ناسية شي والا لابسة شي غلط .. " وش فيه شكلى ؟" سألته .. " مافيه شي .. بس عيونس ظاهره .." رد بكل بساطه .. " وشفيها زين " سألته بتعجب وهى للحين مهب فاهمه وش يقصد .. " مافيها شي بس نزلى شيلتس على عيونس أستر " قال لها كذا وصد عنها يسوق .. نزلت مها عيونها وغصتها العبرة .. سحبت شيلتها شوي وغطت عيونها وهي في قلبها تقول هذى اخر مره اروح معك .. لا والله والعيون عيون سميرة توفيق من العازة هذا لو هى مرسومه بالكحل كان وش قال .. مدت الجوري يدها للراديو تبي تشغله .. وفهمها ماجد وشغل لها الاف ام وكانت اليسا تغنى بصوت حنون ..

لو ماتجي

لو ماتجي عا نوم عينيي.. وبأيدك تهز الغفا
توعي الحنين اللي فيي.. اللي كان ع البعد انطفى
لو ماتجي
صالحتني مع هالدني .. رجعتني للولدني
طفلة زغيرة مشيطنة ..ع الارض عم تركض حفا
قبلك قلبي كان .. شجرة بلا عصافير
جنة بلا الوان .. فراشة مافيها تطير
غيرت الزمان .. وبدلت البرد بدفا
لو ماتجي
لو مالهوى يمرق ع بابي .. ويمحي بنسماتو الضجر
كنت رضيانة بعذابي .. لاهم حب ولاقمر
لو مالهوى
علمت قلبي ع الحكي .. نسيتني كيف البكي
ومسحت دمعة ملبكة ..ع رموش تعبانه سهر


تغرغرت عيون مها بالدمع .. كانت تسمع الأحساس اللى تتمناه واللى فقدته بحياتها كلها اللي قبل واللي اللحين .. تسمع الحسرة وحجم الخسارة اللى عاشتها واللي للحين تدفع ثمنها .. ليته ما رجع ولا جا .. بين ايدينى ومحرم عليّ .. وفوق هذا وذاك سوء ظن وقسوة بدون سبب .. كل اللي سويته له ما أثر فيه ولا حرك في قلبه شي .. ذابت دموعها فى النقاب .. وباقي الدموع نزلت بجوفها .. بلعتها عشان ما يحس فيها ..

كان يفكر في عيونها .. معقوله ماتعرف وشكثر عيونها حلوة .. لا وبتطلع كذا لكارفور وبالليل .. المفروض ما تكحّل عيونها .. عيال الحرام من يشوفون سواده لحقوها كيف وهى متكحله والا متعطره .. حاول يشّم ريحة عطرها بس ماقدر .. كانت خفيفه واجد .. زين بعد ما تسبحت بالعطر .. غابت صورتها هذي وحضرته صورتها أول مره شافها .. حاول يتذكر ملامحها عدل بس للأسف ماقدر كانت الصورة مشوشة .. تلاشت شوي شوي وحل مكانها صورتها وهى عروس .. ملامحها الناعمة رجفت ايديها يوم قعد جنبها .. رمشة عيونها السريعه وتوترها الواضح .. خوف والا رهبة والا ايش بالضبط .. كم مرّ على ذاك اليوم .. اسبوعين .. ثلاثه .. شهر .. سبحان الله ماسرع ماتمر الأيام والواحد مهوب حاس .. لها شهر جنبك وما لمستها ..!!! ما اقدر .. بعد كل هذا وماتقدر .. ولو قدرت .. عمرها ماكانت لي .. وبيتم اللي صار جدار كبير بيني وبينها .. مستحيل تلمسها الا وتتذكر أن أخوك لمسها قبلك .. أخوك اللي ظلمها وظلمك ..

وصلوا لكارفور ونزلوا كلهم .. خذوا عربانه ودخلوا .. تذكر ماجد آخر مره كان فيها هنا يوم ضاعت الجوري انقبض قلبه ومسك ايدها بقوة .. ومشوا سوا في كارفور بين الممرات .. تملل ماجد وهو يدور ورا مها .. مسكته الجوري وجرته صوب قسم الألعاب .. تردد ماجد يخلي مها لحالها .. " باروح مع الجوري اخذ لها لعبه .. لاتروحين بعيد زين .. " رفعت مها راسها له مستغربة " ان شاء الله .." قعدت تطالعه لين اختفى في الجهة الثانية .. يعنى وين بأروح .. والا مفكرنى بأطق منه .. رفعت شيلتها عشان تقرا الورقة الل في ايدها ورجعت تمر على الرفوف تاخذ الأغراض اللي تبيها .. وما انتبهت للي كان يمشى وراها بهدوء ..

خذا ماجد الألعاب اللى اختارتها الجوري ومسك ايدها ورجع معها يدورون مها .. وهو يمشى بسرعه قبل يوصل للمكان اللي تركها فيه .. شاف زول يشبه زولها رجع بسرعه يتأكد .. وكانت واقفه وجنبها واحد يكلمها .. أظلمت الدنيا فى عيونه .. سحب الجوري بلا شعور وهو يمشى صوبهم .. كانت مدنقة تلعب بالجوال .. من شافه الرجال اللى واقف وراها انسحب بسرعه .. " خلصتي " صرخ فيها ماجد .. فزّت مها من الروعه .. والتفتت وراها تشوف لو فيه أحد .. " اي خلصت .. " .. قط الأغراض اللي بيده فى العربانة وبدون سبب مد ماجد ايده لجوالها وسحبه وحطه فى مخباه " قدامي .." قال لها وهو يعض على ضروسه .. " شفيك .." سألته .. " ماتقولين خلصتي .. قدامي .." كرر كلامه بنفس القسوة .. " ليش خذيت جوالي .." سألته وهى واقفه قدامه بتحدي .. " الرقم مهوب أنا اللي مطلعه لس ؟؟.. " رفع حواجبه لها وهو يرد .. مشى قدامها وايده فى ايد الجوري .. وقفت وراه مستغربة تصرفاته .. رجع التفت عليها واشر لها بدون صوت انها تنزل شيلتها على عيونها وصد عنها يمشى صوب المحاسبين .. عدلت شيلتها وسحبت العربانه بهدوء ومشت وراه ..



::


::


::


دخلت نوف حجرة روضة اللى كانت مشغله اغاني على اللاب توب حقها وهى تدور لها شي في الكبت .. دخلت وقعدت على طرف السرير بدون صوت .. التفت روضة وفزت يوم شافت أختها " بسم الله الرحمن الرحيم .. أنتي ماتعرفين تدقين الباب ؟؟ " سألتها بضيق .. "الباب كان مفتوح .." ردت نوف ببساطه .. صدت عنها روضه تدور .. " رويض .." نادتها .. " خير .." ردت روضه بدون ما تلتفت لها .. " خلاص زين .. الى متى وأنتى زعلانه .." .." مانى بزعلانه .. تبين شي ثاني .." ردت روضه وهى للحين تدور فى الكبت .. " رويض .. ترى مافي البيت الا انا وانتى .. بتطولين وانتى مطنقرة .." .. ماردت روضة " اسفه .. زين .. بس ترى انتى اللى خليتينى اسوي كذا .." .. التفتت لها روضة " نوف .. ترى والله ماحد مخرب عليس غيرتصرفاتس .. انتى تغيرتي واجد .. ولسبب مايستاهل .." .. وقفت نوف " لا تفتحين الموضوع هذا مره ثانية " قطعت أختها وهى متوترة .. " الا بافتحه مره ومرتين وثلاث لين تصحين من الوهم اللى انتى فيه .." قربت روضه منها " علمينى انتى وش ناقصص يومس تسوين اللى تسوين ؟؟ ومعيشه عمرس بمأساة من خيالس .. تركضين ورا وهم وسراب .." سكتت روضة يوم شافت شفايف اختها ترتجف .. " نوف .. " نادتها بصوت خافت .. " خلاص مابي اسمع شي .. رضيتي بكيفس مارضيتي جعلس ماترضين .." وطلعت بسرعه وصفقت الباب وراها بقوة .. حتى امها اللى فى الصاله تحت سمعت صوته واستغربت ..


طلع ماجد من كارفور وكن وراه جن .. والهندى يلحقه بالعربانه ومها شلت بنتها عشان تقدرتجاري خطواته .. ركبت معه بهدوء وبنتها فى حضنها .. دق سلف وطلع من المواقف وهو ساكت .. مها كانت مدنقة بصمت وهى تفكر باللي صار فى كارفور .. يوم راح منها ماجد والجوري كملت الصف وطلعت لصف ثاني تدور باقي اغراضها .. وهناك نشب لها واحد قليل حيا .. بغت تدعمه وهى تدور .. ورفعت عينها له بدون شعور .. ومن لحظتها لزق لها .. يمشي وراها ويقط كلام وهى ما التفتت حتى صوبه .. حيا وخوف احد يشوفها فى الموقف هذا .. آآآه بس لو السوري معي كان غسلنا شراعه عدل .. حاولت تبتعد عنه بس هو كان مصمم يلحقها ويتعرف عليها خاصه انه شافها لحالها .. خافت يجي ماجد ويشوفه .. فقررت تفتح تلفونها وتكلمه عشان يجي هلى الاقل هالقليل الحيا يسمعها تكلم رجال فيستحى على وجهه ويذلف .. لكن ما امداها تطلع جوالها الا وصوت ماجد يخرق طبلة اذنها " خلصتي .." يالله .. ماعمرها فزت وطار قلبها مثل هالمره .. كانت عيونه مظلمه .. ونظرته تخوف .. التفتت وراها خافت لا يكون شاف هالخايس اللى مرابط وراها بس اشوى انه راح .. شكله مل منها وتركها وراح يدور له صيده جديده .. التفتت له تشوفه من طرف عينها .. لاحظت عرق فى فكه ينبض بقوة .. بس هذا وش فيه معصب كذا .. سألت نفسها هالسؤال اللى ظل بلا اجابه .. وقلبها مقبوض ..


كان ماجد راص على اسنانه بقوة لدرجه انه حس بالصداع يشتد فى راسه .. كنت غبي يوم طلعتها معى .. مقيولة ابو طبيع ما يخلي طبعه .. لعنبو غيرها هى مريضه والا فيها بلا والا مهب صاحية .. شلون تتجرأ وتسوي كذا وأنا معها .. هى تحسبنى خروف .. والا ثور ما أفهم .. لكن أنا أربيس .. كن منصور ماقدر عليس .. أنا أوريس .. مانا بولد عبدالله كان ماخليتس تمنين ان امس ما جابتس .. رن جوال مها فى مخباه .. ومع رنته زاد ضيقه .. وماطلعه حتى يشوف من المتصل .. انتبه لها وهى تشوفه .. تنتظر يرد على الجوال وعقبه صدت وراها ونزلت راسها .. قرب من البيت سحب جواله ودق على روضه " رويض .. اطلعى برا اخذي الجوري وخليها عندس .. أنتي تفهمين والا لا .. قلت لس اطلعي اخذيها نسينا غرض وبنروح نجيبه وهى تعبانه .. اخلصى انا عند لفة البيت .." وسكر على طول .. " اي اغراض اللى نسيتها .." سألته مها بارتباك .. " بعدين بتعرفين عطيها البنت بدون كلام .." تنفست مها بعمق وعرفت ان الليله مهي معدية على خير .. شوي والا هو واقف عند باب الفيلا .. طلعت روضه لابسه جلالها فتحت باب مها " حى الله مهوي .. وشلونـ .." تحفتها لكن صوت ماجد فجأها .. " اخلصي علينا اخذي البنت وخلى السلامات بعدين .." قطعها ماجد بصوت عالى .. تروعت روضه والجوري خافت يوم شافته كذا .. نطت فى حضن عمتها " الله الله فيها .. شوي محنا متأخرين .." قالت لها مها بصوت هادي .. خذت روضة البنت وهى تشوف أن الموقف ما يحتمل كلام سكرت الباب ودخلت وسمعت صوت كفرات الموتر على الارض يوم مشى ..
" من اللى عند الباب .." نشدتها أمها .." ماجد ومها .." ردت روضه .. " وينهم مانزلوا .." نشدتها أمها وهى مستغربه .." راحوا يجيبون لهم أغراض ونزلوا الجوري عندى .." ردت روضه وهى تفصخ نعال البنت .. " ولو فيهم بلاء .. مها ماتخلى بنتها " ردت نوره وهى تفكر .." مافيهم الا العافيه " قالت روضه وخذت الجوري للمطبخ تعشيها ..



::


::


::



وصل ماجد عند باب قسمهم ونزل " انزلى .." زعق على مها .. نزلت بهدوء ولفت ورا السيارة تنزل الإغراض " خليهم .. امشى قدامى داخل .." بنفس النبرة أمرها .. " بس الأغراض بتذوب فى الحر وبتخترب .." ردت مها وهى واقفه قدامه .." فى اللعنة .. ادخلى قلت لس .." صرخ كن مافيه صبر .. طالعته وهى ساكته وخذت شنطتها فتحت الباب ودخلت قدامه .. دخل وراها وصفق الباب بقوة رجتّ الصالة .. كملت مها مشي لفوق .. " لحظه .. انزلى ابيس " ناداها بصوت عالى .." خير .." لفت نص لفه وردت عليه .. " انتى ما تستحين .. مافي وجهس حيا .." زعق عليها .." احترم نفسك .." قطعته بسرعه .." وانتى خليتيى فيها احترام .. واقفة تغازلين عيني عينك .. ما خليتي لى حشيمة ولا قدر .. ولا حتى لابوس اللى مربيس .. " فتحت مها عيونها بقوة .. " حاسب على كلامك .. وانا ان ما حفظت عمرى والا ماحفظتنى انت .." ردت عليه .." وين الدليل .. اول ماطلعتى فصختى .. لازق فى ظهرس يسولف عليس لعنبو غيرس ما قدرتى انى معس وفى سوق تاخذين الرقم بوجه قوي " ارتفعت ايد ماجد في وجهها وهو يصرخ .. " انت وش تقول .. لا مانت بصاحى .." تروعت مها من تفكيره .. " لا صاحي .. ليش فاتحه تلفونس وهو جنبس .. لايكون يرسل لس أناشيد دينية ؟؟" رد ماجد وهو يتمقت عليها.." فتحته عشان أكلمك يوم تأخرت .. والله ما أدرى وش شكله اللى كان وراي .. واحد قليل حيا تبينى اتناشب معه فى السوق عشان تدري انى ما عطيته وجه ؟؟" دافعت عن نفسها قدام غضبه الشديد .. لفت عنه تطلع فوق .. طلع وراها درجتين مره وحده وسحبها من ايدها " ماخلصت كلامى .. وقد حذرتس .. ماتعطيني ظهرس وأنا أكلمس .. والله لولا حشمة ابوس كان صار علمن غير ذا .." ضغط على ايدها بقوة عكست الغضب اللي في صدره .." الكلام معك ضايع .." نفضت ايدها من ايده بقوة .. لكنه ماتركها .. مد ايده سحب نقابها وشيلتها بيده اليسار " وصلت فيس تقولين لى ذا الكلام .." وماحس بعمره الا ويده اليمين تفك ايدها وترتفع وتضرب خدها فى نفس اللحظه اللى طاح فيها نقابها على الارض وبقى طرف شيلتها في يده .. تردد صوت الكف فى المكان .. وتناثر شعرها على وجهها من قوة الصفقه .. لحظات تجمد كل شي .. ايد ماجد .. وجه مها .. التفتت عليه ببرود .. واثار اصابعه على خدها وأذنها " ارتحت .." لفت عنه وطلعت فوق بدون صوت .. وتركت بقاياها عنده .. نقاب على ألأرض .. وطرف شيله في يده ..

سمعت طنين قوي فى أذنها .. وعقبه حست بشي حار ضرب وجهها .. طاح النقاب فى نفس اللحظة اللى شافت فيها ايد ماجد قدام وجهها وكانت رحمه من الله انها ماشافت تعابير الكره فى وجهه .. تردد الطنين بقوة فى راسها .. وللحظات ما سمعت شي .. نفرت الدموع بسرعه رهيبه لعيونها وبنفس السرعه تحجرت .. ومانزلت .. حست مها فى لحظتها بكل الأحلام اللى تمنتها معاه ماتت .. حست انها طاحت فى بير ماله اخر .. حست أنها عاشت الموقف مره ثانية وبعد مظلومة .. بس هالمره ماراح تسكت .. وماراح تبكي .. شافت تعابير الصدمة على وجه ماجد .. كأنها هى اللى صفقته .. " ارتحت .. " كلمة وحده بس كانت كافيه .. ماراح تسأله ليش .. ولا تلومه .. ولا تنهار .. ماعاد فى القلب مكان للبكا ولا للترجي .. لفت عنه وطلعت فوق .. دخلت غرفة بنتها وقفلت عليها الباب .. دخلت للحمام .. وهناك بس .. بكت ...


رفع ماجد شيلتها يشوفها .. شلون قدرت أسوي كذا .. وشلون قدرت أمد ايدي عليها .. ايدي اللى عمرها ما انمدت على مره .. تنمد عليها هي بالذات .. قط الشيله جنب النقاب على الأرض .. وطلع مايشوف قدامه .. رن جوال مها فى مخباه .. هذا جوالها .. نساه .. طلعه يشوف من المتصل لقاه روضه تركه يرن لين سكرت .. ولما تسكر لقا قائمة الاسماء مفتوحه على اسمه يعنى كانت تدور رقمى ..؟؟ فتح قائمة المكالمات الفائته .. لقى مكالمتين من ساره .. شاف الجهاز البسيط اللى في ايده .. حتى بلوتوث مافيه .. شاف المكالمات الوارده والصادرة .. شيك على الارقام .. كانت القائمة بسيطه .. اهلها وأهله .. وكم اسم لبنات .. والخياط .. ياترى هو تسرع وظلمها والا كان شكه فى محله .. طفى الجهاز اللى صار يحسه جمرة فى ايده ورجع للبيت ياخذ الجوري .. دخل على أمه وروضه عندها تعشي البنت .. سلم على امه وقعد " روضه .. نادى الخدامه خليها تنزل الاغراض من السياره وتدخلها المطبخ عند مها عشان باطلع .." مد ايده ياخذ فنجال قهوة من امه اللى ماعجبها كلامه " وش قومها مانزلت أغراضها بعمرها .." قالت له وهى تزم أثمها مهوب عاجبها كلام ولدها اللى حسته صاير يهتم بمرته أكثر من اللازم .. " يا يمه واللي يرحم والديس تراها شغاله .. ما تبينها تنزلها انا باروح انزلها " رد بصوت عالى وهو قرفان حتى نفسه قط فنجاله وقام .. " تعال بس بتروح الشغاله ما وراها شي .." ردت روضه وهى تقوم بسرعه وراه .. " ياخى ليش كلامى ما يمشى في البيت ذا .. لازم اشرح كل شي لبغيتكم تسووون حاجه .." وقف عند الباب وهو مهوب طايق عمره " الخدم وعندكم بدال الوحده اربع غير الطباخ .. مستكثرين علي خدامه وحده تنزل الاغراض .. الله لا يبارك فيهن من خدامات " طلع من الباب وخلا أمه وراه مندهشة من ثورته .. وروضه مبرطمه والجوري راقده جنب عشاها .. " هذا ما يمّل من الهواش .." قالت لهم نوف وهى تدخل عقب ماطلع ماجد ..



::


::


::



غسلت مها وجهها .. وتوضت عقب ماغيرت ملابسها وطلعت تصلي لها ركعتين .. كان وجهها يعورها وتحس بصداع .. صلت وقامت تدور لها بندول .. خذت لها حبتين ورفعت وجهها فى المرايه وشافت خدها منتفخ ومزرق .. والله مهوب بعيد من خد روضه يوم زلقت فى الحمام .. حسبي الله ونعم الوكيل .. تذكرت بنتها شلون بتجيبها ذلحين .. وجوالها مع ماجد .. وماعندها خدامه توصيها تجيبها من بيت عمها .. لبست عباتها وخذت لها نقاب وجلال ونزلت عشان تجيب بنتها من عقب ما سمعت صوت موتر ماجد يشتغل من ثلث ساعه .. نزلت وشافت الاغراض عند الباب .. دفت الاكياس بطرف رجلها وطلعت ..
وصلت بيت عمها ودخلت للصاله وشافت عمتها وبناتها كلهم قعود حولها .. والجوري راقده على الكنبه .. " مساكم الله بالخير .." سلمت عليهم .. دنقت على راس عمتها تسلم وهى بعباتها ونقابها .. وقفت لها روضه ونوف يسلمون .. " ما شاء الله عليكم ما تأخرتوا .." قالت لها روضه .." لقيت كيسة الاغراض اللي نبيها فى الكرسي اللى ورا عقب ما نزلنا الجوري .." ردت مها .." وشفيه ماجد .." سألتها نوره ,," مافيه الا العافية .. ليش وش فيه يمه .." لفت مها على عمتها وهى ترد عليها .. بدون ماترفع نقابها .. " مادري به .. كنه ضايق من شي .." ردت عمتها وهى تخز مها من فوق لتحت .. " مادرى عنه .. بس الظاهر انه مايحب الدوره فى الاسواق .." ردت مها وهى تقعد جنب بنتها .. " وش اللى حاده يروح والبيت فيه بدال الدريول اثنين .." نغزت نورة بكلامها وهى تقصد مها .. " قلت له يا يمه وعيا .. الله يعطيه العافيه .." كانت مها تبي تسكر على الموضوع عشان تطلع .. " ماعليه شر .. بيوديكم مره والا مرتين وعقبه بيمّل وبيقول عندكم الدريول .." ردت روضه وهى تبتسم تحاول تلطف جو الحديث بين أمها ومرة أخوها " مهوي .. اقعدى شفيس واقفه .. تقهوي .." عزمتها روضه .. ونوف كانت ساكته تراقب .. " معليه تعبانه والله .. والجوري يبي لها تبديل وهى راقده .." تعذرت مها وهى تشل بنتها .. " خليها بخلي الشغاله تشلها عنس .." قالت لها روضه .. " لا فديتس انا بأشلها ما فيه داعي .. " سمت عليها وشلتها .. " زين تعشى معنا .." عزمت عليها روضه وأم وأختها ساكتين .. " تعشى معكم العافيه .. ما انا بمشتهية .. يالله تمسون على خير .." ودنقت على عمتها تحب راسها وضمت بنتها لصدرها وطلعت .. " وانتى من أهله .." ردت عليها نوره وروضه .. طلعت وعيونهم تلاحقها مستغربين .. " فيها شي .." قالت نوف وهى تقرص عيونها في مرة أخوها اللى راحت .. " شكلها متضايقه .." ردت روضه وهى ترجع تقهوى .. " الله يضيق عليها مناسمها كنها ضيقت صدره .. " دعت عليها نورة .. " يمه حرام عليس .. وشدراس انها هى السبب .." دافعت عنها روضه .. " ومن غيرها وهو متقهوي عندى المغرب مافيه الا العافية .. مشغلته عندها دريول يوديها ويجيبها .." ضحكت نوف على كلام أمها .. " الأمر هين يا يمه لمن وداها .. تراها مرته .." ردت روضه وهى تزم شفايفها متضايقه من أختها اللي عاجبها كلام أمها .. " تمرمرتى انتى واياها .. أشوفس واقفه فى صفها .." قرصت نورة عيونها في بنتها .. ونوف ضحكت زياده يوم سمعت تعليق أمها .. التفتت روضه على أختها بضيق " يا حبكم للمشاكل .. ماتعرفون تعيشون مثل الناس .." تأففت روضه وقامت وخلتهم وراها " روحى يا المصلحة الاجتماعية .. " ردت عليها نوف والتفتت لامها تكمل كلامها " يمه .. تظنين ماجد متهاد معها والا ضاربها .." استنتجت نوف .. " وشو .." فتحت نوره عيونها مستغربه ..

شلت مها بنتها وطلعت من بيت عمها وهى تنهّد مرتاحه .. مشت لين وصلت لقسمها ودخلت وقفلت الباب .. طلعت الدرج ودخلت الحجرة وغيرت لبنتها وحطتها فى فراشها وقررت تنزل تحط الاغراض في الثلاجه قبل تخترب .. لبست جلالها وحاولت تغطى طرف خدها المزرق .. ضغطت على راسها من العوار وهى تنزل .. سحبت الاغراض للمطبخ ورتبتها بسرعه طفت الليت وطلعت ترقد جنب بنتها .. وماحست بعمرها وهى تقوم ثلاث مرات تتأكد أن باب الحجره مقفول ...!!


طلع ماجد ضايقه فيه الدنيا .. دق عليه اخوه فهد ينشده وين مكانه وقال له ان الشباب مجتمعين فى مجلس تركي وينشدون منه .. قال له انه بيجيهم عقب ما يخلص له كم شغله .. سكر منه وطلع للكورنيش .. كان محتاج يخفف من الضغط اللى في صدره ..


من بادي الوقت وهذا طبع الايامي
عذبات الايام ماتمدي لياليها

حلو الليالي توارى مثل الأحلام
مخطور عنى عجاج الوقت يخفيها

أسري مع الهاجس اللي ما بعد نامي
وأصور الماضي لنفسي واسليها

أخالف العمر وأراجع سالف أعوامي
وأنوخ ركاب فكري عند داعيها

تدفى على جال ضوه بارد عظامي
والما يسوق بمعاليقي ويرويها

الا صفى لك زمانك عل يا ظامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها

الوقت لو زان لك يا صاح ما دامي
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها

حتى وليفك ولو هيّم بك اهيامي
سيور الأيام تجنح به عواديها



اييييييه .. شكل مالك فى السعاده والفرح نصيب .. كل ما قلت هانت جد علمن جديد .. لا كلام موضي قادر يقنعك .. ولا تصرفاتها بتقنعك .. وش اللي بيقنعك ؟؟.. تطلع اخوك من قبره تنشده ليه سوا كذا ؟؟.. واللي شفته اليوم .. وش شفت .. واحد خبل من واجدين مالهم لا شغله ولا مشغله الا الدوارة فى الاسواق وملاحق النسوان عطته وجه والا ماعطته ماتفرق عنده ..


تذكر كلام موضي يوم جاها ونشدها .. وعادت عليه كل الكلام اللى سبق وعلمته اياه يوم ملكته على مها .. " والله أنا ضايع ماعاد عرفت من اصدق .." رد عليها ماجد بحيره .. " صدق قلبك ياخوي .. صدق قلبك .. وشوف وش يقولك من صوب هالمسكينه " حطت موضي ايدها على صدر اخوها صوب قلبه وهى تتمنى أن كلامها يوصله .. دنق ماجد وهو يلعب فى فنجال قهوته .. " ترانى تعبت وأنا أعيد لك نفس الكلام .. أنا نشدتك يوم تملكتها ابوي غاصبك عليها قلت لى .. لاتعذبها وتعذب عمرك .. تبيها ياخوى لازم تفتح معها صفحه جديده .. ما تبيها خلها تربي بنتها مرتاحه .. قدرت تتحملها عندك خير وبركه .. ماقدرت ردها من حيث أخذتها " ملت موضي وهى تحاول تقنع أخوها .. " أردها ؟؟.. والناس وش بتقول .." رفع ماجد عيونه لأخته.. " ماعليك من الناس .. عليك من نفسك .. تبيها والا لأ .." ظل السؤال معلق بينها وبينه .. " الموضوع عندس بسيط لانس ماتدرين وش قال لي منصور .."

" أدري بالسالفه ماتبي لها ذكاء .. صحيح ما أعرف الكلام اللي قاله لك لكن وحق من رفع سبع أن مها مالها بالسالفه كلها .. والتلفون اللى شفته كسره كان له مهوب لها .. أنت شفت موقف واحد يا ماجد وبنيت عليه شكوك وظنون .. ومنصور الله يسامحه زاد الضو حطب .. خوفه منك خلاه يكذب عليك " شرحت له موضي .. " وفهد .. مالها في موضوعه بعد ..؟؟" رفع صوته بغضب وهو يسألها .. " وش فهد .." استغربت موضي من سؤاله .. " شفتي انس ماتدرين خير شر .." دنق ماجد .. " ماجد .. مها بنت عمي .. والله لو شفت عليها منقود كان علمت منصور قبلك .. والله انها تسوى وزنها ذهب .. لا تصدق كل ماتسمع .. هذا اخر كلامي لك .. وماعندى غيره .. أنا بريت ذمتى من صوب هالمسكينه .. يكفى اخوك راح بذنبها فى رقبته وهو ميت .. لا تشيل ذنبها أنت بعد وأنت حي .. "

دخل ماجد على الشباب فى بيت تركي وقعد معهم يسولف تعشوا وهو تعذر أنه متعشي قبل يجيهم .. قعد بروحه يهوجس عند القهوة .. خلصوا عشا وقعد بعضهم يلعب ورقة وبعضهم متكي يسولف قدام التلفزيون .. دخل عليهم فهد بن سعيد ولد خالتهم .. سلم عليهم وتحفوه قعد جنب ماجد " شلونك يابو عبد الله .. عساك بخير .." .. " بخير الله ينشد منك .."رد عليه ماجد .." وش علومك من عقب العرس ماعاد شفناك .." سأله فهد وهو يبتسم .." علوم خير .. ابد الدوام ماخذ وقتى كله .." رد ماجد ببرود .. " الله يعطيك العافيه .." حس فهد أن ولد خالته مهوب طبيعي فقصر السالفه .." ومن قال .." رد عليه ماجد وسكت .. دخل عليهم أحمد .. وتغير جو المجلس .. كلن قام يرحب ويهلي فيه .. وهذا يعزم وهذاك يحلف عليه .. " يا جماعة الخير انا جاي عشان أقعد خلصنا من بريطانيا .. وكل واحد عزم تراه ملزوم بعزيمته وباسجلكم فى دفتر .. عشان ماحد يجدحنى .." قال لهم أحمد بصوت مرتفع خلا الكل يضحك .. قعد جنب ماجد يسولف معه .. شوي شوي خلا المجلس قريب 11 ومابقى الا ماجد واخوه وتركي وفهد وأحمد .." وش جديدك يابوعبدالله .. من زمان ما سمعنا لك قصيد .. من عقب طلعتنا وقت الربيع .." نشده أحمد .. " جايك القصيد .." رد عليه ماجد ..

ياصاحبي دنياك هذي عجيبه
والوقت يا (فهاد) للناس خداع

كيف الخوي ياناس ينسى صحيبه
من عقب ما كان لمشاكيه سماع

اليوم صدري ودي آشق جيبه
ياكود انا القى لضيقة الصدر مطلاع

جتني على صدري هموم ٍ عصيبه
وابحرت فيها دون مجداف وشراع

يامن رمى ذاك الحجر في قليبه
وحرك سكون الجّم والناس هجاع

قلت: الطفل معقول؟؟ ينسى حليبه
يمكن..ولكن كيف؟! يذكر الياجاع

واخذت افكر بالفياض الرحيبه
يمكن بعد تنسى وفا الغيم للقاع!!

يا وقتنا والله ناسك غريبه
هذي صحيح وجيههم اوهي قناع!!

اشوف ناس ٍ من بعضها قريبه
واشوف ناس ٍ قربهم كنه وداع

واليوم يا(فهاد) بالنفس ريبه
يا صاحب ٍ كنت بيمينه له ذراع؟!

قل لي: وخبر صاحبك ويش عيبه؟؟
او عيبه: انه للوفا دوم تباع

وقل لي : من اللي غيّرك لأجل اجيبه
واعلمه من كان يشري وينباع!!

ان كنت ما تدري فهذي مصيبه
وان كنت تدري شف مسافات الاوجاع...

ترى الخوي وقت الشدايد يجيبه
والا الرخا كل ٍ يجي فيه فزاع

نسيت عشرة صاحب ٍ تلتجي به
ونسيت يوم نقسّم الهم بالصاع!

اي والله اشره والعتب ويش ابيبه
دام العتب مثل الصدى وسط الاسماع:

واحذر ترى دنياك هذي عجيبه
ووقتك ترى يا صاحبي دوم خداع...


" صدقت .. عز الله صدقت .. صح لسانك ولاهنت يا ماجد .." رد فهد وهو يحس بقلب ولد خالته عليه شي .. " جزله من جزل يا مجود .. صح لسانك .." قال تركي .. " صحت أبدانكم ولا تهونون .. " .." يا أخى وأنا .. ماعمرك طريتنى فى قصيدك .. ترى لى عليك ثلاث حقوق(ن) .." تدخل أحمد .. " وش حقوقك .." ضحك ماجد وهو يسأله .. " أول شي إنى خويك .. ثاني شي أنى تونى جاى من غربة .. ثالث شي وهو الأهم أنى عديلك .. ورجل خالة عيالك .." رد أحمد وهو مسوي عمره جاد بكلامه .. العيال ضحكوا عليه .. " ولا يهمك طال عمرك .. بأكتب لك قصيده ليلة عرسك وش تبي بعد .." وعده ماجد .. " عساك سالم يا العضيد ما قصرت .." وتقدم أحمد وحب خشم ماجد .. وفهد يراقبهم بسكات ..



::


::


::



وصل ماجد لقسمه قريب الساعه 1 الصبح .. دخل وشاف القسم هادي والليتات مبنده .. طلع الدرج وشاف باب حجرة الجورى مسكر .. دق شوي شوي وماحد رد عليه .. فتح الباب لكنه كان مقفول من داخل .. تنهّد ولف وراح لحجرته يرقد ..
توعت مها ما تدرى كم الساعه .. خذت جوالها وفتحته كانت الساعه خمس وعشر الصبح .. قامت توضا عشان تصلي .. لمست خدها وهى تحس بوجع فيه .. تذكرت وش سبب هالوجع رفعت وجهها فى مراية الحمام تشوف شكلها وتفاجأت بخدها المورم .. قررت تنزل وتحط لها كمادات بارده عليه أربه يخف .. صلت ولحفت بنتها عدل وطلعت من الحجرة .. التفتت على حجرة ماجد وهى ماتدرى هو رجع البارحه والا لأ .. رجعت تاخذ لها جلال تغطي راسها ونزلت للمطبخ ..

فتحت الليت ودخلت وراحت صوب الثلاجه وخذت لها كماده بارده وحطتها عليها .. شافت الأغراض اللي شرتها البارحه .. مافيها نوم .. فقررت تبتدي تسوي الحلا .. قعدت فى المطبخ تشتغل لحد ما صارت الساعه 6 ونص .. حطت صينية التشيز كيك فى الثلاجة .. وطلعت البسبوسه من الفرن .. كانت ريحتها تفتح النفس على هالصبح .. حطتها على الطاولة وغطتها .. نظفت وراها وتأكدت أنها سكرت الفرن .. وسكرت الباب وطلعت لحجرتها .. دخلت وسكرت الباب وراها بالمفتاح .. نزلت جلالها ودخلت فراشها عشان ترقد ..

رجع الحلم القديم يتصور لماجد فى نومه .. وجه أخوه الميت بين ايديه .. ومها واقفه بعيد عنه .. وبينه وبينها ضو شديدة .. ضمه لصدره وحس بحزنه على أخوه يشق صدره .. دنق يشوفه .. وتروع يوم شاف وجه أخوه أسود .. حاول يمسحه وينظفه بس ماقدر .. شاف جنبه طرف ثوب .. رفع عينه شاف مها واقفه على راسه .. تعطيه جلالها عشان يمسح وجه أخوه .. مد ايده بس ما قدر يوصلها ..
فزّ ماجد من فراشه متروع .. وقلبه مقبوض من الحلم .. وقرر يتصدق عن اخوه .. تسبح وراح يفطر عند أمه وعقبها طلع للدوام بدون مايشوف مها ولا يكلمها عقب اللي صار البارحه ..
قامت مها ثمان ونص على صوت الجوري توعيها .. قامت وغسّلت وغسلت وجه بنتها عقب ما بدلت لها .. فتحت الباب شوي شوي كان باب حجره ماجد مردود .. طلعت له الجوري تركض بس لقت الحجرة فاضيه .. وهالشي ريح قلب مها .. خذت بنتها ونزلت للمطبخ تسوي لهن فطور .. عقب ما أفطرن نظفت المواعين ورتبت المطبخ ورجعت فوق ترتب الغرف .. بدت فى غرفة ماجد .. وطلعت لها طقم شراشف جديد شرته الاسبوع اللى طاف مع ساره يوم راحت لبيت أهلها من المخازن الكبرى .. كان لونه عنابي مع دانتيل ذهبي .. عطت الجوري العاب وخلتها تلعب فى الحجره جنبها وهى ترتب المكان .. مسحت الطاولات والكومدينو من الغبار .. لقت جوالها على الكومدينو ومطفا .. بغت تاخذه لكن فى اللحظة الأخيرة تركته مكانه .. دخلت الحمام ونظفته وبدلت الفوط .. حطت الغسيل فى سله وحطت فوقه الشراشف الوسخه وطلعته برا الحجره .. عطرت السرير .. وشغلت المكيف وطلعت ..

دخلت حجرتها ورتبتها ورتبت فراش بنتها غيرت شراشفهم بعد .. ونظفت الحمام على السريع .. حطت الغسيل كله فى السلة .. ونزلت عشان تغسله .. نزلت بنتها معها .. خلصت شغلها تقريبا على 10 ونص .. وقررت تروح بيت عمها عشان تاخذ لها صواني حق البسبوسة وحق السلطه .. غيرت للجوري ولبست عباتها عقب ماحطت على وجها كريم أساس عشان يخش باقى اللون اللى معلّم على خدها من ضربة ماجد لها لبست نقابها وطلعوا صوب بيت عمها ..

دخلت على عمتها فى الصاله " صبحس الله بالخير يمه .. وشلونس " دنقت تحب راسها .. " صباح النور ..بخير الله يسلمس .." .. مدت الجوري لها تسلم على جدتها .. " وينس من رجلس اليوم .." توترت مها " عسى ماشر وشفيه ؟؟." سألت عمتها .." مافيه شي .. بس يبي له اللي يقابله لمن قعد يفطر .. " رفعت مها راسها عقب ماصبت لعمتها فنجال قهوة وردت عليها " والله يا يمه قلت له أسوي له فطور عندي عيا قال بيفطر هنا .." .. " تعالى هنا قبله وقومي بموجبه الصبح .. يبي اللي يسنعه .." ردت نوره وهى مصممة تحمل مها الغلط .. " ماعليه شر .. بنتى ترقد الصبح ومانا بمخليتها لحالها في البيت .. حتى ماجد مهوب راضي انى اخليها عشان فطور.. بعدين انتى عنده جعل ربي يعطيس الف عافيه .." قدرت ترد الكلام عليها .. " دامكم متراضين بكيفكم .. بغيتى تجين والا بكيفس .." ماردت عليها مها وسوت عمرها مشغوله تشرب لها كوب حليب ..

بعد لحظات من الصمت تكلمت مها " يمه تراني باخذ لي مواعين من المطبخ عشان احط فيها حلويات مسويتها عندى .." وتوقعت مها ان عمتها تعيي .. " وشو له تسوين حلويات .. الطباخ بيسوي كل شي .." ردت عليها نورة .. " الأمر هين .. أنا سويتها بس ماعندى مواعين ارتبها فيها .. " قالت مها لعمتها .." يا مريم .." صاحت نورة على شغالتها .." نعم ماما .." .." شوفى روحى مع مها وعطيها مواعين عشان اكل .. واعرفى مواعين عدل عشان ما تضيع .. زين .." وصتها نورة .. " زين ماما .." .. " ماقصرتي يا يمه .. يالله انا باروح اشوف اللى وراي .." دنقت على راسها وطلعت ورا الشغاله وهى تضحك فى خاطرها .. والله والمواعين .. لو انى باكلها ما وصتها هالوصاه كلها عليها ..

جهزت مها صواني الحلا .. وخلصت شغل السلطة وجهزت الخلطه حقتها وخلتها فى الثلاجة لين وقت العشا .. سوت غدا حق بنتها .. وخذت لها سندويشة جبن وكوب عصير .. غدت بنتها وتغدت وطلعت ترقدها فوق .. عقب ما رقدت الجوري تأكدت أن بابها مقفول ودخلت الحمام تسبح ..
كان ماجد فى الدوام وقلبه للحين مقبوض من الحلم .. قرر يدق على الاستعلامات وياخذ له رقم شيخ من الشيوخ اللى يفسرون ويفهمون فى الدين .. وكلمه وقال له عن الحلم اللي شافه بس بدون ما يذكر مها .. قاله الشيخ ان أخوه عليه دين والأغلب ظالم له أحد وأنه إن قدر يعرف من ظلم ويرد لهم الحق زين .. وإن ماقدر يتصدق عنه عسى الله يرحمه برحمته .. سكر عنه وباله مشغول .. هل ممكن يكون الظلم اللى قصده الشيخ ظلمه لمها ..!!!
كم مره حاول يرفع السماعه عشان يكلمها ويتردد .. لكن ماقدر .. اللي سواه البارحه شي كبير ومهوب بالسهولة انه هو ينساه والا هى تنساه .. بس هل أنت فعلا صدقت أنها كانت تغازل .. كل شي صار يدل على هالنتيجة اللى وصلت لها ؟؟.. ترى كان تصرف اخوك شي والحقيقة شي ثاني .. كل الحب اللي كان يحبه لها كان مجرد قناع يخفي فيه تصرفاته الشاينة .. واللحين هذا أنت فى وضع صعب .. لا أنت بقادر تنسى وتكمل حياتك .. ولا أنت بقادر تتخذ قرار تبعدها عنك .. وفى الحالتين أنت متعذب .. ومعذبها معك .. وش اللى مخليك ما تصدق موضي ؟؟.. أنا ما كذبتها .. بس أنت ما صدقتها .. ما اقدر أنسى أخوي وهو يموت بين ايديني .. ما أقدر أنسى كلامه .. ما اقدر أصدقها وأكذبه .. معناه ما من الكلام .. كل الكلام فايده .. دامك مقتنع انه صادق .. حتى لو حلفت لك على المصحف ما صدقتها .. حتى لو عادت لك موضي كل اللى تعرفه مره ومرتين والف مانت بمصدق ..
ليش .. لأن قلبك وعقلك مقتنع بالكلام اللي سمعته .. وتفسر كل شي يصير على هالاساس .. ماتركت للمخلوقة شي تدافع فيه عن نفسها .. كل حركة مصدر شك .. كل تصرف فيه ريبة .. إلى متى .. كم مره راجعت نفسك وقلت بتعطيها فرصه .. ومع ذلك من أول لحظه تحطها فى خانة الشبهة .. شلون تبيها تتعامل معك .. نسيت أنك طردتها فى أضعف لحظاتها .. خذتك العزة بالاثم وطردتها حتى بدون ماتسمع منها تبرير او دفاع عن النفس .. ظلمت وشكيت وقسيت ووصلت فيك تضرب .. ولا هذا أنت ولا هذي تربيتك .. ليش .. ليش .. لأنى أحبها .. غمض ماجد عيونه يوم أعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنه كان .. ومازال وللحين رغم كل شي .. يحبها ..




::


::


::



رجعت ساره من الجامعه عقب ما قدمت امتحانها .. وصلت للبيت الا تشوف رنج أبيض عند الباب .. التفتت على فاطمة " فاطمة من فيه عند ماما ؟؟.." سألتها .. " مادرى انا يروح مافيه نفر .." ردت فاطمة .. رفعت ساره ساعتها تشوف الوقت .. كانت 10 ونص الصبح .. وش هالزيارة الغريبة .. نزلت من السيارة وخذت شنطتها وشالت الملزمة والكتاب في ايدها .. وعطت فاطمة كيس هدايا من صديقاتها عشان تشله لها وتدخله .. " مدام .. هذا بابا أهمد .." تكلمت فاطمة من ورا ظهرها .. " وش بابا أهمد بعد .." ردت ساره وهى مدنقة في السيارة تاخذ اغراضها " أنا يا ماما سارة .." .. طلعّت راسها بسرعه بدون ما تنتبه ويضربها حد السيارة من فوق فى راسها .. اممممممم .. كتمت أنة الوجع بقوة .. بلعت ريقها والتفتت له .. " سلامات .." كان أحمد واقف قدامها لابس ثوب أبيض .. وغترة بيضا .. يبتسم .. كان شكله أضعف مما تتذكر .. " الله يسلمك .." ردت بضعف .. " تبينها فى شي .." وأشر براسه صوب فاطمة .. هزت راسها تقول له لا وهى ميته تبي تفرك مكان الضربة فى راسها .. " روحى ودي اغراض داخل .. وهاس هذا بعد .. " مد ايده وخطف الكتب والملازم اللى في يدها .. وعطاها فاطمة .. ابتسمت له فاطمة ابتسامه عريضة ودخلت ..

" وشلونس .." سألها بهدوء وهو يدقق في وجهها .. " الحمدلله .." المفاجأة صعقت سارة .. وماخلتها تعرف تتصرف .. وسع عنها عشان تمر وتمشى جنبه للبيت .. " وش سويتي فى امتحانس .." سألها أحمد .." زين .." ردت ساره بضيق .. " طيب قولى لى الحمدلله على السلامه .." عاتبها أحمد بمزح .. " ليه .." كانت ساره مركزه عيونها قدامها وتقول متى أوصل لباب الصاله .. ضحك أحمد بقوة على جوابها .. التفتت له مستغربه بس انتبهت لروحها وبسرعه دنقت .. " ليه .. لانى واصل تونى من يومين من بريطانيا .." وسكت شوي " وما قدرت أصبر اكثر عشان أجي أشوفس .." تعثرت ساره فى طرف عبايتها وبغت تطيح على وجهها .. " بسم الله عليس .." بادرها أحمد بالكلام .. وخرت عنه ومشت أسرع للبيت وهى تسمعه يقول " انتبهي لنفسس ترانى دافع فيس 100 الف .. " التفتت عليه بسرعه وشافته يضحك .. صدت عنه ودخلت وهى تبرطم من الضيقه والاحراج .. " وين ماما .." صرخت على فاطمة .. " ماما فى مجلس مع ماما مال أهمد .." .. ضمت سارة شفايفها بقوة ودخلت حجرتها وصفقت الباب .. قطت عباتها وشيلتها ونقابها على السرير .. رفعت ايدها قدامها كانت اصابعها ترجف .. كان قلبها يدق بجنون .. فكرة انه مشتاق لها وماقدر يصبر عشان يشوفها هزتها بقوة .. غطت وجهها بيدها .. وتسللت ابتسامه لشفايفها ..

دخل ماجد القسم بهدوء .. ماسمع حس أحد فيه .. استغرب ان مها ماجات تغدى ولا طلبت غدا للجوري .. عسى ماتكون مريضه بس .. طلع فوق ودق الباب .. ما سمع رد .. دق أقوى .. نفس الشي .. ناداها .. سمع صوتها من ورا الباب .. " نعم .." ردت مها .. " الله ينعم عليس .. عسى ماشر .. ليش ماتغديتي .." سأل ماجد .. " مابي غدا .. كثر الله خيركم .."ردت من ورا الباب .. تنهد " الجوري فيها شي ؟؟ ."سأل بخوف .. " مافيها الا العافيه .." .. " وأنتى .." سأل بصوت واطي .. " بخير مافيني شي .." .. " زين افتحى الباب والا عاجبس الكلام من وراه .." تضايق ماجد وحاول يمسك أعصابه .. " ماعندى شي أزيده .. كنت راقده وصحيت على صوتك .." سكتت شوي ورجعت كملت " تبي شي ..؟؟" نشدت بضيقه .. " سلامتس .." لف وراه دخل حجرته يقيل وقلبه يهوجس وهو يغير ثيابه باللي سواه مع مها .. وشلون قررت تعاقبه بطريقتها .. من أمس ماشافها .. ومهوب عوايدها ماتنتظره في الليل ولا تقعد تسولف معه عقب الغدا .. بدا يتذكر لحظات بسيطه معها لكن حلوة .. شلون تنتظره فى الليل وتنشده لو تعشى والا لا .. ويوم سألها " لو قلت لس انى ماتعشيت بتسوين لي عشا ..؟؟ " .. لمعت عيونها وهى ترد عليه " أكيد ما يبي لها سؤال .." .. طريقة لفها للجلال حول وجهها حتى قدامه هو .. زوجها حلالها .. خجلها وشلون تتأثر لما تطلع من قذلتها شعره .. وتحاول تردها مكانها .. ملابسها اللي لاحظ أنها محتشمة واجد .. على عكس اللي يشوفهن معه فى الدوام والا فى الأسواق .. صوتها الواطي لمن تكلمت .. هدوء حركتها كلها أشياء تدل على رقتها وعلى معدنها .. التفت للكومدينو شاف موبايلها مثل ماهو .. تذكر فواتير مكالماتها يوم شافها .. استغرب من بساطة المبلغ الموجود واللي قارنه مع موبايل اخته نوف اللى توصل فاتورته للالفين والثلاثه على غير داعي .. لاحظ أن كل مكالماتها ما تتجاوز اربع خمس دقايق .. وأغلبها حق محلات والا لدريولهم .. حتى مالها صديقات واجد اغلب المخزن عليه ارقام خواته واهلها بس .. هل معقول تكون هذي راعية تلفونات ومغازل .. قعد على السرير وضغط بايديه على راسه وتنهد بقوة .. ليتنى قدرت أمسك عليها شي واحد بس يثبت الفكرة اللى في راسي .. معناه .. عطها فرصه .. واحكم عليها بشكل محايد .. بعيد عن كلام اخوك وكلام موضي .. أنت بس ماجد .. وهى مها .. بدون اى احكام مسبقة ماخذها عنها يمكن تكون صح ويمكن تكون غلط .. عشان تكون مرتاح من اى قرار تتخذه معها .. وماتكون ظلمتها .. وبدا يخطط للشي هذا بعيد عن أهله وأهلها ..حط راسه ورقد بعد ما أرهقه التفكير ..


::


::


::




كان اليوم الخميس ليلة الجمعة عشا خالة ماجد أم فهد .. تجهزت مها وحطت لها مكياج خفيف ابرزه جمال بشرتها وهدوء نفسها اللي انعكس على عيونها حنان وحزن مكتوم عطاها رقه وحاذبية .. استشورت شعرها وقذلتها .. وغيرت ملابس بنتها وكانت تنتظر بس يطلع ماجد عشان تروح تاخذ لها بدلة من الكبت وعباة مرتبه .. أذن المغرب قامت وصلت واستغربت انها ما سمعت صوت ماجد وهو يطلع .. جننتها الجوري تبي تطلع فقررت تفتح الباب .. طلعت الجوري قبلها تركض لحجرة ماجد .. انتظرت مها تسمع صوته يلاعبها والا يضحك .. لكن كان الجو برا هادي .. رجعت لها بنتها مبوزة .. لحقت بنتها ودخلت الحجره اللي كانت فاضيه .. زين انه طلع بدري .. رتبت السرير وخذت لها بدله وطلعت مع بنتها ..

خلصت لبس .. وقفت تشوف روحها فى المرايه .. بدي وردي فاتح .. وتنورة حرير سودا .. حطت قلوس وردي على شفايفها ولبست لها خاتم وساعة آجنر بسير أسود .. تعطرت بدهن العود .. وطلعت عباتها وشيلتها وعطرتهم .. اتصلت على روضه عشان تطرش لها الشغاله تساعدها فى الأغراض .. وخذت بنتها ونزلت تحت .. وهى فى نص الدرج .. انفتح باب الفيلا .. " ادخلي حبيبتى .. شيلى صينية على طاولة فى مطبخ .. ودي بيت ماما .." قالت مها بدون ماتنتبه للي دخل عليها وهى تلبس شيلتها .. " ولا يهمس .." رد عليها ماجد .. انصدمت مها ورفعت راسها بسرعه .. حطت الشيلة على شعرها .. ودنقت .. ماعاد قدرت ترجع فوق .. وماتبي تنزل تحت عنده .. فكت الجوري ايدها وركضت لماجد اللى شالها .. اندهش ماجد من جمال مها .. اللى ماكان جمال بمعنى الشي الخارق الواضح .. لا .. كان جمالها هادئ .. ما يبين من أول نظره .. صحيح ملامحها جذابه .. بس فيه شي ثانى .. يأسرك أول ماتشوفها .. يمكن براءتها يمكن بساطتها .. شي عميق .. بس حلو ..

خذت مها نفس عميق ونزلت ومرت من جنبه تبي تروح للمطبخ .. " لحظه .." نادها ماجد .. " نعم .." ردت مها برسمية .. " لفى علي زين ترانى أكلمس .." رد عليها وهو يحاول يمسك أعصابه .. " تفضل اسمعك .." وقفت مها على جنب .. " بخصوص اللي صار .." وسكت وهو منحرج مهوب عارف كيف يعتذر .. مها كانت ساكته ومابينت أي ردة فعل .. " اللى صار غلطة .. وأوعدس ما تتكرر .. " رد باختصار شديد .. التفتت له بكل برود " أفهم من كلامك انك غيرت نظرتك لي .." سألته بصوت بارد .. " وش تقصدين .." ماتوقع ماجد هالسؤال منها .. " تعرف وش قصدي .. أنا في عينك مجرد وحده خاينه .. مالها أمان .. وهذا سبب الغلطة اللي صارت .. ما تثق فيني .. وماراح تنسى الماضي .. حاولت أكسبك بكل وسيلة وماقدرت .. ما اهتميت ببرودك معي .. وتجاهلت نظراتك لى .. قلت تصرفاتي راح تغير رايه فيني .. لكن للأسف أنت مثل ما أنت .. ماتغيرت .. فما فيه داعي تعتذر .." كان كلامها قاسي .. وماتوقعه منها قربت منه خطوتين و وقفت " لمن تأكدت انك ظلمتنى .. ذيك الساعه بس أبي اسمع اعتذارك .." تجمد ماجد وهو يشوفها .. فى نفس اللحظه اللي كان بيرد عليها دخلت روضه والشغاله من الباب .. وقفت روضه تنقل عيونها بين ماجد وبين مها " مساكم الله بالخير " سلمت بتردد .. "هلا روضه .. " التفتت لها مها .. " قلت اجى اساعدس بالصواني .. " تكلمت روضه اللي حست أنها جات فى وقت غير مناسب .. " جزاس الله خير ..حياس المطبخ .." لفت مها عن ماجد وراحت للمطبخ .. " شلونك ماجد .." سألته روضه .. صد وطلع بدون حتى مايرد عليها .. " هذا وش فيه .." سأل روضه مستغربه تصرف أخوها .. " لا تندشيني عنه .." ردت عليها مها وهى تعطي الشغاله صينية السلطة وتطلع الخلطه من الثلاجه .. " والله ماحد بيطلعه من طوره الا أنتي .." قالت روضة وهى تاخذ قطعة من صينية البسبوسة .. " شمعنى .." سألتها مها وهى تلبس عبايتها .. " مادرى .. بس أحسس الوحيده اللى ممكن تطلعه من طوره و اللى يداري خاطرها بنفس الوقت.." ردت روضه وهى تشوف مها .." غلطانه .." ردت عليها مها وهى تعطيها صينيه البسبوسة عشان تشيلها .. ابتسمت مها وهى تتذكر اللى صار البارحه .. " فنانة هالبسبوسة .." قالت روضة وهى تمص أصابعها .. " يالله مشينا قبل يوصلون العرب وما يلحقون على شي من البسبوسة .." ردت مها وهى تضحك على روضه .. طلعت الشغاله والجوري وروضة ولحقتهم مها بعد ما قفلت الباب ..
كان كل شي جاهز .. مها اللى متعوده تشرف على كل شي ماقدرت الا انها تمر على المطبخ تتأكد من العشا ومن ترتيب البوفيه .. نزلت نوف لابسه فستان حرير كحلى .. كانت شاريته من مانجو .. " الله يانوف .. فستانس يجنن .." قالت مها بصدق .. " أدري .. " ردت نوف بدلع .." الله يحفظس من العين .." .. " كنى سلمت من عينس ماعلي خوف .." ردت نوف بوقاحه .. " لا اله الا الله .. عيني باردة .. ولو ضرت الناس كلهم ما ضرتس أنتي .." ردت عليها مها .. وقفت نوف تحد النظر في مها .. لفت عنها مها ودخلت الصاله .. بدوا الناس يوصلون .. وصلت أول شي موضي وبنتها نجول ..

وقعدوا يسولفون لين وصلت خالتهم وبناتها .. وكانت العنود كاشخه تجنن .. لابسه بدله لونها أخضر زمردي .. ومكياجها خفيف وشعرها مرفوع .. وكلهم علقوا عليها لو شافها فهد بن عبدالله ماطلعت من بيتهم .. تفشلت واجد وصار وجهها أحمر وقامت عنهم ..
وصلت ساره وأم ناصر وكانت مها فرحانه فيهم .. سلموا على الموجودين وراحت أم ناصر قعدت مع النسوان وساره راحت لروضة وشلتها .. ومها كانت توجب الموجودين وتقهويهم هى وموضي .. شوى والا دخلت عليهم اللاه وأختها آمنه .. " السلام عليكم .." .. التفتت مها يوم سمعت الصوت استغربت وجودهم وما توقعت عمتها تعزمهم .. تكدر مزاجها لكن ما بينت شي .. " عليكم السلام والرحمة .." واجهتها وسلمت عليها .. " حى الله آمنه .. وشلونس .." تحفت مها آمنه .. " بخير الله يسلمج .. شلونج أنتي .." ردت عليها.. " بخير الله يعافيس .. يا مرحبا ومسهلا .. " دنقت آمنه على أم محمد تسلم عليها " مساج الله بالخير يمه .. شلونج .." .. " يامرحبا والله يا بنيتي .. طاب لونس وشلونس أنتى وشلون أخوانس .." ردت نورة عليها .." يسرج الحال فديتج .." كانت آمنه حلوة التقاطيع ولابسه فستان أسود حرير عارى وعلى صدره بروش كريستال كبير شكله يلفت النظر لصدرها اللى كان مزموم فى الفستان بشكل جذاب .. قارنت مها بين صدرها الصغير وصدر آمنه .. وكانت النتيجه لصالح الثانية .. خلصوا سلام على الضيوف ونادت أم محمد آمنه تقعد جنبها .. ومرت لولوة من جنب مها وهى تطالعها بطرف عينها وتبتسم .. " ماعليس منها .. تذكرى أن البيت بيتس .." همست لها موضى وهى تاخذ منها دلة القهوة .. عطتها الدله وهى تبتسم من ورا قلبها وراحت تشيل صينية الحلا صوب اللاه " وش أخبارس يا أم راشد .. وشلون البنات .." .. " بخير .. شلون مايد عساه مرتاح .." .. " الله ينشد منس .. الحمدلله مرتاح ومستانس دامه مع الجوري .." ابتسمت مها وهى ترد عليها بغيض ومرت صوب آمنه " وش أخبارس يا آمنه .. " .. " بخير الله يسلمج .." .. " تخرجتى والا للحين .." .. " تخرجت السنه اللي طافت واللحين اشتغل .." .. " ماشاء الله .. الله يوفقس .." .. " مشكورة الشيخة .." .. ولفت عنها مها وهى تحس وجهها بيتشقق من كثر ما تغصبت الابتسامه .. أشرت لموضى انها بتروح تشيك على العشا .. طلعت من الصاله وهى تأأفف .. حطت ايدها على وجهها تضغط عليه .. وش هالعالم يا ثقل دمهم .. شوي ولحقتها موضي وهى تضحك .. " أنتى هنا .." .. " وين تبينى أروح .." ردت عليها مها .." والله ان مرة اخوي هذي نكته .." .. " شفيها بعد .. " .. " تكلم عن اللى خطبوا أختها .. فلان مادرى وش فيه .. وعلان مهوب من مواخذينا .. خرابيطها واجد .. لا وتقول لو عند محمد اللى هو أخوى المحترم اخو مثله كان زوجته آمنه .." ضحكت موضي .. " هذي ما تستحى .. " استغربت مها من جرأة الللاه قدام نسوان ماتعرفهم .. " لأ ما تستحى .." ولفت عليها بوجه جاد " عشان كذا احرصى على رجلس .. الزمن ذا المره هى اللى تطرد الرجال .. فهمتى كلامى .." كانت نظرات موضي فيها كلام واجد .. " ايه .." ردت عليها مها ..ولفت موضي عنها ورجعت للصاله .. شوي ولحقتها مها وهى بالها مشغول باللي سمعته .. كان الكل يسولف ويضحك ومها مركزه على عمتها وشلون مستانسه وتسولف مع آمنه .. والللاه مثل الحية تبتسم بشماته كل ماطاحت عينها فى عين مها .. كان العشا بوجودها شي لا يطاق .. الله يعدي هالليلة على خير ..



::


::


::



صار وقت العشاء وقاموا الناس تعشوا بعد ما شيكت موضى ومها على الترتيبات .. وخلصوا وقعدوا يحلون .. كانت مها تطل على البنات كل شوي تتأكد أنهن تعشن ومهوب ناقصهن شي .. قامت ساره تغسل ايديها وأشرت لمها تروح معها .. " عسى تعشيتيى زين .." سألت مها أختها .. " ايه الحمدلله .. بس أبي أقول لس شي .. " ترددت ساره .. " قولي .. " ابتسمت مها وهى تشوف توتر اختها .. " أنا متبهدله مهوب عارفه اسوي شي ... " قالت ساره .. " ليه وش فيس .." سألتها مها .. " مادري .. كل شي يمشى بسرعه وماباقي على العرس الا 21 يوم .." ردت ساره وهى مرتبكه .. " زين وش مبهدلس .. اغراضس وجهزناها .. والكوشة واتفقنا خلاص مع الرجال وش باقي .." نشدتها مها .. " مادرى .. بس حاسه فيه شي ناقص .. وشي كبير .. " قالت ساره وصوتها يرتجف .. " تعوذي من الشيطان بس .. وركزى فى امتحاناتس مابقى شي .. " حاولت مها تهديها .. " مهوي تكفين قولي لماجد يخليكم تمسون بكره عندنا فديتس .. هذا لس من يوم ما أعرستي فوق الشهر تجين عندنا بس ساعه وتروحين .. تكفين قولى له .." ترجتها ساره وهى تمسك ايديها .. " ان شاء الله باقول له لا تحاتين .." طمنتها مها .. " بكره زين .. والا ذلحين حياس معنا .. ومالازم ثياب الكبت حقس مليان .." كانت ساره محتاجه لأختها واجد .. " زين قلت لس .. بس مهوب ذا الليل .. يمكن بكره .." ردت عليها مها .. سكتت ساره يوم دخلت عليهم العنود عشان تغسل ايديها .. " الله يغنيكم ويكثر خيركم .." شكرتها العنود .. " جعل فيه الف عافيه والله .." ردت عليها مها بابتسامه .." الله يعافيس فديتس .." .. " هاه متى ناوية تشرفين بيتنا يا عنوده .." نشدتها مها وهى تبتسم .. " الله العالم .." وقلب وجه العنود الوان .." الله يوفقس بس ونفرح فيس .." قالت ساره .." أنتم السابقون ونحن اللاحقون .." ردت عليها العنود وهالمره صار دور ساره يتلون وجهها بعشرين الف لون ومها تضحك عليهم ..


كانت بسبوسة مها ماخذه الجو .. " ماشاء الله يا أم محمد .. طباخكم كل شي يعرفه حتى البسبوسه .." قالت أم فهد .. " ايه معلمته موضى والبنات .." ردت نورة بفخر .. " حتى الحلويات يعرفها ..؟؟" نشدتها أم فهد .. أم ناصر كانت ساكته لأنها تعرف شغل بنتها .. ومع ذلك ماعلقت .. " ايه كل شي يعرفه .." ردت نورة بثقه .. "بس ياأم محمد هذا مهب شغل مها .." نشدتها منيرة أم ناصر .. " هآآه .. والله مادرى البنات وصوا على العشا والحلويات .." ترددت نورة وهى تجاوبها .." هذا شغلها وأعرفه من بين الف .. " ردت منيرة وهى تبتسم .. " مها ماشاء الله عليها مرة وراعية بيت .. الله يوفقها ويرزقها الذرية الصالحه ويعوضها خير .. " دعت لها أم فهد .. " آمين .." ردت منيرة .. " اللحين الكتب تعلم حتى الشغالات .. ماعاد فيه شي كايد .." علقت اللاه بفتور .. " على كذا تعرفين تطبخين يا أم راشد .." ردت عليها أم فهد .. " ويه وشعليه أطبخ .. ابوي الله يطول بعمره حط بدال الطباخ اثنين وبدل الشغاله خمس .. ومحمد موب مقصر علي بشي .. شله التعب والغثا اروح أطبخ .." ردت الللاه وهى تفر اثمها .. " الحمدلله .. كلنا عند خدم وحشم .. غير المره السنعه هى اللى تعرف للمطبخ لاحتاجت لعمرها .. الخدم مهوب دايمين للوحده .. والرجّال يحب ياكل من ايد مرته .." ردت أم فهد ..
" ولعت بين خالتى وبين الللاه .." همست روضة بصوت واطى فى اذن مها .. خلها عسى تولع في ثيابها .. ردت مها فى خاطرها .. " هذاك أول يا خالتى .. اللحين المطاعم ماتقول لا .. " ردت لولوه بوجه قوي .. " دام الرجال مهوب مقصر على المره وحاط لها خدامات تفرغ له ولبيتها وتخلى الطبخ للشغالات .." تدخلت نوره فى الكلام .. " تسجيل حضور لامى وتهدئة موقف .." رجعت روضه تهمس فى اذن مها .. اللى دنقت وهى تبتسم .. " كذا والا كذا .. البسبوسة تجنن .. جعل ربي يسلم ايدين أم عبدالله .." ردت موضي تحاول تسكر الموضوع .. وجه مها ضرب ألوان من الاحراج لما قالت موضي أم عبدالله .. والللاه رفعت عينها لموضى اول وبعدين لفت على مها تبتسم من طرف اثمها .. " اللهم آمين .. ويسخر لها هى ورجلها " ردت أم فهد وهى تطالع مها بمحبة ..


البنات مدحوا التشيز كيك حقت مها والعنود خذت طريقتها منها .. وموضي طاحت فى البسبوسه وسحبت دلة القهوة جنبها وقعدت تاكل .. وام محمد ماعلقت بشي .. شوي ودق جوال روضه .. طلعت برا الصاله ترد عليه .. لحظات ورجعت تقول لأمها أن فهد ولد خالتها يبي يسلم عليها وأنه واقف برا هو وماجد .. يقول يدخل والا تطلعون له .. " لا يا حبيبتى بنطلع له .. حتى أنا أبي أواجه ماجد .." ردت أم فهد وخذت جلالها عشان تطلع .. وقامت هى ونوره .. مها طلعت وراهم عشان تشوف بنتها .. دخلت عليها كانت تلعب عند فاطمه وتنعس .. " حطيتى لها عشا .. " نشدتها .." لا مدام .. " .." حسبي الله عليس ليه لا .. كان قلتى لى الخدامات فى البيت اربع .." تضايقت مها وقامت مها للمطبخ عشان تحط لبنتها عشا .. فكرت العيال برا والا دخلوا البيت عشان يسلمون .. يوم طلعت ورا عمتها وأم فهد كانوا العيال برا .. خلنى أروح بسرعه للمطبخ أجيب عشا للجوري .. خطفت مها بسرعه فى المسافه اللى كانت فاصله بين الحجر الداخلية وبين المطبخ .. وما انتبهت أن العيال كانوا موجودين عند الباب الداخلى وأن ماجد شافها ..
عشت مها بنتها وغيرت لها ولبستها بيجامه وخلتها راقده عند فاطمة .. ورجعت للصاله تشوف من بقى من العرب .. سمعت صوت ضحك ماجد .. معقوله للحين واقفين يسولفون .. طلعت وحده من الشغالات من المطبخ وأشرت لها مها تعالى .. ويوم جاتها سألتها من اللى واقف برا .. قالت هذا بابا ماجد مع واحد حرمه .. طلعت مها تشوف من اللى واقف معه برا .. انصدمت يوم شافته واقف يسولف مع آمنه .. " ولا يهمس .. مايصير خاطرس الا طيب .." .. " مشكور ماتقصر .. قالت لى لولوة ماحد بيساعدج الا مايد .." .. " توكلى على الله وأنا بنفسي بأتابع الموضوع .." .. " أعتمد عليك يعني .." ردت آمنه بدلع .. " اعتمدى على الله وان شاء الله خير .." قربت منهم مها وهى تبتسم ابتسامه صفراء .. انتبهت لها آمنه وعدلت شيلتها على راسها " خلاص .. اذا بغيت شي كلمنى اوك .." .. " ان شاء الله .. يالله مع السلامة .. " وصد ماجد وهو يشوف مها وطلع بدون ما يكلمها .. ولفت آمنه بعد بتدخل للصاله " لحظه .." نادتها مها .. " تكلمينى .." سألتها آمنه ببراءة .. " ايه أكلمس .." .. واجهتها آمنه وهى تنزل شيلتها عن شعرها وتنثره .. " خير .." .. " أشوفس تكلمين ماجد .. عسى ماشر ..؟" سألتها مها بتوتر .." مافيه شر .. بس أنتى ليش تبين تعرفين ..؟" سألتها آمنه وهى تبي تضايقها .. " وهذا سؤال .." ابتسمت مها ببرود .. " موضوع خاص بينى وبين مايد .." ردت آمنه وهى تكتف ايديها على صدرها .. " أهاااا .. وهالموضوع سر ؟؟.." ردت مها .. " تبين تعرفينه أسأليه .. يمكن يقولج .." وابتسمت آمنه بدلع ولفت عنها .. سكرت مها ايديها بتوتر ملحوظ .. وهى تتنفس بضيق .. مهوب من حقها تكلمه كذا .. تطلع قدامه كذا .. مهما كان هذا مهوب محرم لها .. وأنتى وش يهمس منها .. ماتهمنى بشي .. بس منهى عشان تكلمه بشي خاص .. وشو السالفه اللي بينها وبينه .. وليش يوم شافنى سكر الموضوع وطلع .. وش قالها عشان تكون واثقه من نفسها كذا وتكلمنى بكل جراءة .. تجمعت الدموع فى عيونها بسرعه .. مسحتها بطرف اصبعها ورجعت للمطبخ تشرب ماي .. مرت الحمام رتبت شكلها وطلعت للصاله .. دخلت عليهم وهى تبتسم .. كانت آمنه لازقه فى أختها وتشاورها بصوت واطي .. وتضحك .. قعدت جنب موضي " وش طافنى .." سألتها .. " ولا شئ .. ليه .." ردت موضي .. " آمنه كانت برا تكلم ماجد .." .. " فتحت موضي عيونها " وش .." .." اللى سمعتيه .." .. " وش تبي منه .." .. " علمى علمس .." سكتت مها وموضي لفت تشوف مرة أخوها وأختها اللي قاعدين يضحكون بصوت واطي ..




::


::


::



خلص العشا والضيوف سروا .. كانت مها تعبانه على الاخر ومافيها شدة حتى تمشى .. شلت بنتها وراحت لقسمها .. دخلت وسمعت صوت التلفزيون في غرفة ماجد يشتغل .. قفلت الباب وطلعت الدرج تشيل بنتها .. دخلت غرفتها وحطت بنتها على فراشها ورجعت تقفل الباب .. غيرت ملابسها بصعوبة وغسلت وجهها ورقدت على طول .. صحت يوم الجمعه وطلعت تسوي فطور للجوري .. شافت باب حجرة ماجد مفتوح .. نزلت جلالها على صدرها ودخلت .. كان ماجد يمشط شعره عقب ما تسبح للجمعه .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .. " .. " تبي أسوي لك فطور .. " .. " مشكورة .. " طلعت عنه مها ومازادت ولا كلمة .. جهزت له الفحم تحت عشان يتدخن قبل يطلع .. وعلى نفس المنوال .. مرت ايامهم .. برود فى التعامل كلام محدود جداً .. إن دخل لمكان طلعت هى .. وأن تكلم سكتت .. والجدار اللي بينهم يوم عن يوم يقوى ويرتفع .. حتى كأن الواحد منهم ماتزوج .. بس عايش بعيد عن أهله .. استغنى ماجد بنفسه وأحاسيسه عن وجود مها .. وتعودت مها على غياب ماجد عن حياتها .. وحاولت تعّود بنتها اللى ظلت الحلقة الوحيده بينهم .. في ليله انتظرت مها ماجد عشان تطلب منه تروح لأهلها .. رجع قريب 11 ونص .. كالعاده المكان هادي .. وهو طالع على الدرج انفتح باب غرفة الجوري .. تلقائياً رفع راسه .. شافها واقفه .. معقوله تنتظرنى ..؟؟.. " السلام عليكم .." سلّم بصوت واطي .. " عليكم السلام .." ترددت شوي " بغيتك بموضوع .." تكلمت مها .. " خير ان شاء الله .." وقف ماجد على أخر درجه يطالعها .. " تدرى عرس ساره الأسبوع الجاي .. وهى محتاجه إنى أكون جنبها .." وسكتت " زين روحي لها .." رد ماجد ببساطه .." أبي أمسى هناك .." ردت مها .." متى .." سألها .." الأسبوع الجاي كله .." .. رفع ماجد حواجبه مستغرب " كله .." رد عليها .. " أغراضك كلها مرتبه وتكفيك اسبوع وزياده .. عيشتك عند بيت عمى .. وأظن وجودى مثل عدمه .." ردت عليه بهدوء ..سكت ماجد شوي وهو يدقق فى ملامحها .. " خير ان شاء الله .. روحي لها .. " رد عليها بصوت ميت الأحساس .. مشى من جنبها ودخل غرفته وسكر الباب وراه .. وقفت مها لحظات تشوف الباب المسكر .. دنقت ورجعت لغرفتها وسكرت بابها ..

مر آخر اسبوع قبل عرس ساره بتوتر شديد .. كانت مها تتابع أخر ترتيبات العرس .. وتطلع ملابس ساره الباقية عند الخياييط .. وترتب غرفتها .. اللى امتلت من الأغراض .. واضطرت مها تفضي الكبت حقها عشان تحط باقي أغراض ساره وتكون حجرتها مرتبه شوي عشان ما يزيد توترها اللى مهوب محتاج شي يزيده .. يوم الثلاثاء وصلت الحناية .. دخلتها مها الصالة ودخلت تعلم سارة .. دخلت عليها مالقتها في حجرتها .. دقت باب الحمام " السوري .. الحناية هنا اخلصي اطلعي .." .. انفتح الباب وكان وراه وجه السوري المنتفخ والمحمر من البكا .." بسم الله عليس وش فيس .." .." ما .. مافيني .. شي .. بس .. مابي .. اعرس .." كان كلام ساره مقطع لانها تشهق وهى تبكى .." تعوذي من الشيطان بس .." ضمتها مها لصدرها وخلتها تطلع اللى في خاطرها كله " توس اللحين تنتبهين انس ماتبين تعرسين " قالت لها مها بمزح .. وهذيك من سمعتها زادت في البكا .. ضحكت مها " والله أنس خبل .. اللي مثلس تحمد ربها .. عند أهلها وعند ولد عمها .. واللى مثل أحمد ما ينخاف منه .. تعوذي من الشيطان بس .." حضنتها لين حستها هدت .. " يالله فديتس .. خلي المره تدخل عشان تخلصين .." مسحت مها على راس أختها .. " طلبتس قولى تم .." .. " تم وأنا أختس .." قالت لها مها .. " تحنين معي .." رفعت ساره راسها تشوف وجه أختها .. " بس .." ردت مها .. " لا بس ولا حاجه .. أنتي تممتي لي .. من لى غيرس يفرح معي .. " دمعت عيون ساره وهى تحاكيها .. بكت مها وضمتها لصدرها ..
تحنت مها وساره والجوري ومنيرة حتى فاطمة .. تحنت معاهن .. وجاء يوم الأربعاء الأخير في حياة ساره كانت مثل اللي عايشه حلم .. ومجرد ماتصحى منه راح ينتهي ..قضت ليلتها الأخيرة مع أختها على فراش واحد .. وصار فجر الخميس ..


قامت مها من بدري تجهز أغراض أختها رن جوّالها وهى ترتب الأغراض .. تركت اللي في ايدها وراحت له " الو .." .. " حى الله العروس .. " كانت صوت موضي .. " الله يحييس .. شلونس .." تحفتها مها .. " بخير جعلس بخير .. شلونس انتى وشلون ماجد .." .." يسرس الحال بخير .. شلون تركى والعيال .." .. " ابد ماعليهم .. بخير وسهاله .." ردت موضي وسكتت " اقول مها .. وش أخبارس مع ماجد .." سألتها بتردد .. " الحمدلله .." ردت مها بكلمتين .. " الحمدلله يعني معاملته لس زينه .." رجعت موضي تنشدها .. " الله يعين .." .. " مها .. اسمعيني وأنا أختس .. ماجد غير عن المرحوم وقلتها لس ألف مره .. صدقيني قلبه قلب بزر وتقدرين تكسبينه .. أنا تكلمت معه وقلت له الموضوع كله .. حتى سالفة التلفون علمته بها " وضحت لها موضي .. " بس أنا أحسه ما صدقس .. عيونه تقول كذا .. " .. " معليه عطيه وقت .. وأنا متأكده متى ماعرفس بيعرف طيبتس وبيعرف ان الله يحبه يوم صرتي من نصيبه .. " كانت موضي تكلم وهى تسمع صوت تنفس مها المضطرب .. " مهوي .. خلس ذكيه ولا تضيعين ماجد من ايدس .. مصيره يصدق لكن كل شي بايدس .. " .. " وش اللى بيدي بس .." ردت مها بيأس .. " باسألس سؤال .. سؤال واحد بس .. وعليه يعتمد كل شي .. أنتى تبينه والا ماتبينه .. " ..
صارت الساعه 12 وكان لازم يمشون كلهم للفندق .. فى زحمة الأسبوع اللى فات كان صعب على مها تتذكر ماجد .. الا فى لحظات سكونها فى الليل .. ما اتصل يتطمن .. ولا حتى أرسل مسج .. شكله ما صدق انى اخليه .. حتى لو اتصل في ابوي يتطمن علينا ما يكفي .. ايه وش عليه دام بينه وبين آمنه سوالف خاصه .. تكدر خاطرها يوم تذكرت الموضوع .. كلام موضي خلاها تشيل همّ جديد .. خلها تخلص الليله من ساره .. وعقبها بيحلها ألف حلال ..

مرّ الوقت بشكل سريع غير معقول .. صارت الساعه 9وربع .. دخلت مها الحمام تلبس فستانها الذهبي وخلت ساره برا تخلص اخر اللمسات على مكياجها وشعرها .. حست أن مقاسه صار أكبر .. أو هى ضعفت .. مهوب مشكله .. وسيع أحسن من ضيق .. لفت تشوف تسريحه شعرها اللى كانت رفع ومكياجها الحلو .. لبست صندلها الذهبي وطلعت برا .. طلعت من الحمام كانت مدنقة .. رفعت راسها وتفاجأت ..
كانت سارة وسط غيمة حرير سكرية .. كانت أختها قدامها لابسة فستان العرس .. واقفه وايدها تنتفض وشفايفها ترتجف وعيونها تلمع بالدموع .. " لأ .." مشت لها بسرعه " الليلة ليلة فرح فديتس .." كانت ساره بديعة المنظر .. ماتوقعتها مها بتكون هالشكل .. قعدت عشان تثبت لها الكوافيرة الطرحه .. قعدت مها تقرا عليها .. كانت ايدين ساره مثل الثلج .. جهزت وكان لازم تنزل .. دخلوا عليها بنات عمها عبد الله .. موضي لابسة فستان أخضر .. ونوف فستان اسود .. وروضة فستان اصفر .. اتصلت عليهم العنود .. ونادوها بعد .. جات المصورة وكانت فرصه يصورون قبل الزحمة .. وجود البنات معها خفف عليها هم اللحظات الصعبة الجاية .. وجا دور أبو ناصر .. دخل وعيونه دموع .. باس راس بنته .. ومسكته مها عشان يصور معاهم .. للحظات وقف يتامل بنته .. خرت دمعه من عينه كسرت قلب ساره .. صد أبوها وطلع .. دخلوا عليها البنات من جديد عشان ينزلون معاها .. دخلوا قبلها وسكروا الباب عشان الزفة .. وقفت ساره عند باب القاعه المسكر .. وصوت دقات قلبها غطى على صوت الزفة .. انفتح الباب .. ماعرفت تمشى والا لأ .. ماتسمع غير طنين قوي فى اذنها .. التفتت لمها اللى أشرت لها تمشى .. ومشت ساره .. على صوت محمد عبده ..

هذا المسا للحب للشوق للمواعيد
هذا المسا في القلب شمع وأغاني وعيد
هذا المسا لك أنت .. هذا المسا لك أنت
مهما تكون بعيد .. مهما تكون بعيد ..


زغاريد فرح وتبتدى الزفة .. لعيون ساره ..

][`~*¤!||!¤*~`][لعيون ســــاره][`~*¤!||!¤*~`][

لعيون ساره تشرق الشمس وتغيب
نبض الحياه بخافقي من نظرها

بنت القصيد اخت النجوم المراقيب
وجه السنين المقبلات وقمرها

كن اسمها عطر القلم والمكاتيب
لامن بدت فيه القصايد شهرها

من بعدها مالي جروحن معاطيب
من بعدها عيني هجرها سهرها

هذا غلاها له بالاعناق تجريح
انشد وتلقا بالمحاني خبرها

هي مطلبي هي لاتعدى المطاليب
هي بسمتي ايامي وغيري قدرها

بنت الرجال اللي بهم ينظرب صيت
افعالهم بحبر القلم ماحصرها

مادامها تسند على القلب تجريب
معذور لو قلبي وروحي نهرها



مشت ساره .. بين الهزج والأغانى والفرح .. نجمة منورة وسط قاعة الفرح الداكنة .. يتبعها قلبين .. حبوها أكثر من كل البشر .. منيرة .. ومها .. قلبين بكوا قبل تبكى العيون .. بكوا فرح .. بكوا خوف الفراق .. بكوا أمل فى بكره .. كانت لحظات لا توصف .. ساره تمشى زي اللى تطير على سحابه .. تتبعها من بعيد عيون مها .. وصلت للكوشه .. وزغرد الكل .. والتموا الحبايب حولها .. أهل أحمد .. وأهلها .. صديقاتها .. مرت الساعات .. واتصل ابو ناصر على مها عشان تطلع أختها فوق .. رجلها ينتظرها .. وطلعت سارة وكنها بالحلم .. لبست مها عباتها وتغطت عدل .. غطت أختها عشان تطلع فوق مع أمها .. مشوا وكانت ساره ترتجف .. مها عورها قلبها على أختها .. قعدت تقرا عليها لين وصلوا الجناح .. لقوا أمه وخواته قد سبقوهم .. كشفت مها شيله ساره عن وجهها .. ابهرها النور .. والصوت والزغاريد .. مشت بدون شعور من اللى يدفها صوبه .. كان أحمد واقف قدامها .. عليه بشت بيج .. كانت عيونه تبرق بالفرح .. وعلى شفايفه ابتسامه .. تجمدت ساره .. وقفت جنبه ماتدرى شلون .. ابتسمت فى الصور بدون شعور .. لحظة بدا الكل يطلع .. والمصورة تصورها لقطات واجد .. ماتدرى ساره شلون قدرت تسويها .. والا شلون صبرت عليها .. " الله الله فيها يا ولدي .. تراها أمانه فى رقبتك " كان صوت أمها مبحوح .. وعيونها تدمع .. وين بتروحين يمه .. كانت ساره تشوف أمها تقرب منها وتحب راسها وتصد تطلع عنها .. قربت مها منها ووصتها على عمرها وعلى رجلها .. باستها وهى تبكى .. ليش يطلعون .. راح أحمد وسكر الباب ..ورجع لها .. وقف قدامها يبتسم .. بدت شفايفها ترتجف .. قرب منها .. مسكها بيديه الثنتين من ايديها ..

"من كُتب الحب العتاق .. وتاريخ الفراق
وستاير الدمع الرقاق ..
جمعت قلبي غبار .. وقطع فخار ..
ومن على المرمر البارد ..
ومن ما نسته النار .. من غيمي المحروق ..
وحملت عيوني وركبت أول سفينه تبحر ..
على وجهي الاصفر .. خريفٍ طال ..
وسلال من رذاذ وملح ..
وفي صدري حجارة نسيوها بحاره ..
مروا علي فـ يوم ..
وقالوا تعال معنا .. وما كان يجمعنا ..
إلا الضياع والريح ..

راجع من الايام .. من الاحلام ..
ومن الف سناره .. مغروسة بقلبي ..
لقيت لي بشارة .. ما اغلى عطا ربي ..
أثر العمر ساره .. وموج البحر ساره ..
وكل المدى ساره ..
سافرت كل العمر .. وراجع احب سارة .. "



انتهت ليلة الفرح .. وكل رجع لبيته .. طلعت مها برا تنتظر ماجد .. عقب ما تأكدت أن أمها رجعت للبيت مع فاطمة والجوري .. كانت تعبانه على الآخر .. وماجد اتصل فيها عشان تنتظره .. وترجع معه للبيت .. قالت له انها بترجع مع أمها والجوري .. عيا .. قال خلي الجوري ترجع مع جدتها .. وهو بيوصلها لهم بعدين .. قالت لها أمها ترجع مع رجلها للبيت صار لها اسبوع عندهم .. عيب في حقها وفى حقهم .. قالت مها بتشوف وش يبي وبترجع للبيت .. جا ماجد فى موتره .. ركبت معه مها " السلام عليكم .." .. " وعليكم السلام .." .. حرك ماجد للبيت .. وهو يشوف طرف فستانها .. وايديها عليها حنا .. يالله .. يوم عرسنا ماتحنت .. ولا لبست كذا .. ليه ؟؟ شايفتنى ناقص .. والا غيري يستاهل وأنا لأ .. ضاق صدره واجد .. لكن مسك أعصابه .. " قلت تبينى في موضوع .. عسى ماشر .." التفتت عليه مها تنشده .. " نوصل للبيت ونتكلم .. راسي يعورنى من عقب العرس .." رد عليها وعيونه على الطريق .. صدت عنه وهى للحين متغشيه .. وصلوا بيتهم ونزلت مها .. فتح ماجد الباب و وسع لها تدخل .. دخلت قبله .. دخل وقفل الباب .. راح للمطبخ جاب له ماء وهو واقفه تشوفه .. مر من جنبها وطلع لحجرته فوق .. خذت نفس وطلعت وراه .. وقفت عند الباب برا .. " وصلنا البيت .. تكلم .." .. كان مشتاق لها .. بس مهوب قادر يقول .. حس بفراغ كبير عقب ما راحت لكن صعب يعترف .. التفت عليها ومشى صوبها .. مسكها من ايديها ودخلها للحجره .. مد ايده وقلبه مضطرب .. رفع شيلتها شوي شوي .. شافها .. بكل جمال وكل عذوبة .. حلمه القديم قدامه لحم ودم وروح .. فصخ عباتها وهى مثل المنومه .. عيونها ما فارقت عيونه ..

كان قلبها يدق بجنون .. وش عنده يا ساتر .. تبعته للطابق الثانى .. وقفت عند الباب ماتجرأت تدخل .. " وصلنا البيت تكلم .." .. ما تكلم.. لف عليها وهو مركز النظر عليها .. مشى صوبها .. جف ريقها .. وماعاد فيه مجال تهرب منه .. ثبتت مكانها .. وقف قدامها .. تعالت فى راسها اصوات الفرح والخوف .. حست فى صدرها الاف القلوب تنبض في نفس الوقت .. بلعت ريقها .. مد ايده لراسها .. غمضت .. حست بشعاع النور يلمس جفونها .. فتحت عيونها .. وقابلت عيونه .. المخلوقة عشانها .. وأطياف الشوق فيها تدور .. لمست ايدينه على جسمها نار .. انفاسها ريح تضطرب .. رفع ايدينها يشوف نقش الحنه .. قربها من نار شفايفها وباسها .. أحرقتها أنفاسه .. وجننت أسراب خيل تحت جلدها فزت تسبق الشوق فى جسمها كله .. قرب منها " مهـأ .." كان صوته مبحوح .. رغبة عمر مضى وحلم وعد جاي .. كان صوته كل الفرح وكل الحلم وعد بأجمل اللحظات .. بس .. بعد ما تنتهى اللحظة .. من أنا ..

" لا .. يا ماجد لا .." صرخت بصوت هامس .. عقد ماجد حواجبه مستغرب .. " ليه لأ يا مها .. ليه .." .. حست بأصابعه تنغرز فى لحم ذراعها .. " لأا يا ماجد .. أرجوك .." .. ضغط أكثر عليها .. حست بوجهه تغير .. اسودت النظرة فى عيونه .. " تبين تذبحينى .. تبينى أذل نفسي لس .. لا واللي رفعها سبع وبسطها سبع .. " كانت نبرته مخيفة قربها منه واجد .. حتى ما بقى بينه وبينها الا ما بين الشفه والشفه .. شافت انعكاس وجهها فى عيونه .. قال


هذا ثمر قلبـي تدلـى قبـل .. يأتـي موسمـه
مدي يدينك واجمعي فرقـاك مـن عـذق العتـب

أنا ثملت من الفراق اللـي خـذا وجهـي سمـه
شوفـي ملامـح غيبتـك تقـرا قبـل لاتنكتـب

في وجهي الشاحب وفي آهات صـدري ونسمـه
في ناضر عيون ٍ هميـل الوجـد منهـا ينسكـب

يا نور لحظات ٍ غدت مـن دون وجهـك معتمـه
وينك؟بدا هذا الحنين بجـوف صـدري يحتطـب

ياحب ٍ إجتـاح الضلـوع وفـج قلبـي وقسمـه
نصفين..وأزريت اجمع النصفين وغيابك سبـب!

حب ٍ بقى لـو واقعـه مـره بحاليـه.. صدمـه
عشق ٍ حيا رغم العطش في روض روحي معتشب

ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!

ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!

ليـت الغـلا ذنـب ٍ تجنـاه الخفـوق ويندمـه
وليت الصبر جرم ٍ اليا طاولـت همـي يرتكـب!


إلى متى وأنا اهيـن الوقـت وأرجـع واحشمـه
وأنا على رجم الوصال اشرف.. وأنادي.. وأرتقب

يـاأم العيـون الفاتـرات الناجـلات المغـرمـه
يا من رموش عيونها تشكي سبب عكش الهـدب

يامبسـم ٍ لـه ضحكـة ٍ تنطـق بشـي ٍ تبهمـه
يانبـرة ٍ لامـن حكـت كـل المعانـي تنقـلـب

ياللـي خذيتـي خافقـي قبـل اعرفـك واقدمـه
ياللي غيابك لحن ٍ تغنـي بـه أعـواد القصـب

عودي على قلب ٍ طواه الهـم والشـوق هزمـه
قلب ٍ معك غنايمه ضاعت ولاادري وش كسـب؟

أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه
جمر انتظاري سَمدت ناره وانا صـرت الحطـب

حتـى ثمـر قلبـي تدلـى قبـل ياتـي موسمـه
هزي طرف جذعه تساقط لك من عذوقـه عتـب!



كرر البيت اللى بالنص ثلاث مرات .. وبكل مره يغرس سكين فى قلب مها .. كانت تسمع القصيدة وهى مهوب مصدقة .. وش يقول .. معقول .. كانت دموعها تنزل على وجهها بدون شعور .. ماعاد حست باصابعه اللى انغرزت فى لحمها .. يوم انتهى .. ارتجف دقنه .. دفها بكل قوته وراها على السرير .. وطلع من الحجره .. وتركها مذهولة .. لحالها .. ومع حقيقة قلب ماجد ..


::؛::


وتبتدى ليلة فرح .. وليلة حزن ,, ليلة وصل .. وليلة فراق ..
والحياة مجموعة حقايق .. ولكل حقيقة وقت .. ولكل وقت أحاسيس .. ولكل احساس قصة .. تبتدى وتنتهى داخل القلوب المحرمة .. حقيقة أحمد ظهرت فى سطور بسيطة ~ راجع أحب ساره ~ .. وحقيقة ماجد ظهرت فى نفس السطر .. لكن بشعور مناقض تماماً ~ أنا انتهيت وشوقي بصـدري بـدت لـه همهمـه ~ تدور فينا الحياة .. وكلنا نتحمل عاقبة اختياراتنا ..

::؛::

كانت هذي القلوب المحرمة على النسيان
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
وأنتظر ردودكم بكل الحب
عيدكم مبارك

فى أمان الله

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا بلا روح, قلوب محرمه على النسيان, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t143218.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-10-14 11:34 PM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 12-08-14 08:48 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 08-08-14 11:54 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 03-08-14 05:32 AM


الساعة الآن 03:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية