لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-10, 02:15 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 





أتمنى لكم قراءة ممتعة ..
تصبحون على خير


::



الفصل السادس والعشرين




سكرت المصحف وطوت سجادتها .. وقعدت تفكر .. ياترى اللى سويته صح والا غلط .. هذا مهما كان ولدها .. عضت شفايفها تحس بندم مختلط مع راحه .. ماقدرت تفسره .. راحه لأن هذا الشي اللى كان لازم من سنين تسويه .. عشان ترجع الأمور وتمشى صح .. عشان الكل يرتاح .. عشان هالصفحات تتسكر ويبدا الكل صفحات جديده بدون أى ذنوب من الماضي .. وندم .. على نظرة الأنكسار اللى شافتها في عيون أمها .. اللى ما صدقت الكلام الا بعد ما حلفت لها على المصحف .. شلون تصدق كلام مثل هذاعليه وهو ولدها .. روحها اللى راحت .. ضناها اللى مات .. اللى ما يقدر يدافع عن نفسه اللحين .. ماعمرها أوجعها شي مثل دموع أمها .. وبكاها وقلبها الكسير .. لما بكت أمها فى حضنها وهى بنتها مثل الطفلة اليتيم .. كان قلبها شوى وينقشع من مكانه من الحزن وهى تسمع شهقاتها وحرقة قلبها .. سامحينى يا يمه إنى كنت السبب .. سامحينى أنى كنت الحجر اللى كسر الصورة الحلوة حقته .. سامحينى أنى عرضتس لموقف ما تعرضه بنت لأمها .. بكت بصمت وهى تدعي لأمها .. ولأخوها .. التفتت على عيالها اللى راقدين .. الله يحفظهم لى ويبعد عنهم عيال الحرام وبنات الحرام ..

تنهدت بالم وضغطت وجهها بكفوفها وهى تسترجع صورة أمها المصدومة .. اللى للحين مريضه من الموضوع برغم مرور ايام عليه .. لكن ما بينت لأحد شي .. ولا اشتكت .. انكسار داخلى هائل .. وجرح مفتوح معرض للألتهاب .. وروح فقدت البريق .. وعزة النفس .. فقدت الثقة فى اللى راح .. وخايفه من المجهول اللى جاى ..
.. " وش فيهم عيالي تغطى عليهم .. " صاحت نوره بكبرياء .. تنهدت موضى بعمق .. صار لازم تتكلم .. مدت ايدها وصبت كوب ماى بارد وقربته من أمها اللى رفضت تمد ايدها وتاخذه منها .. صبت لها واحد ثانى وشربت منه شوي وحطته قدامها بكل هدوء .. " يمه .. أنتى كنتى تدرين أن منصور بدا يشرب قبل لا يموت .." رمت أول سهم وتدرى بيدمى قلب أمها .. لأنه كان الأقسى .. " ويش ..؟؟؟" ضربت نوره بكفها على صدرها بحسرة " ولو ما أنتى بصاحيه .." قرصت عيونها في بنتها بغضب .. " يمه .. تبين تسمعينى للآخر والا لأ .." ردت موضى بهدوء مخيف .. " وش أسمع ..؟؟ خرابيط .. يكرم ولدى عن اللى تقولينه .. روحى قولى للى قالس الكلام ذا يدور على واحد(ن) غير منصور يلزق فيه ذا السوالف .." ردت نوره بغضب شديد وتوتر .. " زين خلينا من ذى السالفه .. تخبرين الموضوع اللى مسكوه الشرطه عشانه قبل ياخذ مها ..؟؟" شبكت موضى اصابعها بهدوء وهى تحاول تحتوى غضب أمها .. " كان طيش شباب وانتهى .. انحبس له يومين عشانه وطلع مثله مثل غيره من الشباب .. " ردت أم محمد بتوتر .. " لأ يمه ما انتهى .. منصور رجع لمطارد بنات الحرام حتى عقب ماخذا مها وهى شافته بعينها وهذا سبب الزعل اللى كان بينهم .." قالت موضى .. حطت نوره ايديها على ركبها وتقدمت شوي وقالت بصوت عالى " وأنتى مصدقتها ..؟؟؟ " بصوت فيه رنة لوم لبنتها الكبيره أنها تصدق شي مثل هذا عن أخوها ..

" يا يمه وش مصلحتها فى الموضوع تكذب وتخرب حياتها بيدها .؟؟؟ تراه ولدس وتعرفينه من يومه الله يرحمه طايش .. وبعدين أنا دريت بالموضوع على حياة منصور وكلمته فيه وهو بلسانه اعترف لى قبل لا يموت الله يرحمه .." .. بدت نوره ترتجف لا شعورياً " يمكنه قال لس كذا بس عشان يهديها يوم زعلت .. ولدى واعرفه أنا المربيته " ردت نوره وعيونها سراحانه ورا بنتها .. تشوف ذكرى قديمه .. " يمه .. هو أنا والا أنتى اللى نربي والا نحفظ .. الله سبحانه الهادي والتربيه مجهود من ابن آدم والأقدار تسبق .." سكتت موضى شوى وهى تشوف أمها مهى بمصدقه " يمه فديتس .. ترى تركى عنده خبر عن بعض الأمور .. سالفة الشرب معلمه واحد من أخوياه في شرطة العاصمه أن عندهم شقه ويجتمع هو وعيال الحرام اخوياه ويشربون .. هذا غير المصايب اللى تصير هناك وحذره عشان يحذر منصور لأنه خابر أنه نسيبه .. وماجد نهاه ولا انتهى يوم هاوشه حط أن الكلام كذب واشاعه .. بعدين مها تدري بكل اللى قلته لس لكنها بير ماله قاع .. مانطقت بحرف واحد حتى لأمها .. وهذاس أنتى مادريتى إلا مني ذلحين .. لو أنها وحدة(ن) غيرها كان والله ما تستر عليه أن تفضحه فى خلق الله صدق والا كذب .. واحلف لس بعد وأنا ما نشدتها أنه للحين ماحد درا بالموضوع من صوبها حتى أمها وأبوها .." سكتت شوى تعطى أمها فرصه تستوعب كلامها وكملت " يمه .. مها أصيلة وبنت عرب وتعرف الحق تحشم الصغير قبل الكبير .. تردا نصيبها عند أخوى ومع ذلك ما اشتكت ولا قالت كلمة .. ترملت وهى عروس مالها معه شهور ومع ذلك صبرت وحادت عليه ست شهور وجابت بنتها ولا قالت هاتوا حقنا من ورث المرحوم لا هى ولا ابوها .. أهملناها وأهملنا بنتنا ونفس الشي ماجا منهم غلط رغم أغلاطنا الكثيرة بحقهم .. صغيرنا قبل كبيرنا " سكتت شوى وهى تشوف صدمة أمها اللى ماقدرت تنطق بحرف " تهقين يا يمه لو أنها لولوه مرت محمد بسم الله عليه والا أختها آمنه .. بيسوون مثل ما سوت مها ..؟؟؟" سألتها سؤال تدرى بجوابه .. وتدرى أن أمها تعرف الجواب بس تكابر .. " حسبي الله ونعم الوكيل .." رددت نوره بصوت واطي .. " يمه .. تذكرين هوشتهم اللى كانت برا في الكراج يوم شافهم ماجد .. يوم قال أن منصور كسر جوالها .. وكلنا وقفنا معه يوم قال انه يجيها ازعاج وهو مهوب مرتاح أن مرته يكون عندها جوال .. الجوال كان جواله هو .. كان عنده جوال ثانى نفس جهاز مها يستعمله حق خوياته .. ويوم درت مها وتأكدت أنه يعرف بنات تهادت معه وطلعت تبي تروح بيت ابوها لحقها يبي يرجعها وعلى اساس بيتفاهمون تفاجأ بدخلة ماجد عليهم بالسيارة فضرب بجواله الجدار عشان ما يدري به ماجد .. ويوم سأله ماجد عن الموضوع قال سوء تفاهم بسيط ومها واقفة ما فضحته عند أخوه الكبير .. ورجعت للبيت عقب ما وعدها أن الموضوع ما يتكرر .. وهو ركّب المسكينة السالفه وهى ماتدرى عشان يغطي على عمره .."

كانت موضى بكل حرف تغرز سكين في قلب أمها .. أمها اللى كان على عيونها غشاوة ظلم وكِبر وغرور .. " أنتى متأكده من اللى تقولينه .. تراه ميت ولا يقدر يرد عن عمره .." رفعت نوره عيونها لبنتها تسألها بأمل أن يكون الموضوع كله غلطه .. " يمه الله يرضى عليس وأنا بأكذب عليه .. تراه أخوى يا يمه وبعدين هو عند ربٍ رحيم الله يغفر له .. وش مصلحتى أكذب عليه والا أظلمه .. يا يمه والله ما قلت لس الا اللى أنا متأكده منه مليون بالمية والله أعلم باللي كان بينه وبينها وما ندرى به .. هو عاش معها في شك خرب عليه حياته لأنه هو بنفسه الله يغفر له كان ماشي غلط ومفكر الناس مثله .." ردت موضى بصوت واطي .. " وش اللى سويته يا ولدى .. ليه تظلمها وتخلينا نظلمها معك .. على حياتك وعقب ما توفيت .. " غمضت نوره وهى تحس الدنيا تلف فيها .. " يمه .. الله ما يرضى بالظلم .. والظلم ظلمات يوم القيامة .. ارفعى الظلم عن هاليتيمه يمكن رب ييخفف الحساب عن اللى ظلمها .." ..


::


::


::



دخلت نوف على روضه .. " رويض .." نادتها .. " نعم .." كانت روضه مشغوله تلف شعرها بالفير .. " عندس حلق يناسب هالقميص .." سألتها نوف وهى ترفع قدامها قميص حرير بنفسجى فاتح .. التفتت عليها روضه تشوفها " هذا اللى بتلبسينه بكره ؟؟.." سألتها بشك .. " ايه .. ليه مهوب زين ..؟؟" سألتها نوف وهى تشوف القميص .. " لأ زين .. بس فكرت عقب حنتس وروحتس للسوق ذاك اليوم أنس بتلبسين الفستان اللى من بريشكا .. " ردت روضه وهى تلف تكمل شعرها .. " الفستان بيجيه وقت وبألبسه فيه .. لكن دامس ما أنتى معيده بشي فخم باسوي مثلس .. بعدين ودى اقول لس شي .." طوت القميص في حضنها وهى تقعد على طرف السرير ورا روضه اللى قاعده على الأرض قدام المراية تلف شعرها .. " قولى ياختى .. " ردت عليها روضه وهى تشوف انعكاس أختها اللى وراها فى المرايه.. " ودى نروح نعايد بيت عمى بكره الصبح .." قالت نوف بتردد .. " أكيد بنروح لهم .. " .. " ونتغدا عندهم نوسع صدورهم .. " كملت نوف .. " والله مادرى عن الغدا .. امى تعبانه لها كم يوم مادرى شفيها .. غيرعن أن أبوى يتغدا بدرى يوم العيد .." ردت روضه وهى تسكر الفير .. " صحيح حتى أنا لاحظت أمى .. طافيه وتعبانه لهت كم يوم .. سألتها وش فيها وماعلمتنى .. بس موضى تدرى .. أحس لمن قعدت أنه بينها وبين أمى كلام بالعيون .." ردت نوف وهى حاطه ايدها على خدها .. " أحلى يا كونان .. وكلام العيون هذا وش يقول .. " ردت روضه وهى تلف شعرها .. " ترانى صادقه .. والله أن موضى تدرى بعلة أمى لكن ما يبون يعلمونا .. نشدتها وقالت أمى مافيها إلا العافيه .. " علقت نوف .. " أصلاً من زمان مهوب من اليوم وأسرار أمى كلها عند موضى .." ردت روضه وهى تلف عليها .. " خلاص .. معناه نروح نعيد على بيت عمى ونقعد عندهم شوي ونرجع .. ونتعشى عندهم ثانى ايام العيد .." قالت نوف بتفكير .. " شكل المخ عندس فاصل من جد .. ثانى ايام العيد يا حلوة بيجونس بيت خالتى كالمعتاد ومهوب طالعين منس الا عقب المغرب .. شرايس نخلى روحتنا لبيت عمى بكره العصر ونتعشى عندهم بالمره ونستانس مع مهوى .. " صفقت روضه بايديها يوم لقت الحل .. " ياليت والله .. مشتاقه لها ما تتصورين وش كثر .." ردت نوف بهمس وهى سرحانه .. رفعت روضه عيونها لأنعكاس أختها في المرايه قدامها وهى تحمد الله وتشكر فضله اللى ردها لهم رداً جميلاً ..



::


::


::


مسحت عيونها بطرف جلالها اللى على راسها .. استغفرت ورجعت تسبحن .. غصب عنها سحبتها الذكرى لكلام بنتها موضى .. هذي آخرتك يا منصور .. غمضت عينها على دمعة حارة وهى تتذكره بزر .. صورته فى خيالها بزر يحبي .. يركض .. وعقبه يوم دخل المدرسة .. يوم بيوم كانت معه تربي وتعلم وتحفظ .. ومع ذلك .. سبحانه الهادي .. ماحد جننها كثره .. وماحد شيب براسها وبراس أبوه كثره .. كان القريب لقلبها اللي يعرف لها .. متى تزعل وشلون ترضى .. كان يوطي على ايدها يحبها لمن دخل عليها .. يرقد على رجلها ويسولف عليها وش سوى و وين راح .. ومع ذلك تكون هذى نهايته .. نهاية تعبهم وشقاهم .. بالاخير يصير حسره بقلوبهم لين الله يجمعهم به فى دار القرار .. بدا سيل دموعها عساه يغسل نفسها من الحقد والبغض لانسانه كانت مظلومه وهى ظنتها ظالمه .. يالله انك ترحمه وتغفر له وتتجاوز عنه .. يالله أنك رحمن رحيم ..



::


::


::


سحبت مها الشرشف بكل قوتها .. قال يبي حقوقه قال .. بكل عنف كانت تغير شراشف سريرها .. سحبت المخده وطلعتها من الغطا .. ماصدّق لقاها فرصه ينتقم منى .. عشانى قلت له أنت اللى نسيت أن لك مره .. غلطه .. الواحد ما يغلط ؟؟.. والله إنى ملقوفه ولسانى متبري منى .. وليش ما تقولين أنس قلتى الحقيقة اللى تمنينها .. فرشت الشرشف النظيف وهى للحين غارقه بأفكارها .. اى حقيقة .. انس تحبينه وتبينه زوج وابو بمعنى الكلمة .. غمضت عيونها بقوة وسحبت نفس عميق .. يمكن .. بس أنا مهوب مستعده لحد اللحين .. ومتى بتكونين مستعده ؟؟؟ .. مادرى .. بعض الأشياء ما تبي لها ترتيب .. بعض الأشياء الترتيب يفقدها الروح والمعنى .. عضت شفايفها بقسوة والأفكار تدور فى راسها وتنعكس على حركة ايديها اللى تفرش وتمهد وترتب بسرعه .. أحسن شي أرتب له المكان وأطلع ارقد عند أمى .. دخلت الحمام بسرعه ترتبه وتتأكد أن مالها أغراض فيه .. فتحت الكبت خذت أغراضها اللى تحتاجها .. شوى وتسمع صوت مسج فى جوالها .. هذى أكيد السورى فديتها .. ماحد يطرش لى مسج ذا الوقت الا هى .. " لا ترقدين قبل ما أرجع .. ولا تفكرين ترقدين عند أمس .. ترى بأدخل وبأسحبس ولو كنتى فى حضنها .. وعلى فكره .. ترانى جويع .. نص ساعه وأكون عندس .." .. رفعت عيونها مندهشه حشى جنى .. كنه سمع اللى أفكر فيه ..


دخلت عليها أمها " بسم الله الرحمن الرحيم .. وش تسوين .. "سألتها وهى تشوفها قالبه الحجره .. " ولا شي يمه .. أرتب الحجره .. ماجد بيمسى هنا .. " ردت مها وهى تشغل نفسها تتحاشى نظرة أمها لها .. " زين سويتى .. معناه خلى الجورى تمسى عندى .. وأنتى أمسى عند رجلس .. " ردت عليها أم ناصر وهى ترفع أكمامها عشان توضأ .. " لا فديتس .. أنا خلصت باصلي لى ركعتين وبأجى أرقد عندس .." ردت مها وهى تشيل الشراشف المستعمله بين ايديها .. " ماله داعى .. رجلس هنا أمسى عنده .. أنا باصلي وبأقرا وردى وبأرقد .. وبنتس عندى ماعليها شر.. قابلى رجلس .. لا تفشلينا فيه .." وطلعت امها وخلتها .. طالعت مها أمها بحزن وهى تقول في قلبها حتى أنتى يمه علي ..!!!


::


::


::



فى الطريق كان يفكر شلون بيتعامل معها .. عمره ماخذا شي غصب على انسان حتى لو كان هالشي حقه .. يقدر ياخذه باللين والسياسه .. جات عليها هي و وقفت ..؟؟ .. ما قدر يتخيل ياخذ شي منها بالطريقه هذى .. بالغصب والإكراه حتى لو كانت زوجته حلاله .. رجولته وكرامته ماتسمح .. انسانيته ترفض هالأسلوب .. القسوة ما تجيب الا قسوة وهى أصلاً تعبانه وفى وضع ما يساعد أنها تفهم اسبابه .. اللى صبره هالشهور يصبره الليله .. بيقرب منها خطوة خطوة عشان يثبت نفسه عدل .. ما يبي يخسر الاولي والتالي عشان شي زايل مهما كان هالشي ثمين بنظره .. والا يتمناه من سنين ..
" من فضلك .. مافيه شي تغير .. " قالت له وهى تطالعه بخوف .. يتذكر نظرتها له .. الا كل شي تغير يا مها .. تعبت وماعاد فينى صبر .. ماعاد عندى وقت .. أبي أرتاح الشهور اللى باقيه .. أبي اروى عطش سنين راحت .. وسنين جايه يمكن ما أعيشها معس .. شاف الظرف اللى على الكرسي اللى جنبه .. الظرف اللى حكم على حياته وخلاه يستعجل بأشياء واجد كان يبي لها وقت .. سحبه وحطه فى درج السيارة وسكر عليه .. أبي أرتاح .. أبي أحط راسي على المخده ليله وأنا مرتاح .. ليله وحده بس تشوفينها واجد علي ..؟؟ من عرفتس ما عرفت طعم الراحه .. تنّهد .. سنين يا مها وأنتى حلم .. أبي أعيشه مره .. ليه مستكثره الحلم علي..؟؟ ليه .. خذته الأفكار بعيد .. مرّ المطعم وخذا العشا اللى طلبه أول ماطلع من بيتهم .. الأكل مع بعض بيخفف شوى من الأرتباك .. ثياب العيد حقته جاهزه معلقه ورا .. التفت على العلبة اللى على الكرسي اللى جنبه .. وهو يتسائل فى نفسه بتعجبها والا لا ..؟؟ ..



::


::


::



دخلت الصينية لحجرتها عقب ماجهزت له سحور خفيف .. شوربة وسلطة .. عقب ما رتبت المجلس برا وشالت فراش ماجد ورتبت المكان مثل ماكان على حياة ابوها .. غصتها العبرة وهى تدرى أن هالمجلس ماراح يحضن قعدته يوم العيد ويستقبل فيه جماعته .. تدرى أن المدخن ما راح يدور في بيتهم بكره ينشر زهوة العيد وريحة الفرح وبهجة اللمة اللى فقدوها .. مهى بقاعده معه تقهويه قهوة العيد وأمها قاعده جنبه ووريحة الحنا تملا كفوفها وحب الهيل يلمع كلما حركت ايديها .. يبه أمى ما تحنّت .. ولا برزت ثوب العيد .. ولا شرينا فواله .. ايّ عيد عقبك يا يبه .. وش العيد عقبك يا يبه ..!!!


دخلت الحمام تاخذ لها شاور سريع قبل يجي ماجد .. واحتارت وش تلبس .. في الاخير قررت تلبس بيجاما حرير طويله .. طلعت من الحمام .. لبست جلال الصلاة وفرشت سجادتها تصلي سلمت وهى تسمع رنة الجوال .. لحقت على اخر رنه " الو .." ردت بسرعه .. " بدري .. وينس لي ساعه ادق .." قال ماجد بضيق .. " موجوده .." ردت بتوتر.. " والله ..؟؟ زين اطلعى لى برا ساعدينى .." سكر على طول .. نزلت جلال الصلاة وطوت السجاده ربطت شعرها بالعضاضه وطلعت له الصاله .. فتحت الباب وانصدمت يوم ضربت بوجهها كيسة ملابس .. " وخري وراس .." قال لها بعصبية .. استغربت منه .. يقول لها تعالى ساعدينى وعقبها يقول لها وخرى وراس ... غريب .. دخل في ايده كيس الملابس رافعه بيد وباليد الثانيه أكياس أغراض " شيلى الثياب دخليها داخل .." مدت ايدها وهى ساكته وخذت منه العلاق حق الثياب وراحت داخل .. انصدم ماجد من شكلها .. صح مهوب أول مره يشوفها لابسه بيجامه .. بس .. مايدري .. يحس هالمره غير .. بس اشتاق لها والله العظيم .. لكلامها .. وحياها .. ولنظراتها لمن ضايقها .. حتى لبعدها عنه ورا جدار عالى صار يحسه ينهد بينه وبينها شوى شوى .. لين صار موضوع أبوها الله يرحمه اللى رجع الجدار من جديد .. بس هالمره ماراح يسمح لها تبتعد وراه .. نفخ صدره ودخل وراها يشيل باقى الأكياس ..



::


::


::



وعلى بعد أميال بعيده .. وفى مكان ثانى كان توه الليل ..
ساره فى شقتهم عقب ما استقروا .. مدينة هاديه نوعاً ما فى مقاطعة ويلز .. تبعد عن لندن وصخبها اربع ساعات تقريباً بالقطار .. كارديف مدينة جميلة تجمع بين هدوء الريف واكتفاء المدينة من الحاجات الضرورية بعيد عن الصخب والضوضاء ..
استقروا في هالمدينة لأن أغلب الطلاب والعائلات القطرية ترتاح هناك .. مجموعة كبيرة من العرب من مختلف الدول .. بحيث الواحد ما يحس بضغط الغربة بشكل كبير .. كانت ساره تحس بالوحشه .. تلعب بجوالها وتفكر تتصل فى مها والا لأ .. أول عيد تقضيه وهى متزوجه .. أول عيد تقضيه بعيد عنهم .. وأول عيد تقضيه بعد وفاة ابوها ..

الشقه كانت حلوة وصغيره .. يادوب تكفى شخصين .. نظيفه انتقلوا لها اليوم العصر بعد ما قعدوا فى الفندق اسبوع تقريباً .. المنطقة حولها جميلة موقعها على أطراف المدينة تبعد عن جامعة أحمد تقريبا ثلث ساعه .. أفطروا فطور خفيف وعقبه طلع أحمد عشان يشترى لهم شوية أغراض ضروية تكفيهم يوم يومين لحد ما تفضى ساره وتطلع تشترى اللى ناقصهم .. قامت من الكنبة ووقفت عند الدريشه تشوف الجو برا .. توها الشمس تغيب من ساعه .. طبيعه سبحان من خلقها لكن القلب ثقيل .. فتحت التدفئة يوم حست بلسعات البرد .. بعدها ماتعودت على البرد هنا .. وماتدرى هو الجو برد فعلاً .. والا برد الغربة اللى تحسه فى عظامها .. شوى وصلتها نغمة مسج على جوالها .. مهوي .. أكيد مهوي .. فتحته بقلب يرجف .. لكنها تفاجأت شافت رقم غريب ومسج أغرب ..


::


::


::



" زين انس ما رقدتى .." قال لها ماجد وهو يدخل وراها .. " وين أرقد وأنت ماتعشيت .." ردت عليه بهدوء بدون ما تذكر له المسج اللى يهددها فيه .. " اخذى العشا هذا ورتبيه على الطاولة .. " مدّ لها الكيس اللى كان شايله في ايده .. " ليش ماقلت لى انك جايب عشا .." سألته وهى تطالع الأكياس .. " باكل عشاس وعشا المطعم .. فيها مشكله ..؟؟ " قال لها وهو يبتسم .. " بكيفك .." ردت عليه .. عطاها أكياس المطعم ونزل شنطته ومشى للسرير وقعد على طرفه ومها مشغوله تطلع الأكل وتحطه على الطاولة الصغيره بين الكرسيين .. رفع راسه يشوف الحجره حوله .. ناعمه وهاديه مثل صاحبتها .. عجبه ذوقها فى الستاير .. رومانية جايه على جنب .. مع لون الموكيت .. والكنب .. شاف على الارض أثر اربع قوائم مستطيلة جنب السرير .. أكيد هنا كان سريرالجورى .. " حلوة غرفتس .. " رفعت مها راسها له بدون تعليق ..

" علقت ثيابك هنا .." وفتحت له باب الكبت اليسار عشان يشوفها .. " تحب أفضي لك شنطتك .." سألته بأدب .. " لأ أنا بأفضيها عقب .. هذا الحمام .." اشر بيده على باب الحمام .. " ايه .." .. " زين بأقوم اغسل .. " دخل ورفع أكمامه وغسل ايديه وهى تشوفه من طرف الباب المردود .. وفى عيونها صورة ثانية تذكرها بالمنظر هذا .. غمضت عيونها بقوه وبدا صداع يدق فى راسها .. " شفيس .." .. انتبهت له وهو قدامها وعيونه كلها قلق .. " سلامتك .. شوى صداع بس .. " .. " زين تعالى اقعدى جنبي .. " مد ايده لها .. " ماجد .. أبي اروح أرقد .. " ردت برجاء .. " اظلمت عيونه " وين بترقدين .." سألها .. " عند امى .. الجورى عندها اخاف تزعجها .. " قالت تدور لها عذر .. " الجورى شوى وتكمل الثلاث سنين .. مهى بزر عشان ترقدين جنبها .. اقعدى تعشى معي .. ما اعرف اكل لحالى .. وما ابي ازيد فى الكلام .. راسي بدا يوجعنى .. " قال لها بضيق .. تنهدت وقعدت ..

وبهدوء بدو ياكلون .. كان يقطع لها ويحط قدامها .. وهى تاكل غصب .. " أنا بأقوم من بدري عشان ألحق صلاة العيد .. مافيه داعى تقومين معى .. " قال لها بهدوء .. " عادى اصلاً متعودة اقو ... " قطعت الغصه كلامها .. وامتلت عيونها بالدموع .. متعودة تقوم مع أبوها من بدري .. تعيّد عليه وتعطره وتدخنه قبل يروح الصلاة .. لكن من له بتقوم اللحين ..؟؟؟ ومن ينتظرها عند باب المجلس تجيب له العود .. ؟؟ ارتجف وجهها بشكل لا ارادى .. ونزلت اللقمة من ايدها .. مسك ماجد ايدها وباسها .. وخذا كوب الماى وقربه لشفايفها هزت راسها بلا .. " اشربي شوى .." طلبها بهمس .. شربت .. وبلعت الغصه مثل ما بلعت غيرها .. " الحمدلله .." قام ماجد يغسل ايديه وقامت مها تشيل باقى الأكل .. رجع لها ماجد " وش تسوى .." سألته وهى تشوفه واقف جنبها .. " أساعدس .. " رد ببساطه .. " مافيه داعى .. " قالت له .. " مافيها شي .. قدامى للمطبخ .. " شال الصينيه وهى شالت الأكياس .. حطوها فى المبطخ وراحت مها للمغسله " وش تسوين .." سألها .. " ابي اغسل المواعين .. " .. " مابه غسيل ذلحين .. الساعه قربت 2 وربع .. ورانا قومه من الصبح امشى قدامى ابي ارقد .. "وقف جنب الباب .. " ما يصير نخليها كذا .. " .. " قطى الاكياس فى الزباله والاكل اللى تبينه حطيه فى الثلاجه وخلصنا .." .. نفذت مها كلامه لما شافته واقف ومصمم تطلع قبله .. غسلت ايديها وطلعت قدامه .. قلبها كان يرجف وايديها عرقانه .. دخلت الحجره وهو وراها وسكروا الباب ..



::


::


::


فتحت ساره المسج واستغربت .. الرقم غريب ماتعرفه والمسج أغرب منه ..


في عيد ميلادك كل القلوب ورود

يا وردةٍ ما تشبهك أى وردة

هَذَا الْفَرَحْ مَالَهْ بِهَالَّلحْظَـةْ حُدُودْ

وِدَّهْ يِسَــوْلِفْ لِـ الـزَّمَنْ عَنِّـكْ وِدَّهْ

يَاللِّيْ الْقُلُوبْ فِيْ عِيـدْ مِيلاَدِكْ وُرُودْ

يا وردةٍ بك ياصل الزين حدّه



تنهدت .. ياحظها اللى عيد ميلادها ذالليل .. وليلة العيد .. ولا مسج حلو بعد بالمناسبه .. شوى وسمعت جرس الباب يدق .. أحمد معه مفتاح من اللى بيجيها وهى ماتعرف أحد ..؟؟ .. مشت للباب وطلت من العين السحرية ماشافت شي .. فكرت يمكن غلطان .. لكن اللى برا رجع يدق وهالمره على الباب .. رفعت راسها تطل مره ثانيه .. شكله مغطى العين بايده .. خافت وتكلمت من ورا الباب بالانجليزي " من اللى برا .." .. مارد عليها .. رفعت ايدها بهدوء وقلبها يدق مثل الطبل تتأكد أن الاقفال كلها مسكره عدل .. رجع يدق .. تراجعت وراها والجوال فى ايدها تتصل على أحمد .. سمعت نغمة الأتصال .. مايرد .. تزايد خوف ساره " ألو .. "رد أحمد .. " أحمد وينك .. " سألته بخوف .. " وشفيس .. " .. " فيه احد برا الباب يدق وأكلمه ومايرد علي .. ارجع بسرعه الله يخليك .." .. سمعته يضحك .. افتحى الباب زين .. " مشت للباب وهى تسمع صوته برا.. فتحت الباب والجوال للحين على أذنها .. " ليه تسوي كذا .. " سألته بصدمه ..

" فديتس والله .. ليتس تشوفين وجهس بس .. " رد أحمد وهو كاتم ضحكته غصب .. " والله ماعندك سالفه .. نشفت دمى وتضحك ..؟؟ " ردت ساره بتوتر .. " لا تبرطمين يابنت الحلال شلى ألأكياس اللى على الأرض ساعدينى .." حطت جوالها فى مخباها ودنقت تاخذ الأكياس اللى عند الباب وهى تحلطم .. مشت قدامه للمطبخ " باقى أغراض أرجع آخذها .. " سألته بضيق .. " لأ .. ما بقى شي .. " التفتت وراها وضربت بصدر أحمد اللى كان واقف قريب منها .. " شفيك .. " .. " مافينى شي .." صدت وهى تحاول توخر من طريقه .. " وخر عنى .. " قالت له وهى تسوي روحها زعلانه منه .. لكنه رجع وسكر عليها رفعت عيونها " فيه شي .؟؟. " سألته وهى تتأفف من الحركه " ايه فيه .." جرها من ايدها وكمل " تعالى اقعدى أول .." قعدت على طرف الكرسي " نعم .. " شبكت ايديها على صدرها .. " الله ينعم عليس .. أول شي .. تفضلي .." طلع من ورا ظهره باقة ورد صغيرة .. " والمناسبة .. " سألته وهى تطالع الورد ومكتفه ايديها .. " المناسبه عيد ميلادس يا قلبي .. يا وردةٍ بك ياصل الزين حده .. " رد وهو يبتسم ..

"ايوااا .. أنت اللى مطرش المسج .. " سألته وهى تهز راسها .. " ايه أنا .. " اعترف لها .. "بس اليوم مهوب يوم ميلادي .. " ردت عليه وهى تطالعه من طرف عينها .. " من اللى يقوله .. " سألها بكل براءه .. " أنا اقوله .. " .. " وشدراس .. " .. " شهادة ميلادي .. " .. " ومن اللى مطلع شهادة ميلادس .. " .. " وزارة الصحة .." .. " افاااااا .. وأنتى بتصدقين وزارة الصحة والا بتصدقين رجلس .. "سألها بخيبة أمل .. ضحكت ساره .. " لا بأصدق رجلي .. بس وش السالفه .. " .. " زين اخذى الورد أول .." مدت ايدها وخذته منه .. كمل كلامه "سألتينى وش السالفه .. أنا بأقول لس .. الواحد مهوب يوم ميلاده اليوم اللى انولد فيه .." سألها .. " بلى .. " .. " وشاف الحياة .. وعاش بسعادة .. " .. " ممكن .. " .. " طيب .. ويحتفل فيه بأول مناسبه مرت عليه كل سنه .. " .. " يا ليل زين يا أحمد .. متى بتخلص .. " سألته وهى تقلب عيونها فوق .. " خلصنا بس خلس معى .. بما أنه هذا أول عيد تقضينه معى .. وأول عيد بعد زواجنا فأنا أعتبره يوم ميلادس .. قبل أشوفس ماعرفت الحياة ولا عشت .. هذا أول عيد ميلاد لس .. معى .." طلع من مخباه علبه صغيره وفتحها قدامها .. ساره تفاجأت .. فتحت عيونها على كبرهم .. غصتها العبرة .. وماقدرت تتكلم ..رفع بأيده سلسله يد مشبوك فيها بيت صغير وقلب ومفتاح وحرفين " شوفي .." قال لها وهو يلقط البيت الصغير باصابعه " هذا بيتنا .. وهذا .." مسك الحرفين .. " أول حرف من اسمس واسمي .. تراهم يعيشون فى البيت .. وتراه ملك مهوب آجار .. وهذا .." مسك القلب الذهبي الصغير .." قلبي .. وهذا .." مسك المفتاح الصغير " مفتاحه .." ربط السلسلة حول ايدها وكمل " في ايدس .." رك يدها بنعومه وهو يقربها من شفايف ويبوسها .. اهتزت الأشكال الصغيرة بصوت موسيقى عذب .. ساره دمعت عيونها وحذفت روحها على أحمد .. شبكت ايديها حول رقبته وهمست " الله لا يحرمنى منك .."



::


::


::


دخل ماجد الحجره وفصخ ثوبه وعلقه على طرف الباب .. مشت مها وقعدت على طرف السرير .. لف وراه وطفى الليت وراح للجهة الثانية من السرير ورفع اللحاف ودخل تحته حط راسه على المخده ومد ذراعه " تعالى .. " أمرها بصوت هادى.. " ماجد الله يخليك أمى فـ... " قالت بصوت يحمل فيه كل توتر هالعالم .. " وطى صوتس وتعالى ارقدى .. ورانا قومه من فجر .." قطع كلامها بصوت حازم .. دخلت مها السرير ورقدت على الطرف البعيد .. " قلت لس تعالى .. " كرر الأمر كانت ترتجف .. وبنفس الوقت يملاها فرح غريب وخوف .. قربت منه حطت راسها بخفه على ذراعه .. لف ذراعه عليها وقربها من صدره .. كان الضجيج يملا صدرها .. وصوت قلبها عالى تحسه يسمعه .. ألف فكره وفكره دارت في راسها .. وألف خوف مظلم سكن الزوايا .. أنفاسها كانت سريعه .. لكن هدوءه وانتظام دقات قلبه وتنفسه تحت راسها طمنها .. وشوى شوى بدت ترتاح .. هدت وغادرتها كل الأفكار المظلمه وتركت المساحه لهدوء واحساس رقيق بالأمان .. والدفا .. والحاجه .. رفعت ايدها وضمتها على صدره وغفت ..

يالله .. قربها عذاب وراحه فى نفس الوقت .. يقدر ياخذ اللى يبيه منها .. متأكد يقدر بكل بساطه يخليها ترضخ له .. لكن لا .. ما يبي هالشي يجى غصب بالقوة .. يبيه يجى غلا وحب وثقة .. يبيه شي دايم مهوب لحظى .. غصب عنه يضبط نفسه .. لأن اللى يحسه تجاهها أكبر من أنه ينحجز برغبة جسد أو وقت وينتهى .. باللحظه هذى كانت حاجته لها شعور أقوى من حاجة زائلة او رغبه وتنتهى .. كان يبي يرتاح .. من سنين ما ارتاح .. يلومها والا يلوم نفسه .. مستكثره علي يا مها ليلة راحة .. أبي أرقد .. محتاج أرقد .. من عرفتس ماعرفت للراحه طريق .. اششش .. بس .. اسكتى ونامى .. اسكنى ضلعى .. واملى كل مساحاتى مطر .. محتاج لس .. خلينى أنام .. خلينى أنسى .. الحمدلله ان الليت مطفى وما فيه أى نور يفضح مشاعره .. حس فيها هدت عقب ماكانت متوتره .. حس بكفها يتسلل لصدره ويغفى .. مثل ماهى غفت .. غفى ..

صحى مستغرب المكان .. فتح عيونه وتذكر وينه فيه .. التفت يدورها .. كان المكان خالى .. سمع صوت الماى فى الحمام .. التفت يدور ساعته .. كانت خمس الا ربع .. تنهّد ورجع راسه للمخده .. رغم أنه مانام الا ساعتين إلا أنه يحس براحه .. كأنه نام يوم كامل .. شفتى النوم جنبس وش يسوي فينى ..ليتس بس قلتى لى أرقد داخل من زمان .. ابتسم وهو يكلم نفسه لازم أهدّ الجدار .. بالصبر والحب .. شوى شوى ومصيره ينهدّ .. شوى وانفتح الباب بهدوء .. التفت وشافها ..
صحت وراسها على صدره .. ودفا أنفاسه يغمرها .. غمضت مره ثانيه .. هى بحلم والا بعلم .. صوت نبضات صدره تحت كفها تقول لها أنه حقيقه مهي بحلم .. كان راقد بهدوء .. على كثر ما خافت منه على كثر ما كبر في عينها .. كل الخوف تلاشى .. باست صدره وقامت تسبح عشان تلحق توعى أمها لصلاة العيد .. بسرعه خلصت وطلعت .. فتحت الباب بهدوء على قد ما تقدر .. وطلعت ..


" أزعجتك .." سألته بهدوء لما شافته واعى يطالعها .. " لأ .. " رد عليها .. " طيب قوم عشان تسبح وتلحق على صلاة العيد .." قالت له بإرتباك وهى تشوفه يطالعه بالروب .. " ان شاء الله .. " رد عليها وهو يبتسم .. " وش تبي فطور .. " .. " ولا شي .. " .. مرت من جنبه تبي تطوف .. مسك طرف الروب .. سحبته منه .. " تعالى .. " ناداها بأمر.. قربت شوى .. حذف اللحاف عنه ووقف أطول منها وقرب صوبها .. ضمها لصدره .. تنهد وهو يبوس جبينها " يا صباح العيد .. " .. ارتبكت " يالله عشان ما تتأخر .. " .. " زين زين .." فكها وهو يبتسم ولف وراه للحمام .. التفتت وراها بسرعه تلبس قبل يغير رايه ويطلع .. تبتسم ..


عقب نص ساعه دخلت الحجره كان يسكر ازرار ثوبه قدام المرايه .. حطت الفطور على الطاولة وقربت منه المدخن حق الفحم .. فتحت علبه على الكومدينو فيها عود .. حطت له وبدت تبخره .. مسك ايدها وباس اصابعها " صباح الخير .." صبّح عليها بهمس .. " صباح النور .. " سحبت ايدها بتردد من بين اصابعه .. صبت له كوب حليب يشربه قبل يطلع .. " بأصلي وبأروح أعايد أبوى وأمى وعقبه بأجيس .." .. هزت راسها وهى ماتدرى وش معنى بأجيس ..



::


::


::


قعدت مها تقهوى أمها وهم حاطين التلفزيون على الحرم .. يسمعون تكبيرات الأحرام تملا الجو بالسكون والإيمان .. قلوب توجهت للخالق بالدعاء والخضوع وكان نصيبها الرحمه والغفران ..
" ماجد قال لس شي عن الملحق اللى يبنيه .." سألتها أمها بهدوء .." لا يمه ماجات سيرة الموضوع ليه.." نشدتها مها وهى تقهوى .. " يابنتى قولى له لا يتخسر أنا ما أنا بقاعدة فيه .." ردت منيره .. " لا تحاتين .. ماحد منا بقاعد فيه .. " قالت مها .. " أنتى بتروحين لبيتس مع رجلس .. وأنا بأروح عند خالس .." .. توقفت ايد مها وهى ترفع الكوب لشفايفها " ويش .. وين بتروحين ..؟؟" سألت أمها وهى مهى بمستوعبه اللى سمعته منها .. " بأروح لخالس .. مكلمنى ويبينى أروح له .. " عادت منيره الكلام على بنتها وهى متأكده أنها سمعتها من أول مره .. " وأنا يمه .. أنا ..؟؟" سألتها بخوف .. " ماعليس شر .. عند رجلس رجال(ن) فيه خير ولا يتعوض .. احرصي عليه .." .. " يمه لأا تروحين .. أنا باقعد معس هنا .." ردت مها بإرتباك .. وهى تحس كل شي تحبه بدا يبتعد عنها .. " وبيتس ورجلس .." رفعت أم ناصر عيونها في بنتها .. " بكيفه .. أنتى أولى .." ردت مها بعصبية .. " لأ يا يمه ..رجلس أولى وبيتس .. خالس مهوب بعيد .. لبغيت أجيس جابنى لس .. ولمن جات العطله تعالى لى أنتى والجورى .. أنا ماعاد لى قعاد هنا عقب أبوس .." دنقت منيره وعيونها تدمع .. ومها انصدمت وماقدرت ترد .. وهى تحس كل شي حولها ينهار .. ابوها ورحل .. أختها وسافرت ما بقى لها إلا أمها وبتخلى عنها وبتروح ..


صلوا صلاة الظهر .. وكانت الجورى تلعب جنب أمها وجدتها فرحانه بثياب العيد .. مها غلبها الصمت عقب تصريح أمها اللى فجر فيها اشياء كثيرة وداس على اشياء أكثر .. " الجورى تعالى فديتس .. لا توصخين ثوبس بابا ماجد ما شافه للحين .." نادتها مها وهى تشوفها تفتح جالاكسي .. " الله يخليها لس وتجيبين لها أخوان وخوات .." دعت لها امها .. " لو أجيب عشره ماحد بماخذ غلا الجورى .." ردت مها وعيونها متعلقه ببنتها بمحبه .. " السلام عليكم .. وش فيها الجورى .."

دخل عليهم ماجد وهو يلقط أخر أطراف الكلام .. دنق على راس عمته " عيد الله عليس مبارك يا يمه .. السموحه منس ما واجهتس الصبح أعايدس والجوال مشغول على طول الخط .. " تعذّر منها وهو يقعد جنبها .. " جعلك من عايد العيد يا ولدي .. شلونك .." تحفته منيره .. "بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون الجورى .." .. " بخير الله يسلمك .. " .. جاته الجورى تركض له " هلا هلا .. " قال لها وهو يحضنها ويبوسها ويقعدها فى حضنه .. " عيدس مبارك .. الله وش ذا الزين .. هذى 500 عيديتس منى .. وهذى 500 عيديتس من جدس .. وهذى 500 عيديتس من جدتس .." كان ماجد يطلع الفلوس ويحطها فى شنطتها .." بس الله يهديك البزر وش عرفها بالفلوس .. " قالت له مها .. " هذى عيدياتها ولازم تاخذها .." رد ماجد وهو يطالعها .. " تاخذها وش تسوي فيها ..؟؟" ردت عليه بعتب .. " أنتى وش تسوين بالفلوس .. " نشدها ببراءه .. " أكلها وش اسوي فيها يعنى .. ؟؟ " ردت عليه مها وهى مسويه روحها ضايقه .. رد راسه ورا وهو يضحك والجورى فى حضنه تطالعه وتضحك مثله .. ابتسمت مها غصب عنها وهى تشوفهم .. " خلاص سكرنا على عيديات أول يوم .. خشيهم فديتس عشان تروحين فيهم الألعاب مع ماما .." قال ماجد للجورى وهو يبوس خدها .. خلاها تلعب فى حضنه ورافع راسه لأم ناصر " وش تقولين يمه عن غلا الجورى .." سألها وعيونه تراقب مها .. " أقول لمها هاتوا لها أخو والا أخت.." ردت منيره .. " وكلامى مثل كلام أم الجورى .. لو يعطينا الله عشره ما خذوا غلا الجوهره ذره .." ضمها لصدره .. " الله يرزقكم الذريه الصالحه يا ولدي .. " دعت لهم أم ناصر .. " اللهم آمين .." رفع عيونه لمها بنظره معبّره .. وهى تشاغلت عنه بالقهوة .. " الا صحيح .. جزاس الله خير يا يمه يوم رحمتينى من الرقده على الأرض .. والله ان عظامى تعورنى .. " قال ماجد لأم ناصر وهو يراقب رد فعل مها .. " السموحه منك يا ولدى .. المفروض ترقد داخل بس تدرى الظروف .. وأنا نسيت والا الواجب أن مها ما تنسى .." تعذرت منه عمته .. " لو على مها رقدت هناك ولا عليها منى .. وصيها علي تكفين .." قال ماجد لعمته وعيونه على مها .. " ابد ما تحتاج وصاة .. الله يخليك لهم .." .. " تغديت .." قطعت مها الكلام اللى ماكان عاجبها .. " ايه تغديت عند ابوى .. بس ودي اقيل .." .. " قم ارقد زين .." قالت لها بنبره قاسيه .. " شفتيها يمه تطردنى .. " قال ماجد وهو يبتسم .. " أبيك ترتاح .. " ردت مها بتوتر " مهوب تقول تبي تقيل .." قرصت عيونها فيه .." قم يمه ارتاح .." قطعتهم أم ناصر .. " ان شاء الله .." دنق على راس عمته وهو يقوم " مها تعالى أبيس .." .. قامت وراه وخلوا الجورى في حضن جدتها تعد عيدياتها ..


دخلت وراه وسكرت الباب .. فصخ غترته وحطها على الكنبه .. والتفت لها قرب منها ومسكها من كتوفها " مافيه عيدك مبارك .. " قال لها وهو يدنق يشوف وجهها .. " ترى قلت لك الصبح .." ردت مها وعيونها فى الأرض ووجها تحسه أحمر من الأحراج والضيقه .. " الصبح شي واللحين شي .." رد ماجد وهو مستانس من ارتباكها بين ايديه .. " زين عيدك مبارك .. " ردت بصوت جاف عشان تتخلص منه .. " كذا حاف .. " همس بصوت واطى .. " تبي عيديه يعنى .." رفعت عيونها له لحظات وبسرعه نزلتها يوم شافت النظره الدافية في عيون ماجد .. " لأ أبي هذي .. " قالها بصوت مبحوح .. سحبها لصدره وحضنها " عيدس مبارك وكل عام وأنتى معى .." .. شي غريب صار بينهم .. لأول مره يصير .. موقف يختلف عن اللى قبله ومساحه غرّد فيها الفرح رغم الحزن .. ورغم الحواجز .. ذابت فيه روحين .. كل روح محتاجه الثانيه بشكل مؤلم .. لحظات مثل الحلم مرت عليهم فيها تلاشى الوقت .. وكان هو وهى بس .. رفع وجهها صوبه " هذي عيديتى .. واللحين دور عيديتس .." قال لها بهمس بصوت دافي .. خايف يكسر الجو اللى انولد بينهم .. طالعته باستغراب .. ابتعد عنها شوى وفتح الدرج اللى جنب السرير وطلع العلبة " افتحيها .. " .. " ماكان له داعى .. " قالت له بتردد .. " الا له .. افتحيها بس .." مد ايده لها .. خذتها وفتحتها بأصابع مرتجفه شافت سلسله ذهب أبيض بنهايتها مكعبين صغار وفيهم فصوص الماس .. ودوائر صغار كان اسم الماركه عليهم .. ماعرفت وش تقول له .. " هاه عسى ذوقى بس زين .. " .. " زين الله يعطيك العافيه .. " ردت بخجل .. " تعالى .." ناداها .. قربت منه وخذا السلسلة من ايدها ولفها على رقبتها وسكرها ..ابتعدت عنه بسرعه .. " امى يمكن تنادينى .." قالت تدور عذر .. ابتسم " زين روحى ولا تنسين توعينى لصلاة العصر .." .. " ان شاء الله .. " طلعت بسرعه وقلبها يدق بقوه .. راحت على طول حمام حجره ساره .. شافت وجهها فى المرايه .. درى .. أكيد درى .. غمضت عيونها تتذكر اللحظات اللى طافت بحب ..


::


::


هذا البارت
السموحه منكم ..
هذا اللى قدرت أتذكره وأكتبه ..
الوعد بعد اسبوع ان الله أحيانا
فى أمان الله



 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 06-06-10, 09:18 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




::


أتمنى لكم قراءة ممتعة

الفصل السابع والعشرين






رغم الألم والحزن .. تمضى الدنيا وما تنتظر أحد .. يهّل العيد على قلوب ملاها التعب والحزن .. مثل ما يهّل على قلوب(ن) شفقانه للفرح .. كلنا نعيش نفس اللحظات ونفس الدقايق لكن تختلف نظرتنا وتختلف مشاعرنا لنفس اللحظه اللى نعيشها ..وتمشى الدنيا ..


دخلت مها على ماجد توعيه عشان صلاة العصر ..
فتح عيونه بهدوء .. " الصلاة .. " قالت بصوت واطى .. " ان شاء الله .. كم الساعه .." سألها وهو يفرك عيونه .. " ثلاث وربع .." ردت عليه . .شافته يتمغط " اسوي لك شي .." سألته .. " أمى منيره تقهوت .. " نشدها .. " قامت توضا وتصلي والقهوة في الصالة الداخليه .." .. " خلاص بأطلع أتقهوى معها .." مد ايده لها " تعالى .." قربت منه شوى .. قعد وسحبها من ايدها عشان تقعد جنبه على السرير ورجع رقد على المخدات " ماتبين تطلعين تغيرين جو أنتى والجورى .. " سألها وهو حاضن ايديها بين ايديه .. سحبت ايدها منه وشبكتها في حضنها " لا الله يسلمك .." دنقت وهى ترد .. " ليه زين .." سألها وهو يحاول يتجاهل حركتها .. " ما أبي أخلي أمى لحالها .. بعدين تعرف وجبة عيد وأكيد بيجونها ناس .. وروضه كلمتنى تقول بيجون يتعشون عندنا ذا الليل .." جاوبته .. " هى قالت لس .. غريبه أمي ما جابت لى طارى اليوم وأنا عندهم .." رد باستغراب .. " جزاها الله خير تعرف أمى في العده وماتقدر تطلع .. فبتجى تعايدها .." علقت مها بهدوء .. " ترى أمي لها كم يوم مريضه .." جاوبها ماجد وهو يرفع اللحاف عنه .. " عسى ماشر .. أنشد روضه عنها تقول بخير .. " سألته مها .. " والله مادرى .. بس حالها موب ذاك الأولي .. فيها شي متغير وماعرفته .. على إنى نشدتها ونشدت البنات بس مايدرون .." .. " ماعليها شر ان شاء الله .. يمكن أثّرعليها الصيام والا ماتاكل عدل .. " .. " يمكن .. زين دامس ما أنتى بطالعه بأخذ الجورى أطلعها شوى وبأرجعها قبل المغرب عشان تواجه جدتها وعماتها .." .. " زين .." قالت له وهى توقف .. " يالله قومى عطلتينى عن الصلاة .." قال ماجد وهو يحذف اللحاف عنه ويدف مها بمزح " ذلحين أنا اللى عطلتك وأنت داقها سوالف .." ردت مها وهى مندهشه .. " قرب منها بسرعه وباس خدها " يالله هذى رضوه ولا تزعلين .." لف وراه ودخل الحمام يتوضا .. لمست مكان بوسته وهى تبتسم وطلعت من الحجره ..



::

::

::


وش يسوي فينى .. وش اللى غيره .. وش اللى غيرني .. ماغيرس شي هذا أنتى من عرفتيه .. بس يبي لس لمسه وحده وتطلعين على حقيقتس وتنسين كل شي صار .. أى حقيقة .؟؟ الحقيقة اللى خشيتيها ودفنتيها سنين .. رفعت ايدها لصدرها حست بألم فيه .. تحبينه من عرفتيه وشفتيه .. روح وتآلفت مع روح .. بس كل شي يوقف بينى وبينه .. هو محتاج لس .. وأنتى محتاجه له .. لأ .. أنا ماأنا بمحتاجه أحد .. وأمس اللى بتروح وتخليس .. وأختس اللى سافرت وخلتس وراها .. أمى بتقعد وأختى بترجع .. بس هو ..؟؟ هو وش فيه .. هو يمكن يسوي مثل أخوه .. لأ هو مهوب مثله هو غير .. شفتيه ترى وعشتى معه .. ما يشبه لذاك في شي .. هذا يحبس .. ويحب بنتس وبيضم أمس .. وكله عشانس .. هذا كله زين بس .. وش بس .. خايفه يمل بيوم .. ويخون .. ويكذب .. هذا غير .. وأنتى اللحين غير ..عطيه فرصه .. وعطى نفسس فرصه .. ترى الأيام اللى تروح ماترجع .. تذكرى .. الأيام اللى تروح .. ماترجع ..!!!


طلع ماجد ولقى عمته تقهوى فى الصاله .. قعد وخذا معها فنجال واحد عشان ما يتأخر .. وعدها يرجع لها عقب الصلاة عشان ياخذ الجورى ويطلعون .. " يا بنتى قومى بدلى واطلعى معهم وسعى صدرس .." قالت منيره لبنتها .. " ومن اللى قال لس أن صدرى ضايق عشان أطلع .." ردت بابتسامه .. " اطلعى عشان بنتس تستانس .. " ردت أم ناصر .. " ماعليها شر أبو .. ماجد معها .." قطعت كلمتها أبوها .. هل هو فعلاً ابوها ..؟؟ .. هل لو جاب عيال من صلبه بيحبهم أكثر منها .. هل فعلاً كان صادق فى كلامه يوم قال لو جاه عيال ماراح ياخذون مكان الجورى .. عيال منه .. وهى أمهم .. ولّع وجه مها من أفكارها .. " يمه ترى بيت عمى عبدالله بيجون اليوم عقب المغرب يعايدونا وبيتعشون عندنا .. " قالت عشان تبتعد عن أفكارها اللى تاخذها صوبه كل شوي .." أبركها من ساعه .. حياهم الله .." .. " يمه كلمتس السورى .. أدق عليها ومابه خطوط .. " نشدتها وهى تصب لها فنال قهوة .. " ايه كلمتنى جعل يومي قبل يومها عقب الفجر .. يمكن خمس ونص يومس عند رجلس .. نشدت منس وأمنتنى اسلم عليس .. " ردت أم ناصر وهى تفاول من التمر .. " الله يسلمس واياها من الشر .. وشلونها ياربها بخير .." .. " بخير يسرس حالها ومرتاحه جعل ربي ما يغير عليها ولا عليس .. " .. " اللهم آمين .. كان خاطرى أعايدها .. " ردت مها وكملت بهمس " المكان لها فديتها .. ".. وسكتوا .. سكتوا عن اللى كان مالى المكان قبل ساره .. وغاب .. قبل لا تغيب .. وإن رجعت هى بيوم .. هو ماراح يرجع أبد ..



::



::



::



" نوووووووووووف .. " صرخت روضه من تحت الدرج .. " زيييين جيت .. حشى مهوب عرب .. ياكلون قلب الواحد .." ردت نوف وهى تحط جوالها وعطرها فى الشنطه وتسكرها .. " امى ضايقه تقول اخلصيييييييييييي .." رجعت روضه تصرخ على أختها .. سحبت نوف عباتها بسرعه ونقابها فى ايدها ونزلت الدرج تركض .. " وهذى حالتس كل ما بغينا نطلع مكان نشبتى لنا عظم في الحلق .." قالت روضه وهى معصبه .. " أصلي بعد ما تبونى اصلي .. " ردت نوف وهى تسكر عبايتها وتلبس شيلتها بسرعه .. " تصلين التروايح على غفله .. ترى رم ان خلص كان ماعندس خبر .. " ردت روضه وهى تشوف أختها تلف شيلتها للمره الثانية وتربط نقابها وكملت "برزى عمرس تراها بتغسل شراعس في السياره .. " ابتسمت روضه بشماته .. " ياربي وش ذا الحاله .." تأففت نوف وهى تضبط نقابها على عيونها .. " تراها زفت اللاه قبلس .." ردت روضه وهى تضحك ..

" لا لاه .. في ذمتس .. ليش .." نشدتها نوف وعيونها مبطله على اخرهم مهى بمصدقه اللى قالته أختها .. " اى والله .. كلمتها تعايدها وقالت لها نبي نجيكم .. قالت لها أمى ان حنا بنطلع بيت عمى .. قالت خلوها بكره .. عشان هى ماتقدر تمرنا وقت ثانى .. " قالت روضه آخر جمله وهى تقلد طريقة مرة أخوها بالكلام .. " زين وش قالت لها أمى .." نشدتها نوف وهو تتخيل الموقف .. " ابد .. قالت لها ماتقدرين تجين مالازم .. التلفون نص المواجه .." قالت روضه وهى تضحك وتاخذ شنطتها فى ايدها .. " طرده .." ردت نوف وهى تضحك ومهوب مصدقه ومتحسفه أن الموقف طافها " غريبه امى .. ماعمرها سوت كذا وخاصه مع لولوه .. " علقت نوف وهن يطلعن من باب الصاله للسياره ..

فتحت نوف الباب ودفت روضه عشان تركب قبلها .. وتقعد بالنص بينها وبين أمها .. تخفف من المواجهه شوي .. " تو الناس .. كان صليتن العشا .." قالت نوره بضيق وهى توجه كلامها لبناتها .. " يمه أنا جاهزه بس أنتظرها .." ردت روضه لكنها قطعت جملتها " اااى .. " كتمت صوتها وهى تحس بكوع نوف يضرب في جنبها .. " وجععععع .. عورتينى " همست روضه فى اذن أختها عشان أمها ما تسمعها .. " السموحه منس يمه كنت اصلي فديتس .." ردت نوف بهدوء .. ماردت عليها أمها .. اللى كانت مشغوله فى أفكارها الخاصه .. وفى الصمت التفتت نوف باستغراب صوب روضه اللى ردت لها نفس النظره بصمت ..



::


::


::


جهزت مها القهوة والفواله فى الصاله .. وقعدت تنتظر ماجد والجورى وايدها تلعب بالسلسله اللى شراها لها .. شوى وسمعت صوت سياره فى الحوش .. وضحكة الجورى .. فز قلب مها لها لبست جلالها وطلعت برا .. شافت الجورى داخله وفى ايدها نفافيخ وألعاب غير الأكياس اللى في ايد ماجد .. " وش ذا كله .." سألته مها وهى تبتسم .. " أغراض الشيخه الجورى وش بعد .." رد ماجد وهو مسوي روحه تعبان من شيل الأغراض .. " حرام عليك .. بتكسرها كلها فى يوم واحد .. " ردت مها وهى تاخذ منه بعض الأكياس والجورى تركض بينهم تدخل للبيت .. " حلال عليها .. شأخباركم .. ماجات أمى .." سألها .. " لا والله للحين .. تعالى غيري ثيابس قبل تجى جدتس .." ردت مها وهى توجه كلامها لبنتها .. " وين أم ناصر.." .. " داخل .. تبي شي .. " سألته مها .. " لا .. بأقعد أتقهوى لين تجى أمى ..أواجهها مره وأطلع للمجلس يمكن ما أمر عليها هناك .." رد ماجد وهو يدخل الصاله .. " زين تقهوى لين أجيك .. بأدخل أغير للجورى وبأرجع لك .." ردت مها وهى تاخذ بنتها داخل وفى ايديها الأكياس .. قعد ماجد يتقهوى وفتح جواله يكلم أمه ..


شوى ودخلت عليه أم ناصر .. وقف يحب راسها .. " وين الجورى .." نشدته يوم ما سمعت لها حس .. " داخل مع أمها تبدل لها .." .. قعدوا يسولفون شوي .. " يمه .. " ناداها بصوت حنون .. " لبيه .. " ردت عليه أم ناصر وهى ترفع عيونها فيه .. " بغيت أنشدس .. أحد متابع أمور أبو ناصر الله يرحمه حقت الورث .." .. " والله يا ولدى ما أدرى .. ماظنيت ابوك قال شي لمها والا كان بتقول لى .." ردت مستغربه من سؤاله .. " الأوراق يبي لها متابعه يمه عشانها تاخذ وقت بين الحصر والتوزيع ومادري ايش .. " وضح لها ماجد .. " والله يا ولدى ما أبي منها شي .. قسموها بين البنات .." ردت أم ناصر وهى مدنقه .. " بس يمه ذا حقس .. " .. " قلت لك عسى يومى قبل يومك .. خله للبنات .. أنا ما أنا فى حاجة شي ان شاء الله .. " .. " خير ان شاء الله .. " سكت شوى وتردد " يمه .. "

.. " لبيه .. " .. " أنتو ليه ما طلبتوا حق مها والجورى من ورث المرحوم .." سألها وهو يتمنى ما تدخل عليهم مها فى هاللحظات .. " والله يا ولدي هى اللى ما بغت منه شي .. وأبو ناصر الله يرحمه ما ماقصر عليها بشي لا هى ولا بنتها .." .. " مهوب ذا القصد يمه .. حنا اللى قصرنا فيهم ومالنا عذر .. كلن التهى بعمره عقب اللى صار ونسينا أن له مره وبنت فى ذمتنا .. " اعترف ماجد بمراره .. " هذا كلام(ن) منتهى فديتك وماله داعى .. وحلالكم وحلالهم واحد .. والله يخليك لهن تعوضهم .." ردت أم ناصر بطيبه عشان تخفف من نبرة اللوم اللى حستها فى كلام ماجد لنفسه .. " الدنيا حياة وموت يا يمه .." سكت شوى وعقبه مد لها ظرف من ورا ظهره " خلى الأوراق ذى عندس .. تضمن لس حق الجورى ومها .. " حط الظرف بينه وبينها يوم ما مدت ايدها تاخذه .. " بسم الله عليك يمه وش ذا الكلام .. " انتفضت منيره من كلامه .. " يمه هذى أوراق فيها رقم حساب الجورى اللى حطيت لها فيه وديعه تساوى تقريبا نصيبها من ورث المرحوم .. وفيه أوراق أرض فى العزيزية كتبتها بأسم مها وفى الصناعية باسم الجورى .. وهذي من حر مالى أنا .. أبيس تحفظينها عندس .." وضح لها بهدوء .. " جعل ربي يخليك لهن .. والله يا ولدى ذا كله ماله داعى أنت راس المال واللى عقبك ما يبونه .." أحزنت أم ناصر .. " يمه فديتس احفظيها عندس الواحد ما يضمن عمره .. وأنا عندى منها نسخه فى المكتب .. بس المهم ما أبي لا مها ولا غيرها يدرى عنها .. " رفع عيونه لها وهو يوصيها .. " والله يا ولدى مادرى وش اقول لك .." احتارت أم ناصر.. " اخذيها فديتس .." رجع ومد لها الظرف اخذته وحطته تحت رجلها .. شوى ودخلت عليهم مها .. وقامت أم ناصر بالظرف بدون ما تنتبه لها مها .. خذوا دقايق ودخلت عليهم نوره وبناتها ..


بعد السلام والمعايده قعدوا يتقهوون كلهم .. وماجد معهم .. شوى واستأذن عشان يلحق صلاة العشاء في المسيد .. " شلونس يا مها .. " قالت أم محمد.. " بخير فديتس .. شلونكم أنتو وشلون ابوى وفهد .." ردت مها وهى تقهويها .. " طيبين جعل ربي يسلمس .." .. " وشلون محمد وأهله وعياله .. " .. " يسرس حالهم .." سكتت شوى " يالله يا ام ناصر ترى بيتس ينتظرس على خير .. والله انى انتظر الساعه اللى تدخلون فيها علي كلكم .." قالت نوره بفرح .. مها سكتت ماعلقت .. " والله يا أم محمد قربكم ينشرى ما يباع .. بس أنا بأروح عند أخوى قبل وعقبه الله ييسر .." حاولت أم ناصر ترد بلباقه بحيث ماتحرج أم محمد .. مدت أم محمد ايدها ومسكت ايد ام ناصر وشدت عليها " يا أم ناصر .. البيت بيتس .. وأنتى الداخله وحنا الطالعين .. والله انى صادقه .. والله ما يجينا أغلى منس ومن مها والجورى .. لا تحدشين من شى ولا تشيلين هم .. ماجد ولدس وأنا أختس وأبو ناصر أخوس .. والله أنها أبرك الساعات يوم تدخلون علينا .. " كانت نبرة صوت أم محمد صادقه وهذا اللى حسته منها مها واستغربته بنفس الوقت .. " جعل من جابس في الجنه .. مابه شكوك .. " ردت منيره باحراج .. " ها يالله يا مها برزى أغراضس وأغراض الجورى .. ترى البيت عقبس ما يسوى .." قالت نوره وهى تلف صوب مها .. " الله يسامحس يمه وحنا مالنا قيمه .. " دخلت روضه في الكلام وهى مبرطمه .. " والله لكون تخبن وتطيحن ماحد منكن واصل غلا مها .. جعلنى ما أذوق حزنها .." .. " الله يسلمس يمه .." ردت مها وهى مستغربه من تغير أم محمد الجذري صوبها .. يمكن عشانها بعيده عنها .. والا وش ممكن يخليها تتغير بالدرجه هذى .. مها حست فيها فعلاً انسانه جديده عليها .. سلامها نظراتها حتى طريقة كلامها معها صار فيها شي مختلف .. حنان ما تعودته منها .. محبة بدت تحس فيها ما كانت موجوده قبل .. سبحان من يغير ولا يتغير ..



::


::


::


قعدت روضه تلعب مع الجورى اللى كانت مستانسه بزيارة جدتها وعماتها .. وأم محمد تسولف مع ام ناصر عن عرس عند جماعتهم بيصير عقب العيد .. نوف قالت لمها تقوم تبيها بشغله داخل .. قامت مها ونوف ولحقتهم روضه والجورى .. قربت نوف من مها .. " مها .." تكلمت بتردد .. " هلا .. " .. " شأخبارس .. " .. " طيبه الحمدلله .. " .. " بغيت أقول لس شي .." قالت نوف بارتباك .. " قولى .. " .. " أنا جانى واحد يخطبنى و... وافقت عليه .. " رفعت عيونها تشوف مها .. " مبروك فديتس .. " ردت مها بفرح .. " وأبيس أنتى اللى تجهزينى .. " دمعت عيون نوف وهى تطلب منها تجهزها .. خجل منها وخوف ترفض طلبها أو تعتذر عنه .. مها غصتها العبره .. وما قدرت ترد .. نوف ارتجفت شفايفها بتوتر .. " هيه أنتى وهى وش سالفتكم قلبتوها فيلم هندى .. قولو لى وش فيكم خلونى ابكى معكم .." .. مها قربت وحضنت نوف بقوه " الف الف مبروووووك .." ضمتها بكل شوق السنين اللى طافت .. نوف تفاجأت من ردة فعل بنت عمها .. ضمتها وهى تبكى على كل لحظه ضيعتها في وهم كانت عايشته بروحها ..
" شفتى يا الجورى .. هذا اللى يسمونه فيلم هندى .." اشرت روضه وهى تهز راسها على أختها وبنت عمها وهم حاضنين بعض يبكون " الحمدلله رب العالمين .. باقي شوية مطر وموسيقى تصويريه .. وفي النهاية يموت المخرج " مثلت روضه وطاحت وراها على السرير وهى مطلعه لسانها .. ضحكت الجورى على تعابير عمتها .. وضحكت مها ونوف من بين الدموع .. مضت باقى الزياره على خير .. وكان واضح أن نوف بدت ترجع مثل أول .. ويمكن أحسن .. هذا اللى حسته مها من سوالفها وضحكها .. حتى لما جابت روضه طارى فهد ولد خالتها كانت ردة فعل نوف طبيعية .. أو هالشكل بينت لهم ..



::


::


::


دخل ماجد الحجره تقريبا 11 ونص ومها تقرا وردها .. بدل ملابسه ودخل الحمام يغسل .. طلع كانت مسكره المصحف وقاعده تنتظره .. " ما قلت لى أن نوف انخطبت .." سألته بهدوء .. " قالت لس ؟؟.. زين .. ماجات فرصه أقول لس والله .." رد عليها وهو يقعد جنبها على الكرسي .. " عساه رجال(ن) فيه خير .. " .. " ان شاء الله انه فيه خير .. مصلي وخايف الله .." رد عليها وهو يمسح عيونه .. " يا كثر اللى يصلون وما يخافون الله .." همست مها .. " وش تقولين .. " سألها .. " سلامتك .." .. " وين الجورى .. " .. " راقده عند امى .." .. " ماتبين ترقدين .." .. " بلى .. " قامت وحطت مصحفها فى مكانه وفصخت جلال الصلاة وعلقته .. " شأخبارس .. " سألها وهو يقرب منها .. " بخير .. " رفعت عيونها بحذر .. رد راسه ورا وهو يضحك ويمسكها من كتوفها " ليتس تشوفين وجهس وأنتى تردين علي .." كمل ضحك وهى تطالعه مستغربه " أحد قال لس إنى أكل .." سألها وهو يبتسم .. " لا .. " ردت بتلقائية .. وهو ضحك زود وهو يحضنها .. " لا تخافين .. راسي يعورنى مافينى شدّه أكل أحد .. " ..


مرت الأيام بهدوء .. وعلاقة ماجد بمها تقوى يوم عن يوم .. لكن بقت بينهم بعض المناطق المحرمة .. وبعض الحواجز اللى تجاهلها ماكان يعنى أنها مهوب موجوده ..
ماجد يقرّب من مها أكثر .. يحاول أن حياتهم كزوجين تكتمل بدون ضغط على مها وبدون توتر .. لكن مها ماقدرت تعطيه أكثر .. وهى تحس للحين بقلبها عليه شي .. للحين فى مواضيع لازم يتكلمون فيها .. وعقد لازم تنحل قبل ما يملكها روح وجسد .. لكن .. الخوف أن هاللحظه تهّد كل شي .. خلت مها تتجاهل الموضوع .. وتتمتع بالوقت اللى لها مع ماجد .. وتنسى .. أو تتناسى الشوك المغروز بالقلب .. للحزن ايام طويلة ليش نستعجل عليها .. تناست عشان تكسب عمر مع ماجد بدون أى ذكريات موجعه .. عمر يمكن ما يسمح لها الوقت تعيشه مره ثانيه .. فليش تضيعه بالحساب والعتاب على شي مضى ..
ونست أن الماضى لابد يرجع .. شبح اسود كبير يخيم على الروح لو ماتم فهمه .. ومسامحته .. يلتهم الحاضر والمستقبل سوا ..


::


::


::



مرت ايام عدة أم ناصر وقربت تخلص .. ومها كانت تعد الأيام خايفه أن أمها تسوي اللى قالت وتسافر وتخليها .. توتر سكنها وخوف شلّ أحساسها .. أنها تكون وحيده .. لا أبو ولا أم ولا حتى أخت .. شعور رهيب كان يتسرب لنفسها ويزيد يوم ورا يوم وهى مهوب حاسه .. اثر عليها بشكل ما انتبهت له .. توتر وقلق انعكس على تصرفاتها مع الكل ..

ماجد تعب من لعبة الحنان اللى استمرت شهور .. وفى لحظة هدوء سألها " الجورى قربت تكمل ثلاث سنين .. ماودس تجيبين لها أخوان وخوات .." قط السؤال وهو يتمنى الوضع ما يتعقد أكثر .. مها انتفضت بشكل واضح .. " بدري .." ردت بكلمه وحده تحاول تسكر الموضوع .. " مها .." ناداها بصبر " ترى هالوضع مستحيل يستمر .. لا أنتى ببزر ولا أنا بصغير .. أنتى مره وفاهمه وعارفه أن هذا من حقي .. وعارفه بعد إنى اقدر أخذه غصب(ن) عنس .. لكن أنا مقدر وضعس من يوم خذيتس .. وعقب وفاة المرحوم ابوس .. وقلت معليه نصبر .. لكن ذلحين قربنا نكمل سنه وأنا فى وادى وأنتى فى وادى .. " دنقت مها وماردت عليه .. " مها ترى صعب جداً أملك نفسي كل يوم وأنتى جنبي وأظن شفتى بعيونس انى مهوب ذاك الوحش اللى أنتى متخيلته .. .. أنا تعبت من لعبة الحرمان .. " حاول يلمس ايدها اللى سحبتها منه بقوه ..

" معناه أرجع أرقد عند أمى .." ردت عليه بقسوة .. " وهذا هو الحل فى نظرس .." قرص عيونه فيها مهوب مصدق " إلى متى بترقدين عندها بعد .. اسبوع اثنين شهر .. وآخرتها .." رد بيأس .. حست أن اللى كانت خايفه منه صار .. وباسرع مما كانت تتصور .. " اسمعينى عدل .. ما أنكر غلاس عندى وحشمتس لكن ذا الوضع لازم ينتهى .." .. " وش تقصد .." .. " أقصد إنى بأخذ حقى برضاس والا غصب(ن) عنس .. والا شفت لى مره ثانيه تعطينى اللى ناقصنى .. والأمر بيدس أنتى .. لس لين تطلع أمس من العده .. وعقبها يابنت عمى الوجه من الوجه أبيض " صد عنها غضبان .. عطاها ظهره ورقد ..


غمضت عيونها ماتبي تسمعه .. تبلع ريقها وتخاف تختنق .. مثله بالضبط ما يختلف عنه .. كل شي عنده بالقوة .. مهما كان .. حتى مع زوجته شريكة حياته .. كان كل شي بالغصب .. مايهتم بمشاعر هالأنسانه اللى ارتبطت فيه بعقد ربّانى جمع بينهم بالحلال .. ولا اهتم بالسكن والرحمة اللى وصى فيها النبي عليه السلام .. همجية تعامل و وحشية رغبة كانت اساس حياتها معه .. كانت تظن أن هذى هى الطريقه المعتاده فى التعامل .. وهذى هى الحياة اللى الكل عايشها .. لكن ولو .. من يصبر على الظلم والقهر .. صح كان طيب مرات .. لكن هذا ما يغفر له وحشيته فى لحظات هى اشد ماتكون بحاجه لحنانه وعطفه ومحبته .. كبشر .. مهوب بس كانثى ..


وهذا ماجد مثله .. يهددنى .. يبي حقه بالقوة والا بيتزوج .. بيتزوجها .. آمنه .. نسيتها مع الوقت وظنيت أنه رجع لى .. لكن كل الحنان والمحبة والرقه كانت وهم .. خدعه عشان يوصل للى يبي .. وأنا اللى ظنيت أنه حبنى .. نزلت دموعها ساخنه .. خذتها أفكار لدروب بعيده .. صح .. غلط .. ماتدرى .. المهم أنها أبعدتها عنه .. على كثر السنين اللى مضت والسنين الجايه .. كانت بعيده .. ونست .. أنه ما يشبهه ولا هوب مثله .. هذاك عمل سوء .. وهذا .. يمكن يكون عمل صالح .. بس تعطيه الفرصه .. وهى للأسف ما قدرت ..!!!



::


::


::


وتمر الأيام وبين ماجد ومها جدار من الغضب .. وسوء الفهم .. وماحد منهم راضي يتجاوزه أو حتى يعترف بالخطأ .. برغم لحظات السعاده والراحه اللى مرّت بينهم واللى كانت ممكن تكون دافع قوى للمحاولة والسعى لمستقبل أفضل إلا أن الجفا كان أقوى ..

طلع ماجد من مكتب الطيران .. حجز وخلص أوراقه .. فتح الجواز يشوف الفيزا .. تنهد من أقصى قلبه .. كان يتمنى يحجز لها معه .. كان يحتاجها تكون جنبه بس والوضع كذا صعب .. والضغط الموجود بينه وبينها ما يساعده ابداً فى المرحلة الجايه .. موب قادرين يوصلون لنقطة وسط رغم كل الروابط اللى بينهم .. ومستحيل يقول لها أى شي .. يحتاج وجودها جنبه حب و غلا ما يحتاجه عطف وشفقه .. باقى يمر على البنك وياخذ آخر أوراقه .. اجازته بتبتدى من بكره والله العالم متى بتخلص .. فتح درج السياره وحط باقى الأوراق في الظرف ورده مكانه ..


وصل بيتهم وقت الغدا .. دخل على أمه لقاها فى الصالة " مساس الله بالخير يمه .." دنق عليها يحب راسها .. " مرحبا يبه .." .. " آآآه .. الحر يذبح برا .. وين البنات " قال وهو يسحب غترته من راسه ويحطها جنبه .. " فوق .. وش مطلعك من دوامك بدري .." نشدته أمه وهى تشوفه يفرك عيونه وراسه .. " فديتس اى دوام .. نسيتى أني مقدم على إجازه وبأسافر .." رد عليها وهو يمد رجيله قدامه .. " بتاخذ مها معك .." سألته .. " لأ .. " صد ورد عليها .. " ليه .. أمها يومين وتخلص العده اخذها معك توسع صدرها وتوسع صدرك .." .. " صعبه يمه أنا رايح مع شلة شباب وين أحطها فيه .."" رد ماجد وهو مايدري وش مناسبة هالموضوع .. " وش شلته بعد اللى بتروح معها .. ماخبرتك راعى سفرات وشلل .. " ردت نوره مستغربه .. " يمه فديتس .." دنق يحب ايدها " جعل يومي قبل يومس .. أنا باروح مكه اعتمر يومين بس .. وعقبها بألحقهم .. وين أوديها معى .." حاول يشرح لأمه بهدوء .. " زين لو قلت لك تاخذنى معك بتعيي .." سألته وهى تطالعه بتركيز .. " افاااا والله ياأم محمد .. تركبين قبلى .." قال لها وهو يمسك كقها بايده .. " خلاص احجز لى معك ولأم ناصر ومها والجورى .." ردت وهى تبتسم .. " وين بتروحون كلكم .. " قعد على حيله من الصدمه .. " بنعتمر معك .. أم ناصر بتخلص من العده خلها تطلع للحرم توسع صدرها .. تاخذ فيها وفينا أجر يمك " ردت نوره بكل بساطه .. " يا يمه من اللى بيردكم .." كان ماجد للحين مهو مستوعب اللى تقوله أمه .. " ابد(ن) حطنا فى الطياره ورح .. ماعليك منا مها معنا بتسنعنا .." ردت ببساطه .. " يمه ما يصير .. وين أخليكم شوفات فى المطار لحالكم " .. " كلم فهد ياخذ يومين اجازه يروح معنا ويردنا .. توك تقول قبلي والا هونت .." .. " ماهونت يمه بس وين بألاقى لكم حجز .." كان يحاول يلغى هالفكره من بالها .. " بيسهلها ربك .. أنت دوّر وأنا بأكلم أم ناصر .." مدت ايدها لجوالها .. مسك ماجد ايدها بسرعه قبل لا تتصل " لا واللى يرحم والديس .. خلينى أشوف فيه حجز والا لا قبل .. وعقبه كلميها براحتس .." حس أنه تورط فى السالفه عدل .. " كلّم ذلحين .." قالت أم محمد بإصرار عجيب .. تنهد ماجد وهو يفكر شلون تعقدت الأمور .. كان يبي يسافر لحاله أخف وأسرع وأضمن ماحد يدرى وينه رايح .. لكن ذلحين الوضع اختلف .. اختلف واجد ..

لقى ماجد حجز وسكن رغم أنه ما كان يبي هالشي .. حاول يقنع أمه تأجل العمره لين يرجع ويوديها بنفسه اسبوعين مهوب يومين إلا أنها رفضت .. اتصل فى فهد وسأله ان كان يقدر ياخذ له أجازه يومين اخر الأسبوع عشان يروح معهم للعمره .. وعده يشوف الموضوع ويرتبه ويرد له خبر .. " إن كان فهد قدر ياخذ اجازه أبركها من ساعه وإن ما قدر كنسلت كل شي يمه .. ما يصير اخليكم لحالكم .. أنا رجّال مرتبط مع رياجيل بحجوزات والا والله وديتس وأبركها من ساعه وقعدنا بدل اليومين عشره .." سلّم أمره لله .. " اللى يبيه ربك بيصير .. كانه كاتب لنا نروح رحنا .. ماعليك .." .. " الله يعين .." رد ماجد وهو يفكر ومهو مرتاح للى صار كله ..



::


::


::


كان يوم الأثنين آخر يوم فى عدة أم ناصر .. أم محمد كلمتها وحلفت عليها تروح معها تعتمر ومها معهم وبنتها .. أم ناصر عارضت فى البداية لكن بالأخير رضخت لرغبة أم محمد .. وهى تدعى أن هالمحبه تدوم عليهم .. مها ما حبت الفكره .. لكن قبلت فيها لأنها حست فيها تأجيل لموضوع سفر أمها لخالها وفرصة تقدر تغير فيها رايها بخصوص قعدتهم فى الدوحه في بيت المرحوم .. دخل ماجد فى الليل على مها .. وكان للحين زعلان منها ..


فصخ غترته وثوبه ودخل الحمام يغسل ويتوضأ عشان يتسنن .. طلعت منه وراحت للمطبخ تجيب له عصير وصحن جح كانت مقطعته له ومبردته .. دخلت وحطته على الطاوله وكان هو قد خلص صلاته وخذا القران يقرا ورده .. انتظرت على أعصابها .. سكر المصحف وحطه مكانه وراح للسرير عشان يرقد .. " ماجد .. " نادته .. " نعم .." .. " ماتبي عصير .." .. " لأ .. " زين جحه بارده .." .. " لأ .." .. سكتت شوي " أنت ما قلت لى أنك بتسافر .." سألته بهدوء .. رفع نفسه على المخدات وراه وهو يشوفها " وليش اقول لس .." سألها باستغراب .. " عشان يكون عندى خبر .." ردت وهى تشوفه وتحسه بعيد عنها .. " ليه وش يهمس فيه إن قعدت والا رحت .." شبك ايديه على صدره وهو يرد عليها .. " ذلحين ليش تقول ذا الكلام .." تضايقت منه .. " ليه وهى وقفت على السفر بس ..؟؟ .." رفع حواجبه مستغرب منها .. " أنت ليش ماتبي تعطينى فرصه ..؟؟" .. " وأنا للحين ماعطيتس فرصه ..؟؟" رد بغيظ " كم الفرصه اللى تبينها بعد يا مدام ؟؟؟ .. سنه سنتين عشر .." سكت يعطيها فرصه ترد " جاوبى ..؟؟" .. " الظروف ما ساعدتنى من قبل .." ردت بأرتباك وهى مدنقه .." يعنى اللحين الظروف تساعد .. هذا قصدس ..؟؟" .. " يا ماجد ..." .. " نعم .. وش تبين من ماجد بعد .. صبر وصبرت .. تقدير وقدرت .. صح أخطيت عليس وما أنكر واعتذرت لس لكن وش تبين منى بعد .. ترانى بشر لى احساس ومشاعر دستيها تحت رجلس .." رد بصوت حمل كل الغضب اللى يدور فى نفسه .. " لا تقول كذا .." .. " الا بأقول .. وش ناقصنى أنا عشان أعيش ذى العيشه .. جاوبينى وش فينى من عيب عشان أعيش نص رجال في بيتى ..؟؟؟ " .. حست أنه وصل أخر صبره فما حبت تضغط عليه أكثر ..


" ترى أمى مهوب ساكنه عندك .." قالت له وهى تحاول تغير الموضوع .. " عندى ..؟؟ .. اسمها عندنا .. اوووه صح نسيت أنس قررتى تسكنين معها هنا .. بس معليش سؤال سخيف شوى ليش ماتبي تسكن عندنا ..؟؟" رد عليها وهو يشدد على آخر كلمه .. " ماراح تسكن الدوحه خير شر .. " تجاهلت مها قصده .. " وين بتروح .. والملحق اللى بنيته لها .." سألها مستغرب .. " الملحق ما خذيت رايي فيه قبل تبنيه .. " رفعت عيونها له بعتب .. " ومهوب ماخذ رايس في غيره .. العلم الغانم ماحد يشاور فيه .. وين بتروح .." كان غضب ماجد وضيقه يتراكم فى نفسه شوي شوي .. " بتروح عند خالى .. " .. " ليه .. ".. " تقول تبي تغير جو وترتاح .." ردت والعبره خانقتها .. " زين .. كله واحد تروح وترجع مكانها محفوظ .. " .. " ما أظنها بترجع .. " قالت وهى تشهق .. " انتى ذلحين شفيس .. ليش تبكين .." قرّص عيونه فيها .. " لو راحت باروح معها .. " قطت الرد وهى متوقعه وراه عاصفه .. بس ما تخيلت ردة فعله اللى صارت .. " ايش . ما سمعت .. عيدي .." قعد على حيله .. " قلت لك بأروح معها .." حاولت يكون صوتها واثق وهى ترد عليه .. خلاص ماعاد فيه مجال تتراجع .. " وأنتى مالس والي .. بتروحين معها ورجلس .. أنا .." .. " أنا ما أقدر أخلى أمى .." .. " وأنتى بزر تبين أمس تسحبس وراها لكل مكان .. شكل المعامله الطيبه غرتس وظنيتى أنس تقدرين تتحكمين فينى .. ترانى عادنى ماجد اللى تعرفينه .. ما أخلى أحد يدوس لى على طرف .. إن بغت تسكن عندنا العين أوسع لها من المكان .. ما بغت عزيزه وغاليه تروح المكان اللى يريحها لكن أنتى .. مكانس معى .. إن شاء الله أسكن فى جحر .. موضوع روحتس مع أمس تنسينه سمعتى .. " رد عليها بكبرياء غضب كان يملاه .. " ما راح أنساه .. ليه أقعد عندك عشان تهينى وتذلنى .." وقف وعيونه مسوده من الغضب " أهينس .. أنا ماجد أهين مره ؟؟.. والله ما عرفتى الاهانه عدل والا ما قلتى انى اهينس .." مها تراجعت وراها لا شعوريا وهو تشوفه يقرب صوبها بهدوء و وجه مسوّد من التوتر .. ندمت على كلامها وتمنت لو تقدر تسحبه .. بس ما عاد يفيد ..


" أنا بأوريس الإهانه عشان تعرفين تفرقين عدل .." تجاوزها ومشى صوب الباب يقفله .. مها سمعت في صوت المفتاح اللى يدور .. صوت حكم قاسي بيتنفذ فيها .. " ماجد أرجوك .." كلمته بصوت يرتجف .. " ترجينى .. ذلحين .. " سحبها بقوه لصدره .. وجرها للسرير وحذفها عليه .. " ذلحين يا بنت عمى بتعرفين معنى الذل والأهانة .. لمن خذيت منس حقى غصب(ن) عنك .." .. " لا الله يخليك اسمعنى بس .." .. لكن كان غياب العقل .. وحضور الغضب حاجز كبير يخلى الأنسان يتهور .. ويسوي أشياء ممكن فى وضعه الطبيعي ما يسويها .. لما تهب ريح الغضب تطفي نور العقل .. ويصير الأنسان مثل القشة اللى يتلاعب بها الهواء .. مالها اى جذور تمسكها وتمنعها تطير .. يفقد الانسان كل المبادئ اللى تفرقه عن الحيوان .. ساعة شيطان .. تلغى سنين من ضبط النفس والنقاء والطيبة ..



::


::


::


صحت مها لحالها .. تلملم المنثور من مشاعرها .. اللى أهدرها ماجد .. والمممزق من احساسيسها اللى ذبحها بتصرفه .. عادى كلهم نفس الشي .. أعماها الموقف عن أنها تشوف الأسباب اللى دفعته للتصرف اللى سواه .. وأنها جزء من الأسباب إللى أدت للموقف هذا .. قامت وراحت للحمام تغسل الألم والوجع وقبلهم تغسل لمساته ..

تفاجأت أن أغراضه اختفت من الحمام .. طلعت برا فتحت الكبت ما لقت ثيابه .. ولا شنطته .. رحل .. أحسن لى وله .. لأنى ما أقدر ارفع عينى فيه بعد اللى سواه .. ولا أتحمل شوفته .. نزلت دمعه ماعرفت تفسرها .. لفت وراها ورجعت للحمام ..
طلعت صبحت على أمها " وين الجورى .. " .. " مع فاطمه تريقها .. رجلس تريق .." .. " طلع من بدري .. " .. " الله يحفظه .. برزتى أغراضس وأغراض بنتس .. " .. " ماتبي لها شي .. يومين بس مانحتاج اغراض واجده .." .. " زين يمه لاتنسين تبرزين لنا قهوه وقناد ناخذها معنا .." .. " ان شاء الله بأقوم ابرزها ذلحين .. " .. " أفطرى وبعدين سويها .. " .. " مانى بمشتهيه .." .. قامت مها بقلب ثقيل يملاه الحزن والوجع على الحال اللى وصلت لها مع ماجد .. عقب ما قالت تعدلت الأوضاع رجعت وتعقدت أكثر .. قامت تشغل نفسها بأى شي بس ما تتذكر اللى صار ... لكن مع مرور الوقت زاد توترها أكثر .. وصار الليل يشكل له مصدر رعب كبير .. شلون بتواجهه .. وش بتقول له .. شلوه بيعتذر منها على اللى صار .. شلون بتنام معه على نفس السرير عقب اللى صار .. ما اتصل فيها طول اليوم ولا حتى عشان يسأل عن الجورى .. هالصمت الغريب زاد خوفها وتوترها .. تعشت مع أمها ورفعت لماجد عشا .. قعدت تنتظره لين صارت الساعه 12 الا ربع .. شوى وصلها منه مسج .. _ لا تنتظرينى .. برزوا عماركم السفر الخميس الصبح _ تفاجأت من المسج .. وش قصده .. وين بيروح .. شوى وصلت رساله وسائط فتحتها ..


اباتركك للوقت و أنت وضميرك
إما تغيب العمر والا تجيني
بالحيل ظامي ما رواني غديرك
و بالحيل عنك بعيد لا تحتريني
أنا ضرير الوقت وأنا ضريرك
بعيد لكن كنك قدام عيني
يمكن مع الايام باحب غيرك
مادام قلبك صادقٍ مايبيني
يمكني ادله وانكر اني عشيرك
و بعد ارتحال العمر يمكن تجيني
أبي قليل الحب ما ابي كثيرك
ارجوك عطني بس لو بعض ديني
شرك محى في صفحة العمر خيرك
وحبك تركني هايمٍ في سنيني
و انا ادري ان كل الحكي ما يثيرك
لكن لزوم اقول وش صار فيني
لابد ياتي يوم و تعرف مصيرك
و تقول بعد غياب عامين ويني
خل الهوى خله لغيري وغيرك
ذا ما جنته ايديك ماهي يديني
اباتركك للوقت لازم يديرك
ولا جيت اباصافحك فاقطع يميني


تجمدت الدمعه فى عيون مها .. خسرته .. وخسرت كل اللى تحبه معه .. ندمت .. لأول مره فعلاً تندم على شي .. ماعرفت أكسبه .. ليش بس .. مستعده اسامحه بس يرجع ..
.. وقامت تجهز شنطتها وشنطة بنتها .. وقررت تعدل الأوضاع .. يومين .. وهل تكفيها يومين تعدّل جـرووح سنين ..؟؟؟

بكت لحد ماحست أنها ماعاد فيها دموع .. مسحت وجهها ::


::


::



ماجد .. ماعاد رجع لبيت عمه .. أم ناصر استغربت وسألت بنتها .. " يجهز أغراضه حق السفر يمه .." هذا كان العذر .. ثلاث ايام مرت على التصادم بين مها وماجد .. اليوم الخميس .. مرهم ماجد الصبح ياخذهم وفهد خذا أمه وخواته للمطار .. "صبحس الله بالخير يمه .." .. " مرحبا يبه صباح النور .. شلونك .. " .. " بخير ربي يسلمس .. شحالس أنتى .." .. " الله ينشد منك .. وين أمك يبه .." .. " خذاها فهد للمطار .. البنات تعلقوا معنا يبون يروحون وحجزت لهم .. ماتشلنا السياره فخليته يسبقنا معهم .." .. " الساعه المباركة يا ولدى .. جعل يحججونك عيالك .." .. " الله يجزاس خير .. وين مها .." .. " داخل تسكر الشنط .." .. " يا مهاااا .."


ثلاث ايام ما سأل عنها .. واليوم بتشوفه .. ويومين بتكون معاه .. لازم تضبط نفسها .. وماتبين له شي .. ولا حتى أن هجره اثر فيها .. لازم ترد له الطاق طاقين .. لكن بطريقه تخليه يرجع لها .. صح هو غلط فيها .. بس هى كانت دافع قوى للغلط هذا .. ماتبي تخسره لآمنه ولا لأى وحده غيرها .. تبيه لها بس زوج وأخو وسند ولبنتها الابو اللى انحرمت منه .. ماعاد لها غيره .. لازم تحافظ عليه لازم .. كانت فى أقصى حالات التوتر . . تسكر الشنط وترجع تفتحهم .. وتنسى تحط شي وترجع تتذكره .. مشتتة بشكل كبير .. غمضت عيونها وحاولت تاخذ نفس عميق تهدي قلبها .. " يا مهاااا .." .. تيار كهربا سرى في جسمها كله من سمعت صوته .. وراح كل ضبط النفس والتصرف ببرود قدامه .. قامت وطلعت وراحت للمطبخ .. خذت لها كوب ماى بارد وشربته على مهل .. شوى ودخلت عليها فاطمه " بابا مادد برا يبي انتى .." .. " زين .. تعالى طلعى الشنط .." ..


كان ماجد واقف يلاعب الجورى وفى ايده فنجاله ينتظر مها تطلع له .. " صباح الخير .." .. " صباح النور .." تفاجأ بدخولها عليه .. وتفاجأ أكثر لما شافها لابسه العباة ومتنقبه " شلونك .." .. " بخير الله يسلمس .. " .. " يالله يمه ترى تأخرنا .. " نزل فنجاله وهو يستعجلهم .. شل الجورى وسبقهم للسيارة ..


لبس نظاراته وهو ينتظرهم .. راسها يابس .. تبي تحرمه حتى شوفتها .. معها حق .. عقب اللى سويته شلون تبيها تشوف وجهك .. اللى سويته غصب عنى .. البالون وهو جماد اذا زاد الضغط عليه انفجر فشلون بالبنى آدم .. تنهد بعمق وهو يتذكر الليله اللى كسر فيها كل الحواجز بينهم .. الليلة اللى تمناها بس موب بالطريقه اللى صارت .. مهما كانت الأسباب فالنتيجه كانت وحده .. غرست حبها فى قلبه بشكل أعمق وأقوى .. وصارت الخيارات معاها اصعب .. أستغفر الله .. شغل روحه مع الجورى وهى تسولف عليه .. ركبت أم ناصر وعقبها ركبت مها ورا جنبها .. " مها تعالى قدام ممنوع البزران يركبون لحالهم جنب السواق .." .. " رفعت عينها له وهو يراقبها من ورا النظارات .. نزلت بهدوء وركبت جنبه ونطت الجورى من بينهم عشان تقعد ورا مع جدتها .. تحرك ماجد متوجه للمطار ..
وصلوا على الوقت .. ونزلوا أغراضهم ودخلوها وخلصوا الأجراءات ودخلوا صالة الدرجه الأولى .. تفاجأت مها بروضه ونوف واستانست وحست أن الرحله بتكون أونس واقل توتر بوجودهم معها .. سلمت على عمتها وعلى فهد .. وقعدت جنب البنات ينتظرون وقت الرحله ..


حتى نلتقى على خير
لا تنسون
" قلوب محرمة على النسيان "

فى أمان الله

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 26-06-10, 01:23 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



::




الجزء الثامن والعشرين
و الأخيــر




كانت الرحله هاديه وماجد كان بعيد عن مها ما صارت فرصه تكلمه .. تنهدت .. وقالت بأصبر لين نروح الفندق أكيد بالاقى فرصه .. نزلوا مطار جده ومن هناك خذوا سياره وتوجهوا لمكه .. طافوا وسعوا .. وكانت أم محمد على كرسي ويدفها ولدها فهد .. وأم ناصر على كرسي ثانى ويدفها ماجد .. والبنات الثلاث وراهم .. خلصوا عمرتهم وتحللوا من احرامهم ورجعوا الفندق ..

مالقى ماجد إلا جناح فيه غرفه وصاله وثلاث غرف وحده منهم مشتركه مع الجناح .. تشاركت أم محمد وأم ناصر في الغرفة اللى فى للجناح .. ونوف وروضة فى الغرفة الملحقة فيه .. وفهد خذا له غرفة واضطر ماجد يشارك مها الغرفة الأخيره عقب ما شاف انها مهى بزينه فى حقه تقعد مع خواته والمكان ضيق وترك الجناح لأمه وأم ناصر عشان ياخذون راحتهم .. طلبوا لهم غدا ودخل ماجد الحمام عشان يتسبح ويغسل راسه عقب ما تحلل من احرامه .. طلعت مها لحجرة البنات وقعدت معاهم شوى .. جا الغدا .. روضه نكبت غدا أمها وأم ناصر وقعدت تغدا معهم .. نوف قعدت تغدا وتغدي الجورى على الطاولة .. " ما تبين غدا .." سألتها نوف .. " مالى خاطر .. بأنكب لماجد وبأوديه له .. فهد ما يبي غدا .." سألت مها وهى تمد يدها تاخذ صحن .. " قال بينزل البوفيه .." ردت عليها نوف وهى تاكل .. خذت مها الصحن ونكبت غدا لماجد .. حطته على الصينية وراحت للحجره .. دخلت كان الليت مبند .. مشت شوى شوى وحطت الصينيه على الطاولة .. شافت أحد راقد على السرير .. قربت منه .. قعدت جنبه .. " ماجد .." همست وهى تلمس ايده .." نعم .. " رد عليها وهو مغمض عيونه .." جبت لك غدا .." .. " مابي .. " .. " لازم تاكل .. من الصبح ماكليت شي .." .. لف عليها وهو ساكت .. " قوم .. أكل لك لو شوي .." مسكت ايده .. قعد وقامت وهى ماسكه ايده تبيه يقوم معها وقف معاها واتجهت للطاولة .. حطت الصحن قدامه والسلطة واللبن .. " تغديتى.." سألها .. " لأ .. " .. " تغدي معى .. " .. " ماجد .." نادته بصوت واطي .. " تغدى الله يرحم والديس ابي أقيل شوي قبل العصر .. راسي يعورنى .." رد عليها بتعب .. " تبي بندول ..؟؟" .. " لأ .." مدّ ايده ياكل بهدوء .. " تغدي .." أمرها بصوت واطي لكن حازم .. " ان شاء الله .." قربت تاكل غصب .. وهذى ثانى فرصه تضيع عشان تكلمه .. بس تعرفه لو تكلمت زياده كان بيعصب وهذا ابد موب وقت تخليه يضيق منها .. بلعت اللقمة غصب وهى تشوفه ياكل بصمت ..


أذّن العصر نزل ماجد وأمه وأم ناصر ومها ونوف .. وبقت الجورى مع روضه فى الفندق .. صلوا العصر فى الحرم عقبه خذاهم ماجد عند ماء زمزم يشربون منه .. وشربن من الماى ورشت أم ناصر على راسها .. وطلعن وراحن للفندق مثل ما قالوا لماجد .. دخلن القسم حقهم ولقوا القهوة موجوده قعدوا يتقهوون لين يجي ماجد .. " يمه .. أبي أروح السوق أنا ونوف ومها عقب صلاة العشا .." قالت روضه عقب ما قعدت جنب أمها وهى تحب ذراعها .. " وين بتروحن .." نشدتها نوره وهى تقهوى .. " أسواق الحجاز اظن كذا اسمها فيها فساتين حلوة وملابس ماركات .. نبي نروح نشوفها .." ردت عليها بنتها وهى تفاول من التمر .. " لا تروحن لحالكن خلن حد من العيال يروح معكن .. " ردت عليها أم محمد .. " بأقول لماجد يودينا .." قالت روضه .. " خلى ماجد .. شوفى فهد يوديكن .. " ردت امها عليها .. " يمه مها مهوب رايحه معنا لو فهد ودانا .." برطمت روضه وهى تشوف مها .. " باروح عادى بس الجورى بناخذها معنا ؟؟.. " سألت مها وهى مدنقة تصب فنجال لأمها .. " الجورى ازهليها عندى .." قالت أم ناصر " لا تشيلين همها .." كملت وهى تاخذ الفنجال من مها .. " جعلنى ما اذوق حزنس يا يمه .." ردت روضه مستانسه وهى تحب راس أم ناصر .. مها كانت ساكته .. ماعلقت تفكر فى ماجد اللى للحين ما رجع من يوم طلع يصلي العصر معهم .. " ماجد ما كلمس يا مها ؟؟.." سألتها عمتها كأنها عرفت وشو فيه تفكر .. " لا والله يمه .. عدي به يومنا فى الحرم .." ردت مها وهى مدنقة تغسل الفناجيل .. " دقي عليه يمه خليه يجي يتقهوى معنا .." ردت عليها عمتها .. " ان شاء الله .." خذت جوالها ودقت الاتصال السريع .. مسكر .. تضايقت مها بس ما بينت " جواله مسكر يمه والا فى منطقة مافيها ارسال .." .. " الله يحفظه .. " .. اللهم آمين .. رددت مها فى قلبها .. قبل آذان المغرب توضوا ونزلوا كلهم وهالمره قعدت نوف مع الجورى وراحت روضه .. صلوا المغرب وقعدوا فى الحرم عشان يصلون العشا مرة وحده .. جو روحانى يغمر النفوس ويطّهر القلوب .. مساحات من الرحمة والمغفرة تحتوى الأنسان مهما كان ذنبه كبير .. رحمة ربه أكبر .. احساس شفاف من الروحانية يملأ الهوا اللى تتنفسه .. هوا مختلف .. تحسه غير عن أي مكان ثانى .. تحسه يملا العروق والروح .. ترتوى بحب الرحمن الرحيم ..


::


::


::


عقب ما صلى العشا رجع ماجد للفندق .. ودخل غرفته على طول .. سكر جواله وطفى الليت ورقد على السرير .. رجع له وجع الراس بتواتر أكبر .. كان يبي يجى لحاله يومين ويسافر بدون ماحد يدري .. بدون هالضغط اللى عليه .. وقربها منه .. كل ماشافها تذكر اللى صار .. كل لمسه منها تزيد الذكرى حطب .. وقلبه نار .. ما يحتاج يحترق أكثر .. ضغط على راسه وهو يتنهّد بألم ..

توعى على صوت الباب ينفتح .. ما رفع راسه هى يسمع صوت خطواتها تدخل عليه .. " ماجد .. شفيك .." وصله صوتها بقلق .. " مافينى شي راسي يعورنى .." رد بجفاء .. " يعورك شي .." رجع نفس الصوت المليان خوف يوصله .. " لا .." ردّ وهو يتنهد بصبر .. " حاولت اتصل فيك جوالك مسكر .." سألته .. " خير ؟؟.." رد عليها وهو للحين مغطى عيونه بايده .. بلعت ريقها من لهجته الجافه " أمى نورة كانت تبي تطمن عليك .. من العصر ماشفناك .." شرحت له وهى تقرب من السرير في الظلام .. " ترانى كنت حاجز لحالى ابي الفكة من الصدعه وين رحت وين جيت .." رد بقلة صبر ..سكت شوى ورجع يكمل كلامه " بزر أنا باضيع يوم تدورينى .." سألها بنبرة حاده .. " ماجد .. الله يخليك .." .. " خلاص .. " قطع جملتها وكمل " هذا أنتى شفتينى روحى طمنى امى .."..

قربت قعدت جنبه .. حاولت تمسك ايده .. سحبها منها .. " ماجد انا آسفه .." قالت وصوتها يختنق من العبرة .. تنهد بصوت .. " مها الله يرضى عليس مانى بفاضي لحركات الأفلام .. اخذى حاجتس واطلعى راسي يعورنى .." رد عليها وهو يعطيها ظهره يبي يرقد .. " اسمعنى شوي .. أنا أدرى أنى ضغطت عليك واجد .. بس والله غصب عنى .. لكن أوعدك لمن رجعنا للدوحة كل شي بيتغير .." .. ضحك بصوت واطى .. " من اللى بيرجع .." سألها بسخريه .. " حنا .." ردت بشك .. " معليه .. هذا إن رجعت الدوحه .." جفلت مها من كلمته ولا شعورياً تراجعت وراها " بترجع ان شاء الله .. وش ذا الكلام .." .. " أنا لى طريق غير طريقكم .." رد بألم .. " ليه وين بتروح .." سألته واصابعها متشابكه فى حضنها بتوتر.. " أنتوا بترجعون أنا باسافر لحالى .." ضغط على راسه بايده .. " وين بتروح .." سألته بهمس .. بخوف من اللى جاي .. " مهوب شغلس .." رد ببرود .. " ماجد .. انا ابي ابدا صفحة جديدة معك .. خلنا نرجع للدوحة يومين وعقبها تقدر تسافر .." ترجته بهمس يمكن يلين .. " لأ .. أمورى مترتبه اسافر من هنا .. " رد بصوت قاطع .. " بس أنت ماقلت لى .." سألته بعتب .. " ومن متى صار لازم أقول لس .. من متى ؟؟.. وحضرتس تقولين لى شي ؟؟.. " سألها وهو يرفع صوته على اخر الجمله " كل اللى أسمعه منس .. أنا .. ولحالى .. وترجع لحالك مثل ماجيت لحالك .. نسيتى والا أذكرس .." ذكرها بمرارة .. " من متى كنت أنا وأنتى شي واحد يا مها .. من متى .. المرة الوحيدة الى صار فيها هالشي كانت غلطة .. تذكرين والا اذكرس .." رد عليها بقهر وهو يحاول يجرح نفسه بجرحه لها .. " ماجد .. أرجوك .. ترى ابي احل كل شي معك .. " بلعت ريقها وهى تحاول يطلع صوتها طبيعي .. " ذلحين ..؟؟ توس تتنتبهين ..؟؟ ضغطت على نفسي عشانس .. وصبرت وتحملت .. وش الفايدة ..؟؟ قلبس حجر ومستحيل يلين .. وهذا هدوءس اللحين نزوة .. يومين وترجعين لطبعس .." قط الكلام فى وجهها وحمّله أكبر قدر من الوجع والألم .. وقفت بدون وعى .. وهى تحس بالدم يفور فى راسها

" تحملت .؟؟؟ صبرت ..؟؟ وشايف عمرك مسوي فينى جميله يوم تحملتنى يا ولد عمى ..؟؟ لا .. لا تذكرنى لأنى ما نسيت .. أنت شكلك اللى نسيت وأنا اللى بأذكرك .. منهو اللى تحمل الثانى ورضى فيه غصب .. منهو اللى وطا راسه وسكت ما اشتكى .. " مشت وراها للدريشه وعطته ظهرها وكملت بصوت ميت" من اللى تحملت أخوك وتحملت ظلمه وسكتت وشافوا سكوتها إدانة لها .. وهى ما سكتت إلا من طيب اصلها .. من اللى تحملت ظلمك وظلم أهلك وقالت معليه لحم ودم .. وكل واحد يسوى بأصله .. من اللى يعرف سوايا اخوه واخطائه ومع ذلك ما فكر ان هالانسانه اللى يتهمها أخوه احتمال تكون بريئة ..؟؟؟ من اللى حملنى خطا أخوه ولا فكر في انى شوفته لحم وجهه .. واللى يمسنى يمسّه زين والا شين ..؟؟ " لفت عليه وكملت بهدوء قاتل " من اللى طرد مرة اخوه لا تحّاد في بيتها .. طردها في الشارع كنها بنت شوارع مهوب لحمه ودمه .. وقال لها بيت أخوى يتعذرس .. منهو يا ماجد .. " ..


ضاقت الدنيا فيه .. حذف اللحاف اللى حسه قطعة من جمر تغطيه .. ورجع له كل شي كأنه اللحين قدامه .. كل الوجع والألم والحزن والظلم .. وقف قدامها و وجه مسّود من الغضب .. عرق وحد كان ينبض في خده بجنون .. لكن هى كانت واقفه قدامه ببرود .. بعد ما فجرت كل الماضي فى وجهه .. ما يبي يسامح ولا يعطيها فرصه .. خلاص .. ماعاد به صبر .. ولا عاد به قلوب تحمّل الوجع وتكتمه .. ولا عاد فيه شي يستاهل تسكت عشانه .. وهذا الوقت المناسب عشان تفتح الجرح .. اللى في قلبها وموجعها من سنين ومسمّم حياتها معه .. يا ينظف ويطهر ويبرا صح .. ويرجع لها مثل ما تبي وتكون له .. يا يتحدد مصيرهم من اللحظه هذى وتريحه وتريح عمرها من العذاب .. الله ما يرضى بالظلم وهم ظلموا أنفسهم واجد .. كان لها نصيب معه عاشته .. وكان نصيبه مع غيرها .. يروح الله يسعده .. بس على الأقل تكون روحها مرتاحة وما فيها صديد يسمّم باقى ايامها فى الدنيا .. يكفيها اللى عاشته .. ماعندها استعداد توطي راسها للماضى أكثر ..

قررب منها ولو الأنفاس تحرق كانت هى من زمان رماد قدامه .. " أخوى راح الله يغفر له .. فلا تظلمينه عشان تبررين موقفس .." رد وهو يرّص على ضروسه .. " أخوك راح للى أعلم منى ومنك به .. بكل صغيرة وكبيرة .. الله يرحمه ويغفر له .. ولو علي أنا ما ترحمت عليه على اللى سواه فينى .. " الألم فى خدها خلا باقى الجمله تموت على شفايفها .. غمضت تحس بطنين فى أذنها .. خذت نفس عميق .. انفتح الجرح ولازم تتحمل .. رفعت له عيونها وهى مليانه دمع بارد " ثانى كف يا ولد عمى منك .. هذى وصاة ابوى الله يرحمه لك .. بيض الله وجهك بس .. أولها أخوك وتاليها أنت .. " مشت من جنبه بهدوء ولقطت نقابها وعباتها وطلعت ..

واقف لحاله فى الحجره .. ايده مقبوضة بقوة .. وراسه بينفجر .. صفقها كف .. وهو اللى حلف مايمد ايده عليها عقب ذيك المره .. ماشفع لها أنها مره .. وأنها بنت عمه .. وأنها يتيمه .. صد وراه وضرب الجدار بقبضة ايده بكل قوته .. يمكن الألم يداوي الألم ..


::

::

::


دخلت مها على البنات اللى كانوا لابسين ينتظرونها عشان يروحون للسوق " كلمتى ماجد .." سالته روضه .. " راقد .. راسه يعوره وتعبان .." ردت عليها بهدوء وهى تفك عباتها.. قعدت روضه على طرف السرير متملله " يوووه من اللى بيودينا .." .. " كلمى فهد .." ردت عليها نوف اللى كانت مشغوله تشوف التلفزيون .. " مها مهى برايحه لو ودانا فهد .." التفتت لها أختها وهى ترد عليها .. " عادى وليش ماتروح .." علقت نوف وهى تمد ايدها تاخذ الريموت تطفى التلفزيون .. انتبهوا البنات لصمت مها .. " وشفيس .." قربت منها نوف تسألها .. " مافينى شي .." مشت مها تدخل الحمام .. " لا والله الا فيس شي .. مهوى شبلاس خوفتينى .." ردت نوف وهى تمشى وراها ..

فصخت مها نقابها قدام المرايه .. شهقت نوف يوم شافت خدها .. " وجع شبلاس تصيحين .." قالت روضه من برا وهى تطل عليهم متروعه " مهوى وش ذا اللى في وجهس .." سألتها نوف بصوت واطي .. " دعمت الكبت .. الليت كان مطفى وماشفته .." ردت مها ببرود .. دنقت تغسل وجهها بالماى البارد .. التفتت نوف لروضه بنظرة .. لمتّها نوف من ظهرها وهى تعض شفايفها بالم .. " باروح أجيب لس ماى زمزم والا ثلج تحطين عليها .." ردت روضه بصوت مخنوق وهى تلف وراها وتخليهم لحالهم ..
" الله يسامحه .. بس عمره ماكان كذا .." قالت نوف بألم .. " ماحد يقعد مثل ماهو .." ردت مها وهى تحط الثلج على خدها .. " الا ماجد .. مهوب طبعه اللى يسويه ومهوب طبعه ضيقة الصدر .. من عرفته وهو أبو لنا .. يحبنا ويخاف علينا .. لمرض الواحد فينا ما رقد ماجد من وجعه .. فيه شي مخليه كذا .. " ردت نوف وهى مدنقة وعيونها سرحانه .... سكتت مها ماردت .. تنهدت بس بقوة .. فيه ماضي بينهم مخليها كذا ومخليه هو بعد كذا .. ماضي ماحد يعرف عنه شي .. ماضى مليان ظلم وشك وكره .. عيا الحاضر يمحيه لا بالطيب ولا بحسن التعامل ولا حتى بالمحبة ..

دخلت عليهم روضه .. " كلمتى فهد .." سألتها مها .. " خلاص ماله داعى نروح .." قالت روضه .. " ليه .. اسواق مكه حلوة وأرخص من الدوحه وفساتينهم غير .. امشى أنتى واياها .. ماعندنا الا هالفرصه .." ردت مها وهى تلبس عباتها وشيلتها .. " قومى .. " ردت نوف بكلمة وحده وهى تشوف أختها .. لازم تطلع مها .. أحسن من قعدتها هنا لحالها وتفكيرها فى اللى صار .. رغم أنها ماتدرى وش الموضوع بين مها وأخوها ولا ليش ماجد سوا كذا .. لكن يطلعون أحسن عشان مها تغير جو وتنسى شوي..


مها حمدت ربها أنها مضطرة تلبس النقاب عشان فهد موجود برا .. ماتبي أمها ولا عمتها يشكون فى شي .. الوضع مهوب ناقص تعقيد .. طلعوا للصاله الا فهد قاعد يتقهوى مع امه ومرة عمه " يالله حى أم الجورى .. " رحّب في مها .. " الله يبقيك .. شلونك .." ردت عليه مها وهى تحفاه .. " بخير الله يسلمس .. ها على وين أنتى وهى ؟؟.." علّق وهو يشوف خواته داخلين ورا مها .. " ماقلت بتودينا .." قالت روضه وهى مبرطمه وماسكه نقابها فى ايدها .. " قلت بأفكر .. " ردت فهد وهو يرفع فنجاله يشرب قهوه .. " بتوديهن وانت تضحك .. " ردت عليه أمه .. " ليه يايمه .. ليه الأضطهاد .." نزل فهد فنجاله وهو مسوى روحه زعلان .. " من لهن غيرك ياطويل العمر .." قالت له مها .. " ليت كل العرب مثلس بس يا أم الجورى .." رد فهد وهو يهز راسه ويشرب اخر ما في فنجاله من قهوة .. " بتوديهن والا وديتهن أنا .." قالت له أمه .. " بأوديهن بأوديهن .. ما شبعن من مولات الدوحه جايين يغثون أهل مكه فى أسواقهم .." رد فهد وهو ينزل فنجاله ويوقف.. " وعساس بتخاوينا يا مها .." كمل كلامه وهو يشيك على جواله فى مخباه .. " لا فديتك تخاويكم العافية .. أنا بأقعد عند الجورى .." ردت مها بهدوء ..

" وليه ماتروحين ؟؟.. ما اتفقنا كذا .." قالت روضه .. " معليه فديتس روحى أنتى ونوف .. " التفتت لها مها اللى ماكان لها خاطر بالطلعه بس ماحبت تخرب على البنات .. " مها .. مانقدر نروح لحالنا لازم تروحين معنا .." طالعتها نوف وهى ترص على كل كلمه .. " ترى قلت لس الجورى ازهليها عندى .. " ردت أم ناصر .. " مابه طلعه الا معس والجورى باخذها معنا .. " تدخل فهد بينهم .. " لا فديتك والله بترقد والا كان خذيتها .." ردت مها عليه .. " خلاص خليها عندى أنا بأرقدها .. هى تعشت .. " سألتها أمها .. " ايه فديتس .." .. " خلاص روحى مع خواتس .." قالت ام ناصر .. " يمكن مستحيه من فهد .." علقت نوف وهى تبتسم وتقعد على طرف الكنبه وتحط رجل على رجل .. "

أفااااااااااا .. بعد ذا العمر كله تستحين منى يا أم الجورى .. ما هقيتها والله .." التفت فهد لمها وهو مستغرب .. " لا والله فديتك مهوب القصد .. تدرى انك حسبة اخو .." ردت مها وهى منحرجه .. " الا اخوس اللى ماجابته أمس .. لا تحشدين منى ابد .. واللى رفع سبع أنى ما اشوفس كون ما اشوف موضى ونوف " رد فهد .. " والا روضة بنت البطه السودا .." علقت روضه بهمس .. " دامكم اخوان مشينا .. نلحق على السوق " ردت نوف وهى تلبس نقابها وتبتسم ان خطتها جابت نتيجه .. " احرصوا على عماركم ولا تأخرن .." قالت لهن أم محمد قبل يطلعن .. " ان شاء الله يمه .. " ردت مها .. " هين ان ما وريتس .. خلينا نرجع .." صرت مها على ضروسها وهى تقرب من نوف وتهددها .. وكان الجواب اللى سمعته ضحكة هاديه ..


::


::


::


رجعن من السوق فى وقت متأخر .. وكانت طلعه حلوة غيرت الجو بينهن .. واشترن لهن أغراض واجد واضطروا يشترون شنطتين زيادة عشان يحطون فيها الفساتين وباقى المشتريات .. ماكان باقى على الفجر شي يوم رتبن الأغراض .. " نوف كلمى فهد شوفيه اذا واعى يودينا الحرم نصلي الفجر .." قالت مها .. " وأنتى عد فيس حيل تمشين للحرم .." سألتها روضة وهى تحذف بعمرها على السرير تعبانه .. " خافى ربس .. فيس حيل تلفين فى الاسواق ومافيس حيل تمشين للحرم تصلين .." ردت عليها مها وهى تبتسم .. " والله مهوب كذا بس طاحت رجيلي .. " ردت روضه وهى تمدد رجيلها .. " تراس مانتى فى الحرم كل يوم .. الفجر غير هنا .. " ردت مها بهدوء .. " والله .. " ردت روضة بكآبة وهى تلتفت لها بتعب .. " ماتبين تروحين اقعدى .. نوف بتروحين .." التفتت مها لنوف تسألها اللى كانت طول الوقت ساكته تسمع المناقشة .." أنتظر تخلصن كلام .. أنا بأروح عادى ولاحقة على الرقاد .." قالت نوف .. " خلاص كلميه .. " قالت روضه وهى ترفع نفسها من السرير " بس خلونى أول شي اشرب لى نسكافيه أصحصح لا أرقد فى الطريق .." مشت روضه من جنب مها اللى كانت تضحك على شكلها وهى ماشيه مغمضة " اللى تبي الحمام تدخل توضأ ذلحين عشان ما تسوون زحمه لصار دورى" كملت روضة كلامها .. " مهى بصاحيه .." ردت نوف وهى مدنقة تضرب على الجوال رقم فهد ..


صلوا فى الحرم .. وكانت صلاة تختلف عن أى صلاة ثانية .. دعت مها وفى حلقها غصه لأمها الحزين ولأبوها المرحوم بالمغفره والجنة ولأختها اللى مسافرة بالأمن والطمانينة وأن يحفظها الله هى ورجلها ويبعد عنهم عيال الحرام وبنات الحرام .. دعت لبنتها اليتيمة بالتوفيق وأن الله يجعلها من عباده الصالحين .. ودعت لماجد أن الله يهديه ويصلح حاله .. ويهديها ويلهمها الصواب .. ويغفر لها وله كل اللى طاف .. وإن كان فى استمرار زواجهم خيره أنه يجمع بينهم بالمعروف والمحبة .. وإن كان الخير فى فراقهم أن الله ييسره بدون ألم ولا كره .. كانت دموعها تسيل وهى تدعى من قلب خاشع وخاضع لربه ..


نوف .. دعت لأمها وابوها وأخوانها وأختها موضى .. بطول العمر والصحه والإيمان .. ودعت أن ربي يوفقها فى حياتها الجديده وييسر لها كل خير .. ويبعد عنها الوساسوس وضيق النفس والقلب .. روضة دعت لأهلها ودعت أن الله يجمع بينها وبين ولد خالتها على الخير .. وأن يشرح صدر أختها من صوبها ولا يجعل فيه عليها ذرة كره أو حقد .. قلوب مختلفة وحاجات مختلفة ورب واحد .. سبحانه لا إله الا هو ..


مها رقدت عند البنات وحلفت عليهن ترقد على الأرض .. وجابت الجورى من عند أمها وحطتها جنبها عقب ما وعت أمها وعمتها لصلاة الفجر.. وطلبت القهوة والفطورلهن وجهزتها مع نوف وحطنها فى الصالة عشان يرقدن براحتهن .. دخلت ونامت وهى تفكر فى ماجد اللى ماتدرى عنه شي من أخر تصادم من بينهم .. رجعت لها الأحلام القديمة والكوابيس اللى كانت نستها فترة .. قامت وهى تصب عرق ومخنوقة .. استغفر الله .. توعت نوف على صوتها " وشفيس .." سألتها وهى تفرك عيونها .. " مافينى شي .. كابوس .. " ردت مها بضيق .. " تعوذى من الشيطان .. هاس اشربي .." مدت لها نوف غرشة ماى .. شربت منها مها ورجعت تنام على يمينها .. وهى تحس ببداية صداع يتسلل لعيونها ..


::

::

::


ثانى يوم الضحى العود .. دخل ماجد عليهم الصاله لقى أمه وأم ناصر يتقهوون ومها معهم توها صاحيه اللى من شافته سحبت طرف الجلال لا شعورياً على خدها .. " صبحكم الله بالخير .. " دنق على راس امه وراس عمته .. تحفاهم ونشدهم عن أحوالهم .. " وينك ياولدى عدى بك أمس العصر .." قالت له أمه بعتب.. " والله يايمه صليت المغرب وقعدت فى الحرم وعقب العشا رجعت ورقدت ماحسيت بعمرى .. وقمت قبل الفجر ونزلت الحرم تهجدت وصليت وقعدت لين طلعت الشمس وعقبه رجعت .. غطيت شوى .. " مدت مها له فنجال قهوة وهى ساكته بدون ما ترفع عيونها فيه .. ماجد عرف من رد الفعل حوله ان ماحد درى بالسالفه .. قدّر هالشي لها واجد .. " وين الجورى .." سأل مها متعمد .. " راقده مع عماتها .." ردت عليه بدون ما ترفع عيونها له .. " زين ما تبين تطلعين مكان .." رجع ماجد يسألها .." سلامتك .." ردت وهى بنفس الوضع .. صد عنها يوم شاف أنه مافيه فايده وأنها للحين زعلانه .. معليه بيراضيها عقب .. ورجع يكمل سوالف مع امه وعمته ..


دنقت وهى تفكر .. جاى ولا كأن شي صار .. أعتذر له وأغير تصرفاتى وأنسى كل شي عشانه .. واقول له بأفتح صفحة جديدة معك وشو يكون رده ..؟؟ مهوب فاضي يرجع معى يصلح الأمور .. طبعاً سفرته لحاله أهم .. وياعالم من اللى معه فى السفرة ذى .. عمر الطبع ما يتغير فى الانسان .. حتى لو تظاهر بغيره فترة .. مصيره يمّل ويرجع لحقيقته .. فكّرنى نسيت .. غامت في عيونها صورة الحادث .. " مها .." رجعها صوته لوقتها الحاضر .." نعم .." .. " تعالى أبيس .." قام وحب راس أمه وعمته وأستأذن منهم .. قامت وراه وصلوا لباب الجناح " تبين فلوس .." نشدها .. " لأ .." طلع بوكه يبي يعطيها البطاقه .. تجاهلته ولفت وراها تبي ترجع .. مد ايده ومسكها من ذراعها .. لفت عليه بهدوء وسحبت ذراعها منه .. تنهّد " تراس انتى اللى حديتينى .." قال لها بهمس مؤلم .. " هذا هو عذرك .. من عرفتك .. أنا اللى حديتك على اشياء واجد ..!!" ردت عليه بصوت واطي عشان ماحد من اللى داخل يسمعهم .. طالعته ببرود ولفت عنه ودخلت .. وقف يشوفها وهى تتراجع وراها .. والجدار بينهم يكبر عن أول .. طلع وراه وسكر الباب .. مرّ اليوم بسرعه .. بدون تصادم بين ماجد ومها .. هى انشغلت بأمها وعمتها والبنات والصلاة مع الجماعة فى أطهر مكان .. وهو صار يقضى أغلب وقته فى الحرم هروب والا حاجه ..!!!..


::


::


::


فى الليلة الثانية والأخيره ماجد كان فى حجرته .. طلع جواله واتصل على جوال مها وماردت عليه .. أرسل لها رساله – تعالى للحجره .. أبيس ضرورى - .. انتظرها ترد وماردت .. اتصل على روضه " ألو .. مها عندس .." .. " ايه .." .. عطينى اياها .." .. مدت روضه الجوال لمها اللى كات قاعده تتعشى مع البنات سندويشات " ماجد يبيس .." .. وقفت اللقمة فى حلق مها .. مسحت اثمها ومدت ايدها تاخذ الجوال ..

" ألو .." .. " وينس من جوالس أتصل فيس وماتردين .." سألها بنبرة لوم لأنه كان يظنها تتجاهل اتصالاته .. " مهو بعندى .." ردت برسمية .. " تعالى ذلحين أبيس .. " .. " مشغولة أعشي الجوري .." .. " خلي الجوري عند عمتها وتعالى ذلحين .." وسكر فى وجهها .. استغفر الله بس .. نزلت مها الجوال .. وقامت " عشوا الجورى .." قالت تكلم نوف وروضه .. " وين ؟؟." سألتها نوف .. " ماجد يبينى .. شوى وراجعه .. لا تاكلون العشا كله .. " مزحت معاهم لما شافت فى عيون نوف سؤال مها نفسها ما عندها له إجابه .. " قولى لأم بطن اللى جنبس .. " ردت نوف .. " الله وأكبر عليس .." ردت روضه وبغت تغص .. " شفتى كله من عينس حشا مشهاب .." ردت روضه وهى تضرب بيدها على صدرها وتشرب ماي .. طلعت منهن مها وهى تبتسم ..


وصلت للغرفه ولقت الباب مسايف .. دفته ودخلت ..
" السلام عليكم .." سلمت عليه .. " عليكم السلام والرحمة .." .. " قلت بغيتنى .." سألتها وهى واقفه بعيد .. " مها .." قال اسمها وتنهد وراه تنهيده طويلة .. مها شبكت ايديها على صدرها وهى للحين واقفه بعباتها ونقابها قدامه .. " زين اقعدى وافصخى العباه .." .. " بنتى وراى .. وش تبي .." .. " شوفى .. بخصوص اللى صار أنا أسف .. أدرى إنى غلطان .. بس أنتى ماتعطين الواحد فرصه .. تضيقين عليه لين يكره حتى نفسه .." سكت يبي يسمع منها تعليق .. " مها .. بكل بساطه أنا ما أقدر أرجع معس ذلحين .. وراى سفره ضرورية لكن اذا ربس كتب ورجعت ما يصير الا اللى تبينه .." حاول ماجد يشرح لها .. " وأنا أبي الطلاق يا ولد عمى .." قطت مها الكلمة ببرود .. " وش .." وقف ماجد على حيله لا شعورياً ..

" اللى سمعته .. ماتنجبر روح(ن) على روح .. لنا سنه على ذا الحال .. لا أنت بمرتاح ولا أنا مرتاحه .. " ردت عليه وهى تحس بالغصه تسد حلقها .." وهذا هو الحل من وجهة نظرس .." سألها وهو مستنكر حتى شلون قدرت تلفظ الكلمة .. " عندك غيره ؟؟.. حتى كلمة الحق ماتبي تسمعها .. ويوم قلتها لك وش كان ردك .." فجأه سحبت نقابها توريه خدها " هذا ردك .. شفته .. وش توقّع منى عقبه ..؟؟" سألته بصوت مجروح .. " تدرين أن عندى خطوط ماحد يتعداها ومنها .. المرحوم .." حتى لفظ اسمه كان صعب عليه " وأنتى مانتى براضيه تخلين الموضوع يروح .." كمل بتوتر .. " وشلون أخليه يروح وهو واقف بينى وبينك .." ردت بقهر .. وقف وصد وراه عطاها ظهره .. " بعض الأشياء تركها أخير .." رد عليها .. " وش نترك .. شكك فينى ؟.. جرحى منك ؟.. قل لى وش نترك ؟؟.." كان صوتها يرتعش ألم و وجع وصله وزاد همّه " لا تبي تسمعنى ولا تبي تصدقنى .. وش قيمة الحياة اللى بينى وبينك وحنا كل واحد مليان من صوب خويه .. وش معنى وجودنا مع بعض وأنت تشك فينى وأنا فى قلبي عليك .. تشوفنى عدوة والا حبيبة ما عرفت لك .. تبي تصدقنى والا لأ .. انشد موضى .. وهى بتعلمك كل شي .. انشدها لأنك تشوفنى كذابه .. يمكن تصدق أختك وهى صادقة مثل ما صدقت أخوك يوم كذب عليك .." ردت بمرارة .. " ذلحين وش تبين ..؟؟" سألها وهو للحين معطيها ظهره .. " قلت لك اللى أبيه .." ردت بصوت مليان يأس .. " طلاق مانى بمطلق .." رد عليها وهو يلف صوبها بوجه جامد .. " مانت بمطلق لكن بتعرس علي ..؟؟" ردت بألم .. " يا سلام .. ومن اللى حط ذا الفكره فى بالس .." رفع حواجبه استغراب وهو يسألها .. " مايحتاج أحد يحطها .. واضحه .." .. " أما عليس أفكار غريبه .." .. " أفكار ..؟؟ تحلف أنك ماتدرى عن ذا الموضوع .. تحلف أن أمك ما كلمتك فيه ..؟؟" سألته بإتهام .. " اسمها أمى نورة مهوب أمك .." رد بصوت حازم .. " ايه اترك الموضوع الأساسي وامسك لى على الكلمة .. مانت بحالف لأنك تدرى أن الموضوع صدق .. وأنا اللى أعتذرت لك ونويت أنسى كل شي .. بس على رايك بعض الأشياء تركها أخير .." لفت عنه .. خافت عيونها تفضحها أكثر .. " وهذا أخر كلام عندس .." سألها بصوت تعبان .. " وماعندى غيره .." لفت وراها وطلعت .. صد وراه وقرب للدريشه يشوف السماء المظلمة ويحس فى نفسه ظلام أشدّ من اللى برا .. معقوله ظلمها ..؟؟ صح منصور ماكان ملاك .. لكن هل توصل فيه يظلمها ..؟؟ ويخلينى أنا بعد أظلمها .. يآآآآه يا منصور .. الله يرحمك برحمته كان اللى قالته صحيح .. مد ايده لجواله فى محاولة أخيره .. يمكن ...



::


::


::


كانت ريحة الكفرات تملا الجو .. ريحة حريق المطاط .. والمعدن المنعجن .. صورة منصور ينزف وطايح على الدركسون .. وهى مربوطة بالحزام اللى عيا ينفك .. " منصووور .." صرخت فيه وأصوات المعدن اللى متكسرة حولهم تملا اذنها .. ريحة البترول كانت قويه .. وطعم الدم .. اللى تحسه فى جوفها .. " منصووور طلعنى .." صاحت فيه والخوف يملاها .. حطت ايدها على بطنها .. رفع راسه شوي شوي .. حاولت تفك الحزام ماقدرت .. " منصووور .." رجعت تناديه .. وجا هو .. ماجد .. وش يسوي هنا .. كانت تحس بدوخه وهى تشوفه .. تذكرت الحزام المقفول .. صوته يصرخ عليها ..


وقفت بعيد وهى تلم عباتها حولها .. وتشوفه يصارع عشان يطلع اخوه .. وقلبها يدق بجنون .. يارب يارب .. سحبه بعيد عن السياره اللى ماخذت الا لحظات وانفجرت .. طاحوا كلهم قربت منهم .. وكانت السيارات بدت تجتمع حول الحادث .. غطت وجهها بالشيله المنشقه .. قرربت منه وهى تسمع صراخه .. " تكفى .. تكفى لا تكسر ظهرى .. تكفى " .. تروعت من منظره وهى مدنق ويحضن راس اخوه لصدره .. الدم .. وايد منصور المرتخيه بشكل بشع .. لا مستحيل .. توه يكلمها .. لا .. "ماجد .. " همست خايفه تسمعها حقيقة الموقف وتلطمها فى وجهها بقوووة .. " منصوور .." كلمة تحمل الف سؤال .. وتبي بس اجابه وحده .. رفع لها وجهه المشوه بدم اخوه .. والمسوّد من المصيبة .. " بيت منصور يتعذرس .. " سكت شوي وكمل " استرى وجهس لين يجي ابوس ياخذس .." ..

الصدمة شلّتها .. رفعت ايدها لا شعوريا تلمس وجهها .. تسحب الشيلة تغطيه .. بيته يتعذرني .. ليه وش سويت عشان يستكثر علي أحّاد في البيت اللى جمعنى واياه .. ومن يكون عشان يطردنى وليه .. لانى بنت حرام ولا سوّدت وجه أخوه عشان يسوى اللى سواه نزلت دموعها مختلطة بسواد الدخان على وجهها .. وباقى الكحل اللى نسته عيونها شهور عقب هالموقف .. لفت وراها بصدمة تمشى .. قعدت بتعب على طرف الرصيف .. و ماحست الا بيد ابوها ترفعها ويحضنها ياخذها لبيته .. اللى ضمها صغيره وبيضمها كبيرة ...


عقب ماطلعت مها من عند ماجد رجعت لها كل الذكريات مثل سيل قوي .. يشيل اللى قدامه .. الماضى اللى دمّر ثقتها فى نفسها وفيه .. ومثل ما يقولون الشعرة اللى قصمت ظهر البعير .. مسحت عيونها قبل تدخل على البنات .. دخلت بهدوء وفصخت عباتها .. ارتفعت لها عيون نوف تشوفها بتساؤل .. دخلت الحمام وسكرت الباب .. غسلت وجهها وطلعت عليهم " تعشت الجورى .." شافتها راقده على الأرض تشوف الرسوم المتحركة فى التلفزيون .. " ايه تعشت .. هذا عشاس رفعناه لس .."ردت عليها نوف .. " مابي .. تعبانه أبي أرقد بس .." مرت بينهم وخذت لها مخده وحطتها جنب بنتها ورقدت ..



::


::


::


كانت ريحة الكفرات تملا الجو .. ريحة حريق المطاط .. والمعدن المنعجن .. صورة منصور ينزف وطايح على الدركسون .. وهى مربوطة بالحزام اللى عيا ينفك ..كان يسمع صوتها تصيح تناديه " منصوووور " .. ما انتبهت للى وصل بسرعه واتجه صوب السواق " منصووور .. منصوووور .." صاح فيه .. شد على اخوه يوعيه .. " مها .. ماجد .. ف.. فككها .." طلب من ماجد بصوت متقطع .. " زين زين خلنى أفكك قبل .." قاله وهو يحاول يحركه بدون ما يوجعه .. " لااااا .. هي .. هي .." تركه ماجد غصب(ن) عنه لما شافه مصّر.. بسرعه لف الجهة الثانيه وسحب الحزام المعلق ما انفتح .. " صدي وراااس .." صاح فيها والثوانى تمّر حاسمة بين حياة وبين موت .. صدت وراها وغطت اعيونها .. ضرب الحزام بكعب الجوتى وانفتح .. سحبها من يدها بسرعه .. ونسى فى ذيك اللحظات أنها محرمة عليه .. " روحى للرصيف بسررعه .."

لف يرجع لاخوه اللى كان يستفرغ دم .. فك حزامه وشاله على صدره وريحة البترول تملا المكان .. وشرارة صغيرة بس كافية تحرق الأولى والتالى .. خطوات بس فصلتهم عن السيارة اللى انفجر فيها خزان البترول .. وتطايرت اجزائها حولهم .. طاح ماجد على وجهه وحمى اخوه بجسمه .. قعد ورفع منصوور " منصووور .. قم الاسعاف جاى قممم .." حاول يوعيه ولونه مخطوف من حالة أخوه .. " مها .. فه ه هد .. " حاول يتكلم لكن كانت أنفاسه معدودة .. " اسكت اسكت لاتتعب عمرك .. " حاول ماجد يهديه وأذنه تلقط الأسماء بحساسية .. " أأشه..د أن لااا اله الااا الله ..." حس بأنفاسه تنقطع .. " تكفى .. تكفى لا تكسر ظهرى .. تكفى " صرخ من اعماق قلبه وهو يضمه لصدره .. لكن كان حكم الله اقرب .. ذابت عيون اخوه وتراخى ذاك الجسم فى أحضانه ..

" أأأأه .." كتمها فى صدره .. أحرقته أكثر ما احترق من نار السيارة .. تجمدت الدموع في عيونه .. حنّ راس أخوه لا يطيح على الاسفلت .. مسح خشمه .. دور شماغه ما لقاه .. حط راس اخوه على فخذه وغمض ..
" ماجد .." صوت ضئيل تسلل لعالمه المنهار .. رفع عيونه شافها واقفه قدامه .. لأول مره يشوف وجهها وهى مرة اخوه .. تحاول تغطى نفسها باللى بقى من الشيله .. " منصوور .." تكلمت وشفايفها ترتجف .. تنهد من أقصاه " بيت منصور يتعذرس .. " قالها بكل الحقد اللى ملا صدره صوبها وبكل الكره اللى نما فجأه ومالقى له طريق الا لها .. بكل الغضب .. الحزن والقهر.. اللى تفجر بلحظات وما كان له مخرج الا قلبها .. الفجيعة والخسارة اللى ما تعوّض وهى السبب .. " استرى وجهس لين يجي ابوس ياخذس .." رجع يدنق وقلبه يبكى اخوه اللى بين ايديه ..


توعى ماجد من نومه وهو يشهق .. كان جسمه ينتفض وعرقان .. أعوذ بالله من الشيطان .. رجعت له الكوابيس .. اللى ما صدّق أنها تختفى .. ضغط على راسه بقوه عشان يوقف النبض اللى فيه .. ليه يا منصور .. ليه ..
جا الصبح وكل واحد منهم فى حالة .. ماجد اللى لازال مهوب مصدق اللى عرفه وكان محتاج وقت عشان يربط الأحداث ويستوعب اللى صار عدل .. ومها اللى كان اليأس يملا روحها .. ابتعدت عنه وحاولت ما يجمعهم مكان واحد عقب اللى صار .. شوفته تزيد أوجاعها وتحفر فى روحها .. اتجهوا لمطار جده عشان يرجعون .. كانت رحلة ماجد بعدهم بثلاث ساعات .. ساّم عليهم وهو يودعهم عند البوابة .. مها تحاشت اى لمسه منه .. قربت تاخذ الجورى وقالت له " الله يحفظك .." كلمتين بس .. ماقدرت تقول أكثر .. عضت شفايفها تحت النقاب عشان تمنع دموعها تنزل .. وقف يشوفهم يدخلون البوابة .. كلمتين بس .. مستكثرة علي الكلام يا مها .. معها حق .. وش تبيها تسوي عقب اللى سويته أنت فيها .. ؟؟..



::


::


::


وصلوا الدوحة وحاولت أم محمد تقنع أم ناصر يجون عندهم للبيت لكن أم ناصر قالت لها أن أخوها بيجيها بكره ولازم تكون قدامه .. وصلّهم فهد للبيت .. اللى حسته مها فاضي عقب ماجد .. دخلت لحجرتها اللى تذكرها فيه .. هنا رقد .. هنا ابتسم لى .. هنا ضمنى يوم العيد .. نزلت دموعها غصب عنها .. رغم كل شي كانت تحب طيبته وحنانه .. تحب حقيقته اللى انكشفت لها فى لحظات .. تحب حتى قسوته .. لكن .. اللى يبينا عيت النفس تبغيه واللى نبيه عيا البخت لا يجيبه ..

قامت تصلي الفجر .. لقت فى جوالها رساله .. كانت من ماجد ..

وصل ركب الرحيل لموطن الغربة ودار اجناب
بعد طول الطريق اللي تمادى.. واتعب اركابي

ضحك وجه المدينه للمسافر والوجيه أغرااب
وانا عابر سبيل وضحكتي ماصـافحت نابي

وقفت انظر على شط المدينه .. والجروح أسراب
ولعنت أم الحنين وسالت الدمعه على اهدابي

هنا كنت الغريب .. بلا حبيب.. ولاوطن .. واقراب
حزين وماقدرت اجمع شتاتي .. واحسب حسابي

حداني للسهر جرح(ن) سجني بين ناااب .. وناااب
وتركني بين صمت الذكريات بصفحة كتابي

حبيبي والغلا جرح(ن) ذكرته وانفتح له باب
وانا لو ماذكرتك وانت ناسي .. ويش يبقابي

صحى هم الفراق ..اللي فتح للذكريات ابواب
وغفيت وماصحيت الا وطيفك يطرق ابوابي ؟

حبيبي ترسم الغيمه ملامح وجهك الجذاب
واشوفك وين مالد النظر مع كل هندابي

ذكرت اول لقاء فيه اجتمعنا بالغرام احباب
الين آخر لقا منه افترقنا .. وآخر اتعابي

فداك الجرح ياوجه(ن) تركني للملام وغاب
بقاله في حياتي طعنتين .. وجرح ماطابي

انا اللي كنت اضيع بنظرتك شوق.. ووله .. واعجاب
واضيق بغيبتك .. وتضيق بي دنياي ..وثيابي

عطيتك قلب ..واشواق..وحنين ..وفيك ظني خاب
احسب انك تمنى رجعتي.. واثرك تسلى بي

تبعتك مثل ضحضاح السراب ..وجيت لك مرتاب
واشوفك مثل الامس المستحيل .. وباكر الغابي

خطاي اني تماديت بغلاك .. وماحسبت حساب
احسب ان الوفاء طبع البشر .. واحبابي ..احبابي

وعزاي اني ردعت القلب ! عن باقي غلاك وتـاب
وصحى في داخلي طفل(ن) غرير .. وشايب اعرابي

حبيبي للصبر بال(ن) طويل وللجروح اسباب
وانا مارحت ادور للجروح .. اعذار.. واسبابي

حبيبي يوم شفت ان الزمان برجعتك كذاب
تركتك للتجافي .. والغرور .. بزحمة اصحابي

رحلت وقلت اسافر عنك ..واجزيك الغياب ..غياب
واببعد واستريح من السهر.. واريح اعصابي

هجرت ارض الجروح ابغى عن تراب الجروح..تراب
عساي انساك ..وانسى رجعتك والجرح .. وترابي

يطيب الجرح والا ياعسى جرح الهوى .. ماطاب
تفضل هاك جرحك..واستريح .. وجرحي اولابي

طلع صبح الفراق بشاطيء الغربه.. ودار اجناب
ولعنت ام الحنين .. وسالت الدمعه على اهدابي


بكت .. درت أنها قطعت آخر خيط يربطها فيه .. خلاص قالها .. بيبتعد .. ملّ هالعيشة وملّها فوقها .. ومن اللى ما يمّل ويتعب من هالضغط اللى هم عايشينه .. خسارة بس .. خسارة ماقدرت أعوضك .. ولا قدرت تفهمنى .. ضمت الجوال لصدرها وبكت .. لحد ما حست أن عيونها جفت .. وماعاد فيها دمع .. مات فيها شي كبير .. وانكسر فيها الأمل اللى كانت تضويه لعيونه ..


جا خال مها ثانى يوم .. وقرر ياخذ أم ناصر معه تغير جو .. بغى مها تروح معهم بس عيت " ما قلت لماجد فديتك .. وهى كلها كم يوم ويرجع .. بعدين خل امى على راحتها .." .. جهزت مها أغراض أمها وطلبت منها تاخذ فاطمه معها " خليها تنفعس يابنتى .. " قالت لها أم ناصر .. " لا جعلنى فدوة .. خدامتى عندى .. خليها تروح معس تفرش فراشس وتغسل ثيابس وتقوم بس عند العرب .." ردت مها " والفيزا بياخذها خالى من الحدود .. وخلى ذى معس .." مدت مها ايدها لأمها بظرف فلوس .. " الخير واجد جعلنى ما أذوق حزنس .." .. " جعل فيه العافية .. بس فلوس(ن) تعداس يا أم ناصر مافيها بركه .." حبت ايد أمها " بس تكفين لا تبطين علي .." ترجتها مها .. " ان شاء الله .. اسبوع والا حوله وأنا عندس .." قامت مها تبي تاخذ الشنطه برا لكن قبل لا تطلع نادتها أمها .." لبيه .." رجعت مها لأمها.. " تعالى .." مدت أم ناصر ايدها بظرف لمها " هاس .." .. " وش ذا يمه .." سألتها مستغربه .. " هذى أوراق لرجلس .. حطها عندى أمانه .. وأنا يابنتى مسافرة والواحد ما يضمن عمره .." .. " وش فيها .." سألتها مها وهى تشوف الظرف مسكّر .. " فيها أوراق تخصص وتخص بنتس .. وتراه أمنّي ماتدرين عنها .. بس الشكوى لله .. ماقدرت أسافر وأنا ماقلت لس .. اخذيها معس وارفعيها له .." ..

خذتها مها منها وهى مستغربة .. معقوله .. أوراق تخصنى ومايبينى أدرى عنها .. لا يكون مطلقنى .. لا لا .. ما يسويها .. ماجد يخاف ربه .. لو طلقنى ما خلانى أكشف قدامه .. ترى حتى لو طلقس دامس فى العده هو حلال عليس .. ولو .. لا لا .. ما يسويها .. جا الدريول ياخذها لبيتها .. طلعت أمها قدامها مع خالها سلمت عليها وأمنتها السلام على الجماعه كلهم .. رجعت للبيت وايدها تحرقها مكان ما مسكت الظرف .. نادت الشغاله اللى جات مع الدريول وطلعت أغراضها وبنتها ومشوا للبيت اللى تركته من اربع شهور ونص .. البيت اللى جمعها بماجد .. واللى شهد لحظات حلوة بينهم .. وشهد لحظات ألم .. واللى صار خالى عقبه .. شلون الأماكن ما تمتلى حياة إلا بوجود اصحابها .. وشلون في غيابهم تصير جمادات مجردة .. بلا معنى بلا روح .. تعشت مع جماعتها ورجعت لقسمها وشغالتها معها عشان تبات عندها ..



يتبع ..

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
قديم 26-06-10, 01:46 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 68997
المشاركات: 158
الجنس أنثى
معدل التقييم: بقايا بلا روح عضو على طريق الابداعبقايا بلا روح عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 159

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بقايا بلا روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بقايا بلا روح المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



::



دخلت بنتها لغرفتها ورقدتها .. وطلعت لحجرة ماجد .. طلعت الظرف وكانت محتاره تفتحه والا لأ .. قررت تتركه احتراماً لكلام أمها اللى قالت عنه أمانة .. حطت فى درج الكمدينو وسكرته .. مضت الأيام تجهز مع نوف وروضه اللى صار وقت عرسهم قريب مع أنه ما تحدد بالضبط .. حاولت تشغل نفسها بعيد عن ماجد اللى ما اتصل فيها عشان يطمنها بمكالمة .. رساله وحده أحرقت كل أحلامها وأمانيها معه طرشها لها أول ما وصل .. وللحين ماتدرى وش الهدف منها .. كانت تسمع عمتها وعمها يقولون أنه كلمهم ويسلم عليهم كلهم .. ومتوقعين أنه شي طبيعي يكون اتصل في مرته وطمنها عليه بالتفصيل .. مادروا أنها كانت تحترق عشان تسمع أخباره ..

وعقب اسبوع تقريباً ما قدرت تتحمل أكثر .. فتحت الظرف .. كانت صدمتها كبيرة .. وهى تشوف الأوراق .. بأسم الجورى .. اسمها .. والورقة الأخيرة .. فتحتها وهى تقراها حست أنها ماتقدر توقف على رجيلها .. طاحت على الأرض .. وصية ؟؟.. وصية ماجد .. ليه .. وينه رايح عشان يكتب وصيته .. وش بيسوي بعمره .. على طول خذت الجوال .. " موضي .." صاحت بجزع .. " عسى ماشر وش بلاس ..؟؟ " تروعت موضى من نبرة صوتها .. " موضى ماجد وينه رايح .." سألتها بحرقة .. " تدرين انه رايح لندن .." .. " لييييه .." .. " انتى شبلاس حد قايل لس شي .." استغربت موضى من تصرف مها .. " لا ماحد قال لى .. بس أبي أعرف .. واللى يخلى لس عيالس ماجد ليه رايح .." .. " يعنى أنتى ماتدرين ..؟؟؟" .. " لو أدرى ما سألتس .." .. " يومكم فى العمره ماجد كلمنى .. عندس خبر .." .. " لأ .. وشو عنه .." .. " نشدنى عنس .." ترددت شوى وكملت " وعن المرحوم .." .. " نشدس ..؟؟؟ وعلمتيه .." سألتها مها وهى تحط ايدها على شفايفها .. " بكل شئ .. حلّفنى أعلمه بكل اللى أعرفه .. يمكن ساعه وشوى وهو ساكت يسمعنى .. ويوم خلصت لامنى ليش سكت الوقت ذا كله .. قلت له أنس أنتى اللى قلتى أن الموضوع انتهى .. واللى صار مات مع راعيه ماله داعى نجرح ناس تحبه بأسرار بتموت مع راعيها .. " ردت موضي .. " وسالفة فهد ..؟؟" سألتها مها بترقب ..

" وسالفة فهد .. وأنه ظلمس ويوم رجعتى معه من السوق ماكنتى لحالس كانت معكم العنود وكان الموضوع من تحت راسه الله يغفر له يوم شفتيه مع بنت الحرام اللى مواعدته .. وأن سالفة خطبته لس عاديه مثله مثل اى واحد وما صار نصيب " .. يالله .. غمضت مها تبكى بألم .. للحين الجرح طري رغم السنين واتهام الشرف ما يسقط بالتقادم " غريبه ماقال لى شي .." همست مها .. " وش اللى صاير بينس وبينه .. ما عمرى حسيتكم زوجين طبيعين مثل خلق الله .." سالتها موضى بحزن .. " مافيه فايده الكلام اللحين .." .. " مهوى .. ماجد يحبس .. والله العظيم يحبس يا الخبل .. وتراه كان يبي يخطبس قبل المرحوم لكن النصيب .." .. " ويش .. ماجد خطبنى ..؟؟" مها ماعاد قدرت تتحمل هالصدمات اللى ورا بعض .. " ايه وابوي هو اللى عيا بغاس للمرحوم .. يوم لس نصيب عنده .." .. دار راس مها وقعدت ..

" تذكرين عطلة الربيع .. أنا سمعته بأذنى .. قال قصيدة ماحلفتينى إنها فيس وفى حظه اللى تردى يوم ماصرتى نصيبه .. مها تكفين ماجد جاه اللى كفاه من الدنيا .. فديتس لا تصيرين أنتى والزمن عليه .." بدا صوت موضى يرتجف .." ماجد وش فيه يا موضى .. حلفتس تعلمينى .." كانت الأوراق ترتجف في يمينها وهى تكلم موضى بخووف .. " حرام عليس يا مها .. وش تبين أكثر .. ماجد مريض .. سافر لندن عشان عنده ورم فى الراااااس .. " صرخت موضى بالكلمات الأخيره وانفجرت تبكى .. مها انشلت .. طاح الجوال من ايدها .. ورم .. ورم .. تكررت الكلمة الف مره .. مليون مره .. وكل مره بشكل .. لكن النتيجة وحده .. تخيلته لحاله مريض .. شهقت .. من الرعب اللى حست فيه .. من خوفها عليه .. الاوراق اللى كانت فى الدرج .. التحاليل اللى شافتها ومافهمت وش معناها .. اللحين اتضح كل شي .. صداعه .. عصبيته .. صمته الطويل .. يالله ترحمنى برحمتك .. طاحت من طولها .. ما قدرت توقف .. "


::


::


::


مهاااا .. مهاااااا .." صاحت موضى فى السماعه وهى تحس مها مهوب معها .." موضى .. موضى فديتس .. واللى يرحم والديس ابي اروح له .." صرخت بألم .. كانت موضى تشهق " وين تروحين له .. هو راح حتى ماعلم أحد .. واتصل من هناك على تركى وحلفه ما يعلم أحد عشان يجيه بيسوى عملية يا مها .. بيسويها لحاله ماحد منا جنبه .." غرقت فى البكا من جديد .. " بأروح لحالى بس وش أسوي .. وين أروح .." ردت مها بين دموعها بحيره .. " عيالي ماعندهم أحد والا كان رحت معس .. تركى محلفنى ما أعلم احد بس ماقدرت .. حسيت إنى بأنفجر .." ردت موضى وهى تبكي.. " موضى .. تكفين كلمى فهد يسنعنى .. تكفين .." ترجتها مها .. " بس وش باقوله .." .. " علميه الصدق والا اكذبي عليه قولى له أى شي .. بس لازم أروح له .. تكفين .. تكفين .." .. حست مها أن عالمها انهار .. كل اللى صار .. كل شي .. تضاءل جنب فكرة أن ماجد مريض .. وأنه لحاله .. وأن احتمال موته كبير .. توضت وصلت .. صلت ان ربي يحفظه ويشفيه .. دعت أن ربي يخليه لها ولبنتها .. دعت أن ربي يمد فى عمره لين تشوفه وتعتذر له .. لين تقول له انه هو بس دنيتها اللى من غيره مالها معنى ..


بعد ليلة طويلة من الدموع ومن الحزن .. من عالم بدا يفضا من ماجد .. كانت مها صاحية .. ومن يجيه النوم وقلبه مريض ..؟؟ .. دخلت على عمتها .. " صبحس الله بالخير يمه .." .. " صباح النور .. عسى ماشر شبلاس .." .. " مافينى شي سلامتس .. بس وجع معدتى أسهرنى ماخلانى أرقد .." .. " لازم تشوفين لس دكتور .. وجع المعده ما ينسكت عليه .." .. " ان شاء الله يمه .." ترددت شوي " يمه كلمس ماجد .. " .. " كلمنى البارحه ويقول انه مستانس .. عليه حق كان خذاس انتى والجورى معه .." قالت نوره .. دنقت مها وغصتها العبره " والله الود ودى انى معه.." .. " معليه يابنتى لمن عوّد خليته يوديكم .." وعدتها أم محمد .. " يمه أبي اروح له .. " طلبتها مها بصوت كل رجاء .. " وين تروحين له يا بنتى .. معه رياجيل وين بيحطس .." .. " يمه أختى ساره مريضه وأبي اروح لها .. " .. " بسم الله عليها وش فيها .. " .. " مادرى بس كلمتها ومريضه واجد .. وترى امى ماتدرى .." .. " يابنتى السفر مهوب قريب .. بعدين من اللى بيوديس وماجد مهوب هنا .." .. قربت منها لحد ما صارت قدامها ومسكت ايديها " يمه تكفين .. أنا بأروح لحالى بس خلى فهد يخلص أوراقي تكفين .." كانت دموع مها وتوسلاتها مفاجأه لنوره اللى ضمتها لصدرها " تعوذي من ابليس اختس مافيها الا العافيه .. خلاص باكلمه بس لاتبكين فديتس .. لا تبكين .." .. وفى نفس الليله .. فى صالة البيت .. كان الكل موجود بانتظار فهد ..


نوف وروضه .. اللى كانوا حاسين أن السالفه أكبر من مجرد مرض السوري .. موضى اللى كانت كاتمة على الخبر فى صدرها .. مها المخنوقة واللى ودها تطير له اليوم قبل بكره .. وتحب ايديه وتعتذر له قبل يفوت الوقت .. وام محمد المستغربة الوضع .. واللى كاسرة خاطرها مرة ولدها ومع ذلك عندها شكوك مابينتها .. شوى ودخل أبو محمد وفهد .. " السلام عليكم .." .. " عليكم السلام .." رد الجميع بخفوت .. " حى الله ام الجورى .. " .. " الله يحييك يبه .." وقفت مها تحب راس عمها .. " ها يابوس .. تبني تسافرين والا تنتظرين شوي .." رفعت عيونها لموضى " والله يا يبه الود ودى اليوم قبل بكره .." .. " أبشري يابوس أبشري .. ولو تبينى أنا أوديس وديتس .. " قال لها أبو محمد بموده .. " جعلنى ما اذوق حزنك .." دنقت تحب خشمه ..

" لا فديتك أنا بأكفيك .. أبد يا ام الجورى لا تشيلين هم .. قلتها لس قبل أنا اخوس اللى ماجابته أمّس .. وأنا اللى بأوديس .. بعدين يبه الله يرحم والديك وش بيردك من لندن لمن شفت الشقر والحمر .." علق فهد " محلك زين جنب الوالده " كمل وهو يقعد جنب أمه ويحب راسها .. ضحكوا البنات .. " ليه وأنت تحسب انى ما سافرت يومك تقول كذا .. " رد عليه أبو محمد بثقه .. " وين رحت يبه .." سألته روضه .. " رحت للهند وايران وباكستان " .. " ياعينى زين يبه من الاحلى الهنديات والا الايرانيات والا الباكستانيات .." دخلت نوف فى السالفه .. " الزين يابوس زين الاخلاق والا الشكل ماحد(ن) شين .." رد أبومحمد وهو يتقهوى ..

" ابوى خاف من امى .." علقت روضه وهى تضحك .. " مابه مثل ام محمد زين قلب و زين وجه .." علّق أبومحمد وهو يلتفت صوب نوره .. " زين يبه متى بتخلصون أوراق مها .. " سألته موضى .. " بكره بيروح فهد يخلصها .." .. " زين فديتك مانبي ماجد يدري بشي .. نبي نسويها له مفاجأه .." قالت موضى وهى تبتسم .. مها عضت شفايفها تحت النقاب بقلق .. " ليه يا بنتى ما يجوز .. ".. " يبه فديتك ما أبي أعطله .. كلها يومين ثلاثه أتطمن على ساره ومن هناك بنكلمه لمن وصلنا أحسن عشان ما يحاتي .." ردت عليه مها بتوتر .. " على هواس يابوس .. أنتى مع أخوس وماعليكم خوف ان شاء الله " تنهدت مها بارتياح .. " معناه خلاص برزى لى ثلاث صور شخصيه لس مع الجواز بكره .. " قال لها فهد وهو يوقف .. " هذى هى بارزه .." مدت له مها ظرف فيه الأوراق .. " مستعجله يا أم الجورى .. " علق عليها وهو يبتسم وياخذ الظرف ..

" والله يا فهد ودى انى عندها من البارحه .. " .. " الله يخليكم لبعض .. خلاص متى ماجهزت الفيزا حجزنا وترى يمكن يطلبونس تبصمين عندهم .." علّمها فهد وهو يعدل غترته .. " مهى بمشكله .. " .. " زين .. يالله انا طالع .. ".. " ما انت بمتعشى عندنا .. " نشدته أمه .. " لا جعلنى قبلس مواعد الشباب وتأخرت عليهم .. " .. " الله يحفظك .." .. " أنكب لك تعشا يبه .. " وقفت مها وهى تسأل عمها .. " بتعشون معى انكبيه .. ".. " ان شاء الله .." لفت وراها وطلعت ولحقتها موضى ..


::


::


::


وبكذا مرّت ثلاث ايام والفيزا خلصت .. " كلمها فهد عشان يحجز لهم .. " فهد .. والله ما تدفع من مخباك ريال .. " حلفت مها عليه.. " شبلاس أنتى صاحيه والا مانتى بصاحيه .. ".. " فديت عسى عمرك طويل الخير عندى واجد .. ماجد ما قصر علي بشي وابيك تحجز لى من حلالى .. " طلبته وهى منحرجه منه .. " يرضيس أقول لأخوى أن مرتك حجزت لها من فلوسها وأنا اللى جايبها معي ..؟؟ .. ترضينها لأخوس .." رد عليها بعتاب .. " والله مادوى اضيق عليك .." .. " مابه ضيق والخير واجد مثل ماقلتى .. وكلها بركات ماجد .. لا تشيلين هم .. انا لقيت حجز على طيارة الخميس الظهر تقلع من الدوحه 1 .. زينه .." .. " زينه جعل يزين حالك .. ابي اقرب شي .." .. " وهذا اقرب شي .. برزى عمرس وخذى معس دفا ترى الجو بارد هناك .." .. سكرت مها الجوال وقلبها يدق .. خلاص بتروح له .. يالله يارب لا تحرمنى اياه ولا تحرمنى شوفته بخير ..


وجا الخميس والكل كان حولها يودعها .. جات موضى تاخذ الجورى عندها عشان ما تبكى .. حضنتها مها وأمنتها عليها .. نوف ودعتها فى الليل عشان وراها دوام .. وعشانها تكره الوداع اصلاً .. روضه تأخرت عن جامعتها عشان تودعها " ترانى بأرجع يا الخبل ليش تبكين .." قالت لها مها وهى تمسح دموعها .. " أدرى بس مانى بمتخيله البيت عقبس .." ضمتها لصدرها ..

" ياليل يالله يا مها تأخرنا ترى لازم الحضور الساعه 11 .. فكيها يا بنتى .." قال وهو يمد ايده لروضه يسحبها له " خشمس .. وش تبين من لندن .." سأل أخته اللى كان خشمها أحمر من البكا .. " ابي سلامتك.. رجع لنا ماجد ومها بس .. " .. " وأنا أقعد هناك .. زين .." علّقق فهد بمرح .. مسحت روضه خشمها وهى تضحك .. سلمت مها على عمها وعمتها اللى أمنوها السلام على أختها وعلى ماجد .. طلعوا ركبوا السيارة .. وخذاهم الدريول للمطار ..


دخلوا .. وراحوا لكاونتر الطيران .. وتفاجأت مها أن فهد حاجز لهم على الدرجة الاولى .. ياربي كم كلفته طاح وجهها وهى تحسب قيمة التذاكر.. " ليه حجزت على الدرجة الاولى .." سألته وهى واقفه وراه .." تبين احجز لس على السياحيه وانتى معى .." ابتسم لها .. " كلفت على عمرك والله .. " ردت وهى منحرجه منه .. "يابنت الحلال مابه كلافه .. ترى ذى أول مره تروحين لندن .. وموديس للباشا .. يعنى سفره سبيشل .." رد فهد وهو يبتسم لها .. مها قدرّت اللى سواه واجد وقررت أنها يوم عرسه تعينه عانية جزلة .. ترى الفلوس اذا ما صرفتها على اللى تحبهم ويحبونك ما منها فايده .. دخلوا الطيارة ولحسن الحظ ماكانت مليانه .. مها اختارت تقعد فى آخر كرسي عشان تكون مرتاحه .. وفهد قعد قدامها .. سبع ساعات بتمر على مها كنهم سبع سنين .. يالله رحمتك .. وبرغم الراحه والأهتمام اللى حست فيهم كان القلق ياكل قلبها وهى تشوف الدوحه تحتها تصغر شوي شوي .. وخوفها من ردة فعل ماجد على وجودها معه يكبر ..


::

::

::



وصلوا مطار هيثرو ..
اللهم لك الحمد .. عدلت مها نقابها وشيلتها .. والتفتت قدام تشوف فهد اللى شكله نايم .. " فهد .. فهد .. قم وصلنا .." .. " أشهد أن لا اله الا الله .." تلفت فهد حوله وهو يسمع صوت عجلات الطيارة على المدرج .. " الحمدلله على السلامه " .. " الله يسلمك .." .. " يالله اجمعى أغراضس ولا تنسين شي .. " وقف وخذا الجاكيت ماله .. وانتظر مها ولما جات وراه مشوا عشان يطلعون من الطيارة .. كان المطار مختلف تماماً عن اللى تعودته مها .. ناس من كل شكل ولون يمشون ويركضون .. مشت بسرعه ورا فهد تخاف تضيعه .. كان الدرب طويل للجوازات .. وما وصلت الا نفسها مقطوع .. وقفوا بالدور لين جا دورهم .. اشر فهد عليها أنها معه .. خلصوا منه وقال له ضابط الجوازت يخليها تتقدم .. فحص الجواز والفيزا وطلب منها ترفع نقابها ..

التفتت بخوف لفهد " معليه انا باصد وباغطى عليس عشان ماحد يشوفس .." صد فهد .. ومها بكل احراج رفعت طرف نقابها وعيونها بالارض .. رجع الضابط البريطاني يطلب منها تطالعه بشكل مباشر .. بلعت ريقها وهى تحس ان وجهها جمره من الاحراج .. حسبي الله عليك .. رفعت عينها وشافته للحظات حستها ساعات .. وبسرعه نزلت نقابها وهى غاصتها العبره .. الحيا قطرة .. لانتزعت من وجه المؤمن نزعت معها الايمان ..


خلصوا وطلعوا .. لفحها الهوا البارد والضباب الخفيف .. كان الجو مختلف تماماً عن جو الدوحه اللى تركوه وراهم .. معقول ماجد يتنفس نفس هالهوا اللى يدخل صدرها .. هالفكره خلت دقات قلبها تزيد .. فهد أأشر للتاكسي .. ركبت مها وركب معها .. عطاه عنوان الفندق .. " مهوب رايحين للمستشفى .." سألته مها بصوت واطي .. " بنروح بس خل ننزل أغراضنا فى الفندق ما يصير نسحبها معنا .." .. طلعت جوالها وأرسلت رساله لموضى ونوف وروضه تطمنهم بوصولهم بالسلامه وأنها بتتصل فيهم أول ما تفضى .. فكرت تتصل بساره بس غيرت رايها .. خل أتطمن على ماجد الأول وأشوف وش يصير معه .. وعقبه خير .. مدينة مختلفة .. مهما كانت حلوة الغربة طعمها مرّ .. والدنيا بدونه غربة .. بهدوء اجتازت بهم السيارة شوارع لندن اللى كانت شبه مظلمة بسبب الغيم والبرد .. عالم ثانى مختلف .. عالم فضّل ماجد أنه يحتويه لحاله بوجعه وألمه .. عالم يبعده عن مها أكثر ماهى بعيدة .. غصتها العبرة وهى توصل للأفكار هذى ..


وصلوا الفندق .. فندق حلو وفخم .. لكن مها ما التفتت لشي من اللى حولها .. جلست قدام الريسبشن تحس روحها غريبة فى أرض غريبة .. وفهد راح يأكد حجزهم .. " انتظرينى هنا بأودى الشنط وبأرجع لس .." رفعت راسها على صوته جنبها " زين .." .. شوى ورجع لها " مشينا يابنت خالد.." .. طلعوا برا الفندق وخذوا تاكسي وعطاه عنوان المستشفى .. وصلوا قدام المستشفى .. طلع فهد جواله واتصل .. " مساك الله بالخير .. شلونك .. لا عندكم .. فى المستشفى .. ايه .. زين .." سكر جواله ورجع يدخل ايديه فى مخابي الجاكيت من البرد .. شافته مها بنظرة سؤال وش ننتظر .. " تركى بينزل ياخذنا .." .. زاد توتر مها أكثر .. قعدت على الكرسي .. وقفت .. ورجعت قعدت .. وقفت .. وفهد يشوفها .. عارف صعوبة الموقف .. وهو بنفسه حامل همّ أخوه .. وردة فعله .. التفت وراه عبر الزجاج يشوف زخات المطر .. والشوارع المبللة ..


" يالله حيّه .." دخل تركى .. تفاجأ يوم وقفت المره " أم الجورى بعد .. وش ذا المفاجأة .. التفت لفهد بنظرة لوم .. " والبقا .. شلونك وشلون خويك " .. " بخير الله يسلمك .." التفت على مها " وشلونس وشلون الجماعه .." .." بخير .. وين ماجد .." .. " فوق في غرفته .. حياكم .." مشت وراهم .. وهى تحس بالحر رغم برودة المكان .. تشوف نظرات تركى لفهد .. يلومه ليش جابها معه .. هى اللى لازم تكون معه .. زوجته .. مهوب اى أحد ثانى ..هى الوحيده اللى لازم تكون جنبه .. رفعت ايدها لصدرها تحاول تهدي ضرباته ..


" وأنت ليه تجيبها معك .." همس تركي لفهد وهم يمشون قدام مها .. " اصلاً ماجيت الا عشانها .. بعدين أنتوا شلون تروحون ماقلتوا لى .." رد عليه فهد بضيق .. " هذا مهوب وقت عتاب .. أخوك ماكان يبي أحد يدري .. وأنا اصلاً مادريت إلا بالصدفة وحلفت عليه أجى معه .." رد عليه تركى وهو يشوف قدامه.. " لو أنه يتيم والا ماله احد قلنا معليه .. لكن أخوانه وأهله وراه وشلون يجي لحاله وفى موضوع خطير مثل هذا .؟؟؟" .. " والله متى ماربي سلّمه انشده هو لا تنشدنى .. أنا اصلاً متوتر وحالتى حاله .. لو يصير عليه خير مهو بشر صار في وجهى .." رد تركي بصوت واطى .. " المفروض ما طاوعته .. وش بتقول لأبوى لمن درا .. " ..

" والله أخوك مهو بزر .. رجّال قابض عظام راسه .. وهو راعى الشان .. قلت له علم أهلك عيا .. قال لى فحوصات وخرابيط .. يوم جيت معه أثره مرتب الموضوع من زمان .. وما أأخره الا وفاة المرحوم .. والا المفروض أنه مسوى العملية من شهور .." .. " وش عمليته بعد .." اندهش فهد .. تنهّد تركى " هذى حجرته بتدخلون والا أدخل قبلكم .." .. التفت فهد على مها " مها .. هذى غرفة ماجد ادخلى عليه لين أشوف الدكتور .." وصد وراه يكمل مشي مع تركى ..



::

::

::


تجمدت قدام الباب ماكانت تبي تدخل لحالها .. ليته دخل معها على الأقل كان ردة فعل أخوه بتكون أخف .. شافته راح يمشى مع تركى وخلاها .. دفت الباب شوي شوي ودخلت ..

لون الغرفه شاحب .. انتبهت للسرير اللى فى وسط الغرفه والمريض اللى راقد عليه .. قربت منه وتروعت يوم شافت جزء من شعره محلق على الزيرو ..اختنقت بدموعها .. كان منظره وهو راقد يفطر القلب .. قربت جنبه ولمست ايده البارده .. شافت وايرات واجد موصوله بجسمه .. ماقدرت تمسك عمرها بكت .. مسحت على راسه وما توعى فيها ..ماقدرت حتى تناديه .. شرقت بدمعها .. " تعوذى من الشيطان يا ام الجوهرة .. هو ذلحين محتاج اللى جنبه قوي .. قويّ عزمس وأنا أخوس .." كلمها تركى بصوت واطي .. " هو وش فيه ما توعىّ .." .. " معطينه مهدئات عشان الوجع .." رد بهدوء .. " راسه يوجعه .." رفعت عيونها وهى غرقانه دموع لتركى اللى ماقدر يشوفها .. " ان شاء الله انه بخير .. أنتى وكلى أمرس لله سبحانه .. وادعى له ترى محتاج للدعاء ذلحين .." ..

مسحت على راسه .. وحست أنهم طلعوا من عندها .. طلعت ماى زمزم من شنطتها .. مسحت بها على راسه ونوت له الشفاء .. طلعت مصحفها وقعدت تقرا جنبه .. والغصه تخليها تعيد الايه الوحده مرتين وثلاث .. توعى للحظات .. وهزّ راسه .. فتح عيونه الذابله .. حاول يحدّ النظر فيها يبي يتأكد هى حقيقة والا وهم .. " م....ها .." نادى بصوت مبحوح .." لبيه .." مدت ايدها تلمس وجهه .. " لبيه يا قلب مها .." قربت من وجهه وماقدرت تمسك نفسها بدت دموعها تغسل وجهها .. لف راسه وكان مبين عليه أنه دايخ .. ورجع نام ..


" الوقت تأخر .. قومى نروح الفندق وبكره بنجيه من الصبح .." .. " لا أنا بأمسي عنده .." .. " وين تمسين يا بنت الحلال .. أول شي جايه من سفر وتعبانه ومانتى بمستعده .. ثانى شي أغلب الممرضين هنا رياجيل يعنى مانتى بمرتاحه .. أنا بأمسي عنده وبينى وبينكم التلفون .. قوموا تسهلوا .." .. قامت مها غصب(ن) عنها .. وطلعت مه فهد وهى ساكته .. " الحمدلله يقول لى فهد أن وضعه مطمئن .. وأنه اليوم أحسن من أمس .." .. " الله كريم .." .. " ذلحين ادخلى تعشى وتوضى وصلي الفروض اللى طافتس .. وارقدي ارتاحى .. وبكره ان شاء الله نروح قد توعا .." .. " ان شاء الله .." .. رجعوا للفندق .. وقضت مها ليلتها تدعي وتصلي ان الله يشفيه ويقومه لهم بالسلامه .. ورغم التعب ماقدرت تنام الا قريب الفجر ..


::


::


::


صحت مها بسرعه صلت فرضها واتصلت على فهد اللى كان توه واعى .. خذت لها كوب كوفى وهى تنتظره .. اول مادق عليها طلعت له .. ومشوا للمستشفى .. دخلوا عليه وكان تركى توه يتوعى .. " صبحكم الله بالخير .. وش مقومكم من بدري .." .. " صباح النور .. بشر وشلونه .." .. " الحمدلله .. رقاده البارح أحسن من اللى قبله .." .. " الحمدلله " ردت مها " توعى اليوم .." .. " شوى قريب الفجر .. ورجعوا عطوه أبرة .." .. " ولمتى يعطونه ذا الأبر .." .. " والله شي مضاد حيوي وشي مهدئ للوجع .." .. " قعدت مها جنبه وطلعت مصحفها وقعدت تقرا عند راسه بصوت واطى .. طلع ماجد وتركى للكافتيريا اللى فى المستشفى ..

مها كانت مستغرقه فى القراءة حست بشي يلمس يدها .. رفعت عيونها .. وشافت عيونه .. " الحمدلله على السلامة .." ردت وقلبها شوى ويوقف من الصدمه .. " وش تسوين هنا .." رد بصوت مبحوح .. " أسوى اللى كل زوجه تسويه .. وأنت زوجى .. " ردت وهى تعض شفايفها .. غمض بقوة وكأنه يتألم .. " من اللى جابس .." .. " فهد .. أمى وابوى والبنات كلهم يسلمون عليك .. والجورى .. تقول لك ارجع لها بسرعه .." نزلت دمعه وحيده على خدها .. " المفروض ماجيتى .." قال لها .. " اشششش .." حطت ايدها على شفايفه " لا تكلمنى عن المفروض .. هذا مكانى الطبيعي جنبك .. إذا مهوب عشانك أنت عشانى أنا .. " دمعت عيونها " الله يخليك لا تبعدنى عنك .. كافى السنين اللى راحت .." مد ايده وضم راسها لصدره .. وخلاها تبكى كل الوجع والتعب اللى شافته معه وبعده ..


وجود فهد وتركى حدّ شوي من حرية مها عند ماجد .. ومع ذلك .. شالت لهم هالجميل فوق راسها .. نهار ثالث طلعت نتايج الخزعه اللى خذوها من الورم اللى فى راس ماجد .. وكانت الحمدلله سلبيه .. طلع الورم حميد .. لكن هذا ما يمنع أنه يضغط على الدماغ .. كان الخبر مفرح نوعاً ما .. والحمدلله الذى لا يحمد على مكروهٍ سواه الواحد ياخذ الأمور درجه درجه .. المهم ماطلع خبيث .. صاروا ذلحين يفكرون يزيلونه والا يتركونه .. وش ايجابيات كل طريقه ودرجة خطورة العملية لو قرروا يسوونها .. مها عقب هالضغط احتاجت تغير جو .. اتصلت فى أختها اللى تفاجأت بوجودها فى لندن .. وقررت ثانى يوم تنزل هى وأحمد عشان يشوفون ماجد ومها .. وفعلاً كان لقاء مؤثر بين الخوات .. اللى صار لهم تقريبا اربع شهور ماشافوا بعض .. ماجد اللى كان رافض أن مها تبات عنده بأى شكل من الأشكال طلب منها ترجع للفندق بدري عشان تقعد مع أختها وتشبع منها .. فى الليل رجعت ساره مع مها وأحمد طلع مع الشباب ..


" يالله لس وحشه يابنت .." قالت مها لأختها .. " والله أنتو أكثر .. وشلون أمى عساها بخير .." .. " يسرس حالها عند خالى فى السعوديه .. " .. " فديتها والله .. والجورى شأخبارها .." .. " الحمدلله خليتها عند عمتها الله يجزاها خير .." .. " وش أخبارس أنتى وش مسويه .." .. " الحمدلله .. أحمد ولد حلال وطيب وشالنى فوق راسه جعلنى ما اذوق حزنه .. والمكان هنا مريح واجد .. ومدينتا هادية وفيها عرب واجد وفيها مساجد .. الحمدلله ما ناقصنى غير شوفتكم .." .. " الله يتمم عليس .. زين ودراستس وش قررتى تسووين فيها .." .. " مفكره لمن نزلنا فى شهر1 اسحب أوراقى وأكمل هنا .. وأكمل على طول الماجستير .. وأحمد يشجعنى وجامعته زينه .." .. " الله يوفق لس وله .. " .. " شأخبار نوف ورويض .. " .. " طيبات وعرس نوف فى شهر 1 وروضه الظاهر بعده بكم اسبوع .. " .. " ياعمرى والله .. الله يوفقهن ان جا لى حضرته .. " .. " ياليت والله .. ليتس تشوفينهن يا السورى .. رجعن مثل أول وأحسن يالله لك الحمد .. " .. " هن بنات حلال .. لكن الشيطان شاطر .. " ضحكت مها " زين يا الشاطره ماتبين عشا .. " .. " والله ما أقول لا .. دامه على حسابس .." ردت ساره وهى تضحك ..



::


::


::


قعد أحمد وساره عندهم يومين عقبه اضطروا يرجعون عشان دوام أحمد .. توادعوا على أمل يلتقون فى الدوحه أن سافر ماجد وجماعته خلال الاسبوع هذا والا بيرجع أحمد فى الويك آند .. الدكاتره علموا ماجد بتفاصيل حالته .. نوع الورم وطرق علاجه .. واللى كان منها ضرب الورم باشعة الليزر وهالشي يساعد على تقلص حجمه وهذا اقل الإجراءات فى الأضرار الجانبية .. مقارنة مع العملية أو العلاج الكيماوى .. ماجد صلى استخاره و وكّل أمره للى خلقه .. وقرر أنه يلجأ للعلاج بالليزر ..

عقب اسبوع من وصول مها وفهد .. طلع ماجد من المستشفى .. وسكن فى الفندق مع فهد ومها .. كان وجوده مع مها فى غرفتها شي طبيعي بحكم أنهم زوجين .. لكنه كان بالنسبة لها وله شي جديد .. لازم يتعودون عليه .. فهد اضطر يرجع عشان اجازته انتهت .. ومها قررت تقعد وترجع مع ماجد وهو بخير ان شاء الله .. كمل ماجد مراجعات المستشفى مع تركى .. وكان يحاول يفضى نفسه الصبح أو العصر عشان يطلع مع مها .. راحوا لمدينة أحمد ومروا عليهم وتغدوا عندهم وتعشوا وأمسوا ورجعوا ثانى يوم ..

مها .. حست أنها تعيش مرحلة حلوة برغم مرارة مرض ماجد .. لكن الله سبحانه مدّ فى عمره وحقق لها أمنيتها .. هالنعمة اللى ربي أنعم فيها عليها وعطاها فرصه تعوض اللى فات كله تستاهل الشكر والحمد .. قررت تعوضه عن كل شي .. عاملته بحنان شديد .. ومحبة .. وحسسته أنه هو كل شي عندها فى هالدنيا ولأن احساسها كان صادق وصل لقلب ماجد ببساطه ..
.. ماجد .. اللى تشرب قلبه حب هالمخلوقه قبل يعرفها .. ورجع ورّق وأزهر يوم فتح عيونه فى شدته ولقاها جنبه .. وأثمر حب وغلا يوم حس بمكانه فى قلبها .. هالشي كان له أثر كبير على تحسن صحته بتواتر سريع .. ومع ذلك .. كانت ايام ما تمناها ماجد تنتهى ..


وبيوم كانوا طالعين للهايدبارك تركى وماجد ومها .. " اقول يابوعبدالله ماودك ترخص لى .." تكلم تركى .. " وين أرخص لك يابوعبد العزيز .." سأله ماجد .. " ياخوك ذبحنى البرد هنا .. وأنت صحتك ذلحين ماشاء الله يعنى ماعاد تبي لك مرافق .. وأنا حاس إنى قاعد بينكم كنى عزول .." .. " عزول والا تولهت على أم عبدالعزيز ؟؟.. " رد عليه ماجد بخبث .. " وان تولهت عليها مهوب عيب .." رد تركى وهو يضحك .. " والله ما ندرى وين نودي جمايلكم يابوعبدالعزيز .." قالت مها .. " مابه جمايل يا أم الجورى .. ماحد له جميله فى أخوه والا أهله وأنا أخوس .." .. " جعل عمرك طويل ويبلغك فى عيالك .." .. " ومن قال .. هاااه يا باشا .. ترخص لى .." نشد ماجد وهو يطالعه ..

" والله ماودى بفرقاك لكن على راحتك .." .. " مابغيت تفرج عنى .." ضحك تركى وكمل كلامه " وأنت اخلص مراجعاتك ترى ماعاد باقى واجد .. واخذ لك اسبوع بس شهر عسل وارجع الدوحه .." .. " ياخى فكنا من شرك تبي تروح رح .. ماعليك مني .." ضحك ماجد وهو يدف تركى قدامه ..


سافر تركى .. وبقت مها وماجد .. مثل أى اثنين متزوجين جديد .. مها ماحرمت نفسها من شي .. مهرها اللى ما صرفت منه حاجه .. وكانت حالفه أنها ماتجهز منه شي .. رجعت وعقب تقريبا سنه .. بفرحة عروس جديدة .. تشترى كل اللى فى خاطرها .. وتستمتع مثل أى بنت بتتزوج لأول مره .. لكن هالمره بحب .. وفي زحمة فرحتها ما نست .. روضه ونوف وموضى والعنود .. والجورى زهرة بيتهم .. ماجد .. اللى حس بنعمة هالمرض اللى قرّب بينه وبين حلمه .. وخلاه واقع فى أحضانه .. يعيشه كل يوم بسعادة وكل ليله يغفى على صدره .. سبحانه له حكمة فى كلّ أمر .. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ..


رجعوا للدوحه .. وكان اللقا غير .. فرحة ولادة عمر من جديد .. لماجد ومها .. وعمر انكتب لماجد فى عيون أهله .. رجعت المحبة والطمأنينة وراحة البال أساس حياتهم اللى لفترة من الزمن .. ضاعت فى دوامات الشك والكره والأتهام ..


بعد خمس شهور ..

كانت ليلة عرس نوف .. من أحلى الليالي .. عاشت نوف فرحتها وسط أمها وخواتها ومها .. اللى كانت باينه عليها علامات الحمل .. وكانت بتطير من الفرحه عشان نوف .. ليلة سعادة توجت حياة نوف بزواج هادي حقق لها اللى تمنّاه .. وكان عرس روضه بعدها باسبوعين .. وما كان يقل ابداً عن عرس نوف ..

بعد ست شهور ..

وعلى أول الصيف .. تزوج فهد أخيراً من العنود ..
اللى انضمت لبيت أبو محمد تملاه فرح وبهجه بعد ما كل وحده من البنات صارت عند نصيبها .. هالمّره .. كانت مها شايله عبدالله الصغير .. والجورى صار عمرها اربع سنين .. وكانت تاخذ من شبه ابوها المرحوم .. اللى رغم كل شي سواه يبقى ابوها .. وأخو ماجد .. كانت نوف وروضه حوامل .. ما بينهم الا شهر .. وبالصدفه بعد كذا شهر ولدوا بفارق اسبوع وجابوا بنات .. وامتلا بيت العايلة من جديد بالحياة ..
موضى .. عاشت حياتها براحة بال بعد ما زاحت الهم اللى كان على قلبها .. وريحت بال أمها وأخوها .. وردت الحقوق لأهلها .. ورفعت الظلم عن انسانه ما تستاهل ..

بعد عشرين سنه ..

يمضى العمر .. والحياة تاخذ وتعطى .. رحلوا ناس .. وانولدوا ناس ..
وفى ليلة عذبة .. اجتمعوا الكل .. لكن كان مكان ابومحمد واضح .. اللى انتقل لرحمة ربه من عشر سنين .. أم ناصر كذلك .. ما طوّلت عقب ابو ناصر الا ثلاث سنين عاشتها فى بيت بنتها مها ..

ساره .. صار عندها ثلاث عيال وبنت .. سمتها مها ..

أم محمد صارت البركة فى البيت .. وهى اللى جامعه الكبير والصغير ..
وقفت الجوهرة .. عروس تاخذ القلب قبل العين .. وحولها أمها .. وأخوانها .. عبدالله .. منصور .. عبدالعزيز .. وناصر .. وخواتها .. الريم .. ونور .. وغاده .. وابوها ماجد ..

قلوب تخفق بالحب وبالسعادة .. قلوب عاشت وبتعيش محرّمة على النسيان ..

..



::؛::



ومثل ما لكل شي نهاية .. هذى نهاية القلوب معكم ..
على المحبة اجتمعنا وعلى المحبة تواصلنا وان شاء الله ما نفترق ..

بكذا تنتهى القلوب المحّرمة على النسيان ..
قلوب خذت من حياتى فترة .. شاركتنى أفكارى وايامى .. بكل مافيها من فرح وحزن وتعب وهموم ..
قلوب كتبتها من قلبى .. وأهديتها لكم ..
أتمنى تكون وصلت لكم مثل ماكتبتها وأفضل ..
السموحه منكم لو بيوم ضايقت أحد فيكم لأى سبب كانٍ ..

لكل لحظه جمعتنى بكم شكراً ..
لكل كلمة ودعاء من قلوبكم لى بظهر الغيب .. شكراً ..
لكل انسانه أحبت بقايا بدون سابق معرفة أحبك الله الذى أحببتنى فيه ..

تمنياتى لكم بكل الخير والفرح والسعادة ..
سبحان من له الدوام ..
اذكرونى بالدعاء لى ولوالدى كل ما مريت بخاطركم ..
استودكم الله الذى لا تضيع ودائعه ..
" سبحانك الله وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك "



السبت 26/6/2010
الساعه 1 صباحاً

بقايا بلا روح .. ~ فى المرور الأخير

 
 

 

عرض البوم صور بقايا بلا روح  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا بلا روح, قلوب محرمه على النسيان, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t143218.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-10-14 11:34 PM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 12-08-14 08:48 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 08-08-14 11:54 AM
ظ‚ظ„ظˆط¨ ظ…ط­ط±ظ…ط© ط¹ظ„ظٹ ط§ظ„ظ†ط³ظٹط§ظ† ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 03-08-14 05:32 AM


الساعة الآن 05:37 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية