لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-10, 08:47 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأغلق الباب خلفه , وببطء فارقها التوتر الذي كان يستبد بها كلما لمسها , ونزعت الياسمين من شعرها , وخبأته في أحد أدراج مائدة الزينة , ثم تناولت فرشاة شعرها , وكان شخص ما قد أفرغ حقائبها , وأخذت تمشط الخصلات لتخلصها من بقايا الياسمين , وسمعت طرقا على الباب , ودارت في أرتباك , وهي عاجزة عن التفكير في الكلمة اليونانية التي تعني( أدخل) وأخيرا قالتها بالأنكليزية , ودخلت لينا , تبتسم بطريقتها الجادة , وتمنت أن تعرف الذي ما زال غريبا عليها , وقالت:
" شكرا يا لينا".
" أنني تحت أمرك حتى تختاري وصيفة يا سيدتي".
وعدلت لينا غطاء السرير المزدوج ووضعت قميص نوم دومني في مكانه , وقالت دومني وهي ترفع شعرها :
"أوه.... لا أعتقد أنني بحاجة الى وصيفة..... لقد أعتدت الأعتماد على نفسي , ويبدو لي أمرا غير مستساغ أن يعنى بي من رأسي الى قدمي".

وبدت لينا مذهولة بعض الشيء لكلام سيدتها الشابة وقالت:
" عليك يا سيدتي أن تجدي في القرية فتاة يعتمد عليها , وهي بدورها ستقدر لك أختيارها لخدمتك , أن بناتنا ينشأن على الطاعة والمساعدة , وسيدة في مثل مركزك يجب أن تكون لها وصيفتها الخاصة".

وأغرقت دومني في الضحك وقالت:
" حسنا جدا , حسنا جدا , ولكن أذا كنت حريصة الى هذا الحد على أن تكوني لي وصيفة , فتولي أنت مهمة البحث عن واحدة , أنكم يا معشر اليونانيين أكثر الناس تصميما وعنادا , ألستم كذلك؟".
" نحن كذلك يا سيدتي".
وأبتسمت لينا من جديد وهي تنحني لتلتقط وريقات الياسمين المتناثرة أمام مائدة الزينة واحدة واحدة ,وحملقت دومني في شعرها الأسود الناعم , وتساءلت عما أذا كانت ستعتاد يوما طرق اليونانيين في الترتيب , فالحياة في فردان كانت سهلة للغاية , وغير معقدة , لم تكن هناك مشكلة خدمة , فقد كانت دومني تقوم بمعظم العمل بمعاونة عاملة تأتي يوميا , وسألت دومني :
" هل أستمتعت بأجازتك مع يانيس؟".

وردت لينا برقة:
" قمنا بمساعدة والده في عمله في مزرعته الصغيرة , لقد كان عملا عن حب , وهذه أجازة بحد ذاتها".
وظلت دومني تفكر في كلام لينا بعد أنصرافها , كان حقا ما قالته أن الأنسان لا يضيق بواجب أو بتضحية , أذا كان العطاء عن حب , وبحماسة أتخذت مظهر الشجاعة ,
نفذت دومني ما أقترحه بول , وذهبت للتعرف الى بيتها الجديد , كان البيت من الداخل غنيا بأخشاب السرو , وأخشاب الأرز , ولكن الزمن والأيدي تركت بصماتها على كل شيء , فتآكلت أجزاء منها , ومن خلال أحدى النوافذ ,
رأت بحرا من شجر الصنوبر وقد غطى الغابة ضباب بنفسجي وكانت للصنوبر رائحة نفاذة أمتلأ بها الجو.
منتديات ليلاس
وهبطت دومني السلم الى الصالة وهي تشعر بوحدة غريبة في ذلك البيت الكبير المنعزل عن العالم , الذي تحيط به همسات المحيط والصنوبر , وفتحت أبوابا كثيرة , ونظرت من خلالها الى الغرف , لكنها كانت حريصة على تجنب الغرفة التي كان يعمل فيها بول , وكان قد أراها أياها وهما في طريقهما الى الطابق العلوي , وكان ذلك سببا لأرتياح دومني أذ عرفت أنه سيقضي جزءا من كل يوم في هذا المكتب.

وأثناء أنشغاله في عمله , بوسعها أن تكون حرة , حرة في أن تكتشف الجزيرة , وأن تسبح وكانت تعتقد أن ذلك سيساعدهاعلى مواجهة الأمسيات والليالي , وجاء لها يانيس بالشاي والحلوى وبعدما تحدثت معه لبضعة دقائق ,
خرجت الى الشرفة الكبيرة لتشرب الشا ي , ومن ذلك المكان كان الأفق يبدو أشبه بقوس فضي يلقي سهاما من اللهب تحت وهج الشمس الغارة وكان منظرا أنحبست له أنفاس دومني ثم بدأ الظلام يزحف , وعادت الى الداخل , وصعدت الى الطابق العلوي لتأخذ حماما ولترتدي ملابس العشاء .

وكان العشاء يقدم متأخرا على اليونان , لذلك كان لدى دومني وقتا كافيا لأن تستحم على مهل , وأن تسترخي في الحوض الكبير الذي يكاد يتسع للسباحة.
وكانت غارقة في بهجة حمامها , عندما فوجئت ببول يهتف لها :
" لا تمضي ليلتك كلها في الحمام يا عزيزتي".
فأجابته :
" سأكون معك بعد قليل!".

وعندما جلسا الى الطاولة بعد قليل أشاحت عنه بوجهها , وتشاغلت بمشاهدة الأزهار في الزهريات , وقالت هامسة :
" أحب رائحة الأزهار والأخشاب هنا , هذه الغرفة كلها في الواقع جميلة ".
قال مازحا :
"نقطة الضعف فيّ يا دومني , أن لي عينا يونانية في أكتشاف الجمال".
سألت في صوت خافت:
" هل هذا هو عذرك الوحيد يا بول؟".
أجاب وقد فهم مرماها بسرعة:
" ليس تماما و, لدي سبب آخر , ولكنني لا أنوي أن أخبرك عنه في هذه المرحلة ".

وأحست بقلبها يكاد يخترق صدرها وهو ينطق بهذه الكلمات , ما الذي كان يعنيه ؟ أنه أرادها زوجة لأنه أحبها؟

.........نهاية الفصل السادس.........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:52 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7-وجه من الماضي
.........................

" أيتها الطفلة , هل لك أن تهدأي؟".
توسلت بهذه الكلمات السيدة ذات العينين الحزينتين , التي جلست على مقعد من الخيزران , تشتغل الدانتيلا , كانت ترتدي السواد, من الغطاء الصغير فوق شعرها الرمادي , الى أطراف الحذاء الضيق في قدميها , وكان الراديو الصغير الموضوع فوق المنضدة المجاورة لها يشير الى أن سنوات الحداد الثلاث الأولى على زوجها قد مرت, وأنها تستطيع الآن أن تتمتع ببعض المباهج الخفيفة.

وقالت كارا ستيفانوس معترضة وهي تقفز:
" ولكنهما يا عمتي صوفيولا سيصلان في أية لحظة".
ثم تدلت من سور الشرفة الحديدي , وذلك كانت تستطيع أن ترى سيارتهما , وكان وجهها الذي لفحته الشمس منفعل التعابير , وهزت العمة رأسها عندما أنصرفت عما كانت تطرزه.

كانت على ذراعي كارا علامات حمراء , أحدثتها بأظافرها , وفكرت العمة في أن بول يجب أن يعرض أخته على أخصائي أعصاب , ومرت كارا بجانب مقعد عمتها كالحصان الأسطوري (بيغاسوس) ذي الجناحين , في أتجاه السلم وهي تردد:
" ظهرا.... أنهما قادمان....".
وفتحت بسرعة بابا صغيرا يؤدي الى الطريق , وألتمعت عيناها وهي تجري نحو السيارة ذات اللون الكريمي التي وقفت أمام البيت ...وصاحت باليونانية:
" مرحبا بعودتك يا بول".

وتأملته دومني وهو يرفع أخته النحيلة بين ذراعيه , ثم وهما يتعانقان بفرح غريب , وأحتضنت الفتاة وجهه بين يديها السمراوين ,وهي تردد أسمه , بينما أنهمرت دموعها , وقالت:
"أفتقدتك كثيرا , كيف حالك يا أخي؟".
" أنا في أحسن حال أيتها الصغيرة".
ثم قل بعد أن أنزلها على قدميها:
"والآن يا سنجابتي , تعالي قابلي زوجتي , دومني".

وفتح باب السيارة , وخرجت دومني لتواجه لفحات الشمس الحارة , كانت ترتدي ثوبا سماوي اللون , وبدون أكمام , وكانت تبدو غاية في الرقة والجمال , حتى أن كارا لم تملك نفسها من التحدق فيها.
وقال بول بالأنكليزية :
" قبلي أختك الجديدة يا كارا".
وتقدمت الفتاة في أرتباك من دومني , وقالت وقد أحتقن وجهها خجلا من قبلة زوجة أخيها الناعمة على وجنتها السمراء:
" مرحبا بك في أنديلوس , وفي أسرتنا يا دومني".

ثم تراجعت لتقف بجانب بول , وأطلق ضحكة وهو يحيط خصرها الضئيل بذراعه , وسأل:
" كيف حال الجميع يا كارا؟ هل العمة صوفيولا بخير؟".
" أجل , ولكنها كانت قاسية جدا معي تقول أن حالتي العصبية سيئة وأنها ستطلب منك أن ترسلني الى أخصائي أعصاب ".
صاح:
" يا له من كلام فارغ , ماذا فعلت ؟".
" أحيانا أحك جلدي".
وحكت جلدها بالفعل وهي تتكلم ,وتركت أحتقانا على ذراعها الأيسر , وعبس بول في وجهها , وضربها على يدها , ثم أستدار وقال لدومني بجفاء:
" كارا ليست في الحقيقة قردة يا عزيزتي , ولكنها تقلدها".
منتديات ليلاس
وأطلقت كارا ضحكة صغيرة تدل على الخجل , ثم جذبت أحدى يدي أخيها , ورفعتها وقبلتها , وبحثت وجهه بعينيها السوداوين السريعتين , وقالت بسذاجة:
" أعتقد يا بول أنك سعيد لأنك تزوجت".

وأجابها على ذلك بأن قرص أرنبة أنفها مداعبا – وقال:
" ستجعلين دماء الخجل تتدفق الى وجه دومني بملاحظاتك , أنها أنكليزية , يجب أن تتذكري ذلك , ولم تتعود بعد على طريقتنا في الكلام".
"ولكنني سعيدة للغاية لأنك تزوجت يا بول".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:55 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم أستدارت وواجهت دومني بأبتسامتها الساذجة قائلة:
" كنت قد بدأت أعتقد أنه لن يتزوج أبدا , وليس في صالح الرجل أن ظل بلا زوجة , وأنا سعيدة الى حد الرغبة في الغناء , لأن أخي الوحيد العزيز أختار لنفسه مثل هذه الزوجة الجميلة".

وتأثرت دومني تأثرا شديدا , كانت قبل هذه الكلمات البريئة الصادقة الصادرة عن الفتاة , تحس بالتواضع , وبدأت تخشى أن تكتشف كارا , أن أخاها وزوجته لا يجمعهما الحب كما أعتقدت , وراقبت بول مع أخته الصغرى , ولمحت في عينيه بريق الرضى وثلاثتهم يقتربون من دخول البيت ,
وأقترحت كارا أن يقبل بول دومني عند أول درجة في السلم , حتى تدخل بركة حبهما الى البيت معهما وكانا قد جاءا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في هذا البيت اليوناني القديم فوق ميناء أنديلوس , بدعوة من عمته التي أتصلت به تلفونيا , وألحت على ذلك , ووقفت العمة في الصالة , ترحب بأبن أخيها وعروسه بتقديم العنب المسكر والماء المثلج كعادة اليونانيين وسألت كارا بلهفة أذا كانت تستطيع أن ترشد دومني الى غرفة نومها , فقالت العمة وهي تضع يدها على كم بول:
" أجل , أجل, أيتها الصغيرة القلقة , وتعال أنت يا أبن أخي , لنتحدث معا في الشرفة , عندي ما أريد قوله لك".

وقالت كارا مقطبة وهي تمسك بيد دومني :
" أراهن أن بعض هذا الحديث عني".
وصعدا معا السلم الى الطابق العلوي , وعبرا قاعة كبيرة , وقالت كارا ضاحكة:
" يئست العمة صوفيولا في جعلي سيدة مجتمع , لقد فصلوني من مدرستي في أثينا منذ بضعة شهور".
ورمقتها دومني بنظرة جانبية وقالت:
" أوه.... لماذا؟".
" لأنني عزفت على قيثارتي في مكان عام , مع أنه شيء لطيف ولكن مديرة المدرسة قالت أنها قحة وجموح ...وعندما جاء بول ليأخذني , حدثت بيني وبين المديرة مشادة مخيفة , أن بول يعرف أنني لا أقصد أن أكون متوحشة , لست متوحشة حقا".

قالت دومني :
" أنت في مرحلة أنتقال....".
" بالضبط.... أنني نصف طفلة... ونصف أمرأة , ومتمردة على الأثنتين , آه , لقد عرفت أنك ستقدرين وستفهمينني ".
منتديات ليلاس
وتلقت يد دومني ضغطة منها حين أستمرت الفتاة تقول:
"رأيت ذلك في عينيك للوهلة الأولى , هذه غرفتك وغرفة بول".
وحينما فتحت كارا باب الغرفة المزدوجة القديمة , شعرت دومني بغصة في حلقها ... كانت حقيبتها قد أحضرت مع حقيبة بول , وكانت الوصيفة قد أفرغت محتويات الحقيبتين , ووضعت قميص نومها بجانب بيجامة زوجها.
وأقتربت كارا من السرير الكبير وقفزت جالسة فوقه وقالت:
" أجل , سيشعر كلاكما بالراحة في هذا السرير".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 09:04 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم لمست قميص نوم دومني بأصابع خجلة , وسألت:
" ألا تشعرين في نسيج العنكبوت هذا بالبرد؟ آه , ولكن, كلا بالطبع".
وأطلقت ضحكة , وحدقت بمرح ساذج في دومني وقالت:
" ربما يكون من الرائع أن تكوني أمرأة , أم لا؟".

" هذا وضع له ضحكاته , وله أيضا دموعه ".
وألقت دومني الى كارا رزمة صغيرة أخرجتها من حقيبة يدها , فهمست كارا:
" والآن, ما هذه؟".
وفي أبتسامة لطيفة طلبت منها دومني أن تفتح الرزمة وأن ترى ما فيها ,وفعلت كارا ذلك بأصابع منفعلة , وحبست أنفاسها وهي ترفع غطاء العلبة المربعة , وتكشف عن علبة بودرة رقيقة , وأحمر شفاه , ونظرت كارا بوجهها الأسمر في مرآة العلبة , وقالت باليونانية:
" أتمنى لو كنت جميلة يا دومني لتناسبني هديتك , شكرا كثيرا".

وداعبت كارا العلبة بأصابعها , ثم عادت تقول:
" ما هو شعور المرأة عندما تكون جميلة , جميلة حقا , مثلك؟".
وتلاشت أبتسامة دومني وهي تنظر الى أخت بول مصدومة , فالحقيقة مرة , لم تكن تستطيع أن تجيب قائلة:
" لقد تعلمت أن الجمال فخ, أنني أكرهه لأنه جعلني ملكا لأخيك , ولأنني مجرد متاع له , فأنني مدفوعة الى أيذائه , لا أستطيع أن أكف عن أيذائه , لقد أصبحت قاسية وضئيلة , لأن لي هذا الوجه , وهذا الجسم ".

وقالت بجدية :
" الجمال في الأعماق".
" تعنين أنك يمكن ألا تكوني جميلة في أعماقك؟".

وكانت نظرة كارا نفاذة , هي الصغيرة في بعض تصرفاتها , كانت أكبر في البعض الآخر , ووقفت دومني عند طرف السرير مشدودة خشية أن تكون كارا شعرت بعدم حبها لبول.
وقالت كارا :
" كتب لي بول يقول أنك تشبهين لوحة( ميديتشي ) وأعتقدت أنه لا بد أن يكون مبالغا".
وسألت دومني متلعثمة :
" ما .... ماذا؟".

" لوحة (ميدشتي) , والآن أرى أنه لم يكن مبالغا , أن لك الملامح الرومانية النبيلة نفسها وأنا أتوقع أن يرغب (باري سوتيرن) في رسمك, أن باري يعيش في كوخ على الشاطىء وعمتي تدعوه النصاب , ولكنه في أي حال موهوب وهو أيضا أنكليزي , مثلك يا دومني".
منتديات ليلاس
وشحب وجه دومني , كان باري هنا.... هنا في اليونان , وكان يعيش في كوخ في جزيرة أنديلوس ! وترنحت ,وقفزت كارا من السرير ,وأقتربت بسرعة منها , ووضعت ذراعا حولها وهي تقول:
" ماذا بك؟ هل تشعرين بالغثيان؟".

وتماسكت دومني وقالت برجفة:
" من المحتمل أن يكون ذلك بسبب الحرارة , أنا... أنا لم أتعود بعد على شمسكم".
ونظرت كارا الى وجه دومني الشاحب بقلق وقالت:
" ستشعرين بتحسن عندما تشربين فنجان شاي , هل أحضر الشاي هنا , أم تفضلين اللحاق بالآخرين في الشرفة؟".
" دعينا نذهب الى الشرفة".

أحست دومني بالحاجة الى الهواء بعد الصدمة لمعرفتها أن بول- دون الناس أجمعين أحضرها الى المكان الموجود فيه باري , لقد كان ذلك قدرا , فكرت في ذلك وهي تتجه ناحية المرآة لتمشط شعرها , وحملقت في عينيها الواسعتين ,ورأت أنها خائفة , مثلما هي متلهفة لرؤية باري.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 09:22 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت خائفة من بول , الذي ذكرها في اليوم السابق فقط , أن الشرف ضمن ما أقسمت عليه عندما أصبحت زوجته.

وكانت تضع أحمر الشفاه الوردي على شفتيها , عندما دخل بول الغرفة , ويده في جيب البنطلون الخفيف الذي كان يرتديه مع قميص سبور في لون الرمل ,وسأل:
" ألا تريدان أيتها الفتاتان أية منعشات؟ الشاي يقدم الآن في الشرفة".
وقالت دومني:
" أنني أرتب ملابسي يا بول".
منتديات ليلاس
وتمنت ألا تخبره أخته بما أعتراها من ضعف منذ لحظة , وراقبته في المرآة عندما أنحنى فوق كارا , وأخذ وجهها بين يديه ...وسأل مبتسما:
" لماذا هذا التعبير الشارد يا صغيرتي ؟ أعتقدت أنك سررت لرؤية أخيك , كنت غاية في السخاء بقبلاتك عندما ألتقينا أمام باب البيت".

ونظرت كارا اليه , ورفعت يدها الى شعره ,والى الندبة , وكلمته باليونانية , وتأكدت دومني التي بدأت تفهم قليلا أن كارا تفكر شيئا عن أزمات الصداع التي تنتابه , ولم تفهم أجابته , ولكن نغمة صوته كانت رقيقة , وأضاف بالأنكليزية:
" حسنا يا كارا, ماذا كان رأيك في الهدية التي أرسلتها اليك من أثينا؟".

وأشرق وجه الفتاة ,وكانت دومني قد عرفت من بول أن أخته مولعة بالموسيقى الشعبية , وكانت تجمع الأغاني القديمة كما تجمع الفتيات الأخريات الدمى , وكانت تعزف على عدة آلات موسيقية , وقد عثر بول في أحد محلات بلاكا على آلة (ماندولين) جميلة , فأشتراها وأرسلها لكارا.
وقالت كارا بحماسة:
" أوتارها ذات رنين رائع , سأعزف عليها لك ولدومني بعد العشاء".

وأبتسم بول قائلا:
" سننتظر عزفك بلهفة , دومني نفسها موسيقية , أنها تعزف على البيانو ببراعة".
ولمعت عينا كارا كالماس الأسود وقالت:
" دومني تحب الموسيقى؟ أوه , الأقدار معي اليوم , دومني لطيفة مثلما هي جميلة , وهي أيضا تعزف على البيانو!".
وأحتضنت كارا أخاها وأستطردت قائلة:
" شكرا لك يا أخي الكبير على الماندولين , وعلى دومني".

وقال بول وهو ينظر الى دومني :
" أنا سعيد لأعجابك المزدوج!".
وأستدار ناحية زوجته وقال:
" هل أنت مستعدة يا عزيزتي؟".

وأومأت , وأبتسمت لكارا , فقد أدركت مدى تعلقها ببول , ومدى أشراقها ,وأعجبت بنظرات الطفولة الصريحة التي تلازمها , ووقفت دومني في الشرفة ,
وبدت لها ميناء أنديلوس أشبه بلوحة مزدهرة الألوان , وأخذ بول وكارا يلفتان نظرها الى مراكب الصيد بأشرعتها الملونة , والدير المبني من الحجر الأبيض ,
وقد تسلقت جدرانه النباتات الأرجوانية , والى الجزر القريبة المتناثرة كأنها كتل المرجان ,ونظرت دومني حولها في أهتمام وكانت الشمس تلمع فوق شعرها , وثوبها ينساب في نعومة , فبدت هشة بجانب زوجها القوي.

ولم تنتبه الى أنها كانت موضع تحديق الرجل الذي جلس على مقعد مجاور حيث جلست عمة بول , وكانت كارا هي التي لاحظت نظراته عندما أستدارت فجأة بطريقتها المعتادة ,وهتفت:
" أهلا , لم تكن لدي أدنى فكرة أنك ستأتي لتناول الشاي".
أجاب :
" أردت أن أشترك في الترحيب بعودة الغائب".

وتجمدت دومني في مكانها لدى سماع صوته , ثم ألتفتت في بطء , ووجدت نفسها وجها لوجه مع باري سوتيرن مرة أخرى! لم يكن قد تغير على الأطلاق ,
بأستثناء لمسات النضج المتزايد , وحملقت عيناه الشقراوان الناعستان في عينيها ,وتذكرت جيدا ذلك الفم الواسع الباسم , وتلك الخصلة المتهدلة من الشعر ألذهبي وتساءلت بقلق أذا كان سيعلن معرفته بها ,
ثم أكدت لها غريزتها أنه لن يفعل , وأحست بالأضطراب عندما نهض من مقعده , وقال لبول بأبتسامة ماكرة :
" أنت شديد الحظ .... أراهن أنك أذا سقطت في البحر , تخرج ومحارة في أذنك , محارة داخلها لؤلؤة !".

" أرى يا صديقي من النظرة اللامعة في عينيك الفنانة , أن (لؤلؤتي) تروق لك ".
وعندها قاد بول دومني الى المائدة في الشرفة ليقدم باري اليها , أحست بقبضة ذراعيه القوية حول خصرها.
وقالت دومني:
" كارا أخبرتني يا سيد سوتيرن أن أعمالك رائعة".

وأحست وهي تتعامل مع باري كغريب , أنها تلعب لعبة خطيرة , ورد هو:
" سأكون سعيدا بأن أريك بعض أعمالي ذات يوم يا دومني".

وأحست بقلبها يحذرها , حين رأت بول يرمق باري بواحدة من نظراته الحادة , ولكنها في الوقت نفسه أرادت أن تقول :
" لقد عرفت هذا الرجل قبل أن تقتحم أنت حياتي يا طاغيتي الوسيم بوقت طويل , لقد جاءني بالمرح ,وليس بالتهديد , وذهب عني لأنني كنت صغيرة عندما تقابلنا , ولأنه كان يريد أن يثبت أقدامه كرسام".
ولكنها قالت:
" سأتطلع الى رؤية بعض أعمالك يا سيد سوتيرن , ويخيل الي أن نوعية الضوء هنا في اليونان لا بد أن ترك تأثيرها الرائع على عمل الفنان و الألوان والخطوط لا شك أنها ذات رونق مضاعف".
منتديات ليلاس
قال وهو يضغط على حروف الأسم:
" هذا صحيح , بكل تأكيد يا سيدة ستيفانوس".
وأرتفعت عيناه الى وجهها الذي أحاط به شعرها العسلي فوجدهما جامدتين , باردتين , وتذكر جيدا مرحها في الماضي , وشعر بالأنزعاج وهو يتأملها تجلس على مقعد بجوار عمة بول , وتجيب على أسئلة العمة صوفيولا عن حفلة العرس , وشهر العسل , بينما كانت الأخيرة تصب الشاي ,وقدمت كارا الحلوى والفاكهة, ثم جلست على ذراع مقعد أخيها ,وهي تأكل حبة تين كبيرة.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, شهر عسل مر, the honey is bitter, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية