لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-09, 11:30 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل السادس والعشرين



في باحة الفندق الأمامية الواسعة ،،

انحنت عشان تشيل شنطتها ، لكن يده تمتد بسرعة وتسبقها وتشيلها ،، تقدمها بالمشي إلى الليموزين اللي وقفت تنتظرهم عشان تنقلهم للمطار ..

في الطريق وبعد دقاائق من ركوبهم ..

التفت وهو يقول : في أماكن كثير فاتتك هنا ..بسما أمدانا هالمرة ..

كانت سرحانة تتأمل الشوارع المزدحمة .. التفتت بصمت عليه ..ومن دااخلها تمنت بالفعل لو طولوا شوي .. هالهدوء والراحة الساائدة بينهم تحسها مرتبطة بتواجدهم هنا .. ماتدري إذا راح يستمر الوضع بينهم على ما هو عليه إذا رجعوا أو لا .. تتمنى .. لكن .. ما تدري ليه مازالت حااسة بالقلق !؟

كمّل وهو يشوف شرودها : ان شاء الله نجي مرة ثانية .. بالمستقبل ..

سكت شوي وهو يشوفها تلتفت عليه ..

أضاف بتردد : ولاّ ..؟

همست : إن شاء الله ..

حست وكأنه يسألها بعبارة صريحة ..

"راح يكون فيه مستقبل لنا .. صح ؟!"

وياليتها تدري .......



.

.

.

.

.

.

.

.



أخذ رقم عمه أبو خالد .. وزوج خالته منها .. شاف إنه من واجبه يحاول يقدم له أي نوع من المساعدة دام رااح يتوااجد قريب منه .. يعزم عليه يجلس في بيته أو حتى يدله على أفضل الفنادق .. أي مسااعدة .. المهم إنه يحس نحوهم بامتنان عميق من يوم ما وقفوا بجنب ديما وقت ما كان في قمة الحيرة والحاجة لهم ..

ومع هذا فهذي خالته اللي ما قدم لها شي بحيااته بالمرة ... لبعدها عنهم ... فرصة مناسبة لرد الجميل ..

رفع جواله بتصميم واتصل على عمّه .. أبو خالد ..

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.



واقف عند باب العيادة ياخذ نفس من بعد ركضه السريع قبل ثانيتين .. سحب نفس عمييق ودخل ..

ألقى التحية على الدكتور الستيني الجاالس ورا مكتبه الكبير ، ولف الغرفة بنظرة شاملة.. فيها مجموعة من الأسرة المحاطة بالستاائر اللي تحافظ على خصوصية المرضى ..

إحساس قاله إن سلمى ورى واحد منهم ..

التفت على الطبيب وهو يسأله بلهجة سريعة : اتصلت بي قبل دقيقة ..أين هي الآنسة سلمى ..؟

وقبل ما ينطق الدكتور بأي حرف .. انفتحت الستارة الأقرب لنواف بحركة سريعة مفاجئة ، لدرجة إنه تراجع لورا خطوات قبل ما يستوعب المخلوقة اللي قدامه ..

اقتربت منه بهلع وهي تقول بانجليزية متقنة : ماذا حدث لوليــد ؟!!!!

للتو مو فاهم .. الحين هذي هي نفسها سلمى .. قريبة وليد ..؟!!.. شلوووون ؟؟ وشكلها ............!!

عادت سؤالها بخوف وهي تقترب أكثر : أنتَ نواف ؟؟ أين وليــد ؟!!

بلع ريقه وهو يقول بالعربي : وليـ ــد .. وليد بخير !

اقتربت اكثر وصار ما يفصلها عنه الا خطوتين .. قالت بلهجة غير منتظمة : وإذا هو بخير .. ليش جيت بداله .. وليش قلت انه مسوي حاادث ؟!!

نواف تراجع لورا اكثر والتفت على الطبيب اللي يناظرهم بترقب وقال : عذراً .. سنذهب الآن .. شكراً لك ..

ورجع يلتفت على سلمى : من فضلك تعالي معي ..

ومشى بسرعة بدون ما يفسح لها مجال للرد .. طلع من العيادة بخطوات سريعة مندفعة ..

رفعت حواجبها بدهشة وهي تحاول تجاري خطواته ونادته أكثر من مرة : .. وين وليد ؟؟ وين بتروح .. بتاخذني له ؟؟؟؟ نوااااااف ... ؟؟ وقف شوي ..!!!! تعبت وأنا أركض ورااك ..!!





وقف واشاح بوجهه للجهة الثانية عشان ما يناظرها: بوصلك لبيتك وأروح أشوف وليد بالمستشفى..

شحب وجهها وهي تكرر : المستشفى ؟!!!

قال وهو يرفع جوال وليد ويمده لها : هذا جواله خليه معك ..

والتفت يكمل مشي .. ركضت وراه ولفت وهي توقف قدامه وتقاابله ..

قالت بهلع : الله يخلييك قولي وش فيه ؟انته ما تعرف انا وليد شو بالنسبة لي .. اذا صار له شي انا بموووت !!

نواف بصدمة وهو يتراجع شوي عشان ما يصطدم فيها : ما صار له شي كايد .. اصابة بسيطة بس ان شاء الله هو بخير ..

تنهد وهو يشوفها تناظره بشك .. واتصل على ماجد بحركة سريعة عشان يتطمن منه على وضع وليد ويطمن هالطفلة المرعوبة عليه ..

زفر وهو يسمع الرنين على الطرف الثاني بدون ما يلقى رد .. والتفت على سلمى وتفاجأ بانها تناظر بالارض قاعدة تنتظره وهي تحرك يدها بتوتر .. غصبن عنه .. غصبن عنه تأمل بشكلها .. وخاطب نفسه بحنق ..هذي ويييين وليد عنها ؟؟ وشلون يخليها تلبس اللي هي لابسته ..؟! كاشفة شعرها .. تنورة قصيرة ..!! بلوزة أقصــر ...!!!

ومو بس شكلها ... حتى كلاامها .. ولاا الأجانب أهل البلد .. لو ما يعرف اسمها ويعرف انها قريبة وليد .. كان ما شك بأنها أجنبية ... ماتعرف تقول كلمتين عربي مثل الناس .. أما بالإنجليزي ..فتنطق كل حرف بطلااقة ..

انتبه على صوت ماجد على الطرف الثاني : نعم .. الوو ؟؟

نواف : أهلاً ماجد .......... طيب و كيفه وليد الحين ..؟

رفعت سلمى راسها بترقب ..

نواف : آهااا .. الحمد لله .. ومتى بيطلع ؟

شافت نواف يبتسم براحة وابتسمت شبه ابتساامة..

نواف : آهاا أنا نص ساعة أو ساعة بالكثير وأجيكم .. انت بأي مستشفى ؟؟ ... خلاص ان شاء الله .. مع السلامة ..

ما أمداه يحط الجوال بجيبه إلا وسلمى ناطة قدام وجهه :وش قالك ..وش فيه وليد ؟؟

قال : رضوض بسيطة في ذراعه وكسر في رجله راح يجبسونه له .. ويطلعونه..

كشرت بوجهها وهي تفكر بكآآبة : ليه كل هذا ...؟؟وش ذا الحادثة وكييف صارت له ؟؟

التفت بضيق وهو يقول :والحين اسمحي لي بوصلك للبيت وبروح أشوفه ..!!

سلمى باعتراض : أنا مستحييل أروح البيت الحين .. إما توديني لعنده أو أنا بروح لحالي ... لازم أتطمن عليه بنفسي ..

نواف وهو يتقدمها ويمشي : أنا بوديك .. وليد ائتمني عليك وما يصير أخليك لحالك .. وأنا أصلاً رايح له عشان أتطمن عليه أنا بعد ..!

ابتسمت براحة وهي تمشي وراه وتتأمل في طوله ومشيته السريعة وخطواته المتباعدة ..

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.



في جناح فندقي واسع .. اقتربت من أبوها اللي جلس على الكنبة ، الريموت بيده والتلفزيون مفتوح عالاخبار .. والجوال عند اذنه..

كانت سامعته من دقيقة وهو يتكلم .. وتحاول تسمع أي كلمة منه تأكد لها إن المتصل هو نفسه عاايض .. لكن ما غير سامعته وهو يرفض ويشكر أي مبادرة من الطرف الثاني ..

سكر أبوها بعد عبارات طويلة من الشكر والامتنان .. والتفت عليها وهو يشوفها شاردة وتفكر ..

قال : هذا ولد خالتك متصل .. أمك علمتهم إنا وصلنا ..

خلود بإحبااط : لااااه .. شفت يبااا .. فاتني أفااجأ ديماا ..لو انك خليتني اكلمها !!

أبوها بضحكة : مافي فايدة .. الله العالم متى بتخلين عنك حركاات البزارين ذي .. ما صار شي ... كلميها .. كلميها .. ولا توجعين راسي كل شوي ..

خلود وهي تجلس على الكنب المقابل : الحين بكلمها ..طيب وعايض وش كان يبي منك ؟

أبوخالد : مصر إلا نجلس ببيته ..

خلود بدهشة : وشلون وحنا معك وهو بيكون موجود فيه ؟؟

أبو خالد : يبي يطلع منه ويتركه لنا ..

خلود : لااا شدعوة .. ليه كل هذا ..

ابو خالد بابتسامة : والله انه رجال اصيل وراعي شهامة ، بس قلت له انا وصلنا وحجزنا بالفندق خلاص ..

خلود وهي تشوف ساعتها : أهاااا ..زين الحمد لله .. بعدين بيتهم عرفناه وحفظنااه .. هنا الفندق حلو وتغيير جو ..

ابوخالد يهز راسه بتعجب من هالتفكير ..

قامت خلود وهي تمسك جوالها : أنا بروح اكلم ديما يبا ..

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

خيالات كثيرة مرت عليها في نومتها ،، لأوجه طاال ابتعادها عنها .. أمها .. أبوها .. صديقاات قديمات .. وحتى معلمات .. حست وكأنه شي يسحبها تدريجيا من اعماااق هالحلم الغرييب .. فتحت عينها بثقل .. والصوت بدأ يدخل بوضوح لمسامعها : ديمـــا .. ديمـــا ..

اعتدلت ببطىء وهي تقول بصوت هادي : نعــم ؟؟

فركت عينها وهي تستوعب وين هي .. وتذكرت رحلتهم الطويلة بدءاً من مطار القاهرة وصولاً إلى أرض المملكة ثم النوم اللي غلبها في السيارة اللي كان فياض موقفها من قبل سفرهم في مواقف المطار ..

مسح على راسه بتعب وهو يناظرها وهي تفرك عيونها الناايمة ونقابها طاايح جنبها وتجاوبه بصوت رايح من النوم وشكلها بالكااد مستوعبة هي وين ..

كان موقف السيارة قدام البيت ومن غير ما يتحرك من مكانه أو ينزل .. ينتظرها تقوم ..

مد يده للحزام الملفوف عليها وفكـّه.. ومع تكة الحزام وهو ينفك انتفضت وهي تعتدل بسرعة ..

قال بضحكة : وش فيك ..؟

قالت وهي تناظر قدامها وتشوف البيت : احم .. احنا وصلنا ؟؟

قال : من ربع ساعة ..

سكتت بحرج وكملت رفعت الحزام .. وسحبت شنطتها ونقابها اللي طاحوا بالارض ..

لبست نقابها بسرعة ونزلت تلحق فياض اللي سبقها ونزل عشان يطلع الشنط من ورا ..

أول ما دخلوا للبيت تفاجأ فياض بصوت جااي من الصالة .. استغرب لأنه من امس ويكلم ناايف وتليفونه يعطي خارج الخدمة ..

التفت على ديما وهو يقول لها : اسبقيني انتي.. انا شوي وأجيب الشنط وأجي ..

تراجعت ولفت تصعد الدرج .. والتفت هو على الصالة وهو ينادي نايف بصوت مرتفع ..

سكتت الأصواات .. وتقدم هو أكثر .. ودخل ..

.

.

صدمــــــــــة ...!!

هتف بكل ما للمفاجأة من معنى : سالـــــــــم !!!



.

.

.

.

.





واقف يناظر أخوه بذهول .. كم سنة مرت .. ست سنوات ...؟؟ ايه ستة ..!! من غير زيادة أو نقصان ... ما يدري وشو بالظبط اللي يحس فيه بهاللحظة .. ما تخيل أبداً يشوفه بهذي الطريقة المفاجئة .. بعد كل ذي السنوااات ...

كرر بذهوول وبابتسامة مضطربة : ســـالم ؟؟

اقترب سالم من مكاان وقوف فياض واحتضنه فجأة وهو يقول : ايه ساالم .. ما غيري... وش فيك مو مصدق ..؟؟.. كيفك فياض ؟؟والله اشتقت لك ... ولاخوانك ..

فياض تفاجأ من احتضان سالم له .. وشي بداخله اهتز بعنف .. اول مرة احد من اخوانه يحتضنه ..ويعبر عن اشتياقه له ..وهذا مو أي أحد .. سالم ..الغاااايب!!!

قال وهو يبعد عنه ويحاول يستوعب وجوده : انت وينك طول هالوقت ....؟؟ وليه ما بلغتنا برجوعك ..؟؟؟ وين كنت؟؟؟؟

سالم ساكت وهو يناظر ملامح اخوه بحنين ..

فياض التفت ورا سالم وهو يلمح وللمرة الأولى الموجودين بالمكان .. شاف وحدة شكلها بالثلاثينات .. جالسة تراقبهم بتمعن .. وعلى رجلها طفل صغير ما يتجاوز عمره السنتين ..

سالم مازال يراقب انفعالات فياض الواضحة وهو محتار من وين يبدأ يشرح له ..

فياض بحيرة : مين .. مين هذوول ؟؟

سالم بابتسامة مالها معنى : زوجتي وابني ....

فياض بصدمة : انته ... تزوجت ؟!!!!

سالم يلتفت على المرأة الجالسة ..

فياض بتساؤل : فرنسية ؟!!!!

سالم وهو يقترب منها ويشيل الطفل الصغير من يدينها ويرجع لمكان وقوف فياض : هذا سامي .. بس يجي ناايف واشرح لكم كل شي ...

مشى سالم متجه للصالة اللي بمدخل البيت .. مشى فياض وراه وهو مازال تحت تأثير الصدمة ..

سأله : متى جيت بالظبط ؟؟

سالم : وصلنا من أيام .. وجيت هنا من ساعات ولقيت البيت فاضي .. وين رحتوا كلكم ...!!

فياض : نايف من أمس وما يرد يمكن مسافر لبلد قريب لأنه دايما يسافر عشان شغله .. و..... نواف سافر ..

سالم بدهشة : سااافر ..شلون؟؟؟؟

فياض : سافر يدرس ببريطانيا من بعد ما خلص مدرسته ..

سالم وهو يرجع يتأمل البيت ويحرك سامي الصغير ببطىء على ذراعه : شكلي بنصدم بتغييرات كثيرة صارت وأنا مساافر ..

فياض : مب سنة ولا سنتين .. هذي ست سنين كاملة .. ماعرفنا لك فيها عنوان ..!!

سالم ناظر الفراغ بنظرات مريرة ما فهمها فياض .. ورجع يناظر فياض بتساؤل : وانت وين كنت طول الوقت برا البيت !؟

فياض وهو يتابع تحركات الصغير العفوية على يد سالم : كنت مسافر لمصر في اجازة مع .......!!

سكت وهو يناظر سالم بتركيز ..وابتسم ..

سالم بدهشة : وش فيكم كلكم عالسفـر ..

فياض : نسيت أقولك إني .. تزوجت !

سالم وهو يفتح عينه عالآخر : تزوجت !!

فياض وهو يهز راسه بتأكيد ..

سالم بعدم تصديق : ابدا .. أبداً ما توقعتك تتزوج..!!

فياض : وعلى فكرة ..أستخدمنا جنااحك اللي فوق ..

سالم وهو يقترب من فياض بتسااؤل : فياض انت من جدك تزوجت ؟؟

فياض بتأكيد : ايه منت مصدق !!

سالم يهز راسه بعجب ..

فياض يسأله : ووين جلستوا الايام اللي راحت ؟؟

سالم : أجرنا شقة هنا مؤقتاً إلين ما ..

وسكت ..

فياض حس بأن سالم فيه شي .. نظرته المريرة وتحوله الغريب هذا ورااه شي كبيير ..

سأله : الين ما ايش؟؟ لا يكون بترجع تسافر ؟

سالم بابتسامة : لا .. مارح أسافر .. يمكن استقر هنا .. وللأبد !!!

فياض التفت على الصغير اللي يجذب انتباهه كل شوي بحركااته .. ورفع جواله يرسل لناايف رسالة يمكن لا فتح االجوال توصله ويستعجل بالرجعة او بالاتصال عليه ..



.

.

.

.

.

.

.

.

دخلت للجناح وهي تشيل نقابها وطرحتها وعبايتها وتجمعهم وتحطهم على الكنب ..

يالله .. اسبوع وكأنه شهر ... طويييل حيييييل كااان ..

دخلت لغرفة النوم وهي تفتح الأضاءة وتسمي بالله ..

فتحت الدولاب واخذت بيجاما قطنية سادة لاول مرة تلبسها ...وراحت للحمام تتسبح من بعد يوووم طوييل مرهق ..

لما خرجت توقعت يكون فياض طلع وجاب الشنط .. بس خابت توقعاتها وما شافته .. التفتت للسرير بتعب .. وتوجهت له وهي تلقي بجسمها المرهق عليه .. تلحفت وهي تفكر بفياض المسكين اللي راح يرجع ينام عالارض من الليلة ...!!



.

.

.

.

.

.

.

.



تقلب ايمن باانزعاج في نومه وهو يسمع دق متواصل على الباب .. احتاج لدقائق حتى يستوعب ويقوم بسرعة ويفتح لنواف اللي واصل حده من الغضب اليوم..!

نواف : حرااام علييك!!!! ساااااعة وأنا واقف وأدقدق عالباب ... الجيران سمعوني وانت ما سمعت .. !!

ايمن وهو شكله معتفس من النوم : اسف .. اسف والله .. تعرف انته نومي ثقيل ما حسييت ........ لحظة تعااااااال ... وين مفتاحك .. ؟؟

نواف بحدة وهو يسكر الباب : شكلي ضيعته او نسيته .. ما ادري ..

ايمن : آآه وشلون وليد ؟ وش صار معك ..

نواف باختصار : بخير ..

ايمن باستفسار : وشلون يعني بخير ..؟ طلعتوه من المستشفى ؟؟

نواف : وصلناه انا وماجد للبيت ورجعت ..

ايمن باهتمام :اهااا .. اهم شي انه بخير ..طيب .. انا بقوم انام والله حدي تعباان ..

نواف بعصبية وهو يبدل ويلبس تيشيرت بني خفيف على البرمودا رياضي : انت متى ناوي تراعي دراستك وتذاكر بذمة .. طول الوقت ما بين النوم واللااااب والسهر عالتلفزيون .. اللي يشووفك ما يقول انك نااايم امس من الساعة 9 وشبعاان نوم ..

ايمن : وانت اللي يشوفك ما يقول ان صديقك طلع من المستشفى بالسلامة .. شوف كيف حالتك حالة..اشوي والدخان بيطلع من آذانك ..... اذا عالدراسة فخلي نصاايحك بعيد عني .. انا دراستي مراعيها وبزيادة .. ومرااعيك لانك الحين معصب وما تدري وين تحط حرتك فيه وقااعد تحطها فيني وانا مالي ذنب .. ياخي هدي شوي الدينا لسا بخيروخل مزاجيتك هذي شوووي .. يالله تصبح على خير بروح انااام ..

نواف وهو مركز انظاره على الغرفة اللي دخلها ايمن من ثانية ..

رجع ايمن يطلع من الغرفة وكأنه نسى شي ..

قال : ايه ولا تنسى تصحيني الفجر لاني مارح اقوم على صوت المنبه الوااطي ذا ..

ورجع يدخل مرة ثانية ..

نواف ناظر نفسه بالمراية وتساااائل.. وش فيني مو على بعضي ؟؟

راح للغرفة ودخل وهو يناظر ايمن اللي نام وتلحف بدون ما يبين منه شي ..

قال بقهر وبصوت عالي وكنه يكلم نفسه : صافحته .. صافحته بكل بساااطة !!!

ايمن قام جالس وهو يناظر نواف بدهشة : بسم الله الرحمن الرحيم .. من اللي صاافح من ؟؟

نواف يكمل : صافحت مااجد .. اخته .. طلعت اخته .. مدري وشلون تاركها كذا .. هذي يبي لها إعادة تأهيييل .. إعادة تربية !! ما ينفع كذاااا ..!!

ايمن وهو يسكر عين ويفتح عين : نواف .. وش تحس به ياخووي؟؟؟؟؟؟؟

نواف يكمل :مخي.. مخي مو قااادر يفكر بشي ثااني .. اااااه ياا مخي ..

ايمن يقوم ويقرب من نواف ويمد يده لجبيينه وهو يقول : فيك حرارة اشوووف ؟؟ يمكن لقط لك عدوى من المستشفى ولا شي ؟؟

نواف يناظر ايمن فجأة ويهز راسه وهو يقول : وش حرااارته انت الثاني ؟؟ ابعد عني .. اقولك صورتها لاصقة بمخي ..

ايمن : لاااا .. شكلك محموووم من جد .. اسوي لك كمادات .. ؟؟ شوف انا رأيي تروح تتوضا وتصلي لك ركعتين وتنام ..

وكمل بصوت عااااالي :وتخليييييينيييي أنااااااااااااام أنا بعد !!

نواف يضحك فجأة : غربل الله ابلييسك .. روح نااام وفكني ..

ايمن يرجع يتلحف بالسرير وهو يهمس بينه وبين نفسه : والله وشكلك طحت يا نوااف ومحد سمى عليك !! مين ذي بس اللي قالبة رااسك فوق تحت بهالشكل !؟





.

.

.

.

يتبع ..



































 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 16-06-09, 11:32 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل السابع والعشرين

ما امداها تسكر عينها وتبدأ في رحلة النووم إلا وتسمع جوالها يرن بطريقة مزعجة .. قامت لشنطتها وهي مستغربة .. عايض وكلموه اول ما وصلوا من المطار وطمنه فياض بوصولهم ..
مين بيتصل الحين ويزعجها ؟؟
ابتسمت وهي تطلع الجوال وتشوف اسم خلود .. مااغيرها!!
ردت عليها بترحييب و خلود ما قصرت في الترحيب والاستهباال بس بدون ما تقول لديما عن مكان وجودها .. وديما قالت لها عن سفرها وحكت لها عن بعض الاماكن اللي شافتها ورااحتها ..
بعد دقائق ..
ديما : بس والله اني متشوقة أشووفكم .. ييلا شدوا حيلكم وتعاالوا بسرعة ..
خلود تضحك : ايه ايه بنشد حيلنا ..
وكملت بلؤم :بس انتي ما لاحظتي شي غريب يوم نزلتي من الطيارة ؟؟
ديما ترفع حواجبها : شلوون شي غريب ؟
خلود : يعني الدنيااا كانتمنووورة والجو روووعة والنسيييم يهب عالممديينة من كل الجهااات ؟؟
ديما ترفع حاجب وهي تقول : يالله بدينا في الاستهبااال .. خلود قولي بسرعة وش ورا هالكلام عشان انا ما اعرف لتلميحاتك الغريبة ..!!
خلود بعد ضحكة طويلة : إنا لله .. شلون أفهمك أكثر من كذا .. طيب يا ديوووم ان ما فهمتي والله مارح اقولك ..
ديما وهي تتثااوب : آآه خلود والله فيني النووم .. تعبانة من السفر ..
خلود : طيب .. اكلمك بعدين .. .. يالله تصبحين على خير .. روحي نامي ..
ديما : وانتي من أهل الخير .. مع السلامة ..
سكرت الجوال وحطته بجنبها وشوي .. ولا تتذكر كلماات خلود .. وتفتح عييينها بصدمة حقيقية ..
رفعت الجوال بسرعة واتصلت عليها مرة ثاانية ..
خلود : ههههه ما نمتي ؟
ديما بفرحة : خلووووود انتو هينااااا؟؟!!
خلود : وأخييراً ..ايه والله نحنو هيناا من زمااان ..
ديما : حراام عليك ليه ما قلتي من اول .. من متى وانتوو هنا ..؟؟
خلود قالت لها عن جيتهم .. وديما بالفعل كانت في قمة السعاادة لانها راح تشوفهم ..
كل شي بدأ يحلوّ بحياتها والراحة تحاوطها من كل مكاااان ...
بس راح تستمر هالراحة والسعاادة اللي تحس فيها ...
أو في احتمااال تكون هذي الراحة .....
بمثاابة الهدوء ما قبل العاصفة ؟

.
.
.
.
.
.
.
.
.
على الجهة الأخرى ...
وعلى النقيض من تلك السعاادة ..
صعد الدرج بتخبط وهو يتذكر اللي صار قبل شوي .. والفاجعة اللي نزلت على راااسه وصدمته بعنف ..
اتصل ناايف وبلغه انه رااح يحاول يخلص شغله ويجي
بأسرع ما يمكن ،، وكان هو الثاني متفاجىء من حضور ساالم ومندهش لابعد حد ..
أما عن اللي حصل بعد كذا ....
وآآه مما حصل !!
.
.
زفر وهو يتذكر كلام سالم له ..
السر اللي حمله اياااه ..
الفااجعة اللي عمره ما توقع ينفجع فيها
وفي من ؟
في أحب إخواانه له
سالم .. ما كان أي وااااحد بالنسبة له
كان .. أبوه .. وأخوه .. وصديقه
من صغره وهو في نظره .. القدوة .. والمثل الأعلى
ولو كااان ابتعاده عنه غير من هذي المكانة وزعزع منها كثيييير ..
إلا إن مكانته تظل .. غييير !!
وبدون حااجة للااعتراف بهذا الشيء علناً لنفسه ..
فهو متوغل فيه .. وفي إحساسه .. بالرغم من كل البرود اللي تكاااتل في قلبه !!
.
.

ما قدر يطلع للجناااح ..
محتاج بقووووة يعيد حساباته ..
محتااج يرااجع كل الحساااابااااات بلا استثناء ..
كل شي بعقله تلخبط ..
كل شي !!
توجه لغرفته القديمة .. دخل وسكر الباب ورااه
ورمى بجسمه المثقل على السرير و.....
بكى ..
لاول مرة من ...
مايذكر من متى !!!
بكى بحرقة .. مستسلم لكل ألم يخترق صدره ..
ويذيب كتل الجليد المتجمعة حوله ..
استرجع الحوار اللي دار بينه وبين سالم .. بوجع محرق يكتسحه مع كل جملة ..

.
.
.
.
.

قبل هذاا بنصف ساعة ..
وقبل مغادرة سالم مع زوجته وطفله ..
فياض لاحظ شرود سالم والمرارة اللي يتكلم فيها ..
ومن بعد ما قال نايف انه مارح يجي ..
أصر على سالم يحكي له كل شي ....!!
وبدأ سالم يحكي .. سنين الدرااسة ثم الزوااج ..
ثم سنواات الضياااع اللي عاشها ..
ضياااع في الدين ...و في كل شي يمت للعرف والاخلاق بصلة ..
حتى من بعد زواااجه ..... انجرف اكثر وأكثر ..
لقى نفسه يحكي لفيااض كل شي .. حتى اللي ماكان ناوي يحكيه ..
فياض وهو يسمع سالم يعترف بكل هذا ..
كان يناظره وهو يقوول بداخله بنفس المرارة ..
لو يدري إني كنت مثله وأسوأ .......!!!!
.
.
بعد ما خلص ساالم من سيل اعترافااته .. ناظر بفياض ..
قال : وأخيراً ...رجعت .. رجعت لعقلي .. رجعت لربي يا فيااض .. لكن بعد فوااات الأواان .. صدقني .. ما في أحد في هالعالم ندمااان كثري .. !!
وكمل بانكساار : يمكن تحتقرني الحين ..ويمكن اني طحت من عينك او باطيح اكثر واكثر .. بس الله يشهد اني رجعت .. رجعت ابي اكفر عن كل ذنب سوييته ..
كمّل وهو يراقب سامي الصغير وعيونه مليانة دموع : بس عقاااب ربي .. ما منه مفر .. بيحرمني استمتع بهالنعمة .. وبهالحياة .. مثل أي إنسان طبيعي ..
فياض كان يحس بقلبه يخفق بعنف لكلام اخوه ..
ما قدر يتكلم .. او ينطق بحرف .. وهو يناظر بسالم وكل كله يسمع له ..
أخوه ...نمووذج مكبر منه ..
يحكي عن نفسه .. وكأنه يحكي عن حاله هو ..
باستثنااء النقااط الأخيره .. وش فيك يا سالم .. !!
وشو العقااب اللي حل عليك .. ويمكن يحل علي من بعدك ..!!!
كمّل سالم : أبيك تدفن هاللي بقولك ايااه بصدرك ولا تطلعه لاحد يا فيااض .. انا ... أنا ما عدت قادر اتحمل .. لازم اقول لاحد ..... انخنقت .. !!
فياض بكل اهتماام : مارح أقول لأحد ..
سالم وهو يناظر في اخوه بمرارة : فيني... فيني إيدز يا فياض .. فيني إيدز !!
كمل بسرعة : أماااانة برقبتك .. محد يدري .. اهم شي نوااف وناايف لا يدروون !! انا بختفي من حيااتكم .. بشووفكم لمرة قبل ما اختفي .. وائتمنكم على هالبنت المسكينة وهالطفل .. وبروح .. بنتظر مصيري لحاالي ..
فياض والصدااااع ضرب في راااسه بعنف مدوي ..
عيونه مفتوحة وانظااره مركزة على سالم بكل ما للفجع من معنى ..
ظل جالس بمكاانه بلاا أي حركة ..
سالم اقترب منه وهو يشد على كتفه : فياض ادري انك مصدوم .. بس انا حكيت لك ابي اتسلف منك القوة .. مو
عشان تشيلني هم أكبر .. عالعموم انا بروح الحين واخليك .. وبكرة اشوفك .. مع ناايف .. ان شاء الله ..

ناظر فياض نظرة اخيرة قبل لا يشيل سامي من مكان ما جلس وينادي مرته ويطلع برا البيت ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
من بعد ما سكرت من خلود وهي تحس بكل النوم طاار منها .. ناظرت سااعتها مستغربة ..
مر وقت طوييل وهو لسا مارجع ..
جلست بالصالة شوي .. ورجعت للغرفة .. وراحت للمطبخ ورجعت ..
تنهدت .. صارت الساعة وحدة وهي مو قادر تنام ..
وهو مارجع ..!!
سألت نفسها اكثر من مرة ليش قااعدة تستنااه ؟؟
بس طنشت الجوااب ،، وماقدرت تمنع نفسها من القلق المتواااصل..
اتصلت على جوااله وكان يرن بدون جوااب ..
ليش ما يرد عليها ؟!!!؟!
سيارته موجودة.. يعني ما خرج من البيت ..!!
احتاارت اكثر ..
..ثواني و لبست جلالها وهي تطلع من الجناح بعد ما حزمت أمرها ..
نزلت للصالة تحت وشافت جواله مرمي على الكنب .. مسكته وهي تشووف المسد كووول اللي منها بالشاشة..
يعني ما فتحه .. ولا سمعها وهي تتصل اصلاً!!
طلت من شباك الصالة وشافت سيارة فياض موقفة لحالها ..
يعني حتى نايف مو موجود بالبيت ..
تخيلت يكون رااح مع اخوه وخلاها لحالها بالبيت وبهالوقت .. واثارت الفكرة رعبها ..
تركت الجوال مكانه وطلعت لفوق بسرعة وبخوف..
لمحت ضووء بسيط يصدر من غرفة فياض القديمة .. وتجمدت ثواني بمكانها ..
سمّت وهي تقترب .. والافكاار تدور براسها..
يمكن انه فضل النوم بغرفته على نومة الارض المتعبة ..
عالاقل هي نامت بالطيارة ، وفي طريقهم للبيت ..
وهو ماريح ولا لحظة .. الاكيد انه تعبان اكثر منها ..
بس ليش ما طلع الشنط ولا جا يشوفها او يسأل عنها كعادته كل ليلة ..!!؟؟

وقفت قدام باب الغرفة المسكر ..
النور مفتوح ، يمكن صااحي ..
ما عندها الجرأة تفتح الباب ..
ظلت واقفة دقاائق بتردد عند الباب .. وما سمعت أي صوت ..
بدأت الافكاار السلبية تدخل لعقلها ..
يمكن انه مو بالغرفة اصلا .. ولا بالبيت كله .. !!
ومع هالفكرة المرعبة دقت الباب اكثر من مرة..
وما حصلت أي رد ..
مدت يدها لمقبض الباب .. وفتحته بحذر وهي تدعي انه يكون دااخل ..
تقدمت لخطوات وهي تطل على الغرفة بوجل ..
وكم هاائل من الراحة تسرب لقلبها وهي تشوفه راقد على السرير ومغطي عينه بذرااعه ..

تقدمت شوي تبي تتأكد من اللي تشوفه ..
تهيأ لها انه غرقااان في بحر من العرق .. بالرغم من برودة الغرفة ..
ومن مكانها ،،،حست بحرارة جسمه تووصلها ..
وتأكدت انه مريض ..أومحموم .. أوفيه شي غيرطبيعي ..
قطبت حواجبها بحيرة ..
تصحيه ؟ ......لا لا ....ما تقدر ..!!
ظلت واقفة بمكانها والف فكرة تتصارع بداخلها ..
الين ما حست بتحركه البطيء .. وتجمدت بمكانها ..
رفع ذراعه عن عينه وناظرها بعين نصف مغلقة ..
بلعت ريقها وهي تحس بالحرارة تسري فيها هي بعد!!
رفعت عينها له وقالت بتلعثم : انته تعبان ؟!
.
.
بالرغم من الصداااع الفتااااك في راسه ..
والألم المنتشر في جسمه وينهشه بوحشية ..
حاول يقاااوم .. يقاوم انه ينزل للسيارة وياخذ دوواااه ..
كل شي تجمع عليه الليلة ..
الألم ... في قلبه .. والألم في جسمه ..وروحه ..
والنــدم في كيااانه كله ..!!
تهيأ له إنه يشووف خيال ديما قداامه ...
وسمع صوتها اللي يأكد له وجودها .. وهي تسأل ..
و تمنى يجااوبها ..
"أيـــه ....
تعباااااان وتعبااان وتعبــــــــاان ..!!!"

مو قادر يتحرك من مكااانه ،، الالم اشد واقوى من احتمااله .. الادمااان متمكن من كل خلية في جسمه ..
غمض عينه .. اعتصرها وهو يصر على اسنانه ..

قلبها صار يدق وهي تشوفه بذي الحاالة ..
ما يصير تظل واقفة وهو شكله بيموووت من الألم ..
سألته بصوت عالي مرتااع : فياض وش فييك ؟؟!!
مارد عليها وهو يصر على اسنانه اكثر ، وينقلب على جنبه وهو يتمسك في اعمدة السرير بقوة ..
اقتربت اكثر وهي حاسة انها تتألم معه .. احتمالها في هالمواقف ضعييف جداً .. جدًا ..
قالت : أتصل على ناايف ؟؟ بنزل .. بنزل أجيب جوالك من تحت ..
والتفتت عشان تنزل ، لكنها تفااجئت بقبضته تسحبها على وراا بحركة قوية مضطربة أجلستها على السرير ..
قال بصعووبة وهو يترك ذراعها: لااا .. لا تتصلين على احد .. أبداا !!
قالت وهي مشفقة على حااله : بس انت .. لازم تروح للمستشفى ..!!
قال بصوت عاالي : لااااا ديماا .. قلت لااا .. !! تركيني...!!
وكمل وهو يضغط على راسه : روحي نامي .. واتركيني بحالي ... !!
هزت راسها باضطرااب ..
وشلون تتركه كذا ؟؟ مجنووون .. !!
شكله شوي ويغمى عليه من الالم ..
ليش يرفض مساعدتها ؟؟؟
قالت بمحاولة : طيب تبيني أجيب لك شي ؟؟ في دوا معين .. او ...
قاطعها بصرااخ : اتركيني وبس ...!!! اتركيني ..!!!
انتفضت من صوته العاالي وقامت وهي تتراجع لباب الغرفة ..
كشرت وهي تناظره لمرة أخيرة بحزن .. وطلعت برا ..
.
.
وفي غرفتها .. دارت حول نفسها اكثر من مرة .. مو قادرة ..مو قادرة تجلس هنا وهو تحت بذي الحالة .. يمكن يصير له شي .. يمكن يتعب اكثر .. يغمى عليه .. او حتى يمووت من الألم !!
جتها رغبة عاارمة في البكااء .. محتارة وش تسوي .. آلمها طرده لها من الغرفة واستغنااءه عنها .. ولا مرة كان قااسي معها مثل الحين .. استرجعت كل تصرفااته الطيبة معها ، ومعاملته الحنونة طوال الايام اللي فااتت .. وحست بالالم يتفااقم في صدرها اكثر ..
اكيد ما راح يتقبل مساعدتها وهو يشووف جمودها طواال الايام اللي راحت وبرودها .. ليش فجأة بتليين وتسااعده يعني .. ؟؟
"بس أنا مو كذا .. ما كان قصدي .. مو هذااا اللي احس فيه .. !!!!
انا من لي غيره اذا صار له شي ؟؟
ماادري وش فيييني .. قلبي ما يتحمل اشووفه يتألم بذي الطريقة ..!!
احس اني أتألم أكثر عنه .. "

زفرت وهي تتحرك لخاارج الجناح وتنزل باندفااع لغرفته ..
لازم يتقبل مساعدتها .. وإلا بيتعب اكثر ...!!
لازم يقتنع بوجودها الحين مثل ما اقتنعت هي بوجوده في حياتها ...
اقتربت من الباب ودخلت ..وبنظرة تايهة درات بالغرفة .. ما كان موجود فيها ..
كانت راح تطلع ..
لكنها سمعت صووت جااي من الحمام ..
تنهدت وجلست على طرف السرير تنتظر خروجه ..
.
.
.




































 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 26-06-09, 04:55 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

جزء طويييل
على قد ما تعبني واخذ من جهدي ووقتي الكثير
على قد ما استمتعت وأنا أكتبه ..

حاولت ابثه كل المشااعر اللي حسيت فيها وانا اعيشها معهم
ما اخفي عليكم .. كنت مترددة جدااا وانا أراجعه اكثر من مرة

لانه من اهم الاجزااء بالقصــة .. واللي بيبتدي منها الكثيير من التغيير في الاحداث ..

فأنا مازلت قلقة جدا من جودته وأحتاج لآراائكم هذه المرة أكثر من أي مرة
لذا أنا أنتظر حضوركم على أحر من الجمر .. وأتمنى من كل قلبي ان يكون عند حسن ظنكم

مع محبتي الخاالصة لكم .. احبكم من كل قلبي
أترككم مع الجزء ..



.
.
.





الفصل السابع والعشرين



.

.

.



يدخل تحت الموية يمكن تخفف من حدة الالم ....

حاول يتمااسك وهو يتسند في حوااف البانيو ،،

الالم يقوى ويهدأ فجأة بشكل مضطرب ..

الجهاز العصبي في حالة هيجاان شديدة وجووع للمخدر اللي ما اتعود على انقطااعه المفااجىء عن جسمه بهذا الشكل ..

(ملاحظة : الانقطاع فجأة عن المخدر خطر جداً وقد يؤدي للوفاة ..بسبب ان بعض الاشخاص يحاولون التخلص من المخدر بالانقطاع عنه نهائيا وبشكل مفاجىء ..

لكن الصحيح هو الانقطاع عنه بالتدريج وبطرق خاصة مثل التي تتبعها المراكز .....لكن بكل الاحوال.. تبقى المعاناة.. )



.

.

جلست على طرف السرير تحرك رجلها بتوتر .. مو عارفة ايش راح يكون موقفه لما يطلع ويشوفها .. وشلون راح تفهمه انها مهتمة وتبغى تسااعده ... وقفت وهي تسمع صوت المااي ينقطع من بعد مدة طوييلة كانت تسمع صوته فيها .. تراجعت وجلست على طرف السرير .. لازم تهدااا .. وتتأهب لخروجه وتجهز الكلام اللي بتقوله له .. وانفتح الباب بعد دقيقة .. اول ما شافته ينفتح وقفت لا شعوريا وتوترها يزيد ..



خرج وهو لاف المنشفة على خصره وبيده منشفة ثانية يجفف فيها رااسه ..

الالم هدأ وخمد لفترة

يعرف انه بيرجع ..وانه بصورة متقطعة ،،بس ما صدق انه اختفى شوي .. ابتعد عن الحمام بارهااق شمل كل عضلة بجسمه .. نزل المنشفة من على وجهه و.. تجمد بمكانه وهو يشوف ديما وااقفة قدامه ووجهها محتقن بشكل غريب .. تذكر تلقائيا اللي صار قبل اكثر من نص ساعة .. كيف جات لعنده وشافته وهو يتألم .. وطلبه منها انها تتركه .. ليش رجعت مرة ثانية ؟ليش تبي تعذبه اكثر ..؟!!

قال بعد فترة من الصمت : ما نمتي ؟

كانت واقفة بنفس مكانها ورجولها ترتجف ..

غبية ! وشلون ما توقعت انه يتسبح وصوت الماي ما انقطع من اكثر من عشرين دقيقة .. انحرجت من وقوفها ومن وضعها الغريب وتبخر كل الكلاام من راسها ..

تراجعت باتجاه الباب وركزت نظراتها بالارض لدرجة انها كانت بتطييح وهي تتراجع .. وفياض يراقبها ..

ناداها : ديماا ..

قالت بسرعة : آسفة .. الحين بطلع .. بس كنت بتطمن عليك ..

.. ناظرها بمشااعر متضاربة ..

تطمن علي ؟!

قال وهو يجلس على طرف الفرااش : انتظري .. انتي كلمتي احد ؟

قالت وهي شبه لاصقة بالباب ، قالت : لاا ..

قال : زين ..

كانت بتفتح وتطلع لكن .. استرجعت كل كلامها مع نفسها قبل شوي ..

معقولة تطلع بدون ما تقول أي شي من اللي كانت ناوية تقوله ؟؟

وين بتلاقي فرصة ثانية.؟؟

وتشجعت شوي وسألته من مكانها عالسريع: .. انت الحين كيف؟

قال بصدق : يعني .. صداع خفيف ..

قالت بقلق : من ايش هالصداع ؟

ما رد عليها .. قطب حواجبه بضيق ما شافته لان وجهها كان بعيد ..

سألت : طيب ليه ما تتعالج منه ؟

قال : ان شاء الله .. روحي نامي اكيد تعباانة ..

قالت وهي تمسك مقبض الباب وتشوف انه كفاية عليها للحين كل اللي اقدمت عليه :طيب .. تبي.. أي شي ؟

ركز انظاره على يدها المرتجفة على مقبض الباب ..

" ايه ابي شي..

وابي اشياااء ..

ابيك تظلين جنبي ..

تسامحيني ..

وتحبيني "

قال وهو يضغط على اسنانه والالم بادي يعااوده : ابي راحتك .. روحي...... ارتاحي ..

فتحت الباب والتفتت التفااتة اخيره قبل ما تطلع .. و....

كشرت بخوف وهي تشوف علامات الالم على وجهه من جديد ..

انحرجت تدخل مرة ثانية .. ما عرفت وش تسوي ..

تراجعت بقلة حيلة وطلعت للجناح وبالها مشغوول به ..

وش هالالآم الفظيعة.. وش سببها !!

ليش مو راضي يروح لمستشفى او يكلم احد ..

وتأكدت من ظنونها ...

ما يبي منها مساعدة ولا يبيها تعرف عنه شي ..

وهالشي بطريقة غريبة مضايقها..!!

اللي ريح بالها شوي انه رجع يكلمها عادي يوم شافها بالغرفة

مع انها توقعت يعيد الكرة ويصارخ عليها ..

تنهدت وهي تقوم للمطبخ .. فكرت تسوي مشروب دافي وتنزله له .. ناظرت ساعتها ... باقي شوي ويأذن الفجر !

اخذت النعناع الدافي ونزلت مرة ثانية ...

دقت الباب ، وكالعادة ما سمعت رد .. زفرت وهي تمد يدها عشان تدق مرة ثانية

لكن انفتااح الباب فاجأها وتراجعت بسرعة وهي تنزل يدها جنبها ...

قال وهو يشوف الصينية اللي شايلتها بحيرة : تعالي ديما ...ليش واقفة عندك ؟

قالت وهي تقرب منه الصينية : لا انا بطلع ..

اخذها منها وهو يقول بابتسامة : هذا لي ؟

قالت وهي تشيح بوجهها : ايه ..

قال وهو يدخل للغرفة : طيب ادخلي ..

قالت : بروح .. اتوضأ عشان الصلاة ..

قال وهو يقطب حواجبه بهم شديد : أي صلاة ؟

قالت وهي مقدرة انه من التعب مو مركز بالوقت : الفجر بيأذن بعد شوي ..

قال : آهااا .. طيب .. اذا صليتي .. تعالي .. ابيك شوي ..

قالت : ان شاء الله ..

التفتت وطلعت وهو يتبعها بنظراته بشرود ..

الصلااة .. الصلااااة ....

وكل التفكير اللي عاشه من قبل ساعات رجع يمر بذهنه للمرة الألف....

واللي انتهى بــ قراره الصعب جداً .. بالرجوع ..

وتمنى ...

لو انه يقدر ينام ويصحى وينتهي كل شي ..

لويلاقي نفسه مولود من جديد ..

حياة جديدة .. بدون ادمان ..

بدون سوابق .. بدون ضيااع .. بدون هم!

دخل وحط الصينية من يده على الكمودينة .. وهو مازال غارق بأفكاره ..

يااارب سااعدني !!!

اليوم يبي ينهي كل شي ..

هو بدأ صراعه مع نفسه .. بدأ بالخطوة الأولى .. ووده يكمل ..!

وده يفتح صفحة جديدة ..مختلفة ..

وده بمرة .. يحس انه يستااهل كل هالنعم اللي هو فيها .. يستاهل حتى انه يعيش .. ويتنفس .. !!

وده بمرة .. يحس بقلبه .. ويفكر بعقله ..

بدون ما تحجب تفكييره أي قناعااات ساابقة، تافهة، وغبية عااشها لوقت طوييل قبل الحين ..!!

وده .. يستحق ديماا .. ويستحق سمااحها .. ويستحق نعمة وجودها عنده ...

وده يحسن تعوييضها بجداارة كإنساان غيـــــــر بكل المعنى ...

وده بمرة يدعي ربه وهو منتظر الاجابة براحة،،

وهو عارف ان ربه ما رح يخذله .. لانه صدق .. وتغير .. واصبح غيييير عن الأول ..

وبمرارة تذكر سالم ... ومأساة ساالم ..

مو سااالم اللي يستحق هالعقاب ..هو اللي يستحقه ..

عالاقل ..

ساالم ..ما ضيع شرف بنت بريئه .. بكل دنااءة مثله ..

آآه يااا سااالم .. !!!

لو تدري .. كم أمهلني ربي وتماااديت وجحدت ..!

لو تدري .. !!

لو تدري ؟!

لو.......!!

.

.





.. هب من مكاانه ،

الألم موجود .. يجي ويروح ...

لكنه ما كان حااس فيه مثل أول ..

وقف عند باب الحماام وفي باله شي واحد بيسوييه ..وشعور مسيطر كان اقوى من كل الم ..

تأخر .. تأخر كثيييييير.. وماعاد يدري ليش قاعد ينتظر .. وايش ينتظر ..

ينتظر مصيبة تحل عليه .. ؟

.. وحلت عليه المصايب من قبل..

بس ربي انجاه منها .. كالعادة ...

على امل انه يرجع له .. لكن هو .. هو .......

مر الحادث اللي تعرض له بباله .. وتذكر كيف شاف الموت بعينه ولا اتعظ ..

يكفي .. يكفي كل شي ضاع للحين ..

آن الآوان .. الحين .. الحين..

اصرار عجيب تخلل لرووحه وهو يعترف لنفسه بهالكلمات .. وكأنه كان في حاااجز كبيير من الكبريااء التافهة يحجز بينه وبين هذي الاعترافات .. رفع راسه لا شعوريا .. و...بكل عمق تنهد ..

ياربي .. رااجع لك ....سااعدني يااربي ..ساعدني!!

مد يده لمقبض الحمام ومشاااعره متأثرة لاقصى حد ..

و الصوت اللي سمعه بنفس اللحظة ..

كان تأثيييره اقوى واقوى من أي شي ......

و في اعمااقه .. سرت رجفة اكبر من أي رجفة دبت في جسمه من يوم ولدته امه ..وهو يسمع أذان الفجر يخترق خلاياه السمعية ...!





.

.

.



مر الوقت بطيء ..

و ديما مستلقية على السرير .. تقاوم النوم اللي يسيطر عليها بقوة ، وعيونها تتسكر لحالها ..

وهي كل شوي تقوم وتنفض راسها عشان ما تفوتها الصلاة .. ناظرت ساعتها وهي تتساائل .. متى بيأذن الفجرررر؟!!

لكن النوم غلبها .. وفااتها الأذااان .. ولا حست فيه .. ولا حست بنفسها والبرد يلف جسمها لانها ما تغطت ونامت ببيجامتها الخفيفة نفسها ..

بصعووبة قدرت تخرج من عاالم النوم لما سمعت صووت يناديها باصرار : ديما .. قومي ..ديما ..

انتفضت وهي تهب حاالسة في مكانها .. وشكلها معتفس من التعب والارهاااق والنوم ..

شافت فياض جالس على الطرف الثاني من السرير .. بس ما كانت مركزة أبد ..

قال وهو يشوف انتفاضتها :.. داري انك تعبانة .. بس .. قومتك عشان الصلاة ..

نزلت من السرير ووقفت بسرعة لما استوعبت انها استسلمت للنوم وفاتتها الصلاة..

قالت باحباط : راحت علي نومة .. !

قال وهو يتلفت حوله بهدوء : الدنيا لسا ظلاام .. يعني ما فاتك ..

قالت وهي تلتفت ناحية الشباك وتحاول تفتح عينها بتركيز : ايه صح .. الحمد لله ..

ومشت لخطوتين باتجاه الحمام .. بعدين وقفت بدهشة .. او بذهوول بمعنى اصح ..

توها تستوعب ..

فياض هو اللي مقومها للصلاة ؟!! من متى وهو يهتم للصلاة ؟؟

للحين اصلا هي كانت شااكة انه يصلي .. او تبي تقنع نفسها انها شااكة بدال ما تكون متأكدة ..!!

كملت طريقها.. توضت وطلعت وهي تشوفه بنفس مكانه وسرحاان بشروود ..

اخذت جلالها وفرشت سجادتها وصلت ..

لما خلصت .. تذكرت انه كان يبيها بشي ..

قالت وهي ترفع سجادتها مع الجلال وتحطهم على جنب : كنت تبيني بشي ؟!

تنهد وقال : ايه .. بس شكلك تعبانة .. وبتكملين نومك..

قالت بتأكيد : لا عادي .. بعد شوي بناام ..

" ما ظن انك بتنامين بعد اللي بقوله لك ..!! "

قال وهو يمد يده على السرير بجنبه : تعالي ... بتكلم معك شوي..

قربت وهي تزيح شعرها المفتوح على جنب وجلست على الطرف الثاني ..

تراجع واسند ظهره على السرير .. وهو يتمنى الالم يمهله وقت كافي حتى ينهي هالمهمة ..

راقب ملامحها الهادية وهو يتساائل اذا كانت راح تظل على نفس هدووئها بعد شوي ..

تنهد للمرة الثانية وهو يقول : ديما من اول ما تزوجنا واحنا .. ولا مرة تكلمنا بصراحة .. ابي اقولك اشياء كثيرة .. كان لازم اقولها لك من البداية .. بس توني استوعب هالشي الحين ..

رفعت راسها بحيرة والتقت بنظرااته المترددة .. ما عرفت هو ليش خايف ومن ايش .. بس فكرة الكلام اعجبتها ..

عدلت جلستها باهتمام .. ما تدري ليش تحس كلامه غير عن كل مرة .. او بالاحرى هو كله متغير عن كل مرة .. حتى عن الأمس !!

قال : مستعدة تسمعيني ؟

سؤال ماله معنى ..

وكأنه فقط يسأل نفسه ان كان مستعد يتكلم ..

هزت راسها وهي تقول : ان شاء الله ..

سحب نفس عمييق .... وهو يدعي من قلللللب ان العوااقب تجي سلييمة ..

قال : اول شي ابيك تعرفينه.... التعب اللي تعبته امس .. ما كان صداع عادي مثل ما قلت لك ..

كمّل : سبب الصداع والتعب هذا كله .. هو .. إدماني ..

رفعت راسها والتقت بنظراته المترقبة تترقب ردات فعلها .. عينها مفتوحة عالآخر ..

مو فاهمة .. ادمان شلون يعني ..

ادمان بالمعنى اللي فهمته ؟ او وش يقصد فيه ؟؟!

كمّل : حبوب .. ادمنت عليها من سنة ونص .. وما وقفت منها إلا .. بالأمس ..

قال بمجازفة وهو يشوف ملامحها ونظراتها المتجمدة : وهي نفسها الحبوب اللي شفتيها بالفندق وخذتي منها ..

هزت راسها بعدم تصديق .. قالت بذهول :حبوب ؟؟ يعني .. مخدرات ؟!

قال بمرارة : ممكن تقولين كذا ..

سكتت وهي حاسة في شي كبيير تلخبط بعقلها ..

افاقها كلامه من صدمتها لينقلها لصدمة أكبر : ويمكن هي من الاسباب اللي خلتني اتجرأ عليك من قبل ....

ما عرف وشلون قال هالشي .. بس فعلا الحبوب تلخبط كل شي بتفكييره .. وكثيير تخليه يسوي أي شي ببساطة و بدون ما ينتبه لفداحة اللي يسويه ..

اما ديما غمضت عينها بعدم تصديق .. وذهول ... وجلبه للذكرى من بين كلامه خلاها تجزع اكثر واكثر ..

ما كان ودها يكمل بعد هالكلام .. حست بنفوور قوي منه .. ومن كل الموقف ..

لكن ما تحركت .. شي دفعها للاستمرار .. وانها تسمع لباقي كلامه ..

كمّل وهو يترك مهمة الكلام لقلبه .. وأنحى عقله بعييد بعييييييييد : أنا .. من شفتك .. ما أدري وش صار فيني ..

وسكر عينه وهو يتذكر تخبطه في ذاك الوقت ومشاعره المجنونة تجاهها : صرت اشوفك بكل مكاان اروحه ..و بكل شخص اقابله ...اتخيلتك كثيير و فكرت فيك اكثر .. الين ما..

كمل وهو يفتح عينه ويناظر انزعاجها ...: الين ما لقيتك بلحظة قدامي .. ما اذكر كيف ولا شلون شفتك قدامي .... لكن بلحظتها تلخبط كل شي بمخي .. ما اذكر وشلون كنت افكر .. وقتها .. صدقيني ناسي كل شي ..

سكت وهو يشوف ملامحها تضيق اكثر بالكلام عن هالموضوع ..اللي ما كان ناوي يفتحه وما تخيل انه تتحول دفة الكلام له ..

قال بصدق ونبرة رجااء : ديما...انتي شفتي بنفسك وشلون اني كنت ومازلت ندمان ....وشلوون اني مستعد اسوي المستحيل عشان تسامحيني .. .. أنا ..كلامي معك الحين كله .لاني ..ابيك تعرفين كل شي .. كل شي بدون استثنااء .. وبعدين تحكمين ..ابيك تعرفين مين كنت .. ووشلون ابي اكون... و...

ما يدري حس انه مهما قال .. مارح يقدر يوصل لها بالظبط اللي هو فعلا يبيه ..

ضيقة قوية كانت كاتمة على صدرها ..وهي تحس بالدمووع تتجمع بعينها اكثر ،،

راسها ثقييييييلة من التعب...وبقلبها حمل أثقل !

لكنها تحاااااملت .. وهي تسمع بقية كلامه...!

شاف كل شي .. صدمتها وضيقها ودموعها.. و ألمها ووجعها الكبير من الذكرى اللي قاعد ينبشها بنفسه من جديد ..

لكنه استمر .. وكمل .. بدون أي بادرة للتراجع ..وشلون يتراجع بعد كل هذا التقدم اللي سوااه .. بعد هالخطوات اللي خطاها !!

قال وهو يستمد الشجاعة من افكاره: من اكثر من ثلاث سنين وانا اقضي وقتي بالاستراحاات ... سهر وغيره ......

قال بشرود وكنه يتذكر شي قدييم : كان اهم شي عندي اهرب من جو البيت وما اقعد فيه لحظة.. حتى من بعد ما خلصت الجامعة واشتغلت .. تركت الشغل واعتمدت على فلوسي من ورث ابوي... والبيت .. ما عدت اطبه الا قليل .. حتى كنت احيانا اباات برا ..و.. اجلس بالثلاث ايام ..

توقف عند هذي النقطة .. ما يبي يجيب طاري علاقاته.. كفاية عليها اللي قاله الحين ..

شافها تمسح دموعها بطرف يدها وترفع راسها وتناظره .. اوجعته نظرتها زيادة على كل الوجع اللي فيه ... وتمنى يقرب منها ويكون لها الحضن اللي يواسيها...

قالت بصوت مهزوز : ليش كذا ؟؟ ليش ؟

ما كملت .. والعبرة تخنقها اكثر ..

قال بصوت مختفي وهو مو فاهم ايش تقصد بكلامها: ديما ..

عادت وكأنها تكلم نفسها : ليش انـ .. آآآه ..

بكت بصوت عالي بلاا شعور .. وآهتها قطعت قلبه ..

قرب منها بهلع وهو يشوف حالتها ..

قال : ديــ ..

قالت : تكفى خلااص .. تكفى ..

حست انها مو قادرة تسمع كلام ثاني،،

كانت بخير قبل الحين .. كانت بخيير .. ليش يخرب عليها وليش يرجعها للواقع بعد ما قدر الهدوء والراااحة يدخلون قلبها بعد هجراان طويل ..

.. حست باختناق شديد يلف رقبتها ويجثم عليها..راسها صار ثقييل اكثر ..

كانت جالسة على ركبها على السرير .. وتهاااوت فجأة وسقطت على جنبها ..

قرب بسرعة وهو يعدّل من وضعيتها المنعوجة .. ويمددها على السرير .. عيونها المغلقة وملامحها المستكينة اكدت له انها فقدت وعيها .. زفر بكل الضيق والالم والندم اللي بصدره .. زفرة قوية لكنها ما ريحته ..

رجع يناظر بديما بحنان واشفاااق شديدييين ..

مد كفوفه وامسك وجهها فيها برفق ....

مسح بإبهامين بلل وجهها ..وبهمس متألم : حبيبتي .....

وكمل بنفسه ..

"ياارب يعينك علي ...وعلى اللي عرفتيه .. "

ترك وجهها وسحب اللحاف من تحتها وغطاها ،، وهو يتمدد بعيد عنها على ظهره.. ويحاول يعيد ترتيب افكااره المبعثرة ..

ربع ساعة مرت .. قام بعدها بتصميم على قرار اتخذه .. وتوجه للدولاب ..

طلع شنطة ديما وبدأ باستخراج ملابسها قطعة قطعة يدخلها بالشنطة ..

جلوسها معه الحين راح يكون ضغط عليها وعليه ..

محتاج فترة .. يتعالج فيها ويكمل فيها اللي بدأه .. بدون ما تكون قريـــبـــــة مــنـــه..،،

وهي محتاجة فترة ترتاح فيها .. بــعيــــد عنـــــه ..

اثنينهم محتاجين يهدأون .. ويفكرون على مهلهم .. ويرتبون افكارهم ومشاعرهم .. ويعالجون جروحهم ..

هو يعالج كل اللي سببه لنفسه من دمار نفسي وجسدي .. على امل انها تتقبله وترجع .. امل ضعيييييف لكن ميزته ..انه غير عن كل الآماااال ..

أمل برب العاالمين..

القادر على كل شي ...!

.

.

.

.

صحت وهي تحس بثقل على عيونها .. فركتها بقوة وهي تناظر المكان حولها .. التفتت على الكمودينه وسحبت الجوال وهي تناظر بالساعة .. 12لظهر.. !

راحت لمراية الدولاب وهي تناظر وجهها المنتفخ من البكااء .. من زمان وهي متعودة على شكلها كذا .. باستثناء الايام اللي راحت .. وابتسمت .. بدون سبب .. بالرغم من انها المفروض تكون اتعس انسانة على وجه الارض الحين .. وهي عارفة كل هالبلاوي عن ... زوجها !!!

ازاحت باب الدولاب اللي عليه المراية عشان تطلع ملابسها .. وتفاجأت .. ماكان فيه اثر لملابسها ..

فتحت بقية الابواب وكانت ملابس فياض بمكانها ..

التفتت حولها وشافت شنطتها عند الباب .. راحت لها بسرعة وبقلق فاائق ، وهي حاسة بشكوكها تثبت ..

كل ملابسها انتقلت للشنطة .. ليش نقلها ؟!!!!!

وكإجابة سريعة عن سؤالها .. شافته يدخل الغرفة في نفس اللحظة ..

قالت بسرعة : ليش نقلت ملابسي ؟؟!!

قال بابتسامة واهنة : صليتي الظهر ؟

قالت : لا الحين بصلي .. بس ليش نقلتهم ؟؟وين بنروح ؟

قال وهو يتقدم لداخل الغرفة : طيب صلي وبفهمك كل شي ..

ما قدرت تكمل وهي تشووف وجهه شااحب لاقصى حد وملامحه الجامدة ذاابلة على غير العادة .. حست بقلبها ينغصها وهي تشوف حالته .. وتذكرت السبب في تعبه وقطبت حواجبها ..

شافها واقفة بمكانها .. جلس على طرف السرير وهو يقول : كيفك الحين .. تعبانة شي ؟

قالت وهي تتجه للحمام : لا مو تعبانة ..

دخلت وسكرت الباب .. وهو التفت لمكان ما كانت نايمة وحط راسه على المخدة .. نوبات الالم بهذلته قبل شوي .. من الامس ما ناام .. سحب نفس عميق مختلط بريحة ديما العالقة في السرير .. وغمض عينه ينتظر تطلع تصلي وتجيه عشان ينهي الموضوع ويرتاح شوي ..



.

.

.

.



سلمت وهي تستغفر .. الافكار داهمتها حتى بالصلاة .. لدرجة انها سجدت سجود سهو .. استغفرت اكثر من مرة وقامت وهي تشوف فياض مستلقي على السرير بثوبه ..

وملامحها انحنت بشفقة .. وجهه مبيض من الشحووب .. و..

قطع عليها تأملاتها لما فتح عينه ..

قال بابتسامة : صليتي ؟

قالت : وهي تجلس على الكرسي الجانبي : ايه ..

قال : احم .. طيب البسي عبايتك ... وخلينا ننزل ..

وقفت وهي تقول بدهشة : وين بنروح ؟؟ وليش نقلت ملابسي بالشنطة ؟؟

قال : بوديك عند عايض ...

انقطعت انفااسها للحظة .. وهي تشوفه يتكلم بهالجدية وبهاللهجة الكئيبة ..

وشلون يعني بيوديها عند عايض ؟

واثارت الفكرة رعبها ..

يمكن .. يطلقها ؟؟؟

قال بقلق وهو يشوف تغير وجهها : وش فيك يا ديما ؟؟

قالت بصوت مختفي وهي تقابل نظراته : ليش بتوديني عنده ؟

قال بهدوء بعد ما تنهد : مجرد فترة .. اتحسن أنا فيها ..ونفكر بوضعنا ...

وكمل بهدوء وبكلام مدروس: راح اتعب كثير بهالفترة ،، وجلوسك معي بيتعبني زيادة .. مارح اقدر انتبه لك وانا بهذي الحالة .. وبعدين .. انتي محتاجة لهالفترة تفكرين فيها بكل اللي عرفتيه ..

سكتت شوي وهي تحاول تبلع كلامه ..

قالت وهي تهز راسها : وايش راح تقول لعايض ؟

قال : بقوله بسافر .. او أي حجة ثانية ..

نزلت راسها باستسلام ..

- وش ممكن انها تقول يعني ؟؟

- تعترض ...و لييش تعترض ؟

- مو هذا اللي كانت تبيه ؟؟ ودايما تتمناه ؟

- بس في اشياء تغيرت الحين ... اشيااء كثييرة تغيرت..!

- ما تدري .....

- مشوشة .. وتحتاج تهدا .. وتفكر اكثر .. واكثــر ..

قاطع سيل افكارها : انا بتصل بعايض وانتي اجهزي عشان اوديك الحين .. اليوم اجازة واكيد انه بالبيت

قامت لعبايتها ولبستها ببطىء شديد وهي تحاول انها تفكر بطريقة ايجاابية ،، بدل من هالضيقة اللي خانقتها ..

.

...

...

.

.





نزل عايض شنطتها وسلم على فياض ..

ومافاته التعب الباادي عليه بوضوح ..

سأله بقلق عن تعبه ..

جاوبه : ارهاق من السفر ومن السهر امس ..

اعطاه فكرة بسيطة عن رجعة سالم .. ودخل عايض بالاخير لداخل البيت عشان يدخل شنطة ديما .. ويترك له مجال يسلم على ديما قبل ما يسافر ..

التفتت ديما عليه وهو يقترب منها ..

قال بلهجة مهمومة : انتبهي على نفسك ..

هزت راسها وهي تقول بخفوت : ان شاء الله ..

قال وهو يقرب اكثر منها ويتناول كفها بين يده : اذا احتجتي شي كلميني ..

تركت يدها اللي ارتجفت ، باستسلام في يده ..

قال: ابيك تفكرين وانتي هنا .. وتقررين .. وتقولين لي بعدهاا.. وانا بسوي أي شي تبينه ..

فهمت قصده ... وانه يتكلم عن انفصالهم ..

نزلت راسها وعيونها على يدها اللي بيده .. والهم يجثم عليها اكثر ..

رفع يدها لشفايفه ولثم ظاهرها ببطىء..

سحبت يدها بتوتر بعد ما ارخاها ..

قال والم فتاك من حركتها يوجعه : مع السلامة ..

راقبته وهو يروح للسيارة بخطوات مثقلة .. ويركب ..ويحركها ... ويمشي ..

زفرت بحرقة اول ما فارق المكان ..

التفتت وتفاجأت بعايض اللي توه جاي من وراها ..

قال بابتسامة ماكرة وهو يقلد زفرتها الحارة : لهالدرجة مو قادرة على فراقه ؟؟

قطبت حواجبها وهي مو قادرة تستوعب مزحته ..

قالت بحرج : بـ .. بروح اريح بغرفتي شوي ..

قال بابتسامة اوسع : طيب .. افطرتي ؟

قالت : مو جيعانة .. بريح شوي .. اذا قمت بافطر ان شاء الله ..

تركها تروح وهو يرفع حواجه بقلق.. وفي باله شكوك كثيرة

شكلها ما يطمن ؟ لا هي ولا فياض ؟؟؟؟؟؟؟

يمكن في شي بينهم ؟

بيتركها ترتاح الحين

وبعدين يسألها...



.

.

.

.

دخلت لغرفتها وهي تحس فيها كئيبة على غير العادة

ناظرت بكل ارجاائها وهي مقطبة حواجبها..

ضاايقة .. ضايقة بكل شي ..

المفروض انها ترتااااح .. وهي بعيد عنه .. وفي بيتها..

هذا كان داايما تفكيرها .. وش اللي تغير !؟؟!!

شالت عبايتها واخذت لها اول قميص قابلها بالدولاب وبدلت..

وستلقت على سريرها بتعب وهي تحااول تتنااسى ضيقتها وتنسى فيااض شوي وتريح بالها ..

وناامت .. لان نومة الصبح ما كفتها !!



.

.







قامت على صوت جوالها قبل المغرب بشوي .. .. وما لحقت ترد عليه شافت رقم خلود ، وتركته وراحت تلحق عالعصر قبل لا يأذن المغرب .. اخذت الجوال معها للصالة تشوف عايض قبل ما تنشغل بالاتصال مع خلود ..

كان واقف بالمطبخ يسوي شااي . .اول ما شافها ابتسم وهو يقول : صح النوم

ابتسمت وهي تقرب وتصب مااي لها ..

قال : صحيتك من قبل عشان تتغدين بس ما قمتي ..

قالت : شكلي كنت تعبانة وما سمعتك ..

قال : امم .. ديما انتي فيك شي ؟

ابتسمت وهي تقابله بنظراتها : لا .. شلون يعني ؟

قال بقلق : في شي صاير معك ..؟ شي بينك وبين فياض ؟

اختفت ابتسامتها .. وقلبها ينقبض بقوة..

قالت : ما فينا شي .. ليش ؟

قال وهو يناظرها بتمعن : لو في شي .. قوليلي ..

قالت وهي تلتفت وتصب لها ماي مرة ثانية: ان شاء الله .. لو في شي بقولك

قال وهو يمسك كوب الشاي : الله لا يغير عليكم ان شاء الله ..

ابتسمت : ان شاء الله ..

قاطعها رنين الجوال مرة ثانية ،

رفعته وردت على خلود

ديما : السلاام عليكم .. اهليين خلود

خلود : وعليكم السلاام .. كيفك ديما ؟

ديما : الحمد لله انا تماام .. انتو كييف .. ومتى بشوفكم ؟

خلود : ان شاء الله قريب .. امم ديما ابيك بشي

ديما وكانت حاسة بشي من نبرة خلود المختلفة عن كل مرة

قالت : ايش فيه ؟

خلود بقلق : ابوي طالع من الصبح بدري وللحين ما رجع .. المغرب بيأذن بعد شوي ..ومايرد على جواله .. كلمنا الشغل وقالوا انه مو عندهم .. انا خايفة لانه كان تعبان شوي امس .. اخاف عاوده التعب ولا زاد عليه ..

ديما وهي تلحق عايض اللي طلع من المطبخ : لا ان شاء الله ما فيه الا العافية .. الحين اقول لعايض يمكن يعرف يوصل له ..

خلود : ايه تكفيين .. احس قلبي ناغزني على ابوي ..مررة ..

ديما وهي تستوقف عايض بيدها وتأشر له : لا ان شاء الله خير...لحظة خلود..

نزلت الجوال وهي تكلم عايض : هذي خلود تقول ابوها طالع من الصبح من الفندق وللحين ما رجع .. اتصلت بالشغل ويقولون طالع ..

عايض باستفسار : وهم لحالهم بالفندق ؟

ديما : ايه .. ما تقدر توصل له ؟

عايض بتفكير : اسأليها عن رقم الشغل وبحاول ..

نقلتها خلود الرقم وعايض اخذه وراح يجري اتصالاته ..

ديما : خلود اطمني ان شاء الله عايض الحين يشوف ويطمنا

خلود : ان شاء الله .. ديما انتي مو عند زوجك ؟

ديما وهي حاسة بقلبها يرجع ينغزها : لاا .. انا عند عايض

خلود وحست بنبرتها المهمومة : ليه فيه شي ؟

ديما : لا لا .. بس هو مسافر كم يوم وانا بجلس هنا الين يرجع

خلود : آهاا .. طيب ديما انا بسكر واطمن منوور وحصووه قاعدين عندي بيضربوني بعد شوي يبوني اخبرهم ايش بيصير ..

ديما بصدق: طيب حبيبتي والله يطمنكم على الوالد.. سلمي عليهم ..مع السلامة ..

سكرت منها ..وتسااائلت .......

عايض وقلت انه شك بعد ما شاف وجهي اللي اكيد باين عليه القلق واثاار البكااا ...

اما خلود وش عرفها ؟؟

لهالدرجة باين اني مهمومة وواضح علي ..؟؟

زفرت وهي تشوف الاكل اللي طلبه عايض للغدا ..

اشاحت بوجهها ورجعت لغرفتها...

ما كان لها نفس ابد ..

.

.



.

.



بالليل ..

وبعد ما راح عايض لشغل ابوخالد بنفسه وتتبع الاماكن اللي راحها

عرف بالاخير انه طاح عليهم وودوه للمستشفى ..

راح للمستشفى على السريع .. وهناك دلوه على غرفة كان منوم فيها

ما سمحوا له بالدخول .. لكنه اطمن عليه من الدكتور

وقاله انها كانت اعراض جلطة ولحقوا عليها وانه بخير لكن لازم ينومونه بالمستشفى

طلع من المستشفى وهو يفكر ببنات خالته اللي بالفندق ..

اتصل على ديما وطمنها ..

قالت : طيب انا بتصل على خلود اطمنها لانها كل شوي تدق علي وهي تبكي ...

قال بحزم : طمنيها وخليها هي والبنات يجهزون اغراضهم وينزلون لي انا خمس دقايق واكون تحت الفندق

ديما بتعجب : ليــ..ش؟

عايض بعجب من تساؤلها : ما ينفع يباتون بالفندق وما معهم احد .. !!! خلهم يجهزون انا خلاص على وصول..

ديما : طيب .. مع السلامة

ورجعت اتصلت على خلود اللي انفجرت بالصياح لما عرفت عن ابوها

قالت : انا كنت حاااسة فيه شي .. كنت حااسة ..

ديما حاولت تهديها : خلاص خلود الحمد لله هو بخير ورجع مثل ما كان .. ترا شي بسيط .. اسمعيني روحي الحين جهزي ملابسك انتي والبنات عشان عايض بيجيبكم عندي ..ما ينفع تجلسون لحالكم بالفندق

حاولت خلود تعترض لكن ديما قالت لها ان عايض تحت الفندق خلاص ويستناهم ..

اضطرت بالاخير محرجة انها تسمع الكلام .. وجهزت هي ومناير وحصة شنطة صغيرة ونزلوا تحت بعد تردد كبير .. بس اللي اقنعها اكثر ان ابوها اكيد كان بيأيد هالشي لو كان داري ..

.

.

.

.

.

نزلوا البنات وعايض عرفهم لانهم ثلاثة مع بعض ولحالهم ..

اقترب شوي وهو يسألهم : بنات ابو خالد ؟

خلود بصوت خافت : ايه ..

عايض وهو يبتسم ويتقدمهم : حياكم الله .. السيارة هناك

اشر على السيارة وهو يمشي لها ..

مشت مع خواتها وركبوا ورا

اما عايض وقف عند احد المطااعم وقال قبل ما ينزل : دقايق بس

اول ما نزل قالت مناير بضيق : ما كان فيه داعي نطلع من الفندق .. احراج وربي!!

خلود : اسكتي بس .. وشلون تبينا نباات بالفندق بدون ابوي

مناير : عادي .. اصلا الفندق اماان ومستحييل يصير به شي

حصة : خلوود تكفيين قولي لعايض يودينا لابوي ..

خلود : انتي بعد .. وشلون تبيني اطلب منه .. مو كفاية من المغرب وهو طالع وتارك شغله ويدور على ابوي .. والحين جاي ياخذنا .. . وبعدين ابوي الحين منوم بالمستشفى بكرة ان شاء الله بنروح له ..ونطمن عليه ..

مناير بعناد :بس بعد مو معناه انا نروح مع عايض بدون حتى ما ابوي يدري ..

حصة : لا لا .. يعني ما تبين تشوفين ديما ..نروح نجلس معها عالاقل افضل من قعدة الفندق المملة .. من اول ما جينا ما طلعنا ولا رحنا مكان ..

خلود تتنهد: الله يقوم بابا بالسلامة وان شاء الله بعد ما يرتاح بيطلعك وين ما تبين ..

سكتوا وهم يشوفون عايض يتقدم من السيارة وبيده اكياس الاكل

.

.

.

.



نزل من السيارة وهو يقول : حياكم الله ببيتكم .. انزلوا وديما داخل تستناكم ..

نزلوا وسبقوا عايض للبيت .. وهناك استقبلتهم ديما على غرفتها وهي تسلم عليهم بحرارة

تبادلوا السؤاال .. وثللاثة البنات قاعدين يتأملون في ديما وهم يحاولون يطلعون اي فروق مابين قبل الزواج او بعده فيها ..

ناداها عايض بعد شوي عشان تاخذ العشا لهم ..

وكملت سهرتها مع البنات وهي تتناسى كل همومها اللي ارقتها طوول اليوم ..

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.



كعادتهم بالكافتيريا ، هو وأيمن..

شافوا وليد يقترب منهم بعكازه ومعه ماجد ..

شاركوهم بالطاولة وهم يتبادلون السلام ..

وليد يوجه كلامه لنواف : نواف اسمحلي ماقدرت اشكرك امس مثل المفروض .. الله يريحك ريحتني كثيير .. مارح انسالك هالمعروف ..

نواف ببعض البرود : لا .. لا تشكرني ماسويت شي يذكر .... اهم شي سلامتك ..

وشرد بذهنه وهو يستنكر بقوة هالوليد ..

"اذا كان لهالدرجة خايف على اخته ..

ليش ما يوقفها عند حدها ..

اوووه وانا شدخلني ؟؟

اووف .. بس لازم انصحه ..

ما يصير اسكت عن هالغلط لازم انبهه واكسب فيه اجر .."

ولحسن حظه ماجد قام يشتري كوفي ..

وهو التفت على ايمن وهمس له : ايمن تكفى روح جيب لنا شي على مزاجك ..

ايمن : وش تبي بالظبط ؟

نواف : أي شي.. عصير ممكن

ايمن يقوم ونواف يلتفت على وليد اللي ماكان مركز معهم ..

قال : وليد ..

وليد التفت عليه بابتسامة : هلاا

قال وهو يحرك انظاره بعيد عنه : في شي كان ببالي وودي اقولك اياه .. ما ادري اذا راح تتقبله او لا .. بس اعتبره نصيحة من اخوو .. مو اكثر ..

وليد يضيق حوااجبه : قول يا نواف اكيد بتقبل منك أي نصيحة ..

نواف : لما رحت اجيب ..اختك .. يعني .. مــ..

وليد بدهشة : سلمى ؟

نواف يتنهد : ايه .. يعني قصدي انت كيف تتركها بدون حجاب او .. يعني عشان هي مو في بلدها ، مو معناه تخليها تنفتح بهذي الطريقة .. صدقني كلامي كله خوف عليها لو اختي مكانها كنت با...

وليد يقاطعه بابتسامة : عارف .. معاك حق بكل اللي قلته .. شوف يا نواف ، سلمى اصلا هي اختي من ابوي .. وكانت عايشة وهي صغيرة الين ما صارت بعمر 16 مع امها في الشام .. وتربت على عاداتهم وبيئتهم ويوم جاتنا .. صحيح تغيرت بس لما رجعنا سافرنا عشان دراستها ودراستي هنا رجعت لطبيعتها وكانت امها جالسة معنا فترة طويلة هنا وهي اللي شجعتها .. يعني ممم مثل ما تقول انا مالي سيطرة عليها من هالناحية ، واذا فتحت معها الموضوع تتهرب وترفض النقااش فيه تماما .. انا الود ودي انها تتغير بس مو قادر اجبرها لانها لها حياتها المنعزلة تماما عن حياتي .. بس كل اللي اقدر عليه اني احميها واحاول انتبه لها ..



نواف يسمعه بانتباه .. وهو يحاول يعذره ويكتشف انه تسرع بالحكم عليه ..

كمل وليد : وتدري موضوع ايمن ولما اشتبهنا فيه .. ذاك الشاب اللي كنا ندور عليه .. كان سبب المشكلة كله انه تعرض لسلمى اكثر من مرة ،، وحتى اني منعتها من الجامعة لفترة بسبب تهديداته ومن يومها وانا احرص كل الحرص انها ما تروح لمكان لحالها .. مع انها تتسنى الفرص عشان تتهرب من اوامري..

نواف بحرج : اعذرني يا وليد بس .. ان ..

وليد : لا عادي انا اشكرك بالعكس هذا الكلام اللي المفروض تقوله .. معاك كل الحق في اللي قلته وانا بعد ما اقول اني مو غلطان .. وانت نبهتني وان شاء الله انا بحاول اشد عليها اكثر من هالناحية ..

تنحنح نواف بحرج .. وقاطعهم اقتراب ماجد .. ونواف من بعده ..

اكتفى بانه يقول : شكرا يا وليد .. والله يهديها ان شاء الله

وليد بصدق : آمييين .. انا المفروض اشكرك ..

هز نواف راسه بارتياح بعد اللي قاله .. وبعد اللي عرفه

طلعت مب هينة .. امها شاامية .. عشان كذا ملامحها غيير .. وشكلها مختلف عن .......

نفض راسه وهو يحاول ما يفكر بهالنقطة ..

،،،

من زمان وهي كذااا ...؟

يعني البنت ما منها امل كبييير ..

واثريها هي السبب بكل المشكلة اللي طحنا فيها من قبل .. !!

قاطع افكاره كوب العصير اللي انحط قدامه .. رفع راسه لايمن اللي واقف معه صينية ورقية عليها اربع اكواب عصير .. وقف ياخذها منه وهو يشكره .. ورجع يجلس وباله يسرح مرة ثانية لبعيد ..

.

.

.

.

.

.



عايض طلع من الصبح عشان يترك البنات على راحتهم .. وأول شي سواه انه توجه للمستشفى ، قبل ما يروح للشركة .. كان معطي المستشفى خبر يدقون عليه فورا اذا صحي ابو خالد .. بس للحين محد دق .. وقلق عليه ..

راح للدكتور المسؤول .. طمنه وقال له انه لسا ما صحي ..

اضطر عايض يطلع .. مر بشركته خلص بعض الاشياء المهمة .. ورجع للبيت عشان ياخذ بعض الاوراق من هناك ..

وقبل ما يدخل الصالة نادى على ديما عشاان تطلع وتنبه البنات .. كانت الظهر توه مأذن ..

طلعت له ديما على طول وهي تبتسم : صباااح الخير ..

ابتسم من قلب وهو يحس انه مشتاق لها كثير .. وشلون ان الصبااح مختلف وهي موجودة ..

اقترب وقبل جبينها وهو يقول : صباح النور يالغلا .. والله ان البيت منور بوجودك ..

ابتسمت بخجل

قال : وين البنات ؟؟

قالت : لسا ما صحيواا ..

رفع حواجبه بدهشة : الظهر أذن !

ضحكت وهي تقول : ايه بس امس سهروا لوقت طوييل .. كانوا خايفين على ابوهم .. وما ناموا ..

قال : انا رحت المستشفى وتطمنت عليه بس هو ماقام للحين ..

قالت : آهااا .. الله يقومه بالسلامة .. طيب طمنت خالتي ؟؟ امس كانوا بيتصلون عليها بس انا منعتهم ..

قال وهو يمشي معها للمطبخ : لا ما كلمتها .. اليوم ان شاء الله اذا قام ابو خالد هو يكلمها بنفسه عشان ما تقلق ..

قالت وهي تتقدمه من المطبخ : تبي اسوي لك شي ؟؟

قال : انا الحين بسوي شاي عالسريع وباخذه معي ..

تركته يسويه بنفسه لانها تعرفه يحب يسويه على مزاجه ..

ووقفت معه وهي ببالها سؤال .. خايفة تسأله اياه من زمان ..

قالت بتردد : عايض .. انت ليش ما تزوجت للحين ؟

رفع راسه لها وهو يبتسم :.... ما فكرت بالموضوع كثير ..

قالت بتوتر : ليش ؟ اول كنت اقول عشاني انا .. بس الحين ..

قال وهو يضرب راسها بطرف اصبعه بخفة : وانتي وش لك بهالموضوع .. ؟

قالت : بس .. مم صعبة كذا جالس لحالك .. وبعد ممم ..

ناظر بغلاية الموي وهو يشوف الموي تغلي : والله اني فكرت بالموضوع مرة .. بس البنت راحت علي .. ودعيت ربي يخلفني خير .. وبس .. للحين مارجعت افكر فيه ..

قالت بتفاؤل : والله ؟؟

قال بمزااح : والله .. !! ليه عندك لي عروسة ؟

ضحكت وهي تقول : ممكن تقول كذا ..

قال وهو يناظرها بطرف عينه :ومين هي .. ؟!!

قالت وهي تغمز بعينها : لااا .. مابقولك الحين .. خلني افكر انا بالموضوع شوي .. لازم اللي بتاخذها اكون موقعة موافقتي عليها قبل .. !!

ضحك وهو يمسك كووب الشاي ويطلع فيه برا المطبخ : خلاص يعني اترك لك هالموضوع .. ؟

ابتسمت بفرح ..

كانت خايفة من اشياء كثييرة ..

وكل مخاوفها تبددت ..

ورجعت الفكرة اللي جاتها امس تدور ببالها اكثر ..

قاطعها صوت عايض : الحلو وين سرحان ؟؟

ابتسمت : في زوجة المستقبل ..

ضحك : يووه عقدتي العزم خلااص اكيدد..؟؟

قالت : يارب يتحقق اللي فبالي ان شاء الله

قال : طيب انا برجع للدوام وانتي قومي البنات للصلاة وطمنيهم على ابوهم واذا في أي شي اتصلي علي .. وانا اذا قام بكلمكم ..

قالت : ان شاء الله .. مع السلامة ..

سكرت الباب ورجعت لغرفتها .. دخلت وهي تشوف البنات نايمين ثلاثتهم على سريرها الواسع .. ابتسمت على شكلهم .. وقربت وهي تناظر بوحدة منهم بتركيز اكبر .. وتحاول تتخيل شكلها .. زوجة لعاايض ..

ضحكت وهي تقول بنفسها : والله لو يتحقق هالشي .. مافي احد بيكون فرحان كثري ..

اختفت ابتسامتها تدريجيا ،،

مع المشهد اللي ظهر قدامها فجأة بدون سابق انذار ..

فياض وهو يصر على اسنانه من الالم .. ويتمسك بحواف السرير ويتعرق ..

حطت يدها على قلبها اللي انقبض بقوة ..

ما تدري ليش فجأة دخل المشهد عرض واقتحم افكارها اللي كانت بعيدة كل البعد عنه..

التفتت بتطلع من الغرفة وهي حاسة بالضيق يرجع لها تدريجيا ..

من امس وما تعرف عنه شي .. خايفة يكون ما عنده احد ويصير له شي ..

فجأة كأن احد صب على راسها موية ..وهي تستوعب الوضع الحين ..

ما تدري وشلون واافقت على فكرته هذي ..

راحت للصالة وهي مقررة تأجل تصحي البنات بعد شوي ..لما تهدا افكارها ..

جلست على الكنب وهي تسترجع كلامه .. واعترافاته الصادقة ..

ما تنكر انها اثرت فيها بقوة ..و لو هي حجر كان تأثرت ..

انسان بكل صدق يعترف بأخطائه اللي ندمان عليها

وبوضوح باين ان الندم معذبه ..

يعترف انه تغير ووده يغير كل شي .. واثبت هالشي بكل تصرفاته !!

وشلون ما تسامحه وتتقبله وتظل بجنبه ؟؟ وتساانده ؟!!!

ما تدري وش هالجنون اللي هي فيه !!؟؟

اثارت الفكرة مشااعرها .. وهي تستشعر خطأها .. والندم يتسلل لروحها ..

التفتت بقلق موجع.. واخذت جوالها وهي مصممة على شي واحد ..

واقل شي تسويه .. انها تسأل عليه ..

واذا راحوا خلود واخواتها ان شاء الله ..

بتقرر وش راح تسوي ..

زفرت وهي ترفع الجوال وتتصل ..

.



.



.



.



.



قبلها بليلة

نايف دخل للبيت مسرع .. وهو متوقع يشوف سالم مثل ما قاله فياض

لكنه مالقى احد .. اتصل على فياض اللي طلب منه يطلع له فوق بالجناح .. وخبره ان ديما مو موجودة ..

طلع نايف بتردد ودخل بعد ما دق باب الجناح المفتوح .. وانصدم لما اقترب من غرفة النوم ..

شكل فياض وهو متمدد والعرق يصب منه ،، ووجهه الشااااحب بشكل كبير ..

قال بهلع : فياض وش فيييك ؟؟

فياض وهو يمسك راسه وبثقل : نايف مو قادر اتحمل .. عطيني حبووبي .. بموووووت !!

نايف وهو يقرب منه بخووف : أي حبوب .. وش فيك فيااض ؟؟ وش اللي مسوي فيك كذا ؟؟

فياض وهو يقبض على يدين اخوه ويشد عليها : عطيني الحبوب .. مو قاادر .. بموت ان جلست دقيقة بعد من غيرها ..

نايف يهز راسه : وينها فيه طيب ؟؟ قول لي ..

فياض وهو يرجع راسه لورا بارهاق : ما . ما اذكر .. مـ ..

وجحظت عينه وهو ينقلب على بطنه فجأة ويبدأ في نوبة استفرااغ قوية مؤلمة ..

نايف ما تحمل المنظر واتصل على الاسعااف وهو شوي ويبكي من حالة اخوه ..

دقاائق ووصلوا وكان هو منزل فياض تحت ومسنده عليه ..

بنفس اللحظة كان دخول سالم للبيت .. واللي اثاار مشااعر نايف المستثاارة بالاصل ..

سالم وهو كان منصدم بالاسعاف برا .. وانصدم اكثر بشكل فيااض : نايف ياخووي وش فيه فياض ؟؟

قال نايف : ساعدني بطلعه للاسعاف برا ..

سالم يفتح الباب ويتحرك للخارج بسرعة يناديهم ..

يتقدمون منهم ويشيلون فياض اللي مو في وعيه ابد ..

والدليل على كذا .. انه ما اعترض ابداً على اللي قاعد يصير ..

.

.

.

.

.

.

.



في المستشفى .. وصلوا له محاليل وعطوه مهدئاات .. استغرق بعدها في النوم ..

نايف وسالم يطالعون في بعض وهم واقفين بجنب فياض المتمدد على سرير المستشفى .. وكأنهم للتو يشوفون بعض ..

سالم يقترب من نايف وهو يحتضنه بقوة ..

نايف بعتاب وهو يبادله الاحتضان: وينك يا سالم ؟؟ كل هذاا وينك ؟؟؟؟؟

سالم يتنهد وهو حاسس اكثر بالهم والحزن : سامحوني .. سامحني ..

نايف وهو يبعد عنه ويناظر بوجهه : ليش الحين بالذات رجعت ؟ وليه ما كلمتنا من قبل .. ؟؟ سالم انت تدري انا بدينا ننسى انك اخونا .. ما صدقت اذني وانا اسمع انك رجعت .. انت ...

قااطعه سالم : عارف .. عارف ... الله يخليك لا تقلب علي المواجع ..

نايف وهو يلتفت على فياض اللي تحرك بتعب : وين هالدكتور الـــ.... ،، ليش ما يجي يطمنا عليه !!!

سالم وهو يقترب من سرير فياض ..

واحساسه يقول له ان اللي فيه من فياض بسببه : فياض .. فياض تسمعني ..

فتح عيونه بتعب وهو يناظر بسالم ..

قال بصوت واهن : سالم ؟؟

سالم يناظر بنايف وهو يجاوبه : ايه .. احنا بالمستشفى ..

فياض فتح عيونه عالآخر ..

حاول يقوم وهو يقول : لا .. لا .. طلعوني من هنا .. سالم طلعني ..

سالم شد على كتفه وهو يرجعه مكانه : ليش يا فياض .. ما تشوف حالتك .. ما ينفع تطلع .. وش فيييك وش صااير لك ؟؟!

هز راسه وهو يقول : ما ينفع .. صدقني ما ينفع .. لو تبون مصلحتي طلعووني .. ناايف طلعني .. ناايف !!!

ناظر بنايف على امل انه واحد منهم يستجيب له ..

لكن قاطع صوته دخول الدكتور وهو يقول بصوت عالي : لا تخاف استاذ فياض .. اللي خايف منه مارح يصيير .!!

توجهت انظاره بكل القلق للدكتور ..

الدكتور ابتسم ابتسامة قصيرة وهو يوجه كلامه لنايف وسالم : ممكن تتركوني شوي مع المريض !؟

نايف وهو يتحرك من مكانه بدهشة : ليش يا دكتور .. احنا اخوانه ! لو فيه شي راح نعرفه عاجلا او آجلا ..

الدكتور : ادري .. بس في شي خاص لازم اقوله له .. وهو براحته اذا يبي يطلعكم عليه .. هو حر بعدين يقرر ...

سالم يناظر فياض بنظرة خاصة ويتراجع ويطلع مع نايف ..

رجع الدكتور يناظر بفياض : ادمان .. مو ؟؟

فياض يشيح بوجهه : وش راح تسوون الحين .. تبلغون عني ؟!

الدكتور بابتسامة : لا أبداً .. مين قالك انا نبلغ عن حالات الادمان ..؟؟

التفت فياض عليه بشك : اجل ؟؟

الدكتور وهو يقترب منه : بالعكس .. احنا نكون حريصين جداً على خصوصية المريض ونحاول بأكبر قدر ممكن انا نساعده ..

فياض : انا بعالج نفسي .. ما يحتاج ..

الدكتور بعجب : تعالج نفسك شلون ؟؟ بإنك تنقطع عنه بهالطريقة المفاجئة؟؟؟ احمد ربك انك ما مت للحين.. ولا جهازك العصبي صار به شي ..!!

كمل الدكتور : ما ينفع هذا اللي تسويه .. انا بحولك على مركز يساعدك ... وهناك بكل سرية راح تتبع معهم خطة علاج ،، عشان ما تهلك نفسك بهالطريقة ..

فياض بسعادة غامرة من دااخله وبعدم تصديق : اوكيه وانا موافق ..!

الدكتور ابتسم ما توقع انه بيلين بسرعة بعد جموده وعناده : ان شاء الله بيوصل واحد قريب من عندهم ويتكلم معك وبيعطيك اول خطوة للعلاج من هنا .. وبعد كذا انت تتابع معهم بنفسك .. وصدقني اتمنى لك كل التوفيق والشفااء العاجل .. واهنيك على هالخطوة اللي اتخذتها .. لولا انك كان المفروض تستشير احد او تسأل عالاقل ..

فياض وهو مو مصدق للحين انه لقى حل لمأساته : شكراً دكتور .. مرررة شكراً ..

الدكتور بابتسامة وهو متجه لباب الغرفة : ونصيحتي لك .. خلي الموضوع سر عن اخوانك .. لان هالمواضيع الافضل تبقى طي الكتمان ..

فياض بابتسامة : ان شاء الله ..

دخل سالم ووراه نايف اول ما طلع الدكتور .. لكنهم يأسوا من ان فياض يقولهم عن السالفة .. وكل اللي انتهى عليه الوضع انه تعب وارهاق وصدااع وبس ..

سالم كان ظنه ان فياض تعباان ومتأثر من اللي سمعه عنه ..

أما نايف .. فكان للحين قلق من الموضوع ةخصوصا من الكلام الغامض اللي انقال للحين .. لكنه انشغل باخبار سالم .. وخبر زواجه وطفله .. وما رجع يسأل او يشك .. من حسن حظ فياض ..

اما فياض فكان ينتظر حضور مندوب المركز اللي قال عنه الدكتور .. وهو يتفااائل اكثر واكثر بالقادم

وعرف انه واخيراً .. وضع اول خطواته على طريق العودة ..

وان ربه استجااب له بسرعة بهذي الفرصة الغير متوقعة ..

واللي جاته في المكان اللي كان يخشااه اكثر من أي شيء !!

قاطع افكاره نايف اللي مد له الجوال بابتسامة: اخذته عالسريع واحنا طالعين من البيت .. في شخص اتصل عليك اكثر من عشر مراات .. خذ يالرجل المهم انته !!

اخذ الجوال وهو يبادله الابتسام ..

و.... حس بقلبه يهوي وهو يشوف اسم ديما .. واتصالاتها المتكررة ..

اول سؤال بديهي طرى له .. ليش متصلة ؟؟

وكان بيتصل عليها فورا ..

لكنه حط الجوال جنبه وهو يناظر باخوانه ..

اذا راحوا يصير خير .. !

وامضى الدقاائق المقبلة بلهفة وفضوول حارق يبي يعرف ليش اتصلت !!!

.

.

.

.

.

.





























عندي ملاحظة بسيطة :

-وصف الآلام اللي يسببها المخدر ، هي من محض خيالي وتصوري ، الحمد لله الذي عافانا ، لم أر هذه الآلام لا من قريب ولا من بعيد ،
قرأت الكثيييير عن المخدرات وأنواعها قبل كتابة القصة وحتى أثناء كتابتها ، تزدوت بالكثيير من المعلومات وفكرت في أن أعرض بعض المهم منها عليكم فإن أردتم يمكنني ذلك ..
واكتفيت بالاعتماد على ذلك .. فحتى لو كان هناك أي خطأ بها او اي شيء غير صحيح ..فأرجو أن تتجاوزوه وتعتبروه جزءاً من مستلزمات الأحداث .. كما لا أتمنى أن يحصل ذلك .. وجزيتم كل الخير ..


























































































































 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 18-07-09, 10:47 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل الثامن والعشرين

تركزت أنظاره على الجواال السااكن بجنبه بحيرة ..
نايف راح لدوامه لانه طول الليل كان معه ..وسالم راح يكلم الدكتور بخصوص خروجه من المستشفى ،،
سأل نفسه وهو مازال يطالع بجواله .. ليش ما يتصل عليها الحين ؟؟... ليش هالمرة متردد ؟؟ يمكن .. لأنه حاسس باللي راح تقوله ؟؟ وانها رااح تبد في موضوعهم وتنهيه .. ؟؟ أكيد .. ولا أي سبب بيخليها تصر على الاتصال بهالشكل ؟؟!
ليش مستعجلة يااديما ؟؟ لهالدرجة كارهتني ..؟؟ ارحميييني ...!! انا مب ناااقص !!!
.. وترك الجوال بمكانه وقرر انه مارح يتصل .. ، ولو أمكن أخفااه من قداامه نهاائيا ...!
.
.
دخل سالم ومعه الدكتور اللي سلم على فياض ووصاه بلهجة خاصة على نظام أكله وبعض الفيتامينات .. وخرج من الغرفة ..!
سالم بمزح بعد ما خرج الدكتور: اللي يشوفه امس وهو داخل يكلمك وطااردنا برة يقول فيك شي خطير .. وبالاخير السالفة كلها سوء تغذية ؟؟!
فياض يبتسم وهو يقترب من الباب عشان يطلع : معك سيارة ؟؟
سالم : ايه ..مستأجرها من اول ما جيت ..
.
.
فياض وهو يقترب مع سالم من السيارة : أكيد تعبان ، من امس وانتو قاعدين بالمستشفى عندي ..
سالم بود : لا ولا يهمك ..اهم شي تطمنا عليك ......
فياض : شكراً .....بس وصلني للبيت بطريقك ...وارجع ارتاح ..
سالم باقتراح : وش رايك تجي معي شوي ، نفطر وبالمرة تسلم على سامي ؟؟
فياض بتردد : ماودي اشغلك .. او اعطلك عن اهلك .. من امس وانته بره بيتك..
سالم : لا لا تقول كذا .. انا اصلا ما عندي شي يشغلني.. وبعدين لازم نتوصى فيك ماسمعت وش قال الدكتور ؟؟
فياض ينزل راسه وهو يسترجع حزنه وتأثره بحال سالم ..
سالم بابتسامة وااسعة : نمر ناخذ فطور وتطلع معي شوي للبيت وبعدين برجعك بعد الظهر ان شاء الله..
.
.
.
بعد ما وصلوا للمبنى الصغير اللي سالم مستأجر فيه شقة متوسطة .. وقبل ما ينزلون ..
فياض استوقف سالم بسؤاله الهادىء : سالم ......... انت ليش رجعت للمملكة؟
سالم تفاجأ من سؤاله ..
سحب نفس عميق وهو يقول : رجعت عشان اشوفكم ..!
فياض تحرك في مكانه بعدم اقتناع ..
كمل سالم بتوتر : وبعد .. كنت ابي أعرّف- فابيان- زوجتي على وطن سامي واهله ..انا موصيها انه اذا صار لي شي ، تجيبه هنا لا كبر وتعرفه عليكم .. وعلى بلاده .. لأني أدري إني مستحيل باحقق امنيتي في اني اربيه على كيفي .. وادري اني غصبن عني بتركه لامه النصرانية تربيه ..
تنهد وهو يكمل : عشان كذا .. قلت يمكن اذا كبر وجا هنا يكون فيه امل انه يدل الحق وياخذ فكرة طيبة عن وطن ابوه ودينه ..
فياض بتأثر : .......سالم .. ليش تفكر كذا ؟!!!!
رفع سالم راسه يناظر فياض بألم: هذا هو الوااقع ولازم أتعايش معه .. لا تهتم ..أنا خلاص عودت حالي على الوضع.. كلها اسبوعين وبسافر معهم لفرنسا اطمن على احوالهم هناك و.......!
فياض سأله بعد ما سكت :وايش ؟؟
سالم بابتسامة مريرة : للحين ما قررت .. لكني .. بحاول ابعد بقدر الامكااان ..
فياض وهو يشيح بوجهه ناحية الشباك :طيب ليش ما عندك أمل ؟
سالم بنفس المرارة : أي أمل يااخوي اللي تتكلم عنه ؟؟ علاج مثلاً ..؟؟ مستحييل وانت عارف !!
فياض ظل ساكت .. ماعنده رد ولا يرف بايش ممكن يواسيه .. او ايش المنااسب انه يقوله او يسويه عشان يساعده ...
سالم قال بلهجة عادية مازحة : مارح تنزل ؟؟
التفت عليه فياض ولقاه يبتسم .. نزل معه وتوجهوا للمبنى ....
اما هو فغرق في افكااره ، يحاول يلاقي أي طريقة يقدر فيها يخفف عن اخوه .. نسى كل شي ..عن ديما ..وعن علااجه في هاللحظة وهو متأثر لدرجة كبيرة بحالة سالم ..
دخل سالم بعد دقاائق وهو رافع سامي الصغير على يده ، ناوله لفياض وهو يقول بابتسامة : امسك هذا الجني شوي الين ما روح احط الاكل في صحون واجيبه ..
وكشر بمزح وهو يقول : فابيان معصبة لأني ما كلمتهم من امس ..لازم اسوي كل شي بنفسي اليوم وانا تقريبا مادل اماكن الاغراض.. !!!
فياض وهو يعدل من وضعية سامي على رجله : خذ وقتك وراضيها .. انا مب جيعان اصلا ..
سالم بجدية : لا ولا يهمك ... بالنسبة لنا فاحنا اصلا علاقتنا رسمية من فترة .. وانا متعود اسوي الاكل لنفسي اغلب الاوقات .. إلا لو اشفقت علي مرات ..
كمل بمزح : ترا بهالسنين اضطريت كثير اطبخ لنفسي لين صرت طباخ محترف لا يعلى عليه .. لازم تجربني مرة ..
فياض بابتسامة تخفي تماما الالم اللي يتصاعد داخله : أكيد .. ان شاء الله ..
وراقب سالم وهو يخرج من الغرفة وابتسامته اختفت تدريجيا ..
رجع يناظر سامي اللي امسك كفه بيده الصغيرة وباليد الثانية جالس يلعب في اصابعه ..
ابتسم وهو يتأمله .. وانتبه انه اول مرة بحياته كلها يجلـّّس طفل صغير على رجله ويكون قريب منه بهذا الشكل .. قرب منه وباس خده وحرك رجله اللي جلسه عليها وهو يحاول يلاعبه .. وفجأة صار سامي يضحك وفياض ماصدق انه يضحك معه .. حس بفرحة غريبة من تجاوبه معه واستغرب من نفسه.. كيف ما جذبوا الاطفال انتباهه من قبل ..؟؟ برائتهم وحلاوتهم مستحيل ما تسترعي انتباه أي مخلوق ..
راقب حركاته البريئة وخطرت بباله أمنية .. لو انه يوريه لديما ..... وش راح تكون ردة فعلها ؟؟؟ وأصلاً هي تحب الأطفال ؟؟
أكيد تحبهم ..مافي احد ما يحبهم.. !!!
تخيل شكلها وهي حاملته وتضحك معه.. وكان الدور لايق عليها كثيير .....
فكر ...يمكن لان في عامل مشترك بينها وبينهم ؟؟؟
لكن امنيته انخسفت بثواني وهو يناظر بيد سامي اللي انتقلت من اصابعه للجوال .. وتذكر تلقائيا المكالمة المشؤومة المنتظرة !!
تنهد وهو يلتفت على سالم اللي قاطع افكاره بدخوله وبصوته وهو يقول : أوووه .. شكله سام مروق الييوم ..على حظك .. نادرا ما يكون مروق ويبتسم كذا .. انتبه على جوالك ..
فياض وهو يحبه بخفة على خده :لا عادي خله يعلب فيه ..
وقال بابتسامة : قبل شوي كان يضحك ..!!
سالم وهو يحط الصينية من يده على الطاولة المقابلة لفياض : أكيد حبك ترا مو كل الناااس يسكت معاهم .... يللا عطيني اياه اوديه لأمه عشان نعرف نفطر ..
شال سالم ولده وطلع من الغرفة .. وفياض التفت للاكل وهو يحس بشهيته بدأت تنفتح شوي ..
.
.
.
.
أذن الظهر ونزل مع سالم للصلاة ..
بعد ما خلصوا .. سالم وصل فياض للبيت ،
وقبل ما يتركه ..
فياض استوقفه وهو يقول : سالم ..في شي ابي اقولك اياه ..
سالم ناظره باستفسار ..
وهو التفت عليه بجدية من بعد ما اتخذ قراره قبل شوي : أبيك تجهز لي عنوان زوجتك بفرنسا ، ورقمها .. إن صار لك شي فهم بيصيرون أمانة برقبتي .. بتطمن عليهم بنفسي كل فترة ..
سالم بذهول : فيااض .....!!
فياض بلهجة واثقة : جهزهم واعطيني اياهم بأقرب فرصة ..
سالم بلهجة مترددة : انا مستحيل أحمل عليك هالحمل الثقيل .. وانت عندك حياتك ما أبي أ.......
قاطعه فياض برجاء وهو يترك العنان لتأثره : سالم أرجووووك خليني اسوي الشي اللي بيدي أسويه .. أنا أبي أساعدك وأخفف عنك ..ودام هذا بيريحك شوي فخليني أتولى أنا هالمسؤولية .. أرجووك !!
سالم بامتنان حزين وهو يقرب من فياض ويشد على كتفه : فياض .. صدقني اكثر شي ساعدتني فيه للحين هو احتمالك لهالسر اللي امنتك عليه .. واذا صدق راح تطمن على سامي مابين كل فترة وفترة بنفسك فأنا ....
تنهد وهو يكمل والدموع بعينه : فا أنت بهالطريقة راح تشيل عني كل همي .. !!
فياض وهو يحاول يكبت تأثره : اعتمد علي بهالموضوع ولا تشيل همه ..
سالم : شكراً فياض .. والله يرزقك ذرية صالحة تسعدك وتعينك في الدنيا والآخرة ..
فياض وهو يفتح باب السيارة : ان شاء الله .. يللا سالم ما اطول عليك روح ارتاح ولا تنسى تجهز لي المعلومات ..
سالم وهو عارف انه يتهرب من الموقف : حاضر ....... في حفظ الإله ...
.
.
.
.

صعد للجناح بخطوات مثقلة ،،بالرغم من انه مبتهج لانه قدر اخيراً يساعد سالم بشي .. إلا إنه كل ما مر يوم حس بحزن اكبر مع معرفته بأنه راح يفقده .. إذا كان هو يحس بهالحزن .. فكيف بسالم نفسه ؟؟
استلقى على السرير بلبسه ،، متجاهل الفوضى اللي بالمكان من قبل ما يطلع للمستشفى .. حاس انه تعباان ومافيه حيل يقوم من مكانه .. لازم يرتاح شوي عشان يقدر يروح المركز اللي جاه منه مندوب بالأمس وأخبره عن خطة العلاج اللي راح يتبعها معهم .. غمض عينه وهو يحاول يسترخي ويشيل كل تفكير مقلق من عقله ..
.
.
.
.
.
.
.
.

دارت في مكانها اكثر من مرة بقلق كاسح .. مو عارفة كيف تتصرف .. اتصلت كثيييييير وواضح انه مارح يرد عليها وانه بوضع ما يسمح له بالرد ..
تأكدت نسبياً من احساسها بأنه صاير له شي .. بس وشو العمل الحين ؟؟ ماتقدر تقول لعايض شي لأنها ما تبي تسبب لفياض أي مشاكل ..
وش هو التصرف الصحيح......ما تدري !!
دخلت الغرفة اللي نايمين فيها البنات ، واقتربت من الدولاب بخطوات متوترة .. فتحته وهي تدور لها ملابس خفيفة لانها حاسة كل شي صار ثقيل ويخنق ..حتى بيجامتها القطنية اللي لابستها ..!!
مالقت شي مثل اللي تبيه بالدولاب.. أغلب ملابسها بشنطتها ..!
لفت على الشنطة وهي تتأفف وفتحتها وهي تشوف الملابس اللي اضطرت تعيد ترتيبهم أمس بعد ما حطهم فياض بعشوائية فيها..
مدت يدها لاسفل الشنطة تاخذ قميص اختارته،، لكن يدها اصطدمت بشي صلب .. طلعته وهي تتذكر ... كانت علبة الساعة اللي اهداها لها ..
حست بالدموع تتجمع بعينها وهي تتذكر مواقفها معه بمصر وحنيته معها.. فتحت العلبة وطلعت منها الساعة ولبستها وهي تتأمل فيها .. وماحست بدموعها وهي تنزل إلا لما تفاجئت بظلّ يطلّ عليها ..
شهقت وهي ترفع عينها لخلود اللي واقفة قدامها بتكشيرة قلقة ..
قالت وهي تمسح دموعها بسرعة : اه .. خلود.. صحيتي؟؟ ..
خلود بقلق وهي تجلس مقابل ديما على الارض :.. ديما خوفتيني عليك .. ايش فيك حبيبتي ؟؟
ديما باختناق وهي تقوم بسرعة من مكانها وتطلع من الغرفة : ما فيني شي .. الظهر مأذن من ساعة واكثر توضي وصلي ..
لحقتها خلود وهي تطلع من الغرفة وتروح المطبخ.. وفهمت انها تأثرت من سؤالها لها وبكت بزيادة ..
دخلت وراها وهي تناديها بخفوت : ديما حياتي ..ليش تصيحين ؟؟ ايش صار ؟؟
قربت منها وهي تشوفها معطيتها ظهرها : زوجك فيه شي ؟؟ عايض ؟؟ .........ابوي ؟؟
وعادت بجزع والاحتمال يرسخ بذهنها : ابوي فيه شي ديما ؟؟؟!!
ديما لفت عليها بسرعة وقالت من وسط دموعها : لا لا والله .. هو بخير مافيه شي ..والله..
خلود برقه وهي تقرب منها وتمسك يدها : أجل وش فيك ؟؟
ديما بتقطع وهي تحاول تتماسك شوي :سامحيني خلود ....صدقيني ما اقدر اقولك .. هذا الشي بالذات ..ما اقدر !!
خلود بتفهم : مارح ألح عليك .. بس ان بغيتي تشتكين لاحد او تفضفضين فأنا عندك .. ياريت اكون محل ثقتك ..
ابتسمت ديما وهي تمسح دمعتها الاخيرة : تأكدي من هالشي .. انا بخير الحين .. ما عليك مني .. ارجعي الحين للغرفة وصحي البنات عشان الصلاة لان عايض بيجي بعد شوي ..
خلود التفتت ناحية الباب وهي تقول : بروح اصلي على بال ما تهدين شوية .. عادي اذا صحتي ...احسن ترتاحين لا تكبتين بداخلك .. انا ...
انصدمت وعينها تتعلق بالشخص اللي للتو يدخل من باب البيت المطل على المطبخ .. كان ملتفت ويسكر الباب بالمفتاح وراه من بعد ما دخل .. قيمت المسافة بين باب المطبخ والغرفة بثواني ...وطااارت للغرفة وهي تسكر الباب وراها ..
وقف مكانه منصدم من الصاروخ اللي طار قدامه قبل شوي .. قال بسره : بسم الله الرحمن الرحيم !!
و راح للمطبخ وهو يشوف ديما واقفة فيه: ديما في احد كان عندك من ثواني ؟؟
ديما بارتباك وهي تتمنى ان عايض ما يلاحظ اثار البكا عليها : ايه خلود كانت...
سكتت وهي تسأل :ليش ؟؟
عايض بابتسامة وهو يقول : آهااا .. شفت احد طالع .. لا.. قصدي طاير من هنا للغرفة .. وانا الثاني نسيت ان البنات هنا ..بس ما تعودت انهم يطلعون من الغرفة عشان كذا ما انتبهت !!
ديما بتردد وهي تاخذ منه الاكياس اللي بيده : ...شفتها ؟
عايض بصدق : لا لا والله ماشفت شي .. شكلها هي اللي شافتني واخترعت .. المهم ديما انا مريت وخذت لكم غدا .. تغدي انتي والبنات وانا برجع للشركة شوي وامر المستشفى اطمن على ابو خالد لانه ما امداني الصبح اروح ..
ديما بابتسامة : ان شاء الله .. بس صدق.. تمنيت انك شفتها !!
عايض بعدم استيعاب : ايش ؟؟
ديما بضحكة خافتة : لان...احم .. هذي هي العروسة اللي اخترتها لك ..!!
عايض ما رد عليها واكتفى بانه يطالعها بدهشة..
قالت وهي تفتح الاكياس : اللله .. احب هالمطعم .. من زماااان ما اخذنا من عنده،،من ايام ابوي الله يرحمه .. وش ذكرك فيه ؟؟
عايض وهو يلتفت عليها ببطىء : آه .. مريت عليه بالصدفة وتذكرته ........ قولي من هي ؟؟
ديما بابتسامة : خلود بنت خالتي عزيزة ....بصراحة ودي تغتنم الفرصة دام أبوها هنا .. وإذا قام بالسلامة تروح وتكلمه ..احس ان خلود تستحقك .. واتمنى انك توافق عليها ..
تنهد وهو يقول : الموضوع مب بهالبساطة يا ديما ..محتاج وقت !! عالعموم أنا بستخير وأفكر بالموضوع .. وان شاء الله خير ..
قالت بتشجيع وهي تمشي وراه لعند الباب : ياريييت ...وأي سؤال ...أنا حاضرة ..
عايض ابتسم لها وخرج بعد ما قال بسرعة : مع السلامة ..

.
.

رجعت للغرفة وهي تشوف خلود واقفة تصلي والبنات توهم صاحيين .. دخلت وهي تصبح عليهم وخذت قميصها وطلعت لاقرب حمام تبدل وتحاول تعيد تفكير بالموضوع ..
تتصل مرة ثانية ؟؟ ولا وش السوااة؟؟!!!!
لو كان صاير به شي خطير ....؟؟؟
بهالحالة ... فالذنب ..وكل الذنب بيكون ذنبها هي !!!!!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
سمعت صوت خفيف يناديها من قريب .. اعتدلت وهي ترفع راسها لعايض اللي واقف يناديها ..
قالت وهي توقف وتحاول تتذكر كيف غفت على الكنب : نعم ....؟عايض متى جيت ؟؟
قال بلهجة مستعجلة : توني جاي من عند ابو خالد .. قام الحمد لله ومافيه الا العاافية ...ويبي يشوف البنات ...قايل لي اجيبهم عنده ..
ديما وهي تفرك عينها وتقول ببهجة حقيقية : حمد لله على سلامته .. بروح ابشر البنات ..
عايض بابتسامة :.. طبعا تجين معهم .. واذا خلصتوا اطلعوا لي انا انتظركم بالسيارة ..
ديما : ان شااااء الله ....
دخلت لعند البناات وهي تبتسم ...
مناير بسخرية مازحة: صح النوووووم يا حلوة ..تاركتنا محبوسيين هنا ونايمة برا .. هاااه ؟؟
ديما : راحت علي نومة .. ليه ماصحيتوني طيب ؟؟......ماعليكم .. المهم الحين.. عندي لكم بشارة ..!
خلود وهي منسدحة على ظهرها بكسل : بشري ؟؟؟؟
ديما : الوالد قام ويبي يشوفكم ...عايض بيودينا الحين ..
صاحوا الثلاثة في نفس الوقت بفرحة ..
ونطوا يلبسون عباياتهم بسرعة وهم يسألون ديما عشرات الاسئلة ..
لبست عبايتها وهي تسبقهم : يللا ..عايض يستنى بالسيارة ..
.
.
.
.
بالمستشفى ..
البنات دخلوا لغرفة ابوهم ووقفت ديما جنب عايض تستناهم ....
.
.
بعد فترة ..
قالت ديما بتساؤل :وش قال ابوهم لما درى انك جبتهم عندنا ؟
عايض : شكرني كثير الين ما استحيت منه .. الحمد لله انك كنتي موجودة بالبيت ولا كان جلسوا بالفندق بلحالهم ..
ديما وهي تأشر عالبنات : طلعوا البنات.. بروح اشوفهم ..
راحت لهم ديما وقالوا لها ان ابوهم يبي يكلم عايض ..
دخل له عايض وبعد دقائق طلع ومعه ابو خالد ..
اقترب من ديما وهو يقول : الدكتور أرخص لبوخالد يطلع بعد ما اطمن انه صار تمام ، وهو مصر يبي يرجع للفندق مع البنات .. حاولت معه يرجع حتى عالاقل يريح شوي عندنا بس ما رضى ..
ديما : يعني خلاص بيرجعون للفندق ؟؟ مو معقول .. توه ابوخالد ما امداه يستريح ؟؟
عايض وهو يناولها مفاتيح السيارة : ما قدرت اقنعه ..يالله روحي مع البنات للسيارة وانا بكمل اجراءات المستشفى مع ابوخالد ونجيكم ..
ديما : ان شاء الله ..
ركبوا كلهم ورا ، عشان بوخالد بيركب مع عايض قدام ..
ديما سرحت وهي تفكر بالموضوع اللي مأرقها ليل نهار .. رفعت جوالها وهي تتمنى لو تصير معجزة ويتصل عليها هو..
لكن ..شلون بيكون بخير وهو ما يرد عليها للحين..؟؟
ضغطت زر الاتصال .. وحطت الجوال على اذنها للمرة الـ ... ما تذكر كم مرة للحين صارت متصلة من كثر المراات ..!!
وكالعادة ما في رد ... حست باختناق اكبر وهي تلمح ابو خالد يقترب من السيارة مع عايض ،،
يعني الليلة راح تكون وحيدة تماما ...بدون خلود وخواتها ..و بدون أي شي يلهيها عن هالعذاب اللي تعيشه .. !!
بعد شوي وصلها همس خلود : ديماا ..شنطة الملابس حقتنا عندك.. بس ابوي مصر انا نرجع معه .. مرروها علينا بعدين ..طيب؟؟
ديما :آهاا ..وان شاء الله بشوفكم مرة ثانية قبل ما تروحون ..
خلود : أكييد ان شاء الله ... وصلنا تقريبا هذاك الفندق .. ديما انتبهي على نفسك .. وتذكري اللي قلت لك اياه الصبح ..
ديما : ان شاء الله .. شكرا خلود ..
حصة :ديما تكفين ..خلينا نشوفك مرة ثانية ..
ديما : ان شا ءالله حبيبتي ..
سلمت عليهم ونزلوا مع ابو خالد اللي سلم على عايض بحرارة وكرر شكره كثيير له ..
نزلت ديما وركبت بالمقعد جنب عايض وهي تقول بخفوت : عايض .. ممكن اطلب منك طلب ؟؟
عايض وهو يحرك السيارة ويبتعد : اطلبي يالغلا ..
ديما بلهجة مرهقة : ممكن توديني عند فياض ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.






" أول خطوة من خطوات العلاج وهي الانسحاب من المخدر ..راح يتخلص فيها جسمك تماما من السموم اللي دخلته طوال فترة الإدمان .. راح تكون اصعب خطوة ،، لكن ما رح تستغرق منك كثير .. بإذن الله مع حالتك انت وعلى حسب النوع اللي كنت تتعاطاه واللي هو اقرب للمهدئات..راح تاخذ فترة الانسحاب منك حوالي اسبوعين لشهر بالكثير .."
(الانسحاب : هو عملية انقاص جرعات المخدر تدريجيا ومن ثم الامتناع عنه حتى يتم تخلص الجسم تماما من تأثير المخدر وسمومه .. وهي أصعب خطوة في علاج الادمان.. )
هذا كان كلام الدكتور اللي بيتابع معه العلاج ، لما اتصل عليه ...
سكر منه وهو يستند بظهره على السرير .. حس بالصداع يخترق راسه لكنه كان ولاشي بالنسبة لآلام الأمس ..
راح للمطبخ وهو يدور على شي ياكله او يشربه يقويه ..
سمع صوت جواله وتراجع للغرفة وهو يطل على شاشته ويشوف اسم ديما من جديد .. تنهد وطلع برا الغرفة تاارك الجوال وراه.. ونزل لتحت ..
ركب سيارته وتوجه للمركز عشان يبدأ أول خطوة فعليه للعلاج ..
بدون ما يكون الجوال معه ..
مو محتاج الحين لاي مؤثر خارجي مقلق من أي نوع كاان !!

.
.
.
.
.
.


عايض بتساؤل : يعني فياض رجع ؟؟
ديما بهدوء : ما أدري .. ما قال متى بالظبط راجع .. بس .. انا محتاجة اروح هناك ضروري .. وديني واذا ما كان رجع بكرة بتصل عليك وارجع للبيت مرة ثانية معك..
عايض بتردد : بس لو ما رجع .. ما ينفع تجلسين لحالك .. يعني .. الدنيا ليل و ...
ديما بتأكيد : عايض مافيها شي .. دايما يكون فياض بدوامه وانا بالبيت .. يعني عادي ..وصارت من قبل كثير وجلست بالبيت لحالي .... مافي مشكلة ..
ما كان هذا سبب قلقه عليها ...
ما يدري وشو السبب الحقيقي .. يمكن لأنها متغيرة..!! ويتمنى يعرف سبب تغيرها وحزنها هذا..!
يحس انه مهما سوى ،، للحين ما يقدر يحل مكان ابوه وامه في قلبها او يحصل على نفس مكانتهم عندها ..او بمعنى اصح .. يعوضها عنهم .. !دايما يحسها بعيدة مهما حاول يقرب منها ..
لكن بالاخير ..هذي حياتها وما ينفع يتدخل فيها ..
هذا بيت زوجها وهي حرة تروح له وقت ما تبي .. وعموما أي شي بيصير معها ..راح تتصل عليه وتلجأ له هو أولا وأخيرا ..وهذا اللي هو واثق منه ..!
وصلها لبيت عمه وعطاها مفتاحه اللي معه حق البيت.. وقال لها تكلمه اذا رقت فوق .. وانتظرها لين ما طلعت ..
دخلت للبيت وطلعت فوق فورا تحسباً لوجود أي من اخوانه بالبيت .. دخلت للجناح وسكرت الباب ..
شافت نور المطبخ مفتوح وحست بالأمل يتجدد بقلبها .. اقتربت وما شافت احد فيه .. ولا حتى أي أثر يدل على انه كان فيه ..
اقتربت من غرفة النوم وهي تحط يدها على قلبها وتدعي انه يكون بخير ..
اقتربت من الباب المفتوح ودخلت ....
عبست ملامحها وهي تشوف الغرفة فاضية وغارقة في الظلام ....
واضح انه مو بالجناح ..!!
كانت بتطلع من الغرفة وعندها امل طفيف انها تلاقيه تحت بغرفته القديمة ،
لكن .. لمحت فجأة جسم معدني صغير على الكمودينة ، خلاها تتجمد في مكانها ....
اقتربت من جواله اللي تاركه ، ومسكته بيد ترتجف ..
وش معنى جواله هنا ؟؟ فتحته بسرعة وشافت اتصالاتها الاخيرة كلها ميسد كول ..
لكن ...اتصالاتها اللي قبل ؟؟ شايفها ..!!!!!
ليش ما اتصل عليها دامه شافها ؟؟
آلمها كثيير انه لاول مرة يطنشها ويتجاهلها ..
صوت في عقلها ترجاها تتمهل .. وتلتمس له العذر ..
بس افكارها ما رحمتها .. وهي تهيأ لها انه مل منها وملّ من سلبيتها ومن وجودها الكئيب في حياته..وأكيد انه يحسبها مارح تهتم عشان كذا ما طمنها ...
"ما في أحد يتحمل وحدة مثلي .. سوا المستحيل عشان اسامحه وانا بغبائي انكرت جمايله كلها..
اكيد بيكرهني بالأخير .. وانا ما جبت له غير الهم ووجع الراس ...... متحمل كل هذا مني فوق كل اللي يعانيه .. !
عشان كذا وداني عند عايض ..عشان يتخلص من همي ...وحملي الثقيل عليــه ..!!"
نزلت بجسمها وجلست على الارض وهي تبكي بحرقة والجوال بيدها .. ما تدري كم من الوقت مر وهي بمكانها ..
كل شي صعب ... صعب عليها كثير هاللي تحسه وتفكر فيه .. !!
افرغت شحنة كبيرة من الألم اللي حبسته داخلها من ايام ..
قامت بالأخير بعد ما هدت ،،فصخت عبايتها وراحت للحمام ،
غسلت وجهها وتوضت وطلعت وهي تكتشف ان ماعندها غير لبسها اللي عليها وان غراضها كلها تاركتها بالبيت .. طنشت وهي تنتبه لأول مرة للغرفة اللي كل شي فيها مبهذل ومبعثر ..
رتبتها بدقة وعطرتها ...وطلعت منها وهي تناظر بالساعة اللي ما خلعتها من لبستها الصباح ..
ما تدري هو بيرجع او لا .. او هو وينه أصلاً ..؟ بس كل اللي بيدها تسويه الحين انها تنتظر ...
عاجلا أو آآجلاً بيرجع .. وبتعتذر منه ..وتقول له انها .. انها ...
انها ايش ......؟؟؟
بلعت ريقها وهي تحاول ترتب افكارها ..
وش المفروض تقول له لما يرجع ويشوفها ؟؟
تذكرت كلامه لها .. قبل لا يتركها ..
" ابيك تفكرين.. وتقررين .. وتقولين لي بعدهاا.. وانا بسوي أي شي تبينه .. "
شهقت وهي تهز راسها .. لازم تغير افكاره هذي ..
لازم تفهمه انها متقبلة لكل اعترافاته اللي افصح لها عنها ...
.. لازم يفهم انها بالفعل مسامحته على كل شي ..
كيف تثبت له ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟؟
كيف تقنعه انها ما تبي انفصالهم ..
كيف تفسر له رغبتها الكبييرة بمساعدته ومساندته في محنته .. والوقوف جنبه؟؟
كيف بتقدر تثبت له كل هذااا ..اذا كان هو ما عاد يبيها ؟؟؟؟
واذا كانت هي للتو تعترف فيه لنفسها ؟؟؟؟ كيييف ؟!!!
.
.

تجمدت بمكانها وانقطع سيل افكارها فجأة وهي تلتفت للصوت اللي صدر من برا..
طلعت من الغرفة بسرعة متجهة لباب الجناح ..
وماصدقت عينها وهي تشوفه واقف بالصالة قدامها ...!!
طلع صوتها لا إراديا بتأثر :........ فيــاض ؟!!
.
.
.
.
.





صعد للجناح وهو حاسس براحة كبيرة بعد ما استقبله الدكتور بترحيب في المركز وشجعه كثير على هالخطوة اللي اقدم عليها وطمنه وبشره بإن العلاج راح يكون سهل بالنسبة لنوع المادة المخدرة اللي كان يتعاطاها ..
......واخيراً بيتخلص من قيودها ؟؟؟ اخيررراً !!!!!
حمد الله من قلبه ،، وفتح باب الجناح ودخل وهو يبتسم بتفاؤل لنفسه ..
ابتسامة ما استمرت لاكثر من ثانيتين ، انفتحت بعدها عينه على وسعها وهو ينصدم بآخر شي توقع يشوفه قدامه ..
سؤال واحد دار بتكراار في راسه.......
وش جاااااااابها ؟؟؟!!!


نادته بصوت مرتجف .. وظن انه سمعها ،
شاف الدموع عالقة بعينها وهي تقترب من مكان وقوفه اللي تسمر هو فيه ...
عادت ندائها بتأثر أكبر : فيااض ....؟؟ فياض انت بخير ؟؟
قال بصوت متقطع من مكانه : ديما .. ليه.....؟؟ شلون رجعتي...؟؟!!
نزلت دموعها وهي تقول : ليش مارديت علي ؟؟!!
قال وهو مازال تحت وطأة ذهوله : ديماا ......
قالت وهي توقف مقابله تماما ومابينهم غير مسافة بسيطة : ما تتخيل وشلون كنت خايفة يصير بك شي .. !!
كملت وهي تشهق :ما قدرت اقول... لأحد .. !! ليش... ليش ما رديت علي .. شفتني متصلة ..بس مارديت !!
مارد عليها وهو يتأمل تحركها المنفعل وعبارتهـا تنعاد بذهنه "كنت خايفة يصير بك شي .."
قال بعد ثواني وهو يقرب ويحاول يمسك كتفها يهديها : ديمــا ... ؟؟؟
ابتعدت بحدة وهي تكمل : حتى ولو خلاص ما عدت تبيني .. ما يصير تتجاهلني كذا .. ولا تطمني .. انا وش عرفني انـ ...
بدأت تحس بنفسها وبانفعالها اللي أول مرة تفقد سيطرتها عليه..
تنفست بعمق وزفرت وهي تمسح دموعها وقالت بصوت أهدى : أنا آسفة .. عارفة إني غلطانة ..
رفع حاجبه بذهول وهو يتحرك ويوقف مقابلها .. يبي يفهم ..

مو مستوعب وش قاعدة تقول ..لانه اصلا ما استوعب وقوفها قدامه للحين ...!
عادت بهدوء وهي تنزل راسها : أنا آســفة وبس..
قال بسرعة : ديما ليش تعتذرين ؟؟ انا اللي المفروض اعتذر لك مئات المرات ..
قالت باصرار: لا .. انا آسفة .. وانته .. رجاء لا عاد تطلب مني اسامحك مرة ثانية .. انا قلت لك من قبل اني مسامحتك .. ليش مو راضي تصدق اني سامحتك .. ؟؟
جلست على الكنب وهي تمسح وجهها بيدينها ..
.. صدمتها بنفسها كانت اكبر من صدمته فيها ..من اللي قالته اثناء انفعالها ..صحيح مو كل اللي تبيه قالته....لكنه يكفي للحين ....!!
اقترب بارهاق وجلس جنبها وهو يقول :انتي كيف جيتي ؟؟
قالت بهدوء غريب بعد ثورتها : عايض جابني ..
قال وهو يراقب ملامح وجهها اللي استكانت : ليش جيتي؟
رفعت راسها له بإحباط وهي تتأكد نوعا ما من افكارها ..
قالت بدفاع : لانك ما رديت علي ..و صرت متأكدة انه صار لك شي .. وخفت اقول لاحد واسبب لك أي مشاكل ..وكان افضل شي اني اجي بنفسي ..
سحب نفس عميق وهو يقول : والحين تطمنتي ...؟؟
"وش يقصد انها تطمنت ؟؟ اكيد يبي يرجعها ..."
قالت بخفوت متوتر:...انته تبيني ارجع عند عايض ؟؟
فياض ببهجة: وشلون تبيني ارجعك بعد ما قررتي تجين برجلك ..؟؟
سكتت .. لكن بقلق ..مو واثقة من كلامه !!
قال بابتسامة واسعة : ما تبين تعرفين ليش ما رديت عليك ؟؟
قالت بعجل : ليش ؟؟
قال بلهجة صادقة : ..لأني كنت خايف ..!!
كمل بتوضيح وهو يناظرها بصدق : كنت خايف تقولين انك قررتي تظلين بعيدة .. وتتركيني للأبد.. ما كنت راح اتحمل..خصوصا وانا بهالحالة ...لاني وعدتك اسوي اللي تبين ..
حست بخفقات قلبها تزيد ونزلت راسها وهي تقول : مو معقولة بتصل اكثر من عشر مرات عشان هالسبب ..!
قال :وانا بعد قلت .. مو معقولة تكون خايفة علي ..
قالت وهي تحرك عينها بتوتر : وشلون ما تبيني اخاف .. وأنا عارفة بتعبك و...انته ما ترد طول هالفترة ؟؟
سكت وهو مو مصدق للحين كل اللي قاعدة تسويه و تنطق به ..
يحس انه بحلم ،، ويحس انه قرب كثييير من منـاه ...


"كل هذا لأني رجعت لك يااربي ... كل هالنعم مرة وحدة ؟؟؟ بيوم واحد ؟؟؟ "
حمد ربه بسره .. ومن اعماااقه ..
التفت على ديما اللي تعلقت انظارها بحضنها ..
قال : مارح تسأليني عن شي ثاني ؟؟
رفعت عينها ببطىء وهي تقول : انته تعبت مرة ثانية ؟
قال : توني الصبح طالع من المستشفى ..
شهقت وهي تقول : مستشفى؟!
حكى لها عن اللي صار باختصار شديد ..
ابتسمت وهي تقول ببهجة صادقة :يعني الحمد لله .. انت الحين ماشي عالعلاج ؟؟؟
قال ببطىء وعيونه تعلقت بملامحها المنشرحة : الحمد لله ..
ابتسمت براحة وهي تلعب بسلسالها لاشعوريا ..
ضحك فجأة وقال :ديما...... ممكن تقبصيني ؟؟
لفت راسها بدهشة عليه : نعــم؟؟!!
ضحك وهو يقول : مو مصدق انك انتي ديما حقت اول امس.. اقبصيني لو سمحتي ...يمكن استوعب.. ؟؟
ابتسمت وهي تقول بمزح تختبره معه لأول مرة : طيب ..وين اقبصك ؟؟
قال وهو يمسك معصمها : وين ما تحبين .. اشوف الساعة ؟؟
ابتسمت بخجل وهو يقول : ما امداني اشوفها عليك الا وقت ما عطيتك اياها ..
قالت وهي تحاول تستجمع شجاعتها وتغتنم الفرصة : فياض ...؟؟ ممكن اطلب منك طلب ؟؟
التفت وعينه تلتقي ببحرعينها : اطلبي اللي تبينه حبي...
ما قدرت تمنع ارتجافتها البسيطة من كلمته..ونزلت عينها ،
استجمعت قواها للمرة الثانية وهي تقول : أنا سامحتك والله يشهد اني من كل قلبي سامحتك .. بس .. احس اني .. يبي لي وقت طوييل الين ما اتعود .. يعني انا ما ا...


تلعثمت ...!
مع انها حاولت توصل له فكرتها ببساطة ، إلا إنها ما قدرت تكمل ..
كل ما جات تكلمه بصراحة حست بحاجز يمنعها !!!
قاطعها بهدوء : أنا فاهم عليك ..
وكمل بجدية : ديما انا مستعد اجلس طول عمري انتظرك ..بس انا كل اللي يهمني الحين ..وللأبد .. هو سماحك اللي من القلب هذا.. ما تتخيلين وش كان ممكن اسوي عشان احصل عليه .. !
قالت بامتنان بالغ لتفهمه : شكراً ..
حستها طلعت من اعماقها ..
ما ندمت ابداً على أي شي قالته للحين وهي تسمع منه هذي الكلمات ..
خاطبت نفسها بحبور ..وشلون كانت تبي ترفض كل هذا التفهم وهذا الحنان وهذا الانسان اللي قدر يغير من نفسه مية وثمانين درجة الين ما وصل للي هو عليه ؟؟؟؟
قال لها بامتنان اكبر : انا اللي المفروض اشكرك .. وقبل أي شي اشكر ربي اللي فرج عني ثلاث هموم اليوم مرة وحدة و بشكل ما كنت احلم فيه ..
تمنت تعرف معنى كلامه بفضول غريب ..

لكنها اكتفت بالصمت محرجة بعد كل الكلام اللي قالته واعترفت فيه ..
قامت وهي تقول : بروح اصلي العشا ..
مشت وهو يشيعها بنظراته اللي التمعت ببريق غير عن أي مرة ..
ولأول مرة .. ببريق السعادة ..
.. قام وبنيته يصلي ركعتين شكر لرب العالمين على كل هالنعم اللي انعم عليه فيها خلال هاليومين .. !!
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
قديم 23-07-09, 01:36 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 118715
المشاركات: 634
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضجة الصمت عضو على طريق الابداعضجة الصمت عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 152

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضجة الصمت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضجة الصمت المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل التاسع والعشرين / 1

جلست على طرف السرير بتردد .. تسترجع كلامها مع فياض قبل شوي ...
"أنا سامحتك والله يشهد اني من كل قلبي سامحتك"
ابتسمت وهي تحس بخجل من انفعالها وجرأة اقدامها على الخطوة اللي خطتها .. لكنها زفرت براحة وهي تتذكر كيف ابتهج من كلامها وقرارها ..
التفتت على الباب اللي دخل منه فياض يسألها بابتسامة : مارح تنامين ؟
قالت : .. اغراضي كلها بالبيت .. ما جبتها ..
قال : خلاص .. نروح نجيبها الحين .. وبالمرة نتعشى ..
قالت بحرج : خليها بكرة .. أكيد انك تعبان ..
قال : أنا مو تعبان .. انا جيعان .. خلينا نروح نتعشى ونمر نجيبها ..لسا الوقت بدري ...
قالت بموافقة : طيب .. لأن المطبخ فاضي مافيه شي ..
.
.


بالمطعم .. جلست مقابلة لفياض اللي اول ما جلسوا امسك بالقائمة وهو يقول : موصيني الدكتور آكل أكل صحي ومفيد .. ومعطيني أوراق كثيرة عن الأكل اللي لازم أكله بفترة العلاج ..
قالت وهي تتصفح القائمة اللي معها :أجل لازم تمشي على كلام الدكتور ...
نزل الورقة وهو يناظرها بابتسامة : مو الليلة ..! يللا اختاري شي لاأني جيعان وباكل من اللي راح تختارينه ..
نزلت عينها على الورقة وهي تبتسم من تحت الغطا : اوكيه .. انا بختار لك ..
اسند ذقنه على يده المستندة على الطاولة وهو يراقبها بنفس الابتسامة :وانا انتظر ..
بعد دقيقتين رفعت راسها وهي تقول ببهجة : خلاص .. اخترت .. !!
قال بفضول : وش اخترتي ..؟؟
قالت باشتراط : خلي النادل يجي بالاول ..
قال بمزح : يا سلام .. لا يكون بتطلبين منه بنفسك ؟؟
قالت : ايه .. ياريت ..
قال بدهشة : لااااه ؟؟ ما فيه !! قوليلي وانا بقول له
قالت بتوضيح : عشان لا تغير الطلب ..
قال وهو يناظر بالقائمة اللي ماسكتها : ليه انتي وش طاالبة ؟؟
قالت برجاء:. خليه يجيب اللي انا طالبته ..
قال وهو يناولها القلم : خذي القلم واشري عليه ..
ومال شوي لخارج الاطار اللي جالسين فيه وأشر للنادل يجيهم..
ابتسمت ببهجة وهي تناظر اختيارها بعد ما اشرت عليه.. والضحكة تتردد داخلها ...
قال ما يبي يمشي على كلام الدكتور الليلة... ؟؟!!
جاء العامل وناوله فياض قائمة ديما وهو يقول له يجيب طلبين من كل اللي اشرت عليهم ..
سجل الطلب وراح ... وفياض فتح القائمة وهو يشوف وش أشرت عليه .. وناظرها بدهشة..
قالت بخجل : أكل ....... صحي !!
.
.
.
.
.
.
بالسوبرماركت .. نزلوا عشان يجيبون الاشياء المهمة الناقصة في المطبخ ..
كل ما مروا بقسم خذت ديما اللي تشوفه مهم .. خضراوات ومكرونات وغيره ..
وخذ هو شي على مزاجه .. شوكولاتات ورقائق وحلويات..
ديما كانت مستغربة منه .. من اول ما عاشت معه ولا مرة شافته ياكل هالاشياء ..
يعني ما اخذها الا لما الدكتور قاله ياكل اكل صحي ؟؟
قالت وهي تناظر بعربة التسوق اللي مليانة اشياء : فياض .. هالعصاير والشبسات حق مين ؟؟
التفت عليها وهو يقول : حقي انا وانتي ..
قالت : بس.. هذي مو صحية بالمرة ..
قال باختصار : أدري ..
قالت بقلق : ليه... انت مو ناوي تمشي عالعلاج مظبوط ؟؟
قال بجدية : طبعا بمشي عليه .. أنا ما صدقت تجيني فرصة أتعالج .. !!
قالت وهي تأشر على العربة : أجل ايش هذا كله ؟؟
قال بابتسامة جانبية : بتعرفين بعدين ..
سكتت وهي مستغربة .. لكن لما شافته ياخذ مصاصات ..
قالت بضحكة : مصاصات بعد ؟؟
حطت يدها على نقابها بحرج ..
التفت عليها وهو يقول بمزح : مو مشتهية وحدة ؟؟
قالت بصوت واطي محرج : لاا ..
تمنت يطلعون من قسم الحلويات لانه قاعد ياخذ من كل نوع قدامه ..
واخيرا طلعوا منه واخذوا باقي الاشياء ورجعوا للبيت بعد ما مرت على عايض وتركته مع فياض عبال ما تاخذ شنطتها من الدااخل ..
دخلت معه الاكياس للمطبخ ، تركها وراح للغرفة وجلست هي ترتب كل شي بمكانه وهي تبتسم وتتذكر كل حواراتهم في هالليلة الغريبة..
راحت للغرفة بعد دقائق وهي حاملة كيس كبير بيدها ..
ناظرت فياض اللي كان مبدل وماسك بعض الاوراق بيده ..
قالت بخفوت : احم .. فياض .. ؟؟
رفع راسه وهو يقول : تعالي ديما ..
اقتربت وهي تشوفه يأشر على الاوراق ..
قال : هذي الاوراق حقت المركز .. الدكتور عطاني اياهم عشان اقراهم .. فيها نصائح ومعلومات ..
قالت بتردد : ينفع أقراهم ؟
قال : طبعا ينفع .. أنا بحطهم على مكتبة التلفزيون بالصالة .. وبقراهم بكرة ..
مدت يدها بالكيس له وهي تقول : طيب خذ هذا ..
اخذ الكيس منها وهو يقول : هذا أيش ؟
قالت باستنكار خفيف: الحلويات اللي تعبت وانته تختارهم ..!
قال : آآه نسييت .. خليها عندك .. وقت ما أقولك طلعيها..تطلعينها..
قالت بشك : بتاكلهم بعد ما يخلص العلاج ؟؟
قال بضحكة : يمكن ...
كمل: وانتي اذا اشتهيتي شي منها فلا تترددين ..

قالت وهي تبتعد بالكيس :شكرا.. بخليه بالمطبخ ..
راحت..... وقبل ما ترجع للغرفة .. فاجأها خاطر مزعج ..
الحين معقولة بتخلي فياض يرجع لذيك الغرفة ينام على الأرض من بعد ما تصافوا ؟؟
بنفس الوقت .. مو معنى انهم تفاهموا يعني كل شي بيطيح من بينهم ..!
في لسا حاجز كبير يبي له وقت على بال ما يختفي ...
اقتربت بخطوات قلقة من الغرفة ..
وفي نفس اللحظة كان خارج يدورها بعد ما طولت ..
تفاجأ بوقوفها القريب من الغرفة .. وبملامحها القلقة ..
اقترب وهو حاسس باللي تفكر فيه ..
ناداها بلطف : ديما .. ؟
رفعت راسها متفاجئة وقالت بتلعثم : نعم ؟؟؟
قال بهدوء : تعالي بدلي عشان تنامين .. ،، الوقت متأخر ..!
قالت وهي تتخطاه وتروح لمكان ما حطت شنطتها : حاضر ..
قال وهو يراقب حركتها السريعة من مكانه : بكرة رجعي اغراضك بالدولاب ...
قالت بهدوء : ان شاء الله ..
تركها تدخل للحمام وراح للسرير وهو يقيس المسافة بين اوله وآخره تقريبيا ..
حط اربع مخدات بالطول في وسطه .. وهو يقول بنفسه : ياارب تكفي !!

حاول يتحاشى مراقبتها عشان ما تتوتر لما خرجت ..
ناداها وهو يشرح لها اللي سوااه ... وهي واقفة تراقبه بارتباك وتوتر بااالغ..
قال بابتسامة مطمئنة: أو تبيني أرجع للغرفة ..؟؟ ما تفرق معي .. بس ما أبي أكبر الحواجز بيننا ..بالأخير .. أهم شي عندي راحتك ..
قالت بأنفاس متقطعة : لاعادي ..كذا زين ..
وخرجت من الغرفة بخطوات سريعة وهي تقول : بشـ ـرب مااي ..
حس انه تسرع وضغط عليها من أول يوم لهم بعد التفااهم ...
طلع من الغرفة وراح وراها للمطبخ : ديما آسف.. أنا برجع للغرفة حالاً..

قالت بسرعة : لا والله .. انا مو قصدي .. أصلاُ أنا .. كنت بقولك لاتنام على الارض .. بس ..
اقترب وسحب كوب الماي من يدها اللي تتحرك لا شعوريا بتوتر: ديما ..
رفعت راسها وهي تتدارك سرعتها ..
قال : ما أحب أشوفك خايفة أو متوترة .. عشان كذا أنا بروح للغرفة الثانية وبيجي الوقت اللي بيترتب فيه كل شي بالحاله بدون ما نحس..
قالت برجاء : لا الله يخليك .. لا تنام بذيك الغرفة وانت تعبان..
تمنى أمنية وهو يسمع نبرة الرجاء بصوتها .. قلقا عليه ..
بس ماحان وقت الأمنيااات .. لسا بدري عليــه ..
شرب باقي الماي اللي بالكوب ..وناظرها ..
قالت بتأكيد محرج وهي معلقة انظارها بالكوب : صدقني .. عادي ..
سكت مو مقتنع بكلامها وحط الكوب من يده بهدوء ..
لكنه قال بابتسامة :طيب ..بس يبيلنا مخدات زيادة لاني حطيتها كلها بالنص ..
تراجعت بحرج .. وأخذت الكوب تغسله وترجعه لمكانه ..
سبقها وطلع والابتسامة مافارقته ..
سحب المخدات لجهته اكثر عشان يفسح لها مكان اكبر على الجهة الثانية ..
التفت على جنبه وهو يسترخي ..
دقائق وحس بحركتها الخفيفة على الطرف الآخر ..
غمض عينه بارتياح ..
وما احتاج وقت كثير حتى يستغرق في النوم .. بعد يوم حاااااافل ، لكن مليء بالمفاجآآت ...السعييدة !
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

سار في ممرات الجامعة وهو يناظر ساعته يتأكد من موعد محاضرته القادمة ...
استوقفه صوت خطوات سريعة تقترب منه ..
التفت و .......
بلع ريقه وهو يشوف سلمى تقترب من مكان وقوفه وتقول: ممكن لحظة ؟؟
قال وهو يناظر بكتبه : نعم ؟؟
قالت بحــدة: ممكن اعرف انت مين مفكر حاالك بالظبط؟؟
رفع راسه بصدمة وهو يقول : أنا ؟؟
قالت : ..مين انت عشان تروح تكلم وليد عني وتتدخل في شؤوني الخاصة ؟؟
سكت نواف شوي وهو يستوعب السالفة كلها ..
قالت بنفس العصبية وهي تشوفه ساكت وما يناظرها : اذا هو اخوي وساكت وما كلمني ولا مرة ... تجي انت وتحرضه علي ؟؟؟؟!!!! شلون احل هالمشكلة الحين ممكن تقول لي ؟؟؟؟؟؟؟
قال نواف وهو يشد على كلماته : .. انا ما مسكت وليد وجبرته على شي .. انا ابديت له ملاحظتي البسيطة باعتباره اخوي واي شي يتعلق فيه يتعلق فيني .. وما كلمته عنك إلا لأني أشوفك مثل أختي .. ولو إن لي أخت مثلك فما رح أسمحلها أكيد تسلك هالسلوكيات أوتظهر بالمظهر اللي انتي تظهرين فيه ..
سلمى بصدمة وبانفعال :أولاً هذي اسمها حرية شخصية ... وثانياً ما أتوقع إن سلوكياتي فيها شي معيب أو مظهري فيه شي خاطىء...ووليد بنفسه عارف أخلاقي زين ومو الحين يجي واحد مثلك يشككه في أخته !!!
نواف وهو يستعد لاكمال طريقه :أنا ما شككته ولا شي .. وأنا مو ندمان على أي شي قلته لوليد .. ولو أنتي شايفة انك ما تسوين شي غلط .. فهذا بحد ذاته غلط مستعصي .. ارجعي وشوفي بنات المسلمين وبنات بلاادك وش المفروض تكون صفاتهم وسلوكياتهم ومظهرهم ...وانتي تعرفين الصح من الغلط ..
سلمى بقهر : أنا ما خلصت كلامي ..!!
نواف وهو ملتفت ومعطيها ظهره : انا ما عندي شي أضيفه ...
اقتربت منه ولفت تقابله ووقفت قدامه وهي تقول : يعني مارح تعتذر لي ؟؟؟
نواف بصدمة من تصرفاتها الجريئة : أعتذر على ايش ؟؟
قالت بحدة : على الكلام اللي قلته لوليد .. مايخليني بحالي من يومها .. وكله بسببك ..انت!!!!
نواف وهو يكمل طريقه : ..ما عندي شي اعتذر عليه .. والحين خليني اكمل طريقي لانه عيب عليك اللي تسوينه !!
تجمدت بمكانها من لهجته القوية الصارمة .. اصرت على اسنانها من القهر وهي تراقبه قبل ما يختفي في احد الممرات ..
وش كانت تبي منه....؟؟؟ما تدري ؟؟

لفت ومشت ببرود حاولت تكسي تفكيرها فيه ... لكنها ظلت طول اليوم مرغمة تفكر بكلامه اللي ينعاد براسها ، ....وصورته مافارقت بالها .. ..وهذا الشي اللي قهرها أكثر وأكثر ..
بدال ما تقهره بالكلام مثل ماكانت ناوية اليوم .. هو اللي قهرها !!

ارتجفت وهي تتخيل وليد يعرف باللي صار .. ولقت نفسها فجأة تدعي انه ما يعرف ..وان نواف ما يشتكيها عنده ...
مع ان احساسها قال لها ان هذا الفعل بعييد عن نواف .. لكن ما قدرت تمنع نفسها من الخوف وهي تتخيل رأي وليد في فعلها المخجل اليوم..

عضت على اسنانها ندم على تسرعها ووقاحتها معه ..
و قالت بصوت عالي وهي تتذكر كلام نواف وردود فعله : يقهرررررر!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

صحت من النوم على الساعة 10 ومالقت فياض بالبيت .. رتبت المكان وهي مبتسمة .. لأول مرة اليوم تحس انها عايشة حياة طبيعية .. بدون توتر أو قلق أو خوف ..
فاجئها اتصال من عايض بعد ساعات .. يسألها عن خلود وعمرها وغيرها من المعلومات اللي تعرفها ديما.....
ديما تذكرت موقف خلود الأخير معها واللي ترك أثر كبير في نفسها ، ومدحت له أكثر فيها ..

أما عايض فكان يسمع من ديما والفكرة تترسخ أكثر بباله ..
.
.
حطت الجوال بجنبها ،
توضت وصلت الضحى ،
ورتبت اغراضها بالدولاب ..

وقفت في الصالة شوي وهي تتأمل وضعية الأثاث فيها ، وبدأت بتنفيذ فكرتها الفريدة كنوع من التجديد ..
قضت حوالي ثلاث ساعات وهي تسوي أكثر من شغلة بنشاط وحماس من أثر نفسيتها المنشرحة ..
وقفت تغسل بعض الاكواب والاواني اللي استخدمتهم في المطبخ ..
وفي وسط انشغالها سمعت صوت الباب ينفتح ..زادت دقات قلبها وهي تسمع صوت فياض ..،،

سحبت نفس عميق وطلت براسها للصالة وهي تحاول تصغي وتسمع مع مين يتكلم ..
ناداها فياض .. وطلعت بسرعة وبدهشة وهي تناظر بالطفل الصغير اللي حامله ..
اقتربت منه وهي تقول باعجااب تلقاائي : ياقلبي عليه .. مين هذا ؟؟
قربه منها وهو يقول : هذا سامي .. ولد سالم أخوي .. اسمكيه شوي .. انا بدخل ابدل وأجي ..
اعطاها اياه بسرعة ومشى للداخل ..
التفت عليه مستغربة من بروده واستعجاله ، والتفتت لسامي وهي تعدل من وضعه على ذراعه وتناظره بحب ..

قالت وهي تجلس على اقرب كنبة وتحطه على رجلها : مااحلاااك .. ماشاء الله ..
مسحت على شعره وباسته على راسه وهي تتكلم معه وتبتسم : وينك عنا من زماان .. هااه ؟؟

.
.

اتسعت ابتسامته وهو واقف يراقبها من بعد ..
من أمس والفكرة تلح عليه بقوة ..
وطلع من الصبح لدوامه وخلص شغله ومر على سالم جابه هو وولده للبيت بعد ما اقنعه بصعوبة بالموضوع وقال له إن ديما تبي تشوفه ...

دخل للصالة بعد ما اكتفى من مراقبتهم خلسة ..
قال وهو يجلس قريب منهم : وش رايك فيه ؟؟
قالت بصدق : والله انه اجمل طفل شفته بحياتي ماشاء الله ..
قال بلؤم : ما يشبهني ؟؟
قالت بمزح تغطي على خجلها : لا .. أبداً ...
قال بمحاولة : ولا واحد بالمية ؟؟
قالت بابتسامة وهي تقوم حاملته : لا ..
ابتسم باحباط وقال بعد ثواني : حلو ترتيب الكنب كذا .. بس ما تعبتي وانتي تحركينه ..؟؟
ابتسمت بتأكيد وهي تلم سامي عليها : لا اصلا هو خفيف .. وعلى العكس حسيت بنشاط أكبر بعد ما غيرته ..
وقالت برجاء وهي تناظر سامي اللي مسك خصلات شعرها يلعب فيها : تكفى خله معي شوي ؟؟
فياض وهو يراقبهم بتسلية : ابوه راح يقضي مشاوير.. وبيرجع بعد مدة ..
قالت ببهجة وهي تفك شعرها اللي التف على يد سامي : حلووو ..
ومدت سامي له وهي تقول : خليه معك شوي ... بروح دقيقة وراجعة ..
مسك سامي وهو يضحك له .. ودنق على اذنه وهو يقول له بصوت واطي بعد ما اختفت ديما داخل المطبخ : .....ياحظك بس!!
ابتسم له سامي وهو يهتز بفرح على رجله..
باسه على خده وهو يقول : ايه ...يحق لك تفرح ياااعمي وتستانس داام جالس بحضنها طول هالوقت ...!!
طلعت ديما بعد شوي وبيدها صينية فيها من الحلا اللي صلحته قبل شوي .. وحطته على الطاولة قدام فياض وهي تقرب عشان تاخذ سامي منه..
قال : ايش هذاا ؟؟
قالت بخجل : ممم حلا ..
والتفتت بسرعة عشان مايعلق عليها وتنحرج اكثر : انا باخذ سامي جوا معي ..
واختفت من قدامه ..
التفت على الصحن قدامه ،،
وغمض عينه ويستغرق لثواني في نشوة الفرح اللي انتاابته ..
فرح بكل هذا التغيير السريع ..

رجع يناظر بالمكان اللي يحس كل ركن من أركانه فيه سحر عجيب اضافته عليه بمجرد وجودها فيه ، و قبل حتى ترتيبها له ..
لو انها تدري بالحب اللي يحمله لها في قلبه ؟؟
ما عمره تصور ان في شي بيرغبه في الحياة بهذا الشكل في يوم من الأيام ...؟
آآه لو تدرين يا ديما ....
هل راح يستوعب قلبك كل هالحب بيوم ؟؟؟

قطع عليه طوفاان مشاعره صوت بكاء سامي ..
دخل للغرفة وهو يسأل بلطف : ليش يبكي ؟؟
عبست ملامحها وهي تقول : ما أدري .. يمكن عشان مو متعود علي ..
فياض جلس بجنبها على السرير وهو يحطه على رجله ،
قال لسامي بضحكة : شكلي أنا اللي حسدتك ..
قربت من فياض بعجب وهي تقول : وش قاعد تقول له ؟
فياض وهو يناظرها بابتسامة : هذا شي بيني وبينه .. شوفي شلون سكت .. هو يحبني أنا ..
قالت باحباط وهي تعقد حواجبها : ليش ما يحبني ؟؟ طيب حتى انت مو متعود عليك ..ليش انت وانا لا .. !!
قال وهو يرجع لورا ويستلقي على ظهره بعرض السرير ويحط سامي على بطنه : انتي تحبين الأطفال صحيح ؟؟
قالت وهي تبعد لورا وتعتدل في جلستها : أكييد ..
قال : ما استغربتي انه اشقر وعيونه ملونة ؟؟
قالت وهي تستند بذراعها على رجلها : كنت بسألك بس لهيت.. أمه مو سعودية ؟؟
قال : ايه .. فرنسية ..
رفعت حواجبها بدهشة : آهاا .. وهم خلاص بيستقرون هنا ؟؟
فياض وذكرى مرض سالم تطووف حوله من جديد : لا .. ماظن!
قالت ببهجة : ياريت والله لو يسكنون معنا هنا ... عشان كل يوم اشوف سامي ...
ابتسم وهو يكرر : ياريت ..!
قالت بخجل وهي تشوفه يناظرها بهدوء من وضعيته هذي وكأنه بينام : ليش ساكت طول الوقت معك ؟؟
فياض وهو يلتفت على سامي اللي وجهه كان على الجهة الثانية من ديما : لفي للجهة الثانية شوفيه .. مسترخي .. شكله ناام ..!!
لفت ديما وابتسمت باحباط : يووه .. نااام صدق ..
سألها بدهشة : ناام ؟؟!! وانا كيف بقوم الحين ؟؟ اخاف يصحا
اقتربت منها وهي تقول : انا بشيله شوي شوي .. وانته قوم من تحته .. وبعدين بحطه عالسرير ..
وافقها وانحنت هي على فياض عشان تشيله وعينها تتأمل سامي وتبتسم ..
كان يراقبها مثل المسحور وهي تقترب منه بهالابتسامة العذبة ..
غمض عينه وهو ينتظرها تشيل سامي متحاشي انه يشوفها من هالقرب ..

لكنها ما شالته ..
فتح عينه بعد لحظات وشافها جاية من بعيد ومعها جوالها ..

قالت بحماس : الله يخليك .. بس صورة وحدة ؟؟
قال : صوريه لحاله بعد ما اقوم انا..
قالت بخجل : بس هالوضعية احلى .. كذا وجهه باين وهو ناايم ... والله شكله حلوو ..
قال بعدم اقتناع : اوكيه .. صورة وحدة ..
لكنها اخذت ثلاث صور .. وحدة باين فيها فياض واثنين لا ..
اقتربت وشالت سامي ببطىء وانتظرت فياض يقوم لكنه ما قام من مكانه .. شافته مغمض عينه ..
قالت بحرج : احم .. نمت ؟؟
قال وهو مازال مغمض عينه : ايه ...
قالت : طيب وخر شوي بحط سامي ؟؟
ابتعد شوي على جنب وحطت سامي بجنبه .. وطلعت جوالها والتقطت صورة أخيرة بالسر ..
سكرت الستاير وطلعت من الغرفة وهي تشوف الاثنين صدق نايمين ..
راحت للصالة وابتهجت وهي تشوف صحن الحلا فاضي ..
فتحت الصور اللي خذتهم وجلست تتأمل فيهم ..
بعد فترة حطت يدها على وجهها باحراااج وهي تكتشف انها سهت وانها ما كانت تتأمل بصورة سامي طول هالوقت ..
استغربت من هالتغير السريع بمشااعرها .. واللي مع خوفها منه ..إلا إنها مرتااحة له كثيير ..
حاولت تلهي نفسها بأي شي .. التفتت على مكتبة التلفزيون وشافت الاوراق حقت فياض .. اخذتهم تقراهم وهي تتأمل يكون فيها اي وصفات لأكلات صحية عشان تقدر تسويها له قرييب ..

.

.
.
.
.
.
.
للجزء تتمة .. متى ما سنحت الفرصة

في حفظ الرحمن









.
.

زارا الغالية ..

هذا الجزء عشان خاطرك .. والله ما قدرت ارد الطلب وماكان عندي عذر وانا فاضية اليوم .. بس معليه تأخرت شوي .. ان شاء الله تلحقين عليه قبل السفر ...تروحين وترجعين بالسلامة ونشوفك على خير ان شاء الله..
.
.
احساسي يكفيني ... الله يعطيك العافية ..وماقصرتي يا حبيبة .. الله يطمن قلبك داايما مثل ما طمنتيني .. الله يحفظك

.
.
dar3amya

!!دلعي غييير!

وكل اللي ينتظرون

ان شاء الله ما طولت عليكم كثيير

الله يعطيكم العافية على هالتشجيع والمساندة الراائعة


.
.

والمعذرة مرة اخرى لكل المتواجدات بالقصة وكل اللي ردوا وما رديت عليهم ..
اممم ... في ناس افتقدتهم .. انا عادة ما احب اسأل لاني عارفة كل غايب ومعه عذره .. بس اخاف اني اقصر معهم بالسؤال .. ان شاء الله يكونون بأتم الصحة والعافية ..ونشوفهم قريبا على صفحات المنتدى ونطمن عليهم ..

ما أطول عليكم ..

اشوفكم على خير ..

في أمان الله ..



 
 

 

عرض البوم صور ضجة الصمت  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شيءٌ من الأحزان ... !, ضجة الصمت, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية