كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- ولكننا لسنا فى هوليوود مدينة السينما . ثم إننى لا أشرب عصير العنب كثيراً .
وإذا حدث فإننى أعرف حدود سيطرتى على نفسى .
نظر إليها تروى وكأنها ألقت لتوها بقنبلة يدوية فى حجره .رد عليها وهو يناولها كوباً من عصير العنب احتسته فى الحال :
- أتعرفين أنك أحياناً تكونين مسلية ؟
اعترفت قائلة :
- إنه عصير لذيذ.
- أخبرينى إذن ما الذى يمتعك فى الحياة يا ناتالى كورتلاند ؟
- إننى أعشق القراءة وحل الكلمات المتقاطعة . وأحياناً أذهب إلى السينما مع صديقة وقد بدأت دروساً فى لعبة الجولف . الكثير من الأشياء تثير اهتمامى ولكن ليس لدى وقت حقا .
قهقه تروى حتى أوشك أن يختنق بعصير العنب :
- أوه ... عفواً ! لقد تعشمت أن يكون لديك ناحية صغيرة متوحشة . ولكنى أدركت أن مغامرتك هنا لا تذكرك بأى شئ مثير .
- حدث أن حياتى مليئة يا سيد جوردان . وإذا كنت تظن أننى أقضى وقتى فى الحانات فى مطارو العزاب بحثاً عن زوج فأنت مخطئ . وإذا كان هذا يضايقك فلا يهمنى بل يسعدنى أن يضايقك .
كانت قد أشاحت عنه بوجهها ولكنها تعلم تماماً أنه يراقيها بإمعان . احتست جرعة عصير كبيرة من عصير العنب الذى بقيت بعض قطراته على شفتيها .
- أتصور أنك تحصلين دائما على الدرجات النهائية فى الفصل .
كان يفكر فى أنها أبداً لم تضايقه أو تثير ملله على الاطلاق .
أجابته بلهجة لاذعة :
- نعم هذه هى الحقيقة . ولقد تخرجت بتقدير مرتفع فى الجامعة وبمرتبة الشرف هل رضيت ؟ أنا أعرف جيداً ماذا أريده من الحياة .
ابتلعت ناتالى جرعة من عصير العنب بحركة عصبية . تساءلت لماذا تحس بأن رضا تروى عنها يهمها ؟
أعلن بعد فترة ودون مواربة :
- إننى لا أتصور أبداً أنك لا تريدين إنجاب أطفال . وكما سبق أن علقت فأنت تصلحين أما ممتازة فلماذا ترفضين هذه المتعة ؟
- ومع ذلك كنت أتوقع أن يكون السبب واضحاً لك . أولاً : انا لست متزوجة وليست لدى النية فى أن أغير هذه الحالة الاجتماعية . ثم إننى أعتقد أننى سأصير ما يسمونه الأم الحاضنة . وسيصيبنى الرعب لمجرد التفكير فى إمكانية وقوع شئ ما لأطفالى .
- كما حدث مع بوبى .... أليس كذلك ؟
لقد أظهر إلحاحاً حقيقياً . خفضت ناتالى عينيها :
- بلى مثل بوبى .. إذن لقد وجدت نفسى مرة أخرى وحيدة .
أنهت ما فى كوبها من عصير ورفضت أن يصب لها كوباً آخر.
إنها لاتريد الإفصاح عن أمور تريد إخفاءها . سألها :
- وماذا عن والدك ؟
- إن تفهمنا لم يكن مشجعاً . لقد تغير كثيرا منذ رحيل أمى . وقد ابتعد بطريقة ما عنى وعن بوبى . ولعل هذا هو السبب دون شك فى أننا أصبحنا أنا وبوبى متقاربين إلى هذه الدرجة . وفى المدرسة حرص الأساتذة على ألا يضعونا فى نفس الفصل معاً فقد كنا نسبب لهم إزعاجاً لا حدود له عندما نجتمع معاً .
************************
يتبـــــــع...
|