لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-10, 09:05 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,199
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وفي اليوم الثالث من التجول للأستكشاف ابتعدا عن المدينة وهما يبحثان عن مكان خاص لتناول الطعام أوصاهما به موظف الأستقبال في الفندق, وفجأة قفزت شاني من فوق دراجتها وهتفت:
-" مزيد من الآثار القديمة! وهنا في البراري!
كان هذا صحيحاً , وامتدت أمامهما أميال لهما وحدهما, كانت الأعمدة المنهارة مغطاة بالنباتات الى حد كبير , وكانت هناك رؤوس ثلاثة تماثيل لأسود من المرمر. انحنت شاني وبدأت تنبش عن جذور الحشائش الخشنة وغيرها من الأعشاب البرية, أخيرا توسلت اليه وهي تشعر بالأثارة :
-" ساعدني ... هناك شيء صلب هنا".
-" أتدركين أنك تخرقين القانون؟".
حذرها بذلك لكنه أذعن لطلبها.
وكانت شاني منهمكة تماماً في مهمتها , وأزالا بعناية جذور النباتات ثم أزاحا التربة, وهنا شهقت شاني شهقة قصيرة وقالت:
-" قطعة جميلة من الفيسفاء , أندرياس ينبغي أن نخبر أحداً".
وابتسم وهو يقول:
-" السلطات تعرف أن هذه هنا..."
-" كيف يمكنها ذلك؟ عثرنا عليها للتو".
" لكن بعدما عثر عليها شخص آخر , ثقي بذلك".
-" لكن هذه النباتات ؟ الفسيفساء . كانت مدفونة تماماً حتى الآن".
-" أعتقد أنه لا شك أن هذا المكان تم مسحه , أنظري الى الأعمدة . أننا لسنا الوحيدين اللذن لاحظناها".
ورمقها بنظرة ابتهاج ونهض وهو ينفض التراب عن يديه ثم قال:
-" لا يا شاني, اننا نتوصل الى اكتشاف عجيب, فالمكان بانتظار التنقيب فيه , وفي الوقت نفسه يرجى من السياح الفضوليين ألا يباشروا هم التنقيب".
وقطع كلامه وهو يضحك من تعبير الأكتئاب الذي بدا عليها ثم قال:
-" أو أزالة النباتات , فمن الواضح أنها تركت تنمو فوق المكان , هيا بنا ينبغي أن نغطية مرة أخرى".
واعتراها الأحباط تماماً, وأشاحت ببصرها تحدق في الصورة الرائعة للطيور والأزهار , وقالت بابتهاج:
-" أنها جزيرة رائعة".
وبعد ذلك بأسبوع صاحت هذه الصيحة نفسها اذ كانا وحدهما في حديقة الفندق يتجولان تحت سماء ساحرة والهواء حولهما كله معطر بشذى الأزهار يهب رقيقاً دافئاً, وفجأة شعرت شاني بنفسها تنجذب نحو زوجها وسمعت همسته الرقيقة المقنعة في أذنها:
-" انه مكان رائع يا عزيزتي شاني, مكان رائع لقضاء شهر العسل".
وفي الحال تصلبت وابتعدت عنه وهي تشعر بالأضطراب , فقال بهدوء:
-" أنني آسف".
ثم أضاف عندما لاحظ ما اعتراها :
-" قلت أنه لن يعكر صفو هذه الأجازة شيء وأنا أعني ذلك".
ثم أخذ يدها في يده وسارا في صمت عائدين الى الفندق.
-" أندرياس ... لا أستطيع أن..."
لكنه قاطعها قائلاً:
-" قلت لا تقلقي, لم يبق لنا الا أربعة أيام فقط, فلنسعد بها".
وابتسم لها بدون بادرة غضب في عينيه ثم أضاف:
-" ألم أقل منذ البداية أنها ستكون فترة تظل ذكراها معنا؟".
وأشارت بالأيجاب ولما لم يتغير تعبيرها نظر اليها بصرامة وأمرها بأن تبتسم , فأطاعت , ومنذ ذلك اليوم أصبح مرحه مجرد مظهر خداع , وسرعان ما أحست شاني بهذا, اذ بدا وكأنه يحمل في أعماقه ثقلاً من الأسى, كان مثل رجل ناضل بيأس ولكن بشرف, وخسر المعركة, وحاولت الأقتراب منه وفي مناسبتين حاولت أن تدير الحديث بطريقة تجعلها تعبر له عن شكها المتزايد, وعن أنها تشعر شعوراً مختلفاً اتجاه زواجها وينبغي أن يكون صبوراً معها, فيتيح لها فسحة قصيرة أخرى من الوقت لتعرفه, فقد كانت أولاً وقبل كل شيء في بداية معرفتها اياه خلال هذه الأجازة , لكنه كل مرة كان يغير مجرى الحديث , وأدركت أنه يفعل ذلك اعتقاداً منه بأنها تضايقت من أقتراحه بأن يجعلا أيامهما القليلة الأخيرة بمثابة شهر عسل لهما, وهكذا لم تكن قد قدمت اعترافها عندما عادا الى لوتراس , حيث استأنفا علاقتهما القديمة بعدما قضيا معا أسبوعين.

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 03-02-10, 09:06 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,199
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وتحدث أندرياس مع زملائه عن اجازته , ومن ناحية أخرى كان المفروض أن شاني قضت هذه الأجازة مع أصدقاء لها في كراكاس , كما فعلت عدة مرات من قبل, لذلك اكتفى أصدقاؤها بالسؤال اذا استمتعت باجازتها , ولم تكن شاني تعرف حقيقة مشاعرها أزاء أندرياس ولكن كلماته الرصينة تلح على أعماق ذهنها " فكري في الأمر يا شاني لأن أمامنا طرقاً طويلة علينا أن نقطعها , ويمكن أن تكون هذه الطرق مفعمة بالوحدة"".
لكنه لم يحبها, ولذلك رفضت أن تفكر في احتمال العيش معه, في أية حال كانت واثقة من شيء واحد أنها الآن لا تستطيع قبول فكرة زواجها من براين, وكلما أسرعت بابلاغه كلما كان ذلك أفضل... ستكون أمينة معه تماماً, وتمنت ألا يثور ثورة غضب حادة, لكن قلبها بدأ يخفق بطريقة غير عادية عندما اتصل بها براين تلفونياً فور عودته الى قاعدة ليماسول.
-" عزيزتي لقد عدت! متى يمكنني أن أراك؟ هل تستطيعين؟".
-" أ... أجل...".
وشعرت بأنها مرتبكة ومضت تقول:
-" أجل انني غير مرتبطة يا براين, لكن شيئاً ما حدث".
وقاطعها بحدة:
-"هل حدث؟ الغاء الزواج؟".
فتح بنفسه أمامها مجالاً للحديث فاستغلته وقالت:
-" أندرياس واثق أنه وحده يستطيع الغاء الزواج, لأنني رفضت أن أعيش معه, فمن المحتمل ألا أستعيد حريتي أبداً, وفي أية حال فأنني سأخبرك بالأمر عندما أراك".
وبدا براين كأنه لم يفهم كلماتها الأخيرة حيث قال لنفسه:
-" يمكنه وحده أن يلغي الزواج... ايه؟".
سألها في لهجة حادة غاضبة:
-" هل كنت تعرفين ذلك قبل أن أرحل؟".
-" أجل".
-" أذن، لماذا لم تخبريني؟".
-" لم أكن أرغب في ازعاجك في ذلك الوقت, لكن الآن...".
-" لكن قلت أنه استسلم!".
ونفت بسرعة:
-" لا ... قلت أنه يبدو مستسلماً الى حد ما... لكنني قلت أيضاً، أنه لا يريد أن يطلقني".
وسألها بعد فترة:
-"هل يعني هذا أن هناك احتمالاً للتأخير؟".
-" قد لا يكون هناك الغاء للزواج, لكن...".
وقاطعها بصيحة غاضبة ثم قال:
-" اتركي هذا الأمر لي! حان الوقت لأتدخل في هذه المسألة , أنه لن يفلت منها!".
وقالت بالحاح:
-" براين... لا ... هناك أمور أخرى... براين..".
صرخت ملحة لكنه أنهى المكالمة , وطلبته مرة أخرى لكنه لن يفعل شيئاً قبل أن يراها في نهاية الأسبوع ... الواقع أنه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئاً رغم تهديده الذي قاله في ثقة.

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 03-02-10, 09:07 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,199
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


6- فخ من حرير

كان مستشفى مونيكومو يحتل ربوة عالية في جبال ترودوس بين قريتي يدهولاس وبروروموس, وبعد وصول أندرياس الى لوتراس ببضعة أسابيع استدعى لأجراء جراحة هناك, وكان عدد أفراد طاقم المستشفى ناقصاً في ذلك الوقت فرافقته شاني, وراعها مثل أندرياس تماماً نقص الأمكانات في المستشفى الواقع في منطقة يمكن أن تكثر حوادثها , فلم يكن الطريق الجبلي ضيقاً ووعراً فحسب , مع وجود انحناءات خطيرة يفصل بين الواحدة والأخرى مئات قليلة من الياردات , ولكن المنطقة كانت أيضاً مكاناً معروفاً باجتذاب عشاق التزلج في الشتاء, ولم يشر أندرياس مرة أخرى الى قلة المعدات ولذلك دهشت شاني عندما استدعاها أندرياس الى غرفته في صباح اليوم التالي لمكالمة براين الهاتفية , وقال انه اتصل بالطبيب الشاب المسؤول في مونيكو ووافق بسرور على اقتراح أندرياس بأن يذهبا معاً ويعدا قائمة بالمعدات الضرورية , ثم يطلب الطبيب استكمالها عندئذ, وكانت شاني وأندرياس تقابلا في غرفة العمليات مرة واحدة منذ الأجازة , وفي تلك المرة كان الجراح الفاتر الجامد, وبالأضافة الى ذلك كان يبدو متوتراً, واجتاح شاني شعور بالقلق لسبب غامض , لكنها استطاعت أن تسيطر عليه في النهاية لأن أندرياس حدد خططه في نبرات هادئة وقال:
-"أنه يريدها أن تذهب معه الى ترودوس فهل لديها بعض الأقتراحات؟ وزاد هذا الطلب دهشتها , وفكرت في غرابة الأمر, فلماذا يشغل نفسه بمثل هذا المستشفى الصغير؟ وقال كما لو كان يقرأ أفكارها:
-" يحتمل أن أستدعى لأجراء جراحات في مونيكلومو في المناسبات المقبلة لذلك سأذهب لمعرفة ما اذا كان يمكن تزويدها بالمعدات بصورة أفضل".
-" متى تنوي الذهاب؟".
وقال انه ذاهب بعد ظهر اليوم نفسه, وعند ذاك نظرت اليه في شك وقالت:
-" لن يكون أمامنا فسحة طويلة من الوقت, الا اذا كنت تفكر في العودة بسيارتك في الظلام".
-" القيادة لن تزعجن, وسنبدأ رحلتنا حوالى الثانية عشرة وسنتناول شيئاص من الطعام ونحن في الطريق"
وتوقفا عند قرية ليفكا لتناول الغداء, حيث أكلا الكباب والسلطة وشربا القهوة التركية, وكانت ثمار التين تتدلى من شجرة بجوار المطعم , ولما رأى أندرياس نظرات شاني متجهة اليها سألها اذا كانت ترغب في بعضها.
-" نعم".
قالت ذلك وهي تشعر شعوراً غريباً بالأضطراب لأن هذا ليس أندرياس الذي عرفته أثناء الأجازة , وكان التغيير فيه كبيراً حتى أن الأيام التي قضياها في كوز بدت وكأنها لم تحدث على الأطلاق وأضافت:
-" ربما لا يريدون أن نقطعها".
-" هل سمعت أبداً عن قبرصي يتردد في قطف شيء اذا ما أراده زائا؟ انهم يشعرون بالفخر عندما يرغب المرء في شيء يمتلكونه".
http://www.liilas.com

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 03-02-10, 09:08 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,199
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

وكان هذا صحيحاً , ولم تقدم أي أعتراض آخر, وبعد دقائق قدمت اليها ثمار التين نظيفة في سلطانية من الزجاج, وأكلت شاني منها , وسأل أندرياس بعد فترة وجيزة وهو يلقي نظرة على ساعته:
-"هل أنت مستعدة؟".
-" أجل...".
وبعد ميل ونصف ميلاً الى نهاية المطاف , وفتح أندرياس الباب , وخرجت من السيارة الى صمت مطبق, الى عالم من الصخور وقمم التلال الحادة المهجورة عدا المبنى الصغير حيث أقيم المستشفى, وقال أندرياس وهما يدخلان:
-" يمكنك أن تتحدثي مع رئيسة الممرضات بينما نقوم نحن بجولتنا , واستقبلتهما الرئيسة وطبيب يوناني قبرصي شاب مبتسم , وأضاف أندرياس:
-" سأرسل في طلبك لو احتجت اليك".
وتطلعت شاني بسرعة , لكن وجهه كان جامداً ... ( لو احتجت اليك) ... أي شيء غريب يقوله , اذا كان لا يتوقع أن يحتاج اليها فلماذا جاء بها الى هنا؟".
وفي النهاية أرسل بطلبها , لتعد بعض المذكرات , وكان هذا كل ما فعلته , بل ان هذه المهمة الصغيرة كان يمكن أن تقوم بها احدى ممرضات المستشفى, وفي أية حال لم تعلق شاني أية أهمية.
أخيراً عندما خرجا من المستشفى وجدا نفسيهما وسط جو مخيف من الظلام والأشباح الغامضة, وظهرت الحدود السوداء لجبل أوليمب وسط السماء القرمزية الداكنة وحذرهما الطبيب قائلاً:
-" أنها طريق خطرة في الظلام. اذا كنتما تفضلان البقاء فان هناك فندقاً قريباً".
ورد أندرياس:
-" لا , شكراً لك".
وأطلق الطبيب ضحكة قصيرة وهو يقول:
-" خذا راحتكما اذن, فقد أحصى صديق لي يوماً ما مائة وتسعة وخمسين منحنى على طول الطريق الى أسفل, انها طريق وعرة".
وكانت المنحيات رفيعة , ذات منعطف حاد الى درجة أن السيارة بدت كأنها تسير على عجلتين فقط, وبعدما قطعا نحو خمسة عشر ميلاً، أدركت شاني فجأة ما يحيط بها اذ أنها كانت تائهة وسط أفكارها وقالت:
-" هل تسلك طريقاً مختلفاً؟".
ولم تكن هناك طريق أخرى, وفي مكان ما تحول أندرياس الى ما لم يكن يزيد عن مسار جبلي وعر , وأضافت:
-" ضللت طريقك, هل أخرج وأعيدك الى الطريق؟".
وكز بصره على الضوء المنبعث من مصباح السيارة الأمامي وهو يقول:
-" انني أمتلك فيللا صغيرة هنا. أجل... انني أراهاوأريد أن أصل الى هناك".
-" لم أكن أعرف أنك تمتلك فيللا".
وكان كثيرون يمتلكون فيللات في منطقة ترودوس , وقد اعتادوا الذهاب لقضاء شهرين وسط الجبال أثناء الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة وأضافت شاني:
-" هل تمتلكها منذ فترة طويلة؟".
-" منذ نحو ستة أسابيع, لكنني لم أستخدمها بعد اطلاقاً".
وتكسر الحصى الخشن تحت عجلات السيارة حين دخلا الى أرض خلاء في الغابة العميقة, في أجمل بقاع وادي مارا باسا . كانت الطريق ضيقة حتى أن الأغصان المنخفضة للأشجار لامست السيارة.
توقفت السيارة, وأخيراً استطاعت شاني أن ترى ظل الفيللا.
-" أنها بقعة رائعة".
ووقفت شاني بجانب السيارة, وهي تمعن النظر وتفكر أنه كان الأفضل لو أن أندرياس زار الفيللا وهما في طريق الذهاب لأن رحلة العودة ستستغرق بعض الوقت, ثم أضافت:
-"هل هناك شيء مهم تنوي أن تفعله؟".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 03-02-10, 09:08 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,199
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

لم يجبها, وفتح قفل الباب وبعد ثوان أصبحت الصالة والفناء غارقين في الضوء, وسارت شاني الى الأمام وهي تنظر حولها نظرة اعجاب ثم قالت:
-"انها لطيفة جداً, ستجدها مفيدة في الصيف المقبل, والناس يستخدمون الفيللات أيضا في الشتاء فلدينا نادي التزحلق على الجليد هنا... لا شك أنك تعرفه".
-" ستكون فكرة جيدة أن يأتي المرء الى هنا لممارسة رياضة الشتاء, لا بد أن أفكر فيها".
وكان هناك صوت قرقعة حادة, واستدارت شاني اذ أغلق أندرياس الباب خلفه ثم أدار القفل, وأمام نظراتها المندهشة أسقط المفتاح في جيبه وهو يقول:
-" طوفي بباقي البيت , أن غرفة الجلوس جذابة للغاية".
ووقفت بلا حراك , توقف قلبها عن الخفقان , وبدا الظلام الذي تركاه وراءهما في الخارج كما لو كان يطبق عليها من كل جانب, ولا يسمح الا بالرؤية الذهنية للحظات الفزع التي انتابتها قبل أن تهرب من ذلك الأجنبي الأسمر الذي لم يكن هدفه الا امتلاكها... وتمتمت وقد جف حلقها:
-" المفتاح ... ماذا تفعل؟".
-" هربت مني مرة يا شاني...".
واتجهت يده النحيلة السمراء بحركة آلية الى جيبه , ومن خلال قماش سترته الخفيف تحسس المفتاح ثم أضاف:
-" لن يحدث هذا الليلة".
وكان أسلوبه رقيقاً , وانحسر خوف شاني مؤقتاً, وحلت الدهشة محله لماذا يفعل هذا بها؟ وفي هذا الوقت بالذات؟ طوال الأجازة كان هناك مجرد اقتراح , أعقبه تسليمه على مضض لقرارها, ولم يكن في امكانه آنذاك أن يستخدم القوة كما يمكنه الآن! لكنه لم يظهر لا الغضب ولا الحقد ازاء مراوغتها لطلبه بأن يجعلا تلك الأيام الأخيرة القليلة في كوز بمثابة شهر عسل؟ اذن لماذا يخطط وبحساب لأخضاعها لقوته؟ وهمست:
-" أندرياس ... انك لا تستطيع...".
وزاغت عيناها بين الباب المغلق بالمفتاح والمصاريع المغلقة للنوافذ لماذا تضيع الكلمات ,وحاول أن يمسك بيدها وقال:
-" لا أستطيع ... ما الذي لا أستطيع أن أفعله؟".
ما زالت الرقة باقية في أسلوبه , وتجهمت ... لأن تصرفه ما زال يحيرها, وسألت نفسها مرة أخرى,لماذا اختار هذا الوقت بالذات؟ زيارة مونيكومو , لا بد أنه رتب ذلك في هذا الصباح فقط. ولغرض واحد هو أن تكون هنا ... الليلة.
وبدأ اليأس والخوف يختلطان في احساسها بالمرارة , لكنها حاولت أن تحتفظ بتماسكها , وقالت:
-"لا يمكنك أن ترغمني على شيء ! انني لست زوجتك ولن أكون اطلاقاً! وهكذا يجب أن تفتح الباب وتعيدني الى لوتراس!".
واتسعت حدقتاه وقال:
-" لست زوجتي؟ أذكر أنه أقيم لنا حفل زواج رائع".
وتحركت لتشد مقبض الباب ... تصرف لا جدوى منه لكن لا يمكنها أن تقف هناك دون أن تفعل شيئاً , وقالت:
-" دعني أخرج!".
واكتفى أندرياس بمجرد النظر اليها بشيء من التفكير , واذ ابتعدت عن الباب , قال لها:
-" هذا أقرب الى التعقل يا شاني".
-" أنك غشاش! خدعتني من قبل, وفعلت ذلك مرة أخرى, جئت الى هنا في براءة تامة معتقدة أنك تزور الفيللا لسبب حيوي!".
ورد بضحكة:
-" وأي سبب حيوي أكثر لدي؟ ستكون هذه يا زوجتي الفاتنة , ليلة شهر العسل بالنسبة الينا , تأخرت كثيراً لكن قد تكون أكثر متعة لهذا السبب".
-" أتعتقد أنه لن يكون هناك الغاء للزواج لو أبقيتني هنا لكن...".
-" متأكد".
وابتسم صوته بزمجرة ناعمة, وفاجأها هذا التغيير ثم أضاف:
-"بعد هذه الليلة لن يكون هناك جلبة أخرى حول الغاء الزواج , ولا تهديدات أخرى".

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, الأمواج تحترق, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, waves of fire
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية