تلك الامسية عندما وصلوا الى الفندق لم تكن امسية سارة بالنسبة لناتالى . لانها كانت ماتزال منزعجة مصدومة اذ لم تستطع نسيان الانطباع الذى اعتلى وجه ريتا ، بعد ان تركها كولت الذى شعر بوجود دخيل عليهما 0
بدت ريتا مذهولة ... غاضبة التفتت ناتالى الى ريتا الواقفة فى ضوء القمر ... ثم استعادت الفتاة الاكبر سنا رباطة جاشها فضحكت : اهذا عملك المستعجل كولت ؟ ام انك لاتحب تضييع الوقت ؟
منتديات ليلاس
واحمرت ناتالى من الاحراج ... وصل مات واريك فى تلك اللحظة ، يلحق بهما جد ريتا ، وتحرك الجميع نحو السيارة . حول الطاولة الان ، فوجئت ناتالى بنظرة ريتا الممعنة فى وجهها ، كانت تلك الاخيرة تتعمد التحديق فيها قبل ان تشيح بوجهها . فيما بعد ، بعد جولة رقص ، لاحظت ناتالى عودة النظرة نفسها ، فاشتد غيظها ... كيف يمكن لكولت ان يبدو هادئا هكذا ... بل وكيف يتوقع منها التظاهر بالسعادة وقد رافق ريتا ثلاث مرا الى الرقص ؟ ولماذا يترك ريتا تقوم بهذه الحركات الغرية له ، مظهرا انه يتمتع بكل لحظة تقرب منها ؟ فكيف استطاع اقناعها انه خائف من الوقوع فى حبائل ريتا ؟
وقف كولت يمد يده ويجذب ناتالى الى حلبة الرقص : اتسمحين لى !
حثتها كرامتها على الرفض ، حتى بعد ان اطاحت الاثارة بكل مشاعرها ... لكن نظراته اخذت تتحداها بان ترفض . وجذبها اليه وهو يتحرك راقصا وهمس فى اذنها : فلنرقص بالطريقة القديمة الطراز 0
-لكننى لست فتاة قديمة الطراز ... فانا شئ تمتلكه بضعة اسابيع ... اتذكر !
فرد ببرود : ذاكرتى سليمة . ولعلى استطيع قول الشئ نفسه عنك 0
-اذا كانت ذاكرتك بالجودة التى تظنها فستذكر بالتاكيد اننى حذرتك حول ما ساتصرف به ... ثم ان هناك شيئا اخر يجب ان احذرك منه ، لم اكن اتوقعه ... الامر لن ينجح هكذا ... فى لحظة تعاملنى كالمحب المتشوق ، وفى الاخرى تتحول الى رئيس شرس تتوقع منى الطوع عندما تامرنى 0
ساد صمت عميق بينهما ، ثم قال بهدوء : صحيح ... يجب حل هذا 0
بعد ان اوت الى غرفتها تلك الليلة لم تجد فائدة من الاصغاء الى صوت المنطق الذى يقول لها ان تتغلب على مشاعرها كلها متى ابتعدت عن سيطرته ... فهى لاتريد اصلا الابتعاد عنه ، وهذه حقيقة مؤلمة ، من المستحيل انكارها . مهما سبب لها من غضب ، مهما عاملها بمهانة ... كل مايلزمها هو لمسة واحدة منه ، او نظرة حتى تشتعل النيران فى قلبها ، وتبدا بالارتعاش . واحاسيسها بالحنين الى ما لا يقدر احد على اعطائها اياه سواه ... ما من رجل من قبل كان له هذا التاثير عليها ، مع ذلك فهناك زاوية عنيدة فى زوايا عقلها تحاول التعلق بالحصانة التى لم تعد تملكها 0
كان اليومان التاليين لايطاقان ، لان ريتا فيهما تامر فيستجيب الجميع ... عند انبلاج فجر اليوم التالى بدات رحلة صيد السمك ... لكن ناتالى اعتذرت ، ولم يحاول احد اقناعها ... داخليا تالمت لان كولت قبل رفضها بسهولة ... فما كان منها بعد ذلك الا