اشارت بيديها عاجزة ، فابتسم : لااظن هذا سنيوريتا 0
عادت غريتا بجفاء لتتحدث بالرسميات المهذبة .. وارتفع راسها بكبرياء : انت محق تماما ، ياسنيور كونت .. ابنة اختك ليست سعيدة .. ويبدو انك نسيت انها لا تزال حزينة على فقدانها لامها . فهى بحاجة الى الحب والرعاية .. والكثير منهما 0
منتديات ليلاس
استدار فجاة لكنها لم تستطيع الهرب من الاصابع الفولاذية التى اطبقت على معصمها -لحظة واحدة سنيوريتا .. احس ان الوقت قد حان للتفاهم حول مسالة ابنة اختى .. اعرف تماما الفوضى السائدة بين شباب مجتمعكم .. كما اعى تماما ثقتك بنفسك .. لكننى ساغضب كثيرا لو اكتشفت ان هذا يؤثر على ابنة اختى ويدفعها للتمرد0
-انها ليست متمردة .. ! ولا احلم بتشجيعها . وهل من العصيان ان يكون للمرء راى فى حياته الخاصة ؟
قال ببرود : فى مثل حالتها ، وفى الوقت الحاضر .. اجل .. واذا لم اكن مخطئا جدا ، فانها اقتعتك بموضوع يتعلق بزيارتها الى "فاليا رايو" 0
ابتسم بغير مرح امام شهقتها الصغيرة التى لم تستطيع غريتا كبتها ، وترك معصمها : هذا ما ظننته .. وبما اننا بحثنا من قبل تلك المسالة ، فانا اعرف تماما رايك فى الموضوع .. واضيف اننى لست اعمى عن الاهتمام الرومانسى لابنة اختى منذ بعض الوقت .. ولا عن هوية من تستهدفه ..
صمت ينظر الى وجهها الشاحب من جراء حديثه .. وواصل : هل ابدو واضحا تماما .. يا انسة تيرانت ؟
بذلت جهدا شاقا لتخرج الكلمات من بين شفتيها المرتجفتين : واضحا تماما 0
انه يعرف ! يعرف !
–لذا ، فانا لست بحاجة لاضيف بان المزيد من التشجيع لهذا الاهتمام .. محرم بالكامل ؟
حركت اطرافها المشلولة بصعوبة وتراجعت خطوة .. واستردت من مصدر عميق من فى داخلها القوة والشجاعة التى اعجب بها لتواجهه وترد بهدوء : هناك شئ واحد نسيته يا سنيور : احيانا يكون الممنوع مرغوبا .. ابنة اختك تفتح عينيها على الحب .. وان تحرم عليها مثل هذه اليقظة ، يشبه محاولة الوقوف فى وجة المد .. الم تفكر فى هذا ؟
-ليس قبل ان يفوت الاوان . لكننى ساعتنى بالامر الان .. وانت ، كما ارجو ، ستتذكرين هذا يا سنيوريتا 0
احنى راسه بتلك التحية الباردة وانتحى جانبا، يبتعد عن طريقها 0
تلاشت الان كل رغبتها فى السباحة .. لكنها لن تعود الى الداخل ، وسمعت صوت باب الشرفة المسقوفة يغلق خلفة بنعومة .. فركضت كالعمياء الى حافة البركة ترمى