لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-09, 07:51 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

مساءات الجمال كل الجمال
بودي أن أكتب لكم شعرا ولكن قبل الشعر
هناك استفسارات معلقة
- عمر سلطان 13 سنة
- فرمتها (غترة مشعل) رمتها= ألقت بها= قطتها=حذفتها <==اختاروا
- نعم عندنا في عاداتنا العريس ما يشوف عروسه إلا ليلة العرس
أهله شافوها وش له يقط وجهه هو بعد؟؟! 

وبعد الاستفسارات تبخر الشعر
وبقي عبق روعتكم يعبق في الأجواء
عبق صميمي مذهل مختلف كاختلافكم
أنتم أسطورة الجمال والوفاء والروعة والعمق الإنساني
دفق مشاعركم هو ما يدفعني للأمام
فلا حرمني الله نغمات خطواتكم على سيمفونيتي

استلموا
الجزء الخامس والعشرين
وموعدنا غدا صباحا كما اعتدتم قبل الثامنة صباحا
إن شاء الله
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء الخامس والعشرون


بيت عبدالله بن مشعل

موضي تعود للبنات في الصالة وعينيها تبرقان بحماسة
فحمد لم ينجح بعد في خنق كل روحها المرحة

تقترب من العنود وتشدها من يدها لتوقفها:
قومي معي المطبخ خلينا نجيب عصير للبنات

العنود نهضت معها

ثم قفزت معالي: وأنا بعد بأروح معكم

موضي بغيظ منها فهي ستفسد مخططاتها:
اقعدي.. بأقول لها كلام نسوان.. وش ملقفش؟؟

معالي وهي تجلس وتقول بلهجة منكسرة مصطنعة:
الله حسيبكم كسرتوا خاطري الرقيق

مريم تضحك: لا تخافين على خاطرش.. يكسر كل الخواطر طال عمرش

وموضي والعنود توجهتا للمطبخ الخارجي

وقتها كان فارس يشتعل من الترقب
ويشعر بخطورة ماهو مقبل عليه
هو لا يخشى شيئا لأنه يعرف أنه لا يفعل شيئا محرما في الشرع
وهو لا يخاف من أي كان..فالخوف والتردد ملغيان من قاموسه منذ طفولته
ولكنه بات يخشى هذا القلب الذي أصبح يجهله
وكأنه ليس قلبه
بعد أن فقد سيطرته عليه

بعد دقيقة رأى شبحين يقتربان
دقات قلبه تتزايد
أغمض عينيه وهو يتنهد بعمق

وقتها كانت موضي وصلت باب المطبخ المقابل تماما لشباك المجلس
قالت للعنود بنبرة تمثيلية: يوه المطبخ ريحته بصل مايصير نبخرش بصل
وقفي هنا وأنا بأجيب الأغراض تساعديني نشيلهم داخل

العنود وقفت وهي تسند ظهرها للحائط بجوار باب المطبخ

لحظتها فتح فارس عينيه
ثم عاد لإغلاقهما وكأن نور الشمس الساطع غشا عينيه
ليس "كأن"
بل فعلاً
فنور شمسه (هو) غشا عينيه حقيقةً..

فارس وصل لمرحلة غريبة من العشق
أنه مهما يكون سيكون شكل آسرته
فهي أسرته.. وانتهى
لا يهمه أن تكون جميلة أو قبيحة

وعين الرضا عن كل عيب كليلة # لكن عين السخط تبدي المساويا


وربما كان في ذلك حالة معاكسة لمشعل
فمشعل لم ير جمال لطيفة
وفارس سيرى العنود جميلة على كل حال
فكيف وهي جميلة فعلا
بل هي أجمل من كل أحلامه وأعذب!!

حين فتح عينيه كانت تقف أمامه..أمامه تماما
بكامل بهائها وأناقتها
تمازج قميصها الزهري مع صفاء بشرتها
وشعرها الأسود المدرج يحيط بهالة القمر

كانت حكايته الخيالية
الشعر.. الوجه.. النحر.. الجسد
سلسلة من الحكايات المرسومة بإبداع
كل شيء مرسوم من أجله..
له هو فقط..

فارس غير متواجد على الكرة الأرضية
فارس يحلق في كوكب آخر
كوكبها هي!!

" ماذا فعلتي بي أيتها الصغيرة؟!!
ماذا فعلتي بي؟!!
لِـمَ أنتي ساحرة هكذا؟!
وفاتنة هكذا؟!
ورائعة كهذا؟!
وبريئة هكذا؟!
لماذا تدفعينني لأحبك أكثر؟!
لا أريد أن أحبك أكثر!!
أريد أن أكرهكِ أكثر
أريد أن أمزقكِ!!
أريد أن أنتزع قناع البراءة الذي تتسربلين به
حتى أرى كيف تجرأتي وطعنتني في رجولتي
لأرى أي لسان سليط قميء تخبئين
ذاك اللسان الجارح القاتل الذي يقف بيني وبينك
وسيبقى حائلا بيننا مهما تغلغتي في روحي وتمكنتي"

مازالت العنود واقفة وهي تهتف لموضي:
موضي هذا كله تجيبين عصير
بتجين وإلا رحت؟!!

فارس يهتف في داخله
" لا لا تروحين.. لا تصيرين قاسية كذا
ماشبعت من شوفتش!!"

كان ينظر لها بتمعن
كأنه يريد أن يخزن كل تفصيل من تفاصيلها في ذاكرته
شعرها السرمدي
عيناها الناعستان
شفتاها الشهيتان
نحرها المبهر

وصوتها!!
غرامه الأبدي!!

(أريد أن أسمع صوتها مرة أخرى)

ابتعد عن النافذة قليلا
واتصل بموضي وهمس لها: موضي خليها تسولف وطولوا شوي

موضي بهمس: تراك مسختها

فارس بثقة: نفذي وأنتي ساكتة..

موضي من داخل المطبخ:
العنود ماقلتي لي وش سويتي في المادة اللي أنتي خايفة منها؟؟

بدأت العنود في الحديث وهي تسترسل تماما
فموضي عرفت كيف تختار الموضوع
فهذه المادة بالذات هي مأساة العنود التي ما أن يفتح موضوعها
حتى تبدأ بالشكوى التي لا تنتهي

كانت تتحدث بحماس حينا وبشكوى حينا آخر
عيناها تلمعان
ويداها تتحركان
تبتسم حينا وتعبس حينا

وكل حركة وإيماءه وهمسة وابتسامة تذيب قلب فارس المتيم
ونبرات صوتها طيور نوارسٍ حلقت به فوق البحر الشاسع
جعلته ينفصل عن عالمه لعالم آخر
عالم يحلق فيه مع صوتها الملائكي المثير

(أي مخلوقة أنتِ
أ اعتدتي على نحر القلوب؟؟
أ تنحرينها وأنتي لاهية يا طفلتي؟!
متعب أنا أيتها الصغيرة
متعب
متعب منكِ
وبسببكِ
أحبكِ
وأريد أن أكرهكِ
أريد أن أكرهكِ كثيرا
كثيرا
اجعليني اكرهكِ
أرجوكِ لا تكوني عذبة هكذا!!
وشفافة هكذا!!
ولذيذة هكذا!!"

موضي خرجت أخيرا وهي تعطي العنود صحنا
وتعود لتحضر هي صحنا آخر
وتغادران

وتتركان المأسور المصاب بحمى العشق واقفا أمام شباكه

ما أن رأهما تغادران حتى جلس
يشعر أن قدميه لا تحملانه
كثير كل هذا عليه وعلى رجولته
أن تعبث هذه الطفلة به
تطعنه وتهينه
ثم تجعله يذوب فيها ومن أجلها
أ هكذا تكون العدالة؟!!
بدلا من أن ينتقم منها
يكون قلبه أسيرها؟!!!

وماذا ؟ ليكن أسيرها.. ولكن هي لن تعلم!!

موضي ما أن أوصلت العصير حتى عادت له وهي تغلق الباب خلفها
أشعلت الأنوار
وجدته جالسا
موضي بقلق: بسم الله عليك فارس وش فيك؟؟

فارس بهدوء وكأن صوته قادم من عالم آخر: مافيني شيء.. أنا باروح

موضي بنعومة: تبي تطق وما تقول لي رأيك في المدام

فارس وهو يخرج ليلملم مشاعره المبعثرة، يقول بثقته المعتادة:
بعدين بعدين موضي

موضي هزت كتفيها وعادت للبنات


***************************


معركة من نوع آخر
على جبهة أخرى
أحدُّ وأنضج
وأكثر خطورة


غرفة مشعل ولطيفة

المعركة على وشك الاحتدام

مشعل يتساءل: أم محمد وش سالفة المكتب والكتب؟؟

كان بود لطيفة أن تقول له (مهوب شغلك) ولكن تهذيبها واحترامها لنفسها
قبل احترامها لكونه والد أبنائها يمنعها
جاوبته ببرود: بأقدم امتحان الثانوية العامة ذا السنة

مشعل بعتب: وبدون حتى ما تستشيرني؟!!

لطيفة كانت تنتظر منه إشارة حتى تنفجر، وهاهي انفجرت:
نعم؟؟
استشيرك؟؟ وليش استشيرك؟؟
سنين وأنا ماشية ورا شورك
وش لقيت يعني في أخرها
لا حشيمة ولا قدر ولا محبة

مشعل بهدوء: أم محمد لا تكونين مثل ماقال صلوات الله سلامه عليه
من مكفرات العشير..
أنا ما حشمتش ولا قدرتش؟؟ اتقي الله تبهتيني وأنا واقف؟؟

لطيفة مازالت مستمرة في ثورتها وصوتها يعلو:
وليه أنت تسمي تعاملك البارد معي طول ذا السنين حشمة؟!!!
ويا سلام على الحشمة اللي أخرتها كذا
حشمتني وأنت حتى مشاعري ما احترمتها
حشمتني وأنت تبي تزوج علي بدون سبب
حشمتني وأنت طول عمرك متجاهلني وتعاملني كني طوفة


مشعل اقترب منها
وفي عينيه بريق غريب مختلف
خافت لطيفة
أ يعقل أن يضربها؟!!
وهو الذي لم يفعلها يوما
ومع ذلك لم تتراجع وبقيت تصرخ في وجهه
بكل قهر السنوات المكتوم
فهي مازال لديها الكثير لتقوله.. ولن تتراجع


ولكنها صدمت بتصرف آخر لم يخطر ببالها
مشعل يمسك وجهها من ناحية ذقنها بيد واحدة
ويسكتها بقبلة طويلة كما أراد في المرة الأولى تماما
لطيفة صُعقت
حاولت تخليص نفسها وهي تضرب صدره العريض
ولكنها لم تفلح
حينما أروى غليله.. أفلتها هو بنفسه
وهو يعطيها ظهره عائدا للحمام

لطيفة تصرخ بغضب وقهر:
يا الحقير أنا أم عيالك ماني بوحدة رخيصة تسوي فيني كذا!!

مشعل يلتفت عليها ويقول بهدوء:
أنتي أم عيالي وأنا ما أني بأصمخ أسمع زين..
وكل ما طولتي صوتش بأسكتش بذا الطريقة
أظني عيالنا غرفهم قريبة منا مافيه داعي تسمعينهم

وثاني شيء أنا سمحت لش تعصبين
بس ما أسمح لش تسبين
ذا المرة بأعديها بكيفي.. بس إياني وإياش تعيدينها

لطيفة بغضب مكتوم وهي تخفض صوتها: أكرهك.. أكرهك..

مشعل ببرود: كذابة..

لطيفة بذات الغضب المكتوم: إلا .. أكرهك وكل يوم أكرهك أكثر

مشعل عاد إليها وهو يقول بهدوءه المثير الذي أثار القشعريرة في جسدها:
يالله..حطي عينش في عيني وقولي إنش تكرهيني

أشاحت لطيفة بوجهها وهي تقول: أكرهك.. أكرهك

ابتسم مشعل وهو يعود للحمام: كذابة

(لعبةٌ مسلية..
قاوميني قليلا أيتها الشهية..
واجعلي اللعبة أكثر متعة
فأنا أعرف أنك ستستسلمين لي في النهاية!!
فأنا معتاد على المعارك
نفسي طويل
وصبري أطول
فماذا عنكِ؟!!)

ولطيفة تشتعل.. تشتعل
(حقير
حقير
وخبيث
ولئيم)


***********************


الساعة 2 ظهرا
واشنطن دي سي

مشعل قادم لزيارة زوجة عمه
يطرق الباب
لكن لا رد
استغرب

توجه لسؤال حارس المبنى إن كانوا قد ذهبوا لمكان معين

ليصعقه بالجواب:

أم هيا في المستشفى من البارحة بعد أن جاء الإسعاف وحملها



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 11-05-09, 06:47 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الورد كل الورد
على عجل أنا
عبايتي علي وأبي ألحق أروح الجامعة
من يسأل عن بعض الشخصيات
كل شخصية ستأخذ حقها بالكامل
استلموا
الجزء السادس والعشرين
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء السادس والعشرون


الساعة الثانية والربع ظهرا
مستشفى جامعة جورج تاون
الملاصق للجامعة من ناحية اليمين في 3800 Reservoir Road NW

كان مشعل يصل المستشفى
وهو يقطع ممراته ركضا بخطواته الطويلة
سأل عن أم هيا
وأخبروه أنها في العناية الفائقة
ارتعب
ماذا حدث
قبل أمس حين زارها كانت بخير
ولكنها كانت توصي بابنتها
أ كانت تشعر بشيء؟!!

(لا.. إن شاء الله.. بأتفاول على المره.. مافيها إلا الخير)

كان يشعر بالغضب على هيا لأنها لم تتصل به
من المفترض أنها ابلغته فور تعب والدتها

وصل مشعل للمكان
ولم يحتج أن يبحث عن الغرفة لأنه عرف مكانها
من الخيال الأسود الذي يدفن وجهه بين يديه

اقترب مشعل منها بهدوء وهو يهمس: هيا

رفعت هيا وجهها له
صُعق من ذبول وجهها وانتفاخه
يبدو أنها لم تتوقف عن البكاء منذ البارحة


مشعل بهمس: الوالدة وش فيها؟؟

هيا بصوت باكي: تعبانة يا مشعل تعبانة.. أمي بتروح وتخليني
سلطان راح وخلاني.. والحين أمي بتروح وتخليني بروحي في ذا الدنيا

مشعل بحنان وهو يجلس على الكرسي المجاور ولكن بدون أن يقترب منها:
أفا عليش هيا
وش ذا الكلام.. احنا هلش وأنتي في ذمتنا

هيا بحزن: أنتو ما بغيتوني وابي حي.. تبوني الحين

مشعل بذات الحنان: الله يهداش أنتي عارفة إن ذا الكلام في رأسش أنتي وبس
والوالدة إن شاء الله مافيها إلا كل خير.. هدي نفسش بس
وأنا بأروح أكلم السفارة والدكاترة..


************************



بيت فارس بن سعود
الساعة 2 بعد منتصف الليل

فارس يصل غرفته بعد سهرته مع أبناء عمه
ويبدو أن سهرته ستطول كثيرا

فهو طوال تواجده مع أبناء عمه
كان تفكيره فيها هي

وصورتها تتضخم حتى سيطرت على كل خلية في دماغه
يكره هذا الضعف
وليس فارس من يضعفه حب أنثى
ولكنها ليست أي أنثى
إنها العنود
بلسانها السليط
ثم بصوتها الساحر
ثم بتفاصيلها المبهرة وطلتها الملائكية الساحرة
فأين المفر؟؟

(ولكن أنا أيضا فارس بن سعود!!)

توضأ .. وصلى قيامه
فور تسليمته
رن هاتفه
استغرب
من يتصل به هذا الوقت؟؟

التقط الهاتف.. نظر للاسم ورد باحترام رغم استغرابه:
هلا والله بحضرة العميد

صوت ثقيل على الطرف الآخر: هلا والله أبو سعود
ماأدري أقول صباح الخير وإلا مساء الخير

فارس برزانة: تقول اللي تبيه يأبو أحمد.. آمر..

العميد بنبرة رسمية مهذبة: أدري أنه الليلة جمعة
والمفروض إنه إحنا بلغناك قبل
والسموحة يا أبو سعود
بس احنا عندنا مداهمة كبيرة
ونبي حد من النيابة العامة معانا
وأنا ما أمون إلا عليك..

فارس باحترام: ربع ساعة وأكون عندكم في المركز

العميد بامتنان: جعلني ما أخلى منك..
ماعمرك رديتني.. مع أنه حقك ترفض بدون تكليف رسمي

فارس برجولة: أفا عليك أبو أحمد.. ما بيننا ذا السوالف

فارس أنهى الاتصال وهو يلبس ملابسه بسرعة
مر بغرفة والدته وجدها نائمة
كان يخشى أن يتأخروا للفجر
وألا تجده في سريره وتقلق عليه
لكنه لم يرد تكدير نومها

(إن شاء الله قبل الفجر راجع)



**************************



بيت مشعل بن محمد
الساعة 4 الا ربع فجرا

لطيفة تطفئ منبهها وتصحو

البارحة كانت ليلة عصيبة عليها

بعد معركتها مع مشعل
هي خرجت لأولادها لترى أحوالهم بعد عودتهم
وبقيت عندهم حتى ناموا و تأكدت إن مشعل خرج
فهي تحفظ جدوله
وتعرف أن الليلة جمعة وأنه لابد سيسهر في المجلس

عادت لغرفتها ووظلت تدرس حتى اقترب موعد عودته
لا تريده أن يظن أو يخطر بباله إنها بقيت تنتظره
تمددت على سريرها
ومثلت النوم
وكم أصبحت بارعة في التمثيل!!
وكم تتعبها هذه الحياة
فهي ما اعتادت على هذه الحياة المعقدة الكثيفة
حتى حينما كانت تتعذب بهجران مشعل وبروده
كانت هي تتصرف بسجيتها

لكن الآن برود مشعل.. وتضطر أن تمثل برودا يشابهه!!

عاد مشعل
وجدها نائمة
كان لديه أمل غبي أنها ستنتظره
كان لديه أمل أنها قد تنسى كل ما قاله وستسامحه
ولكن هو يستحيل أن يطلب السماح
فلا بد أن تسامحه من تلقاء نفسها
هل أجرم أنه قال أنه يريد الزواج؟!!
هي من دفعته لهذا التفكير
وهي من دفعته لإلغاءه

نعم .. إلغاءه!!!!!!


فأي مجنون يتزوج على فتنة مثل هذه؟!!

دفعته للتفكير فيه طيلة سنوات
ودفعته لإلغاءه في دقائق

ذلك الحماس المتوقد خلب لبه
وطعم شفتيها الجديدتين أذابه

هي من عبثت به
هي من عبث به منذ البداية
وهي من لا بد أن ترضيه وتسترضيه
هو يستحيل أن يتنازل
أو يقول لها إنها غير رأيه عن فكرة الزواج
لن يصغر نفسه أمامها!!

ينظر لها وهي نائمة
كم هي رائعة
وكم هو مشتاق لها!!

"أوف"
خرجت تنهيدته عميقة وحادة جدا

لطيفة بداخلها (تأفف لين بكرة .. أحسن)

توجه لسريره الجديد وفتحه لينام
تقلب مطولا
قبل أن يحل النوم بأطراف عينيه


وهاهي الآن لطيفة تصحو
وحان دورها لتتأمله وهو نائم
اقتربت منه لتصحيه لصلاة الفجر

تمعنت فيه وهو نائم على جنبه اليمين وكفه تحت وجهه كما اعتاد
لحية عارضه أكثف
وبدا لها أكثر وسامة

هل هو متعب؟؟ مرهق؟؟
موعد الحلاق عنده كالساعة تماما
مابه أهمل عارضه هذه المرة
ما الذي يشغله؟؟

أ هي العروس الجديدة؟؟

الحقير.. كم أتمنى أن أقتله وأقتلها
ولكن لن أشمته فيني
ليذهب ويتزوج
ليشبع بها ويملأ عينيه التي لا يملأها التراب

لطيفة بنبرة باردة: مشعل.. مشعل.. الأذان أذن.. قوم
ولا تنسى تأخذ حمود.. حتى عبودي صحه وأخذه معاكم


*********************


مستشفى جامعة جورج تاون

الساعة الخامسة عصرا

سمحوا لهم بالدخول لرؤية أم هيا..
هيا ومشعل وباكينام التي حضرت فور معرفتها بالخبر


كانت أم هيا تعاني من جلطة.. وهذه هي الجلطة الثالثة
ووضعها الصحي متدهور.. فهي في السابعة والستين
وتعاني من السكر والضغط والكوليسترول
الثلاثي المتلازم


هيا انكبت على يد والدتها وهي تبكي
وباكينام وقفت خلفها وهي تربت على ظهرها
وبعينيها دمعات متعلقة
وببلعومها تختنق العبرات وهي تحاول تهدئة هيا

مشعل ذهب من الناحية الأخرى
ومال إلى أذن أم هيا وهو يقول بحنان وثقة:
ماعليش شر يمه.. تجربين غلاش علينا
تراش غالية.. ومافيش إلا العافية

أم هيا بصوت هامس: هيا أمانتك يا مشعل.. هيا أمانتك

مشعل بثقة ورجولة: هيا في عيوني وانتي بعد..
وماعليش شر.. تعب بسيط..لا تدلعين

هيا حين سمعت أمها توصي بها
انهارت في بكاء مر
باكينام مالت على أذن هيا: هيا يا حبيبتي.. اللي بتعمليه مش كويس ئدام ماما
لازم تباني جامدة ئدامها

هيا ارتمت في حضن باكينام وهي تقول بنشيج: ما أبي أكون قوية
تعبت وأنا قوية.. أبي أمي.. أمي وبس

فرت دمعة قاتلة من عين أم هيا

ومشعل يشعر بنفسه يختنق.. يختنق
يــخــتــنــق

فخرج ووقف خارجا


*************************


بيت فارس بن سعود

أذان الفجر

أم فارس تصحو من نومها
تتوضأ وتتوجه لغرفة فارس لإيقاظه

وهي تفتح الباب شعرت بإنقباض كتم على أنفاسها
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم

وفتحت الباب
شعرت بالرعب وهي ترى سريره خاليا ومرتبا
أي أنه لم ينم عليه

عادت لغرفتها وهي تلتقط هاتفها
وترن الرقم المخزن عندها في رأس قائمة الاتصال السريع
كان مغلقا

وكأن إغلاقه كان إغلاقا لأنفاسها
شعرت أنها عاجزة عن التنفس
وكل الأفكار المرعبة تتزاحم في مخيلتها

استعاذت بالله من الشيطان الرجيم للمرة الثانية
وهي ترن على الرقم الثاني في قائمة الاتصال السريع

كان يخرج لتوه من الحمام متوضئا لصلاة الفجر
ويريد إيقاظ أولاده
استغرب الاتصال رد بسرعة وقلق: عسى ماشر يا وضحى؟؟

جاءها صوتها المخنوق ليرفع قلقه للحد الأقصى: سعد تكفى يا أختك
فارس ما أدري وينه.. وأدق عليه جواله مقفول
تكفى يا أختك بأموت من الخوف عليه.. بأموت


#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 12-05-09, 05:28 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الحزن الشفاف
أكره أن اقول هذا!!
ولكن هكذا هي الصباحات تتلون مشاعرها
وهذا الصباح أعلم أنه سيكون صباحا حزينا
دموع كثيرة أهدرتها وأنا أكتب هذا الجزء
ليس لأني أردت أن أستجلب الحزن والدموع
ولكن لأن مسار الأحداث هكذا أراد
وأنا دموعي قريبة وتفاعلي عميق
وأتمنى ألا أنقل هذا الإنفعال لكم
احزنوا.. فالحزن ينقي الروح ويصفيها.. ويجعلها تحلق في الأفق
ولكن لتبقى دموعكم الغالية في محاجركم الأغلى

استلموا
الجزء السابع والعشرون
.
.
ولو كان الحزن رجلا لقتلته
.
.





أسى الهجران/ الجزء السابع والعشرون


بيت محمد بن مشعل

كان ناصر عاد قبل وقت من صلاة الفجر ويستعد للنوم

رن هاتف ناصر.. رد باستغراب: هلا والله أبو فيصل

سعد على الطرف الآخر: ناصر تكفى روح لأم فارس وجبها للمستشفى

ناصر يقفز عن سريره ويقول برعب: عسى ماشر؟؟

سعد بقلق وحزن مرٍّ: فارس متعور عوار بسيط..
وأنا قلت لها وطمنتها
بس هي حالتها حالة.. ومهيب مصدقتني
روح جيبها تكفى
أنا لو رحت لها أبي لي ساعة
وأنا خايف عليها...

ناصر برعب: وفارس صدق بخير.. أمنتك الله تقول لي الصدق

سعد بقلق وحزن عميق: دامك أمنتني..
ما أدري.. ما أدري.. ماخلوني أدخل عليه
قبل الصلاة دقت علي أم فارس تقول ما تدري وينه
أنا قلبي نغزني جيت على طول طوارئ حمد
لقيت المستشفى مقلوب ومليان ضباط
وفارس كان معهم في مداهمة أخر الليل وانصاب فيها


ناصر باستعجال ورعب متوحش: خلاص جاينيكم الحين..


ناصر قفز وارتدي ملابسه بسرعة صاروخية
ثم خرج يتسحب لا يريد أن يراه والده أو راكان حتى يتأكد من وضع فارس

توجه لغرفة العنود
كانت العنود قد نامت بعد أن صلت الفجر
ناصر حركها وهو يقول لها بقلق مكتوم:
العنود قومي البسي عباتش وامشي معي

العنود قفزت مرعوبة: عسى ماشر؟؟

ناصر وهو يحاول التمسك بالهدوء: مافيه شر.. بس أبي أروح لأم فارس
وما أقدر أدخل على المره بروحي

العنود شعرت بقلبها يغوص بين قدميها: وفارس وينه؟؟

حتى لو كانت مشاعرها مازالت تتأرجح ناحية فارس
بين التوجس والإحترام والمودة
فالأنثى السوية ما أن يرتبط اسمها باسم رجل ما
حتى تجد مشاعرها الطبيعية تتدفق ناحيته بتلقائية
وهذا ما يحدث
ففارس أصبح نصفها الآخر
وبالغصب عنها مشاعر القلق اقتحمتها: فارس فيه شيء؟؟

ناصر باستعجال: خلصيني يا بنت الحلال بدون كثرة أسئلة
فارس مافيه إلا العافية

بالفعل العنود ارتدت عباءتها ونقابها على عجل
وهي تخرج خلف ناصر لبيت فارس
العنود دخلت أولا وناصر بقي خارجا في السيارة
وطلب منها إحضار أم فارس

دخلت العنود ووجدت أم فارس منهارة من البكاء
انقبض قلب العنود بشدة
أم فارس حين رأت العنود انهارت أكثر
اعتقدت أن فارس مصابه جلل
لذا قدمت العنود
ارتمت على صدر العنود وهي تنتحب

العنود ليست مهيأة كفاية بنعومتها ورقتها لمثل هذه المواقف
ولكنها جينات آل مشعل
الجينات التي تعمل بأعلى كفاءاتها تحت الضغط وفي أسوأ الظروف

العنود أمسكت بأم فارس وهي تقول لها بحزم
رغم أن داخلها يذوي قلقا على فارس: وين عباتش يمه؟؟

أشارت أم فارس لعباءتها الملقاة على المقعد..
تناولتها العنود وألبستها إياها وخرجت بها وهي تسحبها تقريبا

أركبهما ناصر
ولأن بيوتهم متجاورة
عاد لبيتهم وقال للعنود بحزم: انزلي..

العنود فُجعت وهي تقول بهمس موجع: ما أقدر أروح معكم؟!

ناصر بحزم: وين تروحين ..المستشفى مليان رياجيل عنده الحين
باودي خالتي أم فارس تطمن عليه.. وبارجعها على طول

نزلت العنود وهي تشعر كأنها تنحر..
اقتربت من شباك ناصر وهمست له:

تكفى طمني



**************************



مقر حزن آخر
مستشفى جامعة جورج تاون

حالة أم هيا تزداد صعوبة
ووضع هيا النفسي يزداد سوءاً

باكينام ومشعل مرابطان مع هيا في المستشفى

ولكن هيا أصبحت عدائية جدا مع مشعل
فهي تريد أحدا تفرغ فيه غضبها وحزنها
ووجدت أن واحدا من آل مشعل هو خير من ينفع للدور
مشعل متعاطف معها جدا ويقدر ظرفها وحزنها
ولكنه إنسان بشري له حدود طاقة
وهو ليس أي أحد
بل واحد من آل مشعل بكبريائهم الثمين
الذي تحاول هيا دوسه بقدميها

مشعل يقترب من هيا ويقول لها بهدوء:
هيا أنتي ماكلتي شيء ولا ارتحتي من البارحة
روحي للبيت أنا بأقعد عندها

هيا بعدائية غريبة: ما أبيك تقعد عندها..
أصلا من يوم شفنا وجهك ماشفنا خير يا وجه الشوم

باكينام هي من ردت وهي تقول لهيا بغضب مكتوم:
عيب اللي بتئوليه ياهيا..الراجل ما طلعتش منه العيبة
ودي حاجة مكتوبة عند ربنا.. وماما حصة ست تعبانة من زمان

هيا بغضب ونحيب: كله منه وجه النحس.. خليه يفارق ما أبي أشوف وجهه

وجه مشعل بدأ يتغير من فعل غضبه الذي يحاول كتمه لأنه ليس وقته ولا مكانه

باكينام وقفت وهي تهمس: ماعليش يادكتور مشعل ياريت تروح انته
أنا ئاعدة معاها

مشعل كان على وشك الذهاب لأنه كان وشك الانفجار فعلا
لولا أنه رأى أحد منسوبي السفارة القطرية يتوجه إليه
فابتعد مشعل عن مكان تواجد البنات وألتقى به وألقى التحية عليه

مشعل بترحيب: هلا والله أستاذ طلال.

طلال بهدوء: الله يرحب بك.. ترى السفير موجود هنا في المستشفى
جاي يزور السفير التونسي ويوم درا إن مرت عمك في المستشفى
لزم يمر يزورها ويشوف وضعها

مشعل بهدوء: حياه الله

مشعل عاد وأعطى هيا تنبيها أن السفير سيمر بهم
هيا عدلت وضع جلال والدتها الملفوف فوق غطاء شعر المستشفى
وقالت له بحنان: يمه بييي ريال يزورج

بعد دقائق وصل السفير ومعه سكرتيره وطلال

هيا وباكينام كانتا تقفان في زاوية الغرفة بعيدا عنهم

السفير اقترب من أم هيا وهو يقول لها: ما تشوفين شر ياخالة ماعليج شر

أم هيا بضعف وهي تضع طرف الجلال على الناحية السفلى من وجهها: من أنت؟؟

السفير يبتسم: أنا السفير القطري.. تبين شيء.. قاصرج شيء.. ترانا حاضرين

أم هيا بضعف ولكن بنبرة حازمة: إيه أبي..

السفير بهدوء وثقة: آمري ياخالة

أم هيا بحزم الضعف: هذي بنتي.. وهذا ولد عمها

السفير يقاطعها: أعرف مشعل زين يا خالة..

أم هيا تكمل: أبيك تاخذهم اثنينهم الحين معك للسفارة.. وتجيب الشيخ
وتزوجهم

هيا ومشعل صُعقا.. ومن شدة الصدمة لم يستطيعا الكلام
وقع الصدمة عليهما معا كان أكبر من كل وصف
طلب أم هيا نزل فوق رأسيهما كالصاعقة..

السفير القطري بتهذيب: ولا يهمج يا خالة
إن شاء الله إذا قمتي بالسلامة زوجناهم وسوينا لهم عرس بعد

أم هيا بحزم رغم ضعفها البادي: يمه هذي وصاة مره تموت.. أحطها أمانة في رقبتك
أبيك تزوجهم الحين.. ما أبي أموت وأخلي بنتي مابعد تطمنت عليها

السفير ارتعب.. فالأمانة أمر جلل.. فكيف وهي أمانة امرأة تحتضر؟!

هتف بحزم لهيا ومشعل: يالله قدامي للسفارة

هيا تكاد تجن.. ومشعل وقف صامتا بحزم

هيا توجهت لإذن أمها وهي تقول باستجداء مر هامس ودموعها تغرق وجهها:
يمه تكفين.. كله ولا مشعل.. كله ولا مشعل
تبين أتزوج من اللي ذبحوا أبوي.. ومشعل بالذات وجهه كان نحس علينا
أكرهه يمه.. أكرهه

أم هيا بحزم: إذا تبيني أموت وأنا غضبانة عليج.. أنتي وضميرج..

هيا مسحت دمعتها وهي تتوجه لمشعل
وتقف بجواره استعدادا للذهاب مع السفير


************************


الدوحة

ناصر يصل بأم فارس لطوارئ مستشفى حمد
وطوال الطريق وهو يطمئنها
إن إصابة فارس إصابة بسيطة
ولكن أم فارس كانت مستمرة في نحيبها الذي مزق ناصر


من لها بعد فارس؟؟
من؟؟
هو الشيء الوحيد الذي خرجت به من هذه الحياة
وتعيش من أجله

إذا ذهب فارس فما قيمة الحياة؟؟
لِـمَ تشرق الشمس إن كانت لن تشرق على وجهه؟؟
ولِـمَ تغرد العصافير إن كان فارس لن يصحو على تغريدها؟؟!!
ولِـمَ يهب النسيم إن كان لا يحمل رائحة عطره؟!!


زواجه بعد شهرين ونصف
تحلم بهذا اليوم منذ سنوات
تحلم بأولاده.. أحفادها
فكيف يذهب والدهم.. وهم لا يأتون؟!!
أ ستكفنه بالبشت الأسود الذي اشترته منذ سنوات وخبئته ليوم زفافه؟!!
أ تغسله بدهن العود الثمين المخبئ في قواريره الفاخرة لذلك اليوم؟!
أ تزفه لقبره بدلا من أن تزفه لعروسه؟!!


(ارفق بي يارب.. ارفق بقلبي الثاكل)



************************


واشنطن

بعد حوالي ساعة
هيا ومشعل يعودان للمستشفى
خرجا أبناء عم
وعادا زوجين
طوال طريق العودة في سيارة الأجرة
كلاهما معتصم بالصمت
وكلاهما يلتزم مكانه ملتصق ببابه
وكأن المساحة الفاصلة بينهم ليست أشبارا
ولكنها مئات الكيلومترات
هوة عميقة لا حدود لعمقها واتساعها
عالمان مختلفان
لا يجمع بينهما أي مشاعر طبيعية
هيا تكره مشعل أو تظن أنها تكرهه
ومشعل يريد حمايتها أو يظن أن هذه أسبابه


وصلا للمستشفى
كانت باكينام عندها

دخلا على أم هيا
أم هيا حين رأتهما معا ابتسمت بشفافية
مشعل اقترب منها
وطبع قبلة على جبينها لأول مرة
فهي أصبحت من محارمه شرعا بعد أن أصبحت أم زوجته
أم هيا بابتسامة سماوية: تزوجتوا؟؟

مشعل ابتسم وهو يميل عليها: تزوجنا.. ونتناش تطلعين من المستشفى
عشان نروح شهر عسل جماعي

أم هيا وضعت كفها على خد مشعل وهي تهمس له:
اصبر عليها.. قلبها مليان حقد صحيح.. بس ترا قلبها ذهب
اصبر عليها يمه.. أوصيك فيها.. تكفى ما تقهرها يوم

شعر مشعل أنه يختنق: يمه والله إنها في عيني.. والله ما تقهر ولا تُضام وهي في بيتي

هيا كانت تنتحب.. أشارت لها أمها فانكبت على يدها تقبلها
أم هيا وضعت يدها الأخرى على رأسها وهي تقول بحنان: يمه هيا ارفعي راسج

هيا رفعت وجهها المغرق بالدموع
وأم هيا تقول لها: يمه وصاتج مشعل.. ترا مشعل ريال مافيه مثله
لا تثقلين عليه يمه

هيا صمتت

أم هيا بضعف: يمه هيا أنا أقول مشعل وصاتج

هيا بصوت باكي: في عيوني يمه.. مشعل في عيوني
بس تكفين لا تعبين روحج بالكلام
اللي تبينه بيصير

باكينام انزوت في الركن وبدأت تبكي بصمت

وأم هيا تكمل بضعف: أنا الحين ارتحت.. اللهم لك الحمد والشكر
اللي طوّل في عمري لين ذا اليوم
الله الله في أنفسكم

ثم وجهت حديثها لمشعل: مشعل يمه.. وجهني للقبلة


هيا صُعقت..كلماتها مبعثرة: يمه لا تقولين كذا.. تكفين لا تفاولين على روحج

مشعل بحزم حنون: هيا وخري عنها

توجه لها وهو يوجهها للقبلة
ثم وقف عند رأسها وهمس في أذنها: يمه تشهدي.. تشهدي
قولي أشهد ألا إله إلا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله

باكينام اقتربت وهي تمسك بهيا التي رمت بنفسها على صدرها
هيا كانت تنتحب وترتعش: أمي بتخليني يا باكي
أمي بتخليني..

أم هيا تشهدت 3 مرات ومشعل يعيد عليها التشهد كل مرة
ارتعشت رعشة خفيفة ثم سكن جسدها
سكن للمرة الأخيرة
في رحلة الراحة الأبدية
لدار المقر

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)

مشعل أغلق عينيها وهمس بحزن عميق:
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها

هيا حين سمعت مشعل يقول ذلك
انهارت
انهارت تماما وهي تنتحب على أرضية الغرفة
مشعل اقترب منها
وهو يرفعها عن الأرض بخفة
ويحتضنها بعنف حانٍ ويهمس في أذنها:
إنما الصبر عند المصيبة الأولى
قولي إنا لله وإنا إليه راجعون



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 13-05-09, 07:43 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الورد والفل وكل الخير
آسفة جدا على التاخير هالشوية الشبكة شوي تعبانة
والحين يا أميراتي الغاليات
تفضلوا بارتين اثنين
أحاول أرضيكم بعد حزن البارتين اللي فاتوا
الله لا يحرمني منكم
.
استلموا
الجزء الثامن والعشرين
والجزء التاسع والعشرين
.
.
قراءة ممتعة مقدما




أسى الهجران/ الجزء الثامن والعشرون


مستشفى جامعة جورج تاون
هيا تجلس على كرسي في الممر
تبكي بصمت وهي تكرر:
إنا لله وإنا إليه راجعون

وباكينام تجلس إلى جوارها ودموعها تنساب بصمت

مشعل أنهى بعض الإجراءات
وعاد لهيا وهو يميل عليها ويهمس:
هيا.. أنا أبي جوازاتكم عشان الحجز

هيا بنبرة غارقة في الحزن: أي حجز؟؟

مشعل بمساندة: للدوحة عشان نرجع الوالدة ندفنها
ونسوي عزاها في الدوحة

هيا بحزن مرير: مافيه داعي مشعل مافيه داعي
أمي موصيتني من أيام ماكنا في بريطانيا
وحتى عقب ماجينا أمريكا
إنه المكان اللي تموت فيه تندفن فيه
كانت تقول الأرض كلها أرض الله

أنت قبلنا هنا بسنين
شوف لها مقبرة مسلمين ومسجد يُصلى عليها فيه

باكينام تؤيد كلام هيا: فعلا ماما حصة كانت دايما بتقول
الحته اللي أموت فيها ادفنوني فيها

مشعل تنهد
وهو يجري اتصالاته بالسفارة وبنادي الطلاب القطريين
وبسعيد وبأصدقائه وبإمام المسجد
استعدادا للصلاة عليها ودفنها بعد تغسيلها


************************


الساعة 6 صباحا
طوارئ مستشفى حمد

ناصر يصل بأم فارس للطوارئ
وجدا سعد واقفا في الممر
والمستشفى مزدحم من كثرة الضباط
فكل من كانوا في عملية المداهمة
أصروا أن يبقوا حتى يطمئنوا على فارس
الذي كان الوحيد الذي أصيب في عملية المداهمة

سعد توجه لأم فارس وهو يبتسم ويقول لها:
أبشرش الدكتور الحين طلع من غرفة العمليات
ويقول إصابة بسيطة في كتفه وطلعوا الرصاصة خلاص..

أم فارس تنتحب بخفوت: تكفون أشوفه..

ناصر بحزم: الحين بأوسع لش درب يا خالة..

ناصر توجه للضباط المتجمهرين أمام الباب
وسلم عليهم وتحادث معهم قليلا
ثم ابتعدوا

كان فارس في غرفة الاستراحة

دخلت أمه وناصر وخاله

ما أن رأى أمه حتى ابتسم وهو يتحامل على نفسه ليجلس
سارع له ناصر ليساعده وفي ذات الوقت طبع قبلة على رأسه
وهو يقول له: سلامات سلامات خارجن من الشر
وش لك يا الملقوف بشغل المداهمات أنت وكيل نيابة
قر في مكتبك الله يرضى عليه

لم يكن ذهن فارس مع ناصر
فعيناه كانت على المخلوقة الغالية الأثيرة خلفه
بعينيها الدامعتين الظاهرتين من فتحات نقابها
وهو يبتسم ويقول: والله إني طيب يمه
اعتبريها من أيام الهدود اللي أنتي خابره
يوم كل يوم أجيش مفلع.. دمياني تصب

أمه اقتربت منه واحتضنته بحنان وخفة حتى لا تؤلمه
وهي تقول وعبراتها تخنقها: كبرت يأمك كبرت وماعاد قلبي يستحمل

سعد بمرح: هذا هو طيب يا بنت الحلال وأمشي خليني أرجعش للبيت
وأشوف عيالي.. خليتهم بروحهم في البيت ما عندهم إلا أبو صبري

ناصر باحترام: إيه خالتي روحي.. الضباط يبون يسلمون عليه يرجعون بيوتهم

غادرت أم فارس

ودخل الضباط للاطمئنان على فارس
وخرجوا
وبعدها نقل فارس من الاستراحة لغرفة في الأعلى

بعد ساعة

رن هاتف ناصر.. نظر للاسم وهو يضرب رأسه ويقول :المسكينة نسيتها

فارس باستفسار: أي مسكينة؟؟

ناصر بمرح: حرمكم المصون.. موصيتني أطمنها عليك وأنا نسيتها

انتفض قلب فارس بعنف
(أ حقا قلقة أنتِ علي؟!
هل لأني فارس الذي ذاب من أجلكِ؟
أم لكوني مجرد زوج فرض نفسه عليكِ؟!)

كان ناصر يرد ومشاعر فارس تتحفز مع كل كلمة
هلا عنادي
.............
طيب
.............
والله العظيم إنه طيب.. تعويرة بسيطة
..........
يا بنت الحلال والله العظيم إنه طيب (ناصر بدأ يمل منها)
...............
يعني أشلون.. تكلمينه عشان تتأكدين.. بأكذب عليش يعني؟!! (ناصر بعصبية)

(أجل ناصر
أرجوك..
دعني أكلمها
أسمع صوتها
أريد أن أستمتع بخوفها علي
هل هي حقا خائفة علي؟!!)
هكذا كان فارس يهتف في نفسه.. رغم أنه يعلم استحالة ذلك

ناصر ينهي المكالمة ويلتفت لفارس ويقول: مرتك ذي أذوة
مهيب راضية تصدقني.. خايفة عليك.. ياحليلكم يا جوز الكناري


***********************


ذات اليوم بعد ساعات

مساءً في غرفة فارس
رجال عائلة آل مشعل يجتمعون عند فارس
حتى الشباب الصغار
سلطان بن عبدالله
ومحمد وعبدالله أولاد مشعل بن محمد

فارس بهدوء يلتفت عليهم ويقول: لا أحد يقول لمشعل بن عبدالله شيء
مافيه داعي تشغلون باله..

عبدالله أبومشعل بتأثر: مشعل الله يعينهم هو وبنت عمه
مرت سلطان توفت عندهم

محمد انتفض: إنا لله إنا إليه راجعون..لازم يجيبها تدفن هنا.. ونسوي عزاها

عبدالله بهدوء: المره موصية إنها تدفن في المكان اللي تموت فيه
ثم صمت عبدالله قليلا
وأكمل: وفيه شيء ثاني أبي أبلغكم فيه.. مشعل تزوج بنت سلطان

محمد بغضب: أشلون يتزوج بدون مايشورنا
وحتى ما أنتظر لين يرجعون الدوحة ونزوجهم على سلوم العرب وسنعهم

عبدالله بهدوء: مرت سلطان كانت موصيته عليها..
وهو تزوجها عشان أمها تطمن عليها
ومايصير البنت تقعد بروحها وهو مهوب حلال لها
فالسفير القطري زوجهم قبل ما تموت مرت سلطان

صمت الكل
وهم يتبادلون نظرات الاستغراب

وكان أول من قطع الصمت سلطان الصغير وهو يقول بمرح:
أما أنتو يا عيال ال مشعل مشافيح
يوم أني أبغي العنود جاء الشيخ فارس وخذها
وذا الحين يوم حطيت عيني على بنت عمي الأمريكية
جاء أخي الشيخ العود وخذها
ذا الحين لأحط عيني على خدامتنا فاطمة القردة نط الشيخ راكان يبغيها

ضحك الجميع فلطالما كان سلطان مصدر تندر دائم
ومحمد يلتفت لأبنه راكان المبتسم ويقول:
هذا هو خويك عرس.. ماعاد باقي إلا أنت

صمت راكان وهو يتبادل نظرات عميقة مع ناصر

ثم نهض راكان ليتصل بصديقه
لا يعلم هل يعزيه أو يهنئه؟!!


********************


بعد المغرب

بيت حمد بن جابر

موضي كانت غاية في الحزن والضيق
منذ علمت بإصابة فارس
كانت تريد زيارته ولكنه طمئنها أنه بخير
ويزوره كثير من الرجال
وسيخرج من المستشفى خلال يومين
وتستطيع زيارته في البيت

حمد يدخل عليها
حمد بنبرة غامضة: أنت لمتى وأنتي قالبة وجهش كذا؟؟
فارس طيب ومافيه إلا العافية

موضي بضيق: حمد أنت عارف فارس وش كثر قريب مني

حمد بسخرية: والله لد الخال ذا راعي مشاكل من صغره
مهوب منتهي لين يموت في وحدة من ذا المداهمات اللي ماله شغل فيها

موضي وقفت وهي تقول بغضب: حمد ما أسمح لك تفاول على فارس
جعل عمره طويل والله يحفظه من كل شر

حمد بغضب: نعم.. نعم.. ما تسمحين لي..؟؟

موضي بغضب مشابه: إيه ما اسمح لك.. على الأقل راعي مشاعري
وأنت تفاول على أخي قدامي

كان رد حمد عليها صفعة مباشرة قوية على وجهها

موضي حافظت على توازنها
حتى لا تسقط من قوة الصفعة التي أشعلت خدها باللون الأحمر
وهي تتماسك أمامه وتقول بقوة: مد يدك على مرة ثانية
والله ما يردني إلا بيت عبدالله بن مشعل
وأظني إنك عارف من عبدالله بن مشعل.. ومهوب بناته إللي يضامون
إذا أنا تحملتك وتحملت ضربك وإهاناتك ذا السنين كلها فعشان خالي وعمتي
وعلى أمل إنك بتتعالج يوم
والحين خلاص أنا كفيت حق خالي وعمتي ووفيت
وأنت خلاص مافيه أمل أنك بتوافق على العلاج

حمد بغضب مجنون: تهدديني.. تهدديني؟!!!

موضي بقوة: لا أهددك ولا تهددني.. بس أنا خلاص صبري خلص
ماعاد فيني صبر
إذا أنت رجّال بتحشمني وتحترمني
أو رجعني للبيت اللي خذتني منه
أنت ما خذتني من الشارع
أنت ماخذني من بيت شيوخ..


**************************


غرفة فارس في المستشفى
الساعة العاشرة مساء

كان فارس يصلي صلاة العشاء بعد أن ذهب أخر زائر من عنده
راكان هو من أصر أن يبقى مرافقا له
لأن ناصر تقريبا لم ينم منذ البارحة
وهو مع فارس منذ الصباح الباكر

بعد أن أنهى صلاته وتأكد راكان من وضعه
استأذنه راكان أن يستحم
ودخل للحمام الملحق بالغرفة

حينها رن هاتف فارس
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامة

رد باحترام: هلا والله ببنت محمد

لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر




أسى الهجران/ الجزء التاسع والعشرون


الساعة 10 وعشر دقائق ليلا
غرفة فارس في المستشفى
رن هاتفه
كانت مريم بنت عمه
استغرب فهي اتصلت به العصر وهنئته السلامة

رد باحترام: هلا والله ببنت محمد

لم يكن صوت مريم
كان صوتا آخر
آخــــــر
آخــــــــــر

صوت أحلامه يصله يذوب خجلا وترددا: مساء الخير فارس.. أنا العنود

(عرفتكِ
منذ همستكِ الأولى
منذ أن وصل رنين أنفاسك إلى أذني)

لأول مرة يجد فارس نفسه مرتبكا
لم يخطر له ولا في أعذب أحلامه أنها قد تتصل به
ولكنه رد عليها بهدوء بثقته المغروسة فيه غرساً: هلا العنود

العنود بخجل: ما أبي أطول عليك.. بس قلت لازم أقول الحمدلله على السلامة

(يا آلهي.. ما أعذبكِ)
(حرام عليش.. اللي تسوينه فيني!!)

رد عليها بهدوء: الله يسلمش (خطر له أنها أنهت مهمتها وستنهي الإتصال الآن
وهو مازال عطشانا مشتاقا لهمساتها، لذا قرر أن يشاكسها)

أكمل بذات الهدوء قبل أن ترد الرد الذي يعلم أنه سيكون (مع السلامة):
ويا ترى أنتي استاذنتي عمي قبل تكلميني؟!! (يعيد لها الجملة التي قالتها له)

شهقت العنود بعذوبة وفارس شعر أن قلبه ذاب مع شهقتها
ثم قالت بحرج كبير: لا ما استاذنته.. استحيت.. أستاذنت مريم.. ما يكفي؟!!

(والله العظيم أنتي مخلوق غير طبيعي
معقولة فيه حد عنده هذا الكم الخرافي من البراءة والعذوبة
ذبحتيني.. ذبحتيني وأنتي ما تدرين)

أكملت العنود بحرج أكبر: فارس أنت زعلان إني كلمتك..

(محرجة.. أعلم هذا!!
هذه المرة أستطيع تكوين الصورة الكاملة
لإحمرار الوردتين المسماة وجنتيكِ
بعد أن سكنت صورتكِ خيالي
وهذه المرة لن أكتفي بحلم لمسهما لتزهر أصابعي
هذه المرة أتمنى لو كنتِ أمامي
لأدفن وجهك المحمر في صحراء صدري القاحلة
لتعشوشب أرجاء هذا الصدر المجدب دون ندى وجنتيكِ)

فارس رد عليها بهدوء رسمي: وش دعوى أزعل.. حياش الله..
وشكرا على ذوقش وعلى الاتصال

زاد خجلها.. هتفت بارتباك: خلاص أنا أستاذن.. مع السلامة..
ومرة ثانية الحمد لله سلامتك..

(يا آلهي.. ستتركني
ستتركني معلقا بين الحلم بها
والحقد عليها
معلقا بين وجع حبي لها
ورغبتي أن أكرهها)

فارس بهدوء: مع السلامة

أغلقت لتتركه مبعثرا كالعادة

(ليش ما أتصلت من تلفونها
على الأقل كان عرفت الرقم
ولقيت لي حجج أكلمها عليه)



**********************


مرت أياما ثلاثة


فارس خرج من المستشفى
وهو في إجازة مرضية لمدة أسبوعين

مشعل ولطيفة
مازال الحال على ماهو عليه
زوجان بالاسم فقط
كلاهما معتصمان بكبريائهما
هي تشتعل من الغيرة كلما خرج من المنزل

(لا بد أن يراها
وربما كان يخططان لزواجهما
ويسخران من الغبية المسماة لطيفة)

تعامل مشعل ببرود بارع
وما لم تكن مشغولة بأولادها فهي تدرس
أما مشعل فهو بطل لعبة البرود
رغم أن مفاصله تبدأ بالإنصهار كلما رأى لطيفة
ويشعر بالجنون من تجاهلها له
ولكنه يظهر عدم اهتمامه بأي شيء أمامها
سوى عمله وأولاده
فهو يرى أن هذه معركة كرامة
وهو ما اعتاد على خسارة معاركه!!


سكان واشنطن
انتهت أيام العزاء الثلاثة
التي قضتها هيا في بيت السفير القطري
الذي أصر على استقبال العزاء في بيته

خلال الأيام الثلاثة الماضية
تلقت هيا على هاتفها عشرات الاتصالات من أفراد عائلتها
عائلة آل مشعل
الجميع اتصل بها وعزاها
جدتها وأعمامها وعمتها وزوجات أعمامها وبنات أعمامها
الكل اتصل بها وأكثر من مرة
شعرت هيا أن كل هذا كثير عليها
كثير عليها
لم تتوقع أن يحيطوها بكل هذه المشاعر الدافئة
وأكثر من تأثرت بإتصاله كانا عميها محمد وعبدالله
شعرت برائحة أعمق لسلطان فيهما

لم ترَ مشعل خلال الأيام الثلاثة الماضية
ولكنه كان يتصل بها كثيرا ليرى إن كانت تحتاج شيئا
كانت ترد عليه ببرود عجزت هي نفسها عن إيجاد سبب له
وهاهي على وشك تقبل كل آل مشعل إلا هو

اتصل فيها ليأخذها للبيت
سلمت على زوجة السفير وشكرتها كثيرا

وخرجت بحزن مر يلتهم روحها وشوق مرير لأمها

خرجت

لتبدأ حياتها الجديدة مع زوج فُرضت عليه وفُرض عليها


************************


الساعة العاشرة مساء
غرفة لطيفة

لطيفة تدرس بعد أن نام أولادها
متأنقة كعادتها
لم تهمل عادتها في التأنق
سابقا كانت تتأنق من أجل مشعل
ولكنها الآن تتأنق من أجل نفسها
وحتى تبقى نفسيتها مشرقة

كان شعرها مرفوعا فوق رأسها بفوضوية
وخصلها تتناثر على وجهها بعذوبة
وقد غمست في شعرها قلماً نسيته

دخل مشعل
(غريبة وش عنده الأخ جاي بدري
مهوب عوايده)

لم ترفع رأسها عن كتبها
سلم ببرود
وردت بذات البرود

ثم دخل ليستحم
خرج وهو مازال في طور التعود على تصريف أموره بنفسه
مشتاق للمساتها الرقيقة في حياته
وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة
خرج وأخذ ملابسه بنفسه
ولكن ما لا يعرفه
أن لطيفة أصبحت ترتب ملابسه بطريقة يسهل عليها تناولها
فهي تضع ماسيرتديه في الأعلى لأنها تعلم أنه لن يبحث بالتاكيد
وسيأخذ ما سيجده في الأعلى
تناول ملابسه
ارتداها
وجدها معطرة
ابتسم

(لا تستطيع إهماله مهما ادعت
يعرف ذلك!!)

تعطر كعادته.. ثم جاء وجلس في الجلسة
سألها بهدوء: أقدر أشوف الأخبار أو بأزعجش؟؟

لطيفة بهدوء مماثل: عادي حط على اللي تبي..

مكتب لطيفة في الزاوية خلف التلفاز من ناحية اليمين
ووجهها لظهر التلفاز.. حتى لا يلهيها شيء

مشعل أصبحت لديه متعة جديدة
اسمها مراقبة لطيفة الجديدة
فهو يضع على الأخبار ويقصر على صوت التلفاز لحد ما
ثم تبدأ طقوس المراقبة
كيف تعقد ناظريها
كيف تكتب؟؟
كيف تركز؟؟
تتأفف!!
تعض شفتيها!!
عالم جديد ممتع ومثير يتكشف أمام عينيه

يشعر كما لو كان يعود مراهقا
يتمتع بتصيد ومراقبة محبوبته
مشاعر لذيذة ومنعشة
نفضت ركام حياته السابقة
بدأ يتذكر بالكثير من الحنين الكثير من مواقف حياتهما السابقة
قلقها عليه
تدفقها ناحيته
ارتعاشها بين يديه

كم هو مشتاق لها!!


يلوم نفسه في اليوم ألف مرة على غبائه
ولكن لومه لنفسه هو في نفسه!!
يستحيل أن يتنازل أو يتراجع
هي أيضا عبثت به
كما أخطأ هو
هي أيضا أخطئت
هي من دفعته للتفكير بسواها
وهي من أطالت لسانها عليه
يستحيل أن يكون البادئ في إرضاءها
هي من لابد أن تعتذر

(ألف أفٍ على كل هذا
كم أنا مشتاق لها!!)

الساعة تقارب الثانية عشرة
وكلاهما يمثلان دوريهما بإتقان

مشعل نهض ليصلي وينام

قبل أن يتوجه للحمام
توجه إليها
انتفضت لطيفة حين رأته يقف إلى جوارها
اخترقت رائحة عطره الثمين حويصلاتها الهوائية

(كم أشتقت لكَ أيها الخبيث!!)

مال عليها
انتفضت أكثر
انتزع القلم من شعرها برقة
ووضعه أمامها على المكتب
وغادرها
بعد أن نجح في بعثرتها
بعثرها كأنها مجموعة من أحجار الليغو
هو وحده قادر على جمعها وتركيبها


**********************



واشنطن
بعد صلاة الظهر


مشعل يصل بهيا إلى بيته

هيا بتوتر: وش فيك وقفت هنا؟؟

مشعل بهدوء: انزلي الحين.. وباشرح لش داخل

هيا صعدت معه لشقته
فتح الباب
ودخلت بخطوات مترددة
كانت شقته أكبر من شقتها وأفخم بكثير

هيا بتوتر: أنت ليش جبتني هنا
أنا أبي أروح لشقتي

مشعل بهدوء: شقتش سلمت مفاتيحها
وأغراضش جمعتها باكينام كلها
وجبتها كلها هنا

هيا بثورة: أنت أشلون تسمح لنفسك تصرف من رأسك
ومن سمح لك تسوي كذا

مشعل بذات الهدوء: اللي سمح لي إني رجالش الحين إذا أنتي ناسية

مشعل كان تفكيره ينحصر أن يجنبها العودة لشقتها
حيث كانت المكان الأخير الذي جمعها بأمها
لم يرد لجروحها أن تنفتح من جديد
أرادها أن تبدأ حياتها الجديدة من مكان جديد

هيا تستكتمل ثورتها: ولو رجّالي على قولتك
مهوب المفروض تشركني في قرار مثل هذا
لأن هذي حياتي أنا مهيب حياتك

كانت تتكلم بذات لهجته وحدتها
ولكن ماضايق مشعل أنه شعر أنه يتحاور مع رجل
وليس مع أنثى
فحدتها كحدة الرجال وليست حدة أنثوية مطلقا

مشعل بتعب: هيا اسمعيني
أنا مهوب صعب علي أكوفنش الحين
أخليش تحاسبين ألف مرة قبل ما تعلين صوتش علي
كف واحد مني بيخليش تحرمين
لكن عمر هذا ماكان أسلوبي
ولا هذي بالمرجلة في نظري
أنا رجالش الحين
برضاش.. غصبا عنش.. رجالش
وأظن أخر شيء وصتش أمش فيه هو أنا
مثل ما أنا حفظت وصاتها.. أتمنى أنتي تحفظينها
أنا وأنتي باقي لنا ذا السنة بس ونخلص دراستنا
خلينا نخلصها بالطول وإلا بالعرض
وما فيه داعي تحولين حياتنا جحيم


هيا شعرت بالخجل
الكثير من الخجل
من تساميه فوق عصبيتها
وثورتها غير المبررة

هيا همست بهدوء: إن شاء الله مشعل إن شاء الله
ثم قالت بخفوت: غرفتي وينها؟؟
ثم أكملت وهي تبتلع ريقها: مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 14-05-09, 06:08 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات السعادة التي أتمناها لكم
وصباحات الألق الذي تتمتعون به
وصباحات الروعة التي تشبههكم
وصباحات المشاعر التي أغرقتموني فيها

أرحب بكل المنظمات الجدد
وبطلات التعليق الأول
وبكل صديقاتي وأخواتي المستمرات في مؤازرتي
سامحوني لو كنت أقصر في حقكم
بودي لو أقطف لكم نجمات السماء
وأشعة الشمس.. وندف السحاب
لأن هذه الأعالي هي ما تناسب أرواحكم الأسمى

اليوم الجزء الثلاثون
ونحن على وشك الدخول في تغيير جديد في الأحداث
كثيرا ما أسأل عن غياب بعض الشخصيات
خصوصا ناصر ومشاعل وراكان ومريم
كل شخصية ستأخذ حقها

مشاعل وناصر
أعلم أنه حتى الآن لم يتم تناولهما
قصة مشاعل وناصر أطهوها على نار هادئة جدا
وستتدرج بروية
سنبدأ بموقف اليوم يليه مواقف سيكون لكل منها هدف
ناصر بالذات ينتظره أكشن مختلف سينعكس بعنف على مشاعل
ولكن ليس قريبا.. انتظروه

راكان ينتظره أكشن مثيرا جدا
وليس ما سيحدث في البارتات القريبة
لأن هناك ما سيحدث معه قريبا.. ولكن بعد حين حين

مريم ينتظرها أحداث بعمقها وأختلافها
انتظروها فقط

أخبرتكم قبلا
أن هدفي في هذه القصة أن تغوصوا في ثنايا الشخصيات
لا تستعجلوني.. دعوني أستمتع معكم وبكم
إلا لو كنتم تمللتم مني
وتريدون أن أسلق لكم القصة؟!!!

استلموا
الجزء الثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/ الجزء الثلاثون


شقة مشعل بن عبدالله

هيا تقول بخفوت:
مشعل أنا أبي لي غرفة بروحي
أعتقد أنك فاهم إنه إحنا تزوجنا في ظروف غير طبيعية
وأنا مازلت غير متقبلة لفكرة الزواج كلها
وما أعتقد إنك بتطالبني بحقوق أنا مهوب مستعدة لتقديمها

مشعل يتجاوزها وهو يلقي بنفسه على الأريكة ويقول بإرهاق:
فيه غرفة نوم فاضية جنب غرفتي الحين بأشيل شناطش فيها
ولا تخافين ماني مطالبش بشيء غير إنش تخفين من عصبيتش
تراني مافيني صبر على الحنّة الواجدة..

هيا بنبرة غضب: تهددني؟؟

مشعل بتأفف: الله يهداش بس.. دائما متحفزة ومستعدة للهجوم
ترا أنا ما أنا بعدوش.. عشان أهددش

هيا أخذت نفسا عميقا.. وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

ثم دخلت لداخل الشقة لإكتشافها ولفسخ عباءتها
تشعر بالخجل من خلع عباءتها والجلوس أمام مشعل بدونها
ولكن لابد أن تعتاد على ذلك عاجلا أو آجلا

فتحت باب الغرفة الأولى
اكتشفت فورا إنها غرفة مشعل
مكتب مكدس عليه كتب
وملابس ملقاة على السرير
ورائحة عطر رجولي فخم داعبت أنفها فور فتح الباب
شعرت بالخجل يكتسحها
أغلقت الباب وتوجهت للغرفة الأخرى

كانت غرفة نوم أنيقة ونظيفة وخالية تماما
سوى من بعض ملابس رجالية في الدولاب
أزاحتها هيا إلى الجانب
لأنها لا تعلم ملابس من هي

خلعت عباءتها وحجابها وعلقتهما
نظرت لنفسها في المرآة
كانت ترتدي بنطلونا واسعا أسود اللون
وبلوزة سماوية لنصف فخذها
وشعرها مجموع في صرة أسفل رأسها
مطلقا ليس منظرا مناسباً
ليكون المرة الأولى التي يرى فيها زوج زوجته
ولكن هل هما زوج وزوجة فعلا؟؟

وهي سارحة في أفكارها
طُرق الباب
كان مشعلا يحمل حقائبها
حقيبتان ضخمتان يحملهما بخفة
همست بخجل: ادخل

دخل مشعل ثم وقف في منتصف الحجرة ليضع الحقائب
وهو يشعر بحرج غير مفهوم
بدت له رقيقة وضئيلة
بعيدا عن العباءة التي كانت تخفي معظم تفاصيلها
اعترف لنفسه أنه مبهور بعنقها الطويل الشامخ

قال كمحاولة لتبديد احساسه:
الملابس اللي في الدولاب ناسيهم راكان ولد عمي لما زارني العام..
حطيهم في كيس وفضي الدولاب لش..

هيا بهدوء: إن شاء الله

أجابها بذات الهدوء: محتاجة شيء ثاني؟؟

هيا بهدوء: لا شكرا
ثم استدركت بحزن عميق: مشعل أغراض أمي وش سويتوا فيها؟؟

مشعل بهدوء: الملابس كلها في شناط وخليتها عند إمام المسجد
لين أشوف إذا أنتي موافقة خليته يدخلها في التبرعات
وباقي الأغراض بتلاقينها في شناطش
والكراتين اللي برا فيها كتبش
وبكرة باشتري لش مكتب


**********************


بيت مشعل بن محمد
وجبة الغداء

أسرة مشعل تجتمع كاملة على الغداء
يجلسون على الأرض حول سفرتهم
لطيفة مشغولة بإطعام جود
ومشعل مشغول بمراقبتهما

لا يعلم أي ولع غريب أصابه
كل ما تفعله بات يفتنه
حتى في إطعامها لابنتها يتتبع حركة أناملها الرشيقة
ابتساماتها لها
تدليلها ومناغاتها لها
تبدوان كما لو كانتا جزءا من صورة مبهرة
الصورة قائمة بذاتها لا تعلم ماذا فعلت بقلوب معجبيها واندهاشهم

لطيفة انتبهت أنه لا يأكل
سألته بعفوية: مشعل الأكل ما عجبك؟؟

رد عليها بهدوءه الماكر: ولو قلت ما عجبني؟؟

كانت على وشك الرد بردها الاعتيادي الذي ربما كان يتوقعه
(بأسوي لك غيره الحين)
ولكنها ردت بهدوء متقن مغلف ببرود بارع
وهي ترسم ابتسامة من أجل أبنائها:
بأقول بكيفك يا بو محمد.. تسوي ريجيم أحسن..

ابتسم.. بل كان على وشك الانفجار ضحكا
لولا أنه تحكم في ردة فعله (كم أنتِ لئيمة!!)
أجابها بابتسامة: وأنا بأقول كثر الله خيرش يأم محمد
يجي منش أكثر..

(كم أنت بارد!!
لِمَ هذه الابتسامة؟!!
هل قلت نكتة ما أيها السخيف؟!!)

لطيفة ردت عليه بنفس مستوى خبثه:
وأنا بأقول خيرك سابق
وأنت راعي الأولة يا أبو محمد
وراعي الأولة ما ينلحق..
وأظني إنك فاهمني..

"تقصد أنك من بدأ وليس أنا!!"

لطيفة أنهت عبارتها له..
وحملت ابنتها وغادرت..
وهي تقول لأبنائها: إذا خلصتوا تعالوا لي في غرفتكم أدرسكم
عشان العصر أخليكم تشوفون الكرتون..

ومشعل يبتسم وهو ينظر إلى ظهرها وهي تغادر
(يعني أشلون؟؟
ياحليلش!!
تعتقدين سكتتني كذا؟!!
توش ماعرفتي مشعل يا لطيفة
انطري علي شوي بس)



*************************



بعد صلاة العصر

بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية

الجدة تتقهوى قهوة العصر وناصر وفارس عندها
جاءا للسلام عليها
فارس مازال متعبا ولكنه يمر للسلام على جدته
حتى لا يرهقها بأن تأتيه بنفسها

مشاعل في الأعلى
تسأل وكالة الأنباء ريم: من اللي عند جدتي؟؟

ريم (بعيارة): فارس أبو نص ذراع.. (لأن يده معلقة برقبته)

مشاعل قرصتها في ذراعها: عيب يا قليلة الادب

ريم تفرك مكان القرصة: ول قبصتها والقبر..
جعل نويصر يصرقعش كفين ليلة العرس

مشاعل بغضب: زين يا قليلة الأدب.. دواش عندي

ريم ترقص حاجبيها: إذا مسكتيني يا مرت ناصر سوي اللي تبينه

وخرجت تركض ومشاعل خلفها

ونزلت للأسفل وهي تركض على السلالم ومشاعل مازالت خلفها
وهي تقسم بأن تأدبها اليوم

كان فارس وناصر يجلسان متجاورين ووجهيهما للدرج

استغربا أولا نزول ريم كالإعصار وصوت ضحكاتها يتعالى
ثم المخلوق الآخر خلفها
مشاعل وصلت نصف الدرج ثم انتبهت لوجود مخلوق آخر يجلس بجوار فارس
مشاعل بقيت لنصف دقيقة وهي مازالت غير مستوعبة
وعيناها مثبتتان عليه
ثم رمشت بجزع وعيناها تمتلئان بالدموع وتعود ركضا للأعلى


الآخر هو..
كان فاغرا فاه..
على كثرة ما زار جدته لم يصدفها يوما..
رغم أنه تمنى كثيرا لو يلمحها فقط
فهل انفتحت له أبواب ليلة القدر اليوم؟؟
وهل دعت له أمه اليوم من قلبها
وقالت: "روح ياناصر الله يحقق لك أمانيك"

فارس رغم أنه غضب أولا
ولكنه لم يستطع منع نفسه من الانفجار من الضحك
وهو يرى ناصر مغفور الفم

فارس يمد يده السليمة ويغلق فم ناصر وهو يقول (بعيارة):
يا أخ سكر البلاعة ذي لا يدخلها الذبان

الجدة لم تنتبه لشيء مطلقا لأن ظهرها كان للدرج

ناصر يضع يده على قلبه ويقول بطريقة تمثيلية وهو يهمس لفارس:
فارس يا أخيك..
تكفى زوجوني الليلة.. لا أستخف عليكم
نعنبو داركم.. داسين ذا الملاك علي.. حرام عليكم يالمجرمين



في الأعلى مشاعل انخرطت في موجه بكاء حادة
آخر ما خطر ببالها أنها قد ترى ناصر
وفي هذا الوضع المحرج!!
خجلها منه يخنقها..
تكاد أن تموت خجلا وحرجا
وكلما استعادت الموقف وهو يبحلق فيها
بدأت في موجة جديدة من البكاء


************************


المقهى القريب من جامعة جورج تاون
قبل صلاة العصر
كانت باكينام تصل وتضع كتبها على طاولة خالية وتجلس
تريد أن تتناول شيئا خفيفا وتعود للسكن لتصلي وترتاح


كانت تضع ملاحظات في كتابها
حين اقتحم سكونها الصوت العميق الدافئ إياه:
وأخيرا عدتي لزيارتنا.. خشيت أن تكوني قد كرهتي شاينا الإنجليزي

رفعت باكينام عينيها
يبدو أكثر وسامة من المرة الماضية
هذه النظرة الغامضة في عينيه تفتنها

ابتسمت باكينام: انشغلت قليلا مع صديقتي
فوالدتها توفيت

هو بتأثر: خالص تعازيّ

باكينام بعذوبة: شكرا..
ثم قالت باللهجة المصرية: يخرب بيت زوئك وحلاوتك (حتى لا يفهمها!!!!)

ثم اكملت بالإنجليزية: هل تعلم أنك مصدر محيرة؟؟

ابتسم بغموض: أنا؟؟

ابتسمت: نعم أنت..

بذات الغموض: ولماذا؟؟

ابتسمت: مكسيكي يتحدث الانجليزية بنبرة بريطانية فاخرة..
وحوارك يدل على ثقافة.. وتعمل نادلا
أي من هذه الأشياء لا يثير حيرة..؟!!

بغموضه المثير: قابليني بعد أن أنهي عملي.. وأزيل حيرتك..
لأني لا أستطيع الثرثرة مع الزبائن؟؟

ابتسمت باكينام وهو تقول بذكاء: ومادمت أنا زبونة.. أحضر لي كوراسون وعصير برتقال لو سمحت..

ابتسم بدوره..
كلاهما يجيدان اللعب..
كلاهما ذكيان..
وخطيران..
خطيران جدا..



****************************



شقة مشعل بن عبدالله

مشعل بعد أن أدخل كل أغراض هيا لغرفتها
دخل إلى غرفته وأغلق الباب
وبدأ العمل على إطروحته
التي يقضي ساعات طويلة عليها يوميا
مرت أكثر من ساعتين حتى سمع أذان العصر
توضأ وخرج للصلاة

حين عاد كان يشعر بالجوع
تعوّد طيلة السنوات الماضية أن يخدم نفسه بنفسه
رغم أنه تعود في الدوحة على تدليل أمه وشقيقاته له
ولكنه هنا تعوّد أن يقوم بكل شيء بنفسه
وخصوصا أنه كان يعرف نوعا ما أن يطبخ
من رحلات القنص التي كانت تستغرق أسابيعَ
ولكنه الآن وكأي رجل شرقي يستحيل أن يطبخ لها
ولكنه أيضا لن يطلب منها أن تطبخ له
فهو مازال يجهل هذه الهيا التي تبدو له غامضة ومتباعدة

وهاهو يتوجه للمطبخ
سيعد له شطيرة وكأسا من الشاي

حين دخل رأى أمامه شيئا غريبا
اعتقد أن عينيه تخونانه
ولكنه كان فعلا شيئا غريبا ومبهرا وأخاذاً


********************


الساعة الواحدة والنصف ليلا

غرفة مشعل ولطيفة

كلاهما مستغرقان بالنوم
كلاً في مكانه
لطيفة في سريرها
ومشعل على أريكته

رن هاتف لطيفة
لطيفة نومها خفيف
مع الرنة الثانية كانت تصحو مرعوبة
تنظر للاسم وتلتقطه برعب: موضي عسى ماشر؟؟

صوت موضي يصلها متقطعا: لطيفة تعالي الحين.. الحين.. أنتي ومشعل

لطيفة برعب: وشفيش موضي؟؟

موضي بنفس الصوت المتقطع: مافيني شيء بس تعالوا الحين بسرعة

لطيفة تقفز لمشعل وتهز كتفه بسرعة: مشعل مشعل

مشعل يمسك يدها ويحتضنها وهو نائم ويهمس: أخيرا جيتي حبيبتي حرام عليش قلبي ذاب وأنا أتناش..

انتزعت لطيفة يدها (يحلم بحبيبة القلب) عادت لتهزه بعنف أكبر: مشعل مشعل

قفز مشعل مرعوبا: وش فيش لطيفة؟؟

لطيفة بقلق: موضي متصلة تقول تبينا نجيها الحين

مشعل برعب: عسى ماشر؟؟

لطيفة وقلقها يتصاعد: ماقالت لي شيء.. بس قالت تعالي أنتي ومشعل

مشعل يقفز لارتداء ملابسه: يالله بسرعة البسي..

لطيفة لبست وأيقظت خادمة البيت العجوز..
ووصتها أن تنام في غرفة بناتها حتى تعود


وهم خارجين من البيت
صدفهم راكان في الشارع وهو يدخل لداخل بيتهم
راكان اتصل بمشعل وهو يقول له بقلق: عسى ماشر مشعل؟؟
وين رايح أنت وأم محمد في ذا الليل؟؟

مشعل بقلق: موضي متصلة تبينا.

راكان بقلق: ذا الحزة.. طمني عقب.. لا يكون فيها وإلا في حمد شيء

بعد دقائق كان مشعل الذي قاد سيارته بسرعة جنونية
يقف أمام باب بيت حمد ويجد جميع الأبواب مشرعة
ويدخل هو ولطيفة وقلقهم يصل للحد الأقصى

ليفجعوا بما رأوه داخل البيت



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 09:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية