لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-09, 08:28 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن فصل رائع وجميل جدا يشهد مد وجزر بين هاري و كارولا

وايضا سنشاهد تقاربا اخر بين كارولا والطفلة روزي ما هو يا ترى لنرى

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 08:29 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8 – أصابع القمر


عادت دوريس الى هيوستن بعد نهاية الاسبوع. وبمرور الوقت اصبحت معتادة على زياراتها المتكررة للقصر. وازدادت ريبتها بأن تكون دوريس الان اكثر تصميما على ايقاع هاري بين براثنها. كذلك تعودت على تصرفات روزي الغريبية كلما كانت خالتها في المنزل كانت وكأنها لسبب ما تخاف منها وتحس بأمر كريه يظهر تحت قناع الخالة الفاتنة.
منتديات ليلاس
خلال هذا الوقت كانت كارولا تتجنب بحذر البقاء مع هاري لوحدهما قدر المستطاع جهودها تكللت بالنجاح وساعدها في ذلك غيابه وسفره الدائم فقد كان مضطرا الى التوجه نحو لوس انجلوس لانشغاله في انتاج مسرحيته. وهو كما عرفت يهتم شخصيا بتفاصيل الاخراج والانتاج حتى الصغيرة منها.

وبمرور الايام اعتادت كارولا على ملاقاة مارك كيندي اكثر من ذي قبل. رفقته المريحة لاعصابها كانت ضرورية لتنسيها وجود هاري المتزمت... كان دائما يأخذها مع روزي في نزهة عندما يكون هاري غائبا. او يلتقيهما على الشاطئ عندما يكون الطقس دافئا او ينضم اليهما في المنزل لتناول الشاي قبل المضي في جولاته الطبية. وكانت تقدر هذه الصداقة كثيرا مع انها تعرف ان مشاعره نحوها ابعد ما تكون عن الصداقة. ورأت انه من التعقل فسخ هذه العلاقة الا انها لم تكن قادرة على جرح مشاعره وكل ما كانت تأمله ان يفهم معنى تصرفاتها اذ لا يمكنها مبادلته سوى مشاعر الصداقة الحقة.

كانت اشجار الصنوبر ترسل ظلالا طويلة فوق المرجة بعد الظهر احد الايام الدافئة عندما ظهرت سيارة هاري. لم يكن وصوله متوقعا قبل اليوم التالي. فقزت روزي بدهشة راكضة لمقابلته يسابقها جروها الذي اصبح الان تقريبا من الاكتمال ككلب. وقفت كارولا جامدة تراقبه. ينزل من سيارته منتظرا وصول روزي ليحملها بين يديه ويمرجحها في الهواء ثم ينزلها الارض بعد حضنها لوقت قصير.

وتقدمت كارولا ببطء تبلع ريقها بقوة لتزيل غصة علقت في حلقها مقاومة الدموع التي هددت بالبروز. لقد زالت الحواجز بين الاب وابنته وسعادتها لا توصف. واحست بالنظرة المتفحصة التي كان يرمقها بها وهي تخطو فوق الممر المرصوف بالحصى الى حيث يقف مع روزي.

- هل انت سعيدة بقدر سعادة روزي لرؤيتي؟

فخفق قلبها بإنزعاج:
- اتمنى ان تكون قد حصلت على رحلة موفقة سيد موريل.

سخرت عيناه من تحفظها المتعمد وانحنى لها قليلا:
- كانت رحلة سيعدة. شكرا لك كارولا

دخلا المنزل وروزي بينهما وظهرت شيلا تحمل صينية قهوة ادخلتها غرفة الجلوس حيث صبت كارولا القهوة. وجلست روزي على الارض لتقص لوالدها كل ما فعلتاه في غيابه وبكل براءة لم تغفل واقع قضائهما الكثير من الوقت مع مارك كيندي . واصغى هاري بتحمل مدهش كانت عيناه خلالها تلتقيان بعيني كارولا عند ذكر اسم مارك. مما يكفي لإرسال اللون مسرعا الى وجنتيها. وعرفت ما يفكر به لكن لم يكن امامها طريقة لمنع هذه الافكار فقد تبدو بلهاء. وقال بعد ان توقفت روزي لتلفظ انفاسها:

- لاحظت ان البوابة الجانبية مقفلة.
- اتصل احد المنفذين من مجلس البلدية خلال غيابك ليقول ان الممر القديم رمم وتم تنظيفه واصبح صالحا للاستخدام ولم يعد القرويون بحاجة لاستخدام ارضك وطلب مني شكرك على صنيعك وستتلقى رسالة شكر رسمية لهذا. ولم يعد هناك حاجة لابقاء الباب مفتوحا. فطلبت من جاكسون إقفاله
- فهمت

لم تستطع ان تفهم من تعبيرات وجهه ما اذا كان سعيدا لهاذ الخبر ام لا. ام انه اصبح معتادا على رؤية الجميع يمرون عبر املاكه وانقطاعهم الان يعد خسارة.

بعد العشاء عندما انهت ما عليها من واجبات خرجت كعادتها لتسير على الشاطئ لت تذهب بعيدا قبل ان تحس ان احدا يحلق بها. وان المتقدم منها فوق الرمال هو هاري دون شك. فقفز قلبها ليصل حلقها... واحست برغبة مجنونة في الركض لكن هذا امر سخيف لا طائل منه فخطواته العريضة قطعت المسافة بينهما بسهولة وتلاشت رغبتها في الهرب عندما اطبقت اصابعه على ذراعها العارية وادارتها نحوه. وقفت جامدة للحظات تحبس انفاسها. تتمنى لو تستطيع الاخبتاء تحت اقرب شجرة كي تهرب منه. قال اخيرا وهو يترك ذراعها:
- توقفي عن محاولة تجنبي كارولا.
- انا لا اتجنبك.
- بلى تتجنبينني. كلما اقتربت منك هذه الايام تهربين كالأرنب المذعور.

استدارت كي لا تواجه وجوده المثير للاضطراب حدقت في البحر حيث كان القمر يرسل اشعته ليظهر سحره
- لا فائدة من النقاش معك... فالأمر ينتهي بنا دائما الى الجدال العقيم.
- نحن نتجادل لأنك لا تتقبلين الحقيقة.
فهزت رأسها:
- لا استطيع تقبل آرائك المشوهة.
- هذا لأنك تفضلين السير وعينيك مغمضتين تنسجين عالما من الخيال حولك كي تتجنبي الحقيقة.
- اوه ما الفائدة؟

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 08:30 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أرتفعت يدها اشارة العجز فأمسكت اصابعه بكتفيها ليديرها ثانية نحوه. لمسته كانت لذيذة بشكل لا يحتمل. قربه منها عذاب كله سعادة... والقمر يشع بلطف على خده المجروح احبت متشوقة ان تضع رأسها على صدره لتحس مرة اخرى بقوة ذراعيه حولها.
لم تستطع فيما بعد ان تفهم ما اذا كانت هذه النشوة الساحرة مردها تأثير القمر ام تفكيرها الجنوني به. لكنها لم تعد راغبة في المقاومة عندما شدها مطالبا بالتجاوب بذراعيه القويتين اكثر فأكثر على خصرها النحيل. حتى اصبحت متأكدة ان ضلوعها تواجه خطر التحطم. فهمست بإنكسار:
- هاري!
- ظننتك لن تتفوهي بإسمي مطلقا.

فتوسلت اليه:
- ماذا تريد مني يا هاري؟
- حذرتك من انني بشر... اتذكرين؟ انت امرأة شهية جدا كارولا ولست صغيرة ايجب ان اوضح لك ما اريد؟

كانت يداها لا زالتا على صدره واحست بالبرودة وهي تدفعه بلطف لتبتعد عنه
- لا. لا... داعي للايضاح... افهمك تماما
- و...؟

اختفى القمر وراء غيمة عابرة فارتجفت لانتشار الظلام من حولهما واحست ان هنا نورا مماثلا في اعماقها قد اختفى:
- اعلم ان هذا الامر في مجتمعنا الاباحي الذي نعيش فيه امر مباح ومعقول. لكنني لا استطيع منح نفسي لرجل ما لم اكن احبه ويبادلني الحب ... انا اسفة

وقف هاري جامدا واحست بالسرور لأنه لن يتمكن في العتمة من رؤية البؤس المرسوم على وجهها. ثم سألها:
- ما هي اللعبة التي تلعبينها كارولا؟
- ظننتك تعرف الكثير عن النساء
مرت الغمامة لحظتها فلمعت عيناه في ضوء القمر:
- اما انا فلا اظن انني التقيت بمن هي مثلك من قبل.
- لكنك قلت لي مرة انني مثل كل النساء... مخادعة شريرة
- قد تكونين هكذا لكن لا يعني هذا انك اقل شهوة.
- ارجوك

استدارت عنه غاضبة لكنها تعثرت بشيء. فأطبقت يداه عليها كي لا تقع ثم التفت اصابعه على معصمها لتجرها اليه. رفعت يديها لتبعده لكن ما ان احست بدفء جسده وسرعة خفقان قلبه على راحتيها حتى ترددت. فمه اصبح على شعرها ثم اخذ ينخفض حتى اصبح على كتفها مما اصابها بضعف غريب احست به في ركبتيها واشعل نارا متأججة في عروقها فتوسلته:
- هاري لا تفعل هذا.
- انت ساحرة وضوء القمر يعكس جمالا رائعا على شعرك. رائحتك كرائحة الورود المبللة بالندى الصباحي.

تصاعد صوت البحر ليصبح ضجيجا يصم اذنيها يهدد باغراقها وقامت بمحاولة اخيرة يائسة لتحرير نفسها من السحر الذي القاه عليها. فشهقت :
- ارجوك ... يجب ان اذهب الان

اخذت ترتجف وهي تقاومه ودون توقع تحررت فتهاوت على قدميها قليلا وبقلب يركض لاهثا احست انها على وشك الاغماء وسمعته يقول بخشونة وصوته يضرب كالسوط على اعصابها المتوترة المرهفة التي لم تستعد بعد اتزانها:
- اجل اذهبي كارولا اذهبي قبل ان افقد اتزاني تماما وفي المرة القادمة التي تقررين فيها التمشي تحت ضوء القمر اعلميني بهذا كي ابتعد عن طريقك.

هربت كارولا مسرعة فوق الرمال الناعمة واضاعت طريقها عن الممر الصحيح حتى انها كافحت العشب المرتفع وكادت تقع عدة مرات قبل ان تصل المنزل ما ان وصلت غرفتها حتى كان حلقها يشتعل نارا فرمت نفسها فوق السرير بعد ان انهارت ساقاها تحتها بينما كان قلبها يخفق بسرعة حتى ان انفاسها كانت تخرج شهيقا عبر فمها المفتوح

كادت في الواقع تستسلم للرغبة التي اثارها فيها انها فكرة مؤلمة فاذا لم تمتلك قلبه فهي لا تريد شيئا منه. ستحبه دائما لكنها لا تريد لذكرى حبها ان تتلطخ بعلاقة ليس للقلب فيها دور ولذكرى لن تدوم الا لمرحلة قصيرة محكومة بمزاجه المتردد او لمتطلبات دوريس التي تلقيها بقوة في وجهه
تأوهت ووجها مدفون في الوسادة.

- يا الهي ايجب ان اعيش حياة لا اعرف فيها سوى الالم والوقوع في حب لا حكمة فيه؟

الدموع انهمرت بارتياح وتقبل... لقد خسرت الكثير في حياتها: والديها، ديفيد واخيرا هاري الذي لا تحتل مكانا في حياته لكن ذكر اسمه... صوره في الصحف... او شخص اخر يشبهه كلها اشياء ستبقى تذكرها بحبه الحي... حب لن يساعدها على الراحة عندما تتملكها الوحدة.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 08:31 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الغريب في الامر انها نامت دون صعوبة تلك الليلة. لتستيقظ مجفلة بعدها بساعات عندما هز احد كتفيها. مدت ذراعها لتضيء المصباح امام السرير فوجدت روزي واقفة قربها وخديها مبللين بالدموع. حدقت بها يغلب عليها النعاس وفجأة هبت مستيقظة
- روزي ما الامر؟ اكنت تحلمين؟
هزت روزي رأسها ثم دفنت وجهها في كتف كارولا وعادت الدموع تتدفق من عينيها ثانية:
- انا خائفة كارولا
- ما الذي اخافك حبيبتي؟
- لا استطيع ان اقول لك. لقد وعدت امي ان لا اقول لأحد
التفت يدا كارولا حول جسد الفتاة الصغيرة وضمتها لفترة طويلة دون كلام. لم يحن بعد الوقت المناسب للاستفسار عن الماضي. لكنها علمت دون شك ان هذه الطفلة المسكينة لن ترتاح قبل تفشي عن السر الرهيب.

أرجعت كارولا خصلات شعر روزي الى ما وراء اذنيها لتكشف عن وجهها المضغوط بقوة على كتفها وقالت بنعومة:
- روزي حبيبتي احيانا الوعود يجب ان لا تنفذ عندما يكون هناك سبب جيد. اذا كان الوفاء بالوعد الذي قطعناه يجعلنا تعساء فمن الافضل عدم الالتزام به. قطعت وعدا لامك وذلك الوعد يجعلك مريضة تعيسة كما يتعس والدك. هل تفهمين ما اقول حبيبتي؟
- لكن امي قالت انها ستضربني
- امك لن تسطيع ضربك الان حبيبتي ولو علمت كم انت تعيسة لما غضبت منك لنكوثك بوعدك
بدأت مخاوف وشكوك روزي تتبدد اما نظرة كارولا الثابتة... لكن خلال اشهر من الصمت الطويلة عانت الصغيرة جهد كبير للتحدث عن الاشياء التي كانت تطارد احلامها لدرجة الهستيريا. فبدأت القصة مترددة في البداية ثم اندفعت فأصغت كارولا اليها برعب يتصاعد الى ان استلقت روزي منهوكة القوى بين ذراعيها.

استطاعت والدتها ان تقنع والدها باصطحابها مع الأطفال ليلة الحادثة لحضور حفلة تقام في منزل احد الاصدقاء في الريف... كان في الحفلة العديد من الضيوف وبعد وضع الاطفال في الفراش نام جون شقيقها دون وعي لكن روزي استيقظت على اصوات في الغرفة المجاورة ... فاعتقدت انهما والديها قد قررا العودة للمنزل. فدخلت الغرفة الاخرى لتجد امها نصف عارية بين ذراعي رجل غريب. منظر العراء لم يؤثر كليا على الطفلة بقدر ما اثر بها واربكها قبلات امها لرجل غير ابيها.

غضبت الام لرؤية روزي فاظهرت قساوتها وهي تجبرها على الوعد بالصمت. وهنا فهمت كارولا لماذا كانت روزي تصرخ في منامها متوسلة ان لا تضرب مقسمة ان لا تقول كلمة لأحد. هذه الحقيقة ملأت قلب كاورلا بالحقد على الام المسؤولة.

وبينما كانت الام تمارس عقابها الخالي من الشفقة على ابنتها، غادر الرجل الغرفة هاربا مما زاد غضب المرأة... ودخل هاري في هذه اللحظة ليرى هذا المنظر وحصل شجار بينهما تسبب بمغادرتهما الحفلة باكرا. وبسبب تعبها من الضرب الذي تلقته من امها نامت روزي دون وعي في المعقد الخلفي للسيارة ورأسها على جحر اخيها بدوره ورأسه على مؤخرة المعقد. لهذا لم تعرف ما هو سبب الحادثة لكنها استيقظت لتجد نفسها في ارض السيارة وجون ممدا في المقعد الخلفي بارد عندما لمسته وتذكرت انها غطته ببطانية. والدها كان فاقد الوعي ينزف دما فوق المقود بينما لم تجد اثرا لوالدتها في السيارة التي اعتبرت مفقودة في خندق ماء. وهزت والدها واخيها محاولة التحدث معهما لكنها لم تتلق جوابا فصرخت مولولة وخرجت من السيارة لتجلس على حافة الطريق تبكي بهستيرية الى ان مرت سيارة وتوقفت قربها. بعد ذلك لم تعد تدري ما حصل فكل شيء اصبح مبهما لها وهنا ايقنت كارولا ان الطفلة فقدت وعيها.

وهكذا ساهمت الحادثة الفاجعة وقبلها تعرض الطفلة للضرب الموجع في اخلال توازنها ... هذا ما ادركته كارولا وهي تنظر بإشفاق الى الطفلة المستلقية بين ذراعيها... فقالت لها بلطف ومرارة:
- لكنك لم تعودي خائفة اليس كذلك روزي؟
- قليلا لكنني لن اخاف مطلقا اذا بقيت معك. ايمكن ان ابقى معك كارولا؟
- بالطبع.

وحملتها لتشاركها فراشها اطفأت المصباح وجمعت الجسد الصغيرة المرتجف الى صدرها وقبلتها.
- انتهى الان كل شيء حبيبتي. لا حاجة للخوف ثانية نامي واحلمي بأشياء جميلة نستطيع فعلها في الغد.
فهمس صوت الطفلة صغير ناعس بصدق جعل الحرارة تتدفق في جسد كارولا:
- احبك اكثر من اي شيء اخر كارولا

ترقرقت الدموع في عيني كارولا وهمست لها:
- وانا احبك روزي حبيبتي. كثيرا

إفشاء السر ازاح حملا ثقيلا عن كاهل الطفلة لذا استيقظت صباحا متألقة لتعود طفلة سعيدة قانعة. الصمت الطويل الكئيب اصبح من الماضي واخذت تتكلم بحرية مع كارولا عن كل الافكار التي تراودها. اكتسبت كارولا نظرة جديدة مؤثرة على حياة الاب وابنته فهي دائمة الاصغاء. ولم تكن روزي تعي ما تسببه لها ببرائتها، وتعليقاتها الطفولية.

لم تستجوب كارولا الفتاة مطلقا مفضلة ان تخرج منها المعلومات بشكل طبيعي وحرية الكلام كان امرا جديدا بالنسبة لروزي. مما ادى الى تطور وتقدم مذهل في عملها التعليمي. كانت روزي طفلة ذات مخيلة رائعة. واظهرت اهتماما كبيرا بالتسجيلات التي امنتها لها كارولا. فكانت تصغي الى الموسيقى والقصص لتعطي تعليقاتها فيما بعد. والتعليقات اصبحت مركزة في النهياة ولم تحاول كارولا ردعها. فالأطفال في سنها بحاجة للتعبير الحر عن انفسهم ولطالما ذهلت كارولا بالطريقة اليت تروي فيها الفتاة قصة ما تبرزها الى الحياة بإيماءات حية تظهر عن موهبة كبيرة عند فتاة صغيرة.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 08:32 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148642
المشاركات: 133
الجنس ذكر
معدل التقييم: Books_king عضو على طريق الابداعBooks_king عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 177

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Books_king غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Books_king المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

دخل هاري صباحا دون توقع الى غرفة الدرس بينما كانت روزي تروي قصة الدببة الثلاثة... فأدركت كارولا على الفور ان شيئا رهيبا قد حدث. وجهه ابيض الجرح على خده ينبض باللون الاحمر وعيناه مسودتان من الغضب مما جعل دم كارولا يتجمد في عروقها. وصاح بروزي:
- ماذا تفعلين بحق الشيطان؟
فتوقفت الصغيرة في منتصف جملتها مرتبكة محتارة خائفة من نبرة صوته
- هاري... سيد موريل ... لا سبب كي
- هل هذه فكرتك؟

اجفلت كارولا وتراجعت الى الوراء فاخذت روزي تبكي عندما شاهدته يمسك بيد كارولا. صوت البكاء كان له تأثير متعقل على هاري فتنفس بحدة وتمتم بشيء غير مفهوم وجلس على الاريكة ليأخذ روزي بين ذراعيه.
- لا تبكي يا طفلتي .... لم اقصد اخافتك
ولم يكمل شرحه لسبب غضبه لكن روزي هدأت لكلامه فدفنت رأسها في كتفه ولفت ذراعيها حول عنقه لكن عيناه اللتان نظرتا الى كارولا لم تفقدا شيئا من الغضب.


وتلاشت دموع روزي ثم ضحكت لشيء قاله لها والدها. لكن كارولا كانت متوترة جدا لذا لم تنتبه لما قاله واخيرا وقف ينظر اليها والتوتر باد في كل خط من خطوط وجهه:
- اريد رؤيتك في مكتبي بعد الغداء فورا.

الصباح فقد بهجته واقفلا آلة التسجيل وساد الصمت الغرفة. ولكنهما استمرتا في العمل باشياء اكثر اهمية. ركزتا على علم الحساب الذي لم يكن مفضلا لدي روزي فهناك مواضيع اكثر اهمية.


عندما لملمت شيلا اطباق الطعام علمت كارولا انها لن تستطيع الان تجنب المصير المحتوم. فتركت روزي في فراشها ونزلت لتقف قليلا خارج المكتبة تمرر يدها بتوتر فوق شعرها ثم قرعة الباب. فسمعته يصرخ من الداخل:
- ادخل
دخلت لتجده واقفا وارء طاولته:
- اجلسي

فجلست على اقرب كرسي لها لكن بقي واقفا متجهم الوجه.
- من اعطاك الحق في تشجيع روزي على التمثيل الذي شهدته هذا الصباح؟
- لا احد... سيد موريل... لكن...
- لم اطلب منك تعليمها فنون التمثيل مع غيره من مواد التعليم. وهذا يجب ان يتوقف على الفور.
- لكن...
- على الفور اتسمعين؟
واستدار من وراء طاولته ليقف اماما كأنه يهددها. عضلات فكه تتحرك بوحشية لكن كارولا رفضت التهديد.
- لو شرحت السبب لاتسطعت الفهم.
- لست مدينا لك بأي شرح من اي نوع. افعلي ما اقوله فقط
- لكن هذا غير معقول سيد موريل.

ركزت نظرها على تمثال النسر الحائم بدلا ن الاضطرار الى النظر اليه واكملت:
- ان اكثر شيء طبيعي لفتاة مثل سنها ان تلعب العابا حية وتمثل مواقف محددة
فسألها ساخرا:
- صحيح؟ لا بد ان هناك طريقة اخرى كي تعبر فيها عن نفسها خارج نطاق التمثيل.
- لكنها فتاة موهوبة و لاعجب ان يكون لها هذه المقدرة... ولست ارى سببا لكبح هذه الموهبة.

لم تكن كارولا تتوقع ما حدث فقد لوى معصمها في يديه بطريقة بعيدة عن اللطف. وجرها على قدميها وقال والكلمة تخرج من اسنانه:
- هذا يكفي لن اسمح بتشجيعها على هذا بأية طريقة... هل اوضحت ما اقول؟
- واضح تماما سيد موريل؟

لم تستطع تحمل الالم في معصمها ولا قربه الشديد منها...

تركها فجأة فترنحت ممسكة بطرف الطاولة خوفا من السقوط بينما اخذت تنظر بغضب الى الاثار الحمراء التي تركتها اصابعه... في الغد ستكون اثارها اكثر وضوحا لتذكرها بهذه المجابه. ثم قال بحدة متجاهلا اياها ومتجها وارء الطاولة ليجلس:
- بإمكانك الذهاب.
- قبل ان اذهب هناك شيء اريد قوله سيد موريل. روزي لم تبلغ الثامنة بعد. وعندما تبلغ سن الرشد ستقرر بنفسها العديد من الاعمال قبل ان تجد ما يناسبها وبإظهارك الاعتراض قد تجعل مهنة التمثيل تبدو اكثر جاذبية لها.

 
 

 

عرض البوم صور Books_king   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا أحد يشبهك, أحلام, ايفون وينال, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية