لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-09, 08:24 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4_ بين نارين
هبت ريح مالحة خفيفة على طول الشاطئ وكان هناك رائحة منعشة تعبق في الهواء. وانكسرت أشعة الشمس على موج البحر على ألوان لا حصر لها وضربت الموجات الصخور بطاقة لا تتوقف .
واستلقت مايا براحة فوق الرمال الدافئة تحت خيمة من سعف النخل مراقبة جمال البحر المشتعل عبر نظارات الشمس . كان صباح جميل للأحلام الكسولة ، حيث تتدفق الذكريات في المخيلة مثل سمكة تلمع بين الصخور . الشاطئ كان طويلا أكثر مما هو واسع , ويستدير إلى الداخل والخارج حول المغاور تحت المنحدر الصخري, حيث تستقر طيور البحر مثل أطياف رمادية وبيضاء , ثم تطير ثانية , في بحث دائم عن الطعام. وأخذت مايا نفسا عميقا وشعرت بتجاوب فطري مع الروائح المختلطة لمحيط والملح ، والحشائش البحرية والرمال الدافئة بحرارة الشمس.
الزمن والوعي بالحياة اليومية يتوقف وراء حدود المنحدرات , وكأنما لا معاني حقيقية خارج هذه اللحظات وهذا المكان. وتقفز المياه فوق الصخور لدى ارتطامها بها , وتختلط أصوات الموج الرقيقة مع نداء الطيور النشطة . وشعرت مايا وكأنها مخلوق بحري , منطو في صدفة آمنة , قد تنكسر عاجلا أم آجلا , ولكنها في الوقت الحاضر في أمان , ولم يحصل حتى الآن ما قد يخرجها من السعادة التي تشعر بها لهذا المنظر وهذه الأصوات .
كل أسرار الدنيا ممكن أن يبتلعها المحيط, وعندها لن يكون هناك مشاعر بالذنب , ولا خوف من أن يكتشفها أحد ، فستبقى هذه الأسرار ملقاة هناك , في الأعماق الزرقاء , سالمة من أي تشويه تعاني منه عندما تقع بين أيدي أناس يتحدثون فقط عن الذنب , وليس عن الحزن أبدا .. أجل .. هناك نوع معين من الحزن الجميل للأسرار , مثل رائحة الأوركيديا في أواخر الصيف , أو في غرفة حيث تركت وردة حبيب رائحتها الذابلة .
وقامت مايا بحركة من يدها , وكأنها ترمي بأسرارها إلى البحر ... ثم أجفلت وحدقت نحو البحر , ثم قفزت على قدميها , وصرخة قد توقفت عند شفتيها .
كان هناك شخص يسبح بسرعة نحو الشاطئ .. وبزاوية حادة كان يتجه نحو السابح زعنفة قاتلة على شكل مثلث ... وأحست مايا على الفور بما يشبه المخالب تتشبث بها من رأسها حتى أخمص قدميها , وركضت نحو الصخور حيث تتكسر الأمواج.
براد ...!
وصرخت باسمه .. حتى ولو كانت تعرف أن صوت الأمواج سيغطي على صوتها ...
- يا إلهي .. أسرع .. أسرع .. أسرع !
لن ينجو .. لأن القرش كان سريعا بالقدر الذي هو مفترس .. وهذا هو أحد الأسباب التي تدفع مايا للقدوم هنا ، فالمكان منسي .. ومهجور لا يقصد البحر فيه أحد ..
لم تعد تلاحظ شيئا سوى ذلك الرأس الأسود في البحر هناك , وهاتان الذراعان السمراوان تشقان المياه , وهو يبذل كل قوته كي يبلغ اندفاع الموج ليجرفه معه .
- أرجوك يا إلهي .. نجيه !. بضع ياردات وسينجو ! يا إلهي لا أطلب منك أكثر من هذا ! لن أطلب منك المزيد !
وارتفعت الأمواج ، دوامة حريرية من المياه , وعندما استقرت عاليا كان الرجل جزءا منها , ولم تعد تلك اللحظات محتملة , بالنسبة لمايا , وغطت وجهها بيديها , وانتظرت بيأس وهي ترتجف . في أية لحظة الآن سيمزق جسده إما الصخور أو القرش . ليتحول من رجل إلى أشلاء ممزقة .
وسمعت صوت دقات قلبها , وصوت تحطم الأمواج فوق الصخور , واستجمعت كل شجاعتها لتكشف عن عينيها وتنظر إلى الشاطئ .
واصطدم بالرمال , وهو يتنشق الهواء إلى رئتيه .. والمياه تتدفق فوق كتفيه وظهره وساقيه الطويلتين .
- براد أوه ... شكرا لله !
وراقبها تتقدم نحوه , وهو يمسح المياه عن عينيه , وينفضه عن شعره . ولمعت الشمس فوق الميدالية التي يضعها حول عنقه , ومايا تعلم أن القرش ينجذب نحو الأشياء اللامعة . لقد كانت ميدالية دينية لا شك , لأن اللاثنين عادة يرتدون مثلها , لا بد أن تكون صورة لقديس ايطالي محفورة في الذهب .
- ماذا تظن أنك فاعل ؟ ألا تعلم مدى خطورة هذا المكان للسباحة فيه ؟
- لو كنت أعلم ياحلوتي … لما أغراني الأمر .
وجلس . أخذ ينظر إليها برموشه المبللة حول عينيه .
- لقد أخفتك .. هه ؟ هل كنت تعلمين أن من يسبح هو أنا ؟
- هذا .. هو كهف الراهبات .. ولقد أحسست أه أنت عندما رأيتك , وذلك القرش كان يبدو مصمما للوصول إلى إفطاره .. كان من الممكن أن تكون طعاما بين فكيه !
- أعلم هذا ! لقد رأيت مرة رجلا يتمزق من كتفيه حتى وسطه بين فكي واحد مثله … هاي لا تقعي هكذا على وجهك الرمال… ومد جسمه ليمسك بها , وأصبحت ذراعه حول وسطها.
- يا مغفلتي الحلوة … الشيطان يعتني بنفسه عادة , ألا تعلمين هذا ؟
كل ماتعرفه أنه لايزال حيا بمعجزة , وبأنه برفسة قدم واحدة تخلص من الفك المفترس . وما إذا كان هناك قديس أم شيطان قد تدخل لمصلحته , فهذا لايهم , كل مايهم أنها الآن ملتصقة بضلوعه القاسية التي تحمي قلبه , وتنفست بشهقة مرتجفة .
- بالطريقة التي سبحت بها , يجب أن تكون أحد المتبارين في الألعاب الأولمبية .
- أجل … إنه أداء رائع لرجل في مثل عمري . ولكنني دائما محميا من المخاطر . ماذا أتى بك إلى كهف الراهبات . الفضول ؟
- لم أكن أظن أنك ستأتي إلى هنا ثانية…
- كنت تظنين أني سأجيء أتلصص عند شاطئك الخاص … هه ؟ وأخاطر بالتعرض للسان عرابتك السليط ؟
- يبدو واضحا أنك تفضل أسنان القرش . ولكن لا يبدو أن غلوريا ترعبك .
- أنا رجل قاس .. يا مايا .. ألم تقولي هذا بنفسك ؟
- أنا مقتنعة بهذا , بعدما رأيته هذا الصباح … ليس هناك أي حدود للمقامرة التي تخوضها , لأنك قلت لي أنك دائما تدرس اللعبة قبل أن تراهن .. لقد كنت تعلم أن أسماك القرش موجودة عند هذه الشواطئ , ومع ذلك قررت أن تمتحن نفسك ضدها .أليست هذه هي الحقيقة ؟
- إذا لم تكن الحياة امتحان , أو مقامرة إذا أحببتي , لفقدت الكثير من الإثارة فيها. ألا تقوم المرأة بالكثير من المخاطر عندما تمنح نفسها لرجل … أكبر عناصر التحدي هو الاستسلام للمشاعر , ألا توافقين معي ؟
- أنا لا أظن أنني قد أرغب في المرور بهذه التجربة .
وأرادت مايا أن تتراجع بلباقة من بين ذراعيه , ولكنه كان غير قابل للمقاومة وهي لاتزال ترتجف لنجاته من القرش.
- أنا غاضبة جدا منك براد ! لقد وعدتني أن تبقى بعيدا … وان تتركني وشأني …
- لقد مضى ثلاثة أسابيع منذ التقينا . ولكن هل أنت متأكدة من أنني قطعت مثل هذا الوعد ؟ لقد تركت الأمر للصدف . ألم أفعل ؟
قلت لو أننا التقينا ثانية سيكون هذا صدفة خالصة .
- صدفة خالصة ؟ هل هكذا الأمر دائما بينك وبين امرأة ؟
- مايا .. هل هذا شيء لطيف تفكر به فتاة جيدة التربية . هذا إذا لم تسأل عنه ؟
- أنا لست غبية .. اعلم ما تسعى وراءه .
- وهل تعرفين الآن ؟ ما الذي يجعلك فتاة ذكية هكذا ؟
وشعرت ببشرتها تحترق تحت نظرته , وبرعدة رعب لعزلتها هنا معه في كهف الراهبات , بصخوره المرتفعة وكأنها أعمدة معبد .
- لا يجب أن تكون الفتاة الذكية لتقرأ ماتفكر به , سيد دوللي … لقد طلبت منك عرابتي أن تبقى بعيدا عني, ومع ذلك فأنت هنا لتفعل العكس.
- أنا هنا لأعلمك قليلا من المخاطر .. هه ؟ لا بد أن هناك قليل من الرعب اللذيذ ينتزع من بين مخاطر البراءة , وأظن أن رجلا مثلي قد ينبهر بهذا النوع من الرعب الذي قد تخبئه فتاة جميلة مثلك .. هذا إذا لم نذكر الإغراء ...
- وهل تظن أنك قد أغريتني .... ؟
- ألست كذلك ؟
وأمسك برقبتها ورفع رأسها عاليا إلى أن أصبحت عيناها تنظران إلى وجهه... هناك قوة مظلمة في وجهه وجسده ... انه وثني لا شعور له ولا خوف لديه ...
- لا تنظر إلي ... هكذا !
- أنا أنظر إلى ما يبهجني .. ألم ينظر إليك رجل من قبل ورأى فيك مايا كولين الحقيقية ؟ الثائرة الصغيرة المنطوية داخل قوقعة من التحفظ البارد , التي تتوق إلى اكتشاف ما إذا كان للحب معنى ...
- لا أظن أنني وأنت قد نضع نفس الترجمة لهذه الكلمة ...
- إنها ليست كلمة يا مايا .. إنها حالة جسدية وفكرية . إنه شوق أبعد من الوصول إلى فراغ , حيث لايوجد شيء ملموس ... حتى الحلم .
- وماذا قد يريد رجل مثلك من الأحلام ؟ أنت تتكلم عن الخداع اللذيذ للعاطفة , ولن أشارك بهذه اللعبة ولو كان المسدس موجه إلى رأسي , ويجب عليك أن تضغط الزناد سنيور .
- ولكنني لا أحمل مسدسا سنيوريتا.
لقد اعتقدت أنك قد تحمله... كما فعل جدك , عندما قدم من ايطاليا وانضم إلى عصابة شريرة مشهورة. ولا تزعج نفسك بالإنكار سيد دونللي .. عرابتي شعرت أن من واجبها أن تخبرني كل شيء عنك .. خاصة عندما بلغها أنك اشتريت "ادامز تشالنج" وتنوي السكن فيه .
- هكذا إذا ... كان لا بد للأمر أن ينكشف , وخاصة عندما تخرج امرأة مثل غلوريا آرثر مثقبها . دون سيسرو ..جدي , كان نذلا , إمبراطورا لحقبة العشرينات الدامية . أنا لا أنكر هذا .. ولكنني عرفته عندما كنت طفلا , لقد أركبني على كتفيه وأحبني .. ومات , بعد أن دفع ثمن ما قام به من خطايا , ولكن والدي لم يكن مثله . كنا نجوع عندما لايجد عملا . لقد ربانا بشرف , صدقت هذا أم لم تصدقي . لا أهتم يا مايا بما تؤمنين به .
وتركها واستدار ليراقب البحر . وعضت مايا على شفتها ولم تستطع إبعاد نظراتها عنه . وقف صامتا دون حراك , وشعرت أنه على وشك القول لها أن تذهب إلى الجحيم , وأن تأخذ غلوريا معها .
ولكنه لابد عن ذلك ضحك ضحكة ساخرة .
- بعض الناس لايتركون لك فرصة النسيان .. والدي رجل رقيق ولطيف , لا يطلب سوى أن يزرع في حديقته الإيطالية ، يهتم بنبات الأكاسيا بأوراقه الفضية وزهرته الحمراء . وفي حديقته كذلك اللافندر ، وزهر الترمس والارتيميسيا الجميل الرائحة , وأشجار الخوخ . ياإلهي ما أجمل رائحتها تحت شمس الجنوب ! لماذا لا أذهب إلى هناك ؟ لماذا أبقى واعمل هنا , وتدعوني امرأة برجل عصابات .. أظن أن علي أن أرتدي ثيابي . لقد تركتها هناك في كهف تحت الصخور ... وداعا .
- براد ...
وتوقف ونظر إليها رافعا حاجبيه بسخرية .
- أنت محمية لعرابتك كي تفخر بك . وأنا أهنئها على العمل الرائع الذي قامت به , ففي خلال سنوات ستصبح طبقة الجليد سميكة فوق جلدك ومشاعرك بحيث تصبحين لامعة كالماس ... ماسة جميلة متجمدة لاحياه في قلبها . حافظي على كهفك لنفسك , أيتها الراهبة الصغيرة .. فلن أتطفل عليك ثانية حتى ولو دعوتني .
والتفت ذراعها على جانبها الأيسر, ولم تشعر بمثل هذا الألم من قبل .. سوف يذهب وينتهي كل شيء ... ولكن إذا بقي سيكون الأمر كمن يشرب من قدح سم حلو .
- الوادع ...
الكلمات كانت على أطراف شفتيها , ولكن عندما بدأ يتحرك مبتعدا سمعت شيئا مختلفا يخرج من فمها :
- لدي بعض السندوتشات والقهوة .. ممكن أن نتشارك بها .. لا .. لابد أنك تشعر برغبة في كوب من القهوة ؟
- أنا أشعر بأنني ركلت على قفاي.
- لم اقصد هذا.. .
- أوه ... ولكنك فعلتي يا مايا... أنت خائفة جدا لأن تتصرفي كما يحلو لك وتدعي أي إنسان يعرفك . أنت كواحدة من الألعاب , مبرمجة كي تشكي بالإبر الرقيقة , المسمومة الطرف .. لا .. لن أشارك في طعامك ... ألف شكر لك .
- إنها سندوتشات لحم مقلي , وقهوة جيدة , وليست من النوع الفوري المحضر سلفا في علب .
- ابعدي عني تفاحتك يا حواء . اسمي دونللي , وجدي مات في سجن جزيرة الكتراز .. أنا لا يمكن الاقتراب مني ... يا مايا الألماسية .
- أوه ... براد ...
وركضت نحوه فجأة , وعندما أحست بلمسته شهقت وكأن أصابعه كانت لهيب نار ... عناقه كان قويا , وكأنه يؤد إيذائها لأنها مخلصة للجميع , ماعداه . وخلال هذه اللحظات الطويلة شعرت أنها أصبحت جزءا من جسده المفعم بالحياة , وكأنهما يتشاركان في تدفق الدماء ذاته , نفس اندفاع المشاعر .
عندما أعادت النظر إليه كانت الجرأة قد عادت إلى وجهه الإيطالي .
- إذا هذا ما حدث في عدن . هه ؟ لقد حاول آدم أن يقاوم .. .
- هذا كله خطأ... ومنذر بالمشاكل ... أنا .. أنا أكره أن أؤلمك .
- سوف تعرفين مع الوقت ... تلك المرأة تريد أن تجعل منك تلميذة لامعة .
- أوه.. لا تدعنا نفكر بهذا... لتكن هذه الساعة لنا فقط ... إن لك وجها كتب عنه "داتتي". الوجوه الإيطالية لا تزال كلاسيكية.. أليست هكذا ؟
- كذلك عواطفنا .
- أستطيع تصورك راكبا جوادك مع كلاب الصيد النحيلة , ومع الصقور المخفية العينين , عبر المستنقعات .
- وليس عبر شيكاغو مع زوج من التابعين .. ومسدس ؟
- هذا كلام لطيف منك .
- أوه هيا مايا .. لا تقولي إنك لا تتساءلين عما إذا كنت أشبه جدي .. ربما تتساءلين عما دفعك لأن تكوني شجاعة لتركضي إلى ما بين ذراعي .. ماذا لو دعوتك لقضاء شهر عسل في فلوريدا ؟
- ماذا.. ؟
- رحلة رجل أعمال رومانسية مع سكرتيرة مفضله لديه .
- أوه .. هل هذا ما في ذهنك ؟
- أنت تدخلين الكثير من الأفكار في راسي.. بعض منها ... واو... هل لازلتي راغبة في تقديم القهوة لي ؟
- إنها قهوة وسندوتشات فقط ؟
- ألن تقدمي لي حلوى... هه ؟
- ماكنت أود أن أقول هذا عن جدك , ولكن الخوف منك دفعني ...
- إنه الموضوع المغري المحرم حول الجاذبية الجسدية . لا تكوني خجولة يا مايا ... من المخاطر والسعادة التي قد يمنحها لك مثل هذه الجاذبية .
منتديات ليلاس
- هذا غير مسموح به يا براد... يجب أن تكون ممنوعة .
- حسنا .. لا تبدي يائسة هكذا حول الموضوع . الافتتان له حزام أمان يدعى التحرر من الوهم .
- وهل أنا مفتونة بك ؟
- طبعا.. لقد قطعت الحاجز إلى الجهة الأخرى , وجعلتك تشعرين كما عندما كنت في البحر وكادت ساقاي تبتران , ومثل عندما نبشتي في وحل ماضيي ورميته في وجهي ... لقد جعلتك تعودين إلى الحياة !
- بشكل كبير ... أوه, إنني جائعة ! دعنا نأكل !
وجذبت نفسها منه قدر ما استطاعت , ثم شهقت وهو يشدها إليه ثانية .
- براد... أرجوك ...
- هل ترجوني من أجل المزيد أم الأقل ؟
- الأقل ..

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 28-08-09, 09:20 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا لكي عزيزتي


وسلمت النامل والله يسعدك

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 29-08-09, 03:15 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كي يتلامس القمر والغروب, ولكن دون أن يلتقيا أبدا , هه ؟
صمتها كان الرد , وللحظة كان كل شيء خطر بينهما , صوت الطيور والبحر على حافة السكينة .. وكأنه رعد من بعيد .
- وهل أنت واثقة أن حفيد دون سيسرو سيتصرف كسيد مهذب ؟ لن يكون هناك من يشهد على ما أفعله معك , في كهف الراهبات .
كان هذا صحيحا , لديه القوة والجسارة , وقد تنجرف وراء ما يسميه مخاطرة الانجذاب . وشعرت بالرعدة في أعماقها عندما انزلقت أصابعه على عنقها .
- لاتفسد شيئا أحب أن أتذكره .. لا تجعله شيئا قد أحب أن أنساه .
- أترغبين في نصف تفاحة فقط يا مايا ؟
- لقد انقلبت جنة عدن إلى صحراء يا براد , ولا يجب أن يحدث هذا لنا .
- إنه كهفنا .. والبحر يعزف الموسيقى لنا .
وفجأة أصبحت ذراعه قوية ودافئة حول كتفيها , وأدارها لتواجه الأمواج الفضية التي تتحطم فوق الصخور, ناثرة زبد المياه فوق الرمال وإلى أعالي المرتفعات الصخرية التي تسطع الشمس على جوانبها .
واشتدت قبضة أصابعه عليها ... وشعرت بالارتجاف , كشعلة عميقة في داخلها . النار تندفع , والرمال حارة تحت قدميها , والشمس تلسع بشرتها , والبحر والسماء منسجمان في جمال صافي . كانت مدركة لبعض الأشياء , لمشاعرها الحية , للفرح والمأساة. في داخلها كانت كالبحر, دون قرار, لا تخترق , وبدائية .
وشعرت بيده على كتفها وكأنها جناح طير كبير .
- أريدك أن تأخذي هذا .
ورفع يده إلى رقبته وانتزع السلسلة والميدالية الذهبية .
- لقد كانت حول رقبتي لزمن طويل وأصبحت وكأنها جزء مني . خذيها مني على الأقل ... هه ؟
- أوه .. ولكنني لا أرغب في أن أغير حظك ...
- أنا أصنع حظي بنفسي يا مايا .. هل ستقبلين بالميدالية ؟ محفور عليها رسم سانت جايمس , سيد البحر , و سأكون سعيدا لمعرفتي أنك تضعين في رقبتك شيء مني .
- إذا كنت واثقا .. فلا بأس .
ووقفت جامدة وتركته يمرر السلسلة الرقيقة فوق رأسها ويضع الميدالية بين فتحتي قميصها, وأخذت تلمع على بشرتها البيضاء , وأحست بدفء جسده عليها , وكان للهدية قيمة مميزة , وكأنه يقصد أن تفكر به كلما أحست بتحرك الميدالية على جسدها.
- شكرا لك يا براد ... ولكنني لا أملك شيئا أعطيك إياه بالمقابل .
- لديك القهوة والسندوتشات , أليس كذلك يا سيدتي ؟
وابتسمت له ، وسارا فوق الرمال إلى حيث سلة الغذاء في ظل النخيل . وانحنى ملتقطا نظارتها , متلاعبا بها بين أصابعه وهو يتمدد على الرمال . وركعت مايا لتصب له القهوة . إضافة إلى السندوتشات سلطة من البندورة والخس والفلفل الأحمر . وقدمت له حصة أكبر من حصتها من الطعام .
- شكرا .. هذه مكافئة الأولمبي على مجهوده. .
- هل تقوم بمثل هذه المقامرة المرعبة عادة ؟ أنت رجل محير .. ألست كذلك ؟
- معظم المقامرين هكذا ... آه ... هذا اللحم رائع , أظن أن غلوريا ستجن لو أنها رأتني الآن . أشارك مأكولاتها مع ابنتها , التي لم تبدو جذابة هكذا من قبل . بشعرها المربوط والقميص .. وساقيها الطويلتين العاريتين .
- لا أظن أنني شعرت بالذنب هكذا من قبل .. لو أنها علمت بأمر هذه النزهة .. لن تصدق أبدا أن لديك أخلاق الفرسان .
- وهل تصدقين هذا يا مايا ؟ لا تحاولي نزع سلاحي بغرس صفات البطل في رأسي . أنا رجل فقط ولست قديسا ولا مخادعا . وأستطيع أن أكره بقوة لو اضطررت , وكذلك العكس . واجهي الأمر يا مايا .. لا أحب كحلوى بعد الطعام أكثر من شقراء فضية , بعينين صفراوين واسعتين . لذلك أنصحك أن لا تعتمدي على مزاياي الفروسية .
- مهما يكن .. سأعتمد عليها .. أنا لست غبية ، وأعرف أنك رجل عركت الحياة وواجهت الشياطين .. ولكن هناك شيء .. خيط رفيع من التفاهم بيننا , أحب أن يبقى في ذاكرتي ..
- يا إلهي .. أنت تتكلمين كامرأة حياتها أصبحت خلفها بدل أن تكون على وشك أن تبدأ .
- حياتي ستبدأ حقبة جديدة عندما أتزوج باد ...
- أنت لا تحبينه !
- بل أحبه .
- كأخ لك . سيكون الزواج محرما روحيا .
- لا تقل هذا!
- ألا يهمك سماع الحقيقة ؟ ما هو الشيء المشترك بينكما ؟
- لن أتجادل معك يا براد .
- لا .. فمن الصعب المجادلة ضد الحقيقة. وفكرة المرأة عن المنطق معرضة للانكسار مثل سلة من البيض .
- شكرا .. من الواضح أن لك رأيا ممتازا عن تفكير النساء .
- لدي رأي ممتاز أكثر عن إحساس النساء تجاه التضحية . هل اسم الدلع لك في ساتانيتا.. الضحية. ؟
- أوه .. تناول بعض الفلفل .. إذا كنت بحاجة إليه .
- حمقاء صغيرة .. لماذا لا تعترفين بأنهم باعوك الى ذلك المغرور كي يتسنى لغلوريا آرثر أن تنشب أسنانها بالفطيرة السياسية . إنه جواز سفر لها إلى أوساط مجلس الشيوخ عبر زواجك من ابن السيناتور .
كم ستنجح مثل بروثوس !
- أوه . توقف عن هذا ! أنت تفسد غدائي .
- الأفضل إفساد غدائك بدلا من حياتك .
- ماهذا الهراء!
- زواجك من باد دينغول سيصبح مستحيلا لو أنني عرضتك للشبهة .. أليس كذلك ؟
- لن تستطيع أن تفعل هذا ...
- هل تراهنين.. !
- أنت تبدو لئيما بينما أملت أن تكون لطيفا ...أوه ... هذا بعيد عن أملي فيما يتعلق بك . أنت لست رجلا لطيفا .. ألست كذلك ؟
- لم أدعي أبدا هذا . ولايجب أن تتركي الشمس تؤثر على عينيك بحيث ترين هالة القداسة حيث لا توجد .. خذي ..
وأعطاها نظارات الشمس بابتسامة ساخرة , مضيفا :
- ربما تشاهديني على حقيقتي من خلال الزجاج الداكن .
- لماذا عليك أن تكون ساخرا هكذا .
- وهل تفضلين أن أكون مليئا بالخطيئة ؟ سيكون هذا من دواعي سروري , مع أو بدون تعاونك .
- ماذا تحاول أن تفعل يا براد ؟ أن تجعلني أكرهك ؟ هل هذا نوع من الدفاع ضد الناس ؟ أتخاف أن تسمح لأحد أن يدخل معقلك حتى لا يجد هناك رجل من الممكن أن يتألم كالآخرين .
- ياحلوتي .. لقد تعلمت منذ زمن بعيد أن أفضل دفاع هو الهجوم , وهذه قاعدة أعيش عليها في أعمالي ومتعتي . وهذا مايجعل من القرش شيئا رائعا , فهو لا يتوقف ليتساءل ما إذا كان إطباق فكيه على ساق سيكون مؤلما أم لا.
- أرجوك لا تذكرني بهذا ! .. هذه فلسفتك إذا... أن لا تخاف من أن تكون دون شفقة , وأن لا تطلب الشفقة عندما تنقلب الأمور وتخسر اللعب ؟
- ها أنت قد قلتي الحقيقة , انظري إلى الأمر من وجهة نظري . أجد منزلا يعجبني , فاشتريه , ثم أرسل البنائين لإصلاحه , يتبعهم عمال الديكور لتجميله . وماذا يحدث ؟ عرابتك تسمع أن المنزل بيع وعلى وشك أن تسكن , وهذا سيكون أمرا رائعا , طالما أن من سيسكنه رجلا مثلي . أمريكي ايطالي الأصل صنع نفسه بنفسه , من يجب أن يكون غير شريف لأن واحدا من عائلته كان فيما مضى مهاجرا وصل إلى أمريكا في زمن سيء ولم يستطع إيجاد عمل لائق , فانضم إلى عصابة . ولسوء الحظ كان قاسيا وقائدا بطبيعته ووجد نفسه يوما يتولى الأمور كلها , وكان المال رائعا وهو لم يحصل عليه من قبل ... ولكن كل هذا كان في الماضي ويجب أن يكون منسيا , وربما مغفور له , لأنه دفع ثمنا غاليا لذنوبه .. ولكن لا ! لقد دار الزمان إلى أن أصبح برناردو دونللي المالك الجديد لقصر فخم , وملوك المال سيحاولون طردي منه .
وصمت قليلا ثم أردف:
- المحاولة هي كلمة فعالة , ولاشك أبدا أن غلوريا آرثر, سوف تستخدم كل خدعها لمحاولة إثبات أنني شخصية بغيضة . ولكنني أستطيع أن أقاتل وأرد الضربة , وسأضرب تحت الحزام لو اضطررت , ولن أتردد في ضرب تلك المرأة المتعجرفة على انفها . لأمرغه في الباحة الأمامية حيث ترمى النفايات تحت أشجار الورود .
- كان يمكنك أن تشتري منزلا في أي مكان ... با سادينا ليست المنطقة الجذابة الوحيدة في جنوبي كاليفورينا , وسوف يكلفك إرجاع ذلك المكان القديم إلى حالة الأصلية ثروة كبيره , فلماذا أتيت إلى هنا ؟
- ولماذا لا ؟ لقد اكتسبت الحق لأن أعيش حيثما أشاء , ولن تملي علي سيدة من الطبقة الراقية ماتريد , أو تحاول أن تشوه سمعتي .. إنها لا تخيفني يا مايا .. ولا يجب أن تخيفني ..
- أنا .. لا... أخيفك .
- ألا تخيفيني ؟ أنت الآن متوترة , وتتساءلين عما إذا كان لديها كرة زجاج سحرية , تحدق بها لترى كل شيء يحدث هنا .
- لن أستمع إليك ... لقد كانت غلوريا كريمة ولطيفة معي جدا . وهي تهتم بمستقبلي . والفتيات بالنسبة لك مجرد نزوة عابرة .. كل ما تريده أن تقوم بغزو آخر , والأفضل أن يكون مع واحدة مثلي .. فأنا أمثل لك تحديا أكبر , لأنني لست من النوع الأشقر المعتاد عليه .
- أتعتبرين نفسك فوق ذلك الصنف من الفتيات يا مايا ؟ ومع ذلك فقد كان من الممكن أن تكوني واحدة منهن ... ولكن غلوريا تدخلت ... هه ؟ لقد أخذتك لأنه لم يكن هناك شك أنك طفلة مسلية , وربتك , وتأكدت من أن تستعبدك . وتستطيع أن تفعل هذا كما تشاء وأنت ستتعاونين معها , حتى لو رمت الوحل علي , وحتى يوافق الجميع على أن الشر مطبوع في عظامي , وأنني رجل خطير لا يجب أن أكون في الجوار .
وتحرك إلى قربها أكثر , حتى شعرت بضغط ذراعه , مما أجبرها تقريبا على وضع ساكن على الرمال .
- لن يصدر عنك أي همسة احتجاج , وأستطيع أن أعانقك الآن وأجعلك ترغبين بي وأنت تصرخين .
- براد... لا تفعل ؟ أنت تفسد متعمدا ما كان يمكن آن نحصل عليه ...
- وماهو ؟ الصداقة ؟
- الصداقة .. لايجب أن تسخر منها وأنت تعرف هذا . أنت لست رجلا تقيم صداقات في كل مكان , أنت لا تثق بالناس كفاية , ولكن يبدو أننا أسسنا نوعا من الألفة بيننا .
- يا صغيرتي الآنسة .. المحروسة مثل الشعلة المقدسة إلى أن تنطفئ بين يدي الشاب المختار , الذي كله دم أزرق وعضلات مثل كرات التنس .
- أنت .. أنت لست رجلا مهذبا .
وأخذت تقاوم بين ذراعيه بيأس حيوان صغير يتنفس فوق رقبته نمر مفترس ... وجذبها متعمدا إليه أكثر .
- آه .. إنك حلوة ... لقد صنعوك من الزهور والعسل .. أليس كذلك ؟
- أتمنى لو أنني تركتك تذهب. لما كنت شعرت بوخز الضمير لو أنني كنت أعرف أنك ستنقلب إلى متوحش!
-هذا ما أنت بحاجة إليه ... يا سيدتي الجميلة ... أن تستيقظي من نومك السحري قبل أن يفوت الوقت ...
وبكل قوتها, ضمت ركبتها اليمنى , وضربته بها , وأمسكت يديه بها واستطاعت أن تشاهد الألم في عينيه , ثم تأوه وأخذ يتلوى مبتعدا عنها واستلقى فوق الرمال وعضلات ظهره متكورة .
وأسرعت مايا تقف على قدميها, تمنع نفسها من البكاء بوضع قبضتها على فمها . كانت قد تعلمت كيف تفعل هذا في سنتها النهائية في المدرسة ، ولكنها لم تحلم أبدا بأن تكون بهذه الفعالية . لقد أحست بركبتها تغوص في جسده , ولم تهتم بشيء في تلك اللحظة سوى أن لا يقترب منها أكثر , ويكشف كل الريبة التي تتوارى في كل خلية من خلايا جسدها ... وأنها كانت تريده كما لم ترد الرجل الذي ستتزوجه...
كان يرقد هناك , على ظهره الآن , يحدق بها وعيناه مثل مثقاب ألماس .
- أنت كلبه صغيرة يائسة .. وتستطيعين أيضا أن تضربي تحت الحزام عندما تضطرين .
- لقد دفعتني إلى هذا .. أنت تتحدث عن الناس الذين يديرون حياتي .. والدي تحطم على يد واحد من صنفك . .اتركني وشاني ! ابتعد عن طريقي , ولا تضع يدك علي ثانية !
- وبارعة بالكاراتيه أيضا .
- اذهب إلى الجحيم يا براد !
وأخذت ترمي الأغراض في سلة الغداء, وقد ابيض وجهها بعد أن فعلت ما كان يجب عليها أن تفعل , وانتزعت البساط الملون عن الرمال , وهربت .. هربت دون أن يكون أحد يلحقها نحو الدراجات الخشنة المنحوتة على جانب المنحدر الصخري , صاعدة إلى القمة ولم تقف إلى أن وصلت إلى فوق , حيث يصل صوت ضرب الموج على الصخور متوافقا مع ضربات قلبها , وبللت الدموع عينيها , والتفتت لتنظر إلى حيث تركت براد , وأسرعت كالعمياء نحو السيارة , ومضت بضع دقائق قبل أن تسيطر على دموعها وأعصابها . ومسحت وجهها بمنديل ونظرت إلى نفسها في المرآة الأمامية. يا إلهي .. لن تستطيع العودة إلى المنزل وهي بهذه الحالة . وبيد مرتجفة , مشطت شعرها ، ووضعت بعض الأحمر على شفتيها .. وبينما هي ترتب قبة قميصها لمست أصابعها الميدالية التي أعطاها إياها براد. وبلحظة مجنونة , مالت لتقطعها وترميها من النافذة . أمسكت أصابعها بالميدالية ونظرت على الصورة المحفورة عليها ... لم يعد هناك سوى هذه القطعة المستديرة من الذهب والذكرى الجريحة لبراد مستلقيا على الرمال , وتلك الابتسامة الباردة الفظيعة في عينيه. ووضعت المفتاح في قفل السيارة وأدارتها . لم يكن أمامها مكان تذهب إليه سوى المنزل . ومع ذلك لا تستطيع مواجهة الأمر, أن تدخل إلى ساتا نيتا وكأن شيئا لم يحدث , وكأنها أمضت صباحا هادئا , ومرتاحا عند الشاطئ ... وشعرت بالطاقة المتوترة في داخلها وكان عليها إما أن تسترخي أو أن تنفجر , وهذه العملية لا يمكن أن تتم إلا في المنزل , ولا يمكن أن تحدث لو أنها التجأت إلى غلوريا , فهي بارعة في قراءة أفكارها ومزاجها وستحزر فورا أن مايا متوترة وأن شخصا ما قد سبب لها هذا التوتر , وستبدأ تسأل أسئلة . ولقد اشترى براد دونللي الآن منزل آل بنروز , وتعلم غلوريا أنه يروح ويجيء في المنطقة , وهي غاضبة بما فيه الكفاية الآن لأنه تجرأ على أن يشتري ملكا ليس بعيدا عن ساتا نيتا نفسها . وهكذا قررت مايا , واتجهت نحو النادي ، ستمضي هناك ساعتين من النشاط قد تساعدها على استعادة توازنها.
وأمضت مايا نصف ساعة مرحة مع أحد لاعبي التنس , وبعد أن تركها , جلست في الظل على التراس , وهي لازالت متوترة . تمضية الوقت في النادي أصبح دون جدوى , وكانت السماء تغيب عن الملاعب عندما خرج عدة أزواج من النادي إلى الملاعب ليلعبوا التنس في الهواء العليل , الحي بـأصوات الطيور وأريج الزهور البرية التي بدأت الآن ترفع رأسها بعد أن أخذت حرارة النهار تتبدد .
وانحنت إلى الأمام , غير مصدقة ما ترى . لم تستطع أن تصدق الدليل الواضح أمام نظرها . وفي الوقت الذي شاهدت فيه رجلا آخر من المجموعة , واستطاعت أن تعرفه ، مما جعلها تتحرك من مكانها . ولكن كل ما استطاعت أن تفعله أن تبقى في مكانها وتراقب المباراة.
المباراة التي لا تصدق ... بين خطيبها مواجها نور الشمس , ضد الرجل الذي تركته على الرمال عند كهف الراهبات , وعيناه باردتان شريرتان كعيني القرش القاتل .
وخفق قلبها ... إنه لن يدع الأمور تنتهي عند كهف الراهبات . وبحسه الساخر الشيطاني سيجد طريقة ليؤلمها , وهجومه سيكون أكثر وحشية من هجومها عليه .
وجلست هناك وكانها مربوطة بالسلاسل , ولم تستطع أن تزيح عينيها عنه وهو يلعب ضد باد , الذي لا بد أنه تحداه في وقت ما خلال النهار . ومن المعروف أن باد كان فخورا بقدراته الرياضية .
وتعلم مايا جيدا أن براد دونللي يستطيع جعل كل شيء يحدث , وكانه ساحر أسود من عهد "ميدبتشي" في العصور الوسطى , لا بد أنه اتصل بباد , وراهنه على دفع شيك ضخم لمصلحة مؤسسة السيدة دينغول الخيرية , وهناك جانب طفولي في خطيبها جعله يشعر بعدم قدرته على مقاومة هذا التحدي .
كان براد يلعب وكأنه يقصد قتل الرجل الذي ستتزوجه , وصلت بصمت أن لايهزم باد . وشعرت وكأنها تحررت من رجفة المفاجأة فتركت التراس وركضت نازلة الدرج الذي يقود إلى ملعب التنس . وانضمت إلى المجموعة التي تجمعت لمشاهدة اللحظات الحاسمة من المباراة , وقد أذهلها أن أحد أفضل لاعبي النادي يواجه ندا مماثلا له هو هذ1 الغريب . وتحركت مايا من مكانها إلى أن لم يعد بمقدور براد أن يتجنب رؤيتها . والتقطت اللمعة التي صدرت من عينيه وهو يراها , ثم الطريقة الفجائية التي سدد بها ضربته , بحيث أنه أخطا في إصابة الكرة التي مرت كالسهم من فوق الشبكة .
وأضاءت وجه مايا ابتسامة سريعة , وتمنت أن يعود خطيبها إلى لعبه الممتاز كالعادة . ورآها باد كذلك وعلم انها موجودة هناك لتشجيعه وفور أن رآها , بدا يمارس براعته ضد براد دونللي ويسدد الضربات القوية .. واحد منهما يجب أن يعاني من الهزيمة .
وصرخت فتاة من مكان غير بعيد عن مايا بإثارة:
- واه ...! لم اشاهد باد أبدا يعاني كل هذا الضغط . من هو هذا الرجل الذي يلعب ضده..
انظروا إلى الطريقة التي يبرز فيها أسنانه! إنها أسنان بيضاء حادة وكأنها أسنان الذئب!
كان باستطاعة مايا أن تتركه يربح ... او ان تذهب إلى سكرتير النادي لتبلغه أن واحدا غير أعضاء النادي يستفيد من التسهيلات المتوفرة للأعضاء فقط ... ولكن بدلا عن ذلك , تخلت مايا عن مشاهدة التحدي وذهبت نحو موقف السيارات , واستقلت سيارتها متجهة إلى ساتا نيتا وهي تشعر وكان خنجرا يحفر في قلبها ... إنها ليست سوى جبانة صغيرة هربت من باد وتركته ليهزم على يد رجل لا يرحم . يستخدمه كوسيلة إنتقام منها.
ولم تكن جائعة كثيرا , ولكنها تناولت البيض المقلي كي ترضي الشعور العميق الذي بداخلها . وبعد ذلك , وعندما لم تستطع أن تنزع عنها ذلك الشعور بالكآبة , ارتدت سترة فوق كتفيها وبدات تتمشى في الحديقة , متجولة بين الأشجار , صاعدة ونازلة فوق درجات توصل إلى أماكن مخفية , كانت تعرفها منذ الطفولة .
ومرت ساعة بهذه الطريقة , وجلست تحت عريشة تطل في ضوء النهار على واد صغير مليء بالأزهار الملونة , ومر في نافذة المكان الذي تجلس فيه طيف ما . ثم توقف عند الباب .
- لقد قالت الخادمة إنني قد أجدك هنا .
وشعرت بلحظة رعب , ولكن عندما خطا باد إلى الداخل أسرعت لترمي نفسها بين ذراعيه وتلف ذراعيها على رقبته.
- لقد كرهت أن اهرب من أمامك, ولكنني لم أستطع تحمل المزيد من تلك اللعبة الكريهة .
- لا بأس يا مايا, لقد انتهى الأمر . لقد تحولت اللعبة إلى صالحي بعد ان ذهبتي ... وكانه قد إنطفأ ... وانتهت المباراة بالتعادل .
- أردتك أن تربح ...
- حبيبتي .. أنت تأخذين الأمر بشكل مؤلم ؟ لم تكن سوى مباراة رياضية .
- رياضية ؟ كانت وكأنها قتال بين كلاب متوحشة , لمشاهدة من يعض الآخر أعمق حتى العظام .
- أنت متوترة حول الأمر !
وضمها إليه قليلا بتحبب , وشعرت بالذنب في أعماقها ...
- أتمنى لو أننا متزوجان ... باد ...
- وأتمنى ذلك أيضا .. يا حلوتي .. ولكن علينا الانتظار حتى تمتع أمي وغلوريا نفسيهما بالجهاز , والدعوات , والتخطيط للرحلة إلى أوروبا , والموسيقى وقالب حلوى الزفاف . لا نستطيع أن نفسد عليهما سعادتهما , ونحن نعني الكثير لهما .
- التفكير بكل تلك المظاهر يثير بي الرعب .. اتمنى لو أننا نفعل كما يفعل الكثير من الأزواج . أن نقفز إلى سيارة ونعبر الحدود إلى المكسيك ونتزوج هناك , بهدوء وسرعة .. دون ضجة أحد أبدا .
- أحب هذا أيضا يا حبيبتي , ولكن لا أستطيع أن أخيب امل أمي . كوني الابن الوحيد يحملني بعض المسؤولية. بعد أن تنتهي الترتيبات ستحبين أن تكون عروسا بالثوب الأبيض , تتألقين في الحرير وتحملين الورود البيضاء . ستبدين رائعة يا مايا . وسيحسدني كل الرجال ... هاي .. تبدين في مزاج رومانسي الليلة . وانا من كنت أظن أنك فتاة لست مجنونة بفكرة الزواج . ولكنني لا أعرفك حقا .. ألست كذلك يا مايا ؟
- بالطبع تعرفني يا باد .. لقد التقينا عندما كنت في الثالثة عشر من عمري , وكنت أنت في السادسة عشر , عندما دعتني امك إلى حفلة عيد ميلادك . وأتذكر كم كانت غلوريا سعيدة .
وصرخت مايا في أعماقها : أريد أن أكون سعيدة , أريد أن أكون مجنونة , أريد أن أكون واقعة في الحب . أريد أن أشعر "بشيء" عندما أفكر بأنني سأتزوج .
- تعالي ... يا حبيبتي... لقد حان وقت ذهابك إلى فراشك .
- أنا لست طفلة يا باد !
- ومن قال أنك طفلة ؟
- أنت ... بالطريقة التي تكلمني بها , وكأنما أنا بحاجة إلى التهدئة لأنني كرهت تلك المباراة الشرسة بين رجلين يحاولان إثبات تفوقهما . الرجال يتصرفون مثل أطفال كبروا قبل الأوان أحيانا .
- اوكي .. لقد كانت نوعا من اللعب المجنون , ولكن دونللي اتصل بي واقترح هذا الرهان واردت ان أهزمه , وخاصة عندما تذكرت ما قالته غلوريا عنه بأنه اشترى منزل بنروز بأموال مشبوهة .
- وكيف تعلم أنها مشبوهة ؟ لا أعتقد أن أمواله قذرة بقدر أموال أي إنسان آخر .. أوه .. لماذا لا تدع غلوريا الكلاب نائمة ؟ من بين كل الناس , هي من تخرج الفضائح من الخزائن المغلقة بينما أنا لدي ما يكفيني منها .
- عما تتكلمين ؟
- عن الطريقة التي خسر بها والدي أمواله , والطريقة التي عاش بها في كوخ عند الشاطئ , إلى أن اختفى يوما في البحر . إنه ليس بالأمر السري . وأخذتني غلوريا وجعلتني مقبولة لأمثالك ...
- أوه طبعا , لأمثالي , نحن لسنا قديسون .
- أنا سعيدة لأسمعك تعترف بهذا .
- ولكن هناك شيء حول دونللي يزعجني . جو من السخرية في نظرته إليك . وكان له عينان مثل الرادار , وأنت أيضا لا تحبينه يا مايا , وهذا مؤكد .
- لا .. إنه لايعجبني ..
- إذا لننسه , أظن ان غلوريا حصلت على ماتريد فسوف تكون الأمور قاسية أمامه إلى ان يصبح سعيدا بالهرب إلى مكان آخر , كي يمثل هناك دور السيد المهذب , المزيف .
- المزيف ليست الكلمة اللائقة .
- إذا ما هي ؟
- إن لديه ماولد اللاتين عليه وما يجب أن يكتسبه الرجال الآخرون .
- هكذا إذا ؟ اخبريني بما يمتلكه هذا "القهوجي" الإيطالي ولا أملكه أنا .
- الجرأة بأن يكون كما هو عليه ... هل تذهب الآن لأستعد للنوم ... في سريري الخشبي ... الذي هو فالواقع ليس صغيرا جدا , وهو السرير ذو الأربعة قوائم العائد للملكة آن والذي استوردته غلوريا من انكلترا .
- أتعلمين يا مايا ... تبدين وكأنك غاضبة .
- صحيح ؟ .. حسن ، لقد قلت إنك لا تعرفني أليس كذلك يا باد ؟ ولكن هل يعرف أيا منا نفسه حقا ؟
- ربما لا.. ولكن هناك شيء أراهن عليه . شيء تملكينه يا حلوتي .. شيء يتناسب مع أخلاقك العالية بالنسبة للعديد من الفتيات في هذه الأيام .
- وما هو يا باد ؟
- الطهارة .
- الطهارة .. وهل هذه جوهرة تضعها فوق فضيحتي المخفية في الخزانة ؟
- أعتقد هذا .. فتلك الفضيحة لا علاقة لك بها يا مايا . كنت يومها طفلة صغيرة حلوة وبريئة تماما من أي شيء فعله والدك .
- صحيح ..
وكذلك كان براد دونللي , طفل صغير , بريء من معرفة ما هو الرجل اللطيف الضاحك الذي حمله على كتفيه , وأنه في الحقيقة ليس سوى دون سيسرو , الرمز القائد للعصابات السرية في شيكاغو .. في العشرينات . فالأحداث البعيدة تعطي ظلالها بالفعل , لتصنع ما يسمى "بالليل المظلم للروح".
أجل . هذا ماتحمله وكأنه الندبة , وما يحمله براد .. ظلال مظلمة فوق روحيهما . والناس تحس بما فيه لأنه شديد السمرة , ولكن بياض بشرتها وشعرها الأشقر هو المظهر الزائف الذي ترتديه مثل الحرباء .
يوم زفافها سترتدي الساتان الأبيض اللماع , وستحمل الورود البيضاء العاجية , ولن يرتاب أحد بأن قلبها ليس في المكان الذي يجب أن يكون فيه ... في برج شمس مرتفع , يدفئ نفسه في لهيب محرم .
- هل لي أن أضمك ؟
- طبعا .
ورفعت رأسها وكأنها طفلة مطيعة... ما تبقى منها كان مدفونا في عمق لا قرار له من الجليد ... بارد .. لا يمكن أن يذوب , وهي تدخل , ثم تخرج من بين ذراعي خطيبها ..
ولم يسألها عن سبب تحفظها البارد في التجاوب , فبالنسبة له كانت فتاة طاهرة, وهذا هو, وقبل كل شيء , ما يقدره باد دينغول في عروسه القادمة , بالإضافة إلى ما يكفي من سحر الوجه والشخصية, ليكون محسودا من أقرانه .
لم يكن يتوقع , هذا إذا لم يكن يرغب , بخطيبة حارة بشكل يائس . لقد تعلم أن " السيدة" المهذبة لا تظهر مشاعرها , وبينما كان يسير هو ومايا باتجاه المنزل , كانت ذراعه مشبوكة بذراعه ومشاعرها لا يعرفها سوى هي بنفسها.

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 29-08-09, 07:35 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ما شاء الله عليكي مجهو رائع فعلا

جزاكي الله خير وتسلم الانامل الرائعة

ومنتظرينك حبيبتي

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 30-08-09, 12:31 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dede77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلمى يا عيونى من كل شر . جزاك الله الف خير على كلامك الجميل دة

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, القديمة, دار الفراشة, روايات, وعود إبليس, كاترين فوكس
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t117259.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ط§ظ„ظ…ظƒطھظˆط¨ط© review at Kaboodle This thread Refback 11-11-09 10:21 AM


الساعة الآن 01:26 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية