لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-09, 03:21 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كان يحدق فيها وهي تثرثر لتخفي رعبها . لكنها لم تنجح سوى في تأكيده .
- يالها من غرفة صغيرة مريحه ..تبدو رائعا .. رائعا جدا. يا حبيبي . متى ستخرج من المستشفى بحسب رأيك؟
فقال واجما :
- ليس لدي ادنى فكرة. من الافضل ان ترحلي, يا دانا . ماكان على فلورا ان تطلب منك الحضور . لا اريد زوارا .
اسبغت شمس الخريف على شعرها وبشرتها هاله ذهبيه , وجعلت عينيها الخضراوين تتألقان . كانت قد ارتدت ملابس بسيطه , ثوب ازرق حريري قصير يكشف عن ساقيها الطويلتين اللتين اكتسبتا لونا اسمر خلاب من جراء تعرضهما للشمس . لكن جمالها لم يثر فيه أي شعور , فقد اكتشفت المرأة الحقيقيه في تلك الصدفه الجميلة , ولم يعد يبالي بها .
تجاهلت جفاءه وجلست على طرف سريره تبتسم له ابتسامة لعوب . اسبلت اهدابها المكحله فوق عينيها الخضراوين . وقالت بغنج :
- حبيبي , ألست مسرورا لرؤيتي ولو قليلا ؟ حتى انك لم تعانقني !
فشحب وجهه غضبا وصرخ بها :
- هل انت صماء ؟ اخرجي من هنا ! اخرجي عليك اللعنة اخرجي !
عند ذلك انفتح الباب واندفعت منه ممرضه قائلة :
- سيد ويست صوتك مسموع في ارجاء المستشفى كلها . ارجوك ان تكف عن الصراخ .
رد بحده :
- اخرجيها من هنا .
فما كان من دانا الا ان نزلت عن السرير وهربت مبتعده . وهي تتظاهر بالحزن وخيبة الامل . وعندما اقفل الباب خلفها , راح زاكاري يضحك من دون توقف .
فظنت الممرضه انه سيصاب بانهيار عصبي لذا استدعت الطبيب .
حين وصل هذا الاخير طمأنه زاكاري قائلا :
- لا تقلق يا دكتور . انا بخير . كل مافي الامر ان امرأة زارتني ولم استطع ان اتحمل قبلة ضفدع خشية الا يتحول الى امير احلامها الجميل .
علق على ما جرى مازحا ساخرا لكن ردة فعل دانا انطبعت في اعماقه وجعلته يدرك حقيقة مظهره.فزائراته من النساء اقتصرن على فلورا وبعض اقربائه . والممرضات اللاتي تدربن على عدم اظهار مشاعرهن ازاء اصابات كهذه . لقد عكست دانا مشاعر معظم النساء حيال شكله .
ربما هذا هو السبب الذي منعه من البحث عن فتاته ذات الرداء الابيض .. اذ خاف ان يتملكها الرعب من آثار الجروح والحروق في وجهه ان عثر عليها .
وليكف عن التفكير في ذلك . لبس كنزة وسترة قديمة وخرج الى الحديقة ليقطع الحطب .
بعد دقائق سمع صوت سيارة . وكان نادرا ما يزوره احد . اضطرب لهذه المقاطعه ولم يسره الامر . ثم توجه الى البوابه ليرى امرأة تقف امامها .
وقف يتأملها للحظة وتملكه شعور غريب بأن وجهها مألوف . لكن وبعد امعان النظر فيها لم يتذكر اين رآها من قبل . كان وجهها الرقيق الملامح شاحبا بعض الشيء
وقد ابرزت تقاطيعه تسريحه شعرها المشدود الى الخلف .
كان اخر زائر للكوخ صحافيا يسعى وراء قصة يكتبها . لكن زاكاري طرده واكد له انه سيدق عنقه ان عاد مجددا .
اترى هذه المرآة صحافيه , هي ايضا ؟ اخذ يتسائءل عن ذلك وهو مقطب الجبين :
- من انت ؟ ماذا تريدين ؟
لم يحاول اخفاء ضيقه وعدائيته وهو يطرح اسئلته عليها .
وعندما ذكرت انها ممرضة من مستشفى ونبري. ادرك فجأه انه تذكرها رغم مرور الايام وقصر المدة التي امضاها هناك .
لم يحبها عندما كان في المستشفى فقد كانت بارده رسمية المظهر.
وكانت ملابس التمريض التي ترتديها تصدر صوتا مزعجا حين تنتقل في القسم . كان يكره هذا النوع من النساء , فهي متسلطه كأخته مشغوله دوما , منظمة .
وقد دأبت دوما على التحدث اليه بصوت يرتفع وينخفض مهدئا مسترضيا وكأنه طفل يتدلل , فيما عيناها تعكسان الاسى الذي يعتصرها .
وما كان زاكاري ليحتمل ذلك . فهو يرفض شفقة الناس , ويفضل ان يهينهم . او يمنعهم من الاشفاق عليه على الاقل .
لهذا تظاهر بالاعتقاد بأنها جاءت لتراه لفرط جاذبيته . مع انه يعلم ان الانجذاب هو طبعا اخر ما تشعر به . وقد ادرك ذلك من نظراتها التي رمقتها به .
اذ عكست عينيها مشاعر لا يمكن ان تفسر سوى الرعب . لابد انها اعتقدت ان وجهه اصبح طبيعيا تقريبا بعد عمليات التجميل الباهضة التكاليف التي خضع لها
لكن زاكاري كان يعلم ان الحقيقة خلاف ذلك . فقد اعلمه الجراح انه يحتاج لعمليات اخرى كي يعود مظهره كما كان نسبيا .
وهكذا سخر منها وامسك بها يعانقها . فتهاوى جسمها وسقطت جاثمة على ركبتيها فما كان منه الا ان هرع يحضر لها شرابا ينعشها .
وعندما عاد وجدها قد تمالكت نفسها وتوهج وجهها احمرارا من شدة الارتباك .
- آسفه , ماذا ستظن بي ؟ لا ادري ما الذي حدث لي ...
فقال باختصار , وهو يضع الشراب بين يديها :
- ا كان علي ان اعانقك .
راحت تنظر الى الشراب وكأنه سم . لإامسك بمعصمها وارغمها على رفع الكأس الى شفتيها .
ابتلعت جرعه بالرغم عنها وهي ترتجف . فترك زاكاري يدها , وجذب كرسيا جلس عليه قبالتها :
- والآن , ماذا تريدين يا سيدتي ؟
- اسمي جيلبي.. وانا .. ابي هو هاري جيلبي .
سكتت ورفعت نظرها اليه وكأنها تتوقع منه ان يبدي ردة فعل لذكر اسم ابيها . لكن زاكاري نظر اليها من دون ان يرف طرفه.
- هل سبق وتعرفت اليه من قبل ؟ آسف , ولكن ...
- كان ابي في السيارة الاخرى .
مضت لحظة لم يكن متاكدا فيها مما تعنيه , فحدق فيها مقطبا جبينه .
- السيارة الاخرى ؟
نظرت في عينيه بثبات عندما بدأت الحقيقه تتجلى له . ثم أومأت برأسها .
فقال بصوت اجش :
- هو ... هل كان هو ... السائق الاخر ؟
عادت تومئ برأسها , وقد شحب وجهها .
واطلق زاكاري سيلا من الشتائم , فاضطربت قائلة :
- لم يكن ذلك من طبعه يا سيد ويست . لم يكن غافيا وليس سائقا متهورا . لقد كان .. كان يعاني من توتر هالو.. انا لا احاول اختلاق اعذار له , ولكن ... .
- ان لم تكن هذه اعذارا فما هي اذن ؟
ورأها تعض شفتها السفلى , فتنبه لشكل فمها الكبير وشفتها السفلى الممتلئة التي تتناقض مع تسريحة شعرها المتزمته وسلوكها المحافظ .
- اردت فقط ان اوضح لك الامر , كي اجعلك تفهم سبب ما حدث .
- هل كنت في السيارة معه ؟
- يا ليتني كنت , والا لما حدث ما حدث .
- كان يتقدم نحوي بسرعه جنونيه عند المنعطف , فلم لم اتمكن من تجنبه ... هل اخبرك بهذا ؟
- نغم لقد اخبرني . انه يلوم نفسه على ما حصل ويكاد الندم يقتله صدقني !
- عظيم ! هل اصيب هو ايضا ؟
- قليلا ...
- ماذا يعني هذا بالضبط ؟
فهمست :
- رضوض وصدمه .
- وكم مكث في المستشفى ؟
فأجابت مكرهة :
- ليلة واحده .
- منذ ذلك الحين وانا اتردد الى المستشفى .
- اعلم ذلك . وانا اسفه جدا لما حدث لك . يا سيد ويست . وكذلك ابي . ارجو ان تصدقني , انه يدرك سوء فعلته وهذا يثقل عليه للغاية .
واكمل قائلا :
- لماذا جت , على اية حال ؟ وماذا تريدين ؟

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 03:22 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وقفت بدورها ووضعت كأس العصير على المنضده بجانبها :
- جأت اتضرع اليك ... اعلم ان اللوم يقع على ابي , وهو لا يعترف بذلك ولكنك .. ستشفى تماما يا سيد ويست , صدقني . لدي خبرة واسعه في هذا المجال . بالرغم من ان التحسن بطئ الا انك ستعود في النهاية كما كنت .
- لن يكون وجهي طبيعيا ابدا .
بل زاكاري ذروته . ورفع قبضته وكأنه يهم بضربها . سكتت قليلا مقطبة ثم قالت بصوت بطئ جاد :
- انت مخطئ . يمكنني ان افهم السبب ولكنك مخطئ يا سيد ويست . سيستغرق الامر سنه او نحو ذلك , لكن الجراحه التجميلية تقوم بالمعجزات , لا سيما ان كنت بين يدي اخصائي لامع , وانا اعلم انك كذلك . انه جراح ممتاز ذائع الصيت في البلاد .
- ومع ذلك لم يزعم انه سيتمكن من ان يعيد الي وجهي كما كان !
وضحك زاكاري فجأة حين تذكر دانا , واضاف :
- كان يجب ان تري وجه اخر صديقه لي حين زارتني بعد عمليتي الاخيرة ! ظننت انه سيغمى عليها .
اضطربت لويزا وازداد شحوبها وهي تحدق فيه بثبات :
- انا واثقه من انها كانت قلقه عليك بوحسب . انا لا انكر ان العلاج سيكون بطيئا لكنني اؤكد لك انك مع الوقت ستستعيد وجهك القديم .
- لا تكذبي عليّ. انا اعرف ما اراه في المرآة فبشاعتي لا تضاهى , وسأبقى هكذا الى الابد . لن يغمى على امرأة حين تراني الا رعبا كما حدث لك .
احمر وجهها وحولت نظراتها عنه :
- انا لم ...
- بلى . فقد توهج وجهك حين عانقتك فاضطررت لحملك الى هنا .
- لم يكن هذا بسبب ...
ضحك زاكاري غاضبا , وقال :
- بل كان , فلا تزعجي نفسك بالتظاهر بالعكس . انني اعرف سبب اغمائك .
اسبلت اهدابها وتوقفت عن الاجتجاج واخذ ينظر اليها بسخرية.
ليقول اخيرا بايجاز :
- انا لا الومك , فأنا اتأمل وجهي في المرأة يوميا . ويمكنني ان اتفهم سبب شعورك بالغثيان حين لمستك.
فانفجرت قائلة :
- لا .
ورفعت نحوه عينين يفيض منهما كدر وأسى واضحين لم يستطع الشك في صدقهما :
- ارجو صدقني . لم يكن ذلك شعوري , على الاطلاق .
تعب زاكاري من هذا الحديث . فهو يفضل نسيان ماحدث له . وكان يحاول جاهدا ان يستعيد حياته الطبيعية ز وهكذا قال بصبر فارغ :
- لا بأس فلتنس ذلك . ولنعد الى حضورك , والذي تريدينه مني , يا اخت جيلبي؟
- انا لست واثقة من ...
وتلعثمت ثم تنهدت :
- هل اخبرك محاميك ... هل تعلم ... ؟
- تكلمي ,هيا .
- نسي ابي ان يجدد بوليصة التأمين ضد الحوادث .
حدق فيها غير مصدق . لقد امضى في المستشفى فترة طويلة ترك اثناءها تفاصيل الاجراءات القضائية لمحاميه . ورفض ان يناقش الامر معه بل اكتفى برواية ما حدث . لذا لم يعلم ان تأمين هاري جيلبي لا يغطي الحادث .
فرد قائلا :
- انك تمزحين !
هزت رأسها لكنها بقيت عاجزة عن النطق .
- حدق زاكاري في عينيها , في البحيرتين الزرقاوين العميقتين , لم يسبق له ان ان رأى عينين بمثل هذه الزرقة , وقد زاد من تألق لونهما شحوب وجهها . زرقة قاتمة على بياض ... ولطالما عشق التناقض .
ثم اخذ يفكر في ان شحوب وجهها طبيعي وقلقها مبرر, وان لا عجب في انها هنا تتوسل اليه ! أي نوع من الرجال هو ابوها ؟ ولماذا ارسلها تتضرع اليه بدلا من ان يحضر هو شخصيا , او يرسل محاميه ؟
وقال بصوت مرتفع :
- ما الذي جعله عديم المسؤولية بهذا الشكل ؟
ابتلعت ريقها وبدا التشنج على عنقها الطويل الناصع البياض .
- كان متوترا للغاية وما زال .. فهو يعاني من صعوبات ماليه لم يجب مخرجا لها , لذا نسي ان يجدد بوليصة التأمين . كان ينوي ذلك ولكن ... اعلم ان هذا غباء , ولكن ....
- الغباء ليس عذرا !
- انا لا اطلب منك ان تعفيه ...
- هذا حسن لأنني لن افعل . ولمَ افعل ؟
اشاحت بوجهها عنه ولاحظ عينيها المغرورقتين بالدموع .
- ستتحطم حياته اذا ما اضطر للدفع على الفور . ان بيته مرهون وكذلك مصنعه ... وليس لديه اوال في حسابه المصرفي . سيتوجب عليه بيع بيته وربما شركته ايضا . ان حكمت لك المحكمة بتعويض ضخم .
- هذه مشكله لا تعنيني , بل تعنيه هو ! كما ان الحادث ذنبه , وكذلك نتائجه .
وحدق فيها ثم اكمل كلامه ساخرا :
- لابد انك ساذجه جدا او متفائلة جدا ! فإن جئت راجيه ان اتنازل عن حقي في التعويض لمجرد انك رويت لي قصه حزينه عن تحطم حياة ابيك ...!
- ظننت فقط ان ...
فقاطعها بصوت حازم :
- لا يهمني سوى حياتي انا , وقد دمرها ابوك في الربيع الماضي .
فرخت بصوت معذب :
- اعرف مقدار سوء اصابتك , ولكنك ستشفى وبعد سنه ستعود الى ماكنت عليه .
- واكون قد خسرت سنوات من عمري ! فقد دمر ذلك الحادث العمل الذي امضيت سنوات في انجازه . كما عانيت الآم مبرحه منذ ذلك الحين , ولن تنتهي عاناتي قبل وقت طويل . حتى انني لم اعد قادرا على العمل . فأنا لم ارسم شيئا منذ الحادث . حاولت جاهدا الرسم لكن يبدو ان الحادث قتل حافزي , وفي كل مرة امسك الفرشاة اشعر وكأن يديمنفصله عن ذهني ... هل لديك ادنى فكرة عن هذا الشعور ؟ فعدم القدرة على الرسم يعني بالنسبة لي , الشلل , بل الموت .
كانت تصغي اليه وكأنها استحالت حجرا , اما هو فكان الشرر يتطاير من عينيه . فكل هذا الاستياء والغضب كان يغلي في داخله منذ الحادث , وقد شعر بالارتياح الغريب حين تمكن من الافصاح عنه .
هذه الفتاة غير مسؤولة عما حدث له , بل تقع المسؤولية على ابوها .ويبدو انها تشعر ان اباها قد تأذى , هو ايضا من الحادثه مما جعل زاكاري يجن .
- لا تطلبي مني ان اشعر بالاسى من اجل ابيك ! لو كنت قديسا لأمكنني ذلك لا أدعي انني قديس . عندما ترفع القضية الى المحكمة يتقرر التعويض وفقا للبراهين . وعلى ابيك ان يتحمل قرار المحكمة .
- ولكن لو انك فقط ...
فثار زاكاري مجددا وقال ساخرا :
- هل تظنين حقا ان بأمكانك اقناعي باسقاط حقي في التعويض ؟
ولمعت عيناه حين خطرت بباله فكرة اخرى , فأضاف :
- ام لعلك جئت تقديم لي بديلا عن المال ؟
نظرت اليه وكانها لم تفهمه , وقد بدا في عينيها الزرقاوين الارتباك .
اخذ زاكاري يضحك وراحت عيناه تجولان على مفاتن جسمها وساقيها الرشيقتين في البنطلون الاسود الضيق , وظهر في عينيه تقدير واهتمام واضحين .
فهمت مراده فاحمر وجهها , واخذت تتنفس بصعوبة فابتسم لها ساخرا ثم قال ببطء :
- آسف ولكنك لست النوع الذي افضله . فأنا افضل الشقراوات الفاتنات . انت نحيلة جدا , ولا اظنك تملكين الخبرة الكافية .
اشتدت حمرة وجهها , ورمقته بنظرات حانقه . ولو امكن للنظر ان يقتل لسقط صريعا عند قدميها في الحال , اخذ يفكر في هذا متشفيا , واذا به يتساءل عما افقده اعصابه الى هذا الحد , فجعله يرغب في تعنيفها ؟
فالذنب في ما حدث لم يكن ذنبها على أي حال ! ما الذي جعله يقدم على فعل هذا ؟ ما من داع لإهانة هذه الفتاة لمجرد ان اباها سبب الحادث .
اقدم على هذا فقط لنه شعر بوخزة اهتمام حين اخذ يتأمل جمالها , هذا هو السبب, لقد كذب حين قال انها ليست النوع الذي يفضله ,اذ ليس لديه نوع معين يفضله . كان يحب النساء وحسب .
ويمكن لهذه المرأة ان تصبح المفضله لديه , لكنها قد تفضل الموت على ذلك . لقد اغمى عليها عندما عانقها . ولو ادركت انه يشعر بميل نحوها لركذت من دون توقف ومن دون ان تلتفت الى الوراء حتى تضع بينهما مسافة طويلة.
غمغمت تقول باضطراب :
- لم اعرض عليك أي شيء من هذا النوع .
فضحك بمرارة :
- احقا .
-اردت فقط ان اقترح ... حسنا , ترتيبا بيننا ....
- بيننا ؟ وما نوع الترتيب الذي تعرضينه ؟ ام عليّ استعمال مخيلتي ؟
ونظر اليها من جديد مقيما , فردت عليه تلك العينان الزرقاوان بشرر ناري . يالها من سيدة صغيرة متزنة , حسنة السلوك ! هل لهذا اختارت التمريض ؟ هل الملابس الشبيهة بلباس الراهبات تناسبها اكثر ؟
ردت وقد احمر وجهها :
- لا بل هو بينك وابي . لو سمحت له بدفع التعويض على مراحل , لن يخسر بيته وشركته .
كان في صوتها توتر ولهفة جعلا زاكاري يشعر بشيء من العطف نحوها فقال :
- لا تخافي . انا واثق من ان المحكمة ستحكم بما يتماشى ووضعه .
- احقا ؟
لكن لم يبد في عينيها الاطمئنان .
فأضاف بمزيد من الرقة :
- تأخذ المحكمة وضع الناس في الحسبان عندما تقرر قيمة التعويض , ولا شك انها لن تدفعه الى بيع بيته .
فقالت بقنوط:
- ربما لكنك لا تفهم الوضع ... فهو مدين بمبالغ ضخمة , ما يجعله غير قادر على دفع مبلغ كبير لك ايضا و ... .
سكتت وقد تاهت نظراتها ثم اندفعت تقول :
- ويخاف ان تهجره زوجته . ان هي اكتشفت افلاسه .
فقال ساخطا :
- اذا كان مثقلا بالذنوب فهذا ليس ذنبي !
- هذا صحيح . ولكن اذا انتظرت سنة واحده قبل ان تقبض أي تعويض تقضي به المحكمة , فهناك امل كبير في الا تكتشف زوجته الحقيقة . انه واثق من ان ارباحه ستتضاعف خلال سنتين , من ثم سيصبح في امكانه ان يدفع لك تدريجيا .
- ويفترض بي ان انتظر ؟
فألقت عليه نظرة تعيسه متردده :
- هل سيكون ذلك صعبا جدا عليك ؟ هل احوالك المادية صعبة , انت ايضا ؟
- انا لا اموت جوعا . اخبريني , هل انا على صواب في تكهني بأن زوجة ابيك ليست امك ؟
- نعم لقد ماتت امي منذ سنوات .
- متى تزوج ابيك ؟
- بعد وفاتها بعامين .بدت في عينيه الرماديتين نظرة مازحة :
- وانت لا تحبين زوجة ابيك ؟
- نحن غير منسجمتين .
نظر اليها نظرة فضول وبشيء من العداء. هذا هو الوجه الذي يذكره بإقامته القصيرة في المستشفى حيث تعمل . لقد استيقظ في احدى الليالي فرأى ذاك الوجه الابيض البارد قرب سريره ,
وتلك العينين الزرقاوين الجامدتين والشعر الرفوع الى الوراء . رأى هذا المظهر الذي الذي يجعلها اشبه براهبة .لقد كرهها حينذاك من النظرة الاولى . لكنها تبدو اليوم مختلفه , وهي ترتدي هذه السترة الحمراء والكنزة البيضاء التي تلتصق بجسمها وتجعلها تبدو في غاية الانوثة .
- لم لا تحبينها ؟
فردت مدافعه عن نفسها :
- هي لاتحبني .فأبتسم وسأل :
- ولكن من البادئ , انت ام هي ؟
استطاع ان يتخيل الجفاء الذي قابلت به تلك المتطفلة . اذ لا شك ان ابها اصبح مقربا منها . منذ وفاة امها . فقد جمع بينهما الحزن , ولابد انها صدمت حين نسي ابوها حزنه وعثر على امرأة اخرى . كيف امكنه ذلك ؟
لقد طرحت هذا السؤال على نفسها مرارا وتكرارا من دون شك . اذ يفترض ان يتملك ابوها الشوق والحنين الى امها الى الابد . لا ان يتزوج امراة اخرى بعد سنتين .
اجابت وقد توتر فكها من الغضب :
- كان يمكن ان احبها لو لم تظهر بوضوح ان وجودي في البيت غير مرغوب فيه ! لم تشأ ان يرانا الناس معا . اذ قد يظنون انها اختي , فهي تكبرني بحوالي سنتين فقط .
- احقا ؟ كم يبلغ ابوك من العمر ؟
- خمسون سنة . وكان وامي صغيري السن عندما توزجا .
- وكم يبلغ عمر زوجة ابيك ؟
ستبلغ الـ30 في عيد ميلادها القادم .
اومأ وهو ينظر اليها مفكرا :
- وانت 28 ؟
- 27 .
فقال بدهشة واستغراب :
- تبدين اصغر سنا .
اذ كان يظن انها لم تتجاوز الـ25 من عمرها .
وااض بجفاء :
- لابد انه المظهر العذري .
علت حمرة الخجل وجهها فعلق ساخرا :
- العذرية ليست كلمة بذيئة كما تعلمين .
- جعلتها تبدو كذلك .
فضحك واخذ يتأمل وجهها الجميل وخصرها النحيف وساقيها الرشيقتين .
- انت حساسه جدا ازاء هذا الموضوع .
ثم سألها فجأة :
- هل انت كذلك ؟
اضطربت لسؤاله واستفهمت :
- ماذا ؟
فقال برصانه
- عذراء .
تلعثمت وقد احمرت غضبا :
- انا .... انا .... انا لن اجيب على سؤال كهذا !
- لدي شعور بأنك كذلك .
قالت له متوعده :
- اذا كنت ستتفوه بنكات حمقاء فسأذهب .
- اخبريني المزيد عن زوجة ابيك .
استدارت مسرعه نحو الباب فصاح بها :
- لم تحصلي على جوابي بعد .
فنظرت اليه ببروده :
- حصلت انت على التسلية , يا سيد ويست . وانا لن ابقى هنا لأكون هدفا لمزاحك وظرفك .
- لقد قضى الحادث على روح النكته عندي .
وهز كتفيه رافضا ان يقدم اعتذارا صريحا .
فقالت وقد بدأ التوتر على فمها الشاحب :
- هذا ما لاحظته .
- لكنني مستعد للتحدث مع ابيك بشأن الترتيبات كي لا يخسر بيته او عمله او زوجته .
خطت نحوه وقد انفجرت شفتاها عن شهقة وتألق وجهها بلهفة عارمة :
- احقا ؟ ألأست تسخر مني مجددا ؟
- بل انا جاد , انما بشرط واد .
توترت وعاد الحذر الى عينيها :
- ماهو شرطك ؟
- ان تسكني معي هنا , طوال المدة التي احددها .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 03:24 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5- جرح آخر


شعرت لويزا وكأنها تلقت صفعة ، فشحب وجهها غضباً .
وقالت : ( كان عليّ أن أتمتع بحكمة أكبر وألا أصغي إليك .
هل تشعر بتحسن إن تصرفت بهذا الشكل البغيض ؟
أنا آسفة لأجلك . ولا أريد أن أكون مثلك ولو للحظة واحدة، ليس فقط بسبب ما عانيته.
بل بسبب الضرر الذي لحق بعقلك.
لم تنتظر جوابه ، بل استدارت وأسرعت تغادر الكوخ .
كان ضباب الصباح قد انجلى وأصبحت الرؤية أوضح ..
فرأت الحقول الممتدة من جهة ، وبحر الشمال الرمادي اللون من جهة أخرى .
وما أن فتحت سيارتها ، حتى خرج زاكاري ويست ووقف عند باب الكوخ .
راح الهواء يشعث شعره القاتم الكث ، فغطى وجهه المشوة .
رفع شعره عن وجهه ، وناداها قائلاً : ( إن عرضي جاد . إذا قررت قبوله .
أعلميني بذلك قبل وصول القضية إلى المحكمة . بعد ذلك يكون الآوان قد فات ) .
تجاهلته وركبت سيارتها لتبتعد عنه . لكن الخوف والتوتر اللذين تملكاها بعد تلك المواجهه معه جعلا
قيادتها عشوائية ، فكادت تصطدم بسيارة أخرى . لذا ركنت سيارتها عند طرف قرية( تيرتون ) .
ريثما تهدأ أعصابها .
ترددت أقواله في ذهنها ، فزاد اضطرابها وراحت ترتجف غيظاً .
لقد استنتج أنها تفتقر إلى الخبرة ، وجل ما أغاظها أن استنتاجه صحيح .
كيف عرف ذلك؟ وهل يبدو هذا جلياً على وجهها ؟ وماكان منها إلا أن أخرجت من حقيبتها مرآة وراحت
تحدق فيها .
ما الذي كشف أمرها ؟ وهل تخلف التجارب علامات على الوجوة ؟
وفكرت في أنها لم ترتبط يوماً بعلاقة جدية . كما تمنعها قناعاتها ومبادئها من إقامة
علاقة غير شرعية ، خارج إطار الزواج ، لكنها لم تفهم كيف اكتشف ذلك . وبهذه السرعة .
تأوهت غاضبة وعضت على شفتها . كفّي عن خداع نفسك يا لويزا !
فأنت لم تقعي يوماً في شباك الحب حتى ترتبطي جدياً .
وها أنت الآن تنجذبين إلى شخص تسّرك رفقته ولكن علاقتكما تفتقر إلى العواطف المحمومه التي تجمع بين
قلبين متحابين .
لم تخالجها يوماً هذه المشاعر الجامحه . ولم تكن تعرف معناها حقاً ..
قبل أن يعانقها زاكاري ويست!
ارتجفت وأغمضت عينيها . لا زالت تلك اللحظة محفورة في ذاكرتها ،
وصعب عليها أن تصدق ما حدث . كانت تعلم أنها انجذبت جسدي .
إنما مشاعر مرهفه تملكتها . فكل حركة من حركاته أو نظرة من نظراته أو نفس من
أنفاسة أصبح ذو أهمية بالنسبة لها .
راحت تعنف نفسها على الأفكار التي راودتها ،ثم انطلقت بسيارتها من جديد . لن تخبر أباها بزيارتها لزاكاري
ويست ، فسيتملكه الذعر إن علم بالأمر . كما كانت واثقة من أن زاكاري لم يذكر الأمر لأحد .
كان لقضاء عيد الميلاد في المستشفى نكهة خاصة . فقد ساد في الأقسام جوّ رائع ، بالرغم كم أن بعض المرضى
بكى لافتاده أسرته . وكان لقسم الأطفال أثر كبير في نفوس الراشدين .
فقد أبدو تأثراً أكثر من الأطفال أنفسهم الذين حظوا بالدلال والرعاية ، وتدفقت عليهم الهدايا من أسرهم ومن موظفي
المستشفى على حد السواء .
وفي القسم حيث تعمل لويزا ، لم يشعر بعض المرضى بحلول العيد لسوء حالتهم ،
وكان احتفال قسمها بالعيد أهدأ منه في الأقسام الأخرى .
كان أبوها قد قدم لها قبيل سفره مع نويل إلى سويسرا ، عباءه زرقاء اللون .
تلاقيا ، هو ولويزا ، فشربا القهوة وتبادلا الهدايا . ولم يطل اللقاء إذ كان عليه أن يسرع
إلى البيت لحزم أمتعته . وأهدته لويزا آخر رواية لمؤلفه المفضل فضلاً عن كنزة مناسبة للتزلج .
في اليوم التالي ، تطوعت لويزا للعمل صباحاً في قسم الطوارىء .
فقد كان القسم بحاجة ملحه إلى الممرضات لكثرة الحوادث أيام العيد . فهنا رجل انغرزت
صنارة الصيد في راحته ، وهناك امرأة جرحت إصبعها جرحاً بالغاً أثناء تقطيع ديك الحبش ،
وصبي صغير وقع من على دراجته فكسر معصمه ، وأخر أصيب بكسر في ضلعه وهو يلعب ( الركبي).
وقالت لها الطبيبه الشابة ، وهما تختلسان بضع دقائق لشرب القهوة :
( شكرا على المساعده التي تقدمينها لنا ) .
فأجابت بإخلاص : ( لقد استمتعت بذلك ، فالتغيير مفيد كالعطلة ).
فقالت الطبيبة بجدية : ( لكنني أفضل العطله ).
- حسناً ، أنا أيضاً .. لكن لا تفشي هذا السر لأحد.
وضحكت لويزا فارتسمت الإبتسامة على وجه الطبيبة الهندية .
لكن عينيها أظلمتا حين أضافت لويزا : ( على أي حال ، أسرتي بعيدة ..لقد سافرت إلى سويسرا لقضاء العيد ).
فعلقت الطبيبة ( كومار) متنهدة : ( وكذلك أسرتي ، رغم أننا لا نحتفل بعيد الميلاد ).
- وهل أسرتك في سويسرا ؟
- بل في دلهي .
فأخذتا تضحكان إلى أن دفع الباب مريض جديد .
فوضعت ( أندبرا) فنجانها وقالت : ( ها قد عدنا إلى العمل ).
نهضت لويزا متباطئه وقد اضطربت وعلت الحمرة وجهها . ماذا يفعل زاكاري ويست هنا؟
ابتعدت ( أنديرا) فيما تقدمت لويزا نحوه لتعترض سبيله بعينين عدائيتين : ( ما الذي تفعله هنا؟)
قابل نظراتها بجفاء ، ثم قال ببطئ بعد أن مد يده : ( لم أكن أبحث عنك ، فلا تنزعجي ).
عندما رأت جرحاً عميقاً تحت إبهامه . ولاحظت أن النزيف قد توقف ، لكن الجرح بدا بالغاً .
- كيف حدث هذا ؟
وأمسكت بيده تتفحص الجرح بإمعان . كان الجرح نظيفاً وبدا وكأنه
قطع بسكين ، لذا لم تُدهش حين قال : ( كنت أقطع الحطب ، وجرحت يدي بالفأس ).
فردت توبخه : ( كان عليك أن تحترس أكثر).
- نعم ، يا معلمتي .
رفعت بصرها نحوه ، وقالت بجدية : ( لست بحاجة إلى مزيد من الإصابات ، إذ يمكن لهذا الجرح أن يؤدي إلى التهابات
خطيرة ، متى أخذت آخر مرة حقنة الكزاز ؟)
- منذ سنوات ، على ما أظن .
- حسناً ، من الأفضل أن تفحص الدكتور كومار الجرح . ثم أعطيك أنا حقنه كزاز وأنظفه لك قبل تقطيبه .
فرد باللهجه نفسها ، وقد بانت السخرية في عينيه : ( نعم ، يا معلمتي ).
بدا التوتر على وجهها وهي تتوجه نحو مكتب الطبيبة ، إنه مصمم على مضايقتها لكنها لن تدعه يفعل .
بل ستحافظ على هدوئها .
قرعت باب أنديرا ودخلت مع زاكاري إلى الغرفة الصغيرة .
وكما توقعت ، طلبت منها الطبيبة أن تعطية حقنة كزاز وتنظف الجرح ثم تعود بالمصاب لتقطب جرحه .
أشارت لويزا إلى زاكاري بالخروج من المكتب .
وعندما راحت تعد الحقنة ، عبس قائلا : ( لشد ما أكرة الحقن ).
فردت دون شفقه : ( الكل يكرهها ).
- لم يقاسوا منها بقدر ما قاسيت .
كان شجاعاً . هذا ما خطر في بالها ، وهي تسترق النظر إليه سراً أثناء حقنها له .
أغمض عينيه للحظة ، وقد ظهر التوتر جلياً عليه ، وسمعته يتنفس بعمق .
لكنه لم ينبس بكلمة واحده ، بل تنهد حين انتهت من عملها .
استقامت في وقفتها وهي تشعر نحوه بالعطف . وودت لو تستطيع
التخفيف عنه ، وضمه بين ذراعيها كطفل صغير ، لكنها ، لم تجرؤ على ذلك وهي تتخيل ملامحه .
وردة فعله ، وكلامه الجارح .
منتديات ليلاس
سألها بصوت ثابت : ( متى انتقلت إلى هذا القسم ؟)
- أنا لم أنتقل ، إنما أعمل هنا اليوم فقط ، فالعيد يقلب أنظمة الأقسام ، إن الممرضة العاملة في هذا القسم لديها أطفال ،
وهي تحتاج لقضاء العيد معهم، وبما أن عدد الممرضين غير كاف ، وكي أساعدهم ،
تطوعت للحلول اليوم مكانها .
- هل أخذت عطلة يوم العيد ؟
- هيا بنا ، علينا أن نعود إلى المكتب الدكتورة كومار لتقطيب جرحك .
فلحق بها وهو يقول : ( كنت تعملين في الأمس وتطوعت للعمل اليوم ؟
وماذا عن أسرتك ؟ ما رأيهم في الأمر ؟
- أبي وزوجته في سويسرا ، يتمتعان بعطلة على الثلج .
- وهكذا لم يكن لديك أي مكان تقصدينه يوم العيد .
شعرت به يراقبها فحاولت أن تحافظ على سكون ملامحها وهدوء صوتها : ( هذا صحيح ).
وقرعت باب أنديرا ثم أفسحت له الطريق ليمر أمامها ، وقد شعرت بالإرتياح إذ تخلصت من
أسئلته الشخصية .
أخذ يراقب تقطيب الجرح بصبر ، والطبيبة تعمل بيديها الصغيرتين الماهرتين . ثم قال : ( لا بد أنك ماهرة في التطريز ).
فرفعت عينها نحوه وابتسمت بإبتسامة عريضة : ( هذا صحيح . علمتني أمي الخياطة منذ استطعت
الإمساك بالإبرة . أرادت أن أصبح خياطة ).
- ما كان رأيها حين علمت أنك تريدين أن تكوني طبيبة ؟
- آه ، أمي رجعية ، فالفتيات برأيها لسن بحاجة إلى التعلم .
- أرادتك أن تتزوجي ؟
- من حسن الحظ أن أبي لطالما تمنى أن يكون طبيباً ، وهكذا قال لي إن علي
أن أجتهد في دروسي إن أردت أن أدرس الطب . وهكذا اجتهدت في دروسي لأصبح طبيبة .
- وهل تقبلت أمك ذلك ؟
فابتسمت أنديرا ابتسامتها المميزة وردت : ( عندما يقرر أبي أمراً ما ، تتقبله أمي دوماً ).
فقال لها باسماً ، وهي تنهي عملها : ( لا بد أنه فخور بك ، لقد قمت بعمل ممتاز هنا .
وأنا خبير في ذلك ، صدقيني . إذ خضعت لعمليات عدة على يد بعض كبار الجراحين في لندن ).
ضحكت أنديرا وهي تجيبه : ( شكراً . سأتذكر دوماً هذا الإطراء ، أبي مسرور جداً لأنني أصبحت
طبيبة ، في الواقع ، عندما بدأت عملي هنا ، راح يتردد علي ليراني ويخبر الناس أنني أبنته ).
- هذا حسن ، ويغريني بأن أتردد أنا أيضاً على هذا المكان وأخبر الناس بأنك قطبت جرح يدي ).
ضحكت أنديرا مجدداً وقد أحمر وجهها :
- يجب ألا تتقرب مني ، يا سيد ويست ، فأنا نخطوبة لرجل غيور جداً ،
يعمل في هذا المستشفى ، وقد لا يحب هذا إذا سمعه منك .
أصغت لويزا إلى هذا الحديث بدهشة وشيء من الضيق ،
فهي تعرف أنديرا منذ شهر ، لكنها لم تجعلها يوماً تتحدث إليها بهذه العفوية
عن نفسها وأسرتها وجذورها ، فكيف انسجم زاكاري ويست ، وهو العديم التهذيب معها ، مع أنديرا؟
كانت لويزا على علم بخطبةأنديرا ، فخطيبها ، ( جيريش ) يعمل في قسم ( الأنف والأذن والحنجرة ) منذ سنوات.
كان رجلاً جذاباً ، وهو محبوب جداً في المستشفى .
نض زاكاري ليخرج ، فقالت له أنديرا بحزم : ( لا تستعمل يدك كثيراً وذلك لعدة أيام ).
- سأكون حذراً ، أطمئني .
تبعته لويزا إلى الخارج : ( يجب أن أحدد لك موعداً لفك القطب ، يا سيد ويست ).
فتحت دفتر المواعيد ثم أقترحت عليه موعداً ، فأومأ موافقاً . ناولته بطاقة وضعها في جيبه .
وهو ينظر إليها بعينين ضيقتين : ( إذن ، أنت تعملين طوال أيام العيد ، ألا يزعجك هذا ؟)
- لدق أعتدت ذلك ، فالأولوية في مثل هذه المناسبات هي للمتزوجات اللواتي لديهن أولاد .
عيد الميلاد جميل جداً في المستشفى ، ويسعى الكثير من الموظفين إلى البقاء لأنهم يستمتعون كثيراً.
لا سيما أولئك الذين يعيشون وحدهم .
فقال بجفاء : ( مثلك).
لم تتكلف لويزا عناء الرد ، فأضافت : ( ومثلي).
لقت عليه نظرة سريعة ، وسألته : ( أليس لديك أسرة تقضي العيد معها ؟)
- دعتني شقيقتي ، ولكن علي أن أكون أهلاً لقضاء بضعة أيام مع طفليها .
إنما إرهابيان في البيت ، إذ يتلفان كل ما يلمسانه ، وهما بحاجة إلى التسلية
و الإهتمام طوال الوقت ، فهما لا يحبان الخروج واللعب وإن لم يجلسا أمام التلفزيون أو الفيديو .
فيلهوان بالألعاب الإلكترونية اللعينة أو يستمعان إلى موسيقى الروك .
الحياة في ذلك المنزل الكبير هي جهنم بعينها عندما يعود الولدان من المدرسة .
- أين يعيشون ؟
- في ( بروفنس).
بدت الدهشة ، فقد توقعت أن يقول لندن أو أي مكان آخر قريب .
- في فرنسا ؟
فرد ساخراً : ( هذا ما لاحظته حين نظرت إلى الخريطة آخر مرة ).
فقالت وهي شاردة ، تحلم : ( يالهم من محظوظين . مهما بلغت شقاوة أبني شقيقتك .
لسافرت من دون تردد . أتمنى لو يعرض علي أحد ما رحلة إلى ( بروفنس)؟
- لا بأس أذن . سأذهب إذا رافقتني .
حبست أنفاسها . وألقت عليه نظرة مذهولة ، غير مصدقة ، ثم قررت عدم
أخذ كلامه على محمل الجد ، فضحكت قائلة : ( هذا مضحك ).
- أنا لا أمزح .
فأشاحت بوجهها بضيق واضطراب : ( أسفة يا سيد ويست ، لا وقت لدي أضيعه على ألا عيبك ،
فالمرضى بحاجة إلي ).
وكان القسم قد أزدحم مجدداً ، بعد وصول حالات جديدة ، أهتمت موظفة الإستقبال وممرضة شابة
بالمرضى وطلبتا منهم الجلوس حتى تعاينهم الطبيبة أو الأخت جيلي .
لم يكن مستشفى وينبري واسعاً ، كما لا يزدحم فيه المرضى غالباً .
فالمدينة صغيرة جداً ، والمنطقة ريفية . ولا يمكن مقارنة قسم الطوارىء فيه
بأقسام طوارىء مستشفيات المدن الكبرى . وكانت لويزا تحمد الله على أنها
تعمل في هذه المنطقة رغم أنها أرادت ، في أحد الأيام ، أن تعمل في لندن
لسنة أو أثنتين ، لأكتساب مزيد من الخبرة.
عندما سارت نحو مكتب الاستقبال ، سمعت خطوات زاكاري ويست ، وهو يتجه نحو المخرج .
ثم سمعته يطلب من البواب إحضار سيارة أجره له .
فكرت في أنه لا يستطيع قيادة سيارته بسسب يده المصابة .
ولم يغب عن تفكيرها ، وهي تسأل عن المرضى الجدد فتناولها المرضة
رزمة صغيرة من البطاقات . تفحصت البطاقات ، مدركة أن زاكاري ينتظر قرب الباب الرئيسي .
لكنها حدثت نفسها بإستياء بضرورة تركيز تفكيرها على عملها ونسيانه .
وبالرغم من أنها لم تلتفت نحوه من جديد ، إلا أنها علمت حين جاءت سيارة الأجرة .
وحملته بعيدا ، فتملكها عند ذلك شعور غريب هو مزيج من الأرتياح والأسف.
أنهت عملها وتهيأت للخروج ، وقد أنتابها شعور أشبه بالموت .
فبادرتها أنديرا كومار ، السؤال : ( كيف كان نهارك في فسم الطوارئ؟
- إني منهكة . لقد بقيت على أهبة الأستعداد طوال اليوم تقريباً.
فردت أنديرا ضاحكة : ( يبدو أنك مرتاحة جداً في قسم الحروق ).
- يمكنني ، على أي حال ، أن أستريح أكثر من هنا .
- ليس لدينا وقت للجلوس طويلاً هنا ، فهذه هي طبيعة العمل .
ولكنك كنت ذات كفاءه عاليه ، يا لويزا ، ويمكنني العمل معك طوال
الوقت ، إذا فكرت في العودة ، فسأتلقاك بذراعين مفتوحتين .
فضحكت لويزا لكنها هزت رأسها : ( أسفة يا أنديرا ، لكنني أحب
مكان عملي ، العمل شاق ، لكنه يستحق الجهد المبذول . أشعر هناك بأنني أؤدي عملاً
ذا قيمة حقاً ).
وتنهدت أنديرا برزانة : ( نعم ، طبعاً ، أنني أتفهم هذا ، للأسف .
حسناً ، استمتعي بإجازتك ، هل سترين دايفيد أثناءها ؟)
- لا ،فقد ذهب إلى ( ويلز ) ليمضي العيدمع والديه .
- ألم يطلب منك مرافقته ؟

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 05-08-09, 06:38 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148186
المشاركات: 64
الجنس أنثى
معدل التقييم: Midnight عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدLaos
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Midnight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلمين على التكمله وناطرين الباجي

 
 

 

عرض البوم صور Midnight   رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 10:08 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Midnight مشاهدة المشاركة
  
تسلمين على التكمله وناطرين الباجي

اتفضلى يا غاليه

نظرت إليها أنديرا ثم عبست مضيفه : ( أسفه ، هل كان سؤالي متطفلاً؟ ظننت فقط ...
بما أنك تخرجين مع دايفيد منذ أشهر ، ظننت أن ذلك ..حسناً ، ظننت الأمر جاداً .
أو أنه يعتبر من الجدية بحيث يدعوك لقضاء العيد معه ).
ردت لويزا ، وقد أحمر وجهها قليلاً : ( لم نحسم أمرنها بعد ).
في الواقع ، اقترح دايفيد عليها قضاء العيد في ( ويلز) مع أسرته ،
ولكن اقتراحه جاء حين كانت تتوقع قضاء العيد مع أسرتها .
وعندما أعلمها أبوها أنه سيسافر مع زوجته إلى سويسرا لم تطلع دايفيد على الأمر لئلا يكرر دعوته .
فهي لم تشأ مرافقته والتعرف إلى أسرته ، كي لا تجُر إلى التزام أقوى .
كانت تراه غالباً ، لكن علاقتهما لم تتوطد خلال الأشهر الأخيرة .
فهما مشغولان دائماً .. كما كانت تعلم أن صبر دايفيد قد نفد ،
وأنه يريد لعلاقتهما أن تصبح وطيدة وحميمة أكثر مما هي عليه .
ذاك المساء ، وفيما كانت تعد عشاءها ، راحت تفكر في أحداث اليوم.
وتذكرت كيف خفق قلبها حين رأت زاكاري ويست .
هذا هو أول رجل تميل إليه بهذا الشكل . الآن فهمت ما يشعر به دايفيد عندما
يأخذها بين ذراعيه ، أترى العواطف المحمومة متشابهة دائماً؟
وأدركت أن دايفيد لم يسرّ إذا ما أخبرته أن زاكاري ويست يشغل في كيانها
النار بمجرد أن يرمقها بنظرة ، فيما يعجز هو عن ذلك رغم كل جهودة .
عضت على شفتها وهي تسكب طعامها الساخن في طبق .
فهي تدرك جيداً أن زاكاري ويست يلهو بها .
عليها أن تكف عن التفكير به .
في اليوم التالي ، كان الطقس جميلاً ، فشعرت لويزا بالتململ .
وخرجت تتنزة بسيارتها . أتجهت إلى خارج المدينة ، وقصدت البحر ،
بحثاً عن مكان مناسب تتناول فيه غداءها .
كانت تعرف فنادق عدة جميلة ، تقدم أطباقاً خفيفة وشهية ، إلا أنها قصدت قرية ( تريتون) فوجدتها هادئة ساكنة وطرقاتها خالية تماماً .
وعندما لاح أمامها بيت زاكاري ويست ـ أعترفت لنفسها أنه هدفها ومبتغاها .
حتى أنها أعدت مسبقاً عذراً تقدمه له .لكن حين فتح باب الكوخ وواجهها ، نضبت الكلمات في حلقها .
رفه حاجبيه ساخراً ، وقال : ( مرحبا من جديد ، هل غيرت رأيك بالنسبة للرحلة إلى جنوب فرنسا؟).



نهاية الفصل الخامس ..


6- الحب كالأرجوحة

ثارت ثارة لويزا و هي تشعر بالاحمرار يعلو وجهها.لم يحمر وجهها كلما رأته؟ لا عجب في انه يسخر منها باستمرار.
- جئت لأرى إن كنت بحاجة إلى المساعدة في أعمال البيت، فلا تضطر لاستعمال يدك المصابة.
- أمعن النظر فيها بسخرية:
- -هل تعملين في مؤسسة خيرية بالإضافة إلى التمريض؟
- طبعا لا. و لكن، بما أنني كنت مارة من هنا...
و تلاشى صوتها و هي تنظر إلى داخل الكوخ حيث عمت الفوضى.فالكتب متناثرة على الأرض، و الأدراج مفتوحة و قد بعثرت محتوياتها.تمتمت بذعر:
-يا إلهي...ماذا كنت تفعل؟هت تنتقل من بيتك؟
فالبيت كان مرتبا عندما زارته قبل العيد.لكنه فنان، ولعله، لهذا السبب يحب العيش وسط الفوضى.
أجاب مكشرا:
- لا عندما عدت من المستشفى في الأمس اكتشفت أن لصوصا سطوا على منزلي.
- - سطوا على بيتك؟ آه، لا!هذا فظيع.هل سرقوا أشياء ثمينة؟
- التلفزيون و جهاز الفيديو، ومعدات الستريو، وفرن "الميكروويف".أي كل ما يمكن بيعه بسهولة.
- هل حضرت الشرطة؟
- جاء رجال الشرطة منذ صف ساعة فقط، ولم يمكثوا طولا.قالوا إن عدد لموظفين لديهم قليل بسبب إجازة العيد.و بيتي ليس الوحيد الذي تعرض للسطو أثناء الإجازة.فالاتصالات التلفونية تنهال عليهم بشكل متواصل.لم يجدوا بصمات أصابع أو أي آثار أخرى على حد علمي.كما لم يتركوا في نفسي انطباعا بأنهم سيقبضون على أحد، أو أنهم سيعيدون لي أغراضي.
- حدقت لويزا في غرفة الجلوس، وقالت:
- هل تستخدم أحدهم لتنظيف البيت و ترتيبها
- هناك امرأة تخدمني إنما أخذت إجازة لتمضي العيد في فندق في "هاروغيت". وهكذا لا يمكنها أن تأتي لتنظيف البيت.كنت على وشك المباشرة في العمل حين جئت أنت.
فاندفعت تقولك
- سأساعدك.
و إذا ما توقعت منه اعتراضا أو جدلا، فقد خاب ظنها، فقد رد بهدوء:
- رجوت أن تعرضي علي هذا نو إذا انتهينا من العمل باكرا، سأصطحبك لتناول الغذاء في"بلاك سوان"في "تيرتون"ن وهو أفضل مكان في المنطقة.ولكن عليك أن تقودي السيارة بنفسك لأنني عاجز عن ذلك كما تعلمين.
خلعت لويزا سترتها الحمراء وهي تقول:
إذا كان لديك طعام في البيت يمكنني تحضير غذاء خفيف لنا نحن الاثنين.و الآن ، هل هذه هي الغرفة الوحيدة التي تعرضت للتخريب؟
- نعم،لقد صعدوا إلى الطابق العلوي. لكنهم وجدوا الأشياء لبتي يريدونها هنا. و ربما أرادوا الهرب قبل عودتي، لهذا لم يضيعوا الوقت في تخريب الطابق العلوي.أعمني رجال الشرطة أن الضرر الذي لحق ببيتي طفيف ، مقارنة مع ما رأوه في أماكن أخرى.
لم تكن المهمة سهلة، كما أن لويزا كانت متعبة بعض الشيء.لكنها اعتادت العمل الشاق، و هي من العناد، بحيث تحرص على إنهاء كل ما تباشره. وهكذا بقيت تعمل إلى أن عاد البيت إلى ما كان عليه.و بالرغم من تعبها، لاحظت، بعد حين، شحوب وجه زاكاري، فأمرته بالجلوس و بترك العمل لها.
منتديات ليلاس
اعترض قائلا:
- أنا بأحسن حال.
- لا،هذا غير صحيح،اجلس ولا تكن عنيدا.ما الفائدة التي ستجنيها إن مرضت مجددا؟
فنظر إليها لاويا فمه:
-أنا لا أحب المرأة المتسلطة!
ردت عليه بحدة:
- لم اطلب منك أن تحبني
لكنها شعرت و هي تتلفظ بهذه الكلمات، بنصل سكين حاد يغرز في أحشائها.ثم أضافت:
- كل ما أريده هو أن تحكم عقلك و تجلس، قبل أن تسقط أرضا.
- آه، حسنا.
هز كتفيه و سار نحو كرسي ببطء.تابعت عملها راضية بينما أخذ يراقبها لبعض الوقت، ثم توجه نحو المطبخ. ودهشت عندما عاد بإبريق قهوة و طبق يحتوي على شطائر.
- لقد أقفل المقهى لتوه، لهذا لن نتمكن من الخروج لتناول الغذاء.ولم أجد سوى الشطائر...فماذا تفضلين؟جبنا أم سلطة؟
فأجابت و هي مركزة على عملها:
- لا بأس بأي منهما.
- توقفي عن العمل و اغسلي يديك و تعالي لنأكل.
وضعت أصبعها على خدش عميق تركه اللصوص على سطح منضدة، وقالت آسفة:
- ما الذي يدفع الناس إلى الإقدام على مثل هذه الأفعال الشنيعة السيئة؟ فهذه المنضدة أتلفت و أصبحت تبدو قديمة.
- إنها من أواخر العهد الجيورجي.
قطب جبينه، مما جعل وجهه يبدو متوعدا، يدفع من يراه إلى الهرب مذعورا.و أضاف بشيء من خيبة الملك
- ليست ثمينة جدا لكنها ملك لأسرتنا منذ العام 1820 ن لذا لا أريد أن اخسرها.أعرف شخصا يجدد قطع الأثاث القديم و سأتصل به.
ألقت لويزا نظرة من حولها و علقت:
- أظنني أنهيت العمل كله
- نعم اذهبي و اغسلي يديك.الحمام في الطابق العلوي إلى اليسار.
رضت إلى أعلى فوجدت الحمام على الفور.كان جميلا يطغى عليه اللون الأصفر، لمست إحدى المناشف
السميكة الصفراء متسائلة عمن اختار قطع الحمام.ثم وجدت لوحا من الصابون برائحة الليمون قرب الحوض ، فتملكها الغرور. هل وضعه خصيصا لأجلها ،أمإنها مجرد صدفة؟
عندما عادت إلى غرفة الجلوس، وجدت زاكاري قد وضع كوبي القهوة و الصحون على منضدة قرب النافذة.
دخلت فراح يسكب القهوة،و فجأة أدركت لويزا مدى إحساسها بالجوع.فأخذت تشتم الرائحة الشهية و هي تبتلع ريقها.
قال لها و هو يضع في أحد الأطباق نصف شطائر الجبن، ويدفعه إليها:
- اجلسي و كلي.
نظرت إلى الخبز و هي تقول مازحة:
- هل تأكل غالبا الشطائر؟
- عندما اعمل فقط.لا يمكنني إضاعة الوقت في الطهي أو الكل في المطاعم.فأنا أقصده عندما لا لأكون مشغولا.
سألته وهي قضم الشطيرة المحشوة بالجبن و صلصة البندورة الحارة:
- هل تعمل كل يوم؟
ساد الصمت.رفعت بصرها إليه فرأت وجهه قد اصطبغ بحمرة داكنة، وتوترت ملامحه.ما الذي أزعجه؟ إنه رجل حساس للغاية بسبب الظروف السيئة التي عاشها مؤخرا.فمن الحادث، إلى آثار الحروق الجسدية و النفسية و أخيرا سرقة بيته...لذا فمن الطبيعي أن يكون سهل الانفعال.
تمتم أخيراك
- اعتدت ذلك
أحست بشيء من الكآبة المتوارية خلف كلماته ن فاعتصر قلبها ألما من اجله.
- أما زلت عاجزا عن العمل بشكل طبيعي؟
فحملق يا باستياء:
- أخبرتك عندما جئت في المرة الماضية، أنه لم يعد بإمكاني الرسم منذ الحادثة.نعم ، أنا لست معوقا جسديا...و استطيع أن ارسم إذا أردت ذلك...إنه الحافز إلى الذي مات.أنا عاجز عن اتخاذ قرار حول ما أريد أن ارسم.فأقف أمام اللوحة لساعات أحدق فيها، محاولا أن أقرر، ولكن...
سكت فجأة عابسا، فنظرت إليه بعينين متعاطفتين و قالت:
- آسفة لأجلك.لا بد أن هذا يؤلمك...
فما كان منه إلا أن زمجرن وهو يرمقها بعينين فضيتين ثائرتين:
-يا إلهي!
اضطربت و سقطت من يدها شطيرة كانت تأكلها.فيما أخذ يكرر كلماتها بلهجة مرة لاذعة:
الم يعجبك من بين الكلمات المتعاطفة اللبقة غير كلمة مؤلم؟ مؤلم ؟
و صرخ مكشرا عن أسنانه:
- إن المر يدفعني إلى الجنون، يا امرأة.فانا رسام...أنا بحاجة إلى الرسم و لا ادري لم لا أستطيع ذلك.أجرب دوما، وكلما حاولت ، كلما منيت بفشل ذريع.
بللت شفتيها الجافتين و تمتمت متسائلة:
- ربما عليك أن تكف عن المحاولة و تترك المر أسبوعا أو نحوه ؟

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملاك في خطر, أحلام, charlotte lamb, dreaming, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, شارلوت لامب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية