لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم العام > المنتدى الاسلامي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المنتدى الاسلامي اسلام , بطاقات اسلاميه , دين , فتاوي , احكام


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-09, 04:07 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146042
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم بيلسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم بيلسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم بيلسان المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 




بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* الحديث السادس والعشرون:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( كل سُلامى من الناس عليه صدقة , كل يوم تطلع فيه الشمس .. )

كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة: ( كل يوم تطلع فيه الشمس )

أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله: ( كل سُلامى )

مبتدأ و ( عليه صدقة ) جملة خبر المبتدأ ( وكل يوم ) ظرف والمعنى أنه كلما

جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى

على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع.



- ( تعدل بين اثنين صدقة ) أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل

فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى: ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا

مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء114.

- ( وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة )

وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله

عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني - عفشه -

هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين.



- ( والكلمة الطيبة صدقة ) الكلمة الطيبة , كل كلمة تقرب إلى

الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وقراءة القران وتعليم العلم , وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة.

- ( وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة ) وقد ثبت في الصحيحين

من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج

من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة.

- ( وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) إماطة الأذى يعني إزالة الأذى عن الطريق ,

والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أو غير ذلك وسواء أكان يؤذيهم

من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة.



*وفي هذا الحديث فوائد منها:

- أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد

مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً - والله أعلم.

- أن كل ما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة ,

وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك وقد

جاء في حديث آخر ( أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ).




بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث السابع والعشرون:

- عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: ( البر حسن الخلق ) البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير وحسن

الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر والسلام

مطمئن القلب حسن المعاملة , فيقول عليه الصلاة والسلام: ( البر حسن الخلق )

فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير

وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن.



- وأما الإثم فبينه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: ( ما حاك في صدرك )

وهو يخاطب النواس بن سمعان , والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك

في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال

: ( ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ).

- وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون

أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق ,

ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه

وكره أن يطلع الناس على ذلك , وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام

إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.



- ومثل الحديث عن وابصة بن معد رضي الله عنه قال:

أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( جئت تسأل عن البر؟ )

قلت: نعم , قال: ( استفت قلبك ) يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى البر

ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب , فمتى وجدت نفسك مطمئنة

وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله ( والإثم ما حاك نفسك )

في النفس وتردد في الصدر , فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم.

- قال: ( وإن أفتاك الناس وأفتوك ) يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس

فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة , وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء

ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لا بأس به ,

لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.



* ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله:

- فضيلة حسن الخلق حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق هو البر.

- أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.

- أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي , فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.



- فراسة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أتى إليه وابصة

رضي الله عنه فقال: ( جئت تسأل عن البر والإثم ؟ ).

- إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير ,

لقوله: ( البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ).

- أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى ما يكون في نفسه دون ما يفتيه الناس

به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه

فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.

- أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لا يعدل إلى التقليد لقوله: ( وإن أفتاك الناس وأفتوك ).

 
 

 

عرض البوم صور أم بيلسان   رد مع اقتباس
قديم 30-07-09, 04:11 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146042
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم بيلسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم بيلسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم بيلسان المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 



بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث الثامن والعشرون:

- قوله: ( وعظنا ) الوعظ: هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب ,

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة ,

قوله: ( وجلت منها القلوب ) أي خافت , ( وذرفت منها العيون ) أي بكت حتى ذرفت دموعها ,

( فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا ) لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية ,

( فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله ) وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم

استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي صلى الله عليه وسلم بما فيه خير.

- قال: ( أوصيكم بتقوى الله ) وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره

واجتناب نواهيه وهذا حق الله عز وجل , ( والسمع والطاعة ) يعني لولاة الأمور أي

اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون , ( وإن تأمر عليكم عبد )

يعني وإن كان الأمير عبداً فأسمعوا له وأطيعوه ,

وهذا هو مقتضى عموم الآية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) النساء59.



- قوله: ( وأنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) أي من تطول حياته

فسيرى اختلافاً كثيراً ووقع ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم

فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم

أمر صلى الله عليه وسلم بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء
الراشدين المهدين والخلفاء الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم

في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.

- ( المهديين ) وصف كاشف , لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى

المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عز وجل لطريق الحق.



- ( عضوا عليها بالنواجذ ) وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها.

- ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور

فقال: ( وإياكم ومحدثات الأمور ) أي أحذركم من محدثات الأمور وهي

ما أحدث في الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما أمر بلزوم السنة والحذر من البدعة

وقال: ( فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.



* وفي الحديث فوائد منها:

- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه ,

حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين.

- أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم ,

موعظة مؤثرة بليغة , لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى.

- الوصية بتقوى الله عز وجل , فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين

والآخرين لقوله تعالى: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) النساء131.

- الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك

في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) النساء59.

- وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله , فإن أمر بمعصية فلا

سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الطاعة في المعروف )

ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) النساء59.

حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله.



- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه

حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع , فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها.

- أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء

ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة , لأن بعض الوعاظ يأتي

بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب ,

ولكنها وإن أفادت في هذا تضر , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين ).

- أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة , لقوله: ( كأنها موعظة مودعٍ ).



- طلب الوصية من أصحاب العلم.

- أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عز وجل ,

قال تعالى: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) النساء131 ,

وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها.

- الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله

صلى الله عليه وسلم: ( والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ )

لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة.

- ظهور آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً )

والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ.

- لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال: ( فعليكم بسنتي ).



- أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ , لئلا تفلت من الإنسان.

- التحذير من محدثات الأمور , والمراد بها المحدثات في الدين ,

وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذير منه ,

أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله , والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.

- أن كل بدعة ضلالة , وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء ,

بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من

أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة , وإما أنها ليست حسنة وظن هو أنها حسنة ,

وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فإن كل بدعة ضلالة ).



بتعليقات

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



*الشرح الحديث التاسع والعشرون:

- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ( قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار )

الجنة هي الدار التي أعدها الله عز وجل لعباده المتقين ,

فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ,

والنار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين ,

وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة ,

سأل عن هذا الأمر لأنه أهم شيء عنده رضي الله عنه وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده ,

أن يدخل الجنة ويباعد عن النار.

- وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى: ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ

فازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ال عمران 185.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لقد سألتني عن عظيم )

أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ولكن قال: ( وإنه ليسير على من يسره الله عليه )

ويحتمل أن يكون قوله: ( عن عظيم ) عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار

( وإنه ) أي ذلك العمل , ( ليسير على من يسره الله عليه )

أي سهل على من سهله الله عليه ثم فصل له ذلك بقوله: ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً )

وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالاً لأمره واجتناباً لنهيه مخلصاً له ,

( لا تشرك به شيئاً ) أي لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً , لأنه من شرط العبادة والإخلاص له عز وجل.



والأمر الثاني: من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلاة حيث قال: ( وتقيم الصلاة )

ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها.

الأمر الثالث: ( وتؤتي الزكاة ) وهي المال الذي أوجبه الله عز وجل وجل يخرجه الإنسان

من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين لها ,

وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم الله.

الأمر الرابع: ( وتصوم رمضان ) أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم

هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

الأمر الخامس: ( وتحج البيت ) أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لأداء المناسك.

- وهذه أركان الإسلام الخمسة , تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة

وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت , وشهادة أن محمداً رسول الله

داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله إذا لم تذكر معها ,

لأن شهادة أن لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله ومن عبادة الله التصديق

برسوله صلى الله عليه وسلم واتباعه.



- ثم قال أي النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلك على أبواب الخير؟ )

يعني على ما تتوصل به إلى الخير , كأنه قال نعم ,

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصوم جُنة ) يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في

حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة , ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ

الماء النار ) الصدقة هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً

وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة ,

أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم

( كما يطفئ الماء النار ) وكلنا يعرف أن إطفاء المار للنار لا يبقي من النار شيئاً , كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً.



- ( وصلاة الرجل من جوف الليل ) أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ المار النار ,

وجوف الليل وسطه وأفضل صلاة الليل النصف الثاني أو ثلث الليل بعد النصف الأول

وقد كان داود عليه السلام ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه

ثم قرأ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون

*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ ) السجدة16-17 ,

قرأها استشهاداً بها , والآية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم

عن المضاجع يعني للصلاة في الليل وينفقون مما رزقهم الله وهاتان

هما الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.



- ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ )

قلت: بلى يا رسول الله قال: ( رأس الإسلام ) الأمر يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون

ورأسه الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار عباد الله من

الكفار والمشركين والمنافقين , ( وعموده الصلاة ) أي عمود الإسلام الصلاة ,

لأن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ولا يستقيم

إلا به وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام , لأن تركها يخرج الإنسان من الإسلام

إلى الكفر والعياذ بالله , وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والسنام

ما علا ظهر البعير وذروة أعلاه وإنما ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله ,

لأن به يعلو المسلمون على أعدائهم.



- ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ )

أي بما به ملاك هذا الأمر كله , ( فقلت بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه )

وقال: ( كف عليك هذا ) يعني لا تطلقه بالكلام لأنه خطر

قلت: ( يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ ) هذه جملة استفهامية

والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟.

- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثكلتك أمك ) أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك ,

وهذه الجملة لا يراد بها معناها , وإنما يراد بها الحث والإغراء ,

على فهم ما يقال , فقال: ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم

أو قال على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم ) ,

أو هنا للشك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( على وجوههم )

أو قال: ( على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) أي إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام ,

والمعنى أن اللسان إذا أطلقه الإنسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار والعياذ بالله.



*وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:

- حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم

من النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل رضي

الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار.

- إثبات الجنة والنار وهما الآن موجودتان وهما لا يفنيان أبداً.

- بيان أن سؤال معاذ بن جبل رضي الله عنه عظيم لأن عوضه عظيم والعوض

على قدر المعوض ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد سألتني عن عظيم )

أي سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء.

- ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره الله عليه ,

فيستفاد من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عز وجل في طلب تيسير الأمور وليعلم

أن من أسباب تيسير الله تقوى الله لقوله تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) الطلاق4.



- أن أول شيء وأعظمه توحيد الله عز وجل والإخلاص لله لقوله: ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ).

- أهمية الصلاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرها بعد الإخلاص فإن

قال قائل: أين الشهادة الثانية ؟ شهادة أم محمداً رسول الله ,

قلنا: إنها معلومة من قوله: ( تعبد الله لا تشرك به شيئاً ) وسبق بيان ذلك.

- تقديم الزكاة على الصوم لأنها أكد.

- تقديم الصوم على الحج لأنه يتكرر كل عام بخلاف الحج فإنه لا يجب إلا في مرة في العمر.

- الإشارة في هذه الجملة إلى أركان الإسلام الخمسة: ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة

وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ).



- عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله: ( ألا أدلك على أبواب الخير ؟ ).

- أن للخير أبواباً وهذه الأبواب لها مداخل وهو يشبه قول الرسول

صلى الله عليه وسلم: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ).

- أن الصوم جنة , أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور والعمل به والجهل ,

وهو أيضاً جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله تعالى: ( الصوم لي وأنا أجزي به ).

- فضيلة الصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم: ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ).

- أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي

صلى الله عليه وسلم: ( والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ).

- أن النبي صلى الله عليه وسلم يستدل بالقران لأنه تلي

قوله تعالى: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ ) السجدة16-17.



- أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرض المسائل بضيغة الاستفهام لتنبيه المخاطب كما مر في هذا الحديث.

- أن الأمر - أي شأن الخلق - له رأس وله عمود وله ذروة سنام فرأس

الأمر الإسلام وعموده الصلاة يعني عمود الإسلام الصلاة , وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله.

- أن تارك الصلاة كافر لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وعموده ) أي عمود الإسلام ( الصلاة )

ومعلوم أن العمود إذا سقط , سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم

بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا الأمر.

- أن الجهاد في سبيل الله فيه علو الإسلام ورفعته لقوله ( ذروة سنامه الجهاد ).



- أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ )

قلت: بلى يا رسول الله , فأخذ بلساني وقال: ( كف عليك هذا ).

- جواز التعليم بالإشارة , لأنه صلى الله عليه وسلم أخذ بلسان نفسه وقال: ( كف عليك هذا ).

- خطر اللسان على الإنسان لقوله صلى الله عليه وسلم

: ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم ).

- تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

حيث قال: ( على وجوههم أو على مناخرهم ) , وهذا يدل على الأمانة التامة في نقل الحديث , ولله الحمد.

 
 

 

عرض البوم صور أم بيلسان   رد مع اقتباس
قديم 30-07-09, 04:14 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146042
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم بيلسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم بيلسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم بيلسان المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 



بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث الثلاثون:

- قوله صلى الله عليه و سلم: ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ) أي: أوجب إيجابا حتميا على عباده فرائض


معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج و بر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك.

- ( فلا تضيعوها ) أي: لا تهملوها إما بترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها.

- ( وحد حدوداً ) أي: أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود.

- ( فلا تعتدوها ) أي: لا تتجاوزوها.

- ( وحرم أشياء فلا تنتهكوها ) حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والخمر

والسرقة وأشياء كثيرة.

- ( فلا تنتهكوها ) أي: فلا تقعوا فيها ، فأن وقوعكم فيها انتهاك لها.

- ( وسكت عن أشياء ) أي: أي لم يفرضها و لم يوجبها ولم يحرمها.

- ( رحمة لكم ) من اجل الرحمة والتخفيف عليكم.

- ( غير نسيان ) فإن الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام: ( لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) طه 52 ,

فهو تركها جل وعلا رحمة بالخلق ، وليس نسيان لها.

- ( فلا تسألوا عنها وفي رواية فلا تبحثوا عنها ) أي: لا تبحثوا عنها.



* فوائد هذا الحديث:

- حسن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.

- إن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين ، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم


إلى قسمين: فرض كفاية ، وفرض عين.

- فأما فرض الكفاية: فأنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله ، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين. ومثله


الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها.

- وفرض العين هو: ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه. ومثله الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج.



- انه لا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله ، ويتفرع من هذه الفائدة انه لا يجوز المغالاة في دين الله ، و لهذا أنكر النبي


صلى الله عليه وسلم على الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا افطر ، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام ، وقال الثالث: أنا لا


أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: ( وإما أنا فاصلي وأنام وأصوم وافطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ).

- تحريم انتهاك المحرمات لقوله: ( فلا تنتهكوها ) , ثم إن المحرمات نوعان كبائر و صغائر , فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة ،

والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما أشبه ذلك.



- أن ما سكت الله عنه فهو عفو ، فإذا أشكل علينا حكم الشيء هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلا في


الوجوب ؛ فهو مما عفا الله عنه ، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراما وهو ليس أصله التحريم ؛ كان هذا أيضا مما

عفا الله عنه.

- انتفاء النسيان عن الله عز وجل ، و هذا يدل على كمال علمه وأن الله عز وجل بكل شيء عليم فلا ينسى ما علم

ولم يسبق علمه جهلا ، بل هو بكل شيء عليم أزلا وأبدا.

- انه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت أليه الحاجة ، وهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عهد

التشريع ويخشى أن أحدا يسال عن شيء لم يجب فيوجبه من اجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من اجل مسألته ولهذا

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البحث عنها فقال: ( فلا تبحثوا عنها ).




* شرح الحديث الحادي والثلاثون:

- عن آبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين

اسم الرجل ؛ لأنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال: ( يا رسول الله ،

دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس ) وهذا الطلب لا شك انه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما

يجلب محبة الله له وما يجلب محبة الناس له.

- فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: ( ازهد في الدنيا ) يعني: اترك في الدنيا ما لا ينفعك في الآخرة وهذا يتضمن

انه يرغب في الآخرة ؛ لان الدنيا والآخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان

يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في الآخرة من الأمور التي تضيع

وقته ولا ينتفع بها.

- إما ما يكون سببا لمحبة الناس فقال: ( ازهد في ما عند الناس يحبك الناس ) فلا يطلب من الناس شيئا ولا يتشوق

أليه ولا يستشرف له ويكون ابعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس ؛ لان الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم

استثقلوه وكرهوه ، وإذا كان بعيدا عن ذلك فإنهم يحبونه.



* من فوائد هذا الحديث:

- حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ينفعهم.

- أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته الله ويمقته الناس فبين النبي صلى الله

عليه وسلم ما يكون به ذلك.

- أن من الزهد في الدنيا أحبه الله ؛ لان الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في الآخرة ، وقد سبق معنى الزهد: وانه ترك

ما لا ينفع في الآخرة.



- إن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك.

- إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض الله للعبد وأن الطمع فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس

للإنسان ، والزهد فيما في أيديهم هو اكبر أسباب محبتهم.

 
 

 

عرض البوم صور أم بيلسان   رد مع اقتباس
قديم 30-07-09, 04:16 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146042
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم بيلسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم بيلسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم بيلسان المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 



بتعليقات

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث الثاني والثلاثون:

- قوله: ( لا ضرر ) أي: أن الضرر منفي شرعا ، ( و لا ضرار ) أي: مضاره , والفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد ،

والضرار يحصل بقصد , فنفى النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين ، والضرار اشد من الضرر ؛ لأن الضرار يحصل قصدا

كما قلنا.



- مثال ذلك: لو إنسانا له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بلا قصد ، وربما

لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة: أنا ما أقصد المضارة ، نقول له: إن لم

تقصد ؛ لأن الضرر منفي شرعا أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك ، وكل

هذا منفي شرعا.

- وقد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار وغيره ، وما أحسن أن يراجع الإنسان عليها ما ذكره

العلماء في باب الصلح وحكم الجوار.




* شرح الحديث الثالث والثلاثون:

- قوله ( لو يعطى الناس بدعواهم ) أي: بما يدعونه على غيرهم ، وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه:

الأول: أن يضيف لنفسه شيئا لغيره ، مثل أن يقول: " لفلان علي كذا " فهذا إقرار.

الثاني: أن يضيف شيئا لنفسه على غيره ، مثل أن يقول: " لي على فلان كذا و كذا " فهذه دعوى.

الثالث: أن يضيف شيئا لغيره على غيره ، مثل أن يقول: " لفلان على فلان كذا و كذا " فهذه شهادة.



- والحديث الآن في الدعوى فلو ادعى شخص على آخر قال: " أنا اطلب مائة درهم مثلا " فإنه لو قبلت دعواه لا ادعى

رجال أموال قوم ودماءهم ، وكذلك لو قال لأخر: " أنت قتلت أبي " لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها لا تقبل دعوى إلا

ببينة.

- ولهذا قال: ( لكن البينة على المدعي ) فإذا ادعى إنسان على أخر شيئاُ قلنا: أحضر لنا البينة والبينة كل ما بان به

الحق سواء كانت شهودا أو قرائن حسية أو غير ذلك.



- ( واليمين على من أنكر ) أي: من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو: " أنا اطلب مائة

درهم " قال عمرو: لا ، قلنا لزيد ائت ببينة ، فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو: احلف على نفي ما ادعاه ، فإذا حلف برئ.



* هذا الحديث فيه فوائد:

- منها أن الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال الناس ودماءهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لو يعطى الناس

بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ).

- أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما ادعاه ، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( لكن البينة على المدعي )

والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفا في الشرح ، وليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق

فهو بينة.

- أن لو أنكر المنكر وقال: ( لا أحلف ) فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى ، يحلف فقد امتنع مما يجب عليه

فيحكم عليه به.

 
 

 

عرض البوم صور أم بيلسان   رد مع اقتباس
قديم 30-07-09, 04:18 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146042
المشاركات: 33
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم بيلسان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم بيلسان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم بيلسان المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 



بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث الرابع والثلاثون:

- قوله: ( من رأى ) من هذه شرطية وهي للعموم ، قوله: ( رأى ) يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية

القلب ، وهي العلم ، والثاني أشمل وأعم ، وقوله: ( منكراً ) المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل أو

رسوله صلى الله عليه وسلم.

- قوله: ( فليغيره بيده ) اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي: بتحويله إلى

شيء مباح , ( بيده ) إن كان له قدرة اليد.



- قوله: ( فإن لم يستطع ) أي: أن يغيره بيده.

- ( فبلسانه ) بأن يقول لفاعله: اتقي الله ، اتركه ، وما أشبه ذلك.

- ( فإن لم يستطع ) باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام.

- ( فبقلبه ) أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.

- ( وذلك أضعف الإيمان ) أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان.



* في هذا الحديث فوائد:

- وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولا وهذا يكون على السلطان وإن لم يستطع فبلسانه وهذا

يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات.

- أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.

- تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: ( فإن لم يستطع ).

- أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على

أنه يتفاوت.

- وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه: " أمر " تغيير. فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم

الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه , والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول

افعلوا أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا. والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره ونهيه.





بتعليقات


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله



* شرح الحديث الخامس والثلاثون:

- قوله: ( لا تحاسدوا ) هذا نهي عن الحسد ، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية

سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.

- ( ولا تناجشوا ) قال العلماء: المناجشة أن يزيد في السلعة ، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما

يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.

- ( ولا تباغضوا ) البغضاء هي الكراهه ، أي : لا يكره بعضكم بعضا.

- ( ولا تدابروا ) أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.



- ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ) يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر

على المشتري ويقول: أنا أبيع عليك بأقل ؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء.

- ( وكونوا عباد الله إخوانا ) كونوا يا عباد الله إخوانا أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد

هذه الأخوة بقوله: ( المسلم أخو المسلم ) للجامع بينهما وهو الإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين.

- ( لا يظلمه ) أي: لا يعتدي عليه.

- ( ولا يخذله ) في مقام أن ينتصر فيه.

- ( ولا يكذبه ) أي: يخبره بحديث كذب.

- ( ولا يحقره ) أي: يستهين به.



- ( التقوى ها هنا ) يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , ( و يشير إلى صدره ثلاث

مرات ) يعني: يقول التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا.

- ثم قال: ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية

والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا.

- ( المسلم على المسلم وفي رواية كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) دمه فلا يجوز أن يعتدي

عليه بقتل أو فيما دونه ذلك.

- ( وماله ) لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.

- ( وعرضه ) أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.



* فوائد الحديث:

- النهي عن الحسد ، والنهي للتحريم ، والحسد له مضار كثيرة منها: انه كره لقضاء الله وقدره ، ومنها انه عدوان على

أخيه ، ومنها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.

- تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سببا للتباغض وأسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو

أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض.

- تحريم التدابر ، وهو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه ؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية.



- تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من

حقوقه.

- وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله: ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وانه لا يظلمه ولا يخذله

ولا يكذبه ولا يحقره ؛ لان هذا ينافي الأخوة الإيمانية.

- أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , وهذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر

عليه قال: التقوى ها هنا وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلا وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لا تقت الجوارح لان

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد

كله آلا وهى القلب ).

- تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها ، قال: ( التقوى ها هنا ) وأ شار إلى صدره ثلاث مرات.



- عظم احتقار المسلم ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وذلك

لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.

- تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّمَا

السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق ِّ ) الشورى42... وقال تعالى: ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ

فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل ٍ ) الشورى41.



- أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل

بها المصالح وتنكف بها المفاسد.

 
 

 

عرض البوم صور أم بيلسان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى الاسلامي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية