لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-09, 09:45 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

واو زونار روايه اكتر من رائعه تسلم ايدك يا غالى دايما رواياتك زوقها عالى ومتتأخرش علينا فى التكمله بليز

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 05:25 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بحثت عن غطاء لها ولفت جسمها به وشعرت أن تصرفات غريغ عادت قاسية وبدا غاضبا, مسحت دمعة من طرف عينيها, وجلست على مقعد قرب بوبي, وحتى بوبي شعر أن عمه غاضب فلم يقل شيئا بل راح يتابع بنظره ما يفعله عمه لأشعال المدفأة, وأخيرا صعدت رائحة الحطب المحروق وبدأت المدفأة تصعد لهبا أصفر ثم أحمر مضفيا على الغرفة دفئا وأمانا.
وقام غريغ وحمل بوبي مزيلا عنه الغطاء الصوفي , واذا هو بملابسه الداخلية يشعر بالخجل, أجلسه على حضنه أمام المدفأة وراح يدلك جسده بمنشفة غير مكتف بأن يزيل عنه الرطوبة بل أن يدفئه الى أقصى حد ممكن الى أن شعر بوبي بأنه يكاد يتألم, فقال:
" أنك تسلخ جلدي يا عمي غريغ".
" أنا أرغب فعلا في أن أسلخ جلدك , يا ولد".
ثم وضعه على مقعد طويل ودعاه الى النوم, ولم يكن بوبي بحاجة الى ملاحظة من هذا النوع أذ أن عينيه كانتا ثقيلتين تقاومان النوم عبثا , وسأل عمه:
" هل أنت وكوري ستنامان على المقعد الآخر ؟ أنك كنت تقول أنه لا يتسع لواحد".
" سنتدبر أمرنا".
وتركه يغفو وعاد الى كوري التي كانت جالسة أمام المدفأة , فقال لها:
" الآن جاء دورك".
" استطيع أن أتدبر أمري , شكرا".
وجعلت الغطاء يلفها من عنقها حتى أخمص قدميها".
ظهرت أبتسامة على وجه غريغ وقال:
" لا تخافي , أنا لم أخطط أن أفعل بك ما فعلته لبوبي , مع أن الفكرة ليست سيئة أطلاقا".
ثم تابع يقول:
" أنا ممتن لك جدا لما فعلته لبوبي , أنا متأكد أن أمه ستكون ممتنة لك أيضا".
ونظرت اليه كوري وقالت:
"لا بد أن أمه ستكون قلقة جدا لعدم عودتنا مع بوبي".
" لا لن تكون قلقة , أنا توقعت أن بوبي سيتجه صوب الكوخ , وأنك ستتبعينه , لذلك قلت لماريزا أن لا تقلق أن لم نعد الى البيت هذه الليلة".
وتساءلت كوري في ذاتها : ترى , هل فعلا سيهمها الأمر بعد كل ما قالته اليوم؟ هل هي أم طبيعية تلك التي تصرخ بالعبارات التي قالتها ماريزا؟
واذ بغريغ يقوم ويقول أنه سيخرج ليرى الحصان ويربطه في زاوية آمنة ويطعمه.
" وعندما أعود تكونين أنتهيت من خلع ثيابك , وأحطت جسدك بشرشف تتناولينه من الخزانة".
وخرج غريغ , التفتت كوري الى بوبي فوجدته غارقا في النوم فخعلت سروالها المبلل وقميصها وثيابها الداخلية ونشفت جسدها بالمنشفة ولفته بالشرشف الذي دلها اليه غريغ, ثم سحبت كرسيا وجلست أمام المدفأة وراحت تجفف شعرها , واذ بغريغ يستأذن الدخول على الباب ثم دخل, نزع قبعته المبللة , وخلع المعطف المضاد للمطر الذي كان وضعه على كتفيه عندما خرج, واقترب من المدفأة , واذ بالبخار يخرج من ثيابه المبللة جدا فقالت كوري مهتمة:
" غريغ , أنك مبلل جدا, يجب أن تنزع هذه الثياب عنك".
" هل ألاحظ أهتمام الزوجة فيك؟".
ثم رجع الى الخلف وبدأ ينزع ثيابه عندها أدارت كوري وجهها كي لا تراه , وبعد قليل قال:
" تستطيعين الألتفات الآن".
واذ به يحيط وسطه بمنشفة , ويقول:
" سأعد قهوة لكلينا".
" قهوة؟ هل حقا توجد قهوة هنا؟".
" نعم, واذا كنت جائعة...".
" هل في الكوخ مأكولات أيضا؟ أنا جائعة جدا؟".
" توجد معلبات فول أستطيع أن أحضرها لك".
فوافقت فرحة , وقامت تساهم في اعداد القهوة واذا بالشرشف يسقط عنها فيقترب منها غريغ مليء بالرغبة ويعانقها , الا أن تحرك بوبي وصدور أصوات منه ف عمق أحلامه , ذكرت الكبار أنهما ليسا وحدهما.
شربا القهوة وأكلا الفول, وتمددا في مواجهة بعضهما هي على المقعد وهو على الأرض ,وأدركت كوري أنه لولا وجود بوبي لكانت هي وغريغ أكملا ما كان ناقصا في زواجهما.
ومع أنها كانت تعلم أن أنجذاب غريغ اليها هو حسي بحت , الا أنها ما عادت تنزعج للفكرة, فهي تعلم أنها تريده كليا, وأنها لا بد من تطور العلاقة بينهما الى أن تجعله يستسلم للعاطفة الأنسانية المتنامية بينهما

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 05:26 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- أصبح الحلم حقيقة
أشعة الشمس المتسربة من نافذة الكوخ أيقظت كوري صباحا,لم تتذكر فورا أين هي, ولكن حوارا هامسا بين غريغ وبوبي , أبقاها في مكانها مغمضة العينين.
" أنا آسف يا عمي غريغ , لم أكا أدري أني سأزعجكما جميعا ... عندما .... عندما هربي".
" طبعا أنت لم ترغب في أزعاجنا يا ابني , ولكنك كدت تتسبب في مقتل كوري أضافة الى مقتل نفسك".
ولاحظت كوري أن غريغ يتحدث بحنان شديد مع الصبي الذي أجابه:
" أنا لا أتمنى الأذى لكوري أيضا, أنا أحبها كثيرا, وأنت تحبها, أليس كذلك يا عمي؟".
ولم تسمع كوري أجابة غريغ , وبعد صمت قليل , قال بوبي:
" أن أمي قالت...".
" أن أنك تقول أشياء كثيرة لا تعنيها يا بوبي, هي لم تقصد ما سمعتها تقوله أمس, كانت غاضبة من شيء آخر".
وصمت بوبي قليلا ثم قال:
" وهل تعني ما قالته أنها لا تريد أن تأخذني معها عندما تغادر المزرعة؟".
" هل تريد أن تذهب معها؟".
" كلا, بل أريد أن أبقى معك .... ومع كوري".
" أذن ستبقى معنا . والآن كن هادئا والا ستوقظ كوري قبل أن أكون أعددت القهوة".
وبعد قليل قال بوبي:
" طبعا أنت لم تنم مرتاحا على المقعد الضيق مع كوري".
" كلا, قلت لك أن المقعد ضيق".
أبقت كوري عينيها مغلقتين وهي تسمع خطوات غريغ الخفيفة في اتجاه المدفأة , وتساءلت: لماذا غريغ لم يخبر بوبي أنه نام على الأرض, وفكرت بأشياء كثيرة غيرها الى أن فاحت رائحة القهوة.
فتحت عينيها ورأت غريغ مرتديا ثيابه ويسكب القهوة في الفناجين وبوبي أيضا مرتديا ثيابه , ولاحظت أن ثيابها التي كانت بالأمس مبللة منشورة أمام المدفأة , موزعة بتنسيق بما في ذلك ملابسها الداخلية , وشعرت بخجل لأنه لا بد فعل ذلك خلال نومها , رأته يلتفت نحوها فابتسمت وجلست في مكانها وهي ترفع الغطاء اليها, تناولت منه القهوة شاكرة ثم سألته:
" هل توقف لاالمطر؟".
" أن الطقس جميل اليوم , سأخرج الآن لأرى أن كان اللاند روفر يصلح لأنتقالنا , واذا كان كذلك , فسنغادر جميعا المكان في أقرب وقت".
ثم نادى بوبي قائلا:
" تعال معي يا صبي , أقفز وكن نشيطا, ولنترك كوري لترتدي ثيابها بسلام".
قام بوبي وبدا كأنه لا يعاني كثيرا من تجربة الأمس , ولكنه يشعر ببعض الخجل من كوري , مر قرب كوري وقال لها مبتسما:
" صباح الخير يا كوري , هل أنت بخير؟".
" نعم أنا بخير يا بوبي, هل أنت بخير؟".
" نعم... أنا آسف يا كوري, لم أقصد أن... لم أفكر أنني سأؤذيك...".
" لا تشغل بالك يا حبيبي , ويجب أن تعلم أننا نحبك كثيرا".
لوهلة بدا بوبي حزينا وتكاد تغرورق عيناه بالدموع , فناداه غريغ عن قصد:
" أسرع يا ولد".
فسار في اتجاه عمه الذي وضع يده على ظهره وقاده الى الخارج, وفكرت كوري: كم يشبهان بعضهما, لا بد أن ابن غريغ سيكون يشبه بوبي تماما, وراحت تشرب القهوة وهي تشعر أن بوبي وغريغ صارا كل حياتها.
وما أن أصبحت وحدها حتى قامت تسحب ثيابها الدافئة وترتديها , ثم ترتب المكان وتجعل كل شيء في مكانه الأصلي , من أغطية صوفية وشراشف وغير ذلك, وفيما هي تتنقل داخل الكوخ , وتفكر بتصرفات غريغ في الليلة الفائتة , وكذلك في الصباح . فكرت أنها تتمنى فعلا أن تكون أم أولاده, وأنها أن كانت ستبدأ معه العلاقة الزوجية , فأن هذا المكان هو الأفضل الأمكنة للبدء بالعلاقة.
منتديات ليلاس
بعد قليل عاد غريغ مع بوبي, وبديا منزعجين , قال غريغ:
" أن اللاندروفر عالق في الأوحال ,سأحتاج الى مساعدة بعض الرجال , هل تنزعجين أن أخذت بوبي وذهبنا على ظهر الحصان الى المزرعة , لأعود بعد فترة قصيرة؟".
" كلا , أبدا, أنا سأنتظرك ".
وخرجت تراقبهما يعتليان الحصان المعد سلفا,أ صعد غريغ بوبي ثم التفت الى كوري قائلا:
" لن أتأخر كثيرا , توجد كميات من الحطب يمكن أن تبقي المدفأة مشتعلة , وأنا جلبت كمية من الماء اذا رغبت بأعداد قهو أضافية".
ثم ابتسم وهو يضيف:
" وهناك أيضا كمية من معلبات الفول اذا شعرت بالجوع".
ولاحظت أنه أراد أن يضيف شيئا ولكن عاد يصمت ويلتفت الى الحصان , فنادته كوري وقالت وهي تشعر أن حلقها جف خجلا:
" عندما تعود ... هل يمكن أن نبقى معا... بعض الوقت؟".
نظر محدقا في عينيها مباشرة محاولا أن يعكس عدة مشاعر في لحظة واحدة , ثم التفت الى بوبي وقال له:
" خذ الحصان وتنزه قليلا به, أريد أن أتحدث مع كوري على أنفراد".
ومع أن بوبي أعرب عن خوفه من أن يرميه الحصان الكبير عن ظهره , الا أنه استجاب لطلب عمه وابتعد.
أدخل غريغ كوري الى الكوخ , وقال وهو يحدق في عينيها :
" هل تقصدين بكلامك الذي أنا فهمته؟".
" نعم".
قالتها بهمس وحياء
" تريدين أن تجعلي زواجنا حقيقيا؟ هنا؟".
هذه المرة هزت رأسها , وأحنته جاعلة شعرها يغطي جانبا من وجهها , تقدم منها ورفع وجهها بيده وقال:
" ولماذا الآن تغير الوضع عما كان عليه عندما كنا معا على سرير واحد في منزل عائلة أندرسون ؟ ألن تتذكري حبيبك البعيد وتبكين عندما ألمسك؟".
ابتعدت كوري عنه غاضبة وحدقت فيه بأندهاش , لقد فكر, في تلك الليلة , أنها كانت تبكي من أجل روجر , واذ بصوتها يرتعش غضبا وهي تنفي:
" أنا لم أكن أبكي من أجل روجر".
" أذن لماذا كانت الدموع...؟".
شعرت أن لسانها لا يساعدها على أطلاق كل ما يجول في رأسها , ولكن يجب أن تخبره أنها كانت تبكي لأنه هو الذي كان يفكر بأمرأة أخرى عندما أقترب منها , أمرأة تمنى أن تكون الى جانبه في تلك اللحظة لا كوري.
نظرت اليه وقالت:
"أن الموضوع ليس كما تعتقد , في كل حال روجر خطب فتاة سيزوجها قريبا...".
" أه, الآن فهمت , أذن فكرت أن تحولي رغباتك الرومانسية نحوي أنطلاقا مما حدث بالأمس".
أبتعد في اتجاه الباب ثم قال:
" أكره أن أخيبك , ولكن عناقي لك بالأمس كان مظهرا من مظاهر أمتناني لك ليس أكثر".
" أمتنان ؟ لماذا؟".
" لما فعلته في أنقاذ حياة بوبي".
شعرت بغضب شديد وقالت:
" تستطيع أن تحتفظ بأمتنانك لنفسك".
وأضافت وهي تشعر أن شرارات حقد خرج من عينيها :
" وأرجو أن تنسى ما قلته لك في بداية هذا الحوار, أنا أخطأت في تقديري لك وأنتهى الأمر".
ابتسم بخبث وقال:
" أنت تثيرينني وأنت غاضبة أكثر مما تقدمين نفسك لي على طبق".
فصرخت وهي ترتعش غضبا:
" أنت كريه , كريه, وأنا لا أريد أن أراك بعد اليوم , اذهب ولا تعد , أنا سأمشي وحدي".
نظر الى قدميها العاريتين وقال:
" ستمشين من دون حذاء ؟ أن الأرض ملأى بالأوحال".
" أفضل الأوحال ألف مرة على الركوب معك على ظهر ذلك الحيوان".
وجاء صوت بوبي ينادي عمه من الخارج, ويقول بحماس:
" هانك حضر ومعه بعض الرجال".
فوقف غريغ قرب الباب ثم قال قبل أن يغادر المكان:
" ربما تركبين على ظهر ذلك الحيوان مع هانك, أنا أعرف أنه سيكون سعيدا جدا".
" أنا مستعدة أن أذهب مع أي أنسان غيرك".
" أنا آسف لأنني لن أستطيع أن أحقق لك ما تتمنين, لن يبدو حسنا منظر زوجتي ملتصقة بشخص غيري".
" لن يهم الأمر بعد اليوم, لأنني سأخبرهم أنني ما عدت زوجتك".
خرج غريغ من الكوخ ليتحقق بالرجال الذين حضروا , واطمأنت كوري عندما سمعت صوت محرك اللاندروفر , ورأت الرجال يحاولون تحريكه من بين الوحول في الضفة الأخرى من النهر , فكرت أن لا حاجة أن تركب فوق حصان مع غريغ , وأن اللاندروفر سيحل الأزمة.
دخلت الى الكوخ ترتاح قليلا وتتابع صوت هدير اللاندروفر تسير مبتعدة شيئا فشيئا, هبت من مكانها الى الخارج واذ بها ترى اللاندروفر تسير مبتعدة في اتجاه المزرعة, وأدركت أن الجميع رحلوا وتركوها وحدها , وبدأ الصمت يخيم على المكان ويزيد من شعورها بالوحدة والتعاسة, وتساءلت: تري , ماذا قال غريغ لبوبي والرجال الآخرين مفسرا بقاءها وحدها؟ هل أبلغهم أنه سيذهب ليجلب كمية الؤونة ويعود الى الكوخ؟ وتذكرت ما قال قبل أن يذهب : أنت تثيرينني وأنت غاضبة أكثر مما تفعلين وأنت تقدمين نفسك على طبق.
هي ستكون غادرت المكان قبل أن يعود, وان كانت محظوظة فأنها ستتمكن من الأتصال بشركة الطائات الصغيرة الخاصة التي بها جاءت ماريزا , وعندما تحضر الطائرة فحتى غريغ لن يجرؤ على الوقوف في وجهها أو يعلن للعالم عن زواج المصلحة الذي عقده مع كوري , أن أي محكمة في العالم لن تقتنع برجل مثل غريغ يعتمد أسوأ الأساليب من أجل الحصول على أبن شقيقه, أنها أحبت بوبي , ولكن مكانه الطبيعي هو مع أمه , وأن أ مه ستقوم بمجهود أفضل أن خرجت كوري من حياتهم, الأمر الذي قررته أعطاها القليل من الثقة في نفسها , نظرت الى الحشائش الغارقة في الأوحال حولها, والى السماء التي لم تنقشع فيها الغيوم تماما , مما مكَن الشمس من التسرب من هذه الغيوم وأضفاء بعض الدفء , ولما وجدت أن المسافة التي عليها أن تقطعها طويلة جدا , لا تقاس بالساعات بل بالأيام , عاد اليها اليأس , واستندت ألى باب الكوخ خلفها, وبعد قليل وجدت نفسها جالسة على الأرض , رأسها بين رجليها , والدموع تنهمر من عينيها .
أن تنتقل من مشاعر حب عميقة لغريغ الى رفض وهجر كاملين منه, لأمر أكبر من أن تستطيع تحمله, والأسوأ من كل ذلك أكتشافها أن غريغ بات الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يلمس أوتار قلبها, الكره المولود من الجرح غطى رؤيتها الصحيحة للأشياء مؤقتا, ولكن فكرة أبتعادها عن مزرعة مايسون وعدم رؤيتها لغريغ الى الأبد كانت مثل خنجر يطعنها في صدرها.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 05:27 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وراحت تجهش بالبكاء ولم تلاحظ أن شخصا يقترب منها الا عندما أصبح قربها , ورفع وجهها بين يديه وقال:
" " كوري؟ لماذا تبكين؟".
" أعتقدت ... أنك ... تخليت عني".
قالت ذلك مثل طفل بين يدي والده . فأجابها بلطف:
" أنت تعلمين أنني لا أفعل ذلك".
وسحب من جيبه منديلا يمسح به عينيها ووجهها , فقالت وهي تغص بالكلمات:
" وكيف أعرف ذلك؟ خصوصا بعد كل تلك الكلمات الرهيبة التي قلتها لي ... ثم لم تعد الي بعدما رحلت اللاندروفر".
" أنا لم أعد بسرعة لأنني أحتجت الى بعض الوقت لأفكر , أضافة ألى أنني ذهبت أبحث عن حذائك".
وتابع:
" أنا أعرف تماما ماذا يعني لك أن تقدمي لي نفسك جسدا وروحا , يا كوري, صدقيني أنني أردت ذلك منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيني عليك".
فوجئت بكلامه وتوقفت دموعها في حدقتيها وهي تسترجع كلامه, ماذا يقول؟ أنه تمناها زوجة حقيقية منذ البداية؟
" ولكنك لم تعطني أي أشارة...".
وأحنت رأسها بحيث أستند الى صدر غريغ , فشده اليه بذراعيه , وقال:
" كيف لم أعط أي أشارة ؟ هل نسيت تلك الليلة عند بيل عندما أعتقدت أنك تشعرين نحوي مثلما أشعر نحوك ... ولكن عندما وجدتك فجأة تبكين لأنني ... لم أكن روجر...".
" ولكنني قلت لك هذا الصباح أنني لم أكن أبكي من أجل روجر , أنا لم أفكر فيه , الا نادرا منذ وصولي الى هنا".
" هل هذا صحيح يا كوري؟".
سألها وهو يداعب خصلات شعرها وبدا وكأنه اقتنع بكلامها , ولكنه أصر:
" أذن لماذا كنت تبكين؟ هل كنت خائفة مني؟".
" كلا".
ولم تجد الا أن تقول الحقيقة:
" أنا كنت أبكي , لأنني أعتقدت أنك كنت تخيلني أمرأة أخرى, كنت تحلم بها عندما أيقظتك".
أستنكر كلامها وقال:
" أنت مخطئة جدا, صدقيني أنا كنت أعلم تماما ماذا كنت أفعل , ومن هي المرأة التي الى جانبي, ما الذي جعلك تعتقدين أنني كنت أفكر بأمرأة أخرى؟".
" أنت كنت تردد في الحلم اسم ماريزا, وترجوها...".
" ماريزا؟ أذن أنت أعتقدت أنني ...؟ آه يا كوري أن السبب الوحيد الذي يمكن أن تكون ماريزا في أحلامي هو أن أرجوها من أجل أن تترك لي بوبي , فأتمكن من أنشائه في الشكل الذي تمناه والده".
"آه يا غريغ ... أنا أعتقدت...".
" كلانا أعتقد أشياء خطاطئة لفترة طويلة ".
عانقها في حنان, ثم حملها الى داخل الكوخ وأغلق الباب خلفهما.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 22-06-09, 05:29 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

11- بوبي الأبن الحقيقي لغريغ؟
في الصباح , وعلى ظهر الحصان , تقارب الزوجان السعيدان وتهامسا وهما في طريق العودة الى المزرعة , كوري شعرت أنها في أسعد لحظات حياتها, أن رجل عمرها يحيط بها ويشعرها أنها هي أمرأة عمره بعدما أكتمل زواجهما في الليلة السابقة وأصبح حقيقيا, تبادلا النكات والهمسات والحصان يسير ببطء من دون أن يقوده أحد, بل تركه غريغ يختار طريقه من دون أن يشد له الرسن يمنة أو يسرى.
قال غريغ وفمه يلامس أذن كوري:
" أنا جائع جدا, أستطيع أن آكل الآن كل ما تعده ايلين".
" ولكنك دائما تأكل ما تعده أيلين".
" أفعل ذلك من أجل أن لا أجرح مشاعرها , الآن أشعر أن ايلين لن ترضي رغباتي بعد اليوم , أنت تطبخين أفضل بكثير منها".
فقالت كوري مازحة:
" آه , هل هذا هو الفارق الوحيد بيني وبين ايلين؟".
" لا أعتقد ذلك , أن شعرها لا يصبح ذهبيا عندما تنعكس عليه أشعة الشمس خلف طاولة الطعام عند الظهر ... جسمها لا ينافس ممثلات هوليوود ... وعيناها ليستا جميلتين مثل كتاب أرفض أن أتوقف عن قراءته".
" أنت تقول أشياء جميلة تتناقض مع نظرتك غير الرومانسية للعلاقات الأنسانية".
وتابع الحصان بهما وهما مأخوذان ببعضهما حتى بدأت بيوت المزرعة تظهر من بعد, فجعل غريغ جلسته أكثر جدية , غير راغب في أن يظهر لأحد من المزارعين سعادته الجديدة, هؤلاء قبلوا زواجه منذ البداية واعتبروه حقيقيا, أن الحب عند غريغ سيكون دائما شيئا حميما بعيدا عن أعين الفضوليين, حبه سينمو مثل برعم ويتفتح في الغرفة الكبيرة حيث تنام كوري , والتي ستكون منذ اليوم وحتى النهاية, غرفة نومهما معا.
حياهما هنك من بعيد وقال:
"كنت سأرسل فريق عمل للبحث عنكما".
فأجابه غريغ ضاحكا:
" حفظت رأسك عندما تأخرت في المشروع".
وتابعا طريقهما على الحصان حتى وصلا الى مدخل البيت , نزل غريغ أولا, ثم أنزل كوري وعانقها ثم قال في أذنها:
" مع أنني أرغب فيك الآن كثيرا , الا أنني أكون شاكرا جدا أن أحضرت قطعتي لحم أولا".
" أذن قلبك في معدتك؟ ومع ذلك أن قطعة لحم مقلية على النار مع الزبدة والفطر تبدو أشهى بكثير من ذقنك غير الحليق".
" أنا سأذهب أرى المزارعين قليلا, وأضع الحصان في الأسطبل وأعود اليك على أمل أن يكون الطعام جاهزا".
ابتسمت كوري موافقة والتفتت الى الحصان تشكره وتقول:
" أنت أعدت ثقتي بالطبع الهادىء للأحصنة". أن تذهبي معي في
" يجب أن تبدأي تعلم ركوب الخيل يا حبيبتي , أريدك أن تذهبي معي في مشاوير على ظهر الخيل أكثر وقت ممكن".
" سأفعل ذلك يا غريغ . سأتعلم ركوب الخيل وسأرافقك بالقدر الذي ترغب".
وفيما غريغ يبتعد مع الحصان, راحت كوري تراقبه وتفكر , المال لا يجلب السعادة , ولا كذلك الممتلكات المادية ولا بريق المجتمع , السعادة الحقيقية هي عندما يحب أثنان بعضهما بعضا بصدق وقوة.
وعندما دخلت الى البيت واجهتها ايلين بوجه قاق:
" أنا سعيدة جدا لرؤيتك يا كوري , السيدة مايسون تتصرف بشكل غريب منذ أن عاد بوبي , أنها تغرق في الشرب , وهي تحاول أن تتدبر أمرها مع شركة طائات خاصة لتنقلها خارج المزرعة".
واذ ببوبي يركض في اتجاه كوري يمسك بها ويقول:
" كوري, أرجوك أخبري أمي أنني لست مضطرا أن أذهب... عمي غريغ قال أنني أستطيع البقاء هنا معه ومعك".
" بوبي أهدأ قليلا وأخبرني ما الحكاية؟".
" أمي تقول أنها تريد أن تأخذني معها بعيدا من هنا, لا أريد أن أذهب الى ... نيويورك ... أو لندن... أو الى أي مكان في العالم, أرجوك يا كوري".
| أهدأ يا بوبي, اذا كان عمك غريغ قال أنك تستطيع أن تبقى هنا , فأنك ستبقى".
وانحنت فربتت على ظهر بوبي ورأسه.
ايلين سألت:
" هل غريغ سيحضر الى البيت؟".
" بعد قليل يأتي . ذهب ينهي بعض الأشغال , سيحضر لتناول الطعام, أرجو أن تخرجي قطعتي لحم من الثلاجة , وأعتقد أنه يوجد عندنا بعض الفطر , أرجو أن تحضريه أيضا".
بدت ايلين سعيدة بتعليمات معلمتها , وتابعت كوري:
" خذي بوبي معك الى المطبخ , وأنا سأصعد الى فوق لأتحدث مع السيدة مايسون".
ترددت كوري قليلا في أسفل السلالم , ثم صعدت لتواجه المرأة التي تهدد سلام غريغ وأمانه, شقيقه أراد أن ينشىء ولده هنا في المزرعة بعيدا جدا عن حياة القلق التي يمكن أن تعطيه أياها أمه , وكوري شعرت أن غريغ على حق , ولكن أقناع ماريزا مسألة أخرى.
طرقت على باب غرفة ماريزا ودخلت واذ بها تفجأ بحقائب السفر في كل مكان وأكوام الثياب هنا وهناك , وماريزا تملأ المكان بحركتها المتواصلة.
قالت كوري:
" يا ماريزا , أنا أعتقد... بل غريغ وأنا نعتقد...".
" غريغ وأنت؟ " وضحكت ماريزا وهي تضيف:
" هل تعتقدين أنك بعد ليلة مع غريغ , صار بأمكانك اعتباره لك الى الأبد؟ دعيني أخبرك يا عزيزتي أن ذلك لا يعني شيئا لغريغ مايسون , أنت لن يمكنك التعامل مع رجل مثل غريغ مايسون حتى لو قدم لك على طبق".
" أعتقد أنني أحسنت التعامل حتى الآن , ولكنني لم آت الى هنا لأتحدث عن غريغ مايسون, بل عن بوبي".
واذ بايلين تطرق على الباب وتدخل بالقهوة , فرحت كوري لمقدم ايلين , اذ أعطتها بعض الوقت لتستجمع أفكارها من أجل بوبي .
قدمت كوري القهوة لماريزا قائلة بعد أن انسحبت ايلين:
" خذي أاشربي, ستشعرين بتحسن ".
" وماذا تعرفين بماذا أشعر؟ وماذا ستشعرين عندما يتخلى عنك غريغ من أجل فتاة أصغر سنا مثلما فعل معي؟".
شعرت كوري بطرقات قلبها تتلاحق . سكبت لنفسها فنجان قهوة وتذكرت نفي غريغ لأي علاقة بينه وبين ماريزت , وهي صدقته لأنه بدا صادقا جدا , فقالت كوري لماريزا:
" أرجو أن تكفي عن ذلك يا ماريزا , لم يكن بينك وبين غريغ أي علاقة خاصة غير تلك التي في خيالك".
" هل هو أخبرك ذلك؟".
" هو لا يتحدث عادة عن هذه الأشياء , هو ليس من نوع الرجال الذين...".
" وماذا تعرفين من أي نوع هو؟ هل تعتقدين أنه يمكن أن يخبرك أنه قتل أخاه لأنه كان يشكل عائقا بيننا ؟ وأنه بعد ذلك شعر بعقدة النب ووخز الضمير وما عاد يلمسني؟".
" أنت تكذبين, أن غريغ لا يفعل شيئا كهذا من أجل أمرأة حتى ولو كانت تعني له كثيرا".
واذ بماريزا تفاجئها بجواب قاس , جعلت فيه كل غضب المرأة المطعونة وحقدها قالت:
" ربما لا يفعل شيئا كهذا من أجا أمرأة , ولكن من أجل أبنه يفعل أكثر".
وضحكت ماريزا بهستيريا عندما لاحظت وقع المفاجأة على كوري وعدم التصديق .
فتابعت ماريزا:
" ولماذا تعتقدين أن غريغ مهتم جدا بالأحتفاظ ببوبي؟ لأنه ابن شقيقه الراحل ؟ أم لأنه أبنه؟".
واذ بكوري تسأل بصوت خافت وحلق جاف:
" بوبي هو... ابن غريغ؟ أنا لا أصدق ذلك".
" في النهاية سوف تصدقين , لا بد أنك رأيت الصورة قرب سرير بوبي لوالده ولي, ألم تلاحظي عدم التشابه بين جون وبين غريغ؟ وأن بوبي لا يشبه جون بل غريغ؟".

للحظة بقيت كوري جامدة في مقعدها وهي تتذكر كيف لاحظت منذ أول مرة رأت فيها بوبي أنه يشبه غريغ , وكيف كانت تفكر أنه لو كلن لغريغ ولد سيكون يشبه بوبي , أضافة الى ألحاح غريغ للأحتفاظ ببوبي ...
قامت كوري من مقعدها وغادرت الغرفة من دون أن تنظر الى عيني ماريزا لأنها لو فعلت تعرف أنها سترى أنتصارا ساحقا.
دخلت الى غرفتها الكبيرة حيث السرير العريض الذي اعتقدت في الصباح أنه سيجمعها مع غريغ من الآن وصاعدا , توجهت الى الكرسي الهزاز وجلست تنظر عبر النافذة الى الخارج , ما عادت تشعر بجوع ولا بأي رغبة أخرى.
منتديات ليلاس
كانت خططت فور عودتها أن تأخذ حماما دافئا , وترتدي فستانا خاصا يعكس سعادتها الجديدة فستجلب الأعجاب من غريغ , ولكنها جلست جامدة في مكانها , ولم تشعر بالوقت يمر الا عندما سمعت طرقا على الباب وصوت غريغ:
" كوري! أفتحي الباب, دعيني أدخل ".
هل رأى ماريزا وأخبرته ما كان يخفي عنها؟ وهل ستسمع أكاذيب جديدة؟ قامت من مكانها وفتحت الباب, واذ بغريغ يدخل والقلق باد على وجهه , لم يلاحظ غياب أي تعبير على وجه كوري , قال:
" كوري , يجب أن أطير الى قسم بعيد في السهل, بعض الرجال اتصلوا بنا عبر الراديو وأبلغونا أن ثمة حالات تسمم بين بعضهم ويجب نقلهم الى المستشفى , سأذهب أنا وهانك في الطائرة الصغيرة".
" ولكنك لم تأكل".
" أنا قلت لأيلين أن تحضر شيئا سريعا من قطع اللحم التي كنا نتمنى أكلها مع الفطر , سننتظر يوما أو يومين الى أن أعود".
" يوم أو يومين؟".
ثم عانقها وهو يقول:
" كنت أخطط لأشياء كثيرة هذه الليلة , ولكننا سننتظر حتى أعود أليس كذلك؟".
لم تتجاوب لعناقه ولا سؤاله.
" ماذا في الأمر يا حبيبتي ؟ هل غيرت رأيك فيَ بسرعة؟".
" كلا... لا ... أنا.... فقط متعبة , هذا كل شيء".
" وجائعة أيضا , ايلين تحضر الطعام لكلينا , لنأكل بعدما أكون انتهيت م الحمام".
وغادرها متوجها ال غرفته ثم الى الحمام , انتظرت في غرفتها حتى لاحظت خروجه , فدخلت هي لتتنشق رائحة العطر الذي استعمله والعابق بين غيوم من البخار , وتحت المياه الساخنة راحت دموع كوري تنهمر من عينيها.

لماذا لم يخبرها الحقيقة عن بوبي؟ عن علاقته مع ماريزا؟ عن مقتل شقيقه؟ كان يمكن أن تفهم حبه لماريزا وواقع ولادة بوبي نتيجة ذلك الحب, وحتى قتله لشقيقه , رغم أنها لا تصدق أن يكون مات الا قضاء وقدر, أن كذبه عليها هو الذي يجعل أي زواج بينها وبينه مستحيلا".
كان يأكل في سرعة عندما حضرت كوري الى غرفة الطعام, وجلست في مكانها الأعتيادي .
" أعتذر لأنني لم أستطع أنتظارك حتى نأكل معا , الرجال ينتظرونني كما تعرفين".
" لا بأس , عندي وقت طويل".
وقام من مكانه واقترب منها واضعا يده على كتفها.
" أرجو أن تأكلي جيدا, ثم ارتاحي جيدا حتى أعود".
واذ بالدموع تملأ عينيها, هو اعتقد أنها تبكي بسبب تغيبه , فقال لها:
" سأعود حالما أستطيع ذلك يا حبيبتي, صدقيني أنني لا أريد أن أذهب".
وكيف تصدقه؟ وشعرت أن الكلام الصادق الوحيد هو ذلك الذي قاله لوبي وهو يغادر البيت.
" أهتم بأهل البيت في غيابي يا أبني".
يا أبني, هل تراه بوبي يعرف كم هي حقيقية هذه الكلمة ؟ وانه كان يستعملها لأنه يترتاح بترديدها , وأدركت كوري أنها بعد اليوم لن تهتم بالموضوع , وغياب غريغ لبضعة أيام جاء في الوقت المناسب , اذ يجعلها تهرب من المزرعة من دون مواجهته , أن أي مواجهة ومحاورة لن تنفع شيئا , بل ستزيد من الجراح , وهي تعلم جيدا أن هذه الجراح لن تلتئم أبدا .
في المساء وجدت كوري نفسها في مواجهة ماريزا على طاولة الطعام في لقاء غير مرغوب , ايلين أعدت لهما قطع اللحم بالفطر الذي كانت تنوي تحضيره في النهار لها ولغريغ , حاولت كوري أن تأكل ووجدت أن شهيتها مفقودة , وبقي الصمت مخيما حتى قطعته ماريزا بقولها:
" أخبريني . هل سألت غريغ ما قلته لك؟".
ونظرت الى عيني كوري في جرأة أعتبرتها كوري وقاحة , ومع ذلك تابعت:
" أنا لا يجب أن أكون قارئة أفكار حتى أعرف أنه نفى القصة كلها".
" كلا , لم ينف شيئا".
"لم ينف شيئا؟".
" لا , لأننا لم نتحدث بالموضوع".
وصمتت ماريزا عن غيظ ثم قالت:
" تجاهل الحقائق لا يجعلها تندثر , اسمعي يا كوري , أنت فتاة طيبة وأنت لا تستحقين أن تجرحي من رجل مثل غريغ مايسون, أنت لا تفهمين ما يمكن أن يفعله غريغ من أجل الأحتفاظ ببوبي , أنه سيزيد من ايهامك بحبه لك كلما اقترب موعد المحكمة في أيلول".
كوري أغمضت عينيها كي لا تراها ماريزا تبكي , ومع ذلك لم تستطع أن تقاوم طويلا بل أحاطت وجهها بيديها وتركت دموعها تنهمر , مدت ماريزا يدها لتربت على ذراع كوري قائلة:
" أنا آسفة يا عزيزتي, لا أحد يعرف كيف تشعرين أكثر مني , ولكن أنت محظوظة لأن ليس بينك وبين غريغ الروابط التي بيني وبينه".
وتذكرت كوري أن غريغ مرة استعمل كلمة( روابط) بوصف علاقته مع ماريزا, منذ زواج شقيقه , لا بد أن هذه الروابط تعود الى أبعد من ذلك , كم كنت بلهاء , عندما صدقت نفيه لأي علاقة حميمة معها.
ماريزا تابعت تسهل لكوري أنسحابها من حياة غريغ.
" أن طائرة صغيرة خاصة آآتية من بلدة وليمس ليك غدا, أنا طلبتها من أجلي , لماذا أنت لا تذهبين أنت ما دمت قادرة الآن على الذهاب؟ عودي الى حياتك الخاصة قبل فوات الأوان , أنسي مزرعة مايسون , وكوني شاكرة لأن الظروف ساعدتك على اكتشاف حقيقة غريغ في الوقت المناسب".
هل ستذهب في الوقت المناسب؟ وأي وقت مناسب هو هذا بعدما طبع حب غريغ في قلبها وجسمها ؟ ولكنها ستذهب في كل حال, كتبت رسالة قصيرة لغريغ , كبرياؤه سيمنعه من اللحاق بها : كتبت"
غريغ أنا آسفة لأنني خرجت عن أتفاقنا وبهذه الطريقة , ولكن وجدت أنه من الأفضل أن أخبرك بكلمات بسيطة سبب عدم أحتمالي البقاء هنا, أنا أكتشفت أن روجر ما يزال يعني لي الكثير , ربما وجودنا معا في الكوخ أحيا روجر في فكري , وأعتقد أنه من الأفضل لكلينا أن أغادر المزرعة في أثناء غيابك, أنا متأكدة أنك تستطيع أن تنهي مسألة حضانة بوبي في شكل مناسب , وأن يكون في النهاية حيث ينتمي فعلا
" كوري"
كانت خيوط الفجر بدأت تظهر عندما غرقت كوري في النوم , وعندما أستيقظت نحو الثامنة اعتقدت أنها ما تزال تحلم أذ رأت بوبي في بيجامته واقفا الى جانبها , ولكن صوته كان حقيقيا وحزينا عندما قال:
" أمي قالت أنك ستغادرين المزرعة , هذا ليس صحيحا أليس كذلك يا كوري؟".
جلست كوري في سريرها وقالت:
" نعم يا بوبي, هذا صحيح".
" ولكن لماذا؟" سأل والدموع في عينيه , وعمي غريغ يحبك كثيرا . أنتما متزوجان".
شدته كوري اليها وعانقته قائلة:
"في بعض المرات... يتزوج أثنان يا بوبي .... ويكتشفان بعد فترة... أنهما أخطآ , هذا ما حصل بيني وبين عمك غريغ".
" هل تقصدين أنك لا تحبينه بالقدر الذي يحبك فيه؟".
شدته أكثر الى صدرها , ولم تستطع أن تكون صادقة, هي تحب غريغ من أعماقها , ولكن أعماق غريغ ملأى بحب بوبي وباستعمال أي وسيلة ليصل الى غايته , ولكنها قالت:
" لا ... أنا لا أحبه".
وازداد بكاء بوبي وهو يقول:
" أنا لا أريد أن أبقى هنا من دونك , خذيني معك يا كوري".
بكت هي أيضا وقالت:
" لا أستطيع أن أفعل ذلك يا حبيبي , أمك ستكون هنا, وربما ستبقى دائما هنا معك ومع عمك غريغ".
" ولكن أمي لا تهتم بي مثلما أنت تهتمين , هي لا تقرأ القصص لي قبل أن أنام , ولا تسبح معي في البركة , ولا تحب أن تذهب الى البحيرة أو الى الكوخ...".
أبعدت رأسه قليلا وتناولت منديلا مسحت عينيه وأنفه وقالت محاولة أن تضفي أملا جديدا:
" ولكن أمك تركب معك الحصان, أليس كذلك؟ أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك, لأنني أخاف من الأحصنة , في كل حال , أن أمك ستفعل كل هذه الأشياء التي تتحدث عنها عندما أذهب أنا , وفي المستقبل يمكن أن تأتي لزيارتي في فانكوفر فآخذك تتفرج على كل الأشياء الحلوة هناك , الى الحديقة العامة ومختبر الفضاء , وغير ذلك...".
وأخيرا أقتنع أن يغادر الغرفة من أجل أن تتمكن كوري من أرتداء ملابسها , ما يزال أمامها أيلين لتودعها , بعد نصف ساعة نزلت كوري من غرفتها بثياب داكنة تتلائم مع مزاجها ذلك النهار , وتوجهت الى المطبخ مستعدة للبكاء , واذ بأيلين تواجهها بغضب:
" أنا أعتقد أشياء كثيرة عنك يا كوري , ولكنني لم أعتقد يوما أنك جبانة".
" جبانة؟".
" هذه أنت أن جعلت تلك المرأة تجرك الى مغادرة البيت ".
" وما الذي يجعلك تعتقدين أنني سأغادر البيت بسببها".
" لأنني أعرفها جيدا منذ زمن بعيد , أنها تلاحق غريغ منذ مقتل شقيقه وهي ما تزال تريده لنفسها ".
وتابعت بحدة:
" مهما أخبرتك بالأمس أشياء جعلتك تقررين السفر , تأكدي أن كل ما قالته هو بالتأكيد كذب بكذب ".
" أنت لا تفهمين يا أيلين, ثمة أشياء...".
" أنا أفهم ما يكفيني أن أعرف أن غريغ يحبك , وهو سيفاجأ برحيلك , سيحطم البيت لغيابك".
وغضبه ما عاد يهم , أنا وغريغ أرتكبنا جطأ".
" خطأ ؟ أي جطأ هذا الذي تتحدثين عنه؟ أنني أعرف غريغ جيداوأعرف أنه أسعد أنسان معك".
ووجدت كوري أنه من الملائم أن توقف الحوار في شكل من الأشكال فقالت:
" في كل حال ما بيني وبين غريغ لا يخصك , أنت تعملين هنا في البيت وليس في حياتنا الشخصية ".
وندمت فورا لأنها جرحت ايلين ومع ذلك فكرت أنه من الأفضل للجميع أن تغادر البيت في أجواء عداء لأنها لا تريد أن تعود أبدا.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليزابيث غراهام, انين الساقية, elizabeth graham, mason's ridge, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية